Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 446

‫جامعـــة قاصدي مربــــاح ورقلــــــــــة‬

‫كلية احلقـوق والعلـوم السياسية‬


‫قســـــم احلقــــــوق‬

‫بدائل الدعوى العمومية‬


‫دراسة مقارنة‬
‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه الطور الثالث‬
‫ختصص‪ :‬قانون جنائي‬
‫إشــراف األستاذ الدكتور‪:‬‬ ‫إعــــداد الطـــــالب‪:‬‬
‫شنيـــن صالـــح‬ ‫علــــوي لزهـــــر‬
‫جلنـــــة املناقشــــــــة‪:‬‬
‫الصفة‬ ‫اجلامعة‬ ‫الرتبة العلمية‬ ‫االسم واللقب‬
‫رئيسًا‬ ‫جامعــــة ورقلــــة‬ ‫يسمينة لعجـــــــال أستاذالتعليم العالي‬
‫مُشْ ِرفًا ومق ّررًا‬ ‫جــامــعــة ورقــلــة‬ ‫صـــاح شـــ ن يــــــن أستاذالتعليم العالي‬
‫مناقشًا‬ ‫جامعــــة ورقلــــة‬ ‫حممد بكــرارشوش أستـــــاذ حماضر "أ"‬
‫مناقشًا‬ ‫جامعــــة ورقلــــة‬ ‫أستـــــاذ حماضر "أ"‬ ‫بلقــاسم سويقـــات‬
‫مناقشًا‬ ‫جامعــــة بــاتنة ‪1‬‬ ‫دليلــــة مبـــاركي أستاذالتعليم العالي‬
‫مناقشًا‬ ‫جامعــــة الـــوادي‬ ‫أستـــــاذ حماضر "أ"‬ ‫إهلــــام بن خليــــفة‬

‫السنة اجلامعية‪2022 - 2021 :‬‬


‫شكر وتقدير‬

‫احلمد هلل أوال الذي من علينا بامتام هذا العمل‬

‫وعمال بقول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪:‬‬

‫"من مل يشكر الناس مل يشكر اهلل "‬

‫يتوجه الباحث بالشكر اجلزيل لألستاذ شنني صاحل الذي تكرم باالشراف على عملنا‬

‫هذا ‪ ،‬وافادتنا حبسن التوجيه و النصح و االرشاد والعلم الوافر ورحابة الصدر جزاه اهلل‬

‫خري جزاء‬

‫كما اتوجه بالشكر اىل االساتذة االفاضل أعضاء جلنة املناقشة الذين تفظلوا بقبول‬

‫مناقشة هذا العمل واثراءه مبالحظاهتم القيمة من اجل تقوميه وتصويبه‬

‫وأخص بالشكر االستاذ سويقات بلقاسم من جامعة قاصدي مرباح ورقلة على كل‬

‫ماقدمه يل من معاملة راقية‬

‫والشكر موصول اىل كل االطقم االدارية و البيداغوجية جبامعة قاصدي مرباح ورقلة‬

‫على حسن املعاملة والتوجيه‬


‫إهــــــداء‬

‫إىل روح والدي العزيز رمحه اهلل واسكنه فسيح جنانه وطيب ثراه وجعل اجلنة مثواه‬

‫إىل روح أخي شهيد الواجب الوطين رمحه اهلل "حممد"‬

‫إىل نبع احلنان ‪ ...‬بسمة احلياة أمدها اهلل بوافر الصحة والعافية و أطال اهلل يف عمرها‬

‫أمي‬

‫إىل من رافقوني يف احلياة ودرب النجاح زوجيت الكرمية وأبنائي أروى ورائد عبد‬

‫الرمحن وعبد اجلليل‬

‫إىل كل اخوتي واخواتي‬

‫إىل كل الزمالء ‪ ،‬و إىل كل من علمين حرفا خالل مسار تعليمي‬

‫إىل كل هؤالء اهدي هذا العمل املتواضع‬

‫الباحث لزهر علوي‬


‫قائمة املختصرات‬
‫باللغة العربية‪:‬‬
‫ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ ......................................................... :‬قانون االجراءات الجزائية الجزائري‬
‫ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م‪ .......................................................... :‬قانون االجراءات الجزائية المصري‬
‫ق‪.‬ع‪.‬ج‪ .................................................................... :‬قانون العقوبات الجزائري‬
‫ق‪.‬ع‪.‬م‪ ..................................................................... :‬قانون العقوبات المصري‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪ .................................................................... :‬الجريدة الرسمية الجزائرية‬
‫ج‪.‬ر‪.‬م‪ ..................................................................... :‬الجريدة الرسمية المصرية‬
‫ن‪.‬ج‪.‬م‪ ......................................................................... :‬نقض جنائي مصري‬
‫د‪.‬ج‪ ................................................................................... :‬دينار جزائري‬
‫ص‪ ......................................................................................... :‬صفحة‬
‫ص ص‪ ................................................................... :‬من الصفحة إلى الصفحة‬
‫ط‪ ........................................................................................... :‬الطبعة‬
‫ج‪ ............................................................................................. :‬الجزء‬

‫باللغة األجنبية‪:‬‬
‫‪Art: .............................................................................................................. Article‬‬
‫‪JORF .................................................... Journal officiel de la république française‬‬
‫‪C.P.P.F: ......................................................... Code de Procédure Pénale Français‬‬
‫‪CDF: .............................................................................. Code Douanier Française‬‬
‫‪Op.cit: .......................................................................Ouvrage Précédemment Cité‬‬
‫‪Éd: .............................................................................................................. Édition‬‬
‫‪P: ..................................................................................................................... Page‬‬
‫‪N°: .............................................................................................................. Numero‬‬
‫‪J.L.D: ............................................................ Juge des Libertés et de la Détention‬‬
‫‪Vol: ............................................................................................................ Volume‬‬
‫‪Ibid: ........................................................................ meme endroit, meme ouvrage‬‬
‫‪p p: ......................................................................................... De la page a la page‬‬
‫‪P.C.W ................................................................................ :Previously cited work‬‬
‫مقدمـــــــة‬
‫مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫موضوع البحث‬

‫الجريمة ظاهرة إنس ااانية واجتماعية معاصا ارة لوجود اإلنس ااان‪ ،‬لص اايقة بالمجتمعات البةا ارية باعتبارها‬
‫قدر محتوم في حياة الةعوب واألمم وان لم تكن كذلك بالنسبة لألةخاص‪.‬‬
‫وبوقوع الجريمة ينة ا ا حق إجرائي للدولة في العقاب متوسا االة في ذلك طريق الدعوع العمومية التي‬
‫تاخخاذ مرك از جوهراياا في قوانين اإلج ارءات الجزائياة المختلفاة‪ ،‬فهنااك تززم يين سا ا ا ا ا ا االطاة الادولاة في تطييق‬
‫العقوبات وبين الدعوع العمومية التي يحركها ويباةرها رجال القضاء كخصل عام وغيرهم من الجهات التي‬
‫حصرا‪.‬‬
‫ا‬ ‫حددها القانون‬
‫وقد تطورت الظاهرة اإلجرامية مع تطور المجتمعات على جميع األصعدة ‪ ،‬فاستةعرت الدولة خطر‬
‫ذلك أكثر فخكثر باعتبار الجريمة تهديد لكيان الجماعة واس ا ا ا ا ا ااتقرار األفراد و أمنهم و س ا ا ا ا ا اازمتهم ‪ ،‬وبهد‬
‫حماية جميع هذه العناص اار أخذت الدولو توس ااع من التها العقايية بس اان القوانين الواحد تلو ارخر يتجريم‬
‫ومعاقبة كل فعل مستجد ترع فيو وصف الجريمة‪.‬‬
‫و جراء ذلك ظهر مايعر بالتض ا ااخم التةا ا اريعي في المجال الجزائي ‪ inflation pénale‬والذي يعقبو‬
‫بالتبعية فرط في اس ا ا ااتعمال الدعوع العمومية ‪ ،‬كل ذلك كان لو دور كيير في إفراز ما يعر بخزمة العدالة‬
‫الجزائية ‪ ، la crise de la justice pénale‬إذ أضا ااحت أجهزة العدالة تعاني من أزمة حادة تحت وطخة كثرة‬
‫القضايا السيما البسيطة منها ‪ ،‬وتعقيد و طول اإلجراءات ‪ ،‬و إغراق في الةكليات ‪ ،‬ضف إلى ذلك وحدة‬
‫السا ا اازئ اإلجرائي المسا ا ااتخدم كقاعدة عامة والمتمثل في الدعوع العمومية بالرغم من تعدد الجرائم وتنوعها‬
‫السيما في الوقت الراهن‪.‬‬
‫وبغية تحقيق النجاعة في تكييف رد الفعل الجزائي مع الجريمة وتخفيف العبء على كاهل العدالة ‪،‬‬
‫وتفعيل دور الخصا ااوم في إدارة الدعوع و إسا ااهامهم في حل النزاع الجزائي بةا ااكل مباةا اار خاصا ااة إعادة‬
‫النظر في وضا ا ا ا ا ا ااع المجني علي ااو في اإلجراءات الجزائي ااة من خزل إعط ااائ ااو دور أكير وفع ااال في ح اال‬
‫الخصومة الجزائية ‪ ،‬إتجهت السياسة الجزائية الحديثة إلى البحث عن نفس جديد يسمح يإدارتها على نحو‬
‫مغاير للطرق اإلعتيادية في فض الخصومة الجزائية يقوم على منهج التسوية بمفومو الواسع الذي يعتمد‬
‫الخص ا ااومة محاولة إقامة التوازن يين‬ ‫على فكرة العدالة التص ا ااالحية ‪ ،‬الرض ا ااائية و التفاوض ا ااية يين أط ار‬
‫تحقيق عدالة بسيطة ‪ ،‬ناجزة و نوعية‪.‬‬ ‫يهد‬ ‫مصالح مختلف األط ار‬
‫ومن هنااا يرزت فكرة ياادائاال الاادعوع العموميااة كااخحااد الحلول المقترحااة ألزمااة العاادالااة الجزائيااة‪ ،‬والتي‬
‫تقوم على إنهاء النزاع الجزائي سواء في مرحلة ما قيل تحريك الدعوع العمومية أو ما بعدها يواسطة اليات‬
‫توفق يين المجني عليو بمفهومو الواس ا ا ا ا ا ااع الذي ية ا ا ا ا ا اامل الدولة والفرد من جهة ومرتكب الجريمة من جهة‬
‫أخرع‪ ،‬وهذه اليدائل تعني الخيار يين حلين أو أكثر ‪ un choix entre deux ou plusieurs solutions‬أو‬
‫باألحرع يين إجرائيين‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫وهذا ما انتهجتو السااياسااة التة اريعية في الجزائر على غرار التة اريعات المقارنة‪ ،‬بالتحول من العدالة‬
‫العقايية التقليدية إلى العدالة الرض ا ااائية في فض المنازعات الجزائية بة ا ااخن ص ا اانف معين من الجرائم كثيرة‬
‫حيااث‬ ‫الوقوع قليلااة الخطورة اإلجراميااة لاادع فاااعليهااا‪ ،‬كجاادوع عمليااة نفعيااة أملتهااا أزمااة العاادالااة الجزائيااة‬
‫عمدت إلى وض ا ا ا ااع عدد من النظم التقليدية ض ا ا ا اامن ما يعزز تفعيل دور المجني عليو يإعطائو مكنة تقييد‬
‫يناءا على ةا ااكوع منو وتمكينو من حق التنازل عنها‪ ،‬كما‬
‫حرية النيابة العامة في تحريك الدعوع العمومية ا‬
‫أقر المةاارع الجزائري نظام المصااالحة الجزائية‪ ،‬ومن األنظمة الحديثة التي تيناها المةاارع الجزائري في هذا‬
‫الة ا ا ااخن نجد نظام الوس ا ا اااطة الجزائية في إطار تعديل قانون االجراءات الجزائية س ا ا اانة ‪ ، 2015‬والذي يعد‬
‫طفرة نوعية في تكييف رد الفعل الجزائي مع الخطورة االجرامية‪.‬‬
‫وألن هذه الفكرة متيناة في عديد الدول ففي فرنساا ا ااا التي تعد رائدة وسا ا ا ااباقة في تيني يدائل الدعوع‬
‫داءا ينظام‬
‫العمومية التي أقرتها في تة ا ا ا اريعاتها المختلفة لمواجهة المد الهائل لعدد القضا ا ا ااايا إذ أخذت إيت ا‬
‫التنازل عن الةااكوع والمصااالحة الجزائية على غرار التة اريعين الجزائري والمصااري‪ ،‬ليتم بعدها التوسااع في‬
‫األخذ يهذه اليدائل إذ اس ا ااتحدث نظام الوس ا اااطة الجزائية إلص ا اازئ اإلجراءات الجزائية س ا اانة ‪ ، 1993‬ومن‬
‫بعده نظام التسا ا ااوية الجزائية في إطار تدعيم فعالية اإلجراءات الجزائية سا ا اانة ‪ ، 1999‬في نطاق ما يعر‬
‫بالطريق الثالث ‪ Troisième Voie‬باعتبار هذه اليدائل تقع يين سياسة الحفظ والمتابعة‪.‬‬
‫وفي مصا اار فإننا نجد إلى جانب التصا ااالح الذي أخذ بو المةا اارع المصا ااري بعد تردد نظام التنازل‬
‫عن الةكوع كخحد الوسائل التقليدية اليديلة عن الدعوع العمومية‪.‬‬

‫أهمية البحث‬

‫يسا ا ا ااتمد موضا ا ا ااوع يدائل الدعوع العمومية أهميتو من أهمية الدعوع العمومية نفسا ا ا ااها إذ تحتل هذه‬
‫مكانا أسا ا ا اااسا ا ا ا اايا في قوانين اإلج ارءات الجزائية المختلفة‪ ،‬ذلك أن يدائل الدعوع العمومية تعتير من‬ ‫األخيرة ا‬
‫أهم الحلول المعول عليهااا للتخفيف إن لم نقاال حاال أزمااة العاادالااة الجزائيااة‪ ،‬والتي كاااناات موضا ا ا ا ا ا ااوع اهتمااام‬
‫وتوصيات المؤتمرات الدولية والندوات العلمية سواء على المستوع اإلقليمي أو الدولي‪ ،‬حيث دعت مختلف‬
‫الدول إلى استحداث يدائل للدعوع العمومية‪.‬‬
‫وموضا ا ا ا ا ا ااوع يدائل الدعوع العمومية ذا أهمية بالغة اا‬
‫نظر لحداثتو ومواكيتو رخر ما توصا ا ا ا ا ا االت إليو‬
‫السياسة الجزائية المعاصرة من تغييرات جذرية على االجراءات الجزائية في سييل الخروج من أزمة العدالة‬
‫الجزائية‪ ،‬فهو الموضوع المحوري الذي يلقي الضوء على سلسلة التحوالت التةريعية والقضائية التي تتوافق‬
‫مع اخر ما توصل إليو الفكر البةري في مجال أساليب التصدي ومواجهة تنامي الظاهرة اإلجرامية‪.‬‬
‫إلى جانب كل ما سا ا ا ا ا ا اايق ال نغفل األهمية العملية لهذه اليدائل من خزل أنها اليات تقوم على فتح‬
‫دور محورايا في وضع حد للخصومة في إطار ما‬
‫الخصومة الجزائية واعطائهم اا‬ ‫قنوات للتواصل يين أط ار‬

‫‪3‬‬
‫مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫نوعا من الرض ااا المتبادل قد ال ييلغو الحكم القضا اائي‪ ،‬بما‬ ‫يعر يخص ااخص ااة الدعوع الجزائية‪ ،‬بما يحقق ا‬
‫إيجابا على مرفق القضا ا ا اااء للتخلص من تكدس القضا ا ا ااايا الجزائية‪ ،‬و من ثم الوصا ا ا ااول إلى عدالة‬
‫ا‬ ‫ينعكس‬
‫ناجزة ونوعية ‪.‬‬

‫أسباب اختيار الموضوع‬

‫تتمثل أس ا ا ااباب اختياري لموض ا ا ااوع يدائل الدعوع العمومية في ميلي للبحث في المواض ا ا اايع الحديثة‬
‫الس ا ا اايما وأن موض ا ا ااوع يدائل الدعوع العمومية هو من مواض ا ا اايع الس ا ا اااعة في االجراءات الجزائية خاص ا ا ا اة‬
‫بالنسا ا اابة للتة ا ا اريع الوطني يإق ارره لنظام الوسا ا اااطة الجزائية‪ ،‬كما أنو يمثل طفرة نوعية في توجو السا ا ااياسا ا ااة‬
‫الجزائية نحو هذه اليدائل وما تثيره من إةاكاالت قانونية توجب تحديد ضاوابطها ومناقةاتها واإلجابة عليها‪،‬‬
‫دون إغفال أن لها ص ا االة مباةا ا ارة بما يعانيو القاض ا ااي والمتقاض ا ااي على حد السا ا اواء‪ ،‬كل هذا ية ا ااكل اا‬
‫حافز‬
‫قويا للبحث في هذا الموضوع والخوض في تفاصيلو‪.‬‬ ‫وباعثاا ا‬

‫أهداف البحث‬

‫الباحث من خزل هذه الد ارسا ا ا ا ا ا ااة إلى تحديد الض ا ا ا ا ا ا اوابا و األحكام الناظمة ليدائل الدعوع‬ ‫يهد‬
‫العمومية ‪ ،‬وذلك في التةا ا اريع الجزائري والتةا ا اريعات المقارنة كالقانون الفرنس ا ااي والمص ا ااري والتي عمدت‬
‫اختيارها لكون التةا اريع الفرنس ااي هو الس ااباق لألخذ يهذه اليدائل‪ ،‬أما المص ااري فهو من التةا اريعات العربية‬
‫على‬ ‫من د ارسااتو الوقو‬ ‫الرائدة والمتجددة‪ ،‬أما بالنساابة للتة اريع الجزائري فهو التة اريع الوطني الذي نهد‬
‫اخر التطورات التي عرفها مقارنة بغيره من التةا ا اريعات المقارنة في مس ا ااخلة األخذ ييدائل الدعوع العمومية‬
‫ومدع مواكيتو لتطورات السااياسااة الج ازئية المعاصارة ‪ ،‬وكذا تقييم كل ذلك للنظر في مدع امكانية اعتمادها‬
‫في تةريعنا الوطني‪.‬‬
‫ضا اا إلى ييان مدع فاعليو هذه األنظمة اليديلة للدعوع العمومية في إقامة العدالة‬
‫وتهد الد ارس ااة أي ا‬
‫واإلسهام في حل أزمة العدالة الجزائية‪.‬‬

‫إشكالية البحث‬

‫مما ال ةا ا ا ااك فيو أن العدالة الجزائية التقليدية تعاني من أزمة حقيقية في كثير من المجتمعات‪ ،‬ومن‬
‫أمثلة مما تعانيو نجد‪ :‬الحجم المتزايد للقضا ااايا السا اايما البسا اايطة منها‪ ،‬وتكدسا ااها أمام جهات الفصا اال على‬
‫درجاتها ‪ ،‬ارتفاع التكاليف وتعاظم الجهود دون أن يحد ذلك من تنامي الظاهرة اإلجرامية‪ ،‬وكذا‬ ‫اختز‬
‫تكوين قناعة عامة لدع األفراد بآداء ونجاعة العدالة الجزائية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫وعلى ذلاك تتمثال اة ا ا ا ا ا ا اكاالياة البحاث في يياان الياات حال أزماة العادالاة الجزائياة وأثرهاا على أط ار‬
‫الخصا ااومة الجزائية‪ ،‬وأي هذه ارليات التي أقرها المةا اارع الجزائري مقارنة ينظيريو الفرنسا ااي والمصا ااري مع‬
‫ييان فيما أصاب وفيما جانبو السداد‪.‬‬
‫‪ :‬ما مدى نجاعة بدائل الدعوى‬ ‫اإلشيييييكالية ضيييييمن السييييي ا التال‬ ‫و عليه يمكن صيييييياهة ه‬
‫العمومية ف حل أزمة العدالة الجزائية ف التشريع الجزائري ونظيريه الفرنس والمصري ؟‬
‫أساسا ي ا ‪:‬‬
‫ويندرج تحت هذه اإلةكالية تساؤالت فرعية تتعلق ا‬
‫‪ -1‬ماهية بدائل الدعوى العمومية؟‬
‫‪ -2‬األحكام القانونية المنظمة لبدائل الدعوى العمومية؟‬
‫‪ -3‬نجاح المشرع الجزائري ف األخ ببدائل الدعوى العمومية بين النظرية و التطبيق ؟‬

‫الدراسات السابقة‬

‫درجت البحوث العلمية على اس ااتقاء معلوماتها من الد ارس ااات الس ااابقة‪ ،‬وهو ذات النهج الذي س االكتو‬
‫في هذا البحث إذ اسا ااتعنت بالد ارسا ااات السا ااابقة التي تناولت أجزاء أو عناصا اار من موضا ااوع هذا البحث‬
‫والمةار إليها في قائمة المصادر والمراجع والتي من أهمها نذكر‪:‬‬
‫‪ -1‬ياادائاال إجراءات الاادعوع العموميااة‪ ،‬أطروحااة دكتوراه مقاادمااة من دو يلولهي مراد‪ ،‬كليااة الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر باتنة‪ ،‬نوقةت في الموسم الجامعي ‪.2018-2017‬‬
‫تناول الباحث من خزلها الصور المختلفة ليدائل الدعوع العمومية والمتمثلة في التنازل عن الةكوع‬
‫والمصا ا ااالحة الجزائية كيدائل تقوم على الرضا ا ااائية فقا‪ ،‬ونظامي الوسا ا اااطة الجزائية واألمر الجزائي كيدائل‬
‫معا في التةريع الجزائري‪.‬‬ ‫تقوم على الرضائية والمزئمة ا‬
‫ييد أن ما يميز د ارس ااتي عن هذه الد ارس ااة أنها أوس ااع وأة اامل ألنها جاءت مقارنة يين أحكام القانون‬
‫الجزائري ونظيريو المصري والفرنسي بما يثري موضوع البحث وذلك باالستفادة من التجارب التةريعية في‬
‫هذه اليلدان يينما الدراسة السابقة لم تكن كذلك‪ ،‬كما أن دراستنا هذه تتميز عن سابقتها بالتعرض بالتفصيل‬
‫لنظام التسا ااوية الجزائية كيديل حديث عن الدعوع العمومية في المقايل اعتير الباحث في الد ارسا ااة السا ااابقة‬
‫ما نراه ذلك أن األمر الجزائي ليس كذلك يل من‬ ‫األمر الجزائي يديل عن الدعوع العمومية على خز‬
‫قييل اإلجراءات الجزائية المبس ا ا ا ااطة أو الموجزة في نطاق بعض الجرائم إذ يؤدي إلى س ا ا ا اارعة الفص ا ا ا اال في‬
‫الدعوع يإلغاء بعض المراحل التي تمر عليها هذه األخيرة في صورتها التقليدية ‪.‬‬
‫‪ -2‬النظرية العامة للصلح وتطييقاتها في المواد الجنائية‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة دكتوراه مقدمة من دو‬
‫محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬كلية الحقوق جامعة عين ةمس‪ ،‬نوقةت سنة ‪.2002‬‬
‫تناولت ماهية وأحكام وتطييقات الص ا ا ا االح في المواد الجزائية إذ أة ا ا ا ااار الباحث فيها إلى التص ا ا ا ااالح‬

‫‪5‬‬
‫مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫والوساطة الجزائية والتسوية الج ازئية في التةريعات المقارنة السيما القانون المصري والفرنسي‪ ،‬توصل فيها‬
‫الباحث إلى أن الصلح في نطاق المواد الجنائية يمكن من خزلو تجاوز أزمة العدالة الجزائية‪.‬‬
‫وما يميز د ارسا ااتنا عن هذه الد ارسا ااة أنها تطرقت لموضا ااوعات لم تتضا اامنها الد ارسا ااة السا ااابقة كنظام‬
‫التنازل عن الة ا ا ا ااكوع‪ ،‬ناهيك على أن د ارس ا ا ا ااتو لم تتطرق للتةا ا ا ا اريع الجزائري كما أنها لم تركز على يدائل‬
‫الدعوع العمومية بةكل أساسي‪ ،‬ضف إلى ذلك أن دراستنا تتميز بمواكبة التطور التةريعي لهذه اليدائل‪.‬‬
‫‪ -3‬الوسا اااطة كيديل عن الدعوع الجنائية‪ :‬د ارسا ااة مقارنة‪ ،‬رسا ااالة دكتوراه مقدمة من دو رامي متولي‬
‫عيد الوهاب إيراهيم القاضي‪ ،‬كلية الحقوق يجامعة القاهرة‪ ،‬نوقةت سنة ‪.2010‬‬
‫ركز فيها الباحث على ييان أهم المفاهيم الخاصا ا ا ا ااة بالوسا ا ا ا اااطة الجزائية في بعض األنظمة المقارنة‬
‫والتعمق في دراسة القواعد القانونية المنظمة لها‪ ،‬توصل فيها إلى تعداد مزايا تطييق هذا النظام وكذا اقترائ‬
‫إلقرار نظام الوساطة الجزائية في التةريع المصري‪.‬‬
‫إال أن د ارس ا ا ا ااتي هذه تتميز عن س ا ا ا ااابقتها في أن نظام الوس ا ا ا اااطة الجزائية ما هو إال يديل واحد من‬
‫ضمن اليدائل التي تناولتها بالدراسة‪.‬‬
‫‪ -4‬الصاالح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ :‬ماهيتو والنظم المرتبطة بو‪-‬د ارسااة مقارنة‪ ،‬رسااالة دكتوراه‬
‫مقدمة من دو أسامة حسنين عييد‪ ،‬كلية الحقوق يجامعة القاهرة‪ ،‬نوقةت سنة ‪.2004‬‬
‫أةا ا ا ا ا ا ااار فيها الباحث إلى مدع توازن المراكز القانونية لكل من النيابة العامة والجاني والمجني عليو‬
‫بعضااهم إزاء بعض في نطاق الصاالح بمفهومو الواسااع ومدع إسااهامو في دعم فاعلية العدالة الجزائية ساواء‬
‫تعلق ذلك من خزل تبسا ا ا ا اايا إجراءاتها أو تعميق دورها في مكافحة طوائف معينة من الجرائم‪ ،‬خلص إلى‬
‫أن ثمة محورين أصا اايلين يتجاذبان موضا ااوعو‪ :‬أولهما نفعي يدور حول كفالة السا اارعة والتبسا اايا في إنجاز‬
‫القض ااايا الجزائية‪ ،‬وثانيهما معنوي يركز على ص اايانة الحريات الفردية وس االطان اإلرادة‪ ،‬ختم د ارسا اتو يدعوة‬
‫اتهديا في ذلك بخحكام‬
‫تنظيما من التص ااالح‪ ،‬مس ا ا‬
‫ا‬ ‫المة اارع المص ااري إلى تيني اليات جديدة أكثر ة ااموالا وأدق‬
‫الوساطة الجزائية والتسوية الجزائية في فرنسا‪.‬‬
‫والجديد في د ارسا ا ا ااتي بالمقارنة مع الد ارس ا ا ا اة السا ا ا ااابقة هو تفصا ا ا اايل يدائل الدعوع العمومية بمختلف‬
‫صورها وكذا محاولة ربا المفهوم الجزائي ليدائل الدعوع العمومية بخزمة العدالة الجزائية‪.‬‬
‫‪ -5‬العقوبة الرضا ااائية في الة ا اريعة اإلسا اازمية واألنظمة الجنائية المعاص ا ارة‪ :‬د ارسا ااة مقارنة‪ ،‬رسا ااالة‬
‫دكتوراه مقدمة دو أحمد محمد يراك‪ ،‬كلية الحقوق يجامعة القاهرة‪ ،‬نوقةت سنة ‪.2009‬‬
‫كرس ا ا اات هذه الد ارس ا ا ااة بعض المطالب البحثية عن األنظمة الجزائية المعاصا ا ا ارة والمتمثلة في أنظمة‬
‫المس ا اايق بالجرم وكذا الوس ا اااطة الجزائية والتص ا ااالح الجزائي‪،‬‬ ‫التس ا ااوية الجزائية والمثول يناء على االعت ار‬
‫باسا ا ااتيضا ا ااائ نةا ا ااختها وماهيتها ودورها في الحد من أزمة العدالة الجزائية‪ ،‬توصا ا اال من خزلها الباحث إلى‬
‫تنظير للفلس ا اافات التي يعتمد عليها القانون الجنائي في ض ا ااوء الس ا ااياس ا ااة الجزائية المعاصا ا ارة‪ ،‬ختم د ارس ا ااتو‬

‫‪6‬‬
‫مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫بالحث على ضرورة اسراع المةرع المصري يتيني سياسة متكاملة للحد من الجريمة والعقاب واالستعانة في‬
‫ذلك بالتجارب التي تمت في هذا الخصوص‪.‬‬
‫د ارسااتنا لم تركز ولم تتوسااع بالقدر الكافي في تناولها ليدائل الدعوع‬ ‫إال أن هذه الد ارسااة على خز‬
‫العمومية‪ ،‬كما أنها لم تتعرض لهذه اليدائل في التة ا اريع الجزائري مكتفية بالتة ا اريعين المصا ااري والفرنسا ااي‪،‬‬
‫ناهيك عن مواكبة دراستنا للتطورات التةريعية لهذه األنظمة مقارنة بسابقتها‪.‬‬
‫‪ -6‬العدالة الجزائية وأبعادها الرضا ا ا ااائية ‪ ،la justice interférences consensuelles‬رسا ا ا ااالة دكتوراه‬
‫مقدمة من دو ‪ ،Wilfrid EXPOSITO‬كلية الحقوق جامعة ‪ ،Jean Moulin-Lyon 3‬نوقةت سنة ‪.2005‬‬
‫تناول فيها الباحث دراسة فلسفية قانونية للعدالة التقليدية والرضائية متطرقا فيها لطييعتها متعماقا في‬
‫الرض ا ا ااا ووجوب الموافقة وحرية االختيار واليات اإلقناع‪ ،‬كما تناول العقوبة الرض ا ا ااائية وبدائل العقوبة‪ ،‬كل‬
‫ذلك في إطار مبادئ العدالة الجزائية الس ا ا اايما ميدأ عدم قايلية الدعوع العمومية للتنازل ومجالو في ض ا ا ااوء‬
‫رؤية جديدة للسياسة الجزائية ‪ ،‬توصل من خزل أثر الرضا في تنظيم العدالة الجزائية إلى أنو يمكن إعادة‬
‫تفعيل نظام العدالة الجزائية يإجراء بعض التعديزت باللجوء إلى مختلف النظم الرضا ا ا ا ا ا ااائية اليديلة لتحقيق‬
‫إدارة نوعية وكمية للنزاعات بفاعلية كما أرادها المةرع‪.‬‬
‫إال أ ن دراستنا هذه تتميز عن سابقتها في أنها ال تسهب في تناول موضوع الرضائية يل تتناولو في‬
‫ثنايا كل يديل عن الدعوع العمومية حس ااب خص ااوص ااية كل نظام‪ ،‬مركزين على دوره في حل أزمة العدالة‬
‫الجزائية‪.‬‬

‫منهج الدراسة‬

‫الد ارس ا ااات القانونية بص ا اافة عامة ال تؤتي ثمارها إال باتباع مناهج البحث العلمي‪ ،‬لذلك فقد اعتمدت‬
‫في هذه الد ارس ااة على ثزثة مناهج أس اااس ااية وهي‪ :‬المنهج المقارن‪ ،‬المنهج الوص اافي‪ ،‬المنهج التحليلي وفق‬
‫التفصيل ارتي‪:‬‬
‫‪ -‬المنهج المقارن‪ :‬نسا ا ا ا ااير في هذه الد ارسا ا ا ا ااة وفق المنهج المقارن من خزل المقارنة يين التة ا ا ا ا اريع‬
‫الجزائري في األخذ ييدائل الدعوع العمومية وما يقايلها من يدائل في التةا ا ا ا اريعين الفرنس ا ا ا ااي والمص ا ا ا ااري‪،‬‬
‫السا ا ا اايما عند تناولنا لألحكام القانونية لهذه اليدائل‪ ،‬لزسا ا ا ااتفادة من التجارب التة ا ا ا اريعية في هذه الدول بما‬
‫البحث‪.‬‬ ‫يحقق أهدا‬
‫‪ -‬المنهج الوص ا ا ا اافي‪ :‬وذلك وص ا ا ا ا اافا يعير عن مض ا ا ا ااامين هذه الد ارس ا ا ا ااة وما تحملو من مفاهيم بغية‬
‫الوصول إلى استنتاجات تسهم في فهم موضوعات الدراسة وتطويرها‪.‬‬
‫‪ -‬المنهج التحليلي‪ :‬وذلااك تحليزا لموضا ا ا ا ا ا ااوع ياادائاال الاادعوع العموميااة من جميع جوانبااو من خزل‬
‫تحليل مختلف النص ا ااوص القانونية التي أقرها التةا ا اريع الجزائري والتةا ا اريعين الفرنس ا ااي والمص ا ااري في هذا‬

‫‪7‬‬
‫مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫الةخن‪ ،‬وكذا تحليل مختلف ارراء واالتجاهات الفقهية والقضائية التي يستند إليها موضوع البحث‪ ،‬من أجل‬
‫اإلحاطة بالمعالم الكاملة لهذه اليدائل‪.‬‬

‫خطة الدراسة‬

‫اعتمدت في تقسيمي هذا لموضوع البحث على المعيار الزمني من حيث تاريخ ظهور يدائل الدعوع‬
‫العمومية‪ ،‬فقد تكون اليات يديلة قديمة على غرار التنازل عن الة ا ا ااكوع ومن بعده المص ا ا ااالحة الجزائية‪ ،‬أو‬
‫حديثة مثل الوساطة الجزائية والتسوية الجزائية‪.‬‬
‫هذا وقد درج الفقو على عدة تقس ا ا ا اايمات ليدائل الدعوع العمومية أو وس ا ا ا ااائل حل المنازعات بالطرق‬
‫سلفا‬
‫اليديلة في المواد الجزائية بحسب المعيار الذي يمكن للباحث اإلستناد إليو حسب ما تمت االةارة إليو ا‬
‫عند تناول الد ارس ا ااات الس ا ااابقة فقد يعتمد المعيار الزمني ‪ ،‬كما قد يعتمد معيار األس ا اااس الذي تقوم عليو‬
‫وهي يدائل تقوم على الرضااائية فقا كنظامي التنازل عن الةااكوع والمصااالحة الجزائية‪ ،‬أو يدائل تقوم على‬
‫منها وتقساام بحساابو إلى يدائل تهد‬ ‫الرضااائية والمزئمة كالوساااطة الجزائية‪ ،‬كما قد يعتمد معيار الهد‬
‫إلى إصاازئ المتهم وتعويض المجني عليو فض ازا عن تبساايا اإلجراءات‪ ،‬مثال ذلك الوساااطة الجزائية‪ ،‬أو‬
‫يدائل ترمي إلى مجرد عزج باء إجراءات التقاضي كالمصالحة الجزائية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫التنازل عـن الشكــوى‬
‫كليفا‬
‫مما الة ا ا ا ااك فيو أن الجريمة تعتير خرقا لقاعدة عقايية‪ ،‬فهي س ا ا ا االوك إرادي يخالف بو مرتكبو ت ا‬
‫يحميو المةرع يجزاء جنائي‪ ،‬وبمخالفتو لهذا التكليف ينةخ حق الدولة في عقابو‪ ،‬وتكون وسيلتها في استفاء‬
‫هذا الحق هي الدعوع العمومية‪ ،‬وتحتل هذه األخيرة مكانا أس ا ا ا ا اااس ا ا ا ا اايا في القوانين اإلجرائية المختلفة‪ ،‬وقد‬
‫كانت الدعوع العمومية في معظم مراحل التاريخ القديم ملكا للمجني عليو‪ ،‬حيث كانت العزقات القانونية‬
‫يين أفراد المجتمع تقوم على القوة واالنتقام الفردي‪ ،‬فقد كان الفرد يجمع يين صفتي المجني عليو والقاضي‬
‫في ان واحد‪ ،‬حيث كان االهتمام بالمجني عليو وحقوقو والعمل على تيسااير اسااتيفائها‪ ،‬فهو ص ااحب الحق‬
‫في معاقبة الجاني أو في العفو عنو مقايل التعويض أو يدونو‪ ،‬أما الجاني فلم يسلم لو بحقوق تذكر(‪.)1‬‬
‫أسا على عقب‬‫وقد استمر الحال على هذا المنوال إلى أن قامت الثورة الفرنسية‪ ،‬التي قليت األمور ر ا‬
‫بما تضمنتو من مناداة بالحرية واالخاء والمساواة‪ ،‬وما تطلبو ذلك من وضع حد أدنى لحقوق االنسان ومن‬
‫هنا يدأ التحول نحو معاملة أفضاال للجناة على حساااب المجني عليهم‪ ،‬وقد نمت يذور هذا االهتمام بالجناة‬
‫وازدادت تدريجيا في صا ا ا ا ا ا ااورة ضا ا ا ا ا ا اامانات لم تكن مقررة من قيل‪ ،‬وفي نفس الوقت يدأت تتراجع الرعاية‬
‫المفروضا ااة للطر الذي وقعت عليو الجريمة وهو المجني عليو‪ ،‬ومع تزايد سا االطات الدولة فقد حلت محل‬
‫بعيدا‬
‫المجني عليو في حقوقو فاعتيرت هي المجني عليها في كل جريمة ترتكب‪ ،‬مما جعل المجني عليو ا‬
‫عن الدعوع العمومية‪ ،‬فليس لو يها أي حقوق‪ ،‬وفي النصا ا ا ا ا ا ااف الثاني من القرن العة ا ا ا ا ا ا ارين يدأت تظهر‬
‫اتجاهات حديثة في السا ا ا ا ا ااياسا ا ا ا ا ااة العقايية‪ ،‬وارتفعت أص ا ا ا ا ا اوات كثيرة تدعوا إلى كفالة حقوق المجني عليو‪،‬‬
‫دور فعاالا في الدعوع العمومية واعتباره خصما فيها(‪.)2‬‬
‫وضرورة إعطائو اا‬
‫ولذلك منح المجني عليو في ظل االتهام العام (‪)3‬الذي تعتنقو التة ا ا ا ا ا ا اريعات التي تدور في فلك الفقو‬

‫(‪ -)1‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬الة ااكوع والتنازل عنها‪ :‬د ارس ااة مقارنة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلس ااكندرية‪ ،‬مص اار‪،2014 ،‬‬
‫ص‪.9‬‬
‫(‪ -)2‬عيد الحليم فؤاد الفقي‪ ،‬ةكوع المجني عليو وأثرها في اإلجراءات الجنائية‪ :‬دراسة مقارنة يين القانون المصري والسعودي‬
‫واالماراتي والفقو اإلسزمي‪ ،‬مركز الدراسات العربية للنةر والتوزيع‪ ،‬الجيزة‪ ،‬مصر‪ ،2019 ،‬ص‪. 8‬‬
‫(‪ -)3‬ففي ظل نظام االتهام الفردي الذي يطيق في التة ا ا اريعات التي تدور في فلك الفقو االنجلوسا ا ااكس ا ا اوني تكون الخصا ا ااومة‬
‫الجزائية يين المجني عليو والجاني مباةارة ‪ ،‬فيكون من حق المجني عليو باعتباره أول من أضاير في حقو الذي قرر القانون‬
‫جدارتو بالحماية الجزائية أن يحرك الدعوع العمومية وأن يباة ا ا ا ا اارها ينفس ا ا ا ا ااو أمام القض ا ا ا ا اااء طالبا الحكم يتوقيع العقاب على‬
‫الجاني‪ ،‬وفي سااييل ذلك فإن لو أن يتخذ كافة اإلجراءات الززمة لمباة ارة الدعوع العمومية أمام القضاااء حتى صاادور الحكم‬
‫النهائي فيها‪ ،‬أما في ظل االتهام العام الذي تعتنقو التةا ا اريعات التي تدور في فلك الفقو الزتيني فإن النيابة العامة باعتبارها‬
‫هيئة مسا ا ااتقلة تحل محل الفرد في ممارسا ا ااة هذا الحق‪ ،‬فهي التي تقوم يجمع عناصا ا اار االتهام وتحريك الدعوع واتخاذ جميع‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الزتيني‪ ،‬الحق في تقييد س ا االطة النيابة العامة في تحريك الدعوع العمومية عن بعض الجرائم التي تتص ا ال‬
‫بخمور خاصة بو‪ ،‬وأيضا وقف سير هذه الدعوع وانهائها في أي وقت حتى صدور حكم بات فيها‪.‬‬
‫فيما يعتيره‬ ‫(‪)1‬‬
‫ويعتير التنازل عن الة ااكوع من يدائل الدعوع العمومية في نظر جانب هام من الفقو‬
‫البعض يديل عن الدعوع العمومية إذا لم يتم رفعها فضااز عن كونو من أسااباب انقضااائها إذا تم رفعها(‪،)2‬‬
‫فيما يرع البعض ارخر بخنو يديل عن الدعوع العمومية في أي مرحلة كانت عليها الدعوع بما أنو يؤدي‬
‫الى انقضااائها‪ ،‬فهو يحول دون رفعها أو االسااتمرار في نظرها‪ ،‬وذلك باالسااتناد إلى أثره (‪ ،)3‬وهو يديل عن‬
‫السااياسااة الجزائية المعاص ارة التي تدعو إلى التوسااع في نطاق الجرائم‬ ‫الدعوع العمومية كونو يحقق أهدا‬
‫التي يجوز للمجني عليو التص ا ا ااالح فيها مع الجاني‪ ،‬وعلى هذا النحو فإن المة ا ا اارع يمنح المجني عليو كل‬
‫اإلمكانيات للتصااالح مع الجاني وفي ضااوء هذا يسااتطيع أن يتنازل عن ةااكواه (‪ ،)4‬ولهذا يعتير جانب اخر‬
‫من الفقو أن التنازل عن الةا ا ااكوع بعد تقديمها يعد بمثابة تصا ا ااالح يين الجاني والمجني عليو يقضا ا ااي على‬
‫الدعوع العمومية(‪.)5‬‬
‫ويؤيد الباحث الرأي القائل بخن التنازل عن الةا ا ا ا ا ا ااكوع نظام يديل عن الدعوع العمومية إذا لم يتم‬
‫تحريكها‪ ،‬ويضيف بخنو يديل تقليدي وذلك يإعمال المعيار الزمني فهو من حيث تاريخ ظهوره أقدم الوسائل‬
‫اليديلة عن الدعوع العمومية‪ ،‬وذلك إذا أجرينا إسا ا ااقاط لتعريف يدائل الدعوع العمومية على هذا النظام‪ ،‬إذ‬
‫تعر بخنها‪ " :‬احدع وسااائل السااياسااة الجزائية المعاص ارة إلدارة الدعوع العمومية‪ ،‬أو اختصااارها أو تجنيها‬
‫كخداة لتيس ااير اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ووض ااع حد ألزمة العدالة الجزائية في ض ااوء االتجاهات الحديثة في علم‬

‫إجراءات مباةا ا ارتها أمام القض ا اااء حتى ص ا اادور الحكم النهائي فيها‪ ،‬وال ة ا ااخن للمجني عليو فيما تقوم بو النيابة من إجراءات‬
‫اللهم إال فيما يضا ااعو المةا اارع من قيود على سا االطتها هذه لمصا االحتو‪ ،‬وعلى ذلك فإن حق المجني عليو في مباة ا ارة الدعوع‬
‫العمومية في ظل االتهام الفردي‪ ،‬كذلك حق النيابة العامة في الخص ا ااومة الجزائية في ظل نظام االتهام العام ليس مطلقا يل‬
‫ترد عليو قيود عديدة يقصااد منها التخفيف من حدة جمود أي من النظامين‪ ،‬عزت مصااطفى الدسااوقي‪ ،‬قيود الدعوع الجنائية‬
‫يين النظرية والتطييق‪ ،‬رسالة دكتوراه في القانون‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،1986 ،‬ص ‪.66‬‬
‫(‪ -)1‬أحمد فتحي سا ا اارور‪ " ،‬يدائل الدعوع الجنائية"‪ ،‬مجلة القانون واالقتصا ا اااد ‪ ،1983 ،‬ص ‪ ،213‬مةا ا ااار إليو لدع‪ :‬محمد‬
‫حكيم حسا ا ااين الحكيم‪ ،‬النظرية العامة للصا ا االح وتطييقاتها في المواد الجنائية‪ :‬د ارسا ا ااة مقارنة‪ ،‬دار النهضا ا ااة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪ ،2002 ،‬ص ‪.27‬‬
‫(‪ -)2‬وطفة ضياء ياسين‪ ،‬الصلح الجنائي‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2014 ،‬ص ‪.65‬‬
‫(‪ -)3‬أحمد محمد يراك‪ ،‬العقوبة الرضااائية في الةااريعة اإلساازمية واألنظمة الجنائية المعاصا ارة‪ :‬د ارسااة مقارنة‪ ،‬رس ااالة دكتوراه‬
‫في الحقوق الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،2009 ،‬ص ‪.210‬‬
‫(‪ -)4‬مراد يلولهي‪ ،‬يدائل إجراءات الدعوع العمومية‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم تخصا ا ا ا ا ا ااص‪ :‬علوم جنائية‪ ،‬جامعة باتنة‪-1-‬‬
‫الحاج لخضر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،2019-2018 ،‬ص ‪.14‬‬
‫(‪ -)5‬محمود ساامير عيد الفتائ‪ ،‬النيابة العمومية وساالطاتها في انهاء الدعوع الجنائية يدون محاكمة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬ييروت‪،‬‬
‫لينان ‪ ،1991‬ص ‪.302‬‬

‫‪10‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫العقاب ومناطها الرضااائية‪ ،‬والمزئمة والةاارعية اإلجرائية‪ ،‬نتيجة العتبارات الضاارورة اإلجرائية‪ ،‬وتؤدي الى‬
‫انقضا ا اااء الحق العام في الدعوع العمومية(‪ ،)1‬على حسا ا اااب الرأي العام القائل بخنو تصا ا ااالح‪ ،‬ذلك أن نظام‬
‫التنازل عن الة ا ا ااكوع وان كان يتفق مع نظام التص ا ا ااالح أو المص ا ا ااالحة فإنو يختلف عنو في جوانب أخرع‬
‫نتطرق إليها في عناصر تالية من هذه الدراسة‪.‬‬
‫ولإللمام ينظام التنازل عن الةا ا ا ا ا ااكوع كخحد يدائل الدعوع العمومية التقليدية في التة ا ا ا ا ا اريع الجزائري‬
‫والفرنس ااي والمص ااري قس اامنا د ارس ااتنا لهذا الموض ااوع إلى مبحثين‪ :‬نتعرض في األول إلى اإلطار المفاهيمي‬
‫لهذا النظام‪ ،‬فيما نخصص الثاني لييان أحكامو القانونية‪.‬‬

‫المبحث األو ‪ :‬اإلطيييار المفيياهيميي للتنييياز عيييين الشكييييييييوى‬


‫تختص النيابة العامة دون غيرها كقاعدة عامة يإثبات سلطة الدولة في العقاب(‪ ،)2‬ووسيلتها في ذلك‬
‫من الدعوع العمومية هو تحقيق مص ا ا ا االحة عامة تتعلق أس ا ا ا ااا اسا ا ا ا اا‬ ‫هي الدعوع العمومية‪ ،‬ولما كان الهد‬
‫‪ ،‬باعتبارها ممثلة للدولة من تلقاء‬ ‫(‪)3‬‬
‫بالمجتمع ككل ‪ ،‬فإن النيابة العامة تباةر سلطاتها في تحريك الدعوع‬

‫(‪ -)1‬أحمد محمد يراك‪ ،‬العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية المعاصرة‪ ،....‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫(‪ -)2‬س ا االطة الدولة في العقاب تنة ا ااخ بمجرد وقوع الجريمة‪ ،‬ومع قيامها قد تنقض ا ااي دون أن تحرك الدعوع‪ ،‬بمض ا ااي المدة أو‬
‫بالص االح أو يتنازل المجني عليو عن الةااكوع وما إلى ذلك‪ ،‬وعلى العكس قد تحرك الدعوع العمومية وتقضااي فيها المحكمة‬
‫باليراءة‪ ،‬وهو حكم ينطوي على عدم قيام س ا ا االطة العقاب‪ ،‬إذن ال تززم إطزقا يين س ا ا االطة العقاب وس ا ا االطة االدعاء‪ ،‬يل أن‬
‫االدعاء ليس مقص ا ااو ار على الدولة ممثلة في النيابة العامة‪ ،‬يل هو حق لألفراد حتى في المس ا ااائل الجزائية‪ ،‬فللمدعي المدني‬
‫أن يرفع الدعوع العمومية مباةا ارة في الجنح والمخالفات‪ ،‬وينيني على ذلك أنو ال يكون صا اوابا القول أن الجريمة تنة ااخ عنها‬
‫دعوع عمومية‪ ،‬فس ا ا ا االطة العقاب هي التي تنة ا ا ا ااخ عن الجريمة‪ ،‬أما حق االدعاء فهو حق مس ا ا ا ااتقل‪ ،‬حق االلتجاء للقض ا ا ا اااء‬
‫للمطالبة بة ا ا ا اايء‪ ،‬وقد تس ا ا ا اافر الدعوع عن وجود الحق فيكة ا ا ا ااف عنو الحكم وقد تنتهي بالحكم بعدم أحقية المدعي‪ ،‬محمود‬
‫محمود مصطفى‪ ،‬ةرئ قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ط‪ ،8‬دار ومطالع الةعب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1963 ،‬ص ص ‪.6-5‬‬
‫(‪ -)3‬تحريك الدعوع العمومية هو االجراء الذي تيدأ بو الدعوع العمومية وينقلها من حالة السا ا ا ا ا ا ااكون إلى حالة الحركة‪ ،‬ويعد‬
‫من اإلجراءات التي تتحرك يهاا الادعوع العمومياة‪ :‬فتح تحقيق من النيااباة العااماة‪ :‬األمر باالقبض على المتهم‪ ،‬اسا ا ا ا ا ا ااتجواب‬
‫المتهم‪ ،‬سااماع ةاااهد من النيابة العامة أو قاضااي التحقيق‪ ...‬إقامة المدعي المدني دعواه المدنية أمام المحكمة الجزائية‪ ،‬وقد‬
‫ذهب الفقو وأحكام القض ا ا ا ا اااء إلى أن أعمال االس ا ا ا ا ااتدالل ال تعد إجراءات الدعوع العمومية ومن ثم فهي إجراءات أولية تمهد‬
‫للدعوع العمومية‪ ،‬غير أنها تخرج عنها وال تعتير من اإلجراءات التي تتحرك يها الدعوع العمومية‪ ،‬أة ا ا ا اار توفيق ة ا ا ا اامس‬
‫الدين‪ ،‬ة ا اارئ قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬الجزء األول‪ :‬مرحلة ما قيل المحاكمة‪ ،‬طبعة خاص ا ااة بالتعليم المفتوئ مزيدة ومنقحة‬
‫طبقا ألحدث التعديزت وأحكام القضاء‪( ،‬د‪.‬د‪.‬ن)‪ ،2012 ،‬ص ‪.47‬‬
‫إذن تحريك الدعوع العمومية هو أول عمل تنعقد بو الخص ا ا ا ا ااومة الجزائية كما تنة ا ا ا ا ااخ بو الرابطة االجرائية يين النيابة العامة‬
‫إلى توجيو‬ ‫والمتهم والقاضا ااي‪ ،‬أما مباة ا ارة الدعوع العمومية فهو مجموعة األعمال المترتبة على تحريك الدعوع والتي تهد‬
‫الخص ا ااومة نحو الحكم النهائي‪ ،‬وهي من اختص ا اااص النيابة العامة دون غيرها ا‬
‫مطلقا‪ ،‬وعلى ذلك فإن القواعد االجرائية التي‬
‫تنظم تحريك الدعوع العمومية تخاطب النيابة وكل من خولو المةا ا اارع هذه السا ا االطة‪ ،‬أما القواعد التي تحدد ةا ا ااروط مباة ا ا ارة‬

‫‪11‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ذاتها(‪ ،)1‬وال ترتبا في ذلك بموافقة من المجني عليو‪ ،‬وال يجوز لها التنازل عنها أو التصالح عليها‪ ،‬إال أن‬
‫معظم التةاا ا اريعات المقارنة ومنها التةاا ا اريعات محل الد ارس ا ا ااة‪ ،‬قد أوردت اس ا ا ااتثناء على هذه القاعدة العامة‬
‫يتمثل في قيود ترد على سا ا ا االطة النيابة العامة في تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬وأهم هذه القيود تقديم ةا ا ا ااكوع‬
‫من المجني عليو في بعض الجرائم التي ال يترتب على عدم تحريك الدعوع فيها ض اارر بالمص االحة العامة‬
‫بقدر الضرر الذي يصيب الفرد المجني عليو(‪.)2‬‬
‫والحق في الةااكوع‪ ،‬باعتباره قيدا على ساالطة النيابة العامة في تحريك الدعوع العمومية يعد ضاامانة‬
‫للمجني عليو في مواجهة انفرادها بسا ا ا ا ا ا االطة تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬وهذا الحق مقرر للمجني عليو على‬
‫النطاق والضاوابا والحماية المقررة لو في القانون الجزائري والفرنسااي والمصااري‪ ،‬يخصاوص جرائم‬ ‫اختز‬
‫يناءا على ةكوع منو(‪.)3‬‬
‫معينة‪ ،‬فز تملك النيابة العامة سلطة متابعة مرتكيي هذه الجرائم إال ا‬
‫وقد أقرت التةا اريعيات المقارنة محل الد ارس ااة للمجني عليو الحق في التنازل عن ة ااكواه كحق متفرع‬
‫أصزا عن الحق في تقديم الةكوع(‪ ،)4‬إذا رأع أن هذا التنازل يحقق مصلحتو الةخصية أو العائلية‪ ،‬ولييان‬
‫اإلط ااار المف اااهيمي للتن ااازل عن الةا ا ا ا ا ا ااكوع ال ي ااد من تح اادي ااد مفهوم ه ااذا النظ ااام الي اادي اال عن ال اادعوع‬
‫العمومية(المطلب األول) ثم تحديد طييعتو القانونية(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األو ‪ :‬مفهوم التناز عن الشكوى‬


‫يخض ا ااع تحريك الدعوع العمومية في بعض الجرائم لة ا ااكوع المجني عليو‪ ،‬فهذا االجراء‪-‬الةا ا اكوع‪-‬‬
‫قيد على حرية النيابة العامة في تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬ومتى ارتفع هذا القيد اسا ا ا ا ا ا ااتردت النيابة العامة‬
‫حريتهااا في تحريااك الاادعوع العموميااة‪ ،‬إال أن حقهااا في الاادعوع يظاال مرتبطااا يااإرادة ص ا ا ا ا ا ا اااحااب الحق في‬
‫الةا ا ااكوع‪ ،‬فيجوز لصا ا اااحب الةا ا ااخن المذكور أن يتنازل عن ةا ا ااكواه أثناء نظر الدعوع في أي مرحلة كانت‬

‫الدعوع فز تخاطب إال النيابة العامة‪ ،‬امال عيد الرحيم عثمان‪ ،‬ةا ا ا ا اارئ قانون االجراءات الجنائية‪ ،‬مطابع الهيئة المص ا ا ا ا ارية‬
‫العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1991 ،‬ص ص ‪.66-63‬‬
‫(‪ -)1‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.60-59‬‬
‫(‪ -)2‬حمدي رجب عطية‪ ،‬دور المجني عليو في انهاء الدعوع الجنائية‪ ،‬رسا ا ا ا ا ا ااالة دكتوراه في الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،1990 ،‬ص ‪.90‬‬
‫(‪ -)3‬مؤيد علي القض اااة مخمون محمد س ااعيد أيو زيتون‪" ،‬حقوق المجني عليو في مواجهة انفراد النيابة العامة بس االطة تحريك‬
‫الدعوع الجزائية‪ :‬دراسة مقارنة"‪ ،‬المجلة الدولية للقانون بقطر‪ ،‬المجلد ‪ ،4‬العدد ‪ ،2017 ،1‬ص ‪.5‬‬
‫(‪ -)4‬ليلى قايد ‪ ،‬الرضائية في المواد الجنائية‪ ،‬رسالة دكتوراه في القانون الجنائي‪ ،‬جامعة جيزلي اليابس سيدي يلعباس‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السااياسااية‪ ،‬قساام الحقوق‪ ،2015-2014 ،‬ص ‪ ، 294‬مجدي فتحي حسااين مصااطفى نجم‪ ،‬الصاالح وأثره على‬
‫الدعوع الجنائية‪ :‬د ارس ااة مقارنة يين القانون الوض ااعي والةا اريعة اإلس اازمية‪ ،‬رس ااالة دكتوراه في الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،2013 ،‬ص ‪.62‬‬

‫‪12‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫عليها‪ ،‬وفي هذه الحالة يترتب على هذا التنازل انقض ا ا ا ا ا ا اااء الدعوع العمومية(‪ ،)1‬ولهذا فنظام التنازل عن‬
‫الةا ا ااكوع ونظام الةا ا ااكوع نفسا ا ااو وجهان لعملية واحدة تيررها ضا ا اارورة الحياة االجتماعية‪ ،‬ومحاولة اهدارها‬
‫تنطوي على تجاهل تلك الضرورة(‪.)2‬‬
‫ونظام التنازل عن الةا ا ا ااكوع يجمع يين كونو يديل عن الدعوع العمومية‪ ،‬ومن األسا ا ا ااباب الخاصا ا ا ااة‬
‫النقض اااء الدعوع العمومية وفي نفس الوقت من األس ااباب االرادية النقض اااء حق الة ااكوع‪ ،‬بمعنى أن ذلك‬
‫يرجع الى إرادة المجني عليو الحرة والصا ااحيحة‪ .‬ذلك أن المجني عليو لو وحده الحق في الةا ااكوع(‪ ،)3‬ومن‬
‫ثم التنازل عنها في أي مرحلة من مراحل الدعوع العمومية حتى يصدر فيها حكم بات‪.‬‬
‫وتحديد مفهوم التنازل عن الة ااكوع يقتض ااي التعريف يهذا النظام اليديل عن الدعوع العمومية وبيان‬
‫عل ااة اق ارره(الفرع األول)‪ ،‬ثم البح ااث في ذاتيت ااو من خزل مق ااارنت ااو مع م ااا يتة ا ا ا ا ا ا ا اااب ااو مع ااو من األنظم ااة‬
‫األخرع(الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األو ‪ .‬المقصود بالتناز عن الشكوى وعلته‬
‫تيرز أهمية ييان المقصاود بالتنازل عن الةاكوع كيديل تقليدي عن الدعوع العمومية من حيث الدور‬
‫الهام الذي يحظى بو هذا النظام في اإلجراءات الجزائية في مختلف التة ا ا ا ا ا ا اريعات المقارنة‪ ،‬إذ يحقق فض‬
‫وانهاء الخصا ااومة الجزائية بخسا االوب رضا ااائي طوعي من ة ا اخنو توفير الوقت والجهد والمال على األط ار ‪،‬‬
‫وتحقيق السلم االجتماعي وتخفيف العبء على مرفق القضاء‪ ،‬بما يساهم في حل أزمة العدالة الجزائية‪.‬‬
‫إال أن تحديد مفهوم التنازل عن الةكوع يقضي ايتداء تحديد مفهوم الةكوع كخحد العقبات اإلجرائية‬
‫التي تحد من إطزق س االطة النيابة العامة في تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬وصا اوال إلى ييان الميررات أو علة‬
‫إقرار المةرع االجرائي لهذا النظام‪.‬‬
‫تباعا في هذا الفرع على النحو التالي‪:‬‬
‫األمر الذي سنتناولو ا‬
‫أوال‪ :‬تعريف الشكوى‬
‫قيود تحريك الدعوع العمومية بصا ا اافو عامة ومنها الةا ا ااكوع تعتير اسا ا ااتثناء من صا ا اافة التلقائية التي‬
‫تتميز يها الدعوع العمومية(‪ ،)4‬وض ا ا ااعها المة ا ا اارع في يد المجني عليو يس ا ا ااتطيع بمقتض ا ا اااها غل يد النيابة‬
‫العامة يوصاافها ساالطة االتهام في تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬وهي ذات طييعة إجرائية بحتة(‪ ،)5‬ويعتير حق‬

‫(‪ -)1‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬الوسيا في قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬الكتاب األول‪ :‬األحكام العامة لإلجراءات الجنائية‪،‬اإلجراءات‬
‫السابقة على المحاكمة‪ ،‬إجراءات المحاكمة‪ ،‬ط العاةرة (مطورة)‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة ‪،‬مصر‪ ،2016 ،‬ص ‪.410‬‬
‫(‪ -)2‬حسااني محمد الساايد الجدع‪ " ،‬تنازل المجني عليو عن ةااكواه "‪ ،‬مجلة كلية الة اريعة والقانون بخساايوط‪ ،‬مصاار‪ ،‬العدد ‪،5‬‬
‫‪ ،1987‬ص ‪.294‬‬
‫(‪ -)3‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.277‬‬
‫(‪ -)4‬امال عيد الرحيم عثمان‪ ،‬ةرئ قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫(‪ -)5‬عزت مصطفى الدسوقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.229‬‬

‫‪13‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المجني عليو في تقديم الةا ا ا ا ا ا ااكوع في بعض الجرائم من الحقوق ذات األهمية اإلجرائية الكيرع في قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية(‪ ،)1‬سواء الجزائري‪ ،‬أو الفرنسي أو المصري‪ ،‬إال أنو لم يرد في هذه التةريعات كعادتها‬
‫أي تعريف للة ااكوع‪ ،‬تاركة يذلك المجال للفقو ليعرفها بحس ااب الزاوية التي ينظر إليها كل فقيو‪ ،‬لذا تعددت‬
‫التعريفات المقدمة لها‪ ،‬وقيل ييان التعريفات الواردة في الفقو المقارن للةكوع‪ ،‬نعرج على تعريفها اللغوي‪:‬‬
‫اة‪ :‬بالفتح‪ :‬أي أخير عنو‬ ‫‪ -1‬ال شكوى لغة‪ :‬ةااكا‪ :‬ة اكاه من باب عدا وة اكاي اة بالكس ار وة اكي اة‪ ،‬وة اك ا‬
‫بسااوء فعلو بو‪ ،‬فهو مةااكو ومة اكي واالساام الة اكوع‪ ،‬وأة اكاه‪ :‬فعل بو فعز أحوجو الى أن يةااكوه‪ ،‬وأةااكاه‬
‫(‪)2‬‬
‫ض اا‪ :‬المةااكو والةااكي‬
‫ض اا اعتبو من ةااكواه ‪ ،‬واةااتكيتو مثل ةااكوتو‪ ،‬والة اكي‪ :‬الذي يةااتكي‪ ،‬والة اكي أي ا‬
‫أي ا‬
‫أيضا‪ :‬الموجع(‪.)3‬‬
‫ا‬
‫وتعني باللغة الفرنسية ‪ :Plainte‬أنين‪ ،‬نوئ‪ ،‬عويل‪ ،‬واةتكى إلى‪ ،‬تةكي من ‪،)4(Planindre(se).v.pr.‬‬
‫وهي يذلك تقترب من المعنى اللغوي للةكوع في اللغة العربية والذي يقصد بو التوجع و األنين‪.‬‬
‫‪ -2‬تعيرييف الشكيوى عنيد الفقيه‬
‫الزاوية التي ينظر إليها كل فقيو إلى هذا القيد‪:‬‬ ‫اختلف تعريف الةكوع في الفقو باختز‬
‫فف الفقه المصييييييري‪ :‬تعر بخنها‪ :‬تعيير المجني عليو عن إرادتو في أن تتخذ اإلجراءات الناةا ا ا اائة‬
‫عن الجريمة(‪.)5‬‬
‫وتعر بخنها‪" :‬إخطار يقدم من المجني عليو أو وكيلو الخاص إلى سا ا ا ا ا االطة االتهام أو أحد مخموري‬
‫الض اابا القض ااائي‪ ،‬يقطع يرغيتو مباة اارة في االتهام في الجرائم التي جعل القانون تحريك ومباةا ارة الدعوع‬
‫هنا يإرادة المجني عليو"(‪.)6‬‬
‫فيها ر ا‬
‫كما تعر بخنها‪ ":‬بزغ يقدمو المجني عليو إلى الجهة المختص ااة لمحاكمة مرتكب الجريمة"(‪ ،)7‬وهو‬

‫(‪ -)1‬معتز الس اايد الزهري‪ ،‬الحق في عدالة جنائية ناجزة‪ :‬د ارس ااة تحليلية تخص اايلية مقارنة‪ ،‬دار النهض ااة العربية للطبع والنة اار‬
‫والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2018 ،‬ص ‪.48‬‬
‫(‪ -)2‬محمد ين أيي بكر ين عيد القادر الرازي‪ ،‬مختار الصحائ‪ ،‬مكتبة لينان‪ ،‬ييروت‪ ،1986 ،‬ص ‪.145‬‬
‫(‪ -)3‬إسااماعيل ين دحماد الجوهري‪ ،‬الصااحائ‪ :‬تاج اللغة وصااحائ العربية‪ ،‬تحقيق أحمد عيد الغفور عطار‪ ،‬ج ‪ ،1‬ط ‪ ،2‬دار‬
‫العلم للمزيين‪ ،‬ييروت‪ ،‬لينان‪ ،1979 ،‬ص ‪.2395‬‬
‫‪-Bureau des études et recherches .Collaborateurs :) F.S.ALWAN, G.L.SIMON, M.SAID, M.SASSINE(, le‬‬
‫)‪(4‬‬

‫‪Dictionnaire Français-arabe: Dictionnaire générale, linguistique technique et scientifique, 2 ème Edition, Dar‬‬
‫‪ALKOTOB AL-ILMIYAH, Beyrouth-Liban, 2004, p 622.‬‬
‫(‪ -)5‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬ةرئ قانون اإلجراءات الجنائية وفقا ألحدث التعديزت التةريعية‪ ،‬ط ‪ ، 5‬دار‬
‫المطيوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2017 ،‬ص ‪.129‬‬
‫(‪ -)6‬عزت مصطفى الدسوقي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.228‬‬
‫(‪ -)7‬عوض محمد عوض‪ ،‬المبادئ العامة في قانون االجراءات الجنائية‪ ،‬منةااخة المعار ‪ :‬جزل حزع وةااركاه‪ ،‬االسااكندرية‪،‬‬
‫مصر‪ ،2002 ،‬ص ‪.59‬‬

‫‪14‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫التعريف الدي يتوافق مع نظرة القائل بخنها‪" :‬تيليغ من نفس المجني عليو أو ممن يقوم مقامو إلى السلطات‬
‫العامة عن جريمة معينة وقعت عليو"(‪ ،)1‬وبخنها ‪" :‬البزغ الذي يقدمو المجني عليو إلى السلطة المختصة‪-‬‬
‫طالبا تحريك الدعوع الجنائية في الجرائم التي تتوقف فيها حرية‬
‫النيابة العامة أو مخمور الضبا القضائي‪ -‬ا‬
‫(‪.)2‬‬
‫النيابة العامة في هذا التحريك على توافر هذا االجراء"‬
‫وتعر بااخنهااا‪ " :‬االجراء ال اذي بمقتضا ا ا ا ا ا ا اااه يعلم المجني عليااو أو من يمثلااو قااانوان اا احاادع الجهااات‬
‫المختصااة‪ ،‬ان ثمة جريمة معينة حاقت بو‪ ،‬ويطلب منها بمقتضاااه تحريك الدعوع الجنائية في الجرائم التي‬
‫تتوقف فيها حرية النيابة العامة في هذا التحريك على توافر هذا االجراء"(‪.)3‬‬
‫أما في الفقو الفرنس ا ا ا ااي فيعر ‪ Levasseur ,Stefani ,Bouloc‬الة ا ا ا ااكوع بخنها‪ " :‬بزغ ص ا ا ا ااادر من‬
‫ضااحية الفعل االجرامي‪ ،‬يقدمها هذا األخير إلى ضااابا الةاارطة القضااائية أو مباة ارة إلى وكيل الجمهورية‬
‫دون أن تكون مقيدة بةا ا ااكليات معينة‪ ،‬كما يمكن تقديمها إلى قاضا ا ااي التحقيق مصا ا ااحوبة بادعاء مدني(‪،)4‬‬
‫وهو تعريف ينطيق على الةكوع العامة‪.‬‬
‫ويعرفها األسا ا ا ا ا ااتاذ ‪ Garraud‬بخنها‪ ":‬عبارة عن اخبار موجو أمام العدالة من طر الةا ا ا ا ا ااخص الذي‬
‫تعرض ةا ااخصااايا إلى ضا اارر ناجم عن جريمة" ويضا اايف نفس األسا ااتاذ أن كل ةا ااكوع تخفي ورائها بزغا‪،‬‬
‫والدليل على ذلك أن قانون اإلجراءات الجزائية الفرنسي لسنة ‪ 1971‬في مادتو ‪ 94‬وما يليها كيف الةكوع‬
‫(‪)5‬‬
‫‪.‬‬ ‫على أنها‪dénonciation de tort personnel :‬‬
‫ويعر بعض الفقو في الجزائر الةا ا ا ا ااكوع بخنها‪ ":‬إجراء يباة ا ا ا ا اره المجني عليو أو وكيل خاص عنو‪،‬‬
‫يطلب فيو من القض ا ا ا اااء تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬في جرائم معينة يحددها القانون على س ا ا ا ااييل الحص ا ا ا اار‬

‫عييد‪ ،‬مبادئ االجراءات الجنائية في القانون المصري‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2006 ،‬ص ‪.71‬‬ ‫(‪ -)1‬رءو‬
‫(‪ -)2‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.789‬‬
‫(‪ -)3‬أحمد عيد اللطيف الفقهي‪ ،‬النيابة العامة وحقوق ضا ااحايا الجريمة‪ ،‬دار الفجر للنةا اار والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصا اار‪،2003 ،‬‬
‫ص ‪.12‬‬
‫‪- " La plainte est une dénonciation émanant de la victime de l’infraction, elle peut être adressée soit à un officier‬‬
‫)‪(4‬‬

‫‪de police judiciaire, soit même directement au procureur de la république sans être astreinte à des formes‬‬
‫‪déterminées ,et elle peut être adressée au juge d’instruction accompagnée d’une constitution de partie civile " ,‬‬
‫‪Gaston Stefani , Gorges Levasseur , Bernard Bouloc , procédure pénale , précis Dalloz , 16 éd , 1996 , p 311.‬‬
‫نقز عن‪ :‬عيد الرحمن الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارسا ا ا ا ا ااة تخصا ا ا ا ا اايلية تحليلية مقارنة‪،‬‬
‫منةورات الحليي الحقوقية‪ ،‬ييروت‪ ،‬لينان‪ ،2012 ،‬ص ‪.47‬‬
‫)‪(5‬‬
‫‪- Garraud, traité théorique et pratique d’instruction criminelle et de procédure pénale, recueil Sirey, 1907, p 620.‬‬
‫نقز عن‪ :‬الطيب سااماتي ‪ ،‬حماية حقوق الضااحية خزل الدعوع الجزائية في التةاريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجسااتير‪ ،‬تخصااص‪:‬‬
‫قانون جنائي‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،2007-2006 ،‬ص ‪.52‬‬

‫‪15‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫إلثبات مدع قيام المسؤولية الجزائية في حق المةكو في حقو"(‪.)1‬‬


‫كما تعر بخنها‪ ":‬ذلك التص اار القانوني الص ااادر من المجني عليو أو وكيلو إلى الجهة المختص ااة‬
‫سا ا ا اواء كانت نيابة عامة أو ض ا ا اابطية قض ا ا ااائية‪ ،‬يكون الغرض منو رفع القيد الوارد على المتابعة الجزائية‪،‬‬
‫وذلك في جرائم حددها المةرع على سييل الحصر"(‪.)2‬‬
‫وما يؤخذ على هذه التعريفات بصا اافة عامة أنها تسا ااتخدم تعيير البزغ للتعيير عن الةا ااكوع‪ ،‬إال أن‬
‫بخنو‪ ":‬إخطار يقدمو أي ةا ا ا ا ا ا ااخص إلى‬ ‫عن البزغ‪ ،‬فهذا األخير يعر‬ ‫الةا ا ا ا ا ا ااكوع تختلف كل االختز‬
‫السالطات المختصاة بضابا الجرائم عن وقوع جريمة‪ ،‬وال يةاترط في مقدم البزغ أن يكون المجني عليو أو‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬كما يعرفو الفقو الفرنسي بخنو‪ ":‬العمل الذي يواسطتو ييلغ ةخص العدالة عن جريمة لم يتضرر‬ ‫غيره‪":‬‬
‫منها ةخصيا "(‪.)4‬‬
‫ومن خزل هذه التعاريف وعن عزقة الة ا ا ااكوع بالبزغ يرع أحد الفقهاء الفرنس ا ا اايين بخن‪" :‬الة ا ا ااكوع‬
‫(‪)6‬‬
‫أي يقع‬ ‫الصااادرة من طر المتضاارر هي بزغ ولكنو ةااخصااي"(‪ ،)5‬ومن ثم فالبزغ يصاادر من أي فرد‬
‫الة ا ا ا ا ا ااكوع التي يتعين تقديمها من المجني عليو أو وكيلو‬ ‫من العامة ولو لم يكن المجني عليو على خز‬
‫كونها ة ا ااخص ا ااية‪ ،‬ثم هو مجرد مص ا اادر معلومات عن الجريمة‪ ،‬فز يتض ا اامن اإلرادة الس ا ااابقة على تحريك‬
‫الدعوع العمومية(‪ ،)7‬إذ ينص ا ا ا ااب على إيص ا ا ا ااال خير الجريمة إلى الس ا ا ا االطات العامة المختص ا ا ا ااة فقا‪ ،‬أما‬
‫الةكوع فهي إفصائ عن إرادة المجني عليو في ممارسة سلطة االتهام نحو المتهم(‪ ،)8‬فمن ةروط الةكوع‬
‫أن تكون صا ا ا اريحة وأن يكون القص ا ا ااد منها تحريك الدعوع فإن لم تكن قاطعة الداللة في هذا المعنى تظل‬

‫(‪ -)1‬عيااد أ أوهااايييااة‪ ،‬ةا ا ا ا ا ا اارئ قااانون اإلجراءات الجزائيااة الجزائري‪ ،‬طبعااة مزياادة و منقحااة بااخحاادث التعااديزت ‪ ،‬دار هومااة‬
‫للطباعة والنةر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2018-2017 ،‬ص ‪.130‬‬
‫(‪ -)2‬عيد الرحمان خلفي‪" ،‬الحق في الة ااكوع في التةا اريع الجزائري والمقارن‪ :‬اتجاه جديد نحو خوصا اص ااة الدعوع العمومية"‪،‬‬
‫مجلة االجتهاد القضائي يجامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬المجلد ‪ ،6‬العدد ‪ ،2013 ،9‬ص‪10.‬‬
‫(‪ -)3‬عزت مصطفى الدسوقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.230‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪- Jean Pinatel, Traité de droit pénale et de criminologie, Tome 2, 2 éd, Paris, Dalloz, 1970, p 200‬‬
‫نقزا عن‪ :‬كمال يوةا االيق‪ ،‬الضا اامانات القانونية لحماية الةا اارعية االجرائية خزل الدعوع العمومية‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم في‬
‫العلوم القانونية‪،‬تخصص‪:‬قانون جنائي‪،‬جامعة باتنة‪،-1-‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪،2018-2017،‬ص ‪.47‬‬
‫)‪(5‬‬
‫‪- René Garraud, Traité théorique et pratique d’instruction criminelle et de procédure pénale, Recueil Sirey, 1907,‬‬
‫‪p70.‬‬ ‫مةار اليو لدع‪ :‬كمال يوةليق‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫(‪ -)6‬حس اان ص ااادق المرص اافاوي‪ ،‬المرص اافاوي في أص ااول االجراءات الجنائية‪ ،‬الطبعة األخيرة‪ ،‬منة ااخة المعار ‪ :‬جزل جزع‬
‫وةركاه‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1982 ،‬ص ‪.68‬‬
‫(‪ -)7‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص‪.129‬‬
‫(‪ -)8‬عزت مصطفى الدسوقي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.232‬‬

‫‪16‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫سلطة النيابة العامة مقيدة(‪ ،)1‬وباإلضافة إلى ذلك فالبزغ قد يكون واجبا أو جوازيا في حين تكون الةكوع‬
‫جوازيو دائم ا بالنسبة للمجني عليو أو من يقوم مقامو(‪.)2‬‬
‫وبناءا على ما س ا ا اايق يرع الباحث أن الة ا ا ااكوع عبارة عن‪ ":‬إجراء يفص ا ا ااح بموجبو المجني عليو أو‬
‫ا‬
‫وكيل خاص عنو عن إرادتو في متابعة المةا ا ا ا ااكو منو عن جرائم محددة قانونا على س ا ا ا ااييل الحصا ا ا ا اار يقيد‬
‫القانون حرية النيابة العامة في تحريك الدعوع بةخنها على توافر هذا اإلجراء"‪.‬‬
‫والمقص ااود بالة ااكوع في د ارس ااتنا هذه هي الة ااكوع الخاص ااة ألنو يجب التمييز يينهما وبين الة ااكوع‬
‫طالبا منها تحريك إجراءات‬
‫العامة التي هي تعيير ييدي من خزلو المجني عليو رغيتو الى الس االطة العامة ا‬
‫الدعوع العمومية ضد مرتكب الجريمة‪ ،‬أما الةكوع الخاصة كقيد على تحريك الدعوع العمومية فهي التي‬
‫يتقدم فيها المجني عليو ضد ةخص معلوم في الجرائم التي حددها المةرع حص ار(‪.)3‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف التناز عن الشكوى و تحديد مضمونه‬
‫تحديد معاني المصااطلحات مقدمة وضاارورة تقتضاايها د ارسااة ماهيتها‪ ،‬األمر الذي يقودنا الى تعريف‬
‫التنازل من الناحية اللغوية ثم ييان أهم ما جاء بو الفقو في تعريف التنازل عن الةكوع‪.‬‬
‫‪.1‬التناز لغة‬
‫تنازل ‪ (:‬فعل)‪ :‬تنازل يتنازل‪ ،‬تنازالا‪ ،‬فهو متنازل والمفعول متنازل عنو‪ ،‬تنازل عن حدقو‪ ،‬تخلى عنو‪،‬‬
‫تركو‪ ،‬تنازل عن ةكايتو‪ ،‬تخلى عنها(‪.)4‬‬
‫تنازل‪ :‬اسم مصدر تنازل‪ :‬ليس من الصواب التنازل عن الحقوق‪ :‬التخدلي عنها (القانون)‪ :‬ترك المرء‬
‫محدد‪ ،‬تنازل عن الدعوع‪،‬‬‫حقا لو أو فائدة تعود عليو‪ ،‬ثم التنازل عن الدعوع بعد أن تصا ا ا ا ااالحا على ميلغ د‬
‫حق بعينو فز يمكن اللجوء إلى المحاكم بعد ذلك(‪.)5‬‬
‫تن دح عن د‬
‫أما التنازل عن الةااكوع لغة فيعني‪ :‬نزع عنو ةااكايتو وأزالو عما ية اكوه وهو من أض اداد الةااكوع(‪،)6‬‬

‫(‪ -)1‬مصااطفى مجدي هرجة‪ ،‬التعليق على قانون االجراءات الجنائية‪ :‬المعدل بالقوانين ‪ 145‬لساانة ‪ 2006‬و‪ 74‬لساانة ‪2007‬‬
‫و‪ 153‬لسا ا ا ا ا اانة ‪ ،2007‬المجلد األول ‪ :‬من المادة (‪ )1‬إلى المادة (‪ ،)109‬دار محمود للنةا ا ا ا ا اار والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصا ا ا ا ا اار‪،‬‬
‫(د‪.‬س)‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫(‪ -)2‬محمد فوزي إيراهيم‪ ،‬دور الرض ا ا ا ااا في قانون االجراءات الجنائية‪ ،‬دار النهض ا ا ا ااة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مص ا ا ا اار‪ ،2014 ،‬ص‬
‫‪.117‬‬
‫(‪-)3‬وردة ين يوعيد أ ‪ ،‬الموازنة يين ض اامان حقوق المتهم وحقوق الض ااحية‪،‬أطروحة دكتوراه علوم في العلوم القانونية‪:‬ة ااعبة‬
‫القانون الجنائي الدولي‪،‬جامعة باجي مختار عنابة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ .2016-2015 ،‬ص ‪.104‬‬
‫(‪ -)4‬معجم المع اااني الج ااامع‪ ،‬معجم عربي‪-‬عربي‪ ،‬على الموقع‪ ،https://bit.ly/3n17dhU :‬ت اااريخ االطزع‪ 30 :‬ديسا ا ا ا ا ا اامير‬
‫‪ ،2020‬على الساعة‪.16 :16 :‬‬
‫(‪ -)5‬نفس المرجع‪.‬‬
‫(‪ -)6‬محمد ين أيي بكر ين عيد القادر الرازي‪ ،‬مختار الصحائ‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.145‬‬

‫‪17‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫وهو نفس المعنى الوارد في معجم الصحائ تاج اللغة وصحائ العربية(‪.)1‬‬
‫وعليو فالتنازل هو التخلي أو الترك‪ ،‬وهو من الحقوق الخاصا ا ا ا ا ا ااة‪ ،‬يعني ترك الدعوع والتخلي عنها‬
‫ويقال عفوت عن الحق أي أسقطتو(‪.)2‬‬
‫اءا‬ ‫ى‬
‫‪ .2‬التناز عن الشييييكو عند الفقه‪ :‬لم تضا ا ااع أي من التة ا ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ا ااة س ا ا او ا‬
‫محددا للتنازل عن الةكوع‪ ،‬ةخنو ةخن الةكوع في‬ ‫ا‬ ‫مفهوما أو تعريافا‬
‫ا‬ ‫التةريع الجزائري‪ ،‬الفرنسي والمصري‬
‫حااد ذاتهاا ‪ ،‬األمر الااذي يقتضا ا ا ا ا ا ااي االعتماااد على المفاااهيم والتعاااريف الفقهيااة التي قيلاات في التنااازل عن‬
‫الةكوع‪ ،‬و منها أنو ‪ " :‬تعيير المجني عليو عن إرادتو في أال تتخذ اإلجراءات الجنائية أو ال تستمر"(‪.)3‬‬
‫وعرفو البعض بخنو‪ " :‬تص ا ا اار قانوني من جانب المجني عليو بمقتض ا ا اااه يعير عن إرادتو في وقف‬
‫األثر القانوني لة ا ا ا ااكواه‪ ،‬وهو وقف الس ا ا ا ااير في إجراءات الدعوع(‪ ،)4‬وقد انتقد هذا التعريف على اعتبار أن‬
‫وقف األثر القانوني للةا ااكوع يعني احتمال العودة إلى س ا اريان األثر عند زوال سا اايب الوقف فهذه خاص ا اية‬
‫الوقف‪ ،‬يينما يترتب على التنازل انقضاااء هذا األثر ومن ثم عر التنازل بخنو‪ ":‬تصاار قانوني من جانب‬
‫واحد يص ا ا ا اادر عن المجني عليو أو ص ا ا ا اااحب الحق في الة ا ا ا ااكوع‪ ،‬يعير بو عن إرادتو في انقض ا ا ا اااء األثر‬
‫القانوني في ةكواه"(‪.)5‬‬
‫كما عر بخنو‪ ":‬التنازل يتمثل في تعيير من مقدم الة ا ا ا ا ااكوع عن إرادتو في أال تنتج الة ا ا ا ا ااكوع التي‬
‫قدمها أثرها أو أال تسا ا ا ا ا ا ااتمر في انتاج هذا األثر‪ ،‬فهو بمثابة عدول عن إراداتو في إزالة العقبة اإلجرائية‬
‫المتمثلة في الةكوع"(‪.)6‬‬
‫ويذهب البعض إلى أن التنازل عن الةكوع‪ ":‬تصر قانوني مقايل للحق في الةكوع ومترتب عليو‬
‫ومتولد عنو يعير بو المجني عليو يإرادتو المنفردة عن رغيتو في وقف األثر القانوني لةا ا ا ا ا ا ااكواه(‪ .)7‬ويعر‬
‫أيض ا ا ا ااا بخنو‪" :‬عبارة عن تص ا ا ا اار قانوني ص ا ا ا ااادر عن إرادة المجني عليو يتم بمقتض ا ا ا اااه التعيير عن نيتو‬
‫الص ا ا ا اريحة في وقف سا ا ا ااير إجراءات المتابعة في مواجهة المتهم وذلك قيل الفصا ا ا اال نهائيا وبحكم بات في‬

‫(‪-)1‬إسماعيل ين دحماد الجوهري ‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.2394‬‬


‫(‪ -)2‬عيااد القااادر قااائااد سا ا ا ا ا ا ااعيااد المجياادي‪ ،‬ةا ا ا ا ا ا ااكوع المجني عليااو كقيااد من قيود تحريااك الاادعوع الجزائيااة في القااانون اليمني‬
‫والجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه في القانون العام‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،-1-‬كلية الحقوق‪-‬ين عكنون‪ ،2014-2013 ،‬ص ‪.126‬‬
‫(‪ -)3‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫(‪-)4‬مخمون محمد س ا اازمة‪ ،‬اإلجراءات الجنائية في التةا ا اريع المص ا ااري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬دار النهض ا ااة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مص ا اار‪،‬‬
‫‪ ،2001‬ص ‪ ، 139‬عزت مصطفى الدسوقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.272‬‬
‫(‪ -)5‬حسني محمد السيد الجدع‪ ،‬المرجع السايق‪.297 ،‬‬
‫(‪ -)6‬محمد فوزي إيراهيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫(‪ -)7‬جمال ةا ا ا ا ا ا ااديد علي الخرباوي‪ ،‬حق المجني عليو في التنازل عن الدعوع الجنائية‪ ،‬ط ‪ ،2‬المركز القومي لإلصا ا ا ا ا ا اادارات‬
‫القانونية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2016 ،‬ص ‪.153‬‬

‫‪18‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الدعوع العمومية"(‪.)1‬‬
‫ويعر بخنو‪" :‬عمل قانوني يص اادر من ص اااحب الحق في الة ااكوع ويترتب عليو انقض اااء هذا الحق‬
‫(‪)2‬‬
‫ممتدا"‪.‬‬
‫ولو كان ميعاد استعمالو مازال ا‬
‫وييدو أن التعريفات السابقة للتنازل عن الةكوع تعتير متقاربة إلى حد بعيد‪ ،‬حيث أن مضمونها هو‬
‫بو إلى‬ ‫أن التنازل هو عمل أو تص ا ا اار قانوني‪ ،‬يقوم بو المجني عليو أو ممثلو أو وكيلو الخاص ‪ ،‬يهد‬
‫وقف أثر ةكواه وهو وقف السير في إجراءات الدعوع مما يؤدي انقضاء الدعوع العمومية(‪.)3‬‬
‫وبناءا على ما ساايق يعر الباحث التنازل عن الةااكوع بخنو‪ " :‬تصاار قانوني يصاادر عن المجني‬
‫ا‬
‫عليو أو من يمثلو قانونايا أمام الجهات المختصة ‪ ،‬يتضمن التعيير عن إراداتو المنفردة في وقف السير في‬
‫ار في القانون‪ ،‬والتي‬
‫إجراءات الدعوع العمومية ض ا ا ااد المة ا ا ااكو منو‪ ،‬في جريمة من الجرائم المحددة حص ا ا ا اا‬
‫تتوقف المتابعة فيها على تقديم ةا ااكوع‪ ،‬قيل صا اادور حكم بات‪ ،‬يترتب عنو انقضا اااء الدعوع العمومية"(‪،)4‬‬
‫وهو التعريف الذي يرع الباحث أنو يجمع يين مختلف عناصر التنازل عن الةكوع‪:‬‬
‫‪ -‬تصا ا ا اار قانوني‪ :‬عمل إرادي يرتب عليو القانون ارثار التي يرع أنها الزمة لتحقيق هذه اإلرادة‪،‬‬
‫أي أن اإلرادة لها دخل في تحديد هذه االثار(‪.)5‬‬
‫‪ -‬أن التنازل لكي ينتج أثره يجب أن يكون ص ا ا ا ا اا‬
‫اادر من ص ا ا ا اااحب الحق في الة ا ا ا ااكوع وهو المجني‬
‫قانونا(‪.)7‬‬
‫عليو ‪ ،‬والذي يمكن أن ينوب عنو في إجرائو من يمثلو ا‬
‫(‪)6‬‬

‫‪ -‬أن التنازل يجب أن يتم أمام الجهة المختصة بقيولو حتى ينتج أثره القانوني(‪.)8‬‬
‫‪ -‬أن جوهر التنازل هو أنو تعيير عن إرادة(‪ ،)9‬إذ فيو اس ا ا ا ا ااقاط للحق من جانب ص ا ا ا ا اااحبو(‪ ،)10‬فهو‬

‫(‪ -)1‬عيد الرحمان خلفي‪ " ،‬اتجاه جديد نحو خوص ا اصا ااة الدعوع العمومية (حالة الةا ااكوع نموذجا)‪ :‬د ارسا ااة تخصا اايلية تحليلية‬
‫مقارنة "‪ ،‬مجلة كلية الحقوق يجامعة النهرين‪-‬العراق‪ ،-‬المجلد ‪ ،17‬العدد ‪ ،2015 ،1‬ص ‪.405‬‬
‫(‪ -)2‬فاااطمااة الزهراء فيرم‪ " ،‬ياادائاال الاادعوع الجنااائيااة ودورهااا في الحااد من أزمااة العاادالااة الجنااائيااة "‪ ،‬مجلااة الحقوق والعلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،10‬العدد ‪ ،2017 ،3‬ص ‪.106‬‬
‫(‪ -)3‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.282‬‬
‫(‪ -)4‬يتوافق هذا التعريف مع تعريف الدكتور‪ :‬أسا ا ا ا ااامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬دور المجني عليو في الدعوع الجزائية‪ :‬د ارسا ا ا ا ااة‬
‫مقارنة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2013 ،‬ص ‪ ،306‬والدكتور‪ :‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫(‪ -)5‬أنيس حس اايب الس اايد المحزوي‪ ،‬الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية‪ :‬د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو‬
‫اإلسزمي‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2019 ،‬ص ‪.169‬‬
‫(‪ -)6‬عيد الحليم فؤاد الفقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.278‬‬
‫(‪ -)7‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.305‬‬
‫(‪ -)8‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.306‬‬
‫(‪ -)9‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫(‪ -)10‬ليلى قايد‪ ،‬الرضائية في المواد الجنائية‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.294‬‬

‫‪19‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫تص ا ا ا اار من جانب واحد يتم ص ا ا ا ااحيحا وينتج اثاره القانونية دون توقف على إرادة المتهم(‪ ،)1‬وهذا يخز‬
‫الصلح الذي ال ينةخ إال بموافقة المتهم(‪.)2‬‬
‫‪ -‬ان التنازل لكي يحدث أثره في انقضاء الدعوع العمومية يقتضي أن تكون الةكوع قد قدمت ضد‬
‫المجني عليو في جريمة من الجرائم المعلق تحريكها على ةا ا ا ا ا ا ااكوع منو‪ ،‬وأن تكون الدعوع قد حركت يناء‬
‫على ذلك‪ ،‬فإذا كانت الدعوع غير قائمة بس ا ا اايب عدم تقديم الة ا ا ااكوع أو انقض ا ا ااائها ألي س ا ا اايب اخر‪ ،‬فإن‬
‫التنازل ال يجد لو محزا يرد عليو‪ ،‬ومن ثم ال يكون لو أي أثر في انقضاء الدعوع العمومية(‪.)3‬‬
‫‪ -‬ميعاد التنازل عن الةااكوع‪ :‬وهو جائز في أي وقت بعد تقديم الةااكوع إلى أن يصاادر في الدعوع‬
‫حكم بات(‪ ،)4‬وهو الحكم الذي استنفذ طريق الطعن بالنقض‪ ،‬ويعني ذلك أن باب التنازل عن الةكوع يظل‬
‫مفتوحا حتى استنفاذ هذا الطريق(‪.)5‬‬
‫‪ -‬أثر التنازل عن الةااكوع‪ :‬والمتمثل في انقضاااء الدعوع العمومية باتفاق التة اريعات المقارنة محل‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬علة التناز عن الشكوى‬
‫مما ال ةا ا ا ا ااك فيو أن المةا ا ا ا اارع عندما خول النيابة العامة حرية تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬إنما ينظر‬
‫إليها كنائبة عن المجتمع وأمينة على مصا ااالحة في متابعة المجرمين وتقديمهم أمام القضا اااء لينالوا جزاءهم‬
‫أحيانا بما تنطوي عليو من مصااالح أفراده‪ ،‬لذلك قيد ساالطة‬ ‫ا‬ ‫من العقاب‪ ،‬غير أن مصاالحة المجتمع قد تيرر‬
‫النيابة العامة عن تحريك الدعوع العمومية في حاالت قدر فيها أن المصا ا ا ا ا ا االحة التي قد تترتب على عدم‬
‫تحريك الدعوع العمومية تفوق المصلحة المرجوة من وراء تحريكها(‪.)6‬‬
‫فالدولة ال تض ا ا ااار من تعليق اقتض ا ا اااء حقها في العقاب على ة ا ا ااكوع المجني عليو‪ ،‬وذلك ألن هذه‬
‫األخيرة تتعلق يجرائم يتعذر فيها على الدولة ذاتها أن تحدد مزئمة الس ا ا ااعي إلى اقتض ا ا اااء حقها في معاقبة‬
‫مرتكب الجريمة في كل حالة على حدع‪ ،‬لهذا فز مناص للدولة من أن تترك زمام هذه المزئمة للمجني‬

‫(‪ -)1‬ميزد بةير ميزد غويطة‪ ،‬الصلح في القانون الجنائي والفقو اإلسزمي‪ ،‬دار المطيوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،2014‬ص ‪.49‬‬
‫(‪ -)2‬ةاهر علي محمد المطيري‪ ،‬الةكوع كقيد على تحريك الدعوع الجزائية في القانون الجزائي األردني والكويتي والمصري‪،‬‬
‫رس ااالة ماجس ااتير في الحقوق‪ ،‬تخص ااص‪ :‬القانون العام‪ ،‬جامعة الة اارق األوساااا‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬قسااام القانون العام‪-2009 ،‬‬
‫‪ ،2010‬ص ‪.80‬‬
‫(‪ -)3‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.306-305.‬‬
‫(‪ -)4‬عيد الحليم فؤاد الفقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.279‬‬
‫(‪ -)5‬أةر توفيق ةمس الدين‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫(‪ -)6‬علي ةاامزل‪ ،‬الجديد في ةاارئ قانون االجراءات الجزائية‪ ،‬الكتاب األول‪ :‬االسااتدالل واالتهام‪ ،‬ط ‪ ، 3‬دار هومة للطباعة‬
‫والنةر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2017 ،‬ص ‪.129‬‬

‫‪20‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫عليو وحده فهو أجدر منها على تقييمها(‪.)1‬‬


‫ولما كانت القوانين المقارنة محل الد ارسا ا ا ا ا ا ااة والتي أخذت ينظام جرائم الةا ا ا ا ا ا ااكوع متفقة على تمكين‬
‫المجني عليو الذي تقدم بالةااكوع من الحق في التنازل عنها يإرادتو المنفردة‪ ،‬حيث أعطت المادة السااادسااة‬
‫من قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري(‪ ،)2‬والمادة العاة ا ا ا ا ا ا ارة من قانون اإلجراءات الجزائية المصا ا ا ا ا ا ااري(‪،)3‬‬
‫الحق لمقدم الةكوع أن يتنازل عنها في أي وقت‬ ‫(‪)4‬‬
‫والمادة السادسة من قانون اإلجراءات الجزائية الفرنسي‬
‫إلى أن يصدر في الدعوع حكم نهائي‪.‬‬
‫فاالعتبارات التي قيد يها المةا ا ا ا ا ا اارع حرية النيابة العامة في تحريك الدعوع العمومية على ةا ا ا ا ا ا ااكوع‬
‫المجني عليو‪ ،‬هي نفسا ا ااها التي مكن من خزلها هذا األخير من سا ا ااحب أو التنازل عن ةا ا ااكواه إذا رأع أن‬
‫مصلحتو تتعارض والسير في إجراءات الدعوع(‪.)5‬‬
‫ولما كانت العلة العامة من تعليق مباةا ا ا ا ارة الدعوع العمومية على ة ا ا ا ااكوع هي اعتبار المة ا ا ا اارع أن‬
‫المجني عليو في بعض الجرائم هو أفض ا ا ا ا ا ا اال من يقدر مدع مزئمة المتابعة الجزائية من عدمها ومن ثم‬
‫الس ااكوت عما وقع ض ااده من قيل الجاني‪ ،‬نظ ار لطييعة هذه الجرائم أو لص اافة المتهم بارتكايها‪ ،‬اس ااتتبع هذا‬
‫إجراءات الدعوع العمومية بعد تحريكها‪ ،‬ألنو قدر أن االس ا ا ا ا ا ااتمرار فيها ال‬ ‫أن يمنح الة ا ا ا ا ا اااكي مكنة إيقا‬
‫يحقق مصلحتو(‪ ،)6‬وبذلك يكون المةرع قد غلب مصلحة المجني عليو الخاصة على مصلحة الجماعة(‪،)7‬‬

‫(‪ -)1‬فاطمة الزهراء فيرم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.106‬‬


‫الزما "‪ ،‬المادة ‪ 3-6‬من ق إ ج ج‪،‬‬
‫طا ا‬ ‫(‪ " -)2‬تنقضااي الدعوع العمومية يتنفيذ اتفاق الوساااطة وبسااحب الةااكوع إذا كانت ةاار ا‬
‫المعدلة بالمادة ‪ 2‬من أمر رقم ‪ ،02-15‬مؤرخ في ‪ 23‬جويلية ‪ ،2015‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 155-66‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان‬
‫‪ 1966‬والمتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ج ر ج عدد ‪-40‬السنة ‪ ،-52‬الصادرة في ‪ 23‬جويلية ‪ ،2015‬ص ‪.28‬‬
‫(‪ " -)3‬لمن قدم الةا ااكوع‪...‬أن يتنازل عن الةا ااكوع أو الطلب في أي وقت إلى أن يصا اادر في الدعوع حكم نهائي‪ ،"...‬المادة‬
‫‪ 1-10‬من القانون رقم ‪ 150‬لساانة ‪ ،1950‬مؤرخ في ‪ 3‬ساايتمير‪ ، 1950‬يإصاادار قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬جريدة الوقائع‬
‫المصرية‪ :‬العدد ‪ ،90‬صادرة في ‪ 15‬أكتوبر ‪.1951‬‬
‫‪- " Elle peut, en outre, s'éteindre par transaction lorsque la loi en dispose expressément ou par l'exécution d'une‬‬
‫)‪(4‬‬

‫‪composition pénale ; il en est de même en cas de retrait de plainte, lorsque celle-ci est une condition nécessaire‬‬
‫‪de la poursuite " , L’article 6-3 , codifié par LOI n° 57-1426 du 31 décembre 1957 instituant un code de procédure‬‬
‫‪pénale , JORF n°: 6-90 année- du 8 janvier 1958 , Déplacé par LOI n° 2011-939 du 10 août 2011 sur la‬‬
‫‪participation des citoyens au fonctionnement de la justice pénale et le jugement des mineurs (1) , JORF n° 185 du‬‬
‫‪11 août 2011.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫‪- GASTON Stefani, GEORGES Levaseur, BERARD Bouloc, procédure pénale, Edition Dalloz, 1996, p 157.‬‬
‫نقز عن‪ :‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬نظرة حديثة للسا ا ااياسا ا ااة الجنائية المقارنة‪ :‬سا ا االسا ا االة أبحاث جنائية معمقة‪ ،‬المؤس ا ا اسا ا ااة الحديثة‬
‫للكتاب‪ ،‬لينان‪ ،2018 ،‬ص ‪.23‬‬
‫(‪ -)6‬ليلى قايد‪ ،‬الرض ااائية في المواد الجنائية‪ ،‬المرجع الس ااايق‪ ،‬ص ‪ .294‬حس اان ص ااادق المرص اافاوي‪ ،‬المرجع الس ااايق‪ ،‬ص‬
‫ص‪.99-98‬‬
‫(‪ -)7‬أمجد سليم الكردي‪ ،‬النيابة العامة‪ :‬دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬دار وائل للنةر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2012 ،‬ص ‪.117‬‬

‫‪21‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫فالتنازل عن الة ا ااكوع والذي يعد بمثابة عدول المجني عليو عن ة ا ااكواه‪ ،‬يؤس ا ااس على فكرة "المزئمة" يين‬
‫اقتض ا ا اااء حق الدولة في العقاب وبين حماية المص ا ا ااالح الخاص ا ا ااة للمجني عليو‪ ،‬وهذا األس ا ا اااس هو حجر‬
‫الزاوية في تقرير حق التنازل‪ ،‬فالمة اارع قد وزان يين مص االحتين‪ :‬المص االحة العامة التي تتمثل في اقتض اااء‬
‫حق الدولة في العقاب‪ ،‬والمص ا ا ا ا ا االحة الخاص ا ا ا ا ا ااة التي قد ال ترع ذلك‪ ،‬فآثر األخيرة على األولى وجعل لها‬
‫السا ا ا ا ا اايادة‪ ،‬وترك لصا ا ا ا ا اااحيها تقدير مزئمة االلتجاء إلى العقوبة أو عدم االلتجاء إليها‪ ،‬وبهذا وحده تتحقق‬
‫الغاية االجتماعية التي تستهدفها القاعدة الجنائية والتي تتمثل في توفير السزم االجتماعي(‪.)1‬‬
‫وعلا اة التن ااازل عن الةا ا ا ا ا ا ااكوع إج ارئي ااة بحت ااو‪ ،‬ومن ثم ال ينفى عن الحق المعت اادع علي ااو أهميت ااو‬
‫طا للعقاب‬ ‫وتبعا لذلك فإن عدم تقديم الةا ا ا ا ااكوع أو التنازل عنها ال ينفي ا‬
‫ركنا للجريمة أو ةا ا ا ا اار ا‬ ‫االجتماعية‪ ،‬ا‬
‫(‪)2‬‬
‫عليها‪ ،‬ويفسر هذا الدور االجرائي للةكوع أو التنازل عنها بخحد اعتبارات ثزثة‪:‬‬
‫‪ -‬في بعض الجرائم يتصا ا ا اال الحق المعتدع عليو بعزقات عائلية‪ ،‬فيكون المجني عليو أفضا ا ا اال من‬
‫يقدر أهمية االعتداء ومدع جدارتو بخن تتخذ اإلجراءات الجزائية في ةخنو ومثال هذه الجرائم "الزنا"‪.‬‬
‫‪ -‬وفي طائفة ثانية من الجرائم التي تقوم على صا ا ا اازت عائلية يين الجاني والمجني عليو‪ ،‬وان كان‬
‫الحق المعتدع عليو غير ذي طابع عائلي‪ ،‬ومثال ذلك السا ا ا ارقة يين األزواج واألص ا ا ااول والفروع‪ ،‬فيخة ا ا ااى‬

‫الة ااارع أن يكون إضا ارار اإلجراءات يهذه الص اازت‪ -‬وبالمجتمع ا‬
‫تبعا لذلك‪ -‬متفواقا على الفائدة التي يمكن‬
‫أن يحققها‪ ،‬فيترك للمجني عليو المقارنة يين الوجهتين وتقدير أيهما األجدر بالرعاية‪.‬‬
‫والس ا ا ااب تكون إحدع علل القيد في هذه الجرائم حماية ة ا ا ااعور‬ ‫‪ -‬وفي فئة أخيرة من الجرائم كالقذ‬
‫المجني عليو الذي انتهك باالعتداء على ةرفو واعتباره‪ ،‬فيخةى الةارع أن يكون في اتخاذ اإلجراءات وما‬
‫أو السب ما يزيد إيزمو‪ ،‬فيترك لو تقدير مدع مزئمتها‪.‬‬ ‫تفرضو من ترديد عبارات القذ‬
‫وعليااو فااإن العلااة من هااذا القيااد هي أن المجني عليااو هو األقاادر على تقاادير ماادع مزئمااة تحريااك‬
‫الدعوع العمومية من عدمها ‪ ،‬أو االس ااتمرار فيها في جرائم محددة على س ااييل الحص اار وذلك لكونها تمس‬
‫مباةرة بخحد الحقوق الخاصة بو‪ ،‬أو ألن الضرر الذي لحق بو جراء هذه الجريمة يفوق ضرر المجتمع(‪،)3‬‬
‫باإلض ااافة إلى الحرص على س اامعة األسا ارة واس ااتبقاء للص اازت العائلية الودية القائمة يين أفرادها‪ ،‬والتس ااتر‬
‫على أس ا ا ارارها حفاظا على سا ا اامعتها وكرامتها‪ ،‬ألن تحقيق المصا ا االحة االجتماعية مرهون يتحقيق مصا ا ااالح‬
‫األسرة‪ ،‬ألن روابا ومصالح وحماية هذه األخيرة يعد حماية للمجتمع بخسره(‪.)4‬‬

‫(‪ -)1‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ .190‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.284‬‬
‫(‪ -)2‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.130-129.‬‬
‫(‪-)3‬الطيب سماتي ‪ ،‬الحماية الجزائية لحقوق الضحية‪ ،‬ااخطروحة دكتوراه في العلوم القانونية‪ ،‬تخصص‪ :‬قانون جنائي‪ ،‬جامعة‬
‫العقيد الحاج لخضر باتنة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،2016-2015 ،‬ص ‪.92‬‬
‫عيدلّلا أوهاييية‪ ،‬ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪ -‬د‬
‫(‪)4‬‬

‫‪22‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫تقليديا ‪Traditionnellement‬‬
‫ا‬ ‫كما يرع الفقو الفرنسي أن ةرط تقديم ةكوع مسبقة والتنازل عنها ييرر‬
‫بفكرة أن بعض الجرائم ذات الخطورة البس اايطة‪ ،‬ال تؤثر إال على المص ااالح الخاص ااة ‪ne portent atteinte‬‬
‫‪ qu’ a des intérêts privé‬بحيث ال تكون المتابعة أو االس ا ا ا ا ا ااتمرار فيها مناسا ا ا ا ا ا اابا إال في حالة اتجاه إ اردة‬
‫الضااحية لمعاقبة الفاعل(‪ ،)1‬دون إغفال غرض المةاارع االجرائي في التخفيف من العبء الواقع على كاهل‬
‫القضاء يإعطاء المجني عليو دو ار في انهاء الدعوع العمومية يإرادتو المنفردة(‪.)2‬‬
‫الفرع الثان ‪ :‬التناز عن الشكوى و األنظمة المشابهة له‬
‫باعتبار حق تنازل المجني عليو عن ةااكواه حق متولد ومتفرغ عن الحق في الةااكوع‪ ،‬فهو ارخر ذا‬
‫أهمية إجرائية كيرع في قوانين اإلجراءات الجزائية في مختلف التةااريعات المقارنة‪ ،‬ال س اايما وأنو يرتب أث ار‬
‫مهما هو انقضاء الدعوع العمومية‪.‬‬
‫ا‬
‫إيجاييا وفعاالا في تحديد‬
‫ا‬ ‫ولما كان نظام التنازل عن الةا ااكوع يتجو صا ااوب إعطاء المجني عليو دو ار‬
‫مصااير الدعوع العمومية بما يتماةااى والسااياسااة الجزائية الحديثة‪ ،‬فهو من األسااباب الةااخصااية النقضااائها‪،‬‬
‫ومن ناحية أخرع فهو يتسا ا اام بطابع اسا ا ااتثنائي‪ ،‬حيث ال يحدث هذا األثر إال في الحاالت التي نص عليها‬
‫جائز عندما تكون الة ااكوع ة اار ا‬
‫طا مفترض ااا لتحريك الدعوع العمومية(‪،)3‬‬ ‫القانون صا اراحة‪ ،‬إذ يكون التنازل اا‬
‫فإن نظام التنازل عن الةا ا ا ا ا ا ااكوع يتداخل مع بعض المصا ا ا ا ا ا ااطلحات القانونية المتقاربة معو مثل الحق في‬
‫الةا ا ا ا ا ا ااكوع (أوال)‪ ،‬التنازل عن الحق في الةا ا ا ا ا ا ااكوع(ثانيا)‪ ،‬كما يختلا مع بعض األنظمة القانونية األخرع‬
‫كالعفو الةامل أو العام (ثالثا)‪ ،‬وترك الدعوع المدنية (رابعا)‪ ،‬والصفح (خامسا)‪ ،‬وموانع العقاب (سادسا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬حق التناز عن الشكوى والحق ف الشكوى‬
‫الة ااكوع حق مقرر للمجني عليو(‪ ،)4‬والحق في الة ااكوع من الوجهة اإلجرائية يندرج يين التصا ارفات‬
‫القانونية اإلجرائية‪ ،‬إذ هي تعيير عن إرادة يرتب اثار قانونية تتمثل في رفع القيد الذي يفرضا ا ا ا ا او المة ا ا ا ا اارع‬
‫على النيابة العامة بة ا ا ا ا ا ااخن تحريك الدعوع العمومية في بعض الجرائم أو قيل بعض المتهمين‪ ،‬وللحق في‬
‫الةا ااكوع تخثير مسا ااتمر على الخصا ااومة الجزائية وييدو ذلك من وجهتين‪ :‬إحداهما إيجايية واألخرع سا االيية‬
‫فالوجهة اإليجايية هي أن الةاكوع ةارط لتحريك الدعوع العمومية‪ ،‬أما الوجهة الساليية فهي أن التنازل عن‬
‫الة ا ااكوع من أس ا ااباب انقض ا اااء الدعوع العمومية(‪ ،)5‬وكذلك التنازل هو ارخر حق لمن يخولو القانون تقديم‬

‫(‪)1‬‬
‫‪-Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Traité de procédure pénale , Quatrièe édition ,‬‬
‫‪ED :ECONOMICA , Paris , France , 2015, p 768‬‬
‫(‪ -)2‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.285‬‬
‫(‪ -)3‬ةااهد أياد حازم‪ ،‬الصاالح وأثره في الدعوع العامة يين القانونين األردني والعراقي‪ ،‬رسااالة ماجسااتير في تخصااص القانون‬
‫العام‪ ،‬جامعة الةرق األوسا‪-‬األردن‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،2016 ،‬ص ‪.50‬‬
‫(‪ -)4‬عوض محمد عوض‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫(‪ -)5‬امال عيد الرحيم عثمان‪ ،‬ةرئ قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.68‬‬

‫‪23‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الةكوع وهو المجني عليو(‪.)1‬‬


‫من خزل هذا التقديم الموجز تيرز لنا درجة التداخل والتوافق يين الحقين‪ ،‬إال أن هذا ال يمنع من‬
‫يين الحقين نوردها فيما يلي‪:‬‬ ‫وجود اختزفات يينهما‪ ،‬األمر الذي يوجب ييان أوجو الةبو وأوجو االختز‬
‫‪.1‬أوجه الشبه‬
‫‪ -‬ان حق التنازل عن الةا ا ا ا ا ا ااكوع حق متولد عن الحق في الةا ا ا ا ا ا ااكوع‪ ،‬وكل من الحقين ذو طييعة‬
‫ةخصية‪ ،‬فصاحب الحق الوحيد في الةكوع وفي التنازل عنها هو المجني عليو أو وكيلو الخاص(‪.)2‬‬
‫‪ -‬ان الجرائم التي يتوقف تحريكها على ممارس ا ا ا ا ااة حق الة ا ا ا ا ااكوع من قيل المجني عليو هي الجرائم‬
‫نفسا ااها التي يمكن ممارسا ااة حق التنازل عن الةا ااكوع في نطاقها أي أن جرائم الةا ااكوع هي جرائم التنازل‬
‫عن الةكوع(‪.)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫فهما كما تقدم ية ااتركان في العلة التي اس ااتند‬ ‫‪ -‬كما أن المص ااالح المحمية من وراء الحقين واحدة‬
‫إليها المةرع االجرائي إلقرارهما‪.‬‬
‫‪ -‬ان صاحب الحق في كليهما هو المجني عليو في جريمة من الجرائم التي يةترط القانون لتحريك‬
‫الدعوع العمومية بةخنهما تقديم ةكوع منو أو ممن يمثلو ا‬
‫قانونا(‪.)5‬‬
‫وعليو فحق التنازل عن الةا ا ا ا ااكوع والحق في الةا ا ا ا ااكوع يةا ا ا ا ااتركان من حيث النطاق الةا ا ا ا ااخصا ا ا ا ااي‬
‫والموضوعي وعلة اق ارراهما‪.‬‬
‫‪.2‬أوجه االختالف‬
‫‪ -‬يختلف حق التنازل عن الة ا ااكوع عن الحق في الة ا ااكوع من حيث مص ا اادر أو س ا اايب كل منهما‪،‬‬
‫ذلك أن الحق في الة ااكوع يفترض س اايق وقوع الجريمة المعلق تحريك الدعوع العمومية فيها على ةا اكوع‪،‬‬
‫أما حق التنازل عن الةكوع فيفترض سيق ممارسة حق الةكوع(‪.)6‬‬
‫‪ -‬ان الحق في الة ااكوع يجب أن يمارس خزل فترة محددة واال س ااقا الحق في ممارسا اتو بعد ذلك‪،‬‬
‫وهو ما ينطيق على التةا اريع المص ااري دون نظرية الجزائري والفرنس ااي(‪ ،)7‬وقد حدد المة اارع المص ااري هذه‬

‫(‪ -)1‬محمود محمود مصطفى‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.80‬‬


‫(‪ -)2‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.94-93.‬‬
‫(‪ -)3‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.291‬‬
‫(‪ -)4‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬دور المجني عليو في انهاء الدعوع الجنائية‪ ،‬رسا ا ا ا ا ا ااالة دكتوراه في الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫القاهرة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،2014 ،‬ص ‪.48‬‬
‫(‪ -)5‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.307‬‬
‫(‪ -)6‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫(‪ -)7‬المةرعين الجزائري والفرنسي لم يقيدا استعمال المجني عليو لحقو في الةكوع ينطاق زمني معين كل ما هناك أن الحق‬
‫في الةكوع مرتبا بعدم انقضاء الدعوع العمومية بالتقادم‪،‬ليلى قايد‪،‬الرضائية في المواد الجنائية‪ ،‬المرجع السايق‪،‬ص ‪.296‬‬

‫‪24‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المدة يثزثة أة ا ا ا ا ااهر من يوم علم المجني عليو بالجريمة وبمرتكيها(‪ ،)1‬أما الحق في التنازل عن الة ا ا ا ا ااكوع‬
‫فيمكن أن يمارس في أي وقت إلى أن يصدر في الدعوع حكم نهائي(‪.)2‬‬
‫‪ -‬ان الحق في الةا ا ا ا ا ا ااكوع ينقضا ا ا ا ا ا ااي يوفاة المجني عليو إذا توفي قيل تقديمها‪ ،‬وال يجوز ألحد أن‬
‫يمارساو من بعده‪ ،‬أما حق التنازل عن الةااكوع في التةاريع المصااري دون الجزائري والفرنسااي وعلى عكس‬
‫الحق في الةا ا ا ا ا ااكوع فز ينقضا ا ا ا ا ااي يوفاة المجني عليو ولكن ينتقل هذا الحق إلى كل واحد من أوالده الزوج‬
‫المجني علياو في جريماة الزناا‪ ،‬أماا في الجرائم األخرع فاإن الحقين يسا ا ا ا ا ا ااقطاان يوفااة المجني علياو(‪ ،)3‬مع‬
‫مزحظة أن اإلنقضا ا ا اااء يةا ا ا اامل الدعوع العمومية دون المدنية التي تظل حاقا للورثة وفقا للقواعد العامة(‪،)4‬‬
‫وعلى أي حال فإن حق التنازل عن الةا ااكوع يعد أحد أسا ااباب انقضا اااء الحق في الةا ااكوع‪ ،‬ويعتير التنازل‬
‫عن الةكوع من األسباب المسقطة لسلطة الدولة في العقاب(‪.)5‬‬
‫‪ -‬انقض اااء الحق في الة ااكوع أمر يتحقق إما يوفاة ص اااحب الحق قيل اس ااتعمالو لهذا الحق فإذا ما‬
‫تقدم المجني عليو بةكواه ال مجال للقول يإمكانية إنقضاء حقو ولو مات بعد ذلك‪ ،‬أو مضي المدة القانونية‬
‫المحددة لممارسا ااة هذا الحق‪ ،‬وكلها أمور خارجة عن إرادة المجني عليو حامل صا اافة الةا اااكي‪ ،‬أما التنازل‬
‫عن الةكوع فهو تصر إرادي بحت ال يحدث أثره إال يتدخل المجني عليو(‪.)6‬‬

‫يناءا على ةا ا ا ا ا ا ااكوع ةا ا ا ا ا ا اافهية أو كتايية من‬


‫‪ -‬تنص المادة ‪ 3‬من ق إ ج م على‪ " :‬ال يجوز أن ترفع الدعوع الجنائية إال ا‬
‫(‪)1‬‬

‫المجني عليو أو من وكيلو الخاص إلى النيابة العامة أو أحد مخموري الضا ا اابا القضا ا ااائي في الجرائم المنصا ا ااوص عليها في‬
‫المواد‪ ...‬وال تقيل الة ا ا ا ا ااكوع بعد ثزثة أة ا ا ا ا ااهر من يوم علم المجني عليو بالجريمة ومرتكيها مالم ينص القانون على خز‬
‫ذلك"‪ ،‬يسااتفاد من هذا النص أن المجني عليو في جرائم الةااكوع يلزم بخن يتقدم بةااكواه خزل مدة ثزثة أةااهر من يوم علمو‬
‫قانونا‬
‫بالجريمة وبمرتكيها مالم تكن محل انقضاء بالتقادم قيل العلم يها وبمرتكيها بطييعة الحال‪ ،‬ومدة الثزثة أةهر المحددة ا‬
‫لتقديم الةااكوع تيدأ من يوم علم المجني عليو صاااحب الةااكوع بالجريمة التي وقعت عليو وبةااخص مرتكيها‪ ،‬وعلى ذلك إذا‬
‫اكتةااف الزوج أنو كان ضااحية جريمة س ارقة ثم علم بعد ذلك بفترة طالت أو قصاارت أن زوجتو هي الفاعل للجريمة فإن مدة‬

‫الثزثة أةا ا ا ا ا ا ااهر تيدأ من تاريخ علمو بمرتكب الجريمة وليس من تاريخ اكتةا ا ا ا ا ا ااافو لها‪ ،‬والعلم هنا يجب أن يكون عل اما ا‬
‫يقينيا‬
‫بالوقائع وبمرتكيها فز يجوز افتراض هذا العلم‪ ،‬مصا ا ا ا ا ا ااطفى مجدي هرجة‪ ،‬التعليق على قانون اإلجراءات الجنائية المعدل‬
‫بالقوانين رقم ‪ 145‬لسنة ‪ 2006‬و‪ 74‬لسنة ‪ 2007‬و‪ 153‬لسنة ‪ ،2007‬المجلد األول‪ ،...‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫ومدة الثزثة أةا ا ا ااهر تيدأ من تاريخ علم المجني عليو بالجريمة ومرتكيها وليس من تاريخ التصا ا ا اار في الةا ا ا ااكوع موضا ا ا ااوع‬
‫الجريمة كإصدار مقرر الحفظ‪ ،‬أحمد السيد عيد الرزاق بطور‪ ،‬تساؤالت مةروعة في اإلجراءات الجنائية طباقا ألحدث أحكام‬
‫النقض‪ ،‬دار النهضة العربية للنةر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2020 ،‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ -)2‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫(‪ -)3‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.49-48.‬‬
‫(‪ -)4‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.292‬‬
‫(‪ -)5‬حمدي رجب عطية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫(‪ -)6‬ليلى قايد‪ ،‬الرضائية في المواد الجنائية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.296-295‬‬

‫‪25‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫نهائيا إن صا ا ا ااح التعيير فهو ذو‬‫‪ -‬ان الحق في الةا ا ا ااكوع إذا اسا ا ا ااتعملو المجني عليو يعد حاقا غير ا‬
‫طابع نس ا ا ا ا اايي بمعنى يمكن الرجوع فيو وذلك بالتنازل عن الة ا ا ا ا ااكوع‪ ،‬أما الحق في التنازل إذا اس ا ا ا ا ااتعملو‬
‫نهائيا فز يجوز لو الرجوع فيو ألنو ملزم بو‪ ،‬والعلة في ذلك هي الحفاظ على اسااتقرار‬ ‫المجني عليو يصاابح ا‬
‫قانونا العودة للدعوع العمومية بعد انقض ا ا ااائها إذ‬ ‫(‪)1‬‬
‫المركز القانوني للجاني ‪ ،‬كما أنو من غير المس ا ا ااتس ا ا اااغ ا‬
‫الساقا ال يعود(‪.)2‬‬
‫ثانيا‪ :‬حق التناز عن الشكوى والتناز عن الحق ف الشكوى‬
‫مجنيا عليو في بعض الجرائم‪ ،‬فإنو يسااتطيع‬
‫ا‬ ‫إذا كان الحق في الةااكوع حاقا يمتلكو الةااخص بصاافتو‬
‫التنازل عنو قيل ممارسا اتو أي قيل تقديم الة ااكوع‪ ،‬أو بعد اس ااتعمالو أي بعد تقديم الة ااكوع‪ ،‬فهو في الحالة‬
‫األولى يتنازل عن حقو في تقديم الةا ا ااكوع مطلاقا‪ ،‬أما في الحالة الثانية يتنازل عن ةا ا ااكوع موجودة بعينها‪،‬‬
‫وفي كل األحوال ية ا ا ااترط ليعتد يهذا التنازل أن تكون الجريمة قد وقعت‪ ،‬أما تنازل الة ا ا ااخص عن حقو في‬
‫تقديم الةكوع قيل وقوع الجريمة ال يمنعو من تقديمها بعد وقوعها ألن ذلك التنازل لم يحدث أثره ألن الحق‬
‫المتنازل عنو ال ينةخ إال بارتكاب الفعل المجرم(‪.)3‬‬
‫واذا كانت القوانين المقارنة محل الد ارسااة لم تنظم موضااوع تنازل المجني عليو عن حقو في الةااكوع‬
‫مكتفية في ذلك يتنظيمها لحق األخير في التنازل عن الة ا ا ا ا ااكوع بعد تقديمها(‪ ،)4‬فهناك أوجو ة ا ا ا ا اابو وأوجو‬
‫يين الحقين نعددهما فيما يلي‪:‬‬ ‫اختز‬
‫‪ -1‬أوجه الشبه‬
‫يتفق التنازل عن الحق في الةكوع مع حق التنازل عن الةكوع في األثار القانونية المترتبة عن كل‬
‫منهما‪ ،‬ففي حالة التنازل عن الحق في الةا ا ا ا ا ا ااكوع تمتنع النيابة العامة عن تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬وفي‬
‫حالة التنازل عن الةكوع بعد تقديمها فإن هذا التنازل يؤدي الى انقضاء الدعوع العمومية بقوة القانون(‪.)5‬‬
‫والتنازل يعتير بمثابة اس ا ا ااقاط للحق من جهة المجني عليو يترتب عليو انقض ا ا اااء الدعوع القض ا ا ااائية‬
‫قانونا مادام قد صا ا ا ا ا ا ادر‬
‫يناءا على ذلك تص ا ا ا ا ا اار إرادي من جانب واحد ينتج كافة اثاره ا‬
‫للمطالبة بو‪ ،‬فهو ا‬
‫احيحا ممن لو الحق فيو بغض النظر عن إرادة غيره‪ ،‬وهذا التنازل كما تقدم قولو لكي يترتب عليو‬ ‫صا ا ا ا ا ا ا ا‬
‫انقضاااء الدعوع العمومية يجب أن يتم بعد وقوع الجريمة‪ ،‬فالتنازل السااايق على وقوعها ال أثر لو لسااييين‪:‬‬
‫محزا يرد عليو ألن حق الة ااكوع ال ينة ااخ قيل وقوع الجريمة فيبطل التنازل الس ااايق‬ ‫األول‪ :‬أنو ال يص اااد‬

‫(‪ -)1‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ، 26‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.292‬‬
‫(‪ -)2‬أحمد السيد عيد الرزاق بطور‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.10-9.‬‬
‫(‪ -)3‬ليلى قايد‪ ،‬الرضائية في المواد الجنائية ‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.297‬‬
‫(‪ -)4‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.307‬‬
‫(‪ -)5‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.293-292‬‬

‫‪26‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫لتختلف محل ااو‪ ،‬والث اااني‪ :‬أن ه ااذا التن ااازل مخا االف للنظ ااام الع ااام‪ ،‬ألن في ااو معنى التحريض على ارتك اااب‬
‫الجريمة فيبطل لعدم مةروعيتو(‪.)1‬‬
‫‪ -2‬أوجه االختالف‬
‫‪ -‬تيرز التفرقة يين حق التنازل عن الةا ا ا ا ا ااكوع والتنازل عن الحق في الةا ا ا ا ا ااكوع في أن التنازل عن‬
‫الحق في الة ااكوع يكون عند وقوع الجريمة (المعلق تحريك الدعوع العمومية فيها على ة ااكوع من المجني‬
‫عليو) بالفعل وتحقق عناص ا ا ا اار ركنها المادي ثم علم المجني عليو يها وعلمو اليقين بة ا ا ا ااخص مرتكيها‪ ،‬ثم‬
‫إرادتو عن تقديم الةا ااكوع ألي سا اايب يراه هو‪ ،‬وبذلك يفصا ااح عن رغيتو في عدم تحريك الدعوع‬ ‫انص ا ا ار‬
‫العمومية فهو قد تنازل عن حقو في الةا ااكوع(‪ ،)2‬بمعنى ثيوت الحق في الةا ااكوع دون مباة ا ارتو‪ ،‬أما الحق‬
‫في التنازل عن الة ا ااكوع فيفترض إلى جانب وقوع الجريمة اس ا ااتعمال الحق في الة ا ااكوع‪ ،‬أي س ا اايق التقدم‬
‫إرادتو إلى التنازل عنها‪ ،‬ومن ثم وضع حد لآلثار المترتبة على‬ ‫بالةكوع من قيل المجني عليو ثم انص ار‬
‫الةكوع(‪.)3‬‬
‫ولهذا ذهب أري في الفقو إلى أن التنازل عن الة ا ا ا ااكوع يختلف عن التنازل عن الحق فيها من حيث‬
‫أن األول يقع الحاقا على تقديمها ويسمى سحبا للةكوع‪ ،‬أما الثاني فيكون سابقا على تقديمها(‪.)4‬‬
‫‪ -‬كما أن التنازل عن الةكوع تصر قانوني ينصب على موضوع معين‪ ،‬وهذا الموضوع ال يتحدد‬
‫قائما حتى صا اادور الحكم النهائي في الدعوع‪ ،‬في حين أن التنازل عن الحق في‬‫إال يتقديم الةا ااكوع ويظل ا‬
‫الة ااكوع ال ينص ااب من حيث الواقع على الة ااكوع بحد ذاتها‪ ،‬وانما يرد على حق المجني عليو في تقديمها‬
‫في الجرائم التي ال يجوز تحريك الدعوع بة ا ا ااخنها إال بعد تقديم هذه الة ا ا ااكوع‪ ،‬وبالتالي فإنو في هذه الحالة‬
‫األخيرة ال يكون هناك "تنازل" بالمعني القانوني الذي نصت عليو القوانين‪ ،‬وانما هو من قييل تعهد المجني‬
‫عليو بعدم تقديم الةكوع(‪.)5‬‬

‫(‪ -)1‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.50-49 .‬‬
‫(‪ -)2‬محمد حنفي محمود‪ ،‬الحقوق األساااسااية للمجني عليو في الدعوع الجنائية‪ :‬د ارسااة مقارنة‪ ،‬دار النهضااة العربية للطباعة‬
‫والنةر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2006 ،‬ص ‪.109‬‬
‫(‪ -)3‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع الس ا ااايق‪ ،‬ص ‪ ،27‬عزت مص ا ااطفى الدس ا ااوقي‪ ،‬المرجع الساا ااايق‪ ،‬ص ‪ ،272‬حمدي رجب عطية‪،‬‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫(‪ -)4‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫(‪ -)5‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.308-307 .‬‬

‫‪27‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ثالثا‪ :‬التناز عن الشكوى والعفو الشامل‬


‫العف ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا او الةامال(‪ )1‬أو العفا ا او العام‪ ، L’amnistie :‬أو كما يسميو البعض العف ا ا ا ا او عن الجريمة(‪،)2‬‬
‫هو " إجراء قانوني يرفع الصا اافة الجنائية عن الفعل المرتكب فيصا اابح غير معاقب عليو في القانون"(‪ ،)3‬أو‬
‫هو " تجريد الفعل من الصا اافة االجرامية بحيث يصا ااير لو حكم األفعال التي لم يجرمها الةا ااارع أصا ااز"(‪،)4‬‬
‫كما يعر بخنو‪ ":‬تنازل من الهيئة االجتماعية عن حقوقها قيل الجاني‪ ،‬لتة ا ا اامل الفعل الجزائي في حد ذاتو‬
‫والعقوبة المقررة لو"(‪.)5‬‬
‫وقد اختلف الفقو في تحديد طييعة العفو الةامل‪ ،‬فجانب منو يرع أن العفو الةامل سيب موضوعي‬
‫يجرد الجريمة من الص ا اافة الجنائية ويعطل أحكام قانون العقوبات ويوقف إجراءات المحاكمة ويلغي العقوبة‬
‫إذا كانت قد صدرت(‪.)6‬‬

‫(‪ -)1‬يختلف العفو الة ااامل عن العفو الخاص أو العفو عن العقوبة ‪ Grâce‬الذي يكون من اختص اااص رئيس الدولة ويص اادر‬
‫في ةكل مرسوم رئاسي طباقا لنص المواد ‪ 91‬من الدستور الجزائري‪ 17،‬من الدستور الفرنسي‪ 155 ،‬من الدستور المصري‪،‬‬
‫والذي يعني سقوط العقوبة المحكوم يها أو االنتقاص من مدتها‪ ،‬وهو اليةمل إال المحاكمات النهائية محل التنفيذ أو الجاهزة‬
‫للتنفيذ‪ ،‬أي س اواء كان المحكوم عليو في الحبس أو لم يدخل المؤس اسااة العقايية بعد‪ ،‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬االجراءات الجزائية‬
‫في التةريع الجزائري والمقارن‪ ،‬ط ‪ ( 4‬منقحة ومعدلة )‪ ،‬دار يلقيس للنةر‪ ،‬الجزائر‪ ،2019-2018 ،‬ص ‪.231‬‬
‫يينما العفو الةااامل من اختصاااص اليرلمان ويصاادر في ةااكل قانون‪ ،‬يتضاامن العفو الخاص معنى صاار النظر عن تنفيذ‬
‫ذلك‪ ،‬ويحتسااب حكم االدانة سااابقة في‬ ‫العقوبة دون أن تسااقا العقوبات التبعية إال إذا ورد النص في قرار العفو على خز‬
‫تماما بازالة الصا ا ا ا اافة االجرامية عنها فتنقضا ا ا ا ااي العقوبة األصا ا ا ا االية‬ ‫العود‪ ،‬في حين يعني العفو الةا ا ا ا ااامل العفو عن الجريمة ا‬
‫معا‪ ،‬والعفو الخاص يسااري على المسااتقيل منذ تاريخ األمر بو‪ ،‬خزافا للعفو الةااامل الذي يسااري بخثر رجعي على‬ ‫والتكميلية ا‬
‫حكما بالعقوبة وأن يكون باتاا‪ ،‬والعفو عن العقوبة إجراء‬ ‫وتبعا لذلك يةا ا ا ا ا ااترط في العفو عن العقوبة أن يصا ا ا ا ا اادر ا‬
‫الماضا ا ا ا ا ااي ا‬
‫العفو عن الجريمة الذي هو اجراء موض ا ا ا ااوعي يتعلق‬ ‫ة ا ا ا ااخص ا ا ا ااي يمنح لفرد أو أكثر ال لنوع معين من الجرائم على خز‬
‫يجريمة معينة أو ينوع معين من الجرائم دون تعيين أس ااماء الجناة‪ ،‬ويص اادر العفو الخاص عادة في المناس اابات الس ااعيدة مثل‬
‫األعياد الوطنية أو الدينية أو إثر الفوز باالسااتحقاقات الرئاسااية‪ ،‬يل وقد يصاادر في مناساابات خاصااة‪ ،‬وقد يكون الداعي إلى‬
‫اصاادار العفو عن العقوبة التخفيف من اكتظاظ السااجون‪ ،‬ويحرص عادة مرس ااوم العفو على إبعاد طائفة من المحكوم عليهم‬
‫من االسا ا ا ا ااتفادة منو‪ ،‬أحسا ا ا ا اان يوسا ا ا ا ااقيعة ‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي العام‪ ،‬ط ‪ ( 14‬متممة ومنقحة )‪ ،‬دار هومة للطباعة‬
‫والنةر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ص ‪.488‬‬
‫(‪ -)2‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.319‬‬
‫(‪ -)3‬حسن صادق المرصفاوي ‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫(‪ -)4‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ص‪.220-219 .‬‬
‫(‪ -)5‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.230‬‬
‫(‪ -)6‬علي ةمزل‪ ،‬الجديد في ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬الكتاب األول‪ :‬االستدالل واالتهام‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪،181‬‬
‫محمود محمود مصا ا ااطفى‪ ،‬المرجع السا ا ااايق‪ ،‬ص ‪ ،118‬محمود نجيب حسا ا ااني فوزية عيد السا ا ااتار‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص‬
‫‪ .221-220‬امال عيد الرحيم عثمان‪ ،‬ةرئ قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.147‬‬

‫‪28‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫فيما يرع جانب اخر وبحق" أن العفو الةا ا ا ااامل ال يحدث تغيي ار في أحكام قانون العقوبات وال يعطل‬
‫نصاا ا ا ا ااوصاا ا ا ا ااو وانما ينتج أثره في مجال قانون اإلجراءات‪ ،‬وهو في هذا يختلف اختزفا جوهريا عن القانون‬
‫األص ا االح للمتهم‪ ،‬فهذا القانون يلغي النص الجنائي حين يجعل الفعل غير معاقب عليو‪ ،‬أما العفو الة ا ااامل‬
‫فز يلغي النص المجرم وال يعطلو ولكنو يسا ا ااقا الدعوع العمومية الناةا ا اائة عن الفعل الذي انتهكتو‪ ،‬فالفعل‬
‫يظل بعد العفو كما كان قيلة غير مة ااروع في نظر القانون الجنائي‪ ،‬ويض اايف ص اااحب هذا أ‬
‫الري أنو وان‬
‫كانت المواد ‪ 139‬من الدس ااتور الجزائري‪ 34 ،‬من الدس ااتور الفرنس ااي و‪ 155‬من الدس ااتور المص ااري تحظر‬
‫إص ا اادار العفو الة ا ااامل أو العام إال بقانون‪ ،‬فذلك ال يرجع‪-‬كما يظن الفقو الس ا ااائد‪-‬إلى أن هذا العفو يلغي‬
‫الجريمة وأن إلغاء الجريمة‪ -‬كإنةا ا ا ا ا ا ااائها‪-‬ال يكون إال بقانون‪ ،‬وانما يرجع األمر إلى أن الدعوع العمومية‬
‫ذاتها حق للهيئة االجتماعية بخكملها‪ ،‬وأنو ليس لغيرها أن يتنازل عنها فهي وحدها صا ا ا ا ا ا اااحبة هذا الحق‬
‫تتنازل عنو حين يقوم لديها من األس ا ا ا ااباب ما يدعوها إلى ذلك‪ ،‬وفي هذه الحالة ال يد من إف ارغ هذا التنازل‬
‫في قانون يص ا اادر عمن يمثلون المجتمع ويتكلمون باس ا اامو ويعملون لحس ا ااابو‪ ،‬وأولئك هم أعض ا اااء الس ا االطة‬
‫التةا اريعية‪ ،‬وينتهي ص اااحب هذا الرأي إلى أن طييعة العفو يفص ااح عنها اس اامو وتدل عليها حكمتو‪ ،‬فالعفو‬
‫يعني الص ا ا ا ا اافح‪ ،‬والص ا ا ا ا اافح ال يكون إال عن ذنب‪ ،‬وهو ال يمحو الذنب وال يييح ارتكابو‪ ،‬وكل ما يفيده هو‬
‫التجاوز عن مؤاخذة فاعلو‪ ،‬وهو على هذا النحو إجراء مسا ا ا ا ااقا للدعوع العمومية ال الجريمة ذاتها(‪ ،)1‬وهو‬
‫الري القائل بخن العفو الةا ا ا ا ا ااامل في جوهرة ص ا ا ا ا اافح يتنازل بو المجتمع عن حقو‪ ،‬أو هو‬
‫يتفق في ذلك مع أ‬
‫إجراء بمقتضاه تعطل الدولة ارثار الجنائية المترتبة على الجريمة(‪.)2‬‬
‫وقد قضااي المجلس الدسااتوري الفرنسااي ساانة ‪ 2013‬أنو يمكن للمةاارع عندما يقرر العفو الةااامل أن‬
‫ينزع الطابع الجنائي عن بعض الوقائع المعاقب عليها‪ ،‬فيحول دون إقامة أي دعوع جنائية بة ااخنها ويمحو‬
‫أي حكم باإلدانة ص ا اادر على مرتكيها‪ ،‬وللمة ا اارع في س ا ااييل ذلك أن يقدر ماهية الجرائم التي يس ا ااري عليها‬
‫قانون العفو‪ ،‬وأن يقدر من هم األة ااخاص المس ااتفيدون من هذا القانون‪ ،‬وللمة اارع أن يقص اار نطاق تطييق‬
‫قانون العفو على أحداث معينة وأن يحدد تواريخ وأمكنة هذه األحداث(‪.)3‬‬
‫والعفو الةا ااامل من أسا ااباب انقضا اااء الدعوع العمومية‪ ،‬طبقا لنص المادة ‪ 6‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪ .‬ج(‪)4‬والمادة‬

‫(‪ -)1‬عوض محمد عوض‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.131-130‬‬


‫(‪ -)2‬أنيس حس اايب الس اايد المحزوي‪ ،‬الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية‪ :‬د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو‬
‫االسزمي‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2011 ،‬ص ‪.70‬‬
‫(‪ -)3‬المجلس الدسااتوري الفرنسااي في ‪ 7‬جوان ‪ 2013‬قضااى في هذا الحكم أن العفو الةااامل والتقادم يهدفان إلى إعادة األمن‬
‫السياسي واالجتماعي‪ ،‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.322‬‬
‫(‪ " -)4‬تنقضا ا ا ا ا ا ااي الدعوع العمومية الرامية إلى تطييق العقوبة يوفاة المتهم وبالتقادم والعفو الةا ا ا ا ا ا ااامل وبإلغاء قانون العقوبات‬
‫وبصدور حكم حائز لقوة الةيء المقضي فيو "‪ ،‬الفقرة األولى من المادة ‪ 6‬من ق إ ج ج‪ ،‬معدلة بالمادة ‪ 2‬من أمر رقم ‪-15‬‬
‫‪ ،02‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.28‬‬

‫‪29‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫(‪.)1‬‬ ‫المادة ‪ 6‬من ق إج‬


‫والعفو الةا ااامل يجد أسا اااسا ااا يسا ااوغ قيامو من مقتضا اايات أمن الدولة وسا اازمتها وتخفيف حدة القانون‬
‫واس اادال الس ااتار على حوادث ليس من المص االحة العامة إثارتها‪ ،‬أو بقاؤها ماثلة في األذهان(‪ ،)2‬تتعلق هذه‬
‫اجتماعية س اايئة‪ ،‬يريد المة اارع من خزل هذا العفو نس اايان‬ ‫الحوادث أس اااس ااا يجرائم ارتكيت في ظل ظرو‬
‫هذه الجرائم وحذفها من الذاكرة االجتماعية كي يتهيخ المجتمع أو يمضا ا ا ا ا ا ااي في مرحلة جديدة من حياتو ال‬
‫تةوبها ذكريات هذه الظرو (‪.)3‬‬
‫والعفو الة ااامل أو العام غالبا ما يص اادر نتيجة أزمات س ااياس ااية أو أعمال ة ااغب أو اض ااطرابات من‬
‫أجل اس ااتتباب األمن االجتماعي واالس ااتقرار الس ااياس ااي(‪ ،)4‬فهو إذن في الغالب يتناول الجرائم الس ااياس ااية أو‬
‫جماعيا ولكن ال يوجد ما يمنع من إص ا ااداره عن جرائم‬
‫ا‬ ‫الجرائم التي ترتكب بغرض س ا ااياس ا ااي(‪ ،)5‬وهو يكون‬
‫غير سا ااياسا ااية أو عن جريمة بعينها(‪ ،)6‬والعفو الةا ااامل يمكن أن يصا اادر في أي مرحلة من مراحل الدعوع‬
‫العمومية أو يكون سا ااابقا لها‪ ،‬كما يمكن أن يكون الحقا على المحاكمة(‪ ،)7‬فإذا صا اادر قيل تحريك الدعوع‬
‫فتصا اادر النيابة العامة مقرر بالحفظ‪ ،‬واذا كانت مرفوعة أمام قاضا ااي التحقيق أو غرفة االتهام يص ا ادر أم ار‬
‫ار‬ ‫أو ق ار ار بانتفاء وجو الدعوع واذا كانت الدعوع أمام المحكمة أو المجلس القض ا ا ااائي يص ا ا اادر ا‬
‫حكما أو قراا‬
‫بانقض اااء الدعوع العمومية أو بس ااقوطها بس اايب العفو الة ااامل(‪ ،)8‬واذا ص اادر بعد الحكم البات عفوا ة ااامز‬
‫عن الس ا ا ا ا االطة التةا ا ا ا ا اريعية ترتب عليو محو النتائج التي يرتيها القانون على الفعل محل العفو ومنها الحكم‬
‫الجنائي‪ ،‬فز تطيق العقوبة واذا كان المتهم محيو اسا ا ا ا ا ا ا اا وجب االفراج عنو فو ار‪ ،‬واذا كان قد أدع الغرامة‬
‫فيجب أن ترد إليو مالم ينص قانون العفو على غير ذلك(‪.)9‬‬
‫وسااقوط الدعوع العمومية بالعفو الةااامل أمر يتعلق بالنظام العام ةااخنو ةااخن سااائر أسااباب السااقوط‪،‬‬
‫ولهذا ال يملك المتهم أن يطالب باسااتمرار نظرها أمام القضاااء أمزا في أن يقضااي في موضااوعها باليراءة‪،‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- "L'action publique pour l'application de la peine s'éteint par la mort du prévenu, la prescription, l'amnistie,‬‬

‫‪l'abrogation de la loi pénale et la chose jugée " , L'article 6 . C P P F, op-cit.‬‬


‫(‪ -)2‬عزت مصطفى الدسوقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫(‪ -)3‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫(‪ -)4‬علي ةمزل‪ ،‬الجديد في ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬الكتاب األول‪ :‬االستدالل واالتهام‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.182‬‬
‫(‪ -)5‬حسن صادق المرصفاوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫(‪ -)6‬محمود محمود مص ا ا ا ااطفى‪ ،‬المرجع الس ا ا ا ااايق‪ ،‬ص ‪ .118‬أنيس حساا ا ا اايب الساا ا ا اايد المحزوي‪ ،‬الصاا ا ا االح وأثره في العقوبة‬
‫والخصومة الجنائية‪ :‬دراسة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو االسزمي‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫(‪ -)7‬عيد دلّلا أوهاييية‪ ،‬ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ‪،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.172‬‬
‫(‪ -)8‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬اإلجراءات الجزائية في التةريع الجزائري والمقارن‪ ،‬ط ‪ ،4‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.232-231 .‬‬
‫(‪ -)9‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.323‬‬

‫‪30‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ويجب أن تقضي المحكمة بسقوط الدعوع بالعفو من تلقاء نفسها ولو لم يطلبو الخصوم(‪.)1‬‬
‫ويترتب على اعتبار العفو عن الجريمة أنو ذو أثر رجعي(فهو يرتد من حيث تخثيره في نفي الصا ا ا اافة‬
‫االجرامية للفعل إلى لحظة ارتكابو فكخنو مة ااروع منذ هذه اللحظة)أن األحكام الص ااادرة ال تعتير س ااابقة في‬
‫العود(‪ ،)2‬وللعفو الةامل صفة العمومية إذ ينصر أثره إلى جميع المساهمين في الجريمة(‪ ،)3‬ذلك أنو أزال‬
‫الصفة االجرامية للفعل‪ ،‬فصار ذلك غير صالح ألن يكون محز للمساهمة الجنائية(‪.)4‬‬
‫والقاعدة في العفو الةااامل أنو ساايب مسااقا للدعوع العمومية وحدها‪ ،‬أما الدعوع المدنية التابعة لها‬
‫فز تخثير للعفو عليها‪ ،‬ذلك بخن العفو يفيد التنازل‪ ،‬وهذا التنازل ال يكون إال من ص ا ا ا ا ا اااحب الحق فيو‪ ،‬واذا‬
‫كااان المجتمع هو ص ا ا ا ا ا ا اااحااب الحق في الاادعوع العموميااة فز حق لاو في التعويض‪ ،‬وانمااا التعويض حق‬
‫للمض اارور وحده‪ ،‬وغاية ما يص اانعو المجتمع بالعفو هو أن يس ااقا حقو‪ ،‬لكنو يهذا العفو ال يملك أن يس ااقا‬
‫حق غيره إال إذا حمل نفس ااو صا اراحة عبء الوفاء للمض اارور بالتعويض نيابة عن الجاني(‪ ،)5‬ويترتب على‬
‫ذلك أنو إذا كانت الدعوع قد رفعت أمام المحكمة الجزائية قيل صدور العفو الةامل فإنها تقضي بانق ضاء‬
‫الادعوع العمومياة‪ ،‬وتسا ا ا ا ا ا ااتمر في نظر الادعوع المادنياة‪ ،‬أماا إذا كاانات الادعوع المادنياة لم ترفع بعاد وقات‬
‫صدور العفو فإن المضرور ال يستطيع أن يرفعها إال أمام المحكمة المدنية(‪.)6‬‬
‫اتثناءا يمكن أن يص ا اادر قانون العفو الة ا ااامل يإعفاء مرتكب الجريمة من المتابعة ينوعيها‬
‫إال أنو إس ا ا ا‬
‫الجزائية والمدنية‪ ،‬أو المحكوم عليو من تحمل عبء التعويض المدني بالنص ص ا ا ا ا ا ا اراح اة على عدم قيول‬
‫االدعاء المدني أو عدم دفع التعويض المحكوم بو‪ ،‬وفي هذه الحالة تتحمل الدولة عبء تلك التعويضا ااات‪،‬‬
‫محددا نطاقو وةااروط تطييقو‪ ،‬ومن يين تلك الةااروط النص على‬ ‫ا‬ ‫فكل قانون يصاادر بالعفو الةااامل يصاادر‬
‫مدع ة ا ااموليتو لألضا ا ارار المدنية الناتجة عن الجريمة المعفو عنها أم ال‪ ،‬أي اتس ا اااعو لية ا ااملها أم ال‪ ،‬وقد‬
‫معينا من المسا ا ا ا ا ا ااؤولية المدنية المترتبة عن الجريمة المعفو‬ ‫يجيء قانون العفو العام دون أن يحدد ا‬
‫موقفا ا‬
‫ائما(‪.)7‬‬
‫عنها‪ ،‬فتطيق في هذه الحالة القاعدة العامة‪ ،‬وهي عدم تخثر الحق المدني بالعفو الةامل وبقائو ق ا‬

‫(‪ -)1‬عوض محمد عوض‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ .133‬حسن صادق المرصفاوي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.182‬‬
‫(‪ -)2‬محمود نجيب حسااني فوزية عيد السااتار‪ ،‬المرجع السااايق‪ ،‬ص ‪ .221‬أنيس حساايب الساايد المحزوي‪ ،‬الصاالح وأثره في‬
‫العقوبة والخصااومة الجنائية‪ :‬د ارسااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو االساازمي‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬المرجع السااايق‪ ،‬ص‬
‫ص‪.72-71 .‬‬
‫(‪ -)3‬امال عيد الرحيم عثمان‪ ،‬ةرئ قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫(‪ -)4‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫(‪ -)5‬عوض محمد عوض‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫(‪ -)6‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬اإلجراءات الجزائية في التة ا ا ا ا ا ا اريع الجزائري والمقارن‪ ،‬ط ‪( 2‬منقحة ومعدلة)‪ ،‬دار يلقيس للنةا ا ا ا ا ا اار‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2016 ،‬ص ‪.205‬‬
‫(‪ -)7‬عيد دلّلا أوهاييية‪ ،‬ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.174-173 .‬‬

‫‪31‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫وبهذا التقديم عن العفو الةا ا ااامل يمكن التمييز يين التنازل عن الةا ا ااكوع والعفو الةا ا ااامل على النحو‬
‫ارتي ييانو‪:‬‬
‫‪ -1‬أوجه الشبه‬
‫‪ -‬يلتقي التنازل عن الةااكوع مع العفو الةااامل في أن كل منهما محض ساايب اسااتثنائي لعدم توقيع‬
‫العقاب على الجاني على سااييل الصاافح الذي تيرره اعتبارات الصااالح االجتماعي‪ ،‬وهذه األسااباب ال تدخل‬
‫في تكوين النموذج القااانوني للجريمااة‪ ،‬وال مجااال إلعمااالهااا إال بعااد اكتمااال الينيااان القااانوني إلحاادع الجرائم‬
‫التي ينصااب عليها هذا الساايب النقضاااء الدعوع وعدم توقيع العقوبة‪ ،‬فكز النظامين يفترض واقعة إجرامية‬
‫متحققة بكافة أركانها وعناصر المسؤولية عنها(‪.)1‬‬
‫‪ -‬ية ااترك الحق في التنازل عن الة ااكوع مع العفو الة ااامل في أن كل منهما يرتب ذات األثر‪ ،‬وهو‬
‫محو صاافة الجريمة عن الفعل(‪ ،)2‬إذ يؤديان إلى وقف السااير في إجراءات الدعوع العمومية وانقضااائها في‬
‫أي مرحلة كانت عليها(‪ ،)3‬وهذا ما أدع يبعض الفقو إلى القول وأن التنازل عن الةا ا ا ا ا ا ااكوع عبارة عن عفو‬
‫خاص عن الجريمة(‪.)4‬‬
‫‪ -‬كما أنهما ال يؤثران في حقوق المضرور من الجريمة‪ ،‬وال يحول أيهما بالتالي دون إمكان مطاليتو‬
‫ذلك(‪.)5‬‬ ‫يتعويض عما لحقو من ضرر‪ ،‬ما لم ينص القانون على خز‬
‫‪ -‬يتصا اال التنازل عن الةا ااكوع والعفو الةا ااامل بالنظام العام وبالتالي يجوز االحتجاج بخيهما في أي‬
‫حالة كانت عليهما الدعوع ولو ألول مرة أمام محكمة النقض كما يجوز للقضا ا ا ا ا ا اااء إثارة أيهما دون توقف‬
‫على طلب الخصوم(‪.)6‬‬
‫لتحقيق مص ا ا االحة اجتماعية وجد بص ا ا ااددها أن المص ا ا االحة في عدم توقيع‬ ‫‪ -‬أن كز النظامين يهد‬
‫العقوبة على الجاني تفوق المصا ا ا ا االحة في توقيعها‪ ،‬وأن الضا ا ا ا اارر الذي يعود على المجتمع من جراء إنزال‬
‫العقوبة بالجاني يعلو على حق الدولة في توقيع العقاب على الجاني وفي الة ا ا ا اريعة اإلسا ا ا اازمية الغ ارء دفع‬
‫الضرر مقدم على جلب المنفعة(‪.)7‬‬
‫فهما ية ا ا ا ا اتركان في أن كز منهما ساا ا ا اايب اساا ا ا ااتثنائي لعدم توقيع العقاب على الجاني‪ ،‬ويرتبان ذات‬
‫األثر‪ ،‬وأن كل منهما ال تخثير لو على الحقوق المدنية للمتضا ا اارر من الجريمة كخصا ا اال عام‪ ،‬وأنهما يهدفان‬

‫(‪ -)1‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.165-164‬‬


‫(‪ -)2‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم ‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.296‬‬
‫(‪ -)3‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.309‬‬
‫(‪ -)4‬عيد الرحمن الدراجي خلفي‪،‬الحق في الةكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪:‬دراسة تخصيلية‪،...‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪240‬‬
‫(‪ -)5‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ .53‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫(‪ -)6‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص‪.297-296 .‬‬
‫(‪ -)7‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.165‬‬

‫‪32‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫لتحقيق مصلحة اجتماعية معينة‪.‬‬


‫‪ -2‬أوجه االختالف‬
‫على الرغم من أوجو التةا ااابو المذكورة أعزه يين التنازل على الةا ااكوع والعفو الةا ااامل‪ ،‬إال أن هناك‬
‫يينهما تتمثل في‪:‬‬ ‫أوجو اختز‬
‫‪ -‬ان الس االطة المختص ااة يإص اادار العفو الة ااامل هي المجتمع ممثزا في الس االطة التةا اريعية يخز‬
‫التنازل عن الة ااكوع الذي يعتير إجراء ة ااخص ااي يص اادر من فرد معين بعمل إرادي وهو المجني عليو‪ ،‬أو‬
‫عن وكيلو الخاص(‪.)1‬‬
‫‪ -‬يختلف كذلك العفو الةا ا ااامل عن التنازل عن الةا ا ااكوع في أن األول يةا ا اامل طائفة من الجرائم أو‬
‫معينة بصا ا اار النظر عن الجناة‪ ،‬أما الثاني فإنو قاصا ا اار على‬ ‫جرائم وقعت في وقت معين أو في ظرو‬
‫نوع معين من الجرائم وهي الجرائم المقيدة بةكوع(‪.)2‬‬
‫لتحقيق مصا ا ا ا ا ا االحة اجتماعية‪ ،‬فإنهما يختلفان في العلة من‬ ‫‪ -‬كما أنو وان كان كز النظامين يهد‬
‫تقرير كل منهما‪ ،‬فعلة التنازل عن الةكوع هي الحفاظ على العزقات العائلية والصلة يين المجني والجاني‬
‫عليو وحماية ةعور المجني عليو‪ ،‬فهو أفضل من يقدر أهمية االعتداء ومدع جدارتو بخن ينهي اإلجراءات‬
‫الجزائية بةااخنها‪ ،‬أما العلة من وراء العفو الةااامل فهي التهدئة االجتماعية‪ ،‬فهناك جرائم ترتكب في ظرو‬
‫اجتماعية سا ا ا ا ا اايئة‪ -‬فخراد المةا ا ا ا ا اارع أن يسا ا ا ا ا اادل النسا ا ا ا ا اايان عليها ليبعد المجتمع عن ذكريات هذه الظرو‬
‫كاالضا ا ااطرابات السا ا ااياسا ا ااية كما تقدم قولو‪ ،‬وعلى ذلك يمكن القول بخن العلة من وراء العفو الةا ا ااامل ترجع‬
‫العتبارات عامة تهم المجتمع بخس اره‪ ،‬أما العلة من وراء حق التنازل عن الةااكوع فهي خاصااة تهم فردا في‬
‫المجتمع هو المجني عليو(‪،)3‬‬
‫ادر فيو‪ ،‬فالتنازل يجب أن يصا ا ا ادر عن‬
‫‪ -‬كذلك فإنهما يختلفان من حيث الوقت الذي يجب أن يص ا ا ا ا‬
‫المجني عليو أثناء سا ااير الدعوع العمومية وقيل صا اادور حكم نهائي فيها‪ ،‬في حين يمكن أن يصا اادر العفو‬
‫العام في أي مرحلة من مراحل الدعوع كما يمكن أن يصدر بعد صدور الحكم النهائي فيها(‪.)4‬‬
‫وعليو فالتنازل عن الةكوع يختلف عن العفو الةامل من حيث النطاق الةخصي والموضوعي وعلة‬
‫إقرار كل منهما‪.‬‬

‫(‪ -)1‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫(‪ -)2‬عيد الرحمن الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪:‬دراسة تخصيلية‪،...‬المرجع السايق‪،‬ص ‪.241‬‬
‫(‪ -)3‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫(‪ -)4‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.310‬‬

‫‪33‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫رابعا‪ :‬التناز عن الشكوى وترك الدعوى المدنية‬


‫تعر الدعوع المدنية بخنها‪" :‬دعوع المضا ا ا ا ا اارور من الجريمة للمطالبة يتعويض ضا ا ا ا ا ااررها"(‪ .)1‬وهو‬
‫(‪)2‬‬
‫ضاا من ق إ‬
‫التعريف الذي يتوافق مع نص المادة الثانية من ق إج ج ‪ ،‬والتي تتطايق مع المادة الثانية أي ا‬
‫أيضا مع نص المادة ‪ 251‬من ق إ ج م(‪.)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫وتتوافق ا‬ ‫ج‬
‫ومن ثم فااالاادعوع الماادنيااة ترمي إلى تعويض الضا ا ا ا ا ا اارر الناااتج عن الجريمااة يواس ا ا ا ا ا ا اطااة الرد ودفع‬
‫التعويض ااات والمص اااريف‪ ،‬وال تتولد الدعوع المدنية التبعية إال إذا توفر في الفعل الذي تنة ااخ عنو ة اارطان‬
‫أساسيان‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أن يكون هذا الفعل جريمة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن تكون هذه الجريمة ضارة(‪.)5‬‬
‫واألصل في الدعوع المدنية أن ترفع أمام المحكمة المدنية‪ ،‬أي القضاء المدني فيما يختص القضاء‬
‫الجزائي ينظر الدعاوع العمومية فقا(‪ ،)6‬غير أنو أجازت التةا ا ا ا ا ا اريعيات المقارنة محل الد ارس ا ا ا ا ا ااة بص ا ا ا ا ا اافة‬
‫اس ا ا ا ا ا ااتثنائية رفعها إلى المحكمة الجزائية بطريق التبعية للدعوع العمومية متى كان الحق فيها ناة ا ا ا ا ا ا اائا عن‬
‫ضرر حاصل من الجريمة المرفوعة عنها الدعوع العمومية سواء كانت جناية أو جنحة أو مخالفة‪ ،‬فإذا لم‬
‫يكن الض اارر ناة ا اائا عن الجريمة إنتفت علة اإلس ااتثناء(‪ ،)7‬والتي رخص المة اارع للمدعي المدني من خزلها‬
‫أن يقيم دعواه أمام القضاااء الجزائي منها ما يتمثل بمصاالحتو الةااخصااية ومنها ما يتصاال بالمصاالحة العامة‬

‫(‪ -)1‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.295‬‬
‫(‪ " -)2‬يتعلق الحق في الدعوع المدنية للمطالبة يتعويض الضا ا ا ا اارر الناجم عن جناية أو جنحة أو مخالفة بكل من أصا ا ا ا ااايهم‬
‫ةااخصااايا ضاارر مباةاار تساايب عن الجريمة "‪ ،‬المادة ‪ 1-2‬من أمر رقم ‪ ،155-66‬مؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ ،1966‬يتضاامن قانون‬
‫االجراءات الجزائية‪ ،‬ج ر ج‪ ،‬عدد ‪-48‬السنة ‪ ،-3‬صادرة في ‪ 10‬جوان ‪ ،1966‬ص ‪.622‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪- "L'action civile en réparation du dommage causé par un crime, un délit ou une contravention appartient à tous‬‬
‫‪ceux qui ont personnellement souffert du dommage directement causé par l'infraction ", L’article 2-1 , CPPF ,‬‬
‫‪Codifié par LOI n° 57-1426 du 31 décembre 1957 instituant un code de procédure pénale, op-cit , p 258 , Modifié‬‬
‫‪par Ordonnance n°: 58-1296 du 23 décembre 1958 , modifiant et complétant le code de procédure pénale , JORF‬‬
‫‪n°: 300-90 année-du 24 décembre 1958 , p 11711. Déplacé par LOI n° 2011-939 du 10 août 2011-art.1, sur la‬‬
‫‪participation des citoyens au fonctionnement de la justice pénale et le jugement des mineurs , op.cit.‬‬
‫مدعيا بحقوق مدنية‪ ،"...‬المادة ‪ 1-251‬من قانون رقم ‪ 150‬لسنة ‪،1950‬‬
‫ا‬ ‫(‪ " -)4‬لمن لحقو ضرر من الجريمة أن يقيم نفسو‬
‫مؤرخ في ‪ 3‬سيتمير ‪ ،1950‬يإصدار قانون االجراءات الجنائية المصري ‪ ،‬المرجع السايق‪.‬‬
‫(‪ -)5‬مصااطفى مجدي هرجة‪ ،‬التعليق على قانون االجراءات الجنائية المعدل بالقوانين‪ 145 :‬لساانة ‪ 2006‬و‪ 74‬لساانة ‪2007‬‬
‫و‪ 153‬لسا ا ا اانة ‪ ،2007‬المجلد الثاني‪ :‬من المادة (‪ )110‬إلى المادة (‪ ،)267‬دار محمود للنةا ا ا اار والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصا ا ا اار‪،‬‬
‫(د‪.‬س)‪ ،‬ص ‪.631‬‬
‫(‪ -)6‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫(‪ -)7‬مصطفى مجدي هرجة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص‪.634-633 .‬‬

‫‪34‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫للمجتمع(‪.)1‬‬
‫وبذلك تتفق التةا اريعات المقارنة محل الد ارس ااة في األخذ باالختص اااص االس ااتثنائي للقضا ااء الجزائي‬
‫ينظر الدعوع المدنية التبعية‪ ،‬إذ تجيز المادة الثالثة من ق إج ج م باة ا ا ا ا ا ا ارة الدعوع المدنية مع الدعوع‬
‫العمومية في وقت واحد أمام الجهة القضائية نفسها(‪ ،)2‬وهو ما ينطيق على التةريع الفرنسي عمزا بخحكام‬
‫(‪ ،)3‬وال يختلف عنهما التةا ا اريع المص ا ااري الذي يجيز رفع الدعوع المدنية مهما‬ ‫المادة الثالثة من ق إ ج‬
‫يلغت قيمتها يتعويض الضرر الناة عن الجريمة أمام المحاكم الجزائية لنظرها مع الدعوع العمومية طبقا‬
‫(‪)4‬‬
‫ونص المادة ‪ 251‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م التي تجيز لمن لحقو ضاارر من الجريمة‬ ‫لنص المادة ‪ 220‬من ق إج م‬
‫مدعيا بحقوق مدنية أمام المحكمة المنظورة أمامها الدعوع العمومية(‪.)5‬‬
‫ا‬ ‫أن يقيم نفسو‬
‫ومن ثم فللمدعي المدني المضا ا ا اارور من الجريمة الخيار في أن يقيم دعواه أمام أي من القضا ا ا ااائيين‬
‫الجزائي أو المدني‪ ،‬يل إنو لو‪-‬بةااروط معينة‪-‬أن يعدل عن اختياره فيترك القضاااء الذي اختاره ويقيم دعواه‬
‫‪ 262 ،‬و‪ 264‬من ق إ‬ ‫أمام القضااء ارخر(‪ ،)6‬طبقا لنص المواد ‪ 247‬من ق إ ج ج‪ 426 ،‬من ق إ ج‬
‫ج م‪.‬‬

‫(‪ -)1‬رخص المةاارع للمدعي المدني أن يقيم دعواه أمام القضاااء الجزائي تحقياقا العتبارات متنوعة‪ :‬منها ما يتصاال بمصاالحتو‬
‫الة ا ا ااخص ا ا ااية إذ يكفل لو ذلك أن يس ا ا ااتفيد من أدلة االثبات التي تقدمها النيابة العامة‪ ،‬فيغنيو ذلك عن أن ينفق المال وييذل‬
‫الجهد في إعداد وتقديم أدلة خاصة بو‪ ،‬ويستفيد المدعي المدني كذلك من السلطات الواسعة التي يتمتع يها القضاء الجزائي‪،‬‬
‫يعا للدعوع المدنية‪ ،‬كما يس ااتفيد من تركيز جهوده إذ تجتمع‬
‫ومن خض ااوع دعواه لإلجراءات الجزائية مما يكفل لو حس ا ااما سا ار ا‬
‫الدعويان أمام محكمة واحدة‪ ،‬فز يضا ا ا ا ا ا ااطر إلى توزيع جهوده يين دعويين تقومان أمام محكمتين مختلفتين‪ ،‬وبذلك يتفادع‬
‫المدعي المدني احتمال أن يصا ا ا ا ا اادر الحكم في الدعوع العمومية أوالا فيتقيد بو القاضا ا ا ا ا ااي المدني الذي ينظر فيما بعد دعواه‬
‫المدنية‪ ،‬وقد يكون ذلك في غير مص االحتو باعتباره لم يتح لو أن يعرض على القاض ااي الجزائي وجهة نظره ‪ ،‬أما االعتبارات‬
‫التي تتص ا اال بالمص ا االحة العامة للمجتمع‪ :‬فمنها المزحقة واالتهام فإقامة الدعوع هو أساا االوب االدعاء المباةاا اار الذي يكفل‬
‫تحريك الدعوع العمومية إذا امتنعت النيابة العامة عن ذلك‪ ،‬فيسااتفيد المجتمع من انضاامام المدعي المدني إلى النيابة العامة‬
‫ض ا ا ا اا كامزا لجميع أدلة الدعوع أمام‬
‫وامداده لها بما لديو من أدلة إتهام‪ ،‬فيدعم يذلك مركز االتهام أمام القضا ا ا اااء‪ ،‬ويكفل عر ا‬
‫المحكمة‪ ،‬كما يحقق ذلك مصا االحة المجتمع في فعالية العقاب‪ ،‬ذلك أن اضا ااافة التعويض إلى العقوبة من ةا ااخنو أن يزيد في‬
‫فعاليتها ويدعم دورها في الردع‪ ،‬وفي النهاية فإن ذلك يحقق مصا االحة هامة للمجتمع في تفادي تناقض محتمل يين األحكام‪،‬‬
‫فقد يتناقض حكمان في ةخن واقعة واحدة يصدران عن محكمتين مختلفتين‪ ،‬وهذا التناقض ال محل لو إذا صدر عن محكمة‬
‫واحدة‪ ،‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.330-329 .‬‬
‫(‪ -)2‬المادة ‪ 3‬من أمر رقم ‪ ،155-66‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.622‬‬
‫‪- " L'action civile peut être exercée en même temps que l'action publique et devant la même juridiction ", CPPF,‬‬
‫)‪(3‬‬

‫‪Codifié par loi n°: 57-1426, du 31 décembre 1957 instituant un code de procédure pénale , op.cit., p 258.‬‬
‫(‪ -)4‬المادة ‪ 220‬من ق إ ج م رقم ‪ 150‬لسنة ‪ ،1950‬متضمن قانون اإلجراءات الجنائية المصري ‪ ،‬المرجع السايق‪.‬‬
‫(‪ -)5‬المادة ‪ 251‬من ق إ ج م‪ ،‬نفس المرجع‪.‬‬
‫(‪ -)6‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.329‬‬

‫‪35‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫فإذا إخطار مباةا ا ا ا ا ارة الدعوع المدنية مع الدعوع العمومية في ان واحد أمام القض ا ا ا ا اااء الجزائي فإنو‬
‫يجوز لو بعد ذلك ترك الدعوع المدنية في أي مرحلة كانت عليها الدعوع طالما لم يص ا ا ا ا ا ا اادر فيها حكم‬
‫نهائي(‪ ،)1‬دون أن يحول ذلك في مباةا ا ا ارة الدعوع المدنية أمام الجهة القض ا ا ااائية المختص ا ا ااة‪ ،‬ذلك أن ترك‬
‫الدعوع كإجراء ال يترتب عنو ترك الحق الموضا ا ااوعي‪ ،‬غير أن ترك االدعاء المدني أو تص ا ا اريح المحكمة‬
‫باعتباره كذلك يترتب عنو عدم إمكانية طرئ الدعوع المدنية من جديد أمام القض ا ا ا ا ا ا اااء الجزائي(‪ ،)2‬وترك‬
‫في قانون اإلجراءات المدنية يوص ا ا ااف الدعاوع المدنية تتعلق بحقوق خاص ا ا ااة يجوز‬ ‫الدعوع نظام معرو‬
‫التنازل عنها وعن الدعاوع التي تحميها متى اتجهت إرادة صا اااحب الحق إلى إحداث هذا األثر أي الترك‪،‬‬
‫وهو في النهاية إجراء رضائي يعني التخلي عن إجراءات الخصومة يين المدعي والمدعى عليو(‪.)3‬‬
‫وجدير بالذكر أن التنازل عن الدعوع المدنية يختلف عن تركها ذلك أن األول إقرار المض اارور من‬
‫الجريمة بالتنازل عن أصاال الحق في التعويض‪ ،‬وهو ما يةاامل على تنازلو الصاريح عن الحق الذي تحميو‬
‫هذه الدعوع‪ ،‬حيث يتعين أن يقع التنازل عن الحق المدني بعبارات ص ا ا ا ا ا ا اريحة في أي مرحلة كانت عليها‬
‫الدعوع العمومية‪ ،‬أي أن التنازل ينص ااب على أصا ال الحق في الدعوع‪ ،‬في حين أن الثاني هو ترك لكافة‬
‫إجراءاتها في أي حالة كانت عليها تلك الدعوع‪ ،‬أي أن محل الترك هو إجراءات الدعوع‪ ،‬كما أن التنازل‬
‫الترك الذي ال يترتب عليو ذلك(‪،)5‬‬ ‫عن الدعوع المدنية يعد س ا ا ا ا‬
‫ايبا من أس ا ا ااباب انقض ا ا ااائها(‪ ،)4‬على خز‬
‫بحيث ال يمكن تعميمو على مسا ا ااتوع جهتي التقاضا ا ااي الجزائي والمدني‪ ،‬فيجوز للمدعي المدني الذي ترك‬
‫دعواه المدنية أمام القضاااء الجزائي مباة ارتها أمام القضاااء المدني تطييقا لحكم المادة ‪ 247‬من ق إ ج ج‪،‬‬
‫‪ 262 ،‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م وتطيق في هذه الحالة قاعدة " الج ازئي يعقل أو يوقف المدني"‬ ‫‪ 426‬من ق إ ج‬
‫متى توافرت ةروطها(‪.)6‬‬
‫بمعنى أنو إذا كان المض ا ا ا ا اارور قد رفع دعواه أوالا إلى المحكمة الجزائية فيمكنو أن يترك هذا الطريق‬
‫ويقيم نفس الدعوع من جديد أمام المحكمة المدنية ويس ا ا ا ا ا ا اتوي في ذلك أن يكون قد رفع دعواه األولى أمام‬
‫المحكمة الجزائية بطريق االدعاء المباةا ا ا ا ا ا اار أو بطريق االدعاء المدني بالتبعية للدعوع العمومية المرفوعة‬
‫استثناءا تحريك هذه الدعوع‪ ،‬إال أن التنازل عن الحق المدعى‬
‫ا‬ ‫من النيابة أو من احدع الجهات التي تملك‬

‫(‪ -)1‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.29‬‬


‫(‪ -)2‬نجيمي جمال‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري على ض ااوء االجتهاد القض ااائي (مادة بمادة)‪ ،‬ج ‪ :1‬من المادة األولى‬
‫إلى غاية المادة ‪ ،247‬ط ‪ ،4‬دار هومة للطباعة والنةر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص ‪.477‬‬
‫(‪ -)3‬ليلى قايد‪ ،‬الرضائية في المواد الجنائية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.298‬‬
‫(‪ -)4‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.161-160 .‬‬
‫(‪ -)5‬عيد الرحمن الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الة ا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارس ا ا ا ااة تخص ا ا ا اايلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪.248‬‬
‫(‪ -)6‬عيد دلّلا أوهاييية‪ ،‬ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.239-238 .‬‬

‫‪36‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫بو بصريح العبارة يمنع العودة إلى الدعوع من جديد أمام أية جهة من الجهات(‪.)1‬‬

‫فترك الدعوع المدنية ال يمنع من تجديدها ثانية فهو مختلف ا‬


‫تماما عن التنازل عنها والذي يترتب‬
‫عليو إنقض ا اااء الدعوع المدنية ألنو ينص ا اار إلى أص ا اال الحق فيها بما يمنع من تجديدها‪ ،‬وهو غير جائز‬
‫في الدعوع العمومية ألن النيابة العامة هي الخصم الوحيد فيها وهي تباةرها لحساب المجتمع ال لحسايها‬
‫الخاص‪ ،‬وما دامت قد أحالتها إلى قض اااء الموض ااوع فقد خرجت من يين يديها فز تملك تركها واذا ص اادر‬
‫منهما مثل هذا التصا ا ا اار خطخ فإنو ال يقيدها وال يقيد المحكمة التي يتعين عليها أن تواصا ا ا اال السا ا ا ااير في‬
‫الدعوع(‪.)2‬‬
‫وترك الدعوع المدنية أمام القض اااء الجزائي نوعان ‪ :‬صا اريح وض اامني‪ ،‬واألص اال في الترك أن يكون‬
‫يحا(‪ ،)3‬هذا ويطلق الفقو عدة تسا ا ا ااميات على نوعي الترك‪ ،‬فمنهم من يسا ا ا ااميو بالترك الحقيقي والترك‬
‫ص ا ا ا ار ا‬
‫الض اامني(‪ ،)4‬أو الترك االرادي واالعتباري(‪ ،)5‬فيتحقق األول أي الترك الصااريح عندما يعلن المدعي ينفسااو‬
‫أو وكيلو عن رغيتو في وض ا اع حد للخصاااومة(‪ ،)6‬س ا اواء كان ذلك يإعزن إلى المتهم‪ ،‬أم بالتعيير عن ذلك‬
‫ةفاه اة واثباتو في محضر جلسة المحاكمة‪ ،‬أو بمذكرة دفاعو(‪ .)7‬وباعتباره تعيير عن اإلرادة يجب أن يثيت‬
‫وجود هذه اإلرادة‪ ،‬وسزمتها من عيوب الرضا‪ ،‬وتوافر األهلية اإلجرائية لصدور إرادة يعتد يها قانوانا(‪.)8‬‬
‫أما الثاني أي الترك الضا ا اامني‪ ،‬فيمكن اسا ا ااتنباطو من ‪ " :‬عدم حضا ا ااور المدعي أمام المحكمة بغير‬
‫عذر مقيول بعد إعزنو لةخصو‪ ،‬أو عدم إرسالو وكيزا عنو‪ ،‬وكذلك عدم إيدائو طلباتو بالجلسة "‪.‬‬

‫(‪ -)1‬مصااطفى مجدي هرجة‪ ،‬التعليق على قانون االجراءات الجنائية المعدل بالقوانين‪ 145 :‬لساانة ‪ 2006‬و‪ 74‬لساانة ‪2007‬‬
‫و‪ 153‬لسنة ‪ ،2007‬المجلد الثاني‪ :‬من المادة (‪ )110‬إلى المادة (‪ ،)267‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.703-702 .‬‬
‫(‪ -)2‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص‪.693-692 .‬‬
‫(‪ -)3‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.380‬‬
‫(‪ -)4‬عيد الرحمن الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الة ا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارس ا ا ا ااة تخص ا ا ا اايلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪.248‬‬
‫(‪ -)5‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.161‬‬
‫(‪ -)6‬ليلى قايد‪ ،‬الرضائية في المواد الجزائية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.299‬‬
‫(‪ -)7‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.161‬‬
‫(‪ -)8‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.380‬‬

‫‪37‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬والمادة ‪ 261‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م‬ ‫وهو التعريف الذي يتطايق مع نص المادة ‪ 246‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‬
‫(‪.)3‬‬
‫صا ‪ ،‬والمادة ‪ 425‬من ق إ ج‬ ‫خصو ا‬
‫ومن ثم يةااترط الترك الضاامني ةاارطان‪ :‬أن يكون غياب المدعي المدني بعد إعزنو لةااخصااو‪ ،‬وأن‬
‫يكون غيابو دون عذر مقيول‪ ،‬وعلة اةا ا ا ا ا ا ااتراط اإلعزن لةا ا ا ا ا ا ااخص المدعي هو التحقق من علمو اليقيني‬
‫بالجلسة المحددة لنظر الدعوع‪ ،‬وتختص يتقدير عدم وجود عذر مقيول محكمة الموضوع التي يطلب منها‬
‫تاركا دعواه‪ ،‬وال تقوم مقام اإلعزن أي طريقة أخرع(‪.)4‬‬ ‫اعتبار المدعي ا‬
‫وال يكون لترك الاادعوع الماادنيااة تا اا‬
‫اخثير على الاادعوع العموميااة‪ ،‬باااتفاااق التة ا ا ا ا ا ا اريعيااات المقااارنااة محاال‬
‫الد ارسا ا ا ا ا ا ااة كقاعدة عامة‪ ،‬إذ تنص المادة ‪ 2-2‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج على "‪ :‬وال يترتب على التنازل عن الدعوع‬
‫أو ارجاء مباةا ا ارة الدعوع العمومية‪ ،‬وذلك مع مراعاة الحاالت المة ا ااار اليها في الفقرة ‪ 3‬من‬ ‫المدنية إيقا‬
‫المادة ‪ ، "6‬وتتعلق هذه الحاالت يتنفيذ اتفاق الوس اااطة‪ ،‬وبس ااحب الة ااكوع إذا كان ة اار ا‬
‫(‪)5‬‬
‫الزما للمتابعة‪،‬‬
‫طا ا‬
‫فتنازل الضا ا ا ا ااحية عن طلب التعويض ال يحول دون مواصا ا ا ا االة السا ا ا ا ااير في الدعوع العمومية إال إذا تنازل‬
‫الزما للمتابعة الجزائية‪ ،‬أو تم تنفيذ اتفاق الوس اااطة الجزائية‪ ،‬وفي‬
‫طا ا‬ ‫المض اارور عن الة ااكوع إذا كانت ة اار ا‬
‫الحاالتين يترتاب انقض ا ا ا ا ا ا اااء الادعوع العمومياة‪ ،‬وهو النص الاذي يتطاايق مع نص الماادة ‪ 2-2‬من ق إ ج‬
‫(‪ ،)6‬كما تنص المادة ‪ 2-260‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م على‪ ":‬وال يكون لهذا الترك تخثير على الدعوع الجنائية"(‪.)7‬‬
‫غير أنو إذا كانت الدعوع قد طرحت على المحكمة الجزائية عن طريق االدعاء المباةا ا ا ا ا ا اار(‪ ،)8‬فإنو‬

‫تاركا الدعائو كل مدع مدني يتخلف عن الحضااور أو ال يحضاار عنو من يمثلو في الجلسااة رغم تكليفو بالحضااور‬
‫‪ " -‬يعد ا‬
‫(‪)1‬‬

‫قانونيا "‪ ،‬المادة ‪ 246‬من ق إ ج ج‪ ،‬معدلة بالقانون رقم ‪ ،03-82‬مؤرخ في ‪ 13‬فيفري ‪ ،1982‬يعدل ويتمم األمر رقم‬ ‫ا‬ ‫تكليفا‬
‫ا‬
‫‪ 155-66‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ 1966‬والمتض ا اامن قانون االجراءات الجزائية‪ ،‬ج ر ج‪ ،‬عدد ‪-7‬الس ا اانة ‪ ،-19‬ص ا ااادرة في ‪16‬‬
‫فيفري ‪ 1982‬ن ص ‪.310‬‬
‫تاركا للدعوع عدم حضور المدعي أمام المحكمة بغير عذر مقيول بعد إعزنو أو عدم إرسالو وكيزا عنو وكذلك‬
‫‪ " -‬يعتير ا‬
‫(‪)2‬‬

‫عدم إيدائو طلباتو بالجلسة "‪ ،‬المادة ‪ 261‬من قانون رقم ‪ 150‬لسنة ‪ ،1950‬المرجع السايق‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪- " La partie civile régulièrement citée qui ne comparaît pas ou n'est pas représentée à l'audience est considérée‬‬
‫‪comme se désistant de sa constitution de partie civile ", L’article 425-1, CPPF, Codifié par Ordonnance n° 58-‬‬
‫‪1296, op.cit. p 11726, Modifié par Loi n° 81-82 du 2 février 1981-art.86, renforçant la sécurité et protégeant la‬‬
‫‪liberté des personnes (1), JORF n°0028 du 3 février 1981, p 424.‬‬
‫(‪ -)4‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.380‬‬
‫(‪ -)5‬المادة ‪ 2-2‬من أمر رقم ‪ ،155-66‬المرجع السايق‪ ،‬ص‪.622‬‬
‫)‪(6‬‬
‫‪- " La renonciation à l'action civile ne peut arrêter ni suspendre l'exercice de l'action publique, sous réserve des‬‬
‫‪cas visés à l'alinéa 3 de l'article 6", L’article 2-2, CPPF, Codifié par loi n°: 57-1426, du 31 décembre 1957 instituant‬‬
‫‪un code de procédure pénale , op-cit.p 258, Modifié par Ordonnance n°: 58-1296, op-cit.p11711.‬‬
‫(‪ -)7‬المادة ‪ 2-260‬من قانون رقم ‪ 150‬لسنة ‪ ،1950‬متضمن قانون اإلجراءات الجنائية المصري ‪ ،‬المرجع السايق‪.‬‬
‫مدنيا إلى المتهم يكلفو‬
‫مدعيا ا‬
‫ا‬ ‫(‪ -)8‬االدعاء المباةاار أو التكليف المباةاار بالحضااور يقصااد بو دعوة يوجهها الضااحية باعتباره‬
‫بالحضااور أمام المحكمة المختصااة‪ ،‬إذا هو أساالوب إجرائي لتحريك الدعوع العمومية ينطوي على منح ساالطة التحريك لغير‬

‫‪38‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫تاركا دعواه مراعاة موقف الن يابة‬ ‫يجب في حالتي ترك الدعوع المدنية أو اعتبار المدعي بالحقوق المدنية ا‬
‫العامة‪ ،‬فإن طاليت باإلدانة والعقاب وجب السا ا ا ااير في الدعوع العمومية والفصا ا ا اال فيها‪ ،‬وأما إذا لم تطالب‬
‫النيااباة ياذلاك وجاب الحكم بعادم قيول الادعوع(‪ ،)1‬وفي هاذه الحاالاة يمكن أن تلزم المحكماة المادعي المادني‬
‫يدفع المصاريف القضائية مع عدم اإلخزل بحق المتهم في التعويضات عن إساءة استعمالو حق االدعاء‬
‫‪ ،‬كل‬ ‫المباة ا اار على النحو الميين في المواد ‪ 366‬من ق إ ج ج‪ 260 ،‬من ق إ ج م‪ 472 ،‬من ق إ ج‬
‫(‪.)3‬‬ ‫ذلك عمز بخحكام المواد ‪ 1-260‬من ق إ ج م(‪ ،)2‬و‪ 2-425‬من ق إ ج‬
‫والحكمة من ترتيب المةا ا ا ا ا ا اارع على ترك الدعوع المدنية أو اعتبار المدعي المدني ا‬
‫تاركا لها‪-‬ب عد‬
‫اقامتها عن طريق االدعاء المباةاار‪-‬الحكم بعدم قيول الدعوع العمومية ما لم تطالب النيابة العامة الفصاال‬
‫فيها‪ ،‬هي تفويت فرص ا ا ااة كيد المدعي بالحقوق المدنية لخص ا ا اامو المتهم والزج بو أمام القض ا ا اااء الجزائي ثم‬
‫تركو بعد ذلك يواجو النيابة العامة‪ ،‬كما يوفر وقت المحكمة وجهدها للهام من القضايا(‪.)4‬‬
‫واذا كان المةا ا ا ا ا اارع المصا ا ا ا ا ااري قد نحا ينص المادة ‪ 260‬في فقرتها الثانية إلى ما أخذ بو المةا ا ا ا ا اارع‬

‫النيابة العامة‪ ،‬نص عليو المةرع الجزائري في نص المادة ‪ 337‬مكرر من ق إ ج ج التي تعد اقتباسا حرفيا من نص المواد‬
‫‪ 388‬و‪ 531‬من ق إ ج ‪ ،‬وردة ين يوعيد دلّلا ‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.107‬‬
‫فيما نص عليو المةا اارع المصا ااري بالمادتين ‪ 232‬و‪ 233‬من ق إ ج م‪ ،‬وبذلك تتفق التة ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ااة على‬
‫األخذ يهذا اإلجراء‪ ،‬وتكمن علة االدعاء المباة اار في أنو بمثابة رقابة من ذي مص االحة على الس االطة التقديرية للنيابة العامة‬
‫في تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬فإذا كان المةرع قد خول النيابة العامة هذه السلطة وهي في األصل موضع لثقتو في صواب‬
‫المةاارع باإلدعاء المباةاار إلى تفادي هذه‬ ‫اسااتعمال ساالطتها‪ ،‬فإن ثمة احتماالا في أن يساااء اسااتعمال كل ساالطة‪ ،‬وقد هد‬
‫اإلساااءة إذ يخةااى في بعض الحاالت أن تمتنع النيابة عن تحريك الدعوع ألسااباب ال تتصاال بالمصاالحة العامة‪ ،‬فيكون في‬
‫تحريكها عن طريق االدعاء المباة ا ا ا ا ا اار ما يد أر مزئمة تحريك الدعوع في مواجهة نظام حتمية تحريكها‪،‬وهو على هذا النحو‬
‫السييل لجعل نظام المزئمة مقيوالا في السياسة التةريعية‪،‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬نفس المرجع‪،‬ص ‪.191‬‬
‫(‪ -)1‬نجيمي جمال‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري على ض ااوء االجتهاد القض ااائي (مادة بمادة)‪ ،‬ج ‪ :1‬من المادة األولى‬
‫إلى غاية المادة ‪ ،247‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.476‬‬
‫(‪ " -)2‬للمدعي بالحقوق المدنية أن يترك دعواه في أية حالة كانت عليها الدعوع ويلزم يدفع المص ا اااريف القض ا ااائية على ذلك‬
‫مع عدم االخزل بحق المتهم في التعويضا ا ا ا ااات إن كان لها وجو حق "‪ ،‬المادة ‪ 1-260‬من قانون رقم ‪ 150‬لسا ا ا ا اانة ‪،1950‬‬
‫معدلة بالقانون رقم ‪ 174‬لسانة ‪ ،1998‬بةاخن تعديل بعض أحكام قانون االجراءات الجنائية وقانون العقوبات‪ ،‬ج ر م ‪ ،‬عدد‬
‫‪( 51‬مكرر)‪ ،‬صادرة في ‪ 20‬ديسمير ‪.1998‬‬
‫‪- " En ce cas, et si l'action publique n'a été mise en mouvement que par la citation directe délivrée à la requête de‬‬
‫)‪(3‬‬

‫‪la partie civile, le tribunal ne statue sur ladite action que s'il en est requis par le ministère public ; sauf au prévenu‬‬
‫‪à demander au tribunal des dommages-intérêts pour abus de citation directe, comme il est dit à l'article 472 ",‬‬
‫‪L’article 425-2, CPPF, op.cit.‬‬
‫(‪ -)4‬مصااطفى مجدي هرجة‪ ،‬التعليق على قانون االجراءات الجنائية المعدل بالقوانين‪ 145 :‬لساانة ‪ 2006‬و‪ 74‬لساانة ‪2007‬‬
‫و‪ 153‬لسنة ‪ ،2007‬المجلد الثاني‪ :‬من المادة (‪ )110‬إلى المادة (‪ ،)267‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.694‬‬

‫‪39‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫في فقرتها الثانية أيض ااا‪ ،‬لذات الحكمة المذكورة أعزه‪ ،‬فإن رأي‬ ‫الفرنس ااي ينص المادة ‪ 425‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫في الفقو المصا ا ا ااري‪-‬يؤيده الباحث‪-‬انتقد صا ا ا ااياغة نص الفقرة الثانية من المادة ‪ 260‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م المعدلة‬
‫إلى هذه الفقرة الثانية عبارة‬ ‫بالقانون رقم ‪ 174‬لساانة ‪ 1998‬المؤرخ في ‪ 20‬ديساامير ‪ ،1998‬والذي أضااا‬
‫" ومع ذلك إذا كانت الدعوع قد رفعت بطريق االدعاء المباة ا ا اار فإنو يجب في حالتي ترك الدعوع المدنية‬
‫تاركا دعواه‪ ،‬الحكم بترك الدعوى الجنائية ما لم تطلب النيابة العامة الفصل فيها"‬ ‫واعتبار المدعي المدني ا‬
‫ذلك أن تعيير ترك الدعوى الجنائية‪ ،‬ال يتفق مع المبادئ األسا ا ا ا ا ا اااسا ا ا ا ا ا ااية‪ :‬فالدعوع العمومية التصا ا ا ا ا ا ااالها‬
‫بالمصا ا ا ا ا االحة العامة للمجتمع ال تقيل الترك‪ ،‬فإذا حركت أمام المحكمة وجب عليها الفصا ا ا ا ا اال فيها‪ ،‬إما في‬
‫موضا ا ا ا ا ااوعها باليراءة أو اإلدانة‪ ،‬واما في إجراءاتها يتقرير عدم قيولها‪ ،‬أما أن تحكم المحكمة يتركها‪ ،‬فذلك‬
‫ما يناقض المبادئ األسا ا اااسا ا ااية في القانون‪ ،‬كما أن إعطاء النيابة العامة سا ا االطة الحيلولة دون الحكم يترك‬
‫الدعوع العمومية‪ ،‬أمر ال يتفق هو ارخر مع هذه المبادئ ذلك أن سا ا ا ا ا ا االطات النيابة العامة على الدعوع‬
‫تنتهي يتحريك الدعوع أمام المحكمة‪ ،‬وهي تلتزم يذلك باسا ا ا ا ا ااتعمالها‪ ،‬ومن ثم لم يكن لها ةا ا ا ا ا ااخن في تقرير‬
‫تركها أو وجوب الفصا ا اال فيها‪ ،‬باإلضا ا ااافة إلى ذلك فإن هذا التعديل من ةا ا ااخنو التضا ا ااييق من أثر االدعاء‬
‫بالحقوق المدنية على سا ا ا ااير الدعوع العمومية‪ :‬فاألصا ا ا اال المقرر في الفقو والقضا ا ا اااء أن انقضا ا ا اااء الدعوع‬
‫المدنية بعد أن حركت يها الدعوع العمومية ليس من ةا ا ااخنو أن يؤثر على سا ا ااير هذه الدعوع ذلك أنو إذا‬
‫حركت دعوع فز يجوز أن يؤثر على سيرها سيب متعلق يدعوع أخرع وان كان يينهما ارتباط‪ ،‬وقد جاءت‬
‫ه ااذا‬ ‫الفقرة الث اااني ااة من الم ااادة ‪ 260‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م والم ااادة ‪ 425‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪ .‬مقررة حك اما اا على خز‬
‫سيبا للحكم يترك الدعوع العمومية(‪. )1‬‬
‫األصل‪ ،‬فاعتيرت ترك الدعوع المدنية ا‬
‫جدير بالذكر أن المةا ا ا اارع الجزائري فعل حسا ا ا ا اانا بعدم النص على مثل هذا االسا ا ا ااتثناء واكتفى ينص‬
‫المادة ‪ 2-2‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج يتقرير القاعدة العامة والمتمثلة في أن ترك الدعوع المدنية ليس لو تخثير على‬
‫أو ارجاء مباة ارة الدعوع العمومية س اواء أكانت الدعوع العمومية قد حركت أص ازا من طر النيابة‬ ‫إيقا‬
‫مدنيا طبقا لنص المادة ‪ 337‬من ق إ ج‬
‫يناءا على تكليف مباةا اار من المدعي ا‬
‫العامة أو كانت قد طرحت ا‬
‫ج‪.‬‬
‫ومن خزل هذا التقديم عن إجراء ترك الدعوع المدنية يمكن اس ا ا ا ا ا ااتخزص أهم أوجو الة ا ا ا ا ا اابو وأوجو‬
‫يينو وبين إجراء التنازل عن الةكوع‪:‬‬ ‫االختز‬
‫‪ -1‬أوجه الشبه‬
‫‪ -‬التنازل عن الةا ااكوع وترك الدعوع المدنية يتفقان من حيث أن كل منهما إجراء رضا ااائي يخضا ااع‬
‫إلرادة صاحبو الحرة والسليمة‪.‬‬
‫‪ -‬التنازل عن الةكوع يلتقي مع ترك الدعوع المدنية من حيث ترتيب كل منهما ألثره يإرادة المتنازل‬

‫(‪ -)1‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.384-383 .‬‬

‫‪40‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫أو التارك وحده‪ ،‬فز يةترط لإلعتداد يهما قيول الخصم ارخر لو‪ ،‬وال أثر إلعتراضو عليو‪.‬‬
‫‪ -‬التنازل عن الةكوع يتفق مع ترك الدعوع المدنية من حيث الةكل‪ ،‬ذلك أن كزهما يمكن أن يتم‬
‫ضمنيا‪.‬‬
‫ا‬ ‫يجميع الوسائل كتابة أو ةفاهة ويستوي أن يكون التعيير عنهما صر ا‬
‫يحا أو‬
‫‪ -2‬أوجه االختالف‬
‫‪ -‬ترك الدعوع المدنية يختلف اليتة عن التنازل عن الة ا ا ا ااكوع الذي بمجرد أن يص ا ا ا اادر من المجني‬
‫عليو‪ ،‬فإنو يجب على المحكمة أن تحكم بانقضاااء الدعوع العمومية دون توقف على إرادة النيابة العامة أو‬
‫المتهم أو غيرهما‪ ،‬فالحكم بانقضا ا ا ا اااء الدعوع العمومية أثر حتمي لتنازل المجني عليو عن ةا ا ا ا ااكواه(‪ ،)1‬في‬
‫حين أن ترك ال اادعوع الم اادني ااة ال يترت ااب علي ااو ذل ااك فترك ال اادعوع الم اادني ااة أمر اخر غير التن ااازل عن‬
‫الةكوع‪ ،‬فهو ال يتضمنو كما ال يستوجبو‪ ،‬يل أن الدعوع العمومية متى تحركت ودخلت في حوزة القضاء‬
‫كقاعدة عامة‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫فإنها تظل قائمة دون حاجة إلى بقاء الدعوع المدنية إلى جانيها‬
‫خامسا‪ :‬التناز عن الشكوى والصفح‬
‫الص يفح لغة‪ :‬العفو‪ ،‬صا افح عنو‪-‬صا اف احا‪ :‬أعرض‪ .‬و‪-‬عن ذنب‪ :‬عفا عنو(‪ ،)3‬أما اص ااطزحا فيعر‬
‫بخنو‪" :‬نظام يوقف الدعوع وتنفيذ العقوبات المحكوم يها‪ ،‬والتي لم تكتس ا ا ا ااب الدرجة القطعية إذا كانت إقامة‬
‫الدعوع تتوقف على إتخاذ اإلدعاء الة ا ا ااخصا ا ا اي "(‪ ،)4‬كما يعر بخنو‪ ":‬تص ا ا اار قانوني يتم يإرادة المجني‬
‫عليو المنفردة في صا ااورة عفو دون أي ةا اارط مقايل‪ ،‬يقصا ااد من خزلو إنهاء الدعوع العمومية أثناء نظرها‬
‫أمام القضاء‪ ،‬وهو مقرر في الجرائم البسيطة(‪.)5‬‬
‫واذا كان الفقو يرجح ة ااح التعاريف الفقهية والقانونية لنظام الص اافح لعدم تناول المة اارعين المص ااري‬
‫والفرنسا ا ااي لهذا النظام كنظام إلنهاء الخصا ا ااومة(‪ ،)6‬وان كان جانب من الفقو المصا ا ااري يعتير حق المجني‬
‫عليو في وقف تنفيذ الحكم في بعض جرائم الةكوع نوع من العفو الفردي عن العقوبة بمعنى الصفح(‪.)7‬‬

‫(‪ -)1‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.162‬‬


‫(‪ -)2‬عيد الرحمن الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الة ا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارس ا ا ا ااة تخص ا ا ا اايلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪.248‬‬
‫(‪ -)3‬المعجم الوسيا‪ ،‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬ط ‪ ،4‬مكتبة الةروق الدولية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2004 ،‬ص ‪.516‬‬
‫(‪ -)4‬ميلود دريس ا ا ااي‪ ،‬الص ا ا االح في المادة الجزائية‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم في القانون‪ ،‬تخص ا ا ااص‪ :‬قانون جنائي‪ ،‬جامعة باجي‬
‫مختار عنابة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،2019 ،‬ص ‪.81‬‬
‫(‪ -)5‬عائةااة موسااى‪ " ،‬دور الضااحية في إنهاء الدعوع العمومية "‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية واإلنسااانية‪ ،‬المجلد ‪ ،10‬العدد ‪،2‬‬
‫‪ ،2017‬ص ‪.426‬‬
‫(‪ -)6‬وطفة ضياء ياسين‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫(‪ -)7‬توفيق الةا ا ا ا ا ا اااوي‪ ،‬فقو اإلجراءات الجنائية‪،‬الجزء األول‪ ،‬ط ‪،1954 ،2‬ص ‪،219‬عوض محمد عوض‪،‬قانون اإلجراءات‬
‫الجنائية‪،‬ج‪،1‬دار المطيوعات الجامعية‪،‬اإلسا ا ا ا ا ا ااكندرية‪ ،‬مصا ا ا ا ا ا اار‪ ،1990،‬ص‪،92‬محمد محي الدين عوض‪،‬القانون الجنائي‬

‫‪41‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫فإن المةاارع الجزائري قد أخذ ينظام صاافح الضااحية ص اراحة ‪ ،‬واعتيره إجر ا‬
‫(‪)1‬‬
‫اءا يضااع من خزلو هذا‬
‫األخير حا اادا للمتااابعااة الجزائيااة وذلااك بموجااب القااانون رقم ‪ 23-06‬المعاادل والمتمم لقااانون العقوبااات (‪ )2‬إذ‬
‫مس هذا التعديل الجنح التي لها عزقة بالحياة الخاصااة بالضااحية وبحياتها األس ارية وكذا ساازمة جساامها‪،‬‬
‫غير أنو بالرغم من أهمية هذا اإلجراء من الناحية الموضا ا ا ا ا ا ااوعية‪ ،‬فإنو يسا ا ا ا ا ا ااتغرب عدم إكمالو بالناحية‬
‫حدا للمتابعة الجزائية ومن ثم ترتيب نفس أثر التنازل عن الة ااكوع وهو‬
‫اإلجرائية فإذا كان الص اافح يض ااع ا‬
‫انقضا اااء الدعوع العمومية‪ ،‬فكان من المفروض أن يدرجو المةا اارع في نص المادة ‪ 6‬من ق إ ج ج ضا اامن‬
‫األمر الذي دفع البعض إلى القول بخن المة ا ا ا ا اارع‬ ‫(‪)3‬‬
‫أس ا ا ا ا ااباب إنقض ا ا ا ا اااء الدعوع العمومية‪ ،‬إال أنو لم يفعل‬
‫الجزائري تيني نظام قانوني غير متكامل لصا ا ا ا اافح الضا ا ا ا ااحية‪ ،‬وعدم إحكامو للقواعد القانونية الخاصا ا ا ا ااة بو‬
‫واتس ا ااامها بالعمومية‪ ،‬إذ أنو لم ييين كيفية إعمال الفقرات المس ا ااتحدثة في بعض نص ا ااوص قانون العقوبات‪،‬‬
‫وتطييقها في الواقع‪ ،‬األمر الذي يطرئ جملة من التساؤالت فخمام أي جهة يعير الضحية عن صفحو على‬
‫المتهم‪ ،‬وكيف يكون ة ا ا ا ا ا ا اكال هاذا التعيير‪ ،‬وفي أي مرحلاة من م ارحال الادعوع يجوز إياداؤه ‪ ،‬األمر الاذي‬
‫يوجب إعمال القواعد العامة في اإلجراءات الجزائية‪ ،‬وتلك الخاص ا ا ا ا ا ا ااة بالةا ا ا ا ا ا ااكوع والتنازل عنها لما يين‬
‫النظامين من تةابو(‪.)4‬‬
‫وهو األمر الذي أثار التساؤل لدع الفقو الجزائري حول طييعة الصفح الذي أورده المةرع الجزائري‬
‫أن صاافح الضااحية في التة اريع الجزائري صااورة من صااور الصاالح في‬ ‫(‪)5‬‬
‫حيث اعتير أري في الفقو‬
‫المواد الجزائية بصاافة عامة وفي جرائم األفراد خاصااة وأنو يختلف عن نظام الةااكوع والتنازل عنها الساايما‬
‫وأن نطاقو الموضا ا ااوعي يتضا ا اامن بعض الجرائم التي ال يةا ا ااترط فيها هذا القيد‪-‬الةا ا ااكوع‪-‬كجريمتي القذ‬

‫واجراءاتو في التة اريعين المصااري والسااوداني‪،1964 ،‬ص ‪ ،60‬نقال عن ‪:‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السااايق‪،‬‬
‫ص ‪.55‬‬
‫(‪ -)1‬من التةريعات العربية التي أخذت ينظام الصفح نجد التةريع األردني الذي عالجو في قانون العقوبات ينص المادة ‪52‬‬
‫منو‪ ،‬والمعدلة بالقانون رقم ‪ 27‬لسنة ‪ ،2017‬المؤرخ في ‪ 30‬أوت ‪ ،2017‬والتي تنص على‪ " :‬إن صفح المجني عليو يسقا‬
‫دعوع الحق العام والعقوبات المحكوم يها التي لم تكتسا ا ا ا ا ا ااب الدرجة القطعية في أي من الحاالت التالية‪ ،"....‬كما أخذ بو‬
‫المة اارع العراقي ينص المواد ‪ 338‬إلى ‪ 341‬من قانون أص ااول المحاكمات الجزائية رقم ‪ 23‬لس اانة ‪ ،1971‬المنةاااور يجريدة‬
‫الوقائع العراقية‪ ،‬العدد ‪ ،2004‬صادرة في ‪ 31‬ماي ‪ ،1971‬مةار إليو لدع‪ :‬وطفة ضياء ياسين‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫(‪ -)2‬ق ااانون رقم ‪ ،23-06‬مؤرخ في ‪ 20‬ديسا ا ا ا ا ا اامير ‪ ،2006‬يع اادل ويتمم األمر رقم ‪ 156-66‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪1966‬‬
‫والمتضمن قانون العقوبات‪ ،‬ج ر ج‪ :‬عدد ‪-84‬السنة ‪ ،-43‬صادرة في ‪ 24‬ديسمير ‪ ،2006‬ص ص‪.29-11 .‬‬
‫(‪ -)3‬جمال دريس ا ااي‪ ،‬دور الض ا ااحية في إنهاء المتابعة الجزائية‪ ،‬رس ا ااالة دكتوراه في العلوم‪ ،‬تخص ا ااص‪ :‬القانون‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري‪-‬تيزي وزو‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪-‬يوخالفة‪ ،2016-2015 ،‬ص ‪.65‬‬
‫(‪ -)4‬ليلى قايد‪ ،‬الصا ا االح في جرائم اإلعتداء على األفراد‪ :‬فلسا ا اافتو وصا ا ااوره وتطييقو في القانون الجنائي المقارن‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2011 ،‬ص ‪.257‬‬
‫(‪ -)5‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص‪.260-257 .‬‬

‫‪42‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫اللتان أجاز فيهما المة ا ا اارع ص ا ا اافح الض ا ا ااحية عن المتهم ولكنو لم يقيد تحريك الدعوع العمومية‬ ‫(‪)1‬‬
‫والس ا ا ااب‬
‫يخصوصهما بضرورة تقديم ةكوع من المجني عليو‪ ،‬وبالتالي ال يمكن اعتبار الصفح في هاتين الجريمتين‬
‫اليا يل حق متفرع عن حق اخر هو الحق في تقديم‬ ‫تنازال عن الةا ا ا ا ا ا ااكوع ألن هذا األخير ليس حاقا أصا ا ا ا ا ا ا ا‬
‫الري أن تعريف بعض الفقو المصا ا ا ااري‬
‫الةا ا ا ااكوع وهو في الحالتين غير موجود‪ ،‬ويضا ا ا اايف صا ا ا اااحب هذا أ‬
‫للصا ا ا ا ا ا االح بخنو ‪ ":‬رضا ا ا ا ا ا ااا المجني عليو أو وكيلو الخاص يإنهاء الدعوع العمومية في جرائم معينة حددها‬
‫القانون ينطيق على صفح الضحية في القانون الجزائري" ‪.‬‬
‫أنو ال يمكن اعتبار نظام ص ا ا ا اافح الض ا ا ا ااحية المساا ا ا ااتحدث‬ ‫(‪)2‬‬
‫فيما اعتير أري اخر في الفقو الجزائري‬
‫فالري الغالب في الفقو أن الصلح الجنائي يين‬‫صلحا يين األفراد ألن الصلح يفترض صدوره عن إرادتين‪ ،‬أ‬ ‫ا‬
‫األفراد ذو طييعة عقدية يتماثل مع الصا االح المنصا ااوص عليو في القانون المدني كما أنو ال يتختى إال يدفع‬
‫أساسا على اإلرادة المحضة‬
‫مقايل‪ ،‬في حين أن الصفح يتسم بطابعو الفردي واألحادي الجانب إذ أنو يقوم ا‬
‫للض ا ااحية في اللجوء إليو دون انتظار ص ا اادور القيول من المة ا ااتكي منو أو المتهم‪ ،‬ولذا يرع ص ا اااحب هذا‬
‫الري أن نظام صا ا اافح الضا ا ااحية في القانون الجزائري ال يمكن أن يكون من حيث جوهره سا ا ااوع تطيياقا من‬
‫أ‬
‫تطييقات نظام التنازل عن الةا ا ا ا ااكوع إلة ا ا ا ا اراكهما في العلة والطييعة القانونية وخضا ا ا ا ااوعهما لنفس األحكام‬
‫الوحيد يينهما هو من حيث مجال تطييقهما فالتنازل عن الة ا ااكوع ال يكون إال في‬ ‫القانونية‪ ،‬وأن االختز‬
‫الجرائم المقيد تحريك الدعوع العمومية بةخنها على ةكوع أما الصفح فانو يتسع ليةمل جرائم مقيد تحريك‬
‫الدعوع بةخنها على ةكوع كما قد يكون في جرائم ال يةترط فيها هذا القيد ‪.‬‬
‫و انطزقا مما س ا اايق يرع الباحث أن نظام ص ا اافح الض ا ااحية في القانون الجزائري ال يمكن أن يكون‬
‫ص ااورة من ص ااور الص االح‪ ،‬كما ال يمكن اعتباره تطييق من تطييقات التنازل عن الة ااكوع لوجود عدة نقاط‬
‫يينهما‪ ،‬يل هو إجراء جديد قائم يذاتو يدخل ضاامن االطار العام للتنازل الذي يةاامل أيضااا التنازل‬ ‫اختز‬
‫عن الة ا ااكوع والص ا االح وس ا ااائر اليدائل والتي أملتها أزمة العدالة الجزائية على التةا ا اريعات المقارنة‪ ،‬وتينتها‬
‫الس ا ا ااياسا ا ا اة الجزائية لهذه األخيرة كخحد حلول هذه األزمة األمر الذي جعل الص ا ا اافح يتداخل مع التنازل عن‬
‫الةكوع في عدة نقاط إال أنهما يختلفان في نقاط أخرع ‪.‬‬
‫والمزحظ في هذا الصاادد أن المةاارع الجزائري يخلا في اسااتعمال مصااطلح "سااحب الةااكوع" ينص‬

‫(‪ -)1‬انتقد جانب من الفقو إعطاء المة ا اارع الجزائري للطر المدني الذي لم ية ا ااارك في تحريك الدعوع العمومية في جريمتي‬
‫حدا للمتابعة الجزائية التي انطلقت يتصاار من النيابة العامة وليس يتص ار منو‪ ،‬فهذا الوضااع أو‬ ‫القذ والسااب أن يضااع ا‬
‫الموقف يكون اا‬
‫ميرر لو أن الطر الماادني هو الااذي حرك الاادعوع العموميااة‪ ،‬أمااا وأن هااذا األمر غير وارد‪ ،‬فااإن تمكين‬
‫الضااحية من وقف إجراءات المتابعة في قضااية لم يكن لو دور في تحريكها هو من قييل التقليل والتقزيم لعمل النيابة العامة‪،‬‬
‫عيد الرحمن الد ارجي خلفي‪ ،‬الحق في الةكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬دراسة تخصيلية ‪ ،...‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.469‬‬
‫(‪ -)2‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.34-31 .‬‬

‫‪43‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المادة ‪ 6‬من ق إ ج ج‪ ،‬ومصااطلح "الصاافح" ينص المادة ‪ 339‬من ق ع مثز‪ ،‬وكذلك اسااتعمل مصااطلح "‬
‫التنازل عن الةا ااكوع " ينص المادة ‪ 369‬من ق ع ج‪ ،‬فيدل أن يعير عن التنازل عن الةا ااكوع كسا اايب في‬
‫انقضاء الدعوع العمومية وبديل عنها يستخدم مصطلح " سحب الةكوع " تارةا و" الصفح " تاراة أخرع‪.‬‬
‫األمر الذي دفع رأي في الفقو الجزائري(‪ )1‬إلى القول بخن المةا ا ا ا ا ا اارع الجزائري قد فاتو الس ا ا ا ا ا ا ااداد في‬
‫اسااتعمالو لمصااطلح "سااحب الةااكوع" والذي يكون قد أخده عن نظيره الفرنسااي ‪ retrait de plainte‬ذلك أن‬
‫المقصااود يها "التنازل عن الةااكوع" وهو المصااطلح المعتمد في التة اريعات المقارنة كالتة اريع المصااري(‪،)2‬‬
‫و العراقي (‪ ، )3‬اليمني(‪ ،)4‬االماراتي(‪ ،)5‬والسوداني(‪.... ،)6‬الخ‪.‬‬
‫–يؤيده الباحث‪ -‬أيض ا ا ا ا ا ااا إلى القول بض ا ا ا ا ا اارورة تدخل المة ا ا ا ا ا اارع‬ ‫(‪)7‬‬
‫وقد اتجو أري في الفقو الجزائري‬
‫الجزائري في هذا الصاادد لضاابا المصااطلحات وذلك يتخصاايص مصااطلح "الصاافح" كساايب في االنقضاااء‬
‫على فئة الجرائم التي ال تتطلب ةااكوع لتحريك الدعوع العمومية أما ما ورد فيو ةاارط الةااكوع فالمصاطلح‬
‫األنسب لو هو "التنازل عن الةكوع"‪.‬‬
‫‪ -1‬أوجه الشبه‬
‫‪ -‬يقوم التنازل عن الةكوع على ذات االعتبارات التي يقوم عليها الصفح والتي قد تتعلق باعتبارات‬
‫أسارية أو لصاايانة ةاار أو اعتبار الضااحية أو لمصاالحة الضااحية في صاايانة نفسااها(‪ ،)8‬فهي تتعلق بحقوق‬
‫أفراد أو مصااالح فئات معينة من المجتمع رجح فيها المةاارع المصااالح الخاصااة يها على المصاالحة العامة‬
‫باعتبارها أفض ا اال من يقدر مزئمة االس ا ااتمرار في مباةا ا ارة إجراءات الدعوع أو إنهاءها‪ ،‬ذلك أن كل منهما‬
‫حدا لما قد يترتب على االس ااتمرار في مباةا ارة الدعوع العمومية من أحقاد يين هؤالء األفراد خاصا ا اة‬
‫يض ااع ا‬
‫وأن أغلب هذه الجرائم تقع في الغالب يين أفراد تجمع يينهم رابطة القرابة‪ ،‬فعودة المودة والرحمة يينهم أكيد‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)9‬‬
‫أفضل بكثير من إيداع أحدهم الحبس‪ ،‬لذلك أرسى المةرع نظامي التنازل عن الةكوع والصفح‬

‫(‪ -)1‬علي ةمزل‪ ،‬الجديد في ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬الكتاب األول‪ :‬االستدالل واالتهام‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.187‬‬
‫(‪ -)2‬المادة ‪ 10‬من ق إ ج م‪.‬‬
‫(‪ - )3‬المادة ‪ 9‬من قانون أصول المحاكمات الجزائية العراقي‪.‬‬
‫(‪ -)4‬المادة ‪ 31‬من قرار جمهوري بالقانون رقم ‪ 13‬لسا ا ا ا ا اانة ‪ ، 1994‬مؤرخ في ‪ 12‬أكتوبر ‪ ،1994‬بةا ا ا ا ا ااخن قانون اإلجراءات‬
‫الجزائية اليمني‪ ،‬نةر بالجريدة الرسمية اليمنية‪ :‬العدد (‪4‬و‪ ،)19‬لسنة ‪.1994‬‬
‫(‪ -)5‬المادة ‪ 16‬من قانون إصدار قانون اإلجراءات الجزائية االماراتي رقم ‪35‬و‪.1992‬‬
‫(‪ -)6‬المادة ‪ 36‬من قانون اإلجراءات الجزائية السوداني لسنة ‪.1991‬‬
‫(‪ -)7‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫(‪ -)8‬جمال دريسي ‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ 70‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ -)9‬لخض ا ا ا اار ز اررة‪ " ،‬أثر الص ا ا ا اافح على تحريك الدعوع العمومية والمتابعة الجزائية "‪ ،‬مجلة اإلحياء‪ ،‬المجلد ‪ ،11‬العدد ‪،1‬‬
‫‪ ،2009‬ص ‪.475‬‬

‫‪44‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫‪ -‬يتةابو كل من التنازل عن الةكوع والصفح في أن كزهما يرتب نفس األثر وهو انقضاء الدعوع‬
‫العمومية(‪.)1‬‬
‫المةا اارع يإق ارره لكل من التنازل عن الةا ااكوع وصا اافح الضا ااحية إلى تمكين هذا األخير من‬ ‫‪ -‬يهد‬
‫المة ا ا اااركة في مس ا ا ااار الدعوع العمومية بخن يوقفها متى ة ا ا اااء ويعطي يذلك فرص ا ا ااة للتس ا ا ااامح يين األفراد‬
‫وتصااالحهم(‪ )2‬األمر الذي من ةاخنو التخفيف على كاهل القضاااء حتى يكفل السااير الحساان للعدالة(‪ ،)3‬ومن‬
‫ثم تحقيق أغراض يدائل العوع العمومية كحل ألزمة العدالة الجزائية‪.‬‬
‫‪ -‬يجمع يين التنازل عن الةااكوع والصاافح أن نطاق الجرائم المةاامولة لكل منهما وردت على سااييل‬
‫الحص ا اار فز يجوز القياس عليها أو التوس ا ااع فيها(‪ ،)4‬باعتبارهما إس ا ااتثناء عن القاعدة العامة والتي تقض ا ااي‬
‫بعدم جواز التنازل عن الدعوع العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬بما أن كل من التنازل عن الةكوع والصفح تصر قانوني يتضمن تعيير عن إرادة المجني عليو‬
‫معينا‪ ،‬فهذا التعيير يمكن أن يكون في أي‬
‫في وض ا ا ا ااع حد للمتابعة الجزائية ‪ ،‬فكزهما ال ية ا ا ا ااترط ة ا ا ا ااكزا ا‬
‫امنيا‪ ،‬ولكن على الجهة المنوط يها إثبات هذا التنازل أو الص اافح‪،‬‬ ‫يحا أو ض ا ا‬
‫افهيا‪ ،‬صا ار ا‬
‫مكتوبا أو ة ا ا‬
‫ا‬ ‫ة ااكل‪:‬‬
‫ص ا ا اا إذا لم يرد بعبارات أو مواقف ص ا ا اريحو فز يجب أن‬
‫التخكد من توجو إرادة صا ا اااحبو إليو فعزا‪ ،‬خصا ا ااو ا‬
‫يفترض فقد تكون رغبة المجني عليو في التنازل عن حقوقو المدنية ولكنو متمسك بمتابعة المتهم جز ا‬
‫ائيا(‪.)5‬‬
‫قانونيا من جانب واحد ال ية ا ا ااترط قيول المتهم إلحداث أثرهما في إنقض ا ا اااء‬
‫ا‬ ‫‪ -‬كزهما يعد تصا ا ا ارافا‬
‫الدعوع العمومية(‪ ،)6‬فهو حق للمجني عليو لو أن يسا ا ا ااتعملو أو ال يسا ا ا ااتعملو دون أن يجيره أحد على ذلك‬
‫فهو الذي يقدر مدع مزئمة التنازل أو الصفح من عدمو‪ ،‬فهما من اإلجراءات الرضائية‪.‬‬
‫‪ -2‬أوجه االختالف‬
‫‪ -‬التنازل عن الة ا ا ااكوع يكون لحين ص ا ا اادور حكم نهائي في الدعوع ويتفق في ذلك مع الص ا ا اافح في‬
‫التة ا ا اريع الجزائري(‪ ،)7‬أما إذا اعتيرنا حق المجني عليو في وقف تنفيد الحكم في بعض جرائم الةا ا ااكوع في‬

‫(‪ -)1‬رفاه خضير جياد اإلدريسي‪ " ،‬تنازل المجني عليو عن حقو في الةكوع وأثره في انقضاء الدعوع الجزائية‪ :‬دراسة مقارنة‬
‫"‪ ،‬مجلة المثنى للعلوم االدارية واالقتصادية‪-‬العراق‪ ،-‬المجلد ‪ ،6‬العدد ‪ ،2016 ،3‬ص ‪.102‬‬
‫(‪-)2‬الطيب سماتي ‪ ،‬الحماية الجزائية لحقوق الضحية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫(‪ -)3‬لخضر ز اررة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.480‬‬
‫(‪ -)4‬وطفة ضياء ياسين‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫(‪ -)5‬ليلى قايد‪ ،‬الصلح في جرائم االعتداء على األفراد‪ :‬فلسفتو وصوره وتطييقو في القانون‪ ،...‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.273‬‬
‫(‪ -)6‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪33‬‬
‫(‪ -)7‬باسااتطزع نصااوص قانون العقوبات واإلجراءات الجزائية الجزائري لم تكةااف الد ارسااة عن وجود نص ص اريح أو اجتهاد‬
‫قضااائي يجير الصاافح بعد صاادور الحكم في التة اريع الجزائري‪ ،‬ويقصااد بالحكم هنا الحكم الحائز لقوة الةاايء المقض اي فيو‪،‬‬

‫‪45‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫من قييل إجراء الص ا اافح فهو مختلف عن التنازل عن الة ا ااكوع ذلك أن حق المجني‬ ‫(‪)1‬‬
‫التةا ا اريع المص ا ااري‬
‫تنفيد العقوبة الص ا ا ا ااادرة في حق الجاني والذي ال يعد تنازالا عن الة ا ا ا ااكوع (بصا ا ا ا اريح نص‬ ‫عليو في إيقا‬
‫إلى إزالو أثار هذه األخيرة‪ ،‬وبص اادور‬ ‫القانون) يقتض ااي ص اادور حكم بات‪ ،‬ألن التنازل عن الة ااكوع يهد‬
‫الحكم البات تكون الةا ااكوع قد إسا ااتنفذت غرضا ااها وهو مباة ا ارة الدعوع ضا ااد الجاني والحكم عليو بالعقوبة‬
‫قانونا فز يتصور التنازل عنها بعد ذلك(‪.)2‬‬
‫المقررة ا‬
‫‪ -‬وبذلك يختلف الص اافح في التةا اريع المص ااري عنو في التةا اريع الجزائري والتنازل عن الة ااكوع من‬
‫حيت النطاق الزمني لهما ذلك أن هذا األخير يكون لحين ص ا ا اادور حكم نهائي أما الص ا ا اافح في التةا ا ا اريع‬
‫المصري يكون بعد صدور حكم يإدانة المتهم‪.‬‬
‫‪ -‬كما أن أثر الصفح هنا مقصور على من صفح عنو المجني عليو دون أن يمتد إلى غيره‪ ،‬فهو ذو‬
‫أثر ةخصي يقتصر على ةخص الجاني الذي قصد بو وقصر عليو العتبارات ةخ صية وأواصر عائلية‬
‫تربا يين المجني عليو والمتهم وال يمتد لسواه من المتهمين‪ ،‬في حين أن التنازل عن الةكوع ذو أثر عيني‬
‫مطلق يمحو الواقعة الجزائية ذاتها ويبسا على كافة المتهمين فيها كخصل عام(‪.)3‬‬
‫‪ -‬الحق في الص اافح أوس ااع مدلوالا من التنازل عن الة ااكوع سا اواء من حيث أن التنازل يمكن أن يعير‬
‫عنو في أي مرحلة كانت عليها الدعوع ما لم يصا ا ا اادر حكم نهائي فيها‪ ،‬أما الصا ا ا اافح فيمتد ليةا ا ا اامل جميع‬
‫المراحل اإلجرائية بما فيها مرحلة تنفيد الحكم النهائي فيوقف تنفيذه‪ ،‬أو س ا ا ا ا ا ا اواء من حيث أن التنازل عن‬
‫الةااكوع حتى يعتد بو يسااتلزم النص على الةااكوع كقيد مساايق قيل تحرك الدعوع العمومية‪ ،‬األمر الذي ال‬
‫يتطلبو الصفح وبهذا يكون الصفح أوسع نطاقا من التنازل أو سحب الةكوع(‪.)4‬‬
‫‪ -‬الصاافح في التة اريع الجزائري أو وقف تنفيذ الحكم من المجني عليو في بعض الجرائم في التة اريع‬
‫المصا ا ا ا ا ا ااري من أنظمة قانون العقوبات‪ ،‬فقد ورد النص عليو وحددت أحكامو واثاره في نصا ا ا ا ا ا ااوص قانون‬

‫العقوبات سا اواء الجزائري أو المص ااري يينما التنازل عن الة ااكوع الص ااادر عن المجني عليو يعد ن ا‬
‫ظاما من‬

‫ولعل ما ييرر ذلك هو رغبة المةا اارع في عدم المسا اااس بحجية األحكام القضا ااائية التي أصا اابحت نهائية والتي اسا ااتنفذت كل‬
‫طرق الطعن العادية وغير العادية‪ ،‬جمال دريسي ‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫(‪ -)1‬تتمثل هذه الجرائم في جريمة الزنا والتي نصا ا ا اات عليها المادة ‪ 274‬من ق ع م إذ تعطي للزوج المجني عليو الحق في‬
‫الحكم الصااادر على زوجتو يرضااائو معاة ارتها كما كانت‪ ،‬وجريمة الساارقة يين األصااول والفروع واألزواج وقد نصاات‬ ‫إيقا‬
‫عليها المادة ‪ 312‬من ق ع م والتي تعطي للمجني عليو الحق في أن يوقف تنفيذ الحكم البات على الجاني الذي تربطو بو‬
‫عزقة الزوجية أو كان أصازا أو فراعا في أي وقت ةاااء‪ ،‬فز تطيق هذه المادة على غير المحكوم عليهم في جريمة الساارقة‪،‬‬
‫عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.296-295 .‬‬
‫(‪ -)2‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫(‪ -)3‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.99-98 .‬‬
‫(‪ -)4‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.57‬‬

‫‪46‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫أنظمة قانون اإلجراءات الجزائية(‪.)1‬‬


‫سادسا‪ :‬التناز عن الشكوى واألع ار المعفية‬
‫تتفق التة ا ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ا ااة على األخذ باألعذار القانونية المعفية من العقاب إذ أجاز‬
‫المةا ا ا اارع الجزائري ينص المادة ‪ 52‬من ق ع ج (‪ ،)2‬في حاالت محددة في القانون على سا ا ا ااييل الحصا ا ا اار‬
‫إعفاء المتهم من العقاب بالرغم من قيام الجريمة بخركانها والمسؤولية بةروطها(‪ ،)3‬وهو نفس مسلك المةرع‬
‫الفرنسااي الساايما بعد تعديلو لقانون العقوبات بموجب القانون رقم ‪ 2004-204‬المؤرخ في ‪ 9‬مارس ‪2004‬‬
‫بة ا ا ا ا ا اخن موائمة العدالة مع تطورات االجرام(‪ ،)4‬حيث نص في العديد من مواد قانون العقوبات على " يعفى‬
‫من العقوبة" ‪ ،)5( Exempte de peine‬وهو ما نحا إليو قانون العقوبات المصا ا ااري(‪ ،)6‬والذي ينص في مواد‬
‫مختلفة منو على نظام اإلعفاء من العقاب(‪.)7‬‬
‫واألعذار القانونية المعفية من العقاب(‪ ،)8‬هي أسااباب نص عليها القانون من ة اخنها رفع العقوبة عن‬

‫(‪ -)1‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.166‬‬


‫(‪ -)2‬المادة ‪ 52‬من أمر رقم ‪ ،156-66‬مؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ ،1966‬يتضا ا ا ا ا ا اامن قانون العقوبات‪ ،‬ج ر ج‪ :‬عدد ‪- 49‬السا ا ا ا ا ا اانة‬
‫الثالثة‪ ،-‬صادرة في ‪ 11‬جوان ‪ ،1966‬ص ‪.706‬‬
‫(‪ -)3‬المواد ‪ 303 ،205 ،179 ،92‬مكرر‪ 303 ،9‬مكرر ‪ 303 ،24‬مكرر ‪ 36‬من ق ع ج على سييل الذكر ال الحصر‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪-Loi n° 2004-204 du 9 mars 2004 portant adaptation de la justice aux évolutions de la criminalité (1), JORF‬‬
‫‪n° 0059 du 10 mars 2004, Texte n°: 1.‬‬
‫‪-‬عدل هذا القانون عنوان القس اام الثالث من الفص اال الثاني من العنوان الثالث من الكتاب األول من قانون العقوبات الفرنس ااي‬
‫المؤدية إلى تةا ا ا ا ا ا ااديد العقوبات أو تخفيفها أو اإلعفاء منها كما أدرج المادة ‪ 78-132‬ضا ا ا ا ا ا اامن قانون‬ ‫إلى‪ :‬تعريف الظرو‬
‫العقوبات الفرنسي والتي تنص على العذر المعفى من العقاب في الجزء العام من قانون العقوبات‪.‬‬
‫‪-Cette loi a modifié l'intitulé de la section 3 du chapitre II du titre III du livre Ier du code pénal en « De la définition‬‬
‫‪de certaines circonstances entraînant l'aggravation, la diminution ou l'exemption des peines » et inséré un art. 132-‬‬
‫‪78 du Code pénal qui prévoit l'excuse absolutoire dans la partie générale du Code pénal.‬‬
‫‪-Juris Pedia, Le droit partagé, Excuse absolutoire(Fr), sur le lien: https://bit.ly/3sxw29w , consulter le: 19 aout‬‬
‫‪2021, à 18: 18.‬‬
‫(‪ -)5‬المواد ‪ 2-450 ،9-442 ،1-422 ،37-434 ،3-414 ،2-414 ،1-43-222 ،2-6-222 ،3-5-221 ،78-132‬من‬
‫‪ ،‬على سييل الذكر ال الحصر‪.‬‬ ‫قع‬
‫(‪ -)6‬قانون رقم ‪ 58‬لسا ا ا ا اانة ‪ ،1937‬المؤرخ في ‪ 31‬جويلية ‪ ،1937‬بةا ا ا ا ااخن إصا ا ا ا اادار قانون العقوبات‪ ،‬نةا ا ا ا اار يجريدة الوقائع‬
‫المصرية‪ ،‬العدد ‪ ،71‬الصادرة في ‪ 5‬أوت ‪.1937‬‬
‫(‪ -)7‬المواد‪(84 :‬أ)‪ 88 ،‬مكر (ه)‪ 118 ،101 ،‬مكرر (ب)‪ 205 ،‬من ق ع م‪ ،‬على سييل الذكر ال الحصر‪.‬‬
‫(‪ -)8‬إذا كان التةريع الجزائري والمصري قد حص ار اإلعفاء من العقوبة في األعذار المعفية وحدها الميينة في القانون‪ ،‬فهناك‬
‫معينة‪ ،‬وهو ما يساامى باإلعفاء القضااائي الذي أخذ‬ ‫من التةااريعات التي تجير للقاض ااي إعفاء المتهم من العقوبة في ظرو‬
‫بو قانون العقوبات الفرنساي منذ تعديلو في ‪ 11‬جويلية ‪ ،1975‬وبمقتضاى هذا النظام لجهات الحكم إعفاء المتهم من العقوبة‬
‫بعد إثبات إذنابو‪ ،‬ويوقف المةرع الفرنسي تطييق هذا النظام الذي يعد بمثابة صفح قضائي على توفر الةروط ارتية‪:‬‬
‫‪-‬أن تكون الجريمة مخالفة أو جنحة‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الفاعل مع جواز خض ا ا ااوعو لتدايير األمن وتس ا ا اامى أيض ا ا ااا موانع العقاب(‪ ،)1‬ألنها تحول دونو‪ ،‬ومعنى أنها‬
‫قانونية ‪ ،excuses légales‬على حد تعيير المة ا اارع الجزائري هو أن القانون نفس ا ااو ييين األحوال التي توجد‬
‫حصر‪ ،‬وال يجوز القياس في تفسير النصوص المحددة لها‪ ،‬فهي إ اذا ظرو‬‫اا‬ ‫فيها الةروط االزمة لألخذ يها‬
‫قضائيا أنو ارتكب الجريمة بكل أركانها(‪.)2‬‬
‫ا‬ ‫ةخصا من العقوبة ثيت‬
‫ا‬ ‫تعفي‬
‫وعليو فنظام اإلعفاء من العقاب هو نظام يمحو المسا ا ا ا ااؤولية القانونية عن الجاني رغم ثيوت إذنابو‪،‬‬
‫ومن ثم يعفى الجاني من العقاب ليس بساايب انعدام الخطخ وانما إلعتبارات وثيقة الصاالة بالسااياسااة الجزائية‬
‫وبااالمنفعااة االجتماااعيااة‪ ،‬وهااذا مااا يميز اإلعفاااء من العقاااب عن موانع المسا ا ا ا ا ا ااؤوليااة التي تكون فيهااا اإلرادة‬
‫االجرامية للجاني منعدمة لعدم قدرتو على االدراك واالختيار‪ ،‬فز يس ا ا ا ا اخل وال يعاقب النعدام الخطخ الجزائي‬
‫كما في حالتي الجنون أو اإلكراه على ارتكاب الجريمة(‪.)3‬‬
‫واألعذار المعفية ذات صا االة وثيقة بما يصا اادر عن الجاني عقب ارتكاب الجريمة من سا االوك يس ا ا دوغ‬
‫اإلعفاء من العقاب‪.‬‬
‫يين هذين‬ ‫وعلى ضا ا ا ا ا ااوء هذا التقديم رغم ايجازه يمكن اسا ا ا ا ا ااتخزص أوجو الةا ا ا ا ا اابو وأوجو االختز‬
‫النظامين على النحو ارتي‪:‬‬
‫‪ -1‬أوجه الشبه‬
‫يتس ا اام التنازل عن الة ا ااكوع بخنو ذو طابع اس ا ااتثنائي‪ ،‬فهو يتعلق يجرائم معينة واردة في القانون على‬
‫اير ض ااياقا‪،‬‬
‫س ااييل الحص اار‪ ،‬ومن ثم ال يجوز القياس عليها‪ ،‬ويجب أن تفس اار النص ااوص الخاص ااة يها تفس ا اا‬
‫وكذلك تعد االعذار المعفية بما تؤدي إليو من إتاحة الفرصا ا ا ا ا ا ااة أمام فئة خاصا ا ا ا ا ا ااة من الجناة لإلفزت من‬
‫ابابا قانونية اس ا ا ااتثنائية الس ا ا ااتبعاد العقاب على س ا ا ااييل‬
‫ااعا أو أس ا ا ا ا‬
‫العقاب أصا ا ا ازا‪ ،‬فهي تعد بطييعتها أوض ا ا ا ا‬

‫‪-‬أن يتيين أن المتهم قد انصلح‪.‬‬


‫‪-‬أن يكون الضرر الناتج عن الجريمة قد تم تعويضو‪.‬‬
‫‪-‬أن يكون اإلضطراب الذي أحدثتو الجريمة قد توقف‪.‬‬
‫فإذا توافرت هذه الةا ا ااروط مجتمعة جاز لجهات الحكم بعد أن تتخكد من قيام الجريمة في حق المتهم‪ ،‬التص ا ا اريح في الدعوع‬
‫العمومية يإذنابو والحكم يإعفائو من العقوبة والجزاءات اليديلة لها‪ ،‬أحسا ا ا ا ا ا اان يوسا ا ا ا ا ا ااقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي العام‪،‬‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.377‬‬
‫‪exempte de‬‬ ‫(‪ -)1‬المة ا اارع الفرنس ا ااي لم يس ا ااتخدم تعيير العذر المعفى ‪ excuse absolutoire‬في قانون العقوبات يل اساا ااتخدم‬
‫‪ ،peine‬اإلعفاء من العقاب‪.‬‬
‫(‪ -)2‬محمد العايب‪ ،‬تفريد العقوبة الجزائية يين الفقو اإلسا ا ا اازمي والتة ا ا ا اريع الجزائري‪ ،‬بحث مقدم لنيل درجة دكتوراه في العلوم‬
‫اإلسزمية‪ ،‬تخصص‪ :‬ةريعة وقانون‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬كلية العلوم اإلسزمية‪ ،‬قسم الةريعة‪ ،2016-2015 ،‬ص ‪.102‬‬
‫(‪ -)3‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون العام‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.372‬‬

‫‪48‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫معينا أن يحددها القانون على سييل الحصر(‪.)1‬‬


‫التسامح‪ ،‬فهي إذن واردة على خز األصل و عليو كان ا‬
‫‪ -‬ان الحق في التنازل عن الةكوع يعتير حاقا ةخصيا للمجني عليو‪ ،‬فهو الوحيد الذي لو الحق في‬
‫اس ااتعمالو أو توكيل غيره وكالة خاص ااة في اس ااتعمالو فهو ال ينتقل إلى ورثتو من بعده(‪ ،)2‬وكذلك فإن مانع‬
‫العقاب ال يتمتع بو أة ا ا ا ا ااخاص غير الجاني الذي توافر بة ا ا ا ا ااخنو العذر المعني فقا‪ ،‬ولكن هذا ال يعني أن‬
‫يقتصر اإلعفاء من الجريمة الواحدة على متهم واحد‪ ،‬وانما يجوز أن يتعدد المستفيدون منو مادام كل متهم‬
‫قد استوفى ةروطو(‪.)3‬‬
‫‪ -‬التنازل عن الةا ا ا ااكوع ذو أثر وجوبي أو ملزم لتعلقو بالنظام العام فبمجرد تنازل المجني عليو عن‬
‫ةااكواه على النحو الذي رساامو القانون‪ ،‬فإنو ينتج أثره في انقضاااء الدعوع العمومية‪ ،‬دون توقف على إرادة‬
‫المتهم أو النيابة العامة أو حتى القاضي‪ ،‬وكذلك الحال في حالة توافر مانع العقاب(‪.)4‬‬
‫‪ -‬التنازل عن الةكوع واألعذار المعفية يرتبان نفس األثر وهو عدم توقيع العقاب على الجاني‪.‬‬
‫‪ -‬يتفق غاليية الفقو على أنو يترتب على التنازل عن الةكوع وعلى ثيوت العذر المعفى من العقاب‬
‫الحكم بااانقض ا ا ا ا ا ا اااء الاادعوع العموميااة أو االعفاااء من العقوبااة وليس باااليراءة‪ ،‬خزاف اا لمااا ذهااب إليااو بعض‬
‫الفقهاء(‪ ،)5‬وهذا الحكم محل اتفاق يين التةا اريعات المقارنة محل الد ارس ااة ينص المواد‪ 6:‬من ق إ ج ج‪6 ،‬‬
‫‪ 10 ،‬من ق إ ج م‪ ،‬التي نصت صراحة على‪" :‬تنقضي الدعوع العمومية"‪ ،‬كما نصت مواد‬ ‫من ق إ ج‬
‫اإلعفاء من العقاب على‪ ":‬يعفي من العقوبة"‪.‬‬
‫‪ -‬ان التنازل عن الةا ا ا ا ااكوع وموانع العقاب يتفقان من حيث أن المةا ا ا ا اارع قد اثر عدم عقاب الجاني‬
‫لتحقيق مص ا االحة أو قيمة أسا ا ارية أو اجتماعية أولى بالرعاية من مجرد المص ا االحة العامة في توقيع العقاب‬
‫تحقياقا ألغراض السياسة الجزائية‪ ،‬فهما يذلك يتقاطعان في علة إقرارهما(‪.)6‬‬
‫‪ -‬ان التنازل يإعتباره حق متولد عن الحق في تقديم الةكوع‪ ،‬فإن مجال إعمالو ال يتصور عقزا إال‬
‫بعاد ارتكااب الجريماة وكاذلاك فاإن مجاال إعماال األثر القاانوني لماانع العقااب‪ ،‬وهو عادم توقيع العقوباة عن‬
‫الجريمة‪ ،‬ال يكون إال بعد وقوع هذه األخيرة ونةوء حق الدولة في العقاب(‪.)7‬‬
‫‪ -‬األص ا اال أن التنازل عن الة ا ااكوع واألعذار المعفية من العقاب ال تخثير لهما على الحقوق المدنية‬

‫(‪ -)1‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.169‬‬


‫نظر لطييعتها الخاصا ا ا ااة‪ ،‬فلكل واحد من أوالد الزوج الةا ا ا اااكي من الزوج المةا ا ا ااكو منو أن يتنازل عن الةا ا ا ااكوع‬
‫(‪ -)2‬إال في دعوع الزنا اا‬
‫وتنقضي يذلك الدعوع العمومية طباقا لنص الفقرة األخيرة من نص المادة ‪ 10‬من ق إ ج م‪.‬‬
‫(‪ -)3‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.300-299 .‬‬
‫(‪ -)4‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.170‬‬
‫(‪ -)5‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي العام‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.376‬‬
‫(‪ -)6‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.299‬‬
‫(‪ -)7‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص‪.171‬‬

‫‪49‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ذلك‪.‬‬ ‫للمتضرر من الجريمة ما لم يقضي القانون يخز‬


‫‪ -2‬أوجه االختالف‬
‫رغم وجود جوانب اتفاق يين التنازل عن الة ا ااكوع واألعذار المعفية من العقاب‪ ،‬إال أن ذلك ال يعني‬
‫يلوغ حد التطايق فهما مختلفان من عدة أوجو تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬التنازل عن الةاكوع ال يكون إال في الجنح التي رأع المةارع تعلقها بمصالحة المجني عليو مباةارة‬
‫أو بس ا اامعتو أو س ا اامعة أسا ا ارتو‪ ،‬أو بمالو أو بعرض ا ااو فهو في هذه الجرائم أقدر من النيابة العامة في تقدير‬
‫مزئمة االسا ا ا ا ا ا ااتمرار في إجراءات الدعوع العمومية من عدمو‪ ،‬فالحق المعتدع عليو في هذه الجرائم أي‬

‫جرائم الة ا ا ااكوع حقا خا ا‬


‫صا ا ا اا بالمجني عليو‪ ،‬وعلى العكس من ذلك نجد موانع العقاب تطيق بص ا ا اادد جرائم‬
‫نص عليها المةرع العقايي ومنها ما يعد جناية‪ ،‬ومنها ما يعد جنحة(‪.)1‬‬
‫‪ -‬التنازل عن الةكوع من أنظمة قانون اإلجراءات الجزائية فهو ذو طييعة إجرائية ويعتير قيد إجرائي‬
‫على حرية النيابة العامة في اسا ا ا ااتعمالها للدعوع العمومية وص ا ا ا اوالا الى منتهاها في إنزال العقوبة بالجاني‪،‬‬
‫وعلى العكس من ذلااك ف اإن موانع العقاااب من أنظمااة قااانون العقوبااات فهي ذات طييعااة موضا ا ا ا ا ا ااوعيااة ال‬
‫تستخلص إال بعد فحص موضوع الدعوع العمومية مع توافر الوقائع التي يقوم عليها مانع العقاب(‪.)2‬‬
‫‪ -‬التنازل عن الةا ا ااكوع بالنسا ا اابة ألحد المتهمين يعد تنازالا بالنسا ا اابة لباقي المتهمين في حين أن مانع‬
‫العقاب ال يستفيد منو سوع الجاني الذي توافر بحقو هذا العذر المعفى من العقاب(‪.)3‬‬
‫صا ا اا من أس ا ااباب انقض ا اااء الدعوع العمومية باتفاق التةا ا اريعات المقارنة محل‬
‫ايبا خا ا‬
‫‪ -‬يعد التنازل س ا ا ا‬
‫الد ارس ااة‪ ،‬فص اادور التنازل من المجني عليو وفقا لألوض اااع القانونية المقررة يترتب عليو أثره القانوني‪ ،‬وهو‬
‫انقض ا ا اااء الدعوع العمومية يهذا التنازل في أي مرحلة كانت عليها الدعوع ما لم يص ا ا اادر حكم بات‪ ،‬وعلى‬
‫العكس من ذلك نجد أن مانع العقاب ليس لو تخثير على إجراءات الدعوي العمومية والوصا ا ا ا ا ا ااول يها إلى‬
‫غايتها في إنزال العقاب بالجاني‪ ،‬كل ما هنالك أن من توافر بو مانع العقاب بعد تحقق المحكمة من ذلك‬
‫فإنها تقضي في الدعوي العمومية باإلعفاء من العقاب دون تخثير علي إجراءات الدعوي العمومية(‪.)4‬‬
‫و مما تقدم يتضااح لنا أن نظام التنازل عن الةااكوع يإعتباره حق للمجني عليو وأحد أسااباب إنقضاااء‬
‫الدعوع العمومية يل وبديل عنها‪ ،‬هو نظام قائم يذاتو لو أهميتو اإلجرائية التي تقوم علي أسا ا ا ااس مسا ا ا ااتمدة‬
‫السا ااياسا ااة الجزائية الحديثة الرامية‬ ‫من اعتبارات المنفعة األس ا ارية ومن ثم االجتماعية‪ ،‬كما أنو يحقق أهدا‬
‫إلى كفالة حقوق ضحايا الجريمة‪.‬‬

‫(‪ -)1‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.300‬‬
‫(‪ -)2‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.172‬‬
‫(‪ -)3‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.300‬‬
‫(‪ -)4‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.171‬‬

‫‪50‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المطلب الثان ‪ :‬الطبيعة القانونية للتناز عن الشكوى‬


‫تقدم فيما سيق تناولو أن التنازل عن الةكوع يعر بخنو تصر قانوني إجرائي يصدر عن المجني‬
‫عليو يعير فيو عن إرادتو في وقف األثر القانوني لة ا ا ا ا ا ااكواه‪ ،‬وهو وقف الس ا ا ا ا ا ااير في إجراءات الدعوي التي‬
‫حركها‪ ،‬وهو الوجو المقايل للةكوع‪ ،‬لهذا يتضح أن جوهر التنازل هو التعيير عن اإلرادة إذ فيو يتم إ سقاط‬
‫الحق يإرادة ص ا ا اااحبو(‪ ،)1‬ومن ثم يكون التنازل عن الة ا ا ااكوع ذو طييعة إرادية(‪ ،)2‬كما تختلف هذه الطييعة‬
‫بالنظر إلى ص ا ا ا اااحب الحق فيو وهو المجني عليو إذ أن حقو في التنازل يمثل حاقا ة ا ا ا ااخص ا ا ا ا اايا لو ومن ثم‬
‫اعتير ذا طييعة ة ا ا ااخص ا ا ااية‪ ،‬باإلض ا ا ااافة إلى أنو إذا نظرنا إلى األثر الذي يرتبو التنازل عن الة ا ا ااكوع وهو‬
‫إنقضاء الدعوع العمومية فإنو يمثل حاقا ذا طييعة إجرائية(‪.)3‬‬
‫وعلى ضوء ما تقدم سنتطرق إلى ييان وتحديد طييعة الحق في التنازل عن الةكوع في ثزثة فروع‪:‬‬
‫‪ -‬الفرع األول‪ :‬التنازل عن الةكوع ذو طييعة إرادية‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪ -‬الفرع الثاني‪ :‬التنازل عن الةكوع يين الطييعة الموضوعية والطييعة اإلجرائية‪.‬‬
‫‪ -‬الفرع الثالث الطييعة الةخصية للتنازل عن الةكوع‪.‬‬
‫الفرع األو ‪ :‬التناز عن الشكوى و طبيعة إرادية‬
‫حتما س اايق تقديم المجني عليو لة ااكوع ض ااد المة ااكو منو بقص ااد رفع القيد اإلجرائي‬
‫يفترض التنازل ا‬
‫الذي يحول دون تحريك النيابة العامة للدعوع العمومية‪ ،‬وبتقديم هذه الةا ااكوع تسا ااترد النيابة العامة حريتها‬
‫في تقدير ما إذا كانت تقتض ااي تحريك الدعوع العمومية أم ال وفقا للقاعدة العامة المزئمة(‪ ،)4‬عن الجريمة‬

‫(‪ -)1‬أمجد سليم الكردي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.147‬‬


‫(‪ -)2‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫(‪ -)3‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.312-311 .‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪- " A la suite du dépôt d'une plainte préalable, le ministère public demeure libre d'apprécier l'opportunité‬‬
‫‪d'engager ou non les poursuites, conformément à la règle générale ", Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-‬‬
‫‪Cousquer, Op-Cit, p 771.‬‬
‫للنيابة العامة بالسااالطة التقديرية في تقدير توجيو االتهام‬ ‫‪-‬نظام مزئمة تحريك الدعوع العمومية واس ااتعمالها‪ ،‬يعني االعت ار‬
‫أو حفظو‪ ،‬فيكون لها أن تمتنع عن توجيهو على الرغم من توافر جميع أركان الجريمة ونةا ا ا ا ااوء المسا ا ا ا ااؤولية عنها وانتفاء أية‬
‫عقبة إجرائية تحول دون تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬ويعني هذا النظام في ة ا ا ا ااقو المتعلق باس ا ا ا ااتعمال الدعوع أن يكون للنيابة‬
‫العامة‪-‬بعد أن حركت الدعوع‪-‬أن تنهيها في أية حالة كانت عليها‪ ،‬بخن تسااحيها من حوزة القضاااء الذي ينظر فيها إذا قدرت‬
‫أن مصا ا االحة المجتمع تقتضا ا ااي ذلك‪ ،‬ويقايل هذا النظام‪ ،‬نظام حتمية تحريك الدعوع العمومية واسا ا ااتعمالها‪ ،‬والذي يعني في‬
‫ة ا ا ااقو الخاص يتحريك الدعوع أنو إذا ارتكيت جريمة وثيت للنيابة العامة توافر جميع أركانها ونة ا ا ااوء المس ا ا ااؤولية عنها على‬
‫عاتق ة ااخص معين وانتفاء جميع العقبات اإلجرائية التي تحول دون تحريك الدعوع ض ااده‪ ،‬فإنها تلتزم يإحالتها إلى القض اااء‬
‫المختص وقد أخذ المة ا ا ا اارع األلماني يهذا النظام ينص المادة ‪ 152‬من ق إ ج‪ ،‬أما في الة ا ا ا ااق المتعلق باس ا ا ا ااتعمال الدعوع‬
‫العمومية‪ ،‬فإنو إذا أحالت النيابة الدعوع إلى القضا ا ا ا ا ا اااء المختص امتنع عليها أن تخرجها بعد ذلك من حوزتو‪ ،‬وتتفق خطة‬
‫معا‪ ،‬فقد ميزت يين مرحلتين للدعوع‪ :‬تحريكها واس ا ا ا ااتعمالها حيث‬
‫القوانين المقارنة محل الد ارسا ا ا ا اة من حيث تيني النظامين ا‬

‫‪51‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫إرادة المجني عليو‬ ‫المقدم عنها الةااكوع‪ ،‬والتنازل باعتباره حاقا مقابزا للةااكوع‪ ،‬ومتولد عنو‪ ،‬مؤداه انصا ار‬
‫إلى وقف األثر القانوني لةكواه‪ ،‬فهو تصر قانوني إرادي من المجني عليو(‪.)1‬‬
‫وتعر اإلرادة بخنها نةا اااط نفسا ااي يتجو إلى تحقيق غرض عن طريق وسا اايلة معينة‪ ،‬فاإل اردة ظاهرة‬
‫نفس ا ااية‪ ،‬وهي محرك ألنواع من الس ا االوك ذات طييعة مادية تحدث في العالم الخارجي من ارثار المادية ما‬
‫علما‬
‫ية ا ا اابع بو اإلنس ا ا ااان حاجاتو المتعددة‪ ،‬وباعتبارها نة ا ا اااط نفس ا ا ااي يص ا ا اادر عن وعي وادراك‪ ،‬فيفترض ا‬
‫وبالوسيلة التي يستعان يها ليلوغ هذا الغرض(‪.)2‬‬ ‫بالغرض المستهد‬
‫والغرض هو الهااد القريااب الااذي تتجااو إليااو اإلرادة‪ ،‬ولكن لإلرادة هااداف اا أبعااد من ذلااك يعير عنااو‬
‫"بالغاية"‪ ،‬ويتمثل في يلوغها إة ااباع حاجة معينة‪ ،‬ومن ثم كان االختز يين الغرض والغاية في أن األول‬
‫قريب لإلرادة في حين أن الثانية هدفها األخير(‪.)3‬‬ ‫هد‬
‫وبإسااقاط هذا التعريف على التنازل عن الةااكوع يتضااح بما ال يدع مجاالا للةااك بخن هذا األخير من‬
‫طييعة إرادية محضا ااة ذلك أن المجني عليو يتجو إلى تحقيق غرض معين وهو وضا ااع حد لآلثار المترتبة‬
‫جما يذلك القوة‬ ‫على تقديمو للةا ااكوع‪ ،‬بعدولو عنها‪ ،‬مسا ا ا‬
‫اتعينا في ذلك يوسا اايلة معينة هي إجراء التنازل‪ ،‬متر ا‬
‫النفسية الكامنة إلى تصر قانوني مفاده التنازل عن الةكوع‪.‬‬
‫جدير بالذكر أن اإلرادة تختلف عن الرغبة(‪ ،)4‬هذه األخيرة التي تعد حالة نفس ااية س اااكنة ال يتجو يها‬

‫تينت ميدأ المزئمة ‪ Le principe de l'opportunité‬بالنسبة لتحريكها‪ ،‬فيما أقرت ميدأ الحتمية بالنسبة الستعمالها‪ ،‬فإذا كانت‬
‫النيابة العامة لم تحرك الدعوع العمومية بعد فلها السا ا ا ا ا ا االطة التقديرية في تحريكها أو عدم تحريكها‪ ،‬أما إذا كانت قد حركتها‬
‫فز يجوز لها إنهاؤها أو سا ا ا ااحيها من حوزة القضا ا ا اااء‪ ،‬كما أن سا ا ا االطتها في تحريك الدعوع العمومية ليسا ا ا اات مطلقة‪ ،‬فقيدها‬
‫‪le pouvoir du‬‬ ‫المةا اارع بةا ااخن بعض الجرائم التي تسا ااتلزم تقديم ةا ااكوع أو طلب أو إذن‪ ،‬كما أن سا االطتها ليسا اات حص ا ارية‬
‫‪ ،procureur de la république n’est pas exclusif‬فالضحية لها الحق في رفع الدعوع العمومية عن طريق االدعاء المدني‪،‬‬
‫‪ IBID ,p788et suivants‬محمود نجيب حسااني فوزية عيد السااتار‪ ،‬المرجع السااايق‪ ،‬ص ‪ 121‬وما بعدها‪،‬منى محمد مراجع‬
‫محمود‪ ،‬المزئمة في تحريك الدعوع الجنائية‪،‬دار النهضة العربية للنةر والتوزيع‪،‬القاهرة‪،‬مصر‪،2019،‬ص ‪ 32‬و ما بعدها‪.‬‬
‫(‪ -)1‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.200‬‬
‫(‪ -)2‬محمود نجيب حسااني‪ ،‬ةاارئ قانون العقوبات‪ :‬القساام العام النظرية العامة للجريمة‪ ،‬دار النهضااة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصاار‪،‬‬
‫‪ ،1962‬ص ‪.782‬‬
‫(‪ -)3‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.729-728‬‬
‫(‪ -)4‬اإلرادة الكامنة في النفس هي عمل نفسا ا ا ا ااي ينعقد بو العزم على ةا ا ا ا اايء معين‪ ،‬ويقرر علماء النفس أن اإلرادة يسا ا ا ا اابقها‬
‫عمزن تحضاايريان ويليها عمل تنفيذي‪ ،‬فخول مرحلة هي اتجاه الفكر إلى أمر معين‪ ،‬وهذا هو اإلدراك ‪ ،Conception‬ثم يلي‬
‫ذلك مرحلة التديير ‪ délibération‬فيزن الةا ا ا ااخص األمر ويديره‪ ،‬ثم تختي المرحلة الثالثة وهي إمضا ا ا اااء العزيمة في هذا األمر‬
‫واليت فيو‪ ،‬وهذه هي اإلرادة ‪ ، Volition‬فإذا انعقدت لم يبقي بعد ذلك إال مرحلة رابعة وهي مرحلة التنفيذ ‪ ،exécution‬وهذه‬
‫المرحلة األخيرة هي عم ل خارجي‪ ،‬أما المراحل الثزث األولى فهي مراحل داخلية نفس ا ا ا ا ا ااية‪ :‬اثنتان منها ترجعان إلى التفكير‬
‫والثالثة هي اإلرادة المقص ا ا ا ا ااودة‪ ،‬ويميز علماء النفس هذه المراحل بعض ا ا ا ا ااها عن بعض حتى ال تختلا اإلرادة بالرغبة‪ ،‬وهي‬

‫‪52‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫صاحيها إلى الغير‪ ،‬على عكس اإلرادة التي يعير يها الةخص عن رغيتو الداخلية بصورة ديناميكية عبارة‬
‫أمينا‬
‫عن تصر قانوني‪ ،‬ويعد هذا التصر القانوني الصادر عن المجني عليو‪ -‬في صورة تنازل‪ -‬ملجخا ا‬
‫إلرادتو‪ ،‬تسود فيو هذه اإلرادة‪ ،‬وتنظم المصالح والغايات التي قصدتها هذه اإلرادة‪ ،‬وال يستطيع أحد‪-‬خز‬
‫المجني عليو‪ -‬أن يتدخل فيها مالم تسمح هذه اإلرادة يذلك‪ ،‬فإذا صدرت عن هذا األخير في صورة عدول‬
‫عن ةا ا ا ا ا ا ااكواه‪ ،‬تولااد األثر المترتااب على ذلااك‪ ،‬وعلى المجتمع أن يحترم هااذه اإلرادة‪ ،‬وأن يحميهااا‪ ،‬ألنهااا‬
‫مةا ا ا ااروعة‪ ،‬فالتصا ا ا اار القانوني هو جوهر اإلرادة الباطنة‪ ،‬ال يتكون وال يوجد إال يوجودها‪ ،‬فإذا ما تخلفت‬
‫هذه اإلرادة أو أص ا ا ااايها عيب من توهم خاط بس ا ا اايب حيل خارجية‪ ،‬أو لض ا ا ااغا ة ا ا ااخص اخر‪ ،‬كان هذا‬
‫التصر القانوني الصادر عن المجني عليو باطزا‪ ،‬فز يتم تحديد مضمون التصر القانوني الصادر من‬
‫على ما قص ا اادت إليو‪ ،‬وال تس ا ااتطيع س ا االطة التحقيق أو‬ ‫المجني عليو إال بالرجوع إلى هذه اإلرادة‪ ،‬والوقو‬
‫القاضي أن تتدخل في مضمون هذا التصر باإلضافة أو الحذ (‪.)1‬‬
‫ولما كان جوهر التنازل عن الةا ا ا ا ا ا ااكوع أنو تعيير عن إرادة(‪ ،)2‬أي أنو تصا ا ا ا ا ا اار إرادي‪ ،‬فلكي يتم‬
‫منتجا رثاره القانونية في انقضا ا ا اااء الدعوع العمومية ينبغي أن تنصا ا ا اار إرادة المجني عليو في‬
‫احيحا ا‬
‫صا ا ا ا ا‬
‫عدولو عن الةا ااكوع التي قدمها على سا ااييل الجزم والقطع‪ ،‬ويةا ااترط بعض الفقهاء أيضا ااا أن يكون التنازل‬
‫باتاا وغير معلق على ةاارط(‪ ،)3‬ألن المجني عليو يكون يين أمرين إما أن يرغب في االسااتمرار في مباة ارة‬
‫إجراءات الادعوع أو يبغي التناازل عنهاا‪ ،‬فاإن كاان أرياو أن يتناازل بةا ا ا ا ا ا اارط معين‪ ،‬فعلياو أن يترياث تحقق‬
‫الةرط من عدمو‪ ،‬فإن توافر يقدم تنازل بات‪ ،‬فإن هو علقو على الةرط بطل هذا التنازل‪ ،‬ويذهب رأي إلى‬

‫ةاايء سااايق وال تلبس بالتنفيذ‪ ،‬وهو ةاايء الحق وهذا التمييز دقيق‪ ،‬إذ يصااعب القول بخن العمل النفسااي وهو بطييعتو معقد‬
‫تمييز فيو كل هذا الوضوئ‪ ،‬ومن الصعب الجزم بخن االنسان ال يدخل في مرحلة‬
‫يمر على مراحل متميزة بعضها عن بعض اا‬
‫التدير إال بعد أن يتم مرحلة االدراك‪ ،‬فإن االدراك والتدير ينفعل أحدهما مع ارخر فيتفاعزن كقطرة تسقا في مجرع فتمتزج‬

‫بالماء‪ ،‬تؤثر فيو وتتخثر منو‪ ،‬ثم إن مرحلة التدير ال يزن فيها اإلنسا ا ا ااان األمر على هذا النحو المادي‪ ،‬فيسا ا ا ااتخلص أسا ا ا ا ا‬
‫ابابا‬
‫وضوحا‪ ،‬فإذا ما انتهينا إلى مرحلة اإلرادة خيل‬
‫ا‬ ‫لإلقدام على العمل وأخرع لإلحجام عنو‪ ،‬فإن العمل النفسي أكثر ا‬
‫تعقيدا وأقل‬
‫لمن يتتبع التحليل المتقدم أن هناك قوة نفسا ا ا ااية مسا ا ا ااتقلة غير قوة اإلدراك وقوة التدير هي التي تتولى اليت في األمر وتكون‬
‫حكما ال تعقيب على حكمو‪ ،‬مع أن اإلرادة ليس اات إال ما ينتهي إليو اإلدراك والتدير فهي ليس اات مس ااتقلة عنهما‪ ،‬وماهي إال‬ ‫ا‬
‫امتداد طييعي لما أودع في اإلنسا ا ااان من تفكير وتمييز وتبصا ا اار‪ ،‬عيد الرزاق أحمد السا ا اانهوري‪ ،‬الوسا ا اايا في ةا ا اارئ القانون‬
‫المدني‪ ،‬الجزء األول‪ :‬نظرية االلتزام يوجو عام‪-‬مصادر االلتزام‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬ييروت‪ ،‬لينان‪ ،1952 ،‬ص ص‪.‬‬
‫‪.175-174‬‬
‫(‪ -)1‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.201-200‬‬
‫(‪ -)2‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫(‪ -)3‬عيد القادر قائد س ا ااعيد المجيدي‪ ،‬ة ا ااكوع المجني عليو كقيد من قيود تحريك الدعوع الجزائية‪ :‬د ارس ا ااة مقارنة‪ ،‬مؤسا ا اس ا ااة‬
‫حورس الدولية للنةر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2015 ،‬ص ‪.206‬‬

‫‪53‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫العكس والقول بصحة التنازل وبطزن الةرط(‪ ،)1‬أخ اذا بقاعدة األصلح للمتهم‪ ،‬إال أن الرأي السائد في الفقو‬
‫يميل إلى القول بخن قاعدة األصا االح للمتهم ليس هنا مجال تطييقها وأن العيرة يرغبة المتنازل ومن ثم يكون‬
‫التنازل المعلق على ةاارط لم يتحقق بعد غير مقيول أص ازا‪ ،‬أما التنازل المعلق على ةاارط قد تحقق بالفعل‬
‫فيعااد دائ ام اا منت اج اا ألثره القااانوني‪ ،‬ألن الةا ا ا ا ا ا اارط في هااذه الحااالااة يعتير كااخن ال وجود لااو‪ ،‬وتنص بعض‬
‫التةا اريعات كالتةا اريع اإليطالي صا اراحة على أن التنازل المعلق على ة اارط ال ينتج أثره دون ما تفرقة يين‬
‫تحقق الةا ا ا اارط أو عدم تحققو(‪ ،)2‬كما تنص المادة ‪ 1-53‬من قانون العقوبات األردني على‪ " :‬الصا ا ا اافح ال‬
‫ينقض‪ ،‬وال يعلق على ةا ا ا ا ا ا اارط "(‪ ،)3‬وهو ذات نص المادة ‪ 2-157‬من قانون العقوبات السا ا ا ا ا ا ااوري(‪ ،)4‬أما‬
‫التةا ا اريعات المقارنة محل الد ارس ا ااة فلم تتض ا اامن مثل هذا النص‪ ،‬وعليو يص ا ااح قيول التنازل المة ا ااروط إذا‬
‫تحقق هذا الةا اارط فعزا ألن العيرة هي يإرادة المجني عليو‪ ،‬إذ أن القول بعدم صا ااحة التنازل المةا ااروط فيو‬
‫تحكم ال ميرر لو‪ ،‬وفيو تعارض مع هذا الحق القانوني الممنوئ للمجني عليو‪ ،‬ةريطة عدم تعارض ةروط‬
‫المجني عليو مع أحكام ونصوص القانون(‪.)5‬‬
‫وأحكام التنازل عن الة ااكوع تتعلق بالنظام العام‪ ،‬فالتنازل يحدث أثره في انقض اااء الدعوع العمومية‪،‬‬
‫(‪)6‬‬
‫ذلك أن التنازل إسا ااقاط الحق يإرادة صا اااحبو المنفردة‪ ،‬فهو تصا اار‬ ‫ولو قيل المتهم السا ااير في إجراءاتها‬
‫من جانب واحد دون توقف على إرادة المتهم‪ ،‬فقيول التنازل ليس ةا ا اار ا‬
‫طا لصا ا ااحتو وال لنفاذه‪ ،‬ولهذا ال يعتد‬
‫باعتراض المتهم عليو وال يإصا ا ارره على االس ااتمرار في نظر الدعوع رجاء أن يفص اال في موض ااوعها بحكم‬
‫يثيت يراءتو يدال من الحكم بانقض ا ا ا اااء الدعوع العمومية للتنازل عن الة ا ا ا ااكوع(‪ ،)7‬ويس ا ا ا ااير على هذا النهج‬
‫أغلب الفقو في مصر وفرنسا(‪.)8‬‬
‫ولم تة ا ااترط أغلب التةا ا اريعات قيول المتهم للتنازل الص ا ااادر عن المجني عليو لكي ينتج هذا التنازل‬

‫(‪ -)1‬حسن صادق المرصفاوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.101‬‬


‫عييد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.84‬‬ ‫(‪ -)2‬رءو‬
‫(‪ -)3‬المادة ‪ 53‬من قانون رقم ‪ 16‬لسا ا ا ا ا ا اانة ‪ ،1960‬المؤرخ في ‪ 10‬أفريل ‪ ،1960‬يتضا ا ا ا ا ا اامن قانون العقوبات األردني‪ ،‬ج ر‬
‫أردنية‪ ،‬رقم ‪ ،1487‬صااادرة يتاريخ ‪ 11‬ماي ‪ ،1960‬ص ‪ ،374‬معدلة بالمادة ‪ 17‬من قانون رقم ‪ 8‬لساانة ‪ ،2011‬مؤرخ في‬
‫‪ 29‬مارس ‪ ،2011‬معدل لقانون العقوبات‪ ،‬نةر في الجريدة الرسمية األردنية ‪ ،‬رقم ‪ ،5090‬مؤرخة في ‪ 6‬ماي ‪ ،2011‬ص‬
‫‪.1762‬‬
‫(‪ -)4‬المادة ‪ 157‬من مرسوم تةريعي رقم ‪ ،148‬مؤرخ في ‪ 22‬جوان ‪ ،1949‬متضمن قانون العقوبات السوري‪.‬‬
‫(‪ -)5‬عيااد القااادر قااائااد سا ا ا ا ا ا ااعيااد المجياادي‪ ،‬ةا ا ا ا ا ا ااكوع المجني عليااو كقيااد من قيود تحريااك الاادعوع الجزائيااة في القااانون اليمني‬
‫والجزائري‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫(‪ -)6‬امال عيد الرحيم عثمان ‪ ،‬ةرئ قانون االجراءات الجنائية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫(‪ -)7‬عوض محمد عوض‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫(‪ -)8‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.201-200‬‬

‫‪54‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫أثره‪ ،‬على غرار التة ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ااة‪ ،‬إال أن هناك فئة قليلة من التة ا اريعات اةا ااترطت قيول‬
‫المتهم للتنازل الصادر من المجني عليو مثل القانون اإليطالي ينص المادة ‪ 155‬عقوبات‪ ،‬والقانون التركي‬
‫ينص المادة ‪ 3-99‬عقوبات‪ ،‬ويؤيد هذا االتجاه األخير جانب من الفقو‪ ،‬يؤسا ا ا ا ا ا ااس رأيو على أنو وان كان‬
‫صحيح أن المةرع قرر حق التنازل للمجني عليو مراعاة منو لمصلحة هذا األخير‪ ،‬إال أنو يجب أن نضع‬
‫بعين االعتبار مص ا االحة المتهم التي قد تكون أولى بالرعاية واالهتمام خاص ا ااة وأن ة ا ااكوع المجني عليو قد‬
‫تكون كيدية‪ ،‬فمن مص ا ا االحة المتهم الس ا ا ااير في إجراءات الدعوع لكي يثيت يراءتو‪ ،‬ألنو ليس في إقرار هذا‬
‫الحق أي مس ا ا ا اااس بحق المجني عليو‪ ،‬الس ا ا ا اايما إذا علمنا أن المتهم لن يعترض على التنازل إال إذا كانت‬
‫الةا ااكوع كيدية بالفعل وأنو لم يرتكب الجرم المقدم عنو الةا ااكوع‪ ،‬أما إذا كانت الةا ااكوع حقيقية وخالية من‬
‫الكيدية فلن يقدم المتهم االعتراض على التنازل(‪.)1‬‬
‫مجمل القول‪ ...‬لما كان التنازل عن الة ا ا ااكوع تص ا ا اار قانوني متولد عن الحق في الة ا ا ااكوع‪ ،‬ولما‬
‫كانت هذه األخيرة تص ا اار إرادي اختياري يخض ا ااع لإلرادة المنفردة لص ا اااحب الحق فيها وهو المجني عليو‬
‫دون سا ا اواه‪ ،‬فإن التنازل هو ارخر تص ا اار قانوني من طييعة إرادية غير رض ا ااائية بالنس ا اابة للجاني حيث‬
‫يعير بو المجني عليو عن إرادتو في انقض ا ا ا ا اااء األثر القانوني لة ا ا ا ا ااكواه‪ ،‬يترتب على هذه اإلرادة انقض ا ا ا ا اااء‬
‫الدعوع العمومية دون توقف ذلك على موافقة إرادة أخرع‪ ،‬ةا ا ا ا اريطة أن تص ا ا ا اادر هذه اإلرادة خالية من أي‬
‫عيب من عيوب اإلرادة‪.‬‬
‫الفرع الثان ‪ :‬التناز عن الشكوى بين الطبيعة الموضوعية والطبيعة اإلجرائية‬
‫لقد تنازع الفقو الجنائي بةا ا ا ااخن تحديد الطييعة القانونية لقيود تحريك الدعوع العمومية التي فرضا ا ا ااها‬
‫المةا ا ا ا ا اارع على حرية النيابة العامة في تحريك الدعوع العمومية بةا ا ا ا ا ااخن طائفة معينة من الجرائم‪ ،‬فيما إذا‬
‫كانت ذات طييعة موضوعية‪ ،‬أم ذات طييعة إجرائية(‪.)2‬‬
‫ومن استعراض التةريعات المقارنة ومنها التةريع الجزائري ونظيريو الفرنسي والمصري والتي نصت‬
‫على حق المجني عليو في الة ا ا ا ا ا ااكوع واتفاقها من حيث الميدأ أن هذا الحق يعد ا‬
‫قيدا على س ا ا ا ا ا االطة النيابة‬
‫العااامااة في تحريااك الاادعوع العموميااة(‪ ،)3‬يظهر أن نصا ا ا ا ا ا ااوص هااذا القيااد موزعااة يين قااانوني العقوبااات‬
‫واإلجراءات الجزائية‪ ،‬بحيث يتضا ا ا ا ا ا اامن األول الحاالت التي يتقرر فيها هذا الحق‪ ،‬يينما يسا ا ا ا ا ا ااتخثر الثاني‬
‫باألحكام التي يخضااع لها‪ ،‬وقد أسااهم ذلك إلى حد كيير في طمس معالم هذا الحق‪ ،‬ومن ثم تحديد طييعتو‬

‫(‪ -)1‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.103-102‬‬


‫(‪ -)2‬حسام محمد سامي جاير‪ ،‬السلطة المختصة يتحريك الدعوع الجنائية‪ ،‬دار الكتب القانونية‪:‬دار ةتات للنةر واليرمجيات‬
‫‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2011 ،‬ص‪.71‬‬
‫نموذجا) ‪:‬دراسة تخصيلية تحليلية مقارنة‪،‬‬
‫ا‬ ‫(‪ -)3‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬اتجاه جديد نحو خوصصة الدعوع العمومية(حالة الةكوع‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.397‬‬

‫‪55‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ائيا لوروده في قانون‬


‫نظاما إجر ا‬ ‫اوعيا لوروده في قانون العقوبات‪ ،‬أم هو ا‬ ‫نظاما موضا ا ا ا‬
‫القانونية‪ ،‬وما إذا كان ا‬
‫اإلجراءات الجزائية‪ ،‬أم هو خليا يينهما ‪ ،‬فلم تقطع التةا ا ا ا ا اريعات المقارنة محل الد ارس ا ا ا ا ااة في أمر الطييعة‬
‫القانونية لقيود تحريك الدعوع العمومية عامة والةكوع خاصة(‪.)1‬‬
‫ولكي نتمكن من تحديد الطييعة القانونية للحق في التنازل عن الةا ا ا ا ا ا ااكوع‪ ،‬يتعين البحث في طييعة‬
‫الحق في الة ا ااكوع ذاتو‪ ،‬فيما إذا كان ذا طييعة موض ا ااوعية أم إجرائية‪ ،‬باعتبار أن الحق في التنازل مقايل‬
‫لها ومتولد عنها‪.‬‬
‫فيترتب على تحديد الطييعة القانونية للحق في الة ا ا ا ا ااكوع وما إذا كانت ذات طييعة موض ا ا ا ا ااوعية أو‬
‫إجرائية تحديد المبادئ واألحكام التي تخض ا ا ا ااع لها‪ ،‬فامتناع القياس يس ا ا ا ااري على قواعد التجريم والعقاب وال‬
‫يس ا ا ااري على القواعد اإلجرائية‪ ،‬وقاعدة افتراض العلم بالقانون تطيق على القواعد الموض ا ا ااوعية دون القواعد‬
‫اإلجرائية‪ ،‬وأهم هذه األحكام تلك المتعلقة بسا اريان القانون من حيث الزمان‪ ،‬فالمبادئ الخاص ااة بعدم رجعية‬
‫النص ا ا ااوص وسا ا ا اريان القانون األص ا ا االح للمتهم على الماض ا ا ااي تطيق على نص ا ا ااوص التجريم والعقاب دون‬
‫نص ااوص اإلجراءات والتي ال تس ااري بخثر رجعي فز يكون لها س االطان على اإلجراءات التي تمت في ظل‬
‫احيحا وفقا للقانون الذي‬
‫دوما بالقانون النافذ وقت مباة ارتو‪ ،‬فإذا تم اإلجراء صا ا‬
‫قانون قديم‪ ،‬فاإلجراء محكوم ا‬
‫اءا باطزا‪ ،‬فالقواعد اإلجرائية‬
‫تم في ظلو يظل كذلك ولو تغيرت القوانين من بعد على نحو جعلت منو إجر ا‬
‫تخضااع لقاعدة األثر الفوري المباةاار من لحظة نفاذها على اإلجراءات التي تقع بعد هذا التاريخ ولو كانت‬
‫متعلقة يدعاوع تم تحريكها قيل صدور القانون الجديد(‪.)2‬‬
‫قيودا‬ ‫فعلى سا ا ا ااييل المثال لو صا ا ا اادر قانون جديد يضا ا ا ااع ا‬
‫قيودا جديدة في جرائم معينة أو يرفع عنها ا‬
‫قائمة‪ ،‬كخن يعلق تحريك الدعوع على ةا ا ا ا ا ا ااكوع من المجني عليو أو يلغي ذلك‪ ،‬فإذا كانت الدعاوع التي‬
‫فور‪ ،‬فإن الدعاوع التي تم تحريكها قيل‬ ‫تحرك في ظل هذا القانون الجديد ال تثير أي إةا ااكال بحيث تطيق اا‬
‫ص ا ا اادور هذا القانون الجديد تبقى محل إة ا ا ااكال‪ ،‬فإذا اعتيرنا أن الحق في الة ا ا ااكوع ذو طييعة موض ا ا ااوعية‬
‫فيمكن تطييق قااعادة رجعياة القاانون األصا ا ا ا ا ا االح للمتهم‪ ،‬أماا إذا اعتيرناا أناو ذو طييعاة إجرائياة فاإن القواعد‬
‫الجديدة ال تسري على الماضي ولو كانت أصلح للمتهم‪ ،‬فز يستفيد هذا األخير الذي حركت عليو الدعوع‬
‫العمومية في ظل قانون ال يقيد النيابة العامة بةااكوع من المجني عليو إذا ما صاادر قانون اخر أثناء نظر‬
‫الدعوع يس ا ااتلزم هذه الة ا ااكوع‪ ،‬وتس ا ااتمر المحكمة في نظر الدعوع التي حركت ص ا ااحيحة في ظل القانون‬
‫القديم(‪.)3‬‬
‫واة ااكال يهذا المس ااتوع لم يحظ بالد ارس ااة التخص اايلية والتحليلية الكافية من طر الفقو الفرنس ااي على‬

‫(‪ -)1‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.205-204‬‬


‫(‪ -)2‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.38-37‬‬
‫(‪ -)3‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.38‬‬

‫‪56‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫عكس الفقو اإليطالي والذي أعطاها حقها من العمق والتخص ا اايل‪ ،‬وهو ما يس ا ااعى إليو كذلك الفقو المص ا ااري‬
‫قدر من العناية(‪.)1‬‬
‫في توليتو اا‬
‫وقد انقس ا ام الفقو في هذا الةا ااخن إلى رأيين أو مذهيين‪ ،‬أولهما يرع أن الحق في الةا ااكوع من طييعة‬
‫موضوعية‪ ،‬والثاني يرع بخنها ذات طييعة إجرائية‪ ،‬وهو األمر الذي سنحاول تسليا الضوء عليو فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬رأي أنصار الطبيعة الموضوعية‬
‫يرع بعض الفقو اإليطالي أن الحق في الةكوع ذو طييعة موضوعية(‪ )2‬ألنو يدخل في أحكام قانون‬
‫العقوبات باعتبار أنو يتعلق بسلطة الدولة في العقاب‪ ،‬أي يرابطة عقايية تنةئها أحكام قانون العقوبات يين‬
‫الدولة والمتهم‪ ،‬التي ال تنةا ااخ إال بةا ااكوع المجني عليو في الجرائم التي تسا ااتلزم تقديم ةا ااكوع‪ ،‬بحيث يؤدي‬
‫عدم استعمالو أو التنازل عنو إلى انقضاء هذه السلطة ‪-‬مع بقاء صفة الجريمة ملتصقة بالسلوك في كافة‬
‫األحوال‪ ،-‬لذا فقد عد هذا الفريق القاعدة التي تتعلق يتحريك الدعوع العمومية على ةا ا ا ا ااكوع المجني عليو‬
‫قاعدة جزائية موض ا ا ااوعية في كل األحوال‪ ،‬وال يغير من هذه الطييعة الموض ا ا ااوعية أن ينص على أحكامها‬
‫في قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬إذ األصل أن ينص على هذا القيد في قانون العقوبات‪ ،‬لذلك فهي ةرط من‬
‫ةا ا ا ا ا ا ااروط العقاب يترتب على عدم تقديمها أو التنازل عنها عدم توقيع العقوبة(‪ ،)3‬ويوافق على هذا الرأي‬
‫بعض الفقو المصري(‪ ،)4‬والفقو الفرنسي(‪.)5‬‬
‫ويترتب على ذلك أن تطيق القواعد المعمول يها وقت ارتكاب الجريمة وليس وقت رفع الدعوع على‬
‫أن يكون تطييق هذه القواعد بخثر رجعي إذا كانت أصلح للمتهم(‪.)6‬‬
‫ومبعث هذا الرأي هو تحديد مدلول "العقاب" وموقعو يين مكونات الجريمة‪ ،‬فقد عده بعض الفق هاء‬

‫(‪ -)1‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬الحق في الةا ااكوع في التة ا اريع الجزائري والمقارن‪ :‬اتجاه جديد نحو خوص ا اصا ااة الدعوع العمومية‪،‬‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫(‪ -)2‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارسا ا ااة تخصا ا اايلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع السا ا ااايق‪،‬‬
‫ص‪.115‬‬
‫(‪ -)3‬ة اااهر محمد علي المطيري‪ ،‬المرجع الس ااايق‪ ،‬ص ‪ ،39‬عيد القادر قائد س ااعيد المجيدي‪ ،‬ة ااكوع المجني عليو كقيد من‬
‫قيود تحريك الدعوع الجزائية‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪-‬منصا ا ا ا ا ا ااوري الميروك‪ ،‬عقباوي محمد عيد القادر‪ " ،‬دور المجني عليو في تحريك الدعوع العمومية في القانون الجزائري‪:‬‬
‫دراسة مقارنة"‪ ،‬مجلة العلوم القانونية واالجتماعية‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬العدد ‪ ،2018 ،3‬ص ص ‪.464-463‬‬
‫(‪ -)4‬محمود محمود مصطفى‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،25‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.787‬‬
‫)‪(5‬‬
‫‪- Merle et Vitu, traité de droit criminel procédure pénal, 2 eme édition, 1973, p 285.‬‬
‫‪-Bousât et pinatel, traité de droit pénal et criminologie, 1963, p 1292.‬‬
‫‪-Mohamed Abdel Twab, les restrictions suspensives des poursuites pénales, thèse paris, 1986, p 79.‬‬
‫‪-Donnedieu de Vabres, Traité de droit criminel et de législation pénale compare, 1947, p 910.‬‬
‫‪-‬نقزا عن‪ :‬عيد الحليم فؤاد الفقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫(‪ -)6‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.85‬‬

‫‪57‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫من أركانها‪ ،‬ومن ثم فالةااروط المتعلقة يإنزالو أو اإلعفاء منو ذات طييعة موضااوعية‪ ،‬وقد ذهب جانب من‬
‫الفقو اإليطالي إلى اعتبار ة ااروط العقاب من مكونات الجريمة األس اااس ااية‪ ،‬وترتب على ذلك اعتبار ة ااروط‬
‫على النقاط التالية‪:‬‬ ‫العقاب ذات طييعة موضوعية(‪ ،)1‬وبيان وةرئ هذا الرأي يقتضي الوقو‬
‫‪ -1‬موضع العقاب من الجريمة‬
‫تديير احت ارزايا(‪ ،)2‬وعليو‬ ‫الجريمة فعل غير مةاروع يصادر عن إرادة جنائية يقرر لو القانون ا‬
‫عقابا أو اا‬
‫فحق الدولة في العقاب ينةا ااخ بمجرد وقوع الجريمة(‪ ،)3‬أي منذ اللحظة التي تسا ااتجمع فيها الجريمة أركانها‪،‬‬
‫فالجريمة تعد قائمة بمجرد وقوع السلوك اإلجرامي وتحقق نتيجتو‪ ،‬أما عقاب الجاني فيكون نتيجة لذلك(‪.)4‬‬
‫فيإرتكاب الجريمة ينةااخ حق الدولة في العقاب‪ ،‬وبنةااختو تنةااخ رابطة قانونية تساامى " رابطة العقاب "‬
‫قانونيا‪ -‬ومرتكب الجريمة‪ ،‬ويكون للدولة بمقتضى هذه الرابطة الحق في معاقبة‬ ‫ا‬ ‫نظاما‬
‫يين الدولة‪-‬يوصفها ا‬
‫مرتكب الجريمة الذي يقع عليو واجب ةا ا ا ااخصا ا ا ااي بالخضا ا ا ااوع لهذا العقاب وتمكين الدولة من انفاذه‪ ،‬وحق‬
‫الدولة في العقاب ال س ا ا ااييل القتض ا ا ااائو إال عن طريق حق اخر هو حق المجتمع في الدعوع امتثاالا لميدأ‬
‫قضائية العقوبة‪ ،‬فز عقوبة وال محاكمة يدون دعوع(‪.)5‬‬
‫أ‪ -‬العقاب عنصر ف الجريمة‬
‫على الرغم من وضا ااوئ حقيقة أن القاعدة الجزائية تحتوي على ةا ااقين هما‪ :‬ةا ااق التكليف وهو عبارة‬
‫عن أوامر الةا ا ااارع ونواهيو والذي يتحققو تقوم الجريمة‪ ،‬والةا ا ااق الثاني وهو ةا ا ااق الجزاء‪ ،‬أو األثر القانوني‬
‫الذي يترتب على مخالفة الةق األول(‪ ،)6‬فقد اتجو بعض الفقهاء نحو إدراج العقاب يين العناصر التكوينية‬
‫للجريمة‪ ،‬ويقول الفقيو اإليطالي َبتالين ‪ Battaglini‬وهو من أنص ا ا ا ا ااار هذا الرأي‪ ،‬أن قواعد القانون الحالي‬
‫تؤكد أن العقاب ليس صاافة للجريمة يل عنصاار فيها‪ ،‬فخسااباب انقضاااء الجريمة هي ذاتها أسااباب انقضاااء‬
‫العقاب‪ ،‬وال يمكن تفسير بعض النظم مثل الحصانة الديلوماسية وانقضاء الجريمة إال إذا نظرنا إلى العقاب‬
‫مركز مس ااتقزا عن ص اافات الجريمة وعناص اارها األخرع‪ ،‬ويفرق الفقيو َبتالين يدوره يين‬ ‫على أس اااس أن لو اا‬
‫العقوبة والعقاب‪ ،‬فالعقاب لو صا ا ا اافة مجردة ويقصا ا ا ااد بو إمكان تطييق العقوبة‪ ،‬فمن الوجهة الواقعية يتحقق‬
‫العقاب بالتنفيذ الفعلي للعقوبة‪ ،‬وهو يعر العنصا ا ا ا ا ا اار بخنو كل ما هو جوهري لوجود الجريمة ويمكن عزلو‬
‫عن غيره ويدخل في هيكل الجريمة‪ ،‬أما الص ا ا ا ا ا اافة فتس ا ا ا ا ا ااتخلص من الوحدة المتكاملة للجريمة وتتعلق بكل‬

‫(‪ -)1‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.205‬‬


‫(‪ -)2‬محمود نجيب حسني‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،36‬ةاهر محمد علي المطيري‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫(‪ -)3‬محمود محمود مصطفى‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫(‪ -)4‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫(‪ -)5‬منى محمد مراجع محمود‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫(‪ -)6‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.206‬‬

‫‪58‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫عنصاار فيها‪ ،‬والعقاب يدخل في تعريف الجريمة ويعد جوهرايا لتكتسااب الواقعة صاافة الجريمة‪ ،‬وهو مسااتقل‬
‫عن العناص اار األخرع‪ ،‬لذلك فهو عنص اار وليس ص اافة‪ ،‬واذا قيل أن العقاب ص اافة للجريمة فمعنى ذلك أن‬
‫أسباب انقضاء الجريمة يتعلق بالجانب الموضوعي والةخصي لها‪ ،‬وهذا ال يحدث في أغلب األحيان‪ ،‬ففي‬
‫حالة العفو تبقى الواقعة من الوجهة الموضوعية والةخصية منتجة لبعض ارثار األخرع(‪.)1‬‬
‫فعلى حد رأي هذا الفقيو فالعقاب ركن في الجريمة‪ ،‬بحيث إذا اس ا ا ااتحال توقيعو ألي س ا ا اايب كان عد‬
‫الفعل مبائ‪ ،‬وبالمقايل يرفض فكرة الجريمة المعاقب عليها أو الجريمة المةروطة(‪ ،)2‬والتي يقول يها بعض‬
‫الفقهاء‪ ،‬وان اعتر بفكرة العقاب المةااروط أو الةااروط الموضااوعية للعقاب(‪ ،)3‬مما يعتير هذا األخير ركنا‬
‫في الجريمة‪ ،‬ولكنو مفترض ألحد أركانها وهو العقاب‪ ،‬ولو انتفت العزقة يينو وبين كزا من س االوك الجاني‬
‫وارادتو‪ ،‬ألنو يجد أساسو في نص الةارع عليو‪ ،‬ومن هنا كان ذا طييعة موضوعية(‪.)4‬‬
‫ييااد أن هااذا الرأي محاال نظر‪ ،‬فهو ينطوي أوالا على مغااالطااة منطقيااة تتمثاال في خلطااو يين النتيجااة‬
‫والس اايب ذلك أن الجريمة يركنيها المادي والمعنوي هي الس اايب المنةا ا لحق الدولة في العقاب‪ ،‬بحيث ال‬
‫تسااتطيع اقتضاااء هذا األخير عند عدم تحققها‪ ،‬واال انطوع تص ارفها على عصااف بميدأ الةاارعية‪ ،‬فالعقاب‬

‫إذا نتيجة لوقوع الجريمة وال يعقل أن يكون داخزا في تكوينها‪ ،‬كما أنو ينطوي ا‬
‫ثانيا على خلا يين الركن‬
‫والصافة‪ ،‬إذ أن األول يدخل في ماهية الةايء ويساتحيل قيام هذا األخير عند تخلفو‪ ،‬ثم ينهض اليناء الذي‬
‫يمكن أن يتصا ا ا ا ا ا ااف بو ذلك بصا ا ا ا ا ا اافة معينة‪ ،‬وعليو فاليناء القانوني للجريمة يتحقق يتوافر ركنيها المادي‬
‫(‪)5‬‬
‫معاقبا عليها‪ ،‬بمعنى أن العقاب هو ص اافة تخلع عليها بعد تمام أركان الجريمة‬
‫ا‬ ‫والمعنوي وتغدو بعد ذلك‬
‫كما أن هذا الرأي يقود منطقو الذي يقوم عليو إلى إهدار نص ااوص التةااريعات الوض ااعية فيما يتعلق بموانع‬

‫(‪ -)1‬امال عيد الرحيم عثمان‪ " ،‬النموذج القانوني للجريمة"‪ ،‬مجلة العلوم القانونية واالقتص ا ا ا ا ا ااادية‪ ،‬جامعة عين ة ا ا ا ا ا اامس‪-‬كلية‬
‫الحقوق‪-‬مصر‪ ،‬المجلد ‪ ،14‬العدد ‪ ،1972 ،1‬ص ص ‪.235-234‬‬
‫(‪ -)2‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬الحق في الةا ااكوع في التة ا اريع الجزائري والمقارن‪ :‬اتجاه جديد نحو خوص ا اصا ااة الدعوع العمومية‪،‬‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫الزما لقيامها‪ ،‬بحيث ال ينةا ا ااخ عن‬
‫طا ا‬ ‫(‪ -)3‬يرع بعض الفقو أن جريمة الةا ا ااكوع جريمة مةا ا ااروطة إذ يعتيرون الةا ا ااكوع ةا ا اار ا‬
‫الجريمة دعوع عمومية إال يتحقيق هذا الة ا اارط‪ ،‬وهو تقديم الة ا ااكوع يينما يدخل البعض ارخر الة ا ااكوع في نطاق ة ا ااروط‬
‫العقاب المتعلق بالجريمة‪ ،‬ويعتير الةاكوع سالطة التصار في العقوبة‪ ،‬أو صاورة من صاور العفو عن العقوبة‪ ،‬والذي يتمثل‬
‫في عدم تقديمها أو التنازل عنها‪ ،‬عيد القادر قائد سعيد المجيدي‪ ،‬ةكوع المحني عليو كقيد من قيود تحريك الدعوع الجزائية‬
‫في القانون اليمني والجزائري‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫(‪ -)4‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.206‬‬
‫(‪ -)5‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬الحق في الةكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪:‬دراسة تخصيلية تحليلية‪، ...‬المرجع السايق‪،‬ص‪.117‬‬

‫‪59‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫العقاب(‪ ،)1‬إذ يقود هذا المنطق إلى تخساايسااها على عدم قيام الجريمة أصازا‪ ،‬مع أن أساااسااها الحقيقي يكمن‬
‫في ترجيح مصلحة الدولة بعدم العقاب على المصلحة التي أهدرها الجاني بسلوكو اإلجرامي(‪.)2‬‬
‫‪ -2‬موضع شروط العقاب من الجريمة‬
‫علم وارادة الجاني إلى الجريمة‪ ،‬فإن‬ ‫تعد الصا اافة الموضا ااوعية أحد ةا ااروط العقاب‪ ،‬بمعنى انص ا ا ار‬
‫في الفقو حول ما‬ ‫عجزت العقوبة عن تحقيق األثر القانوني ينزع عنها الصا ا اافة القانونية(‪ ،)3‬وقد ثار خز‬
‫إذا كانت ةااروط العقاب تدخل ضاامن مكونات الجريمة‪ ،‬بحيث يترتب على تخلفها عدم قيامها‪ ،‬أم أن أثرها‬
‫يقتصر فقا على تحديد العقاب(‪ ،)4‬األمر الذي سنحاول ييانو فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬شروط العقاب عنصر ف الجريمة‬
‫اتجو بعض الفقهاء إلى أن ةااروط العقاب تعد عناصاار جوهرية لكي تكتسااب الواقعة صاافة الجريمة‪،‬‬
‫فهي إذن من العنااصا ا ا ا ا ا اار التكوينياة للجريماة التي يتوقف عليهاا وجودهاا من الوجهاة القاانونياة‪ ،‬فاإذا كاانات‬
‫ة ا ااروط العقاب عناص ا اار خارجة عن الس ا االوك اإلجرامي‪ ،‬إال أنو ليس ا اات لها هذه الص ا اافة بالنس ا اابة للجريمة‪،‬‬
‫معاقبا عليها ال يطلق عليها وصااف الجريمة‪ ،‬فإذا كانت الواقعة صااالحة أسااا اس اا للعقاب‬‫ا‬ ‫فالواقعة إذا لم يكن‬
‫عليها‪ ،‬فإن تطييق العقوبة أو امتناعو ال يؤثر في طييعتها‪ ،‬أما إذا لم تتوافر صا ا ا ا ا ا اازحية العقاب كما إذا‬
‫معينا في هذا الةااخن‪ ،‬فز تكتسااب صاافة الجريمة مالم يتحقق هذا الةاارط‪ ،‬وهذا مفاده‬
‫طا ا‬ ‫تطلب المةاارع ةاار ا‬
‫في مذهب هؤالء الةرائ أن ةروط العقاب ضرورية لوجود الجريمة‪ ،‬فهي إذن من عناصرها التكوينية(‪.)5‬‬
‫ار مسا ااتقزا يذاتو‪ ،‬يل من‬
‫ويؤكد الفقيو اإليطالي َبتالين ‪ Battaglini‬أن ةا ااروط العقاب ليسا اات عنصا ا اا‬
‫مفترضات عنصر أساسي يدخل في ينيان الجريمة وهو العقاب‪ ،‬ولما كانت ةروط العقاب مرتبطة بعنصر‬
‫مستقل وال تمس الجريمة بكامل عناصرها‪ ،‬لذلك فإنها متميزة عن الزمةروعية‪ ،‬ويضيف بتالين أن ةرط‬
‫العقاب مستقل عن الواقعة المكونة للجريمة من الوجهة الموضوعية والةخصية‪ ،‬وقد يتحقق في فترة سابقة‬
‫أو مصا ا ا ا اااحبة الرتكاب الجريمة‪ ،‬ولذلك يصا ا ا ا ااعب في بعض األحوال التفرقة يينو وبين العناصا ا ا ا اار األخرع‬

‫(‪ -)1‬موانع العقاااب هي التي تعفي مرتكااب الجريمااة من العقاااب حيااث تحول دون الحكم بااالعقوبااة رغم ثيوت الجريمااة‪ ،‬وهااذه‬
‫الموانع نص عليها القانون بصفة استثنائية لعدة أغراض منها‪:‬‬
‫‪-‬تةجيع الجناة على العدول االختياري كما في جريمة االتفاق الجنائي‪.‬‬
‫‪-‬تةجيع الجناة على إخبار السلطات العامة بالجرائم‪.‬‬
‫‪ -‬الحفاظ على الصاازت العائلية يين أفراد األسارة الواحدة كما في السارقة يين األصااول والفروع واألزواج‪ ،‬عيد الحليم فؤاد عيد‬
‫الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫(‪ -)2‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.207‬‬
‫(‪ -)3‬ةاهر محمد علي المطيري‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫(‪ -)4‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫(‪ -)5‬امال عيد الرحيم عثمان‪ ،‬النموذج القانوني للجريمة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.236‬‬

‫‪60‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المرتبطة بالجريمة‪ ،‬ويرع أن المةاارع يجب أن يتدخل فيحدد في كل جريمة ةاارط العقاب‪ ،‬وفي حالة الةااك‬
‫عنصر في الجريمة وفاقا لقاعدة أن الةك يفسر لصالح المتهم(‪.)1‬‬ ‫اا‬ ‫يجب أن يعد الحدث‬
‫ورتب على ذلك اعتبارها من العناصا ا ا ا ا ا اار الضا ا ا ا ا ا اارورية لوجود الجريمة وان لم تدخل في مكوناتها‬
‫علم وارادة المجني عليو إليها‪،‬‬ ‫األساااسااية‪ ،‬وأن أهم ما يميزها عن أركان الجريمة هو عدم اةااتراط انص ا ار‬
‫كما هو الحال بالنسبة للعناصر التكوينية للجريمة‪ ،‬وبما أن الجريمة واقعة قانونية يترتب عليها اثار قانونية‬
‫هي إيقاع العقوبة بحق فاعلها‪ ،‬فإن عجزها عن تحقيق هذا األثر القانوني ينزع عنها الصا ا ا ا ا ا اافة القانونية‪،‬‬
‫وبالتالي ال تعد جريمة ومن هنا كانت ةروط العقاب ذات صفة موضوعية(‪.)2‬‬
‫إال أن هذا الرأي منتقد على اعتبار أن إدراج ة ا ااروط العقاب يين عناص ا اار الجريمة ليس مقيوالا من‬
‫الوجهة العلمية‪ ،‬فالعقاب ص اافة للجريمة ويخرج بالتالي عن مكوناتها‪ ،‬وبديهي إذن أن العنص اار الذي يؤدي‬
‫إلى نة ا ا ا ااخة س ا ا ا االطة الدولة في العقاب ال يعد من العناص ا ا ا اار التكوينية للجريمة‪ ،‬أما التفرقة يين العناصا ا ا ا ار‬
‫الض ا اارورية لوجود الجريمة والعناص ا اار التكوينية لها والحاق ة ا ااروط العقاب باألولى فهو أيض ا ااا اتجاه تعوزه‬
‫الدقة‪ ،‬ذلك أنو من الصا ا ا ااعوبة التفرقة يين العنصا ا ا اار الجوهري الذي يدونو ال توجد الجريمة وبين العنصا ا ا اار‬
‫وظيفي‪،‬‬ ‫التكويني الذي يترتب على تخلفو ذات األثر‪ ،‬فهي اص ا ا ا ا ااطزحات متة ا ا ا ا ااايهة وليس يينها اختز‬
‫باإلضافة إلى ذلك فإن تكييف ةروط العقاب بخنها عناصر ضرورية لوجود الجريمة يؤدي إلى نتيجة غير‬
‫متوقفا على تحقيق حدث خارجي يناء‬
‫ا‬ ‫مقيولة‪ ،‬وهي أن إص ا ااباغ ص ا اافة الزمة ا ااروعية على الواقعة يص ا اابح‬
‫على تدخل ةخص اخر وهو ما ال يتفق مع المنطق في ةيء(‪.)3‬‬
‫ويذهب الفقيو اإليطالي مانشين ‪ Manzini‬إلى التمييز يين ةروط العقاب الخاصة بالواقعة وةروط‬
‫العقاب الخاص ا ااة بالجريمة‪ ،‬وتعد األولى جزء من الواقعة المكونة للجريمة ويترتب على تخلفها عدم إمكانية‬
‫معاقبة الجاني ألن الواقعة تكون غير كاملة من الناحية الموض ا ا ا ا ااوعية مثل تعدد الجناة‪ ،‬عزنية الفعل‪ ،‬أما‬
‫الثانية فهي التي تفترض ساايق تحقق الواقعة المكونة للجريمة ولكنها تكون الزمة لتوقيع العقاب‪ ،‬ومن يينها‬
‫الةكوع واإلذن والطلب(‪.)4‬‬
‫إال أن هذه التفرقة ال تقوم على سا ا ا ا ااند سا ا ا ا االيم‪ ،‬إذ من العسا ا ا ا ااير اعتبار عزنية الفعل أو تعدد الجناة‬
‫خارجة عن الواقعة‪ ،‬وكذلك الحال اعتبار حالة التلبس مثزا تدخل في تكوين الواقعة(‪.)5‬‬

‫(‪ -)1‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.237-236‬‬


‫(‪ -)2‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.207‬‬
‫(‪ -)3‬امال عيد الرحيم عثمان‪ ،‬النموذج القانوني للجريمة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.238-237‬‬
‫(‪ -)4‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬الحق في الةا ااكوع في التة ا اريع الجزائري والمقارن‪ :‬اتجاه جديد نحو خوص ا اصا ااة الدعوع العمومية‪،‬‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫(‪ -)5‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.40‬‬

‫‪61‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ب‪ -‬شروط العقاب منفصلة عن العناصر القانونية للجريمة‬


‫تماما عن مكونات‬
‫من الفقو اإليطالي أمثال سانترارو ‪ Santraro‬من يعتقد أن ةروط العقاب مستقلة ا‬
‫الجريمة‪ ،‬وأساااسااهم في ذلك أنو إذا كان حق الدولة ينةااخ يوقوع الجريمة‪ ،‬إال أنو يحدث في بعض الحاالت‬
‫أن يعلق األثر العقايي للجريمة على تحقيق واقعة الحقة‪ ،‬فالجريمة تكون قائمة منذ اليداية ومع ذلك تبقى‬
‫فاعليتها القانونية موقوفة بحيث يترتب على تخلف تلك الواقعة عجز الجريمة عن إنتاج أثرها القانوني في‬
‫إنزال العقوبة(‪.)1‬‬
‫أما الفقيو بناين ‪ pannain‬ومن أجل تحديد موضا ا ا ااع الةا ا ا ااكوع بالذات من ةا ا ا ااروط العقاب فيقول أن‬
‫ةا ا ا ا ا ا ااكوع المجني عليااو في الجرائم التي يتوقف فيهااا تحريااك الاادعوع العموميااة على تقااديمهااا ذات طييعااة‬
‫موضا ا ااوعية تتعلق بحق الدولة في العقاب‪ ،‬وهي تعتير يذلك بمثابة ةا ا اارط موضا ا ااوعي للعقاب‪ ،‬ويرتكز في‬
‫ذلك بالقول أن إعمال األثر المترتب على عدم تحقق ةرط العقاب يتمثل في تعطيل األثر العقايي المترتب‬
‫على الجريمة‪ ،‬وال يغير إذن هذه الطييعة الموضوعية أن ينص على أحكامها في قانون اإلجراءات الجزائية‬
‫التي تنتهي إلى عدم إنزال العقاب عند تخلفها(‪.)2‬‬
‫الزما االختيار يين هذين الرأيين‪ ،‬يؤيد الباحث االتجاه الذي يفص ا ا ا ا اال يين ة ا ا ا ا ااروط العقاب‬
‫واذا كان ا‬
‫والعناص ا ا اار القانونية للجريمة التي تحددها القاعدة القانونية في ة ا ا ااق التجريم‪ ،‬فالعقاب هو النتيجة القانونية‬
‫التي تترتب على ارتكاب الجريمة‪ ،‬وفي أحوال اسا ا ااتثنائية‪ ،‬والعتبارات تتعلق بالسا ا ااياسا ا ااة الجنائية والمزئمة‬
‫العملية‪ ،‬قد يرع المة اارع تعليق العقاب على تحقق ة اارط معين‪ ،‬فة ااروط العقاب ال ترتبا بالمص االحة التي‬
‫يحميها المة ا اارع من وراء تجريم واقعة ما‪ ،‬إنما تس ا ااتند إلى مص ا االحة أخرع تدفع المة ا اارع إلى أن يقرر عدم‬
‫مزئمة تطييق العقوبة إذا لم يتحقق حدث معين بس ا ا اايب اض ا ا ااطراب اجتماعي أو غير ذلك مما يس ا ا ااتوجب‬
‫تدخل الدولة‪ ،‬وبناء على ذلك يتض ا ااح أن ة ا ااروط العقاب تخص الدولة وال تتعلق بالجاني وما يص ا اادر عنو‬
‫من نة اااط‪ ،‬فهي بعيدة عن الجريمة وعناص اارها القانونية‪ ،‬كما أنها ليس اات من متطلباتها‪ ،‬وتقتصا ار وظيفتها‬
‫على جعل واقعة معينة تض اام كافة العناص اار القانونية التي تحددها القاعدة القانونية في ة ااق التجريم محزا‬
‫للعقاب(‪.)3‬‬
‫بمعنى أن عقاب الجاني بعد التقدم بالةا ا ا ا ا ا ااكوع‪ ،‬ليس نتيجة لها وانما نتيجة لثيوت ارتكابو الجريمة‬
‫ومسؤوليتو عنها وفاقا لما تسفر عنو المحاكمة(‪.)4‬‬

‫(‪ -)1‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.41‬‬


‫(‪ -)2‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارسا ا ااة تخصا ا اايلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع السا ا ااايق‪،‬‬
‫ص‪.119‬‬
‫(‪ -)3‬امال عيد الرحيم عثمان‪ ،‬النموذج القانوني للجريمة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.238‬‬
‫(‪ -)4‬مخمون محمد سزمة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.102‬‬

‫‪62‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫وةااروط العقاب تتصااف بعدة خصااائص منها أنها مسااتقلة عن العناصاار التكوينية للجريمة‪ ،‬فهي ال‬
‫عزقة لها يركني الجريمة المادي أو المعنوي إذ ال عزقة لها ال بالس ا ا ا ا االوك اإلجرامي وال باإلرادة‪ ،‬وهذا ال‬
‫ينفي أن اإلرادة قد تة ا ا ااملها‪ ،‬ومع ذلك نكون بص ا ا اادد إرادة مس ا ا ااتقلة عن إرادة النة ا ا اااط وما يترتب عليو من‬
‫نتائج‪ ،‬كما أنها تتميز بالةرعية والموضوعية ألنو اليد أن ينص الةارع عليها صراحة بالنسبة لكل جريمة‬
‫على حدة‪ ،‬كما أنها تعمل على حماية مصا االحة غير المصا االحة التي أهدرتها الجريمة‪ ،‬وقد تحدث في وقت‬
‫الحق لتنفيذها(‪.)1‬‬
‫والنتيجة التي نتوصل إليها من كون الةكوع ذات طييعة موضوعية هي كارتي‪:‬‬
‫ركنا في الجريمة وانما هو األثر المترتب عليها‪.‬‬
‫‪ -‬أن العقاب ليس ا‬
‫‪ -‬أن الةروط الموضوعية للعقاب ال تدخل ضمن مكونات الجريمة وانما هي وقائع خارجة عنها‪.‬‬
‫‪ -‬أن ة ا ا ا ااكوع المجني عليو تنتهي في نظر أص ا ا ا ااحاب هذه النظرية إلى ة ا ا ا ااروط العقاب وليس إلى‬
‫ةروط تحريك الدعوع العمومية(‪.)2‬‬
‫ويخلص هذا الرأي بخن الة ا ا ا ااكوع قيد يرد على س ا ا ا االطة الدولة في العقاب وليس على الدعوع‪ ،‬ولكن‬
‫المحكمة تحكم فيها بعدم قيام سلطة العقاب بسيب عدم تقديم الةكوع‪ ،‬وهذا القول مردود عليو لسيب بسيا‬
‫مفاده أن المحكمة وان كانت س ااتحكم بعدم العقاب نتيجة لعدم التقدم بالة ااكوع إال أنها حيث تحكم بالعقوبة‬

‫فليس ذلك نتيجة لتقديم الة ا ااكوع وانما ذلك نتيجة لثيوت مس ا ااؤولية المتهم‪ ،‬ا‬
‫يناءا على حكم ص ا ااادر باإلدانة‬
‫مستجمع ألركانو‪ ،‬وليس من المعقول أن نجعل من الةكوع والعقوبة قرينين الختز طييعتهما(‪.)3‬‬
‫ثانيا‪ :‬رأي أنصار الطبيعة اإلجرائية‬
‫يعتير الرأي الغالب في الفقو أن الحق في الة ااكوع ذو طييعة إج ارئية خالص ااة‪ ،‬ذلك أن الة ااكوع في‬
‫الجرائم التي يقرر فيها القانون وجوب تقديمها تعتير من الة ا ا ا ا ااروط الززمة لتحريك الدعوع العمومية‪ ،‬فهي‬
‫عقبة إجرائية تعترض تحريكها إذ تعمل على غل يد النيابة العامة وتقييد سلطتها‪ ،‬باعتبارها صاحبة الحق‬
‫األص ا ا ا ا ا ا اياال في الاادعوع‪ ،‬فهي من القيود التي ترد على حريتهااا في تحريااك دعوع الحق العااام‪ ،‬فعاادم تقااديم‬
‫الةكوع أو التنازل عنها ذو طييعة إجرائية وان ترتب عنهما انقضاء حق الدولة في العقاب(‪.)4‬‬

‫(‪ -)1‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.209-208‬‬


‫نموذجا)‪،....‬المرجع السايق‪،‬ص ‪.400‬‬
‫ا‬ ‫(‪ -)2‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬اتجاه جديد نحو خوصصة الدعوع العمومية(حالة الةكوع‬
‫(‪ -)3‬محمد رةا ا اايد حسا ا اان‪ " ،‬التنظيم القانوني للةا ا ااكوع الجزائية‪ :‬د ارسا ا ااة تحليلية في القانون العراقي"‪ ،‬مجلة د ارسا ا ااات قانونية‬
‫وسياسية‪ ،‬السنة األولى‪ ،‬العدد األول‪ ،2013 ،‬ص ‪.246‬‬
‫(‪ -)4‬محمود نجيب حساني فوزية عيد الساتار‪ ،‬المرجع الساايق‪ ،‬ص ‪ ،126‬جمال ةاديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع الساايق‪ ،‬ص‬
‫‪ ،216‬عزت مصا ااطفى الدسا ااوقي‪ ،‬المرجع السا ااايق‪ ،‬ص ‪ ،120‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السا ااايق‪ ،‬ص ‪،58‬‬
‫أسا ااامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السا ااايق‪ ،‬ص ‪ ،315‬حسا ااام محمد سا ااامي جاير‪ ،‬المرجع السا ااايق‪ ،‬ص ‪ ،72‬امال عيد‬
‫الرحيم عثمان‪ ،‬النموذج القانوني للجريمة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،242‬أةر توفيق ةمس الدين‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪،48‬‬

‫‪63‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫كمااا أنااو إذا تم تحريااك الاادعوع العموميااة دون رفع هااذه القيود ومنهااا الةا ا ا ا ا ا ااكوع أو دون أن تراعى‬
‫الة ا ا ااروط التي أوجيها المة ا ا اارع بة ا ا ااخن تلك القيود‪ ،‬يكون عدم القيول الة ا ا ااكلي هو الجزاء المقرر لذلك قيل‬
‫التعرض لموض ا ا ااوع الدعوع العمومية والفص ا ا اال فيها(‪ ،)1‬فالقاض ا ا ااي في الحالتين يقرر عدم قيول الدعوع ال‬
‫يراءة المتهم‪ ،‬ويرجع ذلك إلى سيب إجرائي(‪ ،)2‬وهو تخلف ةرط جوهري لنةخة الرابطة اإلجرائية يين النيابة‬
‫العامة والقاض ااي والمتهم والتي تدور في نطاقها إجراءات الخص ااومة الجزائية‪ ،‬واذا تحقق هذا الة اارط‪ ،‬جاز‬
‫تحريك الدعوع العمومية قيل المتهم ذاتو وعن الفعل المساند إليو وفاقا للقواعد القانونية التي تنظم ذلك‪ ،‬وهو‬
‫ما يؤكد أن عدم تقديم الةا ا ا ااكوع‪ ،‬أو تقديمها دون اتباع القواعد التي أوجيها المةا ا ا اارع في هذا الةا ا ا ااخن‪ ،‬يعد‬
‫عائاقا للسا ااير في إجراءات الخصا ااومة الجزائية‪ ،‬فليس لذلك أدنى تخثير على نةا ااخة سا االطة الدولة في العقاب‬
‫الذي يتحقق فور ارتكاب الجريمة‪ ،‬ويقف أثر هذا القيد عند حد عدم جواز اثبات تلك الس االطة أو االعت ار‬

‫منى محمد مراجع محمود‪ ،‬المرجع السا ا ا ااايق‪ ،‬ص ‪ ،34‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪:‬‬
‫دراسة تخصيلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،128‬علي ةمزل‪ ،‬الجديد في ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬الكتاب‬
‫األول‪ :‬االستدالل واالتهام‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.130‬‬
‫‪-Chauveau et Hélie, Théorie du code pénal, paris, 1908, p 352.‬‬
‫‪-Garraud, Traite Théorique et pratique de droit pénal français, 3 eme Edition, paris, 1931, T: s, p 161.‬‬
‫مةار إليهما لدع‪ :‬عيد الحليم فؤاد الفقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪-Stefani, Levasseur et bouloc, procédure pénale, Dalloz, 1980, p 9.‬‬
‫مةار إليو لدع‪ :‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.214‬‬
‫(‪ -)1‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.210‬‬
‫(‪ -)2‬في غياب ةا ااكوع مسا اابقة من المجني عليو‪ ،‬واذا مارسا اات النيابة العامة إجراءات المتابعة دون تقديم هذه الةا ااكوع‪ ،‬فتقع‬
‫تلقائيا‪ ،‬ويمتد هذا األثر إلى أي إجراء مترتب على‬
‫ا‬ ‫هذه اإلجراءات باطلة لتعلقها بالنظام العام‪ ،‬والتي قد يحكم يها القاضا ا ا ا ااي‬
‫هذه المتابعة‬
‫‪(Crim.10 déc. 1953. D. 1954, 105. Rapport. Patin-12. Déc. 1983, B. n° 336) , Frédéric Desportes, Laurence‬‬
‫‪Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p 771‬‬
‫فالبطزن ال يقتص ا ا ا ا اار على اإلجراء المتخذ فحس ا ا ا ا ااب يل يمتد إلى اإلجراءات األخرع المينية عليو واألدلة المترتبة عليو فهو‬
‫أثرا‪ ،‬فإذا حدث مثزا وان أص ا ا ا اادرت النيابة العامة أمر باإلحض ا ا ا ااار على مة ا ا ا ااتبو فيو في جريمة من جرائم‬
‫كالمعدوم ال ينتج ا‬
‫الةااكوع قيل قيام المجني عليو يتقديم ةااكوع بةااخن هذه الجريمة‪ ،‬ثم قام ضااابا الةاارطة القضااائية بالقبض على المةااتبو فيو‬
‫تنفي اذا ألمر النيابة العامة ثم أعقب ذلك تفتية ا ا ا ااو فعثر معو على أة ا ا ا ااياء تعد حيازتها جريمة‪ ،‬فإن البطزن في هذه الحالة ال‬
‫يقتصاار فقا على إجراء األمر باإلحضااار يل يمتد كذلك إلى إجراء التفتيش وما أساافر عنو من دليل‪ ،‬كمال يوةااليق‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ص ‪.147-146‬‬
‫وعليو يتعين أن تكون ةكوع المجني عليو سابقة عن أي متابعة‪ ،La plainte doit être préalable aux poursuites‬ومن ثم ال‬
‫يمكن للةا ا ا ا ااكوع المقدمة من المجني عليو الزحقة على تحريك النيابة العامة للدعوع العمومية‪-‬دون تقديم ةا ا ا ا ااكوع‪-‬إضا ا ا ا اافاء‬
‫الطابع القانوني على إجراء النيابة العامة‪.‬‬
‫‪(Crim.30 oct. 1989. B. n°: 386), Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p 771.‬‬

‫‪64‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫يها في الحالة الواقعة من أجل تطييق العقوبة(‪.)1‬‬


‫بمعنى اخر فإذا كان يترتب على التنازل عن الةا ا ا ا ا ا ااكوع عدم إيقاع العقاب بحق مرتكب الجريمة‪،‬‬
‫فإن ذلك ال يرجع إلى تعلق أو ارتباط التنازل بحق الدولة في العقاب الذي ينةخ يوقوع الجريمة‪ ،‬وانما يرجع‬
‫إلى ارتباط التنازل عن الةا ا ا ا ا ااكوع يوسا ا ا ا ا اايلة اقتضا ا ا ا ا اااء هذا الحق‪ ،‬وهي الدعوع العمومية والتي تنقضا ا ا ا ا ااي‬
‫بالتنازل(‪.)2‬‬
‫ومن أجل د ارس ا ا ا ا ا ااة هذا االتجاه الفقهي يتعين التعرض إلى بعض النقاط تتعلق أس ا ا ا ا ا ااا اسا ا ا ا ا ا اا بالدعوع‬
‫العمومية وصوالا إلى حجج أنصار الطييعة اإلجرائية‪:‬‬
‫‪ -1‬الدعوى العمومية والحق ف العقاب‬
‫تعر الدعوع العمومية ينص المادة األولى من قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ونظيره الفرنس ااي‬
‫بااخنهااا‪" :‬دعوع لتطييق العقوبااات" ‪ ،L'action pour l'application des peines‬غير أن هااذا التعريف غير‬
‫جااامع باااإلضاا ا ا ا ا ا ااافااة إلى أنااو غااامض(‪ ،)3‬األمر الااذي دفع الفقااو إلى االجتهاااد في إعطاااء تعريف للاادعوع‬
‫العمومية‪ ،‬فعرفها البعض بخنها‪" :‬مطالبة النيابة إلى القضاء باسم المجتمع أن يوقع العقوبة على المتهم"(‪.)4‬‬
‫إال أن هذا التعريف منتقد‪ ،‬كون الدعوع العمومية هي مطالبة الجهة التي خولها القانون اللجوء إلى‬
‫القضاء يإدانة ومعاقبة فاعل الجريمة سواء تمت المطالبة عن طريق النيابة العامة أو غيرها(‪.)5‬‬
‫وعليو فقد جرع الفقو على تعريفها‪ :‬بخنها نةا ا ا ا ا ا اااط إجرائي ييدو في طلب موجو من النيابة العامة أو‬
‫غيرها‪-‬ممن خولو المةرع هذه السلطة‪-‬إلى القاضي إلصدار حكمو بةخن إخطار يجريمة(‪.)6‬‬
‫وتتميز الادعوع العمومياة عن الحق في العقااب في أن األولى مجموعاة من اإلجراءات أو مجموعة‬
‫من المراكز اإلجرائية المتتابعة‪ ،‬وهي باإلض ا ا ا ا ا ااافة إلى ذلك محض "رخص ا ا ا ا ا ااة" أو مجرد "مكنة"‪ ،‬وهي كخي‬
‫دعوع تسا ا ا ا ا ااتند إلى حق تحمية وتيتغي إق ارره واسا ا ا ا ا ااتخزص النتائج المترتبة على ذلك‪ ،‬وهذا الحق هو حق‬
‫المجتمع في إنزال العقوبة بالمس ااؤول عن الجريمة‪ ،‬والذي يجد مص اادره في نص التجريم الذي حدد الجريمة‬
‫أو أنةا ا ا ا ا ا ااخ لمصا ا ا ا ا ا االحة المجتمع حاقا في العقوبة‪ ،‬والتمييز يين الدعوع العمومية والحق في العقاب مرجعو‬
‫اختز في الطييعة القانونية‪ :‬فالدعوع ظاهرة إجرائية في حين أن الحق في العقاب فكرة موض ا ا ا ا ا ااوعية(‪،)7‬‬

‫(‪ -)1‬امال عيد الرحيم عثمان‪ ،‬النموذج القانوني للجريمة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.242‬‬
‫(‪ -)2‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p 691.‬‬
‫(‪ -)4‬مصااطفى مجدي هرجة‪ ،‬التعليق على قانون اإلجراءات الجنائية المعدل بالقوانين‪ 145 :‬لساانة ‪ 2006‬و‪ 74‬لساانة ‪2007‬‬
‫و‪ 153‬لسنة ‪ ،2007‬المجلد األول ‪ :‬من المادة (‪ )1‬إلى المادة (‪ ،)109‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫(‪ -)5‬أمجد سليم الكردي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫(‪ -)6‬امال عيد الرحيم عثمان‪ ،‬ةرئ قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫(‪ -)7‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.70‬‬

‫‪65‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ذلك أن هذا األخير مضاامونة يمكن الدولة من تنفيذ ارثار القانونية التي يرتيها قانون العقوبات على عاتق‬
‫مرتكب الجريمة أما الحق في الدعوع وهو حق إجرائي مض ا ا ا ا اامونو تمكين الدولة من اللجوء إلى القض ا ا ا ا اااء‬
‫للحص ااول على حكم يثيت أو ينفي وجود حقها الموض ااوعي في عقاب من اتهمتو في ارتكاب الجريمة طبقا‬
‫للقانون(‪.)1‬‬
‫فض ازا عن هذا الفارق في المضاامون والطييعة يين حق الدولة في العقاب وحقها في الدعوع‪ ،‬فهناك‬
‫فارق اخر مهم يينهما من حيث المصدر‪ ،‬فمصدر حق الدولة في العقاب هو الجريمة المرتكبة‪ ،‬ويظل هذا‬
‫فعليا واجب االقتضاء‪ ،‬فالحكم القضائي يكةف‬ ‫ظنيا حتى صدور حكم بات‪ ،‬فيصبح بعد ذلك ا‬ ‫حكميا ا‬
‫ا‬ ‫الحق‬
‫عن الوجود اليقيني لحق الاادولااة في العقاااب‪ ،‬يينمااا الحق في الاادعوع هو حق ثاااياات للاادولااة وقااائم يااذاتااو‬
‫استقزالا عن الجريمة‪ ،‬وعن أي حق موضوعي في العقاب(‪.)2‬‬
‫وللتمييز يين الدعوع والحق في العقاب أهميتو من حيث أن أحدهما قد يوجد دون ارخر‪ :‬فقد يوجد‬
‫الحق في العقاب وال تنة ا ااخ الدعوع‪ ،‬كما لو ارتكب الجريمة ة ا ااخص يس ا ااتفيد من الحص ا ااانة التي تعفيو من‬
‫اإلجراءات الجزائية‪ ،‬كخحد رجال السااالك الساااياسا ااي األجنيي‪ ،‬وقد يوجد الحق وتنةا ااخ الدعوع ولكن ال يجوز‬
‫تحريكها‪ ،‬كما لو كانت معلقة على ة ااكوع(وبذلك يتحدد موض ااع الة ااكوع من الدعوع العمومية) أو منوطة‬
‫يإذن أو طلب ولم يقدم‪ ،‬ومن ناحية ثانية‪ ،‬فقد تباةا ا ا ا ا ا اار الدعوع دون أن يوجد الحق‪ ،‬كما لو ثيت بالحكم‬
‫الصادر فيها أنو لم ترتكب جريمة قا‪ ،‬وأن حق المجتمع في العقاب لم ينةخ أصزا(‪.)3‬‬
‫تجدر اإلة ااارة إلى أن الحق في الدعوع ليس هدفو الوص ااول إلى حكم اإلدانة أو اليراءة بقدر ما هو‬
‫الوصاا ااول إلى اس ا ا اتثارة نةا ا اااط القاضا ا ااي لتطييق النصا ا ااوص القانونية بصا ا اادد واقعة معينة تكون جريمة في‬
‫األخير للدعوع العمومية(‪.)4‬‬ ‫ظاهرها وان كان هذا ال يمنع أن يكون الحق في العقاب هو الهد‬
‫وبهااذا المفهوم تتميز الاادعوع العموميااة بااخنهااا مجموعااة من اإلجراءات المتتااابعااة التي تطااالااب فيهااا‬
‫النيابة العامة القضاااء يتطييق نصااوص العقوبات على الواقعة المعروضااة للوصااول إلى حكم يتقرر بموجبو‬
‫حق الدولة في العقاب(‪ ،)5‬إال أن انفراد النيابة العامة يتحريك الدعوع العمومية ال يحول دون تمكين األفراد‬
‫بصفة استثنائية من مةاركتها في ذلك عن طريق االدعاء المدني‪ ،‬أو التكليف المباةر بالحضور‪ ،‬وهذا ما‬
‫يضاافي على هذا التصاار صاافة االسااتثنائية(‪ ،)6‬كما أن الدعوع العمومية تتميز فض ازا عن ذلك يتلقائيتها‪،‬‬

‫(‪ -)1‬منى محمد مراجع محمود‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.19‬‬


‫(‪ -)2‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫(‪ -)3‬مير ‪ Merle‬و‪ ،Vitu‬مةار إليو لدع‪ :‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.71-70‬‬
‫(‪ -)4‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬دراسة تخصيلية‪،...‬المرجع السايق‪،‬ص ‪.41‬‬
‫(‪ -)5‬ةاهر محمد علي المطيري‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫(‪ -)6‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.42‬‬

‫‪66‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫أي أن النيابة العامة واكماالا لخاصا ا ا ا ا ا ااية المزئمة في اتخاذ اإلجراءات‪ ،‬يحق لها وبغض النظر عن موقف‬
‫المجني عليو من المتابعة أو الضا ا ا ا ااحية أو المتضا ا ا ا اارر من الجريمة‪ ،‬أن تقوم يتحريك الدعوع العمومية أو‬
‫رفعها أمام الجهة القض ا ا ااائية المختص ا ا ااة‪ ،‬واتخاذ جميع اإلجراءات التي تراها مناس ا ا اابة بمجرد وص ا ا ااول خير‬
‫ارتكاب الجريمة‪ ،‬متى رأت ضا اارورة لذلك‪ ،‬مالم يكن القانون قد وضا ااع عليها كاسا ااتثناء على هذه الخاصا ااية‬
‫قيدا على ذلك‪ ،‬يتقرير وجوب حص ااولها على ة ااكوع من المجني عليو أو إذن من هيئة عامة أو طلب من‬ ‫ا‬
‫جهة معينة بالقانون‪ ،‬س ا ا ا اواء يلغها خير ارتكاب الجريمة يواسا ا ا ااطة بزغ أو بخي طريقة أخرع‪ ،‬ألن الجريمة‬
‫بطييعتها تتضمن وقائع تمس بالنظام العام وبارداب العامة(‪.)1‬‬
‫‪ -2‬األساس القانون للشكوى‬
‫يقوم األس ا ا اااس القانوني للة ا ا ااكوع لدع أنص ا ا ااار هذا المذهب إلى كون امتناع العقاب عند عدم تقديم‬
‫ةكوع ليس سيبو سقوط حق الدولة في العقاب‪ ،‬وانما هو عدم تحيك الدعوع العمومية الذي يقود يدوره إلى‬
‫عدم العقاب(‪ ،)2‬واستدلوا على ذلك بعدة حجج نوردها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬جعل الةا ا ا ا ااكوع ذات طييعة إجرائية يعني أن جزاء تحريكها على الرغم من توافر القيد‪ ،‬أي على‬
‫الرغم من عدم تقديم الةا ااكوع هو عدم قيول الدعوع وليس يراءة المتهم(‪)3‬وهذا الحكم ولو كان باتاا ال يحول‬
‫دون إعادة محاكمة نفس الجاني عن ذات الواقعة إذا ما تم تقديم الةا ا ااكوع الحاقا‪ ،‬وهذا إن دل على ةا ا اايء‬
‫إنما يدل على أن الةا ااكوع ال ةا ااخن لها بالموضا ااوع‪ ،‬أي بالوجود القانوني للجريمة واسا ااتحقاق العقاب إذ لو‬
‫كان األمر كذلك الستحالت المحاكمة من جديد تطيياقا لقاعدة عدم جواز محاكمة الةخص عن ذات الفعل‬
‫مرتين(‪.)4‬‬
‫‪ -‬إذا كان القانون يعلق العقاب على الجريمة على تحقق ةرط معين‪ ،‬فإن مدة التقادم تيدأ من اليوم‬
‫الذي يتحقق فيو هذا الة ا ا ا اارط‪ ،‬إال في الجرائم التي يعلق العقاب فيها على تقديم ة ا ا ا ااكوع أو إذن أو طلب‪،‬‬
‫جليا أن نظام قيود الدعوع العمومية‪ ،‬غر ايبا‬
‫فإن مدة التقادم تيدأ من يوم ارتكاب الجريمة‪ ،‬ومن هذا يتيين ا‬
‫عن الفكرة الموض ااوعية ألنو إذا كان التقادم ييدأ من يوم تمام الجريمة‪ ،‬فإن هذه القيود ليس اات من عناصا ار‬
‫الجريمة‪ ،‬ألن الفعل المعاقب عليو ال يتحقق يتقديم الةا ااكوع(‪ ،)5‬ويضا اايف أصا ااحاب هذا الرأي أن الةا ااكوع‬
‫عقابا وال تخفف منو وال تةا ا ا ا ا اادده‪ ،‬وانما تضا ا ا ا ا ااع‬
‫ذات طييعة إجرائية ألنها ال تجرم فعزا وال نتيجة وال تحدد ا‬

‫(‪ -)1‬عيد أ أوهاييية‪ ،‬ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.73-72‬‬
‫نموذجا) ‪ :‬د ارسا ا ااة تخصا ا اايلية تحليلية‬
‫ا‬ ‫(‪ -)2‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬اتجاه جديد نحو خوص ا ا اصا ا ااة الدعوع العمومية(حالة الةا ا ااكوع‬
‫مقارنة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.402‬‬
‫(‪ -)3‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫(‪ -)4‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬الحق في الةا ااكوع في التة ا اريع الجزائري والمقارن‪ :‬اتجاه جديد نحو خوص ا اصا ااة الدعوع العمومية‪،‬‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫(‪ -)5‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.213-212‬‬

‫‪67‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫طا الستعمال الدولة حقها في العقاب عند توافر أركان الجريمة(‪.)1‬‬


‫ةرو ا‬
‫‪ -‬التص ا ااور الموض ا ااوعي لقيود الدعوع العمومية‪ ،‬يقود إلى اس ا ااتبعاد الجريمة التبعية في حالة تخلف‬
‫الةكوع أو الطلب‪-‬عند تطلب أي منهما‪-‬بالنسبة للجريمة األصلية‪ ،‬إذ ال تعتير هذه األخيرة قائمة ومنتجة‬
‫رثارها إال يتقديم الةكوع وهو أمر غير مقيول ا‬
‫قانونا(‪.)2‬‬
‫‪ -‬التنازل حاقا ذا طييعة إجرائية‪ ،‬إذ إن التنازل ال يترتب عليو محو جريمة الجاني أو كما عير عن‬
‫ذلك بخنو دليل قاطع على عدم وقوعها‪ ،‬وسااند ذلك أن المةاارع في غاليية القوانين اإلجرائية والعقايية‪-‬ومنها‬
‫القانون الجزائري‪ ،‬الفرنسي‪ ،‬المصري‪ -‬قد عد التنازل أحد أسباب انقضاء الدعوع العمومية التي هي وسيلة‬
‫الدولة في اقتضااء حقها في العقاب‪ ،‬وليس أحد أساباب انقضااء حق الدولة في العقاب‪ ،‬أي ساقوط الجريمة‬
‫التي نةااخ على أساااسااها هذا الحق ومحو جميع اثارها‪ ،‬كما أنو لو صااح ما ذهب إليو هذا الجانب من الفقو‬
‫لترتب على التنازل انقض ا ا اااء الدعوع المدنية أيض ا ا ااا‪ ،‬إذ ال يتص ا ا ااور بعد ذلك إمكانية إلزام مرتكب الجريمة‬
‫يتعويض المجني عليو عن األض ا ا ا ا ا ارار التي لحقتو من جراء وقوع الجريمة‪ ،‬وهو األمر الذي تجمع القوانين‬
‫على خزفو‪ ،‬فالتنازل‪-‬كقاعدة عامة‪ -‬ال تخثير لو على الدعوع المدنية(‪.)3‬‬
‫‪ -‬الةا ا ااكوع في نظر كثير من فقهاء القانون‪ ،‬وخاصا ا ااة فقهاء القانون اإليطالي‪ ،‬نخص منهم بالذكر‬
‫الفقيو سييييانتورو ‪ ،Santtoro‬وهو أحد أقطاب النظرية اإلجرائية بحيث يرع أن الطييعة اإلجرائية للةا ا ااكوع‬
‫هي التي تفسا ا ا اار لنا العديد من أحكامها‪ ،‬كتلك التي تتعلق يإنتاجها رثارها‪ ،‬حتى بعد موت الةا ا ا اااكي‪ ،‬ألنو‬
‫قيل وفاتو اسا ا ا ا ا ا ااتعمل سا ا ا ا ا ا االطة إجرائية بحتة وهي تقديم الةا ا ا ا ا ا ااكوع‪ ،‬ألنو لو كانت هذه األخيرة ذات طييعة‬
‫موض ا ا ااوعية النقض ا ا اات الدعوع العمومية يوفاة الة ا ا اااكي‪ ،‬أو كفاية تقديمها من أحد المجني عليهم في حالة‬
‫تعددهم‪ ،‬تطيياقا لألثر الواسع لبعض األعمال اإلجرائية(‪.)4‬‬
‫‪ -‬عزوة على ما سا اايق‪ ،‬فإن بعض فقهاء القانون يعتيرون أن التكييف اإلجرائي للةا ااكوع أو الطلب‬
‫أو اإلذن أنو أحد " المفترضااات اإلجرائية "‪ ،‬أي أنو "مفترض" لصااحة تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬وطباقا لهذا‬
‫التكييف‪ ،‬ال يجوز القول بخن قيود الدعوع العمومية " ة ا اارط عقاب" ومن باب أولى ال يجوز وص ا اافها بخنها‬
‫عنصا ا ا اار أو ركن في الجريمة‪ :‬فجميع أركان الجريمة متوافرة على الرغم من عدم تقديم الةا ا ا ااكوع‪ ،‬والعقوبة‬

‫(‪ -)1‬عيد الحليم فؤاد الفقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.100‬‬


‫(‪ -)2‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.214-213‬‬
‫(‪ -)3‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.315‬‬
‫(‪ -)4‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارسا ا ا ااة تخصا ا ا اايلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع‬
‫الس ااايق‪ ،‬ص ص ‪ ، 123-122‬عيد القادر قائد س ااعيد المجيدي‪ ،‬ة ااكوع المجني عليو كقيد من قيود تحريك الدعوع الجزائية‬
‫في القانون اليمني والجزائري‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.25‬‬

‫‪68‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫مس ااتحقة كذلك‪ ،‬ولكن الس ااييل إلى توقيعها قد انغلق لعقبة إجرائية عارض ااة(‪ )1‬اعترض ااتو‪ ،‬فإذا ارتفعت انفتح‬
‫ذلك السييل(‪.)2‬‬
‫وعلى ضوء ما جاد بو أصحاب الطييعة اإلجرائية للةكوع نتوصل إلى أن ةكوع المجني ال عزقة‬
‫لها بالحق في العقاب وانما تتعلق بة ااروط تحريك الدعوع العمومية باعتبارها اس ااتثناء على ص اافة التلقائية‪،‬‬
‫واذا كان األمر في النهاية يقضا ا ا ا ااي إلى عدم توقيع العقاب فإن هذا يكون نتيجة غير مباة ا ا ا ا ارة السا ا ا ا ااتحالة‬
‫تحريك الدعوع العمومية التي تكون يدورها نتيجة مباةرة لعدم تقديم الةكوع(‪.)3‬‬
‫عد التنازل حاقا ذا طييعة إجرائية أن انقضا اااء الدعوع العمومية بالتنازل يعد من النظام‬
‫ويترتب على د‬
‫العام‪ ،‬ومن ثم يكون للقاضي أو المحكمة أن تقضي يذلك ولو من تلقاء نفسها وفي أي مرحلة كانت عليها‬
‫الدعوع العمومية حتى صا ا اادور الحكم النهائي فيها‪ ،‬كما يترتب على ذلك أيضا ا ااا أن التنازل يحدث أثره في‬
‫انقضاء الدعوع العمومية بالنسبة للمتهم بحكم القانون‪ ،‬لذلك ال يلزم موافقة األخير أو رضائو بالتنازل(‪.)4‬‬
‫نس ا ا ااتخلص مما س ا ا اايق وفقا لهذه النظرية أن الة ا ا ااكوع ومن ثم التنازل عنها من طييعة إجرائية بحتة‬
‫ومتى قدمت على أكمل وجو انتجت أثرها في استعادة النيابة العامة حريتها في تحريك الدعوع العمومية‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الطبيعة المختلطة للحق ف الشكوى‬
‫يرع أنص ا ا ا ا ا ا ااار هااذا المااذهااب أن الحق في الةا ا ا ا ا ا ااكوع ذو طييعااة مختلطااة‪ ،‬يتزعمااو الفقيااو اإليطااالي‬
‫كاميل ‪ ،)5( Cameli‬الذي يرع أن للةكوع وظائف ثزث‪:‬‬
‫ائيا من ةا ااروط تحريك الدعوع‬ ‫اوعيا للعقاب‪ ،‬وثانيها قد تكون ةا اار ا‬
‫طا إجر ا‬ ‫طا موضا ا ا‬‫أولها قد تكون ةا اار ا‬
‫أخير قد تكون حاقا ة ا ااخص ا ا اايا للمجني عليو في عدد معين من الجرائم خص ا ااها المة ا اارع‬
‫العمومية‪ ،‬وثالثها و اا‬
‫بالنص الص ا ا ا ا ا اريح‪ ،‬ال يجوز المحاكمة من أجلها إال يناء على ةا ا ا ا ا ااكواه(‪ ،)6‬وفي هذه الجرائم فإن الحق في‬

‫(‪ -)1‬بمعنى أنو بمجرد تقديم الةااكوع أو الطلب أو الحصااول على إذن‪ ،‬يجوز تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬فهذه القيود إذن ذات‬
‫طييعة عارضا ا ا ااة‪ ،‬فتقييد تحريك الدعوع العمومية أمر مؤقت‪ ،‬فإذا ارتفع القيد اسا ا ا ااتردت النيابة العامة حريتها وسا ا ا االطتها في‬
‫تقدير مزئمة التص ا ا اار في الدعوع العمومية‪ ،‬فلها أن تحرك هذه الدعوع‪ ،‬أو ال تحركها‪ ،‬علي ة ا ا اامزل‪ ،‬الجديد في ةاا ا اارئ‬
‫قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬الكتاب األول ‪ :‬االستدالل واالتهام‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫(‪ -)2‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫(‪ -)3‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬الحق في الةا ااكوع في التة ا اريع الجزائري والمقارن‪ :‬اتجاه جديد نحو خوص ا اصا ااة الدعوع العمومية‪،‬‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫(‪ -)4‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.316-315‬‬
‫)‪(5‬‬
‫‪- VITTORE CAMELI, Le condisioni obiettive di punibilità e la sfera dei principi penali, Morano EDITORE,‬‬
‫‪NAPOLI, Italia, 1961, p 43.‬‬
‫نقز عن‪ :‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارسا ا ا ا ااة تخصا ا ا ا اايلية تحليلية مقارنة‪،‬‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.124‬‬
‫(‪ -)6‬عيد الحليم فؤاد الفقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.102-101‬‬

‫‪69‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الةكوع إنما هو حق خاص بالمجني عليو‪ ،‬وأن هذا الحق ال ينةخ إال بعد تمام الجريمة‪ ،‬ويرع ا‬
‫دائما الفقيو‬
‫كاميل أنو بمجرد ارتكاب الجريمة ينةااخ حقين‪ :‬أولهما حق الدولة في العقاب والثاني حق المجني عليو في‬
‫اقتض ا اااء التعويض‪ ،‬وبالنس ا اابة لحق المجني عليو في التعويض فهو ينة ا ااخ يين الجاني والمجني عليو‪ ،‬ومن‬
‫الممكن اقتضاؤه خارج نطاق الدعوع العمومية(‪.)1‬‬
‫أما بالنس ا اابة لحق الدولة في العقاب فإن دعوع الحق العام هي الوس ا اايلة الوحيدة والكفيلة القتض ا ااائو‪،‬‬
‫تماما من حيث النطاق الموض ا ااوعي و النطاق الة ا ااخص ا ااي‪ ،‬وأس ا ااباب اقتض ا ااائهما‪،‬‬
‫وهذان الحقان مختلفان ا‬
‫وكذلك ينةخ حق ثالث هو حق الةكوع بالنسبة للجرائم التي تستلزم ذلك وهو ليس مطلاقا للحق في العقاب‬
‫ألن الحق في العقاب لصيق بالدولة‪ ،‬وان كان للمجني عليو حق في اقتضائو‪ ،‬ولهذا فإن الحق في الةكوع‬
‫يختلف عن كل من حق الدولة في العقاب ومصا ا ا ا ا ا االحة المجني عليو في إنزالو ثم عن حقو في اقتضا ا ا ا ا ا اااء‬
‫التعويض المدني(‪.)2‬‬
‫وقد انتقد البعض هذا الرأي ألنو لم يحسم طييعة الةكوع‪ ،‬فهي إما أن تكون ذات طييعة موضوعية‬
‫أو إجرائية وال وسا ا ا ااا يين االثنين(‪ ،)3‬ألنو من العيث اعتبار قاعدة ما موضا ا ا ااوعية واجرائية في ان واحد أو‬
‫ذات طييعة مختلطة لعدم تحديد الطييعة التي بموجيها تتحدد النتائج العملية لتطييق القاعدة(‪.)4‬‬
‫وينتقد األس ا ااتاذ حسييينين إبراهيم صيييالح عبيد هذا الرأي‪ ،‬بالقول‪ :‬أنو من غير المنطقي الحديث عن‬
‫نظام ذي طييعة مختلطة موض ا ا ااوعية واجرائية في نفس الوقت‪ ،‬وكان على األرجح القول أن حق الة ا ا ااكوع‬
‫ذو وجهين مختلفين موضا ا ا ا ا ا ااوعي واجرائي داخل طييعة إجرائية واحدة‪ ،‬وهو بالطبع قول مختلف عن كونو‬
‫خليا يين طييعتين مختلفتين ‪ ،‬و من جهااة أخرع فااإن الةا ا ا ا ا ا اايء الااذي أتى بااو الفقيااو اإليطااالي كاميل ال‬
‫بسيا في التحليل(‪.)5‬‬ ‫يختلف عن المذهب الموضوعي بحيث يتم الوصول معو إلى نفس النتيجة باختز‬
‫وخزصااة لهذا المذهب‪ ،‬فإن أهم النتائج المتوصاال إليها من خزل كون الحق في الةااكوع ذو طييعة‬
‫مختلطة موضوعية واجرائية هي(‪:)6‬‬

‫(‪ -)1‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارسا ا ا ااة تخصا ا ا اايلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪.124‬‬
‫(‪ -)2‬منصوري الميروك‪ ،‬عقباوي محمد عيد القادر‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.464‬‬
‫(‪ -)3‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ، 88‬عيد الحليم فؤاد الفقي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫(‪ -)4‬ةاهر محمد علي المطيري‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫(‪ -)5‬حس ا اانين إيراهيم ص ا ااالح عييد‪ ،‬ة ا ااكوع المجني عليو‪ :‬تاريخها‪ ،‬طييعتها‪ ،‬أحكامها‪-‬د ارس ا ااة مقارنة‪ ،-‬دار النهض ا ااة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1975 ،‬ص ص ‪.74-73‬‬
‫نقزا عن‪ :‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارسا ا ا ا ااة تخصا ا ا ا اايلية تحليلية مقارنة‪،‬‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫(‪ -)6‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.127-126‬‬

‫‪70‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫‪ -‬أن الحق في الةا ا ااكوع حق خالص للمجني عليو‪ ،‬يمكنو أن يسا ا ااتعملو أو يتنازل عنو ص ا ا اراحة أو‬
‫امنيا س اواء بعدم اسااتعمالو أو التنازل عنو بعد االسااتعمال وأنو ذو طابع اسااتثنائي متعلق بعدد معين من‬
‫ضا ا‬
‫الجرائم‪.‬‬
‫‪ -‬أن الحق في الةا ا ا ا ا ا ااكوع رغم كونو حق إجرائي إال أنو يجعل التنازل عن هذا الحق يترتب عليو‬
‫س ا ا ا ااقوط حق الدولة في العقاب بص ا ا ا اافة اس ا ا ا ااتثنائية‪ ،‬كما أنو يخلق رابطة من نوع خاص يين المجني عليو‬
‫والدولة تسا ا اامح بموجيها الدولة عن حقها في العقاب مقايل مصا ا االحة خاصا ا ااة للمجني عليو وهي مصا ا االحة‬
‫معارضة لها تةكل موضوع الحق في الةكوع‪.‬‬
‫‪ -‬أن الحق في الةكوع رغم كونو حق خاص إال أنو يستوعب حق عام وهو حق الدولة في العقاب‪،‬‬
‫ألن من ةروط استعمال هذا األخير وجوب تقديم ةكوع من المجني عليو ومجرد عدم استعمال هذا الحق‬
‫يؤدي إلى انقضاء حق الدولة في العقاب‪.‬‬ ‫أو التنازل عنو سو‬
‫الفرع الرابع‪ :‬التناز عن الشكوى و طبيعة شخصية‬
‫إلى أن حق التنازل عن الةااكوع ذو طييعة ةااخصااية‪ ،‬من حيث تعلقو‬ ‫(‪)1‬‬
‫يذهب أصااحاب هذا الرأي‬
‫ونظر للحكمة من إعطاء هذا األخير الحق في التنازل عن ةا ا ا ااكواه من‬
‫اا‬ ‫بةا ا ا ااخص المجني عليو من ناحية‪،‬‬
‫ناحية ثانية‪.‬‬
‫تقدم القول بخن المةا ا ا ا اارع قد قرر نظام الةا ا ا ا ااكوع لعدة اعتبارات أهمها حماية ةا ا ا ا ااعور المجني عليو‪،‬‬
‫والمحافظة على الروابا األس ا ا ارية والصا ا اازت العائلية يين المجني عليو والجاني‪ ،‬وكلها اعتبارات خاصا ا ااة‪،‬‬
‫لذلك فإن حق الةا ا ااكوع ذا طييعة ةا ا ااخصا ا ااية فز يسا ا ااتعمل هذا الحق إال المجني عليو‪ ،‬كذلك ولزعتبارات‬
‫نفسا ااها قرر المةا اارع للمجني عليو أن يتنازل عن الةا ااكوع‪ ،‬إذا رأع أن مصا االحتو كمجني عليو قد تتعارض‬
‫والسا ا ا ااير في إجراءات الدعوع‪ ،‬فهو أفضا ا ا اال من يقدر أهمية إنهاء اإلجراءات الجزائية يتنازلو عن ةا ا ا ااكواه‪،‬‬
‫وعلى ذلك يمكن القول بخن حق التنازل عن الةكوع هو أيضا حق ذو طييعة ةخصية فهو منوط بالمجني‬
‫عليو الذي منحو القانون حق تقدير االعتبارات الخاصة بالتنازل(‪.)2‬‬
‫ولما كان التنازل عن الةا ا ااكوع تخلي صا ا اااحب الحق عن حقو يإرادتو المنفردة‪ ،‬فهو عمل أحادي أو‬
‫قيول من جانب المتهم(‪ ،)3‬فهو‬ ‫تص ا اار قانوني باإلرادة المنفردة فز يلزم لص ا ااحتو أو إلتمامو أن يص ا اااد‬
‫رضا ا ااا من المجني عليو‪ ،‬يكون لو طابع ةا ا ااخصا ا ااي ولذلك فإن الحق في التنازل يثيت لصا ا اااحب الحق في‬

‫(‪ -)1‬محمود نجيب حس ا ااني فوزية عيد الس ا ااتار‪ ،‬المرجع الس ا ااايق‪ ،‬ص ‪ ،149‬أس ا ااامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع الس ا ااايق‪،‬‬
‫ص‪ ،312‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع الس ااايق‪ ،‬ص ‪ ،100‬عزت مص ااطفى الدس ااوقي‪ ،‬المرجع الس ااايق‪ ،‬ص ‪ ،238‬حس ااني‬
‫محمد السيد الجدع‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،298‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫(‪ -)2‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫(‪ -)3‬رفاه خضير جياد اإلدريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.103‬‬

‫‪71‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الةكوع وهو المجني عليو(‪.)1‬‬


‫وحق التنازل ذو طييعة ةا ا ا ا ااخصا ا ا ا ااية يعني أن الحق في التنازل مرتبا يذات الةا ا ا ا ااخص الذي منحو‬
‫ايتداءا‪ ،‬وبناء على ذلك فإن التنازل ال يمكن أن يباةاار إال لمن لو الحق في الةااكوع‪،‬‬
‫ا‬ ‫القانون حق الةااكوع‬
‫فز يكفي القول بخنو يتم ممن قدم الةا ااكوع‪ ،‬ذلك أنو قد يحدث أن يتقدم بالةا ااكوع من ليس بصا اااحب الحق‬
‫فيها‪ ،‬وانما وكيلو أو وليو أو الوصا ااي أو القيم عليو(‪ ،)2‬ولذلك إذا كان صا اااحب الحق في الةا ااكوع المقدمة‬
‫من القيم أو الوصا ا ا ا ااي أو الولي قد زالت عنو أسا ا ا ا ااباب الوصا ا ا ا اااية أو القوامة‪ ،‬فهو وحده الذي يملك التنازل‬
‫باعتبار أن تقدير اعتبارات التنازل منوط يذاتو‪ ،‬وليس القيم أو الوص ا ا ااي الذي يباة ا ا اار الة ا ا ااكوع وقت قيامو‬
‫بالقوامة أو الوصاية(‪.)3‬‬
‫وعلى ذلك ال يجوز للمجني عليو أن يتنازل عن هذا الحق لةا ا ا ا ا ا ااخص اخر بعوض أو يدونو بحيث‬
‫يحل لهذا األخير اس ا ا ااتعمال هذا الحق القائم على االعتبارات الة ا ا ااخص ا ا ااية البحتة‪ ،‬إال أن للمجني عليو أن‬
‫يوكل غيره في القيام بو نيابة عنو(‪.)4‬‬
‫ويترتب على هذه الجزئية‪ ،‬أنو إذا كانت الةا ا ا ا ا ا ااكوع قد قدمت يتوكيل خاص‪ ،‬فز يجوز لهذا الوكيل‬
‫الخاص أن يتنازل عنها إال يتوكيل خاص اخر يتعلق بالتنازل‪ ،‬ذلك أن الحق في الة ا ا ا ا ااكوع أمر مس ا ا ا ا ااتقل‬
‫تماما عن الحق في التنازل‪ ،‬ولذلك يجب أن ينص ص ا ا ا ا ا ا اراحة في التوكيل الخاص على حق الوكيل في‬
‫ا‬
‫مباةرتو إال إذا كانت وكالتو الخاصة يتقديم الةكوع تتضمن النص على إعطاء الوكيل حق التنازل عن‬
‫(‪)5‬‬

‫الةكوع التي قدمها‪ ،‬ويقرر الفقو الفرنسي ذلك دون نص خاص بو‪ ،‬سواء في الوكالة في تقديم الةكوع أو‬
‫الوكالة في التنازل عنها(‪.)6‬‬
‫ويترتب على اعتبار حق التنازل عن الةااكوع حاقا ةااخصا اايا يرتبا بةااخص المجني عليو كالحق في‬
‫تقديمها ‪ ،‬أن هذا الحق ال ينتقل إلى الورثة‪ ،‬فز يجوز للوارث حتى ولو توافرت فيو صا ا ا اافة المضا ا ا اارور أن‬

‫(‪ -)1‬حسني محمد السيد الجدع‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.298‬‬


‫(‪ -)2‬وتخسا ا ا اايا على ذلك فإن المةا ا اارع المصا ا ااري قد جانبو الص ا ا اواب في التعيير الذي اسا ا ااتعملو في المادة العاة ا ا ارة من قانون‬
‫اإلجراءات الجنائية‪ ،‬حيث اسااتهلها بارتي‪ " :‬لمن قدم الةااكوع أو الطلب‪ "...‬فقد يحمل هذا النص على أنو يخول الحق لكل‬
‫من تقدم بالةااكوع حتى ولو كان قد تقدم بالةااكوع يوصاافو ممثزا أو وكيزا عن صاااحب الحق في التنازل وهو المجني عليو‪،‬‬
‫حسني محمد السيد الجدع‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.298‬‬
‫(‪ -)3‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫(‪ -)4‬حمدي رجب عطية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫(‪ -)5‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.57-56‬‬
‫)‪(6‬‬
‫‪- A. Marchal, J. P jasper, droit criminel: traité théorique et pratique, T: II, 1965, p 912.‬‬
‫‪-Mahamed Abd Eltwab, les restrictions suspensives des poursuites pénales, Thèse, paris, 1986, p 240.‬‬
‫نقزا عن‪ :‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.299‬‬

‫‪72‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫يستعملو بعد وفاة المورث(‪ ،)1‬بمعنى أن وفاة المجني عليو بعد تقديمو ةكواه ينهي احتمال التنازل عنها(‪.)2‬‬
‫ويترتب على انقضا ا ا ا ا ا اااء الحق في التنازل بالوفاة قيل التنازل أنو حتى ولو كان هناك توكيل خاص‬
‫بمباةا ا ارة التنازل‪ ،‬فز يكون لو أثر بمجرد الوفاة قيل التنازل الفعلي‪ ،‬واذا قدمو الوكيل بعد ذلك فز يكون لو‬
‫أي أثر قانوني‪ ،‬وان كان يمكن أن يعد من دواعي تخفيف العقوبة في حدود السلطة التقديرية للقاضي(‪.)3‬‬
‫نظيريو‬ ‫ومن ثم فهو ال ينتقل إلى الورثة كقاعدة عامة‪ ،‬إال أن المةا ا ا ا ا ا اارع المصا ا ا ا ا ا ااري على خز‬
‫الجزائري والفرنس ا ا ا ا ااي اس ا ا ا ا ااتثنى من ذلك جريمة الزنا‪ ،‬فخجاز لكل واحد من أوالد الزوج الة ا ا ا ا اااكي من الزوج‬
‫المة ا ا ا ااكو منو أن يتنازل عن الة ا ا ا ااكوع وتنقض ا ا ا ااي يذلك الدعوع العمومية‪ ،‬وذلك طباقا لما ورد ينص المادة‬
‫العاةا ارة من ق إ ج م ‪ ،‬وس اايب هذا االس ااتثناء كما جاء في تقرير لجنة اإلجراءات الجنائية بمجلس الة اايوخ‬
‫المصري أنو روعي أن صدور الحكم يمس األوالد كما يمس الزوج‪ ،‬ويهمهم منع صدوره كما يهمو(‪.)4‬‬
‫ويةااترط في ذلك أن يكون األوالد من الزوج الةاااكي والزوج الزاني فقا‪ ،‬ونةااوء هذا الحق للورثة بعد‬
‫اجعا إلى كون الحق الةا ا ااخصا ا ااي قابزا لزنتقال ولكن مرده لترخيص القانون‪ ،‬إذن فحق‬ ‫وفاة المورث ليس ر ا‬
‫تماما عن حق المورث فهو اسا ااتثناء ال يصا ااح القياس عليو أو التوسا ااع في تفسا اايره‪ ،‬ومن ثم‬
‫الورثة مسا ااتقل ا‬
‫اعتيره بعض الفقو بخنو ليس اساتثناء على القاعدة العامة‪ ،‬ولكنو تقرير صافة خاص بطائفة معينة ينةاخ عند‬
‫وفاة صاااحب الحق األصاالي(‪)5‬على أساااس حرص المةاارع المصااري على رعاية مصاالحة هؤالء األوالد في‬
‫سااتر فضاايحة أحد أيويهم‪ ،‬األمر الذي من ةااخنو المحافظة على ساامعة وةاار األس ارة ككل(‪ ،)6‬وهو األمر‬
‫الذي دفع المة اارع للتوس ااع في هذا الص اادد نزوالا على االعتبارات س ااالفة الذكر‪ ،‬فجعل لكل واحد من األوالد‬
‫أن يتنازل‪ ،‬ولو لم يتنازل الباقون‪ ،‬أو حتى ولو أصااروا على السااير في إجراءات الدعوع‪ ،‬توسا ااعا في السااتر‬
‫ومنع الفضيحة قيل تسجيلها بحكم نهائي(‪ ،)7‬مع التخكيد على ةرط أن يكون الولد من الةاكي والمةكو منو‬
‫فإن كان ألحدهما دون ارخر فز يملك التنازل(‪.)8‬‬
‫موجودا‬
‫ا‬ ‫وبالنظر إلى االعتبارات التي دفعت المةاارع المصااري إلى إقرار هذا االسااتثناء الذي لم يكن‬
‫في مةا ااروع القانون وال في قانون تحقيق الجنايات وليس لو نظير في القانون الجزائري وال الفرنسا ااي إذ من‬

‫(‪ -)1‬حسني محمد السيد الجدع‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.299‬‬


‫(‪ -)2‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.149‬‬
‫(‪ -)3‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫(‪ -)4‬عيد السا اازم مقلد‪ ،‬الجرائم المعلقة على ةا ااكوع والقواعد اإلجرائية الخاصا ااة يها‪ ،‬دار المطيوعات الجامعية‪ :‬اإلسا ااكندرية‪،‬‬
‫مصر‪( ،‬د‪ .‬س)‪ ،‬ص ‪ ،36‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.313‬‬
‫(‪ -)5‬حسني محمد السيد الجدع‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.299‬‬
‫(‪ -)6‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،150‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫(‪ -)7‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.219‬‬
‫(‪ -)8‬عيد السزم مقلد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.36‬‬

‫‪73‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المقرر أن وفاة الةا ا ا اااكي بعد تحريك الدعوع العمومية ال تخثير لو على سا ا ا اايرها ولكن اللجنة رأت اسا ا ا ااتثناء‬
‫جريمة الزنا وتقرير وجوب انتقال حق الةاكي في التنازل عن الةكوع إلى أوالد الزوج المةكو منو محافظة‬
‫على س ا ا اامعة العائزت(‪ ،)1‬يرع الباحث أنو توجو محمود من ة ا ا ااخنو تحقيق الغرض الذي ة ا ا اارع ألجلو تقييد‬
‫النيابة العامة في تحريك الدعوع العمومية بالةا ا ا ا ا ااكوع‪ ،‬وبالتبعية التنازل عنها‪ ،‬وال يوجد ما يمنع المةا ا ا ا ا اارع‬
‫الجزائري من تينيو في تنظيمو إلجراء التنازل عن الةكوع‪.‬‬
‫وبالنظر إلى ارراء السا ا ااابقة‪ ،‬يؤيد الباحث الرأي القائل بخن التنازل عن الةا ا ااكوع ذو طييعة إجرائية‪،‬‬
‫عدة اعتبارات تقوم أسا ا ااا اس ا ا اا على التفرقة يين القواعد اإلجرائية والموضا ا ااوعية‪ ،‬فتعتير‬
‫وذلك باالسا ا ااتناد إلى د‬
‫القاعدة موضوعية إذا كان من ةخنها إنةاء أو تعديل أو إنهاء حق الدولة في العقاب‪ ،‬أما إذا كانت تتصل‬
‫بةروط استعمال هذا الحق‪ ،‬الدعوع العمومية‪ ،‬أو يوضعو موضع التنفيذ‪ ،‬فتعتير ذات طييعة إجرائية‪ ،‬وان‬
‫كان يس ا ا ا ااتفيد منها المتهم من عدم توقيع العقاب عليو(‪ ،)2‬وبهذا فالتنازل عن الة ا ا ا ااكوع كتقديمها ذو طييعة‬
‫إجرائية بحتة‪ ،‬التصا ا ااالو بالدعوع العمومية باعتبارها وسا ا اايلة الدولة في اقتضا ا اااء حقها في العقاب‪ ،‬كما أن‬
‫التة ا ا ا ا ا ا اريعات المقارنة محل ا لد ارس ا ا ا ا ا ا ااة تتفق على تنظيم إجراءات الدعوع العمومية في قانون اإلجراءات‬
‫الجزائية‪،‬باإلضافة إلى أنها تتفق على ترتيب أثر واحد على التنازل عن الةكوع يتمثل في انقضاء الدعوع‬
‫العمومية‪ ،‬وليس انقضاء حق الدولة في العقاب‪ ،‬إذ أن التنازل ال يترتب عليو محو جريمة الجاني‪.‬‬
‫باإلضااافة إلى ذلك‪ ،‬ولما كان التنازل عن الةااكوع حق متولد ومقايل للحق في الةااكوع‪ ،‬وكانت هذه‬
‫طا لرفع القيد على المتابعة‪ ،‬وباتفاق التة ا ا ا ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ا ا ا ااة على أن عدم تقديم‬
‫األخيرة ةا ا ا ا اار ا‬
‫الةااكوع يترتب عليو عدم جواز تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬وان تم ذلك دون رفع هذا القيد وجب الحكم بعدم‬
‫قيول الاادعوع وبطزن اإلجراءات لتعلقهااا بااالنظااام العااام‪ ،‬وهي أمور إجرائيااة خااالص ا ا ا ا ا ا ااة‪ ،‬فااإن التنااازل عن‬
‫الةكوع كتقديمها من طييعة إجرائية بحتة‪.‬‬
‫‪ -‬الطبيعة القانونية للتناز عن الشكوى ف التشريعات المقارنة محل الدراسة واالجتهاد القضائ‬
‫اختلف الفقو في الجزائر يين من يرع بخن المة ا اارع الجزائري يميل إلى األخذ بالطييعة الموض ا ااوعية‪،‬‬
‫ألنو لم يكتف يتنظيم حاالت الة ااكوع بقانون العقوبات يل جعل أحكامها كذلك منظمة ينفس القانون ماعدا‬
‫نص المادة ‪ 6‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج التي تنص على انقض اااء الدعوع العمومية بس ااحب الة ااكوع‪ ،‬هذا مع اإلة ااارة‬
‫أحكاما مفصاالة لجرائم الةااكوع‪ ،‬ماعدا ما تعلق بكون الةااكوع ةاارط لتحريك‬
‫ا‬ ‫أن المةاارع الجزائري لم يجعل‬
‫مقتديا في ذلك ينظيره الفرنس ااي‪ ،‬مس ااتدالا ص اااحبو بمجموعة‬
‫ا‬ ‫الدعوع العمومية وأن التنازل يض ااع ا‬
‫حدا لذلك‪،‬‬
‫من المواد‪ 330 :‬من ق ع ج‪ 331 ،‬ق ع ج‪ 442 ،‬ق ع ج‪ ،‬حيث ورد النص عليها في قانون العقوبات‬

‫(‪ -)1‬حمدي رجب عطية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.101‬‬


‫(‪ -)2‬عيد القادر قائد سعيد المجيدي‪،‬ةكوع المجني عليو كقيد من قيود تحريك الدعوع الجزائية‪،...:‬المرجع السايق‪،‬ص ‪.46‬‬

‫‪74‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫سواء ما تعلق بالحاالت أو األحكام(‪.)1‬‬


‫في حين يرع البعض أن المة ا اارع الجزائري يخخذ بالطييعة اإلجرائية للتنازل عن الة ا ااكوع وذلك ألنو‬
‫ائيا وهو انقضاااء الدعوع العمومية والتي هي وساايلة الدولة في اقتضاااء حقها‬
‫أثر إجر ا‬
‫رتب على هذا التنازل اا‬
‫اوعيا كاليراءة أو اإلعفاء‪ ،‬باإلضا ااافة إلى أنو نص على هذا األثر اإلجرائي‬
‫أثر موضا ا ا‬
‫في العقاب ولم يرتب اا‬
‫اتندا أيضا ا ا ا ا ااا في تحليلو إلى أن المةا ا ا ا ا اارع‬
‫وتحديدا ينص المادة ‪ 6‬منو‪ ،‬مسا ا ا ا ا ا ا‬
‫ا‬ ‫في قانون اإلجراءات الجزائية‬
‫الجزائري اس ااتعمل مص ااطلحات تدل على الطييعة اإلجرائية مثل‪ ... " :‬وبس ااحب الة ااكوع إذا كانت ة اار ا‬
‫طا‬
‫الزاماا للمتااابعااة "(‪ ،)2‬و" ال يجوز اتخاااذ إجراءات المتااابعااة الجزائيااة "(‪ ،)3‬و"‪ ...‬فز تتخااذ إجراءات المتااابعااة‬
‫"(‪ ،)4‬على الرغم من أنو قام بالنص على حاالت الةكوع والتنازل عنها في قانون العقوبات‪ ،‬واعتير ذلك ال‬
‫يعد دليزا على أنو يخخذ بالطييعة الموضا ا ااوعية للتنازل عن الةا ا ااكوع‪ ،‬بحجة أن المةا ا اارع الجزائري لم يخخذ‬
‫يهذا المعيار أي معيار الموضا ا ا ا ا ا ااع الذي نص فيو المةا ا ا ا ا ا اارع على القاعدة‪ ،‬فز يجوز القول بخن القاعدة‬
‫الموضا ا ااوعية هي ما ورد النص عليو في قانون العقوبات وأن القاعدة اإلجرائية هي ما ورد النص عليو في‬
‫قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬وقد أعطى أمثلة على ذلك‪ ،‬كالقواعد الخاص ا ا ا ااة بالة ا ا ا ااكوع في جريمة الزنا التي‬
‫نص عليها المةا ا ا اارع الجزائري في قانون العقوبات‪ ،‬كما نص على قواعد موضا ا ا ااوعية في قانون اإلجراءات‬
‫الجزائية كالنصوص الخاصة يجرائم الةاهد الذي يمتنع عن الحضور ( م ‪ 2 –97‬من ق إ ج ج) أو يمتنع‬
‫عن أداء الةهادة ( م ‪ 98‬من ق إ ج ج) أو طمس اثار الجريمة ( م ‪ 43‬من ق إ ج ج)(‪.)5‬‬
‫والباحث يرع أن ما ذهب إليو الرأي الثاني باعتبار أن المةا ا ا ا ا ا اارع الجزائري يخخذ بالطييعة اإلجرائية‬
‫للتنازل عن الةكوع جدير بالتخييد لذات األسباب التي أوردها صاحب هذا الرأي‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك فالتةريعات المقارنة محل الدراسة تتفق في اعتبارها التنازل عن الةكوع كتقديمها‬
‫من طييعة إجرائية متعلقة بالدعوع العمومية‪ ،‬فبالنسا ا ا اابة للتة ا ا ا اريع المصا ا ا ااري‪ ،‬فبعض النصا ا ا ااوص القانونية‬
‫تصا اارئ يوضا ااوئ بالطييعة اإلجرائية للةا ااكوع مثل نص المادة ‪ 273‬من ق ع م والتي تنص على أنو‪ " :‬ال‬
‫يجوز محاكمة الزانية إال يناء على دعوع من زوجها‪ ،)6()...‬كما حدد القانون مدة سا ا ا ا ا اريان حق الة ا ا ا ا ااكوع‬
‫وهي ثزثة أةهر من يوم علم المجني عليو بالجريمة ومرتكيها طباقا لنص المادة الثالثة من ق إ ج م‪ ،‬وهذا‬
‫يؤكد أن الةكوع ال تتصل بخركان الجريمة وال عناصرها أي نةخة سلطة الدولة في العقاب(‪.)7‬‬

‫(‪ -)1‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬دراسة تخصيلية…‪،‬المرجع السايق‪،‬ص‪.127‬‬
‫‪ 4‬من ق إ ج ج‪.‬‬ ‫(‪ -)2‬المادة ‪6‬‬
‫(‪ -)3‬المادة ‪ 369‬من ق ع ج‪.‬‬
‫(‪ -)4‬المادة ‪ 326‬من ق ع ج‪.‬‬
‫(‪ -)5‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.45-44‬‬
‫(‪ -)6‬المادة ‪ 273‬من قانون رقم ‪ 58‬لسنة ‪ ،1973‬المتضمن إصدار قانون العقوبات المصري‪ ،‬المرجع السايق‪.‬‬
‫(‪ -)7‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.89‬‬

‫‪75‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫وهو األمر الذي ينطيق على عديد نصااوص الةااكوع في التة اريع الفرنسااي‪ ،‬مثل نص المادة ‪–226‬‬
‫ينص ا ا ااها على‪ ..." :‬ال يجوز ممارس ا ا ااة الدعوع العمومية إال بة ا ا ااكوع المجني عليو‪،)1("...‬‬ ‫‪ 6‬من ق ع‬
‫(‪.)2‬‬ ‫ونص المادة ‪ 22-226‬من ق ع‬
‫فالتة ا ا ا ا ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ا ا ا ا ااة تتفق في اعتبارها التنازل عن الةا ا ا ا ا ااكوع كتقديمها من طييعة‬
‫إجرائية‪ ،‬السيما وأن كل من التةريع الجزائري والفرنسي والمصري يتفقون في ترتيب أثر واحد على التنازل‬
‫‪-10 ،‬‬ ‫عن الةااكوع وهو انقضاااء الدعوع العمومية ينص المواد ‪ 3-6‬من ق إ ج ج‪ 3-6 ،‬من ق إ ج‬
‫اوعيا كاليراءة أو اإلعفاء كما تقدم ذكره‪ ،‬ولو كان منص ا ا ا ا ااوص على‬
‫أثر موض ا ا ا ا ا ا‬
‫‪ 1‬من ق إ ج م‪ ،‬ولم يرتيوا اا‬
‫حاالت وأحكام الةكوع في قانون العقوبات ألنو ليس بمعيار قاطع في هذا المجال‪.‬‬
‫وعليو فالتنازل عن الة ا ااكوع عقبة إجرائية تحول دون االس ا ااتمرار في إجراءات الدعوع‪ ،‬ومن ثم فإنو‬
‫إذا كان يترتب على التنازل عدم إيقاع العقاب بحق المةا ا ا ا ا ا ااكو منو‪ ،‬فإن ذلك ال يرجع إلى ارتباط التنازل‬
‫بحق الدولة في العقاب‪ ،‬الذي ينة ا ااخ بمجرد ارتكاب الجريمة‪ ،‬وانما يرد إلى ارتباط التنازل يوس ا اايلة اقتض ا اااء‬
‫هذا الحق‪ ،‬وهي الدعوع العمومية التي تنقضي بالتنازل‪.‬‬
‫واذا كانت التة ا ا ا ا ا ا اريعات المقارنة محل الد ارس ا ا ا ا ا ا ااة تتفق على األخذ بالطييعة اإلجرائية للتنازل عن‬
‫الة ااكوع‪ ،‬فاالجتهاد القض ااائي سا اواء في الجزائر أو مص اار أو فرنس ااا هو ارخر تينى المذهب اإلجرائي في‬
‫أحكام عديدة نذكر منها على سييل المثال‪:‬‬
‫قرار المحكمة العليا بالجزائر القاضي يا ا ا اا‪ ":‬إن الدعوع العمومية تنقضي في حالة سحب الةكوع إذا‬
‫وبناءا على ذلك يتعين على المجلس أن يخخذ بعين االعتبار سا ا ااحب ةا ا ااكوع‬ ‫ا‬ ‫الزما للمتابعة‪،‬‬
‫طا ا‬ ‫كانت ةا ا اار ا‬
‫حدا للمتابعة الجزائية النقضاء الدعوع العمومية"(‪.)3‬‬
‫الضحية في قضية سرقة يين األقارب وأن يضع ا‬
‫وكذلك قرار المحكمة العليا في الطعن بالنقض المؤرخ في ‪ 17‬جانفي ‪ 1979‬رفعو متهمان ضا ا ا ا ا ا ااد‬
‫قرار صا ااادر عن مجلس قضا اااء سا ااعيدة يتاريخ ‪ 16‬جانفي ‪ 1979‬والقاضا ااي يإدانتهما وعقايهما بعام حبس‬
‫نافذ من أجل جنحة الزنا والمة ا اااركة في الزنا الفعلين المنص ا ااوص والمعاقب عليهما بالمادة ‪ 339‬من ق ع‬
‫ج‪ ،‬فتاريخ الوقائع وتاريخ القرار القاضي باإلدانة وتاريخ الطعن بالنقض كلها كانت قيل صدور القانون رقم‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- "… l'action publique ne peut être exercée que sur plainte de la victime…" L'article 226-6, CPF: codifié par loi‬‬
‫‪n° 92-684 du 22 juillet 1992 portant réforme des dispositions du code pénale relative à la répression des crimes et‬‬
‫‪délits coutre les personnes (1), JORF n° 169 du 23 juillet 1992, Modifié par loi n° 2016-1321 du 7 octobre 2016-‬‬
‫‪art. 67, pour une république numérique (1), JORF n° 0235 du 8 octobre 2016.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪- "… la poursuite ne peut être exercée que sur plainte de la victime…" L'article 226-22-3, CPF, codifié par loi‬‬
‫‪92-684 , Op-Cit, Modifié par ordonnance n° 2000-916 du 19 septembre 2000-art. 3 portantes adaptations de la‬‬
‫‪valeur en euros de certains montants exprimés en francs dans les textes législatifs, JORF n° 0220 du 22 septembre‬‬
‫‪2000.‬‬
‫(‪ -)3‬قرار صادر يتاريخ ‪ 20‬ديسمير ‪ ،1970‬عن الغرفة الجنائية‪ ،‬منةور عند جيزلي بغدادي‪ ،‬االجتهاد القضائي في المواد‬
‫الجزائية‪ ،‬المؤسسة الوطنية لزتصال والنةر واالةهار‪،‬رويبة‪ ،‬الجزائر‪،‬ج ‪ ،1‬د ط)‪،1996 ،‬ص ‪.105‬نقالً عن‪:‬عيد الرحمان‬
‫الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪:‬دراسة تخصيلية تحليلية مقارنة‪،‬المرجع السايق‪،‬ص ‪.129‬‬

‫‪76‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫‪ 04-82‬المؤرخ في ‪ 13‬فيفري ‪ ،1982‬إال أن الفص اال في الطعن بالنقض تم في ظل سا اريان هذا القانون‪،‬‬
‫حيث جاء في تس ااييب هذا القرار‪" :‬حيث أنو بالرجوع إلى الملف يتض ااح أن الزوج الة اااكي (ع ع) أمض ااى‬
‫يحا ص ااودق عليو في يلدية عين الحجر في ‪ 5‬ديس اامير ‪ 1980‬يفيد أنو يس ااحب ة ااكايتو الموجهة من‬
‫تصا ار ا‬
‫أجل الزنا ضد زوجتو (ع خ) و(ع ق)‪.‬‬
‫وحيااث أن المااادة ‪ 339‬من قااانون العقوبااات المعاادلااة بااالقااانون رقم ‪ 04-82‬المؤرخ في ‪ 13‬فيفري‬
‫حدا لكل متابعة‪.‬‬
‫‪ 1982‬تنص على أن صفح الزوج يضع ا‬
‫حيث أن المادة الم كورة تدخل ف قوانين الشييييكل الت تسييييري عل الماضيييي وتطبق ًا‬
‫فور فيتعين‬
‫العمل يها وانهاء المتابعة كلها يإرادة الةاااكي والتصاريح بانقضاااء الدعوع العمومية وفاقا لنص المادة ‪ 6‬من‬
‫قانون اإلجراءات الجزائية "(‪.)1‬‬
‫ومن ق اررات محكم ا ااة النقض المص ا ا ا ا ا ا اري ا ااة القرار الت ا ااالي‪..." :‬إن انقض ا ا ا ا ا ا ا ا اااء ال ا اادعوع الجن ا ااائي ا ااة‬
‫اعتبار من تاريخ االنقضا ا ا ا ا ا اااء‪ ،‬وينيني على عدم‬
‫اا‬ ‫بالتنازل هو عقبة إجرائية تحول دون اتخاذ إجراءات فيها‬
‫قيول الدعوع الجنائية إذا رفعت في مرحلة تالية لو ‪.)2("....‬‬
‫أما محكمة النقض الفرنس ا ااية فاعتيرت في أحد ق ارراتها أن س ا ااحب المة ا ااتكى للة ا ااكوع من ة ا ااخنو أن‬
‫حدا للمتابعة الجزائية(‪ ،)3‬ما يفهم منو أنو ذا طييعة إجرائية‪.‬‬
‫يضع ا‬
‫مجمل القول‪ ...‬أن التنازل عن الةكوع حق ةخصي للمجني عليو ذو طييعة إجرائية خالصة ةخنو‬
‫ةااخن الحق في الةااكوع‪ ،‬لساايب بساايا هو أن النصااوص الخاصااة بقيود تحريك الدعوع العمومية تتضاامن‬
‫قواعد إجرائية‪ ،‬على اعتبار أنها من الةا ا ا ااروط الززمة لصا ا ا ااحة إقامة الدعوع‪ ،‬وهي من صا ا ا االب المسا ا ا ااائل‬
‫الجزائية‪ ،‬أما ما قيل من أن الة ا ااكوع والتنازل عنها لهما طابع موض ا ااوعي لتخثيرهما على العقاب فهو تخثير‬
‫غير مباةا ا ا اار‪ ،‬والعيرة في تحديد طييعة القاعدة محل البحث هي بما تتضا ا ا اامنو من أحكام وليس بما يترتب‬
‫عليها في المدع البعيد من اثار(‪.)4‬‬

‫(‪ -)1‬قرار صا ا ا ا ا ا ااادر يتاريخ ‪ 27‬نوفمير ‪ 1984‬في الملف رقم ‪ ،29093‬عن غرفة الجنح والمخالفات بالمحكمة العليا‪ ،‬المجلة‬
‫القضائية‪ ،‬ع ‪ ،1‬س ‪ ،1990‬ص ‪ ،295‬نقزا عن‪ :‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.45-44‬‬
‫(‪ -)2‬طعن رقم ‪ ،8185‬السنة القضائية ‪ ،54‬جلسة ‪ 8‬أكتوبر ‪ ،1986‬مةار إليو لدع‪ :‬مصطفى مجدي هرجة‪ ،‬التعليق على‬
‫قانون اإلجراءات الجنائية المعدل بالقوانين‪ 145 :‬لس اانة ‪ ،2006‬و‪ 74‬لس اانة ‪ 2007‬و‪ 153‬لس اانة ‪ ،2007‬المجلد األول‪ :‬من‬
‫المادة (‪ )1‬إلى المادة (‪ ،)109‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.120‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪- Crim. 29.Janvier 2008, B. n°24, indiqué au: Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p 761.‬‬
‫(‪ -)4‬داليا قدري أحمد عيد العزيز‪ ،‬دور المجني عليو في الظاهرة اإلجرامية وحقوقو في التةا ا اريع الجنائي المقارن‪ :‬د ارس ا ااة في‬
‫علم المجني عليو‪ ،‬دار الجامعة الجيدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2013 ،‬ص ‪.394‬‬

‫‪77‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المبحث الثان ‪ :‬األحكام القانونية للتناز عن الشكوى‬


‫ترمي الس ااياس ااة الجزائية الحديثة إلى حماية حقوق ض ااحايا الجريمة‪ ،‬وذلك بالعمل على عدة محاور‪،‬‬
‫ثانيا‪ :‬زيادة فاعلية دور الضحايا في‬‫فهي أوالا‪ :‬تعمل على ضمان حصول الضحايا على تعويض مناسب‪ ،‬ا‬
‫الدعوع العمومية‪ ،‬ثالثاا‪ :‬إزكاء روئ التص ا ا ااالح يين الجاني وض ا ا ااحيتو يدالا من اللجوء إلى القض ا ا اااء‪ ،‬و اا‬
‫أخير‬
‫خير من قيد الةا ا ا ا ا ا ااكوع‬ ‫ابعا‪ :‬العمل من أجل تحقيق وقاية اجتماعية للمجني عليهم المحتملين‪ ،‬وال يوجد اا‬ ‫ور ا‬
‫والتنازل عنها لتحقيق هذه األهدا ‪ ،‬فتخويل المجني عليو حق الة ا ا ا ا ااكوع يتيح لو فرص ا ا ا ا ااة التص ا ا ا ا ااالح مع‬
‫الجاني(‪.)1‬‬
‫فالةا ا ااكوع والتنازل عنها من أهم صا ا ااور زيادة فاعلية دور الضا ا ااحايا في الدعوع العمومية‪ ،‬ومن أهم‬
‫الحقوق التي اهتمت التة ا ا ا ا ا ا اريعات المقارنة بحمايتها لتحقيق مصا ا ا ا ا ا االحة المجني عليو‪ ،‬غير أن تحقيق هذه‬
‫ائيا مالم يقرره وينظمو القانون في نص ا ااوص ا ااو العقايية واإلجرائية‪ ،‬وبذلك ال تكون‬ ‫المص ا االحة ال يكون عةا ا او ا‬
‫فكرة حق المجني عليو خارج األطر القانونية واال وجد المجتمع نفسا ا ا ا ااو أمام فكرة القصا ا ا ا اااص وأخذ الحقوق‬
‫باليد ومن ثم تعم الفوضى والزأمن وعدم االستقرار(‪.)2‬‬
‫وبالنظر إلى التة ا ا ا ا ا ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ا ا ا ا ا ااة فيما يخص األحكام القانونية لنظام التنازل عن‬
‫الةكوع نجد أن هذه األخيرة لم تحظى يتنظيم كا ٍ من طرفها‪ ،‬كما أنها نصت على هذه األحكام في عدة‬
‫مواد موزعة يين قانوني العقوبات واإلجراءات الجزائية‪ ،‬الس ا اايما المادة ‪ 3-6‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج ينص ا ااها على‪" :‬‬
‫الزما للمتابعة "(‪ ،)3‬والتي تتطايق مع نص‬
‫طا ا‬ ‫تنقضي الدعوع العمومية ‪ ...‬وبسحب الةكوع إذا كانت ةر ا‬
‫المااادة ‪ 3-6‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪ .‬التي تنص على‪"… l'action publique pour l'application de la Paine :‬‬
‫‪s'éteint par…il en est de même en cas de retrait de plainte, lorsque celle-ci est une condition‬‬
‫" ‪ ،)4(nécessaire de la poursuite‬ونص المادة ‪ 10‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م ينص ااها على‪ " :‬لمن قدم الة ااكوع‪ ...‬أن‬
‫يتنازل عن الةكوع أو الطلب في أي وقت إلى أن يصدر في الدعوع حكم نهائي‪. )5("...‬‬
‫متولدا ومتفراعا عن‬
‫ا‬ ‫وبالنظر إلى س ا ا اامة التبعية التي يتميز يها إجراء التنازل عن الة ا ا ااكوع كونو حاقا‬
‫الحق في تقديم الة ااكوع أصا ازا‪ ،‬األمر الذي يجعلو يس ااتعير معظم أحكامو من إجراء تقديم الة ااكوع ‪ ،‬وعلى‬
‫ذلك فإننا سا اانتطرق في هذا المبحث الموسا ااوم باألحكام القانونية للتنازل عن الةا ااكوع إلى تحديد نطاقو في‬
‫المطلب األول ‪ ،‬وارثار القانونية المترتبة عنو في المطلب الثاني‪.‬‬

‫(‪ -)1‬أحمد عيد اللطيف الفقي‪ ،‬النيابة العامة وحقوق ضحايا الجريمة‪ ،‬دار الفجر للنةر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2003 ،‬ص ‪.23‬‬
‫(‪ -)2‬مفيدة قراني‪،‬حقوق المجني عليو في الدعوع العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل ةا ا ا ااهادة الماجسا ا ا ااتير في القانون العام‪ ،‬فرع العقوبات‬
‫والعلوم الجنائية‪ ،‬جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،2009-2008 ،‬ص ‪.1‬‬
‫(‪ -)3‬المادة ‪ 3-6‬من ق إ ج ج‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪- L'article 6-3, CPPF, Op-Cit.‬‬
‫(‪ -)5‬المادة ‪ 1-10‬من ق إ ج م‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المطلب األو ‪ :‬نطاق التناز عن الشكوى‬


‫التنازل عن الة ا ااكوع يديل عن الدعوع العمومية يرتكز ييد المجني عليو يعير بمقتض ا اااه هذا األخير‬
‫عن ارادتو في انهاء جميع ارثار التي ترتيت على تقديم ة ا ااكواه‪ ،‬يمكن تفس ا اايره بحس ا اابانو س ا االطة أو تمكين‬
‫تابع للحق في الةكوع بةكل عام(‪.)1‬‬
‫ومتى صا ا اادر التنازل عن الةا ا ااكوع ممن يملكو ا‬
‫قانونا يتعين إعمال ارثار القانونية لو‪ ،‬إال أن تطييق‬
‫هذا النظام لم يرد على إطزقو في التةريعات المقارنة محل الدراسة يل ورد وفق ضوابا ومحددات يجب‬
‫توافرها‪ ،‬منها ما تعلق بالنطاق الةااخصااي للتنازل عن الةااكوع (الفرع األول)‪ ،‬ونطاقو الزمني والةاكل الذي‬
‫يتعين أن يفرغ فيو المجني عليو إرادتو بعدولو عن ة ا ا ا ا ا ااكواه(الفرع الثاني)‪ ،‬واخر يتعلق بموضا ا ا ا ا ا اوع التنازل‬
‫والمتمثل في الجرائم التي حددها المةرع كمحل لهذا النظام(الفرع الثالث)‪ ،‬وهو ما سنحاول دراستو في هذا‬
‫المطلب على النحو التالي‪:‬‬
‫الفرع األو ‪ :‬النطاق الشخص للتناز عن الشكوى‬
‫القاعدة التي تحكم التنازل عن الةااكوع من حيث تحديد صاااحب الحق فيو‪ ،‬تتمثل في س اريان جميع‬
‫وقائما يذاتو‪،‬وانما هو الوجو المقايل لحق‬
‫ا‬ ‫أحكام الةا ا ا ا ا ااكوع على التنازل‪،‬إذ أن التنازل ال يعد حاقا مسا ا ا ا ا ااتقزا‬
‫حصرا‪.‬‬
‫ا‬ ‫الةكوع(‪،)2‬كقيد على حرية النيابة العامة في تحريك الدعوع العمومية بةخن بعض الجرائم المحددة‬
‫لذلك خولت التةا ا ا ا اريعات المقارنة محل الد ارس ا ا ا ااة من يس ا ا ا ااتلزم القانون ة ا ا ا ااكوع منو لتحريك الدعوع‬
‫العمومية‪ ،‬الحق في التنازل عنها‪ ،‬فالحق في التنازل يثيت لمن لو الحق في الةا ا ا ا ا ا ااكوع(‪ ،)3‬دون غيره من‬
‫األةا ااخاص‪ ،‬وهو ةا اارط الزم لقيول التنازل عن الةا ااكوع ومن قيلو تقديم الةا ااكوع‪ ،‬يصا ااطلح على تس ا اميتو‬
‫بةا ا ا ا اارط الصا ا ا ا اافة(‪ ،)4‬ذلك أن تقدير اعتبارات التنازل منوط يذات الةا ا ا ا ااخص الذي منحو القانون حق تقدير‬
‫االعتبارات الخاصة يتقديم الةكوع(‪.)5‬‬
‫وصاحب الحق في التنازل هو صاحب الحق في الةكوع وليس من قدم الةكوع‪ ،‬فقد يقدم الولي أو‬
‫الوصا ا ااي أو القيم أو الوكيل الخاص الةا ا ااكوع‪ ،‬وقد تنتهي صا ا اافة هؤالء‪ ،‬وبالتالي يكون صا ا اااحب الحق في‬
‫التنازل هو نفس ااو ص اااحب الحق في الة ااكوع سا اواء أكان هو الذي قدمها أم قدمت عن طريق إنابة القانون‬

‫(‪ -)1‬أيو بكر علي محمد أيو ساايف‪ ،‬دور الصاالح في انهاء الدعوع الجنائية‪ :‬د ارسااة مقارنة يين التة اريعين المصااري واللييي‪،‬‬
‫رسالة دكتوراه في الحقوق‪ ،‬جامعة عين ةمس‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬قسم القانون الجنائي‪ ،2015 ،‬ص ‪.84‬‬
‫(‪ -)2‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.318‬‬
‫(‪ -)3‬عوض محمد عوض‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،72‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.803‬‬
‫(‪ -)4‬نادية رواحنة‪ ،‬الحماية القانونية للض ااحية‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم في الحقوق‪ ،‬تخص ااص‪ :‬القانون العام‪ ،‬جامعة قس اانطينة‬
‫‪ ،1‬كلية الحقوق‪ ،2018-2017 ،‬ص ‪.225‬‬
‫(‪ -)5‬مخمون محمد سزمة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،140‬عزت مصطفى الدسوقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.273‬‬

‫‪79‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫أو االتفاق عن المجني عليو(‪ ،)1‬وتخس اايا على ذلك فقد جانب الصاواب المةارع المصاري عندما اساتهل نص‬
‫المادة العاة ا ا ارة من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م ينصا ا ااها على‪ " :‬لمن قدم الةا ا ااكوع ‪ ...‬أن يتنازل عن الةا ا ااكوع‪ ،"...‬مما حذا‬
‫بالفقو إلى االنقسا ا ااام إلى مذهيين‪ :‬يخخذ أولهما بص ا ا اريح عبارة النص فيجعل التنازل لمن قدم الةا ا ااكوع‪ ،‬أما‬
‫عن المذهب الثاني ويمثل الغاليية العظمى من الفقهاء فمؤداه أن التنازل يثيت لمن لو الحق في الةا ا ا ااكوع‪،‬‬
‫وهو المجني عليو(‪.)2‬‬
‫والباحث من جانبو يدعو المة اارع المص ااري إلى تعديل اس ااتهزلو نص المادة العاةا ارة من ق إ ج م‪،‬‬
‫أحيانا يين‬
‫ا‬ ‫ومنح حق التنازل لص ا ا ا اااحب الحق في الة ا ا ا ااكوع وليس لمن قدمها ا‬
‫منعا ألي لبس لعدم التطايق‬
‫الةا ا ا ا ا ا ااخصا ا ا ا ا ا ااين يتعاديال هاذا النص على النحو التاالي‪" :‬وللمجني علياو أو من يقوم مقااماو أن يتناازل عن‬
‫الةكوع‪ ،"...‬ويستوي في ذلك أن يقوم بالتنازل المجني عليو ينفسو‪ ،‬أو عن طريق وكيلو الخاص(‪.)3‬‬
‫خاصا تحدد فيو صاحب‬ ‫نصا ا‬ ‫والتةريعات المقارنة محل الدراسة باستثناء التةريع المصري لم تضع ا‬
‫الحق في تقااديم الةا ا ا ا ا ا ااكوع باااعتبااارهااا قيا اادا على حريااة النيااابااة العااامااة في تحريااك الاادعوع العموميااة‪ ،‬ولكن‬
‫استعملت تعييرات مختلفة‪ :‬كةكوع الةخص المضرور(‪ ،)4‬وةكوع الضحية(‪.)5‬‬
‫أما المةرع المصري فحدد ينص المادة الثالثة من ق إ ج م صاحب الحق في الةكوع وهو المجني‬
‫نظيريو الجزائري والفرنسااي اللذان‬ ‫عليو‪ ،‬وهو المصااطلح الذي اقتصاار عليو التة اريع المصااري على خز‬
‫تعددت فيهما المصطلحات المعيرة عن صاحب الحق في الةكوع ومن ثم التنازل عنها‪ ،‬إذ تنص المادة ‪3‬‬
‫من ق إج م" ال يجوز أن ترفع الدعوع الجنائية إال يناء على ةكوع ةفهية أو كتايية من المجني عليو…"‬
‫والباحث يرع أن المةرع المصري قد وفق في استعمالو مصطلح واحد‪ " :‬المجني عليو" للتعيير عن‬
‫صاحب الحق في الةكوع ومن ثم صاحب الحق في التنازل عنها‪ ،‬ألن الرأي الراجح لدع الفقو يذهب إلى‬
‫القول بخن المةا اارع قصا ااد من هذه التعييرات أن يكون صا اااحب الحق في الةا ااكوع هو المجني عليو‪ ،‬وذلك‬
‫ألن قيد الة ا ا ااكوع يعتير اس ا ا ااتثناء من قاعدة حرية النيابة العامة في تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬ولذلك يتعين‬
‫أن يكون في أضيق الحدود‪ ،‬ومن ثم قصره على المجني عليو‪ ،‬السيما وأن مدلول الضحية والمتضرر من‬
‫الجريمة أوسع نطااقا من مدلول المجني عليو(‪.)6‬‬

‫(‪ -)1‬محمد فوزي إيراهيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.145‬‬


‫(‪ -)2‬حسني محمد السيد الجدع‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.305-304‬‬
‫(‪ -)3‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.417‬‬
‫(‪ -)4‬اساتعمل مصاطلح‪ :‬ةاكوع الطر المضارور ‪ plainte de la partie lésée‬في عدة مواد في التةاريعين الجزائري والفرنساي‬
‫نذكر منها على سييل المثال ال الحصر‪ ،‬المادة ‪ 369‬من ق ع ج‪ ،‬والمادة ‪ L 623-33‬من قانون الملكية الفكرية الفرنسي‪.‬‬
‫(‪ -)5‬من المواد التي اسااتعمل فيها مصااطلح الضااحية ‪ Victime‬للتعيير عن صاااحب الحق في الةااكوع كقيد على حرية النيابة‬
‫‪.‬‬ ‫العامة في تحريك الدعوع العمومية نجد المادة ‪ 442‬من ق ع ج‪ ،‬والمواد ‪ 22-226 ،6-226-6 ،113-8‬من ق ع‬
‫(‪ -)6‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.60‬‬

‫‪80‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫لكن مسا ااخلة تحديد المجني عليو على وجو الدقة أثارت خزفات عديدة لدع الفقهاء‪ ،‬ويعد حس ا ام هذه‬
‫النقطة مسا ا ا ا ااخلة جوهرية وفاصا ا ا ا االة في نطاق البحث في حقوق المجني عليو خاصا ا ا ا ااة حقو في التنازل عن‬
‫نعرض مختلف ارراء الفقهية في تعريف المجني عليو‪ ،‬ثم تمييز المجني عليو عن‬ ‫الةا ا ا ااكوع‪ ،‬ولذا سا ا ا ااو‬
‫غيره‪ ،‬وبيان الةروط الخاصة بو في نظام التنازل عن الةكوع‪ ،‬وصوالا إلى النيابة في تقديم التنازل‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف المجن عليه‬
‫من المس ا ا االم بو أنو يوجد في كل جريمة مجني عليو وهو الة ا ا ااخص الطييعي أو المعنوي (ص ا ا اااحب‬
‫المحل القانوني)‪ ،‬أي المال أو المصا ا ا ا ا ا االحة التي تحميها القاعدة القانونية الجزائية‪ ،‬أو هو الذي يصا ا ا ا ا ا اايبو‬
‫ضا ا ا اا لخطر العدوان‪ ،‬فالقانون ال يجرم الس ا ا االوك في حد ذاتو‬
‫اإلعتداء من الس ا ا االوك اإلجرامي أو يكون معر ا‬
‫وانما لما يترتب عليو من نتائج يراها جديرة بالحماية‪ ،‬فالمة اارع يحمي المص ااالح وال يحمي األموال إال بقدر‬
‫ما يرتبا يها من مصالح(‪.)1‬‬
‫وغني عن الييان أن المصا االحة القانونية التي تحميها القاعدة الجزائية تختلف عن الموضا ااوع المادي‬
‫ار في الركن المادي للجريمة‪ ،‬مع مزحظة أن هناك عزقة تبادلية‬
‫للسا ا ا ا ا االوك اإلجرامي الذي يعتير عنصا ا ا ا ا ا اا‬
‫يينهما بمعنى أن االعتداء على أحدهما يحدث أثره في ارخر‪ ،‬ومن ثم فإن الضرر الذي يصيب الموضوع‬
‫المادي يكون لو صدع كضرر قانوني على المحل أو المصلحة القانونية(‪.)2‬‬
‫ونظر ألن غاليية التة ا ا ا ا ا ا اريعات الجزائية لم تعبخ يتعريف المجني عليو‪ ،‬فلم يرد تعريف لو في عدة‬ ‫اا‬

‫قوانين ‪ ،‬وقد يكون ذلك ر ا‬


‫(‪)3‬‬
‫اجعا إما لةا ا ا اادة وضا ا ا ااوئ هذا المصا ا ا ااطلح‪ ،‬واما لةا ا ا اادة غموضا ا ا ااو‪ ،‬وما يثيره من‬
‫اعت ارض ا ا ااات من جانب الفقو والقض ا ا اااء‪ ،‬وهذا هو النهج الذي س ا ا االكتو اللجنة المكلفة يإعداد مة ا ا ااروع قانون‬
‫الفقهي(‪.)4‬‬ ‫العقوبات الفرنسي‪ ،‬عندما رأت استبعاد كل تعريف يكون محزا للخز‬
‫فيما ذهب الرأي‪-‬وبحق‪ -‬إلى أن س ا ا اايب إغفال التةا ا ا اريعات المقارنة محل الد ارس ا ا ااة على غرار عديد‬
‫التةا ا ا ا ا ا اريعات لتعريف المجني عليو‪ ،‬هو أن القانون في نظام االتهام العام لم يعتد يإرادة المجني عليو‪ ،‬ولم‬
‫يرتب لو يوصاافو كذلك أي حق‪ ،‬إال في نطاق ما اصااطلح عليو يجرائم الةااكوع وهي الجرائم التي ال يجوز‬
‫للنيابة العامة كاسا ا ا ا ا ااتثناء تحريك الدعوع العمومية بةا ا ا ا ا ااخنها إال يناء على ةا ا ا ا ا ااكوع من المجني عليو وانما‬
‫يفترض ا ا ا ا ااو (المة ا ا ا ا اارع في نظام االتهام العام) دائما ص ا ا ا ا اااحب حق مدني وال يقيلو إال كذلك‪ ،‬إذ أن الدعوع‬

‫(‪ -)1‬عيد الحليم فؤاد الفقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.111‬‬


‫(‪ -)2‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫(‪ -)3‬كالتة اريع الفرنسااي‪ ،‬واإليطالي واليوناني وأكثر التة اريعات العربية كالجزائري والمصااري واألردني ‪ ،‬محمد علي سااالم جاساام محمد‬
‫عيد المحساان سااعدون‪ " ،‬حماية حقوق ضااحايا الجريمة في مرحلة التحقيق االيتدائي"‪ ،‬مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسااياسااية‪-‬‬
‫العراق‪ ،-‬المجلد ‪ ،7‬العدد ‪ ،2015 ،4‬ص ‪.74‬‬
‫(‪ -)4‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.30‬‬

‫‪81‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫مدنيا(‪.)1‬‬
‫مدعيا ا‬
‫ا‬ ‫العمومية ال نصيب للمجني عليو فيها إال باعتباره‬
‫إال أن هناك رأي في الفقو الجزائري يرع خز ذلك‪ ،‬يل للمجني عليو باعتباره المؤهل الوحيد الذي‬
‫يرفع القيد على المتابعة دور في الخصومة الجزائية‪ ،‬ويعد أحد أطرافها ألنو يةارك النيابة العامة في صنع‬
‫الدعوع العمومية في أي وقت ةا ا ا ا ا اااء مادامت الخصا ا ا ا ا ااومة قائمة‪ ،‬وهو‬ ‫الدليل‪ ،‬وأكثر من ذلك يملك إيقا‬
‫الةا ا ا ا ا ا اايء الذي ال تملكو حتى النيابة العامة‪ ،‬فكيف يعقل أن الذي يملك تحريك الدعوع العمومية ويملك‬
‫إيقافها ال تجعلو طر في الخصا ا ا ا ا ا ااومة الجزائية‪ ،‬وبالمقايل تقيل فقا يجعل النيابة العامة طرافا رغم كونها‬
‫تملك تحريك الدعوع العمومية وال تملك إيقافها‪ ،‬ويخلص صاحب هذا الرأي إلى أن السيب في عدم إعطاء‬
‫نظرة الفقو إليو‪ ،‬وعدم وضا ا ا اوئ الص ا ا ااورة‬ ‫تعريف للمجني عليو في أغلب التةا ا ا اريعات الجزائية هو الختز‬
‫حول تحديد معناه يدقة‪ ،‬ثم إن تعريف األةياء ليس مهمة التةريع يل مهمة الفقو(‪.)2‬‬
‫إال أنو ورغم تقدير الباحث لهذا الرأي‪ ،‬الس اايما ما انتهى إليو من أس ااباب عدم تعريف المجني عليو‪،‬‬
‫فإن الرأي عند الباحث‪ ،‬هو أن المجني عليو وان كان المؤهل الوحيد الذي يرفع القيد على النيابة العامة‬
‫الدعوع العمومية في أي وقت ةا ا ا اااء‪ ،‬فهو اسا ا ا ااتثناء يتعلق يجرائم‬ ‫بةا ا ا ااخن المتابعة‪ ،‬كما أن لو مكنة إيقا‬
‫محددة واردة في التةريعات المقارنة محل الدراسة على سييل الحصر كما أنها قليلة‪ ،‬العتبارات معينة تقدم‬
‫ييانها‪ ،‬ومن ثم ال يمكن تحديد دور المجني عليو في الدعوع العمومية يناء عليها‪ ،‬والذي يرع الباحث أنو‬
‫الزال محدود يمكن تطويره‪ ،‬األمر الذي تعمل عليو السااياسااة الجزائية الحديثة‪ ،‬أما قول صاااحب الرأي‪ ،‬بخن‬
‫المجني عليو يملك تحريك الدعوع العمومية يرفع القيد على النيابة العامة من خزل تقديم الةا ا ا ا ا ا ااكوع‪ ،‬فهو‬
‫مردود عليو بخن المجني عليو في حالة تقديمو الةا ا ااكوع فهو ال يحرك الدعوع العمومية يل يرفع القيد على‬
‫النيااابااة العااامااة في تحريااك الاادعوع العموميااة أو عاادم تحريكهااا‪ ،‬فهااذه األخيرة تظاال حرة في مزئمااة مااا إذا‬
‫كانت تقتضي تحريك الدعوع العمومية أم ال وفقا لخاصية المزئمة التي تتمتع يها‪.‬‬
‫وفي ظل غياب تعريف قانوني للمجني عليو في التة ا ا ا ا ا ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ا ا ا ا ا ااة‪ ،‬فقد اجتهد‬
‫الفقهاء للوصول إلى تعريف جامع مانع للمجني عليو‪ ،‬األمر الذي أفرز عدة تعاريف لو‪:‬‬
‫حيث ذهب بعض الفقو في الجزائر إلى أن المجني عليو هو‪ ":‬الةخص الذي قصده الجاني يجريمة‬
‫معنويا "(‪.)3‬‬
‫ا‬ ‫طييعيا أو‬
‫ا‬ ‫ةخصا‬
‫ا‬ ‫سواء تحقق الضرر أم لم يتحقق‪ ،‬ويستوي في المجني عليو أن يكون‬

‫(‪ -)1‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السا ا ا ا ااايق‪ ،‬ص ‪ ،20‬محمد علي سا ا ا ا ااالم جاسا ا ا ا اام محمد عيد المحسا ا ا ا اان سا ا ا ا ااعدون‪،‬المرجع‬
‫السايق‪،‬ص‪.72‬‬
‫(‪ -)2‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬الحق في الةكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬دراسة تخصيلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص‬
‫ص‪.74-73‬‬
‫(‪ -)3‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارسا ا ااة تخصا ا اايلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع السا ا ااايق‪،‬‬
‫ص‪.76‬‬

‫‪82‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫وهو التعريف الذي يتوافق مع الرأي القائل بخن المجني عليو هو‪ " :‬الةا ا ا ااخص الذي قصا ا ا ااد بارتكاب‬
‫أساسا وان لم يصبو ضرر أو تعدع الضرر إلى غيره من األفراد"(‪.)1‬‬ ‫الجريمة اإلضرار بو ا‬
‫وهذان التعريفان منتقدان ألنهما قصا ا ا ا ار المجني عليو على المقص ا ا ااود بالجريمة حيث لم ية ا ا اامز من‬
‫يعتدي عليو في جرائم الخطخ‪ ،‬والتي ال يتوافر فيها القصا ا ا ا ا ا ااد الجنائي‪ ،‬وحتى من لم يقصا ا ا ا ا ا ااده باإليذاء في‬
‫الجرائم العمدية‪ ،‬بمعنى أنو قد يكون المجني عليو غير من قص ا ا ا ااد المتهم إيذائو‪ ،‬كما في أحوال الخطخ في‬
‫الةخص أو الةخصية(‪.)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫إلى أن المجني عليو هو‪ " :‬كل مواطن لحقو ض ا ا اارر بس ا ا اايب جريمة‪ ،‬سا ا ا اواء كان هذا‬ ‫وذهب رأي‬
‫الضا ا ا ا ا ا اارر ياادناياا أو معنواياا‪ ،‬أو تعلق يااذمتااو الماااليااة "‪ ،‬ويؤخااذ على هااذا التعريف عاادم الاادقااة‪ ،‬إذ ليس من‬
‫الضا ااروري أن يكون كل ةا ااخص أصا ااابو ضا اارر من الجريمة مجنيا عليو‪ ،‬ففي جريمة الزنا مثز الزوج هو‬
‫المجني عليااو‪ ،‬أمااا أيناااء الزوجااة الزانيااة فز يمكن اعتبااارهم مجناي اا عليهم على الرغم من أن الجريمااة قااد‬
‫أص ااايتهم بض اارر في س اامعتهم وةا ارفهم‪ ،‬كما أن هذا التعريف يض اايق من مفهوم المجني عليو فيقصا اره في‬
‫حدود المواطنين فقا‪ ،‬وعليو يخرج من نطاق مفهوم المجني عليو األجانب‪ ،‬وهو غير مقيول إذ يجب أال‬
‫نفرق يين المواطنين واألجانب في هذا الةخن(‪.)4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫إلى تعريف المجني عليو بخنو‪ " :‬صا ا ا ا ا ا اااحب الحق الذي تحميو‬ ‫يينما ذهب جانب اخر من الفقو‬
‫مساسا بحقوقو بةكل مباةر"‪ ،‬ويضيف البعض إلى هذا التعريف أنو ال‬ ‫ا‬ ‫نصوص التجريم والذي وقع الفعل‬
‫مجنيا عليو أن يكون قد أصا ااابو ضا اارر مباةا اار بارتكاب الجريمة‪ ،‬وانما يتعين أن‬
‫ا‬ ‫يكفي العتبار الةا ااخص‬
‫يتخذ هذا الضرر صورة النتيجة اإلجرامية(‪.)6‬‬
‫وهناك من عرفو بخنو‪" :‬ص اااحب الحق الذي وقعت عليو الجريمة فخهدرتو أو انتقص اات منو أو هددتو‬
‫معنويا‪ ،‬وليس لهذه التفرقة أهمية في مجال الة ا ا ااكوع‪ ،‬فكل منهما‬
‫ا‬ ‫طييعيا أو‬
‫ا‬ ‫بالخطر‪ ،‬وقد يكون ة ا ا ااخ ا‬
‫صا ا ا اا‬

‫(‪ -)1‬عيد الوهاب العةماوي‪ ،‬االتهام الفردي أو حق الفرد في الخصومة الجنائية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫‪ ،1953‬ص ‪ ، 284‬نقالً عن‪ :‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫(‪ -)2‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،25‬عيد الحليم فؤاد الفقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪- Marc ANCEL, A.A. PIONTKOVSKY, V.M. TCHKHIKVADZE, Le système pénal soviétique, paris, LGDJ,‬‬
‫‪1975, p 135.‬‬ ‫نقالً عن‪ :‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫(‪ -)4‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫(‪ -)5‬حس ا اانين عييد‪ ،‬ة ا ااكوع المجني عليو‪ :‬نظرة تاريخية انتقادية‪ ،‬المؤتمر الثالث للجمعية المصا ا ارية للقانون الجنائي‪ ،‬بعنوان‬
‫حقوق المجني عليو في اإلجراءات الجنائية‪ ،‬أيام ‪ 13-12‬مارس ‪ ،1989‬مطيوعات دار النهض ا ا ااة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مص ا ا اار‪،‬‬
‫‪ ،1990‬ص ‪ . 172‬نقالً عن‪ :‬الطيب س ا ااماتي ‪ ،‬حماية حقوق الض ا ااحية في ظل األنظمة اإلجرائية وتطييقاتها في التةا ا اريع‬
‫الجزائري‪ ،‬دار الهدع للطباعة والنةر والتوزيع‪ ،‬عين مليلة‪ ،‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص ‪.46‬‬
‫(‪ -)6‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.137‬‬

‫‪83‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫يستطيع تقديمها أو التنازل عنها إما ينفسو أو عن طريق من يمثلو"(‪.)1‬‬


‫أما في الفقو الفرنسا ا ا ا ا ا ااي فيعرفو الفقيو روكو ‪ Rocco‬بخنو " الةا ا ا ا ا ا ااخص المحمي ينص القانون من‬
‫الجريمة"‪ ،‬أما الفقيو مانزين ‪ Manzini‬فيعرفو بخنو‪ " :‬الة ا ا ا ااخص الذي يتحمل ارثار المباةا ا ا ا ارة للجريمة "‪،‬‬
‫والفقيو قارو ‪ Garraud‬يرع بخن المجني عليو هو‪ " :‬الةا ا ا ا ا ا ااخص الذي يملك الحق المحمي من الجريمة أو‬
‫المعرض للخطر"(‪.)2‬‬
‫يزحظ أن هذه التعاريف جاءت متباينة‪ ،‬فالبعض نظر للمجني عليو من زاوية الض ا ا ا اارر الذي يلحق‬
‫قانونا‪ ،‬فيما رجح البعض ارخر القصا ا ا ا ااد الجنائي‪ ،‬كل‬
‫بو‪ ،‬وعول البعض ارخر على المصا ا ا ا االحة المحمية ا‬
‫ذلك انعكس على مفهوم المجني عليو(‪.)3‬‬
‫عموما إلى مذهيين‪ :‬األول‬ ‫ا‬ ‫وبالنظر إلى ما س ا ا ا اايق يمكن تقس ا ا ا اايم اراء الفقو في تعريف المجني عليو‬
‫ارر من‬
‫التقى أنص ا ا ا اااره حول جوهر التعريف‪ ،‬إذ اعتير أن المجني عليو هو الة ا ا ا ااخص الذي أص ا ا ا ااابو ض ا ا ا ا اا‬
‫ااعا وان كان ال يمكن إنكار أن المتضا اارر من الجريمة‬
‫الجريمة‪ ،‬وقد تباينت تفصا اايزت ارائهم ضا ااياقا واتسا ا ا‬
‫ونادر ما يكون المتضاارر ةااخ ا‬
‫صاا غيره‪ .‬إال أن الجريمة قد تنال بالضاارر‬ ‫اا‬ ‫غالبا ما يكون هو المجني عليو‪،‬‬
‫ا‬
‫صا اا غير المجني عليو كما هو الحال في جريمة القتل مثزا‪ ،‬حيث يقع الض اارر‬ ‫ولو في حاالت قليلة أة ااخا ا‬
‫على حق المجني عليو في الحياة‪ ،‬كما تصا ا ا ا ا اايب الجريمة زوجو وأينائو بخض ا ا ا ا ا ارار مادية ومعنوية ولذا فإن‬
‫أةخاصا غير‬
‫ا‬ ‫األخذ بمعيار الضرر كضابا للتعريف وتحديد المجني عليو من ةخنو أن يقحم في التعريف‬
‫المجني عليو‪ ،‬فض ا ازا عن إن المجني عليو قد ال يصا اااب بضا اارر من الجريمة‪ ،‬مثلما هو الةا ااخن في حالة‬
‫الةروع في السرقة(‪.)4‬‬
‫فيما ذهب أنصا ااار المذهب الثاني إلى عدم االسا ااتناد على حدوث الضا اارر بالحق‪ ،‬كمعيار وضا ااابا‬
‫لتحديد المجني عليو‪ ،‬ولكن المجني عليو في نظرهم‪ ،‬هو الةا ا ااخص الذي لحقتو أض ا ا ارار مباة ا ا ارة أو مجرد‬
‫تعرض ااو للخطر‪ ،‬فيكفي أن تكون مص االحة الة ااخص قد تعرض اات للخطر وليس بة اارط أن يص اااب المجني‬
‫عليو بضا اارر‪ ،‬والةا ااك أن هذا االتجاه الذي ينظر إلى مجرد المسا اااس بالحق المصا ااان ذاتو‪ ،‬دون أن يربا‬
‫إلى ذلك أنو اةترط كون االعتداء‬ ‫يين تحقق الضرر أو عدم تحققو لهو الصائب واألولى باالتباع‪ ،‬يضا‬
‫على الحق مباة ا ا ا ا ارة‪ ،‬فاالعتداء المباةا ا ا ا اار هو الذي يميز المجني عليو والمضا ا ا ا اارور من الجريمة‪ ،‬ذلك أن‬

‫(‪ -)1‬عوض محمد عوض‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.59‬‬


‫(‪ -)2‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارسا ا ا ااة تخصا ا ا اايلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫(‪ -)3‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫(‪ -)4‬محمد علي سالم جاسم محمد عيد المحسن سعدون‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.74‬‬

‫‪84‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫االعتداء على حق الةخص المضرور‪-‬الذي ال تتوفر لو صفة المجني عليو‪ -‬يكون غير مباةر(‪.)1‬‬
‫وال تختلف أحكام القضاء الفرنسي عن التعريفات الفقهية‪ ،‬فترع أن المجني عليو هو من وقعت عليو‬
‫الجريمة ة ااخص ا اايا‪ ،‬كما ال يخرج الفقو المص ااري عن نطاق القض اااء والفقو الفرنس ااي حيث أنو من المس ااتقر‬
‫عليو أن المجني عليو هو صاحب الحق أو المصلحة المةمولين بالحماية ينص التجريم واللذين أصايتهما‬
‫الجريمة بض ا اارر أو هددتهما بالخطر(‪ ،)2‬أما محكمة النقض المصا ا ارية فقد عرفت المجني عليو بخنو‪ " :‬كل‬
‫معنويا‪ ،‬بمعنى أن يكون‬
‫ا‬ ‫طييعيا أو‬
‫ا‬ ‫ص ا ا اا‬
‫من يقع عليو الفعل أو يتناولو الترك المؤثم قانونا س ا ا اواء أكان ةا ا ااخ ا‬
‫هذا الةخص نفسو محزا للحماية القانونية التي يهد إليها الةارع "(‪.)3‬‬
‫يتضا ا ا ا ا ااح من هذا التعريف أن محكمة النقض المص ا ا ا ا ا ارية ميزت يين المجني عليو والمتضا ا ا ا ا اارر من‬
‫الجريمااة‪ ،‬فحااددت المجني عليااو بااخنااو من وقع عليااو الفعاال أو تناااولااو الترك المؤثم قااانوان اا ولم تتطرق إلى‬
‫المتضرر من الجريمة‪ ،‬فهذا األخير في نظر محكمة النقض المصرية لو وصف اخر‪ ،‬حيث عرفتو بقولها‬

‫بخنو‪ " :‬أي ةخص يصيبو ضرر ناتج عن الجريمة لو كان غير المجني عليو" وهذا الضرر قد يكون ا‬
‫ماديا‬
‫أدييا فهما سيان في إيجاب التعويض لمن أصابو ةيء منهما(‪.)4‬‬ ‫أو ا‬
‫ولألس ااف لم نعثر على تعريف ص ااادر عن المحكمة العليا عندنا يعطي مفهوم للمجني عليو رغم أنو‬
‫هناك إةكاالت من هذا النوع مطروحة بكثرة(‪.)5‬‬
‫ومن ثم فالتنازل عن الةااكوع يتساام بخنو حق ةااخصااي‪-‬كما ساايق وأن أةارنا‪-‬يتعلق بةااخص المجني‬
‫عليو مثلو مثل الحق في الةا ا ا ا ا ااكوع‪ ،‬ويترتب على ذلك أنو ال ينتقل يوفاة المجني عليو إلى ورثتو ويلزم في‬
‫‪ ،‬ومع ذلك فقد اسا ااتثنى المةا اارع المصا ااري جريمة الزنا‬ ‫(‪)6‬‬
‫مباة ا ارتو التوكيل الخاص وال يكفي التوكيل العام‬
‫من ذلك فخعطى لكل واحد من أوالد الزوج الة اااكي المتوفي من الزوج المة ااكو منو أن يتنازل عن الة ااكوع‬
‫وتنقض ااي الدعوع‪ ،‬وقد راعى المة اارع المص ااري في ذلك ما لجريمة الزنا من طييعة خاص ااة‪ ،‬فص اادور حكم‬

‫(‪ -)1‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.29‬‬


‫(‪ -)2‬محمد حنفي محمود‪،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫(‪ -)3‬الطعن رقم ‪ 2984‬لسنة ‪ 32‬ق‪ 27 ،‬ماي ‪ ،1963‬مجموعة أحكام النقض‪ ،‬السنة ‪ ،14‬القاعدة ‪ ،57‬ص ‪.445‬‬
‫نقالً عن‪ :‬عماد الفقي‪ " ،‬االتجاهات الحديثة في إدارة الدعوع الجنائية‪ :‬دراسة في النظام اإلجرائي الفرنسي"‪ ،‬مجلة الدراسات‬
‫القانونية واالقتصادية‪ ،‬جامعة مدينة السادات‪ ،‬مصر‪ ،‬المجلد ‪ ،2‬العدد ‪ ،2016 ،1‬ص ‪.28‬‬
‫(‪ -)4‬محمد علي سالم جاسم محمد عيد المحسن سعدون‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.75-74‬‬
‫(‪ -)5‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارسا ا ا ااة تخصا ا ا اايلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫(‪ -)6‬مخمون محمد سزمة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.142-141‬‬

‫‪85‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫في الدعوع حينئذ ينصر أثره إلى األوالد(‪.)1‬‬


‫وهذا االساتثناء ال مقايل لو ال في التةاريع الجزائري وال في نظيره الفرنساي‪ ،‬فلم يمنح كل منهما ورثو‬
‫المةرع المصري‪.‬‬ ‫المجني عليو الحق في التنازل‪ ،‬على خز‬
‫إال أنو بالنظر إلى أهمية منح الورثة الحق في التنازل عن الةا ا ااكوع‪ ،‬في الجرائم الماسا ا ااة بالةا ا اار ‪،‬‬
‫واالعتبار‪ ،‬وحرمة الحياة الخاصة التي عادة ما تنطوي المتابعة الجزائية يخصوصها على التةهير بةخص‬
‫المجني عليو‪ ،‬وكةااف إلس ا ارره واساااءة لساامعتو‪ ،‬األمر الذي قد يمس بصاافة مباة ارة يورثتو في حالة وفاتو‪،‬‬
‫لذلك كان من األجدر بالمةرع الجزائري على وجو الخصوص ونظيره الفرنسي منح الورثة الحق في تجنب‬
‫اكتمال هذه المتابعة الجزائية‪ ،‬التي قد تساايء إلى مركزهم أكثر مما تفيدهم‪ ،‬وذلك بمنحهم الحق في التنازل‬
‫عن الةكوع والصفح عن الجاني(‪.)2‬‬
‫ويطرئ إةااكال في حالة تعدد المجني عليهم‪ ،‬وكانت الةااكوع مقدمة من بعضااهم‪ ،‬هل يكفي صاادور‬
‫التنازل من بعض ممن قدموا الةكوع‪ ،‬أم يلزم صدوره من جميعهم‬
‫المةا اارع المصا ااري الذي‬ ‫المةا اارع الجزائري ونظيره الفرنسا ااي لم يوردا ا‬
‫حكما لهذه الحالة‪ ،‬على خز‬
‫نص على إجابة صريحة بةخنها ينص الفقرة الثانية من المادة ‪ 10‬من ق إ ج م‪،‬مثل ما نص عليو المةرع‬
‫العراقي ينص المادة ‪-9‬ج ا ا ا من قانون أصول المحاكمات الجزائية(‪ ،)3‬ونص المةرع األردني في المادة ‪53‬‬
‫من قانون رقم ‪ 16‬لسنة ‪ 1960‬المؤرخ في ‪ 10‬أفريل ‪ 1960‬والمتضمن قانون العقوبات األردني(‪.)4‬‬
‫أما المة اارع الكويتي فنص في المادة ‪ 242‬من قانون اإلجراءات والمحاكمات الجزائية رقم ‪ 17‬لس اانة‬
‫‪ 1960‬على‪" :‬واذا تعدد المجني عليهم في جريمة‪ ،‬وصدر العفو أو الصلح عن بعضهم‪ ،‬فز يكون لو اثار‬
‫إال إذا أقره الباقون‪ ،‬أو إذا أقرتو المحكمة رغم معارضا ااتهم إذا تيين لها أنها معارضا ااة تعسا اافية "(‪ ،)5‬يزحظ‬
‫ما س اايق إذ أجاز للمحكمة إقرار التنازل رغم معارض ااة‬ ‫صا اا على خز‬ ‫حكما خا ا‬
‫أن المة اارع الكويتي أورد ا‬
‫بعض المجني عليهم إذا تيين لها أن معارضا ا ا ااتهم تعسا ا ا اافية‪ ،‬وهو األمر الذي يعتيره الباحث مسا ا ا اااس بحق‬

‫(‪ -)1‬مصااطفى مجدي هرجة‪ ،‬التعليق على قانون اإلجراءات الجنائية المعدل بالقوانين‪ 145 :‬لساانة ‪ 2006‬و‪ 74‬لساانة ‪2007‬‬
‫و‪ 153‬لسنة ‪ ،2007‬المجلد األول‪ :‬من المادة (‪ )1‬إلى المادة (‪ ، )109‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫(‪ -)2‬ليلى قايد‪ ،‬الصلح في جرائم االعتداء على األفراد‪ :‬فلسفتو وصوره وتطييقو في القانون‪ ،...‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.272‬‬
‫(‪" -)3‬ج ا ا ا ا ا ا ا ا‪-‬يحق لمن قدم الةااكوع أن يتنازل عنها‪ ،‬واذا تعدد مقدمو الةااكوع فإن تنازل بعضااهم ال يسااري في حق ارخرين"‪،‬‬
‫المادة ‪-9‬جا ا ا ا ا ا ا ا ا من قانون رقم ‪ 23‬لس اانة ‪ ،1971‬مؤرخ في ‪ 14‬فيفري ‪ ،1971‬يتض اامن أص ااول المحاكمات الجزائية الع ارقي‪،‬‬
‫المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫(‪ " -)4‬ال يعتير الص ا اافح إذا تعدد المدعون بالحقوق الة ا ااخص ا ااية مالم يص ا اادر عنهم جميعهم" المادة ‪ 3-53‬من قانون رقم ‪16‬‬
‫لسنة ‪ ،1960‬المتضمن قانون العقوبات األردني ‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.1762‬‬
‫(‪ -)5‬المادة ‪ 242‬من قانون رقم ‪ 17‬لسانة ‪ ،1960‬مؤرخ في ‪ 2‬جوان ‪ ،1960‬يإصادار قانون اإلج ارءات والمحاكمات الجزائية‬
‫الكويتي‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المجني عليو وارادتو في العفو أن التنازل‪ ،‬الساايما وأن من أهم خصااائصااو أنو عمل إرادي محض يخضااع‬
‫أيضا‪.‬‬
‫إلدارة المجني عليو وحدها‪ ،‬إذ ال دخل للمتهم في قيولو وال للمحكمة أن تفرضو ا‬
‫فميدئيا ال قيمة لتنازل من لم يقدم الةا ااكوع‪ ،‬ألن القانون يقتصا اار حق التنازل على من قدم الةا ااكوع‬
‫ا‬
‫فقا‪ ،‬واذا قدمت الة ااكوع من بعض المجني عليهم ثم تنازل عنها أحدهم‪ ،‬فإن تنازلو ال يس ااقا الة ااكوع إال‬
‫(‪)1‬‬
‫احيحا إال إذا ص ا اادر من جميع من قدموا‬
‫إذا انض ا اام إليو في التنازل س ا ااائر الة ا اااكين ‪ ،‬فز يعد التنازل ص ا ا ا‬
‫الةا ااكوع طباقا لنص المادة ‪ 2 –10‬من ق إ ج م(‪ ،)2‬تماثزا مع كون تقديم الةا ااكوع من أحد المجني عليهم‬
‫يس ا ا ا ااري على جميع المتهمين‪ ،‬ونكون يذلك مطبقين قاعدتي وحدة الجريمة وعدم تجزئة الة ا ا ا ااكوع‪ ،‬حتى ال‬
‫يستطيع أحد المجني عليهم أن يتحكم في رغبة ارخرين في مباةرة اإلجراءات الجزائية ضد المتهم(‪ ،)3‬فإذا‬
‫رفض أحدهم التنازل كان للنيابة رغم تنازل ارخرين أن تستمر في إجراءات الدعوع‪ ،‬ووجب على المحكمة‬
‫أن تفصا اال فيها إذا رفعت إليها‪ ،‬ويترتب على ذلك أنو إذا توفي واحد ممن قدموا الةا ااكوع فإن التنازل عنها‬
‫يص ا ا اابح مس ا ا ااتحيزا‪ ،‬ولو أجمع على التنازل كل من بقي حيا‪ ،‬ألن تنازلهم ال يغني مادام هناك ة ا ا ا ٍ‬
‫ااك حال‬ ‫ا‬
‫الموت يينو وبين التنازل(‪.)4‬‬
‫وان كان جانب من الفقو‪-‬يؤيده الباحث‪-‬يرع أن هذا الحكم متعس ا اافا ألنو من غير الس االيم والمنطقي‬
‫حيا‬
‫أن يتحكم األموات في إرادة األحياء‪ ،‬فمن مات ال يمكن الحديث عن إرادتو‪ ،‬يل نتحدث مع من بقي ا‬
‫ويعتد يإرادتو هو‪ ،‬ولهذا يرع هذا االتجاه من الفقو بخنو إذا توافقت إرادة جميع األحياء على التنازل فيعتد‬
‫يذلك حتى ولو لم يتنازل المجني عليو الميت قيد حياتو(‪.)5‬‬
‫امتدادا لزسا ا ا ااتثناء الذي أقره المةا ا ا اارع المصا ا ا ااري والذي ال يوجد لو مقايل في التة ا ا ا اريعين الجزائري‬
‫و ا‬
‫والفرنسااي‪ ،‬فقد خص المةاارع المصااري أيضااا جريمة الزنا بخحكام خاصااة‪ ،‬حيث خرج بصااددها على قاعدة‬
‫وجوب إجماع المجني عليهم على التنازل عن الةا ااكوع‪ ،‬حيث جعل لكل واحد من أوالد الزوج الةااااكي من‬
‫منفردا في التنازل عن الةا ااكوع وتنقضا ااي الدعوع‪ ،‬فالتنازل الصا ااادر من أحدهم‬ ‫ا‬ ‫الزوج المةا ااكو منو‪ ،‬الحق‬
‫يعد تنازالا من الجميع ولو لم يوافق عليو الباقون(‪ ،)6‬وترجع علة هذا االسا ا ا ا ا ا ااتثناء‪-‬التنازل من أحد األوالد‬

‫(‪ -)1‬عوض محمد عوض‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.73‬‬


‫(‪ -)2‬عيد القادر قائد سا ا ا ااعيد المجيدي‪ ،‬ةا ا ا ااكوع المجني عليو كقيد من قيود تحريك الدعوع الجزائية‪ :‬د ارسا ا ا ااة مقارنة‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪.205‬‬
‫نموذجا) ‪:‬دراسة تخصيلية تحليلية مقارنة‪،‬‬
‫ا‬ ‫(‪ -)3‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬اتجاه جديد نحو خوصصة الدعوع العمومية(حالة الةكوع‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.405‬‬
‫(‪ -)4‬عوض محمد عوض‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫(‪ -)5‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬الحق في الةا ااكوع في التة ا اريع الجزائري والمقارن‪ :‬اتجاه جديد نحو خوص ا اصا ااة الدعوع العمومية‪،‬‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫(‪ -)6‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.421-420‬‬

‫‪87‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫توسعا في الستر ومنع الفضيحة قيل تسجيلها بحكم نهائي(‪.)1‬‬‫ا‬ ‫يعتير منصرافا إلى الكل‪-‬‬

‫إال أنو يثور التسا اااؤل بةا ااخن المجني عليو المنظم إلى الدعوع العمومية ولم يكن سا ا ا‬
‫ايبا في تحريكها‪،‬‬
‫سيبا في تحريك الدعوع العمومية أم ال‬
‫هل يةترط تنازلو إضافة إلى تنازل المجني عليهم الذين كانوا ا‬
‫اتجو رأي في الفقو المصري إلى وجوب التفرقة يين حالتين‪:‬‬
‫األولى حالة انضمام هؤالء المجني عليهم خزل فترة الثزثة أةهر من يوم علمهم بالجريمة ومرتكيها‬
‫والتي يتطليها المة اارع المص ااري كخجل لتقديم الة ااكوع‪ ،‬والحكمة من اة ااتراطو لهذه المدة القص اايرة هي عدم‬
‫ترك المتهم تحت رحمة المجني عليو مدة طويلة قد تكون الةكوع خزلها وسيلة للتهديد أو االنتقام(‪ ،)2‬وهو‬
‫ماال نجد لو مقايل في التةا ا ا اريعين الجزائري والفرنس ا ا ااي‪ ،‬إذ نص ا ا اات الفقرة الثانية من المادة ‪ 3‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م‬
‫على‪ " :‬وال تقيل الةااكوع بعد ثزثة أةااهر من يوم علم المجني عليو بالجريمة وبمرتكيها مالم ينص القانون‬
‫ذلااك"‪ ،‬أمااا الحااالااة الثااانيااة فتتمثاال في انض ا ا ا ا ا ا امااامهم بعااد فوات تلااك الماادة‪ ،‬ففي الحااالااة األولى‬ ‫على خز‬
‫يعتيرون في حكم من قدموا الةا ا ا ا ااكوع وعلى ذلك إذا تنازل الةا ا ا ا اااكي األول وحده فليس لهذا التنازل أثر ما‬
‫على اإلجراءات إذ يجب موافقة المجني عليهم المنضا ا اامين للتنازل‪ ،‬وفي الحالة الثانية إذا كان انضا ا اامامهم‬
‫بعد فوات مدة الثزثة أةهر فإن حقهم في الةكوع يسقا وال اعتبار على اإلطزق النضمامهم(‪.)3‬‬
‫وهناك رأي في الفقو الجزائري‪-‬يؤيده الباحث‪ -‬مفاده عدم اةا ا ا ا ااتراط تنازل المتدخل حتى يضا ا ا ا ااع ا‬
‫حدا‬
‫للاادعوع العموميااة‪ ،‬طااالمااا لم يكن سا ا ا ا ا ا ااياب اا في تحريكهااا‪ ،‬فز عيرة يتنااازل المجني عليهم الااذين لم يتقاادموا‬
‫منظما ال يثيت لو الحق إال في‬ ‫ا‬ ‫ايتداءا(‪ ،)4‬يل لكونو طرافا‬
‫ا‬ ‫بالة ا ااكوع‪ ،‬حيث لم يكن لهم نة ا اااط في تحريكها‬
‫ار بالحض ااور‬‫تكليفا مباة ا اا‬
‫مدنيا أو ا‬
‫ادعاءا ا‬
‫ا‬ ‫التعويض المدني‪ ،‬إذ كان عليو أن يتقدم بة ااكوع مس ااتقلة أو يقدم‬
‫مس ااتقل عن الدعوع األص االية‪ ،‬ثم تجرع عملية ض اام الدعويين‪ ،‬وفي هذه الحالة فقا يمكن االعتداد يتنازلو‬
‫عن الةكوع مثلما تم االعتداد بحقو في الةكوع(‪.)5‬‬
‫ثانيا‪ :‬تمييز المجن عليه عن هير‬
‫هناك تقارب في التعيير يين كل من المجني عليو والمضا اارور من الجريمة‪ ،‬والمجني عليو وض ا احية‬
‫الجريمة‪ ،‬إال أنو رغم هذا التقارب فإن المجني عليو لو مفهومو الذي يميزه ‪ ،‬وتكمن أهمية التفرقة يين هذه‬

‫عييد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.85‬‬ ‫(‪ -)1‬رءو‬


‫(‪ -)2‬واذا مض ا ا ا ا اات المدة المقررة ولم تقدم الة ا ا ا ا ااكوع فالمفروض أن ص ا ا ا ا اااحيها قد تنازل عن تقديمها‪ ،‬ومرور المدة قرينة لدع‬
‫القضاء الجنائي على عدم وقوع الجريمة ال تقيل إثبات العكس‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫(‪ -)3‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫(‪ -)4‬عيااد القااادر قااائااد سا ا ا ا ا ا ااعيااد المجياادي‪ ،‬ةا ا ا ا ا ا ااكوع المجني عليااو كقيااد من قيود تحريااك الاادعوع الجزائيااة في القااانون اليمني‬
‫والجزائري‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫(‪ -)5‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارسا ا ا ااة تخصا ا ا اايلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ص ‪.253-252‬‬

‫‪88‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المفاهيم في تحديد الةخص الذي يدور حولو التنازل عن الةكوع كنظام يديل عن الدعوع العمومية‪:‬‬
‫‪ -1‬المجن عليه والمضرور من الجريمة‬
‫ساايق تعريف المجني عليو بخنو من وقع العدوان على حقو أو مصاالحتو المحمية مباة ارة س اواء ترتب‬
‫على ذلك نتيجة ض ا ااارة أم ال‪ ،‬فهو الة ا ااخص ص ا اااحب الحق أو المص ا االحة المحمية التي حاق يها العدوان‬
‫معنويا(‪.)1‬‬
‫ا‬ ‫طييعيا أو‬
‫ا‬ ‫ةخصا‬
‫ا‬ ‫اإلجرامي أو هدفها أو عرضها للخطر سواء كان‬
‫وكمااا تق ادم القول بااخن تعريف المجني عليااو في ظاال غياااب تعريف قااانوني لااو أثااار خزفااات فقهيااة‬
‫عديدة لدرجة أن البعض عند تعريفو للمجني عليو‪ ،‬قد خلا يينو وبين المضا ا ا ا ا ا اارور من الجريمة‪ ،‬إذ اعتير‬
‫البعض أن المجني عليو يكتسااب صاافة المجني عليو والمضاارور من الجريمة في الوقت نفسااو‪ ،‬فليس هناك‬
‫مجني عليو غير مض ا اارور‪ ،‬فالمجني عليو اليد وأن يلحقو ض ا اارر من الجريمة الواقعة عليو ولو وقفت عند‬
‫دييا‪،‬‬
‫ماديا أو أ ا‬
‫ضرر ا‬‫اا‬ ‫حد الةروع‪ ،‬فالضرر ييلغ من االتساع ليةمل كل درجة منو مهما ضعفت‪ ،‬فقد يكون‬
‫عصييا(‪.)2‬‬
‫ا‬ ‫نفسيا أو اضطراابا‬ ‫وقد يكون ا‬
‫ألما ا‬
‫ولقد عر المضرور من الجريمة بخنو‪ " :‬الةخص الطييعي أو المعنوي الذي نالتو الجريمة بضررها‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬كما يعر بخنو‪ " :‬كل ة ا ا ااخص أص ا ا ااايتو الجريمة المرتكبة بخضا ا ا ارار ة ا ا ااخص ا ا ااية‬ ‫كلو أو يبعض منو "‬
‫ومباةرة ومحققة "(‪.)4‬‬
‫مضرور من‬
‫اا‬ ‫وقد استقرت محكمة النقض الفرنسية على اةتراط حدوث الضرر بالةخص حتى يكون‬
‫الجريمة فقضا ا اات بخنو‪ " :‬ال يسا ا ااتطيع المدعي المدني أمام القضا ا اااء الجنائي التمسا ا ااك بطلباتو يدون حدوث‬
‫الضرر الذي يتعين تحققو أو يثيت إصايتو بو " وهو ما يةير إلى ضرورة اةتراط الضرر المحقق الوقوع‪،‬‬
‫ةخصيا(‪.)5‬‬
‫ا‬ ‫وأكدت ذلك في اةتراط الضرر المباةر‪ ،‬وأن يكون‬

‫(‪ -)1‬محمد محي الدين عوض‪ ،‬حقوق المجني عليو في الدعوع العمومية‪ ،‬المؤتمر الثالث للجمعية المصرية للقانون الجنائي‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مارس لسا ا ا ا ا ا اانة ‪ ،1988‬ص ‪ .20‬نقالً عن ‪ :‬عيد الرحمان عاطف عيد الرحمان أحمد‪ ،‬الوسا ا ا ا ا ا اااطة ودورها في إنهاء‬
‫الدعوع الجنائية‪ :‬د ارس ااة مقارنة يين القانون الوض ااعي والةا اريعة اإلس اازمية‪ ،‬المركز العربي للنة اار والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مص اار‪،‬‬
‫‪ ،2020‬ص ‪.204‬‬
‫(‪ -)2‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫(‪ -)3‬محمد محمود سااعيد‪ ،‬حق المجني عليو في تحريك الدعوع العمومية‪ :‬د ارسااة مقارنة‪ ،‬رسااالة دكتوراه‪ ،‬جامعة عين ةاامس‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1982 ،‬ص ‪ ، 394‬نقالً عن‪ :‬الطيب سماتي ‪ ،‬حماية حقوق الضحية في‬
‫ظل األنظمة اإلجرائية وتطييقاتها في التةريع الجزائري‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫(‪ -)4‬محمد حنفي محمود‪ ،‬المرجع السا ا ااايق ‪ ،‬ص‪، 12‬رتيبة يوعزني‪ ،‬حقوق الضا ا ااحية في المتابعة القضا ا ااائية الجنائية‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجس ا ا ا ا ااتير في الحقوق‪ ،‬فرع‪ :‬القانون الجنائي والعلوم الجنائية‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬كلية الحقوق‪-‬ين عكنون ‪،2014-2013‬‬
‫ص ‪.49‬‬
‫(‪ -)5‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.50‬‬

‫‪89‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫إال أن البعض‪-‬وبحق‪-‬يرع أن هناااك فاااراقاا يين مصا ا ا ا ا ا ااطلحي " المجني عليااو" و" المضا ا ا ا ا ا اارور من‬
‫الجريمة"‪ ،‬يتمثل أسااا اس اا وان كان في الغالب تتحد صاافة المجني عليو والمضاارور من الجريمة في ةااخص‬
‫واحد في حالة كون ص اااحب المص االحة المحمية هو من تعلق بو الموض ااوع المادي للس االوك اإلجرامي‪ ،‬وال‬
‫يةااترط أن يكون المجني عليو قد أصااابو ضاارر فعلي‪ ،‬يل يكفي أن تكون مصاالحتو قد تعرضاات لمثل هذا‬
‫الضا ا ا ا ا ا اارر‪ ،‬ولو لم يكن قد تحقق بالفعل‪ ،‬كما هو الحال في جرائم الةا ا ا ا ا ا ااروع(‪ ،)1‬إال أنو في بعض األحيان‬
‫وبعض الحاالت قد ال يلحق بالمجني عليو ضرر‪ ،‬أو قد يصيب الضرر غيره(‪.)2‬‬
‫كما أن المض ا اارور يملك حق االدعاء المباة ا اار وبالمقايل فإن المجني عليو ليس لو هذا الحق إذا لم‬
‫يكن قد أصابو ضرر‪ ،‬فالمجني عليو في القتل هو من أزهقت روحو‪ ،‬أما المضرورون من الجريمة فهم من‬
‫كان يعولهم المجني عليو‪ ،‬فالمناط في صفة المجني عليو هو كونو صاحب الحق المةمول بحماية القاعدة‬
‫الجزائية‪ ،‬والمناط في صفة المضرور هو الضرر الذي أصابو أو لحق بو جراء الجريمة(‪.)3‬‬
‫ومن ثم فمدلول المضرور من الجريمة أوسع نطااقا من مدلول المجني عليو‪ ،‬لةمولو كل من المجني‬
‫عليو وكل ةا ااخص نالو ضا اارر من الجريمة‪ ،‬حتى في حالة عدم وقوع اعتداء على حقو الذي يحميو النص‬

‫الجنائي‪ ،‬والمض اارور من الجريمة هو من أص ااايتو الجريمة بض اارر مادي أو معنوي أو الض ااررين ا‬
‫معا‪ ،‬فز‬
‫ةخصيا‪،‬‬
‫ا‬ ‫يكفي في هذا الصدد أن تتعرض المصلحة المحمية للخطر فحسب‪ ،‬ويجب أن يقع عليو الضرر‬
‫ار‪ ،‬واذا أصا ا ااايت الجريمة بالضا ا اارر ذات الحق الذي يحميو نص التجريم‬ ‫وأن يكون الضا ا اارر ا‬
‫مؤكدا ومباةا ا ا اا‬
‫تتوافر لص اااحبو في هذه الحالة ص اافتا المجني عليو والمض اارور من الجريمة‪ ،‬وذلك كما هو الحال في تمام‬
‫جريمة السرقة(‪.)4‬‬
‫وال يجوز للمضا ا ا ا ا ا اارور من الجريمة إذا لم يكن هو المجني عليو أن يتنازل عن الةا ا ا ا ا ا ااكوع‪ ،‬ذلك أن‬
‫المض ا اارور من الجريمة يثيت لو الحق في التعويض فقا عن الجريمة يوص ا اافها عمزا غير مة ا ااروع بغض‬
‫النظر عن عقاب الجاني من عدمو(‪ ،)5‬وال يعني منح المجني عليو هذا الحق س ا ا ا ا ا اايرورتو طرافا في الدعوع‬

‫(‪ -)1‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.30‬‬


‫(‪ -)2‬هةااام مفضااي المجالي‪ ،‬الوساااطة الجزائية وساايلة غير تقليدية في حل النزاعات الجزائية‪-‬د ارسااة مقارنة‪ ،-‬رسااالة دكتوراه‪،‬‬
‫جامعة عين ةمس‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬مصر‪ ،2008 ،‬ص ‪.163‬‬
‫(‪-)3‬الطيب سماتي ‪ ،‬حماية حقوق الضحية خزل الدعوع الجزائية في التةريع الجزائري‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫جنائيا ينص التجريم بحيث إذا كان الفعل الصاااادر عن الجاني ال يصااايب إال تلك‬
‫ا‬ ‫(‪ -)4‬يجب النظر إلى المص االحة المحمية‬
‫المصلحة‪ ،‬التحاد صاحيها ومن تعلق بو الموضوع المادي للسلوك اثيتت صفة المضرور والمجني عليو لذات الةخص‪ ،‬أما‬
‫إ ذا كانت المص ا االحة المحمية تتعلق بة ا ااخص اخر غير من تعلق بو الموض ا ااوع المادي للس ا االوك‪ ،‬ثيتت ص ا اافة المجني عليو‬
‫لألول وصفة المضرور للثاني‪ ،‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.39-38 .‬‬
‫(‪ -)5‬مصااطفى مجدي هرجة‪ ،‬التعليق على قانون اإلجراءات الجنائية المعدل بالقوانين‪ 145 :‬لساانة ‪ 2006‬و‪ 74‬لساانة ‪2007‬‬
‫و‪ 153‬لسنة ‪ ،2007‬المجلد األول ‪ :‬من المادة (‪ )1‬إلى المادة (‪ ،)109‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.71‬‬

‫‪90‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫العمومية إذ تظل هذه األخيرة قائمة يين كل من النيابة العامة والمتهم فحس ا ا ا ا ا ااب وليس لو من دور إال في‬
‫الاادعوع الماادنيااة التي يطااالااب فيهااا يتعويض مااا نااالااو من ضا ا ا ا ا ا اارر‪ ،‬ويعتير هااذا نتيج اة لعموميااة الاادعوع‬
‫العمومية(‪ ،)1‬ولو كانت ناةاائة عن جريمة تخضااع لقيد الةااكوع‪ ،‬فدوره في الخصااومة الجزائية يقف عند حد‬
‫تقديم الةكوع(‪.)2‬‬
‫‪ -2‬المجن عليه وضحايا الجريمة‬
‫التعريف األكثر تفصا ا ا اايزا لضا ا ا ااحايا الجريمة ورد النص عليو في قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫رقم ‪ 40 –34‬المؤرخ في ‪ 11‬ديسمير ‪ ،1985‬الذي يعر الضحايا يا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اا‪ " :‬يقصد بمصطلح «الضحايا»‬
‫جماعيا بما في ذلك الضرر اليدني أو العقلي أو المعاناة النفسية‬ ‫ا‬ ‫فرديا أو‬
‫األةخاص الذين أصييوا بضرر ا‬
‫أو الخسا ا ا ااارة االقتصا ا ا ااادية‪ ،‬أو الحرمان يدرجة كييرة من التمتع بحقوقهم األسا ا ا اااسا ا ا ااية‪ ،‬عن طريق أفعال أو‬
‫حاالت إهمال تةا ا ا ا ا ا ااكل انتهاكا للقوانين الجنائية النافذة في الدول األعضا ا ا ا ا ا اااء‪ ،‬بما فيها القوانين التي تحرم‬
‫التعسف اإلجرامي في السلطة "(‪.)3‬‬
‫وبمقتض ااى هذا اإلعزن يمكن اعتبار ة ااخص ما ض ااحية بص اار النظر عما إذا كان مرتكب الفعل‬
‫قد عر أو قبض عليو أو قوضا ا ااي أو أدين‪ ،‬وبصا ا اار النظر عن العزقة األس ا ا ارية يينو وبين الضا ا ااحية‪،‬‬
‫أيضا حسب االقتضاء‪ ،‬العائلة المباةرة للضحية األصلية أو معاليها المباةرين‬
‫ويةمل مصطلح الضحية ا‬
‫واألةخاص الذين أصييوا بضرر من جراء التدخل لمساعدة الضحايا في محنتهم أو لمنع اإليذاء"(‪.)4‬‬
‫وتجدر اإلة ا ا ااارة في هذا الص ا ا اادد إلى أن إعزن الجمعية العامة لألمم المتحدة الص ا ا ااادر عام ‪1985‬‬
‫والمذكور أعزه‪ ،‬يعد أول وثيقة دولية تعنى يتحديد مفهوم الضحية في القانون الدولي(‪.)5‬‬

‫(‪ -)1‬تسااتند صاافة عمومية الدعوع العمومية من طييعة موضااوعها‪ ،‬إذ أنها تحمي مصاالحة عامة تتعلق يإثبات أو نفي ساالطة‬
‫الدولة في العقاب في الحاالت الواقعية‪ ،‬فقانون اإلجراءات الجزائية سا ا اواء في الجزائر‪ ،‬مص ا اار‪ ،‬فرنس ا ااا أو أغلب التةا ا اريعات‬
‫المقارنة ال يعر الدعاوع الخاصة‪ ،‬وترجع عمومية الدعوع العمومية كذلك إلى صفة السلطة المختصة يتحريكها ومباةرتها‬
‫وهي النيابة العامة‪ ،‬امال عيد الرحيم عثمان‪ ،‬ةرئ قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫(‪ -)2‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.52-61‬‬
‫(‪ -)3‬وفي نفس المعنى نجد القرار الصااادر عن مجلس االتحاد األوروبي‪ ،‬المؤرخ في ‪ 15‬مارس ‪ 2001‬يعر الضااحية بخنو‪:‬‬
‫" الة ا ااخص الذي تعرض للض ا اارر‪ ،‬بما في ذلك الض ا اارر الذي يلحق بس ا اازمتو الجس ا اادية أو العقلية‪ ،‬أو المعاناة المعنوية أو‬
‫الخسارة المادية‪ ،‬الناجم مباةرة عن أفعال أو تقصير ينتهك القانون الجنائي لدولة عضو "‪.‬‬
‫‪-" la personne qui a subi un préjudice, y compris une atteinte à son intégrité physique ou mentale, une souffrance‬‬
‫‪morale ou une perte matérielle, directement causé par des actes ou des omissions qui enfreignent la législation‬‬
‫‪pénale d'un état membre ".‬‬
‫‪-Michela MARZANO, "Qu'est-ce qu'une victime ? De la réification au pardon ", revue archives de politique‬‬
‫‪criminelle, Vol 28, N°01, 2006, p 12.‬‬
‫(‪ -)4‬إعزن مبادئ العدل األسا اااسا ااية المتعلقة بضا ااحايا اإلجرام والتعسا ااف في اسا ااتعمال السا االطة رقم ‪34‬و‪ ،40‬المؤرخ في ‪11‬‬
‫ديسمير ‪ ،1985‬على الموقع‪ ،https://bit.ly/3ifPcN3 :‬تاريخ االطزع‪ 23 :‬فيفري ‪ ،2021‬على الساعة‪.17:53 :‬‬
‫(‪ -)5‬محمد علي سالم جاسم محمد عيد المحسن سعدون‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.79‬‬

‫‪91‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫وبالرجوع إلى النصا ا ا ااوص القانونية للتة ا ا ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ا ا ااة‪ ،‬نجدها لم تعر مصا ا ا ااطلح‬
‫الضا ااحية ‪ Victime‬حيث نجد مؤة ا ارات غامضا ااة ‪ des indications vagues‬فقا‪ ،‬وبصا اافة عامة‪ ،‬يسا ااتخدم‬
‫للطر المضاارور ‪ partie lésée‬أو أي ةااخص لحق بو ضاارر أو عانى بةااكل‬ ‫مصااطلح الضااحية كمراد‬
‫ةخصي من ضرر ناجم عن الجريمة‪ ،‬فمصطلح الضحية لم يظهر في قانون اإلجراءات الجزائية الفرنسي‬
‫حتى عام ‪ 1970‬في الجزء المتعلق بالرقابة القضا ااائية والعقوبة‪ ،‬والذي بقي على هذا النحو إلى يومنا هذا‪،‬‬
‫إذ جرع تعميم هذا المصا ا ا ا ا ا ااطلح الحاقا في القانون الجنائي‪ ،‬من خزل األحكام العامة والخاصا ا ا ا ا ا ااة لقانون‬
‫العقوبات الجديد الذي أقرتو قوانين ‪ 22‬جويلية ‪.)1(1992‬‬
‫وعلى غرار تطور وضع الضحية في األنظمة القانونية فقد تطور تعريفها أيضا في مختلف الم ارحل‬
‫التاريخية‪ ،‬وحتى اليوم ال يوجد إجماع على تعريف الضحية‪ ،‬ربما بسيب القضايا والتناقضات التي ال تزال‬
‫قائمة فيما يتعلق بمساعدة الضحايا(‪.)2‬‬
‫ورغم ذلك يتفق العديد من الفقهاء على أن تعريف الض ا ا ا ااحية في القانون هو الة ا ا ا ااخص المتض ا ا ا اارر‬
‫‪ En droit, la victime et une personne lésée‬وعلى نحو أدق أو بالتحديد في المفردات القانونية الحالية‪،‬‬
‫الةخص الذي تسيب لو في ذلك"‬ ‫ةخصيا من ضرر على خز‬
‫ا‬ ‫الضحية هو‪ " :‬الةخص الذي يعاني‬
‫‪" la victime est: celui ou celle qui subit personnellement un préjudice par opposition à‬‬
‫‪celui ou celle qui le cause"(3).‬‬
‫ارر نا ا اااج ام ا ا اا عن جريما ا ااة‬
‫كما ا ااا تعر الضا ا ا ا ا ا ااحيا ا ااة على أنها ا ااا‪ " :‬كا ا اال ةا ا ا ا ا ا ااخص تحما ا اال ضا ا ا ا ا ا ا اا‬
‫‪ ،)4(Ayant personnellement souffert du dommage causé par l'infraction‬ومن ثم يعر الض ا ا ااحية‬
‫من خزل الضا ا ا ا ا ا اارر‪ ،‬إال أن الضا ا ا ا ا ا اارر ال يكون ل ااو معنى إال إذا أدع إلى نةا ا ا ا ا ا ااوء حق في التعويض‬
‫‪Or un préjudice n'a de sens que s'il ouvre un droit à réparation(5).‬‬
‫ااعا وذلك‬
‫ولقد عر الباحث ‪ Mendelssohn‬الضااحية من جانيها الةااكلي تعر ايفا أكثر ةاامولية واتسا ا‬
‫فردا كان أو جماعة تعرض إلى االم مختلفة تس ااييت فيها عوامل متعددة‬ ‫بقولو أن الض ااحية‪ " :‬كل ة ااخص ا‬
‫منها ما هو مادي ونفسا ا ا ااي ومنها ما هو اقتصا ا ا ااادي سا ا ا ااياسا ا ا ااي واجتماعي وأيضا ا ا ااا طييعي كحالة الكوارث‬
‫الطييعية‪ ،‬وقد اعتمد هذا التعريف من طر الجمعية الفرنسية لعلم الضحية المنعقدة في أول مؤتمر لها‪.‬‬
‫‪La victime : " est une personne se situant individuellement ou faisant partie d'une‬‬
‫‪collectivité qui subirait les conséquences douloureuse déterminées par des facteurs de divers‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- Michela MARZANO, Op-Cit, p 12.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪- Pascale Latreille, l'expérience des victimes: de la demande de justice au souci de régulation et de gestion des‬‬
‫‪conséquence du crime, Thèse soumise à la faculté des études supérieures des exigences du programme de maîtrise‬‬
‫‪en criminologie, Université d'Ottawa-canada, Faculté des science sociales, Département de criminologie, 2012, p‬‬
‫‪9.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪- Xavier PIN, " les victimes l'infraction définition et enjeux", Revue Archives de politique criminelle, Vol 28,‬‬
‫‪N°: 1, 2006, p 50.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪- Robert Cario, la victime définition et enjeux, Dalloz.‬‬
‫نقز عن‪ :‬الطيب سماتي ‪ ،‬حماية حقوق الضحية خزل الدعوع الجزائية في التةريع الجزائري‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫)‪(5‬‬
‫‪- Xavier PIN, OP-Cit, p 50.‬‬

‫‪92‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫‪origines : physique, psychologiques, économique, politique et sociales mais aussi naturelles(1).‬‬


‫وبذلك ال يتطايق مدلول المجني عليو مع مدلول ض ا ا ا ا ا ااحية الجريمة‪ ،‬ألن ض ا ا ا ا ا ااحية الجريمة هو كل‬
‫ةخص عرضة لمهاجمة مجرم أو لحادثة من أي نوع وهذا التعريف يتسع ليةمل ضحايا الفعل اإلج ارمي‬
‫أو النظام االجتماعي‪ ،‬كالتفرقة العنص ا ا ا ارية مثز‪ ،‬أو حتى ضا ا ا ااحايا الطييعة‪ ،‬وهذه الطوائف ال يمد التنظيم‬
‫مجنيا‬
‫ا‬ ‫القانوني الجنائي حماية عليها‪ ،‬وهذا يعني أن كل مجني عليو هو ضا ا ا ا ا ا ااحية‪ ،‬وليس كل ضا ا ا ا ا ا ااحية‬
‫عليو(‪.)2‬‬
‫ااعا من مص ا ااطلحي المض ا اارور من الجريمة والمجني‬
‫ومؤدع ذلك أن مص ا ااطلح الض ا ااحية أكثر اتس ا ا ا‬
‫عليو(‪)3‬يل ويةا ااملهما‪ ،‬فهو يةا اامل المجتمع كمجني عليو عام‪ ،‬والفرد كمجني عليو خاص وقد يةا اامل أس ا ارة‬
‫المجني عليو الخاص في حالة قتلو مثزا‪ ،‬يل وقد يةا ا اامل المتهم إذا مسا ا اات حقوقو األسا ا اااسا ا ااية أثناء سا ا ااير‬
‫العدالة الجزائية(‪.)4‬‬
‫مجمل القول‪ ...‬أن المجني عليو هو صاا ا ا اااحب الحق في التنازل عن الةا ا ا ا ااكوع‪ ،‬وحقو في ذلك حق‬
‫ةخصي ال يثيت إال لو وحده‪ ،‬وهو الةخص الطييعي أو المعنوي الذي وقع االعتداء بالجريمة على إحدع‬
‫ائيا‪ ،‬ساواء أصااايتو الجريمة بضاارر أم عرضااتو لمجرد الخطر‪ ،‬ومن ثم ال يجوز لغيره‬
‫مصااالحو المحمية جز ا‬
‫أن يتنازل عنها‪ ،‬فالمتضرر من الجريمة أو المدعى بالحق المدني مثز ال يحق لو التنازل عن الةكوع إذا‬
‫لم يكن هو المجني عليو في الوقت ذاتو‪ ،‬فهو في األص ا اال ال يكون لو الحق في تقديم الة ا ااكوع‪ ،‬فمن باب‬
‫أولى ال يكون لو الحق في التنازل عنها(‪.)5‬‬
‫ثالثا‪ :‬الشروط الخاصة بالمجن عليه‬
‫أساسا في إطزق يد النيابة العامة‬
‫قانونيا يرتب اثار إجرائية معينة‪ ،‬تتمثل ا‬‫ا‬ ‫لما كانت الةكوع تصرافا‬
‫في تحريك الدعوع العمومية بةا ااخن جرائم محددة على سا ااييل الحصا اار‪ ،‬فإنها ال تصا ااح إال إذا توافرت لدع‬
‫الةاكي أهلية خاصة وهي" أهلية الةكوع"(‪.)6‬‬
‫ولما كان التنازل حق متولد ومتفرع عن الحق في الة ا ا ااكوع‪ ،‬فهو ارخر يكيف بخنو تص ا ا اار قانوني‬
‫يرتب انقضاء الدعوع العمومية‪ ،‬فإنو يتعين توافر الةروط الخاصة باستعمال الحق في الةكوع في التنازل‬
‫عنهااا‪ ،‬والمقصا ا ا ا ا ا ااود هنااا أن تتوافر في المجني عليااو األهليااة اإلجرائيااة الززمااة للتنااازل وهي ذات األهليااة‬

‫(‪ -)1‬رتيبة يوعزني‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.37‬‬


‫(‪ -)2‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.42-41‬‬
‫(‪ -)3‬عمر سالم‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫(‪ -)4‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫(‪ -)5‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.319‬‬
‫(‪ -)6‬أحمد عيد اللطيف الفقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.29‬‬

‫‪93‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الززمة لتقديم الةكوع(‪.)1‬‬


‫واألهلية لغة‪ :‬مؤنث األهلي‪ ،‬واألهلية لألمر‪ :‬الصا ا اازحية لو(‪ ،)2‬وأهلية مصا ا اادر صا ا ااناعي من أهل‪:‬‬
‫د‬
‫قانونا للوجوب واألداء‪ ،‬نقيضا ا ا ااها‪ :‬عدم األهليةو فقدان األهلية‪ :‬حرمان‬
‫كفاءة وجدارة‪ :‬صا ا ا اازحية اإلنسا ا ا ااان ا‬
‫المرء من حق أو تصر (‪.)3‬‬
‫اصطزحا تنقسم إلى نوعين‪:‬‬
‫ا‬ ‫واألهلية‬
‫أهلية وجوب عبارة عن صزحية الةخص لوجوب الحقوق المةروعة لو أو عليو(‪.)4‬‬
‫وأهلية أداء‪ :‬يراد يها القدرة على مباةرة التصرفات القانونية والتي تؤدي إلى اكتساب الحقوق وتحمل‬
‫االلتزامات‪ ،‬واذا كان تقديم الة ا ا ا ااكوع من المجني عليو يعتير مباةا ا ا ا ارة لتص ا ا ا اار قانوني معين فإن األهلية‬
‫المطلوبة هي أهلية األداء‪ ،‬ولكن يةا ا ا ا ا ا ااترط فيها أن تكون كاملة‪ ،‬وحتى تكون كذلك يجب أن ييلغ المجني‬
‫اابا بخي مانع من موانع األهلية‪ ،‬ومرد ذلك تمكين المتهم من الرجوع على‬ ‫معينا وأال يكون مص ا ا ا ا‬
‫عليو س ا ا ا اانا ا‬
‫المجني عليو في حال ثيوت يراءتو وس ا ااوء نية الة ا اااكي(‪ ،)5‬كما يلزم س ا اازمة إرادة المجني عليو من عيوب‬
‫اإلرادة كاإلكراه والغش والتدليس‪ ،‬وان كان القانون لم يقرر ذلك صا ا ا اراحة‪ ،‬إال أن التنازل وكما س ا ا اايق القول‬
‫قانونيا يةترط لصحتو ما يةترط لصحة التصرفات القانونية من أحكام(‪.)6‬‬
‫ا‬ ‫يعد تصرافا‬
‫‪ -1‬شرط السن‬
‫تباينت مواقف القوانين من ةا ا ا ا ا اارط السا ا ا ا ا اان الذي يجب أن يكون المجني عليو قد يلغو حتى يحق لو‬
‫تقديم الةا ا ا ا ا ا ااكوع‪ ،‬ومن ثم إزالة القيد اإلجرائي الذي يحد من حرية النيابة في تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬إذ‬
‫حددت بعض القوانين الس ا اان الززمة لتقديم الة ا ااكوع يتمام الثامنة عةا ا ارة س ا اانة (‪ ،)18‬كالقانون األلماني و‬
‫السااويسااري‪ ،‬فيما هبطت قوانين أخرع يهذه الساان إلى خمسااة عةارة ساانة (‪ )15‬كالقانون األردني(‪ ،)7‬وأربعة‬
‫عةا ارة س اانة (‪ )14‬كالقانون اإليطالي‪ ،‬وبعض ااها يتطلب يلوغ الة اااكي س اان س ااتة عةاارة س اانة (‪ )16‬كالقانون‬

‫(‪ -)1‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.418‬‬


‫(‪ -)2‬المعجم الوسيا‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ -‬المعجم الوجيز‪ ،‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬مطابع ة ا ا ا ااركة اإلعزنات الة ا ا ا اارقية‪ ،‬دار التحرير للطبع والنة ا ا ا اار‪ ،‬مص ا ا ا اار‪،1989 ،‬‬
‫ص‪.29‬‬
‫(‪ -)3‬أحمد مختار عمر‪ ،‬معجم اللغة العربية المعاص ارة‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬عالم الكتب للنةاار والتوزيع والطباعة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصاار‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص ‪.136‬‬
‫(‪ -)4‬علي ين محمد السيد الةريف الجرجاني‪ ،‬تحقيق ودراسة‪ :‬محمد صديق المنةاوي‪ ،‬معجم التعريفات‪ ،‬دار الفضيلة للنةر‬
‫والتوزيع والتصدير‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2004 ،‬ص ‪.36‬‬
‫(‪-)5‬وردة ين يوعيدأ ‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.105‬‬
‫(‪ -)6‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.465‬‬
‫(‪ -)7‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.122‬‬

‫‪94‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫اإلسباني والهولندي‪ ،‬وسبعة عةرة سنة (‪ )17‬كالقانون اليوناني(‪.)1‬‬


‫نصا يتم بموجبو تحديد السن القانونية المتطلبة في المجني عليو لجواز‬‫فيما لم تتضمن قوانين أخرع ا‬
‫تقديم الةكوع‪ ،‬ومن ثم التنازل عنها‪ ،‬ومنها القانون السوداني والسوري والليناني والعراقي(‪.)2‬‬
‫والقانون الجزائري ونظيره الفرنساي يدخزن ضامن الطائفة الثانية من القوانين التي ساكتت عن تحديد‬
‫سا اان معين لتقديم الةا ااكوع‪ ،‬األمر الذي طرئ إةا ااكال حول أهلية تقديم الةا ااكوع‪ ،‬هل هي سا اان أهلية األداء‬
‫الززمة إلجراء التصرفات القانونية أي سن الرةد المدني والتي تحدد ي ا ا ‪ 19‬سنة ينص المادة ‪ 40‬من ق م‬
‫(‪)4‬‬
‫أم هي سا ا اان األهلية الجزائية أي سا ا اان الرةا ا ااد الجزائي‬ ‫ج(‪ ،)3‬و‪ 18‬سا ا اانة ينص المادة ‪ 388‬من ق م‬
‫والتي تحدد ييلوغ الة ا ااخص س ا اان ‪ 18‬س ا اانة ينص المادة الثانية من القانون المتعلق بحماية الطفل(‪ ،)5‬و‪18‬‬
‫سا ا ا ا ا اانة كما هي محددة بمفهوم المخالفة من نص المادة ‪ L.11-1‬من األمر رقم ‪ 2019-950‬المؤرخ في ‪1‬‬
‫سيتمير ‪ 2019‬المتعلق بالجزء التةريعي من قانون العدالة الجنائية لألحداث(‪.)6‬‬
‫على األهلية اإلجرائية الززمة لممارسااة الحق في الةااكوع اليد من معرفة طييعة التصاار‬ ‫وللوقو‬
‫الذي يقوم بو المجني عليو‪ ،‬فإذا كان المجني عليو يس ا ا ا ا ااعى من خزل تقديم ة ا ا ا ا ااكواه دفع الدولة إلى توقيع‬
‫العقاب على الجاني إال أن طلبو ال يمكن أن يزيد عن المطالبة بالتعويض عن األض ا ا ا ا ا ارار التي أصا ا ا ا ا ااايتو‬
‫يكون بصدد ممارسة دعوع مدنية‪ ،‬هذه األخيرة التي يتطلب القانون‬ ‫جراء الفعل المجرم‪ ،‬بمعنى اخر سو‬
‫لمباة ا ا ا ا ا ارتها توافر األهلية المحددة ينص المادة ‪ 40‬من ق م ج وهي يلوغ المجني عليو ‪ 19‬سا ا ا ا ا اانة كاملة‪،‬‬
‫وهي يلوغ المجني عليو ‪ 18‬س ا ا ا اانة كاملة‪ ،‬والتي تخول ص ا ا ا اااحيها‬ ‫والمحددة ينص المادة ‪ 388‬من ق م‬
‫ممارسااة تص ارفاتو القانونية(‪ ،)7‬بةااكل عام أي يلوغ ساان الرةااد وفاقا للقواعد العامة(‪ ،)8‬ويترتب على ذلك أن‬
‫اادر من المجني عليو البالغ ‪ 19‬ساانة بالنسابة‬
‫منتجا رثاره القانونية إال إذا كان صا اا‬
‫احيحا ا‬‫التنازل ال يكون صا ا‬

‫(‪ -)1‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.106‬‬


‫(‪ -)2‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫(‪ -)3‬المادة ‪ 40‬من أمر رقم ‪ ،58-75‬مؤرخ في ‪ 26‬ساايتمير ‪ ،1975‬يتضاامن القانون المدني الجزائري‪ ،‬معدل ومتمم‪ ،‬ج رج‪،‬‬
‫عدد ‪ ،78‬مؤرخة في ‪ 30‬سيتمير ‪ ،1975‬ص ‪.992‬‬
‫‪- l’article 388, code civil français ,Codifié par Loi 1803-03-14, Modifié par LOI n°2016-297 du 14 mars 2016-‬‬
‫)‪(4‬‬

‫‪art. 43, relative à la protection de l'enfant (1), JORF n° 0063 du 15 mars 2016.‬‬
‫(‪ -)5‬المادة ‪ 2‬من قانون رقم ‪ ،12-15‬مؤرخ في ‪ 15‬جويلية ‪ ،2015‬يتعلق بحماية الطفل‪ ،‬ج رج‪ ،‬عدد ‪ ،39‬مؤرخة في ‪19‬‬
‫جويلية ‪ ،2015‬ص ‪.6‬‬
‫‪- l’article L11-1, créé par l’ordonnance n° 2019-950 du 11 septembre 2019 portant partie législative du code de‬‬
‫)‪(6‬‬

‫‪la justice pénale des mineurs, JORF n° 0213 du 13 septembre 2019.‬‬


‫(‪ -)7‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارسا ا ا ااة تخصا ا ا اايلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص‪.132‬‬
‫(‪ -)8‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.122‬‬

‫‪95‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫للتة ا اريع الجزائري‪ ،‬وهو ما أكده القضا اااء الجزائري(‪ ،)1‬و‪ 18‬س اانة بالنس اابة للتة ا اريع الفرنساااي‪ ،‬أي صااااحب‬
‫األهلية اإلجرائية والمتمتع بقواه العقلية(‪.)2‬‬
‫يعيا ينبغي على‬ ‫والباحث يرع أن عدم تحديد السا اان القانونية الززمة لتقديم الةا ااكوع يعد نق ا‬
‫ص ا اا تة ا ار ا‬
‫نصا لتييان السن المتعين يلوغها فيمن يحق لو‬ ‫الم ةرعين الجزائري والفرنسي تداركو‪،‬ألنو وان كانا لم يقر ار ا‬
‫التنازل عن الةااكوع يمكن تجاوزه‪ ،‬إذ يكفي أن يكون قد وضااع القاعدة العامة التي تحكم الساان وأرةااد عنها‬
‫وهو األمر الذي نفتقده فيهما‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫في مناسبة تقديم الةكوع لتصير واجبة االتباع في حالة التنازل عنها‬
‫التة اريعين الجزائري والفرنسااي‪ ،‬فإن المةاارع المصااري حدد األحكام التي تخضااع لها "‬ ‫وعلى خز‬
‫أهلية الةا ا ااكوع" وهي أهلية خاصا ا ااة مختلفة عن " أهلية االدعاء" في المادة الخامسا ا ااة من قانون اإلجراءات‬
‫الجنائية التي نص ا ا اات على‪ " :‬إذا كان المجني عليو في الجريمة لم ييلغ خمس عةا ا ا ارة س ا ا اانة كاملة أو كان‬
‫مصابا بعاهة في عقلو تقدم الةكوع ممن لو الوصاية عليو ‪ ،"...‬ويستخلص من هذا النص أن مناط أهلية‬ ‫ا‬
‫الة ا ا ااكوع هو يلوغ الخامس ا ا ااة عةا ا ا ارة‪ ،‬فمن كان دون هذه الس ا ا اان انتفت لديو هذه األهلية ‪ ،‬وهذا وجو اخر‬
‫(‪)4‬‬

‫يين الةكوع والبزغ‪ ،‬فالتيليغ عن الجريمة يصح صدوره من أي ةخص بالغ أو حدث عاقل أو‬ ‫لزختز‬
‫غير س ا ا ا ااوي(‪ ،)5‬فما يقدمو المجنون أو الص ا ا ا اايي غير المميز من بزغات تحقق أثرها في إخطار الس ا ا ا االطة‬
‫العامة بالجريمة ولها أن تعتمد عليو في مباةرة ما تراه من إجراءات(‪.)6‬‬
‫وقد نادع بعض الفقو المصااري يرفع ساان الةااكوع‪ ،‬إلى ثمانية عةاار ساانة‪ ،‬ليكون لدع المجني عليو‬
‫القدرة على تقدير مص ا االحتو في تحريك الدعوع أو إنهائها بالتنازل‪ ،‬خاص ا ااة وأن هناك اتجاه إلى رفع س ا اان‬
‫الزواج إلى ‪ 18‬سنة ولذا وجب التنسيق(‪.)7‬‬
‫والباحث يؤيد هذا االقترائ يرفع س اان الة ااكوع‪ ،‬ذلك أن المجني عليو في س اان (الخامس ااة عةا ارة)‪ ،‬لم‬
‫يكتمل لديو النضج العقلي‪ ،‬وال القدرة على الموازنة يين حقوقو‪ ،‬وتقدير مصلحتو في التمسك بالةكوع ومن‬
‫ثم متابعة المتهم أو العدول عنها(‪.)8‬‬

‫(‪ -)1‬نقض جزائي‪ 10 :‬جانفي ‪ ،1984‬المجلة القض ااائية عدد ‪ ،4‬س اانة ‪ ،1989‬ص ‪ ،323‬نقالً عن‪ :‬عيد أ اوهاييية‪ ،‬ة اارئ‬
‫قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫(‪ -)2‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫(‪ -)3‬حسني محمد السيد الجدع‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.306-305‬‬
‫(‪ -)4‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.139-138‬‬
‫(‪ -)5‬مصااطفى مجدي هرجة‪ ،‬التعليق على قانون اإلجراءات الجنائية المعدل بالقوانين‪ 145 :‬لساانة ‪ 2006‬و‪ 74‬لساانة ‪2007‬‬
‫و‪ 153‬لسنة ‪ ،2007‬المجلد األول‪ :‬من المادة (‪ )1‬إلى المادة (‪ )109‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫(‪ -)6‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.791‬‬
‫(‪ -)7‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.107‬‬
‫(‪ -)8‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.63‬‬

‫‪96‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ويتض ا ااح مما س ا اايق أن المجني عليو مقدم الة ا ااكوع يجب أن يكون قد يلغ خمس ا ااة عةا ا ارة س ا اانة في‬
‫القانون المصااري‪ ،‬وثمانية عةاار ساانة في القانون الفرنسااي‪ ،‬وتسااعة عةاار ساانة في القانون الجزائري‪ ،‬وبناء‬
‫على ذلك يعتير من هو دون هذا العمر غير أهل للتنازل‪ ،‬على اعتبار أنو غير أهل للة ااكوع أصا ازا‪ ،‬ويقع‬
‫عبء إثبات أن الة ااخص لم تتوافر لديو أهلية الة ااكوع على عاتق المس ااتفيد منو أي يكون ذلك على عاتق‬
‫المتهم(‪.)1‬‬
‫وعليو‪ ،‬فإذا تنازل المجني عليو أي المتنازل قيل يلوغو السا ا ا اان المذكورة أعزه فز يعتد يتنازلو(‪ ،)2‬وال‬
‫قيمة لو‪ ،‬وللولي أو الوص ااي أن يتقدم بالة ااكوع في الميعاد( يتعلق هذا الة اارط بالتةا اريع المص ااري حصا ا اار)‬
‫رغم ذلك التنازل(‪ ،)3‬ألنو يكون باطزا‪ ،‬إذ يفترض لص ا ا ا ااحة التنازل أن تكون هناك جريمة قد وقعت بالفعل‪،‬‬
‫ويساايق تقديم ةااكوع عنها ممن لو الحق في ذلك‪ ،‬فإذا كان صااحب الحق في الةااكوع غير أهل لذلك‪ ،‬أي‬
‫كان دون الس ا اان القانونية فإما أن تقدم الة ا ااكوع من الولي أو الوص ا ااي أو القيم بحس ا ااب األحوال‪ ،‬وفي هذه‬
‫الحالة ال يص ا ا ااح التنازل إال من النائب القانوني للمجني عليو‪ ،‬أما إذا يلغ المجني عليو غير األهل للتنازل‬
‫الس اان القانونية قيل ص اادور حكم نهائي في الدعوع‪ ،‬يكون لو التنازل عن الة ااكوع‪ ،‬وتنقض ااي يذلك الدعوع‬
‫وبناء على ما تقدم يترتب على التنازل الصادر من المجني عليو دون توفر ةرط السن القانونية‬ ‫ا‬ ‫العمومية‪،‬‬
‫البطزن(‪ ،)4‬وهذا البطزن من النظام العام ألنو يتعلق بص ا ا ااحة التنازل وأثره في انقض ا ا اااء الدعوع العمومية‬
‫(‪)5‬‬
‫فهو يمس مص ا ا ا ااالح عامة تس ا ا ا اامو على كونها مص ا ا ا ااالح‬ ‫ومن ثم تقض ا ا ا ااي بو المحكمة من تلقاء نفس ا ا ا ااها‬
‫خاصة(‪.)6‬‬
‫وال تحدد السا ا اان يتاريخ الواقعة ألن األمر ال يتعلق بالمتهم وانما يتاريخ تقديم الةا ا ااكوع ألن المسا ا ااخلة‬
‫إجرائية بحتة لها عزقة يتصا ا ا اار المجني عليو(‪)7‬وتطيياقا لذلك إذا وقعت جريمة على مجني عليو يقل عن‬
‫السن القانونية المحددة حسب ما سيق ييانو‪ ،‬ثم يلغ هذه السن بعدها‪ ،‬وجب تقديم الةكوع منو(‪.)8‬‬
‫‪ -2‬شرط العقل‪.‬‬
‫نص القانون المصااري ص اراحة على هذا الةاارط بالقول‪ " :‬إذا كان المجني عليو في الجريمة لم ييلغ‬

‫(‪ -)1‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.63‬‬


‫(‪ -)2‬عيد السزم مقلد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫(‪ -)3‬حسن صادق المرصفاوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫(‪ -)4‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫(‪ -)5‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.465‬‬
‫(‪ -)6‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫(‪ -)7‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارسا ا ا ااة تخصا ا ا اايلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص‪.133‬‬
‫(‪ -)8‬أةر توفيق ةمس الدين‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.53‬‬

‫‪97‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫اابا بعاهة في عقلو تقدم الةا ااكوع ممن لو الوصا اااية عليو‪ ،)1("...‬في‬
‫خمس عة ا ارة سا اانة كاملة أو كان مصا ا ا‬
‫نصا مماثزا‪ ،‬ومع ذلك فهو مستفاد من األحكام العامة‪.‬‬ ‫حين لم يرد في القانون الجزائري وال نظيره الفرنسي ا‬
‫فز يكفي أن يكون المجني عليو قد يلغ السن القانونية والمحددة يا ا ا ا اا‪ 19 :‬في التةريع الجزائري و‪18‬‬
‫ساانة بالنساابة للقانون الفرنسااي و‪ 15‬ساانة بالنساابة للقانون المصااري‪ ،‬وقت تقديم الةااكوع‪ ،‬ليكون أهزا لتقديم‬
‫ومميز لما‬
‫اا‬ ‫متمتعا بكامل قواه العقلية(‪ ،)2‬أي مدركا‬
‫ا‬ ‫ةا ا ا ا ا ااكواه ومن ثم التنازل عنها‪ ،‬ولكن يةا ا ا ا ا ااترط أن يكون‬
‫يصدر عنو من أفعال أو تصرفات‪ ،‬غير مصاب بخي عاهة عقلية تؤثر على مكناتو العقلية وتفقده اإلدراك‬
‫أو االختيار(‪ ،)3‬والمكنات العقلية هذه تةاامل جميع العمليات العقلية البساايطة منها والمعقدة بما فيها اإلدراك‬
‫واالنتباه والذاكرة والتخيل والتقدير‪ ،‬وغير ذلك من العمليات المعني يها العقل‪ ،‬ويكفي أن يباةر االضطراب‬
‫العقلي أثره على اإلدراك أو االختيار على نحو يؤثر على المصا ا ا ا ا ا اااب بو‪ ،‬ويجعلو غير أهل للموائمة يين‬
‫(‪)4‬‬
‫وبالرجوع إلى نص المادة ‪ 5‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م فإنو يتعين تفس ا ااير تعيير‬ ‫نفس ا ااو ومتطلبات الحياة في المجتمع‬
‫« عاهة العقل» في أوساع المعاني‪ ،‬والضاابا في عاهة العقل التي تنتفي معها أهلية الةاكوع أن يكون من‬
‫ةا ااخنها هيوط درجة التمييز والخيرة إلى دون ما يتوفر لدع من يلغ السا اان القانونية للةا ااكوع‪ ،‬ويلزم من ذلك‬
‫اابا بعاهة في عقلو فز تنتفي لديو أهلية الةااكوع ومن ثم التنازل عنها ولو‬
‫أنو إذا لم يكن المجني عليو مصا ا‬
‫قانونيا‪ :‬فالمحكوم عليو والمفلس ال تنتفي لديهم أهلية الةكوع(‪.)5‬‬
‫ا‬ ‫قضائيا أو‬
‫ا‬ ‫محجور عليو‬
‫اا‬ ‫كان‬
‫ااءا أن الجنون يقص ا ااد‬ ‫وعاهة العقل قد تكون جنون وقد تكون عتو ‪ ،‬والرأي المتفق عليو ا‬
‫فقها وقض ا ا ا‬
‫(‪)6‬‬

‫بو اضا ا ا ااطراب في القوع العقلية يفقد المرء القدرة على التمييز أو على السا ا ا اايطرة على أعمالو(‪ )7‬أما المعتوه‬
‫من كان مختزا في عقلو‪ ،‬مختلا الكزم فاسا ااد التديير‪ ،‬ينقصا ااو الفهم الكافي إلدارة أعمالو وتقدير معامزتو‬
‫لعجز طييعي فيو أو لضااعف ط أر عليو بساايب تقدم الساان‪ ،‬وتقع تص ارفات المجنون والمعتوه باطلة‪ ،‬وللقول‬
‫يإصااابة ةااخص ما بعاهة في عقلو س اواء تعلق األمر يجنون أو عتو يؤثر على مقدرتو على التمييز يتعين‬
‫إثباتها بحكم قضا ا ا ااائي نهائي‪ ،‬فز يكفي لحرمان المجني عليو من حقو في تقديم الةا ا ا ااكوع أو التنازل عنها‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ 5‬من ق إ ج م‪.‬‬


‫(‪ -)2‬مخمون محمد سزمة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،141‬محمود محمود مصطفى‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫(‪ -)3‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.466‬‬
‫(‪ -)4‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫(‪ -)5‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.139‬‬
‫السافو والغفلة الذي‬ ‫(‪ -)6‬يعد الجنون والعتو من عوارض األهلية التي تصايب عقل اإلنساان فتعدم إدراكو وتمييزه‪ ،‬على خز‬
‫ينقص اإلدراك فحسا ا ا ا ا ااب وال يعدمو‪ ،‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارساا ا ا ا ااة‬
‫تخصيلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫(‪ -)7‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي العام‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.240‬‬

‫‪98‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫لوجود ةهادة طيية تفيد إصايتو بمرض عقلي أو يكون معروافا عنو الجنون لدع العامة(‪.)1‬‬
‫أما الس ا اافيو والغافل فإن لو حق تقديم الة ا ااكوع(‪ ،)2‬إذ تقيل الة ا ااكوع من المحجور عليو لس ا اافو‪ ،‬ومن‬
‫المحكوم عليو بعقوبة جنائية بغير تدخل من القيم‪ ،‬لتوفر ةاارطي الساان واإلدراك في كل منهم‪ ،‬وذلك س اواء‬
‫أكانت الجريمة على النفس أم على المال‪ ،‬وال يكون للقيم سا ا ا ا ا ا ااوع حق رفع الدعوع المدنية التي ال يملك‬
‫المحجوز عليو رفعها باسمو الخاص‪ ،‬ويستوي أن ترفع هذه الدعوع أمام المحكمة المدنية أو الج ازئية(‪.)3‬‬
‫والعيرة في توافر ة اارط األهلية يلحظة تقديم الة ااكوع أو التنازل عنها وال يعتد يوقت ارتكاب الجريمة‬
‫أو بما يحدث بعد تقديم الةا ا ا ا ااكوع‪ ،‬فإذا كانت القوع العقلية للمجني عليو سا ا ا ا االيمة وقت ارتكاب الجريمة ثم‬
‫أصا اايب بعاهة عقلية قيل تقديم الةا ااكوع مباة ا ارة فز تحدث الةا ااكوع أثرها القانوني‪ ،‬واذا كان المجني عليو‬
‫عند تقديم الة ا ا ا ااكوع كامل األهلية ثم فقد أهليتو بعد ذلك فز يحول هذا الس ا ا ا اايب دون الس ا ا ا ااير في إجراءات‬
‫الدعوع(‪ ،)4‬إال أنو يحول دون ص ا ا ا ااحة تنازلو عن الة ا ا ا ااكوع‪ ،‬كخن يص ا ا ا اااب المجني عليو يجنون قيل تقديم‬
‫التنازل مباةرة‪ ،‬النعدام قيمتو القانونية لصدوره عن ةخص غير أهل لذلك‪.‬‬
‫وعليو فالفرض أن يكون المجني عليو أهزا لمباة ا ا ا ا ا ارة التنازل‪ ،‬ويكون كذلك إذا يلغ السا ا ا ا ا اان القانونية‬
‫المحددة في التة اريعات المقارنة محل الد ارسااة حسااب ما ساايق ييانو‪ ،‬غير مصاااب بعاهة في عقلو‪ ،‬فإن لم‬
‫قياسا على األهلية الواجب‬ ‫ٍ‬
‫تتوافر فيو هذه األهلية وجب أن يتم التنازل حينئذ من قيل ممثلو القانوني‪ ،‬وذلك ا‬
‫توافرها في صاحب الحق في الةكوع(‪.)5‬‬
‫قانونا أو لم يكن لو من يمثلو‪ ،‬فتقوم‬
‫واذا تعارض ا ا اات مص ا ا االحة المجني عليو مع مص ا ا االحة من يمثلو ا‬
‫النيابة العامة مقامو(‪ ،)6‬وهي تفعل ذلك ال باعتبارها سالطة إتهام أو تحقيق يل باعتبارها قائمة مقام المجني‬
‫ومثال التعارض أن تقع الجريمة على القاصاار‬ ‫(‪)7‬‬
‫عليو في تقديم الةااكوع طبقا لنص المادة ‪ 6‬من ق إ ج م‬

‫(‪ -)1‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارسا ا ا ااة تخصا ا ا اايلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ص ‪.135-134‬‬
‫(‪ -)2‬أحمد عيد اللطيف الفقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫عييد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.74‬‬ ‫(‪ -)3‬رءو‬
‫(‪ -)4‬امال عيد الرحيم عثمان‪ ،‬ةرئ قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫(‪ -)5‬علي محمد المييضا ا ا ااين‪ ،‬الصا ا ا االح الجنائي وأثره في الدعوع العامة في القانون األردني‪ ،‬رسا ا ا ااالة ماجسا ا ا ااتير في القانون‪،‬‬
‫الجامعة األردنية‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،2005 ،‬ص ص ‪.215-214‬‬
‫(‪ -)6‬وقيام النيابة العامة يتمثيل المجني عليو ال يقيد من حريتها وحقوقها في التص اار باعتبارها ممثلو الص ااالح العام‪ ،‬ولذلك‬
‫فإنو من اليديهي أن هذا ال تخثير لو على س ا ا االطتها في الحفظ‪ ،‬وعلى حرية عض ا ا ااو النيابة المترافع في إيداء أريو إذا وجد أن‬
‫التهمة غير ثايتة أو ال تتوافر على العناصر القانونية الززمة للعقاب‪ ،‬محمود مصطفى محمود‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫(‪ -)7‬مصااطفى مجدي هرجة‪ ،‬التعليق على قانون اإلجراءات الجنائية المعدل بالقوانين‪ 145 :‬لساانة ‪ 2006‬و‪ 74‬لساانة ‪2007‬‬
‫و‪ 153‬لسنة ‪ ،2007‬المجلد األول ‪ :‬من المادة (‪ )1‬إلى المادة (‪ ،)109‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.88‬‬

‫‪99‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫من الولي أو الوصي أو القيم أو يكون أحدهما مسؤوالا عن الحقوق المدنية الناةئة عن الجريمة(‪.)1‬‬
‫هذا ويجب أن يصدر التنازل عن إرادة حرة وغير خاضعة ألي إكراه مادي أو معنوي(‪ ،)2‬خالية من‬
‫أي غش أو تاادليس(‪ ،)3‬فاااإلرادة التي يرتااب عليهااا القااانون ارثااار القااانونيااة التي تتجااو إليهااا‪ ،‬أي التي تعااد‬
‫احيحا‪ ،‬اليد أن تكون إرادة جديرة يذلك‪ ،‬وتكون كذلك إذا كانت مينية على معرفة كافية‬
‫قانونيا صا ا ا ا ا‬
‫ا‬ ‫تص ا ا ا ارافا‬
‫قادر على حساان االختيار يين اإلقدام على التصاار أو اإلحجام عليو‪،‬‬
‫بكل الظرو التي تجعل صاااحيها اا‬
‫يناءا على إختيار‬ ‫ن‬
‫في ض ااوء وز ص ااحيح لإلعتبارات والمص ااالح المادية واألديية‪ ،‬وكذلك إذا كانت ص ااادرة ا‬
‫حر‪ ،‬فإذا كانت هذه اإلرادة غير متنورة وغير حرة تكون غير صا ا ا ا ا ا ااالحة في نظر القانون ألن ترتب عليها‬
‫ارثااار القااانونيااة التي تتجااو إلى إحااداثهااا(‪ ،)4‬وبااالتااالي إذا كااان المجني عليااو مكراهاا على تقااديم التنااازل عن‬
‫أثرا‪.‬‬
‫صحيحا وال يرتب ا‬‫ا‬ ‫الةكوع فإن هذا األخير يكون غير‬
‫‪ -3‬الصفة الخاصة بالمجن عليه مقدم التناز‬
‫مجردا‪ ،‬إال أنو بالنس ا ا اابة لبعض الجرائم‬
‫ا‬ ‫األص ا ا اال أن المة ا ا اارع يمنح الحق في الة ا ا ااكوع للمجني عليو‬
‫يتطلب في مقدم الة ااكوع ص اافة أخرع فضا ازا عن ص اافة المجني عليو(‪ ، )5‬ولكن هل ية ااترط توافر الص اافة‬

‫(‪ -)1‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.791‬‬


‫(‪ -)2‬عزت مصطفى الدسوقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.239‬‬
‫(‪ -)3‬عيد الحليم فؤاد الفقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫(‪ -)4‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.467‬‬
‫(‪ -)5‬وقد أثارت جريمة الزنا في هذا الخص ا ا ااوص خزافا في الفقو فيما يتعلق يتوفر أو عدم توفر عزقة الزوجية يين الة ا ا اااكي‬
‫والزوج المةكو في حقو وقت تقديم األول لةكواه‪ ،‬أم يكفي توفر هذه العزقة وقت وقوع جريمة الزنا حتى ولو انفصمت عرع‬
‫الزوجية وقت تقديم الةكوع‬
‫ذهب رأي إلى أنو ال أهمية لتوافر هذه الصاافة فلو طلق الزوج زوجتو يظل لو الحق في تقديم الةااكوع‪ ،‬ألن الزنا جريمة ضااد‬
‫الهيئة االجتماعية‪ ،‬وهذا الرأي لو أهمية خاصة في الجزائر ومصر ألن الطزق في يد الزوج ولو سلمنا بسقوط حق الةكوع‬
‫بالطزق لكان للزوج الذي يرتكب جريمة الزنا أن يتخلص من محاكمتو يتطليق زوجتو فينزع يذلك صا اافتها في الةا ااكوع وهذه‬
‫نتيجة غير مقيولة على اإلطزق‪ ،‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫والواقع أن هذا الرأي وان كانت لو وجاهتو من الناحية المنطقية‪ ،‬إال أنو يفتقر إلى السا ا ا ا ا ا ااند القانوني‪ ،‬إلى جانب مخالفتو‬
‫للنصا ااوص القانونية الص ا اريحة التي تةا ااترط قيام الزوجية وقت وقوع الجريمة وتقديم الةا ااكوع عنها‪ ،‬فمن يطلق زوجتو طزاقا‬
‫أجنييا عنها‪ ،‬ومن ثم ال تقيل ة ا ااكواه ض ا اادها‪ ،‬عيد الحليم فؤاد عيد‬
‫ا‬ ‫صا ا اا‬
‫بائنا قيل تقديم ة ا ااكواه يفقد ص ا اافتو كزوج‪ ،‬ويعد ة ا ااخ ا‬
‫ا‬
‫الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫ويذهب رأي‪ -‬وبحق‪ -‬إلى أنو ال يكفي توافر رابطة الزوجية وقت وقوع جريمة الزنا‪ ،‬وانما يتعين أن تظل هذه الرابطة قائمة‬
‫بائنا) قيل تقديم ة ااكواه س ااقا حقو في التقدم‬
‫حتى وقت تقديم الة ااكوع‪ ،‬فإذا ارتكيت زوجة جريمة الزنا ثم طلقها زوجها(طزاقا ا‬
‫بةا ااكوع ضا اادها‪ ،‬وتظهر أحكام القضا اااء المصا ااري هذا االتجاه حيث حكم بخنو « يترتب على الطزق البائن حل عقد الزواج‬
‫واعتبار الزوجين كخن لم يكن يينهما رابطة زواج‪ ،‬وعلى ذلك ال يجوز للزوج أن يطلب محاكمة زوجتو الزانية إذا طلقها طلقة‬

‫‪100‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الخاصااة التي قد يتطليها القانون فيمن يقدم الةااكوع أن تظل قائمة وقت التنازل كصاافة الزوجية في جريمة‬
‫الزنا مثزا‬
‫أن العيرة يتوافر الص ا ا ا ا اافة المطلوبة هي يوقت تقديم الة ا ا ا ا ااكوع فقا‪ ،‬فز‬ ‫(‪)1‬‬
‫يرع جانب مهم من الفقو‬
‫يةااترط اسااتمرار قيامها أثناء التنازل عن الةااكوع‪ ،‬مثل صاافة الزوجية في جريمة الزنا‪ ،‬فإذا تم الطزق بعد‬
‫تحريك الدعوع العمومية عن جريمة الزنا وقيل الحكم فيها‪ ،‬فإن هذا الطزق الزحق ال يؤثر على التنازل‬
‫وينتج أثره في وقف الدعوع‪.‬‬
‫ويؤسا ا ااس أصا ا ااحاب هذا االتجاه رأيهم على نص المادة ‪ 10‬من ق إ ج م‪ ،‬حيث أن نص هذه المادة‬
‫ورد مطلاقا‪ ،‬حيث أجاز التنازل لمن قدم الة ا ا ااكوع‪ ،‬ولم ية ا ا ااترط المة ا ا اارع ص ا ا اافة خاص ا ا ااة في المتنازل عن‬
‫الةا ااكوع‪ ،‬وعلى ذلك يجوز التنازل من الزوج الةا اااكي أو الزوجة الةا اااكية حتى بعد انفصا ااام عرع الزوجية‬
‫بعد تقديم الة ا ا ااكوع وقيل التنازل الرتباط الحق في التنازل بمن ثيت لو الحق في الة ا ا ااكوع‪ ،‬والقول يخز‬
‫ذلك من ةااخنو حرمان المجني عليو من التنازل إذا ما رأع في ذلك مصاالحة للعائلة أو األوالد وهي الحكمة‬
‫التي يعنيها المة ا ا ا اارع المص ا ا ا ااري والتي دعتو إلى تخويل األوالد حق التنازل بعد وفاة الة ا ا ا اااكي بة ا ا ا ااخن هذه‬
‫الجريمة‪.‬‬
‫وهو ما أكدتو محكمة النقض المص ا ا ا ارية في الطعن رقم ‪ 8845‬لسا ا ا اانة ‪ 21‬ق في جلسا ا ا ااة ‪ 5‬أكتوبر‬
‫‪.)2(1998‬‬
‫فيما يذهب رأي اخر إلى ض اارورة حص ااول التنازل من ة ااخص يحمل الص اافة التي ية ااترطها القانون‬
‫في تقديم الةكوع‪ ،‬واذا أخذنا مثال جريمة الزنا فإنو يةترط توافر صفة الزوجية أثناء التنازل عن الةكوع‪،‬‬

‫بائنة‪ ،‬وهذا الرأي يتوافق مع نص المادة ‪ 3-339‬من ق ع ج والمادة ‪ 273‬من ق ع م التي تتطلب صا ا ا ا ا ا اافة أو قيام رابطة‬
‫الزوجية وقت تقديم الةكوع ألن هذه المواد تتحدث عن ةكوع الزوج‪ ،‬أحمد عيد اللطيف الفقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫كانت تنص قيل الغائها بالقانون رقم ‪ 617‬لس ا ا ا اانة ‪ 1975‬على أن‪ :‬الزنا‬ ‫و تجدر االة ا ا ا ااارة إلى أن المادة ‪ 336‬من ق ع‬
‫كانت تنص على‬ ‫الواقع من الزوجة يخضع لقيد الةكوع من الزوج المضرور من الجريمة‪ ،‬كما أن المادة ‪ 339‬من ق ع‬
‫يناءا على ة ااكوع من الزوجة‪ ،‬وقد قض ااي ينقض الحكم الذي أدان الةا اريك‬ ‫أن الزنا الواقع من الزوج في منزل الزوجية يكون‬
‫ا‬
‫دون إثبات أن هناك ةكوع صريحة من الزوج‪ ،‬وعليو فالرأي السائد هو ضرورة توافر صفة الزوجية قيل تقديم الةكوع وعند‬
‫تقديمها‪ ،‬سواء في الجزائر أو مصر أو حتى فرنسا قيل إلغاء جريمة الزنا‪ ،‬عيد الحليم فؤاد الفقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.‬‬
‫‪.122-121‬‬
‫(‪ -)1‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السااايق‪ ،‬ص ص ‪ ،109-108‬محمود محمود مصااطفى‪ ،‬المرجع السااايق‪ ،‬ص ‪ ،80‬مخمون‬
‫محمد سزمة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،141‬حسن صادق المرصفاوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،100‬عيد السزم مقلد‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪ ،36‬عزت مصطفى الدسوقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،241‬محمد فوزي إيراهيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.146‬‬
‫(‪ -)2‬مصااطفى مجدي هرجة‪ ،‬التعليق على قانون اإلجراءات الجنائية المعدل بالقوانين‪ 145 :‬لساانة ‪ 2006‬و‪ 74‬لساانة ‪2007‬‬
‫و‪ ،153‬لسنة ‪ ،2007‬المجلد األول‪ :‬من المادة (‪ )1‬إلى المادة (‪ ،)109‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.119‬‬

‫‪101‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫بائنا فز قيمة‬
‫رجعيا‪ ،‬أما إذا كان الطزق ا‬
‫ا‬ ‫وان طلقها فيجوز لو التنازل عن الةا ا ا ااكوع فقا‪ ،‬إذا كان الطزق‬
‫للتنازل‪ ،‬ذلك أن نص المادة ‪ 274‬من ق ع م تفترض قيام الزوجية عند التنازل‪ ،‬وينطيق الحال على جميع‬
‫الجرائم األخرع المقيدة بةكوع ألن النص الوارد في جريمة الزنا جاء على سييل المثال(‪.)1‬‬
‫أما فيما يخص المةرع الجزائري‪ ،‬وبالنظر إلى نص المادة ‪ 3-339‬من ق ع ج التي تنص على‪" :‬‬
‫وال تتخذ اإلجراءات إال يناء على ةكوع الزوج المضرور‪ ،‬وأن صفح هذا األخير يضع ا‬
‫حدا لكل متابعة"(‪،)2‬‬
‫فالراجح أنو يتطلب اسااتمرار قيام رابطة الزوجية التي يةااترطها أص ازا عند تقديم الةااكوع‪ ،‬وهو ما يسااتةااف‬
‫تحديدا من عبارة‪ ..." :‬شيييييكوى الزوج المضيييييرور‪ ،‬وأن صيييييفح ه ا األخير‪ ،"...‬أما باقي نص ا ا ااوص جرائم‬
‫ا‬
‫الةااكوع األخرع فإنها تتحدث عن تنازل الضااحية دون اةااتراط نفس الصاافة التي كانت موجودة أثناء تقديم‬
‫الةااكوع‪ ،‬نذكر منها نص المادة ‪ 4 –331‬من ق ع ج‪ ،‬المتعلقة بعدم تسااديد النفقة‪ ،‬وعليو فموقف المةاارع‬
‫الجزائري الذي ال يجوز التوسا ااع في نصا ااوصا ااو وبضا اارورة التقيد بمحتواها‪ ،‬فهو يةا ااترط صا اافة الزوجية في‬
‫الجرائم األخرع المقيدة بةااكوع‬ ‫جريمة الزنا إذا اتجهت إرادة المجني عليو في التنازل عن الةااكوع‪ ،‬يخز‬
‫فهو ال ية ا ااترط بقاء نفس الص ا اافة المتطلبة عند تقديم الة ا ااكوع(‪ ،)3‬وهو ذات موقف المة ا اارع الفرنس ا ااي قيل‬
‫والمتعلقين يجريمة الزنا س ا ا ا ا ا ا اواء من الزوجة أو الزوج يهذا‬ ‫إلغاءه لنص المادتين ‪ 336‬و‪ 339‬من ق ع‬
‫المةا ا ا اارع المصا ا ا ااري‬ ‫الترتيب بموجب نص المادة ‪ 17‬من القانون رقم ‪ 617‬لسا ا ا اانة ‪ ،)4(1975‬وعلى خز‬
‫حكما مطلاقا ال يةا ااترط فيو توافر صا اافة خاصا ااة في المتنازل عن‬
‫الذي أورد ينص المادة ‪ 10‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م ا‬
‫الةكوع سواء بالنسبة لجريمة الزنا أو غيرها من جرائم الةكوع‪.‬‬
‫والباحث يؤيد الرأي القائل بضا اارورة بقاء الصا اافة التي يةا ااترطها القانون لتقديم الةا ااكوع‪ ،‬إذ من غير‬
‫المقيول في جريمة الزنا على وجو الخصا ا ااوص أن يةا ا ااترط قيام الرابطة الزوجية عند ارتكاب الجريمة وعند‬
‫تقديم الةا ا ااكوع أيضا ا ااا وال يةا ا ااترطها عند التنازل عن الةا ا ااكوع‪ ،‬ذلك أن الحكمة التي أرادها المةا ا اارع وهي‬

‫أمر في‬
‫(‪ -)1‬يخخذ يهذا االتجاه بعض المحاكم الفرنس ا ا ا ااية‪ ،‬ومن ذلك أن قاض ا ا ا ااي التحقيق لدع محكمة الفا ‪ Laval‬أص ا ا ا اادر اا‬
‫‪18‬و‪01‬و‪ 1947‬يااإحااالااة زوجااة زانيااة على محكمااة الجنح‪ ،‬ثم طلقهااا زوجهااا‪ ،‬وبعااد ذلااك تنااازل الزوج في ‪13‬و‪02‬و‪ 1947‬عن‬
‫ةااكواه فقضاات محكمة الجنح الفا بالعقوبة مع وقف التنفيذ في ‪28‬و‪02‬و‪ 1947‬على اعتبار أن تنازل الزوج أضااحى ال قيمة‬
‫لو لحص ا ااولو بعد الطزق‪ ،Tribunal Laval 28/02/1947‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةاا ااكوع كقيد على المتابعة‬
‫الجزائية‪ :‬دراسة تخصيلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.256‬‬
‫(‪ -)2‬المادة ‪ 3-339‬من ق ع ج‪ ،‬معدلة بالقانون رقم ‪ 04-82‬المؤرخ في ‪ 13‬فيفري ‪ ،1982‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪156-66‬‬
‫المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ 1966‬والمتضا ا اامن قانون العقوبات‪ ،‬ج ر ج‪ .‬عدد ‪-7‬السا ا اانة ‪ ،-19‬صا ا ااادرة في ‪ 16‬فيفري ‪ ،1982‬ص‬
‫‪.324‬‬
‫نموذجا) ‪:‬دراسة تخصيلية تحليلية مقارنة‪،‬‬
‫ا‬ ‫(‪ -)3‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬اتجاه جديد نحو خوصصة الدعوع العمومية(حالة الةكوع‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.407‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪- Loi n° 75-617, du 11 juillet 1975, portant réforme du divorce, JORF n° 0161-107 année-du 12 juillet 1975, p‬‬
‫‪7177.‬‬

‫‪102‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الحفاظ على األس ا ا ا ا ا ا ارة وأواصا ا ا ا ا ا اار الزواج من الفضا ا ا ا ا ا اايحة تكون قد انتهكت بعد عرض وقائع الدعوع أمام‬
‫المحكمة‪ ،‬كما أن انفصا ااال الزوجين وفك الرابطة الزوجية بموجب حكم طزق‪ ،‬من ةاااخنو أن يطرئ إةا ااكال‬
‫مفاده‪ :‬ما الفائدة التي ييتغيها المة اارع بعد انتة ااار الفض اايحة وبعد خراب الييت للقول يجواز تمكين المطلق‬
‫أو المطلقة من الصفح والذي بانفصام عرع الزوجية لم يبقى يربطو بالطر ارخر أي عزقة (‪.)1‬‬
‫صحيحا من حيث المتقدم بو‪ ،‬ويظهر من هذه الةروط‬‫ا‬ ‫وبتوفر الةروط السابقة يكون التنازل قد وقع‬
‫أن أهلية الةااكوع والتنازل عنها تختلف عن األهلية المدنية‪ ،‬فربما ال تتوفر هذه األخيرة لس ايب اخر خز‬
‫صااغر الساان أو الجنون يرغم ذلك تقيل الةااكوع ومن ثم التنازل عنها‪ ،‬فإذا كان الةاااكي المتنازل ساافيها أو‬
‫محكوما عليو بعقوبة جنائية والتي من ة ااخنها أن تس ااقا عنو األهلية المدنية فتقيل منو الة ااكوع مادامت قد‬
‫توفرت الةروط السابقة(‪.)2‬‬
‫رابعا‪ :‬النيابة ف تقديم التناز عن الشكوى‬
‫نظيريو المصري(‪)3‬والفرنسي(‪( )4‬وان كان هذا األخير لم يفصل‬ ‫لم يةر المةرع الجزائري على خز‬
‫فيها يل اكتفى باإلة ا ا ا ا ا ا ااارة إلى إمكانية تقديمها عن طريق الممثل القانوني للمجني عليو) إلى فكرة تمثيل‬
‫الةا اااكي فيما يتعلق يتقديم الةا ااكوع‪ ،‬فلم يضا ااع القاعدة العامة التي تحكم النيابة في الةا ااكوع‪ ،‬لتكون واجبة‬
‫االتباع في حالة التنازل عنها‪ ،‬مما يفرض الرجوع إلى القواعد العامة في ذلك‪.‬‬
‫والنيابة في تقديم التنازل كالنيابة في تقديم الةا ااكوع نوعان‪ :‬نيابة اتفاقية وهي أن يوكل المجني عليو‬
‫غيره في القيام بالتنازل‪ ،‬ونيابة قانونية في حالة ما إذا كان المجني عليو ناقص األهلية‪ ،‬ويكون كذلك إذا‬
‫متمتعا بكامل قواه العقلية إلصايتو يجنون أو عتو‪،‬‬
‫ا‬ ‫لم ييلغ السن القانونية لتقديم الةكوع‪ ،‬أو يلغها ولم يكن‬
‫مما يعطي ممثلو القانوني مهمة القيام بالتنازل(‪.)5‬‬
‫وبناء على ما تقدم سنقوم يبحث نوعي النيابة وما يثار حولها من إةكاليات فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -I‬النيابة االتفاقية‪ -‬الوكيل الخاص للمجن عليه‬
‫للمجني عليو أن يتنازل عن الةا ا ااكوع ينفسا ا ااو وهو األصا ا اال‪ ،‬ولو أن يوكل غيره في القيام يذلك نيابة‬
‫عنو ‪ ،‬إال أنو يةترط في التوكيل الذي يجوز التنازل عن الةكوع بموجبو عدة ةروط أهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬أن يكون التوكيل خا ا‬


‫صا اا يواقعة معينة س ااابقة على التوكيل(‪ ،)6‬وحكمة اة ااتراط توكيل خاص أن‬

‫(‪ -)1‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬الحق في الةا ااكوع في التة ا اريع الجزائري والمقارن‪ :‬اتجاه جديد نحو خوص ا اصا ااة الدعوع العمومية‪،‬‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫(‪ -)2‬عزت مصطفى الدسوقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.241‬‬
‫(‪ -)3‬ينص المادة ‪ 5‬من ق إ ج م‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ -)4‬مثز نص المادة ‪ 6-226‬من ق ع‬
‫(‪ -)5‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫(‪ -)6‬محمود محمود مصطفى‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.73‬‬

‫‪103‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫لكال واقعاة ظروفهاا‪ ،‬وأن المجني علياو أقادر النااس على تقادير العواقاب التي تترتاب على التناازل‪ ،‬إذ لكال‬
‫واقعة تقديرها الخاص لدع المجني عليو(‪ ،)1‬ويترتب على ذلك أنو ال محل في الةا ا ا ا ا ا ااكوع والتنازل عنها‬

‫تاليا لوقوع الجريمة‪ ،‬ال يكون ا‬


‫(‪)2‬‬
‫كافيا‬ ‫للتوكيل العام ‪ ،‬بمعنى أن التوكيل العام يإجراءات التقاضا ااي‪ ،‬ولو كان ا‬
‫لصا ااحة التنازل عن الةا ااكوع الصا ااادر عن الوكيل‪ ،‬فإذا تنازل الوكيل بموجب توكيل عام‪ ،‬فإن تنازلو يكون‬
‫باطزا وال يعتد بو(‪.)3‬‬
‫هذا وال ية ا ااترط في الوكالة الخاص ا ااة أن تثيت في محض ا اار رس ا اامي وكل ما ية ا ااترط فيها هو تحديد‬
‫الواقعة ولو يإيجاز‪ ،‬وأن تكون مفصا ا ا ااحة عن إرادة المجني عليو في توكيل ةا ا ا ااخص معين في التنازل عن‬
‫الةكوع عن واقعة محددة(‪.)4‬‬
‫ويزحظ غياب أي نص إجرائي خاص يهذا الةا اارط في التة ا اريعين الجزائري والفرنسا ااي على خز‬
‫التةريع المصري الذي تضمن ةرط الوكالة الخاصة لتقديم الةكوع ومن ثم التنازل عنها نيابة عن المجني‬
‫وتحديدا ينص المادة ‪3‬‬
‫ا‬ ‫عليو‪ ،‬باعتبار أن كل أحكام الة ا ااكوع من حيث من يملكها تس ا ااري على التنازل(‪،)5‬‬
‫يناء على ةااكوع ةاافهية أو كتايية‬
‫من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م والتي تنص على‪ " :‬ال يجوز أن ترفع الدعوع الجنائية إال ا‬
‫من المجني عليو أو من وكيله الخاص"‪ ،‬غير أن محكمة النقض المصا ارية قض اات في غير ما مرة بخنو ال‬

‫ية ا ااترط أن يكون التوكيل خا ا‬


‫صا ا اا إذا كانت الة ا ااكوع قد تمت في ص ا ااورة إدعاء مباة ا اار‪ ،‬يدعوع أن المادة‬
‫الثالثة قد نص اات على إة ااتراط التوكيل الخاص في حالة ما إذا قدمت الة ااكوع إلى النيابة العامة أو مخمور‬
‫الضاابا القضااائي فقا‪ ،‬وينتقد الفقو المصااري‪-‬على أساااس من الصااحة‪ -‬هذا القضاااء‪ ،‬فطالما أن المحكمة‬
‫قاس اات لجوء المجني عليو إلى االدعاء المباة اار على تقديم الة ااكوع إلى النيابة العامة أو ض ااابا الة اارطة‬
‫القضائية‪ ،‬ووصفتو بخنو بمثابة ةكوع‪ ،‬فإنو يتعين أن تلتزم بكل أحكام الةكوع‪ ،‬وهذا ما ق ضت بو محكمة‬
‫النقض في أحكام أخرع(‪ ،)6‬فموقفها غير ثايت من هذه المسخلة‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا قام الوص ا ااي أو الولي أو القيم يتوكيل غيره في تقديم الة ا ااكوع أو التنازل عنها‪ ،‬فية ا ااترط أن‬
‫ضاا ألنو من غير المنطقي أن تكون ساالطاتهم أوسااع من ساالطات المجني عليو‬
‫تكون هذه الوكالة خاصااة أي ا‬
‫صاحب الحق في الةكوع والتنازل(‪.)7‬‬
‫اادر عن المجني عليو الة اااكي‪ ،‬فز يجوز التنازل من وكيل ليس‬ ‫‪ -3‬أن يكون التوكيل صا ار ا‬
‫يحا وص ا اا‬

‫(‪ -)1‬عوض محمد عوض‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.60‬‬


‫(‪ -)2‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.140‬‬
‫(‪ -)3‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.67-66‬‬
‫(‪ -)4‬أحمد عيد اللطيف الفقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.28-27‬‬
‫(‪ -)5‬عوض محمد عوض‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫(‪ -)6‬أحمد عيد اللطيف الفقي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫(‪ -)7‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪104‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫صا اا بقض ااية بعينها‪ ،‬كما ال‬


‫صا اا بالقض ااايا أو خا ا‬
‫صا اا بو‪ ،‬وليس توكيزا خا ا‬
‫يحا بالتنازل وخا ا‬ ‫ييده توكيزا صا ار ا‬
‫مجنيا عليو في الجريمة ولكنو لم‬‫ا‬ ‫يعتد بالتوكيل الصا ا ا ا ااادر من غير المجني عليو الةا ا ا ا اااكي‪ ،‬حتى ولو كان‬
‫يس اايق لو تقديم الة ااكوع‪ ،‬وكذلك ال يجوز أن يكون التوكيل ص اااد اار من ذوي المجني عليو الة اااكي إلنعدام‬
‫صفتهم في التنازل(‪.)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫امنا ما يفيد حق الوكيل في التنازل عن‬ ‫‪ -4‬يجب أن ينصا ا ا ا ا ا ااب التوكيل على التنازل ‪ ،‬أي متضا ا ا ا ا ا ا ا‬
‫الة ا ا ا ااكوع‪ ،‬فالتوكيل يتقديم الة ا ا ا ااكوع‪ ،‬ولو أنو توكيل خاص‪ ،‬ال يتيح للوكيل أن يتنازل عن الة ا ا ا ااكوع التي‬
‫قدمها‪ ،‬ألن الوكالة تقتصا ا ا اار على تقديم الةا ا ا ااكوع وحدها وال تنصا ا ا اار إلى التنازل عنها‪ ،‬ومن ثم ال يجوز‬
‫للوكيل يتقديم الةكوع التنازل عنها إال بموجب توكيل اخر يتعلق بالتنازل‪ ،‬ذلك أن الحق في تقديم الةكوع‬
‫منفصل عن الحق في التنازل عنها‪ ،‬إال إذا ةمل في ذات الوقت ما يفيد إمتداده إلى التنازل(‪.)3‬‬
‫‪ -5‬يلزم أن يكون التوكيل الخاص بالتنازل عن الةا ا ا ا ا ا ااكوع‪ ،‬الحاقا على تاريخ ارتكاب الجريمة محل‬
‫الةكوع حتى ينتج أثره من الناحية القانونية(‪ ،)4‬إذ أن التنازل الصادر من المجني عليو قيل وقوع الجريمة‪،‬‬
‫ال يسا ا ا ا ا ا ااقا حق المجني علياو في الةا ا ا ا ا ا ااكوع بعاد وقوعهاا‪ ،‬ألن التناازل عن الحق ال قيماة لاو من النااحية‬
‫القانونية‪ ،‬إال بعد ثيوت الحق فعزا‪ ،‬والحق في الةكوع ال يكون للمجني عليو إال بعد وقوع الجريمة(‪.)5‬‬
‫‪ -‬تناز الوكيل بعد وفاة المجن عليه‬
‫يثور التس ا اااؤل ارتي‪ :‬هل يس ا ااتطيع الوكيل بموجب التوكيل الخاص الص ا ااادر لو بالتنازل‪ ،‬أن يتنازل‬
‫عن الةكوع بعد وفاة موكلو المجني عليو‬
‫في ظل عدم وجود نص ص ا ا اريح يجيب على هذا التسا ا اااؤل في التة ا ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ا ااة‪،‬‬
‫ذهب الرأي في الفقو إلى أنو يترتب انقضا ا ا ا ا ا اااء الحق في التنازل بالوفاة قيل التنازل‪ ،‬حتى ولو كان هناك‬
‫توكيل خاص بمباة ا ا ا ارة التنازل فز يكون لو أثر بمجرد الوفاة قيل التنازل الفعلي‪ ،‬واذا قدمو الوكيل الخاص‬
‫بعد ذلك فز يكون لو أي أثر قانوني‪ ،‬وان كان يمكن أن يكون من دواعي تخفيف العقوبة في حدود السلطة‬
‫التقديرية للقاضا ا ا ا ا ا ااي(‪ ،)6‬فالوكالة تنعقد وتنفذ يين األحياء‪ ،‬أما وان مات أحد أطرافها فإنها تنفسا ا ا ا ا ا ااخ بقوة‬
‫القانون(‪.)7‬‬

‫(‪ -)1‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.423‬‬


‫(‪ -)2‬امال عيد الرحيم عثمان‪ ،‬ةرئ قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫(‪ -)3‬عوض محمد عوض‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،72‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.322-321‬‬
‫(‪ -)4‬حسام محمد سامي جاير‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫(‪ -)5‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫(‪ -)6‬مخمون محمد سزمة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.142‬‬
‫(‪ -)7‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارسا ا ا ااة تخصا ا ا اايلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪.140‬‬

‫‪105‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ومما ال ةا ااك فيو أن هذا الرأي يتفق والطييعة الةا ااخصا ااية لحق التنازل عن الةا ااكوع‪ ،‬كما أن القول‬
‫بسا ا ا ا ا اريان التوكيل الخاص بالتنازل رغم وفاة المجني عليو‪ ،‬فإن الوكيل قد يس ا ا ا ا اايء اس ا ا ا ا ااتعمالو ويجعل من‬
‫سيبا لزيتزاز(‪.)1‬‬ ‫التوكيل ورقة رابحة في يده ويتخذها ا‬
‫وغني عن الييان أنو إذا قدم الوكيل الةا ا ا ا ا ا ااكوع فيجوز لألصا ا ا ا ا ا اال التنازل عنها‪ ،‬دون حاجة لموافقة‬

‫الوكيل‪ ،‬ولكن إذا قدم المجني عليو الةكوع ينفسو فز يجوز للوكيل التنازل عنها إال إذا كان توكيلو ا‬
‫خاصا‬
‫لذلك(‪.)2‬‬
‫مجمل القول أن التنازل عن الةا ااكوع يجب أن يصا اادر عن المجني عليو‪ ،‬ويقدم ينفسا ااو أو يواسا ااطة‬
‫اادر عن واقعة معينة سا ااابقة على صا اادروه‪ ،‬وهذا‬
‫يحا وصا ا اا‬ ‫وكيل عنو‪ ،‬على أن يكون التوكيل خا ا‬
‫ص ا اا وص ا ار ا‬
‫ةرط من النظام العام(‪.)3‬‬
‫‪ -II‬النيابة القانونية‪-‬ممثل المجن عليه‬
‫ال صا ااعوبة إذا كان المجني عليو أهزا للةا ااكوع‪ ،‬فكما يجوز لو تقديم الةا ااكوع ينفسا ااو أو عن طريق‬
‫وكيلو الخاص‪ ،‬يجوز لو كذلك التنازل عنها ينفسا ااو أو عن طريق وكيلو الخاص‪ ،‬أما إذا كان المجني عليو‬
‫غير أهل للةكوع فإن لممثلو القانوني تقديمها والتنازل عنها(‪.)4‬‬
‫والمةرع المصري يين في قانون اإلجراءات الجزائية أحكام النيابة القانونية في جرائم الةكوع وفصل‬
‫نظيريو الجزائري والفرنسي اللذان لم يتناوال هذه المسخلة‪.‬‬ ‫فيها في نص المادتين (‪ 5‬و ‪ )6‬منو‪،‬على خز‬
‫فإذا كان المجني عليو في الجريمة لم ييلغ الس ا ا ا ا ا اان القانونية أو كان مص ا ا ا ا ا اااابا بعاهة في عقلو‪ ،‬تقدم‬
‫الةكوع من وليو إن كانت الجريمة واقعة على ةخصو(‪ ،)5‬ولما كان التنازل عن الةكوع هو الوجو المقايل‬
‫لتقديمها يةااترط أن يكون المجني عليو لديو األهلية التي يتطليها المةاارع عند تقديم الةااكوع‪ ،‬فإذا لم يتوافر‬
‫لديو هذه األهلية يباة ا ا اار ولي النفس نيابة عنو الحق في التنازل عن الة ا ا ااكوع إذا كانت الجريمة من جرائم‬
‫والس ا ا ااب والزنا(‪ ،)6‬سا ا ا اواء كان األب أو الجد أو من يليو من العص ا ا اابات‬ ‫النفس‪ ،‬أو االعتبار كجرائم القذ‬
‫الذكور‪ ،‬وتثيت الوالية على النفس للعصا ا ا ا ا ا اابة من الذكور وهم أربع جهات الينوة واأليوة واألخوة والعمومة‪،‬‬
‫وفي حالة تعدد األولياء وكانت الجهة واحدة قدم األقرب منهم درجة(‪.)7‬‬
‫أما إذا كانت الجريمة من جرائم األموال كالس ا ارقة يين الفروع واألصا ااول واألزواج فإن للوصا ااي الذي‬

‫(‪ -)1‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.111‬‬


‫(‪ -)2‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫عييد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.72‬‬ ‫(‪ -)3‬رءو‬
‫(‪ -)4‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫(‪ -)5‬عوض محمد عوض‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫(‪ -)6‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.791‬‬
‫(‪ -)7‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.427‬‬

‫‪106‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫محجور عليو فيقدم من القيم(‪،)1‬‬


‫اا‬ ‫يملك إدارة أموال القاصا ا ا ا اار نيابة عنو‪ ،‬أن يتنازل عن الةا ا ا ا ااكوع‪ ،‬واذا كان‬
‫عمزا بخحكام المادة ‪ 5‬من ق إ ج م(‪.)2‬‬
‫والعيرة في تنازل هؤالء بصاافتهم ال بخةااخاصااهم فإذا توفي أحدهم أو اسااتيدل بو غيره جاز لمن حل‬
‫محلو أن يتنازل عنها(‪ ،)3‬ولذلك إذا كان ص اااحب الحق في الة ااكوع المقدمة من القيم أو الوص ااي أو الولي‬
‫قد زالت عنو أس ااباب الوص اااية أو القوامة فهو وحده الذي يملك التنازل وليس القيم أو الوص ااي الذي باة اار‬
‫الةكوع وقت قيامو بالقوامة أو الوصاية(‪.)4‬‬
‫واذا تعارضت مصلحة المجني عليو مع مصلحة من يمثلو أو لم يكن لو من يمثلو‪ ،‬ففي هذه الحالة‬
‫وان كان ليس لها جواب في التةريعين الجزائري والفرنسي‪ ،‬فإن المةرع المصري وكذا نظيره السوداني‪ ،‬قد‬
‫أوكز مهمة تقديم الةا ا ا ا ااكوع إلى النيابة العامة فهي التي تقوم في هذه الحالة مقام المجني عليو طبقا لنص‬
‫المادة ‪ 6‬من ق إ ج م(‪ ،)5‬والمادة ‪ 36‬من ق إ ج السا ا ا ا ا ا ااوداني(‪ ،)6‬ومثال التعارض كخن تقع الجريمة على‬
‫القاص ا اار من الولي أو الوص ا ااي أو يكون أحدهما مس ا ااؤوالا عن الحقوق المدنية الناة ا اائة عن الجريمة(‪ ،)7‬أو‬
‫(‪)8‬‬
‫ماديا‪ ،‬وقد يحدث التعارض لمجرد‬
‫تثور حولو ةيهات التستر على المساهمين فيها ‪،‬ويعتير هذا التعارض ا‬
‫وجود ةا ا ا اايهات حول حيدة الممثل القانوني‪ ،‬كوجود قرابة أو صا ا ا ااداقة أو روابا قوية تربا يينو وبين بعض‬
‫منو على مص ا ااالح المجني عليو التي يتولى رعايتها هذا الممثل القانوني‪ ،‬ويعتير‬ ‫األة ا ااخاص‪ ،‬مما يتخو‬
‫معنويا‪ ،‬واذا توافرت أية حالة من حاالت التعارض يين مصا ا ا ا ا ا االحة المجني عليو‬
‫ا‬ ‫التعارض في هذه الحالة‬
‫معنويا‪ ،‬تقدم النيابة الةكوع نيابة عن المجني عليو(‪. )9‬‬
‫ا‬ ‫ماديا أو‬
‫ومصلحة من يمثلو سواء كان التعارض ا‬
‫والباحث يرع أن إسااناد المةاارع المصااري صاازحية تقديم الةااكوع ومن ثم التنازل عنها للنيابة العامة‬
‫في حالة التعارض أو عدم وجود ممثل قانوني للمجني عليو‪ ،‬جدير بالتخييد‪ ،‬باعتبارها ممثلو للمجتمع وما‬

‫(‪ -)1‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬دراسة‪ ،.....‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫مصابا بعاهة في عقلو‪ ،‬تقدم الةكوع ممن‬
‫ا‬ ‫(‪ " -)2‬إذا كان المجني عليو في الجريمة لم ييلغ خمس عةرة سنة كاملة‪ ،‬أو كان‬
‫لو الوالية عليو‪ ،‬واذا كانت الجريمة واقعة على المال‪ ،‬تقيل الةكوع من الوصي أو القيم"‪ ،‬المادة ‪ 5‬من ق إ ج م‪.‬‬
‫(‪ -)3‬عوض محمد عوض‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫(‪ -)4‬مخمون محمد سزمة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫(‪ " -)5‬إذا تعارضات مصالحة المجني عليو مع مصالحة من يمثلو أو لم يكن لو من يمثلو تقوم النيابة العامة مقامو"‪ .‬المادة ‪6‬‬
‫من ق إ ج م‪.‬‬
‫(‪ " -)6‬تقوم النيابة العامة مقام المض اارور أو ص اااحب المص االحة حيثما تعارض اات مع مص االحة وليو"‪ ،‬المادة ‪ 3-36‬من قانون‬
‫اإلجراءات الجنائية السوداني لسنة ‪ ،1991‬مؤرخ في ‪ 11‬نوفمير ‪ ،1991‬الجريدة الرسمية السودانية في ‪ 12‬نوفمير ‪.1991‬‬
‫(‪ -)7‬محمود محمود مصطفى‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫(‪ -)8‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫(‪ -)9‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.328‬‬

‫‪107‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المجني عليو إال أحد أفراد هذا المجتمع كما أنها ولي من ال ولي لو‪.‬‬
‫ويثور التساؤل في هذا الصدد‪،‬عما إذا كان يجوز للنيابة في حالة تقديمها للةكوع نيابة عن المجني‬
‫عليو القاصر أو المصاب بعاهة في عقلو أو حتى الةخص المعنوي في حالة التعارض‪ ،‬أن تتنازل عنها‬
‫في ظل عدم وجود أي نص في التةا ا اريعات المقارنة محل الد ارس ا ااة يمكن االس ا ااتناد إليو في اإلجابة‬
‫على هذا التسا ا ا ا اااؤل فقد ذهب رأي في الفقو إلى أنو يجب ييان صا ا ا ا اافة النيابة العامة في تقديمها للةا ا ا ا ااكوع‬
‫لإلجابة على هذا التس اااؤل فقيام النيابة العامة يتقديم الة ااكوع في حالة تعارض مص االحة المجني عليو مع‬
‫قانونا‪ ،‬أو في حالة عدم وجود من يمثلو‪ ،‬يص ا اابح لها يذلك ص ا اافتان‪ :‬األولى‪ :‬بصا ا افتها‬
‫مص ا االحة من يمثلو ا‬
‫وكيل عن المجني عليو‪ ،‬والثانية‪ ،‬بص اافتها ممثلو للمجتمع في اقتض اااء حقها في العقاب‪ ،‬ولما كان المة اارع‬
‫قد أورد قيد الةاكوع العتبارات خاصاة تمس مصالحة المجني عليو‪ ،‬فعلى النيابة العامة بصافتها وكيلة عن‬
‫هذا األخير أن تتخذ ما تراه محقاقا لمصلحتو في التنازل عن الةكوع أو عدم التنازل عنها(‪.)1‬‬
‫ويجب أن يهد الممثل القانوني إلى تحقيق مص ا ا ا االحة المجني عليو الذي يمثلو‪ ،‬وأال يحيد عن هذا‬
‫الس ا ااييل قاص ا ا اادا تحقيق مكاس ا ااب لو أو لغيره‪ ،‬وقد ذهب رأي في الفقو‪-‬يرع الباحث أنو جدير بالتخييد‪ -‬إلى‬
‫ض ا اارورة وجود رقابة قض ا ااائية على التنازل الص ا ااادر من الممثل القانوني للمجني عليو للتحقق من أن غاية‬
‫الممثل من التنازل هي تحقيق مصلحة المجني عليو الذي يمثلو وليس تحقيق مصلحة خاصة بو أو بغيره‬
‫ومن ثم يجب على المحكمة أن تتيقن قيل قيول التنازل منو من عدم وجود ةا اايهة التواطؤ يينو وبين المتهم‬
‫حماية لمص االحة المجني عليو القاص اار(‪ ،)2‬وقد س االك المة اارع اإلس ااباني هذا المس االك‪ ،‬إذ قرر ينص المادة‬
‫‪ 4-443‬من قانون العقوبات إخض ا اااع التنازل الص ا ااادر من الممثل القانوني للمجني عليو لرقابة القض ا اااء‪،‬‬
‫وأعطى للنيابة العامة عند عدم تصا ااديق المحكمة على هذا التنازل أن تسا ااير في إجراءات الدعوع أو تنفيذ‬
‫العقوبة‪ ،‬وانتهى هذا الرأي إلى وجوب النص على حكم مماثل في القانون المصا ا ا ا ا ااري‪ ،‬ويضا ا ا ا ا اايف الباحث‬
‫القانون الجزائري ونظيره الفرنسي‪ ،‬لذات االعتبارات التي يقوم عليها النص اإلسباني(‪.)3‬‬
‫وبالنسا ا اابة للةا ا ااخص المعنوي‪ ،‬فإن الممثل القانوني لهذا األخير يمكنو التقدم بالةا ا ااكوع أمام الجهات‬
‫المؤهلة يذلك‪ ،‬كما يمكنو التنازل عنها‪ ،‬ولكن ية ا ااترط لتمثيل الة ا ااخص المعنوي أن يكون لهذا األخير فعزا‬
‫الةخصية المعنوية ويحدد في قانونو األساسي ممثلو القانوني‪ ،‬أما إذا كان القانون ال يعتر لو بالةخصية‬
‫المعنوية فز يجوز لو أصا ازا االلتجاء إلى القض اااء وال يمكن تمثيلو‪ ،‬وبالتالي ال يمكن لو تقديم ةا اكوع أمام‬
‫الجهات المعنية وبالتبعية التنازل عنها‪ ،‬ومن الجرائم المقيدة بةا ا ااكوع والتي يصا ا اادق أن يكون المجني عليو‬

‫(‪ -)1‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.114-113‬‬


‫(‪ -)2‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.324‬‬
‫(‪ -)3‬جمال ةا ااديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السا ااايق‪ ،‬ص ص ‪ ،430-429‬حمدي رجب عطية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪ ،114‬عيد‬
‫الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.329‬‬

‫‪108‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫في التةريعات المقارنة(‪.)1‬‬ ‫معنويا‪ ،‬جنحة القذ‬


‫ا‬ ‫ةخصا‬
‫ا‬ ‫فيها‬
‫نظيريو الجزائري والفرنسا ااي قد أجاد في تنظيم‬ ‫خزصا ااة القول‪ ...‬أن المةا اارع المصا ااري على خز‬
‫أحكام التنازل عن الة ا ا ااكوع‪ ،‬ولم يتركها للقواعد العامة‪ ،‬فيما يتعلق بمن يملكو‪ ،‬حيث أنو فص ا ا اال في تنظيم‬
‫مس ا ا ا ااخلة ص ا ا ا اااحب الحق في التنازل وحدده بالمجني عليو‪ ،‬كما نص على أحكام خاص ا ا ا ااة بالنيابة القانونية‬
‫واالتفاقية الخاصة بالةكوع‪ ،‬ضف إلى ذلك أنو نص على أهلية خاصة بالمجني عليو الةاكي‪.‬‬
‫الفرع الثان ‪ :‬النطاق الزمن للتناز عن الشكوى وشكله‬
‫لم يحدد المةرع الجزائري مثلو مثل المةرع الفرنسي ميعاد التنازل عن الةكوع ينص صريح‪ ،‬عكس‬
‫المةا ا ا ا اارع المصا ا ا ا ااري الذي نص في الفقرة األولى من المادة العاة ا ا ا ا ارة‪-10-‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م على‪ " :‬لمن قدم‬
‫الشييييييكوى أو الطلب‪ ...‬أن يتنازل عن الةا ا ا ااكوع أو الطلب ف أي وقت إل أن يصييييييدر ف الدعوى حكم‬
‫نهائ ‪ ،"...‬ومن ثم ينبغي البحث في يدء هذا الميعاد ونهايتو‪.‬‬
‫كما يتعين البحث فيما إذا كانت هذه التة اريعات تتطلب ةااكل معين يجب أن يفرغ فيو المجني عليو‬
‫إرادتو بالعدول عن ةكواه‪ ،‬أم ال‬
‫ولإلحاطة يهذه المسائل‪ ،‬سنتناول خزل النقاط التالية ميعاد التنازل (أوال) ثم ةكلو (ثانايا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬ميعاد التناز عن الشكوى‬
‫إن القاعدة العامة التي تحكم تحديد وقت التنازل عن الةا ااكوع تتمثل في إمكانية صا اادور التنازل من‬
‫قانونا في أي وقت من تاريخ تقديم الةا ا ا ااكوع وفي أي مرحلة كانت عليها‬
‫المجني عليو أو ممن يقوم مقامو ا‬
‫الدعوع ولحين صدور الحكم النهائي(‪ ،)2‬وهو ما سنتناولو ينوع من التفصيل فيما يلي‪:‬‬
‫حول ثيوت الحق في التنازل عقب تقديم الةا ا ا ا ا ا ااكوع مباة ا ا ا ا ا ا ارة‪ ،‬أي منذ‬ ‫‪ -I‬بداية الميعاد‪ :‬ال خز‬
‫اللحظة التي تنتقل فيها الة ااكوع المكتوبة إلى حوزة متلقيها‪ ،‬أو بعد اإلفص ااائ الة اافوي عنها إليو‪ ،‬يينما ثار‬
‫إزاء التنازل قيل تقديم الةكوع‪ ،‬فاتخذ الفقو في ذلك مذهيين(‪:)3‬‬ ‫الخز‬
‫‪ -1‬الم هب األو ‪ :‬ذهب جانب من الفقهاء إلى جواز التنازل عن الة ا ا ااكوع قيل التقدم يها‪ ،‬ويترتب‬
‫على هذا التنازل عدم قيول تقديم الةكوع(‪.)4‬‬
‫إال أنو يطرئ التساااؤل في هذا الصاادد يخصااوص جواز التنازل عن الةااكوع إذا تعلق األمر يجريمة‬
‫لم تقع بعد‬

‫(‪ -)1‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارسا ا ا ااة تخصا ا ا اايلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ص ‪.143-142‬‬
‫(‪ -)2‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.330‬‬
‫(‪ -)3‬حسني محمد السيد الجدع‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.310‬‬
‫(‪ -)4‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.376‬‬

‫‪109‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ايتداءا‪ ،‬وهو ما يتوقف على وقوع الجريمة بالفعل‪،‬‬


‫ا‬ ‫يةا ا ا ااترط في التنازل أن يثيت الحق في الةا ا ا ااكوع‬
‫فز يص ااح التنازل عن الة ااكوع إذا تعلق يجريمة مس ااتقيلية‪ ،‬ولكن إذا كان وقوع الجريمة يفترض عدم رض ااا‬
‫مقدما عن الةا ا ا ا ا ا ااكوع متى توافر هذا‬
‫المجني عليو‪ ،‬كما في الس ا ا ا ا ا ا ارقة‪ ،‬ففي هذه الحالة قد يفيد هذا التنازل ا‬
‫الرض ااا‪ ،‬مما يحول دون وقوع الجريمة أصا ازا‪ ،‬وقد تعرض القض اااء المص ااري لهذه المة ااكلة بص اادد جريمة‬
‫الزنا‪ ،‬فقضى بخن رضا الزوج السايق هو في حكم التنازل عن الةكوع(‪.)1‬‬

‫تخييدا من بعض الفقو المصري والفرنسي‪ :‬حيث يرع أن رضا الزوج ا‬


‫مقدما بالزنا‬ ‫وقد الق هذا القرار ا‬
‫(‪)2‬‬
‫ضمنيا‪ ،‬فيقول بخنو وان كان هنا‬
‫ا‬ ‫معفيا للزوجة من العقاب ‪ ،‬ومن الفقو من يعتيره بمثابة تنازالا‬
‫يعتير ظرافا ا‬
‫الرض ا ااا باطزا لمخالفتو النظام العام وارداب العامة فهو مع ذلك يمنع الزوج من تقديم ة ا ااكواه ض ا ااد زوجتو‬
‫الزانية‪ ،‬ألنو يعد بمثابة تنازل ضمني عن هذه الةكوع(‪.)3‬‬
‫غير أن غاليية الفقهاء عارضا ا ا ا اوا هذا القرار‪ ،‬ألنو ال يقوم على س ا ا ا ااند قانوني‪ ،‬إذ اعتير عدم رض ا ا ا ااا‬
‫مييحا لهذا الفعل‪ ،‬والصاا ااحيح أن رضاا ااا‬
‫ركنا في جريمة الزنا‪ ،‬كما اعتير رضا ا ااا المجني عليو ا‬
‫المجني عليو ا‬
‫ركنا فيها حيث لم يتطلبو القانون‪،‬‬ ‫المجني عليو ال يمنع من قيام جريمة الزنا‪ ،‬بمعنى أن عدم الرضا ال يعد ا‬
‫ايبا إلباحة الفعل‪ ،‬ألن المصا ا االحة العامة في صا ا اايانة الحقوق الزوجية تعلوا على‬
‫كذلك ال يعتير الرضا ا ااا سا ا ا ا‬
‫المص ا االحة الخاص ا ااة للزوج المجني عليو‪ ،‬إذ تتص ا اال بص ا اايانة األسا ا ارة وهي نواة المجتمع(‪ ،)4‬وعليو ال محل‬
‫للقول بخن هذا الرضا ااا يعد تنازالا عن الةا ااكوع‪ ،‬ألنو قيل وقوع الزنا ال ينةا ااخ للمجني عليو حق في الةا ااكوع‬
‫حتى يقال يتنازلو عنو‪ ،‬واال كان تنازلو وراادا على غير موضوع(‪.)5‬‬

‫(‪ -)1‬قض ا ا ااى أن جريمة الزنا في الحقيقة والواقع جريمة في حق الزوج المثلوم ة ا ا اارفو‪ ،‬فإذا ثيت أن الزوج كان يس ا ا اامح لزوجتو‬
‫بالزنا‪ ،‬يل إنو قد اتخذ الزواج حرفة ييتغي من ورائها العيش مما تكس ا اابو زوجتو من البغاء‪ ،‬فإن مثل هذا الزوج ال يص ا ااح أن‬
‫زوجا حقيقة‪ ،‬يل هو زوج ة ااكزا‪ ،‬ألنو فرط في أهم حق من حقوقو‪ ،‬وهو اختص اااص الزوج يزوجتو‪ ،‬ومادام قد تنازل عن‬ ‫يعد ا‬
‫هذا الحق األساااسااي المقرر أص ازا لحفظ كيان العائلة وضاابا النسااب‪ ،‬فز يصااح بعد ذلك أن يعتر بو كزوج‪ ،‬وال يقيل منو‬
‫متروكا ألهوائو يخخذه وسا ا ا اايلة لسا ا ا االب أموال‬
‫ا‬ ‫كزوج أن يطلب محاكمة زوجتو أو أحد ةا ا ا ااركائها إذا زنت‪ ،‬واال كان هذا الحق‬
‫الزوجة وة ا ااركائها كلما عن لو ذلك يتهديدهم بالفض ا اايحة‪(.‬محكمة الموس ا ااكي الجزئية ‪ 14‬أكتوبر س ا اانة ‪ ،1904‬س ‪ ،16‬ص‬
‫‪ ،285‬محكمة مصاار الكلية ‪ 9‬فيفري ساانة ‪ ،1941‬س ‪ ،31‬رقم ‪ ،436‬ص ‪ ،1209‬نقض ‪ 15‬فيفري ساانة ‪ ،1965‬مجموعة‬
‫أحكام النقض‪ ،‬س ‪ ،16‬رقم ‪ ،28‬ص ‪ ،)124‬وقد أقامت محكمة النقض قضااائها على سااقوط حق الزوج في المحاكمة على‬
‫مصلحة العائلة وسمعتها‪ ،‬نقالً عن‪ :‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.805‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪- Garcon, Code pénal annoté, sirey 1901-1906, 1959, T 11, N° 124 art. pp 333-337.‬‬
‫‪-‬أحمد خليل‪ ،‬جرائم الزنا‪ ،‬دار المطيوعات الجامعية‪ ،‬اإلس ا ا ااكندرية‪ ،‬مص ا ا اار‪ ،1993 ،‬ص ‪ ،35‬نقالً عن‪ :‬جمال ة ا ا ااديد علي‬
‫الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.474‬‬
‫(‪ -)3‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬دراسة‪ ،...‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.234‬‬
‫(‪ -)4‬محمود محمود مصطفى‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫(‪ -)5‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.150‬‬

‫‪110‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫وقد ذهب الرأي السااائد في الفقو والقضاااء الفرنسااي إلى أن الرضااا السااايق من الزوج ال يييح الفعل‪،‬‬
‫وال يحرم الزوج من حق الةكوع‪ ،‬وبالتالي ال يخول للنيابة العامة تحريك الدعوع العمومية من تلقاء نفسها‪،‬‬
‫وكل ما هناك أن المحكمة تجد فيها ظرافا يدعوا إلى تخفيف العقاب‪ ،‬ومن التةا اريعات المقارنة التي نصا ات‬
‫صراحة على عدم معاقبة الزوجة الزانية إذا كان الزوج قد أوعز لها أو حرضها على الفسق أو استفاد بخي‬
‫طريقة كانت من فسقها‪ ،‬نجد المةرع اإليطالي ينص المادة ‪ 561‬من قانون العقوبات(‪.)1‬‬
‫وقاد س ا ا ا ا ا ا ااار على هاذا النهج القاانون اللينااني الاذي نص في الماادة ‪ 489‬من ق ع على‪ " :‬ال تقيل‬
‫الةا ا ااكوع من الزوج الذي تم الزنا يرضا ا اااه "(‪ ،)2‬والقانون العراقي ينصا ا ااو في المادة ‪-378‬جا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا من قانون‬
‫العقوبات على‪ :‬ال تقيل الةكوع في األحوال التالية ‪...‬جا‪-‬إذا ثيت أن الزنا تم يرضا الةاكي"(‪.)3‬‬

‫والباحث يرع أنو في حالة رضااا الزوج المجني عليو ا‬


‫مقدما يزنا زوجتو‪ ،‬ال يمكن أن يييح فعلها هذا‪،‬‬
‫ألن القول يذلك من ة ا ا ااخنو أن ية ا ا اايع الفاحة ا ا ااة في المجتمع‪ ،‬وان كان في هذه الحالة الزوج ال يخول حق‬
‫المطالبة بحماية ةرفو لرضاه المسيق بانتهاكو‪ ،‬فعلى النيابة العامة باعتبارها ممثلو المجتمع أن تتولى أمر‬
‫المتابعة‪ ،‬ألنو ال يستساغ ترك جريمة دون عقاب‪ ،‬األمر الذي يتنافى مع السياسة العقايية(‪.)4‬‬
‫‪ -2‬الم هب الثان ‪ :‬يقوم على أسا اااس أن التنازل تصا اار قانوني يختيو المجني عليو بمقتضاااى حق‬
‫ثايت‪ ،‬ولذلك يكون لو مباة ا ا ا ا ا ا ارة هذا الحق من وقت ثيوتو لو‪ ،‬فالحق في الةا ا ا ا ا ا ااكوع يختلف عن الحق في‬
‫التنااازل عنهااا(‪ ،)5‬فاااألول يثياات من تاااريخ العلم بااارتكاااب الجريمااة وبمرتكيهااا‪ ،‬أمااا الحق في التنااازل فيثياات‬
‫للمجني عليو من تاريخ تقديمو لةا ا ا ا ا ا ااكواه‪ ،‬فقيل التقدم بالةا ا ا ا ا ا ااكوع ال يكون هناك حق في التنازل بالمعنى‬
‫القانوني‪ ،‬ولذلك فإن رض ا ااا المجني عليو بارتكاب الجريمة س ا ا االفا ال يعتير تنازالا وانما يدخل في أثر الرض ا ااا‬
‫قانونيا وانما هو من قييل‬
‫ا‬ ‫على الجريمة‪ ،‬كما أن تنازل المجني عليو قيل تقديم الةا ا ا ا ا ا ااكوع ال يعتير تنازالا‬
‫عدول المجني عليو عن مباة ا ا ارة حقو في الةا ا ااكوع(‪ ،)6‬وبتعيير اخر تعهد بعدم تقديم الةا ا ااكوع(‪ ،)7‬ذلك أن‬
‫التنازل هو حق ينصب على موضوع معين‪ ،‬وهذا الموضوع ال يتحدد إال يتقديم الةكوع‪ ،‬ويترتب على ذلك‬

‫(‪ -)1‬محمود محمود مصطفى‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.74‬‬


‫(‪ -)2‬المادة ‪ 489‬من ق ع الليناني‪ ،‬معدلة ينص المادة ‪ 6‬من القانون رقم ‪ ،293‬المؤرخ في ‪ 7‬ماي ‪.2014‬‬
‫(‪ -)3‬قانون رقم ‪ 111‬لسا اانة ‪ ،1969‬مؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪ ،1969‬متضا اامن قانون العقوبات العراقي‪ ،‬نةا اار في جريدة الوقائع‬
‫العراقية‪ ،‬العدد ‪ ،1778‬الصادرة يتاريخ ‪ 15‬سيتمير ‪.1969‬‬
‫(‪ -)4‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارسا ا ا ااة تخصا ا ا اايلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ص ‪.235-234‬‬
‫(‪ -)5‬سيق وأن قمنا بمقارنة حق التنازل عن الةكوع بالحق في الةكوع في الفرع الثاني من المطلب األول من المبحث األول‬
‫من هذا الفصل‪ ،‬ص ‪ 27‬وما يليها من هذه الرسالة‪.‬‬
‫(‪ -)6‬عزت مصطفى الدسوقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.267‬‬
‫(‪ -)7‬محمد فوزي إيراهيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.147‬‬

‫‪111‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫قانونيا بالمعنى الدقيق‪ ،‬وعلى ذلك فالتنازل الذي‬


‫ا‬ ‫أن تنازل المجني عليو قيل تقديم الةا ا ا ااكوع ال يعتير تنازالا‬
‫أثر قااانوناياا والااذي تحاادثاات عنااو المواد ‪ 3-6‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ 3-6 ،‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪ 10 ، .‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م‬ ‫ينتج اا‬
‫هو الذي يقع بعد تقديم الةكوع(‪.)1‬‬
‫وهذا ما نجد عليو غاليية الفقهاء‪ ،‬فحق التنازل عن الة ا ا ا ا ااكوع ييدأ بمجرد تقديمها ممن مكنو القانون‬
‫من ذلااك‪ ،‬وهو مااا يراه الباااحااث راج احاا حيااث أنااو يتفق مع المنطق ألن الحق في التنااازل مرتبا بااالحق في‬
‫الةا ا ااكوع والذي يثيت من يوم تقديمها‪ ،‬أما قيل ذلك فز يكون ثمة حق في التنازل عن الةا ا ااكوع‪ ،‬يل نكون‬
‫بصدد تنازل عن الحق في الةكوع(‪.)2‬‬
‫ومن التة ا اريعات التي أةا ااارت ص ا اراحة إلى يداية س ا اريان ميعاد التنازل عن الةا ااكوع‪ ،‬نجد التة ا اريع‬
‫المصا ااري‪ ،‬إذ نص ص ا اراحة في المادة ‪ 1-10‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م على‪ " :‬لمن قدم الشيييكوى‪ ...‬أن يتنازل ‪،"...‬‬
‫وبمفهوم المخالفة من لم يقدم الة ا ااكوع ال يمكنو التنازل عنها‪ ،‬كما نص المة ا اارع العراقي صا ا اراحة على أن‬
‫حق المجني عليو في التنازل ييدأ بعد تقديم الة ااكوع‪ ،‬ينص المادة ‪-9‬ج ا ا ا ا ا ا ا ا ا من قانون أص ااول المحاكمات‬
‫الجزائية رقم ‪ 23‬لسنة ‪.)3(1971‬‬
‫أما بالنس اابة للتةا اريعين الجزائري والفرنس ااي وان كان لم يرد فيهما نص مماثل لما ورد في التةا اريعين‬
‫السا ا ااابقين‪ ،‬إال أنو يسا ا ااتةا ا ااف هذا الحكم من خزل نص المادة ‪ 3-6‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج والتي تتطايق مع نص‬
‫والتي تنص على‪ " :‬تنقض ااي الدعوع العمومية‪ ....‬وبس ااحب الة ااكوع إذا كانت‬ ‫المادة ‪ 3-6‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫طا الزما للمتابعة " ‪«. …Il en est de même en cas de retrait de plainte, lorsque celle-ci est une‬‬
‫ةر ا‬
‫ا‬
‫"‪ ،condition nécessaire de la poursuite‬فكزهما يفترض تقديم الةكوع ومن ثم سحيها أو التنازل عنها‪.‬‬
‫كمااا ورد النص على هااذا الحكم في المااادة ‪ 36‬من قااانون اإلجراءات الجزائيااة السا ا ا ا ا ا ااوداني‪ ،‬يينمااا‬
‫يسااتخلص هذا الحكم في قوانين أخرع كالقانون اليمني( المادة ‪ 31‬إجراءات يمني)‪ ،‬السااوري (المادة ‪156‬‬
‫عقوبات سوري)‪ ،‬األردني(المادة ‪ 1 –284‬عقوبات أردني)‪ ،‬والكويتي(المادة ‪ 110‬إجراءات كويتي)(‪.)4‬‬
‫‪ -II‬نهاية الميعاد‬
‫األصا ا اال في التنازل عن الةا ا ااكوع أن يتم قيل صا ا اادور حكم نهائي في الدعوع‪ ،‬ومع ذلك فإن هناك‬
‫حاالت استثنائية يمتد فيها وقت التنازل إلى ما بعد صدور الحكم النهائي‪ ،‬وهو ما سنتطرق لو فيمايلي‪:‬‬

‫(‪ -)1‬وتقدير التنازل هو من المسائل الموضوعية التي تستقل يها محكمة الموضوع دون رقابة من محكمة النقض ولذلك فمتى‬
‫اسا ااتخلصا اات المحكمة أن ما ثيت بالمحضا اار الموقع عليو من المجني عليو يفيد عدولو عن ةا ااكواه‪ ،‬فز رقابة بعد ذلك على‬
‫الحكم‪ ،‬مخمون محمد سزمة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫(‪ -)2‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫(‪ " -)3‬يحق لمن قدم الشكوى أن يتنازل عنها‪ ،"...‬المادة ‪-9‬جا من قانون رقم ‪ 23‬لسنة ‪ ،1971‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫(‪ -)4‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.332‬‬

‫‪112‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫‪ -1‬التناز قبل صدور الحكم النهائ‬

‫رغم أن المةا ا ا اارع الجزائري على غرار نظيره الفرنسا ا ا ااي لم يورد ن ا‬
‫(‪)1‬‬
‫ائيا ييين فيو نهاية ميعاد‬ ‫ص ا ا ا اا إجر ا‬
‫التنازل‪ ،‬على خز المةا ا ا ا اارع المصا ا ا ا ااري‪ ،‬الذي حدد ينص المادة ‪ 1-10‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م ص ا ا ا ا اراحة اإلطار‬
‫الزمني للتنازل عن الة ااكوع ينص ااو على‪ ..." :‬يتناز عن الشييكوى أو الطلب في أي وقت إل أن يصييدر‬
‫ف الدعوى حكم نهائ "‪ ،‬إال أنو وطبقا للقواعد العامة في قانون اإلجراءات الجزائية س ا ا ا ا ا ا اواء الجزائري أو‬
‫الفرنسي فإنها تقضي بعدم قيول التنازل بعد صدور حكم نهائي وبات(‪.)2‬‬
‫ومن التةا ا ا اريعات التي نص ا ا اات على وقت التنازل نجد التةا ا ا اريع األردني‪ ،‬إذ نص في المادة ‪ 52‬من‬
‫قااانون العقوبااات على‪ " :‬صا ا ا ا ا ا اافح المجني عليااو يسا ا ا ا ا ا ااقا دعوع الحق العااام ‪ ...‬مااالم يكتس ا ا ا ا ا ا ااب الاادرجااة‬
‫‪ ،‬كماا ورد باالماادة ‪ 1-16‬من القاانون اإلمااراتي والماادة ‪ 10‬من القاانون القطري لفظ "حكم‬ ‫(‪)3‬‬
‫القطعياة‪"...‬‬

‫بات"‪ ،‬واستعمل المةرع العماني عبارة إلى‪ " :‬أن يفصل في الدعوع ا‬
‫نهائيا "(‪.)4‬‬
‫وبذلك فالتة اريعات المقارنة محل الد ارسااة وسااعت في الوقت الذي يسااتطيع فيو المجني عليو التنازل‬
‫(‪)5‬‬
‫عن ةكواه‪ ،‬فيجوز لو ذلك طالما أن الدعوع قائمة لم تنقضي بسيب اخر كالتقادم أو صدور حكم نهائي‬
‫‪ ،‬ويااذهااب الفقهاااء إلى أن المقصا ا ا ا ا ا ااود بااالحكم النهااائي في نص المااادة ‪ 1 –10‬من ق إ ج م هو الحكم‬
‫البات(‪ ،)6‬أي الحكم غير القايل ألي طريق من طرق الطعن في األحكام العادية وغير العادية باسا ا ا ااتعمالها‬
‫وفصل الجهات القضائية المختصة فيها‪ ،‬أو يتفويت فرصة استعمالها(‪ ،)7‬ولذلك إذا صدر حكم نهائي من‬

‫(‪ -)1‬ولكن األسااتاذ عبد هللا أوهايبية يرع أن المةاارع الجزائري ينصااو في المواد ‪ 329‬مكرر‪ 339 ،330 ،‬من ق ع ج على‪:‬‬
‫حدا لكل متابعة"‪ ،‬استعمل مصطلح " الصفح" الذي من ةخنو أن يوسع النطاق الزمني للتنازل‬ ‫«وأن صفح هذا األخير يضع ا‬
‫عن الةا ا ااكوع ليةا ا اامل جميع المراحل اإلجرائية بما فيها مرحلة تنفيذ الحكم النهائي فيوقف تنفيذه‪ ،‬عبد هللا أوهايبية‪ ، ،‬ةا ا اارئ‬
‫قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.180‬‬
‫إال أن هذا الرأي كان محل نقد‪ ،‬على أساااس ‪-‬يؤيده الباحث‪ -‬أن النص واضااح وص اريح في نص المادة ‪ 3-339‬من ق ع ج‬

‫حدا لكل متابعة"‪ ،‬والمتابعة ال تكون بعد صاايرورة الحكم ا‬


‫نهائيا وباتاا يل سااابقة عليو‪ ،‬يل‬ ‫مثز‪ " :‬إن صاافح هذا األخير يضااع ا‬
‫وأكثر من ذلك إذا تم االعتماد على مص ااطلح" الص اافح" لتيرير هذا االعتقاد‪ ،‬فبالرجوع إلى باقي الجرائم المقيدة بةا اكوع فنجد‬
‫أن المةاارع الجزائري يسااتعمل كذلك مصااطلح الصاافح والذي يراد بو التنازل‪ ،‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةااكوع‬
‫كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬دراسة تخصيلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.262‬‬
‫(‪ -)2‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪ ، 261‬نادية رواحنة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.253‬‬
‫(‪ -)3‬المادة ‪ 52‬من قانون رقم ‪ 16‬لسنة ‪ ،1960‬متضمن قانون العقوبات األردني‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.1761‬‬
‫(‪ -)4‬محمد حنفي محمود‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫(‪ -)5‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫(‪ -)6‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.377‬‬
‫(‪ -)7‬عيد أ اوهاييية‪ ،‬ة ا ا ا ا اارئ قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ ،‬الجزء الثاني‪ :‬في التحقيق النهائي (المحاكمة)‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار‬
‫هومة للطباعة والنةر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص ‪ 248‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ممتدا إلى حين صا ا اادور‬


‫محكمة االسا ا ااتئنا –المجلس القضا ا ااائي‪ -‬وطعن فيو بالنقض فيعتير أجل التنازل ا‬
‫حكم من محكمة النقض(‪ ،)1‬ذلك أن التنازل عن الةكوع كسيب النقضاء الدعوع العمومية‪ ،‬ال يختلف عن‬
‫األس ا ااباب العامة إال في أنو مقص ا ااور على جرائم معينة‪ ،‬ومن المقرر أن أس ا ااباب س ا ااقوط الدعوع يجوز أن‬
‫تط أر أو يدفع يها في أي حالة كانت عليها الدعوع ولو كانت أمام محكمة النقض(‪ ،)2‬أما بصاادوره تنقضااي‬
‫هذه الدعوع‪ ،‬وال يبقى بعد ذلك محل يرد عليو التنازل(‪.)3‬‬
‫والحكمة من تقرير هذه القاعدة ترجع إلى ض ا ا اارورة احترام حجية األحكام القض ا ا ااائية باعتبارها عنوان‬
‫فضزا عن المدة التي تستغرقها الدعوع العمومية وحتى إنهاء إجراءاتها بحكم نهائي‪ ،‬تفصح عن‬ ‫(‪)4‬‬
‫الحقيقة‬
‫رغبة الةاكي واص ارره على ةكواه ومواصلة اإلجراءات ضد الجاني بغية توقيع العقاب عليو(‪.)5‬‬
‫ييد أن هناك تة ا ا ا اريعات ضا ا ا اايقت من نطاق اسا ا ا ااتعمال الحق في التنازل عن الةا ا ا ااكوع مثل القانون‬
‫الهولندي في المادة ‪ 67‬من قانون العقوبات التي ال تجيز اس ااتعمال الحق في التنازل إال في خزل الثمانية‬
‫(‪ )8‬أيام التالية لتقديم الة ا ااكوع‪ ،‬كما أن القانون الس ا ااويس ا ااري (المادة ‪ 1-31‬عقوبات) ال يجيز التنازل عن‬
‫الة ااكوع إال قيل ص اادور حكم من محكمة أول درجة فقا‪ ،‬وبعض النظم تجيز للمجني عليو س ااحب ة ااكواه‬
‫في أي وقت قيل العرض على المحكمة كالنظام الفنلندي(‪.)6‬‬
‫وقد اقترئ بعض الفقو المص ا ا ا ااري ض ا ا ا اارورة تقييد حق المجني عليو ( في غير الجرائم الواقعة ضا ا ا ا اد‬
‫األسرة ) في التنازل عن ةكواه بمدة معينة‪ ،‬هي مدة الثزثة أةهر المحددة لتقديم الةكوع فإذا انقضت هذه‬
‫المدة‪ ،‬فز يجوز للمجني عليو التنازل عن ة ا ا ااكواه التي س ا ا اايق لو تقديمها‪ ،‬ويجد هذا الرأي س ا ا اانده في طول‬

‫(‪ -)1‬مخمون محمد سزمة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪ ،145-144‬عزت مصطفى الدسوقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.277‬‬
‫(‪ -)2‬محمود محمود مصطفى‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫(‪ -)3‬رفاه خضير جياد اإلدريسي‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫(‪ -)4‬قوة الحكم البات تفترض أن هذا الحكم قد أصاابح عنوان الحقيقة‪ ،‬حتى ولو ثيت بصااورة قاطعة أنو لم يكن كذلك بالفعل‪،‬‬

‫كما تكون للحكم البات هذه القوة حتى ولو كان ا‬


‫معيبا بعيب من العيوب التي لم تصا ا ا ا ا ا اال بو إلى درجة االنعدام‪ ،‬وتعلل القوة‬
‫القانونية للحكم البات بخن الة ااارع يفض اال ترجيح اعتبارات االس ااتقرار القانوني‪ ،‬فإذا انتهى الحكم البات إلى اإلدانة أو اليراءة‪،‬‬
‫فإنو يهذا الحكم تتحدد المراكز القانونية ويتحدد وضا ا ااع المتهم في المجتمع‪ ،‬وال يجوز أن يتهدد هذا الوضا ا ااع باحتمال الطعن‬
‫مجددا على المتهم‪ ،‬إذ ينال ذلك من احترام أحكام القض ا ا ا ا اااء‪ ،‬ويخل باالس ا ا ا ا ااتقرار‬
‫ا‬ ‫في الحكم أو معاودة رفع الدعوع العمومية‬
‫واألمن القانوني في المجتمع وهي مصا ا ااالح مهمة يجب على المةا ا اارع الحفاظ عليها‪ ،‬و من جهة أخرع فإن قوة الحكم البات‬
‫في إنهاء الدعوع العمومية يجد علتو في الحفاظ على الحريات الفردية وحص ا ا ا اار س ا ا ا االطات الدولة في نطاق محدود‪ ،‬إذ يهذا‬
‫الحكم ال يجوز لها أن تعاود المسا اااس بحرية المتهم‪ ،‬فالحكم البات يعد ضا اامانة لألفراد في مواجهة تعسا ااف سا االطات الدولة‪،‬‬
‫فضا‪ ،‬واال كان حكمها باطزا‪ ،‬لمزيد من التفاصيل ينظر ‪ :‬أةر‬
‫والدفع بو يوجب على المحكمة تحقيقو والرد عليو قيوالا أو ر ا‬
‫توفيق ةمس الدين‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ 11‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ -)5‬حسام محمد سامي جاير‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.145-144‬‬
‫(‪ -)6‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.153-152‬‬

‫‪114‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الوقت الجائز فيو التنازل من المجني عليو عن ةااكواه على النحو الوارد ينص المادة ‪ 10‬من ق إ ج م‪ ،‬ما‬
‫من ةخنو أن يتيح استغزل المجني عليو للجاني‪.‬‬
‫إال أن هاذا االقترائ محال نظر‪ ،‬فاإتااحاة مادة طويلاة للمجني علياو يكون لاو خزلهاا حق التناازل عن‬
‫ةااكواه‪ ،‬من ةااخنو أن يعطيو الفرصااة أطول في تقدير مزئمة التنازل من عدمو‪ ،‬وهذا ما ييتغيو المةارع من‬
‫منح المجني عليو حق التنازل عن الةا ا ا ا ااكوع في بعض الجرائم لحماية مصا ا ا ا االحتو والمحافظة على س ا ا ا ا اتره‬
‫وس اامعتو وةا ارفو‪ ،‬كما أن عدم إطالة مدة التنازل ال يتفق واإلتجاه المعاص اار في الس ااياس ااة الجزائية والمناداة‬
‫بضرورة توسيع دور المجني عليو في الدعوع العمومية(‪.)1‬‬
‫ومما سا ا ا ا ا اايق يتجلى أن حق المجني عليو في التنازل عن الةا ا ا ا ا ااكوع يكون اا‬
‫جائز في أي وقت طالما‬
‫كانت الدعوع قائمة ولم يفصا ا ا ا ا ا اال فيها بحكم بات‪ ،‬فلهذا األخير أن يسا ا ا ا ا ا ااتعمل حقو في أي دور من أدوار‬
‫الدعوع‪ ،‬وفي جميع مراحلها(‪.)2‬‬
‫تيبا على ذلك يجوز للمجني عليو أن يتنازل عن ةا ا ا ا ااكواه عقب تقديمها مباة ا ا ا ا ارة‪ ،‬فإذا قدمت إلى‬
‫وتر ا‬
‫ضااابا الةاارطة القضااائية فيجوز التنازل عنها أمامو‪ ،‬ولو لم يقم بخي إجراء في ةااخنها‪ ،‬كذلك يجوز التنازل‬
‫عنها أمام النيابة العامة‪ ،‬ولو لم تقم يتحريك الدعوع العمومية في ةا ا ا ا ا ا ااخنها‪ ،‬كما يجوز لو أن يتنازل عنها‬
‫أمام قاضا ا ا ا ا ا ااي التحقيق في حالة ما إذا تم إحالتها إليو بموجب طلب افتتاحي إلجراء التحقيق‪ ،‬كما يجوز‬
‫التنازل عنها أثناء س ااير الدعوع أمام محكمة أول درجة وكذا أمام المجلس القض ااائي‪-‬محكمة االس ااتئنا ‪-‬‬
‫يل وأمام محكمة النقض‪-‬المحكمة العليا‪ ،-‬على أن يكون الطعن مقيوالا ةكزا(‪.)3‬‬
‫‪ -2‬التناز بعد صدور الحكم النهائ‬
‫قدمنا بخن القاعدة العامة التي تحكم تحديد وقت التنازل تتمثل في إمكانية ص اادوره في أي لحظة بعد‬
‫تقديم الةااكوع وفي أي مرحلة من مراحل سااير الدعوع ولحين صاادور حكم نهائي فيها‪ ،‬إال أن المةاارع في‬
‫وتغليبا منو للمص ا ا ا االحة الخاص ا ا ا ااة للمجني عليو على المص ا ا ا االحة العامة‪ ،‬أجاز لهذا األخير‬
‫ا‬ ‫بعض القوانين‬
‫التنازل عن ةكواه على الرغم من صدور حكم نهائي في الدعوع العمومية كاستثناء من القاعدة العامة(‪.)4‬‬
‫أ‪ -‬أو ه اإلسيييتثنا ات هو االسيييتثنا المتعلق بجريمة الزنا‪ :‬إذ أجاز التةا اريع المص ااري ينص‬
‫(‪)5‬‬
‫لزوج المرأة الزانية أن يقف تنفيذ الحكم‬ ‫المادة ‪ 274‬من ق ع م على غرار بعض التة ا ا ا ا ا ا اريعات العربية‬

‫(‪ -)1‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.478-477‬‬


‫(‪ -)2‬علي محمد المييضا ا ااين‪ ،‬الصا ا االح الجنائي وأثره في الدعوع العامة‪ ،‬دار الثقافة للنةا ا اار والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،2010 ،‬‬
‫ص‪.270‬‬
‫(‪ -)3‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،67‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫(‪ -)4‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.335-334‬‬
‫(‪ -)5‬ومن يين التة ا ا ا ا ا ا اريعات التي اسا ا ا ا ا ا ااتثنت جريمة الزنا من القاعدة المذكورة أعزه‪ ،‬نجد‪ :‬القانون العراقي الذي أجاز للزوج‬
‫الة اااكي التنازل بعد ص اادور حكم نهائي ورتب على ذلك وقف تنفيذ الحكم‪ ،‬ينص ااو على‪ " :‬وللزوج كذلك أن يمنع الس ااير في‬

‫‪115‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫عليها يرضائو معاةرتها لو كما كانت‪ ،‬ويزحظ على هذا النص ما يلي‪:‬‬
‫ايتداءا قيام رابطة الزوجية(‪.)1‬‬
‫ا‬ ‫‪ -‬أنو يةترط في هذه الحالة‬
‫نهائيا والذي يتمثل في صا ااورة العفو عن الزوجة ال يؤتي‬
‫‪ -‬أن أثر الرضا ااا الزحق لصا اايرورة الحكم ا‬
‫أثره إال عن جريمة الزنا فقا‪ ،‬وليس أية جريمة أخرع عقوبتها أةد(‪.)2‬‬
‫‪ -‬أن وقف تنفيذ الحكم مةروط يرضا الزوج معاةرة زوجتو‪ ،‬وهو ةرط لم يستلزمو القانون في حالة‬
‫التنازل قيل صاادور الحكم البات‪ ،‬وال يةااترط أن يسااتمر رضااا الزوج بمعاة ارة زوجتو‪ ،‬فز يجوز إلغاء وقف‬
‫التنفيذ إذا طلق الزوج زوجتو بعد أن رض ا ااى بمعاةا ا ارتها لو(‪ ،)3‬أي يرض ا ااى بخن تعود الحياة الزوجية يينهما‬
‫لمدة طالت أو قصاارت(‪ ،)4‬فالعفو نهائي‪ ،‬ال يجوز الرجوع فيو‪ ،‬واذا كذب الزوج في ادعائو الرضااا بمعاة ارة‬
‫زوجتو فإن ذلك ال يمس العفو الذي اسا ا ا ااتفادت منو الزوجة(‪ ،)5‬وليس المقصا ا ا ااود من عبارة " كما كانت" أن‬
‫تعود الحياة والمعاة ا ا ارة يينهما إلى الحالة التي كانت عليها قيل ارتكاب الجريمة‪ ،‬من الوئام واأللفة والمودة‪،‬‬
‫يل قد تستخنف على بغض أو تستمر على مضض‪ ،‬ذلك ألن المقصود هو مجرد استئنافها على أي وجو‪،‬‬
‫فيما يعيب بعض الفقو اسااتعمال المةاارع المصااري عبارة "يوقف تنفيذ الحكم" التي ورد يها النص‪ ،‬ذلك ألن‬
‫الوقف بحسا ا ا ا ااب األصا ا ا ا اال يكون قابزا للرجوع فيو عند زوال سا ا ا ا اايبو‪ ،‬ومن ثم كان األجدر بو النص على "‬
‫انقضاء العقوبة "(‪.)6‬‬

‫تنفيذ الحكم الصا ا ا ا ا ا ااادر على زوجو‪ ،"...‬المادة ‪ 2-379‬من قانون رقم ‪ 111‬لسا ا ا ا ا ا اانة ‪ ،1969‬مؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪،1969‬‬
‫متضمن قانون العقوبات العراقي‪ ،‬المرجع السايق‪.‬‬
‫والقانون األردني ينصا ااو على‪ " :‬وتسا ااقا الدعوع والعقوبة يإسا ااقاط الةا اااكي ةا ااكواه"‪ ،‬المادة ‪ 1-284‬من قانون رقم ‪ 8‬لسا اانة‬
‫‪ ،2011‬مؤرخ في ‪ 29‬مارس ‪ ،2011‬معدل لقانون العقوبات األردني‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص‪.1771‬‬
‫والقااانون اليمني ينص على‪ " :‬يجوز لمن لااو الحق في الةا ا ا ا ا ا ااكوع‪ ...‬أن يتنااازل عنهااا في أي وقاات"‪ ،‬المااادة ‪ 31‬من قرار‬
‫جمهوري بقانون رقم ‪ 13‬لسا ا ا ا ا ا اانة ‪ ،1994‬مؤرخ في ‪ 12‬أكتوبر ‪ ،1994‬بةا ا ا ا ا ا ااخن قانون اإلجراءات الجزائية اليمني‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪.‬‬
‫كما أن القانون الكويتي يتوس ا ا ا ا ااع في النطاق الزمني للتنازل ينص ا ا ا ا ااو على‪ " :‬يجوز للمجني عليو أن يعفو عن المتهم‪ ...‬قيل‬
‫صا ا ا ا اادور الحكم أو بعده "‪ ،‬المادة ‪ 240‬من قانون رقم ‪ 17‬لسا ا ا ا اانة ‪ ،1960‬يإصا ا ا ا اادار قانون اإلجراءات والمحاكمات الجزائية‬
‫الكويتي‪.‬‬
‫(‪ -)1‬عيد السزم مقلد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،38‬عزت مصطفى الدسوقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.277‬‬
‫(‪ -)2‬حسني محمد السيد الجدع‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.312‬‬
‫(‪ -)3‬مصااطفى مجدي هرجة‪ ،‬التعليق على قانون اإلجراءات الجنائية المعدل بالقوانين‪ 145 :‬لساانة ‪ 2006‬و‪ 74‬لساانة ‪2007‬‬
‫و‪ 153‬لسنة ‪ ،2007‬المجلد األول‪ :‬من المادة (‪ )1‬إلى المادة (‪ ،)109‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫(‪ -)4‬حسني محمد السيد الجدع‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.312‬‬
‫(‪ -)5‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.149‬‬
‫(‪ -)6‬حسني محمد السيد الجدع‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.313‬‬

‫‪116‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫‪ -‬حكم المادة ‪ 274‬من ق ع م مقصا ا ا ا ا ا ااور على الزوج دون الزوجة‪ ،‬فلم يخول القانون المصا ا ا ا ا ا ااري‬
‫للزوجة حق وقف تنفيذ الحكم على زوجها الزاني‪ ،‬وقد يرجع ذلك إلى أن اسا ا ا ا ا ااتمرار المعاة ا ا ا ا ا ارة أمر يملكو‬
‫الزوج دون الزوجة(‪.)1‬‬
‫وقد انتقد بعض الفقهاء هذه التفرقة وعدم التساا ا ا ااوية يين الزوج والزوجة‪ ،‬ونادوا بالمساا ا ا اااواة يينهما في‬
‫الحكم فيس ا ا ا ااتفيد الزوج الزاني إذا رض ا ا ا اايت زوجتو بمعاةا ا ا ا ارتها لو وذلك بالقياس على زنا الزوجة‪ ،‬حيث أن‬
‫القياس جائز في كل ما يفيد المتهم والمحكوم عليو إلتحاد العلة في الحالتين‪ ،‬فض ازا على أن القياس جائز‬
‫أيضا ااا ألنو في ميدان رفع العقاب ال في ميدان تقريره‪ ،‬فهو يعفو عن العقوبة المقررة للفعل المجرم دون أن‬
‫يقرر للفعل عقوبة جريمة لم يصا ا ا ا ا ا اافو يها نص ص ا ا ا ا ا ا اريح‪ ،‬ومن ثم فز يتعارض مع ميدأ ةا ا ا ا ا ا اارعية الجرائم‬
‫(‪)2‬‬
‫والعقوبات‪،‬فز حرج على القاضي أن يقيس في مجال موانع العقاب‪،‬وان امتنع القياس في مجال العقاب‬
‫إلى ما تقدم أن المةاارع المصااري حسااب رأي في الفقو المصااري قد وقع في خطخ عندما قلد‬ ‫يضااا‬
‫المةاارع الفرنسااي الذي لم يعا للزوجة حق وقف تنفيذ الحكم النهائي على زوجها الزاني دون أن يزحظ أن‬
‫عقوبة زنا الزوج في التةا ا ا ا ا اريع الفرنس ا ا ا ا ااي قيل إلغاء هذه الجريمة‪ ،‬هي الغرامة فقا وهي ال تمنع من عودة‬
‫المعاةرة وهو األمر الذي يستهدفو المةرع من إعطاء الزوج الحق في وقف تنفيذ الحكم على زوجتو(‪.)3‬‬
‫والباحث يرع أن المةرع المصري أقام تفرقة ال ميرر لها وكان حرايا بو أن يعطي الزوجة هذا الحق‬
‫عند الحكم على زوجها بالحبس حتى تعود الحياة الزوجية ويحافظ على األواصر العائلية‪.‬‬
‫يينما يثيت هذا الحق في القانون العراقي واألردني واليمني والس ا ا ا ااوري للزوج المجني عليو في جريمة‬
‫الزنا‪ ،‬ساواء أكان هو الزوج أو الزوجة(‪ ،)4‬يل وأكثر من ذلك إذ نجد المةاارع العراقي ينص المادة ‪ 379‬من‬
‫ق ع قد مد الحق في منع السير في تنفيذ الحكم لكل من أوالد الزوج الةاكي إذا توفي ةرط أن يكونوا من‬
‫الزوج المةكو منو‪ ،‬أو الوصي عليهم‪.‬‬
‫يناءا‬ ‫‪ -‬وية ا ا ا ا ااترط في الحكم الذي يريد الزوج وقف تنفيذه على زوجتو أن يكون هذا الحكم ص ا ا ا ا ا اا‬
‫اادر ا‬
‫على ةا ا ا ا ا ا ااكواه‪ ،‬أما إذا كانت الدعوع قد حركت ا‬
‫يناءا على طلب زوجة من زنا يها‪ ،‬فز يملك زوجها وقف‬
‫تنفيذ الحكم في هذه الحالة(‪.)5‬‬
‫والتساااؤل الذي يمكن أن يثار في هذا الصاادد هو‪ :‬هل يسااتفيد الةاريك من تنازل الزوج المجني عليو‬
‫عن زوجتو بعد صدور حكم نهائي‪ ،‬أم أن ذلك يقتصر على الزوج الزاني فقا‬

‫(‪ -)1‬محمود محمود مصطفى‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.85-84‬‬


‫(‪ -)2‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.482-481‬‬
‫(‪ -)3‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.160‬‬
‫(‪ -)4‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.336‬‬
‫(‪ -)5‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.379‬‬

‫‪117‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫لدع الفقو المصري‪ ،‬إذ ذهب رأي إلى أن المقصود بالجاني بطييعة الحال‬ ‫أثار هذا التساؤل الخز‬
‫في هذه الحالة من تجمعو بالمجني عليو ص االة القرابة المذكورة أو الزوجية فز يس ااري النص على غيره من‬
‫المحكوم عليهم في الجريمة نفساا ا ا ااها(‪ ،)1‬وبالتالي فحكم المادة ‪ 274‬من ق ع م تس ا ا ا ااتفيد منو الزوجة الزانية‬
‫فارتباط حظ الةريك بحظ الزوجة الزانية مقصور على وقت قيام الدعوع‪ ،‬وذلك بقصد عدم‬ ‫(‪)2‬‬
‫دون الةريك‬
‫تجزئة الفضيحة‪ ،‬أما وقد فضح األمر فعزا فز موجب الستفادة الةريك من وقف تنفيذ الحكم الصادر على‬
‫خصوصا أن هذا الوقف ةرع لسيب خاص يتعلق بةخص الزوجة هو رضا زوجها بمعاةرتها(‪،)3‬‬ ‫ا‬ ‫الزوجة‪،‬‬
‫كما أن وقف الزوج تنفيذ الحكم الصا ااادر ضا ااد زوجتو بمثابة مكنة أقرها المةا اارع للمجني عليو يهد إعادة‬
‫الحياة في منزل الزوجية والحفاظ على الروابا األس ا ا ا ا ارية وهذا يتحقق ولو كان الة ا ا ا ا اريك في السا ا ا ا ااجن ينفذ‬
‫العقوبة(‪.)4‬‬
‫فيما ذهب جانب اخر من الفقو إلى أن للة اريك أن يسااتفيد من ذلك العفو(‪ ،)5‬إذ أنو ليس من العدالة‬
‫في ة ا اايء أن يوقف الزوج الحكم على زوجتو يرض ا ااائو معاةا ا ارتها مع بقاء الةا ا اريك في الس ا ااجن حيث أن‬
‫العدل المطلق ال يستسيغ ذلك‪ ،‬ألن إجرام الةريك إنما هو فرع من إجرام الفاعل األصلي والواجب في هذه‬
‫الحالة أن يتبع الفرع األصا ا ا ا ا ا اال مادامت جريمة الزنا لها ذلك الةا ا ا ا ا ا ااخن الخاص الذي تمنع معو التجزئة(‪،)6‬‬
‫فالةاريك يساتمد صافتو اإلجرامية من فعلها‪ ،‬كما أنو إذا كان المقصاود هو حفظ كيان العائلة‪ ،‬واعادة الحياة‬
‫إلى منزل الزوجية من جديد‪ ،‬وليس المحافظة على الةا ا اار ‪ ،‬أفز يقضا ا ااي منطق العدل والعقل أن يسا ا ااتفيد‬
‫الة ا ا اريك أيضا ا ااا إذ قد تكون لو أس ا ا ارة وأوالد هو ارخر‪ ،‬وهل من العدالة أن تحفظ كيان عائلة الزانية وتعيد‬
‫الحياة إلى منزلها‪ ،‬وتطيح بكيان عائلة الةا ا ا ا ا ا ااريك وتفني منزلو‪ ،‬إلى ذلك فإن هذه المسا ا ا ا ا ا اااواة يين الزوجة‬

‫(‪ -)1‬محمود محمود مصطفى‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.85‬‬


‫يحا بقصا اره‬ ‫‪ -‬ال تثير اإلجابة على هذا التس اااؤل إة ااكاالا في القانون العراقي إذ أن نص المادة ‪ 2-379‬من ق ع جاء صا ار ا‬
‫(‪)2‬‬

‫وقف تنفيذ الحكم على الزوج الزاني دون ة ا ا اريكو‪ ،‬كما أن هذا النص اسا ا ااتثناء من األصا ا اال‪ ،‬فز يجوز التوسا ا ااع في تفسا ا اايره‬
‫وتحميلو أكثر مما ورد فيو‪ ،‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.336‬‬
‫(‪ -)3‬مصطفى مجدي هرجة‪ ،‬التعليق على قانون اإلجراءات الجنائية المعدل بالقوانين‪ 145 :‬لسنة ‪ 74 ،2006‬لسنة ‪،2007‬‬
‫و‪ 153‬لسنة ‪ ،2007‬المجلد األول‪ :‬من المادة (‪ )1‬إلى المادة (‪ ،)109‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫(‪ -)4‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.158‬‬
‫(‪ -)5‬من التةاريعات التي تنص صاراحة على اسااتفادة الةاريك من حق العفو‪ ،‬نجد قانون العقوبات اإليطالي ينصااو في المادة‬
‫‪ 563‬منو على‪ " :‬في حالتي الزنا الواردتين بالمادتين (‪ )560 .559‬عقوبات إيطالي تنقض ا ا ااي الدعوع‪ ....‬ولو بعد ص ا ا اادور‬
‫حكم نهائي باإلدانة في حالة تنازل الزوج المجني عل يو عن الزوج الجاني‪ ،‬ويترتب على هذا التنازل وقف تنفيذ عقوبة الزوج‬
‫الزاني والةريك"‪ ،‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫(‪ -)6‬إيهاب عيد المطلب سا ا اامير صا ا اابحي‪ ،‬الموسا ا ااوعة الجنائية الحديثة في ةا ا اارئ القانون الجنائي المغربي في ضا ا ااوء الفقو‬
‫وأحك ااام المجلس األعلى المغربي ومحكم ااة النقض المص ا ا ا ا ا ا اري ااة‪ ،‬المجل ااد الرابع ( الفصا ا ا ا ا ا ااول‪ ،) 621-479‬المركز القومي‬
‫لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2011-2010 ،‬ص ‪.90‬‬

‫‪118‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫وة اريكها تقضااي على كل تحايل للزوج المجني عليو‪ ،‬إذا أراد أن ينتقم من الة اريك‪ ،‬وذلك بخن ينتظر حتى‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬وفي تخييد هذا الرأي‬ ‫صدور حكم على الةريك وزوجتو‪ ،‬ثم يصفح عن زوجتو يوقف تنفيذ الحكم عليها‬
‫نصا يحرم فيو الةريك من اإلفادة يوقف تنفيذ العقوبة(‪.)2‬‬ ‫قيل أيضا بخن المةرع لم يورد ا‬
‫وتخخذ محكمة النقض المص ارية بالرأي الثاني‪ ،‬إذ قضاات في هذا الصاادد بخنو‪ " :‬إذا صاادر تنازل من‬
‫حتما أن يسا ا ا ااتفيد منو‬
‫الزوج المجني عليو بالنسا ا ا اابة للزوجة‪ ،‬س ا ا ا اواء أكان قيل الحكم النهائي أو بعده وجب ا‬
‫الة ا ا ا اريك‪ ،‬ويجوز التمسا ا ا ااك بو في أية حالة كانت عليها الدعوع‪ ،‬ولو ألول مرة أمام محكمة النقض لتعلقو‬
‫بالنظام العام‪ ،‬وينتج أثره بالنسا ا اابة للدعويين الجنائية والمدنية في خصا ا ااوص جريمة الزنا وهو ما يرمي إليو‬
‫الةارع ينص المادتين الثالثة والعاةرة من قانون اإلجراءات الجنائية(‪.)3‬‬
‫أما بالنسا اابة للقانون الجزائري فقد كان هذا االسا ااتثناء منصا ااوص عليو في التة ا اريع الجزائري بموجب‬
‫نص المادة ‪ 2-340‬من ق ع ج التي تنص على‪ " :‬وان الص ا ا اافح الذي يمنح بعد ص ا ا اادور حكم غير قايل‬
‫للطعن يوقف اثار ذلك الحكم بالنسبة للزوج الذي صدر الصفح لصالحو"(‪.)4‬‬
‫إال أنو وبصا ا اادور القانون رقم ‪ 04-82‬المعدل والمتمم لقانون العقوبات الجزائري ألغت المادة ‪ 4‬منو‬
‫المادة ‪ 340‬المذكورة أعزه(‪ )5‬كما عدلت المادة ‪ 2‬منو نص المادة ‪ 339‬ق ع ج فخصاابحت تنص على‪":‬وال‬
‫تتخذ اإلجراءات إال يناء على ةكوع الزوج المضرور‪ ،‬وأن صفح هذا األخير يضع ا‬
‫(‪. )6‬‬
‫حدا لكل متابعة‬
‫وبالتالي فإن المةا ا ا اارع الجزائري كان ينص على هذا االسا ا ا ااتثناء‪ ،‬إال أنو بعد إلغاء نص المادة ‪340‬‬
‫من ق ع ج وتعديلو لنص المادة ‪ 339‬من ق ع ج على النحو المذكور س ا ا ا ا ا االفا‪ ،‬يكون قد خالف المة ا ا ا ا اارع‬
‫المص ااري إذ ال يخخذ يهذا االس ااتثناء في التةا اريع الس اااري المفعول‪ ،‬ومن ثم ال يمتد النطاق الزمني لص اافح‬
‫الزوج المجني عليو عن الزوج الزاني في جريمة الزنا إلى مرحلة ما بعد صدور الحكم النهائي أي تنفيذه‪.‬‬
‫فيةااترط لصاافح الزوج في التة اريع الجزائري في جريمة الزنا أن يكون الحكم غير نهائي‪ ،‬وهو األمر‬
‫الذي أكدتو المحكمة العليا حينما قضت يا اا " صفح الزوج عن زوجتو قيل صيرورة حكم اإلدانة نهائيا يضع‬

‫(‪ -)1‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫(‪ -)2‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫(‪ -)3‬نقض جنائي مصااري‪ :‬طعن رقم ‪ 1369‬لساانة ‪ 47‬ق‪ ،‬جلسااة ‪ 22‬ماي ‪ ،1978‬الساانة ‪ ،29‬ص ‪ ، 527‬طعن رقم ‪148‬‬
‫لس ا اانة ‪ 41‬ق‪ ،‬جلسا ا اة ‪ 31‬ماي ‪ ،1971‬الس ا اانة ‪ ،22‬ص ‪ ، 427‬طعن رقم ‪ 887‬لس ا اانة ‪ 50‬ق‪ ،‬جلس ا ااة ‪ 13‬نوفمير ‪،1980‬‬
‫السنة ‪ ،31‬ص ‪ ، 995‬طعن رقم ‪ 10445‬لسنة ‪ 64‬ق‪ ،‬جلسة ‪ 9‬مارس ‪ ،2000‬السنة ‪ 50‬و‪ 51‬ق‪ ،‬ص ‪.268‬نقال عن ‪:‬‬
‫إيهاب عيد المطلب سمير صبحي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫(‪ -)4‬المادة ‪ 2-340‬من أمر رقم ‪ ،156-66‬يتضمن قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.737‬‬
‫(‪ -)5‬المادة ‪ 4‬من قانون رقم ‪ ،04-82‬يعدل ويتمم قانون العقوبات الجزائري ‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.337‬‬
‫(‪ -)6‬المادة ‪ 2‬من قانون رقم ‪ ،04-82‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.324‬‬

‫‪119‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫حدا لكل متابعة ضد الزوجة وةريكها "(‪.)1‬‬ ‫ا‬


‫أما بالنسا اابة للقانون الفرنسا ااي فقد سا اايق نظيره الجزائري فيما سا االكو هذا األخير‪ ،‬حيث كان يخخذ هو‬
‫ارخر يهذا االسا ا ا ااتثناء بالنسا ا ا اابة لجريمة زنا الزوجة‪ ،‬حيث مكن الزوج دون الزوجة من الحق في وقف أثر‬
‫الحكم الذي يدينها يجريمة الزنا‪ ،‬بموافقتو على اساا ا ا ا ا ااتعادتها طبقا لنص المادة ‪ 2-337‬من قانون العقوبات‬
‫الفرنسا ا ا ا ا ااي لسا ا ا ا ا اانة ‪ ،)2(1810‬والتي تقايلها المادة ‪ 2 -340‬من ق ع ج الملغاة‪ ،‬والمادة ‪ 274‬من ق ع م‬
‫سارية المفعول إلى يومنا هذا‪.‬‬
‫إال أنو وبصا اادور القانون رقم ‪ 617-75‬المتعلق يإصا اازئ الطزق ألغت المادة ‪ 17‬منو المادة ‪337‬‬
‫القديم(‪ ،)3‬التي كانت تجرم زنا الزوجة‪.‬‬ ‫من ق ع‬
‫وبالتالي فإن المةا ا ا اارع الفرنسا ا ا ااي كان ينص على هذا االسا ا ا ااتثناء ويجرم الزنا ينص المواد ‪ 336‬إلى‬
‫لسا ا اانة ‪،1810‬إال أنو بصا ا اادور القانون رقم ‪ ،617-75‬المذكور أعزه‪،‬ألغى جريمة الزنا‬ ‫‪ 339‬من ق ع‬
‫ومن ثم االس ا ا ا ا ااتثناء المقرر لها‪ ،‬وعليو فز مجال لتطييق هذا االس ا ا ا ا ااتثناء في التةا ا ا ا ا اريع الفرنس ا ا ا ا ااي كنظيره‬
‫الجزائري‪ ،‬مع الفارق أن المةا ا ا اارع الجزائري أبقى على تجريم الزنا مع إلغاء االسا ا ا ااتثناء المقرر للزوج يوقف‬
‫نظم األحوال الة ااخص ااية يين القانونين‪ ،‬على‬ ‫تنفيذ الحكم الص ااادر يإدانة الزوجة‪ ،‬والذي يرجع إلى اختز‬
‫المة ا اارع المص ا ااري الذي يجرم الزنا وأبقى على االس ا ااتثناء الذي أخذه عن المادة ‪ 337‬من ق ع‬ ‫خز‬
‫الملغاة‪.‬‬
‫ب‪-‬أما ثان االسييييتثنا ات فيتعلق بجرائم األموا الت تقع بين األصييييو والفروع واألزواج‪ :‬والذي‬
‫يجااد محزا لتطييقااو في القااانون المصا ا ا ا ا ا ااري‪ ،‬حيااث أوردت المااادة ‪ 312‬من ق ع م حك اماا أجااازت بموجبااو‬
‫للمجني عليو في الس ا ا ارقة يين األصا ا ااول والفروع واألزواج أن يقف تنفيذ الحكم النهائي على الجاني في أي‬
‫وقت ةاء(‪.)4‬‬
‫والمزحظ أن نص المادة ‪ 312‬من ق ع م تضا ا اامن حكمين األول يتعلق باألةا ا ااخاص الذين يسا ا ااري‬
‫عليهم والثاني خاص بالجرائم التي يةملها النص‪:‬‬

‫(‪ -)1‬المحكمة العليا‪ .‬غ‪ .‬ج‪ .‬م‪ ،‬صا ا ا ا ا ا ااادر يتاريخ ‪ 27‬نوفمير ‪ 1984‬في الملف رقم ‪ ،29093‬المجلة القضا ا ا ا ا ا ااائية‪ ،‬ع ‪ ،1‬س‬
‫‪ ،1990‬ص ‪ ،295‬نقال عن‪ :‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.71-70 .‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪- " le mari restera le maître d'arrêter l'effet de cette condamnation, en consentante à reprendre sa femme", l'article‬‬
‫‪337-2, codifié par loi 1810-02-17, promulguée le 27 fésuer1810, portant code pénale de l'empire français.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪- " les articles 324 , alinéa 2, et 336-339 du code pénale sont abrogés ", Article 17 du loi n° 75-617 du 11 juillet‬‬
‫‪1975, portant réforme du divorce (1), op-cit , p 7177.‬‬
‫(‪ -)4‬من التةريعات التي نصت أيضا على هذا االستثناء نجد‪:‬‬
‫‪-‬قانون العقوبات العراقي ينصو في المادة ‪ 463‬منو على‪ " :‬ويوقف تنفيذ الحكم إذا حصل التنازل بعد صدور الحكم "‪.‬‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ 16‬لسنة ‪ 1960‬يإصدار قانون الجزاء الكويتي في المادة ‪ 241‬منو‪ " :‬ال تقام الدعوع الجزائية على من ارتكب‬
‫ار يزوجو أو زوجتو أو أصولو أو فروعو‪ ،‬إال يناء على طلب المجني عليو‪ ،‬الذي‬‫نصبا أو خيانة أمانة‪ ،‬ا ضراا‬
‫از أو ا‬
‫سرقة ايتزاا‬
‫لو أن يوقف إجراءات الدعوع في أي مرحلة كانت عليها‪ ،‬وأن يقف تنفيذ الحكم النهائي على الجاني في أي وقت"‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫‪ -1‬من حيث األشييييخاص‪ :‬السا ا ارقات التي تقع يين األص ا ااول وان علوا‪ ،‬والفروع وان نزلوا‪ ،‬ولذلك ال‬
‫يس ا ا ااري النص على غيرهم‪ ،‬فمثز ال يس ا ا ااري على السا ا ا ارقات التي تقع يين األخوة واألخوات أو األخوال أو‬
‫األعمام أو الخاالت أو العمات‪ ،‬حتى ولو كانوا مقيمين مع المجني عليو‪ ،‬وهو وض ا ا ا ا ا ااع مما ال ة ا ا ا ا ا ااك فيو‬
‫منتقد‪ ،‬يل ال يس ااري إذا كانت السا ارقة واقعة على منقوالت مملوكة إلين زوجة المتهم أو لزوجة األب‪ ،‬ومن‬
‫مختار بالنسبة ألموال القاصر المةمول بالوصاية(‪.)1‬‬ ‫اا‬ ‫وصيا‬
‫ا‬ ‫باب أولى إذا كان السارق‬

‫والس ا ا ا ارقات التي تقع يين األزواج‪ ،‬ومن ثم ينبغي أن تكون رابطة الزوجية قائمة فعزا أو ا‬
‫حكما‪ -‬كما‬
‫هو الحال في حالة الطزق الرجعي‪ -‬عند وقوع السا ا ارقة‪ ،‬أما إذا تمت السا ا ارقة قيل توافر الزوجية أو بعدها‬
‫فز محل إلعمال هذا االستثناء‪ ،‬وال يجوز التنازل في هذه الحالة(‪.)2‬‬
‫ص ا ا اا للزوج أو اإلين أو األب‪ ،‬أما إذا كان يةا ا ااترك في‬ ‫ويةا ا ااترط أن يكون المال المس ا ا اروق ا‬
‫ملكا خال ا‬
‫ملكيتو غير هؤالء‪ ،‬فز محل لتطييق هذا االستثناء‪ ،‬لتعلق حق غيره بالمال(‪ ،)3‬و ال تسري المادة ‪ 312‬من‬
‫ق ع م أيضاا ا ااا لو كان للغير حقوق عينية على الةا ا ا اايء المختلس بمعنى أنها تسا ا ا ااري في غير صا ا ا ااورتي‬
‫اختزس األةياء المحجوز عليها أو األةياء المرهونة سواء كان لدع الفاعل علم يذلك أم ال(‪.)4‬‬
‫وترجع علة تخويل المجني عليو الحق في وقف تنفيذ الحكم النهائي في أي وقت ةا ا اااء على الجاني‬
‫في هذه الحالة‪ ،‬إلى رغبة المةرع في الحفاظ على كيان األسرة(‪ ،)5‬والروابا العائلية التي تربا يين المجني‬
‫عليو والجاني في هذه الجريمة(‪ ،)6‬على نحو ال يتحقق بالقوة والدرجة نفسا ا اايهما على غيرهم كعزقة المجني‬
‫عليو بخخيو أو بعمو مثز(‪.)7‬‬
‫واإلةااكال الذي يطرئ في هذا الصاادد‪ ،‬هو في حالة تعدد الجناة في جريمة السارقة وكان أحدهم فقا‬
‫أثر‬
‫هو الذي يحمل صفة األصل أو الفرع أو الزوج‪ ،‬فهل ينتج التنازل بالنسبة للجاني الذي لو هذه الصفة اا‬
‫بالنسا اابة لباقي المتهمين ممن ال يحملون هذه الصا اافة‪ ،‬كما لو سا اااهم مع اإلين في س ا ارقة أييو ةا ااخص من‬
‫الغير أم ال‬
‫يقتصا اار أثر التنازل بعد صا اادور حكم نهائي يوقف تنفيذ الحكم على من قرر لو دون غيره‪ ،‬وبالتالي‬

‫(‪ -)1‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫(‪ -)2‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.483‬‬
‫(‪ -)3‬عزت مصطفى الدسوقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.300‬‬
‫(‪ -)4‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.165‬‬
‫(‪ -)5‬محكمة النقض المصرية‪ ،‬طعن رقم ‪ 68565‬لسنة ‪ 86‬قضائية‪ ،‬الدوائر الجنائية‪ ،‬جلسة ‪ 6‬ماي ‪.2017‬‬
‫(‪ -)6‬طعن رقم ‪ 2091‬لس اانة ‪ 53‬قض ااائية‪ ،‬الدوائر الجنائية‪ ،‬جلس ااة ‪ 21‬ديس اامير ‪ ،1983‬مكتب فني (س اانة ‪ ،34‬قاعدة ‪،214‬‬
‫ص‪.)1070‬‬
‫(‪ -)7‬حمدي رجب عطية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.163‬‬

‫‪121‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫فإن التنازل ال ينتج أثره بالنس ا ا ا ا ا اابة للغير ويقتص ا ا ا ا ا اار على اإلين فقا(‪ ،)1‬وهو ما ذهيت إليو محكمة النقض‬
‫المصرية باعتبارها أن التنازل بموجب نص المادة ‪ 312‬من ق ع م ذو أثر ةخصي يقتصر على ةخص‬
‫الجاني الذي قصد بو وقصر عليو العتبارات ةخصية وأواصر عائلية تربا المجني عليو والمتهم وال يمتد‬
‫إلى سواه من المتهمين(‪.)2‬‬
‫ويسا ااري حكم المادة ‪ 312‬من ق ع م يوقف تنفيذ الحكم س ا اواء كان الحكم الصا ااادر متضا ا ا‬
‫امنا الحكم‬
‫بعقوبة أو تديير احترازي طبقا لنص المادة المذكورة‪ ،‬حيث ورد فيها عبارة الحكم النهائي‪ ،‬وهي تةا ا ا اامل أي‬
‫تديير(‪.)3‬‬
‫حكم سواء كان عقوبة أو اا‬
‫‪ -2‬من حيث الجرائم‪ :‬الجرائم التي ةا ا ااملها ص ا ا اريح نص المادة ‪ 312‬من ق ع م هي جريمة واحدة‬
‫حصر‬
‫اا‬ ‫دون سواها وهي جريمة السرقة‪ ،‬وعليو فنطاق نص المادة ‪ 312‬من ق ع م من حيث الجرائم يتحدد‬
‫قانونا بخنو سارقة ساواء كانت بساايطة‪ ،‬أم اقترنت يها ظرو مةااددة فخصاابحت جناية‪ ،‬وهو‬
‫بكل ما يوصااف ا‬
‫ينطيق على الجريمة التامة ومن باب أولى على الةاروع‪ ،‬وفي السارقات ذات الظر المةادد‪ ،‬إذا كون هذا‬
‫الظر يذاتو اسا ا ااتقزالا عن جريمة الس ا ا ارقة جريمة أخرع‪ ،‬فإن هذه الجريمة تخرج عن نطاق المادة س ا ا االفة‬
‫الذكر إذ النص لم يةملها فهي ليست سرقة(‪.)4‬‬
‫ولكن هل يجوز قياس بعض الجرائم على جريمة السرقة‬
‫وهو اإلةكال الذي طرئ في الفقو المصري‪ ،‬وانقسم هذا األخير في ذلك إلى مذهيين‪ :‬األو ‪ :‬ويمثل‬
‫الجرئم التي‬
‫الجانب األكير ذهب إلى أن هذا النص غير مقصور على جريمة السرقة‪ ،‬يل يمتد إلى سائر ا‬
‫ترمي مباةرة إلى اإلعتداء على المال‪ ،‬وعلى األخص النصب وخيانة األمانة‪ ،‬ألنها تتوافر على ذات العلة‬
‫التي من أجلها قرر المة ا ا ا اارع هذا القيد في جريمة السا ا ا ا ارقة‪ ،‬فيما ذهب الرأي الثان من الفقو إلى أن نص‬
‫المادة ‪ 312‬من ق ع م هو نص استثنائي ال يجوز التوسع فيو‪ ،‬وبالتالي ال يصح قياسو على غير جريمة‬
‫السارقة من جرائم األموال‪ ،‬ألن التوساع في تطييق النص يتجاوز بكثير ما تحملو قواعد التفساير في القانون‬
‫الجنائي‪ ،‬مادامت عبارتو صريحة في أنو نص استثنائي(‪.)5‬‬
‫والمزحظ أن محكمة النقض المص ا ا ا ا ا ا ارية تذهب إلى ما ذهب إليو الرأي األول‪ ،‬حيث مد القضا ا ا ا ا ا اااء‬
‫التي ترتكب يين‬ ‫المص ا ااري تطييق قيد الة ا ااكوع بطريق القياس إلى جرائم النص ا ااب وخيانة األمانة واإلتز‬
‫األصا ا ا ا ا ا ااول والفروع أو يين األزواج والزوجااات‪ ،‬وذلااك التحاااد العلااة يينهمااا على الرغم من عاادم ورود نص‬

‫(‪ -)1‬أحمد السيد عيد الرزاق بطور‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ص ‪.18-17‬‬
‫(‪ -)2‬طعن رقم ‪ 760‬لسنة ‪ 26‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 8‬أكتوبر ‪ ،1956‬مكتب فني ‪ 7‬ق ‪ ،273‬ص ‪.1001‬‬
‫(‪ -)3‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.381‬‬
‫(‪ -)4‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.484-483‬‬
‫(‪ -)5‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.98-97‬‬

‫‪122‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫يجعل القيد مطباقا فيها‪ ،‬وذلك مراعاة لزعتبارات األس ا ا ا ا ا ا ارية واعتبارات المنطق القانونية التي تجعل جريمة‬
‫الس ا ارقة متوقفة على ةا ااكوع وفقا لنص المادة ‪ 312‬من ق ع م‪ ،‬يينما جريمة النصا ااب أو خيانة األمانة أو‬
‫ال يجوز فيها ذلك‪ ،‬على الرغم من أن هذه الجرائم األخيرة أقل جسا ا ا ا ا ا ااامة من السا ا ا ا ا ا اارقة‪ ،‬فمد قيد‬ ‫اإلتز‬
‫الةكوع ليةملها(‪.)1‬‬
‫أما بالنس اابة للقانون الجزائري‪ ،‬فإنو وبالنس اابة لجرائم األموال التي تقع يين األص ااول والفروع واألزواج‬
‫فنميز يين حالتين‪:‬‬
‫‪ -1‬الحالة األول ‪ :‬وتتعلق يجرائم األموال وهي الس ا ا ا ارقات وخيانة األمانة والنصا ا ا ااب واخفاء أةا ا ا ااياء‬
‫مختلسا ا ااة أو ميددة أو متحصا ا االة من جناية أو جنحة‪ ،‬فإن القانون الجزائري ال يعاقب عليها أص ا ا ازا(‪ ،)2‬إذا‬
‫ار بخص ا ااولهم‪ ،‬طبقا لنصا ا اوص‬
‫ار بخوالدهم أو غيرهم من الفروع أو الفروع إضا ا اراا‬
‫وقعت يين األص ا ااول إضا ا اراا‬
‫المواد‪ 389 ،377 ،373 ،368 :‬من ق ع ج المعدل بالقانون رقم ‪.)3(19-15‬‬
‫‪ -2‬الحيياليية الثييانييية‪ :‬تتعلق بااالجرائم المااذكورة أعزه والتي تقع يين األزواج واألقااارب والحواةا ا ا ا ا ا ااي‬
‫يناءا على ةااكوع من‬
‫واألصااهار لغاية الدرجة الرابعة فز يجوز اتخاذ إجراءات المتابعة الجزائية بةااخنها إال ا‬
‫حدا لهذه اإلجراءات‪ ،‬ومن ثم ال يجوز للمجني‬‫الة ااخص المض اارور‪ ،‬وتنازل هذا األخير عن ة ااكواه يض ااع ا‬
‫عليو التنازل عن ةا ا ااكواه بعد صا ا اادور حكم نهائي‪ ،‬ألنو قصا ا اار التنازل على مرحلة إجراءات المتابعة والتي‬
‫تنتهي بصدور حكم نهائي‪.‬‬
‫وعليو فز مجال إلعمال هذا االستثناء في القانون الجزائري‪ ،‬وان كان هذا األخير قد وسع من جرائم‬
‫األموال التي تقيد بة ا ااكوع الة ا ااخص المض ا اارور في الوقت الذي أعفى من العقاب مرتكيي الجرائم المذكورة‬

‫(‪ -)1‬نقض ‪ 21‬ديسا اامير ‪ ،1983‬مجموعة أحكام النقض‪ ،‬س ‪ 34‬رقم ‪ ،214‬ص ‪ ،1070‬نقالً عن‪ :‬أحمد السا اايد عيد الرزاق‬
‫بطور‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -‬طعن رقم ‪ 3300‬لسنة ‪ 57‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 11‬ماي ‪ ،1989‬أحكام النقض‪ ،‬المكتب الفني‪ ،‬جنائي‪ ،‬السنة ‪ ،40‬ص ‪.574‬‬
‫(‪ -)2‬من التة ا ا ا اريعات التي ال تعاقب على بعض الجرائم الواقعة يين األصا ا ا ااول والفروع نجد القانون األردني إذ ينص على‪" :‬‬
‫ار بالمجني عليو يين األصا ا ا ا ااول والفروع أو الزوجين غير المفترقين‬
‫يعفى من العقاب مرتكيو بعض الجرائم إذا وقعت اض ا ا ا ا اراا‬
‫قانونا‪ ،‬أو يين األربة والربيبات من جهة‪ ،‬وبين األب واألم من جهة ثانية "‪ ،‬المادة ‪ 1-425‬من قانون رقم ‪ 16‬لس اانة ‪،1960‬‬ ‫ا‬
‫والمتض ا ا اامن قانون العقوبات األردني‪ ،‬المعدلة بالمادة ‪ 90‬من قانون رقم ‪ 8‬لس ا ا اانة ‪ ،2011‬الص ا ا ااادر في ‪ 29‬مارس ‪،2011‬‬
‫معدل لقانون العقوبات األردني‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.1791‬‬
‫كما ينص المةرع التونسي في الفصل ‪ 266‬من المجلة الجزائية التونسية على‪ " :‬ال تعد من السرقة االختزسات الواقعة من‬
‫الوالدين وان علو ألمتعة أينائهم إال إذا كان المسروق بعضو ملكا للغير أو معقوالا‪ ،‬وال تنسحب أحكام هذا الفصل على غير‬
‫األصول‪ ،‬فاعلين أو مةاركين"‪.‬‬
‫(‪ -)3‬ق ااانون رقم ‪ ،19-15‬مؤرخ في ‪ 30‬ديسا ا ا ا ا ا اامير ‪ ،2015‬يع اادل ويتمم األمر رقم ‪ 156-66‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪1966‬‬
‫والمتضمن قانون العقوبات‪ ،‬ج ر ج العدد ‪-71‬السنة ‪ ،-52‬صادرة في ‪ 30‬ديسمير ‪ ،2015‬ص ص ‪.5-3‬‬

‫‪123‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫أعزه والتي تقع يين األصول والفروع(‪.)1‬‬


‫أما بالنساابة للقانون الفرنسااي‪ ،‬فإنو وبالنساابة لجرائم األموال التي تقع يين األصااول والفروع واألزواج‪،‬‬
‫المعدلة ينص المادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪-936‬‬ ‫فإنو هو ارخر ينص في المادة ‪ 12-311‬من ق ع‬
‫‪ 2020‬المؤرخ في ‪ 30‬جويلية ‪ 2020‬المتعلق بحماية ض ا ا ا ا ا ااحايا العنف يين الزوجين(‪ ،)2‬على أنو ال يجوز‬
‫ار بخصااولو أو فروعو‪ ،‬بمعنى أن‬
‫اتخاذ إجراءات المتابعة الجزائية بةااخن السارقة المرتكبة من الةااخص اضاراا‬
‫السا ا ارقة التي يرتكيها أحد الوالدين على اينو ال يمكن أن تؤدي إلى المتابعة الجزائية‪ ،‬وبالمثل فإن السا ا ارقة‬
‫التي يرتكيها االين ضا ا ا ا ا ا ااد والديو ال يمكن أن تؤدي إلى متابعة جزائية‪ ،‬هذا وال ينبغي فهم المصا ا ا ا ا ا ااطلحين‬
‫أص ا ااول ‪ ascendant‬وفروع ‪descendant‬على أنهما ية ا اايران إلى العزقة يين الة ا ااخص واينو فقا‪ ،‬أو االين‬
‫ووالده فقا‪ ،‬يل وبالنظر لورود المص ا ا ااطلحين مطلقين‪ ،‬فالمقص ا ا ااود منهما األص ا ا ااول وان علو‪ ،‬والفروع وان‬
‫كما لو أنو سا اارق‬ ‫نزلوا‪ ،‬فالجد الذي يسا اارق حفيده يسا ااري عليو أيضا ااا نص المادة ‪ 12 -311‬من ق ع‬
‫اينو‪.‬‬
‫على أنو ال يجوز اتخاذ إجراءات المتابعة الجزائية بة ا ا ا ا ااخن‬ ‫كما تنص المادة ‪ 12-311‬من ق ع‬
‫ار بارخر‪ ،‬باسااتثناء حالة وجود الزوجين في حالة انفصااال جساادي‬
‫الس ارقة التي يرتكيها أحد الزوجين إض اراا‬
‫أو مخولين باإلقامة بةكل منفصل‪ ،‬أي في حالة كون الزوجين بصدد إجراءات الطزق بمعنى أن المةرع‬
‫الفرنسااي يتطلب لزسااتفادة مما أسااماه الحصااانة العائلية‪ ،‬وهي حصااانة إجرائية تتعلق بالدعوع العمومية وال‬
‫مانعا من موانع العقاب(‪ ،)3‬قيام الرابطة الزوجية فعزا‪.‬‬
‫سيبا لإلباحة أو ا‬
‫تعد ا‬
‫ويرجع التقرير الذي اعتمدتو الجمعية الوطنية لمجلس الةا اايوخ الفرنسا ااي والذي أعدتو اللجنة القانونية‬
‫‪ ،‬أن العلة من وراء‬ ‫بةا ا ا ااخن مةا ا ا ااروع القانون رقم ‪ 2020-936‬المعدل لنص المادة ‪ 12-311‬من ق ع‬
‫تقرير هذا االسا ااتثناء إلى ميدأ حصا ااانة األس ا ارة الموجود في القانون الجنائي ‪Il existe en droit pénal un‬‬
‫‪ ،principe d'immunité familiale‬والذي بموجبو يمنع متابعة مرتكيي جرائم معينة عندما يكون المتس ا ا اايب‬

‫(‪ -)1‬المةا ا ا اارع الجزائري كان قيل صا ا ا اادور القانون رقم ‪ 19-15‬المعدل والمتمم لقانون العقوبات‪ ،‬ال يعاقب أيضا ا ا ااا على جرائم‬
‫ار بالزوج ارخر طبقا لنص المادة ‪ 368‬من أمر رقم ‪،156-66‬‬
‫األموال المذكورة أعزه والتي ترتكب من أحد الزوجين أض ا ا اراا‬
‫مؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ ،1966‬والمتضمن قانون العقوبات‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.740‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪- " Ne peut donner lieu à des poursuites pénales le vol commis par une personne:‬‬
‫‪1-Au préjudice de son ascendant ou de son descendant.‬‬
‫‪2-Au préjudice de son conjoint, sauf lorsque les époux sont séparés de corps ou autorisés à résider séparément le‬‬
‫‪présent article n'est pas applicable:‬‬
‫‪a-lorsque le vol porte sur des objets ou des documents d'identité relatifs au titre de séjour ou de résidence d'un‬‬
‫; ‪étranger, ou des moyens de paiement ou de télécommunication‬‬
‫‪b-lorsque l'auteur des faits est le tuteur, le curateur, le mandataire spécial désigné dans le cadre d'une sauvegarde‬‬
‫‪de justice, la personne habilitée dans le cadre d'une habilitation familiale ou le mandataire exécutant un mandat de‬‬
‫‪protection future de la victime", L'article 311-12, CPF Modifié par loi n°2020-936 du 30 juillet 2020-art. 10, visant‬‬
‫‪à protéger les victimes de violences conjugales (1), JORF n° 0187 du 31 juillet 2020.‬‬
‫(‪ -)3‬عيد الحليم فؤاد الفقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.163‬‬

‫‪124‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫في الض ا اارر أحد أفراد األسا ا ارة‪ ،‬والتي تيرر بفكرة أن األموال التي تم االس ا ااتيزء عليها ال تخص الغير يل‬
‫األسرة‪ ،‬أو بالرغبة في الحفاظ على سزم وسكينة العائزت وترابا أفرادها من خزل تجنب اإلعزن ونةر‬
‫هذه األمور(‪.)1‬‬
‫لم يرد مطلاقا يل تض اامن اس ااتثنائين‪ :‬األول يتعلق بطييعة‬ ‫إال أن نص المادة ‪ 12-311‬من ق ع‬
‫األةياء المسروقة والثاني بصفة مرتكب السرقة‪:‬‬
‫أ‪-‬بالنسييبة لالسييتثنا األو ‪ :‬عندما تتعلق الس ارقة بخةااياء أو وثائق ضاارورية للحياة اليومية للمجني‬
‫عليو‪ ،‬مثل وثائق الهوية المتعلقة يتصاريح إقامة ألجنيي أو وسااائل الدفع ساواء التقليدية أو اإللكترونية مثل‬
‫الة اايكات أو بطاقات االئتمان‪ ،‬أو االتص اااالت كسا ارقة زوج الهاتف النقال لزوجتو ومن ثم س اايكون عرض ااة‬
‫يا ا ا اا‪:‬‬ ‫للمتابعة الجزائية يجريمة السرقة‪ ،‬الفعل المنصوص والمعاقب عليو ينص المادة ‪ 3-311‬من ق ع‬
‫ثزث سنوات حبس وبغرامة قدرها ‪ 45000‬يورو(‪.)2‬‬
‫جادير باالاذكر أناو بموجاب القاانون رقم ‪ 2020-936‬الماذكور أعزه المعادل لنص الماادة ‪12-311‬‬
‫‪ ،‬قد تم إضا ا ا ا ا ااافة عبارة‪ " ou de télécommunication " :‬لنص هذه المادة‪ ،‬ذلك أن وسا ا ا ا ا ااائل‬ ‫من ق ع‬
‫االتصال الحديثة أضحت عوامل ال غنى عنها للحياة اليومية‪ ،‬كما أنها تعد بمثابة وعاء للييانات الةخصية‬
‫من صااور ومقاطع فيديو ورسااائل وما إلى ذلك‪ ،‬والتي قد يةااكل اسااتزء الزوج عليها وساايلة ضااغا‪ ،‬فض ازا‬
‫عن اختراق لخصوصية الزوج ارخر(‪.)3‬‬
‫ب‪-‬بالنسييبة لالسييتثنا الثان ‪ :‬عندما يكون الجاني هو الوص ااي أو القيم أو الممثل الخاص المعين‬
‫في إطار الحماية من طر العدالة‪ ،‬أو الة ا ااخص المرخص لو في إطار تفويض أس ا ااري‪ ،‬أو الوكيل المنفذ‬
‫وكالة لحماية مستقيلية للضحية‪.‬‬
‫إليه ااا‪ ،‬جريم ااة االيتزاز‬ ‫ومن جرائم األموال التي يمت ااد تطييق نص الم ااادة ‪ 12-311‬من ق ع‬
‫‪ ،)5(Chantage ،)4(L'extorsion‬النصب ‪ ،)6(L'escroquerie‬وخيانة األمانة ‪.)7(de l'abus de confiance‬‬
‫ويتجلى مما سا ا اايق أن المةا ا اارع الفرنسا ا ااي وفيما يتعلق يجرائم األموال المذكورة أعزه‪ ،‬والتي يرتكيها‬
‫الجاني الذي تربطو بالمجني عليو صا ا ا ا ا ا االة القرابة المذكورة أو الزوجية‪ ،‬يفرق يين قاعدة عامة مؤداها عدم‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- Marie MERCIER, Rapport n° 482 fait au nom de la commission des loi du sénat (session ordinaire de 2019-‬‬
‫‪2020 assemblée nationale (15 ème législ): 2478-2557) , sur la proposition de loi n° 2020-939, adoptée par‬‬
‫‪l'Assemblée nationale apprès engagement de la procédure accélérée , Visant à protéger les victimes de violences‬‬
‫‪conjugales, Enregistré à la présidence du sénat le 3 juin 2020, p 38.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪- l'article 311-3, CPF, Modifié par Ordonnance n° 2000-916 du 19 septembre 2000-art. 3, portant adaptation de‬‬
‫‪valeur en euros de certains montants exprimés en France dans les textes législatifs, op-cit.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪- Marie MERCIER, op-cit, p 39.‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ -)4‬المواد من ‪ 1-312‬إلى ‪ 9-312‬من ق ع‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ -)5‬المواد من ‪ 10-312‬إلى ‪ 12-312‬من ق ع‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ -)6‬المواد من ‪ 1-313‬إلى ‪ 3-313‬من ق ع‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ -)7‬المواد من ‪ 1-314‬إلى ‪ 4-314‬من ق ع‬

‫‪125‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫جواز متابعة الفاعل في هذه الحالة‪ ،‬واس ا ااتثناءين حس ا ااب ما تقدم ييانو‪ ،‬يتعلق األول بطييعة األة ا ااياء محل‬
‫الجريمة والثاني بص ا ا ا ا اافة مرتكيها‪ ،‬وفيما يتعلق يهذين االس ا ا ا ا ااتثناءين يجوز تحريك الدعوع العمومية ض ا ا ا ا ااد‬
‫الفاعل‪ ،‬دون نص على قيد الة ا ا ااكوع بة ا ا ااخنهما‪ ،‬ومن ثم ال مجال لتطييق االس ا ا ااتثناء المتعلق يجواز تنازل‬
‫المجني عليو عن الةكوع في التةريع الفرنسي بالنسبة لجرائم األموال يين األصول والفروع واألزواج‪ ،‬سواء‬
‫قيل صدور حكم نهائي أو بعده‪.‬‬
‫مما سا اايق يتيين أن التة ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ااة تتفق في حصا اارها الوقت الذي يجوز للمجني‬
‫عليو فيو أن يتنازل عن ة ا ا ااكواه في الفترة الممتدة من تقديم الة ا ا ااكوع إلى حين ص ا ا اادور حكم نهائي سا ا ا اواء‬
‫بالنص على ذلك ص اراحة‪ ،‬كما هو وارد ينص المادة ‪ 10‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م أو يإعمال القواعد العامة في قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية بالنسبة للقانون الجزائري ونظيره الفرنسي‪.‬‬
‫مع انفراد التةريع المصري دون نظيريو الجزائري والفرنسي يتقرير استثناء على هذه القاعدة العامة‪،‬‬
‫بما أورده ينص المادتين ‪ 274‬و‪ 312‬من ق ع م والمتعلقين يجريمتي الزنا والسا ا ارقة يين األص ا ااول والفروع‬
‫واألزواج إذ أجاز للمجني عليو أن يتنازل عن ةااكواه بعد صاادور حكم نهائي في الدعوع العمومية‪ ،‬ورتب‬
‫على ذلك وقف تنفيذ هذا الحكم‪.‬‬
‫وعموما فموقف التةا اريعات المقارنة محل الد ارس ااة جدير بالتخييد‪ ،‬إذ أعطت للمجني عليو متس ااع من‬
‫ا‬
‫الوقت يمكنو وفقا لتغير الظرو من مراجعة ق ارره يتقديم الة ااكوع بعدولو عنها‪ ،‬إال أنو يؤخذ على المة اارع‬
‫المصري– حسب رأي الباحث‪ -‬أنو بالغ في استثناء جريمتي الزنا والسرقة يين األصول والفروع والزوجين‪،‬‬
‫بمد وقت التنازل إلى ما بعد ص ا ا اادور الحكم البات‪ ،‬وفي ذلك مس ا ا اااس بحجية األحكام القض ا ا ااائية باعتبارها‬
‫ا‬
‫عنوان الحقيقة‪ ،‬السيما إذا علمنا أن جانب من الفقو‪-‬نؤيده‪ -‬ذهب إلى أن األمر في هاتين الحالتين ال يعد‬
‫إلى إزالة اثارها‪ ،‬وبصا ا ا ا ا ا اادور الحكم البات تكون‬ ‫في حقيقتو تنازالا عن الةا ا ا ا ا ا ااكوع‪ ،‬ألن التنازل عنها يهد‬
‫الةااكوع قد اسااتنفذت غرضااها‪ ،‬وهو مباةارة الدعوع ضااد الجاني والحكم عليو بالعقوبة المقررة‪ ،‬فز يتصااور‬
‫التنازل عنها بعد ذلك‪ ،‬وعبارة القانون في ذلك واضااحة في أن ما يصاادر عن المجني عليو ليس تنازالا عن‬
‫الةا ا ا ااكوع‪ ،‬يل هو وقف تنفيذ العقوبة‪ ،‬وهو ليس وقف للتنفيذ بمعناه االصا ا ا ااطزحي‪ ،‬وانما هو ض ا ا ا ارب من‬
‫ضاروب " العفو الخاص"(‪ ،)1‬ناطو المةارع بالمجني عليو للحفاظ على األواصار العائلية وكيان األسارة‪ ،‬فقد‬
‫يكون لتنفيذ العقوبة ما يؤثر على االرتباط يين أفرادها(‪.)2‬‬

‫(‪ -)1‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ، 149‬عوض محمد عوض‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫عيي ااد‪،‬المرجع الس ا ا ا ا ا ا ا ااايق‪،‬ص‪،83‬عي ااد السا ا ا ا ا ا اازم مقل ااد‪،‬المرجع الس ا ا ا ا ا ا ا ااايق‪،‬ص ‪،38‬محم ااد حنفي محمود‪،‬المرجع‬ ‫(‪-)2‬رءو‬
‫السايق‪،‬ص‪.111‬‬

‫‪126‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ثانيا‪ :‬شكل التناز عن الشكوى‬


‫معينا يجب أن يتم بموجبو التنازل عن الةكوع(‪ ،)1‬إال أن األصل أن‬ ‫لم تتطلب غاليية القوانين ةكزا ا‬
‫الة ا ا ااكل المتطلب في س ا ا ااحب الة ا ا ااكوع أو التنازل عنها هو ذاتو الة ا ا ااكل المتطلب في تقديمها‪ ،‬ولما كانت‬
‫معينا إلفراغ المجني عليو إرادتو في تحريك‬
‫قالبا ا‬
‫التةا اريعات المقارنة محل الد ارس ااة لم تة ااترط في األس اااس ا‬
‫الدعوع العمومي‪ ،‬فإن األمر ذاتو ينطيق على سحيها(‪.)2‬‬
‫طا لتقديم التنازل عن الةااكوع‪ ،‬فالقانون لم يحدد ةااكزا ا‬
‫معينا للةااكوع(‪،)3‬‬ ‫وبالتالي فز يعد الةااكل ةاار ا‬
‫وعلى ذلك يجوز تقديمو كتابة أو ةا ا ا ا ا ا اافاهة(‪ ،)4‬وليس من الززم أن يخخذ نفس الةا ا ا ا ا ا ااكل الذي قدمت بو‬
‫الة ا ااكوع(‪ ،)5‬فإن قدمت الة ا ااكوع كتابة يمكن أن يتم التنازل عنها ة ا اافاهة والعكس ممكن وص ا ااحيح(‪ ،)6‬وقد‬
‫ضمنا من تصرفات معينة للمجني عليو(‪.)7‬‬ ‫ا‬ ‫يصدر بعبارة صريحة أو يستفاد‬
‫وهذا هو الحكم الذي سا ا ااار عليو المةا ا اارع المصا ا ااري والذي أقرتو محكمة النقض المص ا ا ارية في أحد‬
‫أحكامها‪ ":‬لم يرسم الةارع في المادة (‪ )10‬من قانون اإلجراءات الجنائية طريقة للتنازل فيستوع أن يقر بو‬
‫امنيا ينم عنو تصا اار يصا اادر من صا اااحب‬ ‫الةا اااكي كتابة أو ةا اافاهة كما يسا ااتوي أن يكون ص ا ار ا‬
‫يحا أو ضا ا ا‬
‫الةكوع ويفيد في غير ةيهة أنو أعرض عن ةكواه "(‪.)8‬‬

‫وهو ذات الحكم الذي أخذ بو المة اارع الفرنس ااي باعتبار أن القانون لم يجعل للتنازل ة ااكزا خا ا‬
‫صا اا‪،‬‬
‫ولذلك فهو كالةااكوع‪ ،‬وهذه األخيرة في التةاريع الفرنسااي ال تخضااع ألي ةااكلية ‪La plainte préalable de‬‬
‫‪.)9(la victime n'est soumise à aucun formalisme‬‬

‫(‪ -)1‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.324‬‬


‫(‪ -)2‬عائةا ا ااة موسا ا ااى‪ ،‬مركز الضا ا ااحية في الدعوع العمومية‪ ،‬أطروحة دكتوراه الطور الثالث في القانون الجنائي‪ ،‬جامعة ‪20‬‬
‫أوت ‪-1955‬سكيكدة‪ ،-‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،2018 ،‬ص ص ‪.91-90‬‬
‫(‪-)3‬وردة ين يو عيد أ ‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.105‬‬
‫(‪ -)4‬حسني محمد السيد الجدع‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.301‬‬
‫(‪ -)5‬عوض محمد عوض‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫(‪ -)6‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارسا ا ا ااة تخصا ا ا اايلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪.257‬‬
‫(‪ -)7‬امال عيد الرحيم عثمان‪ ،‬ةرئ قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫(‪ -)8‬نقض جلسا ااة ‪ 21‬ديسا اامير ‪ ،1954‬أحكام النقض‪ ،‬س ‪ ،5‬ص ‪ ، 337‬نقالً عن‪ :‬مصا ااطفى مجدي هرجة‪ ،‬التعليق على‬
‫قانون اإلجراءات الجنائية المعدل بالقوانين‪ 145 :‬لسا اانة ‪ 2006‬و‪ 74‬لسا اانة ‪ 2007‬و‪ 153‬لسا اانة ‪ ،2007‬المجلد األول‪ :‬من‬
‫المادة (‪ )1‬إلى المادة (‪ ،)109‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪Crim. 3.‬‬ ‫(‪ -)9‬ومع ذلك اليد أن تتضا ا ا اامن التعيير الواضا ا ا ااح وغير الملتبس عن رغبة الةا ا ا اااكي في تحريك الدعوع العمومية‬
‫‪ ،Nov. 1982. B. n° 237‬وباإلضافة إلى ذلك يجب أن تكون مؤرخة ‪،)Crim. 4. févr. 1991. B. n° 56( elle doit être datée‬‬
‫نقزا عن‪:‬‬

‫‪127‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫جدير بالذكر أن قانون تحقيق الجنايات الفرنسااي الملغي كان يةااترط أن تكون الةااكوع مكتوبة ومن‬
‫مكتوبا‪ ،‬إال أن محكمة النقض الفرنس ا ا ا ااية اعتيرت أن النص الذي ينظم هذه‬
‫ا‬ ‫ثم التنازل عنها يجب أن يكون‬
‫المس ااخلة نص تنظيمي ال يترتب على مخالفتو بطزن‪ ،‬وفي ظل قانون اإلجراءات الجزائية الفرنس ااي الحالي‬
‫يذهب الفقو الفرنسا ا ااي إلى عدم اةا ا ااتراط ةا ا ااكل معين في الةا ا ااكوع أو التنازل عنها‪ ،‬أما بالنسا ا اابة للمةا ا اارع‬
‫الجزائري وكما تقدم قولو‪ ،‬لم ينص على قواعد س ا ا ااحب الة ا ا ااكوع‪ ،‬مما يجعلنا نقر يجوازها كتابة أو ة ا ا اافاهة‬
‫إعماالا لقاعدة ال تقييد إال ينص‪ ،‬وهو األمر الذي يؤيده بعض الفقو في الجزائر(‪ ،)1‬أما من الجانب العملي‬

‫فإن سحب الةكوع يتم ا‬


‫كتاييا واذا تم ةفاهة فإنو يضمن في المحضر ويوقع عليو المجني عليو إذا تم أمام‬
‫ضابا الةرطة القضائية أو النيابة العامة أو قاضي التحقيق‪ ،‬أما إذا تم أمام جهات الحكم فإنو يسجل في‬
‫ةكل إةهاد(‪.)2‬‬
‫وبالتالي فالتة اريعات المقارنة محل الد ارسااة تتفق من حيث جواز صاادور التنازل في ةااكل كتايي أو‬
‫ةا ا ا اافاهة‪ ،‬على غرار قانون أصا ا ا ااول المحاكمات الجزائية األردني الذي لم يتطلب ةا ا ا ااكزا ا‬
‫معينا للتنازل عن‬
‫مكتوبا(‪.)3‬‬
‫ا‬ ‫الةكوع‪ ،‬وهو ذات منهج المةرع اللييي‪ ،‬على خز المةرع الليناني الذي اةترط فيو أن يكون‬
‫ويس ا ااتوي في التنازل لدع القانون في ظل انعدام النص‪ ،‬أن يكتب بخي لغة حتى ولو كانت غير لغة‬
‫المجني عليو األصلية مادامت قد صدرت عنو معيرة عن إرادتو في التنازل عن ةكواه‪ ،‬واألمر ذاتو بالنسبة‬
‫للصياغة التي يفرغ فيها(‪.)4‬‬
‫ضمنيا‪:‬‬
‫ا‬ ‫يحا وقد يكون‬ ‫‪ -‬نوعا التناز عن الشكوى‪ :‬قد يكون التنازل صر ا‬
‫يحا(‪ ،)5‬ويكون كذلك حين يعير صا ا اااحب‬
‫‪ -1‬التناز الصييييريح‪ :‬األصا ا اال في التنازل أن يكون ص ا ا ار ا‬
‫الة ااخن عنو بخلفاظ تدل مباةا ارة على رغيتو في إس ااقاط حقو في الة ااكوع‪ ،‬أو في العدول عن الة ااكوع التي‬
‫ٍ‬
‫وعندئذ يتقيد بو القاض ااي‪ ،‬فز يجوز لو أن‬ ‫قدمها(‪ ،)6‬وهو أيض ااا ما ص اادرت بو عبارات تفيده ذات ألفاظها‪،‬‬
‫ةفويا(‪.)7‬‬
‫ا‬ ‫يحملو معنى تنيو عنو األلفاظ‪ ،‬وال يقيد بةكل معين فكما يكون كتابة يكون‬

‫‪-Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p 770.‬‬


‫(‪ -)1‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارسا ا ا ااة تخصا ا ا اايلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪.257‬‬
‫(‪ -)2‬عائةة موسى‪ ،‬مركز الضحية في الدعوع العمومية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫(‪ -)3‬عيد الرحمان نض ا ااال النص ا اايرات‪ " ،‬مص ا االحة المة ا ااتكي عليو في اس ا ااتمرار الدعوع العمومية في القانون األردني‪-‬د ارسا ااة‬
‫مقارنة‪ ،"-‬مجلة علوم الةريعة والقانون‪-‬األردن‪ ،-‬المجلد ‪ ،44‬العدد ‪ ،4‬ملحق ‪ ،2017 ،3‬ص ‪.220‬‬
‫(‪ -)4‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ، 460‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص‬
‫‪.141‬‬
‫عييد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.84‬‬ ‫(‪ -)5‬رءو‬
‫(‪ -)6‬عوض محمد عوض‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫(‪ -)7‬محمود محمود مصطفى‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.81‬‬

‫‪128‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫وهذا النوع من التنازل هو الذي يقصا ااده المةا اارع الفرنسا ااي والجزائري والمصا ااري في نص ا اوص المواد‬
‫‪ 3-6 ،‬من ق إ ج ج‪ 10 ،‬من ق إ ج م‪ ،‬ويعلق جانب من الفقو الفرنسا ا ا ا ا ااي على هذا‬ ‫‪ 3-6‬من ق إ ج‬
‫النوع بخنو ال يؤثر في الدعوع المدنية وال يرتبا بالةكوع المقدمة من المدعى بالحق المدني(‪ ،)1‬ولذلك اليد‬
‫أن يتض ا ا ا اامن التعيير الواض ا ا ا ااح غير الملتبس عن رغبة المجني عليو في إنهاء إجراءات الدعوع العمومية‪،‬‬
‫ويكون كذلك إذا كان قاطع الداللة واضا ااح المعنى على قصا ااد المجني عليو في عدم االسا ااتمرار في ةا ااكواه‬
‫السابقة وارادتو التنازل عنها وعدم مواالة االستمرار في هذه اإلجراءات(‪.)2‬‬
‫افويا‪ ،‬ففي الحالة األولى يتم التنازل بطلب تحريري‬
‫كتاييا أو ةا ا ا‬
‫والتنازل الص ا اريح يصا ااح س ا اواء أكان ا‬
‫ةفويا أمام الجهة المختصة‬
‫ا‬ ‫يقدمو المجني عليو ينفسو أو عن طريق وكيلو‪ ،‬أما في الحالة الثانية فيدلي بو‬

‫التي تقوم يإثباتو في محضاارها ‪ ،‬وان كان البعض يسااتحساان أن يكون التنازل ا‬
‫(‪)3‬‬
‫كتاييا في صااورة مذكرة إلى‬
‫النيابة أو المحكمة أو يقدم ةفاهة في الجلسة‪ ،‬ويةير إليو كاتب الضبا في سجل الجلسات(‪.)4‬‬
‫ويقرر جانب من الفقو أنو يصح أن يصاغ التنازل في «رسالة ةخصية موجهة إلى المتهم»‪ ،‬والرأي‬
‫أنو إذا كان من المتص ااور إفراع التنازل في هذا الة ااكل إال أنو يخض ااع في اإلثبات أمام المحكمة إلى إرادة‬
‫المجني عليو الذي إن أقره ووافق عليو‪ ،‬فإن التنازل ينتج أثره‪ ،‬ولكن إن أنكر هذه الورقة أو جحد ها أمام‬
‫الجهة المختصة‪ ،‬فز يكون لو أثر يعتد بو(‪.)5‬‬
‫‪ -2‬التناز الضمن ‪ :‬يستفاد من سلوك المجني عليو وتصرفاتو التي تدل بطريق غير مباةر على‬
‫رغيتو في إسا ااقاط حقو في الةا ااكوع التي قدمها أو في العدول عنها‪ ،‬ويةا ااترط فيو أن يكون مسا االك المجني‬
‫عليو حاس ا ا ا ا ا ااما في الداللة على إرادة التنازل من جانبو‪ ،‬ويفيد في غير ة ا ا ا ا اايهة أو غموض أنو أعرض عن‬
‫ةااكواه‪ ،‬واال فإنو ال يعتد بو وال ينتج أثره في انقضاااء الدعوع العمومية(‪ ،)6‬وفي كل األحوال يجب أن يكون‬
‫اضحا في انصرافو إلى الةكوع ال إلى مجرد الحق المدني في التعويض(‪.)7‬‬ ‫التنازل و ا‬
‫وأكثر ما يكون التنازل الض ا ا اامني في جريمة الزنا‪ ،‬ومن ص ا ا ااور هذا النوع من التنازل أن يعود الزوج‬
‫إلى معاة ا ا ا ا ارة زوجتو كما كانت من قيل‪ ،‬ومظاهر هذه المعاة ا ا ا ا ارة مثزا أن يراجعها بعد أن يكون قد طلقها‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- Stefani, Levasseur et Bouloc, Procédure pénale, 19 e édition, Dalloz, Paris, p 197, N°: 231.‬‬
‫نقالً عن‪ :‬محمد حنفي محمود‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫(‪ -)2‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫(‪ -)3‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.325‬‬
‫(‪ -)4‬عيد القادر قائد سعيد المجيدي‪ ،‬ةكوع المجني عليو كقيد من قيود تحريك الدعوع الجزائية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.207‬‬
‫(‪ -)5‬محمد حنفي محمود‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.106‬‬
‫(‪ -)6‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪ ،455-454‬عوض محمد عوض‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫(‪-)7‬أحمد فتحي سرور‪،‬المرجع السايق‪،‬ص ‪،804‬امال عيد الرحيم عثمان‪،‬ةرئ قانون اإلجراءات‪،‬المرجع السايق‪،‬ص‪.91‬‬

‫‪129‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫رجعيا(‪ ،)1‬وال يلزم أن تكون المعاةا ا ارة ظاهرة أو مس ا ااتمرة‪ ،‬ولكن مجرد بقاء الزوجة في منزل الزوجية‬
‫ا‬ ‫طزاقا‬
‫ال يكفي وحده ألن يعد تنازالا ألن هذا مس االك يقيل التخويل فهو غير حاس اام في الداللة على رغبة الزوج في‬
‫امنيا‪ ،‬وال حتى طلب الحكم بالطاعة‪ ،‬إذ قد يكون ذلك العتقال‬
‫إسااقاط حقو‪ ،‬لذلك ال يصااح اعتباره تنازالا ضا ا‬
‫الزوجة في المنزل لمراقيتها(‪.)2‬‬
‫احيحا ولو أظهر الزوج نيتو في طزق زوجتو فيما بعد(‪ ،)3‬وال يعتير حمل الزوجة‬‫والتنازل يكون ص ا ا ا ا ا‬
‫قاطعا على الصلح‪ ،‬فقد يكون ثمرة للزنا(‪.)4‬‬
‫الزحق على الزنا دليزا ا‬
‫ض ا ا ا ا اا في جريمة الس ا ا ا ا ارقة‪ ،‬األب الذي يهب اينو المال الذي كان‬
‫ومن صا ا ا ا ااور التنازل الضا ا ا ا اامني أي ا‬
‫موضوعا للسرقة(‪.)5‬‬
‫ا‬
‫واس ااتخزص إرادة المجني عليو من س االوكو والقول بقيامو بالتنازل عن الة ااكوع أو بعدم قيامو يذلك‪،‬‬
‫مسااخلة يقدرها قاضااي الموضااوع على ضااوء ما يسااتخلص من األدلة والوقائع المعروضااة عليو‪ ،‬ومتى انتهى‬
‫إلى نتيجة في ة ااخنو فز تجوز مناقة ااتو فيها‪ ،‬إال إذا كانت المقدمات التي أقام عليها النتيجة ال تؤدي إليها‬
‫على مقتضى أصول المنطق(‪.)6‬‬
‫لذلك ينبغي على القاضي إذا ما أثير أمامو الدفع بحصول التنازل أن يرد عليو في أسباب حكمو إن‬

‫لم يخخذ بو ألنو من الدفوع الجوهرية التي يكون الفص ا ا اال فيها ا‬
‫الزما للفص ا ا اال في الموض ا ا ااوع ذاتو‪ ،‬إذ ينيني‬
‫عليو فيما لو صااح انقضاااء الدعوع العمومية بمقتضااى ص اريح نص المواد ‪ 3-6‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج و‪ 3-6‬من‬
‫معيبا متعين‬
‫و‪ 10‬من ق إ ج م‪ ،‬فإذا أغفلت محكمة الموضا ااوع الرد على هذا الدفع كان حكمها ا‬ ‫ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫نقضو(‪.)7‬‬
‫واذا كان المةاارع المصااري يخخذ بالتنازل الصاريح كما يخخذ بالتنازل الضاامني فإن نظيره الجزائري لم‬
‫مؤديا إلى معنى‬
‫يورد نص بقيول التنازل الضا اامني رغم أنو ال يوجد ما يعترض قيول التصا اار طالما كان ا‬
‫واحد وهو التنازل عن الةااكوع(‪ ،)8‬وعلى النقيض فقد اعتير النظام القانوني الفرنسااي أنو ال يقيل التنازل إال‬
‫يحا‪ ،‬فالتنازل ال يفترض وال يسااتخلص من مجرد تقديم طلب مدني يجد أساااسااو في واقعة الزنا‬ ‫إذا كان ص ار ا‬
‫أثناااء نظر الاادعوع‪ ،‬ولكن لكي يترتااب على التنااازل انقضا ا ا ا ا ا ا اااء الاادعوع العموميااة‪ ،‬يجااب أن يتم باااإلرادة‬

‫عييد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.84‬‬ ‫(‪ -)1‬رءو‬


‫(‪ -)2‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.144-143‬‬
‫(‪ -)3‬حسني محمد السيد الجدع‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.302‬‬
‫(‪ -)4‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫(‪ -)5‬حسن صادق المرصفاوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫(‪ -)6‬محمود محمود مصطفى‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫(‪ -)7‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.455‬‬
‫(‪ -)8‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬اإلجراءات الجزائية في التةريع الج ازئري والمقارن‪ ،‬ط ‪ ، 2‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.217‬‬

‫‪130‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الص ا ا ا ا ا ا اريحة من جانب الزوج المجني عليو(‪ ،)1‬بمعنى أنو ال يخخذ بالتنازل الضا ا ا ا ا ا اامني وقد اعتيرت بعض‬
‫التة ا اريعات عدم حضا ااور الةا اااكي في الحاالت التي توجب حضا ااوره تنازالا ضا اامنايا عن الةا ااكوع‪ ،‬كالقانون‬
‫العراقي الذي نص في المادة ‪ 150‬من قانون أصا ا ااول المحاكمات الجزائية على‪ " :‬إذا ترك المدعي المدني‬
‫دعواه س اواء يتغيبو وفق ما ذكر في المادة (‪ )22‬أو بطلب يقدمو للمحكمة فيعتير متنازالا عن حقو في نظر‬
‫دعواه المدنية أمام المحكمة الجزائية‪ ،‬وتمضا ا ا ا ااي المحكمة في نظر الدعوع الجزائية‪ ،‬ولها أن تسا ا ا ا ااتنتج من‬
‫غيابو أنو متنازل عن ةكواه طباقا للمادة التاسعة "(‪.)2‬‬
‫والقانون السا ا ا ا ا ا ااوداني ينصا ا ا ا ا ا ااو في المادة ‪ 2 –141‬من ق إ ج على‪ ":‬إذا كانت الدعوع الجنائية قد‬
‫يناء على ة ا ا ااكوع‪ ،‬ويجوز فيها التنازل الخاص‪ ،‬وتغيب الة ا ا اااكي في أي يوم محدد لس ا ا ااماعها رغم‬
‫اتخذت ا‬
‫علمو يذلك‪ ،‬فيجوز للمحكمة حسب تقديرها أن تةطب الدعوع الجنائية وأن تفرج عن المتهم"(‪. )3‬‬
‫أما بالنس اابة للتةا اريعات المقارنة محل الد ارس ااة فاألص اال فيها طباقا لنص المواد‪ 246 :‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‬
‫و‪ 261‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م و‪ 425‬من ق إج أن عدم حضور المدعي المدني أمام المحكمة بغير عذر مقيول‬
‫امنيا‬
‫تاركا ض ا ا ا‬
‫بعد إعزنو لة ا ااخص ا ااو‪ ،‬أو عدم إرس ا ااالو وكيزا عنو‪ ،‬وكذلك عدم إيدائو طلباتو بالجلس ا ااة‪ ،‬يعد ا‬
‫الدعائو المدني(‪ ،)4‬ولم تعتيره بمثابة تنازل عن الةكوع(‪.)5‬‬
‫وذهيت في ذات االتجاه‪ ،‬محكمة النقض الس ا ا ااورية إلى أنو‪ " :‬يجب أال يس ا ا ااتنتج الص ا ا اافح من غياب‬
‫المدعي الةخصي ألن الصفح إنما يستنتج من عمل لو داللتو عقزا ومنطاقا على العفو‪ ...‬وأمر الغياب لم‬
‫خاصا "(‪.)6‬‬
‫نصا ا‬
‫يترك للتقدير وانما أفرد لو المةرع ا‬
‫وهناك من التة ا ا اريعات من يتوسا ا ااع في مجال التنازل الضا ا اامني كالقانون اإليطالي فينص في المادة‬
‫من تقديم ةا ااكواه اعتير‬ ‫‪ 124‬من قانون العقوبات على‪ ..." :‬كل تصا اار من الةا اااكي يتعارض مع الهد‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- F. Goyet, Droit pénal spécial, 8 éme Ed, 1972, par Rousselet patin et Arpaillange, p 518, cédée, l'adultère, Report,‬‬
‫‪droit pénal, 1967, N°: 39.‬‬
‫نقالً عن‪ :‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.89-88‬‬
‫(‪ -)2‬المادة ‪ 150‬من قانون رقم ‪ 23‬لسنة ‪ ،1971‬المؤرخ في ‪ 14‬فيفري ‪ ،1971‬المتضمن قانون أصول المحاكمات الجزائية‬
‫العراقي‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.179‬‬
‫(‪ -)3‬قانون رقم ‪ 65‬لسا ا اانة ‪ ،1991‬مؤرخ في ‪ 11‬نوفمير ‪ ،1991‬متضا ا اامن قانون اإلجراءات الجنائية السا ا ااوداني‪ ،-‬نةا ا اار في‬
‫الجريدة الرسمية السودانية يتاريخ ‪ 12‬نوفمير ‪.1991‬‬

‫‪ -‬س ا ا ا ا اايق وأن ميزنا يين التنازل عن الة ا ا ا ا ااكوع وترك الدعوع المدنية في الفرع الثاني‪-‬ر ا‬
‫ابعا‪-‬من المطلب األول من المبحث‬ ‫(‪)4‬‬

‫األول من هذا الفصل‪ ،‬ص (‪ )37‬وما بعدها من هذه الرسالة‪.‬‬


‫(‪ -)5‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫(‪ -)6‬نقض سا ا ا ا ا ا ااوري‪ 30 ،‬أكتوبر ‪ ،1963‬مجموعة القواعد القانونية‪ ،‬رقم ‪ ،1807‬ص ‪ ،990‬نقالً عن‪ :‬حمدي رجب عطية‪،‬‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.145-144‬‬

‫‪131‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ضمنيا "(‪.)1‬‬
‫ا‬ ‫تنازالا‬
‫وهناك من التة ا ا ا ا ا ا اريعات من يقص ا ا ا ا ا ا اره على جريمة واحدة وهي الزنا‪ ،‬كالقانون العراقي ينص المادة‬
‫‪ 1-379‬من قانون العقوبات‪ " :‬تنقضي دعوع الزنا ويسقا الحق المدني يوفاة الزوج الةاكي أو تنازلو عن‬
‫محاكمة الزوج الزاني أو يرض ا ا ا ااا الة ا ا ا اااكي بالعودة إلى معاة ا ا ا ارة الزوج الزاني قيل ص ا ا ا اادور حكم نهائي في‬
‫الدعوع"(‪ ،)2‬والقانون الس ا ا ا ااوري ينص المادة ‪ 6-475‬من قانون العقوبات ينص ا ا ا ااها على‪ ... " :‬إذا رض ا ا ا ااي‬
‫الحياة المةتركة تسقا الةكوع"(‪.)3‬‬ ‫الرجل استئنا‬
‫وفي ظل عدم ييان التة ا ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ا ااة للجهة التي يقدم إليها التنازل عن الةا ا ااكوع‪،‬‬
‫فيصا ا ا ااح أن يقدم إلى أي ةا ا ا ااخص من رجال العدالة الجنائية(‪ ،)4‬فيصا ا ا ااح إيداءه أمام النيابة العامة أو أحد‬
‫رجال الضبطية القضائية أو قاضي التحقيق أو جهة الحكم‪ ،‬بحسب الطور الذي وصلتو القضية‪ ،‬فإذا قدم‬
‫التنازل إلحدع هذه الجهات‪ ،‬أدع الغرض المرجو منو بالنسبة للمتهم(‪.)5‬‬
‫ويقع عبء إثبات تنازل المجني عليو عن ةا ااكواه على عاتق المتهم‪ ،‬ويكون لو حق الدفع بو في أي‬
‫حالة كانت عليها الدعوع‪ ،‬ولو ألول مرة أمام محكمة النقض‪ ،‬ألنو يترتب عليو انقضاااء الدعوع العمومية‪،‬‬
‫وانقضائها يتعلق بالنظام العام كما تقدم قولو(‪.)6‬‬
‫وعلى أية حال فالتةاا اريعات المقارنة محل الد ارس ا ااة تتفق سا ا اواء يوجود النص أو بالرجوع إلى القواعد‬
‫امنيا‪ -‬باس ااتثناء التةا اريع الفرنس ااي‬
‫يحا أو ض ا ا‬
‫افويا‪ ،‬صا ار ا‬
‫كتاييا أو ة ا ا‬
‫العامة‪ ،‬على األخذ بالتنازل سا اواء أكان ا‬
‫يحا‪ ،-‬مع وجوب صدوره بكامل رضا المجني عليو‪ ،‬بمعنى أنو يجب‬ ‫الذي ال يقيل التنازل إال إذا كان صر ا‬
‫أن يصاادر التنازل عن وعي وادراك كاملين‪ ،‬ودون ضااغا أو إكراه‪ ،‬فإذا كان هناك إكراه حمل المجني عليو‬
‫على التنازل‪ ،‬فإن تنازلو ال قيمة لو(‪ ،)7‬كما يجب أن يكون التنازل بةا ا ا ااقيو الص ا ا ا اريح والضا ا ا اامني بات غير‬
‫معلق على ةرط‪ ،‬فإذا علق التنازل على ةرط‪-‬لم يتحقق بعد‪ -‬اعتير باطزا(‪.)8‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬النطاق الموضوع للتناز عن الشكوى‬
‫نقصا ااد بالنطاق الموضا ااوعي لنظام التنازل عن الةا ااكوع كيديل تقليدي عن الدعوع العمومية الجرائم‬

‫(‪ -)1‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬دراسة ‪ ،...‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.259‬‬
‫(‪ -)2‬قانون رقم ‪ 111‬لسنة ‪ ،1969‬مؤرخ في ‪ 9‬جويلية ‪ ،1969‬يتضمن قانون العقوبات العراقي‪ ،‬المرجع السايق‪.‬‬
‫(‪ -)3‬مرسوم تةريعي رقم ‪ ،148‬مؤرخ في ‪ 22‬جوان ‪ ،1949‬يتضمن قانون العقوبات السوري‪.‬‬
‫(‪ -)4‬محمد حنفي محمود‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫(‪ -)5‬عيد القادر قائد سا ا ا ا ا ا ااعيد المجيدي‪ ،‬ةا ا ا ا ا ا ااكوع المجني عليو كقيد من قيود تحريك الدعوع الجزائية في القانون اليميني‬
‫والجزائري‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.130‬‬
‫(‪ -)6‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.460‬‬
‫(‪ -)7‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫(‪ -)8‬أمجد سليم الكردي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.150‬‬

‫‪132‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫محال تطييق هاذا النظاام‪ ،‬وكاخص ا ا ا ا ا ا اال عاام يمكن القول باخن جرائم التناازل عن الةا ا ا ا ا ا ااكوع هي ذاتهاا جرائم‬
‫الةا ااكوع(‪ ،)1‬وقد اقتدع كل من التة ا اريعين الجزائري والمصا ااري ينظيرهما الفرنسا ااي في األخذ بميدأ أسا االوب‬
‫التعداد الحص ا ا ااري للجرائم التي تتوقف المتابعة فيها على ة ا ا ااكوع خاص ا ا ااة من المجني عليو(‪ ،)2‬وذلك اا‬
‫نظر‬
‫ونظر لتعلق هذه‬
‫اا‬ ‫لطييعة قيد الة ا ا ا ا ا ااكوع كاس ا ا ا ا ا ااتثناء على حرية النيابة العامة في تحريك الدعوع العمومية‪،‬‬
‫الجرائم بالمصالح الخاصة وسمعة وةر المجني عليو في الجريمة(‪.)3‬‬
‫وقد اختلفت التة ا ا ا ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ا ا ا ااة فيما يينها في قدر عدد الجرائم التي تخضا ا ا ا ااع إلى‬
‫الةااكوع‪ ،‬إال أن هناك قاسا ااما مةااتركا يينها فغالييتها من الجرائم المض ارة بالمصاالحة الخاصااة لألفراد‪ ،‬أما‬
‫الجرائم المض ا ا ا ارة بالمصا ا ا االحة العامة فهي ال تندرج في كافة التة ا ا ا اريعات الحديثة ضا ا ا اامن جرائم الةا ا ا ااكوع‪،‬‬
‫فالمجني عليو فيها هو المجتمع بخسره‪ ،‬ولو ترتب عليها المساس بةخص أو طائفة من األةخاص(‪.)4‬‬
‫على مدع توس ااع كل من المة اارع الجزائري ونظيريو المص ااري والفرنس ااي في نطاق الجرائم‬ ‫وللوقو‬
‫المعلق تحريك الدعوع العمومية فيها على ة ا ا ا ااكوع من المجني عليو‪ ،‬يتعين التطرق لهذا الجرائم وتحديدها‬
‫في كل قانون من هذه التةريعات‪ ،‬معتمدين في ذلك تقسيمها إلى طائفتين(‪:)5‬‬
‫‪ ‬الطائفة األول ‪ :‬وتةمل جرائم االعتداء على األةخاص‪ ،‬ويمكن تقسيمها إلى عدة أقسام‪:‬‬
‫‪ -I‬جرائم االعتدا عل األسرة ‪ :‬وتتمثل في ‪:‬‬

‫(‪ -)1‬اختلف الفقو في تحديد المعيار الذي يحكم تحديد الجرائم الخاضا ااعة لقيد الةا ااكوع‪ ،‬فمن الفقو من حص ا اره في فكرة واحدة‬
‫مؤداها ض ا ااآلة المص ا االحة االجتماعية أو المص ا االحة التي تعود على المجتمع في عقاب الجاني‪ ،‬ألن الجريمة هنا ال تص ا اايب‬
‫المجتمع بض ا ا اارر فادئ أو خطر واض ا ا ااح‪ ،‬مما يجعل هناك ميرر للتض ا ا ااحية بحق المجتمع في العقاب إذا لم يطالب المجني‬
‫عليو باقتضائو‪ ،‬وذلك تحقياقا لمصلحتو الخاصة التي ترجح على المصلحة العامة في متابعة مرتكب الجريمة‪ ،‬وهناك جانب‬
‫من الفقو يقول بخن جرائم الةكوع معيار تحديدها قائم على فكرة مزدوجة‪ ،‬الجانب األول منها يتعلق بالجريمة ومدع مساسها‬
‫بالجانب الةااخصااي للمجني عليو وما يلحقو وأس ارتو من ضاارر بساايب المحاكمة‪ ،‬والجانب الثاني يتمثل في ضااآلة المصاالحة‬
‫العامة التي هددتها الجريمة‪ ،‬ويرع الفقو هنا أن هذه الفكرة يوجهها المزدوج تنتمي إلى نظام المزئمة كمظهر من مظاهر‬
‫السااياسااة الجنائية ‪ ،‬وهناك جانب اخر من الفقو يرع رد جرائم الةااكوع إلى عدة معايير أهمها‪ :‬االعتبارات األسارية‪ ،‬واحتمال‬
‫رضا ااا المجني عليو أو عفوه عن الجريمة والجاني‪ ،‬وكذا ضا ااآلة الضا اارر الناجم عن عدوان الجريمة‪ ،‬والرأي عند البعض‪-‬يراه‬
‫الباحث جدير بالتخييد‪ -‬أن المسااخلة كلها موقوفة على السااياسااة الجزائية التي ينتهجها المةاارع‪ ،‬والتي تندرج ضاامنها االعتبارات‬
‫السابقة مجتمعة‪ ،‬داليا قدري أحمد عيد العزيز‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ص ‪.396-395‬‬
‫(‪ -)2‬ميزد بةير ميزد غويطة‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫(‪ -)3‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.365‬‬
‫(‪ -)4‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫(‪ -)5‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.130‬‬

‫‪133‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫‪ -1‬جريمة الزنا(‪ :)1‬تعر جريمة الزنا بخنها‪ " :‬ارتكاب الوطء غير المةااروع من ةااخص متزوج مع‬
‫(‪)2‬‬
‫إذ تقوم حتى ولو كان الزواج عر افيا‪-‬الزواج بالفاتحة‪،-‬‬ ‫حكما "‬
‫امرأة يرضا ا اااها حال قيام الزوجية فعزا أو ا‬
‫وتتحقق هذه الجريمة يإيزج عضا ا ا ااو التذكير في فرج األنثى(‪ ،)3‬غير أن القضا ا ا اااء الفرنسا ا ا ااي قضا ا ا ااى بقيام‬
‫الجريمة حتى وان كان االتصال الجنسي غير كامل(‪.)4‬‬
‫متزوجا‪ ،‬وأن يقيم عزقة غير مةا ا ا ااروعة مع ةا ا ا ااخص من غير‬ ‫ا‬ ‫ويفترض الزنا أن يكون الزوج الزاني‬
‫متزوجا أو غير متزوج‪ ،‬ويعتير‬
‫ا‬ ‫جنس ا ا ا ا ا ااو‪ ،‬وغير زوجو‪ ،‬أما الطر الثاني في الجريمة فيس ا ا ا ا ا ااتوي أن يكون‬
‫قائما حتى في حالة االنفصال الجسماني‪ ،‬ويجب أن يكون هناك قصد جنائي‪ ،‬أي أن تكون العزقة‬
‫الزواج ا‬
‫غير المةروعة قد تمت بعلم وارادة الجاني(‪.)5‬‬
‫وتتفق التة ا ا ا ا ا ا ا ريعات المقارنة محل الد ارس ا ا ا ا ا ا ااة في أن إثبات فعل الزنا ال يتم إال بالدالئل القانونية‬
‫المنصوص عليها على سييل الحصر في المادة ‪ 341‬من ق ع ج(‪ ،)6‬والمادة ‪ 276‬من ق ع م(‪ ،)7‬والمادة‬

‫(‪ -)1‬لقد أخطخ المةرع عندما سمى هذه الجريمة الزنا‪ ،‬ألن للزنا في الةريعة اإلسزمية معنى مخالف لمعنى الزنا في القانون‬
‫الوض ااعي‪ ،‬فالمة اارع الوض ااعي قد أخذ بعين االعتبار عزقة الزوجية التي تربا الزاني‪ ،‬أما المة اارع اإلس اازمي فقد أخذ بعين‬
‫االعتبار الوطء المحرم بصاار النظر عن طييعة مرتكبو‪ ،‬ولذلك يفضاال تساامية هذه الجريمة التي يرتكيها الرجل المتزوج أو‬
‫المرأة المتزوجة يجريمة الخيانة الزوجية‪ ،‬الطيب سا ا ا ا ا ا ااماتي ‪ ،‬حماية حقوق الضا ا ا ا ا ا ااحية خزل الدعوع الجزائية في التة ا ا ا ا ا ا اريع‬
‫الجزائري‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫(‪ -)2‬صبا محمد موسى‪ " ،‬الةكوع في جريمة زنا الزوجية في التةريع العراقي‪ :‬دراسة مقارنة بالفقو اإلسزمي"‪ ،‬مجلة الرافدين‬
‫للحقوق‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪ ،2011 ،47‬ص ‪.184‬‬
‫(‪ -)3‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫(‪-)4‬جمال دريسي ‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫(‪ -)5‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫(‪ " -)6‬الدليل الذي يقيل عن ارتكاب الجريمة المعاقب عليها بالمادة ‪ 339‬يقوم إما على محضا ا ا اار قضا ا ا ااائي يحرره أحد رجال‬
‫الضا اابا القضا ااائي عن حالة تلبس‪ ،‬واما يإقرار وارد في رسا ااائل أو مسا ااتندات صا ااادرة من المتهم واما يإقرار قضا ااائي"‪ ،‬المادة‬
‫‪ 341‬من ق ع ج‪.‬‬
‫(‪ " -)7‬األدلة التي تقيل وتكون حجة على المتهم بالزنا هي القبض عليو حين تلبسا ا ا ا ا ا ااو بالفعل أو اعترافو أو وجود مكاتيب أو‬
‫أوراق أخرع مكتوبة منو أو وجوده في منزل مسلم في المحل المخصص للحريم "‪ ،‬المادة ‪ 276‬من ق ع م‪.‬‬
‫جدير بالذكر أن المحكمة الدستورية العليا بمصر قضت في الجلسة المنعقدة يوم ‪ 6‬جوان ‪ 2020‬في الدعوع المقيدة يجدول‬
‫المحكمة الدستورية العليا يرقم ‪ 248‬لسنة ‪ 30‬قضائية "دستورية"‪ ،‬بعدم دستورية عجز نص المادة ‪ 276‬من ق ع م المذكورة‬
‫سا االفا‪ ،‬من قصاار الدليل الذي يقيل ويكون حجة على المتهم في جريمة الزنا على حالة وجوده في منزل مساالم‪ ،‬ذلك ألنو ورد‬
‫عائقا يحول دون قيام المجتمع ممثزا في النيابة العامة‬
‫في حيثيات هذا الحكم أن ارتكاب الزنا في غير منزل مسا ا ا ا ا ا االم‪ ،‬يمثل ا‬
‫بمباة ارة حقو في المطالبة بالقصاااص من مرتكب الجريمة في هذه الحالة‪ ،‬كما أن اةااتراط وقوع الزنا في منزل مساالم إلمكان‬
‫مساءلة الزوجة الزانية وةريكها يخل بضمانة الحق في التقاضي يتقييده سلطة االتهام وقضاء الحكم عن مباةرة مهامها في‬
‫دياناتهم‬ ‫حماية القيم االجتماعية التي يقرها ض ا ا ا ا ا اامير المجتمع على أس ا ا ا ا ا ااس متكافئة يين المواطنين متخ اذا لذلك من اختز‬

‫‪134‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الملغاة بموجب القانون رقم ‪ ،617-75‬سالف الذكر‪.‬‬ ‫‪ 338‬من ق ع‬


‫وتعتير جريمااة الزنااا جريمااة اجتماااعيااة ال فرديااة‪ ،‬ولكن إلى جااانااب المصا ا ا ا ا ا االحااة العااامااة التي تتطلااب‬
‫العقاب على هذه الجريمة توجد مصاالحة العائلة واألوالد التي نصااب الزوج وصااي ا عليها‪ ،‬فز غرابة إذن إذا‬
‫افحا عن قاعدة‬‫توقفت مباة ارة الدعوع العمومية في هذه الجريمة على ةااروط خاصااة‪ ،‬فالمةاارع ضاارب صا ا‬
‫أن النيااابااة العاامااة حرة في تحريااك الاادعوع العموميااة لتحقيق العقاااب على األفعااال المكونااة لهااذه الجريمااة‪،‬‬
‫وقرر أن الزوج الزاني ال تجوز متابعتو إال يناء على ةا ا ااكوع الزوج ارخر(‪ ،)1‬ومن ثم فالتنازل يعتير نتيجة‬
‫منطقية لةا ااخصا ااية الةا ااكوع‪ ،‬فالزوج الةا اااكي يكون مخير يين االسا ااتمرار بالةا ااكوع أو العدول عنها وذلك‬
‫حسب ما تقتضي مصلحتو المصانة في مراحل الدعوع العمومية كافة(‪.)2‬‬
‫ويتفق التة ا اريعين الجزائري والمصا ااري في النص على قيد الةا ااكوع بالنسا اابة لجريمة الزنا وكذا جواز‬
‫التنازل عنها(‪ ،)3‬ينص المواد ‪ 339‬من ق ع ج‪ ،‬والمادة ‪ 274‬من ق ع م بالنسا ا ا ا ا ا اابة لجريمة زنا الزوجة‪،‬‬

‫أساسا إلهدار حق ةريحة اجتماعية في التقاضي والحصول على الترضية القضائية‪ ،‬بالمخالفة ألحكام المادتين (‪)189-97‬‬
‫ا‬
‫من الدستور‪.‬‬
‫(‪ -)1‬جندي عيد الملك‪،‬الموسااوعة الجنائية‪ ،‬الجزء الثالث‪ :‬جرائم‪،‬ربا فاحش‪،‬ط ‪،2‬دار العلم للجميع‪ ،‬ييروت‪ ،‬لينان‪(،‬د‪.‬س)‪،‬ص‬
‫‪. 538‬‬
‫(‪ -)2‬صبا محمد موسى‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.225‬‬
‫(‪ -)3‬يةا ااترط المةا اارع المصا ااري ينص المادة ‪ 373‬من ق ع م‪ ،‬ةا اارط خاص ال يةا ااترط في غير جريمة الزنا هو أنو إذا كان‬
‫الزوج قد سيق أن زنا في المسكن المقيم فيو مع زوجتو فز تسمع دعواه عليها‪ ،‬وبالتالي يسقا حقو في الةكوع قيلها‪ ،‬والعلة‬
‫في هذا أن الزوج يص ا اابح بارتكابو الزنا غير أهل لتقديم ة ا ااكوع ض ا ااد زوجتو الزانية‪ ،‬فهو قدوة العائلة‪ ،‬ولذلك لم يخول الزوج‬
‫الزاني الحق في تقديم الةا ااكوع ضا ااد زوجتو الزانية‪ ،‬وال يةا ااترط لصا ااحة الدفع أن يكون قد صا اادر حكم على الزوج الزاني‪ ،‬إذ‬
‫يغلب أن تس ا ا ا ا ااكت الزوجة عن جريمتو حتى يثير هو جريمتها‪ ،‬وعندئذ يجوز لها الدفع يجريمتو واذا أيدت الزوجة رغيتها في‬
‫الس ا ا ااير في الدعوع تعين على النيابة أن تجييها إلى طليها‪ ،‬ولو حفظت الدعوع بالنس ا ا اابة لها لتحققها من ص ا ا اادق دعواها أو‬
‫تنازل الزوج عن دعواه قيلها‪ ،‬ولكن ية ا ا ا ااترط لص ا ا ا ااحة الدفع أن تكون الجريمتان‪-‬زنا الزوج وزنا الزوجة‪-‬قد وقعتا في ظل عقد‬
‫زواج واحد‪ ،‬فز يص ااح للزوجة أن تدفع يزنا زوجها الس ااايق على زواجها بو‪ ،‬وقد قض اات محكمة النقض الفرنس ااية بخن جريمة‬
‫دفعا إال إذا كانت معاصا ارة أو مقاربة لجريمة الزوجة‪ ،‬وهو أمر تقدره محكمة الموض ااوع‪ ،‬ولعل الص ااحيح في‬
‫الزوج ال تص ااح ا‬
‫فعا حتى‬
‫هذا أنو يجب التفرقة يين ما إذا كان قد صدر على الزوج حكم بات أم لم يصدر‪ ،‬فإذا كان األول صلحت جريمتو د ا‬
‫دفاعا للزوجة إال إذا كانت الدعوع العمومية عنها لم‬
‫يزول أثر الحكم يرد االعتبار‪ ،‬واذا كان الثاني فان الجريمة ال تص ا ا ا االح ا‬
‫تنقض بس ا اايب من أس ا ااباب س ا ااقوطها‪ ،‬إذ ية ا ااترط لص ا ااحة الدفع أن يكون في اإلمكان س ا ااماع دعوع الزوجة على الزوج‪ ،‬واذا‬
‫انقضا اات مدة الثزثة أةا ااهر على علم الزوجة يجريمة الزوج دون أن تقدم ةا ااكوع سا ااقا حقها في ذلك‪ ،‬وبالتالي ال يقيل منها‬
‫الدفع بالجريمة‪ ،‬وهذا الدفع غير متعلق بالنظام العام‪ ،‬إذ ال يمس المصا ا ا ا ا ا االحة العامة‪ ،‬وانما هو دفع خاص بالزوجة فليس‬
‫تبعا للزوجة‪ ،‬ولكنو من الدفوع التي‬
‫للمحكمة أن تقضااي بو من تلقاء نفسااها‪ ،‬وليس للةاريك أن يدفع بو‪ ،‬وان كان يسااتفيد منو ا‬
‫االحا جوهرايا ألحد الخص ا ا ا ا ا ااوم‪ ،‬فز يس ا ا ا ا ا ااقا بعدم إيدائو أمام محكمة أول درجة‪ ،‬وانما يجوز ايداؤه ألول مرة أمام‬
‫تمس ص ا ا ا ا ا ا ا‬
‫اوعيا مما ال ةا ا ا ااخن لمحكمة النقض بو‪ ،‬ومتى تقدمت‬
‫االسا ا ا ااتئنا ‪ ،‬وال يقيل ألول مرة أمام النقض ألنو يتطلب تحقياقا موضا ا ا ا ا‬

‫‪135‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫والمادة ‪ 277‬من ق ع م بالنسبة لجريمة زنا الزوج في منزل الزوجية(‪.)1‬‬


‫التةا ا ا اريعين الجزائري والمص ا ا ااري‪ ،‬فإن المة ا ا اارع الفرنس ا ا ااي كما تقدم قولو قد ألغى نص‬ ‫وعلى خز‬
‫والمتعلقتين يجريمااة الزن اا ‪ ،‬بموجااب نص المااادة ‪ 17‬من القااانون رقم‬ ‫المااادتين ‪ 336‬و‪ 339‬من ق ع‬
‫‪ 617‬لسا ا ا ا ا اانة ‪ ،1975‬بعد أن كان هو ارخر قيل صا ا ا ا ا اادور هذا القانون يعلق تحريك الدعوع العمومية في‬
‫جريمة الزنا على ةكوع الزوج المجني عليو‪ ،‬وأن تنازل هذا األخير عن ةكواه يضع ا‬
‫حدا للمتابعة‪.‬‬
‫‪ -2‬جريمة ترك األسرة‬
‫تخخذ هذه الجريمة في التة ا اريع الجزائري صا ااورتين األولى تتحقق طباقا لنص المادة ‪ 1-330‬من ق‬
‫ع ج(‪ )2‬يترك أحد الوالدين مقر أسا ا ا ا ا ارتو لمدة تتجاوز ة ا ا ا ا ااهرين‪ ،‬ويتخلى عن كافة التزاماتو األديية والمادية‬
‫المترتبة عن السلطة األيوية أو الوصاية القانونية‪ ،‬وذلك بغير سيب جدي‪.‬‬
‫عمدا‬
‫أما الصا ا ا ا ا ا ااورة الثانية فتتحقق بموجب نص المادة ‪ 2-330‬من ق ع ج‪ ،‬يترك أو تخلي الزوج ا‬
‫ولمدة تتجاوز الةهرين عن زوجتو‪ ،‬وذلك بغير سيب جدي‪.‬‬
‫جدير بالذكر أن المة اارع الجزائري قيل تعديلو لقانون العقوبات بموجب القانون رقم ‪ 19 -15‬س ااالف‬

‫المحكمة الدعوع قيلها حتى يفصاال في صااحتو‪ ،‬ويصااح ضاام الدعويين لزرتباط‪ ،‬واذا تحققت‬ ‫الزوجة يهذا الدفع وجب ايقا‬
‫المحكمة من ص ااحة الدفع وجب عليها أن تقض ااي بعدم جواز نظر الدعوع قيل الزوجة‪ ،‬وعدم س ااماع الدعوع مقص ااور على‬
‫الناحية الجزائية‪ ،‬فيبقى للزوج أن يطالب الزوجة وة اريكها أمام الحكمة المدنية يتعويض ما لحقو من ضاارر الجريمة‪ ،‬محمود‬
‫محمود مصطفى‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.76-75 .‬‬
‫وهذه القاعدة غريبة على القانون الجنائي الحديث إذ أنها تخخذ بميدأ المقاصااة في الجرائم‪ ،‬وقد أحساان المةاارع الجزائري بعدم‬
‫النص عليها‪ ،‬فكخنها تييح للزوجة الزنا مقايل زنا زوجها السااايق‪ ،‬وهذا النص خاص بالزنا فقا‪ ،‬فز يجوز للزوج المتهم بالزنا‬
‫عييد‪،‬‬ ‫أن يدفع بس ا ا اايق ارتكاب زوجتو نفس الجريمة‪ ،‬ألن الزوج هو قدوة الزوجة ال العكس‪ ،‬وهو ما أجمع عليو الفقو‪ ،‬رءو‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.76-75 .‬‬
‫(‪ -)1‬المةرع المصري يفرق يين جريمة زنا الزوجة وزنا الزوج في عدة أوجو‪:‬‬
‫‪-‬لم يةااترط المةاارع في أركان جريمة زنا الزوجة أن تكون قد زنت في منزل الزوجية‪ ،‬يينما اةااترط لقيام جريمة زنا الزوج أن‬
‫يكون قد زنا بمنزل الزوجية‪.‬‬
‫‪-‬ال تتمتع الزوجة بالعذر المعفي من العقاب حالة تلبس زوجها بالزنا يينما يتمتع الزوج بالعذر المنصوص عليو بالمادة ‪237‬‬
‫عقوبات حال مفاجخة زوجتو متلبسة يجريمة الزنا‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة ثيوت جريمة الزنا على الزوج فز تسمح دعواه ضد زوجتو الزانية ( المادة ‪ 237‬ق ع م)‪.‬‬
‫‪-‬تعاقب الزوجة الزانية بالحبس مدة ال تزيد عن سنتين (المادة ‪ 274‬من ق ع م) يينما يعاقب الزوج بالحبس مدة ال تزيد عن‬
‫ستة أةهر‪.‬‬
‫‪-‬للزوج أن يعفو عن زوجتو الزانية ولو كان الحكم باتاا وذلك يرض ا ا ا ا ااائو معاةا ا ا ا ا ارتها‪ ،‬يينما ال يجوز للزوجة العفو عن زوجها‬
‫الزاني إال في الفترة السابقة على الحكم النهائي‪ ،‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.152-151‬‬
‫(‪ -)2‬المادة ‪ 330‬من ق ع ج‪ ،‬معدلة بالمادة ‪ 3‬من قانون رقم ‪ ،19-15‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.4-3‬‬

‫‪136‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الذكر‪ ،‬كان يوجب لتحقق هذه الجريمة أن تكون الزوجة حامل مع علمو يذلك‪ ،‬إال أنو بصادور هذا القانون‬
‫دفاعا عن حقوق المرأة‪ ،‬فهي في‬
‫وس ااع المة اارع الحماية الجزائية للزوجة سا اواء كانت حامل أم غير حامل‪ ،‬ا‬
‫وقانونا(‪.)1‬‬
‫ا‬ ‫الحالتين زوجتو وعليو التزامات اتجاهها ةراعا‬
‫وتقض ا ا ا ا ا ااي الفقرة الرابعة من ذات المادة بخن ال تتخذ إجراءات المتابعة إال يناء على ة ا ا ا ا ا ااكوع الزوج‬
‫المتروك‪ ،‬في الحالتين ‪ 1‬و‪ 2‬أي بالنساابة لجريمة ترك مقر األس ارة‪ ،‬وجريمة التخلي عن الزوجة‪ ،‬فيما تنص‬
‫حدا للمتابعة الجزائية‪ ،‬وهو ما‬
‫الفقرة األخيرة من المادة ‪ 330‬من ق ع ج‪ ،‬على أن صا اافح الضا ااحية يضا ااع ا‬
‫يفس ااح المجال لتطييق أحكام التنازل عن الة ااكوع من أحد الوالدين الض ااحية أو الزوج الض ااحية(‪ ،)2‬وهو ما‬
‫أكدتو المحكمة العليا(‪.)3‬‬
‫التةريع الجزائري‪ ،‬فإن نظيريو المصري والفرنسي لم يوردا جريمة ترك أو هجر العائلة‬ ‫وعلى خز‬
‫ض ا ا اامن جرائم الة ا ا ااكوع‪ ،‬إذ ال نجد لها محزا ض ا ا اامن نص المادة ‪ 3‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م التي عددت الجرائم التي‬
‫تتطلب ةا ا ا ا ا ا ااكوع من المجني عليو كقيد إجرائي على حرية النيابة العامة في تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬وال‬
‫نص المادة ‪ 10‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م التي نصت على التنازل عن الةكوع‪.‬‬
‫القديم الملغى (‬ ‫أما بالنس اابة للمة اارع الفرنس ااي فإنو كان يتطلب بموجب المادة ‪ 1-357‬من ق ع‬
‫والتي تتطايق مع نص المادة ‪ 330‬من ق ع ج) تقديم ة ا ا ااكوع مس ا ا اابقة من الزوج المجني عليو أو األم أو‬
‫األب المجني عليو الذي بقي في المنزل(‪.)4‬‬
‫إال أنو بص ا ا ا ا ا اادور القانون رقم ‪ 1336-92‬المؤرخ في ‪ 16‬ديس ا ا ا ا ا اامير ‪ ،1992‬ألغى نص هذه المادة‬
‫بموجب نص المادة ‪ 372‬منو‪ ،‬أما قانون العقوبات الفرنسا ا ا ا ا ا ااي الحالي فز يقيد جريمة هجر األس ا ا ا ا ا ا ارة ‪De‬‬
‫(‪.)5‬‬ ‫‪ L'abandon de Famille‬بةكوع من المجني عليو طبقا لنص المادة ‪ 3-227‬من ق ع‬
‫‪ -3‬جريمة خطف وابعاد قاصييير‪ :‬تقوم هذه الجريمة في التةا ا اريع الجزائري إذا قام ة ا ااخص يخطف‬
‫ار لم تكمل الثامنة عةاار ساانة أو إبعادها وذلك بغير عنف أو تهديد أو تحايل ثم يتزوج يها‪ ،‬فز تتخذ‬
‫قاصا اا‬
‫يناءا على ة ااكوع األة ااخاص الذين لهم ص اافة في طلب إبطال الزواج‪ ،‬عمزا‬
‫إجراءات المتابعة ض ااده‪ ،‬إال ا‬

‫(‪ ، -)1‬المجلس الةعيي الوطني‪ ،‬الجريدة الرسمية للمناقةات‪ ،‬الفترة التةريعية السابعة‪ ،‬الدورة العادية السادسة‪ ،‬السنة الثالثة‪-‬‬
‫رقم ‪ 2 ،163‬أفريل ‪ ،2015‬ص ‪.5‬‬
‫(‪ -)2‬عيد أ أوهاييية‪ ،‬ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫(‪ -)3‬قرار المحكمة العليا الصادر في ‪ 49‬أفريل ‪ 2010‬في الملف رقم ‪،574335‬مجلة المحكمة العليا‪:‬قسم الوثائق‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫العدد ‪ ،1‬السنة ‪ ،2011‬ص ص ‪.97-295‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪- " Dans les même cas, pendante le mariage, la poursuite ne sera exercée que sur la plainte de l'époux resté au‬‬
‫‪foyer ", L'article 357-1, CPF (ancien). Création Ordonnance n° 58-1298 du 23 décembre 1958-art. 31, modifiant‬‬
‫‪notamment certains articles du code pénal, JORF n° 300-90 éme année-,du 24 décembre 1958, p 11763.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫‪- L'article 227-3, CPF, Modifié par loi n° 2019-1446 du 24 décembre 2019-art. 72, de financement de la sécurité‬‬
‫‪sociale pour 2020 (1), JORF n° 300 du 27 décembre 2019.‬‬

‫‪137‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫بخحكام المادة ‪ 326‬من ق ع ج(‪.)1‬‬


‫حدا للمتابعة أم ال وهو ما دعا رأي في الفقو‬
‫إال أن المةرع لم يةر إلى تنازل الضحية وهل يضع ا‬
‫الجزائري لعدم القول يذلك(‪.)2‬‬
‫وبالتالي فالمةا ا اارع الجزائري قيد جريمة خطف وابعاد قاصا ا اار بقيد الةا ا ااكوع دون أن ينص على حق‬
‫التنازل عنها‪ ،‬وييرر هذا االستثناء بخنو يحافظ على ةر الفتاة المخطوفة(‪.)3‬‬
‫واذا كان المةا ا اارع الجزائري قد قيد جريمة خطف وابعاد قاصا ا اار بقيد الةا ا ااكوع دون نصا ا ااو على حق‬
‫التنازل عنها‪ ،‬فإن نظيريو المصري والفرنسي لم يوردا هذا القيد أصزا بالنسبة لهذه الجريمة‪.‬‬
‫إذ لم ينص المةاارع المصااري على هذه الجريمة ضاامن تعداده لجرائم الةااكوع في نص المادة ‪ 3‬من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م المتعلقة بالةااكوع كقيد على حرية النيابة العامة في تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬وال في نص المادة‬
‫‪ 10‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م المتعلقة بالتنازل عن الةا ا ا ا ا ااكوع‪ ،‬وهو ما يؤكده نص المادة ‪ 289‬من ق ع م التي تتعلق‬
‫يجريمة خطف أنثى من غير تحايل وال إكراه لم ييلغ عمرها سااتة عةاار ساانة كاملة‪ ،‬ونص المادة ‪ 290‬من‬
‫ق ع م المتعلقة يجريمة خطف أنثى بالتحايل أو اإلكراه‪ ،‬المعدلتين بالقانون رقم ‪ 214‬لس ا ا ا اانة ‪ ،)4(1980‬إذ‬
‫لم تتضمنا أي قيد إجرائي يرد على حرية النيابة العامة في اتخاذها إجراءات المتابعة‪.‬‬
‫أما بالنسا ا ا ا اابة للتة ا ا ا ا اريع الفرنسا ا ا ا ااي فإنو كان يورد قيد الةا ا ا ا ااكوع على جريمة خطف وابعاد قاصا ا ا ا اار‬
‫القااديم‪ ،‬كمااا كااان‬ ‫‪ Enlèvement de mineurs‬المعاااقااب عليهااا ينص المواد ‪ 254‬إلى ‪ 256‬من ق ع‬
‫ينص في المادة ‪ 357‬من ذات القانون (التي أخذ عنها المة ا ا ا ا اارع الجزائري نص المادة ‪ 326‬من ق ع ج)‬
‫أن زواج الخاطف من الفتاة التي اختطفها يحول دون متابعتو إال يناء على ة ا ا ااكوع من األة ا ا ااخاص الذين‬
‫لهم الصا ا ا ا ا ا اافة في طلب إبطال الزواج وفقا لقانون نابليون‪ ،‬فيما ال يجوز إدانة الخاطف إال بعد القضاا ا ا ا ا اااء‬
‫عدة تعديزت‪ ،‬إال أنو بص ا اادور القانون رقم ‪1336-92‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫يإبطال هذا العقد ‪ ،‬وقد خض ا ااعت هذه المواد إلى د‬

‫قانونا أن يعاقب كل من خطف أو أبعد قاصارة دون الثامنة عةار من عمرها‪ ،‬بغير عنف أو ةارع في ذلك‬ ‫‪ " -‬من المقرر ا‬
‫(‪)1‬‬

‫واذا تزوجت القاص ا ا ا ا ارة المخطوفة أو المبعدة من خاطفها فز تتخذ إجراءات المتابعة الجزائية ضا ا ا ا ااده‪ ،‬إال يناء على ةا ا ا ا ااكوع‬
‫األةااخاص الذين لهم صاافة طلب إبطال الزواج وبعد القضاااء يإبطال العقد المذكور‪ ،‬إذ يةااترط إتمام إجراءات إبطال الزواج‬
‫قيل الحكم على المتهم‪ ،‬وتخلف هذا الةا ا اارط ينجر عنو النقض"‪ ،‬قرار المحكمة العليا صا ا ااادر يتاريخ ‪ 03‬جانفي ‪ ،1995‬في‬
‫الملف رقم ‪ ،128928‬المجلة القضائية‪ ،‬العدد األول‪ ،1995 ،‬ص ‪.249‬‬
‫(‪ -)2‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬اإلجراءات الجزائية في التةريع الجزائري والمقارن ‪،‬ط ‪(4‬منقحة ومعدلة)‪،‬المرجع السايق‪ ،‬ص‪.214‬‬
‫(‪ -)3‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫(‪ -)4‬قانون رقم ‪ 214‬لسا اانة ‪ ،1980‬مؤرخ في ‪ 24‬ديسا اامير ‪ ،1980‬يتعديل بعض أحكام قانون العقوبات‪-‬المصا ااري‪ ،-‬ج ر م‬
‫عدد ‪ " 52‬مكرر" صادرة في ‪ 28‬ديسمير ‪.1980‬‬
‫‪- "Dans le cas où le ravisseur aurait épousé la fille qu'il a enlevée, il ne pourra être poursuivi que sur la plainte‬‬
‫)‪(5‬‬

‫‪des personne qui, d'après le code napoléon, ont le droit de demander la nullité du mariage, ni condamné qu'après‬‬
‫‪que la nullité du mariage aura été prononcée ", l'article 357, CPF ( ancien).‬‬

‫‪138‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫القديم(‪.)1‬‬ ‫المؤرخ في ‪ 16‬ديسمير ‪ ،1992‬ألغت المادة ‪ 372‬منو المواد من ‪ 354‬إلى ‪ 357‬من ق ع‬


‫أما بالنسا ا ا ا ا اابة لقانون العقوبات الفرنسا ا ا ا ا ااي الحالي فقد جاء خاليا من قيد الةا ا ا ا ا ااكوع بالنسا ا ا ا ا اابة لجرائم‬
‫‪.‬‬ ‫المنصوص عليها في المادة ‪ 1-224‬وما يليها من ق ع‬ ‫االختطا‬
‫مخالفا لنظيريو المص ااري والفرنس ااي يإيراده قيد الة ااكوع على جريمة‬ ‫ا‬ ‫وبالتالي فالتةا اريع الجزائري جاء‬
‫خطف وابعاد قاص ا ا ا اار دون نص ا ا ا ااو على حق التنازل عنها‪ ،‬فيما أطلقا المة ا ا ا اارعين الثاني والثالث يد النيابة‬
‫العامة في اتخاذ إجراءات المتابعة بالنسبة لهذه الجريمة‪.‬‬
‫‪ -4‬جريمة عدم تسيييليم محضيييون‪ :‬يتفق كل من القانون الجزائري ونظيره المصا ااري في النص على‬
‫قيد الةا ااكوع بالنسا اابة لجريمة عدم تسا االيم محضا ااون إلى من لو الحق في طلبو‪ ،‬وتتحقق هذه الجريمة طباقا‬
‫اوعا تحت رعايتو عن‬
‫لنص المادتين ‪ 328‬من ق ع ج‪ ،‬و‪ 292‬من ق ع م‪ ،‬بامتناع من كان الطفل موض ا ا ا‬
‫تساليمو إلى من قضاي في ةاخن حضاانتو بحكم مةامول بالنفاذ المعجل أو بحكم نهائي‪ ،‬أو خطف أو إبعاد‬
‫القاص ا اار‪ ،‬أو حمل الغير على فعل ذلك‪ ،‬ويتطلب الركن المعنوي لهذه الجريمة توافر القص ا ااد الجنائي الذي‬
‫يقوم على علم الجاني يوجود حكم قضا ا ا ا ا ااائي واتجاه إرادتو لعدم تنفيذ هذا الحكم‪ ،‬ولو وقع ذلك بغير تحايل‬
‫أو إكراه‪.‬‬
‫حدا للمتابعة الجزائية‪ ،‬والتي تنتهي بصاادور‬
‫كما يتفقان في أن تنازل المجني عليو عن ةااكواه يضااع ا‬
‫حكم بانقض اااء الدعوع العمومية لتنازل أو ص اافح المجني عليو‪ ،‬طباقا لنص المادة ‪ 329‬مكرر من ق ع ج‬
‫المس ا ا ااتحدثة بموجب القانون رقم ‪ 23-06‬المعدل والمتمم لقانون العقوبات الجزائري‪ ،‬والتي تنص على عدم‬
‫جواز مباةارة الدعوع الرامية إلى تطييق المادة ‪ 328‬إال يناء على ةااكوع الضااحية‪ ،‬وتضاامنت الفقرة الثانية‬
‫حدا للمتابعة الجزائية(‪ ،)2‬فيما تنص المادة‬ ‫حكما مفاده أن ص ا اافح الض ا ااحية يض ا ااع ا‬
‫واألخيرة من ذات المادة ا‬
‫الثالثة من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م على " ال يجوز أن ترفع الدعوع الجنائية إال يناء على ةا ا ا ااكوع ةا ا ا اافهية أو كتايية من‬
‫المجني عليو أو من وكيلو الخاص إلى النيابة العامة أو إلى أحد مخموري الضا ا ا ا اابا القضا ا ا ا ااائي في الجرائم‬
‫المنصا ا ا ا ا ا ااوص عليها في المواد (‪ )308 ،307 ،306 ،303 ،293 ،292 ،279 ،277 ،274 ،185‬من‬
‫ق ااانون العقوب ااات‪ ،‬وك ااذل ااك في األحوال األخرع التي ينص عليه ااا الق ااانون"(‪ ،)3‬وك ااذا نص الم ااادة ‪ 10‬من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م ينصااها‪ " :‬لمن قدم الةااكوع أو الطلب في األحوال المةااار إليها في المواد السااابقة وللمجني عليو‬
‫في الجريمة المنصاا ا ااوص عليها في المادة (‪ )185‬من قانون العقوبات وفي الجرائم المنصاا ا ااوص عليها في‬
‫المواد (‪ (308 ،307 ،306 ،302‬من القانون المذكور ‪ ...‬أن يتنازل عن الةكوع"(‪.)4‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪- loi n° 92-1336 du 16 décembre 1992 art 372, relative à d'entrée en vigueur du nouveau code pénale et à la‬‬
‫‪modification de certaines disposition de droit pénale et de procédure pénale rendue nécessaire par cette entrée en‬‬
‫‪vigueur (1), JORF n° 298-124 année-, du 23 décembre 1992 , p 17594.‬‬
‫(‪ -)2‬المادة ‪ 329‬مكرر‪ ،‬المستحدثة بموجب المادة ‪ 37‬من قانون رقم ‪ ،23-06‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫(‪ -)3‬المادة ‪ 3‬من قانون رقم ‪ 150‬لسنة ‪ 1950‬المتضمن قانون اإلجراءات الجنائية المصري‪ ،‬المرجع السايق‪.‬‬
‫(‪ -)4‬المادة ‪ 10‬من ق إ ج م‪ ،‬نفس المرجع‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫والسيب في تخويل من لو حق حضانة الصغير سلطة االتهام والتنازل عنها‪،‬هو الحفاظ على عزقة‬

‫القربى والمصاهرة يين أقارب المحضون ‪ ،‬ذلك أن هذا الموضوع يمس ا‬


‫دائما سمعة واعتبار العائزت ويؤثر‬
‫(‪)1‬‬
‫نفسيا على الصغير‬
‫ا‬
‫المةرعين الجزائري والمصري‪ ،‬فإن المةرع الفرنسي لم يقيد هذه الجريمة بقيد الةكوع‪،‬‬ ‫وعلى خز‬
‫القديم والملغاة ينص المادة ‪ 372‬من قانون رقم ‪1336-92‬‬ ‫س ا ا ا ا ا اواء في نص المادة ‪ 3-345‬من ق ع‬
‫الحالي وما بعدها‪.‬‬ ‫سلفا‪ ،‬أو نص المادة ‪ 7-227‬من ق ع‬
‫المؤرخ في ‪ 16‬ديسمير ‪ 1992‬المذكور ا‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -5‬جريمة عدم تسديد النفقة‬
‫يقيد المةاارع المصااري إجراءات المتابعة بةااخن جريمة عدم تسااديد النفقة المعاقب عليها ينص المادة‬
‫‪ 293‬من ق ع م على ةااكوع المجني عليو إذ تعاقب هذه المادة كل من صاادر عليو حكم قضااائي واجب‬
‫النفاذ يدفع نفقة لزوجو أو أقاربو أو أص ااهاره أو أجرة حض ااانة أو رض اااعة أو مس ااكن‪ ،‬وامتنع عن الدفع مع‬
‫قدرتو عليو لمدة ثزثة أةهر بعد التنييو عليو بالدفع(‪.)3‬‬
‫ولما كانت هذه الجريمة مما يمس نظام األسرة وأواصر القرابة والزوجية(‪ ،)4‬فقد رأع المةرع المصري‬
‫تعليق المتابعة فيها على قيد الةااكوع من صاااحب الةااخن‪ ،‬بموجب حكم الفقرة الثانية من نص المادة ‪293‬‬
‫من ق ع م المذكورة سا ا ا االفا‪ ،‬وكذا نص المادة ‪ 3‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م التي تضا ا اامنت من يين جرائم الةا ا ااكوع التي‬

‫(‪ -)1‬عزت مصطفى الدسوقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.295‬‬


‫(‪ -)2‬من مةااتمزت النفقة‪ ،‬الغذاء‪ ،‬الكسااوة‪ ،‬العزج‪ ،‬السااكن‪ ،‬هذا وقد وسااع المةاارع الفرنسااي في مةااتمزت النفقة وأدخل فيها‬
‫‪ :‬المعاش والتيرعات واإلعانات والمسا ااتحقات مهما كانت طييعتها المقررة بسا اايب أحد‬ ‫طباقا لنص المادة ‪ 3-227‬من ق ع‬
‫االلتزامات األسا ا ا ارية المنص ا ا ااوص عليها في القانون المدني‪ ،‬بما فيها المنح العائلية المقررة من طر الدولة لص ا ا ااالح العامل‬
‫بمناساابة واليتو على األوالد دون تحديد لساان معينة‪ ،‬وأقر القضاااء الفرنسااي حتى المنح التعويضااية الثايتة في األجرة الةااهرية‬
‫إليها أجر المرضا ااعة والحاضا اانة‪،‬‬ ‫للعامل‪ ،‬في حين نجد أن المةا اارع المصا ااري اكتفى في النفقة بالضا ااروريات فقا‪ ،‬وأضا ااا‬
‫والغريب أنو لم يتحدث عن مصاريف العزج رغم كونها من الضروريات‪ ،‬إال أن الفقو والقضاء لم يتخلف عن ذكرها‪ ،‬والنفقة‬
‫في التة اريع المصااري ال تنسااحب إلى المصااروفات التي يحكم يها على الوالد لمصاالحة مؤس اسااة للرعاية عهد باينو إليها‪ ،‬وال‬
‫إلى النفقة التي يحكم يها على ةا ا ااخص لصا ا ااالح فتاة غرر يها‪ ،‬والمةا ا اارع الجزائري يدوره لم يذكر أجرة الرضا ا اااع يل أدخلها‬
‫وحسنا فعل ألنها واجبة على المرأة فإن هي تخلفت عنها بسيب عملها‪،‬‬
‫ا‬ ‫ضمن النفقة الغذائية‪ ،‬ولم يذكر كذلك أجرة الحضانة‬
‫فخجرة الحضانة من هذا العمل وليست من عمل الزوج‪ ،‬عكس مصاريف التعليم فاألولى جعلها على عاتق األب‪ ،‬مما ينبغي‬
‫اوعا لجريمة عدم تس ااديد النفقة‪ ،‬ولقد أقر القض اااء الجزائري صا اراح اة عدم جعل المنح العائلية‬
‫معو القول أنها ال تص االح موض ا ا‬
‫ضمن مةتمزت النفقة المطلوبة الكتمال الوصف اإلجرامي لهذا الفعل‪ ،‬عيد الرحمن الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةكوع كقيد‬
‫على المتابعة الجزائية‪ :‬دراسة تخصيلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.384-381 .‬‬
‫(‪ -)3‬م ‪ 293‬من ق ع م‪ ،‬المسااتيدلة ينص المادة ‪ 1‬من قانون رقم ‪ 6‬لساانة ‪ ،2020‬مؤرخ في ‪ 2‬فيفري ‪ ،2020‬يتعديل بعض‬
‫أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم ‪ 58‬لسنة ‪ ،1937‬ج ر م‪ ،‬العدد ‪(5‬مكرر)‪،‬صادرة في ‪ 2‬فيفري ‪ ،2020‬ص ‪.9‬‬
‫(‪ -)4‬عزت مصطفى الدسوقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.301‬‬

‫‪140‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫حصر هذه الجريمة‪.‬‬


‫اا‬ ‫حددتها‬
‫ويترتب على ذلك أن يكون لص ا اااحب الة ا ااخن بعد تقديمو للة ا ااكوع أن يعدل عن ق ارره بخن يتنزل عن‬
‫ةكواه‪ ،‬وهو ما أكده المةرع المصري ينص المادة ‪ 10‬من ق إ ج م‪.‬‬
‫ويختلف التة ا اريع الجزائري مع نظيره المصا ااري بصا اادد هذه الجريمة من حيث عدم اةا ااتراطو ةا ااكوع‬
‫لتحريك الدعوع العمومية ض ا ااد المتهم الذي يمتنع ا‬
‫عمدا عن إعالة أسا ا ارتو وعن اداء كامل قيمة النفقة لمدة‬
‫تتجاوز الةااهرين دون انقطاع‪ ،‬إلى زوجو أو أصااولو أو فروعو ‪ ،‬رغم صاادور حكم يلزمو يذلك‪ ،‬طباقا لنص‬
‫المادة ‪ 331‬من ق ع ج(‪.)1‬‬
‫حدا للمتابعة الجزائية بة ا ا ا ا اارط دفع المبالغ‬
‫في حين يتفقان من حيث أن ص ا ا ا ا اافح الض ا ا ا ا ااحية يض ا ا ا ا ااع ا‬
‫المستحقة‪ ،‬طباقا لنص الفقرة األخيرة من ذات المادة‪ ،‬وهو ما أكدتو المحكمة العليا(‪.)2‬‬
‫ويختلف التة ا ا ا ا اريعين الجزائري والمص ا ا ا ا اري عن نظيرهما الفرنسا ا ا ا ااي من حيث أن هذا األخير ال يقيد‬
‫تحريك الدعوع العمومية بالنسا اابة لجريمة عدم تسا ااديد النفقة المعاقب عليها ينص المادة ‪ 3-227‬من ق ع‬
‫‪ ،‬بةا ااكوع من المجني عليو‪ ،‬كما لم ينص على أن تنازل هذا األخير يضا ااع ا‬
‫حدا للمتابعة‪ ،‬فهي إذن في‬
‫التةريع الفرنسي ليست من جرائم الةكوع وال نص على جواز التنازل فيها‪.‬‬
‫‪ -6‬جريمة الفعل المخل بالحيا مع امرأة ولو ف هير عالنية‬
‫يزيد المةا اارع المصا ااري عن نظيريو الجزائري والفرنسا ااي ضا اامن جرائم الةا ااكوع‪ ،‬جريمة الفعل المخل‬
‫بالحياء مع امرأة ولو في غير عزنية‪ ،‬الفعل المنصااوص والمعاقب عليو ينص المادة ‪ 279‬من ق ع م إذ‬
‫وردت هذه الجريمة ضمن نص المادة ‪ 3‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م التي عدد فيها المةرع المصري على سييل الحصر‬
‫بعض الجرائم التي يقيد فيها حق النيابة العامة في تحريك الدعوع العمومية على ةكوع المجني عليو‪.‬‬
‫وتقوم هذه الجريمة بكل فعل يختيو الجاني على النحو الوارد بالفعل الفاضا ااح العلني‪ ،‬أي الفعل العمد‬
‫المااادي الااذي يخاادش في المرء حياااء العين أو األذن‪ ،‬أمااا مجرد األقوال مهمااا يلغاات من درجااة اليااذاءة‬
‫والفحش فز تعتير إال س ا ا ا اابا(‪ ،)3‬الذي ال ييلغ درجة هتك العرض‪ :‬الفعل الذي يس ا ا ااتطيل إلى جس ا ا اام المجني‬

‫(‪" -)1‬يفترض أن عدم الدفع عمدي مالم يثيت العكس‪ ،‬وال يعتير االعسار الناتج عن االعتياد على سوء السلوك أو الكسل أو‬
‫عذر مقيوالا من المدين في أية حالة من األحوال"‪ ،‬المادة ‪ 331‬من ق ع ج‪ ،‬المعدلة بالمادة ‪ 38‬من قانون رقم ‪-06‬‬
‫الس ا ا ااكر اا‬
‫‪ ،23‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫(‪ " -)2‬المطعون ضادها‪ ...‬قد تنازلت وصافحت عن طليقها حساب ما هو ثايت من عقد متضامن تصاريح بالتنازل المحرر‪...‬‬
‫وعليو‪ ،‬وعمزا ينص المادة ‪ 331‬من ق ع في فقرتها األخيرة‪ ،‬فإن هذا الص اافح يترتب عنو‪ ،‬بعد دفع النفقة‪ ،‬انقض اااء الدعوع‬
‫العمومية المقامة ضا ا ا ا ا ا ااد الطاعن" قرار المحكمة العليا‪ ،‬يتاريخ ‪ 25‬مارس ‪ ،2009‬في ملف رقم ‪ ،442278‬مجلة المحكمة‬
‫العليا‪ ،‬قسم الوثائق‪ ،‬العدد ‪ ،2‬السنة ‪ ،2009‬ص ص ‪.378-377‬‬
‫(‪ -)3‬ن ج م ‪ :‬الطعن رقم ‪ 440‬لسنة ‪ 23‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 16‬جوان ‪ ،1953‬أحكام النقض‪ ،‬مكتب فني ‪ ،04‬ص‪.996‬‬

‫‪141‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫عليو مباة ا ارة ويصا اايب عورة من عوراتو ويخدش عاطفة الحياء عنده(‪ ،)1‬حماية لةا ااعورها وصا اايانة لكرامتها‬
‫مما قد يقع على جسمها أو بحضورها من أمور مخلة بالحياء على الرغم منها‪ ،‬بغير عزنية(‪.)2‬‬
‫اقعا على أنثى مميزة على األقل‪ ،‬فإذا كانت مجنونة أو غير مميزة‪ ،‬ال تملك‬ ‫ويجب أن يكون الفعل و ا‬
‫القادرة على إدراك داللاة تلاك األفعاال‪ ،‬فز تقوم الجريماة النعادام العلاة(‪ )3‬كماا يةا ا ا ا ا ا ااترط أن يتم الفعال بغير‬
‫نهائيا‪ ،‬وليس لمحكمة النقض بعد ذلك‬
‫رضاها‪ ،‬وهي مسخلة موضوعية تفصل فيها محكمة الموضوع فصزا ا‬
‫مراقيتها طالما أن األدلة واالعتبارات التي ذكرتها من ةخنها أن تؤدي إلى ما انتهى إليو الحكم(‪.)4‬‬
‫ويتعين أيض ا ا ا ااا توافر القص ا ا ا ااد الجنائي الذي يتحقق يتعمد الجاني إتيان الفعل‪ ،‬وقص ا ا ا ااد النتيجة‪ ،‬فز‬
‫جريمة إذا ما كان الفعل وليد الخطخ من غير قصد‪ ،‬أو الفعل المردود إلى األلفة وسقوط الكلفة(‪.)5‬‬
‫وكما تقدم ذكره‪ ،‬اليد من ةا ا ا ا ااكوع المجني عليها لكي تتحرك الدعوع‪ ،‬ولها حق الةا ا ا ا ااكوع إذا كانت‬
‫تيلغ ‪ 15‬سنة ‪ ،‬أما إذا كانت أقل كان حق الةكوع لمن لو الوالية عليها(‪ ، )6‬وباعتبارها من جرائم الةكوع‪،‬‬
‫فالمادة ‪ 10‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م تجيز لمن قدم الة ا ااكوع أن يتنازل عنها في أي وقت إلى أن يص ا اادر في الدعوع‬
‫حكم نهائي‪.‬‬
‫‪ -II‬جرائم االعتدا عل الشرف واالعتبار‪ :‬وتتمثل في جريمتي السب والقذ ‪:‬‬
‫‪ ‬جريمت الق ف والسييييب‪ :‬يعد قذافا ‪ diffamation‬طباقا لنص المادة ‪ 296‬من ق ع ج(‪ ،)7‬المطابقة‬
‫لنص المادة ‪ 29‬من قانون حرية اإلعزم الفرنسي الصادر في ‪ 29‬جويلية ‪ ،)8(1881‬كل ادعاء يواقعة من‬
‫ةخنها المساس بةر واعتبار األةخاص أو الهيئة المدعى عليها بو‪ ،‬أو إسنادها إليهم أو إلى تلك الهيئة‪،‬‬
‫ويعاقب على نةر هذا االدعاء أو ذلك اإلسناد مباةرة أو بطريق إعادة النةر ‪...‬‬
‫ينص المادة ‪ 302‬من ق ع م بخنو كل من أس ااند لغيره يواس ااطة‬ ‫فيما يعر المة اارع المص ااري القذ‬
‫إحدع الطرق الميينة في المادة ‪ 171‬من هذا القانون (المحددة لصا ا ا ا ااور العزنية) اا‬
‫أمور لو كانت صا ا ا ا ااادقة‬

‫(‪ -)1‬ن ج م ‪ :‬الطعن رقم ‪ 894‬لسنة ‪ 21‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 8‬أكتوبر ‪ ،1951‬أحكام النقض‪ ،‬مكتب فني ‪ ،03‬ص‪.30‬‬
‫(‪ -)2‬ن ج م ‪ :‬الطعن رقم ‪ 726‬لسنة ‪ 29‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 2‬نوفمير ‪ ،1959‬أحكام النقض‪ ،‬مكتب فني ‪ ،10‬ص‪.834‬‬
‫(‪ -)3‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫(‪ -)4‬طعن رقم ‪ 726‬لسنة ‪ 29‬قضائية‪،‬جلسة ‪ 2‬نوفمير ‪،1959‬أحكام النقض‪ ،‬المكتب فني‪ ،‬العدد ‪ ،3‬السنة ‪ ،10‬ص ‪.834‬‬
‫(‪ -)5‬عيد السزم مقلد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫(‪ -)6‬عزت مصطفى الدسوقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.294‬‬
‫(‪ -)7‬المادة ‪ 296‬من أمر رقم ‪ ،156-66‬مؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ ،1966‬والمتضمن قانون العقوبات ‪،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.732‬‬
‫‪"-Toute allégation ou imputation d'un fait qui porte atteinte à l'honneur ou à la considération de la personne ou du corps‬‬
‫)‪(8‬‬

‫‪auquel le fait est imputé est une diffamation. La publication directe ou par voie de reproduction de cette allégation ou de cette‬‬
‫‪imputation est punissable, même si elle est faite sous forme dubitative…", L'article 29-1, loi du 29 juillet 1881, sur liberté de‬‬
‫‪la presse, JORF n° 206-13 éme année-, du 30 juillet 1881, p 4203, Modifié par Ordonnance du 6 mai 1944-art. 4, relative à la‬‬
‫‪répression des délits de presse, JORF n° 42-76 éme année-, du 20 mai 1944, p 402.‬‬

‫‪142‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫قانونا أو أوجيت احتقاره عند أهل وطنو(‪.)1‬‬


‫ألوجيت عقاب من أسندت إليو العقوبات المقررة لذلك ا‬
‫المزحظ أن التةا اريعات المقارنة محل الد ارس ااة تتفق على أن القذ هو إس ااناد واقعة أو أمور محدد‬
‫كذبا ويكون من ةااخنها لو صااحت المساااس بة ارفو‬
‫علنا إلى ةااخص اخر‪ ،‬وقعت منو أو منسااوبة إليو ولو ا‬
‫ا‬
‫(‪)2‬‬
‫واعتباره ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫أهم أركان هذه‬ ‫لواقعة من ةا ا ا ااخنها المسا ا ا اااس بالةا ا ا اار واالعتبار‪ ،‬والعلنية‬ ‫ويعد ركني اإلسا ا ا ااناد‬
‫الجريمة واللذان يتعين توافرهما إلدانة المتهم(‪.)5‬‬
‫أما السا ا ا ا ا ا ااب ‪ L'injure‬في نص المادة ‪ 297‬من ق ع ج(‪ ،)6‬والتي يقايلها حر افيا نص المادة ‪2-29‬‬
‫من قانون حرية اإلعزم الفرنس ا ااي الص ا ااادر في ‪ 29‬جويلية ‪ ،)7(1881‬فيعر بخنو‪ " :‬كل تعيير مة ا ااين أو‬
‫تحقير أو قذافا ال ينطوي على إسناد أية واقعة "‪.‬‬
‫اا‬ ‫عبارة تتضمن‬
‫فيما عرفتو المادة ‪ 306‬من ق ع م بخنو كل تعيير ال ية ا ااتمل على إس ا ااناد واقعة معينة يل يتض ا اامن‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ 302‬من ق ع م‪ ،‬معدلة بالقانون رقم ‪ 93‬لسا ا ا ا ا اانة ‪ ،1995‬مؤرخ في ‪ 4‬ماي ‪ ،1995‬يتعديل بعض أحكام قانوني‬
‫العقوبات واإلجراءات الجنائية والقانون رقم ‪ 76‬لسا اانة ‪ 1970‬بانةا اااء نقابة الصا ااحفيين‪ ،‬ج ر م‪ ،‬العدد ‪ 18‬تابع‪ ،‬صا ااادرة في‬
‫‪ 28‬ماي ‪.1995‬‬
‫عموما إلى تعريف الة ا ا اار إلى أنو مص ا ا االحة المواطن في أال يعاب عليو ة ا ا اايء ( العيب هو كل نقص في‬
‫ا‬ ‫(‪ -)2‬يتجو الفقو‬
‫معا)‪ ،‬ينافي‬
‫ص اافات المجني عليو أو أخزقو أو س اايرتو يخدش الة ااعور أو يعتير إخزالا بالواجب وهو ية اامل القذ والس ااب ا‬
‫األخزق‪ ،‬أما االعتبار فيعر بخنو‪ :‬الفكرة التي كونها الناس عن الةا ا ا ا ااخص من واقع اختبارهم لو وامتحانهم إياه‪ ،‬مما يجعل‬
‫كلمة االحترام مرادفة لزعتبار يوصا اافها تنطوي على قدر ما يكنو المجتمع من قيمة للةا ااخص ‪ ،‬فالةا اار هو قيمة اإلنسا ااان‬
‫لدع نفس ااو واالعتبار هو قيمتو وس اامعتو لدع الناس‪ ،‬عزت مص ااطفى الدس ااوقي‪ ،‬المرجع الس ااايق‪ ،‬ص ص ‪ ،293-292‬عيد‬
‫الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةاكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارساة تخصايلية تحليلية مقارنة ‪،‬المرجع الساايق‪ ،‬ص‬
‫‪.426‬‬
‫ما هو وارد في‬ ‫(‪ -)3‬المةا ا ا ا اارع المصا ا ا ا ااري يتحدث عن اإلسا ا ا ا ااناد دون االدعاء أو ما يعر عند الفقو باإلخبار‪ ،‬وهذا يخز‬
‫التةريعين الجزائري والفرنسي‪ ،‬فاالدعاء يتضمن معنى الرواية عن الغير أو ذكر الخير محتمزا الصدق والكذب‪ ،‬أما اإلسناد‬
‫على سييل التخكيد سواء كانت الواقعة المدعي يها صحيحة أو كاذبة‪ ،‬وسواء تعلق‬ ‫فيعني نسبة األمر إلى الةخص المقذو‬
‫األمر باالدعاء أو اإلس ا ااناد‪ ،‬فكزهما يتض ا اامن إلحاق واقعة أو أمر مة ا ااين بالمجني عليو‪ ،‬ويتم ذلك على س ا ااييل التخكيد عن‬
‫طريق الرواية من الغير‪ ،‬أو ترديد القول على أنو إةاعة‪ ،‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.432‬‬
‫(‪ -)4‬وردت ص ااور العزنية في التةا اريعات المقارنة محل الد ارس ااة في المواد‪ 296 :‬من ق ع ج‪ 23 ،‬من قانون حرية اإلعزم‬
‫الفرنسا ا ااي المؤرخ في ‪ 29‬جويلية ‪ ،1881‬والمادة ‪ 171‬من ق ع م‪ ،‬والتي تتمثل أسا ا ااا اس ا ا اا في‪ :‬الجهر بالقول أو الصا ا اايائ أو‬
‫بالفعل‪ ،‬أو اإليماء‪ ،‬أو الكتابة‪ ،‬أو بالرسوم‪ ،‬أو الصور‪ ،‬أو الرموز‪...‬‬
‫(‪ -)5‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫(‪ -)6‬المادة ‪ 297‬من أمر رقم ‪ ،156-66‬مؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ ،1966‬والمتضمن قانون العقوبات ‪،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.732‬‬
‫)‪(7‬‬
‫‪- " Toute expression outrageante, termes de mépris ou invective qui ne renferme l'imputation d'aucun fait est une‬‬
‫‪injure" ,l'article 29-2, loi du 29 juillet 1881, Op-Cit, p 4203, Modifié par Ordonnance du 6 mai 1944, Op-Cit, p‬‬
‫‪402‬‬

‫‪143‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫خدةا للةر واالعتبار(‪.)1‬‬‫بخي وجو من الوجوه ا‬


‫والسااب ينحصاار في عنصاار‬ ‫من خزل هذه التعاريف التة اريعية يتضااح أن الفارق الوحيد يين القذ‬
‫ينسااب إلى المجني عليو واقعة محددة تمس بةارفو واعتباره‪ ،‬كخن‬ ‫من عناصاار الركن المادي هو أن القاذ‬
‫يقول ة ا ااخص عن اخر أنو س ا اارق من فزن كذا أو أنو أخذ ميلغ كذا كرة ا ااوة‪ ،‬وال ية ا ااترط أن تحدد األلفاظ‬
‫الواقعة المعنية يل يكفي أن تكون معروفة ولو أن األلفاظ في حد ذاتها غامض ا ا ااة‪ ،‬يينما في الس ا ا ااب الواقعة‬
‫المسندة إلى المجني عليو غير محددة‪ ،‬كخن ينسب الةخص رخر بخنو‪ :‬حمار‪ ،‬كلب‪ ،‬لص‪ ،‬أو نصاب(‪.)2‬‬
‫والسااب‬ ‫واذا كان المةاارع الجزائري ال يتطلب ةااكوع لتحريك الدعوع العمومية بةااخن جريمتي القذ‬
‫حدا‬
‫الموجو إلى األفراد والمعاقب عليها بالمادتين‪ 298 :‬و‪ 299‬من ق ع ج‪ ،‬فإن صا ا اافح الضا ا ااحية يضا ا ااع ا‬
‫للمتابعة الجزائية بةخن هاتين الجريمتين‪ ،‬عمزا ينص الفقرة الثانية من ذات المادتين(‪.)3‬‬
‫وعلى خزفو فالمةاارع المصااري يقيد جريمتي القذ والسااب طباقا لنص المادة ‪ 3‬من ق إ ج م‪ ،‬بقيد‬
‫ةااكوع المجني عليو‪ ،‬س اواء بالنساابة لجريمة القذ يوجو عام الموجو ألحد األفراد‪ ،‬أو في حق موظف عام‬
‫أو ةاا ااخص ذي صا ا اافة نيايية عامة‪ ،‬أو مكلف يخدمة وكان ذلك بس ا اايب أداء الوظيفة أو النيابة أو الخدمة‬
‫والسب إذا ارتكيت بطريق النةر في‬ ‫العامة‪ ،‬المعاقب عليها ينص المادة ‪ 303‬من ق ع م‪ ،‬وجريمة القذ‬
‫إحدع الجرائد أو المطيوعات‪ ،‬المنص ا ا ا ا ااوص و المعاقب عليها بالمادة ‪ 307‬من ق ع م‪ ،‬وكذا جرائم العيب‬
‫طعنا في عرض األفراد أو خد اةاا لساامعة العائزت‪ ،‬طبقا لنص‬
‫أو اإلهانة أو القذ أو السااب إذا تضاامنت ا‬
‫المادة ‪ 308‬من ق ع م‪.‬‬
‫فيما أجازت المادة العاةا ا ا ارة من قانون اإلجراءات الجنائية المص ا ا ااري لمن قدم الة ا ا ااكوع بة ا ا ااخن هذه‬
‫الجرائم أن يتنازل عن ةكواه في أي وقت إلى أن يصدر في الدعوع حكم نهائي‪.‬‬
‫المةاارع الجزائري‪ ،‬فإن المةاارع الفرنسااي قيد حرية النيابة‬ ‫وعلى غرار المةاارع المصااري وعلى خز‬
‫والس ا ااب بة ا ااكوع من المجني عليو‪ ،‬عمزا ينص‬ ‫العامة في تحريك الدعوع العمومية بة ا ااخن جريمتي القذ‬
‫المادتين ‪ 47‬و‪ 60‬من قانون حرية اإلعزم الفرنسي الصادر في ‪ 29‬جويلية ‪:)4(1881‬‬
‫الموجو لألفراد المنصا ااوص عليو في المادة ‪ ،32‬وفي حالة السا ااب المنصا ااوص‬ ‫‪ -1‬في حالة القذ‬
‫الة ااخص ‪diffamée‬‬ ‫والمعاقب عليو في الفقرة الثانية من المادة ‪ ،33‬ال تتم المتابعة إال بة ااكوع من طر‬
‫‪( ou injuriée‬المادة ‪.)60‬‬
‫تحديدا ينص‬
‫ا‬ ‫ض ااد المجالس‪ ،‬المحاكم والهيئات األخرع المة ااار إليها‬ ‫‪ -2‬في حالة الس ااب أو القذ‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ 306‬من قانون رقم ‪ 58‬لسنة ‪ ،1937‬المتضمن إصدار قانون العقوبات المصري‪ ،‬المرجع السايق‪.‬‬
‫(‪ -)2‬عيد السزم مقلد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،121‬عزت مصطفى الدسوقي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.292‬‬
‫(‪ -)3‬وال يحدث هذا األثر عن مخالفة السا ا ا ا ا ا ااب غير العلني المعا قب عليها ينص المادة ‪ 463‬من ق ع ج‪ ،‬وهذا أمر غير‬
‫منطقي‪ ،‬ما دعا الفقو إلى دعوة المةرع الجزائري إلى تدارك هذا اإلغفال‪ ،‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪- Art 47; Art 60, loi du 29 Juliet 1881, Op-Cit, p 4204.‬‬

‫‪144‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الماادة ‪ ،30‬ال تتخاذ إجراءات المتاابعاة إال بموجاب ماداولاة من طر الجمعياة العااماة التي تقرر المتاابعاة‪،‬‬
‫واذا لم يكن للهيئة جمعية عامة‪ ،‬يناء على ةكوع من رئيس الهيئة أو الوزير الذي تتبعو هذه الهيئة‪.‬‬
‫ضا ااد عضا ااو واحد أو عدة أعضا اااء من اليرلمان‪ ،‬فالمتابعة ال تتم إال‬ ‫‪ -3‬في حالة السا ااب أو القذ‬
‫يناء على ةكوع من الةخص المعني أو األةخاص المعنيين‪.‬‬
‫الموجو ضااد الموظفين العمومين‪ ،‬أمناء أو أعوان الساالطة العامة غير‬ ‫‪ -4‬في حالة السااب أو القذ‬
‫الوزراء‪ ،‬تباةر إجراءات المتابعة يناء على ةكواهم‪ ،‬أو ةكوع الو ا‬
‫زرة الوصية‪.‬‬
‫الموجو ض ااد محلف أو ة اااهد (جريمة منص ااوص عليها في المادة ‪ ،)31‬ال تتم‬ ‫‪ -5‬في حالة القذ‬
‫المتابعة إال يناء على ةكوع المحلف أو الةاهد الذي يدعي ذلك‪.‬‬
‫‪ -6‬في حالة إهانة رئيس الدولة أو أعض اااء البعثات الديلوماس ااية األجانب‪ ،‬يجري االدعاء يناء على‬
‫ةكوع من طرفهم إلى وزير الخارجية التي يحولها يدوره إلى وزير العدل‪.‬‬
‫‪ ،‬فإن التنازل عن الةااكوع من طر الةااخص صاااحب الحق‬ ‫وبموجب نص المادة ‪ 6‬من ق إ ج‬
‫حدا للمتابعة الجزائية‪.‬‬
‫فيها يضع ا‬
‫نظيريو المصا ااري والفرنسا ااي‪ ،‬لم يتطلب لتحريك الدعوع‬ ‫والغريب أن المةا اارع الجزائري‪ ،‬على خز‬
‫والسااب تقديم ةااكوع خاصااة‪ ،‬في حين تينى نظام صاافح المجني عليو‬ ‫العمومية يخصااوص جريمتي القذ‬
‫متخخر يخصوصية هذا النوع من الجرائم‪ ،‬ومساسها بالدرجة األولى‬
‫اا‬ ‫منو‪ ،‬ولو‬ ‫يخصوصهما‪ ،‬بمثابة اعت ار‬
‫بحقوق خاصااة ولصاايقة بالمجني عليو‪ ،‬وان كان األحرع بو أن يتينى نظام الةااكوع يدالا من الصاافح‪ ،‬ألنو‬
‫أكثر مزئمة لجرائم الةا ا ا اار واالعتبار‪ ،‬التي يسا ا ا ااتحسا ا ا اان أن يمنح المجني عليو فيها الحق في التحكم في‬
‫وعدما‪ ،‬فما الفائدة من منحو الحق في وضا ا ا ا ا ا ااع حد للمتابعة الجزائية بعد أن تكون العبارات‬
‫ا‬ ‫وجودا‬
‫ا‬ ‫دعواها‪،‬‬
‫واأللفاظ المسيئة لةرفو واعتباره قد ترددت أمام ضباط الةرطة أو أعضاء النيابة أو حتى المحكمة(‪.)1‬‬
‫حصر في مخالفة الجروئ غير العمدية ‪:‬‬ ‫اا‬ ‫‪ -II‬جرائم االعتدا عل سالمة الجسم‪ :‬وتتمثل‬
‫يورد المةا ا ا ا ا ا اارع الجزائري دون نظيريو المصا ا ا ا ا ا ااري والفرنسا ا ا ا ا ا ااي‪ ،‬مخالفة الجروئ غير العمدية الفعل‬
‫المنصاااوص والمعاقب عليو ينص المادة ‪ 2-442‬من ق ع ج ضا اامن نطاق جرائم الةا ااكوع ‪ ،‬وتتحقق هذه‬
‫الجريمة عن طريق إحداث جروئ أو إص ا ا ااابة أو مرض بغير قص ا ا ااد‪ ،‬ال يترتب عليو عجز كلي عن العمل‬
‫لمدة تتجاوز ثزثة (‪ )3‬أةااهر‪ ،‬وكان ذلك ناةا اائا عن رعونة أو عدم احتياط أو عدم انتباه أو إهمال أو عدم‬
‫مراعاة النظم(‪.)2‬‬
‫يناءا على ةكوع الضحية‪ ،‬فيما يضع صفح‬
‫وال يمكن مباةرة الدعوع العمومية عن هذه الجريمة إال ا‬

‫(‪ -)1‬ليلى قايد‪ ،‬الصا ا ا االح في جرائم االعتداء على األفراد فلسا ا ا اافتو وصا ا ا ااوره وتطييقو في القانون الجنائي المصا ا ا ااري‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪.261‬‬
‫(‪ -)2‬المادة ‪ 442‬من ق ع ج‪ ،‬معدلة بالمادة رقم ‪ 58‬من القانون رقم ‪ ،23-06‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.28‬‬

‫‪145‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫حدا للمتابعة الجزائية‪ ،‬عمزا ينص الفقرتين الرابعة والخامسة من ذات المادة‪.‬‬
‫أو تنازل هذا األخير ا‬
‫‪ -IV‬جرائم االعتدا عل الحق ف الخصييييوصييييية(‪ :)1‬لم تعر التةا ا اريعات المقارنة محل الد ارس ا ااة‬
‫على غرار أغلب التةا ا اريعات الحق في الخص ا ااوص ا ااية‪ ،‬تاركة األمر للفقو‪ ،‬واكتفت يوض ا ااع نص ا ااوص تكفل‬
‫حماية هذا الحق‪ ،‬وتعدد صور االعتداء عليو‪.‬‬
‫ويعر الفقيو الفرنسي ‪ Carbonnier‬الحق في الخصوصية بخنها‪ " :‬المجال السري الذي يملك الفرد‬
‫هادئا وأن يتمتع بالهدوء‪ ،‬أو أنها‬
‫بةا ا ا ااخنو اسا ا ا ااتبعاد أي تدخل من الغير‪ ،‬وهي حق الةا ا ا ااخص في أن يترك ا‬
‫الحق في احترام الذاتية الةخصية "(‪.)2‬‬
‫ومن أةا ااهر التعريفات للحق في الخصا ااوصا ااية التعريف الذي وضا ااعو معهد القانون األمريكي والذي‬
‫يعر الخص ا ااوص ا ااية عن طريق المس ا اااس يها‪ " :‬كل ة ا ااخص ينتهك بص ا ااورة جدية‪ ،‬ودون وجو حق‪ ،‬حق‬
‫ةخص اخر في أن ال تصل أموره وأحوالو إلى علم الغير‪ ،‬وأن ال تكون صورتو عرضة ألنظار الجمهور‪،‬‬
‫يعد مسؤوالا أمام المعتدع عليو"(‪.)3‬‬
‫وتحدد أهم عناص ا ا ا اار الحق في الخص ا ا ا ااوص ا ا ا ااية في حرمة المس ا ا ا ااكن‪ ،‬والحق في حرمة الم ارس ا ا ا اازت‬
‫والمحادثات‪ ،‬والحق في حرمة الحياة العائلية‪ ،‬والحق في الحياة الصحية‪ ،‬والحق في حرمة صورة اإلنسان‪،‬‬

‫(‪ -)1‬تتعدد التسميات التي تطلق على هذا الحق يين من يعتمد على مصطلح الحق في الحياة الخاصة‪ ،‬وبين من يعتمد على‬
‫مصطلح الحق في الخصوصية‪ ،‬فإن كان الحق في حرمة الحياة الخاصة هو المصطلح األول والتقليدي‪ ،‬إال أن المصطلح‬
‫وغالبا ما يجمع الباحثون يين المصااطلحين بالرغم من وجود بعض الفروق‬ ‫ا‬ ‫السااائد والةااائع اليوم هو الحق في الخصااوصااية‪،‬‬
‫يينهما ذلك أن الحق في الحياة الخاص ا ااة والذي كان الس ا اايق في االعت ار بو للقانون الفرنس ا ااي متخ اذا معيار المكان كمحدد‬
‫غالبا الجانب المادي الذي يرتبا بالمكان‬
‫لو‪ ،‬أي أن الحياة الخاص ا ا ااة هي تلك األحداث التي تدور خلف الجدران‪ ،‬فهو يمثل ا‬
‫أكثر من الةخص كحرمة المسكن‪ ،‬وحرمة المراسزت‪ ،‬أما مصطلح الخصوصية فيرتبا بالةخص أكثر من المكان‪ ،‬ويمثل‬
‫غالبا المظاهر المعنوية كالمحادثات الةااخصااية والمكالمات الهاتفية‪ ،‬وما يؤكد أن المصااطلح الةااائع والسااائد اليوم هو الحق‬
‫ا‬
‫في الخصا ا ا ااوصا ا ا ااية أن جل التطورات والتغيرات التي حدثت واالنتهاكات التي طرأت تمس الجانب المعنوي أكثر من الجانب‬
‫المادي‪ ،‬والذي يرجع بالدرجة األولى إلى تطورات تكنولوجية وعلمية حديثة في مجال اإلعزم واالتصال‪ ،‬واذا كان المةرعين‬
‫الجزائري والمصااري يخخذان بالمصااطلح التقليدي أي الحق في الحياة الخاصااة‪ ،‬فإن المةاارع الفرنسااي تراجع على فكرة الحياة‬
‫الخاصا ا ااة من خزل األعمال التحض ا ا ارية التي سا ا اابقت التصا ا ااويت على قانون ‪ 17‬جويلية ‪ 1970‬واقتراحو بخن تسا ا ااتيدل فكرة‬
‫المكان الخاص " ‪ "Lieu privé‬يتعيير " ‪ "En privé‬حالة الخص ااوص ااية‪ ،‬ين حيدة محمد‪ ،‬الحق في الخص ااوص ااية في التةا اريع‬
‫الجزائري‪ :‬د ارس ا ااة مقارنة‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل ة ا ااهادة الماجس ا ااتير‪ ،‬تخصاا ااص‪ :‬حقوق وحريات‪ ،‬الجامعة اإلفريقية العقيد أحمد‬
‫دراية‪-‬أدرار‪ ،-‬كلية ارداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬قسم العلوم القانونية واإلدارية‪ ،2010-2009 ،‬ص ‪ 22‬وما يليها‪.‬‬
‫(‪ -)2‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارسا ا ا ااة تخصا ا ا اايلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪.486‬‬
‫(‪ -)3‬عاقلي فضاايلة‪ ،‬الحماية القانونية للحق في حرمة الحياة لخاصااة‪ :‬د ارسااة مقارنة‪ ،‬بحث مقدم لنيل ةااهادة دكتوراه علوم في‬
‫القانون الخاص‪ ،‬جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،2012-2011 ،‬ص ‪.89‬‬

‫‪146‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫والحق في حرمة الحياة المهنية وأسرارها(‪.)1‬‬


‫ونكتفي في د ارسااتنا هذه يييان تلك األفعال المجرمة التي تةااكل اعتداء على الحق في الخصااوصااية‬
‫والمرتبطة بموضا ا ااوع الرسا ا ااالة‪ ،‬خاصا ا ااة ما تعلق بالجانب اإلجرائي المتمثل في تقييد المتابعة بةا ا ااخنها على‬
‫ةكوع من المجني عليو والتنازل عنها في التةريعات المقارنة محل الدراسة وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬جريمة التقاط أو تسيييجيل أو نقل األحاديث الخاصييية ‪ :‬تتفق التة ا اريعات المقارنة محل الد ارساااة‬
‫(‪)2‬‬
‫إذ تعاقب المادة ‪ 303‬مكرر من ق ع ج‬ ‫على تجريم االعتداء على المكالمات أو األحاديث الخاصا ا ا ا ا ا ااة‬
‫على‪ :‬التقاط أو تسجيل أو نقل مكالمات أو أحاديث خاصة أو سرية‪ ،‬بغير إذن صاحيها أو رضاه(‪.)3‬‬
‫‪ ،‬الاذي يعااقاب على االعتاداء‬ ‫وهو النص الاذي يتمااثال تقرياباا مع نص الماادة ‪ 1-226‬من ق ع‬
‫على الخصااوصااية في صااورة‪ :‬التنصاات أو تسااجيل أو نقل أحاديث صااادرة بصاافة خاصااة أو س ارية‪ ،‬دون‬
‫رضا صاحيها(‪.)4‬‬
‫فيما يعاقب المةرع المصري ينص المادة ‪ 309‬مكرر من ق ع م‪ ،‬كل من اعتدع على حرمة الحياة‬
‫الخاصاة للمواطن في صاورة‪ :‬اساتراق السامع أو تساجيل أو نقل عن طريق جهاز من األجهزة اأيا كان نوعو‬
‫محادثات جرت في مكان خاص أو عن طريق التليفون(‪.)5‬‬
‫يتجلى من النصوص السابقة ضرورة توافر العناصر التالية لتحقق هذه الجريمة وهي‪:‬‬
‫‪ -‬س ا االوك إجرامي يتخذ ص ا ااورة التنص ا اات أي اس ا ااتراق الس ا اامع كما عير عنو المة ا اارع المص ا ااري‪ ،‬أو‬

‫(‪ -)1‬عودة يوس ا ااف س ا االمان‪ " ،‬الجرائم الماس ا ااة بحرمة الحياة الخاص ا ااة التي تقع عير وس ا ااائل تقنية المعلومات الحديثة"‪ ،‬مجلة‬
‫الحقوق‪-‬كلية القانون بالجامعة المستنصرية‪ ،‬العراق‪ ،‬المجلد ‪ ،16‬اإلصدار ‪ ،2018 ،30-29‬ص ‪.5‬‬
‫(‪ -)2‬تعد هذه الجريمة من المظاهر المعنوية للحق في الخصا ااوصا ااية وذلك الرتباطها بكيان الةا ااخص المعنوي عن طريق ما‬
‫تتض ا اامنو من أسا ا ارار وأفكار وأخبار ة ا ااخص ا ااية‪ ،‬وتعر المحادثات بخنها كل ص ا ااوت أو قول لو داللة‪ ،‬سا ا اواء كانت مفهومة‬
‫لجمهور الناس أو لفئة قليلة‪ ،‬ومنو وجب احترام هذه األحاديث واضا ا ا ا اافاء طابع الس ا ا ا ا ارية عليها ألنها من أكثر األمور ارتباط‬
‫بةا ااخصا ااية اإلنسا ااان‪ ،‬إذ اإلحسا اااس باألمن الةا ااخصا ااي الذي يسا ااتولي على المرء وهو بصا اادد مكالماتو الهاتفية أو محادثاتو‬
‫الةخصية هو ضمان هام لممارسة الحق في الخصوصية‪ ،‬ين حيدة محمد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.58-57‬‬
‫(‪ -)3‬المادة ‪ 303‬مكرر من ق ع ج‪ ،‬مستحدثة بموجب المادة ‪ 34‬من قانون رقم ‪ ،23-06‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪- " En captant, enregistrant ou transmettant, sans le consentement de leur auteur, des paroles prononcées à titre‬‬
‫‪privé ou confidentiel ", L'article 226-1,CPF, Modifié par loi n° 2020-936, du 30 juillet 2020-art. 17, Op-Cit.‬‬
‫(‪ -)5‬المادة ‪ 309‬مكرر من ق ع م‪ ،‬المض ا ا ا ا ا ااافة بموجب المادة الثانية (‪ )2‬من قانون رقم ‪ 37‬لس ا ا ا ا ا اانة ‪ ،1972‬مؤرخ في ‪23‬‬
‫س ا اايتمير ‪ ، 1972‬يتعديل بعض النص ا ااوص المتعلقة بض ا اامان حريات المواطنين في القوانين القائمة ( تعديل قوانين العقوبات‬
‫واإلجراءات الجنائية وحالة الطوارئ)‪ ،‬وبإلغاء القانون رقم ‪ 119‬لس ا ا اانة ‪-1964‬بة ا ا ااخن بعض التدايير الخاص ا ا ااة بخمن الدولة‪-‬‬
‫والقانون رقم ‪ 50‬لس ا اانة ‪-1965‬في ة ا ااخن بعض التدايير الخاص ا ااة بخمن الدولة‪-‬وبإلغاء بعض مواد قوانين اإلجراءات الجنائية‬
‫واعادة تنظيم الرقابة اإلدارية وحالة الطوارئ‪ ،‬ج ر م‪ ،‬عدد ‪ ،39‬صا ا ا ا ااادرة في ‪ 28‬سا ا ا ا اايتمير ‪ ،1972‬معدلة بالقانون رقم ‪95‬‬
‫لسنة ‪ ،1996‬مؤرخ في ‪ 30‬جوان ‪ ،1996‬بةخن تعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم ‪ 58‬لسنة ‪،1937‬‬
‫ج ر م‪ .‬العدد ‪ 25‬مكرر ( أ)‪ ،‬صادرة في ‪ 30‬جوان ‪.1996‬‬

‫‪147‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫التسجيل أو نقل األحاديث(‪.)1‬‬


‫‪ -‬أن تكون األحاديث التي يتم الحصول عليها ذات طابع خاص أو سري‪.‬‬
‫‪ -‬استعمال وسيلة أو تقنية أيا كان نوعها لذلك‪.‬‬
‫‪ -‬عدم رضا المجني عليو‪.‬‬
‫كما يتعين توافر القصد الجنائي بعنصرية العلم واإلرادة‪ ،‬لتحقق هذه الجريمة‪ ،‬أي اتجاه إرادة الجاني‬
‫إلى هذا الفعل بقصد المساس يجريمة الحياة الخاصة للمجني عليو‪ ،‬مع علمو يذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬جريمة التقاط أو تسجيل أو نقل صورة لشخص ف مكان خاص‬
‫ص ا ا ااورة اإلنس ا ا ااان هي محاكاة لجس ا ا اامو أو جزء منو‪ ،‬وقد تمكن التقدم العلمي والتكنولوجي من انتزاع‬
‫صااورة اإلنسااان منفصاالة عن جساامو إال أن هذا االنتزاع ال يحول دون التسااليم بحقيقة واقعية هي أن صااورة‬
‫اإلنس ا ااان وجس ا اامو وجهان متززمان‪ ،‬إذ الص ا ااورة هي المعنى الذي يراه اإلنس ا ااان منبعثاا عن الجس ا اام أو هي‬
‫االمتداد الضوئي لجسمو(‪.)2‬‬
‫ولهذا تعد الصا ااورة من أهم المظاهر التي يرد عليها الحق في الخصا ااوصا ااية‪ ،‬حيث أن الصا ااورة تعد‬
‫سمة مميزة للةخص وبصمة خارجية لو‪ ،‬كما أنها تعتير انعكاس لةخصية اإلنسان ليس فقا في مظهرها‬
‫المادي الجسماني وانما أيضا في مظهرها المعنوي‪ ،‬إذ تعكس مةاعره وأحاسيسو ورغباتو(‪.)3‬‬
‫عدة أوجو بالنظر إلى الحماية المةا ا اامولة يها‪ ،‬فالص ا ااورة التي تقوم على عنصا ا اار االيتكار‬ ‫وللصا ا ااورة د‬
‫تبعا لقوانين الملكية األديية والفنية‪ ،‬والصا ا ااورة التي تخخذ حكم الجسا ا اام يمكن حمايتها ض ا ا امن‬
‫يمكن حمايتها ا‬
‫بالحق في الصااورة امتناع الكافة‬ ‫الحقوق الةااخصااية‪ ،‬وبالتالي تعتير حاقا ةااخصا اايا‪ ،‬ويترتب على االعت ار‬
‫بالتصر أو االستغزل أو النةر أو االستعمال دون إذن وموافقة صاحيها(‪.)4‬‬
‫فاالعتداء على الحق في الص ااورة يمثل اعتداء على الخص ااوص ااية‪ ،‬وهو ما تتفق التةااريعات المقارنة‬

‫ار بخي وس اايلة كانت‬


‫ار في الركن المادي لهذه الجريمة االس ااتماع أو اس ااتراق الس اامع س ا اا‬
‫(‪ -)1‬يقص ااد بالتنص اات الذي يعد عنص ا اا‬
‫سر تتحقق الجريمة‪ ،‬يينما‬ ‫لكزم لو صفة الخصوصية أو سري صادر من ةخص أو جماعة دون رضاهم‪ ،‬وبمجرد السماع اا‬
‫ار دون علم‬
‫يقصا ااد بالتقاط المكالمات أو األحاديث‪ :‬الحصا ااول على ما جرع يين األةا ااخاص من كزم أو ما تفوه بو الفرد سا ا اا‬
‫صا ا اااحب الةا ا ااخن‪ ،‬وبخية تقنية كانت‪ ،‬أما التسا ا ااجيل يعني حفظ الحديث على جهاز أو أي وسا ا اايلة أخرع معدة لذلك‪ ،‬بقصا ا ااد‬
‫االس ااتماع إليو فيما بعد‪ ،‬أو نقلو إلى مكان اخر غير الذي س ااجل فيو‪ ،‬أما النقل فيقص ااد بو نقل الحديث أو المكالمة الذي تم‬
‫االستماع إليو أو تسجيلو من المكان الذي تم فيو االستماع أو التسجيل إلى مكان اخر‪ ،‬وذلك يوسيلة اأيا كان نوعها بالنسبة‬
‫للقانون الفرنسي‪ ،‬وتقنية بالنسبة للقانون الجزائري‪ ،‬وجهاز بالنسبة للقانون المصري‪ ،‬عاقلي فضيلة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‬
‫‪.242-238‬‬
‫(‪ -)2‬عودة يوسف سلمان‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫(‪-)3‬عاقلي فضيلة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.249‬‬
‫(‪ -)4‬ين حيدة محمد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.71‬‬

‫‪148‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫‪ 2‬من ق ع ج على‪:‬‬ ‫محل الد ارسااة على تجريمو‪ ،‬إذ يعاقب المةاارع الجزائري ينص المادة ‪ 303‬مكرر–‬
‫التقاط أو تسجيل أن نقل صورة لةخص في مكان خاص‪ ،‬بغير إذن صاحيها أو رضاه‪ ،‬وهو النص الذي‬
‫(‪)1‬‬
‫من حيث األفعال المكونة‬ ‫يتطايق مع ما نص عليو المةرع الفرنسي في المادة ‪1-226‬و‪ 2‬من ق ع‬
‫لهذه الجريمة‪ ،‬فيما يقصا ا اار المةا ا اارع المصا ا ااري هذه األفعال ينص المادة ‪ 309‬مكرر– ب‪ -‬على التقاط أو‬
‫نقل يجهاز من األجهزة اأيا كان نوعو صورة لةخص في مكان خاص‪ ،‬إذ لم ينص على تسجيل الصورة‪.‬‬
‫ويقصااد بالصااورة المعاقب على التقاطها أو تسااجيلها أو نقلها بمقتضااى نص المواد‪ 303 :‬مكرر من‬
‫‪ 309 ،‬مكرر‪-‬ب‪-‬من ق ع م‪ ،‬تثييت أو رساام قساامات ةااكل اإلنسااان على‬ ‫ق ع ج‪ 1-226 ،‬من ق ع‬
‫دعامة مادية أيا كانت‪ ،‬باعتبار الص ااورة هي االمتداد الض ااوئي لجس اام اإلنس ااان‪ ،‬وهي ال تعير عن فكرة وال‬
‫داللة غير إةارتها إلى ةخصية صاحيها(‪.)2‬‬
‫ولقياام هاذه الجريماة يتعين توافر ركن ماادي يتحقق ياإتياان الجااني للسا ا ا ا ا ا االوك اإلجرامي المتمثال في‬
‫التقاط أو تس ااجيل أو نقل ص ااورة لة ااخص ما في مكان خاص(‪ ،)3‬دون موافقة ص اااحب الص ااورة‪ ،‬باس ااتخدام‬
‫وسيلة أو جهاز أيا كان نوعهما‪ ،‬أو أية تقنية كانت على حد تعيير كل مةرع‪ ،‬كما تقدم ذكره‪.‬‬
‫كما يجب توافر الركن المعنوي الذي يتحقق يتوافر عنصا ا ا ا ا ا ااري العلم و اإلرادة أما العلم فيجب أن‬
‫يةا اامل كل عناصا اار الفعل المادي المكون للجريمة كما وصا اافها القانون ‪ ،‬وانتفاء العلم بخحد هذه العناصا اار‬
‫ينفي القص ااد الجنائي ‪ ،‬أما اإلرادة فيتعين أن تتجو إلى إلتقاط أو تس ااجيل أو نقل ص ااورة ة ااخص في مكان‬
‫(‪)4‬‬
‫خاص دون رضاه‬
‫‪ -3‬جريمة االحتفاظ أو إعال ن أو استعما التسجيل أو الصورة‬
‫انتهاك حرمة الحياة الخاصااة للةااخص بالتنصاات أو تسااجيل أو نقل أحاديثو الخاصااة أو الس ارية‪ ،‬أو‬
‫بالت قاط أو تسا ا ا ا ا ا ااجيل أو نقل صا ا ا ا ا ا ااورتو‪ ،‬أثناء وجوده في مكان خاص ال يحدث في الغالب لمجرد حب‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- " En Fixant, enregistrant ou transentement de celle-ci, L'image d'une personne se trouvant dans un lieu privé ",‬‬
‫‪L'article 226-1, CPF, Op-Cit.‬‬
‫(‪ -)2‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارسا ا ا ااة تخصا ا ا اايلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪.524‬‬
‫‪En‬‬ ‫(‪ -)3‬التقاط الص ااورة المحقق لمعنى أخذها يعني تثييتها على مادة حس اااس ااة المعير عنو في التةا اريع الفرنس ااي بمص ااطلح‬
‫‪ Fixant‬وبمجرد التقاط الص ااورة‪ ،‬أي تثييتها يتحقق الركن المادي للجريمة‪ ،‬أما إظهار الص ااورة في هيئة إيجايية على الدعامة‬
‫عنصر في هذا الركن‪ ،‬يهذا تقع الجريمة تامة في ركنها المادي حتى ولو لم يكن باستطاعة‬
‫اا‬ ‫المادة المخصصة لذلك ال يعتير‬
‫مظهر هزلايا‬
‫اا‬ ‫تغيير ليضفي على الصورة‬
‫تةويها أو اا‬
‫ا‬ ‫فنيا‪ ،‬وال يؤثر كذلك قيام الجريمة أن يجري بعد التقاطها‬
‫الجاني معالجتها ا‬
‫مغايرا‪ ،‬أما التسا ا ا ااجيل المحقق للركن المادي للجريمة فيعني حفظ الصا ا ا ااورة على مادة معدة لذلك لمةا ا ا اااهدتها فيما بعد أو‬
‫ا‬ ‫أو‬
‫ص اا‪ ،‬حتى يتمكن الغير‬ ‫عاما أو خا ا‬
‫نةاارها‪ ،‬فيما يقصااد ينقل الصااورة‪ ،‬تحويلها أو إرسااالها من مكان تواجدها إلى مكان اخر ا‬
‫من مةاهدتها‪ ،‬عاقلي فضيلة المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.262‬‬
‫‪ -)4‬عيد الرحمان الدراجي خلفي ‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.530‬‬

‫‪149‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫من ورائو االسااتفادة بطريقة أو بخخرع‪ ،‬كنةاار صااورتو أو إعزن أحاديثو‬ ‫االسااتطزع‪ ،‬وانما قد يكون الهد‬
‫(‪)1‬‬
‫وعليو وبغية تعقب اليواعث الخييثة‬ ‫الخاص ا ا ا ااة للغير لقاء ميلغ من المال أو تهديد المجني عليو بالنة ا ا ا اار‬
‫للجناة‪ ،‬فقد جرم كل من القانون الجزائري والفرنسااي والمصااري كل فعل من ةااخنو إعزن أو نةاار التسااجيل‬
‫أو الصورة المتحصل عليو يإحدع الطرق السابقة‪.‬‬
‫ولقد نصا ا اات المادة ‪ 303‬مكرر‪ 1‬من ق ع ج على معاقبة‪ :‬كل من احتفظ أو وضا ا ااع أو سا ا اامح بخن‬
‫توضا ااع في متناول الجمهور أو الغير‪ ،‬أو اسا ااتخدام بخية وسا اايلة كانت‪ ،‬التسا ااجيزت أو الصا ااور أو الوثائق‬
‫المتحصل عليها‪ ،‬يواسطة أحد األفعال المنصوص عليها في المادة ‪ 303‬مكرر من ق ع ج(‪.)2‬‬
‫على معاقبة‪ :‬كل من احتفظ أو أعلن أو س ا ا ا ا ا ااهل‬ ‫وبالمثل فقد نص ا ا ا ا ا اات المادة ‪ 2-226‬من ق ع‬
‫علنا أو في غير عزنية أي تس ااجيل أو مس ااتند تحص اال عليو يإحدع‬
‫إعزن الجمهور أو الغير أو اس ااتعمل ا‬
‫الطرق الميينة في المادة ‪ 226‬من ق ع (‪.)3‬‬
‫مكرر (أ) من ق ع م على معاقبة‪ :‬كل من أذاع أو سااهل إذاعة أو اسااتعمل‬
‫اا‬ ‫كما نصاات المادة ‪309‬‬
‫اتندا متحصازا عليو يإحدع الطرق الميينة بالمادة ‪ 309‬مكرر من ق ع‬
‫ولو في غير عزنية تسااجيزا أو مسا ا‬
‫م‪ ،‬بغير رضا صاحب الةخن(‪.)4‬‬
‫وتقوم هذه الجريمة يإتيان الجاني للنةا ا ا ا ا اااط اإلجرامي المتمثل في االحتفاظ أو اإلعزن أو تسا ا ا ا ا ااهيل‬
‫اإلعزن أو اس ا ا ا ااتعمال تس ا ا ا ااجيل أو وثائق متحصا ا ا ا ال عليها بخحد األفعال التي تمثل إعتداء على الحق في‬
‫الخصوصية(‪.)5‬‬
‫وألن هذه الجريمة عمدية‪ ،‬فيتطلب لقيامها توافر القص ا ااد الجنائي العام الذي يتحقق يتوافر عنصا ا اري‬
‫العلم واإلرادة‪ ،‬أما العلم فيجب أن يةاامل كافة عناصاار الفعل المادي المكون للجريمة كما وصاافها القانون‪،‬‬
‫كخن يعلم المتهم بمصا اادر الحصا ااول على التسا ااجيل أو الصا ااورة أو المسا ااتند‪ ،‬وأن من ةا ااخن فعلو إذاعتو أو‬

‫(‪ -)1‬عاقلي فضيلة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.268‬‬


‫(‪ -)2‬المادة ‪ 303‬مكرر‪ ،1‬من ق ع ج‪ ،‬مستحدثة بموجب المادة ‪ 34‬من قانون رقم ‪ 23-06‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪- " Est puni … le fait de conserver, porter ou laisser porter à la connaissance du public ou d'un tiers ou d'utiliser‬‬
‫)‪(3‬‬

‫‪de quelque manière que ce soit tout enregistrement ou document obtenu à l'aide de l'un des actes prévus par l'article‬‬
‫‪226-1", L'article 226-2, CPF.‬‬
‫مكرر (أ) من ق ع م‪ ،‬مضافة بالقانون رقم ‪ 37‬لسنة ‪ ،1972‬معدلة بالقانون رقم ‪ 95‬لسنة ‪ ،1996‬المرجع‬
‫اا‬ ‫(‪ -)4‬المادة ‪309‬‬
‫السايق‪.‬‬
‫(‪ -)5‬االحتفاظ يعني إبقاء الةا ا ااخص في حوزتو التسا ا ااجيل أو مسا ا ااتند للغير عن عمد منو مع علمو بمضا ا اامونو متى كان هذا‬
‫‪،‬‬ ‫التسااجيل أو المسااتند قد تم الحصااول عليو يإحدع الطرق الميينة في المواد ‪ 303‬مكرر من ق ع ج‪ 2-226 ،‬من ق ع‬
‫عمدا‪ ،‬بفحوع التسا ا ا ا ا ا ااجيل أو المسا ا ا ا ا ا ااتند الذي تم‬
‫مكرر (أ) من ق ع م‪ ،‬أما اإلعزن فيعني إخبار الجمهور أو الغير ا‬
‫اا‬ ‫‪309‬‬
‫التحص ا اال عليو بالطرق المذكورة س ا االفا‪ ،‬أما تس ا ااهيل اإلعزن يعني تقديم المس ا اااعدة أيا كانت ص ا ااورتها إلى من يقوم يإعزن‬
‫الجمهور أو الغير لمحتوع التسااجيل أو المسااتند‪ ،‬فيما يقصااد باالسااتعمال‪ :‬اسااتخدام التسااجيل أو المسااتند أو الوثائق لتحقيق‬
‫غرض ما‪ ،‬عاقلي فضيلة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.270-269‬‬

‫‪150‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫تسهيل ذلك أو استعمالو أو االحتفاظ بو ‪ ،‬أما اإلرادة فتقضي أن يكون االحتفاظ أو اإلذاعة أو تسهيلها أو‬
‫اديا‪ ،‬فز تقوم الجريمة في حق من حص ا اال على التس ا ااجيل أو الص ا ااورة ثم فقد منو أو س ا اارق‪،‬‬
‫اس ا ااتعمالها إر ا‬
‫وبعدها أذاعو من عثر عليو أو من سرقو(‪.)1‬‬
‫ولقد س ا ااوع المة ا اارعين الفرنس ا ااي والمص ا ااري فيما يتعلق بقيام الجريمة باس ا ااتعمال تس ا ااجيل أو مس ا ااتند‬
‫علنا أو في غير عزنية بصاريح نص المادتين‬ ‫متحصاال بالطرق السااابقة بغير رضااا صاااحبو ساواء تم ذلك ا‬
‫مكرر (أ) من ق ع م‪ ،‬وهو ما أكده القض ا ا ا ا اااء الفرنس ا ا ا ا ااي إذ ال يؤيد فكرة أن‬
‫اا‬ ‫‪ 2-226‬من ق ع و‪309‬‬
‫دوما بعدم‬
‫الجريمة ال تقوم إال إذا كان عرض الصا ا ااورة قد تم في عمومية مجموعة من الناس‪ ،‬يل يقضا ا ااي ا‬
‫مة ا ااروعية تس ا االيم ص ا ااورة الة ا ااخص إلى غيره دون إذنو‪ ،‬مما مفاده أن عرض ا ااها على الغير ولو في محيا‬
‫خاص غير جائز إال يرضااا صاااحب الةااخن‪ ،‬في حين نجد أن المةاارع الجزائري لم يفصااح عن هذه الفكرة‪،‬‬
‫علنا أو في غير عزنية(‪.)2‬‬
‫أي استعمال التسجيل أو الوثائق ا‬
‫وتفترض الجريمة المنص ا ا ا ااوص عليها في المواد المذكورة أعزه‪ ،‬باإلض ا ا ا ااافة إلى فعل النة ا ا ا اار والنية‬
‫التدليسية‪ ،‬سواء تم الحصول على المستندات أو التسجيزت‪ :‬بالتقاط أو التنصت أو تسجيل ونقل أحاديثو‬
‫الخاصة أو السرية‪ ،‬أو تسجيل أو نقل صورتو أثناء وجوده في مكان خاص‪ ،‬عدم موافقة المجني عليو‪ ،‬أن‬
‫تندرج األحاديث أو الص ا ا ا ا ااور في نطاق ألفة الحياة الخاص ا ا ا ا ااة ‪Dans la sphère de l'intimité de la vie‬‬
‫‪.)3(privée‬‬
‫ويزيد المةاارع الفرنسااي فيما يتعلق يجرائم االعتداء على الحق في الخصااوصااية ينص المادة ‪-226‬‬
‫أنو يعاقب على األفعال المنصا ا ا ا ا ا ااوص عليها في المادتين ‪ 1-226‬و‪ 2-226‬عندما‬ ‫‪ 11-2‬من ق ع‬
‫(‪)4‬‬
‫أو خاص‪ ،‬وكذلك في حالة عدم‬ ‫يتعلق بخحاديث أو صااور ذات طييعة جنسااية تم التقاطها في مكان عام‬
‫موافقة الةا ااخص على نةا اار أو إعزن للجمهور أو الغير أي تسا ااجيل أو مسا ااتند يتعلق بخحاديث أو صا ااور‬
‫(‪.)5‬‬ ‫ذات طييعة جنسية‪ ،‬يتم الحصول عليها يإحدع الطرق الميينة في المادة ‪ 1-226‬ق ع‬

‫(‪ -)1‬عيد الرحمن الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الة ا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارس ا ا ا ااة تخص ا ا ا اايلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ص‪ ،540-539.‬عاقلي فضيلة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.264‬‬
‫(‪ -)2‬عاقلي فضيلة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.270‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪- François Cordier, l'atteinte à l'intimité de la vie privée en droit pénal et les médias", revue LEGICOM, Vol 4,‬‬
‫‪N 20, 1999, p 86.‬‬
‫عاما بخنو‪ :‬المكان الذي يكون‬ ‫مكانا ا‬
‫‪ -‬في حكم يتاريخ ‪ 23‬أكتوبر ‪ ،1986‬قضا ا ا ا ا ا اات الغرفة ‪ 17‬للجنح بما يجب اعتباره ا‬
‫(‪)4‬‬

‫الوص ا ااول إليو من قيل الجميع دون إذن خاص من أي ة ا ااخص‪ ،‬وامكانية الوص ا ااول إليو دائمة وغير مة ا ااروطة أو تخض ا ااع‬
‫لةروط معينة (على سييل المثال حق الدخول)‪.‬‬
‫‪eme‬‬
‫‪-Dans un jugement du 23 Octobre 1986, la 17‬‬ ‫‪chambre correctionnelle a défini que devait être qualifié de‬‬
‫‪public: " le lieu accessible à tous, sans autorisation spéciale de quiconque, que l'accès en soit permanent et‬‬
‫" ‪inconditionnel ou subordonné à certains conditions (par exemple un droit d'entrée), IBID, p 87.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫‪- L'article 226-2-1, CPF, Création loi n° 2016-1321 du 7 octobre 2016-art. 67, pour une république numérique‬‬
‫‪(1), op-cit..‬‬

‫‪151‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫وينفرد المةاارع الفرنسااي باسااتحداث جريمة جديدة تمثل اعتداء على الخصااوصااية‪ ،‬وذلك يإضاافة فقرة‬
‫‪ ،‬بموجب المادة ‪ 17‬من القانون رقم ‪ 2020-936‬المؤرخ في‬ ‫ثالثة إلى نص المادة ‪ 1-226‬من ق ع‬
‫‪ 30‬جويلية ‪ 2020‬لحماية ضااحايا العنف يين الزوجين‪ ،‬وهي‪ :‬جريمة التقاط أو تسااجيل أو نقل بخي وساايلة‬
‫كانت موقع ةخص في الحين أو في أي وقت متخخر دون موافقة هذا األخير(‪.)1‬‬
‫إلى إنهاء اإلفزت من‬ ‫هذا وقد ورد في أس ا ا ااباب مة ا ا ااروع هذا القانون‪ ،‬أن إض ا ا ااافة هذه الفقرة يهد‬
‫إلكترونيا ‪En Finir avec l'impunité des violences faites aux femmes‬‬
‫ا‬ ‫العقاب على العنف ض ااد المرأة‬
‫‪ ،en ligne‬الساايما الزوجة في ضااوء التطور التكنولوجي والعلمي الحاصاال‪ ،‬ذلك أن أحد أةااكال هذا العنف‬
‫هو ما يعر بمراقبة الزوج العنيف على نةاااط ( الساافر‪ ،‬األنةااطة االجتماعية‪ ،‬اإلنفاق‪ ،‬األنةااطة اإلدارية‬
‫المختلفة)‪ ،‬زوجو باس ا ااتخدام الخدمات الرقمية ربما دون علمو‪ ،‬بغرض ض ا اامان الرص ا ااد المس ا ااتمر لتحركاتو‬
‫(‪)2‬‬
‫بما يمثل اختراق للحق في الخصوصية‪.‬‬ ‫وتصرفاتو‪ ،‬وعزقاتو االجتماعية‬
‫وتتحقق هذه الجريمة عندما يتم تحديد موقع الةا ا ااخص أو تسا ا ااجيلو أو نقلو‪ ،‬بخي وسا ا اايلة كانت دون‬
‫موافقتو‪ ،‬سا ا ا ا ا ا اواء في ذات الوقت أو الحاقا‪ ،‬باالعتماد على أجهزة تقنية تحفظ تاريخ المواقف‪ ،‬وهذه الجريمة‬
‫من جرائم القص ااد الخاص باإلض ااافة إلى القص ااد العام‪ ،‬إذ أن نية الجاني هي نية خاص ااة بقص ااد المس اااس‬
‫بحرمة الحياة الخاصة للمجني عليو يتعقبو وترصد موقعو‪.‬‬
‫والمزحظ أن التةريعات المقارنة محل الدراسة تختلف فيما يتعلق يإجراءات المتابعة بةخن هذه الجرائم‪:‬‬
‫فالمة اارع الفرنس ااي يقيد تحريك الدعوع العمومية بة ااخن جرائم االعتداء على الحق في الخص ااوص ااية‬
‫‪ ،‬يتقديم ةا ا ا ا ا ا ااكوع من المجني‬ ‫المعاقب عليها ينص المواد‪ 1-2 –226 ،2-226 ،1-226 :‬من ق ع‬
‫‪ ،‬التي تنص على‪ " :‬في الحاالت المنصا ا ا ا ا ا ااوص عليها في‬ ‫عليو‪ ،‬عمزا ينص المادة ‪ 6-226‬من ق ع‬
‫يناء على ةا ا ا ا ااكوع الضا ا ا ا ااحية‪ ،‬أو‬
‫المواد ‪ 1–226‬إلى ‪ ،1-2 –226‬ال يجوز تحريك الدعوع العمومية إال ا‬
‫ممثلو القانوني‪ ،‬أو صاحب الحق(‪ ،)3‬وهو ما أكده القضاء الفرنسي"(‪.)4‬‬
‫‪ ،‬والذي‬ ‫ومن ثم يجوز التنازل عن الة ا ا ااكوع بة ا ا ااخن هذه الجرائم‪ ،‬طباقا لنص المادة ‪ 6‬من ق إ ج‬
‫يرتب انقضاء الدعوع العمومية‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- " 3-En captant, enregistrant ou transmettant, par quelque moyen que ce soit, la localisation en temps réel ou en‬‬
‫‪différé d'une personne sans le consentement de celle-ci ", L'article 226-1/3, CPF, Modifié par loi 2020-936, du 30‬‬
‫‪juillet 2020-art, 17.Op-Cit.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪- " défini comme le contrôle par un conjoint violent de l'activité (déplacement, activités sociales, dépenses,‬‬
‫‪activités administratives diverses) de sa conjointe ou ex-conjointe, par l'usage des services numériques,‬‬
‫‪éventuellement à l'insu de cette dernière, qui visent à assurer une surveillance continue des déplacement,‬‬
‫‪agissements et relations sociales", Marie MERCIER, Rapport n° 482 fait au nom de la commission des loi du sénat‬‬
‫‪…, Op-Cit, p 53.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪- " Dans les cas prévus par les articles 226-1 à 226-2-1 , l'action publique ne peut être exercée que sur plainte de‬‬
‫‪la victime, de son représentant légal ou de ses ayants droit ", L'article 226-6, CPF, Modifié par loi n° 2016-1321,‬‬
‫‪du 7 octobre-art. 67, pour une république numérique (1), op-cit.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪- Crim.8 déc. 1992. B n° 406-14 janv. 1997. B.n° 9), Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit,‬‬
‫‪p 761.‬‬

‫‪152‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫أما المةا ا ا ا ا ا اارع الجزائري فإن كان لم يقيد األفعال المنصا ا ا ا ا ا ااوص والمعاقب عليها بالمواد ‪ 303‬مكرر‬
‫و‪ 303‬مكرر‪ 1‬من ق ع ج والمتعلقة يجرائم االعتداء على الحق في الخصا ا ا ااوصا ا ا ااية‪ ،‬بةا ا ا ااكوع على غرار‬
‫نظيره الفرنسااي‪ ،‬فإنو أدرجها ضاامن النطاق الموضااوعي لنظام الصاافح الذي تيناه بموجب القانون رقم ‪-23‬‬
‫‪ 06‬المعدل والمتمم لقانون العقوبات‪ ،‬ورتب على صا اافح الضا ااحية عمزا ينص الفقرة األخيرة للمادتين ‪303‬‬
‫مكرر و‪ 303‬مكرر‪ 1‬من ق ع ج وضع حد للمتابعة الجزائية‪.‬‬

‫في حين أن القانون المص ااري جاء ا‬


‫خاليا من اس ااتلزام ة ااكوع المجني عليو لتحريك الدعوع العمومية‬
‫عن هااذه الجرائم‪ ،‬إذ لم نجااد لهااذا القيااد اإلجرائي محزا ال في نص المااادة ‪ 3‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م المحااددة لجرائم‬
‫الة ااكوع‪ ،‬وال في نص المادة ‪ 10‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م المتعلقة بالتنازل عن الة ااكوع‪ ،‬وال في المادتين ‪ 309‬مكرر‬
‫مكرر (أ) من ق ع م‪ ،‬الخاصا ااتين يجرائم االعتداء على الحق في الحياة الخاصا ااة‪ ،‬ومن ثم فالنيابة‬
‫اا‬ ‫و‪309‬‬
‫العامة في التةا اريعين الجزائري والمص ااري تملك س االطة تحريك الدعوع العمومية بة ااخن هذه الجرائم بص اافة‬
‫مباةارة دون قيد‪ ،‬مع الفارق في جواز صاافح الضااحية الذي من ةااخنو وضااع حد إلجراءات المتابعة بالنساابة‬
‫للتةريع الجزائري‪.‬‬
‫‪ ‬الطائفة الثانية‪ :‬جرائم االعتداء على األموال‪ :‬وتتثمل في‪:‬‬
‫‪ -1‬جرائم األموا الت تقع بين األصو والفروع‬
‫نقصا ااد يجرائم األموال في هذا الصا اادد كل من جريمة الس ا ارقة‪ ،‬النصا ااب‪ ،‬وخيانة األمانة‪ ،‬وهي محل‬
‫اتفاق يين القانون الجزائري ونظيره الفرنسي‪ ،‬فيما يضيف التةريع الجزائري جريمة إخفاء أةياء مختلسة أو‬
‫ميددة أو متحصلة من جناية أو جنحة‪،‬أما المةرع الفرنسي يزيد جريمة االيتزاز‪ ،‬وقد قاست محكمة النقض‬
‫المصرية على جريمة السرقة التي تقع يين األصول والفروع جرائم النصب وخيانة األمانة واإلتز (‪. )1‬‬
‫فبالنس ا ا اابة لكل من التةا ا ا اريعين الجزائري والفرنس ا ا ااي‪ ،‬فهما متفقان في أن جرائم األموال التي تقع يين‬
‫ار بخص ااولهم غير معاقب عليها أصا ازا‪ ،‬وال‬
‫ار بخوالدهم أو غيرهم من الفروع أو الفروع اضا اراا‬
‫األص ااول اضا اراا‬
‫يجوز اتخاذ إجراءات المتابعة الجزائية بةا ا ااخنها‪ ،‬طباقا لنص المواد ‪ ،377 ،373 ،368‬و‪ 389‬من ق ع ج‬
‫المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 19-15‬المذكور سا ا ا االفا‪ ،‬والمواد‪ 12-311 :‬من ق ع المعدلة بالقانون رقم‬
‫(‪.)2‬‬ ‫‪ 2020-936‬المذكور سابقا‪ ،‬و‪ 1-312‬إلى ‪ 4-314‬من ق ع‬

‫(‪ -)1‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.346‬‬


‫مقرر في القانون الروماني‪ ،‬ومن‬
‫(‪ -)2‬ويرجع البعض هذا اإلعفاء إلى فكرة الملكية المةا ا ا ا ا ا ااتركة يين أفراد العائلة والذي كان اا‬
‫منطلق دواعي المزئمة‪ ،‬غير أن هذا غير صااحيح‪ ،‬فمليكة العائلة المةااتركة قد زالت في الوقت الحاضاار‪ ،‬حيث أصاابح لكل‬
‫فرد ذمة مالية مس ا ااتقلة‪ ،‬وانما اس ا ااتبقى المة ا اارعون هذا االس ا ااتثناء بفكرة أخرع‪ ،‬وهي التغاض ا ااي عن حق المجتمع في العقاب‬
‫نظير المحافظة على كيان األسرة وعزقات الود يين أفرادها والتوفيق يينهم‪ ،‬وستر الفضائح التي قد تنةخ يين األقارب‪ ،‬والتي‬
‫ينتج عنها الكراهية والمساس بسمعة األسرة‪ ،‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.83‬‬

‫‪153‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ضا ا ا اا بالنص صا ا ا اراحة في المادتين ‪ 368‬من ق ع‬ ‫كما يتفق القانون الجزائري ‪ ،‬ونظيره الفرنس ا ا ااي أي ا‬
‫‪ ،‬و‪ 12-311‬من ق ع (‪ ،)2‬على أن جرائم االموال التي ترتكب يين األصا ا ا ا ااول والفروع ويضا ا ا ا اايف‬ ‫(‪)1‬‬
‫ج‬
‫المةرع الفرنسي األزواج‪ ،‬ال تخول إال الحق في التعويض المدني(‪.)3‬‬
‫عذر من األعذار المعفية من العقاب وال هي من‬ ‫وعدم العقاب المنصوص عليو في هذه المواد ليس اا‬
‫األفعال الميررة‪ ،‬وال هي مانع من موانع المساا ا ا ا ااؤولية الجزائية‪ ،‬وانما هي حصا ا ا ا ا ااانة عائلية يمتزج فيها مانع‬
‫المسؤولية بالفعل الميرر‪ ،‬ويكون الحكم فيها باليراءة وليس باإلعفاء من العقوبة(‪.)4‬‬
‫المةرعين الجزائري والفرنسي‪ ،‬فإن المةرع المصري ال يجيز ينص المادة ‪ 312‬من ق‬ ‫وعلى خز‬
‫ار بخص ا ااولو أو فروعو أو زوجو(‪ ،)5‬إال يناء على ة ا ااكوع من المجني‬
‫ع م محاكمة من يرتكب سا ا ارقة اضا ا اراا‬
‫عليو‪ ،‬ولهذا األخير أن يتنازل عن ةا ا ا ااكواه في أي حالة كانت عليها الدعوع‪ ،‬كما لو أن يوقف تنفيذ الحكم‬
‫النهائي على الجاني في أي وقت ةاء‪.‬‬
‫وعليو فالمةاارعين الجزائري والفرنسااي ال يعاقبان على جرائم‪ :‬السارقة‪ ،‬النصااب‪ ،‬خيانة األمانة‪ ،‬إخفاء‬
‫أةياء مسروقة‪ ،‬االيتزاز‪ ،‬التي تقع يين األصول والفروع أو العكس‪ ،‬في حين أن المةرع المصري يقيد هذه‬
‫الجرائم بقيد الةكوع كما يجيز للمجني عليو التنازل عنها‪.‬‬
‫‪ -2‬جريمة السرقة الت تقع بين األزواج واألقارب والحواش واألصهار لغاية الدرجة الرابعة‬
‫يعر المةرع الجزائري السرقة ينص المادة ‪ 350‬من ق ع ج يا ‪ ":‬كل من اختلس ةيئا غير مملوك‬

‫(‪ " -)1‬ال يعاقب على السرقات التي ترتكب من األةخاص الميينين فيما بعد‪ ،‬وال تخول إال الحق في التعويض المدني‪:‬‬
‫ار بخوالدهم أو غيرهم من الفروع‪.‬‬
‫‪-1‬األصول إضراا‬
‫‪-2‬الفروع إضرار بخصولهم"‪ ،‬المادة ‪ 368‬من ق ع ج‪ ،‬المعدلة بالمادة ‪ 7‬من قانون رقم ‪ ،19-15‬المرجع السايق‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪- " Ne peut donner lieu à des poursuites pénales le vol commis par une personne:‬‬
‫‪1-Au préjudice de son ascendant ou de son descendant.‬‬
‫‪2-Au préjudice de son conjoint, sauf lorsque les époux sont séparés de corps ou autorisés à résider séparément‬‬
‫‪l'article 311-12, CPF, Modifié par loi n° 2020-936, Op-Cit ".‬‬
‫و‪ 12-311‬من ق ع‬ ‫مدا تطييق نص المادتين ‪ 368‬من ق ع‬ ‫‪ -‬باعتبار كل من التةا اريعين الجزائري والفرنس ااي قد د‬
‫(‪)3‬‬

‫المتعلقتين يجريمة الس ارقة إلى جرائم النصااب وخيانة األمانة‪ ،‬ويزيد المةاارع الجزائري إخفاء أةااياء مسااروقة‪ ،‬ونظيره الفرنسااي‬
‫جريمة االيتزاز التي تقع يين ذوي الصلة المذكورين أعزه‪.‬‬
‫(‪ -)4‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.53‬‬

‫‪ -‬حكم المادة ‪ 312‬من ق ع م يسا ا ااري ولو وقعت الس ا ا ارقة خزل عدة طزق رجعي لبقاء الزوجية ا‬
‫حكما‪ ،‬وحكم هذه المادة‬ ‫(‪)5‬‬

‫وارد على سييل االستثناء من القواعد العامة فز يجوز التوسع في تطييقو أو تفسيره‪ ،‬فز يدخل ضمن حكم هذه المادة ما يقع‬
‫من السرقات يين اإلخوة‪ ،‬أو يين العم واين أخيو‪ ،‬والخال واين أخيو‪ ،‬ويسري حكم هذه المادة ولو اكتسب السارق الصفة بعد‬
‫السارقة‪ ،‬وقيل الحكم عليو‪ ،‬فالةااخص الذي يساارق من مخطوبتو ا‬
‫متاعا إذا تزوجها قيل تحريك الدعوع العمومية عليو‪ ،‬يسااري‬
‫عليو القيد‪ ،‬عيد السزم مقلد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.70‬‬

‫‪154‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫لو يعد س ا ا ا اااراقا "(‪ ، ،)1‬فيما يعرفها المة ا ا ا اارع المص ا ا ا ااري وفاقا لنص المادة ‪ 311‬من ق ع م بخنها‪ " :‬كل من‬
‫اختلس منقوالا مملوكا لغيره فهو س ا ا ااارق"(‪ ،)2‬ويعرفها المة ا ا اارع الفرنس ا ا ااي ينص المادة ‪ 1-311‬من ق ع‬
‫بخنها‪ " :‬السا ا ا ا ا ارقة هي اختزس عن طريق الغش لملك الغير"(‪ ،)3‬بعد أن كان يعرفها ينص المادة ‪ 379‬من‬
‫القديم بخنها‪ " :‬السرقة هي كل من اختلس عن طريق الغش لةيء غير مملوك لو"(‪.)4‬‬ ‫قع‬
‫يينهم‪ ،‬ذلك أن المةا اارع الجزائري اسا ااتعمل‬ ‫جليا وجود اختز‬
‫من خزل التعاريف التة ا اريعية يظهر ا‬
‫الملغاة‪ ،‬في حين أن هذا التعيير‬ ‫ايئا غير مملوك لو"‪ ،‬نقزا عن نص المادة ‪ 379‬من ق ع‬ ‫عبارة" ةا ا ا ا ا ا ا ا‬
‫غير س االيم من الناحية القانونية‪ ،‬فاألص ااح هو ما اتبعو المة اارع المص ااري باس ااتعمالو عبارة‪ " :‬منقوالا مملوكا‬
‫للغير"‪ ،‬ذلك أن المال غير المملوك للمتهم قد يكون ليس لو مالك‪ ،‬وفي هذه الحالة يكون الفعل مبائ‪ ،‬إال‬
‫عبارة‬ ‫أنو وحسا ا ا ااب تعيير المةا ا ا اارع الجزائري فإن الفعل يكون مجرم‪ ،‬وهو ما دعا الفقو إلى المطالبة بحذ‬
‫"غير مملوك لو" واسا ا ااتيدالها بعبارة " ملك للغير" على غرار ما قام بو المةا ا اارع الفرنسا ا ااي في تعديلو لقانون‬
‫العقوبات س ا ا اانة ‪ ،1992‬أما المة ا ا اارع الجزائري فززال يحمل الخطخ الذي ورثو على النص الفرنس ا ا ااي القديم‬
‫الملغى(‪ ،)5‬ولذا يدعوا الباحث هو ارخر المةا ا اارع الجزائري لتدارك هذا الخطخ يتعديل نص المادة ‪ 350‬من‬
‫ق ع ج على النحو المذكور أعزه‪.‬‬
‫فيما يعر الفقو السا ا ا ا ارقة بخنها‪ " :‬أخذ مال منقول مملوك للغير خلس ا ا ا ااة ينية تملكو‪ ،‬أي نقل الجاني‬
‫للةيء المراد سرقتو من حائزه أو مالكو لحيازة السارق بغير علمو وبغير رضاه أي خلسة "(‪.)6‬‬
‫على أنو ال يجوز اتخاذ إجراءات المتابعة‬ ‫(‪)7‬‬
‫وقد نص المةرع الجزائري في المادة ‪ 369‬من ق ع ج‬
‫الجزائية بالنس اابة للسا ارقات التي يرتكيها ة ااخص يحمل ص اافة الزوج أو القريب أو من الحواة ااي واألص ااهار‬
‫حتى الدرجة الرابعة‪ ،‬إال يناء على ة ااكوع الة ااخص المض اارور‪ ،‬كما قرر أن تنازل هذا األخير عن ة ااكواه‬
‫حدا لهذه اإلجراءات‪ ،‬ويتميز التةريع الجزائري يهذا النص‪ ،‬إذ ال نجد لو مثيل في التةريع‬ ‫من ةخنو وضع ا‬
‫المص ا ااري والعراقي واليمني والكويتي‪ ،‬يل حتى الةا ا اريعة اإلس ا اازمية فإنها ال تحكم بخي تخثير لقرابة الرحم‪-‬‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ 350‬من ق ع ج‪ ،‬معدلة ينص المادة ‪ 40‬من قانون رقم ‪ ،23-06‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ص ‪.25-24‬‬
‫(‪ -)2‬المادة ‪ 311‬من قانون رقم ‪ 58‬لسنة ‪ ،1937‬يتعلق يإصدار قانون العقوبات المصري‪ ،‬المرجع السايق‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪- " Le Vol est la soustraction frauduleuse de la chose d'autrui", L'article 311-1,CPF, codifié par loi n° 92-685 du‬‬
‫‪22 juillet 1992, portant réforme des dispositions du code pénal relatives à la répression des crimes et délits contre‬‬
‫‪les biens, JORF n° 169-124 année du 23 juillet 1992, p 9887.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪- " Quiconque a soustrait frauduleusement une chose qui ne lui appartient pas est coupable de vol ". L'article 379,‬‬
‫‪CPF, Création loi 1810-02-19 promulguée le 1 er mars 1810, Abrogé par loi 92-1336 du 16 décembre 1992 art 372,‬‬
‫‪relative à d'entrée en vigueur du nouveau code pénale et à la modification de certaines disposition de droit pénale‬‬
‫‪et de procédure pénale rendue nécessaire par cette entrée en vigueur (1),op-cit, p 17594.‬‬
‫(‪ -)5‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارسا ا ا ااة تخصا ا ا اايلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ص ‪.355-354‬‬
‫(‪ -)6‬عيد أ أوهاييية‪ ،‬ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫(‪ -)7‬المادة ‪ 369‬من ق ع ج‪ ،‬معدلة ينص المادة ‪ 8‬من قانون رقم ‪ ،19-15‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.4‬‬

‫‪155‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ماعدا قرابة األصول والفروع واألزواج‪-‬على جريمة السرقة(‪.)1‬‬


‫وبالرجوع إلى التة ا اريع المصا ااري فإنو ينص المادة ‪ 312‬من ق ع م نجده يقصا اار قيد الةا ااكوع على‬
‫جريمة السرقة الواقعة يين األزواج أو األصول أو الفروع فيما يينهم‪ ،‬وال يتعداه إلى األصهار والحواةي كما‬
‫هو في التةريع الجزائري‪.‬‬
‫أما بالنسا ا ا اابة للتة ا ا ا اريع الفرنسا ا ا ااي صا ا ا ااحيح أنو كان ال يعاقب على الس ا ا ا ارقات التي تقع يين األزواج‬
‫القديم‪ ،‬إال أنو ال يعلق تحريك الدعوع‬ ‫واألصا ا ا ا ا ااول والفروع أو األصا ا ا ا ا ااهار ينص المادة ‪ 380‬من ق ع‬
‫العمومية فيها على ةكوع المجني عليو‪ ،‬كما هو الةخن في نص المادة ‪ 369‬من ق ع ج‪.‬‬
‫بموجب نص المادة ‪ 372‬من قانون رقم ‪ 1336-92‬المؤرخ‬ ‫وبإلغاء نص المادة ‪ 380‬من ق ع‬
‫على عدم عقاب‬ ‫في ‪ 16‬ديسا ا ا ا ا ا اامير ‪ ،1992‬وفي التة ا ا ا ا ا ا اريع الحالي تنص المادة ‪ 12-311‬من ق ع‬
‫السااارق إذا كان من األصااول والفروع واألزواج دون األصااهار كخصاال عام باسااتثناء بعض الحاالت(‪ ،)2‬وال‬
‫يعلق تحريك الدعوع بالنسبة لهذه االستثناءات على ةكوع المجني عليو أيضا‪.‬‬
‫ويتجلى مما سا ا اايق أن المةا ا اارع الجزائري يمد قيد الةا ا ااكوع بالنسا ا اابة للس ا ا ارقات التي تقع يين األزواج‬
‫واألقارب والحواة ااي واألص ااهار لغاية الدرجة الرابعة‪ ،‬فيما يقص اار المة اارع المص ااري هذا القيد على السا ارقة‬
‫يين األزواج أو األص ااول أو الفروع‪ ،‬في حين أن المة اارع الفرنس ااي إما يعفى من العقاب على السا ارقة التي‬
‫تقع يين األصا ا ا ا ا ا ااول والفروع واألزواج‪ ،‬أو يعااقاب عليهاا في بعض الحااالت دون أن يعلق تحرياك الادعوع‬
‫العمومية فيها على ةكوع المجني عليو‪.‬‬
‫‪ -3‬جرائم النصب‪ ،‬خيانة األمانة واخفا أشيا مسروقة‬
‫تقرر المواد ‪ 389 ،377 ،373‬من ق ع ج إعم ااال حكم الم ااادة ‪ 369‬من ق ع ج‪ ،‬المقرر لقي ااد‬
‫الة ا ااكوع وجواز التنازل عنها في جريمة السا ا ارقة يين األزواج واألقارب والحواة ا ااي واألص ا ااهار حتى الدرجة‬
‫الرابعة‪ ،‬على جرائم النص ا ا ااب وخيانة األمانة واخفاء أة ا ا ااياء مختلس ا ا ااة أو ميددة أو متحص ا ا االة من جناية أو‬
‫جنحة‪ ،‬أي جرائم األموال التي تقع يين ذوي الصلة المذكورين أعزه‪.‬‬
‫ولذا تعر هذه الجرائم "يجرائم الةا ا ا ا ااكوع النسا ا ا ا اايية" والتي تتطلب صا ا ا ا االة يين الجاني والمجني عليو‬
‫كة اارط لتقييد الدعوع بالة ااكوع‪ ،‬في حين تعر الجرائم التي تعلق الدعوع الناة اائة عنها على ة ااكوع دون‬
‫اةتراط عزقة خاصة تربا يين الجاني والمجني عليو ياا‪" :‬جرائم الةكوع المطلقة "(‪.)3‬‬
‫نة ااير في هذا الص اادد أن المة اارع الجزائري قيل تعديل قانون العقوبات بموجب القانون رقم ‪19-15‬‬

‫(‪ -)1‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.364‬‬


‫(‪ -)2‬س ا اايق وأن فص ا االنا في هذه المس ا ااخلة في الفرع الثاني من المطلب األول من هذا المبحث من هذه الرس ا ااالة (ص ‪ 119‬وما بعدها)‪،‬‬
‫وتحديدا في‪ " :‬التنازل بعد صدور الحكم النهائي"‪ ،‬ص ‪ 118‬ومايعدها‪.‬‬
‫ا‬
‫(‪ -)3‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.131‬‬

‫‪156‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المذكور س ا ا االفا‪ ،‬كان ال يعاقب على جريمة السا ا ارقة يين األزواج على غرار نظيره الفرنس ا ااي‪ ،‬كما ال يعاقب‬
‫على جرائم النصااب وخيانة األمانة واخفاء أةااياء مسااروقة التي تقع يين األزواج ‪ ،‬ةااخنها ةااخن هذه الجرائم‬
‫ار بخص ا ااولهم‪ ،‬طباقا لنص‬
‫ار بخوالدهم أو غيرهم من الفروع‪ ،‬أو الفروع إضا ا اراا‬
‫إذا ارتكيت يين األص ا ااول إضا ا اراا‬
‫المادة ‪ 368‬من ق ع ج المعدلة بالمادة ‪ 7‬من قانون رقم ‪.)1(19 -15‬‬
‫إال أنو وبص اادور هذا القانون والذي جاء ض اامن اس ااتراتيجية محاربة العنف ض ااد المرأة‪ ،‬في الجانيين‬
‫القانوني الردعي والوقائي(‪ ،)2‬بمكافحة جميع أنواع العنف الممارس ضااد المرأة وعدم التسااامح مع أي تجاوز‬
‫يطالها(‪ ،)3‬أصاابحت هذه الجرائم والتي تقع يين األزواج معاقب عليها‪ ،‬غير أنها تخضااع لقيد الةااكوع‪ ،‬كما‬
‫حدا للمتابعة‪.‬‬
‫أن تنازل الزوج المجني عليو عن ةكواه من ةخنو أن يضع ا‬
‫وهو ما يتفق مع ما نص عليو المةا ا اارع المصا ا ااري ينص المادة ‪ 312‬من ق ع م يتقييد حرية النيابة‬
‫العامة في تحريك الدعوع العمومية بةا ا ا ا ا ااخن جريمة الس ا ا ا ا ا ارقة يين األزواج‪ ،‬كما أن تنازل المجني عليو عن‬
‫دعواه يرتب انقض ا ا اااء الدعوع العمومية‪ ،‬هذا وقد مد القض ا ا اااء المص ا ا ااري قيد الة ا ا ااكوع بطريق القياس على‬
‫(‪)4‬‬
‫التي ترتكب يين الفروع واألصا ا ا ااول أو يين‬ ‫جريمة الس ا ا ا ارقة إلى جرائم النصا ا ا ااب وخيانة األمانة واإلتز‬
‫األزواج والزوجات‪ ،‬وذلك التحاد العلة يينهما رغم عدم ورود نص يجعل هذا القيد مطباقا فيها(‪.)5‬‬
‫نظيريو الجزائري والمص ااري ال يعاقب كخص اال عام على‬ ‫في حين أن المة اارع الفرنس ااي وعلى خز‬
‫المتعلقا ااة‬ ‫جرائم األموال التي تقع يين األزواج‪ ،‬والتي يمتا ااد تطييق نص الما ااادة ‪ 12-311‬من ق ع‬
‫بالس ا ا ا ارقة إليها‪ ،‬وهي جريمة االيتزاز ‪ ،l'extorsion‬و‪ ،Chantage‬النصا ا ا ااب ‪ ،L'escroquerie‬وخيانة األمانة‬
‫‪ ،‬باااسا ا ا ا ا ا ااتثناااء بعض‬ ‫‪ de l'abus de confiance‬طباقاا لنص المواد من ‪ 1-312‬إلى ‪ 4-314‬من ق ع‬
‫الحاالت التي ال يقيد فيها تحريك الدعوع العمومية بقيد ةكوع المجني عليو‪.‬‬
‫‪ ‬وهناك جرائم يسا ا ااتخثر يها كل تة ا ا اريع من التة ا ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ا ااة دون ارخر إذ يزيد‬
‫القانون الجزائري يبعض الجرائم التي تدخل ض ا ا ا اامن نظام ص ا ا ا اافح الض ا ا ا ااحية الذي تيناه المة ا ا ا اارع الجزائري‬

‫بموجب القانون رقم ‪ 23-06‬المعدل والمتمم لقانون العقوبات‪ ،‬والذي اعتيره سا ا ا ا ا ا ا ا‬


‫ايبا لوضا ا ا ا ا ا ااع حد للمتابعة‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ 368‬من ق ع ج‪ ،‬معدلة بالمادة ‪ 7‬من قانون رقم ‪ 19-15‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫(‪ -)2‬المجلس الةاعيي الوطني‪ ،‬الجريدة الرسامية للمناقةاات‪ ،‬الفترة التةاريعية الساابعة‪ ،،‬الدورة العادية الساادساة‪ ،‬السانة الثالثة‪-‬‬
‫رقم ‪ 2 ،163‬أفريل ‪ ، 2015‬ص ص ‪.4-3‬‬
‫(‪ -)3‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫(‪ -)4‬نقض ‪ 21‬ديسا اامير سا اانة ‪ ،1983‬مجموعة األحكام‪ ،‬س ‪ ،34‬رقم ‪ ،214‬ص ‪ 27 ، 1070‬أكتوبر سا اانة ‪ ،2002‬الطعن‬
‫رقم ‪ 20135‬لسنة ‪ 61‬قضائية‪ .‬نقالً عن‪ :‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.795‬‬
‫(‪ -)5‬أحمد السيد عيد الرزاق بطور‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.13‬‬

‫‪157‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الجزائية في العديد من الجرائم دون أن تكون مقيدة بةا ا ا ا ا ااكوع‪ ،‬وهي(‪ :)1‬جنحة إكراه الزوجة أو تخويفها بخي‬
‫ةااكل من األةااكال بغرض التصاار في ممتلكاتها أو مواردها المالية‪ ،‬المسااتحدثة بموجب نفس القانون في‬
‫حاليا‪ ،‬السيما وأن "ميدأ استقزلية الذمة المالية‬
‫إطار ما يسمى ي ا ا ا ا ا ا " العنف االقتصادي" الذي تعانيو المرأة ا‬
‫للزوجة" مكرس في الةا اريعة اإلس اازمية(‪ ،)2‬جنحة تعريض ص ااحة األوالد أو أمنهم أو خلقهم لخطر جس اايم‪،‬‬
‫وتتحقق هذه الجريمة بخن يقوم أحد الوالدين يتعريض صحة أحد األوالد أو أكثر‪ ،‬أو أمنهم أو خلقهم لخطر‬
‫جس اايم بخن يس اايء معاملتهم أو يكون مثزا س ا ا‬
‫ايئا لهم لإلعتياد على الس ااكر أو س ااوء الس االوك‪ ،‬أو بخن يهمل‬
‫رعايتهم‪ ،‬أو ال يقوم باإلة ا ا ا ا ا ا ار الضا ا ا ا ا ااروري عليهم‪ ،‬وفاقا لنص المادة ‪ 3 330‬من ق ع ج(‪ ،)3‬وكذلك‬
‫مخالفة الض اارب والجرئ أو أعمال عنف أخرع‪ ،‬التي يرتكيها األة ااخاص وة ااركائهم دون أن ينة ااخ عن ذلك‬
‫يوما‪ ،‬بةا ا اارط أال يكون هناك سا ا اايق‬
‫أي مرض أو عجز كلي عن العمل لمدة تتجاوز خمساا ااة عةا ا اار (‪ )15‬ا‬
‫إص ارار أو ترصااد أو حمل ساازئ‪ ،‬عمزا بمقتضااى الفقرة األخيرة من نص المادة ‪ 442‬من ق ع ج المعدلة‬
‫ينفس القانون(‪.)4‬‬
‫المةا ا ا ا اارع الجزائري‪ :‬جنحة‬ ‫وبتعديل قانون العقوبات الجزائري بموجب القانون رقم ‪ 19-15‬أضا ا ا ا ااا‬
‫الضاارب والجرئ العمدي يين الزوجين المنصااوص والمعاقب عليها طباقا لنص المادة ‪ 266‬مكرر من ق ع‬
‫ج إلى هذا النظام‪ ،‬وجنحة التعدي أو العنف اللفظي أو النفسي المتكرر ضد الزوج‪ ،‬المعاقب عليها بالمادة‬
‫‪ 226‬مكرر ‪ 1‬من ق ق ع ج‪ ،‬وتقوم هاااتين الجريمتين س ا ا ا ا ا ا اواء كااان الفاااعاال مقيم أو غير مقيم في نفس‬
‫المسا ا ااكن مع الضا ا ااحية‪ ،‬كما تقوم أيضا ا ااا إذا ارتكيت من قيل الزوج السا ا ااايق وتيين أن األفعال ذات صا ا االة‬
‫بالعزقة الزوجية السابقة(‪.)5‬‬
‫فيما يزيد المة اارع المص ااري يجريمة أخرع ض اامن جرائم الة ااكوع وهي جريمة تة اارد الطفل في حالة‬
‫مروقو‪ ،‬والتي نص ا ا ا اات عليها المادة ‪ 11-96‬من قانون الطفل رقم ‪ 12‬لس ا ا ا اانة ‪ ،1996‬على أنو يعد الطفل‬

‫(‪ -)1‬ويدخل ض اامن النطاق الموض ااوعي لنظام الصا افح في القانون الجزائري كما تقدم ييانو كل من‪ :‬جنحة عدم تساااديد النفقة‬
‫(المادة ‪ 2-298‬من ق ع ج)‪ ،‬الس ا ا ا ااب (المادة‬ ‫بة ا ا ا اارط أن يتم دفع المبالغ المس ا ا ا ااتحقة (المادة ‪ 4-331‬من ق ع ج)‪ ،‬القذ‬
‫‪ 2-299‬من ق ع ج)‪ ،‬جنح انتهاك الحق في الخصا ااوصا ااية المنصا ااوص عليها في المواد ‪ 303‬مكرر و‪ 303‬مكرر‪ 1‬من ق‬
‫ع ج‪.‬‬
‫(‪ -)2‬المجلس الةاعيي الوطني‪ ،‬الجريدة الرسامية للمناقةاات‪ ،‬الفترة التةاريعية الساابعة ‪ ،‬الدورة العادية الساادساة‪ ،‬السانة الثالثة‪-‬‬
‫رقم ‪ 2 ،163‬أفريل ‪ ، 2015‬ص ‪.5‬‬
‫(‪ -)3‬المادة ‪ 3-330‬من ق ع ج‪ ،‬معدلة ينص المادة ‪ 38‬من قانون رقم ‪ ،23-06‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،24‬وكذا نص المادة‬
‫‪ 3‬من القانون رقم ‪ ،19-15‬يعدل ويتمم قانون العقوبات الجزائري ‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ص ‪.4-3‬‬
‫(‪ -)4‬المادة ‪ 442‬من ق ع ج‪ ،‬معدلة بالقانون رقم ‪ ،23-06‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫(‪ -)5‬المااادتين ‪ 266‬مكرر‪ ،‬و‪ 266‬مكرر‪ 1‬من ق ع ج‪ ،‬اسا ا ا ا ا ا ااتحاادثتااا بموجااب نص المااادة ‪ 2‬من قااانون رقم ‪ ،19-15‬نفس‬
‫المرجع‪ ،‬ص ‪.3‬‬

‫‪158‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ضا اا لزنح ار إذا كان س اايء الس االوك وماراقا من س االطة أييو أو وليو أو وص اايو أو متولى أمره‪ ،‬أو من‬
‫معر ا‬
‫سا ا ا ا ا ا االطة أمو في حالة وفاة وليو أو غيابو أو عدم أهليتو‪ ،‬وال يجوز في هذه الحالة اتخاذ أي إجراء قيل‬
‫الطفل‪ ،‬ولو كان من إج ارءات االستدالل‪ ،‬إال يناء على ةكوع من أييو أو وليو أو وصيو أو أمو أو متولى‬
‫أمره بحسب األحوال(‪.)1‬‬
‫ولمن قدم الة ا ا ااكوع أن يتنازل عنها‪ ،‬ويترتب على ذلك انقض ا ا اااء الدعوع العمومية طباقا لنص المادة‬
‫‪ 10‬من ق إ ج م‪.‬‬
‫أما التةريع الفرنسي فيزيد عن نظيريو الجزائري والمصري فيما يتعلق يجرائم الةكوع بالجرائم التالية‪:‬‬
‫جريمة إفةا اااء ‪ La divulgation‬المعلومات أو الييانات الةا ااخصا ااية التي يحصا اال عليها أي ةا ااخص‬
‫بمناس اابة تس ااجيلو أو حفظو أو نقلو أو بخي ة ااكل اخر من أة ااكال معالجة الملفات أو الييانات ذات الطابع‬
‫الةااخصااي بطريقة إلكترونية والتي من ةااخن الكةااف عنها دون موافقة المعني‪ ،‬انتهاك أو المساااس باعتباره‬
‫وألفة ‪ L'intimité‬حياتو الخاصا ااة‪ ،‬حتى وان ارتكيت بسا اايب إهمال أو تقصا ااير منو‪ ،‬طبقا لما جاء في نص‬
‫(‪.)2‬‬ ‫المادة ‪ 22-226‬من ق ع‬
‫فيما تنص الفقرة األخيرة من ذات المادة على أنو في هذه الحاالت ال يجوز اتخاذ إجراءات المتابعة‬
‫يناءا على ةكوع المجني عليو أو وكيلو القانوني‪.‬‬ ‫إال ا‬
‫وجريمة الصا ا اايد في أرض ال يحق لو الصا ا اايد فيها ‪Chasse sur terrain ou il n'a pas le droit de‬‬
‫‪ chasser‬فإذا كان الجاني أحد أقارب الةا ا ا ا ا ا ااخص الذي يملك حق الصا ا ا ا ا ا اايد‪ ،‬فز تتم المتابعة إال يناء على‬
‫ةكوع‪ ،‬والتي يجوز التنازل عنها‪ ،‬عمزا بخحكام نص المادة ‪ L 429-34‬من قانون الييئة الفرنسي(‪.)3‬‬
‫وجريمة المسا ا اااس العمدي بحقوق صا ا اااحب ةا ا ااهادة ‪ ،Certificat d'obtention végétale‬على النحو‬
‫المحدد ينص المادة ‪ ،L 623 –4‬إذ ال تجيز المادة ‪ L 623 –33‬من قانون الملكية الفكرية للنيابة العامة‬
‫تحريك الدعوع العمومية لتطييق العقوبات‪ ،‬إال يناء على ةا ا ا ا ااكوع من الطر المضا ا ا ا اارور(‪ ،)4‬والتي يجوز‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ 96‬من قانون رقم ‪ 12‬لسنة ‪ ،1996‬مؤرخ في ‪ 8‬مارس ‪ ،1996‬يإصدار قانون الطفل‪ ،‬ج ر م‪ .‬عدد ‪( 13‬تابع)‪،‬‬
‫مؤرخة في ‪ 28‬مارس ‪ ،1996‬معدلة بالقانون رقم ‪ 126‬لسا ا ا ا ا ا اانة ‪ ،2008‬مؤرخ في ‪ 15‬جوان ‪ ،2008‬يتعديل بعض أحكام‬
‫قانون الطفل الص ا ااادر بالقانون رقم ‪ 12‬لس ا اانة ‪ 1996‬وقانون العقوبات الص ا ااادر بالقانون رقم ‪ 58‬لس ا اانة ‪ 1937‬والقانون رقم‬
‫‪ 143‬لسنة ‪ 1994‬في ةخن األحوال المدنية ‪ ،‬ج ر م عدد ‪ ( 24‬مكرر)‪-‬السنة ‪ ،-51‬صادرة في ‪ 15‬جوان ‪.2008‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪- L'Article 226-22, CPF, Modifié par loi n° 2004-801 du 6 août 2004-art. 14, relative à la protection des‬‬
‫‪personnes physiques à l'égard des traitements de données à caractère personnel et modifiant la loi n° 78-17 du 6‬‬
‫‪janvier 1978 relative à l'informatique, aux fichiers et aux libertés (1), JORF n° 182, du 7 août 2004.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪- L'Article L 429-34, code de l'environnement, Modifié par ordonnance n° 2000-916 du 19 septembre 2000-art.‬‬
‫‪3, portant adaptation de la valeur en euros de certains montants exprimés en francs dans les textes législatifs, op-‬‬
‫‪cit.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- " L'action publique pour l'application des peines prévues au précédent article ne peut être exercée par le‬‬
‫‪ministère public que sur plainte de la partie lésée ", L'Article L 632-33, création loi 92-597, du 1 er juillet 1992,‬‬
‫‪relative au code de la propriété intellectuelle ( partie législative (1), JORF n° 153, du 3 juillet 1992.‬‬

‫‪159‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫‪ ،‬باعتبارها من جرائم الةكوع‪.‬‬ ‫التنازل عنها طباقا لنص المادة ‪ 6‬من ق إ ج‬


‫بعيدا عن‬ ‫الحرب أن يبقى ا‬ ‫وجريمة المخادنة(‪ )1‬العلنية أو المفض ا ا ا ااوحة لزوجة من اض ا ا ا ااطرتو ظرو‬
‫يلده‪ ،‬المعاقب عليها ينص الفقرة األولى من المادة األولى من قانون رقم ‪ 1088‬المؤرخ في ‪ 23‬ديسا ا ا ا ا ا اامير‬
‫‪ ،1942‬إذ تنص الفقرة الثانية من ذات المادة أنو ال يجوز اتخاذ إجراءات المتابعة ضا ا ا ا ا ا ااد الزوجة إال يناء‬
‫على ة ااكوع من الزوج المجني عليو(‪ ،)2‬والتنازل عن الة ااكوع في هذه الجرائم يترتب عنو انقض اااء الدعوع‬
‫‪.‬‬
‫العمومية طباقا لنص المادة ‪ 3-6‬من ق إ ج‬
‫عدة مزحظات يخصوص النطاق الموضوعي للتنازل عن الةكوع‪:‬‬
‫‪ ‬وفي األخير‪ ،‬نسجل د‬
‫‪ -1‬يزحظ على التة ا ا اريعات المقارنة أنها منقسا ا اامة في تناولها لجرائم الةا ا ااكوع‪ ،‬فمنها من يض ا ا اعها‬
‫ضا ا ا ا ا ا اامن قانون العقوبات‪ ،‬ومن يينها قانون العقوبات الفرنسا ا ا ا ا ا ااي والجزائري والهولندي‪ ،‬إال أنو توجد بعض‬
‫التةا ا ا ا ا اريعات تض ا ا ا ا ااعها في قانون العقوبات مقترنة مع األحكام العامة وتترك تفص ا ا ا ا اايل هذه األحكام لقانون‬
‫اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ومن يين هذه التةا اريعات نجد التةا اريع اللييي والليناني والس ااوري‪ ،‬كما توجد تةا اريعات‬
‫أخرع وهي قليلة تنظم األحكام العامة والخاص ا ا ااة لجرائم الة ا ا ااكوع في قانون اإلجراءات الجزائية وتحيل في‬
‫تعداد هذه الجرائم إلى قانون العقوبات‪ ،‬ومن يينها التةريع المصري والكويتي(‪.)3‬‬
‫‪ -2‬المزحظ أن التة اريعات المقارنة محل الد ارسااة تتفق على أن كافة الجرائم السااابقة محل الةااكوع‬
‫وبالتبعية التنازل عنها تعد من الجنح(‪ ،)4‬فز توجد جناية س ا ا ا ا ا ا اواء في القانون الجزائري أو المصا ا ا ا ا ا ااري أو‬
‫الفرنسي يتقيد حق النيابة في مواجهتها بةكوع المجني عليو‪ ،‬وذلك اا‬
‫نظر لخطورة هذا الصنف من الجرائم‪،‬‬
‫ومن ثم ال يمكن فيها تعليق الدعوع العمومية على ة ا ااكوع من المجني عليو‪ ،‬ألن الجنايات يمثل الس ا االوك‬
‫اإلجرامي فيها اعتداء على مصااالح هامة للجماعة تفوق المصااالح الخاصااة للمجني عليو‪ ،‬لذا فز يمكن أن‬
‫يترك المةرع تقدير تحريك الدعوع العمومية فيها إلرادة المجني عليو(‪.)5‬‬
‫‪ -3‬كما يزحظ أن المةا اارع الجزائري في يداية األمر لم يتوسا ااع في جرائم الةا ااكوع والتي راعى فيها‬

‫‪ -‬خادن امراأة‪ :‬بادلها الحب‪ ،‬وأكثر ما يكون مع توفر د‬


‫الةهوة‪ ،‬معجم المعاني الجامع‪ ،‬على الموقع ‪،https://bit.ly/38ZXfIX‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫تاريخ االطزع‪ 12 :‬سيتمير ‪ ،2021‬على الساعة ‪.32 :21‬‬


‫(‪)2‬‬
‫‪- " Quiconque vivra en concubinage avec l'épouse de celui qui est retenu loin de son pays par circonstances de‬‬
‫‪guerre sera puni…Les poursuites ne pourront être exercées du chef de complicité contre l'épouse que sur plainte‬‬
‫‪du conjoint ", L'Article 1er, du loi n° 1088, du 23 décembre 1942, tendant à protéger la dignité du jouer loin duquel‬‬
‫‪l'époux est retenu par suite des circonstances de guerre, JORF n° 309-74 année-, du 26 décembre 1942, p 4209.‬‬
‫(‪ -)3‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارسا ا ا ااة تخصا ا ا اايلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪.277‬‬
‫(‪ -)4‬باستثناء مخالفة الجروئ الخطخ ( م ‪442‬و‪ 2‬من ق ع ج) التي قيدها المةرع الجزائري بةكوع الضحية‪.‬‬
‫(‪ -)5‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.348‬‬

‫‪160‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫جانب الروابا األسرية‪ ،‬وضرورة تماسك أفراد العائلة الواحدة(‪ ،)1‬إال أنو ورغبة منو في مسايرة التطور الذي‬
‫عرفتو السياسة الجنائية الحديثة‪ ،‬والتي ترمي في مجملها إلى تنويع أساليب الحد من أزمة العدالة الجزائية‪،‬‬

‫يإةا ا اراك الض ا ااحية خزل مختلف إجراءات الدعوع العمومية ا‬


‫يدءا من تحريكها وصا ا اوالا إلى وض ا ااع حد لها‪،‬‬
‫تينى نظام صا ا ا ا ا ا اافح الضا ا ا ا ا ا ااحية بموجب قانون رقم ‪ ،23-06‬والذي أردفو بال قانون رقم ‪ 19-15‬المعدلين‬
‫والمتممين لقانون العقوبات الجزائري‪ ،‬الذي وسا ا ااع بموجبو من نطاق الجرائم التي من ةا ا ااخن إجراء الصا ا اافح‬
‫حدا إلجراءات المتابعة وان كان لم يقيدها بةكوع الضحية على غرار جريمة القذ ‪.‬‬ ‫فيها وضع ا‬
‫أمااا الجرائم التي يعلق تحريااك الاادعوع العموميااة فيهااا على ةا ا ا ا ا ا ااكوع من المجني عليااو في القااانون‬
‫الفرنس ا ااي فهي جرائم قليلة العدد مقارنة بالجرائم ذاتها المنص ا ااوص عليها في التةا ا اريعات األخرع‪ ،‬كالقانون‬
‫األلماني الذي يعد من أكثر القوانين توسا ا ااعا في حاالت الةا ااكوع(‪ ،)2‬السا اايما بعد التعديزت المتزحقة التي‬
‫طرأت على قانون العقوبات ‪ ،‬التي ترتب عنها إلغاء العديد من هذه الجرائم من نطاق جرائم الةكوع(‪.)3‬‬
‫ونفس المزحظة نسااجلها بةااخن القانون المصااري الذي ضاايق من جرائم الةااكوع على غرار نظيريو‬
‫نطاق تلك الجرائم في بعض التة اريعات كالقانون‬ ‫الجزائري والفرنسااي وذلك من حيث عددها ‪ ،‬على خز‬
‫العراقي واليمني والليناني والسويسري‪ ،‬لذا نناةد المةرع الجزائري بالتوسع في جرائم الةكوع‪ ،‬وحيذا لو أنو‬
‫حذا حذو التة ا ا ا اريعات المقارنة في تقييد جرائم صا ا ا اافح الضا ا ا ااحية بةا ا ا اارط الةا ا ا ااكوع‪ ،‬ألنو من غير المعقول‬
‫حدا إلجراءات المتابعة في قضااية لم يكن الساايب في تحريكها‪ ،‬األمر الذي‬ ‫والمنطقي أن يضااع هذا األخير ا‬
‫يعد تقزيم لدور النيابة العامة(‪ ،)4‬وزيادة على كاهل القض اااء الس اايما إذا علمنا أن التنازل عن الة ااكوع من‬
‫يدائل الدعوع العمومية‪ ،‬وبذلك يمكن حل بعض المنازعات البس ا اايطة ا‬
‫بعيدا عن القض ا اااء‪ ،‬خاص ا ااة وأن هذا‬
‫األخير يعاني من تضاخم في عدد القضاايا المعروضاة عليو‪ ،‬فيما يعر بخزمة العدالة الجزائية‪ ،‬وان كنا ال‬
‫نؤيده فيما قرره من تعليق تحريك الدعوع العمومية في جريمة الزنا يداعي أن التسااتر عليها فيو حفاظ على‬
‫كيان األسرة وةرفها‪ ،‬ألن هذه الجريمة البةعة يتخذع منها المجتمع بخسره‪ ،‬وأي ةر هذا الذي يراد الحفاظ‬
‫عليو وقد أهدره الزاني أو الزانية‪ ،‬فما أورده القانون الجنائي بةخن هذه الجريمة ما هو إال حصن للفجار من‬
‫النسا ا اااء والرجال ودعم معنوي لهم للعيث باألعراض‪ ،‬وفي ذلك تةا ا ااجيع لهم على ارتكاب هذه الجريمة وهم‬
‫في مخمن من أن تمتد إليهم يد العقاب(‪.)5‬‬

‫(‪ -)1‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.48‬‬


‫(‪-)2‬الطيب سا ااماتي ‪ ،‬حماية حقوق الضا ااحية خزل الدعوع الجزائية في التة ا اريع الجزائري‪ ،‬المرجع السا ااايق‪ ،‬ص ‪ ،65‬أحمد‬
‫عيد اللطيف الفقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫(‪ -)3‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫(‪ -)4‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارسا ا ا ااة تخصا ا ا اايلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪.522‬‬
‫(‪ -)5‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ 138‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المطلب الثان ‪ :‬اآلثار اإلجرائية للتناز عن الشكوى‬


‫إذا ما ص اادر تنازل بحرية وادراك واختيار‪ ،‬ممن يملك س االطة إص ااداره‪ ،‬عن ة ااكوع تقدم يها‪ ،‬بصا ادد‬

‫جريمة مقيدة بة ا ا ا ااكوع‪ ،‬في أي وقت إلى أن يص ا ا ا اادر حكم بات في الدعوع بمعنى إذا ص ا ا ا اادر ص ا ا ا ا ا‬
‫احيحا‬
‫مسا ا ا ا ا ا ااتو ٍ ةا ا ا ا ا ا ااروطااو القااانونيااة(‪ )1‬ترتااب عليااو إنهاااء الاادعوع العموميااة تطيياقاا لمنطوق قااانون اإلجراءات‬
‫الجزائية(‪.)2‬‬
‫وهذا األثر محل اتفاق يين التةا اريعات المقارنة محل الد ارس ااة بصا اريح نص المة اارع الجزائري ينص‬
‫‪ ،‬والمصااري ينص المادة ‪10‬‬ ‫المادة ‪ 3-6‬من ق إ ج ج‪ ،‬ونظيره الفرنسااي ينص المادة ‪ 3-6‬من ق إ ج‬
‫من ق إ ج م‪.‬‬
‫ادءا من ت اااريخ التن ااازل‪ ،‬ويعني ذل ااك أن ال اادعوع‬
‫وعلي ااو ال يجوز اتخ اااذ أي إجراء من اإلجراءات ي ا ا‬
‫تنقضاي في أي حال كانت عليها‪ ،‬وال يجوز أن تقدم بعد ذلك ةاكوع ثانية‪ ،‬إذ الحق في الةاكوع قد اساتنفذ‬
‫يتقديمها‪ ،‬وتخثير التنازل مقتصا ا ا اار على الواقعة التي قامت الةا ا ا ااكوع بةا ا ا ااخنها‪ ،‬وعلى الدعوع العمومية‪ ،‬أما‬
‫الدعوع المدنية فز تخثير لو عليها مالم يتضمن ما يستفاد منو التنازل عن الحقوق المدنية(‪.)3‬‬
‫طييعيا أال تتحرك الدعوع العمومية فيها إذا لم يتقدم ص ا ا ا ا ا اااحب‬
‫ا‬ ‫ففي الجرائم المقيدة بة ا ا ا ا ا ااكوع يكون‬
‫الةخن بةكواه‪ ،‬كما أنو عند تنازل هذا األخير عن ةكواه بعد إقامة تلك الدعوع يكون من ةخن هذا التنازل‬
‫القضا ا ا اااء على ةا ا ا اارط جوهري الزم لقيام الدعوع‪ ،‬فتنهار كذلك بسا ا ا اايب تخلف األسا ا ا اااس الذي كانت قائمة‬
‫عليو(‪.)4‬‬
‫وجميع هذه النقاط سا اانعمد إلى ةا اارحها من خزل تقسا اايمها إلى اثار التنازل على الدعويين العمومية‬
‫والمدنية (الفرع األول)‪ ،‬وكذا اثار التنازل على المجني عليو والمتهم والجريمة (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األو ‪ :‬أثر التناز عل الدعوى العمومية والدعوى المدنية‬
‫للمجني عليو أن يتنازل عن ةا ا ا ا ااكواه في أي مرحلة كانت عليها الدعوع‪ ،‬إلى أن يصا ا ا ا اادر فيها حكم‬
‫بات‪ ،‬فالتنازل جائز في مرحلة االسا ا ا ا ا ا ااتدالل أو في مرحلة التحقيق أو في مرحلة المحاكمة‪ ،‬وتختلف اثار‬
‫التنازل بحسب الوقت الذي يتم التنازل فيو‪ ،‬سواء بالنسبة للدعوع العمومية أو المدنية(‪ ،)5‬وهذا ما سنتطرق‬
‫لو فيما يلي‪:‬‬

‫(‪ -)1‬حسني محمد السيد الجدع‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.317-316‬‬


‫(‪ -)2‬عائةة موسى‪ ،‬مركز الضحية في الدعوع العمومية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫(‪ -)3‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫(‪ -)4‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫(‪ -)5‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.168‬‬

‫‪162‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫أوال‪ :‬أثر التناز عل الدعوى العمومية‬


‫يعد س ااحب الة ااكوع من قييل العفو عن الجريمة‪ ،‬فيترتب عليو نفس ارثار‪ ،‬وينص القانون صا اراحة‬
‫على انقض ا اااء الدعوع العمومية(‪ ،)1‬إذ تنص المادة ‪ 3-6‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج على‪ " :‬تنقض ا ااي الدعوع العمومية‬
‫الزما للمتابعة "(‪.)2‬‬‫طا ا‬ ‫يتنفيذ اتفاق الوساطة وبسحب الةكوع إذا كانت ةر ا‬
‫كما تنص المادة ‪ 10‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م على‪ ..." :‬وتنقض ا ا ا ااي الدعوع الجنائية بالتنازل"(‪ ،)3‬وكذلك تنص‬
‫على‪:‬‬ ‫المادة ‪ 3-6‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫‪"Elle peut, en outre, s'éteindre par …, il en est de même en cas de retrait de plainte,‬‬
‫‪lorsque celle-ci est une condition nécessaire de la poursuite"(4).‬‬
‫وعليو تنقضا ا ااي الدعوع العمومية بالتنازل‪ ،‬وهو يعد قرينة قانونية قاطعة أمام القضا ا اااء الجنائي على‬
‫عدم وقوع الجريمة‪ ،‬ويحدث أثره بقوة القانون‪ ،‬حتى ولو لم يتمس ا ااك بو المتهم(‪ ،)5‬فز يجوز االس ا ااتمرار فيها‬
‫أو تحريكها ورفعها مرة أخرع بعد ص ا ا اادور التنازل ممن يملكو ا‬
‫قانونا(‪ ،)6‬فاتخاذ أي إجراء فيها بعد ص ا ا اادور‬
‫التنازل يكون باطزا(‪.)7‬‬
‫وألن التنازل يحدث أثره بمجرد صدوره‪ ،‬فإذا صدر التنازل بعد تقديم الةكوع مباةرة أي عندما تكون‬
‫الةااكوع تحت تصاار الضاابطية القضااائية في مرحلة جمع االسااتدالالت‪ ،‬يرفق ضااابا الةاارطة القض اائية‬
‫طيا ص ا ااحبة أوراق الة ا ااكوع وتحال للنيابة العامة‪ ،‬والتي يدورها تحفظ الدعوع لس ا ااحب الة ا ااكوع(‪،)8‬‬
‫التنازل ا‬
‫ويعني هذا السا ا ااحب طباقا إلرادة القانون أنو لم يعد هناك محل بعد للمضا ا ااي في اإلجراءات فيقف سا ا اايرها‪،‬‬
‫وقيام النيابة العامة يوقف اإلجراءات في هذه الحالة ال يكون فيو أي اس ا ا ا ااتخدام للس ا ا ا االطة التقديرية كما هو‬
‫الحال في الحفظ لعدم المزئمة وانما يعتير إعماالا لحكم القانون وبالتالي تطيياقا لميدأ الةرعية يسري حسب‬
‫األصل استقزالا عن رغبة النيابة(‪.)9‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- J-C. soyer, droit pénal et procédure pénale, 18 e édition, LGDJ, France, 2004, pp 277-278‬‬
‫نقزا عن‪ :‬عائةة موسى‪ ،‬مركز الضحية في الدعوع العمومية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫(‪ -)2‬المادة ‪ 6‬من ق إ ج ج‪ ،‬معدلة ينص المادة ‪ 2‬من أمر رقم ‪ ،02-15‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫(‪ -)3‬المادة ‪ 10‬من قانون رقم ‪ 150‬لسنة ‪ ،1950‬يإصدار قانون اإلجراءات الجنائية المصري‪ ،‬المرجع السايق‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪- l'article 6-3, CPPF, Codifié par loi n° 57-1426 du 31 Décembre 1957, instituant un code de procédure pénale‬‬
‫‪op-cit , p 258, Déplacé par loi n° 2011-939, du 10 août 2011, sur la participation des citoyens au fonctionnement‬‬
‫‪de la justice pénale et le jugement des mineurs (1), op-cit.‬‬
‫عييد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.86‬‬ ‫(‪ -)5‬رءو‬
‫(‪ -)6‬ولذلك عد التنازل عن الةااكوع ساايب خاص النقضاااء الدعوع العمومية‪ ،‬وال يختلف عن األسااباب العامة لسااقوط الدعوع‬
‫بانقضائها إال في اقتصاره على جرائم معينة يذاتها في القانون‪ ،‬مخمون محمد سزمة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫(‪ -)7‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.499‬‬
‫(‪ -)8‬ميزد بةير ميزد غويطة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫(‪ -)9‬محمود سمير عيد الفتائ‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.209‬‬

‫‪163‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫وكااذلااك يحفظ الملف إذا تم التنااازل أمااام النيااابااة العااامااة قياال أن تحرك الاادعوع العموميااة ‪ ،‬إذ يمتنع‬
‫نهائيا اتخاذ هذا اإلجراء بصدد المتهم والجريمة التي اةترط القانون بةخنها تقديم هذه الةكوع(‪.)1‬‬ ‫عليها ا‬
‫أما إذا حصا ا ا ا اال السا ا ا ا ااحب بعد تحريك النيابة العامة للدعوع العمومية بموجب طلب افتتاحي إلجراء‬
‫تحقيق‪ ،‬فعلى قاض ا ا ا ااي التحقيق االمتناع عن التحقيق‪ ،‬واص ا ا ا اادار أمر بانتفاء وجو الدعوع(‪ ،)2‬النقض ا ا ا ااائها‬
‫بالتنازل عن الةا ا ااكوع‪ ،‬فإذا ما أسا ا ااي اسا ا ااتعمال السا ا االطة واسا ا ااتمرت اإلجراءات وتحركت الدعوع‪ ،‬قضاا اات‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬أما إذا حص ا ا ا ا ا ا اال التنازل والملف يين جهتين النيابة العامة والمحكمة‪ ،‬أو يين‬ ‫المحكمة بعدم قيولها‬
‫قاضا ا ا ا ا ا ااي التحقيق وغرفة االتهام أو يين غرفة االتهام والمحكمة‪ ،‬وجب التريث إلى أن يصا ا ا ا ا ا اال الملف إلى‬
‫وجهتو لكي تفصا اال فيو هذه الجهة باألمر أو الحكم أو القرار المناس ااب‪ ،‬أما إذا حدث التنازل عن الةا ااكوع‬
‫في مرحلة المحاكمة فالمتفق عليو أنو يتعين على المحكمة القضاء بحكم يعفي المتهم من المتابعة(‪.)4‬‬
‫يين الفقو حول طييعة الحكم‪ ،‬في حالة صا ا ا ا ا ا اادور التنازل‪ ،‬بعد تحريك الدعوع‬ ‫غير أنو وقع اختز‬
‫العمومية‪ ،‬واتصال المحكمة بملف الدعوع‪ ،‬هل هو اليراءة‪ ،‬أم يكون الحكم بانقضاء الدعوع العمومية‬
‫ذهب رأي أول(‪ ،)5‬إلى أن المحكمة تقض ااي ييراءة المتهم‪ ،‬دون التعرض لموض ااوع الدعوع‪ ،‬وتؤس ااس‬
‫اليراءة عند بعض أنصااار هذا الرأي على أن انقضاااء الحق في الدعوع يترتب عليو اسااتحالة الوصااول إلى‬
‫معاقبة المتهم‪ ،‬مما يتعين معو تخكيد يراءتو‪ ،‬باعتبار أن األصا ا ا ا ا ا اال في المتهم اليراءة يينما ذهب البعض‬
‫ارخر إلى تااخسا ا ا ا ا ا اايس حكم اليراءة على أن التنااازل يعتير دليزا قااانوناي اا على عاادم وجود الجريمااة أو عاادم‬
‫وقوعها(‪.)6‬‬
‫يينما يذهب رأي ٍ‬
‫ثان إلى أنو يتعين على المحكمة أن تقضااي بعدم جواز االسااتمرار في المحاكمة أو‬
‫في نظر الطعن إذا حدث التنازل بعد الطعن في الحكم الصادر في الدعوع(‪.)7‬‬
‫فيما ذهب رأي أخير(‪-)8‬وبحق‪ -‬إلى أن المحكمة تقض ا ا ا ااي بانقض ا ا ا اااء الدعوع العمومية بالتنازل عن‬

‫(‪ -)1‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬المرجع السباق‪ ،‬ص ص ‪.805-804‬‬


‫(‪ -)2‬عائةة موسى‪ ،‬مركز الضحية في الدعوع العمومية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫(‪ -)3‬حسني محمد السيد الجدع‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.317‬‬
‫(‪ -)4‬عيد الرحمان خلفي‪،‬الحق في الةكوع في التةريع الجزائري والمقارن‪:‬اتجاه جديد ‪،...‬المرجع السايق‪،‬ص ‪.522‬‬
‫الجريمة‪ ،‬ط‬ ‫عييد‪ ،‬المرجع الس ااايق‪ ،‬ص ‪ ،86‬جندي عيد الملك‪ ،‬الموس ااوعة الجنائية الجزء الرابع‪ :‬رة ااوة‪-‬ظرو‬ ‫(‪ -)5‬رءو‬
‫‪ ،2‬دار العلم للجميع‪ ،‬ييروت لينان‪( ،‬د‪ .‬س)‪ ،‬ص ‪ ،85‬عزت مصطفى الدسوقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،278‬عيد الرحمان‬
‫الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬دراسة تخصيلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.266‬‬
‫(‪ -)6‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.439-438‬‬
‫(‪ -)7‬محمود محمود مصطفى‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫(‪ -)8‬امال عيد الرحيم عثمان‪ ،‬ةرئ قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،92‬حسني محمد السيد الجدع‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪ ،319‬حسن صادق المرصفاوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،102‬عيد السزم مقلد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪-Georges Levasseur, Albert Chevenne et jean Montreuil, Droit pénal et procédure pénal, 8eme éd, Sirez 1986, p85.‬‬

‫‪164‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الة ا ا ااكوع‪ ،‬ال ييراءة المتهم‪ ،‬ألن هذا القض ا ا اااء معناه أن أدلة اإلدانة غير كافية أو أن الواقعة غير معاقب‬
‫عليه ااا أو غير متوافرة األرك ااان الق ااانوني ااة‪ ،‬وق ااد ال يتحقق أي األمور الثزث ااة عن ااد التن ااازل عن ال اادعوع‬
‫العمومية‪.‬‬
‫والباحث يؤيد الرأي األخير‪ ،‬التفاقو مع صا ا ا ا ا اريح نص المواد ‪ 3-6‬من ق إ ج ج‪ 3-6 ،‬من ق إ ج‬
‫حكما كاة ا ا ا ا اافا ال يختي إال بعد قيام‬
‫‪ 1-10 ،‬من ق إ ج م‪ ،‬فضا ا ا ا ازا على أن القض ا ا ا اااء ييراءة المتهم يعد ا‬
‫اوعيا‪ ،‬والتخكد من س ا ا ا ا اازمتها وفاقا لمتطلبات النص العقايي‪،‬‬ ‫المحكمة بفحص أدلة الدعوع فح ا‬
‫صا ا ا ا ا اا موض ا ا ا ا ا ا‬
‫وصدور التنازل من المجني عليو يحول يين المحكمة وبين وقوفها على حقيقة يراءة المتهم من عدمها(‪.)1‬‬
‫عدة ق اررات لها الرأي القائل بخن على القاضا ا ااي أن يصا ا اارئ‬
‫وقد تينت المحكمة العليا في الجزائر في د‬
‫في هذه الحالة بانقضاء الدعوع العمومية(‪ ،)2‬عمزا ينص المادة ‪ 3-6‬من ق إ ج ج التي تنص على ذلك‪،‬‬
‫وعليو يجب على القاضااي أن يتقيد بمدلول نص هذه المادة ‪ ،‬في حين أن محكمة النقض المص ارية أخذت‬
‫في بعض أحكامها بالرأي األول‪ ،‬إذ قض اات بخن تنازل المة ااتكي عن ة ااكواه يوجب الحكم بانقض اااء الدعوع‬
‫العمومية وبراءة المتهم مما أسا ا ااند إليو(‪ ،)3‬فيما أخذت في الكثير من أحكامها بالرأي األخير‪ ،‬حيث قضا ا اات‬
‫بخن " التنازل عن الة ا ااكوع من ص ا اااحب الحق فيها يترتب عليو بحكم الفقرة األولى من المادة العاةا ا ارة من‬
‫قانون اإلجراءات الجنائية انقضا ا ا ا ا ا اااء الدعوع الجنائية‪ ،)4("...‬كما قضا ا ا ا ا ا اات بخنو‪ ..." :‬يتعين نقض الحكم‬
‫‪ ،‬وهو ما يعكس‬ ‫(‪)5‬‬
‫المطعون فيو والقض ا ا ا اااء بانقض ا ا ا اااء الدعوع الجنائية لتنازل المجني عليها عن دعواها "‬
‫تردد محكمة النقض المصرية يين القضاء باليراءة والقضاء بانقضاء الدعوع العمومية كخثر لتنازل المجني‬
‫عليو عن ةكواه‪.‬‬
‫عدة ق اررات لها الرأي األخير‪ ،‬إذ قض ا ا ا ا اات بخن‪ " :‬س ا ا ا ا ااحب‬
‫فيما تينت محكمة النقض الفرنس ا ا ا ا ااية في د‬
‫الة ااكوع الذي ينطوي في حد ذاتو بموجب الفقرة الثالثة من المادة الس ااادس ااة من قانون اإلجراءات الجزائية‪،‬‬

‫‪-Georges Barriere et Paul Congnart , procédure pénal Tom Premier, Paris, 1971, p 148.‬‬
‫‪-‬نقالً عن‪ :‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.171‬‬
‫(‪ -)1‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.501‬‬
‫(‪-)2‬عائةة موسى‪ ،‬مركز الضحية في الدعوع العمومية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫(‪ -)3‬ن ج م‪ :‬الطعن رقم ‪ 887‬لسنة ‪ 50‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 13‬نوفمير ‪ ،1980‬مكتب فني‪ ،‬السنة ‪ 31‬قضائية‪ ،‬رقم ‪ ،192‬ص‬
‫‪ ، 995‬الطعن رقم ‪ 7835‬لسنة ‪ 59‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 9‬جانفي ‪ ،1990‬مكتب فني‪ ،‬السنة ‪ 41‬قضائية‪ ،‬رقم ‪ ،7‬ص ‪.61‬‬
‫(‪ -)4‬ن ج م‪ :‬الطعن رقم ‪ 8185‬لسنة ‪ 54‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 8‬أكتوبر ‪ ،1986‬مكتب فني‪ ،‬السنة ‪ 37‬قضائية‪ ،‬رقم ‪ ،135‬ص‬
‫‪.710‬‬
‫(‪ -)5‬ن ج م‪ :‬الطعن رقم ‪ 4012‬لسنة ‪ 56‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 28‬نوفمير ‪ ،1987‬مكتب فني‪ ،‬السنة ‪ 38‬جزء أول‪ ،‬قضائية‪ ،‬رقم‬
‫‪ ،21‬ص ‪ ، 144‬الطعن رقم ‪ 2091‬لسا ا اانة ‪ 53‬قضا ا ااائية‪ ،‬جلس ا ا اة ‪ 21‬نوفمير ‪ ،1983‬مكتب فني‪ ،‬قضا ا ااائية رقم ‪ ،34‬قاعدة‬
‫‪ ،214‬ص ‪.1070‬‬

‫‪165‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫على انقضاء الدعوع العمومية‪.)1("...‬‬


‫وعلى أي حال فإنو يترتب على تنازل المجني عليو عن ة ااكواه انقض اااء الدعوع العمومية(‪ ،)2‬باتفاق‬
‫التةريعات المقارنة محل الدراسة‪.‬‬
‫في حين رتيت قوانين أخرع على التنازل انقض ا ا ا ا ا ا اااء الدعوع العمومية في الجرائم المتعلق تحريكها‬
‫على ةكوع المجني عليو وجعلت من ذلك األصل‪ ،‬إال أنها عادت واستثنت بعض هذه الجرائم ورتيت على‬
‫محددا يتمثل في تخفيض العقوبة‪ ،‬ومنها القانون الليناني والسا ا ا ا ا ا ااوري‪ ،‬ففي جريمة اإليذاء‬
‫ا‬ ‫أثر‬
‫التنازل فيها اا‬
‫لمدة تزيد على عة ا ا ا ا ارة أيام‪،‬‬
‫العمدي وغير العمدي إذا ترتب على الجريمة تعطيل المجني عليو عن العمل د‬
‫فإن التنازل فيها يترتب عليو تخفيض العقوبة إلى النصا ا ا ا ا ا ااف‪ ،‬طباقا لنص المادة ‪ 555‬من قانون العقوبات‬
‫الليناني‪ ،‬والمادتين ‪ 541‬و‪ 551‬من قانون العقوبات السا ااوري‪ ،‬ومن القوانين من رتب على التنازل انقضا اااء‬
‫الدعوع العمومية في بعض الجرائم المعلق تحريكها على ةا ا ا ا ا ااكوع المجي عليو دون البعض ارخر‪ ،‬ومنها‬
‫القانون األردني الذي رتب هذا األثر على تنازل المجني عليو فقا في جرائم الزنا‪ ،‬واإليذاء العمدي وغير‬
‫العمدي إذا نتج عن الجريمة تعطيل المجني عليو عن العمل مدة ال تزيد على عةاارة أيام‪ ،‬والحاق الضا ارر‬
‫عمدا بخموال الغير طباقا لنص المواد‪ 445 ،2-334 ،1-284 :‬من قانون العقوبات األردني(‪.)3‬‬ ‫ا‬
‫وان لم يوجد مانع قانوني من س ا ا ااحب الة ا ا ااكوع بعد ص ا ا اايرورة الحكم باتاا‪ ،‬إال أنو يكون معدوم األثر‬
‫القانوني بةااكل مطلق(‪ ،)4‬وان انفرد المةاارع المصااري باسااتثناء حالتين‪ ،‬يجوز فيهما للمجني عليو أن يوقف‬
‫تنفي ااذ الحكم النه ااائي على الج اااني‪ ،‬وهم ااا الح ااالتين الواردتين ينص الم ااادتين ‪ 274‬من ق ع م والمتعلق ااة‬
‫يجريمة الزنا‪ ،‬والمادة ‪ 312‬من ق ع م والمتعلقة يجريمة الس ا ا ارقة من األزواج واألصا ا ااول والفروع‪ ،‬كما تقدم‬
‫ييانو بالتفصيل في موضعو من هذا الفصل‪ ،‬وفي غير هاتين الحالتين فالعقوبة المحكوم يها على المحكوم‬
‫عليهم تنفذ وان تنازل المجني عليو عن ةكواه‪.‬‬
‫ويحقق التنازل أثره بمجرد ص اادوره ممن لو الحق في إص ااداره فز ية ااترط أن يتص اال بعلم المحقق أو‬
‫المحكمة‪ ،‬فإذا صا ا اادر التنازل خارج مجلسا ا ااهما ثم توفي الةا ا اااكي قيل أن يعلما بو أنتج هذا التنازل أثره في‬
‫ٍ‬
‫عندئذ في مجرد التثيت من صا اادوره(‪ ،)5‬وكذا تيقن السا االطة‬ ‫انقضا اااء الدعوع العمومية‪ ،‬وتنحصا اار المسا ااخلة‬

‫)‪(1‬‬
‫‪-."…le retrait de la plainte qui emporte en lui-même, en vertu de l'alinéa 3 de l'article 6 du code de procédure‬‬
‫‪pénale, l'extinction de l'action publique ", Numéro d'arrêt : 90-82947, Cour de cassation, chambre criminelle du‬‬
‫‪5 mars 1991, Numéro NOR : JURITEXT000007547669, disponible sur le lien : https://bit.ly/3oWQJvG , visité le‬‬
‫‪12 octobre 2021, à 21 :37.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p 761.‬‬

‫(‪ -)3‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.344‬‬


‫(‪ -)4‬عائةة موسى‪ ،‬مركز الضحية في الدعوع العمومية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫(‪ -)5‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.172‬‬

‫‪166‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المختصا ااة من أن هذا التنازل قد صا اادر عن إرادة حرة لم يةا اايها إكراه أو تدليس(‪ ،)1‬وال عيرة بالسا اايب الذي‬
‫دعا المجني عليو إلى التنازل(‪.)2‬‬
‫ص ا ا ا اا النقضا ا ا اااء الدعوع العمومية يإجماع‬ ‫مما تقدم يتجلى أن التنازل عن الةا ا ا ااكوع يعتير سا ا ا ا ا‬
‫ايبا خا ا‬
‫حكما في هذه الدعوع بانقضااائها فز يجوز الرجوع إليها مرة‬ ‫التة اريعات المقارنة محل الد ارسااة‪ ،‬فإذا صاادر ا‬
‫أخرع‪ ،‬ومن ثم ال يجوز الرجوع في التنازل ألنو من النظام العام(‪ ،)3‬وهو ما سنتناولو فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -I‬عدم جواز الرجوع ف التناز ‪ :‬إن اس ااتعمال المجني عليو لحقو في س ااحب الة ااكوع الذي يض ااع‬
‫حدا للدعوع العمومية هو أمر يلزمو إذ ال يجوز لو مطلاقا الرجوع عن س ا ا ا ا ااحب الة ا ا ا ا ااكوع يتقديم أخرع‬
‫بو ا‬
‫قانونا العودة للدعوع العمومية بعد‬ ‫(‪)4‬‬
‫تحت أي وصااف طالما كانت الوقائع ذاتها ‪ ،‬ألنو من غير المسااتساااغ ا‬
‫انقضا ا ااائها إذ السا ا اااقا ال يعود(‪ ،)5‬فالتنازل لو صا ا اافة قاطعة فز يجوز الرجوع فيو ولو كان ميعاد الةا ا ااكوع‬
‫ممتدا(‪.)6‬‬
‫الزال ا‬
‫والتنازل ال يجوز الرجوع فيو حتى ولو اكتةف المجني عليو وقائع أخرع لم تكن معلومة لديو إال أنها‬
‫تكون جزاءا من حالة االستمرار أو فقرة من فقرات التتابع إذا كانت الجريمة مستمرة أو متتابعة‪ ،‬أما اكتةا‬
‫وقائع أخرع تةكل جريمة مستقلة فيمكن أن يتقدم المجني عليو بةكوع جديدة وال يلزمو التنازل(‪ )7‬وعدم‬
‫عدة أسباب أهمها‪:‬‬
‫جواز الرجوع في التنازل مرده د‬
‫‪ -‬أن التنازل عن الة ااكوع هو اس ااتثناء على األص اال العام الذي يجعل من تحريك الدعوع العمومية‬
‫من اختصاص النيابة العامة وحدها‪ ،‬وبالتالي فز يجوز التوسع فيو يإق ارره‪ ،‬ثم إقرار الرجوع فيو(‪.)8‬‬
‫وقفا على تردد المجني عليو فيكفي أن المة ا اارع قد جعل‬
‫‪ -‬أنو ال يص ا ااح جعل اإلجراءات والقض ا اااء ا‬

‫(‪ -)1‬ميزد بةير ميزد غويطة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.52‬‬


‫(‪ -)2‬عوض محمد عوض‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫(‪ -)3‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.503‬‬
‫(‪ -)4‬عائةة موسى‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫(‪ -)5‬نقض جنائي مصااري‪ :‬الطعن رقم ‪ 19319‬لساانة ‪ 66‬قضااائية‪ ،‬جلسااة ‪ 29‬ساايتمير ‪ ،2002‬مكتب فني‪ ،‬ساانة ‪-53‬قاعدة‬
‫‪ ،149‬ص ‪.900‬‬
‫(‪ -)6‬امال عيد الرحيم عثمان‪ ،‬ةرئ قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫متهما إياها بالزنا مع الةاريك يتاريخ معين ثم تنازل عن ةااكواه انقضاات‬
‫‪ -‬وتطيياقا لذلك إذا قدم الةاااكي ةااكواه ضااد زوجتو ا‬
‫(‪)7‬‬

‫الدعوع العمومية حتى ولو اكتة ا ا ااف بعد ذلك أن هناك وقائع أخرع مماثلة تؤكد وجود عزقة غير مة ا ا ااروعة يينهما في فترة‬
‫س ااابقة على الواقعة محل الة ااكوع‪ ،‬أما إذا اكتة ااف الزوج أن زوجتو زنت مع ة ااخص اخر غير األول فيمكنو التقدم بة ااكوع‬
‫لتحريك الدعوع عنها حتى ولو كانت هذه الواقعة س ااابقة على الواقعة األولى محل الة ااكوع التي تنازل عنها‪ ،‬وذلك تخس ااي اسا اا‬
‫تعددا في الجرائم على عكس الفرض األول الذي نكون فيو بصا ا ا ا اادد جريمة متتابعة األفعال‪،‬‬
‫على أن الفرض الثاني يةا ا ا ا ااكل ا‬
‫مخمون محمد سزمة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.148-147 .‬‬
‫(‪ -)8‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.75‬‬

‫‪167‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الدعوع ا‬
‫وقفا على إرادتو في اليداية‪ ،‬كما أعطاه حق التنازل السا ا ا ااتعمالو إذا ما قدر فيما بعد أن مصا ا ا االحتو‬
‫تتحقق بالتنازل(‪.)1‬‬
‫‪ -‬أن إجازة الرجوع في التنازل تجعل األحكام القضا ا ا ا ا ا ااائية غير مسا ا ا ا ا ا ااتقرة‪ ،‬وكذلك المراكز القانونية‬
‫المترتبااة على ذلااك‪ ،‬فكيف يعطى للمجني عليااو الحق في إعااادة محاااكمااة المتهم مرة ثااانيااة بعااد أن قااال‬
‫القاضي كلمتو في الدعوع بانقضائها بالتنازل(‪.)2‬‬
‫ازحا في مواجهة المتهم يةا ا ااهره كلما‬
‫‪ -‬منح المجني عليو إمكانية الرجوع عن التنازل هو إعطاؤه سا ا ا ا‬
‫أراد ذلك ويصبح هذا األخير تحت رحمتو‪ ،‬مما يجعلو عرضة اليتزاز أموالو(‪.)3‬‬
‫‪ -‬إذا أجيز الرجوع في التنازل فإنو يسا ا ا ا اامح بو مرة أخرع إذا أراد المجني عليو ذلك‪ ،‬وهكذا سا ا ا ا اانجد‬
‫أنفسنا أمام سلسلة من التنازالت والرجوع فيها بصورة ال تتفق مع السياسة الجزائية الحديثة وضرورة سرعة‬
‫اليت في القضايا(‪.)4‬‬
‫‪ -II‬التناز عن الشكوى من النظام العام‪ :‬انقضاء الدعوع العمومية يناء على التنازل عن الةكوع‬
‫هو من النظااام العااام‪ ،‬فيجوز التمس ا ا ا ا ا ا ااك بااو في أيااة حااالااة كاااناات عليهااا الاادعوع‪ ،‬حتى ولو ألول مرة أمااام‬
‫المحكمة العليا‪ -‬محكمة النقض‪ ،-‬كما يجب على المحكمة أن تحكم بو من تلقاء نفسا ا ا ا ا ا ااها ولو لم يدفع بو‬
‫المتهم(‪.)5‬‬
‫وانقضا ا ا ا ا ا اااء الدعوع العمومية بالتنازل يكون بحكم القانون‪ ،‬بمعنى أن أي إجراء يتخذ من قيل النيابة‬
‫العامة أو القضاء في الدعوع بعد التنازل يكون باطزا(‪.)6‬‬
‫‪ 10 ،‬من ق إ‬ ‫والدفع بانقضا اااء الدعوع العمومية طباقا لنص المادة ‪ 6‬من ق إج ج‪ 6 ،‬من ق إج‬
‫ج م‪ ،‬ألي سا ا ا اايب من أسا ا ا ااباب االنقضا ا ا اااء بما فيها التنازل عن الةا ا ا ااكوع‪ ،‬من الدفوع الجوهرية الخاصا ا ا ااة‬
‫يإجراءات المحاكمة‪ ،‬والتي هي عبارة عن نوع من الرقابة اإلجرائية(‪ ،)7‬ألن الفص ا ا ا اال فيو الزم للفص ا ا ا اال في‬
‫موضا ا ااوع الدعوع ذاتو‪ ،‬إذ يترتب عليو إذا ثيت صا ا ااحتو انقضا ا اااء الدعوع العمومية ذاتها نزوالا على أحكام‬
‫سلفا‪ ،‬ومن ثم تلتزم المحكمة يتحقيقو‪ ،‬فإذا هي أغفلت ذلك ولم ترد عليو كان حكمها مخا الفا‬
‫المواد المذكورة ا‬

‫(‪ -)1‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.173‬‬


‫(‪ -)2‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.505-504‬‬
‫نموذجا)‪ ،...‬المرجع السايق‪،‬ص ‪.411‬‬
‫ا‬ ‫(‪ -)3‬عيد الرحمان خلفي‪،‬اتجاه جديد نحو خوصصة الدعوع العمومية(حالة الةكوع‬
‫(‪ -)4‬حمدي رجب عطية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫(‪ -)5‬جندي عيد الملك‪ ،‬الموسوعة الجنائية‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫(‪ -)6‬عزت مصطفى الدسوقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.279‬‬
‫دفعا جوهرايا في نطاق اإلجراءات كل دفع يترتب على قيولو وجوب القضاء يبطزن اإلجراء المعيب‪ ،‬فيصير عديم‬
‫‪ -‬ويعد ا‬
‫(‪)7‬‬

‫األثر غير مترتب عليو ما قد يترتب على اإلجراء الصحيح من اثار قانونية بةرط أن يكون ذلك على نحو مؤثر في مصير‬
‫الدعوع‪ ،‬كمال يوةليق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.395‬‬

‫‪168‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫دفعا جوهرايا‪ ،‬وتمحص ا ااو‬


‫متعين نقض ا ااو‪ ،‬فيتعين على محكمة الموض ا ااوع أن تتعرض للدفع بالتنازل باعتباره ا‬
‫وتقول كلمتها فيو بحيث يمكن الوقو على أسا ا ا ا ا ا ااباب ما حكمت بو‪ ،‬لتتمكن محكمة النقض‪-‬العل يا‪ -‬من‬
‫مراقبة صحة تطييق القانون(‪.)1‬‬
‫وباعتبار أن التنازل من النظام العام‪ ،‬فإنو ال يلزم موافقة المتهم على التنازل الص ا ا ا ا ا ااادر من المجني‬
‫منتجا ألثره القانوني حتى مع اعتراض المتهم واص ارره على االستمرار في نظر‬ ‫صحيحا ا‬
‫ا‬ ‫عليو‪ ،‬فالتنازل يقع‬
‫الدعوع يهد الحصااول على حكم يثيت يراءتو(‪ )2‬كما ساايق القول‪ ،‬وهذا هو الرأي الغالب للةارائ في الفقو‬
‫المصري والفرنسي(‪.)3‬‬
‫إال أن بعض التة ا ا ا اريعات األجنيية ال تعتير التنازل من النظام العام مثل التة ا ا ا اريع الدانماركي حيث‬
‫نص ا ا ا ا اات المادة ‪ 28‬من قانون العقوبات بخنو يجوز للنيابة العامة االس ا ا ا ا ااتمرار في المحاكمة على الرغم من‬
‫صدور التنازل وذلك إذا كانت المصلحة العامة تقضي ذلك(‪.)4‬‬
‫ثانيا‪ :‬أثر التناز عل الدعوى المدنية‬
‫متى قدمت الة ا ااكوع فلمن لحقو ض ا اارر من الجريمة أن يدعي بحقوق مدنية وعلى المحكمة الجزائية‬
‫أن تفصا اال في طلبو‪ ،‬كما يجوز لو أن يرفع دعواه أمام المحكمة المدنية‪ ،‬وتتبع في ذلك األحكام العامة في‬
‫الدعوع المدنية(‪ ،)5‬على أن األمر يتطلب لييان أثر التنازل عن الة ا ا ااكوع على الدعوع المدنية اس ا ا ااتعراض‬
‫القاعدة العامة في هذا الةخن‪ ،‬ثم نعقيها يييان االستثناءات الواردة عليها‪ ،‬على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -I‬القاعدة ‪ :‬األصا ا ا ا اال أن الةا ا ا ا ااكوع ضا ا ا ا اارورية‪ ،‬لتحريك الدعوع العمومية في الجرائم المعلق فيها‬
‫تحريك الدعوع العمومية على ةا ا ا ا ا ااكوع‪ ،‬ولذلك فإن التنازل ينتج أثره بالنسا ا ا ا ا اابة لهذه الدعوع فقا‪ ،‬وبما أن‬
‫الدعوع المدنية ال تخضا ااع ألية قيود في رفعها فليس للتنازل عن الةا ااكوع أي أثر بالنسا اابة لها(‪ ،)6‬ولكن قد‬
‫يكون للتنازل عن الدعوع العمومية تخثير على الدعوع المدنية من حيث القضاء المختص يها‪ ،‬فإذا حصل‬
‫قيل تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬فإن القضاء الجزائي يصير غير مختص بالدعوع المدنية‪ ،‬إذ القاعدة أنو ال‬
‫يختص يهااا إال تااابعااة للاادعوع العموميااة‪ ،‬وقااد امتنع رفعهااا‪ ،‬أمااا إذا حص ا ا ا ا ا ا اال التنااازل بعااد تحريااك الاادعوع‬
‫العمومية‪ ،‬فز تخثير لو على اختصا اااص القضا اااء الجزائي بالدعوع المدنية التي اتصا االت يواليتو وسا اااغ أن‬
‫تس ا ا ااتمر أمامو مس ا ا ااتقلة(‪ ،)7‬ومن ثم فليس هناك ما يمنع المحكمة الجزائية بعد قض ا ا ااائها بانقض ا ا اااء الدعوع‬

‫(‪ -)1‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.506‬‬


‫(‪ -)2‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.348‬‬
‫(‪ -)3‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.506‬‬
‫(‪ -)4‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.176‬‬
‫(‪ -)5‬محمود محمود مصطفى‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫(‪ -)6‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.450‬‬
‫(‪ -)7‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.151-150‬‬

‫‪169‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫العمومية بالتنازل عن الة ا ا ااكوع أن تفص ا ا اال في الدعوع المدنية التابعة للدعوع العمومية المنقضا ا ا اية(‪ ،)1‬أو‬
‫إحالتها إلى المحكمة المدنية إذا استلزم الفصل فيها إجراء تحقيق خاص‪ ،‬كل هذا مالم يةمل تنازل المجني‬
‫عليو عن ةكواه تنازلو عن الحقوق المدنية(‪.)2‬‬
‫كما يجوز للمجني عليو أن يرفع دعواه المدنية أمام المحكمة المختصة متى كانت مدة تقادم الدعوع‬
‫المدنية لم تنقضي بعد(‪.)3‬‬
‫‪ -II‬االستثنا ‪ :‬يمتد أثر التنازل عن الةكوع بالنسبة للدعوع المدنية أيضا في حالتين‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا تضمن التنازل عن الةكوع أيضا التنازل عن الحق المدني‪ :‬أي أن يصرئ المجني عليو أن‬
‫(‪)4‬‬
‫مقتصر بحسب األصل على الدعوع العمومية‬
‫اا‬ ‫معا‪،‬أما إذا سكت عن ذلك فيكون‬ ‫تنازلو يةمل الدعويين ا‬
‫‪ -2‬إذا كان التنازل عن الةااكوع يتعلق يجريمة الزنا‪ :‬إذ أن أثر التنازل في هذه الحالة ينصاار إلى‬
‫معا(‪ ،)5‬ألن ترك الدعوع المدنية قائمة يعني إثارة البحث‬
‫الدعويين العمومية والمدنية فيؤدي إلى انقضائهما ا‬
‫في جريمة الزنا من جديد واثارة الفضيحة وهو ما أراد المجني عليو إغزق بابو بالتنازل(‪.)6‬‬
‫وقد قضاات محكمة النقض المصارية بخنو‪ " :‬إذا صاادر تنازل من الزوج المجني عليو بالنساابة للزوجة‬
‫س ا ا اواء أكان قيل الحكم النهائي أو بعده وجب حتم ا أن يسا ا ااتفيد منو الة ا ا اريك ويجوز أن يتمسا ا ااك بو في أية‬
‫حااالااة كاااناات عليهااا الاادعوع ولو ألول مرة أمااام محكمااة النقض لتعلقااو بااالنظااام العااام وينتج أثره بااالنس ا ا ا ا ا ا ابااة‬
‫للدعويين الجنائية والمدنية في خصا ا ا ا ا ااوص جريمة الزنا‪ ،‬وهو ما يرمى إليو الةا ا ا ا ا ااارع ينص المادتين الثالثة‬
‫والعاةرة من قانون اإلجراءات الجنائية "(‪.)7‬‬
‫وقد جرع القضاء الفرنسي على أن التنازل عن الةكوع في جريمة الزنا– قيل إلغائها‪ -‬ينصر إلى‬
‫الدعويين العمومية والمدنية‪ ،‬إذ ال تتحقق حكمة التنازل إذا أمكن إثارة الفض ا ا ا ا اايحة عن طريق نظر الدعوع‬
‫حتما‬
‫ا‬ ‫المدنية أمام المحكمة الجزائية أو المحكمة المدنية قيل الفاعل األصاالي أو الة اريك‪ ،‬فالتنازل ينصاار‬
‫إلى الحق المدني أيضا‪ ،‬أما بعد ثيوت الفضيحة بحكم بات فز مانع من رفع الدعوع أمام المحكمة المدنية‬

‫(‪ -)1‬وهذا المسا االك الجديد كان نتيجة للنقد الموجو للتة ا اريعات بسا اايب تمسا ااكها بقاعدة التضا ااامن يين الدعويين‪ ،‬عيد الرحمان‬
‫نموذجا) ‪ :‬دراسة تخصيلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع السايق‪،‬‬
‫ا‬ ‫خلفي‪ ،‬اتجاه جديد نحو خوصصة الدعوع العمومية(حالة الةكوع‬
‫ص‪.413‬‬
‫(‪ -)2‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.508‬‬
‫(‪ -)3‬أحمد السيد عيد الرزاق بطور‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫(‪ -)4‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫(‪ -)5‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.349‬‬
‫(‪ -)6‬محمد فوزي إيراهيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.151‬‬
‫(‪ -)7‬نقض جنائي مصااري‪ :‬الطعن رقم ‪ 148‬لساانة ‪ 41‬قضااائية‪،‬جلسااة ‪ 31‬ماي ‪ ،1971‬مكتب فني‪ ،22 ،‬الجزء الثاني‪ .‬رقم‬
‫‪ ،105‬ص ‪.427‬طعن رقم ‪ 1369‬لسنة ‪ 47‬قضائية‪،‬جلسة ‪ 22‬ماي ‪ ،1978‬مكتب فني‪ 29 ،‬قضائية‪-‬رقم ‪ ،98‬ص ‪.527‬‬

‫‪170‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫على الةريك وحده ولو كان الزوج قد أوقف تنفيذ العقوبة على زوجتو(‪.)1‬‬
‫فلقد اس ااتقر الرأي وأحكام القض اااء على أن التنازل عن الة ااكوع ينتج أثره بانقض اااء الدعوع العمومية‬
‫بالنسا ا ا اابة إلى دعوع الزنا‪ ،‬ويسا ا ا ااتطيل أثره إلى الدعوع المدنية المتعلقة يها‪ ،‬ألن بحث الدعوع المدنية عن‬
‫الفعل غير المةروع‪ ،‬تقتضي بالضرورة تناول جريمة الزنا بكافة أركانها وعناصرها‪ ،‬ومن ثم تنتفي الحكمة‬
‫التي من أجلها تنازل الزوج عن الدعوع العمومية‪ ،‬وهي ستر الفضيحة والحفاظ على مصلحة األسرة(‪.)2‬‬
‫الفرع الثان ‪ :‬آثار التناز بالنسبة للمجن عليه و المتهم والجريمة‬
‫اثار أخرع‬
‫مثلما يرتب التنازل عن الةا ا ا ا ا ا ااكوع اثار على الدعويين العمومية والمدنية‪ ،‬فيرتب كذلك اا‬
‫الدعوع وهما المجني عليو والمتهم‪ ،‬وحتى على الوقائع المكونة للجريمة موضا ا ااوع الةا ا ااكوع‪،‬‬ ‫على أط ار‬
‫وهو ما سنتطرق لو فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أثر التناز بالنسبة للمجن عليه و المتهم‬
‫يحدث التنازل عن الةكوع أثره بالنسبة للمجني عليو وبالنسبة للمتهم على النحو ارتي ييانو‪:‬‬
‫‪ -1‬أثر التناز بالنسبة للمجن عليه‬
‫التنازل عن الةااكوع في الجرائم المعلق تحريكها على تقديم ةااكوع من المجني عليو تصاار قانوني‬
‫ملزم لص ا اااحبو‪ ،‬لذلك إذا تنازل المجني عليو عن ة ا ااكواه فإنو يلتزم يهذا التنازل‪ ،‬وال يجوز لو تقديم ة ا ااكوع‬
‫ثانية عن الجريمة ذاتها‪ ،‬إذ ال يجوز لو الرجوع عن تنازلو حتى وان كان ميعاد تقديم الةا ا ا ا ا ا ااكوع ال يزال‬
‫ممتدا(‪ ،)3‬بالنساابة للتة اريع المصااري دون نظيريو الجزائري والفرنسااي‪ ،‬الذي يضااع مدة ثزثة أةااهر لسااقوط‬
‫ا‬
‫ظنيا وال افت ارضا ا ا اايا‪ ،‬فز يجري‬
‫يقينا ال ا‬ ‫الحق في الةا ا ااكوع‪ ،‬تسا ا ااري من يوم علم المجني عليو بالوقائع ا‬
‫علما ا‬
‫الميعاد في حق المجني عليو إال من تاريخ اليوم الذي يثيت فيو قيام هذا العلم اليقيني(‪.)4‬‬
‫إذن فز عيرة بعاد تناازل المجني علياو يبقااء هاذا األخير علياو وال بعادولاو عناو(‪ ،)5‬وقاد نص القاانون‬
‫ص ا اراحة على انقضا اااء الدعوع العمومية يهذا التنازل باتفاق التة ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ااة طباقا لنص‬
‫المواد ‪ 3-6‬من ق إ ج ج‪ 3-6 .‬من ق إ ج ‪ 1-10 ،‬من ق إ ج م‪.‬‬
‫ونظر لسا ا ا ااكوت المةا ا ا اارعين الجزائري والفرنسا ا ا ااي عن تنظيم حالة تعدد المجني عليهم إذ اكتفى كل‬
‫اا‬
‫منهما بالنص على إجراء الس ا ا ا ا ااحب دون التطرق إلجراءاتو والحاالت الخاص ا ا ا ا ااة المرتبطة بو‪ ،‬على خز‬
‫المةرع المصري الذي نص في الفقرة الثانية من نص المادة العاةرة من قانون اإلجراءات الجزائية على‪" :‬‬

‫(‪ -)1‬محمود محمود مصطفى‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.86-85‬‬


‫(‪ -)2‬حسام محمد سامي جاير‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫(‪ -)3‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.351‬‬
‫(‪ -)4‬أحمد السيد عيد الرزاق بطور‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.17-16‬‬
‫(‪ -)5‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.513‬‬

‫‪171‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫صحيحا إال إذا صدر من جميع من قدموا الةكوع"‪ ،‬إال أنو‬ ‫ا‬ ‫وفي حالة تعدد المجني عليهم ال يعتير التنازل‬
‫يمكن األخذ يهذا الحكم تطيياقا لقاعدتي وحدة الجريمة وعدم قايلية الة ا ا ا ااكوع للتجزئة‪ ،‬فإنو حتى يحدث هذا‬
‫اإلجراء اثاره القانونية يلزم إجماع المجني عليهم الذين ساايق لهم التقدم بالةااكوع‪ ،‬على سااحيها‪ ،‬فإذا صاادر‬
‫عن أحاادهم دون الباااقين كااان عااديم الجاادوع(‪ ،)1‬وذلااك تجناب اا للتواطؤ الااذي يمكن أن يتم من جهااة بعض‬
‫(‪)2‬‬
‫ض ا اا يترجيح المةا اارع للمصا االحة العامة في العقاب‪ ،‬ألن‬‫المجني عليهم على حسا اااب ارخرين ‪ ،‬ويفسا اار أي ا‬
‫عدم إجماع المجني عليهم على التنازل من ةا ااخنو أال يحقق المصا االحة المسا ااتهدفة من إق ارره‪ ،‬وهي اس ا ادال‬
‫جميعا(‪.)3‬‬
‫ا‬ ‫الستار على وقائع معينة تهم المجتمع والمجني عليهم‬
‫وينطيق الحكم ذاتو إذا توفي أحد المجني عليهم الذين تقدموا بالةا ااكوع حتى وان صا اادر التنازل عن‬
‫جميع الباقين على قيد الحياة‪ ،‬فز يعتد بالتنازل الصا ا ا ا ا ا ااادر عنهم‪ ،‬كما ال يمكن لورثة المتوفي التنازل يدالا‬
‫عنو باسا ااتثناء جريمة الزنا في التة ا اريع المصا ااري حصا ا اا‬
‫ار‪ ،‬فلكل واحد من أوالد الزوج الةا اااكي المتوفي من‬
‫الزوج المة ااكو منو أن يتنازل عن الة ااكوع وتنقض ااي الدعوع‪ ،‬عمزا ينص الفقرة األخيرة من المادة العاةا ارة‬
‫من قانون اإلجراءات الجزائية المص ا ا ا ااري‪ ،‬وذلك على التفص ا ا ا اايل التي وض ا ا ا ااحناه س ا ا ا اااباقا‪ ،‬ألن التنازل حق‬
‫ةا ا ااخصا ا ااي ال ينتقل إلى الورثة‪ ،‬أما إذا لم يتقدم إال مجني عليو واحد بالةا ا ااكوع‪-‬رغم تعددهم‪ ،-‬فإن تنازلو‬
‫ينتج أثره بانقضاء الدعوع العمومية(‪.)4‬‬
‫ومن نافلة القول أن التنازل عن الدعوع العمومية ال ية ا ا ا اامل الدعوع المدنية‪ ،‬إذ يجوز للمجني عليو‬
‫المتنازل أن يرفع دعواه المدنية أمام القض اااء المختص أو يس ااتمر في طلبو للتعويض أمام القض اااء الجزائي‬
‫معا(‪ ،)5‬أو متعلق يدعوع الزنا‪-‬كما س ا اايق القول‪ -‬اا‬
‫نظر لطييعتها‬ ‫يحا ية ا اامل الدعويين ا‬
‫مالم يكن تنازلو صا ا ار ا‬
‫معا‪،‬‬
‫الخاص ا ا ااة‪ ،‬فإذا ص ا ا اادر التنازل من الزوج المجني عليو ينتج أثره بالنس ا ا اابة للدعويين العمومية والمدنية ا‬
‫وستر للفضيحة(‪.)6‬‬
‫ظا على سمعة العائزت اا‬
‫وذلك حفا ا‬
‫‪ -2‬أثر التناز بالنسبة للمتهم‬
‫القاعدة في الة ا ااكوع هي عدم تجزئتها بالنس ا اابة لتعدد المتهمين‪ ،‬بمعنى أن الة ا ااكوع التي تقدم ض ا ااد‬
‫متهم تعتير مقدمة ض ا ااد الباقين(‪ ، )7‬ولما كان حظ كل متهم– في جرائم الة ا ااكوع‪ -‬ينبغي أن يتس ا اااوع بمن‬

‫(‪ -)1‬عائةة موسى‪ ،‬مركز الضحية في الدعوع العمومية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫(‪ -)2‬ميزد بةير ميزد غويطة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫(‪ -)3‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬الحق في الةا ااكوع في التة ا اريع الجزائري والمقارن‪ :‬اتجاه جديد نحو خوص ا اصا ااة الدعوع العمومية‪،‬‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫(‪ -)4‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫(‪ -)5‬ميزد بةير ميزد غويطة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫(‪ -)6‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.514‬‬
‫(‪ -)7‬مخمون محمد سزمة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.142‬‬

‫‪172‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫معو من المتهمين فاعلين أو ةاركاء حتى ال يختلف مصاير كل متهم عن ارخر‪ ،‬فإن التنازل عن الةاكوع‬
‫بالنسا اابة ألحد المتهمين يعد تنازالا بالنسا اابة للباقين أيضا ااا‪ ،‬فيسا ااري ميدأ تسا اااوي المتهمين في الحظ كما هو‬
‫الحال بالنسا ا ا ا ابة لتقديم الة ا ا ا ااكوع‪ ،‬والمقص ا ا ا ااود بالمتهمين هنا أولئك الذين يس ا ا ا ااتلزم القانون لتحريك الدعوع‬
‫العمومية قيلهم تقديم ةكوع‪ ،‬أما غيرهم فز يسري التنازل بالنسبة لهم(‪.)1‬‬
‫فالتنازل عن الة ا ا ا ااكوع بالنس ا ا ا اابة لمتهم يعد تنازالا بالنس ا ا ا اابة للباقين‪ ،‬من فاعلين أص ا ا ا االيين وة ا ا ا ااركاء‬
‫ومحرض ااين(‪ ،)2‬ولو ص اارئ المجني عليو يرغيتو في اس ااتمرارها بالنس اابة إلى بعض ااهم‪ ،‬ألن انقض اااء الدعوع‬
‫بالنساابة لباقي المتهمين هو أثر مباةاار رتبو القانون على التنازل‪ ،‬س اواء أراده المجني عليو أو لم يرده‪ ،‬أما‬
‫إذا اة ا ا ا ااترط المجني عليو لنفاذ تنازلو عن ة ا ا ا ااكواه ض ا ا ا ااد متهم أن تس ا ا ا ااتمر الدعوع بالنس ا ا ا اابة إلى غيره من‬
‫وعندئذ يتعين الس ا ااير في الدعوع قيل الجميع‪ ،‬ومن‬ ‫ٍ‬ ‫المتهمين‪ ،‬فإن تنازلو يكون باطزا ألنو تنازل مة ا ااروط‪،‬‬
‫جميعا يإرادة‬
‫ا‬ ‫هذا يتضااح كما تقدم قولو أن التنازل ال يمكن أن يفرق يين مصاير المتهمين فإما أن يةااملهم‬

‫المجني عليو أو بقوة القانون‪ ،‬واما أن يبطل بالنسبة لهم ج ا‬


‫ميعا‪ ،‬وهو في هذا كالةكوع‪،‬ال يقيل التجزئة(‪.)3‬‬
‫وهو ما أكده المة اارع المص ااري‪ ،‬في ظل س ااكوت المة اارعين الجزائري والفرنس ااي‪ ،‬ينص الفقرة الثالثة‬
‫من المادة ‪ 10‬من ق إ ج م ينصها على‪" :‬والتنازل بالنسبة ألحد المتهمين يعد تنازالا بالنسبة للباقين"‪.‬‬
‫إذن فاألصل أن التنازل يحدث أثره القانوني بالنسبة للمتهم الذي تطلب القانون لتحريك الدعوع عليو‬
‫ةكوع‪ ،‬أما بالنسبة لسائر المتهمين الذين حركت ضدهم الدعوع العمومية دون ةكوع خاصة من المجني‬
‫عليو فز أثر للتنازل عليهم‪ ،‬فاإلين الذي يسا ا ا ا ا ا اارق مال أييو باالةا ا ا ا ا ا ااتراك مع اخرين‪ ،‬وتحرك النيابة العامة‬
‫جميعا بعد ةا ااكوع المجني عليو التي تطلب فيها متابعة اينو‪ ،‬فإن التنازل عن الة ا اكوع ال‬ ‫ا‬ ‫الدعوع ضا اادهم‬
‫تنقض ا ا ا ا ا ااي بو الدعوع العمومية إال بالنس ا ا ا ا ا اابة لإلين دون باقي المتهمين‪ ،‬إذ أن النيابة العامة لم تكن مقيدة‬
‫حريتها في تحريك الدعوع العمومية ضدهم أصزا(‪.)4‬‬
‫ويس ا ااتثنى من ذلك حالة الةا ا اريك في جريمة الزنا‪ ،‬حيث يس ا ااتفيد من التنازل المقدم من المجني عليو‬
‫لصالح زوجتو‪ ،‬بمعنى أنو ال تقيل رغبة الزوج في أن تسير الدعوع ضد الةريك وحده‪ ،‬وعلة هذا االستثناء‬
‫طييعة جريمة الزنا كما أقرتو محكمة النقض المص ارية‪ ،‬حيث أنها تقتضااي التفاعل يين ةااخصااين‪ ،‬أولهما‪:‬‬
‫يعده القانون فاعز أصااليا‪ ،‬بالتزامو باإلخزص الجنسااي لزوجو‪ ،‬بمقتضااى عقد الزواج‪ ،‬وثانيهما‪ :‬ة اريكا(‪،)5‬‬
‫فإذا انمحت جريمة الزوجة وزالت‪ ،‬ألي سا ا اايب من األسا ا ااباب قيل صا ا اادور حكم نهائي على الة ا ا اريك‪ ،‬فهذا‬

‫(‪ -)1‬حسن صادق المرصفاوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.103‬‬


‫(‪)2‬‬
‫‪- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p 761.‬‬

‫(‪ -)3‬عوض محمد عوض‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.76‬‬


‫(‪ -)4‬مخمون محمد سزمة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫(‪ -)5‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.445‬‬

‫‪173‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ضا اا‪ ،‬ألنو ال يتص ااور قيامها مع انعدام ذلك الجانب الخاص بالزوجة‪ ،‬واال‬
‫يقتض ااي محو جريمة الةا اريك أي ا‬
‫تخثيما غير مباة اار للزوجة التي عدت بمنخع عن كل ة اايهة إجرام‪ ،‬كما أن العدل‬‫كان الحكم على الةا اريك ا‬
‫المطلق ال يسااتساايغ إبقاء الجريمة بالنساابة للة اريك مع محوها بالنساابة للفاعل األصاالي‪ ،‬ألن إجرام الة اريك‬
‫فرع من إجرام الفاعل األصا ا ا ا ا االي‪ ،‬يل الواجب في هذه الحالة أن يتبع الفرع األصا ا ا ا ا اال‪ ،‬وال يمنع من تطييق‬
‫الةا ااخصا ااين في الجنسا ااية والتة ا اريع والقضا اااء مادامت جريمة الزنا لها هذا الةا ااخن الخاص‬ ‫القاعدة اختز‬
‫الذي تمتنع فيو التجزئة وتجب فيو مراعاة ضرورة المحافظة على ةر العائزت(‪.)1‬‬
‫والة اريك في جريمة الزنا يسااتفيد من تنازل الزوج المجني عليو عن ةااكواه ضااد زوجتو الزانية بةاارط‬
‫اتر لألعراض‪ ،‬أما بعد‬‫تفاديا للفض اايحة وس ا اا‬
‫نهائيا على الزوجة‪ ،‬ا‬
‫أن يص اادر هذا التنازل قيل ص اايرورة الحكم ا‬
‫نهائيا فز محل الستفادة الةريك من عفو الزوج ألن الفضيحة قد وقعت بالفعل(‪.)2‬‬
‫صيرورة الحكم ا‬
‫وهو الحكم الذي أقرتو محكمة النقض المصا ا ا ارية في عديد أحكامها‪ ،‬إذ قض ا ا اات في أحدها أن تنازل‬
‫الزوج المجني عليو عن ةكواه ضد زوجتو الطاعنة‪ ،‬ينتج أثره بالنسبة لها ولةريكها(‪.)3‬‬
‫وهو ما ذهيت إليو المحكمة العليا الجزائرية في أحد ق ارراتها‪ ،‬حيث قضا ا ا اات بخن " صا ا ا اافح الزوج عن‬
‫حدا لكل متابعة ضد الزوجة وةريكها "(‪.)4‬‬ ‫نهائيا يضع ا‬
‫زوجتو قيل صيرورة حكم اإلدانة ا‬
‫والة ا ا اريك يسا ا ااتفيد من كل دفع يمكن أن تدفع بو الزوجة الزانية‪ ،‬طالما أنو لم يصا ا اادر ضا ا ا داده حك اما‬
‫نهائيا في الدعوع(‪ )5‬فلكي يسا ااتفيد من التنازل فعزا يجب أن تكون الزوجة قد اسا ااتفادت منو أي أن يكون‬ ‫ا‬
‫نهائيا‪ ،‬فإذا تنازل الزوج عن محاكمة زوجتو قيل‬ ‫التنازل قد صا ا ا ا اادر من زوجها قيل صا ا ا ا اايرورة الحكم عليها ا‬
‫صا ا اادور حكم نهائي سا ا ااقطت الدعوع العمومية بالنسا ا اابة لها ولة ا ا اريكها‪ ،‬أما إذا لم تطعن الزوجة في الحكم‬
‫أو النقض‪،‬‬ ‫نهائيا بالنساابة لها‪ ،‬في حين طعن فيو ة اريكها باالسااتئنا‬
‫الصااادر ضاادها وة اريكها‪ ،‬فخصاابح ا‬
‫فإن تنازل الزوج أثناء االسا ااتئنا المرفوع من الة ا اريك وحده ال أثر لو‪ ،‬إذ هو ال يملك التنازل عن الدعوع‬
‫نهائيا بالنسبة‬
‫ضد زوجتو النقضائها بحكم نهائي بالنسبة لها‪ ،‬واذا لم يطعن الةريك في الحكم أصبح يذلك ا‬
‫لو حتى ولو طعنت الزوجة وقضي ييراءتها في االستئنا (‪.)6‬‬

‫(‪ -)1‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.105-104‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪- Garçon, Code pénal annote, Sirey 1901-1906, 1959, T 11, N°17, p 297.‬‬
‫نقزا عن جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.517‬‬
‫(‪ -)3‬ن ج م‪ :‬طعن رقم ‪ 7835‬لسنة ‪ 59‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 9‬جانفي ‪ ،1990‬مكتب فني‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬رقم ‪ ،41‬ص ‪.61‬‬
‫(‪ -)4‬المحكمة العليا ‪ :‬غ‪ .‬ج‪ .‬م‪ .‬قرار صا ا ااادر يتاريخ ‪ 27‬نوفمير ‪ ،1984‬في الملف رقم ‪ ،29093‬المجلة القضا ا ااائية‪ ،‬ع ‪،1‬‬
‫س ‪ ،1990‬ص ‪.295‬‬
‫‪ -‬مةار إليو لدع‪ :‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫(‪ -)5‬جندي عيد الملك‪ ،‬الموسوعة الجنائية‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫(‪ -)6‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.517‬‬

‫‪174‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ومن ثم يس ااتفيد الةا اريك من تنازل الزوج الصا اريح أو الض اامني عن الة ااكوع في األحوال التالية‪ :‬إذا‬
‫حصا ا اال أثناء التحقيق‪ ،‬إذا حصا ا اال قيل الحكم االيتدائي‪ ،‬إذا حصا ا اال بعد الحكم االيتدائي وقيل فوات ميعاد‬
‫حتى ولو لم تسا ااتخنف الزوجة‪ ،‬ألنو في الوقت الذي صا اافح فيو الزوج عن زوجتو لم يكن الحكم‬ ‫االسا ااتئنا‬
‫المرفوع من الزوجة وةريكها‪ ،‬وال يهم أن تكون الزوجة‬ ‫نهائيا ضد الزوجة‪ ،‬إذا حصل أثناء نظر االستئنا‬‫ا‬
‫قد تنازلت عن اساااتئنافها مادامت المحكمة االساااتئنافية‪-‬المجلس القضاااائي‪ -‬لم تعتمد هذا التنازل‪ ،‬إذا حكم‬
‫غياييا وتنازل الزوج عن محاكمتها قيل فوات الميعاد المخول لها للمعارضا ا ا ا ااة فيو أو في أثناء‬
‫ا‬ ‫على الزوجة‬
‫نظر المعارضة واذا حصل التنازل بعد الحكم االستئنافي وقيل فوات ميعاد النقض أو في أثناء نظره(‪.)1‬‬
‫غير أن تنازل المجني عليو الذي يس ا ا ا ااتفيد منو الةا ا ا ا اريك في جريمة الزنا ال يترتب أثره إال بالنس ا ا ا اابة‬
‫متزوجا فإنو يعتير‬
‫ا‬ ‫لجريمتو يوصا اافو ة ا اريكا في الزنا‪ ،‬فإذا كان قد تحقق بالنسا اابة لو تعدد صا ااوري بخن كان‬
‫اليا في جريمة زنا الزوج‪ ،‬فلو تقدمت الزوجة بةا ااكوع ضا ااده‪ ،‬فإن‬ ‫ة ا اريكا في جريمة زنا الزوجة وفاعزا أصا ا ا‬
‫تنازل الزوج المجني عليو في الجريمة األولى وان أسا ااقا جريمة زنا الزوجة إال أنو ال يؤثر على جريمة زنا‬
‫الزوج وتظل الدعوع العمومية قائمة بالنس اابة لهذا الوص ااف سا اواء بالنس اابة للزوج الزاني ولةا اريكتو‪ ،‬كل هذا‬
‫أيضا عن ةكواها(‪.)2‬‬
‫بطييعة الحال مالم تتنازل الزوجة ا‬
‫إال أنو يطرئ إةكال يتعلق بخثر وفاة الزوجة على مصير الةريك‪ ،‬إذا حدثت قيل صدور حكم بات‬
‫يرع أغلب الفقو والقضاء في فرنسا ومصر أن وفاة الزوجة قيل الةكوع يحول دون تيليغ الزوج عن‬
‫جريمة الزنا ض ااد الةا اريك‪ ،‬وأن وفاتها بعد الة ااكوع وقيل ص اادور حكم نهائي يترتب عليو انقض اااء الدعوع‬
‫العمومية بالنساابة للة اريك‪ ،‬ألن الزوجة تعتير يريئة حتى يصاادر حكم نهائي يدينها‪ ،‬ولما كان حظ الة اريك‬
‫طا بحظ الزوجة وجب أن يستفيد من قرينة يراءتها التي ال يمكن دحضها بسيب وفاتها(‪.)3‬‬
‫مرتب ا‬
‫أن موت الزوجة ال يمنع من استمرار الدعوع‬ ‫(‪)4‬‬
‫يينما يرع قلة من الةرائ في فرنسا ومصر والجزائر‬

‫(‪ -)1‬جندي عيد الملك‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.97‬‬


‫(‪ -)2‬مخمون محمد سزمة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،148‬عزت مصطفى الدسوقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.281‬‬
‫(‪ -)3‬جندي عيد الملك‪ ،‬الموس ا ا ااوعة الجنائية‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬المرجع الس ا ا ااايق‪ ،‬ص ص ‪ ،98-97‬عزت مص ا ا ااطفى الدس ا ا ااوقي‪،‬‬
‫عييد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.87‬‬ ‫المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،289‬محمود محمود مصطفى‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،83‬رءو‬
‫‪-Garçon, Code pénal annote, Sirey 1901-1906, 1959, T 11, art 338, N°13, p 912.‬‬
‫‪-Garrand, Traite Théorique ET Pratique Du Droit pénal Français, Paris, T1, Sirey 1924-T.5, N° 1889, p 162.‬‬
‫‪-Chauveau et Hélie, Théorie du code pénal, 1887-1905, 6 eme éd, paris, T4, N° 1626, p 367.-‬‬
‫نقزا عن‪ :‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.519‬‬
‫(‪ -)4‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارسا ا ا ااة تخصا ا ا اايلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع‬
‫السااايق‪ ،‬ص ‪ ،273‬أحمد محمود الةااافعي‪ ،‬الةاريعة اإلساازمية إزاء جريمة الزنا‪ ،‬مؤساسااة الثقافة الجامعية‪ ،‬ص ‪ ،139‬علي‬
‫زكي العرايي‪ ،‬المبادئ األساسية لإلجراءات الجنائية‪ ،‬الجزء األول‪ ،1951 ،‬يند ‪ ،2018‬ص ‪.99‬‬
‫‪-Blancher, Etude sur le code pénal, Tom 5, Paris, 1870, N°183, p 206.‬‬
‫نقزا عن‪ :‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.519‬‬

‫‪175‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ضااد الة اريك‪ ،‬ألن القاعدة العامة أن موت الفاعل األصاالي ال يؤثر على الة اريك‪ ،‬وال اسااتثناء لهذه القاعدة‬
‫في باب الزنا(‪ ،)1‬فالزوج هو ص اااحب المص االحة األولى في محاكمة زوجتو‪ ،‬وتبعية الةااريك للزوجة لم تكن‬
‫لمصا ا ا ا ا االحتها يل لمصا ا ا ا ا االحة الزوج‪ ،‬وهو في نظر القانون المسا ا ا ا ا ااؤول األول عن هذه العائلة‪ ،‬وقد رأع من‬
‫المصا ا ا ا ا ا االحة تحريك الدعوع فطلب ذلك فعزا‪ ،‬ولم يعدل عن رأيو‪ ،‬فز يمكن القول بعد ذلك أن في الحكم‬
‫ار بمصا ا االحة العائلة لعجزها عن الدفاع عن نفسا ا ااها‪ ،‬ألن الزوج الذي‬
‫على الة ا ا اريك بعد وفاة الزوجة إض ا ا اراا‬
‫يمثلها هو الذي طلب المتابعة‪ ،‬وهو موجود ويمكنو التنازل عن الدعوع إذا رأع المصلحة في ذلك(‪.)2‬‬
‫وقد أخذت المحاكم الفرنسا ا ااية بالرأي األول‪ ،‬كما حكمت المحاكم المص ا ا ارية بخن وفاة الزوجة المتهمة‬
‫بالزنا قيل أن تصير محاكمتها نهائية يترتب عليها انقضاء الدعوع العمومية بالنسبة لها وبالنسبة لةريكها‪،‬‬
‫ألن وفاتها قيل الحكم النهائي قرينة قانونية على يراءتها فز يجوز هدم هذه القرينة بمحاكمة الةا ا ا ا ا اريك ألن‬
‫الفعل المنسوب إليهما واحد ال يقيل التجزئة(‪.)3‬‬
‫وهو ما يؤيده الباحث بالنظر إلى أن جريمة الزنا ذات طييعة خاصا ا ااة‪ ،‬وهي يذلك تخرج عن القواعد‬
‫العامة‪ ،‬ومنها أن موت الفاعل األصلي يؤدي إلى انقضاء الدعوع العمومية في حقو دون الةريك‪ ،‬ذلك أن‬
‫في تقرير هذا الحكم تحقيق للعلة التي توخاها المةاارع من تقرير حق الةااكوع في هذه الجريمة وهي السااتر‬
‫والحفاظ على سمعة العائزت‪ ،‬وبمد استفادة الةريك من انقضاء الدعوع للزوجة المتوفاة بالتييعة‪ ،‬نكون قد‬
‫توس ااعنا في تحقيق األغراض المذكورة س ا االفا‪ ،‬وكذلك ال يجوز أن يس ااوء مركز الةا اريك في حالة وفاة الزانية‬
‫قيل صدور حكم نهائي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أثر التناز بالنسبة للجريمة‬
‫يتحدد نطاق الةا ا ااكوع بالواقعة الميينة يها‪ ،‬فز يمتد أثر الةا ا ااكوع إلى واقعة أخرع سا ا ااابقة أو الحقة‬
‫عليها‪ ،‬يكون المجني عليو فيها قد أغفل ذكرها‪ ،‬ومن ثم فإن أثر التنازل عن هذه الةا ا ااكوع ينصا ا ااب أي ا‬
‫ض ا ا اا‬
‫على ذات الواقعة التي قدمت الة ااكوع بة ااخنها‪ ،‬فالتنازل يحدث أثره بالنس اابة للوقائع التي تض اامنتها الة ااكوع‬
‫دون غيرها من الوقائع التي لم يةملها التنازل(‪.)4‬‬
‫ونميز في هذا الةا ا ا ا ا ا ااخن يين حالتين للتعدد التعدد المعنوي والمادي يين جريمة يتطلب القانون فيها‬
‫الةكوع وجريمة ال يتطليها القانون فيها‪:‬‬
‫اددا من األفعااال المتميزة فيمااا يينهااا‪ ،‬ويقوم‬
‫‪ -1‬حيالية التعيدد الميادي للوقيائع‪ :‬قااد يرتكااب المتهم عا ا‬
‫بخحدها جريمة يعلق القانون الدعوع الناةا ا ا ا ا اائة عنها على ةا ا ا ا ا ااكوع‪ ،‬وتقوم بارخر جريمة ال ترتهن الدعوع‬

‫(‪ -)1‬جندي عيد الملك‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.98‬‬


‫(‪ -)2‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.519‬‬
‫(‪ -)3‬جندي عيد الملك‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫(‪ -)4‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.520‬‬

‫‪176‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الناةئة عنها بةكوع‪ ،‬وذلك هو التعدد المادي‪ ،‬وللتعدد المادي صورتان‪ :‬تعدد تقع فيو الجرائم لغرض واحد‬
‫وترتبا بحيث ال تقيل التجزئة‪ ،‬مثال ذلك زنا ارتبا يتزوير عقد زواج إلخفائو‪ ،‬وزنا ارتبا بممارسااة الزوجة‬
‫ماديا غير مرتبطة فيما يينها‪ ،‬فيتحقق على هذا النحو اسا ا ا ا ا ااتقزل‬ ‫للدعارة‪ ،‬وقد تكون الجرائم المتعددة ا‬
‫تعددا ا‬
‫كامل يينهما‪ ،‬ومثال ذلك أن يسرق ةريك الزوجة الزانية ماالا لزوجها(‪.)1‬‬
‫فإذا تحقق التعدد المادي يين جريمة يعلق المة ا ا ا اارع فيها تحريك الدعوع العمومية على ة ا ا ا ااكوع من‬
‫المجني عليو بخخرع ال يسااتوجب فيها هذا القيد‪ ،‬فإن قيد الةااكوع ال يمتد إلى هذه األخيرة‪ ،‬ومن ثم فللنيابة‬
‫العامة حق تحريك الدعوع العمومية عن الجريمة التي ال يتطلب فيها المةا ا ا اارع ةا ا ا ااكوع من المجني عليو‪،‬‬
‫وتس ا ا ااري هذه القاعدة سا ا ا اواء في حالة االرتباط البس ا ا اايا أو الذي ال يقيل التجزئة‪ ،‬وأس ا ا اااس هذه القاعدة هو‬
‫تغليب صا ا اافة التلقائية التي تتميز يها الدعوع العمومية‪ ،‬فإذا قيل أن العيرة بالجريمة األةا ا ااد وكان المةا ا اارع‬
‫يتطلب ةا ا ا ا ا ااكوع بالنسا ا ا ا ا اابة لها ولم تقدم‪ ،‬فإن عدم إجازة تحريك الدعوع العمومية عن الجريمة األخف إنما‬
‫يعني إيجاد حصانة لمن ارتكيها لم ينص عليها المةرع مما يتنافى مع العدالة وصحيح القانون(‪.)2‬‬
‫وعليو فالتنازل يحدث أثره بالنسبة للواقعة التي يحتاج فيها القانون لتحريك الدعوع العمومية بالنسبة‬
‫لها الةااكوع‪ ،‬ولذلك ال يؤثر التنازل على الجرائم األخرع المرتبطة والتي ال يسااتلزم فيها القانون ةااكوع من‬
‫المجني عليو‪ ،‬حتى ولو كانت هذه الجريمة لم تحرك فيها الدعوع العمومية إال يناء على ةا ا ا ا ا ا ااكوع‪ ،‬اا‬
‫نظر‬
‫لكونها الوصااف األخف بالنساابة للجريمة التي علق فيها تحريك الدعوع على ةااكوع‪ ،‬فالتنازل عن الةااكوع‬
‫يخصوص جريمة الزنا ال يقيد حرية النيابة العامة في تحريك الدعوع بالنسبة لواقعة انتهاك حرمة منزل(‪،)3‬‬
‫فالتنازل الذي استفاد منو الزوج الزاني يمتد إلى الةريك في جريمة الزنا دون جريمة انتهاك حرمة منزل(‪.)4‬‬
‫وليس للتنازل أثر إال على الواقعة التي ينصا ا ا ا ا ا ااب عليها‪ ،‬فز يمتد إلى الوقائع األخرع المرتبطة يها‬
‫ولو كانت هي األخرع تخض ا ااع لقيد الة ا ااكوع‪ ،‬كخن يرتكب الزوج جريمة الزنا وفي الوقت نفس ا ااو يمتنع عن‬
‫االنفاق‪ ،‬وتحركت الدعوع عنهما يناء على ةكوع الزوجة‪ ،‬فإذا تنازلت عن الةكوع بةخن جريمة الزنا دون‬
‫جريمة االمتناع عن االنفاق فإن الدعوع تستمر بالنسبة للجريمة األخيرة ضد الزوج(‪.)5‬‬
‫ولما كان التنازل يقتص ا اار أثره على الواقعة التي تض ا اامنتها الة ا ااكوع‪ ،‬وال يمتد إلى ما عداها‪ ،‬فهو ال‬
‫يحول يين المجني عليو وبين تقديم ةا ا ا ااكوع جديدة ضا ا ا ااد المتهم نفسا ا ا ااو عن واقعة أخرع مغايرة أو مماثلة‪،‬‬

‫(‪ -)1‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.133-132‬‬
‫(‪ -)2‬امال عيد الرحيم عثمان‪ ،‬ةرئ قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.83-82‬‬
‫(‪ -)3‬عزت مصطفى الدسوقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.279‬‬
‫(‪ -)4‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارسا ا ا ااة تخصا ا ا اايلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪.274‬‬
‫(‪ -)5‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.182-181‬‬

‫‪177‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫سا ااابقة أو تالية للواقعة التي ةا ااملتها الةا ااكوع األولى والتي انصا ااب التنازل عليها‪ ،‬بةا اارط أن تكون الواقعة‬
‫الجاادياادة مسا ا ا ا ا ا ااتقلااة عن الواقعااة األخرع‪ ،‬أي ال تكون معهااا وحاادة إجراميااة تجعاال منهااا جريمااة واحاادة(‪،)1‬‬
‫فالة ااخص الذي يتنازل عن ة ااكواه ض ااد من س اابو أو قذفو– بالنس اابة للتةا اريعين المص ااري والفرنس ااي اللذان‬
‫يسا ا ا ا ااتلزمان قيد الةا ا ا ا ااكوع لتحريك الدعوع العمومية عن هاتين الجريمتين دون نظيرهما الجزائري‪-‬يملك أن‬
‫أخرع سابقة أو الحقة‪ ،‬ولو تكررت فيها األلفاظ نفسها أو‬ ‫يقدم ةكوع جديدة ضده عن واقعة سب أو قذ‬
‫نس ا ا اايت إليو فيها األمور ذاتها‪ ،‬كذلك ينص ا ا اار أثر التنازل إلى جميع الوقائع الس ا ا ااابقة على الجريمة محل‬
‫التنازل‪ ،‬إذا كانت تكون معها جزاءا من حالة االس ا ا ااتمرار أو فقرة من فقرات التتابع الس ا ا ااابقة على حص ا ا ااولو‬
‫حتى ولو اكتة ا ا اافت بعده‪ ،‬أما اكتة ا ا ااا وقائع أخرع تة ا ا ااكل جريمة مس ا ا ااتقلة فيمكن أن يتقدم المجني عليو‬
‫بةكوع جديدة عنها وبالتالي ال يلزمو التنازل السايق(‪ ،)2‬كخن يكةف الزوج المتنازل عن الةكوع أن زوجتو‬
‫س اايق وان ارتكيت وقائع زنا أخرع مع ذات الةا اريك وكان يجهلها‪ ،‬فتنازلو ينص اار إلى هذه الوقائع أي ا‬
‫ض ا اا‬
‫باعتبارها تةا ا ا ااكل فقرة من فقرات التتابع لوحدة المةا ا ا ااروع اإلجرامي‪ ،‬أما في حالة اكتةا ا ا ااافو بعد التنازل أن‬
‫زوجتو زنت مع ةخص اخر‪ ،‬فهذه واقعة جديدة ويجوز لو تقديم ةكوع جديدة بةخنها(‪.)3‬‬
‫‪ -2‬حالة التعدد المعنوي للوقائع‪ :‬حياث يكون فعال واحاد أكثر من جريماة في نظر القاانون‪ ،‬كمن‬
‫معا‪ ،‬في‬
‫يزني بامرأة عزنية‪ ،‬فهو يرتكب جريمة الزنا وجريمة الفعل العلني المخل بالحياء‪-‬الفعل الفاضح‪ -‬ا‬
‫هذه الحالة ال يوجد تعدد حقيقي يين الجرائم‪ ،‬وانما يتوافر تعدد في األوص ااا وجريمة واحدة فقا هي ذات‬
‫الوصف األةد(‪.)4‬‬
‫فإذا تحقق التعدد المعنوي يين جريمة الزنا التي يتطلب فيها القانون الة ا ا ا ا ا ااكوع وجريمة الفعل العلني‬
‫جميعا‪ ،‬وتطييقا لذلك‬
‫ا‬ ‫المخل بالحياء التي ال تتطلب الةا ااكوع فيها‪ ،‬فيمتد قيد الةا ااكوع إلى الفعل بخوصا ااافو‬
‫فإنو إذا ارتكب الزنا في عزنية لم تجز‪-‬دون ةااكوع‪-‬إقامة الدعوع من أجل جريمة الفعل الفاضااح العلني‬
‫حتما التعرض إلى جريمة الزنا‪ ،‬إذ منو نسا ا ا ا ا ا ااتخلص صا ا ا ا ا ا اافة اإلخزل‬
‫إذ البحث في هذه الجريمة مقتض ا‬
‫بالحياء‪ ،‬وهو ما ال يريد المةاارع الخوض فيو إال إذا قدم الزوج المجني عليو ةااكواه‪ ،‬ومن ثم يمتد القيد إلى‬
‫هذه الجريمة كذلك(‪.)5‬‬
‫فيما يميل أكثر الةا ارائ في فرنس ااا إلى القول بخنو فيما يتعلق بحالة التعدد المعنوي يوجو عام تس ااترد‬
‫النيابة العامة كامل حريتها عن الوصا ا ااف الذي ال تقييد لحريتها فيو‪ ،‬فتس ا ااير في إجراءات التحقيق وتحريك‬

‫(‪ -)1‬عوض محمد عوض‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.77‬‬


‫(‪ -)2‬حاتم عيد الرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.107-106‬‬
‫(‪ -)3‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫(‪ -)4‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.798‬‬
‫(‪ -)5‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.133‬‬

‫‪178‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫وصفا اخر يلزم لتحريك الدعوع عنو ةكوع من‬


‫ا‬ ‫الدعوع طباقا لما تراه‪ ،‬حتى ولو كانت نفس الواقعة تحتمل‬
‫المجني عليو(‪.)1‬‬

‫ويرع البعض أنو في هذه الحالة فإن التنازل عن الة ا ا ااكوع ية ا ا اامل كز الوص ا ا اافين ا‬
‫معا ألنهما نتيجة‬
‫لفعل واحد(‪.)2‬‬
‫فانقضا ا اااء الدعوع العمومية عن جريمة الزنا بالتنازل عن الةا ا ااكوع يمس بطريق غير مباةا ا اار قايلية‬
‫الفعل المكون لها للعقاب عليو‪ ،‬تطييقا لميدأ " ال عقوبة بغير دعوع عمومية "‪ ،‬وبالتالي فز محل للعقاب‬
‫عليو تحت أي وصف اخر أخف‪ ،‬فإنما يعاقب القانون على األفعال ال على األوصا (‪.)3‬‬
‫خزصا ااة القول‪...‬أن المةا اارع المصا ااري أجاد في ييان وتحديد األحكام القانونية للتنازل عن الةا ااكوع‬
‫مقارنة ينظيريو الجزائري والفرنسا ا ا ا ااي‪ ،‬من حيث تحديد صا ا ا ا اااحب الحق في الةا ا ا ا ااكوع والتنازل عنها‪ ،‬ميعاد‬
‫التنازل وةا ااكلو‪ ،‬وص ا اوالا إلى اثاره في حالة تعدد المجني عليهم‪ ،‬وفي حالة تعدد المتهمين في ظل سا ااكوت‬
‫التةريع الجزائري ونظيره الفرنسي عن كل ذلك‪.‬‬

‫عييد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.79‬‬ ‫(‪ -)1‬رءو‬


‫(‪ -)2‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫(‪ -)3‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.798‬‬

‫‪179‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫املصاحلة اجلزائية‬
‫منذ أن اسا ا ا ااتقر لدع الفكر القانوني مفهوم الجريمة على أنها اعتداء يقع ضا ا ا ااحيتو المجتمع بخس ا ا ا اره‪،‬‬
‫أخذت الدولة‪-‬يوص ا اافها ممثلة هذا األخير‪-‬على عاتقها عقاب كل من تس ا ااول لو نفس ا ااو ارتكاب أي سا ا الوك‬
‫ونوعا‪ ،‬أخذت‬
‫كما ا‬‫تبعا لذلك ا‬
‫طا‪ ،‬ومع تطور المجتمعات‪ ،‬وتطور الظاهرة اإلجرامية ا‬ ‫مجرم ولو كان بسا ا ا ا ا ا ااي ا‬
‫يعيا بخن تجرم وتعاقب على كل ساالوك مسااتجد ترع‬
‫اء تة ار ا‬
‫الدولة تضاااعف من اسااتعمال التها العقايية‪ ،‬س او ا‬
‫اائيا بخن تحرص على أن يلقى أي ةا ا ا ا ااخص ثيت إدانتو يجريمة ما العقوبة‬
‫فيو وصا ا ا ا ااف الجريمة‪ ،‬أو قضا ا ا ا ا ا‬
‫قانونا(‪.)1‬‬
‫المقررة ا‬
‫الدولة من كل هذا هو الحد من تنامي الظاهرة اإلجرامية‪ ،‬فإن النتيجة كانت عكسية‪،‬‬ ‫وان كان هد‬
‫حيث نتج عن ذلك ما يعر بخزمة العدالة الجزائية‪ ،‬هذه الظاهرة التي تزامنت مع ظاهرة التض ا ا ااخم العقايي‬
‫‪ Inflation pénale‬التي كانت نتيجة طييعية السا ااتخدام المةا اارع السا اازئ العقايي ‪ L’arme pénale‬لمواجهة‬
‫الكثير من األنماط المس ا ا ا ااتحدثة من الس ا ا ا االوك اإلجرامي‪ ،‬ومن أهم مظاهر هذه األزمة زيادة عدد القض ا ا ا ااايا‬
‫اير‪ ،‬ما دفع‬
‫أمر عسا ا اا‬
‫الجزائية‪ ،‬األمر الذي بات يهدد المحاكم بالةا االل‪ ،‬فخضا ااحى الوصا ااول إلى عدالة ناجزة اا‬
‫الفقو والتةريع نحو البحث عن وسائل لتجاوز أزمة العدالة الجزائية‪ ،‬ومن ثم ألفت الييئة القانونية فكرة الحد‬
‫من التجريم ‪ Décriminalisation‬والحااد من العقاااب ‪ Dépénalisation‬وفكرة المعااالجااة غير القضا ا ا ا ا ا ا ااائيااة‬
‫للخصومات الجزائية ‪.)2(Extra- judiciaire‬‬
‫ومن أهم صا ااور هذه المعالجة نظام المصا ااالحة الجزائية كيديل تقليدي عن الدعوع العمومية‪ ،‬يهد‬
‫إلى تبسا اايا اإلجراءات الجزائية في مواجهة الجريمة والسا اارعة في الفصا اال فيها والوصا ااول إلى حل يرضا ااي‬
‫الخصا ا ا ا ا ا ااومة دون إصا ا ا ا ا ا اادار حكم يإدانة المتهم‪ ،‬وهي يذلك تمثل أحد الحلول الفعالة لمواجهة أزمة‬ ‫أط ار‬
‫العدالة الجزائية(‪ ،)3‬أو فةل النظام الجزائي في مواجهة الظاهرة اإلجرامية(‪.)4‬‬
‫هذا وان كان يمكن اعتبار إجراء المصاالحة الجزائية يديل تقليدي عن الدعوع العمومية ألنو يضارب‬
‫يجذوره إلى عقود طويلة من الزمن في مختلف التة ا ا ا ا ا ا اريعات المقارنة‪ ،‬فإن العديد منها قد طوره ونظمو بما‬

‫(‪ -)1‬ليلى قايد‪ ،‬الصلح في جرائم االعتداء على األفراد‪ :‬فلسفتو وصوره وتطييقو في القانون الجنائي المقارن ‪،‬المرجع السايق‪،‬‬
‫ص ‪.9‬‬
‫(‪ -)2‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ص ‪.2-1‬‬
‫(‪ -)3‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬نظام المص ااالحة في المس ااائل الجزائية في التةا اريع الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه في القانون اإلجرائي‪،‬‬
‫جامعة عيد الحميد ين باديس‪-‬مستغانم‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،2017-2016 ،‬ص ‪.63‬‬
‫(‪ -)4‬عمر سالم‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.29‬‬

‫‪180‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫يتماة ا ااى والس ا ااياس ا ااة الج ازئية الحديثة‪ ،‬هذه األخيرة التي كان لها دور في إحداث تطورات عميقة على فكرة‬
‫القانون الجنائي بةااقيو الموضااوعي واإلجرائي فمن الناحية الموضااوعية‪ ،‬يتجو قانون العقوبات إلى التخلي‬
‫عن ص اابغتو الموض ااوعية الكزس اايكية التي تدور حول الس االوك اإلجرامي والعقوبة الهادفة إلى تحقيق الردع‬
‫ينوعيو العام والخاص‪ ،‬وييدو أكثر تقبزا العتناق نظرية ة ا ا ا ا ااخص ا ا ا ا ااية تجعل من إص ا ا ا ا اازئ الجاني وتخهيلو‬
‫يجيا من‬
‫وتعويض الضااحية هدافا أساااسا اايا لو‪ ،‬أما من الناحية اإلجرائية‪ ،‬فتغير مسااار اإلجراءات الجزائية تدر ا‬
‫النظام التنقييي إلى االتهامي‪ ،‬حيث تزايد دور الخصا ا ااوم‪-‬س ا ا اواء النيابة العامة أو المتهم‪ -‬في إدارة الدعوع‬
‫العمومية‪ ،‬كما تعاظم دور الضحية ليحتل مكانة ال تقل أهمية عن تلك المقررة لسلطة االتهام والمتهم(‪.)1‬‬
‫وال ة ا ا ا ا ا ا ااك أن نظاا اماا يهاذه األهمياة يسا ا ا ا ا ا ااتحق أن يكون محزا للبحاث‪ ،‬وذلاك من خزل يياان إطااره‬
‫المفاهيمي في مبحث أول ونظامو القانوني في مبحث ثاني‪.‬‬

‫المبحث األو ‪ :‬اإلطار المفاهيم للمصالحة الجزائية‬


‫بعد ارتكاب الجريمة ييدأ حق الدولة في معاقبة الجاني والوسا ا ا ا ا ا اايلة في ذلك هي الدعوع العمومية‪،‬‬
‫فخسا ا اااس الدعوع العمومية هي الجريمة‪ ،‬ولذا ال يجوز للدولة أن تنفذ العقوبة بحق الجاني مباة ا ا ارة يل اليد‬
‫من اتباع إجراءات قانونية حددها المةارع‪ ،‬فحق الدولة في العقاب مقيد بميدأ الةارعية‪ ،‬وال عقوبة إال بحكم‬
‫قض ا ا ا ااائي فحق الدولة في العقاب حق قض ا ا ا ااائي(‪ ،)2‬وتعر الدعوع العمومية بخنها‪ " :‬التجاء المجتمع‪-‬عن‬
‫طريق جهاز االتهام الذي يمثلو‪ :‬النيابة العامة‪ -‬إلى القضا اااء للتحقق من ارتكاب جريمة‪ ،‬وتقرير مسا ااؤولية‬
‫ةا ا ا ا ا ا ااخص عنهااا وانزال العقوبااة أو التااديير االحترازي بااو"(‪ ،)3‬ومفاااد كاال ذلااك أن هناااك تززم يين الاادعوع‬
‫العمومية وحق الدولة في العقاب إذ ال عقوبة إال عن طريق الدعوع العمومية وصا ا ا اوالا إلى حكم قض ا ا ااائي‪،‬‬
‫إال أنو ولعدة اعتبارات عملية خاص ا ا اة تتعلق أسا ااا اس ا اا بخزمة العدالة الجزائية‪ ،‬اثرت أغلب الدول أن ينقض ا اي‬
‫حقها في العقاب بغير إجراءات الدعوع العمومية التقليدية للتخفيف من حدة هذه األزمة‪ ،‬كما هو معمول‬
‫بو في نظام المصالحة الجزائية‪ ،‬ولذا تعتير أحد يدائل الدعوع العمومية‪.‬‬
‫وبناء على ذلك‪ ،‬ولإللمام بماهية هذا النظام‪ ،‬سا ا ا اانتناول في هذا المبحث مفهوم المصا ا ا ااالحة الجزائية‬
‫في مطلب أول‪ ،‬وطييعتها القانونية وأنواعها في مطلب ٍ‬
‫ثان‪.‬‬

‫المطلب األو ‪ :‬مفهوم المصالحة الجزائية‬


‫إلى إيجااد حال ودي‬ ‫تعاد المص ا ا ا ا ا ا ااالحاة الجزائياة ياديزا إلجراءات الادعوع العمومياة المعتاادة‪ ،‬تهاد‬

‫(‪ -)1‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.86‬‬


‫(‪ -)2‬محمد سا االيمان حسا ااين المحاسا اانة‪ ،‬التصا ااالح وأثره على الجريمة االقتصا ااادية‪ ،‬دار وائل للنةا اار والتوزيع‪ ،‬عمان‪-‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،2011‬ص ‪.102‬‬
‫(‪ -)3‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.64‬‬

‫‪181‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫للنزاع‪ ،‬وتسا ا ا ا ا ا ااتتبع تنازالا متبادالا يين أطرافها‪ ،‬مما يجعلها تتكون من ركنين‪ ،‬األول يتعلق بالمبادرة الودية‬
‫ألطرافها والثاني يتعلق بالتنازالت‪ ،‬فتعد بمثابة الت ارضاا ا ااي مع مرتكب الجريمة ألس ا ا ااباب تتعلق بالساا ا ااياس ا ا ااة‬
‫الجزائية‪ ،‬يقوم بموجيها المخالف يدفع ميلغ معين إلى خزينة الدولة(‪.)1‬‬
‫تخسيسا على ذلك ولمزيد من التفصيل في مفهوم المصالحة الجزائية‪ ،‬يقتضي منا األمر البحث في‬ ‫و ا‬
‫نةا ااخة وتطور هذا النظام في التة ا اريعات المقارنة(الفرع األول)‪ ،‬ثم اساااتعراض مختلف التعاريف التي قدمت‬
‫وبناء على ذلك نستنتج أهم الخصائص المميزة للمصالحة الجزائية(الفرع الثالث)‪ ،‬وصوالا‬
‫ا‬ ‫لها(الفرع الثاني)‪،‬‬
‫إلى مقارنتها باألنظمة المةايهة لها(الفرع الرابع)‪.‬‬
‫الفرع األو ‪ :‬نشأة وتطور المصالحة الجزائية‬
‫ال يمكن الحديث عن نةاا ا ا ااخة المصاا ا ا ااالحة الجزائية وتاريخها بمعزل عن تاريخ العقوبة‪ ،‬فالمصا ا ا ا ااالحة‬
‫الجزائية ال تعدو أن تكون إال نتيجة لتطور هذه األخيرة عير الزمن(‪ ،)2‬وقد كانت العقوبة في يداية االلتجاء‬
‫(‪)3‬‬
‫فرديا أو‬
‫إليها تحمل معنى اإليزم واالنتقام من مرتكب الجريمة ‪ ،‬هذا االنتقام من الجاني س ا ا ا ا ا ا اواء كان ا‬
‫وتفاديا لة اار االنتقام وويزت الحروب يين‬‫ا‬ ‫جماعيا لم يجلب س ااوع الحروب الدامية القائمة على فكرة الثخر‪،‬‬
‫ا‬
‫القبائل اهتدع اإلنسان بفطرتو إلى وسائل تجنبو تلك ارثار المدمرة‪ ،‬منها عقد اتفاقيات مصالحة تلتزم فيها‬
‫قييلة الجاني يتسليم مال إلى قييلة المجني عليو‪ ،‬ومن هنا كانت نةخة المصالحة الجزائية(‪.)4‬‬
‫والصا ا ا االح يوجو عام كخسا ا ا االوب متميز إلنهاء المنازعات تعرفو البة ا ا ا ارية وعملت بو منذ القدم‪ ،‬فديننا‬
‫الصلح َخير﴾(‪)6‬ففي هذه ارية الكريمة‬ ‫(‪)5‬‬
‫الحنيف يدعونا إليو ‪ ،‬في قولو سبحانو وتعالى في محكم تنزيلو‪َ ﴿:‬و ُّ‬
‫الحق كماورد في تفسا ا ا ا ا ااير الطيري ‪ ،‬وعموما ييين أ د‬
‫(‪)7‬‬
‫وجل في هذه ارية‬
‫عز د‬ ‫د‬ ‫الصا ا ا ا ا االح يعني ترك بعض‬
‫فضل الصلح وأهميتو‪ ،‬ومن ثم فاإلسزم لو فضل السيق في إرساء والدعوة لنظام الصلح يوجو عام‪.‬‬
‫وأهمية البحث في التخصيل التاريخي لنظام المصالحة الجزائية يمكن أن نستةفها من قول الفيلسو‬
‫جيدا إال من خزل تاريخو"(‪.)8‬‬
‫األلماني أوجست كونت ‪ Auguste Conte‬أن‪ ":‬أي نظام ال يمكن فهمو ا‬

‫(‪ -)1‬جمال دريسي‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.84‬‬


‫(‪ -)2‬ليلى قايد‪،‬الصلح في جرائم االعتداء على األفراد‪ :‬فلسفتو وصوره وتطييقو في القانون الجنائي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫(‪ -)3‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫(‪ -)4‬ليلى قايد‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ص ‪.33-32‬‬
‫(‪ -)5‬أحساان يوسااقيعة‪ ،‬المص االحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬دار هومة للطباعة والنةاار‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص ‪.5‬‬
‫(‪ -)6‬سورة النساء‪ :‬ارية ‪.128‬‬
‫(‪ -)7‬تفس ا ا ااير الطيري ‪AL-Tabari‬على الموقع ‪ ،https://bit.ly/2TL1DYw‬تاريخ االطزع‪ 9 :‬جويلية ‪ ،2021‬على الس ا ا اااعة‪:‬‬
‫‪.10:52‬‬
‫(‪ -)8‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.9‬‬

‫‪182‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ولذلك نحاول أن نلقي نظرة على تطور نظام المص ا ا ا ااالحة الجزائية في التةا ا ا ا اريع الفرنس ا ا ا ااي كنموذج‬
‫للتة ا ا ا ا ا ا اريعا ااات الزتينيا ااة(أوال)‪ ،‬ثم في التة ا ا ا ا ا ا اريع اإلنجليزي واألمريكي كنموذجين للتة ا ا ا ا ا ا اريعا ااات األنجلو‬
‫ثانيا)‪ ،‬ثم في التة ا اريع المصا ااري(ثالثاا)‪ ،‬ونختتم يد ارسا ااة تطور المصا ااالحة الجزائية في التة ا اريع‬
‫سا ااكسا ااونية( ا‬
‫الجزائري(ر ا‬
‫ابعا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المصالحة الجزائية ف القانون الفرنس‬
‫هز النظام العقايي الذي كان مطباقا في أوروبا مةاعر كثير من المفكرين والفزسفة‪ ،‬خاصة فزسفة‬ ‫د‬
‫القرن الثامن عة ا ا ا اار‪ ،‬فهيوا ينيهون األذهان إلى خطورة وقس ا ا ا ااوة هذا النظام‪ ،‬معلنين أنو ال يتفق وانس ا ا ا ااانية‬
‫إعزنا للتحرر الفكري من قيود بالية كثيرة‪ ،‬وبزوغ عهد‬
‫ا‬ ‫اإلنسان‪ ،‬وال يتسق مع أفكار العصر‪ ،‬فكانت اراؤهم‬
‫جديد أضاااء مةااعل الحضااارة للعالم‪ ،‬وانطلق باإلنسااان نحو عصاار جديد‪ ،‬وقد أثارت تعاليم هؤالء الفزساافة‬
‫تجديدا عمياقا يلغ ذروتو مع يداية الثورة الفرنسية(‪.)1‬‬ ‫ا‬
‫ولذا تعد فرنسا ااا من اليلدان الغربية السا ااباقة إلى تطييق المصاااالحة في المساااائل الجزائية السااايما في‬
‫مجاالت الجمارك والصر والضرائب ومجاالت الصيد والقنص والغابات(‪ ،)2‬حيث عرفت فرنسا أول قانون‬
‫في التةا اريع الفرنس ااي يجيز إلدارة الجمارك المص ااالحة مع مرتكيي الجرائم الجمركية في ‪ 6‬أوت ‪،)3(1791‬‬
‫غير أنو حص ا ا اار النطاق الزمني للمص ا ا ااالحة الجزائرية في مرحلة ما قيل ص ا ا اادور حكم نهائي فقا‪ ،‬وكانت‬
‫تخض ا ااع المص ا ااالحة لموافقة المتعهد الجمركي أو الملتزم بخداء الض ا ارائب الجمركية(‪ ،)4‬ولهذا القانون أهميتو‬
‫في التةريع الفرنسي‪ ،‬إذ يعد أساس تطييق المصالحة في المسائل الجزائية يوجو عام(‪.)5‬‬
‫وبصدور مرسوم ‪24‬مارس ‪ 1794‬بعد قيام الثورة الفرنسية تم حضر وتحريم المصالحة(‪.)6‬‬

‫(‪ -)1‬عيد اللطيف أيو دربالة عيد الفاض ا ا ا اال األزرق‪ ،‬التص ا ا ا ااالح الجنائي ودوره في إنهاء الدعوع الجنائية‪ ،‬رس ا ا ا ااالة دكتوراه في‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة المنصورة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬إدارة الدراسات العليا والبحوث‪ ،‬قسم القانون الجنائي‪ ،2016 ،‬ص ‪.16‬‬
‫(‪ -)2‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫(‪ -)3‬أيو بكر علي محمد أيو سيف‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪ ، 26‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪. 91‬‬
‫(‪ -)4‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.336‬‬
‫(‪ -)5‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫(‪ -)6‬تجدر اإلة ا ااارة إلى أن تحريم الص ا االح في المواد الجزائية ميدأ ثايت في القوانين العقايية واإلجرائية الفرنس ا ااية القديمة‪ ،‬فقد‬
‫نصا يقضي بالتزام مدعي الملك بمزحقة مرتكيي الجرائم الجسيمة حتى ولو تم‬ ‫تضمن قانون العقوبات الصادر سنة ‪ 1567‬ا‬
‫بة ا ااخنها ص ا االح‪ ،‬كما جاء قانون العقوبات الص ا ااادر س ا اانة ‪ 1670‬بحكم مماثل‪ ،‬ومع ذلك أخذ المة ا اارع الفرنس ا ااي بالمص ا ااالحة‬
‫الجزائية في القرن الثامن عةر وذلك في مجال القوانين الخاصة‪ ،‬أسامة حسنين عييد‪ ،‬الصلح في قانون اإلجراءات الجنائية‪:‬‬
‫ماهيتو والنظم المرتبطة بو‪-‬د ارساة مقارنة‪ ،‬دار النهضاة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2005 ،‬ص ‪ ، 18‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬المرةاد في‬
‫الصا ا االح الجنائي‪ :‬في ضا ا ااوء اراء الفقو والقضا ا اااء وفاقا ألحدث التعديزت‪ :‬الصا ا االح والتصا ا ااالح في قانون اإلجراءات الجنائية‬
‫(المصا ا ا ااري‪-‬الفرنسا ا ا ااي‪-‬اليلجيكي‪-‬اإلنجليزي‪-‬األمريكي‪-‬السا ا ا ااوداني‪-‬اللييي‪-‬السا ا ا ااوري‪-‬العراقي‪-‬األردني‪-‬اليميني‪-‬الكويتي‪-‬البحريني‪-‬‬
‫الموريتاني‪-‬إلخ‪ ،)....‬طبعة نادي القضاة‪ ،‬دار عزم لإلصدارات القانونية‪ ،‬مصر‪ ،2014،‬ص ‪.36‬‬

‫‪183‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫كزسيكيا رفض المةرع وتحريم المصالحة في المادة الجزائية بالقواعد العامة السيما ميدأ عدم‬‫ا‬ ‫وييرر‬
‫جواز التنازل عن الدعوع العمومية‪ ،‬بالنظر إلى اعتبارات تتعلق بالمصا االحة العامة(‪ ،)1‬حيث تباةا اار النيابة‬
‫العامة الدعوع العمومية ولكن ليس لها الحق في التنازل عنها أو التصا ا ا ا ااالح فيها‪ ،‬ألنها في األصاا ا ا اال ملك‬
‫للمجتمع الذي تمثلو هذه الهيئة‪ ،‬وبمقتضا ا ااى هذا الميدأ ال تسا ا ااتطيع النيابة العامة المسا ا اااومة مع الةا ا ااخص‬
‫المتابع بةخن الدعوع العمومية(‪.)2‬‬
‫ييد أن هذا الحظر لم يعد مطلاقا‪ ،‬إذ بعد النتائج الس ا ا اايئة التي ترتيت على هذا المنع تمت العودة من‬
‫جديد لنظام المصااالحة بموجب المرسااوم الصااادر في ‪ 13‬نوفمير ‪ ،1794‬حيث منح إلدارة الجمارك ساالطة‬
‫المص ا ا ا ااالحة في الجرائم الجمركية مع مرتكيي الجرائم قيل أو بعد الحكم القض ا ا ا ااائي(‪ ،)3‬حتى أنو‪-‬وكما يرع‬
‫عاما تطبقو الس ا ا ا ا االطات في كافة الجرائم االقتص ا ا ا ا ااادية تقر ايبا‪ ،‬إلى حد أن الدعوع‬
‫نظاما ا‬
‫البعض‪-‬أص ا ا ا ا اابح ا‬
‫العمومية كانت تنقضا ا ا ااي بالمصا ا ا ااالحة ينسا ا ا اابة ‪ % 90‬من هذه الجرائم على األقل(‪ )4‬السا ا ا اايما منها الجرائم‬
‫الجمركية والضرييية(‪.)5‬‬
‫ولقد أثير النقاش حول القيمة القانونية لهذا المرسا ا ا ا ا ا ااوم األخير‪ ،‬فعرض األمر على محكمة النقض‬
‫الفرنس ااية التي أقرت بة اارعية المص ااالحة في الجرائم الجمركية دون ص ااعوبة‪ ،‬حيث ص اادر عنها حكمان في‬
‫يوم واحد يتاريخ ‪ 30‬جوان ‪ 1820‬يؤكدان هذا المعنى‪ ،‬وأكد الحكمان على القيمة التة اريعية للنصااوص في‬
‫منح اإلدارة الجمركية الحق في المصالحة(‪.)6‬‬
‫ولقد تخيد هذا الموقف الحاقا يإصا ا اادار لويس الثامن عشيييير سا ا اانة ‪ 1822‬أمر منح بموجبو اإلدارات‬
‫الجمركية حق التراضي مع الجاني(‪ ،)7‬تزه مرسوم في ‪ 8‬أكتوبر‪ 1890‬أكد صراحة حق إدارة الجمارك في‬
‫المصالحة واستمر الوضع على ما هو عليو إلى حين صدور قانون الجمارك في سنة ‪ 1939‬الذي تضمن‬
‫في مادتو ‪ 574‬حق إدارة الجمارك في المص ا ا ا ا ااالحة‪ ،‬وتخكد ذلك بمقتض ا ا ا ا ااى قانون الجمارك لس ا ا ا ا اانة ‪1949‬‬

‫الجاري العمل بو ا‬
‫حاليا إذ أجازت المادة ‪ 350‬منو المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية(‪ ،)8‬إذ خولت إدارة الجمارك إجراء‬

‫(‪ -)1‬أس ا ااامة حس ا اانين عييد‪ ،‬الص ا االح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ :‬ماهيتو والنظم المرتبطة بو‪-‬د ارس ا ااة مقارنة‪ ،-‬دار النهض ا ااة‬
‫العربية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.203‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, P 745.‬‬
‫(‪ -)3‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.336‬‬
‫(‪ -)4‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬المرةا ا ااد في الصا ا االح الجنائي‪ :‬في ضا ا ااوء اراء الفقو والقضا ا اااء وفقا ألحدث التعديزت‪ ،...‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ص ‪.74-73‬‬
‫(‪ -)5‬عياد أ عاادل خزناة كااتيي‪ ،‬اإلجراءات الجناائياة الموجزة‪ ،‬رس ا ا ا ا ا ا ااالاة دكتوراه في الحقوق‪ ،‬جاامعاة القااهرة‪ ،‬كلياة الحقوق‪،‬‬
‫‪ ،1980‬ص ‪.46‬‬
‫(‪ -)6‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.337-336‬‬
‫(‪ -)7‬عيد اللطيف أيو دربالة عيد الفاضل األزرق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫(‪ -)8‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪،26‬‬

‫‪184‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫مصااالحة مع األةااخاص المتابعين يجرائم جمركية رهنا يتطييق ةااروط معينة‪ ،‬ومن ثم فالضاارورات العملية‬
‫هي التي منحت المص ا االحة ميررها‪ ،‬فعندما تتصا ااالح اإلدارة الجمركية فإن ذلك يعد وسا اايلة أكثر عملية في‬
‫حصولها على مستحقاتها المالية‪ ،‬كما تجنب الجاني وصمة اإلدانة(‪.)1‬‬
‫‪ -‬الجرائم الضيريبية‪ :‬ال تقتصاار المصااالحة الجزائية في التة اريع الفرنسااي على الجرائم الجمركية يل‬
‫ض اا الجرائم الض ارييية‪ ،‬إذ تعتير الض ارائب أقدم المجاالت التي طبقت فيها المصااالحة في التة اريع‬
‫تةاامل أي ا‬
‫الفرنسي‪ ،‬ويرجع ذلك إلى قوانين ما قيل الثورة حيث كان تحصيل الضرائب انذاك يتم عن طريق المزايدات‬
‫(‪)2‬‬
‫ثم يقوم بعد ذلك باقتضا اااء حقو من دافعي‬ ‫ومن يرسا ااو عليو المزاد يقوم يدفع الض ا ارائب المسا ااتحقة للملك‬
‫الض ارائب األفراد‪ ،‬ولما كان الغش الض ارييي الحاصاال من أي من دافعي الض ارائب لم يكن من ةااخنو إعفاء‬
‫الزراع ال ارس ااي عليهم المزاد من دفع الضا ارائب المس ااتحقة للملك(‪)3‬حيث كانت الضا ارائب تجيى لحس اااب هذا‬
‫أساسا في‬
‫األخير‪ ،‬فإن عدم تحصيلهم للضرائب يعود عليهم بالخسارة‪ ،‬ولذلك كانت مهمة أعوانهم تنحصر ا‬
‫متابعة المتهربين من الدفع ومقاض ا اااتهم أمام المحاكم المختص ا ااة‪ ،‬ومن أجل ذلك رخص لهم كذلك بالتفاهم‬
‫مع هؤالء لتسا ا ا ااوية الجريمة بطريقة ودية بما يضا ا ا اامن لهم تخمين مصا ا ا ااالحهم المالية‪ ،‬ومن ثم كانوا يعقدون‬
‫مصااالحات مع المتهربين س اواء قيل أو بعد الحكم النهائي على أساااس إعفائهم حسااب الحاالت من الغرامة‬
‫ض ا ا اا أو يسا ا اادد على‬
‫أو الحبس المقررين عقوبة للتهرب مقايل قيامهم بسا ا ااداد ميلغ الض ا ا اريبة كامزا أو مخف ا‬
‫أقساط(‪.)4‬‬
‫وكانت هذه المص ا ا ا ا ااالحات في أول األمر يدون قيود أو تدخل من الدولة إلى أن ص ا ا ا ا اادر أمر الملك‬
‫لويس الرابع عشييير في ةا ااهري ماي وجوان ‪ 1680‬يمنع عقد المصا ااالحة في حاالت التهرب من الض ا اريبة‬
‫إال بعد الحكم في الدعوع العمومية وأن يقتصا ا ا ا اار الصا ا ا ا االح على العقوبات المالية فقا‪ ،‬وألزم األمر الملكي‬
‫نواب الملك بمباة ارة الدعوع العمومية دون اعتبار ألي مص االحة تعقد‪ ،‬ولكن هذا التقييد لم يدم طويزا فبعد‬
‫سا اانوات صا اادر ق ارران على التوالي في ‪ 19‬جانفي ‪ 1684‬و‪ 30‬أكتوبر ‪ 1714‬يقضا اايان يجواز الصا االح مع‬
‫الزراع في كافة المسائل المتعلقة بالضرائب الخاصة بالم ازرع قيل الحكم في الدعوع العمومية(‪.)5‬‬
‫وفي ساانة ‪ 1738‬أصاابح في اإلمكان إجراء مصااالحة مع كل من يخالف االلتزامات الض ارييية س اواء‬
‫قيل أو بعد الحكم في الدعوع العمومية دون حاجة النتظار ص ا ا ا ا ا اادور أحكام قض ا ا ا ا ا ااائية أو اللتماس موافقة‬

‫جيزلي عيد الحق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.66‬‬


‫(‪ -)1‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.337‬‬
‫(‪ -)2‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫(‪ -)3‬أسامة حسنين عييد‪ ،‬الصلح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ :‬ماهيتو والنظم المرتبطة بو‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬رسالة دكتوراه في‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،2004 ،‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ -)4‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫(‪ -)5‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.28-27‬‬

‫‪185‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫النواب العامين أو مساعديهم(‪.)1‬‬


‫قائما‪،‬‬
‫وبقيام الثورة الفرنسا ا ا ااية‪ ،‬ألغي نظام إجازة المزارعة ‪ ،Ferme générale‬وبقي نظام المصا ا ا ااالحة ا‬
‫فصدر قانون أوت ‪ 1791‬الذي أنةخ مصلحة الضرائب مخوالا إياها حق جباية الضرائب وأجاز لها الخيار‬
‫يين مزحقة المتهربين من دفعها أو التص ااالح معهم‪ ،‬ويعير هذا القانون عن أهمية قص ااوع لما تض اامنو من‬
‫أساس قانوني العتناق القانون الفرنسي للصلح بةكل عام في المواد الجزائية(‪.)2‬‬
‫ثم توالت التةا اريعات الضا ارييية التي تجيز المص ااالحة‪ ،‬فص اادر قانون ‪ 16‬مارس ‪ 1813‬حيث أجاز‬
‫التصااالح في الجرائم الض ارييية المتعلقة بالدخان والكيريت‪ ،‬والمرسااوم الصااادر في ‪ 9‬ديساامير ‪ 1814‬حيث‬
‫أجازت المادة ‪ 83‬منو التصالح في الجرائم المتعلقة بالمكوس ‪.)3(D'octroi‬‬
‫هذا وقد أصبح التةريعان الضرييي والجمركي مةتركين في مجال المصالحة الجزائية إلى أن صدر‬
‫القانون العام للضارائب في ‪ 21‬جوان ‪ 1873‬الذي أجازت مادتو رقم ‪ 1879‬صاراحة المصاالحة في الجرائم‬
‫الضرييية سواء قيل أو بعد صدور حكم قضائي(‪.)4‬‬
‫وتسا ااتمد الض ا ارائب أهميتها يوصا اافها ة ا اريان الحياة االقتصا ااادية في المجتمع والمصا ااالحة تمكن من‬
‫الحصااول على مسااتحقات الخزينة العمومية‪ ،‬وغني عن الييان أن اليرلمان وحده بموجب التة اريع هو الذي‬
‫يملك فرض الضريبة(‪.)5‬‬
‫اميا في مجال الغابات بص اادور قانون ‪ 18‬جوان ‪1859‬‬ ‫‪ -‬جرائم الغابات‪ :‬يدأ العمل بالمص ااالحة رس ا ا‬
‫والمرسااوم المطيق لو المؤرخ في ‪ 21‬ديساامير ‪ ،1959‬وقد تم تعديل هذا القانون بمقتضااى القانون الصااادر‬
‫في ‪ 31‬ديس ا ا اامير ‪ 1906‬الذي ينص في مادتو ‪ 159‬على إجازة المص ا ا ااالحة في جرائم الغابات سا ا ا اواء قيل‬
‫ص ا ا ا اادور الحكم أو بعده حتى ولو ص ا ا ا ااار نهائيا وانتقلت أحكام هذه المادة إلى نص المادة ‪ 105‬من قانون‬
‫الغابات عند صاادوره‪ ،‬ورغم إجراء تعديل على قانون الغابات في ‪ 29‬جويلية ‪ 1987‬ثم ‪ 3‬أفريل ‪ 1988‬فلم‬
‫قيدا‬
‫تلغى المص ا ا ا ا ااالحة وانما عدل في كيفية إجرائها‪ ،‬فبعد أن كان حق التص ا ا ا ا ااالح مطلاقا لإلدارة أص ا ا ا ا اابح م ا‬
‫(‪)6‬‬
‫بض اارورة موافقة وكيل الجمهورية وخزل مدة معينة من تاريخ تحرير المحض اار المثيت للمخالفة ‪ ،‬وصا اوالا‬
‫إلى أحكام المادة ‪ L161–25‬المسا ا ا ا ا ا ااتحدثة بموجب األمر رقم ‪ 92 -2012‬المؤرخ في ‪ 26‬جانفي ‪2012‬‬
‫المعاادل لقااانون الغااابااات الفرنسا ا ا ا ا ا ااي والتي أجااازت للماادير اإلقليمي إلدارة الغاااب اات‪ ،‬قياال تحريااك الاادعوع‬

‫(‪ -)1‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.28‬‬


‫(‪ -)2‬أس ااامة حس اانين عييد‪ ،‬الص االح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ :‬ماهيتو والنظم المرتبطة بو‪-‬د ارس ااة مقارنة‪ ،-‬رس ااالة دكتوراه‪،‬‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.12-11‬‬
‫(‪ -)3‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.358‬‬
‫(‪ -)4‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫(‪ -)5‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.358‬‬
‫(‪ -)6‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.29-28‬‬

‫‪186‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫العمومية‪ ،‬أن يقترئ على مرتكب الجريمة إجراء مصالحة بةخن جرائم الغابات(‪.)1‬‬
‫‪ -‬جرائم الصيد‪ :‬ترجع المصااالحة في جرائم الصاايد باألنهار والقنوات إلى مرسااوم ‪ 7‬ساايتمير‪،1870‬‬
‫الص ا ا ا ااادر بمرس ا ا ا ااوم ‪27‬‬ ‫ومرس ا ا ا ااوم ‪ 7‬نوفمير‪ ،)2(1896‬كما نص ا ا ا اات عليها المادة ‪ 485‬من قانون األريا‬
‫سا ا اايتمير‪ 1957‬المعدل بمرسا ا ااوم ‪ 18‬جويلية ‪ ،1957‬ونظم هذا اإلجراء بمقتضا ا ااى القرار الصا ا ااادر في ‪22‬‬
‫مارس ‪ 1966‬ومرسوم ‪ 13‬جانفي ‪ ،1949‬وبموجب هذه النصوص يجوز لإلدارة التصالح في جرائم الصيد‬
‫سواء قيل الحكم أو بعده فإن تم بعد الحكم فز أثر لو سوع على العقوبات المالية(‪ ،)3‬وتم تعديل اإلجراءات‬
‫التصالحية بالقانون الصادر في ‪ 29‬جوان ‪ ،1984‬حيث قيدت سلطة اإلدارة في التصالح‪ ،‬واةترط القانون‬
‫األخير موافقة النيابة العامة على التصالح‪ ،‬وقد حدد مرسوم ‪ 6‬فيفري ‪ 1986‬القواعد واإلجراءات التي تلتزم‬
‫يها السا االطة اإلدارية‪ ،‬ومن ثم تملك السا االطة اإلدارية المصا ااالحة مع مرتكيي جرائم الصا اايد في األنهار بعد‬
‫موافقة النيابة العامة‪ ،‬أما المص ااالحة في جرائم الص اايد البحري فيرجع تاريخها إلى المرس ااوم الص ااادر في ‪9‬‬
‫عدة تعديزت أيرزها المرسا ا ا ا ا ا ااوم رقم ‪ 89 -554‬الصا ا ا ا ا ا ااادر في ‪ 2‬أوت‬
‫جانفي ‪ 1852‬والذي أدخلت عليو د‬
‫‪ 1989‬المتعلق بالمصالحات المتصلة بمتابعة مرتكيي جرائم الصيد البحري(‪.)4‬‬
‫‪ -‬جرائم القنص‪ :‬كان العمل يجري بالمص ا ا ااالحة في مجال القنص منذ القدم ولكن دون إخزل بحق‬
‫النيابة العامة في ممارسة الدعوع العمومية‪ ،‬وظل الحال على ما هو عليو إلى أن أصدرت الغرفة الجنائية‬
‫لمحكمة النقض الفرنس ا ااية قرار في ‪ 2‬أوت ‪ 1867‬أقر بمة ا ااروعية التص ا ااالح في مجال القنص بالقياس لما‬
‫هو معمول بو في مجال الغابات‪ ،‬وذلك يتطييق أحكام هذا القانون على جرائم القنص‪ ،‬ولقد تخيد هذا القرار‬
‫بقرار ٍ‬
‫ثان صدر من نفس الغرفة في ‪ 13‬ديسمير ‪.)5(1961‬‬
‫‪ -‬الجرائم االقتصيييادية‪ :‬أجاز المة ا اارع الفرنس ا ااي للهيئة اإلدارية للتجارة الداخلية واألس ا ااعار أن تقترئ‬
‫مصالحة مع مرتكب الجريمة في الجرائم االقتصادية العادية(‪ ،)6‬وذلك ينص المادة ‪ 22‬من األمر رقم ‪-45‬‬
‫‪ 1484‬الصااادر في ‪ 30‬جوان ‪ 1945‬بةااخن معاينة ومتابعة وقمع جرائم التةاريعات االقتصااادية(‪ ،)7‬ويتعلق‬

‫‪- L’article L 161-25, CFF, Créé par L’ordonnance n° 2012-92 du 26 Janvier 2012 relative à la partie l’législative‬‬
‫)‪(1‬‬

‫‪du code forestier, JORF n° 0023 du 27 Janvier 2012, p 1549, texte n° 31.‬‬
‫(‪ -)2‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.403‬‬
‫(‪ -)3‬أحس اان يوس ااقيعة‪ ،‬المص ااالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع الس ااايق‪ ،‬ص ص‬
‫‪.29-28‬‬
‫(‪ -)4‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.404-403‬‬
‫(‪ -)5‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫(‪ -)6‬محمد سا ا ا ا ا االيمان حسا ا ا ا ا ااين المحاسا ا ا ا ا اانة‪،‬التصا ا ا ا ا ااالح وأثره على الجريمة االقتصا ا ا ا ا ااادية‪،‬دار وائل للنةا ا ا ا ا اار والتوزيع‪،‬المرجع‬
‫السايق‪،‬ص‪.115‬‬
‫)‪(7‬‬
‫‪- "… l'administration du commerce intérieur et des prix peut proposer, après accord du procureur de la‬‬
‫‪République comme il est dit à l'article 19 et dans les conditions fixées par décret, le bénéfice de la transaction ",‬‬
‫‪l’article 22, Créé par Ordonnance n° 45-1484 du 30 juin 1945, relative à la constatation, La poursuite et la‬‬

‫‪187‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫األمر أس ا ااا اسا ا اا يجرائم األس ا ااعار‪ ،‬وقد أدخلت عدة تعديزت على هذا النص س ا اامحت يتوس ا اايع نطاق تطييق‬
‫المصااالحة لتةاامل على وجو الخصااوص المنافسااة غير المةااروعة‪ ،‬غير أن المةاارع تخلى عن هذا اإلجراء‬
‫(‪)1‬‬
‫بعد صدور األمر رقم ‪ 1243-86‬في األول ديسمير ‪ 1986‬بةخن حرية األسعار والمنافسة الذي‬ ‫نهائيا‬
‫ا‬
‫والذي أجاز التصا ا ااالح في الجرائم المتعلقة باألسا ا ااعار والمنافسا ا ااة‪ ،‬ويرع‬ ‫(‪)2‬‬
‫ألغى نص المادة المذكورة أعزه‬
‫خروجا على قواعد العقوبات(‪.)3‬‬
‫ا‬ ‫البعض أن تلك المصالحات االقتصادية تعد‬
‫‪ -‬جرائم الصيرف‪ :‬تخضااع المصااالحة في جرائم الصاار إلى نفس األحكام المقررة للجرائم الجمركية‬
‫طبقا ألحكام المادة ‪ 10‬من األمر المؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ 1945‬والمادة ‪ 11-5‬من القانون رقم ‪-66‬‬
‫وذلك ا‬
‫‪ 1008‬المؤرخ في ‪ 28‬ديسمير ‪.)4(1966‬‬
‫هذا ولم يقتص ا ا اار نطاق المص ا ا ااالحة على الجرائم الس ا ا ااابقة‪ ،‬وانما اتس ا ا ااع لية ا ا اامل طوائف أخرع من‬
‫الجرائم‪ ،‬مثل الجرائم اليريدية وفقا لقوانين ‪ 19‬جانفي ‪ 1843‬و‪ 5‬جويلية ‪ ،)5(1856‬إال أنو بموجب القانون‬
‫رقم ‪ 437-72‬الصادر في ‪ 30‬ماي ‪ 1972‬أجازت المادة ‪ 28‬منو التصالح في طائفة من الجرائم المتعلقة‬
‫باليريد واالتص ا ا ا ا اااالت(‪ ،)6‬كما نص ا ا ا ا اات المادة ‪ 27‬من القانون الص ا ا ا ا ااادر في ‪ 23‬فيفري ‪ 1963‬على جرائم‬
‫اإلذاعة والتلفزيون‪ ،‬وقد أجازت تلك المادة التصالح في تلك الطائفة من الجرائم(‪.)7‬‬
‫هذا‪ ،‬ولم يكف المةرع الفرنسي عن التوسع في األخذ ينظام المصالحة ليمتد نطاقها للمخالفات التي‬
‫تقع في مجال المرور‪ ،‬وفقا إلجراءات سريعة ومبسطة أطلق عليها اسم إجراءات الدفع االختياري يين يدي‬
‫محرر المخالفة‪ ،‬وفق أول نظام اس ااتعملو المة اارع الفرنس ااي لدفع غرامة جزافية عند إثبات الجريمة‪ ،‬بموجب‬
‫المرس ا ااوم التةا ا اريعي المؤرخ في ‪ 28‬ديس ا اامير ‪ ،1926‬ولقد اتس ا ااع هذا النظام حتى ية ا اامل المخالفات التي‬
‫تتعلق يجرائم السكك الحديدية بموجب المرسوم التةريعي الصادر في ‪ 30‬جوان ‪ 1934‬والمرسوم التةريعي‬
‫عموما‪،‬‬
‫ا‬ ‫الصادر في ‪ 30‬أكتوبر ‪ ،)8(1935‬ولم يليث المةرع الفرنسي حتى أجاز المصالحة في المخالفات‬

‫‪répression des infractions à la législation économique, JORF du 8 juillet 1945, rectificatif, JORF du 8 septembre‬‬
‫‪1945.‬‬
‫(‪ -)1‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪- Abrogé par Ordonnance n° 86-1243 du 1 décembre 1986-art.57 , relative à la liberté des prix et de la‬‬
‫‪concurrence, JORF N° 285-118e année-, du 9 décembre 1986,p 14777.‬‬
‫(‪ -)3‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.371‬‬
‫(‪ -)4‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫(‪ -)5‬أس ااامة حس اانين عييد‪ ،‬الص االح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ :‬ماهيتو والنظم المرتبطة بو‪-‬د ارس ااة مقارنة‪ ،-‬رس ااالة دكتوراه‪،‬‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫)‪(6‬‬
‫‪- Loi n° 72-437 du 30 mai 1972 portant modifications des articles 144 du code pénale et L.28 du code des postes‬‬
‫‪et télécommunications, JORF 14 du 30 juin 1972, p 442.‬‬
‫(‪ -)7‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.208‬‬
‫(‪ -)8‬عيد أ عادل خزنة كاتيي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.48-47‬‬

‫‪188‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫وذلك بموجب القانون الصادر في ‪ 2‬نوفمير‪.)1(1945‬‬


‫ونزحظ أن يداية تنظيم المةرع الفرنسي ألحكام المصالحة الجزائية كانت في إطار القوانين العقايية‬
‫وتحديدا في نص‬
‫ا‬ ‫الخاص ا ااة‪ ،‬ولكن ذلك لم يمنعو من النص عليها في ص ا االب قانون اإلجراءات الجزائية(‪،)2‬‬
‫الفقرة الثالثة من المادة السادسة من قانون اإلجراءات الجزائية الصادر سنة ‪ 1958‬والذي دخل حيز التنفيذ‬
‫اعتبار من األول جانفي ‪ ،)3(1959‬والمعدلة بالقانون رقم ‪ 515-99‬المؤرخ في ‪ 23‬جوان ‪ 1999‬بةا ا ا ا ا ا ااخن‬ ‫اا‬
‫تاادعيم فعاااليااة اإلجراءات الجزائيااة في المااادة ‪ 4‬منااو‪ ،‬إذ تنص على‪ " :‬كمااا يجوز أن تنقضا ا ا ا ا ا ااي الاادعوع‬
‫العمومية بالمصالحة إذا كان القانون يجيزها صراحة "(‪.)4‬‬
‫والمة اارع الفرنس ااي تقدم في نظام المص ااالحة الجزائية‪ ،‬وخطى خطوات عمزقة يزيادة عدد الس االطات‬
‫التي يجوز لها تقديم مصا ا ااالحة جزائية لمرتكب األفعال المجرمة فالقانون رقم ‪ 396 -2006‬الصا ا ااادر في‬
‫‪ 31‬مارس ‪ 2006‬بةا ا ا ااخن تكافؤ الفرص(‪)5‬هو مصا ا ا اادر إجراءات المصا ا ا ااالحة الجديدة التي يمكن أن ينفذها‬
‫المسا ا ا ااتحدثة بموجب القانون سا ا ا ااالف الذكر‪،‬‬ ‫رؤسا ا ا اااء اليلديات بموجب نص المادة ‪ 1 -44‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫وقانون رقم ‪ 436 -2006‬المؤرخ في ‪ 14‬أفريل ‪ )6(2006‬أجاز لمدير المؤس ا ا اسا ا ااة العامة للحدائق الوطنية‬
‫اقترائ مص ا ااالحة مع مرتكب جريمة ارتكيت في الحدائق الوطنية (المادة ‪ L331-25‬من قانون الييئة معدل‬
‫(‪)7‬‬
‫بالقانون رقم ‪ 1772 -2006‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمير ‪.)2006‬‬
‫وبذلك يكون المة ا اارع الفرنس ا ااي قد تينى نظام المص ا ااالحة الجزائية يل وتوس ا ااع فيها‪ ،‬سا ا اواء في قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية أو القوانين الخاصة‪.‬‬
‫وجدير بالذكر فإن نظام المصا ا ااالحة الجزائية في أوروبا ال يقتصا ا اار على فرنسا ا ااا‪ ،‬يل هو متجذر في‬
‫العديد من الدول األوروبية منها س ااويسا ا ار التي تعد من أقدم البزد التي أخذت ينظام المص ااالحة إلى جانب‬

‫(‪ -)1‬عيد اللطيف أيو دربالة عيد الفاضل األزرق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫(‪ -)2‬ليلى قايد‪ ،‬الص ا االح في جرائم االعتداء على األفراد‪ :‬فلس ا اافتو وتطييقو في القانون الجنائي المقارن‪ ،‬المرجع الس ا ااايق‪ ،‬ص‬
‫‪.39‬‬
‫(‪ -)3‬محمد سليمان حسين المحاسنة‪ ،‬التصالح وأثره على الجريمة االقتصادية‪ ،‬رسالة ماجستير في القانون‪ ،‬الجامعة األردنية‪،‬‬
‫كلية الدراسات العليا‪ ،2007 ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪- " Elle peut, en outre, S’éteindre par transaction lorsque la loi en dispose expressément …. ", 3 ème alinéa de‬‬
‫)‪(4‬‬

‫‪l’article 6, CPPF, Modifié par loi n° 99-515 du 23 juin 1999-art. 4, renforçant l’efficacité de la procédure pénale,‬‬
‫‪JORF n° 0144 du 24 juin 1999, p 9247.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫‪- " …le maire peut, tant que l’action publique n’a pas été mise en mouvement, proposer au contrevenant une‬‬

‫‪transaction…", L’article 44-1, CPPF, Créé par loi n° 2006-396 du 31 mars 2006-art.51, pour l’égalité des chances‬‬
‫‪(1), JORF n° 79 du 2 avril 2006, p 4950.‬‬
‫)‪(6‬‬
‫‪- Loi n° 2006-436 du 14 avril 2006, relative aux parcs nationaux, aux parcs naturels marins et aux parcs naturels‬‬
‫‪régionaux (1), JORF n° 90 du 15 avril 2006, p 5682.‬‬
‫)‪(7‬‬
‫‪- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p 746.‬‬

‫‪189‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫فرنس ا ااا‪ ،‬حيث كانت لإلدارات العامة س ا االطة المص ا ااالحة(‪ ،)1‬وبلجيكا التي عرفت إجراء المص ا ااالحة منذ عام‬
‫‪ 1822‬في نظامي الجمارك واليريد سا اانة ‪ ،1879‬وكذلك قانون سا اانة ‪ ،1939‬وقانون سا اانة ‪ ،1949‬وقانون‬
‫سنة ‪ ،1957‬وتتعلق كل هذه القوانين بالجرائم االقتصادية(‪ ،)2‬كما عر المةرع اإليطالي يدوره المصالحة‬
‫الجزائية‪ ،‬حيث أجازت المادة ‪ 301‬من قانون الجمارك اإليطالي رقم ‪ 43‬الص ا ا ا ا ااادر بقرار رئيس الجمهورية‬
‫في ‪ 13‬جااانفي ‪ 1973‬إلدارة الجمااارك التصا ا ا ا ا ا ا االح في جرائم التهريااب الجمركي قياال وبعااد النطق بااالحكم‬
‫عقوبة الحبس إذا كانت المصالحة بعد الحكم النهائي(‪.)3‬‬ ‫النهائي مع عدم جواز إيقا‬
‫ثانيا‪ :‬المصالحة الجزائية ف النظام األنجلو سكسون‬
‫على تطور نظام المص ااالحة في المس ااائل الجزائية في التةا اريعات األنجلو س ااكس ااونية‪ ،‬نخخذ‬ ‫للوقو‬
‫كمثال عنها القانون اإلنجليزي والقانون األمريكي باعتبارهما من أهم القوانين األنجلو سكسونية‪ ،‬وذلك على‬
‫النحو ارتي ييانو‪:‬‬
‫‪ -1‬المصالحة ف القانون اإلنجليزي‬
‫تةددا في قيول المصالحة في المسائل الجزائية(‪ ،)4‬إذ ساد‬ ‫تعتير التةريعات األنجلوسكسونية األكثر ا‬
‫جامدا بالنسا اابة للجرائم الماسا ااة‬
‫ا‬ ‫الة ا اريعة العامة اإلنجليزية ميدأ تحريم المصا ااالحة الجزائية‪ ،‬وظل هذا الميدأ‬
‫ر سنة ‪ 1576‬يدعى قانون إليزاييت رقم ‪Elisabeth ( 18‬‬
‫بالمصلحة العامة(‪ ،)5‬حيث صدر قانون في إنجلت ا‬
‫‪ )Act 18‬المعدل س ا ا اانة ‪ 1816‬خاص يتحريم المص ا ا ااالحة في المس ا ا ااائل الجزائية يعاقب بمقتض ا ا اااه كل من‬
‫تص ا ااالح مع الجاني‪ ،‬ومع ذلك اس ا ااتثنى المة ا اارع الجرائم الجمركية يوجو عام من هذا التحريم‪ ،‬حيث صا ا ادر‬
‫أول قانون بةا ا ااخنها سا ا اانة ‪ 1799‬وأعيد إصا ا ااداره مرة أخرع سا ا اانة ‪ 1803‬وسا ا اانة ‪ ،1842‬وأدخلت عليو د‬
‫عدة‬
‫تعديزت حتى صاادر قانون ‪ 1918‬الذي نص على ساالطة مفوض الجمارك والضارائب على تسااوية الجرائم‬
‫المنصااوص عليها في هذا القانون بطريق المصااالحة مع مرتكييها‪ ،‬وقد أقرت القوانين الزحقة هذه الس الطة‬
‫إذ نص ا ا اات المادة ‪ 327‬من قانون الجمارك الحالي على‪ " :‬يجوز لمدير إدارة الجمارك التص ا ا ااالح مع جميع‬
‫مرتكيي الجرائم الجمركيااة وذلااك قياال رفع الاادعوع وأثناااء النظر فيهااا وقياال النطق بااالحكم‪ ،‬وكااذلااك يجوز‬
‫الصا ا ا االح بعد صا ا ا اادور حكم نهائي بات في الدعوع الجمركية‪ ،‬وفي هذه الحالة األخيرة ينصا ا ا اار أثره على‬

‫(‪ -)1‬عيد أ عادل خزنة كاتيي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.40‬‬


‫(‪ -)2‬مجدي فتحي حسين مصطفى نجم‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫(‪ -)3‬محمد صا اازئ السا اايد‪ ،‬الصا االح الجنائي‪ ،‬المص ا ارية للنةا اار والتوزيع‪ ،‬مصا اار‪ ،2018 ،‬ص ‪ ، 89‬علي محمد المييضا ااين‪،‬‬
‫الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة في القانون األردني‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫(‪ -)4‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫(‪ -)5‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬الموسا ااوعة الةا اااملة في‪ ...‬الصا االح الجنائي في ضا ااوء اراء الفقو وأحكام القضا اااء‪ :‬األحكام العامة‬
‫الصلح وةروطو واثاره‪-‬الصلح في قانون اإلجراءات الجنائية‪-‬الصلح في التةريعات الجنائية الخاصة‪-‬الصلح‬ ‫للصلح‪-‬أط ار‬
‫في بعض الجرائم األخرع حيدر جروب لإلصدارات القانونية‪ ،‬مصر‪ ،2017 ،‬ص ‪.80‬‬

‫‪190‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫العقوبات المالية فقا دون العقوبات السالبة للحرية(‪.)1‬‬


‫كما أجاز القضاء اإلنجليزي الصلح في جرائم االعتداء على األفراد‪ ،‬ةريطة أن تكون قليلة األهمية‪،‬‬
‫وحصول المجني عليو على التعويض‪ ،‬كما في جرائم االعتداء البسيا والتهجم(‪.)2‬‬
‫‪ -2‬المصالحة ف القانون األمريك‬
‫ساد ميدأ تحريم المصالحة في القانون األمريكي ةخنو في ذلك ةخن القانون اإلنجليزي‪ ،‬واعماالا لذلك‬
‫الميدأ تعتير المصا ا ا ا ا ا ااالحة في الجرائم جنحة إذا كانت الجريمة المتصا ا ا ا ا ا ااالح فيها جنحة ومخالفة إذا كانت‬
‫جامدا بالواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬إال أن هناك‬
‫الجريمة المتصااالح فيها مخالفة‪ ،‬ورغم أن هذا الميدأ مازال ا‬
‫نظر لعجز الدعوع العمومية عن تحقيق عدالة س ا اريعة (إذ‬
‫اتجاه جديد في السا ااياسا ااة الجزائية األمريكية(‪ ،)3‬اا‬
‫يعتير الحق في محاكمة س ا ا ا ا ا ا اريعة من الحقوق التي أكد عليها الدسا ا ا ا ا ا ااتور األمريكي) ومرضا ا ا ا ا ا ااية ألط ار‬
‫وديا‪ ،‬إذ يوجد في مدينة نيويورك‬
‫سيبا لظهور هيئات خاصة تقوم بعمليات التصالح إلنهاء النزاع ا‬
‫الخصومة ا‬
‫مركز للمصالحة في جرائم التهديد‪ ،‬والمضايقات الةخصية‪ ،‬وانتهاك حرمة الحياة‬
‫والمناطق التابعة لها ‪ 24‬اا‬
‫خروجا واض ا ا ااحا عن ميدأ تحريم الص ا االح المعمول بو في القانون‬
‫ا‬ ‫الخاص ا ااة‪ ،‬والتعدي البس ا اايا‪ ،‬ويعتير ذلك‬
‫األمريكي‪ ،‬كمااا اعتماادت بعض الواليااات األمريكيااة نظااام التحول عن إجراءات القااانون الجنااائي‪ ،‬أو نظ اام‬
‫التحول عن ال ا اادعوع العمومي ا ااة(‪ ،)4‬أي تطييق إجراءات أخرع ال تؤدي إلى مح ا اااكم ا ااة المتهم وادانت ا ااو‬
‫كالصلح"(‪ ،)5‬وهو اتجاه يدل بما ال يدع مجاالا للةك عن فةل العدالة الجزائية التقليدية في تحقيق أهدافها‪،‬‬

‫(‪ -)1‬أحس اان يوس ااقيعة‪ ،‬المص ااالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع الس ااايق‪ ،‬ص ص‬
‫‪.31-30‬‬
‫(‪ -)2‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬الموسوعة الةاملة في‪ ...‬الصلح الجنائي‪ ،...‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫(‪ -)3‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬المرةد في الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو وأحكام القضاء‪ ،...‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫(‪ -)4‬إن مص ا ا ا ااطلح ‪ Diversion programs‬التحول‪ ،‬يقص ا ا ا ااد بو مجموعة واس ا ا ا ااعة من اليرامج لمعالجة المتهمين بغير الطريق‬
‫مختلفة من تخفيف العبء عن الجهاز القضااائي‪ ،‬والمؤساسااة‬ ‫الجزائي يواسااطة النيابة العامة‪ ،‬وهي مخصاصااة لتحقيق أهدا‬
‫العقايية‪ ،‬وتخهيل المتهمين وعزجهم‪ ،‬وقد ايتدعت هذا النظام بعض الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬حيث يدأ تطييق هذا النظام‬
‫في واليتي نيويورك وواةا ا اانطن‪ ،‬ثم تلتها الواليات األخرع بعدما أثيت نجاحو‪ ،‬وهذه الحاالت ترجع للسا ا االطة التقديرية لزدعاء‬
‫العام‪ ،‬وذلك بةا ا اارط موافقة المتهم‪ ،‬حيث يلتزم هذا األخير بالخضا ا ااوع ليرامج تدرييية وتخهيلية تتفق وحاجتو للتدريب‪ ،‬وقايليتو‬
‫للتخهيل أو العزج‪ ،‬وذلك يإلحاقو يإحدع المؤسا ا ا اس ا ا ااات المتخصا ا ا اص ا ا ااة لذلك لمدة معينة تختلف بحس ا ا ااب نوعية التدريب‪ ،‬أو‬
‫التخهيل‪ ،‬أو إلزامو بعمل محدد‪ ،‬أو التزام معين‪ ،‬وبالتالي فإنها تقيد من حريتو أو بعض حقوقو إلى حين قيام المتهم بما التزم‬
‫بو‪ ،‬فإذا أوفى بالتزاماتو تم حفظ الملف نهائيا‪ ،‬واذا أخل يها تحال القض ا ا ااية للمحكمة‪ ،‬يطيق على الجرائم متوس ا ا ااطة الخطورة‬
‫مثل السا ا ا ارقات البس ا ا اايطة‪ ،‬والجرائم التي تقع في محيا األسا ا ا ارة‪ ،‬والجرائم االقتص ا ا ااادية‪ ،‬والتزوير والمخدرات‪ ،‬يعاب على هذا‬
‫النظام تطلبو نفقات مالية كييرة تعجز عنها الدول النامية‪ ،‬أحمد محمد يراك‪ ،‬العقوبة الرض ا ا ا ا ااائية في الةا ا ا ا ا اريعة اإلس ا ا ا ا اازمية‬
‫واألنظمة الجنائية المعاصرة‪ :‬دراسة مقارنة ‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ص ‪.120-119‬‬
‫(‪ -)5‬ليلى قايد‪،‬الصلح في جرائم االعتداء على األفراد‪:‬فلسفتو وصوره وتطييقو‪،...‬المرجع السايق‪،‬ص ص ‪.41-40‬‬

‫‪191‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫كما يدل على أهمية إيجاد يدائل جديدة للدعوع العمومية على غرار المصالحة‪ ،‬الوساطة‪ ،‬التسوية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المصالحة ف القانون المصري‬
‫اضحا في الموقف‬ ‫تردد المةرع المصري اا‬
‫كثير في قيول أو رفض فكرة المصالحة‪ ،‬وييدو هذا التردد و ا‬
‫المتباين لهذا المةرع من هذا النوع من الصلح‪ ،‬فتارة يتيناه ويعتيره أفضل وسائل تبسيا وتيسير اإلجراءات‬
‫والتخفيف من العاابء الثقياال الااذي تتحملااو المحاااكم‪ ،‬وتااارة أخرع نجااده يلفظااو وينكر دوره‪ ،‬ثم يعود ويااذكر‬
‫فض ا ا ا ا االو فيقرر األخذ بو(‪ ،)1‬وهذا ما نزحظو من خزل التطور التاريخي للمص ا ا ا ا ااالحة في نطاق التةاا ا ا ا اريع‬
‫المصري والذي يمكن أن نقسمو إلى مرحلتين‪:‬‬
‫األول ‪ :‬مرحلة حظر التص ا ااالح في المس ا ااائل الجزائية حيث كانت القاعدة هي تحريم الص ا االح وعدم‬
‫جواز الدخول مع الجاني في أي مس اااومة بغرض إعفائو من المس ااؤولية الجزائية أو إفزتو من العقاب‪ ،‬ولو‬
‫كان ذلك مقايل التزامو يإص اازئ الض اارر الناةا ا عن الجريمة‪ ،‬سا اواء كان الطر ارخر هو المجني عليو‬
‫أم النيااابااة العااامااة‪ ،‬هااذه األخيرة التي ال تملااك وفاق اا للقااانون التنااازل عن الاادعوع العموميااة أو التعهااد بعاادم‬
‫تحريكها‪ ،‬أما الثانية‪ :‬فهي مرحلة إجازة التص ا ا ااالح في المس ا ا ااائل الجزائية حيث أن ميدأ حظر التص ا ا ااالح لم‬
‫يظل على إطزقة‪ ،‬إذ أجازت تةريعات كثيرة التصالح(‪.)2‬‬
‫ومع ذلك يعد التةا اريع المص ااري من أوائل التةا اريعات العربية التي أخذت ينظام الص االح في الجرائم‬
‫الجزائية يوجو عام والجرائم االقتصادية يوجو خاص(‪.)3‬‬
‫ومن أيرز مظاهر تردد المةرع المصري في األخذ ينظام الصلح يوجو عام والتصالح يوجو خاص‪،‬‬
‫خلو قانون تحقيق الجنايات الص ااادر س اانة ‪ 1883‬من أي نص يجيز الص االح في المواد الجزائية(‪ ،)4‬إال أن‬
‫القوانين الزحقة لو قد تطرقت إلى ذلك‪ ،‬ففي ‪ 10‬فيفري ‪ 1892‬عر التةاريع المصااري نظام الصاالح حين‬
‫ص ا اادر أمر عال يجيز انقض ا اااء الدعوع العمومية بالص ا االح في المخالفات بموجب المواد من المادة األولى‬

‫(‪ -)1‬أمين مصا ا ااطفى محمد‪ ،‬انقضا ا اااء الدعوع الجنائية بالصا ا االح‪ :‬وفقا ألحكام القانون رقم ‪ 174‬لسا ا اانة ‪ 1998‬يتعديل بعض‬
‫أحكااام قااانون اإلجراءات الجنااائيااة وقااانون العقوبااات‪-‬د ارس ا ا ا ا ا ا ااة مقااارنااة‪ ،-‬مكتبااة ومطبعااة اإلة ا ا ا ا ا ا اعاااع الفنيااة‪ ،‬اإلسا ا ا ا ا ا ااكناادريااة‪،‬‬
‫مصر‪ ،2002،‬ص ‪.43‬‬
‫(‪ -)2‬رامي متولي القاض ااي‪ ،‬التص ااالح في قض ااايا المال العام في التةا اريع المص ااري‪ ،‬مركز الد ارس ااات العربية للنة اار والتوزيع‪،‬‬
‫مصر‪ ،2020 ،‬ص ص ‪.46-45‬‬
‫(‪ -)3‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫(‪ -)4‬إيراهيم حامد طنطاوي‪ ،‬الصا االح الجنائي‪ :‬في نطاق المادتين ‪ 18‬مكر ار و‪ 18‬مكر ار (أ) إجراءات جنائية‪-‬د ارسا ااة مقارنة‪،-‬‬
‫دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2000 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪192‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫محددا من المال خزل مدة معينة(‪،)2‬‬‫ا‬ ‫ميلغا‬ ‫(‪)1‬‬


‫إلى المادة الثامنة من هذا األمر وذلك بخن يدفع المخالف ا‬
‫وقد أوض ا ااحت المذكرة التي قدمت بة ا ااخن هذا األمر س ا اايب األخذ ينظام الص ا االح‪ ،‬وهو كثرة عدد المخالفات‬
‫التي ترفع بحيث يسا ا ا ا ا ا ااتغرق الحكم فيها ا‬
‫وقتا طويزا من الممكن توفيره على القضا ا ا ا ا ا اااة ليتفرغوا لما هو أهم‬
‫ثم تم تعديل‬ ‫(‪)3‬‬
‫وأولى‪ ،‬ولمنع ازدحام السااجون بساايب اسااتقبالهم للمحكوم عليهم مقايل الغرامات والمصاااريف‬
‫هذا األمر العالي بموجب األمر العال الصا ا ا ا ا ا ااادر في ‪ 14‬أكتوبر‪ ،1892‬حيث عدل بموجب مادتو األولى‬
‫المادة الثالثة من األمر األول(‪ ،)4‬ثم ص ا ا ا اادر بعد ذلك قانون تحقيق الجنايات في س ا ا ا اانة ‪ 1904‬وأخذ ينظام‬
‫عموما‬
‫ا‬ ‫التصالح في المسائل الجزائية بالمواد من ‪ 46‬إلى ‪ 48‬منو‪ ،‬حيث أجاز التصالح في مواد المخالفات‬
‫بةاارط أن تكون العقوبة المقررة للمخالفة هي الغرامة فقا‪ ،‬وأال يكون معاقب عليها بالحبس أو عقوبة تبعية‬
‫كالمصا ا ا ا ا ااادرة أو إغزق المحل‪ ،‬وأال تكون المخالفة من مخالفات اللوائح الخاصا ا ا ا ا ااة بالمحزت العامة‪ ،‬وأال‬
‫يكون الةا ا ا ا ا ا ااخص الذي وقعت منو المخالفة قد حكم عليو في مخالفة أخرع‪ ،‬أو دفع قيمة الصا ا ا ا ا ا االح خزل‬
‫الثزثة أةهر السابقة على وقوع المخالفة المنسوبة إليو(‪.)5‬‬
‫وبعد أن حقق نظام المصاا ا ااالحة في مواد المخالفات هدفو يتخفيف العمل داخل المحاكم‪ ،‬تيناه قانون‬
‫تحقيق الجنايات المختلا الصا ااادر سااانة ‪ ،1937‬وذلك بالمواد من ‪ 22‬إلى ‪ 24‬منو‪ ،‬وقد توسا ااع في تطييق‬
‫المص ا ا ا ااالحة يإجازتها في كل المخالفات المعاقب عليها بالغرامة فقا‪ ،‬ولكنو قص ا ا ا اار الميعاد الذي يجب أن‬
‫يدفع فيو المخالف ميلغ الغرامة من ثمان أيام في القانون السايق إلى ثزث أيام فقا(‪.)6‬‬
‫ثم يدأت تتسا ا ااع دائرة نظام المصا ا ااالحة بعد ذلك بحيث نص عليها في المجاالت التي يتوقف تحريك‬
‫الدعوع العمومية فيها على طلب‪ ،‬بحيث نصت المادتين ‪ 19‬و‪ 20‬من قانون اإلجراءات الجنائية رقم ‪150‬‬

‫(‪-)1‬محمد الس ا ا ا ا اايد عرفة‪ ،‬التحكيم والص ا ا ا ا االح وتطييقاتهما في المجال الجنائي‪ ،‬االكاديميون للنة ا ا ا ا اار والتوزيع‪ ،‬عمان‪-‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،2014‬ص ‪ ،210‬ميزد بةير ميزد غويطة‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫(‪ -)2‬عيد اللطيف أيو دربالة عيد الفاضل األزرق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫(‪ -)3‬مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم‪ ،‬الصاالح والتصااالح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ :‬د ارسااة تحليلية مقارنة يين التة اريعين‬
‫المصري والفرنسي طباقا ألحدث التعديزت المدخلة بالقانون رقم (‪ )174‬سنة ‪ ،1998‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،2004 ،‬‬
‫ص ص ‪.53-52‬‬
‫أن يعطي وص ا ا ازا بالميلغ‬ ‫(‪ -)4‬حيث كان النص السا ا ااايق‪-‬األمر العال الصا ا ااادر في ‪ 10‬فيفري ‪-1892‬يوجب على الص ا ا ا ار‬
‫فور إلى النيابة العامة‪ ،‬فخص ا اابح بعد التعديل الذي أورده األمر الثاني‪-‬األمر العال الص ا ااادر في ‪ 14‬أكتوبر ‪-1892‬‬
‫ويرس ا االو اا‬
‫على الص ا ار أن يعطي وص ازا بالميلغ ويرساالو في ظر ةااهر على األكثر للنيابة العامة‪ ،‬أنيس حساايب الساايد المحزوي‪،‬‬
‫الص ا ا االح وأثره في العقوبة والخص ا ا ااومة الجنائية‪ :‬د ارس ا ا ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو اإلس ا ا اازمي‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫(‪ -)5‬أمين مصا ا ااطفى محمد‪ ،‬انقضا ا اااء الدعوع الجنائية بالصا ا االح‪ :‬وفقا ألحكام القانون رقم ‪ 174‬لسا ا اانة ‪ 1998‬يتعديل بعض‬
‫أحكام قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،...‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫(‪ -)6‬مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.54‬‬

‫‪193‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫معاقبا عيلها بالغرامة فقا أو مع الحبس إذا كان‬ ‫ا‬ ‫لسنة ‪ 1950‬على نظام المصالحة في المخالفات إذا كان‬
‫جوازايا‪ ،‬إال أن هاتين المادتين قد ألغيتا‪ ،‬وألغى معهما نظام التص ا ا ا ااالح بمقتض ا ا ا ااى القانون رقم ‪ 252‬لس ا ا ا اانة‬
‫‪ ،1953‬وحل محلو نظام األمر الجزائي بةروط معينة(‪.)1‬‬
‫ونظر لما كةا اافت عنو السا اانوات التالية إللغاء نظام المصا ااالحة من زيادة ضا ااخمة ومطردة في أعداد‬
‫اا‬
‫القضاايا الجزائية إلى الحد الذي أرهق القاضاي والمتقاضاي(‪ ،)2‬عاد المةارع المصاري لألخذ ينظام التصاالح‬
‫المادتين ‪ 18‬مكر ار‬ ‫في جرائم المخالفات وبعض الجنح التي حددها على س ا ا ااييل الحص ا ا اار(‪)3‬حيث أض ا ا ااا‬
‫و‪ 18‬مكر ار (أ) لقانون اإلجراءات الجنائية بمقتضا ا ا ا ا ا ااى القانون رقم ‪ 174‬لسا ا ا ا ا ا اانة ‪ ،1998‬ثم عدل هاتين‬
‫توسعا في تطييق نظامي الصلح والتصالح‪ -‬بموجب القانون رقم ‪ 145‬لسنة ‪ ،2006‬والذي عدل‬ ‫المادتين‪ -‬ا‬
‫مكرر‪،‬‬
‫اا‬ ‫المادة ‪ 18‬مكر ار (أ) ثم بعد ذلك بموجب القانون رقم ‪ 74‬لسا ا ا ا ا ا اانة ‪ ،2007‬والذي عدل المادة ‪18‬‬
‫مكرر (ب) والتي تجيز المص ااالحة في جرائم العدوان على المال العام بمقتض ااى‬
‫اا‬ ‫أخير أض اايفت المادة ‪18‬‬
‫و اا‬
‫القانون رقم ‪ 16‬لسنة ‪.2015‬‬
‫كما عر المة ا اارع المص ا ااري نظام التص ا ااالح(المص ا ااالحة)في بعض القوانين الخاص ا ااة(الس ا اايما ذات‬
‫الصا ا ا ا ا ا اابغة المالية منها)على أسا ا ا ا ا ا اااس أنو ال يهم المجتمع أن ينزل بمرتكب الجريمة من األلم المتمثل في‬
‫العقوبة بقدر ما يهمو تحقيق نفع المجتمع من مراعاة مصالحو المالية(‪ ،)4‬ومن أهم هذه القوانين‪:‬‬
‫‪ -‬قانون الجمارك‪ :‬حيث نصت المادة الرابعة (‪ )4‬من القانون رقم ‪ 623‬لسنة ‪ 1955‬بةخن التهريب‬
‫الجمركي‪-‬الملغي‪ -‬على المصاالحة‪ ،‬كما نصات عليها المادة ‪ 124‬من القانون رقم ‪ 66‬لسانة ‪ 1963‬بةاخن‬
‫الجمارك المعدل بالقانون رقم ‪ 88‬لسا ا ا ا اانة ‪ 1976‬ثم بالقانون رقم ‪ 75‬لسا ا ا ا اانة ‪ )5(1980‬والقوانين‪ :‬رقم ‪158‬‬
‫لس اانة ‪ 161 ،1998‬لس اانة ‪ 175 ،1998‬لس اانة ‪ 160 ،1998‬لس اانة ‪ 13 ،2000‬لس اانة ‪ 14 ،2001‬لس اانة‬

‫(‪ -)1‬محمد سليمان حسين المحاسنة‪ ،‬التصالح وأثره على الجريمة االقتصادية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪ -‬منصور عيد السزم عيد الحميد حسان العجيل‪ ،‬العدالة الرضائية في اإلجراءات الجنائية‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة دكتوراه في‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬قسم القانون الجنائي‪ ،2016 ،‬ص ص ‪.54-53‬‬
‫(‪ -)2‬فايز الس اايد اللمس اااوع‪ ،‬أة اار فايز اللمس اااوع‪ ،‬الص االح الجنائي في الجنح والمخالفات وقانون التجارة والجرائم الضا ارييية‬
‫والجمركية‪ :‬الجنح والمخالفات وفاقا ألحدث تعديزت قانون اإلجراءات الجنائية والقوانين ‪ 74‬لسا ا ا ا ا ا اانة ‪ 145 ،2007‬لسا ا ا ا ا ا اانة‬
‫‪-2006‬وفي جرائم التهرب الض ا ا ارييي في السا ا االع المسا ا ااتوردة والض ا ا اريبة على المييعات‪-‬وفي جرائم التهرب الجمركي‪ ،‬المركز‬
‫القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬عايدين‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2009 ،‬ص ‪.14‬‬
‫(‪ -)3‬رامي متولي القاضي‪ ،‬التصالح في قضايا المال العام‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫(‪ -)4‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬الموسوعة الةاملة في‪ ...‬الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو وأحكام القضاء‪ ،...‬المرجع السايق‪،‬‬
‫ص ‪.87‬‬
‫(‪ -)5‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪194‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫‪ 95 ،2004‬لساانة ‪ ،)1(2005‬على أنو إلدارة الجمارك أن تجري مص االحة أثناء نظر الدعوع أو بعد الحكم‬
‫فيها‪ ،‬ويترتب عليها انقض اااء الدعوع العمومية‪ ،‬أو وقف تنفيذ العقوبة الجزائية إذا تم التص ااالح أثناء تنفيذها‬
‫ولو كان الحكم باتاا(‪.)2‬‬
‫كما عر القانون رقم ‪ 92‬لس ا اانة ‪ 1964‬الخاص يتهريب التبغ نظام المص ا ااالحة ينص المادة الرابعة‬
‫منو(‪ ،)3‬حيث أجازت التصا ا ا ا ا ا ااالح في جميع األحوال مقايل تحصا ا ا ا ا ا اايل ما ال يقل عن نصا ا ا ا ا ا ااف التعويض‬
‫المنصا ااوص عليو في هذا القانون‪ ،‬ويترتب على التصا ااالح انقضا اااء الدعوع العمومية أو وقف تنفيذ العقوبة‬
‫الجزائية مع جميع ارثار المترتبة على الحكم حسا ااب األحوال(‪ ،)4‬باإلضا ااافة إلى المادة ‪ 10‬من القانون رقم‬
‫والمعدل بالقانون رقم ‪ 95‬لساانة ‪ 1963‬والملغي ينص المادة ‪ 19‬من‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪ 9‬لساانة ‪ 1959‬في ةااخن االسااتيراد‬
‫قانون رقم ‪ 118‬لسنة ‪ 1975‬في ةخن االستيراد والتصدير(‪.)6‬‬
‫‪ -‬الجرائم الضريبية‪ :‬بخنواعها الثزث وهي‪:‬‬
‫‪ ‬الضريبة عل الدخل‪ :‬يوجد نوعان من التصالح بالنسبة للضرائب على الدخل‪ :‬التصالح على رقم‬
‫األعمال الذي تقدر على أسا اااسا ااو الض ا اريبة‪ ،‬وتحكم هذا التصا ااالح المادة ‪ 55‬من القانون رقم ‪،1978-46‬‬
‫والتصا ا ا ا ا ا ااالح على ذات الجريمة والذي بو تنقضا ا ا ا ا ا ااي الدعوع العمومية أو يوقف تنفيذ عقوبتها ويحكم هذا‬
‫التصالح المادة ‪ 2-191‬من القانون رقم ‪ 157‬لسنة ‪.)7(1981‬‬
‫‪ ‬ضريبة الدمغة‪ :‬امتد التصااالح ليةاامل جرائم ضاريبة الدمغة‪ ،‬ينص القانون رقم ‪ 111‬لساانة ‪1980‬‬
‫بةااخن رساام الدمغة‪ ،‬والمعدل بالقوانين ‪ 224‬لساانة ‪ 156 ،1989‬لساانة ‪ 143 ،2004‬لساانة ‪ ،)8(2006‬على‬
‫أنو ال تقام الدعوع العمومية إال بموافقة مص ا االحة الضا ا ارائب‪ ،‬ويجوز لهذه األخيرة التص ا ااالح مع المخالفين‪،‬‬
‫وذلك إذا قام المخالف بخداء رس ا ااوم الدمغة المس ا ااتحقة مع تعويض‪ ،‬وتنقض ا ااي الدعوع العمومية يإتمام هذه‬

‫(‪ -)1‬و ازرة المالية المصرية‪ ،‬مصلحة الجمارك‪ ،‬قانون الجمارك وتعديزتو‪ ،‬على الموقع‪،https://bit.ly/32LUida :‬‬
‫تاريخ االطزع ‪ 23‬جويلية ‪ 2020‬على الساعة‪.19 :22 :‬‬
‫(‪ -)2‬محمد السيد عرفة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.217‬‬
‫(‪ -)3‬أنيس حس اايب الس اايد المحزوي‪ ،‬الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية‪ :‬د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو‬
‫اإلسزمي‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫(‪ -)4‬المادة ‪ 4‬من قانون رقم ‪ 92‬لسنة ‪ ،1964‬مؤرخ في ‪ 23‬مارس ‪ ،1964‬بةخن تهريب التبغ‪ ،‬على الموقع‪:‬‬
‫‪https://bit.ly/36qW3Ntvisité le 23 juillet 2020, à: 22: 45‬‬
‫(‪ -)5‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫(‪ -)6‬قانون رقم ‪ 118‬لسنة ‪ ،1975‬مؤرخ في ‪ 25‬سيتمير ‪ ،1975‬بةخن االستيراد والتصدير‪ ،‬ج ر م ‪-‬عدد ‪ ،39‬الصادرة في‬
‫‪ 25‬سيتمير ‪.1975‬‬
‫(‪ -)7‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫(‪ -)8‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬الموس ااوعة الة اااملة في الص االح الجنائي في ض ااوء اراء الفقو وأحكام القض اااء‪ ،...‬المرجع الس ااايق‪،‬‬
‫ص‪.88‬‬

‫‪195‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫اإلجراءات(‪.)1‬‬
‫‪ ‬الضييييريبة عل االسييييتهالك‪ :‬أجازت المادة ‪ 56‬من القانون رقم ‪ 133‬لس ا اانة ‪ 1981‬التص ا ااالح في‬
‫جرائم التهرب من الض ا اريبة على االسا ااتهزك(‪ ،)2‬الذي ألغي وحل محلو قانون الض ا اريبة على المييعات رقم‬
‫‪ 11‬لس ا ا اانة ‪ ،1991‬والذي أجاز يدوره التص ا ا ااالح في المخالفات المنص ا ا ااوص عليها في المادة ‪ 41‬من ذات‬
‫القانون‪ ،‬مقايل أداء الضاريبة‪ ،‬والضاريبة اإلضااافية في حالة اسااتحقاقها وتعويض في حدود الغرامة المحددة‬
‫ينص المادة ‪ 41‬الس ااايق اإلة ااارة إليها‪ ،‬ويترتب على التص ااالح انقض اااء الدعوع العمومية ووقف الس ااير في‬
‫إجراءات التقاضي(‪ ،)3‬المعدل يدوره بالقانون رقم ‪ 2‬لسنة ‪.)4(1997‬‬
‫وبذلك يكون المةرع المصري قد أجاز المصالحة في معظم الجرائم الضرييية‪ ،‬وأعطى اإلدارة الحرية‬
‫في التفاهم مع المخالفين للقانون الضرييي(‪.)5‬‬
‫‪ -‬جرائم الصرف‪ :‬أجازت المادة ‪ 37‬من القانون رقم ‪ 1980-111‬التصالح في إطار قانون التعامل‬
‫بالنقد األجنيي رقم ‪ 1976-97‬المعدل بالقانون رقم ‪ 67‬لسا ا ا ا ا ا اانة ‪ ،1980‬ورتب عليو انقض ا ا ا ا ا ا اااء الدعوع‬
‫العمومية ولكن المةا ا ا اارع علق هذا األثر على ضا ا ا اارورة موافقة المخالف على المصا ا ا ااالحة ودفعو التعويض‬
‫المحدد في المادة ‪ 14‬من هذا القانون(‪.)6‬‬
‫‪ -‬مخالفات المرور‪ :‬عر التةاريع المصاري نظام المصاالحة في قوانين المرور المتعاقبة‪ ،‬من ذلك‬
‫القانون رقم ‪ 449‬لساانة ‪ ،1952‬والقانون رقم ‪ 66‬لساانة ‪ ،1973‬والقانون رقم ‪ 55‬لساانة ‪ ،1999‬حيث يينت‬
‫المادتان ‪ 374‬و‪ 375‬من هذا القانون حاالت المصالحة في مخالفات المرور(‪ ،)7‬هذه المخالفات المصطلح‬
‫على تسااميتها بالمخالفات المصااطنعة‪ ،‬وهي مخالفات ال تفصااح عن روئ إجرامية لدع المخالف‪ ،‬وانما هي‬
‫مخالفات تصنعها الدولة‪ ،‬ويخلقها القانون من العدم(‪.)8‬‬
‫‪ -‬عزوة على ذلك أجاز المة ا ا ا اارع المص ا ا ا ااري بموجب الفقرة الثالثة من المادة ‪ 9‬من القانون رقم ‪38‬‬

‫(‪ -)1‬محمد السيد عرفة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.218‬‬


‫(‪ -)2‬عيد اللطيف أيو دربالة عيد الفاضل األزرق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫(‪ -)3‬المادة ‪ 42‬من قانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،1991‬مؤرخ في ‪ 28‬أفريل ‪ ،1991‬متضمن قانون الضريبة العامة على المييعات‪،‬‬
‫ج ر م عدد ‪ 18‬تابع (أ)‪ ،‬الصادرة في ‪ 2‬ماي ‪.1991‬‬
‫(‪ -)4‬قانون رقم ‪ 2‬لس ا اانة ‪ ،1997‬مؤرخ في ‪ 28‬جانفي ‪ ،1997‬متض ا اامن تعديل أحكام قانون الضا ا اريبة العامة على المييعات‬
‫الصادر بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،1991‬ج ر م‪ ،-‬عدد ‪( 4‬مكرر)‪ ،‬صادرة في ‪ 29‬جانفي ‪.1997‬‬
‫(‪ -)5‬محمد سليمان حسين المحاسنة‪ ،‬التصالح وأثره على الجريمة االقتصادية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫(‪ -)6‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫(‪ -)7‬إيراهيم حامد طنطاوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫(‪ -)8‬أنيس حس اايب الس اايد المحزوي‪ ،‬الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية‪ :‬د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو‬
‫اإلسزمي ‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.29‬‬

‫‪196‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫لس ا ا اانة ‪ 1967‬بة ا ا ااخن النظافة العامة‪ ،‬المعدلة بالقانون رقم ‪ 10‬لس ا ا اانة ‪ ،)1(2005‬والقانون رقم ‪ 106‬لس ا ا اانة‬
‫للوحدة المحلية المختص ا ا ا ا ا ااة التص ا ا ا ا ا ااالح مع مرتكب الجريمة‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪ ،)2(2012‬والقانون رقم ‪ 47‬لس ا ا ا ا ا اانة ‪2014‬‬
‫المنصوص عليها في ذات المادة مقايل أداء ميلغ معين خزل مدة محددة‪ ،‬تنقضي على إثر هذا التصالح‬
‫الدعوع العمومية‪.‬‬
‫ومن العرض الس ا ااايق يتض ا ااح أن المة ا اارع المص ا ااري وبعد أخذ ورد اس ا ااتقر على إجازة نظام الص ا االح‬
‫بص اافة عامة والمص ااالحة الجزائية(التص ااالح) بص اافة خاص ااة‪ ،‬كيديل عن الدعوع العمومية‪ ،‬يل وتوس ااع في‬
‫اعمال هذا النظام ليغطي نطاق واسع من الجرائم السيما االقتصادية والمالية منها‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬تطور المصالحة الجزائية ف التشريع الجزائري‬
‫موقف المةاارع الجزائري ال يختلف عن موقف كل من المةاارع الفرنسااي ونظيره المصااري‪ ،‬من حيث‬
‫أنو يتسااام بالتردد وعدم الثبات في األخذ ينظام المصا ااالحة الجزائية‪ ،‬فتارة نجده يجيزها وتارة أخرع يحرمها‪،‬‬
‫ثم يتراجع ويقرر األخذ يها‪ ،‬وهو ما سنزحظو فيما يلي‪:‬‬
‫فبعد اسا ا ااترجاع الجزائر لسا ا اايادتها الوطنية سا ا اانة ‪ 1962‬وجدت الدولة الجزائرية نفسا ا ااها أمام خيارين‬
‫اائدا إبان االحتزل مدة‬
‫أحدهما أةا ا ااد من ارخر‪ ،‬فإما أن تسا ا ااتمر بالعمل بالتة ا ا اريع الفرنسا ا ااي الذي كان سا ا ا ا‬
‫محددة‪ ،‬أو أن تستغني عن العمل يهذا التةريع وتدخل في فراغ تةريعي يمس جميع المجاالت(‪.)4‬‬
‫والمةا اارع الجزائري حسا اام األمر يتينيو الخيار األول‪ ،‬وذلك يتمديد العمل بالقوانين الفرنسا ااية السا ااارية‬
‫المفعول ماعدا ما يتعارض منها مع الس ا ا اايادة الوطنية إلى غاية وض ا ا ااع تةا ا ا اريع جديد‪ ،‬طبقا ألحكام المادة‬
‫األولى من القانون رقم ‪ 175-62‬المؤرخ في ‪ 31‬ديسمير ‪ ،)5(1962‬وبهذا أصبح التةريع الجزائي الفرنسي‬
‫سااري المفعول في الجزائر‪ ،‬وهو التةاريع الذي أجاز المصاالحة الجزائية‪-‬كما سايق ييانو‪ -‬في مواد عديدة‪،‬‬
‫كالجمارك والضرائب واألسعار والغابات والصيد والقنص واليريد والمواصزت عزوة على المرور ومخالفات‬

‫(‪ -)1‬قانون رقم ‪ 10‬لسنة ‪ ،2005‬مؤرخ في ‪ 30‬مارس ‪ ،2005‬يتضمن تعديل بعض أحكام القانون رقم ‪ 38‬لسنة ‪ 1967‬في‬
‫ةخن النظافة العامة‪ ،‬ج ر م عدد ‪( 13‬تابع)‪ ،‬صادرة في ‪ 31‬مارس ‪.2005‬‬
‫(‪ -)2‬قانون رقم ‪ 106‬لس اانة ‪ ،2012‬مؤرخ في ‪ 6‬ديس اامير ‪ ،2012‬يتض اامن تعديل بعض أحكام القانون رقم ‪ 38‬لس اانة ‪1967‬‬
‫في ةخن النظافة العامة‪ ،‬ج ر م عدد ‪( 49‬تابع أ)‪ ،‬السنة ‪ ،55‬صادر في ‪ 6‬ديسمير ‪.2012‬‬
‫(‪ -)3‬قانون رقم ‪ 47‬لسا اانة ‪ ،2014‬مؤرخ في ‪ 5‬جوان ‪ ،2014‬يتضا اامن تعديل بعض أحكام القانون رقم ‪ 38‬لسا اانة ‪ 1967‬في‬
‫ةخن النظافة العامة المعدل بالقانون رقم ‪ 106‬لسنة ‪،2012‬ج ر م عدد ‪( 23‬تابع)‪ ،‬السنة ‪ ،57‬صادر في ‪ 5‬جوان ‪.2014‬‬
‫(‪ -)4‬طزل جديدي‪ ،‬اإلجراءات الموجزة إلنهاء الدعوع العمومية في التةا ا ا ا ا اريع الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه العلوم في الحقوق‪،‬‬
‫ةعبة القانون العام‪ ،‬جامعة العربي التبسي‪-‬تبسة‪-‬الجزائر‪ ،-‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،2017-2016 ،‬ص‬
‫ص ‪.198-197‬‬
‫)‪(5‬‬
‫‪- La législation en vigueur au 31 décembre 1962 est reconduite jusqu’ à nouvel ordre, sauf dans ses disposition‬‬
‫‪contraire à la souveraineté nationale" ,article 1 er de loi n° 62-157 du 31 décembre 1962, tendant à la reconduction,‬‬
‫‪jusqu’ à nouvel ordre, de la législation en vigueur au 31 décembre 1962, JORA N° 2-2 e année-, , du 11 janvier‬‬
‫‪1963, p 18.‬‬

‫‪197‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الطرق‪ ،‬وبصاادور قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري في ‪ 8‬جوان ‪ 1966‬أجاز المصااالحة الجزائية كساايب‬
‫من أسباب انقضاء الدعوع العمومية في المادة ‪ 6‬منو(‪ ،)1‬مما أضفى ةرعية إضافية على نظام المصالحة‬
‫الجزائية في التةريع الجزائري(‪.)2‬‬
‫ثم تغيرت سياسة المةرع الجزائري وأصبح ينكر المصالحة في المواد الجزائية(‪ ،)3‬وذلك يتعديل نص‬
‫المادة ‪ 6‬من األمر رقم ‪ 155-66‬المتض ا ا ا ا اامن قانون اإلجراءات الجزائية التي كانت تجيزها‪ ،‬وذلك بموجب‬
‫المااادة األولى من األمر رقم ‪ 46-75‬المؤرخ في ‪ 17‬جوان ‪ ،1975‬واثر هااذا التعاادياال أصا ا ا ا ا ا اابح قااانون‬
‫اإلجراءات الجزائية الجزائري ينص صا اراحة على تحريم المص ااالحة(‪ ،)4‬واس ااتمر التحريم إلى غاية ‪ 4‬مارس‬
‫‪ ،1986‬حيث تزامنت هذه الفترة مع التوجو اال ةتراكي للجزائر‪ ،‬ففي هذه المرحلة صدر دستور ‪ 22‬نوفمير‬
‫‪ 1976‬الذي جاء تتوي اجا لزختيارات االةا ا ا ااتراكية‪ ،‬وفي ظل هذا التوجو ينظر للمصا ا ا ااالحة وكخنها تحا من‬
‫هيبة الدولة إذ ال يعقل أن تتنازل الدولة وتتسا ا اااوم مع المجرم بةا ا ااخن جرائم ارتكيها خاصا ا ااة إذا كانت تمس‬
‫باالقتصاد الوطني(‪.)5‬‬
‫وما يؤكد هذا التوجو للمة ا اارع الجزائري خزل هذه الفترة أن التةا ا اريعات االقتص ا ااادية في الجزائر في‬
‫تلك المرحلة‪ ،‬كما هو الحال في المجال الجمركي والمص ا ا ا ا ا ا ارفي‪ ،‬وفي مجال المخالفات التنظيمية‪ ،‬جاءت‬
‫تماما(‪.)6‬‬
‫خالية من المصالحة الجزائية ا‬
‫إال أن المة اارع الجزائري لم يس ااتمر طويزا على موقفو الرافض للمص ااالحة الجزائية‪ ،‬حيث أنو يتاريخ‬
‫‪ 4‬مارس ‪ 1986‬أص ا ا ا ا ا ا اادر القانون رقم ‪ 05-86‬المعدل والمتمم لقانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬والذي عد لت‬
‫بموجب المادة األولى منو المادة الساا ااادسا ا ااة(‪ )6‬التي كانت تحرم بص ا ا اريح العبارة المصا ا ااالحة في المساا ااائل‬
‫الجزائية‪ ،‬وبمقتض ا ا ااى هذا التعديل أص ا ا اابحت المص ا ا ااالحة جائزة في قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري إلى‬

‫(‪ " -)1‬كما يجوز أن تنقضااي الدعوع العمومية فضازا عن ذلك بالصاالح إذا كان القانون يجيزه ينص صاريح‪ "...‬الفقرة األخيرة‬
‫من المادة ‪ 6‬من أمر رقم ‪ ،155-66‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.622‬‬
‫(‪ -)2‬أحس اان يوس ااقيعة‪ ،‬المص ااالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع الس ااايق‪ ،‬ص ص‬
‫‪.37-36‬‬
‫(‪ -)3‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬اإلجراءات الجزائية في التةريع الجزائري والمقارن ‪ ،‬ط ‪ ، 4‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.246‬‬
‫(‪ " -)4‬غير أنو ال يجوز بخي وجو من الوجوه أن تنقضااي الدعوع بالمصااالحة "‪ ،‬المادة األولى من أمر رقم ‪ 46-75‬مؤرخ في‬
‫‪ 17‬جوان ‪ ،1975‬المعدلة والمتممة للفقرة ‪ 3‬من المادة ‪ 6‬من األمر رقم ‪ 155-66‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ 1966‬والمتضا ا ا ا ا ا اامن‬
‫قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ج ر ج‪ ،‬العدد ‪-53‬السنة ‪ ،-12‬صادرة في ‪ 4‬جويلية ‪ ،1975‬ص ‪.745‬‬
‫(‪ -)5‬أحمد ييطام‪ " ،‬دور وكيل الجمهورية في المصا ااالحة والوسا اااطة الجنائية في التة ا اريع الجزائري"‪ ،‬مجلة الباحث للد ارسا ااات‬
‫األكاديمية‪ ،‬المجلد ‪ ،4‬العدد ‪ ،2017 ،2‬ص ‪.715‬‬
‫(‪ -)6‬طزل جديدي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.199‬‬

‫‪198‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫يومنا هذا‪ ،‬كما يتجلى ذلك من نص المادة ‪ 6‬في صا ا ا ا ا ا اايغتها الجديدة(‪ ،)1‬التي نصا ا ا ا ا ا اات في فقرتها األخيرة‬
‫على‪ ":‬كما يجوز أن تنقضي الدعوع العمومية بالمصالحة إذا كان القانون يجيزها صراحة "(‪.)2‬‬
‫أما بالنسبة للتةريعات االقتصادية‪ ،‬فمرت هي األخرع ينفس المراحل التي مر يها قانون اإلجراءات‬
‫الجزائية الجزائري‪ ،‬فبالنساابة للجرائم الجمركية وبمقتضااى تمديد العمل بالتة اريع الفرنسااي ماعدا ما يتعارض‬
‫منو مع الس ا ا ا اايادة الوطنية‪ ،‬والذي كان يجيز المص ا ا ا ااالحة الجمركية‪ ،‬فإنو اس ا ا ا ااتمر جواز إجراء المص ا ا ا ااالحة‬
‫الجمركية منذ االساااتقزل إلى غاية صااادور األمر رقم ‪ 07-79‬يتاريخ ‪ 21‬جويلية ‪ 1979‬المتضا اامن قانون‬
‫نظاما‬
‫التي كانت في يدايتها ا‬
‫(‪)4‬‬
‫الجمارك(‪ ،)3‬أين اسا ا ااتيدل المةا ا اارع الجزائري المصا ا ااالحة بالتسا ا ااوية اإلدارية‬
‫يجيا نحو مفهوم المصالحة‪ ،‬فعند صدور قانون الجمارك كانت التسوية اإلدارية‬ ‫مميز وتطورت فيما بعد تدر ا‬ ‫اا‬
‫اء إداراي اا حقيقاي اا إذ كااان القااانون يةا ا ا ا ا ا ااترط لقيااامهااا أن ياادفع المتهم تمااام العقوبااات الماااليااة والتكاااليف‬
‫جز ا‬
‫وااللتزامات الجمركية أو غيرها المرتبطة بالمخالفة‪ ،‬وكانت التس ااوية اإلدارية مقص ااورة على مرتكب الجريمة‬
‫ألن القانون‬ ‫(‪)5‬‬
‫دون سا اواه وهي جائزة حتى بعد ص اادور حكم نهائي وينحص اار دورها في الدعوع المالية فقا‬
‫رقم ‪ 79-07‬صا ا ا ا ا ا اادر في ظل المادة ‪ 6‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج التي كانت تحول دون انقضا ا ا ا ا ا اااء الدعوع العمومية‬
‫بالمصالحة(‪.)6‬‬
‫ولقد يدأ مفهوم التسوية اإلدارية يتطور في اتجاه المصالحة الجمركية منذ صدور قانون المالية لسنة‬
‫‪ ،)7(1983‬حيث لم يعد المة اارع ية ااترط لقيام التس ااوية اإلدارية أن يدفع المخالف تمام العقوبات المالية مما‬
‫يوحي يإمكانية التخفيض منها‪ ،‬كما أنو وس ا ا ا ااع من مجالها لتة ا ا ا اامل أي ة ا ا ا ااخص مزحق من أجل ارتكاب‬
‫جريمة جمركية‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك مدد المةرع من جهة فترة تطييق التسوية اإلدارية بحيث لم تعد تقتصر‬
‫على مرحلة اإلحالة على القضا اااء يل أصا اابحت تمتد لتةا اامل مرحلة ما قيل إخطار النيابة العامة‪ ،‬وحص ا ار‬

‫(‪ -)1‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫(‪ -)2‬المادة األولى من قانون رقم ‪ ،05-86‬مؤرخ في ‪ 4‬مارس سا ا ا ا ا ا اانة ‪ 1986‬المعدلة والمتممة للمادة ‪ 6‬من األمر رقم ‪-66‬‬
‫‪ 155‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ 1966‬والمتضاامن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ج ر ج العدد ‪-10‬الساانة ‪ ،-23‬صااادرة في ‪ 5‬مارس‬
‫سنة ‪ ،1986‬ص ‪.347‬‬
‫(‪ -)3‬المادة ‪ 265‬من قانون رقم ‪ ،07-79‬مؤرخ في ‪ 21‬جويلية ‪ 1979‬يتضا ا ا ا اامن قانون الجمارك‪ ،‬ج ر ج العدد ‪-30‬السا ا ا ا اانة‬
‫‪ ،-16‬الصادرة في ‪ 24‬جويلية ‪ ،1979‬ص ‪.717‬‬
‫(‪ -)4‬طزل جديدي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.200‬‬
‫(‪ -)5‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫(‪ -)6‬رحماني حسيبة‪ " ،‬الوجو الخصوصي للمصالحة الجمركية من حيث نطاقها في القانون الجزائري"‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،11‬العدد ‪ ،2018 ،2‬ص ‪.196‬‬
‫(‪ -)7‬قانون ‪ ،14-82‬مؤرخ في ‪ 30‬ديساامير ساانة ‪ ،1982‬يتضاامن قانون المالية لساانة ‪ ،1983‬ج ر ج العدد ‪-57‬الساانة ‪-19‬‬
‫صادرة في ‪ 30‬ديسمير ‪.1982‬‬

‫‪199‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫من جهة أخرع مجال تطييقها في مرحلة ما قيل صدور الحكم النهائي(‪.)1‬‬
‫واسا ا ا ا ا ا ااتمر العمل بعدم جواز المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية كنظام قائم يذاتو في المجال الجمركي إلى غاية‬
‫صا اادور القانون رقم ‪ 25-91‬المؤرخ في ‪ 18‬ديسا اامير‪ 1991‬والمتضا اامن قانون المالية لسا اانة ‪ 1992‬والذي‬
‫نص في المادة ‪ 136‬منو على اسااتيدال عبارة " التسااوية اإلدارية " المنصااوص عليها في القانون رقم ‪-79‬‬
‫‪ 07‬المؤرخ في ‪ 21‬جويلية ‪ 1979‬والمتضا ا ا ا ا ا اامن قانون الجمارك بعبارة " المص ا ا ا ا ا ا ااالحة "(‪ ،)2‬وبذلك حلت‬
‫المصالحة الجمركية محل التسوية اإلدارية في المادة ‪ 265‬من قانون الجمارك(‪.)3‬‬
‫واسااتمر العمل ينظام المصااالحة في المجال الجمركي منذ ذلك التاريخ إلى يومنا هذا‪ ،‬ماعدا الجرائم‬
‫الجمركية التي اسا ا ا ا ا ا ااتثنيت ينص خاص كجريمة التهريب‪ ،‬حيث قرر القانون ‪ 06-05‬المتعلق بالوقاية من‬
‫التهريب ومكافحتو صراحة عدم جواز المصالحة في جرائم التهريب(‪.)4‬‬
‫وخزل مرحلة تحريم المصا ا ا ا ا ااالحة في المسا ا ا ا ا ااائل الجزائية الممتدة من ‪ 17‬جوان ‪ 1975‬إلى غاية ‪4‬‬
‫مارس ‪ ،1986‬صاادر قانون يتعلق باألسااعار وقمع المخالفات الخاصااة يتنظيم األسااعار بموجب األمر رقم‬
‫‪ 37-74‬المؤرخ في ‪ 29‬أفريل ‪ ،)5(1975‬وفي ظل تحريم المصا ا ا ا ا ا ااالحة في المسا ا ا ا ا ا ااائل الجزائية خزل هذه‬
‫الفترة‪ ،‬عمد المةا اارع الجزائري إلى البحث عن أسا اااليب يديلة تكفل تسا ااوية إدارية للجرائم المرتكبة في مجال‬
‫األس ا ا ا ااعار فلجخ إلى نظام غرامة الص ا ا ا االح وهو مص ا ا ا ااطلح مس ا ا ا ااتعار من قانون اإلجراءات الجزائية بة ا ا ا ااخن‬
‫متفاديا يذلك استعمال مصطلح " المصالحة " التي كانت تحت طائلة الحظر وان كان‬
‫ا‬ ‫المخالفات البسيطة‪،‬‬
‫احدا حتى ولو اختلفت التسمية‪ ،‬عمزا بخحكام المادتين ‪ 38‬و‪ 39‬من األمر المذكور أعزه(‪.)6‬‬
‫الهد و ا‬
‫ثم ألغي األمر رقم ‪ 37 –74‬بموجااب القااانون رقم ‪ 12-89‬المؤرخ في ‪ 5‬جويليااة ‪ 1989‬والمتعلق‬
‫‪ ،‬ثم أجاز المةاارع المصااالحة في جرائم المنافسااة واألسااعار(‪ ،)8‬وذلك‬ ‫(‪)7‬‬
‫باألسااعار‪ ،‬بموجب المادة ‪ 77‬منو‬

‫(‪ -)1‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.38‬‬


‫(‪ -)2‬المادة ‪ 136‬من قانون رقم ‪ ،25-91‬مؤرخ في ‪ 18‬ديسا اامير سا اانة ‪ ،1991‬يتضا اامن قانون المالية لسا اانة ‪ ،1992‬ج ر ج‬
‫السنة ‪-28‬العدد ‪ ،65‬صادرة في ‪ 18‬ديسمير ‪ ،1991‬ص ‪.2507‬‬
‫(‪ -)3‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫(‪ -)4‬طزل جديدي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.201‬‬
‫(‪ -)5‬أمر رقم ‪ ،37-74‬مؤرخ في ‪ 29‬أفريل سانة ‪ ،1975‬يتعلق باألساعار وقمع المخالفات الخاصاة يتنظيم األساعار‪ ،‬ج ر ج‬
‫العدد ‪-38‬السنة‪ ،-12‬صادرة في ‪ 13‬ماي سنة ‪ ،1975‬ص ص ‪.518-511‬‬
‫(‪ -)6‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫(‪ -)7‬المادة ‪ 77‬من قانون رقم ‪ ،12-89‬مؤرخ في ‪ 5‬جويلية س ا اانة ‪ ،1989‬يتعلق باألس ا ااعار‪ ،‬ج ر ج العدد ‪-29‬الس ا اانة ‪،-26‬‬
‫صادرة في ‪ 19‬جويلية سنة ‪ ،1989‬ص ‪.765‬‬
‫(‪-)8‬الطيب سماتي ‪ ،‬الحماية الجزائية لحقوق الضحية‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.353‬‬

‫‪200‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫بموجب األمر رقم ‪ 06-95‬المؤرخ في ‪ 25‬جانفي‪ 1995‬المتعلق بالمنافسا ا ا ا ا ا ااة(‪ –)1‬الذي ألغى القانون رقم‬
‫‪ 12-89‬المؤرخ في ‪ 5‬جويلية ‪ 1989‬والمتعلق باألسعار‪ ،-‬السيما المادة ‪ 91‬منو‪ ،‬وتمسك يها في القانون‬
‫رقم ‪ 02-04‬المؤرخ في ‪ 23‬جوان ‪ 2004‬المتض ا اامن تحديد القواعد المطبقة على الممارس ا ااات التجارية في‬
‫المادة ‪ 60‬منو(‪ ،)2‬والذي ألغى يدوره األمر رقم ‪ 06-95‬المذكور أعزه‪.‬‬
‫كما أجاز المةاارع الجزائري المصااالحة في مجال الصاار ‪ ،‬بموجب األمر رقم ‪ 107-69‬المؤرخ في‬
‫‪ 31‬ديساامير‪ 1969‬المتضاامن قانون المالية لساانة ‪ )3(1970‬الساايما في المادة ‪ 53‬منو‪ ،‬التي أجازت لوزير‬
‫المالية أو ممثلو أن يتصا ااالح مع مرتكب المخالفة وأن يحدد ينفسا ااو ةا ااروط هذا الصا االح‪ ،‬مع إمكانية إجراء‬
‫الصاالح قيل الحكم النهائي أو بعده‪ ،‬وفي الحالة األخيرة تبقى العقوبات الجساادية سااارية المفعول(‪ ،)4‬وخزل‬
‫فعليا يإلغاء قانون‬
‫مرحلة منع إجراء المصااالحة مس هذا الحظر أيضااا مجال جرائم الصاار ‪ ،‬وتجسااد ذلك ا‬
‫المالية لسا ا اانة ‪ ،1970‬وتم إدماج مخالفة التنظيم النقدي ضا ا اامن أحكام قانون العقوبات في المواد من ‪424‬‬
‫إلى ‪ ،)5(426‬بموجااب األمر رقم ‪ 47-75‬المؤرخ في ‪ 17‬جوان ‪ ،)6(1975‬إال أن المةا ا ا ا ا ا اارع لجااخ في هااذا‬
‫األمر بةااخن مخالفة التنظيم النقدي إلى مص اطلح " الغرامة " للتعيير عن المصااالحة‪ ،‬ورتب على دفع ميلغ‬
‫الغرامة في األجل المحدد لو انقض اااء الدعوع العمومية‪ ،‬وهذا ما يس ااتة ااف من ص ااياغة الفقرة ‪ 3‬من المادة‬
‫‪ 425‬رغم عدم اإلةارة إلى ذلك بصريح العبارة(‪.)7‬‬
‫وفي مرحلة إعادة إجازة المصالحة الجزائية‪ ،‬صدر قانون المالية لسنة ‪ ،)8( 1987‬والذي أجاز ينص‬
‫المادة ‪ 103‬منو لوزير المالية إجراء مصا ا ا ا ا ا ااالحة جزائية مع مرتكيي جرائم الصا ا ا ا ا ا اار عندما تتعلق بالنقود‬
‫باالعملاة األجنيياة القاايلاة للتحويال(‪ ،)9‬تلى ذلاك ص ا ا ا ا ا ا اادور األمر رقم ‪ 22-96‬المؤرخ في ‪ 9‬جويلياة ‪1996‬‬

‫(‪ -)1‬األمر رقم ‪ ،06-95‬مؤرخ في ‪ 25‬جانفي س اانة ‪ ،1995‬يتعلق بالمنافس ااة‪ ،‬ج ر ج العدد‪-9‬الس اانة ‪ ،-32‬الص ااادرة في ‪22‬‬
‫فيفري ‪ ،1995‬ص ص ‪.26-13‬‬
‫(‪ -)2‬قانون رقم ‪ ،02-04‬مؤرخ في ‪ 23‬جوان سا ا ا اانة ‪ ،2004‬يحدد القواعد المطبقة على الممارسا ا ا ااات التجارية‪ ،‬ج ر ج العدد‬
‫‪-41‬السنة‪-41‬الصادرة في ‪ 27‬جوان ‪ ،2004‬ص ص ‪.11-3‬‬
‫(‪ -)3‬أمر رقم ‪ ،107-69‬مؤرخ في ‪ 31‬ديس اامير‪ ،1969‬يتض اامن قانون المالية لس اانة ‪ ،1970‬ج ر ج العدد ‪-110‬الس اانة ‪،-6‬‬
‫صادرة في ‪ 31‬ديسمير ‪ ،1969‬ص ص ‪.1816-1802‬‬
‫(‪ -)4‬المادة ‪ 53‬من أمر رقم ‪ ،107-69‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.1806‬‬
‫(‪ -)5‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫(‪ -)6‬أمر رقم ‪ ،47-75‬مؤرخ في ‪ 17‬جوان ‪ ،1975‬يتضا ا ا ا ا ا اامن تعا ااديا اال االمر رقم ‪ 156-66‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪1966‬‬
‫والمتضمن قانون العقوبات‪ ،‬ج ر ج العدد ‪-53‬السنة‪ ،-12‬صادرة في ‪ 4‬جويلية ‪ ،1975‬ص ص ‪.760-751‬‬
‫(‪ -)7‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫(‪ -)8‬قانون رقم ‪ ،15-86‬مؤرخ في ‪ 29‬ديس اامير س اانة ‪ ،1986‬يتض اامن قانون المالية لس اانة ‪ ،1987‬ج ر ج العدد ‪-55‬الس اانة‬
‫‪ ،-23‬صادرة في ‪ 30‬ديسمير ‪ ،1986‬ص ص ‪.2331-2296‬‬
‫(‪ -)9‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.77‬‬

‫‪201‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المتعلق بقمع مخالفة التةريع والتنظيم الخاصين بالصر وحركة رؤوس األموال من والى الخارج(‪ ،)1‬الذي‬
‫أجاز يدوره المصااالحة في جرائم الصاار بمختلف صااورها في المادة ‪ 9‬منو‪ ،‬ثم عدل باألمر رقم ‪01-03‬‬
‫الم اؤرخ في ‪ 19‬فيف ا اري ‪ ،)2( 2003‬المعدل يا ادوره باألم ا ار رقم ‪ 03-10‬الم ا اؤرخ في ‪ 26‬أوت لسن ا اة ‪2010‬‬
‫(‪ ،)3‬الذي استثنى العائد من إجراء المصالحة(‪.)4‬‬
‫ونةا ااير أنو إلى جانب مصا اار والجزائر أجازت أغلب التة ا اريعات العربية إجراء المصا ااالحة الجزائية‪،‬‬
‫منها التة ااريع المغربي الذي ترجع إجازتو للمص ااالحة في الجرائم الجمركية والضا ارييية إلى الظهير الةا اريف‬
‫المؤرخ في ‪ 26‬ديساامير ‪ 1918‬الملغى بالقانون الصااادر في ‪ 13‬أكتوبر ‪ ،1977‬المتضاامن قانون الجمارك‬
‫والضارائب غير المباةارة ينص المادة ‪ ،273‬وفي تونس تجيز المادة ‪ 220‬من قانون الجمارك الصااادر في‬
‫‪ 29‬ديسا اامير ‪ 1955‬إلدارة الجمارك التصا ااالح في الجرائم الجمركية س ا اواء قيل الحكم النهائي أو بعده‪ ،‬كما‬
‫يجيز المة ا اارع التونس ا ااي المص ا ااالحة في‪ :‬جرائم الص ا اار بموجب قانون ‪ 21‬جانفي ‪ ،1976‬وقانون حماية‬
‫الييئة المؤرخ في ‪ 2‬أوت ‪ ،1988‬وقانون المنافسا ا ا ا ااة واألسا ا ا ا ااعار الصا ا ا ا ااادر في ‪ 29‬جويلية ‪ ،1991‬وقانون‬
‫ضاا في سااوريا حيث أجازه‬
‫حماية المسااتهلك الصااادر في ‪ 7‬ديساامير‪ ،1992‬واجراء المصااالحة معمول بو أي ا‬
‫قانون الجمارك الس ااوري ينص المادة ‪ 203‬منو‪ ،‬كما أخذ المةا ارع الليناني يهذا النظام في الجرائم الجمركية‬
‫ينص المادة ‪ 352‬لس ا ا ا اانة ‪ ،)5(1954‬أما المة ا ا ا اارع األردني فخخذ ينظام المص ا ا ا ااالحة الجزائية في العديد من‬
‫التة ا ا ا ا ا ا اريعات الناظمة لألنةا ا ا ا ا ا ااطة االقتص ا ا ا ا ا ا ااادية المختلفة‪ ،‬إذ تجيزه المادة ‪ 9‬و بو أ من قانون الجرائم‬
‫ضا اا في قانون الجمارك رقم ‪ 20‬لس اانة ‪ 1998‬المعدل بالقانون رقم ‪27‬‬ ‫االقتص ااادية‪ ،‬كما أخذ يهذا النظام أي ا‬
‫لس ا ا اانة ‪ 2000‬ينص المادة ‪212‬و أ منو‪ ،‬كما نص ا ا اات على نفس النظام المادة ‪33‬و د من قانون الضا ا ا اريبة‬
‫العامة على المييعات رقم ‪ 6‬لسا ا ا ا اانة ‪ 1994‬وتعديزتو‪ ،‬والمادة ‪ 39‬مكر ار أوال الفقرة (ج) من قانون رقم ‪78‬‬

‫(‪ -)1‬أمر رقم ‪ ،22-96‬مؤرخ في ‪ 9‬جويلية ‪ ،1996‬يتعلق بقمع مخالفة التةا اريع والتنظيم الخاص ااين بالصااار وحركة رؤوس‬
‫األموال من والى الخارج‪ ،‬ج ر ج العدد ‪-43‬السنة‪ ،-33‬صادرة في ‪10‬جويلية ‪ ،1996‬ص ص ‪.13-10‬‬
‫(‪ -)2‬أمر رقم ‪ ،01-03‬مؤرخ في ‪ 19‬فيفري ‪ ،2003‬يعاادل ويتمم األمر رقم ‪ 22-96‬المؤرخ في ‪ 9‬جويليااة ‪ 1996‬والمتعلق‬
‫بقمع مخالفة التةا اريع والتنظيم الخاص ااين بالص اار وحركة رؤوس األموال من والى الخارج‪ ،‬ج ر ج العدد ‪-12‬الس اانة ‪،-40‬‬
‫صادرة في ‪ 23‬فيفري ‪ ،2003‬ص ص ‪.20-17‬‬
‫(‪ -)3‬أمر رقم ‪ ،03-10‬مؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ ،2010‬يع اادل ويتمم األمر رقم ‪ 22-96‬المؤرخ في ‪ 9‬جويليااة ‪ 1996‬والمتعلق‬
‫بقمع مخالفة التة ا اريع والتنظيم الخاصا ااين بالصا اار وحركة رؤوس األموال من والى الخارج‪ ،‬ج ر ج العدد ‪-50‬السا اانة‪،-47‬‬
‫صادرة في األول سيتمير سنة ‪ ،2010‬ص ص ‪.10-9‬‬
‫(‪ -)4‬محادي الطاهر‪ ،‬إجراءات المتابعة والمصا ا ا ااالحة في جرائم الصا ا ا اار في التة ا ا ا اريع الجزائري‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬المجلد ‪،10‬‬
‫العدد ‪ ،2015 ،12‬ص ‪.515‬‬
‫(‪-)5‬أحسن يوسقيعة‪،‬مصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪،‬مرجع السايق‪،‬ص‪33‬وما بعدها‬

‫‪202‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫لس اانة ‪ 2001‬التي أجازت المص ااالحة في جرائم التهرب من الضا اريبة(‪ ،)1‬كما عر التةا اريع الكويتي نظام‬
‫المص ا ا ا ا ااالحة الجزائية في نطاق بعض الجرائم االقتص ا ا ا ا ااادية كقانون الجمارك ينص المادة ‪ 22‬منو‪ ،‬وجرائم‬
‫المرور بموجب المادة ‪ 41‬من المرس ا ااوم رقم ‪ 27‬لس ا اانة ‪ ،1976‬كما عر هذا النظام في التةاا اريع العراقي‬
‫يدوره‪ ،‬حيث أجازت المادة ‪ 242‬من قانون الجمارك لمدير الجمارك أو من ينيبو إجراء مص ااالحة في جرائم‬

‫التهريب الجمركي سواء قيل إقامة الدعوع أو خزل نظرها أو بعد صدور حكم وقيل أن يصبح ا‬
‫نهائيا‪ ،‬كما‬
‫وجد إجراء المصالحة الجزائية صداه في السودان‪ ،‬بموجب المادة ‪ 313‬من قانون الجمارك(‪.)2‬‬
‫من خزل التطور التاريخي للمصالحة الجزائية في التةريعات الثزث الجزائري‪ ،‬الفرنسي‪ ،‬المصري‪،‬‬
‫يزحظ أن المةرع الجزائري لم يتوسع في مجال المصالحة الجزائية في القوانين ذات الصبغة المالية والتي‬
‫تتعلق باقتصاد الدولة على غرار المةرعين الفرنسي والمصري‪ ،‬السيما المةرع الفرنسي الذي أصدر عدة‬
‫قوانين في مجال المنازعات االقتصااادية والمالية متخ اذا المصااالحة الجزائية كوساايلة أساااسااية لحل المنازعات‬
‫في هذه المجاالت(‪ ،)3‬أما المةرع المصري فتوسع في األخذ ينظام المصالحة الجزائية (التصالح) والصلح‬
‫نظر ألنو لم يخخذ ييدائل الدعوع العمومية األخرع كالوساطة الجزائية والتسوية الجزائية‪.‬‬
‫يوجو عام اا‬
‫أخير يمكن القول أن ظهور نظام المصااالحة الجزائية قد أدع إلى تغير النظرة إلى العدالة الجزائية‪،‬‬
‫و اا‬
‫ففي اليداية كانت األخيرة مفروض ا ا ا ا ا ااة ‪ Une justice imposée‬ال تترك لألفراد ثمة حرية في تحديد س ا ا ا ا ا ااير‬
‫الدعوع العمومية فانحساارت ساالطة األفراد وتعاظمت ساالطة القاضااي في البحث عن الحقيقة‪ ،‬وتلك من أهم‬
‫مظااهر النظاام التنقييي لإلجراءات الجزائياة‪ ،‬ثم ظهر بعاد ذلاك نظاام العادالاة الجزائياة المس ا ا ا ا ا ا اتناد إلى فكرة‬
‫المةا ا اااركة ‪ La justice participative‬وفيها تراجع دور الدولة تاركا يذلك مجاالا أوسا ا ااع للخصا ا ااوم في إدارة‬
‫الدعوع العمومية‪ ،‬وهذا هو أهم محاور النظام االتهامي الذي يةااارك فيو الخصااوم لسااير الدعوع العمومية‬
‫وتحديد مصا اايرها‪ ،‬ثم تجلت بعد ذلك صا ااورة أخرع للعدالة الجزائية سا ااميت بالعدالة الرضا ااائية ‪La justice‬‬
‫‪ consensuelle‬التي تس ا ا ااند في جوهرها إلى رض ا ا اااء الجاني والض ا ا ااحية وأيرز تطييقات هذه الص ا ا ااور يدائل‬
‫قالبا تفاوضا ا ا ا ا ا ا اايا ‪ ،La justice négociée‬ال يكفي مجرد‬ ‫الدعوع العمومية‪ ،‬و اا‬
‫أخير أخذت العدالة الجزائية ا‬
‫الرضاء‪ ،‬وانما يكفل للخصوم التفاوض على مصير الدعوع العمومية‪ ،‬والمصالحة الجزائية تندرج في إطار‬
‫الصورتين األخيرتين(‪.)4‬‬

‫(‪ -)1‬محمد سليمان حسين المحاسنة‪ ،‬التصالح وأثره على الجريمة االقتصادية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬دار وائل للنةر والتوزيع ‪،‬ص‬
‫ص ‪.76-75‬‬
‫(‪ -)2‬علي محمد المييضين‪ ،‬الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة في القانون األردني‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.63-62‬‬
‫(‪ -)3‬إيمان مص ااطفى منص ااور مص ااطفى‪ ،‬الوس اااطة الجنائية‪ :‬د ارس ااة مقارنة‪ ،‬رس ااالة دكتوراه في الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬قسم القانون الجنائي‪ ،2010 ،‬ص ص ‪.216-215‬‬
‫(‪ -)4‬أسا ااامة حسا اانين عييد‪ ،‬الصا االح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ :‬ماهيتو والنظم المرتبطة بو‪-‬د ارسا ااة مقارنة‪ ،‬رسا ااالة دكتوراه‪،‬‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.203‬‬

‫‪203‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الفرع الثان ‪ :‬المقصود بالمصالحة الجزائية‬


‫يمثل نظام المصااالحة الجزائية أحد صااورة العدالة الرضااائية المتصاالة بالدعوع العمومية‪ ،‬والية يديلة‬
‫رض ا ا ااائية في ة ا ا ااخن تفريد اإلجراءات الجزائية(‪ ،)1‬وتعد أقدم وس ا ا ااائل إنهاء الخص ا ا ااومة الجزائية خارج نطاق‬
‫الدعوع العمومية في صا ا ا ااورتها التقليدية(‪ ،)2‬وأحد أهم تطييقات النهج التصا ا ا ااالحي الجزائي في التة ا ا ا اريعات‬
‫المقارنة(‪ ،)3‬ظهرت نتيجة قص ا ا ا ا ااور العدالة الجزائية التقليدية التي تس ا ا ا ا ااتند إلى فكرة الردع لمكافحة الظواهر‬
‫اإلجرامية‪ ،‬فض ا ازا عن فةا اال المؤس ا اسا ااات العقايية في إعادة تخهيل المحكوم عليهم ودمجهم اجتماعيا‪ ،‬على‬
‫الرغم من الجهود الكييرة التي يياذلهاا القاائمون على ذلاك(‪ ،)4‬ومن ثم اختلف هاد العادالاة عن التصا ا ا ا ا ا ااور‬
‫التقليدي المتمثل في الفصل واإلدانة‪ ،‬ليصبح التسوية واعادة التنظيم(‪.)5‬‬
‫ايتداء تحديد المعنى اللغوي‬
‫ا‬ ‫ولتفصيل أكثر في مفهوم هذا النظام‪ ،‬ولضبا المصطلحات يتعين علينا‬
‫للمصالحة الجزائية لما للغة من دور فعال في توضيح النصوص القانونية (أوال)‪ ،‬ثم تحديد مدلولو القانوني‬
‫ابعا)‪.‬‬
‫(ثانيا) وتعريف الفقو لهذا النظام (ثالثا) وصوالا الجتهاد القضاء في هذه المسخلة (ر ا‬
‫أوال‪ :‬المصالحة الجزائية لغة‬
‫لما كان التعريف بالمصا ا ااطلحات يمثل مفاتيح العلوم والمعار التي ترتبا وتتعلق يها‪ ،‬ووسا ا اايلة من‬
‫وس ا ا ااائل نقل الفكر اإلنس ا ا اااني‪ ،‬فإن تحديد المص ا ا ااطلحات وتوض ا ا اايح معناها يعتير مقدمة من مقدمات العلم‬
‫األساسية‪ ،‬ووسيلة من وسائل فهمو(‪.)6‬‬
‫صازئ بالكسار مصادر المصاالحة واالسام الصالح يذكر ويؤنث‪ ،‬وقد اصاطلحا وتصاالحا واصاالحا‬
‫فال د‬
‫يتةديد الصاد‪ ،‬واإلصزئ ضد اإلفساد والمصلحة واحدة المصالح واالستصزئ ضد االستفساد(‪.)7‬‬

‫(‪ -)1‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.227‬‬


‫(‪ -)2‬إيمان مصطفى منصور مصطفى‪،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.187‬‬
‫(‪ -)3‬محمد سا اازمة يني طو‪ ،‬العدالة التصا ااالحية في السا ااياسا ااة الجنائية‪ -‬د ارسا ااة مقارنة‪ :‬الصا االح الجنائي‪-‬الوسا اااطة الجنائية‪-‬‬
‫التسوية الجنائية‪-‬المفاوضة على االعت ار ‪ ،‬دار الحامد للنةر والتوزيع‪ ،‬عمان‪-‬األردن‪ ،2019 ،‬ص ‪.297‬‬
‫(‪ -)4‬أمينة س ا ااماعين فراقي‪ ،‬الس ا ااياس ا ااة الجنائية اإلجرائية في التةا ا اريعات االقتص ا ااادية‪ :‬د ارس ا ااة مقارنة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬
‫للنةر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2015 ،‬ص ‪.357‬‬
‫(‪ -)5‬محمد سا ا ااامي الة ا ا اوا‪ ،‬الوسا ا اااطة والعدالة الجنائية‪ :‬اتجاهات حديثة في الدعوع الجنائية‪ ،‬دار النهضا ا ااة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،1997‬ص ‪.130‬‬
‫(‪ -)6‬عادل عيد العال إيراهيم خ ارةااي‪ ،‬التصااالح في جرائم المال العام‪ :‬د ارسااة تحليلية يين القانون الوضااعي والفقو اإلساازمي‪،‬‬
‫دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2016 ،‬ص ‪.13‬‬
‫(‪ -)7‬محمد ين أيي بكر ين عيد القادر الرازي‪ ،‬مختار الصحائ‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.154‬‬
‫‪ -‬مجاد الادين محماد ين يعقوب الفيروز أباادي‪ ،‬القااموس المحيا‪ ،‬تحقيق أنس محماد الة ا ا ا ا ا ا ااامي وزكريااء جااير أحماد‪ ،‬دار‬
‫الحديث للطبع والنةر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2008 ،‬ص ‪.939‬‬

‫‪204‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ويقال أص الح الةاايء‪ :‬أزال فساااده‪ ،‬وأصاالح يينهما‪ ،‬أو ذات يينهما‪ ،‬أو ما يينهما‪ :‬أزال ما يينهما من‬
‫عداوٍة وة ا اقاق‪ ،‬وصا ااالحو‪ :‬صا ااافاه‪ ،‬ويقال ص ا االحو على الةا اايء‪ :‬س ا الك معو مس ا الك المس ا االمة في االتفاق‪،‬‬
‫والصلح انهاء الخصومة(‪.)1‬‬
‫والص االح والتص ااالح والمص ااالحة في اللغة بمعنى واحد‪ ،‬حيث جاء في لس ااان العرب البن منظور أن‬
‫الصلح‪ :‬تصالح القوم يينهم والصلح‪ :‬السلم‪ ،‬وقد اصطلحوا وصالحوا واصلحوا وتصالحوا واصالحوا‪ ،‬بمعنى‬
‫واحد(‪.)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫بمعنى الصلح والمصالحة أو التصالح‪،‬‬ ‫وفي اللغة الفرنسية‪ :‬نجد اصطزئ الصلح ‪Transaction‬‬
‫وكص اافة ‪ Transactionnel‬بمعنى تص ااالحي لو طابع الصا الح والتدسا اوية(‪ ،)4‬ويعر قاموس ‪ Robert‬الص االح‬
‫المتناحرة وبموجبو يقفون عن ص ا ا اراعاتهم"‪ ،‬وفي ذلك يقال‪ :‬إنو‬ ‫بخنو‪ " :‬تصا ا اار بموجبو تتصا ا ااالح األط ار‬
‫عموما في‬
‫ا‬ ‫مهما كانت ةا ا ااروط المصا ا ااالحة سا ا اايئة إال أنها أفضا ا اال من الدعوع العمومية"‪ ،‬ويعر الصا ا االح‬
‫معاجم االص ا ا ااطزحات القانونية بخنو غرامة تؤدع لص ا ا ااالح الخزانة العامة جراء خرق قاعدة قانونية ما‪ ،‬في‬
‫مقايل عدم إقامة الدعوع العمومية(‪.)5‬‬
‫ومن خزل التعريف اللغوي للمص ا ا ا ااالحة سا ا ا ا اواء في المعاجم والقواميس اللغوية العربية أو الفرنس ا ا ا ااية‬
‫يتضح أنها تصب في معنى واحد وهو إنهاء الخصومة بطريقة ودية‪ ،‬عمادها الرضا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المصالحة الجزائية ف القانون‬
‫المزحظ أن التة ا اريعات الجنائية عكس المدنية درجت على عدم وضا ااع تعريف للمصا ااالحة الجزائية‬
‫مكتفية يإيراد أحكامها وتطييقاتها فقا‪ ،‬وهذا بالفعل ما الحظناه على التةا ا اريع الجنائي الجزائري والمص ا ااري‬
‫والفرنساا ا ااي من خزل إجراء مساا ا ااح على مختلف النصاا ا ااوص القانونية لهذه التة ا ا ا اريعات‪ ،‬فلم يرد بخي منهم‬
‫تعريف لهذا النظام اإلجرائي(‪ ،)6‬وييرر بعض الفقو عدم وجود تعريف تةا اريعي للمص ااالحة أو التص ااالح في‬
‫القانون الجنائي بخن المة ا ا ا ا اارع ال يورد تعر ايفا لمص ا ا ا ا ااطلح ما إال إذا كان يحتاج إلى توض ا ا ا ا اايح على خز‬
‫الصلح المدني‬ ‫مصطلح المصالحة الذي يتسم بالوضوئ ومن ثم ال يحتاج إلى تعريف(‪ ،)7‬وهذا على خز‬

‫(‪ -)1‬المعجم الوجيز‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ، 368‬المعجم الوسيا‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.520‬‬
‫(‪ -)2‬اين منظور‪ ،‬لس ااان العرب‪ ،‬تحقيق‪ :‬عيد أ علي الكيير‪ ،‬محمد أحمد حس اان أ‪ ،‬هاة اام محمد الة اااذلي‪ ،‬دار المعار ‪،‬‬
‫القاهرة‪( ،‬د‪ .‬س)‪ ،‬ص ‪.2479‬‬
‫(‪ -)3‬معجم القانون‪ ،‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬الهيئة العامة لةؤون المطابع األميرية‪ ،‬القاهرة‪ ،1999 ،‬ص ‪.367‬‬
‫(‪-)4‬جيور عيد النور‪،‬سهيل إدريس‪ ،‬المنهل‪ :‬قاموس فرنسي‪-‬عربي‪ ،‬ط ‪،7‬دار العلم للمزيين‪،‬ييروت‪-‬لينان‪،1983،‬ص‪.1037‬‬
‫(‪ -)5‬إيمان مصطفى منصور مصطفى‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.195‬‬
‫(‪ -)6‬ليلى قايد‪ ،‬الصلح في جرائم االعتداء على األفراد‪ :‬فلسفتو وصوره وتطييقو في القانون الجنائي المقارن‪ ،‬المرجع السايق‪،‬‬
‫ص‪.27‬‬
‫(‪ -)7‬رامي متولي القاضي‪ ،‬التصالح في قضايا المال العام‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.49‬‬

‫‪205‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫كما ساايق ذكره‪ ،‬والذي عرفو المةاارع الجزائري في المادة ‪ 459‬من القانون المدني الجزائري بخنو‪ " :‬الصاالح‬
‫عقااد ينهي بااو الطرفااان ن از اع اا قااائ ام اا أو يتوقيااان بااو ن از اع اا محتمزا‪ ،‬وذلااك بااخن يتنااازل كاال منهمااا على وجااو‬
‫التبادل عن حقو "(‪ ،)1‬وهو التعريف الذي يتوافق إلى حد بعيد مع ما أورده المةا ا اارع المصا ا ااري ينص المادة‬
‫قائما أو يتوقيان‬
‫اعا ا‬‫‪ 549‬من القانون المدني المصااري ينصااها على أن الصاالح‪" :‬عقد يحساام بو الطرفان نز ا‬
‫اعا محتمزا‪ ،‬وذلك بخن ينزل كل منهما على وجو التقايل عن جزء من ادعائو "(‪ ،)2‬وهو ذات التعريف‬ ‫بو نز ا‬
‫الذي نص عليو المةا اارع الفرنسا ااي في المادة ‪ 2044‬من القانون المدني الفرنسا ااي على أنو‪ " :‬الصا االح عقد‬
‫اعا قد ينةخ‪ ،‬ويجب صياغة هذا‬‫اعا نةخ أو يمنعا نز ا‬
‫ينهي بموجبو الطرفان‪ ،‬من خزل التنازالت المتبادلة‪ ،‬نز ا‬
‫العقد كتابة "(‪ ، )3‬إال أنو ال يمكن بخي حال من األحوال إصااباغ مفهوم الصاالح المدني على المصااالحة في‬
‫المواد الجزائية على اعتبار أن األول يتعلق بفض نزاعات ناةا اائة عن عزقات تعاقدية خاصا ااة أما الثانية‬
‫فتمس في حدود معينة المصا ااالح األسا اااسا ااية للمجتمع كونها إجراء يتعلق بالدعوع العمومية التي هي ملك‬
‫للهيئة االجتماعية(‪.)4‬‬
‫وجدير بالذكر أن المة اارع الجزائري اس ااتعمل مص ااطلح " الص االح " في المس ااائل المدنية ومص ااطلح "‬
‫المصا ااالحة " في المسا ااائل الجزائية(‪ ،)5‬في حين أن المةا اارع المصا ااري اسا ااتعمل مصا ااطلحي " الصا االح " و"‬

‫(‪ -)1‬أمر رقم ‪ ،18-75‬مؤرخ في ‪ 26‬س ا اايتمير س ا اانة ‪ ،1975‬يتض ا اامن القانون المدني‪-‬الجزائري‪-‬معدل ومتمم‪ ،‬ج ر ج‪ ،‬العدد‬
‫‪-78‬السنة ‪ ،-12‬صادرة في ‪ 30‬سيتمير سنة ‪ ،1975‬ص ‪.1017‬‬
‫(‪ -)2‬قانون رقم ‪ 131‬لسانة ‪ ،1948‬يتضامن القانون المدني‪-‬المصاري‪ ،-‬صاادر في ‪ 6‬جويلية ‪ ،1948‬جريدة الوقائع المصارية‬
‫عدد رقم ‪ 108‬مكرر (أ)‪ ،‬صادرة في ‪ 29‬جويلية ‪.1948‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪- "La transaction est un contrat par lequel les parties, par des concessions réciproques, terminent une contestation‬‬
‫‪née, ou préviennent une contestation à naître. Ce contrat doit être rédigé par écrit ", L’article 2044, CCF, Modifié‬‬
‫‪par loi n° 2016-1547 du 18 novembre 2016 de modernisation de la justice du XXIe siècle (1), JORF n° 0269 du‬‬
‫‪19 novembre 2016, texte n° 1.‬‬
‫وغالبا ما تكون مالية‪ ،‬أم المصااالحة‬
‫ا‬ ‫(‪ -)4‬يقوم الصاالح المدني على رغبة طرفيو في حساام النزاع حول المصااالح الخاصااة يهما‬
‫الجزائية فهي قاص ارة على الجرائم التي حددها القانون ويتعلق يها حق المجتمع من خزل الدعوع العمومية أمينة سااماعين‬
‫فراقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.358‬‬
‫(‪ -)5‬المااادة ‪ 6‬من ق إ ج ج‪ ،‬المااادة ‪ 265‬من قااانون الجمااارك‪ ،‬المااادة ‪ 60‬من القااانون رقم ‪ 02-04‬المؤرخ في ‪ 23‬جوان‬
‫‪ ،2004‬المتضا اامن تحديد القواعد المطبقة على الممارسا ااات التجارية ‪ ،‬المرجع السا ااايق ‪ ،‬ص ‪ ،)10‬والمادة ‪ 9‬من األمر رقم‬
‫‪ 22-96‬المؤرخ في ‪ 9‬جويلية ‪ 1996‬المعدل باألمر رقم ‪ 01-03‬المؤرخ في ‪ 19‬فيفري ‪ 2003‬المتعلق بالصا ا ا ا ا ا اار وحركة‬
‫رؤوس األموال من والى الخارج المتمم والمعدل‪ ،‬داود زمورة‪ ،‬الصلح كيديل للدعوع العمومية في التةريع الجزائري‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه علوم في الحقوق‪ ،‬تخصا ا ااص قانون جنائي‪ ،‬جامعة باتنة‪-1-‬الحاج لخضا ا اار‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السا ا ااياسا ا ااية‪ ،‬قسا ا اام‬
‫الحقوق‪ ،2018-2017 ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪206‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫التص ااالح " في قانون اإلجراءات الجنائية(‪ ،)1‬وهنا اليد أن نقف عند الفرق يين هذين المص ااطلحين‪ ،‬فاألول‬
‫ينص اار إلى نظام الص االح الجنائي في الجرائم الواقعة على األفراد‪ ،‬أو ما يعر بالمعنى الض اايق للصا الح‬
‫الجنائي‪ ،‬أما الثاني محل الد ارس ا ا ااة فيراد بو ذات مفهوم نظام المص ا ا ااالحة الجزائية في التةا ا ا اريعين الجزائري‬
‫والفرنسا ا ا ااي‪ ،‬أو ما يعر بالمعنى الواسا ا ا ااع للصا ا ا االح الجنائي(‪ ،)2‬وهما نظامين مختلفين وان كانا يلتقيان في‬
‫العديد من نقاط التة ا ا ااابو(‪ ،)3‬فنظام الص ا ا االح الجنائي يتم يين األفراد وفي جرائم االعتداء عليهم ويتم يتزقي‬
‫إرادتي المتهم والمجني عليو بعد قيام األول يترض ا ااية الثاني وعزج اثار الجريمة التي اقترفها في حقو دون‬
‫نظام المص ااالحة الجزائية أو التص ااالح المنص ااوص عليها في‬ ‫اة ااتراط وجود مقايل مادي‪ ،‬وهذا على خز‬
‫‪ ،‬كسا ا ا ا ا ا اايب من أسا ا ا ا ا ا ااباب‬
‫مكرر من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م والمادة ‪ 6‬من ق إ ج‬
‫اا‬ ‫المادة ‪ 6‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج والمادة ‪18‬‬
‫انقضاء الدعوع العمومية والذي يتعلق بمحاولة فض نزاع يين طرفين أحدهما من أةخاص القانون الخاص‬
‫معنويا وارخر يتمثل في الدولة‪ ،‬هذه األخيرة التي قد تكون ممثلة في إدارة‬
‫ا‬ ‫طييعيا أو‬
‫ا‬ ‫ص ا اا‬ ‫س ا اواء أكان ةا ااخ ا‬
‫ماليا‪ ،‬كما قد تكون ممثلة للمجتمع ونائبة عنو أي النيابة العامة(‪ ،)4‬كما أنهما‬
‫ااديا أو ا‬
‫تحمي مرفاقا اقتصا ا ا ا ا ا ا ا‬
‫يختلفان من حيث أن المقايل في نظام المصا ا ااالحة الجزائية ال يكون إال مادي يحدده النص القانوني ويلتزم‬

‫المتهم يدفعو إلى الجهة المختصة‪ ،‬في حين أن المقايل في نظام الصلح الجنائي يين األفراد قد يكون ا‬
‫ماديا‬
‫معنويا(‪ ،)5‬وما يهمنا بص ا ا اادد بحثنا هذا هو نظام المص ا ا ااالحة الجزائية أو التص ا ا ااالح الذي يعد أحد يدائل‬
‫ا‬ ‫أو‬
‫الدعوع العمومية التقليدية‪.‬‬
‫عدة مصطلحات قريبة من بعضها البعض باعتبار أنها تعتمد على‬
‫أما المةرع الفرنسي فقد استعمل د‬

‫مكررا‪ ،‬مض ااافة بالقانون رقم ‪ 174‬لس اانة ‪ ،1998‬معدلة بالقانون رقم ‪ 74‬لس اانة ‪ ،2007‬المادة ‪18‬‬‫ا‬ ‫(‪ -)1‬التصييالح‪ :‬المادة ‪18‬‬
‫مكرر " ب" والتي تجيز التص ا ااالح في جرائم العدوان على المال العام أض ا اايفت بالقانون رقم ‪ 16‬لس ا اانة ‪ ،2015‬أما الصيييلح‪:‬‬
‫اا‬
‫مكرر " أ "مضافة بالقانون رقم ‪ 174‬لسنة ‪ ،1998‬معدلة بالقانون رقم ‪ 145‬لسنة ‪.2006‬‬
‫اا‬ ‫المادة ‪18‬‬
‫(‪ -)2‬منصور عيد السزم عيد الحميد حسان العجيل‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫(‪ -)3‬كز النظامين ال ينعقدان إال باالتفاق يين إرادتين س اواء تمثل ذلك بالتقاء إرادة المجني عليو وارادة المتهم كفردين عاديين‬
‫في الصلح في الجرائم الواقعة على األفراد‪ ،‬أم بالتقاء إرادة الجهة اإلدارية المجني عليها‪-‬كسلطة عامة‪-‬وارادة الجاني المخالف‬
‫للقانون ‪ ،‬كما أنهما ية ااتركان في الحكمة من وراء إقرار كزا منهما‪ ،‬فهي واحدة تتمثل في تخفيف العبء عن كاهل القض اااء‬
‫عاديا كان أم سا االطة عامة‪-‬من جهة ومصا االحة الجاني من جهة أخرع‪ ،‬كما‬
‫فردا ا‬‫وتحقيق التوازن يين مصا االحة المجني عليو‪ -‬ا‬
‫النزاع في تحديد الجرائم التي يطيق عليها كز النظامين‪ ،‬فالقانون وحده هو الذي يحدد هذه الجرائم على‬ ‫أنو ال دخل ألط ار‬
‫س ااييل الحص اار‪ ،‬فض ااز عن ذلك فإن األثر المترتب على كز النظامين واحد وهو انقض اااء الدعوع في أي مرحلة من مراحل‬
‫سيرها‪ ،‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ص ‪.405-404‬‬
‫(‪ -)4‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫(‪ -)5‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.406‬‬

‫‪207‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ميدأ واحد يتمثل في الرضائية ‪ Consensualisme‬في تسوية المنازعات بخةكال مختلفة(‪ ،)1‬إال أن كل واحد‬
‫منها يعير عن نظام لو ذاتيتو الخاصة بو فاستخدم مصطلح واحد للتعيير عن المصالحة سواء في المواد‬
‫(‪)2‬‬
‫أو المادنياة وهو ‪ ،Transaction‬فااإلنهااء االتفااقي للنزاع يطلق علياو مصا ا ا ا ا ا ااطلح ‪،Transaction‬‬ ‫الجزائياة‬
‫ويطلق علياو البعض مصا ا ا ا ا ا ااطلح التوفيق ‪ ،Conciliation‬غير أن هاذا المصا ا ا ا ا ا ااطلح األخير ينتمي لقاانون‬
‫اإلجراءات المدنية‪ ،‬وباألدق فهو مصا ا ااطلح ذو طييعة إجرائية‪ ،‬أما مصا ا ااطلح ‪ Transaction‬فهو ذو طييعة‬
‫عقدية‪ ،‬يجد جذوره في القانون المدني(‪ ،)3‬فخصا ا ا اال المصا ا ا ااالحة يغلب عليها الطابع المدني(‪ ،)4‬إذ ترجع إلى‬
‫في المنازعات‬ ‫نص المادة ‪ 2044‬من القانون المدني الفرنسي(‪ ،)5‬فالمصطلح األول ‪ Conciliation‬معرو‬
‫االجتمااعياة والتجاارياة‪ ،‬أماا الثااني ‪ Transaction‬فيسا ا ا ا ا ا ااتخادم في نطااق القاانون المادني وقاانون اإلجراءات‬
‫المدنية– المرافعات‪ -‬وكذلك في قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬وفي مواد الضرائب والجمارك ‪ ،...‬وقد استعمل‬
‫الفقو الجنائي الفرنسي مصطلح ‪ Transaction‬منذ عام ‪.)6(1945‬‬

‫فالفرق يين المصا ا ااطلحات يكون ا‬


‫تبعا لنوع النظام الذي ينص عليو التة ا ا اريع الفرنسا ا ااي فالمصا ا ااالحة‬
‫‪ ،‬والتسا ا ا ا ا ااوية الجزائية ‪La composition‬‬ ‫الجزائية ‪ Transaction pénale‬واردة ينص المادة ‪ 6‬من ق إ ج‬
‫‪ ،‬والوس ا ا اااطة الجزائية ‪ médiation pénale‬في نص المادة‬ ‫‪ Pénale‬واردة ينص المادة ‪ 2-41‬من ق إ ج‬
‫(‪.)7‬‬ ‫‪ 1-41‬من ق إ ج‬
‫وبذلك يكون المة ا ا اارع الفرنس ا ا ااي قد اس ا ا ااتخدم مص ا ا ااطلح ‪ Transaction‬للتعيير عن نظام الص ا ا االح أو‬
‫المةا ا ا ا اارع الجزائري الذي ميز يين‬ ‫المصا ا ا ا ااالحة في المادة المدنية والجزائية على حد الس ا ا ا ا اواء‪ ،‬على خز‬
‫المسائل المدنية حيث استعمل مصطلح الصلح‪ ،‬والمسائل الجزائية حيث نجده استخدم مصطلح المصالحة‬
‫للتعيير عن الصا االح في المواد الجزائية الواردة في القوانين الخاصا ااة‪ ،‬ومصا ااطلح الصا االح في جرائم القانون‬
‫العام الواردة في قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬مثلما فعل المة اارع المص ااري عندما أخذ بمص ااطلح الص االح في‬
‫القانون المدني– على غرار كل من المة ا اارع الجزائري والفرنس ا ااي‪ -‬إال أنو ميز هو ارخر يين مص ا ااطلحين‬
‫مكرر " أ‬
‫اا‬ ‫في المواد الجزائية حيث اعتمد مص ااطلح الص االح في الجرائم الواقعة يين األفراد ينص المادة ‪18‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- Jean-Baptiste Perrier, La transaction en matière pénale, Bibliothèque des Science Criminelle, Tome 61, LGDJ,‬‬
‫‪L’extenso édition, France, 2014, P 3.‬‬
‫‪ ،‬المادة ‪ 350‬من قانون الجمارك الفرنسي‪ ،‬المادة ‪ 216-14‬من قانون الييئة‪ …،‬ينظر‪:‬‬ ‫(‪ -)2‬المادة ‪ 6‬من ق إ ج‬
‫‪-Sarah-Marie Cabon, La négociation en matière pénale, thèse pour le doctorat en droit(Ecole Doctorale de Droit-‬‬
‫‪E.D.41), Spécialité droit privé et sciences criminelles, Université BORDEAUX, France, 2014, pp. 353-354.‬‬
‫(‪ -)3‬محمد حكيم حسين حكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫(‪ -)4‬رأفت عيد الفتائ حزوة‪ ،‬الصلح في المواد الجنائية‪ :‬دراسة مقارنة بالةريعة اإلسزمية‪( ،‬ددن)‪ ،‬مصر‪ ،2003 ،‬ص‪.10‬‬
‫)‪(5‬‬
‫‪- Jacques Faget, " La double vie de la médiation ", Revue Droit et société, N° 29, 1995, p 34.‬‬
‫(‪ -)6‬محمد حكيم حسين حكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫(‪ -)7‬داود زمورة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.31-30 .‬‬

‫‪208‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫مكرر(‪ ،)2‬فز المةا اارع‬


‫اا‬ ‫"(‪ ،)1‬وأخذ بمصا ااطلح التصا ااالح في الجرائم الواقعة يين الفرد والدولة ينص المادة ‪18‬‬
‫الجزائري اس ااتخدم مص ااطلح التص ااالح‪ ،‬كما لم يس ااتخدم نظيره المص ااري مص ااطلح المص ااالحة‪ ،‬عكس بعض‬
‫التةا اريعات العربية التي اس ااتخدمت مص ااطلح المص ااالحة منها التةا اريع األردني والكويتي(‪ ،)3‬والباحث يخخذ‬
‫في هذه الد ارسا ااة بما أخذ بو المةا اارع الجزائري لتوحيد المصا ااطلحات‪ ،‬وألن الصا االح بالمفهوم المتقدم يتسا ااق‬
‫أكثر مع لفظ أو تعيير تصالح أو مصالحة فهذا المصطلح األخير يوحي مباةرة بضرورة توافق طرفين(‪.)4‬‬
‫ثالثا‪ :‬تعريف القضا للمصالحة الجزائية‬
‫تعتير أحكام القض ا ا اااء المزذ األمثل للحص ا ا ااول على المفاهيم التي قص ا ا اارت النص ا ا ااوص التةا ا ا اريعية‬
‫الجزائية عن تقديمها(‪ ،)5‬إال أنو على المستوع القضائي فإن المحكمة العليا في الجزائر لم تعر المصالحة‬
‫الجزائية(‪ ،)6‬على غرار نظيرتها محكمة النقض الفرنسااية التي تخلوا من أي ق اررات تعطي تعر ايفا للمصااالحة‬
‫ما قامت بو محكمة النقض المص ا ا ا ا ا ا ارية والتي عرفتها في حكم لها بخنها‪ " :‬بمثابة‬ ‫الجزائية(‪ ،)7‬على خز‬
‫نزول من الهيئة االجتماعية عن حقها في الدعوع الجنائية مقايل الجعل الذي قام عليو الصلح ويحدث أثره‬
‫بقوة القانون‪ ،‬مما يقتضا ا ا ا ااي من المحكمة إذا تم التصا ا ا ا ااالح أثناء نظر الدعوع أن تحكم بانقضا ا ا ا اااء الدعوع‬
‫وجوبا وقف تنفيذ العقوبة‬
‫ا‬ ‫الجنائية‪ ،‬أما إذا تراخى إلى ما بعد الفص ا اال في الدعوع الجنائية فإنو يترتب عليو‬
‫الجنائية المقضي يها "(‪.)8‬‬
‫وقد كان هذا التعريف محزا للنقد على اعتبار أن محكمة النقض المص ا ا ا ا ا ا ارية يدأت تعريفها بعبارة "‬
‫نزول" وعلى ما ييدو أنها تخثرت ينص المادة ‪ 549‬من القانون المدني المصا ا ا ا ااري التي جاء يها‪":‬وذلك بخن‬
‫ينزل كل منهما على وجو التقايل عن جزء من ادعائو"(‪،)9‬حيث أن التعريف الس ا ااايق رتب على المص ا ااالحة‬
‫عموما ال يحدث أثره نتيجة‬
‫ا‬ ‫تنازل الدولة عن حقها في الدعوع العمومية‪ ،‬والواقع أن المص ا ا ا ااالحة والص ا ا ا االح‬

‫(‪ -)1‬مضافة بالقانون رقم ‪ 174‬لسنة ‪ ،1998‬معدلة بالقانون رقم ‪ 145‬لسنة ‪.2006‬‬
‫(‪ -)2‬مضافة بالقانون رقم ‪ 174‬لسنة ‪ ،1998‬معدلة بالقانون رقم ‪ 74‬لسنة ‪.2007‬‬
‫(‪ -)3‬داود زمورة‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫(‪-)4‬وهو الرأي الذي ذهب إليو رأي في الفقو المص ا ا ا ااري ‪ ،‬يحي إيراهيم علي‪ ،‬الص ا ا ا االح والتصاا ا ا ااالح وثمن الجريمة‪ :‬تطييقات‪،‬‬
‫إةكاالت‪ ،‬إف ارزات عجيبة‪ ،‬دار الفكر القانوني للنةر والتوزيع‪ ،‬طنطا‪ ،‬مصر‪ ،2010 ،‬ص ‪.8‬‬
‫(‪ -)5‬أمينة سماعين فراقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.359‬‬
‫(‪ -)6‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫(‪ -)7‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫(‪ -)8‬نقض ‪16‬و‪12‬و‪ ،1963‬مجموعة أحكام النقض‪ ،‬س ‪ ،14‬رقم ‪ ،166‬ص ‪ ،927‬نقز عن‪:‬سامح أحمد توفيق عيد النيي‪"،‬‬
‫الصلح في الدعوع الجنائية "‪ ،‬مجلة كلية الةريعة والقانون‪-‬جامعة األزهر‪ ،‬مصر‪،‬المجلد ‪،21‬العدد ‪،5،2019‬ص ‪.4226‬‬
‫(‪ -)9‬محمد حكيم حسين حكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.34‬‬

‫‪209‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫تنازل الدولة عن الدعوع العمومية ولكن لتنازلها عن حقها في العقاب ‪،‬إذ جعلت هذا الحق ا‬
‫(‪)1‬‬
‫معلقا على‬
‫ةا ا اارط وهو المصا ا ااالحة‪،‬فإن تمت هذه األخيرة يسا ا ااقا حق الدولة في العقاب‪،‬وان لم تتم واصا ا االت إجراءات‬
‫الدعوع العمومية(‪ ،)2‬لذا يرع بعض الفقو أن تعريف المص ااالحة يجب أن ييرز أثر المص ااالحة على أس اااس‬
‫تنازل الدولة عن حقها في العقاب وليس على أسا ا ا ا اااس تنازل الدولة عن الدعوع العمومية‪ ،‬حتى وان كانت‬
‫الدعوع العمومية هي وس ا اايلة الدولة في اقتض ا اااء العقاب‪ ،‬ذلك أن حق الدولة في اقتض ا اااء العقاب هو حق‬
‫موضا ا ا ا ا ا ااوعي مضا ا ا ا ا ا اامونو تمكين الدولة من تنفيذ ارثار القانونية التي يرتيها قانون العقوبات على مرتكب‬
‫الجريمة‪ ،‬أما الحق في الدعوع فهو حق إجرائي مضا اامونو تمكين الدولة من اللجوء إلى القضا اااء للحصا ااول‬
‫على حكم يثيت أو ينفي وجود حقها الموضوعي في عقاب المتهم وفقا للقانون(‪.)3‬‬
‫رابعا‪ :‬تعريف الفقه القانون للمصالحة الجزائية‬
‫النص ا ا ا اوص‬ ‫لم تتضا ا ا اامن النصا ا ا ااوص القانونية العقايية أي تعريف للمصا ا ا ااالحة الجزائية على خز‬
‫ونظر لقصا ااور التعريف القضا ااائي لها‪ ،‬تولد فراغ فيما يتعلق يتحديد تعريف جامع مانع للمصا ااالحة‬
‫اا‬ ‫المدنية‪،‬‬
‫الجزائيااة‪ ،‬مااا دفع الفقهاااء كاال حساا ا ا ا ا ا ااب المنطق الااذي ينطلق منااو وزاويااة النظر التي ينظر منهااا لتعريف‬
‫المصالحة الجزائية‪ ،‬األمر الذي انعكس على تعدد تعاريف هذه األخيرة‪ ،‬نذكر من أهمها‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫بخنها‪ ":‬المص ا ا ا ا ااالحة الية قانونية مذهلة لتساا ا ا ا ااوية‬ ‫بالنساا ا ا ا اابة للفقو الفرنساا ا ا ا ااي‪ ،‬فيعرفها البعض منو‬
‫المنازعات‪ ،‬تخضا ا ا ا ااع إلرادة الطرفين الوحيدة‪ ،‬تتيح هذه ارلية لهما وضا ا ا ا ااع حد للنزاع القائم يينهما بةا ا ا ا ااكل‬
‫(‪)5‬‬
‫تخثر يتعريف الصا ا ا ا ا ا االح المدني ينص المادة‬
‫اا‬ ‫تماما كما يقرره الحكم القضا ا ا ا ا ا ااائي"‪ ،‬وعرفها البعض‬
‫نهائي‪ ،‬ا‬
‫‪ 2044‬من القانون المدني الفرنسااي‪ ،‬بخنها‪ " :‬التصاار الذي يتم بموجبو الت ارضااي‪ ،‬والت ارضااي يساتلزم تنازل‬
‫الوبا إلنهاء النزاع بص ا اافة ودية‪ ،‬ويتكون على ذلك من ركنين أولهما الموافقة الودية أو‬
‫األط ار ‪ ،‬ويعتير أس ا ا ا‬
‫الرضائية‪ ،‬وثانيهما التنازالت"‪.‬‬
‫فيما يرع البعض ارخر(‪)6‬من الفقو الفرنس ا ا ا ااي أن التعريف المقترئ للمص ا ا ا ااالحة الجزائية هو‪ " :‬اتفاق‬

‫(‪ -)1‬طو أحمد محمد عيد العليم‪ ،‬الصا ا ا ا ا ا االح الجنائي في القانون المصا ا ا ا ا ا ااري طبقا رخر تعديزتو‪ ،‬ط ‪ ،3‬نادي القضا ا ا ا ا ا اااة‪،‬‬
‫مصر‪ ،2017،‬ص‪.7‬‬
‫(‪ -)2‬منى محمد يلو حسا ا ااين‪"،‬الصا ا االح الجزائي في ضا ا ااوء القانون والة ا ا اريعة"‪ ،‬مجلة الرافدين للحقوق‪ ،‬المجلد ‪ ،17‬العدد ‪،60‬‬
‫‪ ،2014‬ص‪231‬‬
‫(‪ -)3‬محمد سزمة يني طو‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.81-80‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪- " La transaction est un instrument juridique étonnante, Soumis à la seule volonté des parties, ce mécanisme leur‬‬
‫‪permet de mettre un terme à leur différend et ce de façon définitive, comme le ferait le jugement ", jean-Baptiste‬‬
‫‪Perrier, La transaction en matière pénale, Op-Cit, p 1.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫‪- Le page-Seznec (B): Les transactions en droit pénale, thèse, paris (3) X, 1995, p 15.‬‬
‫مةار إليو لدع‪ :‬محمد حكيم حسين حكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪- " Un accord entre une personne susceptible de faire l’objet de poursuites et une autorité légalement investie du‬‬
‫)‪(6‬‬

‫‪droit d’engager celles-ci, au terme duquel l’acceptation et la réalisation des mesures proposées par la seconde à la‬‬

‫‪210‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫يين ة ا ا ااخص من المرجح أن يكون موض ا ا ااوع دعوع(متابعة)‪ ،‬وس ا ا االطة مخولة ا‬
‫قانونا بالحق في تحريك هذه‬
‫الدعوع‪ ،‬بحيث يؤدي قيول وتنفيذ التدايير المقترحة من الثاني إلى األول إلى انقضاء الدعوع العمومية "‪.‬‬
‫والواقع أن هذا التعريف وان كان ص اااحبو قد وفق فيو إلى حد بعيد‪ ،‬حيث أص اااب في اة ااتمالو على‬
‫المصا ا ااالحة وةا ا ااروطها من قيول وتنفيذ محل االتفاق وارثار المترتبة على هذا اإلجراء‪ ،‬إال أنو‬ ‫كل أط ار‬
‫تعوزه الدقة فيما يتعلق بمص ا ااطلح " التدايير ‪ ،" mesures‬حيث أنو من ة ا ااخن هذا المص ا ااطلح أن يجمع كل‬
‫النظم التصالحية األخرع المتةايهة مع المصالحة الجزائية في تعريف واحد(‪ ،)1‬على غرار التسوية الجزائية‬
‫والوساطة الجزائية‪.‬‬
‫المص ا ااالحة الجزائية‪ ،‬أو الصا ا االح يوجو عام بخنها‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫أما بالنسا ا اابة للفقو الجزائري فيعر البعض منو‬
‫(‪)3‬‬
‫بااخنهااا‪ ":‬إجراء يتم‬
‫تسا ا ا ا ا ا ااويااة لنزاع بطريقااة وديااة "‪ ،‬وهو تعريف موجز جا اادا‪ ،‬فيمااا يعرفهااا البعض ارخر‬
‫معينا للطر عارض‬ ‫بمقتض ا ا اااه انقض ا ا اااء الدعوع العمومية من غير أن ترفع على المتهم إذا ما دفع ا‬
‫ميلغا ا‬
‫المصالحة في مدة محددة "‪ ،‬والواقع أن هذا التعريف قصر إجراء المصالحة قيل تحريك الدعوع العمومية‪،‬‬
‫إال أنو يمكن إجرائها بعد تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬كما أنو أورد مصا ا ااطلح " المتهم " وفي هذه الحالة التي‬
‫يتناولها التعريف أي قيل تحريك الدعوع العمومية س ا ا اامي المتصا ا ا االح معو مخالف‪ ،‬أما بعد تحريك الدعوع‬
‫العمومية سمي متهم‪.‬‬
‫بخنها‪ " :‬ذلك اإلجراء الذي يجوز عرض ااو من قيل الجهات‬ ‫(‪)4‬‬
‫أما الفقو المص ااري فيعرفها البعض منو‬
‫المختص ا ا ااة‪-‬إذا ما رأت ذلك‪ -‬والذي يحق للمتهم رفض ا ا ااو أو قيولو‪-‬حس ا ا اابما يتراءع لو‪ -‬والذي يترتب عليو‬
‫حال قيولو انقضا ا ا ا اااء الدعوع الجنائية يدفع ميلغ التصا ا ا ا ااالح دونما تخثير على الدعوع المدنية "‪ ،‬كما عرفها‬
‫(‪)5‬‬
‫بخنها‪ " :‬اتفاق يين جهة اإلدارة المجني عليها في بعض الجرائم وبين المتهم من ةا ا ا ااخنو أن يوفق‬ ‫البعض‬
‫أنها‪ " :‬اإلجراء الذي بمقتضا اااه تعرض‬ ‫(‪)6‬‬
‫يين مصا االحة هذه اإلدارة ومصا االحة المجتمع "‪ ،‬فيما يرع البعض‬
‫الجهة‪-‬التي حددها القانون‪ -‬إنهاء اإلجراءات القضااائية في جرائم محددة ا‬
‫قانونا في مقايل دفع الجاني ميلغ‬
‫مالي ويترتب على سداد هذا المقايل انقضاء الدعوع الجنائية "‪.‬‬

‫‪première éteint l’action publique", Sarah-Marie Cabon, Op-Cit, p 37, et: Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-‬‬
‫‪Cousquer, Op-Cit, p 745.‬‬
‫(‪ -)1‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫(‪ -)2‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫(‪ -)3‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬اإلجراءات الجزائية في التةريع الجزائري والمقارن‪ ،‬ط ‪ ، 2‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.220‬‬
‫(‪ -)4‬مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫(‪ -)5‬أنيس حس اايب الس اايد المحزوي‪ ،‬الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية‪ :‬د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو‬
‫اإلسزمي‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫(‪ -)6‬رامي متولي القاضي‪ ،‬التصالح في قضايا المال العام‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.50‬‬

‫‪211‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫(‪)1‬‬
‫بخنها‪ " :‬أسا االوب إلنهاء المنازعات بطريقة ودية أو إجراء يتم عن طريق الت ارضا ااي‬ ‫وعرفها البعض‬
‫عن الجريمة يين المجني عليو ومرتكيها "‪ ،‬يراد بالمجني عليو هنا الض ا ااحية بمفهومو الواس ا ااع الذي ية ا اامل‬
‫الةخص الطييعي والمعنوي‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫إلى أن المصالحة‪" :‬تعيير عن إرادة فردية تتلقاه وتؤكد صحتو السلطة اإلدارية‬ ‫فيما ذهب البعض‬
‫المختصا ااة‪ ،‬ويعني تخلي الفرد عن الضا اامانات القضا ااائية التي قررها المة ا ارع بصا اادد الجريمة التي ارتكيها‬
‫محقاقا يذلك أيض ا ا ا ا ااا تخلي الدولة عن حقها في العقاب وتنقض ا ا ا ا ااي يذلك الجريمة "‪ ،‬ييد أن جانب من الفقو‬
‫ينتقد هذا الرأي على سااند من القول بخن فكرة تخلي األفراد عن الضاامانات القضااائية عند إجراء المصااالحة‬
‫أو التصالح يعني التخلي عن الحقوق الجنائية الدستورية التي تقررها الدساتير المختلفة‪ ،‬وهو أمر ال يملكو‬
‫(‪)3‬‬
‫تبعا لمص ا االحتو‬
‫المتهم ليملك بالتالي التنازل عنو ‪ ،‬فلهذا األخير الخيار يين قيول المص ا ااالحة أو رفض ا ااها ا‬
‫الةااخصااية‪ ،‬فيقيلها إذا رجح جانب اإلدانة لما تحققو لو المصااالحة من مزايا‪ ،‬ولو رفضااها إذا رجح اليراءة‪،‬‬
‫تجنبا للمسا ا ا ا ا اااس األديي بو من وقوفو موقف المتهم أمام السا ا ا ا ا االطات‬
‫يل وقد يقيلها حتى في الحالة األخيرة ا‬
‫القض ا ا ا ا ا ااائية(‪ ،)4‬كما أن هناك خلا في هذا التعريف يين انقض ا ا ا ا ا اااء الجريمة وانقض ا ا ا ا ا اااء الدعوع العمومية‪،‬‬
‫فالجريمة ال تنقضي بالصلح أو التصالح‪ ،‬يل تظل المسؤولية الجزائية قائمة(‪.)5‬‬
‫أن المص ا ااالحة‪ " :‬اتفاق يين ص ا اااحب الس ا االطة اإلجرائية في مزحقة‬ ‫(‪)6‬‬
‫في حين يرع البعض ارخر‬
‫الجاني‪ ،‬يترتب عليو إنهاء سير الدعوع الجنائية‪ ،‬ةريطة قيام األخير يتنفيذ تدايير معينة "‪.‬‬
‫جانبا اخر من الفقو(‪)7‬يرع أنها‪" :‬عقد رض ا ا ااائي يين طرفين‪ ،‬هما جهة اإلدارة المختص ا ا ااة من‬
‫ييد أن ا‬
‫ناحية‪ ،‬والمتهم من ناحية أخرع‪ ،‬وبموجبو تتنازل جهة اإلدارة عن طلب رفع الدعوع الجنائية مقايل دفع‬

‫(‪-)1‬أحمد محمد محمود خلف‪ ،‬الصاالح وأثره في انقضاااء الدعوع الجنائية وأحوال بطزنو‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسااكندرية‪،‬‬
‫مصر‪ ،2008 ،‬ص ‪.12‬‬
‫(‪ -)2‬عيد الحميد الة ا اواربي‪ ،‬الجرائم المالية والتجارية‪ ،‬منةا ااخة المعار ‪ ،‬اإلسا ااكندرية‪ ،‬مصا اار‪ ،1996 ،‬ص ‪ ،213‬مةا ااار إليو‬
‫لدع‪ :‬عادل عيد العال إيراهيم خراةي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫(‪ -)3‬فايز عيد الحميد عيد أ الس االيحات‪ ،‬الص االح في حل المنازعات الجزائية‪ :‬د ارس ااة مقارنة يين التةا اريع األردني والتةا اريع‬
‫المصري والتةريع اإلنجليزي‪ ،‬أطروحة دكتوراه الفلسفة في القانون العام‪ ،‬جامعة عمان العربية‪ ،‬كلية القانون‪ ،2010،‬ص ‪.9‬‬
‫(‪ -)4‬أنيس حس اايب الس اايد المحزوي‪ ،‬الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية‪ :‬د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو‬
‫اإلسزمي‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫(‪ -)5‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫(‪ -)6‬أس ااامة حس اانين عييد‪ ،‬الص االح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ :‬ماهيتو والنظم المرتبطة بو‪-‬د ارس ااة مقارنة‪ ،-‬رس ااالة دكتوراه‪،‬‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫(‪ -)7‬نييل لوقا يباوي‪ ،‬جرائم تهريب النقد ومكافحتها‪ ،‬رسا ااالة دكتوراه‪ ،‬أكاديمية الةا اارطة‪ ،‬سا اانة ‪ ،1992‬ص ‪ ،226‬مةا ااار إليو‬
‫لدع‪ :‬عيد اللطيف أيو دربالة عيد الفاضل األزرق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.24‬‬

‫‪212‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المخالفة أو الجعل المحدد في القانون كتعويض وتنازلو عن المضيوطات"‪ ،‬إال أن هذا االتجاه ال يخلوا من‬
‫مدنيا والميلغ المالي‬
‫عقدا ا‬
‫الخلا يين النزاع المدني والخصومة الجزائية‪ ،‬على اعتبار المصالحة أو التصالح ا‬
‫تعويضا(‪.)1‬‬
‫ا‬ ‫الذي يدفعو المتهم‬
‫كما يعرفها البعض بخنها‪" :‬عمل إجرائي إ اردي يجوز بمقتضاه أن تعرضو الجهات المختصة‪ ،‬ويحق‬
‫للمتهم طلبو أو رفضاو أو قيولو‪ ،‬ويترتب عليو انقضااء سالطة الدولة في العقاب في مقايل دفع المتهم ميل اغا‬
‫من المال‪ ،‬وذلك في جرائم حددها المةرع على سييل الحصر لتحقيق الصالح العام"(‪.)2‬‬
‫وبعد هذا العرض لتعريف المص ا ا ااالحة الجزائية‪ ،‬يتض ا ا ااح للباحث مدع ص ا ا ااعوبة إيجاد تعريف جامع‬
‫مانع لهذا اإلجراء‪ ،‬ومع ذلك يمكن للباحث أن يستنبا تعريف مقترئ للمصالحة الجزائية مفاده أنها ‪ " :‬الية‬
‫قانونية رض ا ا ا ا ااائية يديلة عن الدعوع العمومية أو االس ا ا ا ا ااتمرار فيها لتس ا ا ا ا ااوية المنازعات بطريقة ودية‪ ،‬تتيح‬
‫قانونا بالمص ا ا ا ا ااالحة‪-‬االتفاق على وض ا ا ا ا ااع حد للنزاع القائم‬
‫لطرفيها‪-‬المخالف أو المتهم والس ا ا ا ا االطة المخولة ا‬
‫ماليا‪ ،‬يترتب عنها انقضاء الدعوع العمومية "‪.‬‬ ‫ميلغا ا‬‫يينهما‪ ،‬متى دفع األول للثاني ا‬
‫ويتضح لنا أن عناصر التعريف تتمثل ف ‪:‬‬
‫فقولنا‪ :‬آلية قانونية‪ :‬باعتبارها طريقة أو أداة تخضا ا ااع للقانون اسا ا ااتثناء على ميدأ عدم جواز التنازل‬
‫ار في الحاالت التي ينص عليها القانون صاراحة (المادة ‪ 6‬من ق إ‬ ‫عن الدعوع العمومية‪ ،‬فهي جائزة حص اا‬
‫عاما النقض اااء‬
‫ايبا ا‬
‫ج ج‪ ،‬المادة ‪ 6‬من ق إ ج ‪ ،‬المادة ‪ 1‬من ق إ ج م)‪ ،‬لذا فإن هذه ارلية ال تة ااكل س ا ا‬
‫ايبا إجرائيا خاص ا ااا النقض ا اااء الدعوع العمومية وفي ذات الوقت إحدع وس ا ااائل حل‬
‫الدعوع العمومية يل س ا ا ا‬
‫المنازعات بالطرق اليديلة في المواد الجزائية(‪.)3‬‬
‫وقولنا‪ :‬رضييائية‪ :‬ية ااير إلى حق الس االطة المتمثلة في اإلدارة أو النيابة العامة في حاالت معينة في‬
‫اللجوء إلى إجراء المصالحة الجزائية‪ ،‬وحرية المتصالح معها في الخيار يين قيول عرض المصالحة‪-‬وذلك‬
‫يتسا ااديد ميلغ الغرامة‪-‬أو رفضا ااو وتفضا اايل السا ااير في إجراءات الخصا ااومة الجزائية التقليدية‪ ،‬كل ذلك يناء‬
‫على المصلحة التي يحققها هذا اإلجراء لكل طر ‪.‬‬
‫أما قولنا‪ :‬بديله عن الدعوى العمومية أو االسيييييييييتمرار فيها‪ :‬نيين من خزلو طييعة هذا اإلجراء‪،‬‬
‫كون المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية تنهي الدعوع العمومية بغير الطريق الطييعي إلنهائها وأنها جائزة ق يل تحريك‬

‫(‪ -)1‬أنيس حس اايب الس اايد المحزوي‪ ،‬الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية‪ :‬د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو‬
‫اإلسزمي‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫(‪ -)2‬أحمد محمد يراك‪ ،‬العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية المعاصرة‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬المرجع السايق‪،‬‬
‫ص‪.597‬‬
‫(‪ -)3‬أس ااامة حس اانين عييد‪ ،‬الص االح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ :‬ماهيتو والنظم المرتبطة بو‪-‬د ارس ااة مقارنة‪ ،-‬رس ااالة دكتوراه‪،‬‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.8‬‬

‫‪213‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الدعوع العمومية حيث تحقق معنى اليديل بمعناه الدقيق‪ ،‬كما أنها جائزة بعد تحريك الدعوع العمومية يل‬
‫وحتى بعد صدور الحكم‪.‬‬
‫أما عن قولنا‪ :‬تسوية المنازعات بطريقة ودية‪ :‬فنؤكد من خزلو على طابعها الرضائي على خز‬
‫الطابع القسري لإلجراءات الجزائية المعتادة‪.‬‬
‫المص ا ا ااالحة والمتمثلين في المخالف أو المتهم والس ا ا االطة‬ ‫كما أن هذا التعريف ييين يوض ا ا ااوئ أط ار‬
‫قانونا يإجراءاتها والمتمثلة في اإلدارة او النيابة العامة‪.‬‬
‫المخولة ا‬
‫وقولنا‪ :‬االتفاق عل وضيييييييييع حد للنزاع القائم بينهما‪ :‬يراد من خزلو القول أن أي اتفاق ييرم يين‬
‫نهائيا للنزاع‪ ،‬األمر الذي يعكس فعالية‬ ‫حدا ا‬ ‫الطرفين ليس بالض اارورة يكون مص ااالحة‪ ،‬وانما يجب أن يض ااع ا‬
‫هااذا اإلجراء ودوره في التخفيف من حاادة أزمااة العاادالااة الجزائيااة‪ ،‬كمااا ييين أنااو ييرم دون تاادخاال طرفااا ثااالثاا‬
‫طا‪ ،‬وذلك من خزل تنازالت يقدمها كل طر (‪.)1‬‬ ‫محكما أو وسي ا‬
‫ا‬ ‫قاضيا أو‬
‫ا‬ ‫سواء كان‬
‫ماليا‪ :‬فنيين من خزلو طييعة المقايل في المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية والتي يميزها عن‬
‫أما قولنا‪ :‬مبل ًغا ً‬
‫معنويا‪ ،‬وفي التسااوية الجزائية والذي قد يكون‬
‫ا‬ ‫طييعة المقايل في الوساااطة الجزائية والذي قد يكون ا‬
‫ماديا أو‬
‫أي تديير اخر بما في ذلك أداء عمل‪.‬‬
‫أخيرا‪ :‬قولنا‪ :‬انقضا الدعوى العمومية‪ :‬ييين األثر المترتب على المصااالحة الجزائية كإجراء يديل‬
‫و ً‬
‫إلى تبسيا اإلجراءات الجزائية‪.‬‬ ‫يهد‬
‫الفرع الثالث‪ :‬سمات المصالحة الجزائية‬
‫نظر لإلجراءات المعق اادة ‪Procédures‬‬
‫دفع اات الرغب ااة إلى تخفيف الع اابء على المح اااكم الجزائي ااة اا‬
‫‪ Complexes‬المة اارع إلى إنة اااء نظام المص ااالحة في إطار إدارة الدعوع العمومية ‪En mode de gestion‬‬
‫‪ ،)2(de l’action publique‬ويعتير هااذا النظااام من أقاادم اإلجراءات اليااديلااة(‪ ،)3‬أجااازهااا القااانون في نوع من‬
‫الجرائم للحد من إطالة اإلجراءات(‪ ،)4‬في إطار ما يعر بالرضا ا ا ا ا ا ااائية وبمقايل يؤديو المخالف أو المتهم‬
‫نظير هذه التس ا ا ااوية‪ ،‬األمر الذي يميز المص ا ا ااالحة الجزائية يخص ا ا ااائص عن غيرها من اإلجراءات المنهية‬

‫للدعوع العمومية‪ ،‬تتمثل ا‬


‫أساسا في‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪- Jean-Baptiste Perrier, La transaction en matière pénale, Op-Cit, p 3.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪- Rozenn CREN, Poursuites et sanction en droit pénal douanier, Thèse de doctorat en droit privé, spécialité: droit‬‬
‫‪pénale, Université panthéon-Assas, France, 2011, p 249.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪- Sarah-Marie Cabon, Op-Cit, p 353.‬‬
‫(‪ -)4‬معتز الس اايد الزهري‪ ،‬نحو تخص اايل نظرية عامة للعدالة الرض ااائية‪ :‬د ارس ااة تخص اايلية تحليلية فلس اافية مقارنة‪ ،‬دار النهض ااة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2018 ،‬ص ‪.16‬‬

‫‪214‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫أوال‪ :‬الرضائية أساس المصالحة الجزائية‬


‫(‪)1‬‬
‫تستند المصالحة الجزائية إلى ميدأ الرضائية ‪ ،‬إذ تةترط موافقة الجاني حتى يمكن إجراؤها‪ ،‬فضزا‬
‫عن موافقااة الجهااة اإلداريااة في الجرائم االقتص ا ا ا ا ا ا اااديااة والماااليااة‪ ،‬وموافقااة النيااابااة العااامااة في بعض األنظماة‬
‫القانونية(‪.)2‬‬
‫فالض اامان األس اااس في المص ااالحة الجزائية أن يترك قيولها الختيار المتهم بعد عرض ااها عليو‪ ،‬إذ ال‬
‫يجوز اتخاذ أي إجراء من إجراءات الدعوع العمومية ضااد المتهم قيل عرض المصااالحة عليو في الحاالت‬
‫التي يجوز فيها المصا ااالحة‪ ،‬غير أن المتهم إذا ما عرضا اات عليو المصا ااالحة فإنو غير ملزم بقيولها إذ أنو‬
‫تبعا لمصلحتو الةخصية(‪.)3‬‬ ‫يمتلك الخيار يين قيولها أو رفضها ا‬
‫تجاوز موافقة الجاني‬ ‫وال يمكن للس ا ا ا ا االطة المخولة باقترائ المص ا ا ا ا ااالحة تحت أي ظر من الظرو‬
‫دائما إمكانية نظر قضا ا ا اايتو وفق اإلجراءات الجزائية التقليدية‪ ،‬إال أن حرية‬
‫وفرض اختيارها‪ ،‬فالجاني يملك ا‬
‫الجاني في إجراء المصااالحة محل ةااك‪ ،‬حيث ال يكون أمامو خيار سااوع قيول االقترائ بالمصااالحة إذا ما‬
‫كان يرغب في الهروب من المتابعة الج ازئية‪ ،‬إال أنو من المسا االم بو أن التهديد باتباع الطريق القضاااائي ال‬
‫المراد تحقيقو ة ا ا اارعية‪ ،‬فالمة ا ا ااكلة تتعلق‬ ‫ية ا ا ااكل إكراه أو جير عندما تكون الوس ا ا ااائل المس ا ا ااتخدمة والهد‬
‫بالرض ا ا ا ااا‪ ،‬والموافقة في المص ا ا ا ااالحة الجزائية ال يتم تقديمها للتدايير التي اقترحتها الس ا ا ا االطة‪ ،‬يل يتم منحها‬
‫لطريقة معالجة القضية‪ ،‬وعليو يمكننا استعارة تعيير األستاذة ‪ Leblois-Happe‬ونقول أن المصالحة أسلوب‬
‫جزائي مبسا ا ا ا ااا يقترحو القانون‪ ،‬والجاني ال يسا ا ا ا ااتطيع التفاوض على مضا ا ا ا اامون االقترائ‪ ،‬ولذلك فز مجال‬
‫للتفاوض في إجراء المصالحة(‪ ،)4‬ولهذا فالمصالحة إجراء رضائي غير تفاوضي‪.‬‬
‫وباعتبار المص ا ا ااالحة إجراء رض ا ا ااائي‪ ،‬فز تتحقق إال يتزقي إرادة الطرفين(‪ ،)5‬أي الرض ا ا ااا المتبادل‪،‬‬
‫ويترتب على ذلك أن المص ا ااالحة الجزائية تدخل في نطاق الس ا االطة التقديرية للجهة اإلدارية المجني عليها‪،‬‬

‫(‪ -)1‬يستمد مصطلح الرضائية من كلمة ‪ ،Consensus‬وهو تعيير من أصل التيني‪ ،‬ويعني االتفاق‪ ،‬وييرز مصطلح الرضائية‬
‫في الواقع من حرية اإلرادات‪ ،‬ويس ااتلزم هذا المص ااطلح بالض اارورة روئ الرض ااا والتفاوض والتس ااوية‪ ،‬ولذا فإن الرض ااائية تثير‬
‫فكرة العقااد‪ ،‬ونعني يااذلااك في الواقع عقا اادا حقيقاي اا‪ ،‬يقتحم مجااال الاادعوع العموميااة‪ ،‬لكي يغير طواعيااة من اتجاااه مس ا ا ا ا ا ا ااارهااا‬
‫الطييعي‪ ،‬حيث تختي الرض ا ااائية من الناحية العملية لتفريد المعاملة المقررة للجريمة‪ ،‬وتحقق‪-‬بس ا اايب ذلك‪-‬الهد من إنس ا ااانية‬
‫العدالة الجزائية ‪ ،Une humanisation de la justice pénale‬محمد سامي الةوا‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫(‪ -)2‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫(‪ -)3‬منى محمد يلو حسين‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.234‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪-Emilie Deschot, le caractère hybride de la composition pénale , mémoire présenté et soutenu en vue de‬‬
‫‪l’obtention du master droit-recherche-, mention: droit pénal-droit privé-, école doctorale des sciences juridiques‬‬
‫‪,politique et sociale-n 74-, université droit et santé: lille2 , faculté des sciences juridiques politiques et‬‬
‫‪sociales,2005-2006 , pp 26-27.‬‬
‫(‪ -)5‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.97‬‬

‫‪215‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫وهي غير ملزمة بقيولها إذا ما طليها المتهم‪ ،‬فلها الحق في قيولها أو رفضها وفق ما تقتضيو مصلحتها(‪،)1‬‬
‫فالمصالحة الجزائية ليست حاقا للمتهم حتى تلتزم اإلدارة باالستجابة إليو إذا طليها(‪.)2‬‬
‫وفي هذا المعنى قررت المحكمة اإلدارية العليا في مص ا ا ا اار أن‪ " :‬التص ا ا ا ااالح يقع في نطاق المزئمة‬
‫التقديرية لإلدارة ودون تعقيب عليها من أي جهة قض ااائية إذ ليس لألخيرة الحلول محلها فيما هو داخل في‬
‫صا ااميم اختصا اااصا ااها وتقديرها "(‪ ،)3‬والفقو الفرنسا ااي يؤيد هذا االتجاه‪ ،‬فاإلدارة قد تمنح رخصا ااة المصا ااالحة‬
‫للبعض وترفض منحها للبعض ارخر‪ ،‬مما يتمخض عنو عدم مسا اااواة في منح تلك الرخصا ااة‪ ،‬ولكنها عدم‬
‫قانونا(‪.)4‬‬
‫مساواة منصوص عليها ا‬
‫كما اس ااتقر قض اااء النقض الفرنس ااي‪ ،‬على أن قرار النيابة العامة الص ااادر في ة ااخن المص ااالحة‪ ،‬من‬
‫الق اررات اإلدارية التي ال تحوز حجية الة اايء المقض ااي فيو‪ ،‬ومن ثم فهو قرار وقتي ية ااابو القرار الص ااادر‬
‫بالحفظ‪ ،‬حيث يجوز العودة للتحقيق إذا ظهرت عناصر جديدة(‪.)5‬‬
‫جدير بالذكر أن هناك اتجاه في الفقو الفرنس ا ااي اس ا ااتحس ا اان إدخال الرض ا ااائية ‪ Consensualisme‬في‬
‫تسوية المنازعات الجزائية‪ ،‬كالمصالحة الجزائية‪ ،‬فخضحى هذا النظام موضوع اهتمام متجدد لما يمنحو من‬
‫مزايا عدة لكل طر ‪ ،‬من سا ا اارعة في حل النزاع إلى قلة التكلفة في كثير من األحيان عن تلك الناتجة عن‬
‫أكثر مزئمة لوضعهم(‪.)6‬‬ ‫الدعوع القضائية‪ ،‬ناهيك عن الحل الذي يعتيره األط ار‬
‫مجمل القول أن المصا ا ا ااالحة الجزائية إجراء رضا ا ا ااائي غير تفاوضا ا ا ااي يقتضا ا ا ااي رضا ا ا ااا متبادل يين‬
‫الطرفين‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬قوام المصالحة الجزائية مقابل مال‬
‫س ا ا ا ا ا اايق وأن عرفنا المص ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية بخنها تنازل من الهيئة االجتماعية عن حقها في العقاب في‬
‫بعض الجرائم المنص ا ااوص عليها على س ا ااييل الحص ا اار مقايل ميلغ من المال يدفع لخزينة الدولة في بعض‬
‫الجرائم االقتص ا ا ا ا ااادية أو المخالفات التنظيمية‪ ،‬وبهذا ال تنعقد المص ا ا ا ا ااالحة الجزائية إال بمقايل‪ ،‬وتعتير هذه‬
‫الصفة من العناصر األسا سية المميزة لو(‪ ،)7‬والعنصر هو كل ما يعد من مستلزمات الةيء ويمكن تمييزه‬
‫وتحليلو بصاافة مسااتقلة‪ ،‬وال تكون لو قيمة قانونية دون االنضاامام إلى غيره من العناصاار‪ ،‬ومن ثم ال تحمل‬

‫(‪ -)1‬محمد صزئ السيد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.53-52‬‬


‫(‪ -)2‬علي محمد المييضين‪ ،‬الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫(‪ -)3‬إدارية عليا‪ ،1973-3-3 ،‬طعن رقم ‪ ،663‬س ‪ ،13‬قضااائية‪ ،‬مةااار إليو لدع‪ :‬محمد ساازمة يني طو‪ ،‬المرجع السااايق‪،‬‬
‫ص ‪.100‬‬
‫(‪ -)4‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.46-45‬‬
‫(‪ -)5‬محمد صزئ السيد‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫)‪(6‬‬
‫‪- Jean-Baptiste Perrier, La transaction en matière pénale, Op-Cit, pp. 2-3.‬‬
‫(‪ -)7‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.28‬‬

‫‪216‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المصااالحة معنى التنازل من جانب واحد أو التيرع أو التصاار دون مقايل‪ ،‬وانما هي معاوضااة يقصااد يها‬
‫حسم النزاع(‪.)1‬‬
‫فالمصا ا ا ا ااالحة الجزائية ال تكون إال بمقايل يدفعو المخالف إلى اإلدارة المختصا ا ا ا ااة وذلك في صا ا ا ا ااورة‬
‫عوض اختياري إما القتناع المخالف بمسا ا ا ا ا ا ااؤوليتو عن الفعل الذي ارتكبو‪ ،‬أو لتفض ا ا ا ا ا اايلو هذا الطريق عن‬
‫المثول أمام الس ا ا ا االطة القض ا ا ا ااائية والخض ا ا ا ااوع إلجراءات المحاكمة(‪ ،)2‬ولذلك كان من أهم اثار المص ا ا ا ااالحة‬
‫الجزائية أنها تولد حاقا للخزانة العامة في الحص ا ا ا ااول على الميلغ الذي أس ا ا ا اافر عنو االتفاق يين الطرفين(‪،)3‬‬
‫والمقاااياال قااد يكون ميل اغاا مااالاياا ياادفع لخزينااة الاادولااة‪ ،‬وقااد يكون المقاااياال ماااداياا يتمثاال في تنااازل المتهم عن‬
‫المضا ا ا ا ا اايوطات‪ ،‬والتنازل عن هذه األخيرة ال يعتير مصا ا ا ا ا ااادرة وال يخخذ حكمها‪ ،‬وانما يقدمو المتهم باختياره‬
‫باعتباره الجعل المقايل لتنازل اإلدارة عن حقها في طلب رفع الدعوع أو التنازل عنها بعد تحريكها وقيل‬
‫صدور حكم بات فيها(‪.)4‬‬
‫ويعتير المقايل من مستلزمات المصالحة حتى وان أغفل المةرع النص عليو(‪ ،)5‬وتحديد هذا المقايل‬
‫أمر جوهري‪ ،‬إذ يجب تحديده يدقة‪ ،‬والسا ا ا ا ا ا ااير الطييعي لألمور أن يكون هناك حد أدنى ال يمكن التنازل‬
‫عنو‪ ،‬وحد أعلى ال يمكن أن يجاوزه والقوانين المقارنة تختلف في هذا األمر(‪.)6‬‬
‫ثالثا‪ :‬حصر النطاق الموضوع للمصالحة الجزائية‬
‫األصا ا ا اال أن االختصا ا ا اااص األصا ا ا اايل في تحريك الدعوع العمومية ومباة ا ا ا ارتها للنيابة العامة‪ ،‬وذلك‬
‫بالنس ا اابة لجميع الجرائم بغض النظر عن درجة جس ا ااامتها مالم توجد عقبة إجرائية تحول دون النيابة العامة‬
‫وبين ممارستها هذا االختصاص يوصفها ممثلة عن المجتمع الذي أخلت الجريمة بخمنو‪ ،‬وهي يهذه الصفة‬
‫ليس لها أن تتنازل عنو قص ا اادا أو إهماالا‪ ،‬وليس لها أن تمارس بة ااخنو أي س االطة في التقدير‪ ،‬كما أنو ليس‬
‫لها أن تزئم يين تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬وعدم تحريكها(‪ .)7‬وأس ا ا ا ا ا ا اااس ذلك كلو تعلق الدعوع العمومية‬
‫اوحا وأهمية في المواد الجزائية عنها في‬
‫بالنظام العام‪ ،‬ومن المعرو أن فكرة النظام العام تيدو أكثر وضا ا ا ا ا ا‬
‫المواد المدنية(‪ ،)8‬ييد أن نظام المص ا ا ا ااالحة الجزائية يعد اس ا ا ا ااتثناء من هذا الميدأ العام والذي يحظر التنازل‬

‫(‪ -)1‬محمد صزئ السيد‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.54‬‬


‫(‪ -)2‬ةهد أياد حازم‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫(‪ -)3‬علي محمد المييضين‪ ،‬الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ص‪.54-53‬‬
‫(‪ -)4‬رامي متولي القاضي‪ ،‬التصالح في قضايا المال العام‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫(‪ -)5‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫(‪ -)6‬عيد أ عادل خزنة كاتيي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫(‪ -)7‬محمد صزئ السيد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫(‪ -)8‬علي محمد المييضين‪ ،‬الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة في القانون األردني‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.29‬‬

‫‪217‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫عن الدعوع العمومية وص ا ا اوالا إلى تحقيق العدالة دون الخوض في غمار اإلجراءات طويلة األمد(‪ ،)1‬ولهذا‬
‫رحبا لتطييق المص ا ا ااالحة الجزائية بة ا ا ااخنها‪ ،‬إذ أن هذه األخيرة تكون‬
‫فإنو ليس ا ا اات كل النزاعات تكون مجاالا ا‬
‫ار ينص القانون(‪ ،)2‬حيث عمل المة ا اارع الجزائي على تحديد الجرائم التي‬ ‫مقتصا ا ارة على جرائم محددة حص ا ا اا‬
‫يجوز فيها المص ااالحة على س ااييل الحص اار وبذلك يكون قد ض اايق المجال في وجو التوس ااع فيها وفتح باب‬
‫وعموما فإنها جائزة في المخالفات‬
‫ا‬ ‫القياس‪ ،‬إذ أنو ال قياس في الجرائم التي يجوز بةا ا ا ا ا ا ااخنها المصا ا ا ا ا ا ااالحة‪،‬‬
‫البسيطة إضافة إلى بعض االستثناءات بةخن الجنح(‪.)3‬‬
‫ومرد ذلك أن تعميم إجراء المصا ا ا ااالحة يهدم أصا ا ا اال ميدأ إجرائي هام يقضا ا ا ااي يتقرير حق الدولة في‬
‫العقاب‪ ،‬وال يرتبا بحق الدفاع أو حتى قرينة اليراءة حتى يتسنى للقا ضي التوسع فيو أو القياس عليو‪ ،‬فإذا‬
‫لم يقرر القانون مص ا ااالحة على جريمة يذاتها بعدم النص على ذلك صا ا اراحة‪ ،‬تكون العقوبة أولى بالتطييق‬
‫ص اا النقضاااء الدعوع العمومية ترد على‬
‫ايبا خا ا‬
‫(‪)4‬‬
‫من إجراء المصااالحة ‪ ،‬ولهذا تعتير المصااالحة الجزائية سا ا‬
‫بعض الجرائم دون غيرها بحسااب تقدير المةاارع‪ ،‬ويترتب على ذلك بحكم اللزوم العقلي أن المصااالحة غير‬
‫عاما النقضا ا اااء الدعوع العمومية مثل التقادم‬ ‫جائزة إال إذا نص عليها القانون ص ا ا اراحة ‪ ،‬وال تعتير سا ا ا ا‬
‫(‪)5‬‬
‫ايبا ا‬
‫‪ La Prescription‬أو العفو ‪.)6(L’amnistie‬‬
‫نظام المص ا ااالحة في المادة الجزائية والذي يعد س ا اايب عارض واس ا ااتثنائي في انقض ا اااء‬ ‫وعلى خز‬
‫ار‪ ،‬فالص ا ا ا ا االح في المواد المدنية من الطرق‬
‫الدعوع العمومية‪ ،‬حيث أجازه القانون في بعض الجرائم حص ا ا ا ا ا اا‬
‫اليديلة في كل المنازعات المدنية‪ ،‬وكخص ا ا ا اال عام هو عقد جائز اإليرام في كل أنواعها‪ ،‬ماعدا ما اس ا ا ا ااتثني‬
‫ينص(‪.)7‬‬
‫جدير بالذكر أن بعض الد ارسااات تضاايف خاصااية أخرع إلى هذه الخصااائص‪ ،‬وهي أن المصااالحة‬

‫(‪ -)1‬أيو بكر علي محمد أيو سيف‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫(‪ -)2‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫(‪ -)3‬ندع يوالزيت‪ ،‬الصلح الجنائي‪ ،‬مذكرة ماجستير في القانون العام‪ ،‬فرع‪ :‬قانون العقوبات والعلوم الجنائية‪ ،‬جامعة منتوري‪-‬‬
‫قسنطينة‪ ،-‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،2009-2008 ،‬ص ‪.24‬‬
‫(‪ -)4‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫(‪ -)5‬محمد حنفي محمود‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ص ‪.93-92‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪- Rozenn CREN, Op-Cit, p 249.‬‬

‫(‪ -)7‬المادة ‪ 461‬من ق م ج‪ ،‬والمادة ‪ 551‬من ق م م تسااتثني مسااخلتين من عقد الصاالح المدني ال يجوز فيهما إيرامو‪ ،‬وهما‬
‫إذا تعلق األمر بالحالة الةا ااخصا ااية ماعدا المصا ااالح المالية الناجمة عنها‪ ،‬أو ما تعلق بالنظام العام‪ ،‬ميلود دريسا ااي‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪.35‬‬

‫‪218‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الجزائية إجراء غير قضا ا ا ااائي في إدارة الدعوع العمومية(‪ ،)1‬وييدوا للباحث أن هذه الميزة يمكن اسا ا ا ااتبعادها‬
‫بساايب أخذ العديد من التة اريعات المنظمة لهذا اإلجراء إما قيل تحريك الدعوع العمومية أي مرحلة ما قيل‬
‫رفع النزاع إلى القض ااء‪ ،‬أو بعد تحريك الدعوع العمومية أي في المرحلة القضااائية(‪ ،)2‬فالمصااالحة الجزائية‬
‫معا‪ :‬أوالهما أنو سيب إجرائي من أسباب انقضاء الدعوع العمومية ويقايل األسباب‬ ‫نظام يتسم يخاصيتين ا‬
‫الموضا ا ااوعية إلنهائها‪ ،‬وثانيهما أنها إحدع وسا ا ااائل حل المنازعات بالطرق اليديلة في المواد الجزائية‪ ،‬وهي‬
‫إلى تبسايا اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ساواء كانت وساائل قضاائية تقع بعد دخول الدعوع في حوزة‬ ‫وساائل تهد‬
‫المحكمة أو غير قضااائية تتم قيل رفعها(‪ ،)3‬وبهذا تكون المصااالحة الجزائية إجراء غير قضااائي إال أنو يتم‬
‫في إطار القانون(‪ ،)4‬وبديل عن الدعوع العمومية‪ ،‬يرتب اا‬
‫أثر غير قض ا ا ا ا ا ا ااائي يتمثل في إنهاء المتابعات‬
‫الجزائية ةاارط تسااديد ميلغ الصاالح المتفق عليو‪ ،‬ويكون إجراء قضااائي إذا تم في المرحلة القضااائية‪ ،‬وتكون‬
‫ايبا من أسا ا ا ااباب انقضا ا ا اااء الدعوع العمومية أي أنو ترتيب فيها وليس يديزا‬
‫المصا ا ا ااالحة في هذه الحالة سا ا ا ا ا‬
‫عنها(‪.)5‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬المصالحة الجزائية و األنظمة المشابهة لها‬
‫ال تنفرد المصا ا ا ا ا ااالحة الجزائية بكونها اليديل الوحيد عن الدعوع العمومية‪ ،‬كما أنها وان كانت تعتمد‬
‫على تزقي اإلرادات التي تتفق على تجنب اإلجراءات القضائية ومحاولة فض النزاعات الجزائية بالتراضي‬
‫عددا من األنظمة‬
‫يين أطرافها‪ ،‬فإنها ليس ا ا ا اات النظام الوحيد الذي يقوم على هذا األس ا ا ا اااس‪ ،‬حيث أن هناك ا‬
‫القانونية المةااايهة لها‪ ،‬فقد تختلا بغيرها وتةااايهها في األثر وان كانت تختلف في طييعتها(‪ ،)6‬األمر الذي‬
‫عدم الخلا وتحري‬ ‫يينها وبين األنظمة القانونية األخرع‪ ،‬يهد‬ ‫يقتضا ا ااي منا ييان أوجو الةا ا اابو واالختز‬
‫الص اواب في صااياغة األحكام‪ ،‬ولتخكيد ذاتية المصااالحة الجزائية وتمييزها عن غيرها من األنظمة القانونية‪،‬‬
‫وهو ما سا ا ا ا اانعمل على تناولو من خزل مقارنة المصا ا ا ا ااالحة الجزائية بالصا ا ا ا االح المدني (أوالا)‪ ،‬والتنازل عن‬
‫المسيق (ثالثاا)‪.‬‬ ‫الةكوع ( ا‬
‫ثانيا)‪ ،‬والمثول يناء على االعت ار‬

‫(‪ -)1‬اإلجراء القضائي لو ضمانات يجب احترامها كعزنية الجلسات وتسييب االحكام‪ ،‬واحترام حقوق الدفاع وتةكيل المحكمة‬
‫وقواعد تنظيمها وطييعة القواعد اإلجرائية المعمول يها وكيفية تطييقها في الحياة العملية‪ ،‬فإذا خز اإلجراء القضا ا ا ا ا ا ااائي منها‬
‫أفرغ مضاامونو‪ ،‬محمد سااليمان حسااين المحاساانة‪ ،‬الصاالح وأثره على الجريمة االقتصااادية‪ ،‬رسااالة ماجسااتير‪ ،‬المرجع السااايق‪،‬‬
‫ص ‪.95‬‬
‫(‪ -)2‬وهو الرأي الذي ذهب إليو الدكتور‪ :‬ميلود دريسي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫(‪ -)3‬أسامة حسنين عييد‪ ،‬الصلح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ :‬ماهيتو والنظم‪ ،...‬رسالة دكتوراه‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- Jean-Baptiste Perrier, La transaction en matière pénale, Op-Cit, p 1.‬‬
‫(‪ -)5‬ميلود دريسي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.21-20‬‬
‫(‪ -)6‬رأفت عيد الفتائ حزوة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.17‬‬

‫‪219‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫أوال‪ :‬المصالحة الجزائية والصلح المدن‬


‫على أن الصاالح المدني‪:‬‬ ‫أجمعت المواد ‪ 459‬من ق م ج‪ ،‬و‪ 549‬من ق م م‪ ،‬و‪ 2044‬من ق م‬
‫عقااد ينهي بااو الطرفااان ن از اع اا قااائ ام اا أو يتوقيااان بااو ن از اع اا محتمزا‪ ،‬وذلااك بااخن يتنااازل كاال منهمااا على وجااو‬
‫التبادل عن جزء من ادعائو‪ ،‬وقد حظي عقد الصا ا ا ا ا ا االح المدني بخهمية كييرة في القانون المدني‪ ،‬إذ أن هذا‬
‫العقد حقق من الناحية العملية غاية س ا ا ا ا ا ااامية وهي اس ا ا ا ا ا ااتتباب الس ا ا ا ا ا اازم االجتماعي‪ ،‬والوقاية من اللدد في‬
‫الخصومة‪ ،‬وقد قيل في هذا الةخن‪ " :‬الصلح السيء خير من الخصومة الجيدة "(‪.)1‬‬
‫وينفرد عقد الصلح المدني بمقومات أو أركان خاصة إلى جانب أركان العقد العامة من رضا ومحل‬
‫وسا ا اايب‪ ،‬وهي قيام نزاع فعلي يين طرفي العقد أو احتمال قيامو مسا ا ااتقبزا‪ ،‬باإلضا ا ااافة إلى وجوب أن يكون‬
‫من إيرام العقد هو فض النزاع من خزل التنازالت المتبادلة(‪.)2‬‬ ‫الهد‬
‫أما الخص ااائص التي يتميز يها عقد الص االح المدني فهي أنو من العقود المس ااماة أي أن المة اارع هو‬
‫الذي يحدد وييين أحكامو‪ ،‬وهو من العقود الملزمة للجانيين‪ ،‬ومن خصا ا ا ا ا ا ااائصا ا ا ا ا ا ااو أيضا ا ا ا ا ا ااا أنو من عقود‬
‫المعاوضة‪ ،‬وهو عقد يقوم على التراضي‪ ،‬وهو من العقود الفورية وليس الزمنية(‪.)3‬‬
‫‪ -1‬أوجه الشبه بين النظامين‬
‫الصا ا ا االح بمفهومو العام نظام معمول بو في القانون المدني والقانون الجنائي‪ ،‬وتةا ا ا ااترك المصا ا ا ااالحة‬
‫الجزائية والصا ا ا ا ا ا االح المدني من حيث وجود التزامات متبادلة في كليهما‪ ،‬حيث تتمثل هذه االلتزامات في‬
‫النزاع بحسمو دون اللجوء إلى القضاء‪،‬‬ ‫جوهرها بعدم اللجوء إلى القضاء‪ ،‬ففي الصلح المدني يلتزم أط ار‬
‫وكذلك الحال في المصا ا ا ااالحة الجزائية‪ ،‬حيث تلتزم جهة اإلدارة أو النيابة العامة بعدم اللجوء إلى القضا ا ا اااء‬
‫لتقاديم المتهم إلى المحااكماة أو حتى تحرياك الادعوع العمومياة في مواجهتاو‪ ،‬وفي مقاايال ذلاك يلتزم المتهم‬
‫بعدم المطالبة باقتضاء حقو في المحاكمة العادلة التي تتوافر فيها الضمانات القضائية(‪.)4‬‬
‫بعيدا عن إجراءات المحاكمة‪ ،‬والمتهم يريد‬
‫يعا ا‬‫ضا اا سا ار ا‬
‫كما أن المص ااالحة الجزائية تحقق للدولة تعوي ا‬
‫االيتعاد عن إجراءات المتابعة التقليدية‪ ،‬فكزهما يقوم على التنازالت المتبادلة عن جزء من حقوقو‪ ،‬وهذا‬
‫ما يميز المصالحة عن غيرها من التنازل أو العفو(‪.)5‬‬

‫(‪ -)1‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.53‬‬


‫(‪ -)2‬محمد صزئ السيد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪-‬مجدي فتحي حسا ااين نجم‪ ،‬الصا االح وأثره على الدعوع الجنائية‪ :‬د ارسا ااة مقارنة يين القانون الوضا ااعي والة ا اريعة اإلسا اازمية‪،‬‬
‫رسالة دكتوراه في الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬مصر‪ ،2013 ،‬ص ‪ 47‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ -)3‬محمد سليمان حسين المحاسنة‪ ،‬التصالح وأثره على الجريمة االقتصادية‪ ،‬دار وائل للنةر والتوزيع ‪،‬المرجع السايق‪ ،‬ص‬
‫‪.131‬‬
‫(‪ -)4‬فايز عيد الحميد عيد أ السليحات‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫(‪ -)5‬أيو بكر علي محمد أيو سيف‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.76‬‬

‫‪220‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫إذن فالمص ا ااالحة الجزائية والص ا االح المدني يتفقان في أن كل منهما يقص ا ااد بو حس ا اام خص ا ااومة دون‬
‫اس ا ااتص ا اادار حكم قض ا ااائي(‪ ،)1‬كما أنهما ية ا ااتركان فيما يتعلق بالس ا اامة التعاقدية أو االتفاقية لكل منهما(‪،)2‬‬
‫اعا‪ ،‬وكذلك الةخن بالنسبة للمصالحة الجزائية‬ ‫فالصلح المدني كما سيق تعريفو هو عقد يحسم بو الطرفان نز ا‬
‫يين اإلدارة والمتهم فتنعقد يتزقي إرادتي الطرفين‪ ،‬اإلدارة يوصا ا اافها القائمة على حماية المصا ا االحة المحمية‬
‫من جهة والمتهم من جهة أخرع(‪ ،)3‬ويترتب عليها انقضاء الدعوع العمومية(‪.)4‬‬
‫‪ -2‬أوجه االختالف‪:‬‬
‫رغم اإلقرار بالطابع االتفاقي للمصا ا ااالحة الجزائية‪ ،‬فليس بالضا ا اارورة أن كل اتفاق مصا ا ااالحة(‪ ،)5‬وان‬
‫كان من المؤكد أن المص ا ااالحة في المواد الجزائية وعقد الص ا االح المدني يتفقان في عدة أوجو‪ ،‬الس ا اايما وأن‬
‫يعتير أن المصا ااالحة الجزائية تقوم على أسا اااس المادة ‪ 2044‬من القانون‬ ‫(‪)6‬‬
‫هناك اتجاه في الفقو الفرنسا ااي‬
‫متعددة تساتمد من خزلها المصاالحة الجزائية‬ ‫المدني الفرنساي‪ ،‬فإن ذلك ال يحول دون وجود أوجو اختز‬
‫خصااوصاايتها‪ ،‬مردها يرجع في األساااس إلى القاعدة التي تمت مخالفتها والتي نةااخ بسااييها هذا النزاع‪ ،‬كما‬
‫النزاع(‪.)7‬‬ ‫يينهما في المصلحة التي تحميها هذه القاعدة وفي أط ار‬ ‫ييدو الخز‬
‫فهما يختلفان من حيث طييعة النزاع‪ ،‬فالص ا االح المدني يتعلق يرغبة أطرافو في إنهاء نزاع يدور حول‬
‫المصااالح الخاصااة يهم‪ ،‬يينما تقتصاار المصااالحة الجزائية على المنازعات التي تنةااخ بمناساابة وقوع جريمة‬
‫يتعلق يهااا حق المجتمع من خزل الاادعوع العموميااة‪ ،‬ومرد ذلااك أن الاادعوع العموميااة من حق المجتمع‬
‫وهي من النظام العام ومن ثم ال يجوز الصلح عليها(‪ ،)8‬حيث تجد الدعوع العمومية سييها في االضطراب‬
‫الدعوع المدنية التي هي من النظام الخاص‪ ،‬وتنةا ا ا ا ا ا ااخ عن‬ ‫االجتماعي الذي خلفتو الجريمة‪ ،‬وذلك يخز‬

‫(‪ -)1‬أنيس حس اايب الس اايد المحزوي‪ ،‬الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية‪ :‬د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو‬
‫اإلسزمي‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫(‪ -)2‬أمين مصطفى محمد‪ ،‬انقضاء الدعوع الجنائية بالصلح‪ :‬وفاقا ألحكام القانون رقم ‪ ،...174‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫(‪ -)3‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫(‪ -)4‬حيدر المالكي‪ ،‬أثر الصا ا ا ا ا االح في انقضا ا ا ا ا اااء الدعوع الجنائية في الجرائم المالية‪ :‬د ارسا ا ا ا ا ااة مقارنة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2019 ،‬ص ‪.31‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪- jean-Baptiste Perrier, La transaction en matière pénale, Op-Cit, p 3.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪- Allix et Roux, les droits de douanes, Tome II, La transaction en matière douanière, Paris, 1932, p 347.‬‬
‫مةا ا ا ا ا ا ااار إليو لدع‪ :‬مدحت عيد الحليم رمضا ا ا ا ا ا ااان‪ ،‬اإلجراءات الموجزة إلنهاء الدعوع الجنائية‪ :‬في ضا ا ا ا ا ا ااوء تعديزت قانون‬
‫اإلجراءات الجنائية‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2004 ،‬ص ‪.81‬‬
‫(‪ -)7‬رأفت عيد الفتائ حزوة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫(‪ -)8‬ةهد أياد حازم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.44‬‬

‫‪221‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫فعل يعد جريمة من وجهة العزقات الةخصية كفعل ضار بالغير(‪.)1‬‬


‫بحرية‬ ‫كما يختلفان من حيث أن الصا ا ا االح المدني يتم يتزقي إرادة المتعاقدين‪ ،‬بحيث يتمتع األط ار‬
‫االتفاق‪ ،‬وتحديد ةا ا ا ا ا ا ااروط واثار الصا ا ا ا ا ا االح يينما في المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية القانون هو الذي يتكفل يتحديد‬
‫أحكامها(‪.)2‬‬
‫كما يختلفان أيض ا ااا من حيث أن المص ا ااالحة الجزائية ال تكون إال بعد وقوع الجريمة فعزا سا ا اواء قيل‬
‫تحريك الدعوع العمومية أو بعد تحريكها‪ ،‬أي في أي مرحلة من مراحل الدعوع‪ ،‬فالخصومة الجزائية قائمة‬
‫فعزا وال يمكن أن تكون احتمالية‪ ،‬في حين أن الص ا ا ا ا االح المدني فيجوز إيرامو لحس ا ا ا ا اام نزاع قائم يين طرفي‬
‫اعا محتمزا(‪ )3‬فيكون الصا ا االح في هذه الحالة بمثابة الواقي من النزاع وعليو يعتير‬ ‫الخصا ا ااومة أو ليتقيا بو نز ا‬
‫صلحا غير قضائي(‪.)4‬‬
‫ا‬ ‫هذا الصلح‬
‫كما يختلفان من حيث موضااوع النزاع‪ :‬حيث تتميز المصااالحة الجزائية عن الصاالح المدني من حيث‬
‫موض ا ا ااوع الدعوع فهو ليس واحد‪ ،‬فموض ا ا ااوع الدعوع العمومية يتعلق بالعقاب الواجب إيقاعو بحق مرتكب‬
‫الدعوع المدنية التي ترمي إلى تعويض الضا ا ا ا ا ا اارر(‪ ،)5‬فالمصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية تتعلق‬ ‫الجريمة‪ ،‬على خز‬
‫بااالاادعوع العموميااة والخصا ا ا ا ا ا ااومااة الجزائيااة‪ ،‬هااذه األخيرة التي تتميز عن النزاع الماادني‪ ،‬حيااث يميز الفقااو‬
‫والقضاء الفرنسي‪ ،‬يين الخصومة ‪ Litige‬وبين النزاع ‪ ،Différend‬والنزاع يخرج عن معنى الخصومة‪ ،‬ألنو‬
‫من طييعة مدنية‪ ،‬وقد أيدت محكمة النقض الفرنس ا ا ا ااية تلك التفرقة‪ ،‬حيث قررت أن الص ا ا ا االح يض ا ا ا ااع نهاية‬
‫للنزاع‪ ،‬أما الخصا ا ا ا ا ا ااومة الجزائية فإنها تمس المجتمع بخس ا ا ا ا ا ا اره‪ ،‬على عكس النزاع المدني الذي ال يمس إال‬
‫أطرافو(‪ ،)6‬أما الصلح المدني فيتعلق بصورة عامة بحقوق مالية(‪.)7‬‬
‫كما يختلفان من حيث نطاق كل منهما‪ ،‬فإذا كان الصا ا ا ا ا ا االح المدني يتناول منازعات عديدة تتعلق‬
‫بالمصالح الخاصة لألفراد والتي ال يمكن حصرها‪ ،‬فإن المصالحة الجزائية ال تكون إال بصدد جرائم معينة‬

‫(‪ -)1‬علي محمد المييضين‪ ،‬الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة في القانون األردني‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫(‪ -)2‬س ا ااعادي عار محمد صا ا اوافطة‪ ،‬الص ا االح في الجرائم االقتص ا ااادية‪ ،‬ماجس ا ااتير في القانون العام‪ ،‬جامعة النجائ الوطنية‬
‫نايلس‪-‬فلسطين‪ ،-‬كلية الدراسات العليا‪ ،2010 ،‬ص ‪.23‬‬
‫(‪ -)3‬محمد رفيق مؤمن الةااوبكي‪ ،‬محمد إيراهيم نقاسااي‪ ،‬محمد ليبا‪ " ،‬الصاالح يديزا للدعوع الجزائية في القانون الفلسااطيني"‪،‬‬
‫مجلة التجديد‪-‬الجامعة اإلسزمية العالمية بماليزيا‪ ،-‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪ ،2018 ،43‬ص ‪.83‬‬
‫(‪ -)4‬ةهد أياد حازم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫(‪ -)5‬محمد س االيمان حس ااين المحاس اانة‪ ،‬التص ااالح وأثره على الجريمة االقتص ااادية‪ ،‬رس ااالة ماجس ااتير ‪ ،‬المرجع الس ااايق‪ ،‬رس ااالة‬
‫ماجستير‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫(‪ -)6‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.61-60‬‬
‫(‪ -)7‬محمد سليمان حسين المحاسنة‪ ،‬التصالح وأثره على الجريمة االقتصادية‪ ،‬دار وائل للنةر والتوزيع ‪،‬المرجع السايق‪ ،‬ص‬
‫‪.135‬‬

‫‪222‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫حص ا اارها القانون‪ ،‬وحدد قواعد التص ا ااالح بة ا ااخنها(‪ ،)1‬إذ يتميز الص ا االح المدني باتس ا اااع نطاقو ومجاالتو فهو‬
‫فيو حرية كييرة في االتفاق‪ ،‬فز يقيد الص ا ا ا االح المدني إال‬ ‫جائز في كافة المنازعات المدنية ويملك األط ار‬
‫قانونية العقد وفكرة النظام العام وارداب العامة التي هي ذات مفهوم أرحب عنها في المسااائل الجزائية‪ ،‬أما‬
‫حصر ألنها تدور في فلك الدعوع العمومية ونطاقها(‪.)2‬‬
‫اا‬ ‫مجال المصالحة الجزائية فهو ضيق ومحدد‬
‫ومن جهة أخرع‪ ،‬فإنو إن لم يكن باإلمكان إقامة الدعوع العمومية إال على الفاعلين أو الةااركاء في‬
‫الجريمة فإن الدعوع المدنية يمكن إقامتها أيض ا ااا على الورثة واألة ا ااخاص الذين يعتيرهم القانون مس ا ااؤولين‬
‫عن حقوقو المدنية(‪.)3‬‬
‫كما يختلفان من حيث األط ار ‪ ،‬إذ يكون أحد طرفي الخص ااومة في المص ااالحة الجزائية جهة إدارية‬
‫النزاع محل‬ ‫أو سا ا ا ا االطة عامة تمثل المجتمع في الحفاظ على المصا ا ا ا ااالح العامة وحمايتها‪ ،‬في حين أط ار‬
‫وهو يذلك يتفق مع الصلح الجنائي يين األفراد(‪.)5‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫الصلح المدني هم أفراد عاديون‬
‫أخير فإنهما يختلفان من حيث األثر المترتب على كل منهما‪ ،‬فالمص ا ااالحة الجزائية ال يترتب عليها‬
‫و اا‬
‫حسا اام النزاع المدني واسا ااقاط الحقوق واالدعاءات التي كانت محل نزاع بصا اافة نهائية‪ ،‬يل انقضا اااء الدعوع‬
‫إلى مجرد‬ ‫أنو يكفي لتحقيق المص ا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية أن تتجو إرادة األط ار‬ ‫(‪)6‬‬
‫العمومية‪ ،‬وهنا يرع البعض‬
‫الواقعة القانونية المكونة لها دون أن يكون لها دور بةا ا ا ا ا ا ااخن ارثار المترتبة عليها‪ ،‬فالقانون وحده هو الذي‬
‫يتولى ينفسا ا ا ا ا ااو ترتيب هذه ارثار بمجرد اتفاق طرفي الخصا ا ا ا ا ااومة على المصا ا ا ا ا ااالحة‪ ،‬وبالتالي تترتب اثار‬
‫المصالحة الجزائية بمجرد تمامها ولو لم تتجو إرادة الطرفين إلى هذا األثر‪ ،‬أما الصلح المدني فإنو ي ةترط‬
‫لتحققو أن يتوافر عنص ا ا ا اار اخر هو اإلرادة المتجهة إلى أثر هذا العمل بما ينطوي على تخويلو حق تعديل‬
‫هذه ارثار‪ ،‬فالصلح المدني يرتب اثاره بحسب رغبة المتعاقدين بما لهم من سلطة التصر إزاء مصالحهم‬
‫الخاصة(‪.)7‬‬

‫(‪ -)1‬فايز عيد الحميد عيد أ الس االيحات‪ ،‬المرجع الس ااايق‪ ،‬ص ص ‪ ، 23-22‬منى محمد يلو حس ااين‪ ،‬المرجع الس ااايق‪ ،‬ص‬
‫‪ ، 237‬عادل عيد العال إيراهيم خراةي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫(‪ -)2‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.100-99‬‬
‫(‪ -)3‬محمد صزئ السيد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫(‪ -)4‬رأفت عيد الفتائ حزوة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫(‪ -)5‬أنيس حس اايب الس اايد المحزوي‪ ،‬الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية‪ :‬د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو‬
‫اإلسزمي‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫(‪ -)6‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬الجرائم الضرييية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1990 ،‬ص ‪ ،261‬مةار إليو لدع‪ :‬مدحت‬
‫محمد عيد العزيز إيراهيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.37-36‬‬
‫(‪ -)7‬عائةة موسى‪ ،‬مركز الضحية في الدعوع العمومية‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.128‬‬

‫‪223‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ثانيا‪ :‬المصالحة الجزائية والتناز عن الشكوى‬


‫تقدم القول أن األص ا ا اال في الدعوع العمومية هو أن النيابة العامة هي ص ا ا اااحبة االختص ا ا اااص دون‬

‫سا اواها يتحريك الدعوع العمومية ومباةا ارتها‪ ،‬ولها أي ا‬


‫ضا اا االمتناع عن تحريكها مس ااتهدية في هذا وذاك بما‬
‫مخالفا للنظام العام‪ ،‬لذلك فهي ال‬
‫ا‬ ‫تراه من حسن السياسية لمصلحة الجماعة فهي األمينة عليها بما ال يعد‬
‫تملك التنازل عن الدعوع في أي مرحلة كانت‪ ،‬كما ال تملك التنازل عن حقها في الطعن مادام الميعاد ال‬
‫ممتدا(‪.)1‬‬
‫يزال ا‬
‫اتثناء من هذا األص ا ا اال قيد المة ا ا اارع حرية النيابة العامة في تحريك الدعوع العمومية في بعض‬
‫واس ا ا ا ا‬
‫الجرائم والتي اةا ا ا ااترط فيها تقديم ةا ا ا ااكوع أو طلب أو إذن‪ ،‬ومفاد نظام القيد هو جعل الدعوع متوقفة على‬
‫التي منحها المةارع حق التصار في هذا القيد من التمساك بو أو إفراغو‪ ،‬تفضايزا لمصالحة‬ ‫إرادة األط ار‬
‫خاصة قدرها المةرع على المصلحة العامة في تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬وهي قيود ةكيلية إجرائية تنصب‬
‫على اإلجراءات يترتب على مخالفتها بطزن إجراءات الدعوع(‪.)2‬‬
‫والتنازل عن الة ا ااكوع كما تقدم قولو أيض ا ااا هو‪ " :‬تص ا اار قانوني يص ا اادر عن المجني عليو أو من‬
‫قانونا ضا ا ا اامن المدة التي حددها القانون أمام السا ا ا االطات المختصا ا ا ااة بالتحقيق أو المحاكمة يتض ا ا اامن‬
‫يمثلو ا‬
‫التعيير عن إرادتو في وقف األثر القانوني لةكواه‪ ،‬وهو وقف السير في إجراءات الدعوع ضد المةكو منو‬
‫في جريمة من الجرائم التي يةترط القانون الستمرار المزحقة الجزائية فيها وجود هذه الةكوع"(‪.)3‬‬
‫وتكمن العلة من تعليق تحريك الدعوع على ةا ا ا ا ا ا ااكوع المجني عليو أن يترك لو وحده وفقا لظروفو‬
‫التي يقدرها مزئمة الضا ا ا اارر الذي يصا ا ا اايبو من تحريك الدعوع ضا ا ا ااد المتهم‪ ،‬ولهذا حق القول إلى أنو من‬
‫الطييعي أن يعطيو الةا ااارع الحق في التنازل عن هذه الةا ااكوع إذا رأع أن صا ااالحو يسا ااتلزم هذا التنازل(‪،)4‬‬
‫يين التنازل عن الةكوع والمصالحة الجزائية نوردها فيما يلي‪:‬‬ ‫ومن ثم نسجل أوجو تةابو وأوجو اختز‬
‫‪ -1‬أوجه الشبه بين النظامين‬
‫قد يعتقد البعض أن المصااالحة الجزائية والتنازل وجهان لعملة واحدة‪ ،‬لكونهما من األسااباب الخاصاة‬
‫والمادة ‪ 10‬من ق إ ج‬ ‫النقض اااء الدعوع العمومية بموجب المادة ‪ 6‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج والمادة ‪ 6‬من ق إج‬
‫م‪ ،‬ومن يدائل الدعوع العمومية إذا لم يتم تحريكها فض ا ا ا ا ا ا ازا عن كونها من أسا ا ا ا ا ا ااباب انقضا ا ا ا ا ا ااائها إذا تم‬

‫(‪ -)1‬أنيس حس اايب الس اايد المحزوي‪ ،‬الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية‪ :‬د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو‬
‫اإلسزمي‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫(‪ -)2‬داود زمورة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫(‪ -)3‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.306‬‬
‫(‪ -)4‬محمد حنفي محمود‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.106‬‬

‫‪224‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫تحريكها(‪ ،)1‬فهما نظامان يتةا ا ااايهان من حيث األسا ا اااس القانوني إذ يسا ا ااتند كل منهما إلى االتجاه صا ا ااوب‬
‫دور أكثر إيجايية وفاعلية على مصااير الدعوع العمومية‪ ،‬فهما من األس اباب الة اخصااية‬ ‫إعطاء المتقاضااين اا‬
‫النقض ا ااائها‪ ،‬ومن ناحية أخرع فهما يتس ا اامان بطابع اس ا ااتثنائي‪ ،‬حيث ال يحدثان هذا األثر إال في الحاالت‬
‫المنصااوص عليها ص اراحة‪ ،‬إذ تكون المصااالحة جائزة عندما ينص القانون على ذلك ص اراحة ونفس األمر‬
‫فترضا لتحريك الدعوع العمومية(‪.)2‬‬ ‫طا م ا‬ ‫بالنسبة للتنازل عن القيد اإلجرائي‪ ،‬عندما يكون هذا األخير ةر ا‬
‫قانونيا يحدث أثره‬
‫ا‬ ‫ويتفق التنازل عن الةا ا ااكوع مع المصا ا ااالحة الجزائية في أن كليهما يعتير تص ا ا ارافا‬
‫(‪)3‬‬
‫كما أن كل منهما يعتير‬ ‫وملزما لمن أصا اادره وال يجوز الرجوع فيو ألي سا اايب من األسا ااباب‬
‫ا‬ ‫فور صا اادوره‬
‫عمل إرادي(‪.)4‬‬
‫ويتفقان من حيث أن النطاق الموض ااوعي لكل منهما يقتص اار على جرائم معينة حددها المة اارع على‬
‫نظر لطابعهما االسا ا ااتثنائي‪ ،‬أما نطاقهما الزمني فيجوز اللجوء إليهما في أي مرحلة كانت‬
‫سا ا ااييل الحصا ا اار اا‬
‫عليها الدعوع مادام لم يصدر فيها حكم بات ماعدا ما استثني ينص خاص(‪.)5‬‬
‫كما يترتب على كليهما ذات األثر وهو انقض ا ا ا اااء الدعوع العمومية‪ ،‬وهذا االنقض ا ا ا اااء متعلق بالنظام‬
‫العام‪ ،‬ومن ثم يمكن للمحكمة أن تقضا ا ا ااي بو من تلقاء نفسا ا ا ااها ولو لم يطلبو المتهم‪ ،‬كما يجوز التقدم يهذا‬
‫الطلب ولو ألول مرة أمام المحكمة العليا(‪.)6‬‬
‫‪ -2‬أوجه االختالف‬
‫بالرغم من أوجو التةا ااابو العديدة يين المصا ااالحة الجزائية والتنازل عن الةا ااكوع باعتبارهما من يدائل‬
‫يين النظااامين‪ ،‬والتي يمكن أن تثااار في‬ ‫الاادعوع العموميااة‪ ،‬إال أن هااذا ال يمنع من إيراز أوجااو االختز‬
‫المسائل التالية‪:‬‬
‫المص ا ااالحة الجزائية تختلف عن التنازل من حيث الطييعة القانونية لكل منهما‪ ،‬فالمص ا ااالحة الجزائية‬
‫تص اار قانوني يس ااتند إلى التقاء إرادة المجني عليو وااردة المتهم على إنهاء النزاع القائم يينهما بالت ارض ااي‪،‬‬
‫ومن ثم ال ينعقد وال ينتج أثره إال باتفاقهما عليو‪ ،‬فالمص ا ا ااالحة الجزائية حق مة ا ا ااترك لكل من المجني عليو‬
‫والمتهم‪ ،‬وال يمكن ألحدهما أن يباة ا ا ا ا اره يإرادتو المنفردة‪ ،‬ولكل واحد منهما أن يعرضا ا ا ا ااو على ارخر فيقيلو‬

‫(‪ -)1‬وطفة ضياء ياسين‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.65‬‬


‫(‪ -)2‬أس ا ااامة حس ا اانين عييد‪ ،‬الص ا االح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ :‬ماهيتو والنظم المرتبطة بو‪-‬د ارس ا ااة مقارنة‪ ،-‬دار النهض ا ااة‬
‫العربية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫(‪ -)3‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.298‬‬
‫(‪ -)4‬طو أحمد محمد عيد العليم‪ ،‬الصلح الجنائي في القانون المصري طبقا رخر تعديزتو‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫(‪ -)5‬رامي متولي القاضي‪ ،‬التصالح في قضايا المال العام‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫(‪ -)6‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارسا ا ا ااة تخصا ا ا اايلية تحليلية مقارنة‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪.244‬‬

‫‪225‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫فتنقضااي الدعوع العمومية يذلك أو يرفضااو فتظل الدعوع قائمة حتى يفصاال فيها(‪ ،)1‬فالمصااالحة تصاار‬
‫قانوني تبادلي تتخذ فيو إرادة طرفيو مكانة سامية(‪.)2‬‬
‫وعلى العكس‪ ،‬فإن التنازل ييدأ من المجني عليو ويصدر عنو يإرادتو المنفردة وال يتوقف على موافقة‬
‫المتهم حتى ينتج أثره القانوني في انقضاء الدعوع الجزائية(‪.)3‬‬
‫وأن المصالحة الجزائية ال تتقيد يوجوب سيق تقديم ةكوع أو طلب في حين أن التنازل يقتصر على‬
‫الحاالت التي يتطلب فيها المةرع ضرورة تقديم ةكوع أو طلب(‪.)4‬‬
‫وان كان هذا ال يمنع حصااول المجني عليو‬ ‫(‪)5‬‬
‫والتنازل عن الةااكوع األصاال فيو أن يكون بز مقايل‬
‫على مقايل قيل أن يقوم بالتنازل‪ ،‬فقد يكون بعوض أو بغير عوض‪ ،‬في حين أن المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية ال‬
‫إلى القول أن التناازل قاد يكون ينااء على‬ ‫(‪)7‬‬
‫تكون إال بمقاايال أياا كاانات قيمتاو(‪ ،)6‬هاذا ماا دعاا بعض الفقاو‬
‫صاالح ضاامني‪ ،‬ويترتب على ذلك القول بخن كل مصااالحة تتضاامن تنازالا‪ ،‬يينما العكس غير صااحيح‪ ،‬فليس‬
‫صلحا‪.‬‬
‫ا‬ ‫كل تنازل يتضمن‬
‫كما أنهما يختلفان من حيث الة ااكل‪ ،‬فاألص اال أن للمة ااتكي الحق في أن يتنازل عن ة ااكواه المقدمة‬
‫إلى الجهات المختص ااة بص ااورة خطية أو ة اافوية وال يتطلب القانون ة ااكزا ا‬
‫معينا لتقديم التنازل إلى الجهات‬

‫(‪ -)1‬أسامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.400‬‬


‫(‪ -)2‬أس ا ااامة حس ا اانين عييد‪ ،‬الص ا االح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ :‬ماهيتو والنظم المرتبطة بو‪-‬د ارس ا ااة مقارنة‪ ،-‬دار النهض ا ااة‬
‫العربية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫(‪ -)3‬رفاه خضير جياد اإلدريسي‪،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪-.101‬محمد رفيق مؤمن الةوبكي‪ ،‬محمد إيراهيم نقاسي‪ ،‬محمد ليبا‪،‬‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫(‪ -)4‬أحمد محمد محمود خلف‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،21‬عادل عيد العال إيراهيم خراةي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،25‬إيراهيم‬
‫حامد طنطاوي‪ ،‬المرجع الس ا ا ا ااايق‪ ،‬ص ‪ ،33‬حيدر المالكي‪ ،‬المرجع الساا ا ا ااايق‪ ،‬ص ‪ ،28‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬المرةاا ا ا ااد في‬
‫الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو وأحكام القضاء الجنائية‪ ،...‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،177‬محمد سليمان حسين المحاسنة‪،‬‬
‫التصالح وأثره على الجريمة االقتصادية‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫(‪ -)5‬رفاه خضير جياد اإلدريسي‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫(‪ -)6‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.298‬‬
‫(‪ -)7‬سر الختم عثمان إدريس‪ ،‬النظرية العامة للصلح في القانون الجنائي‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،1971 ،‬ص ‪،142‬‬
‫مةار إليو لدع‪ :‬عيد الرحمان الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬دراسة تخصيلية تحليلية مقارنة‪،‬‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،244‬سعادي عار محمد صوافطة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪226‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫بة اارط أن يكون قاطع الداللة على رغبة المجني عليو في وقف األثر القانوني لة ااكواه(‪ ،)2‬في‬ ‫(‪)1‬‬
‫المختص ااة‬
‫طا جوهرايا إلثباتها(‪ ،)3‬يل ال تكون إال مكتوبة(‪.)4‬‬
‫حين أن المصالحة الجزائية تعد الكتابة فيها ةر ا‬
‫(‪)5‬‬
‫ثالثا‪ :‬المصالحة الجزائية ونظام التفاوض عل اإلعتراف بالجرم‬
‫يعتير نظام المفاوض ا ا ااة أو المس ا ا اااومة على االعت ار ‪ ،‬من األنظمة التي عنيت بايتس ا ا ااار اإلجراءات‬
‫بطريق المساومة يعتير ةكزا للتفاوض‪ ،‬أو المساومة يين‬ ‫الجزائية‪ ،‬وهو نظام أمريكي النةخة(‪ ،)6‬واالعت ار‬
‫الجاني على‬ ‫الوصاا ااول إلى تساا ااوية(‪ ،)7‬ويتمثل هذا النظام في اعت ار‬ ‫السا ا االطات القضاا ااائية والجاني يهد‬
‫نفس ا ا ا ا ااو بارتكاب الجريمة التي تس ا ا ا ا ااندها النيابة العامة إليو نظير مزايا معينة(‪ ،)8‬فقد يحكم عليو بعقوبة أقل‬
‫جس ا ا ا ا ا ا ااامة من تلك التي كان من الممكن أن يحكم يها عليو‪ ،‬من خزل اإلجراءات الجزائية المعتادة‪ ،‬كما‬
‫تتغاضى سلطة االتهام عن التهم المسندة إليو وتخفف من وصفها(‪.)9‬‬
‫ويقترب هذا النظام من النظام اإليطالي‪ ،‬وهو تطييق العقوبة يناء على طلب األط ار ‪ ،‬وهو ما أكد‬
‫عليو المة ا ا ا اارع اإليطالي في قانون اإلجراءات الجزائية في المادة رقم ‪ ،444‬حيث تتم مناقة ا ا ا ااة االتهام يين‬
‫دفاع المتهم والنيابة العامة يدون وجود العنصا ا ا اار القضا ا ا ااائي‪ ،‬ويتم االتفاق على اليراءة أو اإلدانة أو تعديل‬
‫االتهام أو العقوبة‪ ،‬كما يجوز تطييق عقوبة يديلة أو عقوبة مالية أو عقوبة س ا ا ا ا ا ا ااالبة للحرية مع إنقاص‬
‫العقوبة بمقدار الثلث(‪.)10‬‬
‫ويعد هذا النظام من األنظمة الرضا ا ا ااائية التفاوضا ا ا ااية س ا ا ا اواء من جانب النيابة العامة‪ ،‬أو من جانب‬
‫الجاني أو محاميو بطلب اللجوء إليو(‪.)11‬‬

‫(‪ -)1‬ةا ااهد أياد حازم‪ ،‬المرجع السا ااايق‪ ،‬ص ‪ ، 52‬وطفة ضا ااياء ياسا ااين‪ ،‬المرجع الس ا ااايق‪ ،‬ص ‪ 69‬وما بعدها‪ ،‬مجدي فتحي‬
‫حسين نجم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫(‪ -)2‬محمد عيد المحساان سااعدون‪ ،‬علي سااعد عمران‪ " ،‬دور المجني عليو في انقضاااء الدعوع الجزائية عن طريق الصاالح "‪،‬‬
‫مجلة الكوفة للعلوم القانونية والسياسية‪-‬العراق‪ ،-‬المجلد ‪ ،8‬العدد ‪ ،2015 ،24‬ص ‪.302‬‬
‫(‪ -)3‬فايز عيد الحميد عيد أ السليحات‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫(‪ -)4‬منى محمد يلو حسين‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.240‬‬
‫بالجرم بة ا ا اايء من التفص ا ا اايل في الفص ا ا اال الثاني من الباب الثاني من هذه‬ ‫(‪ -)5‬س ا ا اانتناول نظام التفاوض على اإلعت ار‬
‫الرسالة‪.‬‬
‫(‪ -)6‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫(‪ -)7‬السيد عتيق‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ص ‪.58-57‬‬
‫(‪ -)8‬مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫(‪ -)9‬أس ااامة حس اانين عييد‪ ،‬الص االح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ :‬ماهيتو والنظم المرتبطة بو‪-‬د ارس ااة مقارنة‪ ،-‬رس ااالة دكتوراه‪،‬‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫(‪ -)10‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫(‪ -)11‬منصور عيد السزم عيد الحميد حسان العجيل‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.94‬‬

‫‪227‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المس اايق بالجرم(‪)1‬هو نظام قض ااائي إلدارة‬ ‫والثايت أن نظام المس اااومة أو المثول يناء على االعت ار‬
‫الدعوع العمومية‪ ،‬حيث يرع جانب من الفقو الفرنسا ااي أن هذا النظام هو ةا ااكل من أةا ااكال التصا ااالح يين‬
‫االتفاق‬ ‫السلطة القضائية والمتهم(‪ ،)2‬وتكمن حجة هذا الرأي في حضور عضو النيابة العامة ضمن أط ار‬
‫على فرض العقوبة(‪.)3‬‬
‫المس اايق بالجرم مع نظام المص ااالحة الجزائية‪،‬‬ ‫ويقترب يهذا المفهوم نظام المثول يناء على االعت ار‬
‫يين النظامين‪.‬‬ ‫األمر الذي يقودنا إلى ييان أوجو الةبو واالختز‬
‫‪ -1‬أوجه الشبه بين النظامين‬
‫المسا ا ا اايق بالجرم في عدة جوانب من‬ ‫تتفق المصاا ا ااالحة الجزائية مع نظام المثول يناء على االعت ار‬
‫أهمها‪:‬‬
‫المرجو‬ ‫المس اايق بالجرم في الهد‬ ‫تة ااتراك المص ااالحة الجزائية مع نظام المثول يناء على االعت ار‬
‫من كل منهما وهو تبس ا ا اايا إجراءات الدعوع العمومية(‪ ،)4‬وحل أزمة العدالة الجزائية‪ ،‬كما أنهما ية ا ا ااتركان‬
‫في أن كل منهما يتطلب التقاء إرادتين(‪ ،)5‬فكزهما يةا ا ا ا ا ا ااكل اتفاق يين طرفين(‪ ،)6‬لهما حرية االختيار في‬
‫اللجوء إليهما فالمصالحة الجزائية في بعض األحيان يتم عرضها من قيل النيابة العامة أو من قيل اإلدارة‬
‫المعنية المتضااررة من الجريمة‪ ،‬أو يتم طليها من المتهم أو وكيلو الخاص‪ ،‬وهو حر في قيولها أو رفض اها‪،‬‬
‫المس ا ا ا اايق بالجرم فهو ارخر يتس ا ا ا اام بالحرية في األخذ بو‬ ‫كذلك األمر بالنس ا ا ا اابة للمثول يناء على االعت ار‬
‫وقيولو من قيل المتهم أو عدم قيولو في حالة ما اثر هذا األخير س ا ا ا ا ا االوك اإلجراءات العادية لنظر الدعوع‬

‫(‪ -)1‬قد تينت هذا النظام صراحة كل من إنجلت ار وكندا وأخذت بو ينفس التوسع الذي أخذت بو الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬إذ‬
‫يكون جائ از في جميع الجرائم وخزل جميع مراحل الدعوع العمومية‪ ،‬أما التة ا ا ا ا ا ا اريعات األوروبية كاإلسا ا ا ا ا ا اابانية واإليطالية‬
‫واليرتغالية‪ ،‬أخذت يهذا النظام غير أنها اتسا ا اامت يتضا ا ااييقها لو‪ ،‬حيث اقتصا ا اارت على صا ا اانف معين من الجرائم التي تتميز‬
‫بض اآلة الجسااامة التي يتصااف يها الساالوك اإلجرامي وتفاهة الضاارر‪ ،‬طارق كور‪ ،‬المصااالحة في جريمة الصاار ‪ ،‬أطروحة‬
‫مقدمة لنيل ةا ا ااهادة دكتوراه علوم في القانون العام ‪ ،‬تخصا ا ااص ‪ :‬قانون جنائي دولي ‪ ،‬جامعة اإلخوة منتوري قسا ا اانطينة ‪، 1‬‬
‫كلية الحقوق ‪ ، 2018-2017 ،‬ص ‪.151‬‬
‫إلى تبسا اايا اإلجراءات الجزائية وسا اارعتها‪،‬‬ ‫‪ -‬أخذ بو المةا اارع الفرنسا ااي في إطار اسا ااتحداث المزيد من الوسا ااائل التي تهد‬
‫بموجب القانون رقم ‪ 204-2004‬الص ا ااادر في ‪ 9‬مارس ‪ 2004‬بة ا ااخن العمل على مزئمة العدالة لتطور الظاهرة اإلجرامية‪،‬‬
‫ةريف سيد كامل‪ ،‬الحق في سرعة اإلجراءات الجنائية‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬ط ‪ ( 2‬معدلة)‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ، 2018‬ص ‪ ، 270‬أما بالنسبة للقانون الجزائري ونظيره المصري فقد خز كل منهما من مثل هذا النظام‪.‬‬
‫(‪ -)2‬مجدي فتحي حسين مصطفى نجم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫(‪ -)3‬ميزد بةير ميزد غويطة‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫(‪ -)4‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫(‪ -)5‬ميزد بةير ميزد غويطة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫(‪ -)6‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.80‬‬

‫‪228‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫العمومية(‪ ،)1‬فهما نظامان يقومان على ميدأ الرضائية‪.‬‬


‫كما أن مجال تطييق كز اإلجراءين ال يتسع لجميع أنواع الجرائم‪ ،‬وانما يتحدد نطاقهما بطائفة معينة‬
‫منها(‪.)2‬‬
‫‪ -2‬أوجه االختالف بين النظامين‬
‫المسيق بالجرم‪ ،‬إال‬ ‫رغم وجود أوجو تةابو يين المصالحة الجزائية ونظام المثول يناء على االعت ار‬
‫أنهما يختلفان في عدة نقاط من أهمها‪:‬‬
‫أن المص ا ااالحة الجزائية تس ا ااعى إلى الحيلولة دون تحريك الدعوع العمومية أو إنهائها‪ ،‬ومن ثم تنهي‬
‫الدعوع العمومية في أغلب الحاالت دون حكم جزائي‪ ،‬وال تس ااجل في ص ااحيفة السا اوايق القض ااائية للجاني‪،‬‬
‫الدعوع العمومية بحكم‪-‬بما يقيد تحريك الدعوع العمومية‪-‬‬ ‫يينما ينهي نظام المفاوضا ا ا ا ا ا ااة على االعت ار‬
‫بعقوبة قد تكون هذه العقوبة مالية أو سا ا ااالبة للحرية‪ ،‬وفي كلتا الحالتين يسا ا ااجل الحكم بصا ا ااحيفة الس ا ا اوايق‬
‫للجاني(‪.)3‬‬
‫كما أنهما يختلفان من حيث أن المص ا ااالحة الجزائية يترتب عليها انقض ا اااء الدعوع العمومية يخز‬
‫المس ا ا اايق بالجرم فيترتب عليو النزول بالعقوبة إلى درجة أقل من الة ا ا اادة‪ ،‬أي‬ ‫المثول المة ا ا ااروط باالعت ار‬
‫تبقى فكرة العقوبة قائمة في ظل هذا النظام(‪ ،)4‬إذ ينتج عن األمر الص ا ا ا ا ا ا ااادر بالتص ا ا ا ا ا ا ااديق على المثول‬
‫المةروط باالعت ار ‪ ،‬ذات األثر الذي ينتجو الحكم الصادر باإلدانة(‪.)5‬‬
‫كما يختلفان من حيث أن المص ا ا ا ااالحة الجزائية ال تنتهي بعقوبة س ا ا ا ااالبة للحرية فهي ال تكلف الدولة‬
‫قد يرتب على الدولة أعباء مالية‪ ،‬خاصا ااة إذا ما انتهى‬ ‫ايئا‪ ،‬في حين أن نظام المسا اااومة على االعت ار‬
‫ةا ا ا‬
‫إلى الحكم بعقوبة سالبة للحرية لما تتطلبو رعاية المحكوم عليو وتخهيلو من نفقات(‪.)6‬‬
‫ويختلفان من حيث أن المصا ا ا ااالحة الجزائية في الغالب إجراء غير قضا ا ا ااائي يتم قيل تحريك الدعوع‬
‫المس ا ا اايق بالجرم إجراء قض ا ا ااائي بامتياز العتماده‬ ‫العمومية‪ ،‬في حين أن إجراء المثول يناء على االعت ار‬
‫والتصديق عليو من قيل قاض حكم(‪.)7‬‬
‫بالجرم كخص اال‪ ،‬فقيول تس ااوية‬ ‫ويختلفان أيض ااا من حيث أن المص ااالحة الجزائية ال تتطلب االعت ار‬

‫(‪ -)1‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.41‬‬


‫(‪ -)2‬أس ااامة حس اانين عييد‪ ،‬الص االح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ :‬ماهيتو والنظم المرتبطة بو‪-‬د ارس ااة مقارنة‪ ،-‬رس ااالة دكتوراه‪،‬‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫(‪ -)3‬ميزد بةير ميزد غويطة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫(‪ -)4‬منصور عيد السزم عيد الحميد حسان العجيل‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫(‪ -)5‬أسامة حسنين عييد‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫(‪ -)6‬مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.39-38‬‬
‫(‪ -)7‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.81‬‬

‫‪229‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫بو‪ ،‬يل قد يكون خيا اار للمتصا ا ا ا ا ااالح في التخلص من اثار‬ ‫النزاع عن طريق المصا ا ا ا ا ااالحة ال يعني االعت ار‬
‫المس ا ا اايق بالجرم فإن أس ا ا اااس ا ا ااو هو‬ ‫المتابعة غير المض ا ا اامونة النتائج‪ ،‬أما نظام المثول يناء على االعت ار‬
‫اإلقرار بالجرم‪ ،‬حيث يوفر على النيابة العامة والقاضا ا ا ا ا ا ااي البحث في ثيوت الجرم من خزل أدوات البحث‬
‫التقليدية‪-‬التحقيق االيتدائي والقضائي‪-‬إلى الفصل في العقوبة المناسبة مباةرة(‪.)1‬‬
‫الفئة المةمولة بالمصالحة الجزائية في أغلب التةريعات الجزائية‪ ،‬تةمل الجرائم االقتصادية والمالية‬
‫بالجرم‪،‬‬ ‫وبعض المخالفات التنظيمية‪ ،‬وهذه الجرائم ال يطيق بةا ا ا ا ااخنها نظام المثول على أسا ا ا ا اااس االعت ار‬
‫حيث نجد هذا األخير مجالو الحيوي في جرائم األفراد(‪.)2‬‬
‫مجمل القول‪ ...‬أن نظام المصااالحة الجزائية واألنظمة األخرع من صاالح مدني وتنازل عن الةااكوع‬
‫المسا ا ا ا ا اايق بالجرم‪ ،‬أنظمة تتةا ا ا ا ا ااابو في بعض الجوانب وتختلف في أخرع‪ ،‬وال‬ ‫والمثول يناء على االعت ار‬
‫إال مزيد من التخكيد على ذاتية وخص ا ااوص ا ااية كل نظام واس ا ااتقزليتو‬ ‫يض ا اافي هذا االتفاق أو ذاك االختز‬
‫يذاتو عن ارخر‪.‬‬

‫المطلب الثان ‪ :‬أنواع المصالحة الجزائية وطبيعتها القانونية‬


‫تعد المصالحة الجزائية أحد ارليات األساسية المعتمدة لتحقيق عدالة جزائية تصالحية(‪ ،)3‬حيث تقوم‬
‫على منطق الت ارضا ا ا ااي للتوصا ا ا اال إلى تسا ا ا ااوية ودية للنزاع‪ ،‬كما تقوم على التفاوض ‪ négociation‬والتحاور‬
‫امنا تنازل كل طر عن جزء من ادعائو‪ ،‬وبالتالي يساااهم كل‬ ‫‪ discussion‬يين األط ار ‪ ،‬وهو ما يعني ضا ا‬
‫منهما في التوص اال إلى حل للنزاع الجزائي‪ ،‬فكل طر يبحث بة ااكل أس اااس ااي عن مص ااالحو الخاص ااة عند‬
‫تقديمو لهذا التنازل‪ ،‬إال أن ذلك يقترن دائما بالبحث عن حل للنزاع‪ ،‬فالمص ااالحة تعني التص اار الذي يقوم‬
‫بو كل طر تجاه ارخر "‪.)4(" geste soit accompli par chaque partie vers l’autre‬‬
‫وعليو تخخذ المصالحة الجزائية مكانة هامة ومتميزة من يين يدائل الدعوع العمومية اا‬
‫نظر للمزايا التي‬
‫تتمتع يها فهي نظام ذو فائدة مزدوجة س ا ا اواء بالنسا ا اابة لإلدارة أو السا ا االطة المخولة بالتصا ا ااالح حيث تجنيها‬
‫مخاطر طول اإلجراءات القض ا ااائية وبطئها مما يوفر لها موارد مالية هامة‪ ،‬أو بالنس ا اابة للمتهم حيث يجنبو‬
‫انونا‪ ،‬وقيد اساامو في صااحيفة الس اوايق‬
‫هذا النظام المثول أمام القضاااء ويحميو من قسااوة العقوبات المقررة ق ا‬
‫القضائية‪ ،‬وبالتالي تخفف العبء عن المحاكم(‪)5‬وجهات تنفيذ األحكام(‪.)6‬‬

‫(‪ -)1‬داود زمورة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.233‬‬


‫(‪ -)2‬ميلود دريسي‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫(‪ -)3‬نس اايمة ين طيفور‪ ،‬بحري فاطمة‪ " ،‬العدالة الجنائية التص ااالحية في مجال المال واألعمال‪ :‬الص االح والوس اااطة الجنائيتين‬
‫نموذجا "‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية‪ ،‬السياسية واالقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،57‬العدد ‪ ،2020 ،4‬ص ‪.201‬‬
‫ا‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- jean-Baptiste Perrier, La transaction en matière pénale, Op-Cit, pp 25-27.‬‬
‫(‪ -)5‬وطفة ضياء ياسين‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ص ‪.58-57‬‬
‫(‪ -)6‬رامي متولي القاضي‪ ،‬التصالح في قضايا المال العام‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪230‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ولهذا تعد المص ا ااالحة الجزائية نظام قانوني قائم يذاتو متخص ا اال في معظم التةا ا اريعات المقارنة والتي‬
‫اتفقت على األخذ بو‪ ،‬إال أن طييعتها القانونية ليساات محل اتفاق لدع فقهاء القانون الجنائي‪ ،‬حيث تباينت‬
‫ارراء حول إضا اافاء وصا ااف قانوني معين على طييعة هذا النظام‪ ،‬كما تنوعت صا ااورها وأنواعها حيث درج‬
‫خصوصا‪.‬‬
‫ا‬ ‫عموما والمصالحة الجزائية محل الدراسة‬
‫ا‬ ‫الفقو على تمييز نوعين من الصلح الجزائي‬
‫األمر الذي يقودنا إلى ييان أنواع المص ا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية(الفرع األول)والبحث في ارراء الفقهية التي‬
‫تناولت الطييعة القانونية لهذا النظام(الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األو ‪ :‬أنواع المصالحة الجزائية‪.‬‬
‫األصا ا ا ا ا ا اال العام للصا ا ا ا ا ا االح الجزائي هو الذي يتم يين المجني عليو والمتهم أي يين األفراد وعلى هذا‬
‫األس ا اااس ة ا اارع الص ا االح إلنهاء الض ا ااغائن واألحقاد‪ ،‬وبعد تطور نظام الدولة وظهور المؤسا ا اس ا ااات المختلفة‬
‫وتة ا ا ااعب العزقات التي تربا األفراد يهذه المؤسا ا ا اس ا ا ااات والس ا ا اايما االقتص ا ا ااادية منها‪ ،‬كان اليد من ظهور‬
‫النزاعات نتيجة تيلور هذه العزقات وتعارض المصا ا ا ا ا ا ااالح فيها و بالتالي ظهرت الحاجة إلى إنهاء هذه‬
‫النزاعات بخقل تكاليف وأسا اارع وقت مما أدع إلى ظهور المصا ااالحة يين الدولة واألفراد(‪ ،)1‬فلقد اعتمدت في‬
‫المجال االقتص ااادي والمالي‪ ،‬خاص ااة في ميدان الجمارك والص اار وجرائم الممارس ااات التجارية‪ ،‬ثم توسا اع‬
‫األخذ يهذا النظام ليةمل فئة أخرع من الجرائم من الجنح البسيطة والمخالفات أو ما يصطلح على تسميتو‬
‫حديثاا بالجرائم التنظيمية ‪ ،‬والصلح في المادة الجزائية يخخذ صورتين أساسيتين حيث يعمد أغلب الفقو إلى‬
‫إعمال معيار يقسا ا اام الجرائم حسا ا ااب طييعة الحق المعتدع عليو‪ ،‬ويفرقون في هذا الصا ا اادد يين الصا ا االح في‬
‫الجرائم التي فيها ضرر بالمصلحة العامة‪ ،‬وتلك التي فيها اعتداء على المصلحة الخاصة باألفراد(‪.)2‬‬
‫أما عن هذه األخيرة‪ ،‬أي جرائم األفراد الجائز فيها الصا ا االح‪ ،‬فتةا ا اامل تلك االعتداءات التي تقع على‬
‫حقوق أس ا اااس ا ااية‪ ،‬وجوهرية للفرد‪ ،‬وال تتعداه لتمس بالمص ا ااالح االجتماعية العامة‪ ،‬وهي طائفتان جرائم تهدد‬
‫بالخطر‪ ،‬أو تلحق الضاارر بالحقوق اللصاايقة بةااخص المجني عليو وتةااكل عدو اانا على وجوده المادي أو‬
‫المعنوي‪ ،‬وجرائم تهدد بالخطر‪ ،‬أو تلحق الض ا اارر بالحقوق المالية لإلنس ا ااان أي تة ا ااكل عدو اانا على وجوده‬
‫المالي أو ذمتو المالية‪ ،‬وقد اصااطلح الفقو على تساامية األولى يجرائم االعتداء على األةااخاص‪ ،‬أما الثانية‬
‫فتعر يجرائم االعتداء على األموال(‪.)3‬‬
‫أما المصا ااالحة الجزائية في الجرائم المض ا ارة بالمصا االحة العامة موضا ااوع الد ارسا ااة كيديل تقليدي عن‬
‫الدعوع العمومية‪ ،‬فقد درج الفقو على تقساايمها إلى صااورتين هي األخرع‪ ،‬األولى تتمثل في المص االحة في‬

‫(‪ -)1‬وطفة ضياء ياسين‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.55‬‬


‫(‪ -)2‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.37-36‬‬
‫(‪ -)3‬ليلى قايد‪ ،‬الصلح في جرائم االعتداء على األفراد‪ :‬فلسفتو وصوره وتطييقو في القانون الجنائي المقارن‪ ،‬المرجع السايق‪،‬‬
‫ص‪.224‬‬

‫‪231‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الجرائم االقتصادية والمالية‪ ،‬والثانية هي المصالحة في الجرائم التنظيمية‪ ،‬وهو ما سنيينو فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المصالحة الجزائية ف الجرائم االقتصادية‬
‫(‪)1‬‬
‫إلى تسمية هذا الةكل من أةكال المصالحة الجزائية‪ ،‬بالمصالحة الجزائية‬ ‫يذهب جانب من الفقو‬
‫في الجرائم االقتص ا ااادية والمالية‪ ،‬وأس ا اااس هذه التس ا اامية مرده أن النطاق الموض ا ااوعي لهذه الص ا ااورة والذي‬
‫ينحصر في إطار الجرائم االقتصادية والمالية‪ ،‬وفي هذا الةخن يذهب الفقو الفرنسي إلى التفرقة يين الجرائم‬
‫المالية والجرائم االقتص ااادية‪ ،‬فاألولى تنص ااب على مالية الدولة‪ ،‬أما الثانية فتنص ااب على اقتصا اادها‪ ،‬غير‬
‫أن التفرقة يين مالية الدولة واقتص ااادها أمر عس ااير‪ ،‬القتران مالية الدولة واقتص ااادها في كيان واحد‪ ،‬فمالية‬
‫الدولة تعتير فراعا من اقتص ااادها‪ ،‬وبالتالي يعد اقتص اااد الدولة أعم وأة اامل من ماليتها(‪ ،)2‬لذا اعتمد الباحث‬
‫تسمية المصالحة في الجرائم االقتصادية ألنها تجمع يين المال واالقتصاد‪.‬‬
‫وقد اتجهت السياسة الجزائية في العديد من التةريعات المقارنة وعلى رأسها فرنسا‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫إلى االخذ يإجراء المصا ا ا ااالحة الجزائية كيديل عن الدعوع العمومية وسا ا ا اايب النقضا ا ا ااائها في بعض الجرائم‬
‫االقتصا ااادية(‪ ،)3‬حيث اتجهت هذه التة ا اريعات بالسا اامائ لبعض اإلدارات يإجراء المصا ااالحة مع من يخالف‬
‫القوانين التي تقوم على تطييقها تلك اإلدارات‪ ،‬بحيث تتوقف اإلجراءات الجزائية يهذه المصااالحة‪ ،‬وتنقضااي‬
‫محددا(‪ ،)4‬ويعر الفقو الجريمة االقتصا ا ا ا ا ا ااادية‬
‫ا‬ ‫الدعوع العمومية قيل المخالف الذي يوافق على دفع ا‬
‫ميلغا‬
‫بخنها‪ " :‬كل فعل غير مة ااروع مض اار باالقتص اااد القومي إذا نص على تجريمو في قانون العقوبات‪ ،‬أو في‬
‫القوانين الخاص ا ااة يخطا التنمية االقتص ا ااادية الص ا ااادرة من الس ا االطة المختص ا ااة "(‪ ،)5‬أو هي " كل عمل أو‬
‫امتناع يقع بالمخالفة للتة ا ا ا اريع االقتصا ا ا ااادي‪ ،‬إذا نص على تجريمو س ا ا ا اواء في قانون العقوبات أو القوانين‬
‫الخاصة المتعلقة يخطا التنمية االقتصادية والصادرة من السلطة المختصة لمصلحة الةعب"(‪ ،)6‬والقانون‬
‫االقتصا ا ااادي يعني مجموعة النصا ا ااوص التي من خزلها تتوصا ا اال الدولة لتنمية اقتصا ا ااادها القومي وحماية‬
‫س ااياس ااتها االقتص ااادية(‪ ،)7‬ويقص ااد بالس ااياس ااة االقتص ااادية للدولة بص اافة عامة كل ما يتعلق باتخاذ الق اررات‬

‫(‪ -)1‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ 94‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ -)2‬رياض مفتائ‪ ،‬الجريمة االقتصادية في إطار التقاضي والتصالح في الدول العربية‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2019 ،‬ص ‪.337‬‬
‫(‪ -)3‬محمد خميخم‪ " ،‬انقضاااء الدعوع العمومية بالصاالح في الجريمة االقتصااادية في التة اريع الجزائري"‪ ،‬مجلة الفقو والقانون‬
‫المغربي‪ ،‬العدد ‪ ،2013 ،14‬ص ‪.103‬‬
‫(‪ -)4‬أمين مصاطفى محمد‪ ،‬انقضااء الدعوع الجنائية بالصالح‪:‬وفقا ألحكام القانون رقم ‪،...174‬المرجع الساايق‪،‬ص ص ‪-12‬‬
‫‪13‬‬
‫(‪ -)5‬رياض مفتائ‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.337‬‬
‫(‪ -)6‬علي محمد المييضين‪ ،‬الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫(‪ -)7‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.95‬‬

‫‪232‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫اقتصااادية واجتماعية معينة‪،‬‬ ‫الخاصااة باالختيار يين الوسااائل المختلفة التي يملكها المجتمع لتحقيق أهدا‬
‫والبحث عن أفضل الطرق الموصلة لتحقيق هذه األهدا (‪ ،)1‬وعلى العموم فإن فكرة المصالحة في الجرائم‬
‫طا وثياقا باالختيارات اإليديولوجية التي تعتنقها السلطة السياسية الحاكمة(‪.)2‬‬
‫االقتصادية ترتبا ارتبا ا‬
‫وتتميز الجرائم االقتص ا ا ا ا ا ااادية عن الجرائم العادية األخرع أن معظمها يتم التجريم فيو على أس ا ا ا ا ا اااس‬
‫ضرر وقد يحققو‪ ،‬كما تخرج الجرائم االقتصادية عن بعض القواعد العامة‬ ‫اا‬ ‫الفعل الخطر‪ ،‬وان كان لم يحقق‬
‫أحيانا عن فعل الغير‪،‬‬
‫ا‬ ‫في قانون العقوبات وخاص ا ااة عن أحكام المس ا ااؤولية الجزائية‪ ،‬حيث تجري المس ا ااائلة‬
‫وأهم ما يميز هذا الص ا اانف من اإلجرام هو ازدواجية النظام اإلجرائي المتبع في نظرها‪ ،‬حيث يتابع البعض‬
‫منها وفقا ألصا ا ا ا ا ا ااول اإلجراءات والمحاكمات الجزائية المقررة في القواعد العامة‪ ،‬فيما يخرج عن حدود ذلك‬
‫البعض ارخر من الجرائم االقتص ااادية‪ ،‬فتة ااكل الجريمة االقتص ااادية مخالفة إدارية تنقض ااي فيها المتابعات‬
‫الجزائية بالتصا ا ااالح أو المصاا ااالحة مع اإلدارة المختصاا ااة‪ ،‬والسا ا اايما في القانون الخاص بالجمارك والتهريب‬
‫الجمركي(‪.)3‬‬
‫وترجع العلة في إقرار التة اريعات المقارنة لنظام المصااالحة الجزائية في التة اريعات االقتصااادية‪ ،‬أن‬
‫التجريم في الجرائم االقتص ا ا ا ااادية يرمي إلى كفالة حقوق الخزينة العامة‪ ،‬ومادام هناك وس ا ا ا اايلة أخرع ناجعة‬
‫مثل المص ا ا ا ا ا ا ااالحة تحقق هذا الغرض انتفت الحكمة من توقيع العقاب‪ ،‬فز يهم المجتمع ما ينزل بمرتكب‬
‫الجريما ااة من األلم جراء العقوبا ااة‪ ،‬بقااادر ما ااا يهم تحقيق نفع المجتمع من م ارعااااة مص ا ا ا ا ا ا ا ااالحاااو الما ااادياااة‬
‫واالقتص ا ا ااادية(‪ ،)4‬وبذلك ال تكون هناك جدوع من إنفاق المال واض ا ا اااعة الوقت والجهد في س ا ا ااييل محاكمة‬
‫المتهم‪ ،‬الساايما وأن هذا األخير عند طلبو إجراء المصااالحة يقترن هذا الطلب يإيداء اسااتعداده لدفع المقايل‬
‫الذي تطلبو الجهة المجني عليها(‪.)5‬‬
‫هذا وقد أخذت أغلب التةريعات االقتصادية المقارنة يهذه الصورة من المصالحة الجزائية في بعض‬
‫قوانينها الخاص ااة المتعلقة يتنظيم المجال االقتص ااادي والمالي(‪ ،)6‬وعلى س ااييل المثال ال الحص اار‪ ،‬التةا اريع‬

‫(‪ -)1‬رياض مفتائ‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.336‬‬


‫(‪ -)2‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.105‬‬
‫(‪ -)3‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫(‪ -)4‬محمد خميخم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.103‬‬
‫(‪ -)5‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬الموس ااوعة الة اااملة في‪ ...‬الص االح الجنائي في ض ااوء اراء الفقو وأحكام القض اااء‪ ،‬المرجع الس ااايق‪،‬‬
‫ص‪.132‬‬
‫(‪ -)6‬ميلود دريسي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.38‬‬

‫‪233‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الجمركي(‪ ،)1‬القوانين الضرييية(‪ ،)2‬وبعض المجاالت المرتبطة بالممارسات التجارية‪.‬‬


‫ثانيا‪ :‬المصالحة الجزائية ف الجرائم التنظيمية‬
‫معينة دون أن يكون من‬ ‫يقصاد بالجرائم التنظيمية تلك األفعال التي يعدها المةارع جرائم في ظرو‬
‫أو ظاهرة تستدعي دراسة علمية تنقب وراء العوامل واألسباب(‪ ،)3‬والغاية من‬ ‫غالبا ةذوذ أو انح ار‬
‫ورائها ا‬
‫وراء التجريم فيها تتعلق بالجانب التنظيمي للدولة في ة ا ااتى الميادين‪ ،‬حيث تقتض ا ااي ض ا اارورة تدخل الدولة‬
‫إلى حماية المصا االحة‬ ‫عن طريق مؤس ا اسا اااتها لخلق نظام يسا ااير عليو األفراد واألةا ااخاص المعنوية‪ ،‬يهد‬
‫العامة من كل أةا ا ا ااكال األفعال المض ا ا ا ارة يها‪ ،‬وتةا ا ا ااكل هذه الجرائم نسا ا ا اابة كييرة من الجنح المعاقب عليها‬
‫بالغرامات أو العقوبات السا ا ااالبة للحرية قصا ا اايرة المدة أو المخالفات البسا ا اايطة‪ ،‬ومن أمثلتها جنح ومخالفات‬
‫قااانون المرور وجنح التموين ومخااالفااات النقاال العمومي والجرائم الييئيااة وجرائم قااانون الغااابااات ومخ االفااات‬
‫الصيد بخنواعو(‪.)4‬‬
‫وتتس ا اام الجرائم التنظيمية بض ا ااآلة وبس ا اااطة الض ا اارر االجتماعي الناجم عنها‪ ،‬وقلة خطورة مرتكييها‪،‬‬
‫غالبا ما تسااتغرق‬
‫وامكان تكرارها من جانب األفراد دون أن يةااكل ذلك خطورة على المجتمع‪ ،‬وهذه الجرائم ا‬
‫أوقااات المحاااكم وغااالاباا مااا تنتهي يتوقيع غ ارمااات ماااليااة على مرتكييهااا‪ ،‬وال تكون محزا لإلنكااار من جاااناب‬
‫مرتكييها‪ ،‬لذلك حرصت التةريعات الجزائية المقارنة على إجازة المصالحة فيها(‪.)5‬‬
‫وتتميز هذه الفئة من الجرائم عن الجرائم االقتصااادية أنها تتم يين محرر المحضاار– ضااابا الةاارطة‬
‫المص ااالحة في القوانين االقتص ااادية فهي تتم يين المتهم والدولة ممثلة‬ ‫القض ااائية‪ -‬أو النيابة العامة يخز‬
‫في بعض الو ازرات أو المصا ااالح‪ ،‬كما أنها غير جائزة إال في مرحلة ما قيل المحاكمة وال تجوز المصا ااالحة‬
‫بعد إحالة الدعوع إلى المحكمة‪ ،‬أما المص ا ااالحة في الجرائم االقتص ا ااادية فهي جائزة في أي وقت منذ وقوع‬
‫الجريمة إلى حين صا ا ا ا ا اادور حكم بات في الدعوع يل قد تمتد إلى ما بعد الحكم في بعض الجرائم‪ ،‬كما أن‬
‫المصا ا ا ا ا ااالحة في الجرائم التنظيمية يلتزم بعرضا ا ا ا ا ااها محرر المحضا ا ا ا ا اار أو النيابة على المتهم‪ ،‬في حين أن‬
‫المصا ا ا ا ا ا ااالحة في القوانين االقتصا ا ا ا ا ا ااادية ال تلتزم اإلدارة بعرضا ا ا ا ا ا ااها على المتهم‪ ،‬يل قد يطلب المتهم فيها‬
‫المصالحة ولها حق الرفض فهي أمر جوازي لها(‪.)6‬‬

‫(‪ -)1‬المااادة ‪ 265‬من قااانون الجمااارك الجزائريااة‪ ،‬المااادة ‪ 350‬من قااانون الجمااارك الفرنس ا ا ا ا ا ا ايااة‪ ،‬المااادة ‪ 124-119‬من قااانون‬
‫الجمارك الصرية‪.‬‬
‫(‪ -)2‬المواد ‪ L 248‬و‪ L 249‬من دفتر اإلجراءات الجنائية‪ ،‬المادة ‪ 138‬من قانون الضرائب على الدخل المصري‪.‬‬
‫(‪ -)3‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬المرةد في الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو وأحكام القضاء وفقا ألحدث التعديزت‪ ،...‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪ ، 138‬عيد اللطيف أيو دربالة عيد الفاضل األزرق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫(‪ -)4‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.40-39‬‬
‫(‪ -)5‬رامي متولي القاضي‪ ،‬التصالح في قضايا المال العام‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.117-116 .‬‬
‫(‪ -)6‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.377-376 .‬‬

‫‪234‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫والحكمة من وراء إقرار التةريعات المقارنة إلجراء المصالحة الجزائية في الجرائم التنظيمية هي عدم‬
‫جدوع إض ا ا ا اااعة الوقت والجهد والمال في نظر دعاوع تافهة في ذاتها‪ ،‬وبالتالي عدم إثقال كاهل القض ا ا ا اااء‬
‫والتخفيف عن المحاكم وافسائ الوقت للتفرغ لما هو أهم من القضايا‪ ،‬خاصة وقد يقضي فيها بالميلغ نفسو‬
‫الذي تنص عليو المصا ا ا ا ااالحة‪ ،‬والذي يحمل معنى العقوبة(‪ ،)1‬أما الحكمة من وراء المصا ا ا ا ااالحة في الجرائم‬
‫االقتص ااادية فهي حص ااول الدولة على مس ااتحقاتها المالية وتحص اايل قيمة الض اارر الذي أص ااايها فمص االحة‬
‫الدولة المالية تقف وراء هذه المصالحة(‪.)2‬‬
‫وتخخذ أغلب التةريعات المقارنة ينظام المصالحة في هذه الجرائم التنظيمية‪ ،‬ومنها التةريع الفرنسي‬
‫حيث نظم صور هذه المصالحة في بعض نصوص القوانين التنظيمية كقانون الطرق السريعة‪-‬المادة ‪-8‬‬
‫‪ L116‬قانون النقل بالسا ا ا ا ا ا ااكك الحديدية‪-‬المادة ‪ ،-L 2241 –3‬قانون النقل النهري ‪ -L4472 -2‬قانون‬
‫الغابات‪ ،-L 161-25 -‬قانون الييئة‪ -‬المادة ‪ ،-L 173-12‬قانون الريف والصيد البحري‪ -‬المادة ‪L -10‬‬
‫‪ ،-205‬ففي التةا ا ا ا اريع الفرنس ا ا ا ااي عدد الس ا ا ا االطات المس ا ا ا ااموئ لها باقترائ هذا النوع من اإلجراءات في تزايد‬
‫مستمر(‪ ،)3‬أما بالنسبة للتةريع المصري فنجد هذه الصورة من المصالحة الجزائية في نص المادة ‪ 80‬من‬
‫قانون المرور‪ ،‬والمادة ‪ 9‬في فقرتها الخامس ااة من قانون رقم ‪ 106‬لس اانة ‪ 2012‬تجيز إجراء المص ااالحة في‬
‫ة ا ا ا ااخن النظافة العامة‪ ،‬أما بالنس ا ا ا اابة للتةا ا ا ا اريع الجزائري نجد أن تينيو لنظام المص ا ا ا ااالحة في مجال الجرائم‬
‫جدا إن لم نقل ة اابو معدوم على غرار نظيره المص ااري‪ ،‬فقد ورث التةا اريع الجزائري عن‬
‫التنظيمية محتة اام ا‬
‫نظيره الفرنسااي فكرة المصااالحة في المخالفات التنظيمية إال أنو لم يتوسااع فيها كما فعل هذا األخير‪ ،‬والتي‬
‫تخخذ صااورتين‪ :‬غرامة الصاالح المنصااوص عليها في المادة ‪ 381‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج أي مخالفات القانون العام‬
‫البسيطة‪ ،‬والغرامة الجزافية المنصوص عليها في المادة ‪ 392‬من ق إج ج أي مخالفات قانون المرور(‪.)4‬‬
‫الفرع الثان ‪ :‬الطبيعة القانونية للمصالحة الجزائية‬
‫إلى جعل هذه األخيرة أكثر‬ ‫تيرز المصا ااالحة الجزائية كإحدع وسا ااائل السا ااياسا ااة الجزائية التي تهد‬
‫فاعلية‪ ،‬وأكثر مراعاة لحقوق اإلنسان‪ ،‬مما يثير جوانب ةتى ترتبا بطييعتها القانونية(‪.)5‬‬
‫ويقصا ااد يتحديد الطييعة القانونية ألي ظاهرة من الظواهر القانونية القيام بعملية تكييفها بقصا ااد اليت‬
‫في مس ا ا ا ا ا ا ااخلاة انتماائهاا إلى نظاام قاانوني ماا أكثر من انتماائهاا إلى نظاام قاانوني اخر‪ ،‬وباالتاالي فاإن بحاث‬

‫(‪ -)1‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬المرةد في الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو وأحكام القضاء وفقا ألحدث التعديزت‪ ،...‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪ .138‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.376‬‬
‫(‪ -)2‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.376‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪- Sarah-Marie Cabon, Op-Cit, pp 353-354.‬‬
‫(‪ -)4‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.42-41‬‬
‫(‪ -)5‬أيو بكر علي محمد أيو سيف‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.102‬‬

‫‪235‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الطييعة القانونية للمصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية يؤدي إلى مراجعة ما قيل من قيل الفقو عن النظام القانوني الذي‬
‫تنتمي إليو المصالحة أكثر من غيره(‪.)1‬‬
‫إال أن هذه الطييعة لم تكن محل اتفاق يين فقهاء القانون الجنائي‪ ،‬حيث أن إضا اافاء وصا ااف قانوني‬
‫األنظمة القانونية التي نظمت موضااوع المصااالحة الجزائية‪،‬‬ ‫على طييعة المصااالحة وتكييفو تباين باختز‬
‫هاما في تحديد جوهر هذه المصا ا ااالحة‪ ،‬مما أدع إلى تباين في‬
‫دور ا‬
‫فقد لعيت السا ا ااياسا ا ااة التة ا ا اريعية للدول اا‬
‫طييعتها القانونية(‪.)2‬‬
‫ويعد تحديد الطييعة القانونية للمص ا ا ااالحة في المواد الجزائية من المس ا ا ااائل بالغة التعقيد‪ ،‬ويرجع ذلك‬
‫لعدة أسا ا ا ااباب منها أن أغلب التة ا ا ا اريعات إن لم نقل كلها لم تضا ا ا ااع تعريفا للمصا ا ا ااالحة الجزائية على غرار‬
‫د‬
‫التةاريع الجزائري والفرنسااي والمصااري‪ ،‬األمر الذي انعكس على تعدد التعاريف الفقهية كما ساايق ييانو‪ ،‬يل‬
‫فمنها من يسا ا ا ا اامي هذا النظام بالمصا ا ا ا ااالحة كالتة ا ا ا ا اريع الجزائري‬ ‫(‪)3‬‬
‫إنها اختلفت في تحديد المصا ا ا ا ااطلحات‬
‫والفرنسي ‪ Transaction‬ومنها من سماه بالتصالح كالتةريع المصري‪ ،‬كما أن السيب في ذلك يعود إلى أن‬
‫المة ا اارع الجزائري على وجو الخص ا ااوص لم يورد خطة موحدة في معالجة المص ا ااالحة الجزائية‪ ،‬ولم يض ا ااع‬
‫نظرية عامة يهذا النظام‪ ،‬وانما اقتص ا ا اار إيراد بعض النص ا ا ااوص التي تنظم حاالت متفرقة بحيث ال يجمع‬
‫الطييعة القانونية للمص ا ا ااالحة‬ ‫فيما يينها قواس ا ا اام كافية لتجعل منها نسا ا ا ااقا متماثزا مما انعكس على اختز‬
‫الزاوية التي ينظر منها إليو‪.‬‬ ‫الجزائية(‪ ،)4‬وبذلك اختلفت طييعة هذا اإلجراء باختز‬
‫وكما ساايق ييانو يميز الفقو يين صااورتين للمصااالحة الجزائية في الجرائم المض ارة بالمصاالحة العامة‪،‬‬
‫وبذلك تختلف الطييعة القانونية للمصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية فيما إذا كانت تتعلق بالصا ا ا ا ا ا ااورة األولى أي بالجرائم‬
‫االقتص ااادية‪ ،‬أو تتعلق بالص ااورة الثانية أي بالجرائم التنظيمية‪ ،‬وهو ما س اانتناولو بة اايء من التفص اايل على‬
‫النحو ارتي ييانو‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الطبيعة القانونية للمصالحة الجزائية ف الجرائم االقتصادية‬
‫من المساالم بو أن الصاالح في المنازعات المدنية عقد ينهي بموجبو الطرفان ما يينهما من نزاع حاالا‪،‬‬
‫ويتوقيان بو ما قد ينةااخ يينهما من نزاع في المسااتقيل‪ ،‬حيث يجد الصاالح أصاالو التاريخي في رحاب القانون‬
‫المدني‪ ،‬ومن ثم فز صا ا ااعوبة في الجزم بطييعتو التعاقدية الص ا ا ارفة(‪ ،)5‬إال أن األمر في المواد الجزائية جد‬
‫نظر للطييعة المزدوجة للمصا ا ااالحة الجزائية حيث تتطلب الحصا ا ااول على رضا ا ااا المتهم من ناحية‪،‬‬
‫مختلف اا‬

‫(‪ -)1‬أمينة سماعين فراقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.362‬‬


‫(‪ -)2‬ةهد أياد حازم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ، 32‬حيدر المالكي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫(‪ -)3‬طارق كور‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫(‪ -)4‬فايز عيد الحميد عيد أ السليحات‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫(‪ -)5‬أحمد محمد يراك‪ ،‬العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية المعاصرة‪ ،...‬المرجع السايق‪ ،‬ص‪.602‬‬

‫‪236‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫كما تتطلب الخضا ا ااوع لعقوبة جزائية من ناحية أخرع‪ ،‬وهو ما أسا ا ااس لجدل عميق حول طييعتها القانونية‪،‬‬
‫نظاما ذو طييعة عقايية أم عقدية(‪ ،)1‬وهو ما سنتناولو بالبحث فيما يلي‪:‬‬
‫فيما إذا كانت ا‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -I‬الطبيعة العقدية للمصالحة الجزائية ف الجرائم االقتصادية‬
‫لقد حمل ضا ا ا اارورة توافر الرضا ا ا ااا يين مرتكب الجريمة واإلدارة إلجراء المصا ا ا ااالحة في هذا النوع من‬
‫الجرائم جانب من الفقو إلى اعتبار المص ا ااالحة الجزائية في الجرائم االقتص ا ااادية ذات ص ا اافة عقدية بما أنها‬
‫تساا ااتوجب تزقي اإلرادتين وتنازل كزهما عن جزء من حقو‪ ،‬فاإلدارة تتنازل عن إقامة الدعوع العمومية أو‬
‫عن تنفيذ الحكم‪ ،‬في حين يتنازل المخالف عن الضا ا ا ا ا ا اامانات القانونية التي تكفلها لو إجراءات المحاكمة‬
‫الجزائية‪ ،‬هذا وان كان هذا الجانب من الفقو قد اتفق أص ا ا ا ا ااحابو على أن المص ا ا ا ا ااالحة الجزائية ذات طييعة‬
‫عقدية‪ ،‬إال أنهم اختلفوا في تكييف المصالحة في الجرائم االقتصادية وفق أي نوع من العقود(‪ ،)3‬فتنازع هذا‬
‫االتجاه ثزث تيارات فكرية‪ ،‬األول يرع أن المصالحة الجزائية في الجرائم االقتصادية عقد مدني(‪ ،)4‬والثاني‬
‫يرع أنها عقد إذعان أما الثالث فيرع أصحابو أنها عقد إداري‪ ،‬وهو ما سنتناولو فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬المصالحة الجزائية ف الجرائم االقتصادية عقد مدن‬
‫(‪)5‬‬
‫المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية في هذا النوع من الجرائم بخنها عقد مدني بحت‬ ‫يكيف جانب كيير من الفقو‬

‫(‪ -)1‬أس ا ااامة حس ا اانين عييد‪ ،‬الص ا االح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ :‬ماهيتو والنظم المرتبطة بو‪-‬د ارس ا ااة مقارنة‪ ،-‬دار النهض ا ااة‬
‫العربية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.46-45‬‬
‫(‪ -)2‬يطلق بعض الفقو على هذا النوع من المصااالحة‪ :‬تصااالح اإلدارة مع المتهم‪ ،‬إذ يرون أن تقييد تصااالح اإلدارة مع المتهم‬
‫يهذا النوع من الجرائم فقا هو تقييد غير ميرر‪ ،‬إذ أن المصا ا ااالحة الجزائية في هذا اإلطار تةا ا اامل جرائم ليسا ا اات من الجرائم‬
‫االقتصا ا ا ااادية بالمعنى الدقيق لها‪ ،‬كما أن القوانين المختلفة تينت مواقف متباينة عند تنظيم الجرائم االقتصا ا ا ااادية‪ ،‬وكذلك فإن‬
‫نطاق الجريمة االقتصادية لم يتحدد بعد بةكل واضح مما يؤدي إلى صعوبة كييرة في اعتبار أن تصالح اإلدارة ينحصر في‬
‫الجرائم االقتصادية‪ ،...‬محمد سزمة يني طو‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.83-82 .‬‬
‫(‪ -)3‬رياض مفتائ‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.379-378‬‬
‫(‪ -)4‬يقصد بالعقد المدني في هذا المجال عقد الصلح‪ ،‬مراد يلولهي ‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.107‬‬
‫(‪ -)5‬من أنصا ا ااار هذا الرأي‪ :‬حسا ا اان صا ا ااادق المرصا ا اافاوي‪ ،‬المرصا ا اافاوي في أصا ا ااول اإلجراءات الجنائية‪ ،‬منةا ا ااخة المعار ‪،‬‬
‫اإلسا ا ا ا ا ا ااكناادريااة‪ ،‬مصا ا ا ا ا ا اار‪ ،2000 ،‬ص ‪ ،206‬عوض محمااد عوض‪ ،‬المبااادئ العااامااة في قااانون اإلجراءات الجنااائيااة‪ ،‬دار‬
‫المطيوعات الجامعية‪ ،‬اإلسا ااكندرية‪ ،‬مصا اار‪ ،1999 ،‬ص ‪ ،139‬سا اار الختم عثمان إدريس‪ ،‬النظرية العامة للصا االح الجنائي‪،‬‬
‫النظرية العامة للصا ا ا االح‪ ،‬رسا ا ا ااالة دكتوراه‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،1989 ،‬ص ‪ 167‬وما بعدها‪ ،‬نييل لوقا يباوي‪ ،‬جرائم تهريب النقد‬
‫ومكافحتها‪ ،‬رسا ا ا ااالة دكتوراه‪ ،‬كلية الد ارسا ا ا ااات العليا‪ ،‬أكاديمية الةا ا ا اارطة‪ ،1992 ،‬ص‪ ،348‬محمد علي سا ا ا ااالم عياد الحليي‪،‬‬
‫الوسا اايا في ة ا ارئ قانون المحاكمات األردني‪ ،‬دار بغداد للنةا اار والتوزيع‪ ،‬عمان‪( ،‬د س)‪ ،‬ص ‪ ،177‬عيد الفتائ مصا ااطفى‬
‫الصا اايفي‪ ،‬اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ج ‪ ،1‬دار الهدع للمطيوعات‪ ،‬اإلسا ااكندرية‪ ،1998 ،‬ص ‪ ،108‬مةا ااار إليهم لدع‪ :‬طو أحمد‬
‫عيد العليم‪ ،‬الموس ا ااوعة الة ا اااملة في‪ ...‬الص ا االح الجنائي‪ ،...‬المرجع الس ا ااايق‪ ،‬ص ‪ ،154‬أحمد محمد محمود خلف‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪ 93‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪-Jean PRADEl, Droit pénale, procédure pénale, Cujas, Paris, 1997, Tom II, n° 185, p 203.‬‬

‫‪237‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫يتماثل مع عقد الصلح المنصوص عليو في القانون المدني(‪ ،)1‬فهو عقد تبادلي ييرم يين اإلدارة أو السلطة‬
‫(‪ ،)2‬والتي تقايلها‬ ‫المختصا ا ااة ومرتكب الجريمة‪ ،‬يخضا ا ااع لألحكام القانونية العامة للمادة ‪ 2044‬من ق م‬
‫اعا‬
‫المادة ‪ 549‬من ق م م والمادة ‪ 459‬من ق م ج‪ ،‬وبالتالي فهو عقد ملزم لجانيين ينهي بو الطرفان نز ا‬
‫اعا محتمزا يين مرتكب الجريمة واإلدارة(‪ ،)3‬فمن حيث كونو عقد فهو يتطلب اجتماع‬‫قائما أو يتوقيان بو نز ا‬
‫ا‬
‫(‪)5‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫إرادتين هما إرادة المتهم وارادة اإلدارة ‪ ،‬إذ يقوم يتطايق اإليجاب والقيول ‪.‬‬
‫وبمااا أنااو عقااد ينطوي على تنااازل تبااادلي يين الطرفين اإلدارة من جهااة والمتهم من جهااة أخرع(‪،)6‬‬
‫حيث يتنازل كل طر عن بعض حقوقو‪ ،‬فتتنازل الجهة اإلدارية عن طلب رفع الدعوع العمومية‪ ،‬ويتنازل‬
‫مرتكب الجريمة عن ضا ا اامانات التحقيق والمحاكمة العادلة التي يكفلها لو القانون‪ ،‬ولهذا تكيف المصا ا ااالحة‬
‫الجزائية في الجرائم االقتصادية بخنها عقد رضائي كما هو حاصل في الصلح المدني(‪.)7‬‬
‫فهي وفق ااا له ااذا الرأي تصا ا ا ا ا ا اار ق ااانوني(‪)8‬من ج ااانيين‪ ،‬ويطلق الفق ااو على ه ااذا االتج اااه النظري ااة‬
‫التقليدية(‪.)9‬‬
‫حيث يرع أصا ا ا ا ا ا ااحاب التيار التقليدي أن المصا ا ا ا ا ا ااالحة ذات طابع مدني عقدي يتوافر فيها األركان‬
‫األسااساية لعقد الصالح المدني(‪ ،)10‬فعنصار النزاع القائم أو المحتمل موجود في المصاالحة الجزائية‪ ،‬يل هو‬
‫في حسا ا ا ا ا اام النزاع فهي بز ةا ا ا ا ا ااك متوافرة ويمكن‬ ‫متوقعا فقا‪ ،‬وبخصا ا ا ا ا ااوص نية األط ار‬
‫ا‬ ‫نزاع مؤكد وليس‬
‫اسااتخزصااها من لجوء كل من اإلدارة والمتهم إلى إيرام مصااالحة يينهما‪ ،‬إذ ال يمكن أن تتجو إرادتهما إلى‬

‫مةار إليو لدع‪ :‬أمينة سماعين فراقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.366‬‬
‫(‪ -)1‬محمد صزئ السيد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪- Rozenn CREN, Op-Cit, p 255.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪- NAAR Fatiha, La transaction pénale en matière économique, Thèse pour le doctorat en science, Spécialité:‬‬
‫‪Droit, Université Mouloud Mammeri de TIZI-OUZOU, Faculté de droit et science politique, 2013, p 115.‬‬
‫(‪ -)4‬إيراهيم حامد طنطاوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.28-27‬‬
‫(‪ -)5‬طزل جديدي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.202‬‬
‫(‪ -)6‬ة ااهد أياد حازم‪ ،‬المرجع الس ااايق‪ ،‬ص ‪ ،38‬محمد س االيمان حس ااين المحاس اانة‪ ،‬التص ااالح وأثره على الجريمة االقتص ااادية‪،‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.100-99‬‬
‫(‪ -)7‬س االيمان ين ناص اار ين محمد العجاجي‪ ،‬أحكام التص ااالح الجنائي‪ ،‬بحث مقدم كورقة عمل لندوة التحكيم الجنائي‪ ،‬جامعة‬
‫نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،2012 ،‬ص ‪.17‬‬
‫في مجال القانون الخاص‪ ،‬ييد أن الفقو المقارن‪ ،‬دأب على اسااتخدامو في مجال القانون‬ ‫(‪ -)8‬اسااتخدام هذا المصااطلح مخلو‬
‫الجنائي‪ ،‬ويقص ااد بالتصا ار القانوني‪ :‬عمل إرادي ص ااادر عن اإلنس ااان لترتيب اثار قانونية وفي المجال الجنائي يقص ااد بو‪:‬‬
‫اإلرادة لترتيب اثار جنائية‪ ،‬محمد حكيم حسين حكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.97‬‬ ‫انص ار‬
‫(‪ -)9‬أحمد محمد يراك‪ ،‬العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية المعاصرة‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬المرجع السايق‪،‬‬
‫ص‪.603‬‬
‫(‪ -)10‬طارق كور‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.155‬‬

‫‪238‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫غاية أخرع غير وضع حد لخصومتهما(‪.)1‬‬


‫أما عن عنصا ا اار التنازالت المتبادلة‪ ،‬فالمصا ا ااالحة تقوم على عقد ملزم للجانيين ينطوي على تنازالت‬
‫متبادلة يين الطرفين بقصااد إنهاء النزاع القائم‪ ،‬ولقد عرض هذه النظرية ‪ " R.Gassin‬قاسييين" ولكنو لم ييلغ‬
‫في درجة تحليلو درجة التخييد الذي لقيتو من قيل ‪ " Allix‬أليكس و‪ " Roux‬روكس"‪ ،‬إذ يرع هذان الفقيهان‬
‫أن التماس أحد الطرفين من ارخر أن يعقد معو اتفااقا ال ينزع عن هذا االتفاق صا ا ا ا ا ا اافة العقد‪ ،‬ثم إن هذا‬
‫العقد يرتب حقواقا يتنازل عنها كل من الطرفين‪ ،‬فبالنسا ا ا ا ا ا اابة للمتهم فإنو يتنازل عن حقو في المحاكمة أمام‬
‫القضاء‪ ،‬والدليل على هذا أنو يإمكانو أن يرفض المصالحة إذا ةاء خاصة إذا كان عرض المصالحة من‬
‫أيضا أن يسحب طلبو بالتسوية ما لم تقيلو اإلدارة(‪.)2‬‬ ‫جانب اإلدارة ولو ا‬
‫ويض ا ا ا اايف أص ا ا ا ااحاب هذا الرأي أن طييعتها تس ا ا ا ااتند إلى الرض ا ا ا ااا‪ ،‬ويؤكد في هذا الة ا ا ا ااخن األس ا ا ا ااتاذ‬
‫‪ M.Guyomar‬أن الطييعة التعاقدية إلجراء المصا ا ااالحة تفترض مسا ا ااباقا المرافقة الحرة والمسا ا ااتنيرة لمرتكب‬
‫الجريمة محل النزاع ‪ ،)3(Le consentement libre et éclairé de l’auteur des faits litigieux‬ومن ثم فز‬
‫يمكن فرض ا ااها على أي من الطرفين‪ ،‬ألن ذلك يجعل اإلرادة مة ا ااوبة بعيب اإلكراه الذي يفس ا ااد المص ا ااالحة‬
‫أحكاما خاصة في الجرائم االقتصادية‪ ،‬فإن‬
‫ا‬ ‫ويبطلها(‪ ،)4‬وبما أن التسوية الصلحية عقد فإذا لم يورد المةرع‬
‫األصل الرجوع إلى أحكام القانون المدني(‪.)5‬‬
‫وقد ةايع هذا االتجاه‪ ،‬جانب من الفقو والقضاء الفرنسي‪ ،‬فالفقو اإلداري والجنائي الفرنسي‪ ،‬يرع أن‬
‫المصالحة بمثابة عقد يين اإلدارة كطر والمتهم في الجريمة كطر اخر‪ ،‬يخضع هذا العقد لذات القواعد‬
‫المنص ا ااوص عليها في المادة ‪ 2044‬من القانون المدني الفرنس ا ااي‪ ،‬وقد أيدت محكمة النقض الفرنس ا ااية في‬
‫أحكامها هذا االتجاه‪ ،‬وأض ا ا ا ا ا ا ااافت بخن هذا العقد يتمتع بقوة ملزمة للطرفين‪ ،‬تتمثل في دفع المتهم لمقايل‬
‫التصالح‪ ،‬وتقوم اإلدارة يوقف اإلجراءات الجزائية قيل المتهم(‪.)6‬‬
‫وقد أخذ القض ا ا اااء المص ا ا ااري يهذا التكييف‪ ،‬حيث اتجو القض ا ا اااء اإلداري في مص ا ا اار إلى القول بخن‬
‫عقدا من عقود المعاوضا ا ا ااة‪ ،‬فز يتيرع أحد المتصا ا ا ااالحين لآلخر‪ ،‬وانما‬
‫التصا ا ا ااالح في الجرائم المالية يعتير ا‬
‫ينزل كل منهما عن جزء من ادعائو بمقايل‪ ،‬ومن ثم فز يحمل الصا ا ا ا االح معنى التعاقد من جانب واحد‪ ،‬أو‬
‫التيرع‪ ،‬أو التصر يدون مقايل‪ ،‬وانما المعاوضة بقصد حسم النزاع القائم أو توقي نزاع محتمل ولذا كانت‬

‫(‪ -)1‬ليلى قايد‪ ،‬الصلح في جرائم االعتداء على األفراد‪ :‬فلسفتو وصوره وتطييقو في القانون الجنائي المقارن‪ ،‬المرجع السايق‪،‬‬
‫ص ص‪.107-106 .‬‬
‫(‪ -)2‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪،‬ص ‪.260‬‬
‫‪)3(-‬‬
‫‪Bertrand de Lamy, " Chronique de droit pénal constitutionnel: France", Revue de science criminelle et de droit pénal‬‬
‫‪comparé, Vol 3, N 3, 2015, p 716.‬‬
‫(‪ -)4‬محمد سزمة يني طو‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ، 85‬وطفة ضياء ياسين‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫(‪ -)5‬سعادي عار محمد صوافطة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫(‪ -)6‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.98‬‬

‫‪239‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫األهلية المةترطة لعقد الصلح هي أهلية التصر بعوض في الحقوق التي يةملها الصلح(‪.)1‬‬
‫وقد أيدت المحكمة الدس ااتورية العليا في مص اار هذا االتجاه حيث قض اات بخن المص ااالحة في الجرائم‬
‫الجمركية عقد مدني يستند إلى إرادة المتعاقدين اللذين تزقيا على التصالح فيما يينهما(‪.)2‬‬
‫هذا وقد تعرض هذا االتجاه إلى نقد كيير ألنو ال يمكن التسا ا ا االيم للمصا ا ا ااالحة الجزائية يذات الطييعة‬
‫موض ا ا ا ااوع كل من الص ا ا ا االحين‪ ،‬فالمص ا ا ا ااالحة في المواد الجزائية‬ ‫القانونية للص ا ا ا االح المدني‪ ،‬وذلك الختز‬

‫تس ا ا ااتوجب أن يكون النزاع ا‬


‫قائما أو وجد فيما س ا ا اايق وليس فقا محتمل الظهور أو يمكن اس ا ا ااتة ا ا اافافو‪ ،‬على‬
‫عكس الص ا ا ا ا ا االح المدني الذي يمكن أن يكون فيو النزاع محتمزا ويكون للص ا ا ا ا ا االح فيو دور واقي وهنا يكمن‬
‫األساااسااي يين الصاالح المدني والمصااالحة الجزائية(‪ ،)3‬كما يضاايف أنصااار هذا االتجاه‪ ،‬أنو وان‬ ‫االختز‬
‫كان كل منهما ينعقد يإرادة أطرافو‪ ،‬فإن الصا ا ا ا ا ا االح المدني ينعقد يإرادة أطرافو‪ ،‬بما لديهم من سا ا ا ا ا ا االطة في‬
‫اوما في الدعوع على عكس المصااالحة الجزائية التي ال يمكن إجراؤها إال بمناساابة‬ ‫التصاار ال لكونهم خصا ا‬
‫جريمة وقعت وفقا للرخص ا ااة التي خولها القانون لمرتكب الجريمة باعتباره طرافا في الخص ا ااومة الجزائية‪ ،‬ال‬
‫مدنيا‪ ،‬وفي حدود الس ا ا ا االطة التقديرية لإلدارة‬
‫صا ا ا ا اا ا‬
‫يناءا على س ا ا ا االطة التص ا ا ا اار المخولة لو باعتباره ةا ا ا ا اخ ا‬
‫ا‬
‫المعنية(‪ ،)4‬كما أن التزام اإلدارة في مقايل التزام المتهم يقوم على مسخلة عامة وليست خاصة‪ ،‬هي التزامها‬
‫ال تتحكم في تحديد األثر‬ ‫بعدم رفع الدعوع العمومية والمطالبة بعقاب المتهم‪ ،‬وعلى ذلك فإرادة األط ار‬
‫المترتب على المص ااالحة يل أن القانون هو الذي يحدد هذا األثر وهو انقض اااء س االطة المجتمع في العقاب‬
‫وليس هذا من طييعة العقد المدني الذي يحدد أطرافو يإرادتهما ارثار المترتبة عليو(‪.)5‬‬
‫وهناك اتجاه في الفقو يقوده األس ا ااتاذ ‪" Dupré‬دوبريه" الذي يرع أن يين الص ا االح في القانون المدني‬
‫ايفا أن المصااالحة في القانون الجزائي يمنحها طر هو‬ ‫والمصااالحة في القانون الجزائي فراقا ةاااسا ااعا‪ ،‬مضا ا‬
‫اإلدارة ذات السا ا االطة في مواجهة مرتكب مخالفة يساا اايطر على العقد إن كان ثمة عقد‪ ،‬كما أن المصا ا ااالحة‬
‫الجزائية مصدرها إجرامي وطييعتها قمعية في حين أن الصلح المدني يغلب عليو الطابع التعاقدي‪ ،‬وخلص‬
‫إلى القول أن تنازل اإلدارة رضائي أما تنازل المخالف فهو قسري‪ ،‬ويذهب األستاذ ‪ " Nazario‬نزاريو" أبعد‬

‫(‪ -)1‬قضاء إداري‪ ،‬في ‪20‬و‪06‬و‪ ،1965‬مجموعة المكتب الفني لمبادئ محكمة القضاء اإلداري‪ ،‬مةار إليو لدع‪ :‬علي محمد‬
‫المييضين‪ ،‬الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة في القانون األردني‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫(‪ -)2‬دس ااتورية عليا‪ ،‬القض ااية رقم ‪ 6‬لس اانة ‪ 17‬قض ااائية‪ 4 ،‬ماي ‪ ،1996‬الجريدة الرس اامية‪ ،‬العدد ‪ 16 ،19‬ماي ‪ ،1996‬ص‬
‫‪ 871‬وما بعدها‪ ،‬مةار إليو لدع‪ :‬محمد صزئ السيد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫(‪ -)3‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.266‬‬
‫(‪ -)4‬أمينة سماعين فراقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.367‬‬
‫(‪ -)5‬أنيس حس اايب الس اايد المحزوي‪ ،‬الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية‪ :‬د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو‬
‫اإلس ا اازمي‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬المرجع الس ا ااايق‪ ،‬ص ص ‪ ،180-179‬س ا االيمان ين ناص ا اار ين محمد العجاجي‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ص ‪.18-17‬‬

‫‪240‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫من ذلك بحيث ال يعتر أصزا يتنازل اإلدارة(‪.)1‬‬


‫وعليو فهما يختلفان من حيث التنازالت المتبادلة‪ ،‬فالمصا ا ا ا ا ااالحة المدنية تتميز أسا ا ا ا ا ااا اس ا ا ا ا ا اا بالتنازالت‬
‫المتبادلة من الطرفين‪ ،‬وهي الخاصية التي ال تتوافر في المصالحة الجزائية ألن اإلدارة ال تخسر أي ةيء‬
‫في حال تخليها عن المتابعة الجزائية(‪.)2‬‬
‫ويض ا ا ا ا اايف أص ا ا ا ا ااحاب هذا الرأي أنو ال يمكن اعتبار المص ا ا ا ا ااالحة الجزائية إجراء تفاوض ا ا ا ا ااي حقيقي‬
‫‪ Véritable négociation‬فهي مجرد إجراء من إجراءات العدالة التصالحية ‪Mais seulement une justice‬‬
‫‪ consensuelle‬فخصا ا ا ا ا ا اال النزاع‪-‬الجريمة‪-‬ونوع التدايير التي يمكن اقتراحها والتي ينظمها القانون‪ ،‬كل ذلك‬
‫من ةا ا ا ا ا ااخنو أن يجعل من المسا ا ا ا ا ااتحيل الحديث عن التنازالت المتبادلة بمعناها الحقيقي‪ ،‬وموافقة السا ا ا ا ا االطة‬
‫المختص ا ا ا ااة واحتمال فة ا ا ا اال هذه العملية‪ ،‬وانقض ا ا ا اااء الدعوع العمومية من يين عديد العناص ا ا ا اار التي تيتعد‬
‫بالمصا ا ا ااالحة الجزائية عن فكرة العقد الحقيقي(‪ ،)3‬ويرع البعض ارخر‪ ،‬أنو حتى وان سا ا ا االمنا يوجود ةا ا ا اارط‬
‫التنازالت المتبادلة يين الجاني وسلطة المتابعة فهي ال تندرج تحت الوصف الدقيق للصلح المدني(‪.)4‬‬
‫وفض ازا عن ذلك فإنو يتعذر افتراض تخلي المتهم عن الضاامانات التي يقررها لو القانون‪ ،‬إذ ال يجد‬
‫اندا من القانون‪ ،‬كما أن أغليها يتعلق بالنظام العام‪ ،‬ومن ثم فز يص ا ا ا ا ا ااح التنازل عنها‪،‬‬
‫مثل هذا القول س ا ا ا ا ا ا ا‬
‫خاصا ااة وأن المتهم حين يقيل المصا ااالحة مع اإلدارة المعنية ال يقدم أية تنازالت‪ ،‬ألنو ال يقدم على ذلك إال‬
‫إذا ترجح لديو أنو مذنب لكي يتجنب العقوبات المحكوم يها‪ ،‬والتي قد يحكم يها ضا ا ااده‪ ،‬أما إذا كان يعتقد‬
‫يقيل تقديمو للمحاكمة(‪.)5‬‬ ‫يراءتو فإنو لن يوافق على المصالحة‪ ،‬وانما سو‬
‫ولهذا ينتقد جانب من الفقو الفرنسي هذا االتجاه‪ ،‬فز يوجد في الحقيقة تنازل متبادل كما يرع أنصار‬
‫االتجاه القائل بالطييعة المدنية للمصا ا ا ااالحة الجزائية في الجرائم االقتصا ا ا ااادية‪ ،‬فالعزقة يين المتهم واإلدارة‪،‬‬
‫تقاس من عدم التوازن‪ ،‬وما يذهب إليو البعض من وجود هذا التنازل المتبادل محض خيال‪ ،‬فيتم التص ااالح‬
‫تحت تهديد المتهم بالدعوع العمومية‪ ،‬ومن ثم فز يوجد دور بارز وواضا ا ا ا ا ا ااح للمتهم‪ ،‬وهو ما يطلق عل يو‬
‫بالرضااا‪ ،‬ويتمثل التنازل الحقيقي في تخلي المتهم عن اإلجراءات القضااائية(‪ ،)6‬كما يرع ‪ Perrier J- B‬أنو‬
‫من الصا ااعب للغاية اعتبار موافقة الطر المعني صا ااادرة عن إرادة حرة بالقدر الكافي‪ ،‬في مواجهة التهديد‬
‫والمتابعة في حالة رفض االقترائ بالمصالحة(‪.)7‬‬

‫(‪ -)1‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.270‬‬


‫(‪ -)2‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪- Bertrand de Lamy, Op-Cit , p 717.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- Sarah-Marie Cabon, Op-Cit, p 360.‬‬

‫(‪ -)5‬أحمد محمد يراك‪ ،‬العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية المعاصرة…‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص‪.605‬‬
‫(‪ -)6‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪- Bertrand de Lamy, IBID , p 717.‬‬

‫‪241‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫طييعة الرضااا واإللزام في المصااالحة الجزائية‪ ،‬عن الرضااا الموجود في العقود‬ ‫وبذلك يتضااح اختز‬
‫المدنية(‪ ،)1‬فمن الصاعوبة بمكان وضاع المصاالحة الجزائية عن جريمة ما مع اإلدارة ضامن إطار العزقات‬
‫ميلغا من المال كخثر لجريمتو في‬
‫الحرة التعاقدية بسيب أن المصالحة الجزائية تقوم على أساس دفع المتهم ا‬
‫مقايل عدم قيام اإلدارة المعنية بطلب تحريك الدعوع العمومية ضده(‪.)2‬‬
‫ونظر ألنها مقيدة‬
‫اا‬ ‫ونظر للطابع االس ا ااتثنائي الذي يميزها‪،‬‬
‫اا‬ ‫أخير يمكن القول أن المص ا ااالحة الجزائية‬
‫و اا‬
‫حصر ينص القانون صراحة‪ ،‬وهي على ضيق نطاقها تنصب على‬ ‫اا‬ ‫إذ ال يسمح يها إال في حاالت محددة‬
‫الدعوع العمومية التي ال يجوز فيها الصاالح المدني رغم مجالو الواسااع‪ ،‬وقد عير األسااتاذ ‪" Dupré‬دوبريه"‬
‫عن اليون الة ا اااس ا ااع الذي يفص ا اال الص ا االح المدني عن المص ا ااالحة الجزائية بقولو‪ " :‬إن مجال الص ا االح في‬
‫القانون المدني رحب غير أنو موصا ا ا ا ا ا ااد أمام الدعوع العمومية‪ ،‬وبالمقايل فإن مجال المصاا ا ا ا ا ااالحة الجزائية‬
‫ينحصر في الدعوع العمومية فحسب"(‪.)3‬‬
‫العديدة يين الص االح المدني والمص ااالحة الجزائية والتي تبعد يينهما أكثر‬ ‫وبالرغم من أوجو االختز‬
‫مما تقربهما‪ ،‬فإن أص ااحاب النظرية العقدية لم يس ااتس االموا ألوجو النقد العديدة التي وجهت للنظرية التقليدية‪،‬‬
‫حيث ظهر تيار يقول بخن المصالحة الجزائية عقد من عقود االذعان‪ ،‬األمر الذي سنتناولو فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -2‬المصالحة الجزائية ف الجرائم اإلقتصادية عقد إ عان‬
‫دفعت االنتقادات السايق اإلةارة إليها‪ ،‬بعض الفقهاء من أنصار الصفة العقدية للمصالحة الجزائية‪،‬‬
‫عقدا من عقود اإلذعان(‪ )4‬التي يفرض‬
‫السيما منها المصالحة الجزائية في الجرائم االقتصادية إلى اعتبارها ا‬
‫فيها أحد الطرفين ةروطو على ارخر دون أن يكون لهذا األخير التفاوض على تلك الةروط‪.‬‬

‫(‪ -)1‬أحمد محمد يراك‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.605‬‬


‫(‪ -)2‬محمد سزمة يني طو‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫(‪ -)3‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.267‬‬
‫(‪ -)4‬أول من اسااتعمل مصااطلح "عقد اإل عان" للتعيير عن المصااطلح الفرنسااي ‪ Contrat d’adhésion‬هو السينهوري‪ ،‬وهذه‬
‫التسمية أصح من التسمية الفرنسية التي معناها عقد االنضمام ألن " اإلذعان"‪ ،‬يدل على معنى االضطرار في القيول يينما‬
‫االنضمام أوسع داللة‪ ،‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.272‬‬
‫ولقد اسااتعمل المةاارع الجزائري مصااطلح " عقد اإلذعان" في نص المادة ‪ 70‬من القانون المدني‪ " :‬يحصاال القيول في عقود‬
‫اإلذعان بمجرد التس االيم بة ااروط مقررة يض ااعها الموجب وال يقيل مناقة ااة فيها "‪ ،‬وهو ذات المصاااطلح الذي أخذ بو المةااارع‬
‫المصري ينص المادة ‪ 100‬من قانون رقم ‪ 131‬لسنة ‪ 1948‬المتعلق بالقانون المدني ينصو على‪ :‬القيول في عقود اإلذعان‬
‫يقتصاار على مجرد التسااليم بةااروط مقررة يضااعها الموجب وال تقيل مناقةااة فيها "‪ ،‬أما المةاارع الفرنسااي فاسااتعمل كما ساايق‬
‫‪:‬‬ ‫ذكره مصطلح االنضمام الذي يراد بو اإلذعان في نص المادة ‪ 1110‬من ق م‬
‫‪« La contrat d’adhésion est celui qui comporte un ensemble de clauses non négociables, déterminées à l’avance‬‬
‫‪par l’une des parties ».‬‬
‫"عقد التبادل هو عقد يتضمن مجموعة من الةروط غير القايلة للتفاوض‪ ،‬يتم تحديدها مسباقا من قيل أحد الطرفين"‪.‬‬

‫‪242‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫وظهر اصا ااطزئ عقود اإلذعان ألول مرة في نهاية القرن التاسا ااع عةا اار‪ ،‬في وقت لم تكن فيو فكرة‬
‫المساااواة يين المتعاقدين قد تيلورت على نحو كا ‪ ،‬ذلك أنو قد يحدث في إطار بعض العزقات التعاقدية‪،‬‬
‫قدر ضئيزا من الحرية في تكوين العقد‪ ،‬فيذعن لمجموعة‬
‫نفسو في وضع يمارس فيو اا‬ ‫أن يجد أحد األط ار‬
‫من الينود التي تكون من إمزء الطر ارخر‪ ،‬نتيجة لما يحظى بو من امتياز غير متوافر للطر ارخر‪،‬‬
‫فز يكون هناك محزا للتفاوض أو مناقةة ةروط العقد(‪.)1‬‬
‫ولم يتفق الفقهاااء على تعريف واحااد لعقااد اإلذعااان غير أنهم يجمعون على أن مااا يميزه عن باااقي‬
‫العقود هو عدم وجود حوار أو مناقةا ا ا ا ا ا ااة لينوده إذ يحدد محتواه ومضا ا ا ا ا ا اامونو يإرادة واحدة وال يبقى للطر‬
‫ارخر إال االنضمام إلى تلك اإلرادة المنفردة(‪.)2‬‬
‫ويقص ااد بعقد اإلذعان " العقد الذي يس االم فيو القايل بة ااروط مقررة يض ااعها الموجب وال يقيل مناقة ااة‬
‫فيها‪ ،‬وذلك يتعلق بسا ا ا ا االعة أو مرفق ضا ا ا ا ااروري محل احتكار قانوني أو فعلي أو تكون المناقةا ا ا ا ااة محدودة‬
‫النطاق في ةخنها "(‪.)3‬‬
‫فهو العقد الذي يفرض فيو أحد الطرفين ةروطو على ارخر‪ ،‬دون أن يملك الطر ارخر مناقةتو‬
‫في ذلك‪ ،‬كعقد العمل الذي يفرض فيو رب العمل ةا ا ا ا ا ا ااروطو على العامل‪ ،‬وفي المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية في‬
‫الجرائم االقتصا ا ااادية تفرض الجهة اإلدارية كطر قوي كل ةا ا ااروطها على المتهم الذي يطلب المصا ا ااالحة‬
‫دون أن يملك هذا األخير إال أن يذعن لتلك الة ااروط(‪ ،)4‬وذلك بالنظر إلى أن عزقة اإلدارة مع المتهم في‬
‫إيرام المص ا ا ا ااالحة تعاني من عدم التوازن وانعدام المس ا ا ا اااواة يين طرفيها(‪ ،)5‬ألن أحدهما يوجد في وض ا ا ا ااعية‬
‫اقتصا ااادية أفضا اال تسا اامح لو يوضا ااع كل ينود وةا ااروط العقد مسا ااباقا من غير أن يكون للمتعاقد‪-‬المتهم أو‬
‫المخالف‪ -‬أن يناقةا ااها فهو مخير يين القيول أو عدم القيول(‪ ،)6‬إال أنو في الغالب ال يسا ااع هذا األخير إال‬
‫أن يقيل‪ ،‬حيث ال غنى لو عن التعاقد إذا أراد تجنب العقوبة اليدنية(‪ ،)7‬ومع ذلك يبقى لو خيار اخر يتمثل‬

‫(‪ -)1‬أس ا ااامة حس ا اانين عييد‪ ،‬الص ا االح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ :‬ماهيتو والنظم المرتبطة بو‪-‬د ارس ا ااة مقارنة‪ ،-‬دار النهض ا ااة‬
‫العربية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.79-78‬‬
‫(‪ -)2‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪،‬ص ‪.272‬‬
‫(‪ -)3‬منصور عيد السزم عيد الحميد حسان العجيل‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫(‪ -)4‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬المرة ا ا ااد في الص ا ا االح الجنائي في ض ا ا ااوء اراء الفقو والقض ا ا اااء وفقا ألحدث التعديزت‪ ،...‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫(‪ -)5‬أمينة سماعين فراقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.368-367‬‬
‫(‪ -)6‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.346-345‬‬
‫(‪ -)7‬رياض مفتائ‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.380‬‬

‫‪243‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫في قيولو المثول أمام القضاء‪ ،‬وقد ييدو هذا الوضع األخير أفضل لو إذا قدر هو ذلك(‪.)1‬‬
‫وأهم ما يميز هذا النوع من العقود أنها(‪:)2‬‬
‫‪ -‬عقود عامة وغير ة ا ا ااخص ا ا ااية فاإليجاب فيها موجو إلى كل الناس وهو واحد للجميع وان رفض ا ا ااو‬
‫ةخص فإن غيره قد يقيلو‪.‬‬
‫‪ -‬عقود دائمة وتوضا ا ا ا ااع بةا ا ا ا ااكل مسا ا ا ا ااتمر كعقود نموذجية وفي الغالب تكون مطيوعة ومدتها غير‬
‫محددة‪.‬‬
‫عقودا نموذجية تقرر ةااروطها مسااباقا وال يمكن تغييرها أو‬
‫اير ضااياقا لكونها ا‬
‫‪ -‬عقود دقيقة تفساار تفسا اا‬
‫تبعا لةخص القايل‪.‬‬‫تعديلها ا‬
‫وتتمثل فكرة األس ااتاذ ‪ J. GHESTIN‬في أن عدم المس اااواة يين الطرفين وعدم حرية تقريره مض اامون‬
‫االتفاق في المسائل الجزائية ال يستبعدان مفهوم العقد عن المصالحة الجزائية‪ ،‬ألنها تتم من خزل الرضا‪،‬‬
‫وألن األمر األس ا اااس ا ااي هنا هو أن التس ا ااوية تنة ا ااخ في النهاية من اتفاق اإلرادات وليس عن قرار من طر‬
‫اإليجاب‪ ،-‬حتى وان كان وزن إحدع اإلرادات ثقيزا بة ااكل خاص‬ ‫واحد‪ -‬المهم أن يص اادر قيول يص اااد‬
‫في هذا االتفاق‪ ،‬ورغم أن موافقة الطر ارخر كانت نتيجة إذعان‪ ،‬فإن هذا ال ينفي الص اافة التعاقدية عن‬
‫الية المصالحة الجزائية(‪ ،)3‬بمعنى أنو يكيف العقد في هذه الحالة على أنو عقد إذعان‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫من‬ ‫فيما يذهب رأيي في الفقو إلى أن المص ا ا ا ا ااالحة الجزائية في الجرائم االقتص ا ا ا ا ااادية عمل قانوني‬
‫جانيين‪ ،‬يتماثل مع عقود اإلذعان المنصا ا ا ا ا ا ااوص عليها في المواد المدنية‪ ،‬فتتم يتوافق إرادتين وال عيرة لما‬
‫يقال بخن أحد المتعاقدين ضعيف أمام الطر ارخر(‪.)5‬‬
‫إال أن هذا الرأي هو ارخر كان محل نقد‪ ،‬حيث أنو افترض أن جهة اإلدارة هي الطر القوي في‬
‫المصااالحة‪ ،‬في حين أن جهة اإلدارة لها مصاالحة تسااعى إلى تحقيقها من هذه المصااالحة ال تقل أهمية عن‬
‫مصا االحة المتهم‪ ،‬وهي تحصا اايل مساااتحقات الخزينة العمومية‪ ،‬وهي الغاية من إجازة المصا ااالحة في الجرائم‬

‫(‪ -)1‬أمين مصطفى محمد‪ ،‬انقضاء الدعوع الجنائية بالصلح‪ :‬وفقا ألحكام القانون رقم ‪ 174‬لسنة ‪1998‬يتعديل بعض أحكام‬
‫قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،....‬المرجع السايق‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫(‪ -)2‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.273‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪- Sarah-Marie Cabon, Op-Cit, p 368.‬‬
‫أثر دون النظر إلى اإلرادة المتجهة‬
‫(‪ -)4‬األعمال القانونية ‪ Faits Volontaires‬بالمعنى الضيق‪ :‬هي التي يرتب القانون عليها اا‬
‫إلى تحقيق ارثار‪ ،‬يل العيرة فقا باتجاه اإلرادة إلى الواقعة المكونة للعمل ويطلق عليها أيضا ا ا ا ا ا ااا أعمال مادية‪ ،‬على خز‬
‫التص ا ا ا ا ا ا ارفات القانونية‪ :‬وهي أعمال إرادية يرتب القانون عليها ارثار التي يرع أنها الزمة لتحقيق هذه اإلرادة‪ ،‬أي أن اإلرادة‬
‫لها دخل في تحديد هذه ارثار‪ ،‬لمزيد من التفاصيل أنظر‪ :‬أمينة سماعين فراقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.363‬‬
‫(‪ -)5‬علي محمد المييضين‪ ،‬الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪244‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫االقتصادية مما يجعل طرفي المصالحة على قدم المساواة(‪ ،)1‬وأن طرفي المصالحة في الجرائم االقتصادية‬
‫ال تتدخل في ترتيب اثار التصا ا ااالح إذ أن هذه ارثار عادة يرتيها المةا ا اارع بالنص الذي يجيز المصا ا ااالحة‪،‬‬
‫كثير عن المتهم بالنسبة لترتيب اثار‬
‫وبالتالي فإن الجهة اإلدارية أو النيابة العامة ليست في مركز مختلف اا‬
‫المصااالحة‪ ،‬وهو ما ينفي أن تكون المصااالحة الجزائية في الجرائم االقتصااادية عقد إذعان(‪ ،)2‬ويضااا إلى‬
‫ذلك أن الموجب في عقد اإلذعان يعرض إجابو في ةاكل إذعان أي ال يقيل مناقةااة فيو‪ ،‬فز يسااع الطر‬
‫ارخر إال أن يقيل‪ ،‬حيث ال غنى لو عن التعاقد‪ ،‬أما في المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية فإن المتهم ليس ملزم في‬
‫جميع األحوال بقيولها‪ ،‬إذ أنو يملك خيار اخر يتمثل في قيولو أن يسلك طريق اإلجراءات القضائية العادية‬
‫والمثول أمام القضاء(‪.)3‬‬
‫وبذلك يتخكد مدع صااعوبة القول بخن المصااالحة الجزائية عقد إذعان ناهيك عن الصاالح المدني‪ ،‬مما‬
‫يؤكد خصوصيتها وذاتيتها المستقلة عن اإلجراءين‪.‬‬
‫‪ -3‬المصالحة الجزائية ف الجرائم اإلقتصادية عقد إداري‬
‫في إطااار تطور رأي الفقااو في التكييف القااانوني للمص ا ا ا ا ا ا ااالحااة الجزائيااة‪ ،‬وبعااد أن انتقاال الفقااو بعقااد‬
‫المصالحة الجزائية من نطاق العقد المدني الرضائي إلى عقد اإلذعان‪ ،‬تطورت النظرة إلى صفة المصالحة‬
‫الجزائية لتصل يها إلى مرتبة العقد اإلداري(‪.)4‬‬
‫فاتجو جانب من أنصار الصفة العقدية للمصالحة الجزائية في الجرائم االقتصادية(‪ ،)5‬والتي تتم يين‬
‫عقدا إدارايا(‪ ،)6‬فهي وسيلة إدارية ذات طييعة إدارية‬
‫اإلدارة من جانب واألفراد من جانب اخر‪ ،‬إلى اعتبارها ا‬
‫ثنائية األط ار إلنهاء المتابعة القضااائية(‪ ،)7‬حيث يذهب الفقيو ‪ j. F. Dupré‬إلى تمثيل المصااالحة الجزائية‬
‫في الجرائم االقتص ااادية يوجو خاص بالعقد اإلداري باعتبار أن أحد طرفيها‪-‬اإلدارة‪-‬ة ااخص من أةا اخاص‬

‫(‪ -)1‬طو أحمد عيد العليم‪،‬المرةد في الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو والقضاء‪،...‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪158-157‬‬
‫(‪ -)2‬أحمد محمد يراك‪ ،‬العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية المعاصرة‪ ،...‬المرجع السايق‪ ،‬ص‪.606‬‬
‫(‪ -)3‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫(‪ -)4‬فايز عيد الحميد عيد أ السليحات‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫(‪ -)5‬مدحت عيد الحليم رمضان‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪-Merle (R) et Vitu (A), traite de droit criminel, procédure pénale, CUJAS, 5 ed, 2001, n° 65, p84.‬‬
‫مةار إليو لدع‪ :‬رامي متولي القاضي‪ ،‬التصالح في قضايا المال العام‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪-Jean-François Dupré, La transaction en matière pénale, librairies techniques, paris, 1997, p185.‬‬
‫مةار إليو لدع‪:‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬المرةد في الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو والقضاء‪،...‬المرجع السايق‪،‬ص ‪.158‬‬
‫(‪ -)6‬محمد صزئ السيد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫(‪ -)7‬رامي متولي القاضي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.57‬‬

‫‪245‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ةخصا من أةخاص القانون العام(‪.)2‬‬


‫ا‬ ‫القانون العام(‪ ،)1‬إذ يعد العقد إدارايا متى كان أحد أط ار المصالحة‬
‫ويقصد بالعقد اإلداري ذلك االتفاق الذي يعهد بمقتضاه ةخص من أةخاص القانون العام‪ ،‬إلى أحد‬
‫أةا ااخاص القانون الخاص‪ ،‬يإدارة وتسا اايير مرفق عام‪ ،‬متوس ا ازا في ذلك يوسا ااائل القانون العام‪ ،)3(...‬وعليو‬
‫يكون العقد إداريا إذا كان مرتبا ينةاااط مرفق عام من حيث تنظيمو وتسااييره وادارتو واسااتغزلو‪ ،‬وأن تتجو‬
‫إرادة المتعاقدين عند إيرامو إلى األخذ بخساااليب القانون العام‪ ،‬وتضاامين العقد ةاارو ا‬
‫طا اسااتثنائية غير مخلوفة‬
‫في القانون الخاص(‪.)4‬‬
‫وهي الةا ااروط التي يرع أصا ااحاب هذا الرأي توفرها في المصا ااالحة الجزائية‪ ،‬فز أحد يةا ااكك في أن‬
‫أحد طرفي المصا ا ا ا ااالحة في المواد الجزائية ةا ا ا ا ااخص من القانون العام‪ ،‬فإدارة الجمارك أو إدارة المنافسا ا ا ا ااة‬
‫واألسا ااعار أو وزير المالية‪ ...‬هي أةا ااخاص معنوية من القانون العام وهي جزء ال يتج أز من الدولة(‪ ،)5‬واذا‬
‫الزما في جميع العقود اإلدارية فإن الصا ا اافة اإلدارية للعقد‬
‫ار ا‬ ‫كان وجود أحد أةا ا ااخاص القانون العام عنصا ا ا اا‬
‫إنما تتحدد في ضااوء معيارين هما‪ :‬تساايير مرفق عام‪ ،‬والخضااوع لنظام اسااتثنائي‪ ،‬مع مزحظة أن العزقة‬
‫يين هذين المعيارين هي محض عزقة تبادلية‪ ،‬بمعنى أن العقد يكون إداريا حتى ولو تض ا ا ا ا ا اامن ة ا ا ا ا ا اارو ا‬
‫طا‬
‫مخلوفة‪ ،‬وفقا لقواعد القانون الخاص‪ ،‬طالما أنو يكفل مهمة تنفيذ وتساايير مرفق عام(‪ ،)6‬وأما معيار الةااروط‬
‫االس ا ا ااتثنائية(‪ ،)7‬فقد ثيت عدم كفايتها يل وحتى عدم ض ا ا اارورتها‪ ،‬بعد أن أص ا ا اابح تس ا ا اايير المرفق العام هو‬
‫المعيار الفاصا ا اال في القول بمدع توافر الصا ا اافة اإلدارية للعقد من عدمو(‪ ،)8‬وان كان القول يوجود ةا ا ااروط‬
‫استثنائية يستلزم سيق القول يوجود أحد أةخاص القانون العام يتولى فرضها‪ ،‬بما لو من سلطة عامة‪ ،‬وفي‬

‫(‪ -)1‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.276‬‬
‫(‪) 2‬‬
‫‪-dans la mesure où l’une parties à la transaction est une personne publique, le contrat est alors qualifié‬‬
‫‪d’administratif ", NAAR Fatiha, Op-Cit, p 117.‬‬
‫(‪ -)3‬أس ااامة حس اانين عييد‪ ،‬الص االح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ :‬ماهيتو والنظم المرتبطة بو‪-‬د ارس ااة مقارنة‪ ،-‬رس ااالة دكتوراه‪،‬‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫(‪ -)4‬محمد سااليمان حسااين المحاساانة‪،‬التصااالح وأثره على الجريمة االقتصااادية‪،‬دار وائل للنةاار والتوزيع ‪،‬المرجع السااايق‪،‬ص‬
‫‪.101‬‬
‫(‪ -)5‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق ‪،‬ص ‪.276‬‬
‫(‪ -)6‬أس ااامة حس اانين عييد‪ ،‬الص االح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ :‬ماهيتو والنظم المرتبطة بو‪-‬د ارس ااة مقارنة‪ ،-‬رس ااالة دكتوراه‪،‬‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫طا غير مخلوفة ‪-‬اسا ا ا ااتثنائية‪ -‬تلك التي ال نجدها عادة في العقد الميرم يين‬
‫(‪ -)7‬تعتير في نظر مجلس الدولة الفرنسا ا ا ااي ةا ا ا اارو ا‬
‫المتعاقدين حقوقا وتحملهم‬ ‫األفراد‪ ،‬فيما عرفت الةااروط غير المخلوفة في عقود القانون الخاص بانها تلك التي تمنح األط ار‬
‫التزامات غريبة بطييعتها عن تلك التي يمكن أن يوافق عليها بحرية أي منهم في نطاق القوانين المدنية والتجارية‪ ،‬وبصا ا ا ا ا اافة‬
‫طا غير مخلوفة تلك التي تتضا اامن منح امتيازات السا االطة العامة في مواجهة الطر المتعاقد معها‪ ،‬أحسا اان‬
‫عامة تعتير ةا اارو ا‬
‫يوسقيعة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.277‬‬
‫(‪ -)8‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.145‬‬

‫‪246‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫معرض المص ا ا ااالحة الجزائية‪ ،‬نجد أن الطر األقوع هو س ا ا االطة عامة تتمتع بامتيازات القانون العام‪ ،‬التي‬
‫تمكنها من إمزء ةااروطها على المتهم‪ ،‬وهي بحق ةااروط غير مخلوفة في عقد الصاالح المدني كفرض دفع‬
‫ميلغ من المال للخزانة العامة(‪.)1‬‬
‫وال ريب أن المصا ا ا ااالحة الجزائية تسا ا ا اااهم في إدارة والتخفيف عن مرفق القضا ا ا اااء‪ ،‬بما يكفل للجهات‬
‫القض ااائية الجزائية القدرة على التخلص من تض ااخم القض ااايا على مس ااتوع المحاكم وازديادها بص ااورة كييرة‪،‬‬
‫األمر الذي من ةخنو أن يثقل كاهلها‪ ،‬وللمصالحة الجزائية من خزل العقود التي تيرمها مساهمة فعالة في‬
‫إدارة وتسا ا ا ا اايير مرفق القضا ا ا ا اااء‪ ،‬ومن ثم يمكن النظر إليها على أنها عقد إداري(‪ ،)2‬ويخلص أنصا ا ا ا ااار هذا‬
‫عقدا يين أحد أةااخاص القانون العام ( الدولة ) اتجاه‬ ‫االتجاه إلى طرئ مفاده أن المصااالحة الجزائية تعتير ا‬
‫ة ا ا ا ا ااخص القانون الخاص (المخالف)‪ ،‬ويتم االتفاق يينهما على أداء ميلغ المص ا ا ا ا ااالحة الجزائية وفقا إلرادة‬
‫الطر األول‪ ،‬وبدون تدخل إلرادة المخالف‪ ،‬األمر الذي تعتير بو المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية بمثابة عقد إداري‬
‫بالمعنى القانوني والفقهي(‪.)3‬‬
‫ويرع جانب اخر من الفقو الفرنس ا ااي‪ ،‬أن المص ا ااالحة الجزائية في الجرائم االقتص ا ااادية عقد إداري ذا‬
‫طييعة جزائية‪ ،‬وتتمثل تلك الخاصا ااية في قيام اإلدارة المعنية يتحديد ميلغ المصا ااالحة بقرار منها‪ ،‬ويرضا ااخ‬
‫المتهم لتنفيذ هذا القرار ودفع الميلغ دون مناقةا ا ا ا ا ا ااة‪ ،‬وفي حالة رفض المتهم المصا ا ا ا ا ا ااالحة تتخذ اإلجراءات‬
‫الجزائية قيلو وفق اإلجراءات العادية‪ ،‬فض ا ا ا ا ا ازا عن تمتع اإلدارة بسا ا ا ا ا االطة تقديرية واسا ا ا ا ا ااعة في تحديد ميلغ‬
‫المصالحة حسب جسامة الجريمة وظروفها(‪.)4‬‬
‫وقد قوبل هذا التوجو بالرفض‪ ،‬حيث لم يسلم من سهام النقد لعدة اعتبارات أهمها‪:‬‬
‫ال يمكن اعتبار المص ا ا ااالحة الجزائية في ص ا ا اانف العقود اإلدارية‪ ،‬ألن مناط العقد اإلداري هو خدمة‬
‫مصا ا ا ااالح اإلدارة لتحقيق احتياجاتها لذا فهي تفرض الةا ا ا ااروط على المتعاقد‪ ،‬لكن المص ا ا ااالحة الجزائية هي‬
‫امتياز تقدمو اإلدارة للمخالف وبإمكان هذا األخير رفضا ا ااو‪ ،‬كما أن الطابع االسا ا ااتثنائي لينود العقد اإلداري‬
‫غير متوفر في المصا ا ااالحة الجزائية(‪ ،)5‬على أسا ا اااس أن الةا ا ااروط التي ترد في هذا العقد ليسا ا اات من قييل‬
‫الةا ا ا ا ا ا ااروط غير المخلوفة في القانون الخاص‪ ،‬وانما هي محاولة إليجاد أفضا ا ا ا ا ا اال الحلول لإلدارة من خزل‬
‫حصولها على حقوقها(‪.)6‬‬

‫(‪ -)1‬أس ا ااامة حس ا اانين عييد‪ ،‬الص ا االح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ :‬ماهيتو والنظم المرتبطة بو‪-‬د ارس ا ااة مقارنة‪ ،-‬دار النهض ا ااة‬
‫العربية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫(‪ -)2‬طارق كور‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.162‬‬
‫(‪ -)3‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.349‬‬
‫(‪ -)4‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.102-101‬‬
‫(‪ -)5‬سعادي عار محمد صوافطة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫(‪ -)6‬محمد سزمة يني طو‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.86‬‬

‫‪247‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫كما أنو إذا س ا ا ا ا االمنا بخن المص ا ا ا ا ااالحة الجزائية هي عقد إداري‪ ،‬فهذا يجعلنا نوكل االختص ا ا ا ا اااص في‬
‫المنازعات التي تنةا ااخ عنها يين اإلدارة والمخالف إلى القضا اااء اإلداري‪ ،‬ولكن بالرجوع إلى واقع المصا ااالحة‬
‫الجزائية نجد أن االختصا اااص في هذا النوع من المصا ااالحة التي تكون اإلدارة طرافا فيها‪ ،‬يسا ااتبعد ص ا اراحة‬
‫اختصاص القضاء اإلداري بالفصل في هذه المسائل وجعلها من اختصاص القضاء العادي(‪.)1‬‬
‫ضا ا ااف إلى ذلك أن اإلدارة وما لديها من سا ا االطة قادرة على فرض جزاءات على الطر ارخر غير‬
‫األمر في المص ااالحة الجزائية التي ال تملك في ة ااخنها النيابة العامة أو‬ ‫الملتزم بة ااروط العقد‪ ،‬على خز‬
‫اإلدارة المتصا ا ا ااالحة مع المخالف سا ا ا ااوع التحول إلى إجراءات المتابعة العادية في حالة إخزل هذا األخير‬
‫يواجباتو التعاقدية اتجاه اإلدارة المعنية أو النيابة العامة‪ ،‬وهذا ما يجعلنا ننفي صا ا ا ا ا ا اافة العقد اإلداري على‬
‫المصالحة الجزائية(‪.)2‬‬
‫أما النقد الموجو ألص ا ااحاب الرأي القائل بخن المص ا ااالحة الجزائية في الجرائم االقتص ا ااادية عقد إداري‬
‫ذو طييعة جزائية‪ ،‬يسااتند إلى أن ةااروط المصااالحة الجزائية ومقايلها محددان سا االفا بموجب القانون(‪ ،)3‬وأن‬
‫اجال دفع غرامة المص ااالحة كذلك محددة من قيل المة اارع عن طريق النص ااوص القانونية وليس من طر‬
‫اإلدارة‪ ،‬كذلك اةا ا ا ا ا ا ااتراط إيداع كفالة من طر المخالف إلتمام إجراءات المصا ا ا ا ا ا ااالحة ينص عليها القانون‬
‫أخير نفس المزحظة بالنسا ا اابة للتخلي عن محل الجريمة ووسا ا ااائل النقل‬
‫وليسا ا اات محل اقترائ من اإلدارة‪ ،‬و اا‬
‫المستخدمة في التهريب مثز‪ ،‬فإنها محددة بموجب النصوص القانونية وليست تابعة لزختصاص التقديري‬
‫لإلدارة(‪ ،)4‬كما أن هذا الرأي أغفل الطابع الجزائي للمصا ا ااالحة باعتبارها من األسا ا ااباب الخاصا ا ااة النقضا ا اااء‬
‫العقد اإلداري هو تس ا اايير مرفق عام أو القيام بخة ا ااغال لص ا ااالح مرفق عام‪،‬‬ ‫الدعوع العمومية(‪ ،)5‬وأن هد‬
‫يينما غاية المصالحة الجزائية هي توقيع عقوبات مالية على المخالف خارج ساحة القضاء(‪.)6‬‬
‫خزص ا ااة القول‪ ...‬أن المص ا ااالحة الجزائية في الجرائم االقتص ا ااادية قد تة ا ااترك مع العقد اإلداري في‬
‫بعض الخصا ا ا ااائص إال أنو ال يمكن إخضا ا ا اااعها لذات النظام القانوني الخاص يهذا اإلجراء‪ ،‬فاألمر يتعلق‬
‫فقا بمسخلة روئ اإلجراء وليس اإلجراء نفسو‪.‬‬
‫‪ -II‬الطبيعة القانونية الجزائية للمصالحة الجزائية ف الجرائم االقتصادية‬
‫المصااالحة في المسااائل الجزائية وان كانت تنتسااب من حيث المرجعية إلى القانون المدني‪ ،‬فإنها من‬

‫(‪ -)1‬منصور عيد السزم عيد الحميد حسان العجيل‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.75-74‬‬
‫(‪ -)2‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.351‬‬
‫(‪ -)3‬ةهد أياد حازم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ، 39‬أمينة سماعين فراقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪. 367‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- NAAR Fatiha, Op-Cit, p 128.‬‬
‫(‪ -)5‬رامي متولي القاضي‪ ،‬التصالح في قضايا المال العام‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫(‪ -)6‬طارق كور‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.163‬‬

‫‪248‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫حيث مص ا ا اادرها اإلجرامي وانتهاء بخثرها المس ا ا ااقا للدعوع العمومية تحمل ص ا ا اافة ردعية متميزة ذات طابع‬
‫العقايية في الجرائم االقتصا ا ا ااادية ذات طييعة مزدوجة‪ ،‬فيحمل العقاب معنى‬ ‫جزائي(‪ ،)1‬ولما كانت األهدا‬
‫الردع الجزائي والردع اإلداري في ذات الوقت‪ ،‬األمر الذي حذا بخص ا ا ا ااحاب هذا االتجاه إلى االنقس ا ا ا ااام إلى‬
‫اءا إدارايا‪ ،‬أما الثاني‪ ،‬فيرع‬
‫فريقين األول يكيف المص ا ا ا ااالحة الجزائية في الجرائم االقتص ا ا ا ااادية إلى أنها جز ا‬
‫أنها عقوبة جزائية(‪ ،)2‬وفيما يلي سنعرض هذه االتجاهات من أجل الوصول إلى االتجاه األقرب للصواب‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ -1‬المصالحة الجزائية ف الجرائم االقتصادية ج از إداري‬
‫صوب تكييف المصالحة في الجرائم االقتصادية‬ ‫(‪)4‬‬
‫يتجو الرأي الغالب في الفقو المصري و الفرنسي‬
‫أن‬ ‫(‪)6‬‬
‫اءا إدارايا توقعو اإلدارة المعنية يإرادتها المنفردة(‪)5‬حيث يرع جانب من الفقو المصا ا ا ا ا ا ااري‬
‫باعتبارها جز ا‬
‫المص ا ااالحة في المس ا ااائل الجزائية في الجرائم االقتص ا ااادية بمثابة جزاء إداري إذا قيلها المتهم‪ ،‬فإن رفض ا ااها‬
‫تطرئ قضيتو على القضاء وفق إجراءات الدعوع العمومية‪ ،‬وعندها يتحول من جزاء إداري إلى جنائي‪.‬‬
‫وان اإلدارة بموجب نظام المصا ا ااالحة الجزائية تتمكن من تخفيف قسا ا ااوة النصا ا ااوص العقايية وتجنيب‬
‫المتهم اإلجراءات القضائية مقايل سداد ميلغ من المال حدده القانون(‪.)7‬‬
‫وقد ميز جانب من هذا االتجاه في ص ا ا ا ا ا اادد تحديد الطييعة القانونية للمص ا ا ا ا ا ااالحة الواقعة قيل الحكم‬
‫البااات‪ ،‬من حيااث اعتبااارهااا بمثااابااة جزاء أو عقوبااة إداريااة إحزليااة حلاات محاال الاادعوع العموميااة والعقاااب‬
‫الجزائي‪ ،‬أما التصا ا ااالح الحادث بعد الحكم البات فقد وصا ا ااف بخنو نوع من العفو الصا ا ااادر من جهة اإلدارة‬

‫(‪ -)1‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.287‬‬
‫(‪ -)2‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.107-106‬‬
‫(‪ -)3‬حاول الفقو الفرنس ااي التعريف بالجزاء اإلداري غير أنو لم يتوص اال إلى اتفاق حول معايير التعريف التي يجب اعتمادها‪،‬‬
‫ونتيجة لذلك فإن مصااطلح" الجزاء اإلداري" يسااتعمل في الفقو لتعيين زجر غير واضااح المعالم بساايب التردد الذي يطبع هذه‬
‫المعايير‪ ،‬إذ يفضاال البعض المعيار العضااوي ومؤداه أن الجزاء اإلداري هو ذلك الجزاء الذي يصاادر من ساالطة إدارية‪ ،‬فيما‬
‫وتبعا لذلك ال يدخل في‬
‫يفض ا ا اال البعض ارخر المعيار المتعلق بالة ا ا ااخص الذي يتلقى الجزاء ‪ destinataire de la sanction‬ا‬
‫نظر هؤالء‪ ،‬ض اامن ص اانف الجزاءات اإلدارية إال الجزاءات التي تفرض ااها اإلدارة على األة ااخاص الذين تربطهم يها عزقات‬
‫سااابقة‪ ،‬يينما يخخذ البعض بمعيار متعلق بمضاامون الجزاء فيعرفون الجزاء اإلداري بخنو جزاء ينطيق على محل العزقة ذاتها‬
‫التي تربا اإلدارة بمن يتلقى الجزاء‪ ،...‬أحساان يوسااقيعة‪ ،‬المصااالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو‬
‫خاص ‪،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ 314‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ -)4‬لم يتناول القضاء الجزائري والفقو الجزائري هذه المسخلة بالنقاش‪.‬‬
‫(‪ -)5‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.107‬‬
‫(‪ -)6‬عيد أ عادل خزنة كاتيي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫(‪ -)7‬م ارد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ، 111‬رياض مفتائ‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.384‬‬

‫‪249‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫عن بعض العقوبات(‪ ،)1‬وينكر الفقو الفرنسا ا ا ا ا ااي على هذا التصا ا ا ا ا ااالح الطييعة العقدية(‪ ،)2‬إذ يرع األسا ا ا ا ا ااتاذ‬
‫كثير من الصا ا ا االح في القانون المدني بالنسا ا ا اابة للجرائم‬
‫‪ Boitard‬أن المصا ا ا ااالحة الجزائية وان كانت تقترب اا‬
‫مخففا توقعو اإلدارة يناء على اتفاقها مع المتهم(‪ ،)3‬ويس ا ا ااتند في‬
‫اءا إدارايا ا‬
‫الجمركية والضا ا ا ارييية‪ ،‬فتعتير جز ا‬
‫ذلك إلى ما جاء في المذكرة التفساايرية للقانون الصااادر ساانة ‪ 1858‬والقانون الصااادر في ‪ 21‬أكتوبر ساانة‬
‫‪ 1941‬بةااخن األسااعار‪ ،‬من أن المصااالحة وساايلة إدارية يمكن يها لإلدارة أن تخفف من صارامة النصااوص‬
‫العقايية‪ ،‬ومن جهة أخرع يرع أن الغرامة إذا ما حللت يتض ااح أنها تتض اامن العقاب‪ ،‬فهي ليس اات تعوي ا‬
‫ض ا اا‬
‫ص ا ا اا‪ ،‬وبذلك فإن التصا ا ااالح الذي يعقده المتهم مع اإلدارة إنما هو يديل لتلك العقوبة‪ ،‬ويخلص األسا ا ااتاذ‬
‫خال ا‬
‫اءا إدارايا(‪.)4‬‬
‫‪ Boitard‬في النهاية إلى أن المصالحة الجزائية في هذه الجرائم تعتير جز ا‬
‫محددا جز ائيا بموجب‬
‫ا‬ ‫ويعتير البعض أن المصا ا ا ا ا ا ااالحة إجراء إداري‪ ،‬حتى ولو كان نظامها القانوني‬
‫نص المادة ‪ 2044‬من ق م ‪ ،‬لذلك فهي ذات طييعة إدارية‪ ،‬وموضا ا ا ا ا ا ااوعها جزائي ألنها متعلقة يتحديد‬
‫جزاء جريمة(‪ ،)5‬ويؤيد القضااء الفرنساي في بعض أحكامو هذا االتجاه‪ ،‬حيث قضاى مجلس الدولة الفرنساي‬
‫ار إدارايا‪ ،‬ولكن ال يمكن الطعن في هذا القرار إال أمام‬
‫بخن فرض الغرامة عن طريق المصا ا ا ا ا ا ااالحة يعتير قراا‬
‫(‪)6‬‬
‫اءا إدارايا يترتب عليو‬
‫أيضا القضاء الفرنسي اعتبار المصالحة في هذا اإلطار جز ا‬ ‫محكمة الجنح ‪ ،‬وقد أيد ا‬
‫‪ Nîmes‬الفرنسااية في حكم لها صاادر في ‪6‬‬ ‫انقضاااء الدعوع العمومية وهذا ما أخذت بو محكمة اسااتئنا‬
‫جوان ‪ ،)7(1958‬حيث عرفت فيو المصا ااالحة الجزائية بخنها‪" :‬عمل إداري انفرادي غير تنظيمي ألنو يفسا ااخ‬
‫كما يفس ا ااخ قرار إداري انفرادي"(‪ ،)8‬وتض ا اايف بقولها‪ " :‬أنها تنطوي على ص ا اافة جزائية إذ تتمكن اإلدارة من‬
‫مجازاة مرتكب هذه الجرائم يدون اللجوء إلجراءات القانون الجنائي"(‪ ،)9‬وكذلك محكمة النقض الفرنسا ا ا ا ا ا ااية‬
‫اءا إدارايا(‪.)10‬‬
‫دوما جز ا‬
‫والتي ذهيت في العديد من ق ارراتها‪ ،‬إلى أن المصالحة في الجرائم الجمركية ا‬

‫(‪ -)1‬محمود ساامير عيد الفتائ‪ ،‬النيابة العمومية وساالطاتها في إنهاء الدعوع الجنائية يدون محاكمة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬ييروت‪،‬‬
‫لينان‪ ،1991 ،‬ص ‪.305‬‬
‫(‪ -)2‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫(‪ -)3‬أس ا ااامة حس ا اانين عييد‪ ،‬الص ا االح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ :‬ماهيتو والنظم المرتبطة بو‪-‬د ارس ا ااة مقارنة‪ ،-‬دار النهض ا ااة‬
‫العربية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ، 49‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.372‬‬
‫(‪ -)4‬عيد اللطيف أيو دربالة عيد الفاضل األزرق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪- Rozenn CREN, Op-Cit, p 257.‬‬
‫(‪ -)6‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫(‪ -)7‬فايز عيد الحميد عيد أ السليحات‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫(‪ -)8‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.364‬‬
‫(‪ -)9‬مجدي فتحي حسين مصطفى نجم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.349‬‬
‫(‪ -)10‬علي محمد المييضين‪ ،‬الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة في القانون األردني‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪250‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫وقد انتقد هذا االتجاه هو ارخر‪ ،‬على أسا ا ا ا ا ا اااس أن الجزاء اإلداري قد يترتب كرد فعل ناة ا ا ا ا ا ا ا عن‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬كما يؤخذ على هذا الرأي أن‬ ‫ارتكاب مخالفة إدارية‪ ،‬أما المصا ا ا ا ااالحة فتتعلق يجريمة ذات طابع جزائي‬
‫المصا ا ااالحة الجزائية التي ال تنتج‬ ‫الجزاء اإلداري‪-‬بحسا ا ااب طييعتو‪ -‬ال يتطلب موافقة المتهم عليو‪ ،‬يخز‬
‫اثارها إال يتوافق إرادتي المتهم والجهة اإلدارية(‪ ،)2‬كما أن القول بخن المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية في هذه الجرائم‬
‫لها طييعة الجزاء اإلداري‪ ،‬يدعو إلى التسا ا ا ا ا ا اااؤل حول تنظيمها في منظومة القانون الجنائي وليس القانون‬
‫الحا نص عليو القانون اإلجرائي‬ ‫اإلداري‪ ،‬إذ من الطييعي تنظيمها في إطار القانون الجنائي‪ ،‬كونها صا ا ا ا ا ا ا ا‬
‫ومحلااو جرائم نص عليهااا قااانون العقوبااات أو القوانين المكملااة لااو‪ ،‬السا ا ا ا ا ا اايمااا اعتبااارهااا يااديز عن الاادعوع‬
‫العمومية تساااهم في الفصاال في القضااايا البساايطة دون إرسااالها إلى القضاااء‪ ،‬مما يساااهم في التخفيف عن‬
‫كاهل القضا ا ا ا ا ا اااء الجزائي وليس اإلداري(‪ ،)3‬باعتبار المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية تكون في جرائم جزائية تختص‬
‫المحاكم العادية ينظرها‪.‬‬
‫كما أن القول بخن المصااالحة هي اتفاق بموجبو تنقلب الجريمة المعاقب عليها جزائيا إلى مجرد خطخ‬
‫إداري يترتب عليو انقضاء الدعوع العمومية مردود عليو بخن المصالحة الجزائية ال تنزع التجريم عن الفعل‬
‫ألن التجريم يلحق بالفعل فور ارتكابو(‪.)4‬‬
‫‪ -2‬المصالحة الجزائية ف الجرائم االقتصادية عقوبة جزائية‬
‫إلى أن المصالحة الجزائية ال تعتير مجرد جزاء إداري‪ ،‬وانما هي‬ ‫(‪)5‬‬
‫يذهب جانب من الفقو على قلتو‬
‫وأن اإلدارة توقع الجزاء المنااس ا ا ا ا ا ا ااب من يين الجزاءات التي ينص عليهاا القاانون‪ ،‬أي أن‬ ‫(‪)6‬‬
‫عقوباة جزائياة‬

‫(‪ -)1‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.111‬‬


‫(‪ -)2‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬المرةا ا ا ااد في الصا ا ا االح الجنائي في ضا ا ا ااوء اراء الفقو وأحكام القضا ا ا اااء وفقا ألحدث التعديزت‪،...‬‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫(‪ -)3‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.151‬‬
‫(‪ -)4‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪- Boulan Fernand, La transaction Douanière: Étude de droit pénal douanier, annales de la Faculté de droit et des‬‬
‫‪sciences économiques De Aix-en-Provence, 1968, p 232.‬‬
‫مةااار إليو لدع‪ :‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬المرةااد في الصاالح الجنائي في ضااوء اراء الفقو وأحكام القضاااء‪ ،...‬المرجع الس اايق‪،‬‬
‫ص‪162‬‬
‫(‪ -)6‬للجزاء الجنائي صا ا ا ا ا ا ااورتان‪ :‬العقوبات وتدايير األمن‪ ،‬أما العقوبة فتعر بخنها جزاء يوقع باسا ا ا ا ا ا اام المجتمع تنفي اذا لحكم‬
‫قضا ا ا ااائي على من تثيت مسا ا ا ااؤوليتو عن الجريمة‪ ،‬أحسا ا ا اان يوسا ا ا ااقيعة‪ ،‬المصا ا ا ااالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة‬
‫الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.288‬‬
‫‪-‬يعير مص ا ااطلح العقوبة عن رد الفعل الناةا ا ا عن ارتكاب جريمة وهو يذلك أض ا اايق من مص ا ااطلح الجزاء‪ ،‬الذي يحوي في‬
‫مضاامونو رد الفعل الناةا عن مخالفة أي نص في فروع القانون المختلفة‪ ،‬علي محمد المييضااين‪ ،‬الصاالح الجنائي وأثره في‬
‫الدعوع العامة في القانون األردني‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪251‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫اإلدارة تحل محل القض اااء‪ ،‬إذ أنها تحكم يهذا الجزاء يناء على اختص اااص ااها يرعاية مص ااالح الدولة المالية‬
‫(‪)1‬‬
‫وأن خضا ا ااوع المتهم ألحكام‬ ‫ورعاية المصا ا االحة العامة‪ ،‬وتحكم يها بموجب قرار تصا ا اادره يإرادتها المنفردة‬
‫اإلدارة ال ينفي عن هذه األحكام صاا ا ا ا اافة العقوبة(‪ ،)2‬وعليو فإن المصا ا ا ا ا ااالحة في هذا النوع من الجرائم ذات‬
‫طييعة جزائية‪.‬‬
‫ويرع األس ا ااتاذ ‪ Mazard‬أن المص ا ااالحة في المواد االقتص ا ااادية من طييعة عقايية‪ ،‬اا‬
‫مقرر أنها إحدع‬
‫العقوبات التي أنةخها المرسوم رقم ‪ 1483-45‬الصادر في ‪ 30‬جوان سنة ‪ ،1945‬وهذه العقوبة يمكن أن‬
‫تتمثل في دفع ميلغ من النقود‪ ،‬ويس ا ا ااتتبع ذلك أن يعتد بالص ا ا االح كس ا ا ااابقة في العود‪ ،‬وتنقضا ا ا اي بو الدعوع‬
‫العمومية في ضوء ميدأ عدم جواز معاقبة الةخص عن ذات الفعل مرتين(‪.)3‬‬
‫فضا ا ا ا ا ازا عن ذلك يعلل هذا الجانب من الفقو رأيو‪ ،‬بخن قيول المخالف للعقوبة الص ا ا ا ا ااادرة من اإلدارة‬
‫المعنية ال ينفي عنها الطييعة العقايية(‪ ،)4‬ويضا ا اايف جانب اخر من الفقو‪ ،‬أن الدافع إلى المصا ا ااالحة يرجع‬
‫طا من السلطة القضائية في أداء وظيفتها‪،‬‬
‫في المقام األول إلى الجريمة الجزائية‪ ،‬وتملك اإلدارة المعنية قس ا‬
‫عند إجراء المصا ا ا ااالحة‪ ،‬فالت ارضا ا ا ااي يتعلق بالعقوبة‪ ،‬والعقوبة الموقعة بطريقة المصا ا ا ااالحة من المنطقي أن‬
‫تكون من نفس الطييعة الجزائية‪ ،‬ألن تلك الجرائم تمثل اعتداء على مالية الدولة‪ ،‬والتي تعد بمثابة خرق‬
‫للنظام االجتماعي‪ ،‬ومن ثم فالمصالحة قد تكون أقرب ما تكون للحكم الصادر باإلدانة(‪.)5‬‬
‫وييين األسااتاذ اإليطالي" روكو" أن المصااالحة تتضاامن عقوبة جزائية نجمت عن خرق المتهم لقاعدة‬
‫جزائيااة‪ ،‬يينمااا تطييق العقوبااة ال يتم من خزل إجراءات جزائيااة ياال من خزل إجراءات إداريااة‪ ،‬ياادفع ميلغ‬
‫يقينا تمثل عقوبة جزائية(‪.)6‬‬
‫من المال يمثل العقوبة ذاتها‪ ،‬وينتهي إلى أن المصالحة الجزائية ا‬
‫ويؤكد أصااحاب هذا الرأي أن كل مصااالحة تقوم على حالة مرتبطة بالجريمة تجد أساااسااها في نص‬

‫‪-‬تتسم العقوبة بخنها جزاء مؤلم يوقع بحق مرتكب الجريمة أو من ساهم فيها وهي مقررة بحكم القانون‪ ،‬وهي ةخصية ال توقع‬
‫إال على الة ااخص الذي ارتكب الجريمة وية ااترط فيها التناس ااب مع جس ااامة الجريمة وأن تكون عادلة‪ ،‬محمد س االيمان حس ااين‬
‫المحاسنة‪ ،‬التصالح وأثره على الجريمة االقتصادية‪ ،‬دار وائل للنةر والتوزيع‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.161‬‬
‫(‪ -)1‬أحمد محمد يراك‪ ،‬العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية المعاصرة‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬المرجع السايق‪،‬‬
‫ص‪.611‬‬
‫(‪ -)2‬عيد اللطيف أيو دربالة عيد الفاضل األزرق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫(‪ -)3‬أس ا ااامة حس ا اانين عييد‪ ،‬الص ا االح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ :‬ماهيتو والنظم المرتبطة بو‪-‬د ارس ا ااة مقارنة‪ ،-‬دار النهض ا ااة‬
‫العربية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫(‪ -)4‬سعادي عار محمد صوافطة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.53-52‬‬
‫(‪ -)5‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.116‬‬
‫(‪ -)6‬أحمد محمد يراك‪ ،‬العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية المعاصرة‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬المرجع السايق‪،‬‬
‫ص‪.612‬‬

‫‪252‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫جزائي يؤدي تنفيذها إلى انقضاء الدعوع العمومية‪ ،‬مما يسمح باستنتاج أنها ترقى إلى العقوبة‪ ،‬وهكذا يرع‬
‫األستاذ ‪ M. Van de Kerchove‬أنو من خزل مصالحة اإلدارات يظهر ةكل من أةكال تحويل رد الفعل‬
‫الجزائي إلى مال‪ ،‬أي اسا ا ا ا ا ا ااتيدال العقوبات التي تنطوي على الحرمان من الحرية بالعقوبات المالية‪ ،‬وأن‬
‫هناك العديد من العناصاار التي تؤكد وجود التةااابو مع العقوبة في العديد من الجوانب‪ ،‬فالمةاارع من خزل‬
‫احدا‬
‫المصالحة يعير عن ةكل جديد من العقاب يةير لنا إلى أن العدالة الجزائية ال يمكن أن تخخذ ةكزا و ا‬
‫وفقا للصيغة الكزسيكية‪ :‬جريمة‪-‬متابعة‪ -‬حكم‪ -‬عقوبة ‪.)1(incrimination-poursuite-jugement peine‬‬
‫ومماا يؤياد وجهاة النظر العقاايياة المحض ا ا ا ا ا ا ااة في تكييف المص ا ا ا ا ا ا ااالحاة الجزائياة اعتباار قيول المتهم‬
‫بالتهم المنسااوبة إليو‪ ،‬وهو ما ذهب إليو القضاااء الفرنسااي في الكثير من أحكامو‪،‬‬ ‫للمصااالحة بمثابة اعت ار‬
‫وما نص عليو المرس ااوم بالقانون الفرنس ااي الص ااادر في ‪ 11‬جانفي ‪ 1941‬من وجوب أن يتض اامن الص االح‬
‫اعت ارافا من قيل المتهم بالتهمة المنسوبة إليو(‪.)2‬‬
‫هذا وقد قض ا ا ا اات محكمة النقض الفرنس ا ا ا ااية بخن العقوبات المالية في قانون الجمارك‪ ،‬تحوي الطييعة‬
‫الزجرية‪ ،‬وان كان ذلك يتعلق بالتعويضات المالية(‪.)3‬‬
‫أما بالنسبة للمجلس الدستوري الفرنسي فقد حدد أحد معايير العقوبة‪ ،‬بخنها إجراء يفرض على الفرد‪،‬‬
‫جير‪ ،‬أي أن العقوبة مفروض ا ا ااة وواجبة النفاذ(‪ ،)4‬وفي إطار وص ا ا اافو‬ ‫والذي يجب أن يكون تنفيذه قس ا ا ا اا‬
‫ار أو اا‬
‫لطييعة المصا ا ا ا ا ا ااالحة فيما إذا كانت تعاقدية ألنها تتم في إطار اإلرادة الحرة‪ ،‬أو ذات طييعة جزائية ألنها‬
‫تتعلق بالجريمة(‪ ،)5‬اعتير المجلس الدس ا ا ا ا ا ااتوري الفرنس ا ا ا ا ا ااي في ق ارره رقم ‪ 416 –2014‬الص ا ا ا ا ا ااادر في ‪26‬‬
‫ونظر للخصا ا ااائص التقنية للمصا ا ااالحة الجزائية ‪ ،Caractéristiques Techniques‬فهي‬
‫اا‬ ‫سا ا اايتمير‪ 2014‬بخنو‬
‫إجراء تسا ا ا ا ا ا ااوية ال يحمل في حد ذاتو أي طابع إلزامي واجب التنفيذ‪ ،‬وال ينطوي على أي حرمان أو تقييد‬
‫لحقوق الطر المعني‪ ،‬ي اال يج ااب أن يجريه ااا ه ااذا األخير طواعي ااة ‪ ،Volontairement‬ويخلص المجلس‬
‫الدستوري في ق ارره إلى أن‪ " :‬التدايير المحددة في إجراء المصالحة ال تتسم بخي طابع جزائي أو عقايي"(‪،)6‬‬
‫بمعنى أن المصالحة الجزائية ليست من طييعة جزائية مادامت تقوم على رضا المعني‪ ،‬فهي تفرض مسباقا‬

‫(‪)1‬‬
‫‪- Wilfrid EXPOSITO, la justice pénale et les interférences consensuelles, Thèse pour le doctorat, université.‬‬
‫‪Jean Moulin-Lyon III, Faculté de droit, France, 2005, pp 335-336.‬‬
‫‪.51‬‬ ‫(‪ -)2‬فايز عيد الحميد عيد أ السليحات‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص‬
‫(‪ -)3‬سعادي عار محمد صوافطة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- Bertrand de Lamy, Op-Cit , pp 713-715.‬‬
‫(‪) 5‬‬
‫‪-Le Bot Olivier, Magnon Xavier, Vidal-Naquet Ariane. France. In : Annuaire international de justice‬‬
‫‪constitutionnelle, 30-2014, 2015. Juges constitutionnels et doctrine - Constitutions et transitions. 2015, p 800. sur‬‬
‫‪le site : https://bit.ly/3B7UUaA , consulté le 10 octobre 2021, à :20 :14.‬‬
‫‪- Jean-Baptiste Perrier, Sophie de cacqueray, Carine David, " jurisprudence du conseil Constitutionnelle", Revue‬‬
‫(‪)6‬‬

‫‪Française de droit constitutionnel, Vol 1, N 101, 2015, p214.‬‬


‫‪-Olivier le Bot, Xavier Magnon, Ariane Vidal-Naquet, Op-Cit, p 800.‬‬

‫‪253‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫وجود اتفاق حر ال لبس فيو(‪.)1‬‬


‫والواقع أن هذا المعيار للجزاءات التي تتسا اام بطابع العقوبة‪ ،‬الذي أقره المجلس الدسا ااتوري الفرنسا ااي‪،‬‬
‫معفيا من النقد‪ ،‬حيث أن التنفيذ الطوعي للمصا ا ا ا ا ا ااالحة ال يزيل بخي حال من األحوال الطابع العقايي‬
‫ليس ا‬
‫لإلجراء‪ ،‬ففي المواد الضرييية والجمركية‪ ،‬حيث يتم استخدام المصالحة على نطاق واسع‪ ،‬ييدوا أن الطييعة‬
‫العقايية ال ةااك فيها‪ ،‬ألنو من الصااعب اعتبار الغرامة ليساات عقوبة‪ ،‬وما يؤكد أن التنفيذ الطوعي ال يمكن‬
‫معيار حاس ا ا ا ا ااما ما قض ا ا ا اات بو محكمة ‪ ،Strasbourg‬ومن ناحية أخرع فإن الهد‬
‫وة ا ا ا اادة الجزاء‬ ‫اا‬ ‫أن يكون‬
‫الحاسا اامة‪ ،‬فالغرض من غرامة المصا ااالحة هو العقاب (وليس الوقاية أو اإلصا اازئ)(‪ ،)2‬فمقايل المصا ااالحة‬
‫إيزما للمخالف‪ ،‬وذلك ألنو يقتطع جزاءا من ذمتو المالية ‪ ،‬فز محل للتحدي بخنو ال يعتير عقوبة‪،‬‬
‫يتضاامن ا‬
‫جسديا فقا(‪.)3‬‬
‫ا‬ ‫في الوقت الذي لم يعد ينظر إلى أن الهد من العقوبة إيزم الجاني‬
‫هذا ولم تس ا ا ا ا ا االم الطييعة العقايية للمص ا ا ا ا ا ااالحة من س ا ا ا ا ا ااهام النقد‪ ،‬حيث انتقد جانب من الفقو تكييف‬
‫المص ااالحة بمثابة عقوبة جزائية‪ ،‬بحجة أن المص ااالحة نظام إجرائي ال يفص ااح عن حجية إيجايية في ثيوت‬
‫التهمة أو نفيها‪ ،‬كما ال يتمتع بحجية أمام القض اااء المدني‪ ،‬وينحص اار أثره في أنو يس اامح بانقض اااء الدعوع‬
‫المتهم الصريح بالجريمة الذي ييرز من خزل المصالحة‬ ‫العمومية‪ ،‬وقد قضت محكمة باريس بخن اعت ار‬
‫طا " من جانبو وال يعد قرينة على إذنابو بخي حال من األحوال‪ ،‬ويسا ا ااتطيع المتهم أن‬
‫طا بسا ا ااي ا‬
‫يعتير " احتيا ا‬
‫يعارض فيو إذا ما تمت إحالتو للمحاكمة بسا ا ا اايب عدم تنفيذ المصا ا ا ااالحة(‪ ،)4‬كما يؤخذ على هذا االتجاه أن‬
‫خص ا ا ااائص العقوبة ال تتوافر في مقايل المص ا ا ااالحة‪ ،‬وذلك من حيث المبادئ التي تحكم العقوبة يوجو عام‬
‫كميدأ ةا اارعية العقوبة‪ ،‬إذ لم يرد النص على المصا ااالحة يين العقوبات التي يعرفها قانون العقوبات‪ ،‬والقول‬
‫بخن المصالحة عقوبة يتعارض مع ميدأ ال عقوبة بغير نص(‪.)5‬‬
‫كما يرع األستاذ ‪ J. F. Dupré‬أن الطييعة العقايية للمصالحة الجزائية في الجرائم االقتصادية تفتقر‬
‫إلى الدقة‪ ،‬فاألص ااح أن يقال أنها يديل عن العقوبة‪ ،‬وليس اات عقوبة بالمعنى الض اايق‪ ،‬حيث ال يحظى يهذه‬
‫الصفة إال الحكم الجزائي المنة لعقوبة سيق النطق يها‪ ،‬من خزل إجراءات قضائية منصوص عليها في‬
‫القانون‪ ،‬خزافا للمص ا ا ا ااالحة التي توقعها اإلدارة على المتعاملين معها بعد إخض ا ا ا اااعهم إلجراءات إدارية(‪،)6‬‬
‫وقد س اااير هذا الرأي الفقيو ‪ Syr‬يتعريفو للمص ااالحة بخنها‪ " :‬كغرامة إدارية تعاقدية تنتمي إلى طائفة اإلدانة‬

‫(‪)1‬‬
‫‪- Bertrand de Lamy, IBID , p 715.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪- Jean-Baptiste Perrier, Sophie de cacqueray, Carine David, IBID, p 215.‬‬
‫(‪ -)3‬سعادي عار محمد صوافطة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.55-54‬‬
‫(‪ -)4‬علي محمد المييضين‪ ،‬الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة في القانون األردني‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫(‪ -)5‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬المرةد في الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو وأحكام القضاء‪ ،...‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.162‬‬
‫(‪ -)6‬أس ا ااامة حس ا اانين عييد‪ ،‬الص ا االح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ :‬ماهيتو والنظم المرتبطة بو‪-‬د ارس ا ااة مقارنة‪ ،-‬دار النهض ا ااة‬
‫العربية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.51‬‬

‫‪254‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫بغير مرافعة التي تعد يدائل للعقوبة وليس عقوبة حقيقية "(‪ ،)1‬فضزا على أن دافع المخالف إلى المصالحة‬
‫هو تفادي العقوبة الجزائية‪ ،‬هذه األخيرة التي تقتضاا ا ا ااي صاا ا ا اادورها عن محكمة جزائية مختصاا ا ا ااة وفق ميدأ‬
‫قضائية العقوبة‪ ،‬كما أن العقوبة ةخصية وال تصدر إال في مواجهة المتهم‪ ،‬أما المصالحة فمن الجائز أن‬
‫أحيانا مع وكيل المخالف أو ممثلو القانوني‪ ،‬وقد تمتد اثارها إلى الغير‪ ،‬كما أن المص ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية‬
‫ا‬ ‫تعقد‬
‫تخلو من الصفة التهديدية التي تتسم يها العقوبة(‪.)2‬‬
‫إال أن الرأي القائل بخن المص ا ا ااالحة يديل للعقوبة كان هو ارخر محزا للنقد من الدكتور سيييير الختم‬
‫عثمان إدريس بقولو‪ :‬أن الجزاءات المالية المقررة لهذه الجرائم ليس ا ا ا ا ا اات كلها ذات ص ا ا ا ا ا اافة عقايية بحتة إذ‬
‫ااءا أن الغرامة الض ا ا ا ا ا ا ارييية مثزا ذات طييعة مختلطة تجمع يين خصا ا ا ا ا ا ااائص العقوبة‬
‫فقها وقضا ا ا ا ا ا ا ا‬
‫الراجح ا‬
‫معا‪ ،‬فإذا كان أصااحاب هذا الرأي يرجحون الصاافة العقايية ويعتيرون المصااالحة في‬ ‫وخصااائص التعويض ا‬
‫هذه الجرائم يديزا للعقوبات ومن ثم يضفون عليها هذه الصفة فماذا يمنع من ترجيح الصفة التعويضية‪-‬أي‬
‫المدنية‪ -‬واعتبارها يديزا لتلك الجزاءات واسااباغ الصاافة المدنية عليها(‪ ،)3‬وقد ثيت بةااكل خاص أن الغرامة‬
‫الضرييية تتميز بطييعة مزدوجة سواء من زاوية العقاب أو زاوية التعويض‪ ،‬وقد أثيتت العديد من الدراسات‬
‫ذلك‪ ،‬فالغرض األس ا اااس ا ااي من العقوبة المالية التي تنفذ في إطار المص ا ااالحة الضا ا ارييية هو التعويض عن‬
‫الضرر الذي لحق بالدولة(‪.)4‬‬
‫إال أن الرأي األخير‪ ،‬منتقاد هو ارخر‪ ،‬من حياث تكييف الغ ارماة باخنهاا ذات طييعاة مختلطاة‪ ،‬حياث‬
‫إن القول يهذا يجمع في جزاء واحد يين وظيفتي العقوبة الجزائية والتعويض المدني‪ ،‬والفرق يينهما ة ا اااس ا ااع‬
‫والجمع يينهما إنما هو جمع يين نقيض ا ااين ال يمكن التس ا االيم بو في منطق القانون فالجريمة أس ا اااس العقوبة‬
‫أما التعويض فخساسو الخطخ والضرر(‪.)5‬‬
‫ثانيا‪ :‬الطبيعة القانونية للمصالحة الجزائية ف المخالفات التنظيمية‬
‫تعددت ارراء الفقهية التي قيلت بةا ا ا ا ااخن الطييعة القانونية لهذه المصا ا ا ا ااالحة على غرار المصا ا ا ا ااالحة‬
‫الجزائية في الجرائم االقتصادية‪ ،‬األمر الذي سنتطرق لو على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬المصالحة الجزائية ف المخالفات التنظيمية خضوع اختياري‬
‫يرع جانب من الفقو أن طييعة المصا ا ا ااالحة في هذا الصا ا ا اانف من الجرائم هو خضا ا ا ااوع اختياري من‬
‫المتهم في تسااديده لغرامة المصااالحة(‪ ،)6‬بمعنى أن النظام الذي تنقضااي بو الدعوع العمومية يدفع ميلغ من‬

‫(‪ -)1‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.329‬‬
‫(‪ -)2‬سعادي عار محمد صوافطة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪ ، 54‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫(‪ -)3‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.304‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- Wilfrid EXPOSITO, Op-Cit, p 334.‬‬
‫(‪ -)5‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.325‬‬
‫(‪ -)6‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.153‬‬

‫‪255‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫النقود يندرج تحت نظام الخضوع االختياري‪ ،‬فالمصالحة هنا وفاقا لهذا الرأي تتوافر بعرض دفع ميلغ معين‬
‫على المتهم وقيول هذا األخير لذلك العرض من خزل خضوعو في أداء هذا الميلغ لإلدارة(‪.)1‬‬
‫وبذلك تعتمد المصا ا ااالحة وفق هذا الرأي على إرادة المتهم وحدها‪ ،‬وذلك باعتبار أن حق هذا األخير‬
‫في المصاالحة حق أصايل يثيت لو من وقت ارتكاب الجريمة‪ ،‬وال يرتبا نةاوؤه بعرضاو عليو من أي جهة‪،‬‬
‫فهو ال يقتضا ا ا ااي تزقي إرادة المتهم وارادة الجهة التي أوجب عليها القانون عرض المصا ا ا ااالحة عليو‪ ،‬وانما‬
‫تقع المصااالحة يإرادة المتهم المنفردة وحدها‪ ،‬وذلك بصاار النظر عن موقف رجال الضاابطية القضااائية أو‬
‫النيابة العامة‪ ،‬فالمص ا ا ااالحة تتم حتى ولو لم يتم عرض ا ا ااها من جانب رجل الض ا ا اابطية القض ا ا ااائية أو النيابة‬
‫العامة‪ ،‬يل حتى ولو تم االعتراض على إجرائها من جانيها(‪.)2‬‬
‫وفي ذات اإلطار يرع جانب من الفقو المصا ا ا ااري‪ ،‬أن هذا التصا ا ا ااالح أو الخضا ا ا ااوع االختياري يعتير‬
‫عمزا من األعمال اإلجرائية‪ ،‬يترتب عليو انقضاء الدعوع العمومية(‪.)3‬‬
‫‪ -2‬المصالحة الجزائية ف المخالفات التنظيمية تصرف قانون‬
‫ذهب جانب من الفقو إلى أن المص ا ا ااالحة الجزائية في المخالفات التنظيمية تص ا ا اار قانوني‪ ،‬إال أن‬
‫أصحاب هذا االتجاه اختلفوا فيما إذا كان عبارة عن تصر قانوني من جانب واحد أو من جانيين‪.‬‬
‫فمنهم من يرع أن المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية في هذا النوع من الجرائم عبارة عن تصا ا ا ا ا ا اار قانوني من‬
‫جانيين‪ ،‬هما المتهم وممثل السلطة العامة‪ ،‬وتحديد القانون لةروط واثار هذا التصر ال ينفي عنو طييعة‬
‫تماما‬
‫العقد‪ ،‬وذلك بساايب اكتمال أركان هذا األخير‪ ،‬ويعد طلب تسااديد الغرامة من المتهم أو عرضااها عليو ا‬
‫كاإليجاب والقيول في ركن الرضا ا ااا المتطلب في العقود(‪ ،)4‬فهذه المصا ا ااالحة تتوافر بعرض دفع ميلغ معين‬
‫على المتهم من قيل رجل الة ا ا ا ا اارطة أو النيابة العامة وقيول المتهم لهذا العرض‪ ،‬وأن إلزام ممثل الس ا ا ا ا االطة‬
‫العامة يتقديم هذا العرض ال يفقده صا ا ا ا ا ا اافتو القانونية كإيجاب موجو إلى المتهم‪ ،‬وأن دور هذا األخير ال‬
‫يتعدع قيول اإليجاب المقدم إليو من الجهة المعنية(‪.)5‬‬
‫أن المص ا ا ا ا ا ااالحة في المخالفات التنظيمية عبارة عن تص ا ا ا ا ا اار قانوني إجرائي من‬ ‫(‪)6‬‬
‫ومنهم من يرع‬

‫(‪ -)1‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.113‬‬


‫(‪ -)2‬علي محمد المييضين‪ ،‬الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫(‪ -)3‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫(‪ -)4‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.155‬‬
‫(‪ -)5‬علي محمد المييضين‪ ،‬الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫(‪ -)6‬إيراهيم حامد طنطاوي‪ ،‬المرجع الس ا ااايق‪ ،‬ص ‪ ،29‬أمين مص ا ااطفى محمد‪ ،‬انقض ا اااء الدعوع الجنائية بالص ا االح في قانون‬
‫اإلجراءات الجنائية‪ ،‬دار المطيوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪( ،‬د‪.‬س)‪ ،‬ص ص ‪.20-19‬‬
‫‪-‬محمد أيو العز عقيدة‪ ،‬ةا ا ا ا ا اارئ قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار النهضا ا ا ا ا ااة العربية‪ ،2001 ،‬ص ‪ ،242‬عوض محمد‬
‫عوض‪ ،‬المبادئ العامة في قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬دار المطيوعات الجامعية‪ ،‬اإلسا ا ا ااكندرية‪ ،1999 ،‬ص ‪ ،139‬مةا ا ا ااار‬

‫‪256‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫جانب واحد وهو المتهم‪ ،‬ألن القانون يحدد أسا ا اااس وةا ا ااروط المصا ا ااالحة منها الميلغ الواجب دفعو في هذه‬
‫الج ارئم وال دخل للمخالف أو اإلدارة في تحديد وتغيير تلك الةا ا ااروط(‪ ،)1‬والمتهم إما أن يقيلها أو يرفضا ا ااها‪،‬‬
‫ٍ‬
‫وحينئذ ال تتم المصا ا ا ا ااالحة وتسا ا ا ا ااير إجراءات الدعوع في طريقها الطييعي‪ ،‬فاإلدارة أو النيابة العامة ال تعد‬
‫طرافا في هذا التصا اار ‪ ،‬فز يجوز ألي منهما رفض طلب المص ااالحة‪-‬كقاعدة عامة‪ -‬مما يني على عدم‬
‫قانونيا من جانيين‪ ،‬إذ أن ذلك ال يجد لو محزا في المسائل‬
‫ا‬ ‫جواز اعتبار المصالحة في هذه الجرائم تصرافا‬
‫الجزائية‪ ،‬فالخصومة الجزائية ال تقيل بطييعتها ألن تكون محزا لمثل هذا االتفاق(‪.)2‬‬
‫هذ ولم يسلم هذا االتجاه من النقد‪ ،‬فإن كان قد عيب على الرأي األول بخنو ال يمكن التسليم بالطابع‬
‫العقدي الخالص للمص ااالحة الجزائية في هذه الجرائم وان كانت تقوم على الت ارض ااي‪ ،‬فإن الرأي الثاني انتقد‬
‫يدعوع أن التص ا ا اار القانوني من جانب واحد يتطلب توجيو إرادة المتص ا ا اار إلى التص ا ا اار مع تدخلها‪-‬‬
‫اإلرادة‪-‬في تحديد اثاره‪ ،‬وهو األمر الذي يفتقد في المصا ااالحة الجزائية في هذا الصا اانف من الجرائم‪ ،‬فإرادة‬
‫المتهم ال تتدخل في تحديد اثار المصالحة(‪.)3‬‬
‫‪ -3‬المصالحة الجزائية ف المخالفات التنظيمية ج از إداري‬
‫ذهب أنصا ااار هذا االتجاه إلى أن المصا ااالحة في المخالفات التنظيمية جزاء إداري حل محل العقوبة‬
‫هذا النظام توقيع جزاء فعال وسا ا اريع‪ ،‬في جرائم تتس ا اام بعدم‬ ‫الجزائية ولم يكن تطيياقا لها(‪ ،)4‬حيث أن هد‬
‫الخطورة‪ ،‬وبمعنى اخر طريقة مبسطة للردع فرضها القانون‪ ،‬ويترك الخيار ييد المتهم فإن ةاء دفع الغرامة‬
‫أو رفضااها(‪ ،)5‬ويضاايف أنصااار هذا االتجاه بخن المصااالحة الجزائية في المخالفات التنظيمية اتفاق بموجبو‬
‫ائيا إلى مجرد خطخ إداري‪ ،‬ويترتب على هذا االتفاق انقضا ا ا ا ا ا اااء الدعوع‬
‫تنقلب الجريمة المعاقب عليها جز ا‬
‫العمومية(‪.)6‬‬
‫ويجد أنص ا ااار هذا االتجاه تيريره في أن اإلدارة في المص ا ااالحة في المخالفات التنظيمية تنفرد يتحديد‬
‫ميلغ المصا ا ا ا ا ااالحة ووضا ا ا ا ا ااع تعريفة ثايتة لكل جريمة وللمتهم الخيار يين أن يقيل المصا ا ا ا ا ااالحة كما هي أو‬
‫ار بالخض ا ا ااوع للتعريفة المذكورة ‪ Soumission Contentieuse‬بمقتض ا ا اااه‬
‫يرفض ا ا ااها‪ ،‬وهو في العادة يوقع إقراا‬
‫يلتزم يدفع ميلغ المص ا ا ااالحة الذي تقرره اإلدارة‪ ،‬وااللتزام الناةا ا ا ا عن هذا اإلقرار ال يعتير عقوبة بالنس ا ا اابة‬

‫إليهما لدع‪ :‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬المرةااد في الصاالح الجنائي في ضااوء اراء الفقو وأحكام القضاااء‪ ،...‬المرجع السااايق‪ ،‬ص‬
‫‪.160‬‬
‫(‪ -)1‬رياض مفتائ‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.377‬‬
‫(‪ -)2‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.160‬‬
‫(‪ -)3‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.156-155‬‬
‫(‪ -)4‬محمد صزئ السيد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫(‪ -)5‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫(‪ -)6‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.135‬‬

‫‪257‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ضا ا ا ا ا اا لتهديد القانون الجنائي‪ ،‬يل أن مثل هذا االتفاق أض ا ا ا ا اافى على المخالفة الطييعة‬
‫للمتهم وال يكون معر ا‬
‫اإلدارية بكل ميزاتها ومساوئها(‪.)1‬‬
‫هذا وقد انتقد جانب من الفقو هذا الرأي‪ ،‬من حيث أن النيابة العامة والض ا ا ا ا اابا القض ا ا ا ا ااائي ال يمكن‬
‫اعتبارهما إدارة بالمفهوم اإلداري حتى يمكن القول بخن هذا الجزاء ذو طييعة إدارية‪ ،‬ضف إلى ذلك أن هذه‬
‫الغرامات محددة في القوانين الجنائية وليس القوانين اإلدارية‪ ،‬والقول بخنها جزاء إداري ال يتزءم ومص ا اادرها‬
‫القانوني(‪ ،)2‬كما أن المصالحة الجزائية في المخالفات التنظيمية ليس من ةخنها أن تؤدي إلى إسقاط صفة‬
‫الجريمااة عن الفعاال لتنقلااب بعااد ذلااك إلى مجرد مخااالفااة إداريااة ألن التجريم وصا ا ا ا ا ا ااف يلحق بااالفعاال بمجرد‬
‫ارتكابو‪ ،‬وال يرتفع عنو إال إذا توافر سيب لإلباحة معاصر لو(‪.)3‬‬
‫‪ -4‬المصالحة الجزائية ف المخالفات التنظيمية عقوبة جزائية‬
‫يذهب جانب من الفقو الفرنسي‪ ،‬إلى أن المصالحة في المخالفات التنظيمية إجراء ميني على الردع‪،‬‬
‫أو باألحرع إجراء عقايي خارج نطاق القض ا ا ا ا ا ا اااء‪ ،‬يجد نطاقو في مخالفات اليوليس‪ ،‬والمخالفات المتعلقة‬
‫بمرافق النقل العامة‪ ،‬وباإلجمال فهي من طييعة قمعية(‪ ،)4‬ويض ا ا ا ا اايف أص ا ا ا ا ااحاب هذا الرأي بخنو وان كانت‬
‫المصا ااالحة في هذا الصا اانف من الجرائم تيدوا للوهلة األولى أنها قائمة على الت ارضا ااي‪ ،‬إال أن الغرامة فيها‬
‫تنبع في الواقع من منطق أمر قمعي ‪ ،D’une logique répressive impérative‬ويمكن مزحظا ااة ها ااذا‬
‫المنطق القمعي والتنفيذ في اإلجراء نفسا ا ا ا ا ا ااو‪ ،‬خاصا ا ا ا ا ا ااة أثناء التنفيذ في حالة عدم السا ا ا ا ا ا ااداد خزل ارجال‬
‫المحددة(‪ ،)5‬فالعقوبة المتضا ا ا ا ا ا اامنة في طيات المخالفات التنظيمية هي عقوبة مالية جزائية لما تحويو هذه‬
‫المصالحة من معنى اإليزم(‪.)6‬‬
‫هذا ويعتير جانب من الفقو الفرنسااي‪ ،‬أن المصااالحة في المخالفات التنظيمية من طييعة عقايية‪ ،‬ييد‬
‫أن هذا التكييف يصا ا ااطدم بطييعة العقوبة‪ ،‬فالمتهم ال يوقع العقوبة ينفسا ا ااو‪ ،‬وان كانت هذه المص ا ا االحة تعد‬
‫ةكزا من أةكال اإلسهام في العدالة الجزائية‪ ،‬وربما أكثر فاعلية من العقوبة التي يوقعها القضاء الجزائي‪،‬‬
‫يقينا عقوبة مالية‬
‫وان خلت من الضاامانات القضااائية‪ ،‬وينتهي هذا الرأي إلى أن المصااالحة في هذه الجرائم ا‬
‫رضائية‪ ،‬أو باألحرع نموذج مبسا لعقوبة معتدلة وسريعة(‪.)7‬‬
‫وينتقد جانب من الفقو هذا االتجاه بحجة أن الغرامة التي يدفعها المتهم ال تعتير غرامة جزائية إذ‬

‫(‪ -)1‬علي محمد المييضين‪ ،‬الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة في القانون األردني‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫(‪ -)2‬ميلود دريسي‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.154‬‬
‫(‪ -)3‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫(‪ -)4‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪- jean-Baptiste Perrier, La transaction en matière pénale, Op-Cit, p 127.‬‬
‫(‪)5‬‬

‫(‪ -)6‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.115‬‬


‫(‪ -)7‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.137-136‬‬

‫‪258‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫صا ا اا عليها في القانون‪ ،‬وأن يحكم‬


‫اليد أن تتوافر ثزثة ة ا ااروط في الغرامة الجزائية وهي‪ :‬أن يكون منص ا ااو ا‬
‫باالغ ارماة بص ا ا ا ا ا ا اادد ارتكااب جريماة‪ ،‬وأن يتم توقيعهاا من قيال القااضا ا ا ا ا ا ااي(‪ ،)1‬ومن ثم ال يمكن اعتباار ميلغ‬
‫المصا ا ا ااالحة عقوبة‪ ،‬ألن العقوبة ال يمكن توقيعها إال بمعرفة القاضا ا ا ااي وفق إجراءات قضا ا ا ااائية وبناء على‬
‫حكم‪ ،‬أما المصا ا ا ااالحة السا ا ا اايما المعتيرة يديل عن الدعوع العمومية فإن مجال تطييقها قيل اتخاذ أي إجراء‬
‫جزائي(‪.)2‬‬
‫مجمل القول ‪ ....‬أن الباحث من خزل ارراء الفقهية السابقة يرع أن المصالحة الجزائية نظام أو‬
‫نهج هجين أكثر من غيره‪ ،‬فهي ترتبا بفكرة العقد ألنها تقوم على الرضا‪ ،‬وان كانت فكرة العقد الجزائي‬
‫هي بالتخكيد فكرة غير نمطية في القانون الجنائي القمعي القوي للغاية‪ ،‬إال أن هذا الوصف القانوني ييدو‬
‫أنو الوحيد القادر على ترجمة خصوصيات المصالحة الجزائية(‪ ،)3‬وألنها مرتبطة بالجريمة‪ ،‬هذه األخيرة‬
‫يضا‬
‫تعويضا في هذا الةخن‪ ،‬كما أنها تستحق عقوبة أو جزاء أ ا‬
‫ا‬ ‫التي أصايت الدولة بالضرر فهي تستلزم‬
‫بسيب اإلخزل بالنظام العام الذي أحدثتو لذلك يمكن وصف المصالحة الجزائية بخنها ذات طييعة عقايية‪،‬‬
‫منها يظل مكافحة الجريمة‪ ،‬فضزا على اعتبارها نظام من طابع خاص من حيث موضوعها‪،‬‬ ‫ألن الهد‬
‫وهو تنازل عن ممارسة الدعوع العمومية(‪.)4‬‬
‫كما يؤكد الباحث أن المصالحة الجزائية نظام متعلق بالعدالة التصالحية‪ ،‬وهي جزء من عملية يديلة‬
‫عن الدعوع العمومية‪ ،‬توازي الس ا ا ااير التقليدي للقض ا ا ااية الجزائية‪ ،‬كونها الية تحقق ما قد تعجز عن تحقيقو‬
‫العقوبة التقليدية‪.‬‬

‫المبحث الثان ‪ :‬تطبيقات المصالحة الجزائية‬


‫لقد قصاارت العدالة التقليدية عن تقديم حلول فعالة لمواجهة الجرائم البساايطة(‪ ،)5‬ساواء في الجزائر أو‬
‫في مصا اار أو في فرنسا ااا فكانت من أهم ارليات لمواجهة التزايد في ارتكاب هذا النوع من الجرائم ما يعر‬
‫يخص ا ااخص ا ااة الدعوع الجزائية‪ ،‬فخض ا ااحت األس ا اااليب غير القض ا ااائية إلدارة الدعوع الجزائية ض ا اارورة ملحة‬
‫لمواجهة الباء في اإلجراءات الجزائية التقليدية(‪ ،)6‬ولقد كانت المصا ا ا ا ا ا ا االحة في هذه الجرائم أحد أهم هذه‬
‫األساليب‪.‬‬
‫وهناك عدة اعتبارات أدت إلى األخذ يهذا النظام‪ ،‬منها‪ :‬س ا ا ا اارعة اإلجراءات بما يحقق التخفيف على‬

‫(‪ -)1‬علي محمد المييضين‪ ،‬الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫(‪ -)2‬عيد أ عادل خزنة كاتيي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪- Bertrand de Lamy, Op-Cit , pp 711-715.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- Rozenn CREN, Op-Cit, pp 255-257.‬‬
‫(‪ -)5‬أسااامة حساانين عييد‪ ،‬الصاالح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ :‬ماهيتو والنظم المرتبطة بو‪-‬د ارسااة مقارنة‪ ،-‬المرجع السااايق‪،‬‬
‫ص ‪.143‬‬
‫(‪ -)6‬سعادي عار محمد صوافطة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.58‬‬

‫‪259‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫مرفق القضا ا ا ا ا ا اااء‪ ،‬وتحقيق مناط التجريم إذ يرع المةا ا ا ا ا ا اارع أن المصا ا ا ا ا ا ااالحة في بعض الجرائم تحقق ذات‬
‫من‬ ‫المصا ا ا االحة التي قصا ا ا ااد الةا ا ا ااارع حمايتها ينص التجريم‪ ،‬دون إغفال االعتبار النفعي حيث أن الهد‬
‫القااانون هو تحقيق المصا ا ا ا ا ا االحااة االجتماااعيااة وتغلييهااا على أي اعتبااار اخر‪ ،‬وعناادئااذ يكون القااانون نفعاي اا‬
‫‪.)1(Utilitaire‬‬
‫ويس ا ا ااتند نظام المص ا ا ااالحة الجزائية في جوهره إلى العدالة الرض ا ا ااائية‪ ،‬وهي تعني أن يكون للمخالف‬
‫الخياار يين الض ا ا ا ا ا ا امااناات اإلجرائياة التي توفرهاا لاو العادالاة التقليادياة والم ازياا التي تكفلهاا لاو المص ا ا ا ا ا ا ااالحاة‬
‫الجزائية(‪.)2‬‬
‫وباعتبار المصا ااالحة الجزائية كسا ااييل النقضا اااء الدعوع العمومية‪ ،‬يل كيديل عنها‪ ،‬قديم النةا ااخة دائم‬
‫التطور في المجال القانوني بص ا ا اافة عامة والقانون الجنائي بص ا ا اافة خاص ا ا ااة(‪ ،)3‬واس ا ا ااتثناء لميدأ عدم جواز‬
‫التنازل عن الدعوع العمومية(‪ ،)4‬فهي تقتصاار على بعض الجرائم فقا كما يتطلبو ص اراحة كل من المةاارع‬
‫‪ ،-‬والمصا ااري‪-‬م ‪ 1‬من ق إج‬ ‫‪ 3‬من ق إ ج‬ ‫‪ 4‬من ق إ ج ج‪ ،-‬والفرنسا ااي‪-‬م ‪6‬‬ ‫الجزائري‪ -‬م ‪6‬‬
‫ونظر ألن نظام المصا ا ا ا ااالحة الجزائية يخخذ صا ا ا ا ااورتين كما سا ا ا ا اايق ييانو وهما المصا ا ا ا ااالحة في الجرائم‬
‫اا‬ ‫م‪،-‬‬
‫االقتص ا ااادية‪ ،‬والمص ا ااالحة في الجرائم التنظيمية‪ ،‬ولتحديد األحكام القانونية لهذا النظام‪ ،‬فإننا سا ا انتولى ييان‬
‫هذه األحكام من خزل أحد أهم التطييقات لهذا النظام في الجرائم االقتصا ا ا ا ا ا ااادية في مطلب أول‪ ،‬في حين‬
‫نخصص المطلب الثاني لبعض التطييقات األخرع للمصالحة الجزائية السيما الجرائم التنظيمية‪.‬‬

‫المطلب األو ‪ :‬المصالحة الجمركية‬


‫نظر للنتائج العملية التي‬
‫تصا ا اادرت المصا ا ااالحة الجزائية مكانة متميزة في الجرائم االقتصا ا ااادية وذلك اا‬
‫التي تسا ااعى إليها التة ا اريعات االقتصا ااادية‪ ،‬والمتمثلة في السا اارعة‬ ‫حققتها وأثيتت مدع تطابقها مع األهدا‬
‫والفاعلية‪ ،‬الس ا اايما وأن النظام الجزائي أصا ا ابح غير قادر على اس ا ااتيعاب التض ا ااخم المتزايد في عدد الجرائم‬
‫والدعاوع العمومية‪ ،‬لذا تيرز أهمية اللجوء إلى المصالحة وتتدعم مع كثرة مزاياها(‪.)5‬‬
‫األمر الذي دفع السا ا ااياسا ا ااة الجنائية قصا ا ااد تجنب العقبات المتولدة عن التوجو القضا ا ااائي لحل النزاع‬
‫الجمركي‪ ،‬في العديد من التة اريعات المقارنة‪ ،‬منها التة اريع الجزائري‪ ،‬الفرنسااي والمصااري‪ ،‬إلى األخذ يهذه‬
‫ارلية كسا ا ا ا اايب النقضا ا ا ا اااء الدعوع العمومية‪ ،‬يل وكيديل عنها في بعض الجرائم االقتصا ا ا ا ااادية(‪ ،)6‬فالتجريم‬

‫(‪ -)1‬فايز السيد اللمساوع‪ ،‬أةر فايز اللمساوع‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ 15‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ -)2‬رياض مفتائ‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.393‬‬
‫(‪ -)3‬أمينة سماعين فراقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.356‬‬
‫‪- "Elle constitue donce une exception au principe d’indisponibilité de l’action publique ", Rozenn CREN, Op-‬‬
‫(‪)4‬‬

‫‪Cit, p 250.‬‬
‫(‪ -)5‬محمد خميخم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.103‬‬
‫(‪ -)6‬محمد السيد عرفة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.210‬‬

‫‪260‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫والعقاب في الجرائم االقتصا ا ا ا ا ا ااادية يرمي إلى كفالة حقوق الخزينة العامة‪ ،‬ومادام هناك الية أخرع ناجعة‬
‫وفعالة مثل المصا ا ا ا ا ا ااالحة انتفت الحكمة من توقيع العقاب‪ ،‬فز يهم المجتمع ما ينزل بمرتكب الجريمة من‬
‫األلم المتمثل في العقوبة بقدر ما يهمو تحقيق نفع المجتمع من مراعاة مص ا ا ااالحو المادية واالقتص ا ا ااادية(‪،)1‬‬
‫(‪ ،)3‬والمااادة األولى من‬ ‫وتطيياقاا لنص المااادة األولى مكرر من ق إ ج ج(‪ ،)2‬والمااادة األولى من ق إ ج‬
‫ق إ ج م(‪ ،)4‬يحق لبعض اإلدارات تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬هذه الص اازحية االس ااتثنائية عهدت يها العديد‬
‫من التةريعات المقارنة على غرار التةريع الفرنسي‪ ،‬المصري والجزائري‪ ،‬إلدارة الجمارك‪ ،‬وادارة الضرائب‪،‬‬
‫وادارة الطرق والجس ا ا ا ااور‪ ،‬وادارة اليريد واالتص ا ا ا اااالت‪ ... ،‬وذلك لمتابعة الجرائم التي تتس ا ا ا اايب في اإلخزل‬
‫بالمصااالح المسااؤولة عن حمايتها‪ ،‬بعد تقديم طلب(‪)5‬مساايق من اإلدارة المعنية‪ ،‬فهذه اإلدارة لديها الحق في‬
‫تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬كما لها أيض ا ااا س ا االطة المص ا ااالحة مع مرتكب الجريمة‪ ،‬وهذه المص ا ااالحة لها أثر‬
‫مكرر من ق إ‬
‫‪ 4‬من ق إ ج ج‪ 18 ،‬اا‬ ‫‪6،‬‬ ‫‪ 3‬من ق إ ج‬ ‫انقضا ا ا ا اااء الدعوع العمومية(‪،)6‬ينص المواد‪6‬‬
‫ج م‪.‬‬
‫وبذلك تكون التةريعات المقارنة محل للدارسة قد أخذت ينظام المصالحة الجزائية في بعض الجرائم‬

‫(‪ -)1‬نادية حزاب‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.104‬‬


‫(‪ " -)2‬الدعوع العمومية لتطييق العقوبات يحركها ويباةا ا ا ا ا ا اارها رجال القضا ا ا ا ا ا اااء أو الموظفون المعهود إليهم يها بمقتضا ا ا ا ا ا ااى‬
‫القااانون‪ ،"...‬المااادة األولى مكرر‪ ،‬من قااانون رقم ‪ ،07-17‬مؤرخ في ‪ 27‬مااارس ‪ ،2017‬يعاادل ويتمم األمر رقم ‪155-66‬‬
‫المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ 1966‬والمتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ج ر ج عدد ‪ ،20‬مؤرخة في ‪ 29‬مارس ‪ ،2017‬ص ‪.6‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪- "L’action publique … est mise en mouvement et exercée par les magistrats ou par les fonctionnaires auxquels‬‬
‫‪elle est confiée par la loi", L’article 1 er du CPPF, codifié par loi n° 57-1426 du 31 décembre 1957, instituent un‬‬
‫‪code de procédure pénale (1),op-cit, p. 258, Déplacé par: loi n° 2011-939 du 10 août 2011-art. 1, sur la participation‬‬
‫‪des citoyens au Fonctionnement de la justice pénale et le jugement des mineurs (1), op-cit.‬‬
‫(‪ " -)4‬تختص النيابة العامة دون غيرها يرفع الدعوع الجنائية ومباة ا ا ا ا ا ا ارتها وال ترفع من غيرها إال في األحوال الميينة في‬
‫القانون‪ ،"...‬المادة األولى من ق إ ج م‪ ،‬الصادر بالقانون رقم ‪ 150‬لسنة ‪،1950‬المرجع السايق ‪.‬‬
‫(‪ -)5‬لم يتطرق كل من التةا ا ا ا اريعين الفرنس ا ا ا ااي والمص ا ا ا ااري لتعريف الطلب‪ ،‬إنما اكتفى كل منهما يذكر مص ا ا ا ااطلح الطلب في‬
‫نص ا ا ا ااوص قانونية مختلفة‪ ،‬والنص عليو كقيد يرد على س ا ا ا االطة النيابة العامة وحريتها في تحريك الدعوع العمومية في جرائم‬
‫معينة‪ ،‬أما المةاارع الجزائري فلم يتطرق أصااز لمصااطلح الطلب‪ ،‬يل اسااتعمل مصااطلح الةااكوع في نص المادة ‪ 164‬من ق‬
‫ع ج والمادة ‪ 6‬مكرر من ق إ ج ج‪ ،‬وهو اس ا ااتعمال غير س ا االيم‪ ،‬فالمقص ا ااود يها‪-‬الة ا ااكوع‪-‬هو الطلب ألن الة ا ااكوع تقدم من‬
‫المجني عليو كفرد تضا اارر ةا ااخصا ا اايا من الجريمة أما الطلب فيقدم من هيئة عامة مجني عليها‪ ،‬فالمةا اارع يسا ااتلزم الةا ااكوع‬
‫عندما يرع أن الجريمة تمس مصاالحة فردية ويسااتلزم الطلب عندما يرع أن الجريمة تمس مصاالحة هيئة أو ساالطة عامة في‬
‫الدولة‪ ،‬ويعر الطلب بخنو‪ " :‬تعليق تحريك الدعوع العمومية على إرادة السا ا ا ا ا ا االطة أو الجهة التي وقعت الجريمة إض ا ا ا ا ا ا اراا‬
‫ار‬
‫بمصا ا ا ااالحها‪ ،‬والتي اعتيرها القانون معنية أكثر من غيرها يوقوع هذه الجريمة "‪ ،‬لمزيد من التفاصا ا ا اايل أنظر‪ :‬علي ةا ا ا اامزل‪،‬‬
‫الجديد في ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬الكتاب األول‪ :‬االستدالل واالتهام‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ 149‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, P 995.‬‬

‫‪261‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫االقتصا ا ا ااادية‪ ،‬ويختي على أرسا ا ا ااها المصا ا ا ااالحة الجمركية(‪ ،)1‬والمصا ا ا ااالحة في جرائم الصا ا ا اار (‪ ،)2‬والجرائم‬
‫الضرييية(‪ ،)3‬وغيرها‪.‬‬
‫ونظر لتعدد ص ا ااور المص ا ااالحة في الجرائم االقتص ا ااادية يتعدد هذه الجرائم‪ ،‬وباعتبار المص ا ااالحة في‬
‫اا‬
‫الجرائم الجمركية أقدم هذه الص ااور وأة ااهرها والتي تجمع التة ااريعات المقارنة محل الد ارسا اة على األخذ يها‬
‫باعتبارها يديل عن الدعوع العمومية يتساام بالفاعلية والساارعة في هذا المجال‪ ،‬فالباحث يقتصاار في د ارسااة‬
‫هذه على المصالحة الجزائية في الجرائم الجمركية فقا‪ ،‬من خزل الفرعين التاليين‪:‬‬
‫الفرع األو ‪ :‬ضوابط المصالحة الجمركية‬
‫إذا كانت الموارد الضا ا ارييية من ة ا ااخنها تحقيق موارد مالية لس ا ااد نفقات الدولة‪ ،‬فإن الميدان الجمركي‬
‫أهم من ذلك بكثير‪ ،‬إذ لو هدفان مزدوجان في نفس الوقت‪ :‬األول يتمثل في تحقيق موارد مالية‪ ،‬أما الهد‬
‫الثاني فيظهر في حماية الثروات الوطنية االقتصادية ومنع المنافسة غير المةروعة(‪.)4‬‬
‫اتثناءا عن القواعد العامة في‬
‫ائيا‪ ،‬جاء اسا ا ا ا ا ا ا ا‬
‫قانونيا إجر ا‬
‫ا‬ ‫نظاما‬
‫عموما ا‬
‫ا‬ ‫وباعتبار المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية‬
‫القانون الجنائي‪ ،‬التي تلزم النيابة العامة يتحريك ومباةا ا ا ارة الدعوع العمومية باعتبارها ممثلة عن المجتمع‪،‬‬
‫وهي يذلك ال تملك إيقافها أو تعطيل سيرها أو التنازل عنها بعوض أو بغير عوض إال في األحوال الميينة‬

‫‪ ،‬المادتين ‪ 119‬و‪ 124‬من ق ج م‪.‬‬ ‫(‪ -)1‬المادة ‪ 265‬من ق ج ج‪ ،‬المادة ‪ 350‬من ق ج‬


‫(‪ -)2‬المادة ‪ 9‬من األمر رقم ‪ ،22-96‬المعدل والمتمم بالمواد ‪ 9‬مكرر إلى ‪ 9‬مكرر‪ ،2‬من األمر رقم ‪ ،03-10‬المتعلق بقمع‬
‫مخالفة التة اريع والتنظيم الخاصااين بالصاار وحركة رؤوس األموال من والى الخارج ‪ ،‬المرجع السااايق ‪ ،‬ص ص‪، 10-9 .‬‬
‫المادة ‪ 133‬من قانون رقم ‪ 162‬لسا ا اانة ‪ 2004‬المعدل والمتمم لبعض أحكام قانون الينك المركزي والجهاز المصا ا اارفي والنقد‬
‫الصادر بالقانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪ ،2003‬ج ر م عدد ‪( 51‬مكرر)‪ ،‬صادرة في ‪ 22‬ديسمير ‪.2004‬‬
‫‪-‬يخضع المةرع الفرنسي التصالح في جرائم الصر لنص المادة ‪ 350‬من قانون الجمارك‪ ،‬وان كانت جرائم الصر ليست‬
‫جرائم جمركية‪ ،‬فالمصااالحة النقدية تتم وفق الةااروط التي نص عليها في القانون الجمركي‪ ،‬وقد منح المةاارع الفرنسااي اإلدارة‬
‫الجمركية حق إجراء المصالحة في تلك الطائفة من الجرائم‪ ،‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.207‬‬
‫ار على الجرائم المتعلقة بالض ارائب غير المباة ارة ينص المواد‬
‫(‪ -)3‬تقتصاار المصااالحة في المسااائل الض ارييية في فرنسااا حصا اا‬
‫‪-Wilfrid EXPOSITO, Op-Cit, p 318.‬‬ ‫‪ L.247 à L.251‬من دفتر اإلجراءات الضرييية الفرنسي‪.‬‬
‫‪-‬أجاز المةاارع المصااري التصااالح في الجرائم الض ارييية س اواء ورد النص عليها في قانون الض اريبة على الدخل‪ :‬المادة ‪138‬‬
‫من قانون رقم ‪ 91‬لساانة ‪ 2005‬المتعلق يإصاادار قانون الض اريبة على الدخل الذي ةااهد عدة تعديزت كان اخرها قانون رقم‬
‫‪ 96‬لساانة ‪ 2015‬الصااادر في ‪ 20‬أوت ‪ ،2015‬أو في قانون الضاريبة على القيمة المضااافة رقم ‪ 27‬لساانة ‪ 2016‬في المادة‬
‫‪ 72‬منو ‪ ،‬أو في قانون ضا اريبة الدمغة رقم ‪ 111‬لس اانة ‪ 1980‬وتعديزتو اخرها قانون رقم ‪ 53‬لس اانة ‪ 2014‬في نص المادة‬
‫‪ 37‬منو‪ ،‬أو قانون الضا اريبة على العقارات الميينة رقم ‪ 196‬لس اانة ‪ 2008‬المعدل بقانون ‪ 117‬لس اانة ‪ 2014‬في المادة ‪33‬‬
‫منو‪،‬طو أحمد محمد عيد العليم‪،‬الصا ا ا االح الجنائي في القانون المصا ا ا ااري طبقا رخر تعديزتو‪،‬المرجع السا ا ا ااايق‪،‬ص ‪ 237‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬

‫(‪ -)4‬رياض مفتائ‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.400‬‬

‫‪262‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫استثناءا فيتعين تفسير االستثناء في أضيق الحدود‪ ،‬وعدم جواز‬


‫ا‬ ‫في القانون‪ ،‬ولما كانت المصالحة الجزائية‬
‫القياس عليو(‪.)1‬‬
‫وباعتبار المصااالحة الجمركية اسااتثناء على األصاال العام في انقضاااء الدعوع العمومية‪ ،‬فقد أجازت‬
‫قوانين الجمارك على مس ا ا ااتوع العديد من التةا ا ا اريعات المقارنة نظام المص ا ا ااالحة كس ا ا اايب خاص النقض ا ا اااء‬
‫الدعوع العمومية وبديل عنها‪ ،‬منها التة ا اريع الجمركي الجزائري والفرنسا ااي والمصا ااري‪ ،‬وضا اامنتها مجموعة‬
‫من الضوابا أو الةروط الموضوعية وأخرع متعلقة باإلجراءات الةكلية وهو ما سنتناولو فيما يلي‪ ،‬إال أنو‬
‫ايتداءا التطرق لمفهوم المصالحة الجمركية والتعريف يها‪.‬‬
‫ا‬ ‫يتعين‬
‫أوال‪ :‬المقصود بالمصالحة الجمركية‬
‫التي قد تحال الدعوع فيها إلى الهيئات‬ ‫(‪)3‬‬
‫منطلق المنازعات الجمركية‬ ‫(‪)2‬‬
‫تةا ا ا ا ا ااكل الجرائم الجمركية‬
‫القضا ااائية التي تيت في المسا ااائل الجزائية‪ ،‬أوقد تسا ااوع بطريقة ودية عن طريق المصا ااالحة الجمركية‪ ،‬هذه‬
‫نظيريو الفرنس ا ااي والمص ا ااري اللذان لم‬ ‫األخيرة التي عرفها المة ا اارع الجزائري على غير العادة وعلى خز‬
‫يتناوال تعريفها‪ ،‬بخنها‪ ":‬االتفاق الذي بموجبو تقوم إدارة الجمارك وفي حدود اختصا ا ا ا ا ا اااص ا ا ا ا ا ااها‪ ،‬بالتنازل عن‬
‫مزحقة الجريمة الجمركية‪ ،‬في مقايل أن يمتثل الة ااخص أو األة ااخاص المخالفون لة ااروط معينة "(‪ ،)4‬أما‬
‫من المصا ا ا ا ا ا ااالحة‬ ‫على المسا ا ا ا ا ا ااتوع الفقهي فقد تعددت التعاريف حولها‪ ،‬وهي في أغليها تركز على الهد‬
‫وكيفيتهااا دون التطرق إلى ميعااادهااا‪ ،‬وعمو اماا يمكن تعريفهااا بااخنهااا‪ " :‬تااديير إداري محض تملااك إزاءه إدارة‬
‫قانونا‪ ،‬وامتياز لها لتجنب الدعاوع‬
‫الجمارك س االطة تقديرية واس ااعة فتة ااكل تنازالا عن بعض حقوقها المقررة ا‬
‫وانهائها قيل الحكم أو بعده(‪.)5‬‬
‫كما يعرفها الفقيهان ‪ Claude . J. Berre‬و‪ Henry trimeaux‬بخنها ‪ " :‬امتياز ممنوئ إلدارة الجمارك‪،‬‬

‫(‪ -)1‬علي محمد المييضين‪ ،‬الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫الجريمة الجمركية بخنها‪ " :‬كل إخزل بالقوانين واللوائح الجمركية والتي يترتب عليها عقوبة‪ ،‬أو هي كل عمل يتم‬ ‫(‪ -)2‬تعر‬
‫خراقا للنصوص الجمركية القاضية بقمعها "‪ ،‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.130‬‬
‫(‪ -)3‬يعر الفقيهان ‪ Trémeau‬و‪ Berr‬المنازعات الجمركية بخنها‪" :‬مجموعة القواعد المتعلقة ينةخة الخصومات ومجراها واليت‬
‫فيها‪ ،‬التي ترمي إلى تخويل وتطييق القانون الجمركي"‪ ،‬ويعرفها ‪ Hoguet‬بخنها‪ " :‬كل النزاعات التي يحتمل رفعها إلى القضاء‬
‫من جراء سااير مرفق الجمارك "‪ ،‬أحساان يوسااقيعة‪ ،‬المنازعات الجمركية‪ ،‬ط ‪ ،8‬دار هومة للطباعة والنةاار والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2016-2015‬ص ‪.6‬‬
‫(‪ -)4‬المادة ‪ 2‬من المرسا ا ااوم التنفيذي رقم ‪ ،136-19‬المؤرخ في ‪ 29‬أفريل ‪ ،2019‬يتضا ا اامن إنةا ا اااء لجان المصا ا ااالحة ويحدد‬
‫تة ا ااكيلها وس ا اايرها وكذا قائمة مس ا ااؤولي إدارة الجمارك المؤهلين إلجراء المص ا ااالحة وحدود اختص ا اااص ا ااهم ونس ا ااب اإلعفاءات‬
‫الجزئية‪ ،‬ج ر ج عدد ‪ ،29‬صادرة في ‪ 5‬ماي ‪ ،2019‬ص ‪.7‬‬
‫(‪ -)5‬إلياس الهواري احبايو‪ " ،‬التكريس القانوني واالقتصااادي لنظام المصااالحة في المادة الجمركية"‪ ،‬مجلة االجتهاد للد ارسااات‬
‫القانونية واالقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،7‬العدد ‪ ،2018 ،2‬ص ص‪.105-104 .‬‬

‫‪263‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫اتر في استبعاد المتابعة "(‪.)1‬‬


‫الذي يعتير السيب األكثر قوة وتو اا‬
‫وللمصالحة الجمركية ةكلين‪:‬‬
‫‪ -1‬المصالحة الم قتة ‪La transaction provisoire‬‬
‫تسااتجيب المصااالحة المؤقتة إلى ضاارورة تحديد ةااروط المصااالحة المحتملة في انتظار قرار نهائي‪،‬‬
‫وهي عبارة عن عقد أولي ‪ avant-contrat‬ييرمو أعوان الجمارك نيابة عن اإلدارة‪ ،‬وال تعتير المصا ا ا ا ا ا ااالحة‬
‫نهائية إال يتصديق السلطة المختصة‪ ،‬وال يحول ذلك دون رفض المصالحة من قيل المستفيد إذا زاد الميلغ‬
‫المقدم من طر صا ا اااحب سا ا االطة اتخاذ القرار‪ ،‬فليس لها أثر سا ا ااوع وقف المتابعة‪ ،‬هذا‪ ،‬وعندما ال تكون‬
‫اإلدارة قادرة على تحديد ميلغ المص ا ا ا ااالحة على الفور‪ ،‬فإن اإلذعان لمنازعة هو العقد الذي يعتر بموجبو‬
‫المخالف بالوقائع التي تكون الجريمة ويتعهد يتسا ا ا ا ا ا ااديد الميلغ الذي تحدده إدارة الجمارك عندما تطالبو بو‪،‬‬
‫ويقترن هذا االلتزام باختيار كفالة‪ ،‬وهو ال يلزم اإلدارة التي تظل حرة في اللجوء للقضاء(‪.)2‬‬
‫فهي عبارة عن تعهد من طر المخالف بقيول القرار اإلداري الذي يص ا ا ا ا ا اادر الحاقا وذلك يتس ا ا ا ا ا ااديد‬
‫الميلغ الااذي تحاادده إدارة الجمااارك عنااد أول طلااب‪ ،‬ويتم ذلااك عن طريق وثيقااة مكتوبااة تتضا ا ا ا ا ا اامن اعت ار‬
‫المخالف وقيول المصااالحة ودفع الغرامات التي تسااجل عليو‪ ،‬ويتم اللجوء إلى هذا اإلجراء في حاالت هي‪:‬‬
‫متى خرجت القض ا ا ااية عن حدود ص ا ا اازحيات من يقوم بالتس ا ا ااوية‪ ،‬عندما تتطلب المص ا ا ااالحة رأي لجنة من‬
‫فور على السلطة المختصة للفصل فيها(‪.)3‬‬
‫اللجان‪ ،‬وعندما ال يمكن إحالة القضية اا‬
‫‪ -2‬المصالحة النهائية ‪La transaction définitive‬‬
‫اميا(‪ ،)4‬فهي تتمثل في إنهاء‬ ‫المص ا ا ااالحة النهائية هي نتيجة تدخل الس ا ا االطة اإلدارية المختص ا ا ااة رس ا ا ا ا‬
‫المنازعة على حس ا ا ااب العقد المتفق عليو يين مرتكب المخالفة والس ا ا االطة المختص ا ا ااة‪ ،‬وتتحدد على أسا ا ا ااس‬
‫نهائيا وتسا ا ا ا ا ا ااديد المبالغ المتفق عليها‪،‬‬
‫قانونا‪ ،‬ويتم إنهاء المنازعة ا‬
‫ةا ا ا ا ا ا ااروط إنهاء النزاع في الحدود المقررة ا‬
‫وتلتزم إدارة الجمارك يرفع اليد عن البضاعة المحجوزة مالم تكن محل مصادرة وتوجو إدارة الجمارك نسخة‬
‫اإلجراءات القضائية(‪.)5‬‬ ‫من المصالحة النهائية إلى المحكمة إليقا‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط الموضوعية للمصالحة الجمركية‬
‫تخضا ا ا ااع المصا ا ا ااالحة في المواد الجمركية لةا ا ا ااروط موضا ا ا ااوعية‪ ،‬يتحدد نطاقها بةا ا ا اارط مةا ا ا ااروعية‬

‫(‪ -)1‬نادية عمراني‪ ،‬محمد أمين زيان‪ " ،‬المصا ا ا ااالحة الجمركية عقوبة جديدة أم طريقة ودية لحل النزاع "‪ ،‬مجلة جيل األبحاث‬
‫القانونية المعمقة‪ ،‬العدد ‪ ،2018 ،22‬ص ‪.72‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪- Rozenn CREN, Op-Cit, p 259.‬‬
‫(‪ -)3‬حييبة عيدلي‪ ،‬حمزة جبايلي‪ " ،‬المص ا ا ا ااالحة الجمركية كيديل للمتابعة القض ا ا ا ااائية"‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية واإلنس ا ا ا ااانية‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،6‬العدد ‪ ،2013 ،2‬ص ‪.343‬‬
‫‪- Rozenn CREN, Op-Cit, p 259.‬‬
‫(‪)4‬‬

‫(‪ -)5‬حييبة عيدلي‪ ،‬حمزة جبايلي‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.343‬‬

‫‪264‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المصالحة‪ ،‬وبمقايل المصالحة وبطييعة الجريمة‪ ،‬على النحو ارتي ييانو‪:‬‬


‫‪ -1‬شرط مشروعية المصالحة‬
‫تس ااتمد المص ااالحة في الجرائم الجمركية مة ااروعيتها من اإلجازة التةا اريعية‪ ،‬فز يجوز إجراءها يدون‬
‫نص تةريعي‪ ،‬وقد تتطلب المةروعية أيضا موافقة السلطة القضائية على المصالحة في بعض التةريعات‬
‫الجزائية‪ ،‬وهو ما سنتناولو فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪-‬الشرعية النصية للمصالحة الجمركية‬
‫عموما‪ ،‬والجرائم الجمركية على س ا ااييل‬
‫ا‬ ‫نظام المص ا ااالحة يس ا ااتمد مة ا ااروعيتو في الجرائم االقتص ا ااادية‬
‫الوبا يديزا عن إدارة الدعوع العمومية وأحد أهم حلول أزمة العدالة الجزائية‪ ،‬من اإلجازة‬ ‫المثال يوصا اافها أسا ا ا‬
‫ض ا ا اا الجرائم التي‬
‫التةا ا ااريعية‪ ،‬وبعد ذلك يحدد النص التة ا ا اريعي نطاق هذه المصا ا ااالحة واثارها القانونية وأي ا‬
‫يجوز إجرائها فيها(‪ ،)1‬فز تجوز المصا ا ا ا ا ااالحة الجمركية دون وجود النص القانوني‪ ،‬ومرد ذلك أنو مادام أن‬
‫اتثناءا على القواعد العامة في قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬وبالتالي‬
‫نظام المصااالحة كما ساايق ذكره يعتير اسا ا‬
‫اليد من وجود النص التةريعي الذي يقر يإمكانية اللجوء إليها(‪.)2‬‬
‫وتسا ااتمد المصا ااالحة الجزائية في الجرائم الجمركية مةا ااروعيتها في التة ا اريع الجزائري من نص الفقرة‬
‫الثانية من المادة ‪ 265‬من قانون الجمارك الجزائرية‪ ،‬ينصا ا ا ا ا ا ااها على‪ ..." :‬يرخص إلدارة الجمارك يإجراء‬
‫المصالحة مع األةخاص المتابعين بسيب الجرائم الجمركية‪.)3(" ...‬‬
‫كما أجازها المةا ا ا ا اارع الفرنسا ا ا ا ااي ينص الفقرة األولى من المادة ‪ 350‬من قانون الجمارك الفرنسا ا ا ا ااية‪،‬‬
‫ينصها على‪ :‬يرخص إلدارة الجمارك المصالحة مع األةخاص المتابعين يجرائم جمركية‪.)4("....‬‬
‫وكذلك أجاز المةا اارع المصا ااري المصا ااالحة أو على حد تعييره " التصا ااالح " في المخالفات الجمركية‬
‫ينص المادة ‪ 119‬من قانون الجمارك‪ ،‬وفي جرائم التهريب الجمركي ينص المادة ‪ 124‬من نفس القانون‪،‬‬

‫(‪ -)1‬أيو بكر علي محمد أيو سيف‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.124‬‬
‫(‪ -)2‬نادية حزاب‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫(‪ -)3‬الم ااادة ‪ 265‬من ق ااانون رقم ‪ ،04-17‬مؤرخ في ‪ 16‬فيفري ‪ ،2017‬يع اادل ويتمم الق ااانون رقم ‪ 07-79‬المؤرخ في ‪21‬‬
‫جويلية ‪ ،1979‬والمتضمن قانون الجمارك‪ ،‬ج ر ج عدد ‪ ،11‬الصادرة في ‪ 19‬فيفري ‪ ،2017‬ص ‪.37‬‬
‫(‪) 4‬‬
‫‪- "L’administration des douanes et autorisée à transiger avec les personnes poursuivies pour infraction‬‬
‫‪douanière…", L’article 350, code des douanes française, codifié par: Décret n° 48-1958, du 08 décembre 1948,‬‬
‫‪Modifié par: Loi n°77-1453 du 29 décembre 1977, accordant des garanties de procédure aux contribuables en‬‬
‫‪matière Fiscale et douanière (1) JORF; N° 302, 109° année, du 30 décembre 1977 .‬‬

‫‪265‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المعدل بالقوانين ‪ 175‬لس اانة ‪)1(1998‬و‪ 160‬لس اانة ‪ ،)2(2000‬و‪ 13‬لس اانة ‪ )3(2001‬و‪ 14‬لس اانة ‪،)4(2004‬‬
‫و‪ 95‬لسنة ‪ ، )5(2005‬وبذلك يتفق كل من المةرع الجزائري‪ ،‬ونظيريو الفرنسي والمصري على إجازة إجراء‬
‫المصالحة في الجرائم الجمركية‪.‬‬
‫ب‪-‬موافقة السلطة القضائية عل المصالحة‬
‫األص ا ا ا ا اال أن المص ا ا ا ا ااالحة الجزائية تعتير وجوبية وتقع بقوة القانون متى توافرت ة ا ا ا ا ااروط ص ا ا ا ا ااحتها‬
‫الموضا ا ااوعية واإلجرائية‪ ،‬دون أن يتوقف ذلك على موافقة السا ا االطة القضا ا ااائية‪ ،‬باعتبارها يديل عن الدعوع‬
‫العمومية‪ ،‬السيما في الجرائم االقتصادية‪ ،‬إال أن بعض التةريعات االقتصادية المقارنة على غرار التةريع‬
‫هاما لمةروعية المصالحة في تلك الطائفة من الجرائم‪ ،‬وهو ضرورة موافقة السلطة‬
‫طا ا‬‫الفرنسي تتضمن ةر ا‬
‫القضائية على ميدأ إجراء المصالحة‪ ،‬مثال ذلك ما نصت عليو المادة ‪ 350‬من ق ج (‪ ،)6‬غير أن الفقو‬
‫الفرنساي يرع بخنو من األهمية تحديد نطاق دور السالطة القضاائية السايما النيابة العامة‪ ،‬فالمصاالحة تتعلق‬
‫يجريمة جزائية وبقواعد المساااؤولية الجزائية والعقوبة وفي نطاق السا االطة المخولة لها‪ ،‬فقد تمنح موافقتها وقد‬
‫ترفض‪ ،‬ييد أن الحق في المصا ااالحة خاص باإلدارة المعنية وليسا اات السا االطة القضا ااائية‪ ،‬ومع ذلك ال تملك‬
‫اإلدارة إجراء المص ا ا ا ا ااالحة مع مرتكب الجريمة بقرارها المنفرد‪ ،‬ومرد ذلك أن المص ا ا ا ا ااالحة تتعلق بمص ا ا ا ا ااير‬
‫الدعوع العمومية واج ارءاتها‪ ،‬حيث يترتب عليها انقضا ا ا ا ا ا اااء الدعوع العمومية‪ ،‬والنيابة العامة هي األمينة‬
‫وحدها على هذه الدعوع‪ ،‬غير أن تلك الموافقة تقتصر على حالة تحريك الدعوع العمومية(‪.)7‬‬
‫ويتم الحص ا ااول على هذه الموافقة من طر النيابة العامة إذا كان من المحتمل أن تخض ا ااع الجريمة‬
‫لعقوبات جبائية وأخرع جزائية‪ ،‬أما إذا كانت الجريمة ال تخض ا ا ااع إال لعقوبات جبائية فقا‪ ،‬فيتم الحص ا ا ااول‬

‫(‪ -)1‬قانون رقم ‪ 175‬لسا ا اانة ‪ ،1998‬صا ا ااادر في ‪ 23‬ديسا ا اامير ‪ ،1998‬متعلق يتعديل بعض أحكام قانون الجمارك الصا ا ااادر‬
‫بالقانون رقم ‪ 66‬لسنة ‪ ،1963‬ج ر م عدد ‪( 51‬مكرر‪-‬أ‪ ،)-‬صادرة في ‪ 23‬ديسمير ‪.1998‬‬
‫(‪ -)2‬قانون رقم ‪ 160‬لس ا ا ا ا اانة ‪ ،2000‬ص ا ا ا ا ااادر في ‪ 18‬جوان ‪ ،2000‬متعلق يتعديل بعض أحكام قانون الجمارك الص ا ا ا ا ااادر‬
‫بالقانون رقم ‪ 66‬لسنة ‪ ،1963‬ج ر م عدد ‪ ( 24‬مكرر)‪ ،‬صادرة في ‪ 18‬جوان ‪.2000‬‬
‫(‪ -)3‬قانون رقم ‪ 13‬لسنة ‪ ،2001‬صادر في ‪ 29‬مارس ‪ ،2001‬متعلق يتعديل بعض أحكام قانون الجمارك الصادر بالقانون‬
‫رقم ‪ 66‬لسنة ‪ ،1963‬ج ر م عدد ‪( 13‬تابع)‪ ،‬صادرة في ‪ 29‬مارس ‪.2001‬‬
‫(‪ -)4‬قانون رقم ‪ 14‬لساانة ‪ ،2004‬صااادر في ‪ 21‬أفريل ‪ ،2004‬متعلق يتعديل بعض أحكام قانون الجمارك الصااادر بالقانون‬
‫رقم ‪ 66‬لسنة ‪ ،1963‬ج ر م عدد ‪ 17‬تابع (د)‪ ،‬صادرة في ‪ 22‬أفريل ‪.2004‬‬
‫(‪ -)5‬قانون رقم ‪ 95‬لساانة ‪ ،2005‬صااادر في ‪ 20‬جوان ‪ ،2005‬متعلق يتعديل بعض أحكام قانون الجمارك الصااادر بالقانون‬
‫رقم ‪ 66‬لسنة ‪ ،1963‬ج ر م عدد ‪ ( 24‬مكرر)‪ ،‬صادرة في ‪ 21‬جوان ‪.2005‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪- "b-après mise en mouvement par l’administration des douanes on le ministère public d’une action judiciaire,‬‬
‫‪l’administration des douanes ne peut transiger que si l’autorité judiciaire admet le principe d’une transaction …",‬‬
‫‪l’article 350, CDF, Op-Cit.‬‬

‫(‪ -)7‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.209‬‬

‫‪266‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫على هذه الموافقة من قيل رئيس الجهة القضائية المختصة(‪.)1‬‬


‫ويحدد القضااء الفرنساي نطاق السالطة المخولة للسالطة القضاائية في مجال المصاالحة‪ ،‬حيث قضاي‬
‫بخن الموافقة الص ا ا ا ااادرة عن النيابة العامة ال تتعلق بمدع مزئمة عرض التص ا ا ا ااالح‪ ،‬أو باألدق ال يجب أن‬
‫تنصب على مدع مناسيتو‪ ،‬وبصفة خاصة فيما يتعلق بمضمونو‪ ،‬وفيما يتعلق يرفض النيابة العامة لعرض‬
‫ومسيبا(‪.)2‬‬
‫ا‬ ‫وموقعا‬
‫ا‬ ‫ومؤرخا‬
‫ا‬ ‫المصالحة‪ ،‬يجب أن يكون قرارها ثايتاا بالكتابة‬
‫ويذهب جانب من الفقو أن موافقة السلطة القضائية على عرض المصالحة يعتير بمثابة عقاب على‬
‫قانونا‪ ،‬حيث تتض اامن الموافقة مراجعة لمة ااروعية المص ااالحة‪،‬‬
‫الجريمة بخس االوب مس ااتحدث منص ااوص عليو ا‬
‫بمعنى جواز التصالح في الجريمة من عدمو‪ ،‬وأيضا مضمون العقوبة المالية المنصوص عليها‪ ،‬وباإلجمال‬
‫يرتب الفقو على موافقة النيابة العامة على المصااالحة في تلك الطائفة من الجرائم مةااروعية العقوبة المالية‬
‫الموقعة بطريق المصالحة(‪.)3‬‬
‫وعلى غرار المة ا اارع الفرنس ا ااي الذي يتطلب ة ا اارط موافقة الس ا االطة القض ا ااائية المختص ا ااة على إجراء‬
‫المصااالحة في حالة تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬فالمةاارع األردني يتطلب ذات الةاارط والذي تضاامنو المادة‬
‫‪9‬و بو‪ 1‬من قانون الجرائم االقتص ا ا ا ااادية رقم ‪ 20‬لس ا ا ا اانة ‪ ،2004‬والتي تنص على ض ا ا ا اارورة موافقة النيابة‬
‫العامة‪ ،‬مع مزحظة أن قرار النيابة العامة يإجراء المص ا ا ااالحة مع مرتكب الجريمة غير نافذ إال بعد موافقة‬
‫ئيسا‪ ،‬وعضوية أحد قضاة‬ ‫اللجنة القضائية المةكلة بموجب نص المادة السابقة من رئيس النيابات العامة ر ا‬
‫محكمة التمييز يختاره رئيس المجلس القضائي‪ ،‬والمحامي العام المدني‪ ،‬وبعد سماع رأي النائب العام(‪.)4‬‬
‫المةاارع الفرنسااي فإن كل من المةاارع المصااري ونظيره الجزائري‪ ،‬لم يتطلبا هذا الةاارط‬ ‫وعلى خز‬
‫بالنسا ا اابة للجرائم االقتصا ا ااادية‪ ،‬إذ أناط كل منهما سا ا االطة إجراء المصا ا ااالحة باإلدارة المعنية دون تدخل من‬
‫السا االطة القضا ااائية‪ ،‬وهو األمر الذي من ةا ااخنو أن يحد من السا االطات الواسا ااعة الممنوحة للنيابة العامة في‬
‫إطار الدعوع العمومية‪.‬‬
‫‪ -2‬شرط مقابل المصالحة‬
‫يعتير مقايل المص ا ا ا ااالحة كما س ا ا ا اايق ذكره العنص ا ا ا اار الجوهري في النظام التص ا ا ا ااالحي(‪ ،)5‬في المواد‬
‫عموما‪ ،‬وهذا العنصا اار يتززم وجوده مع كافة صا ااور الصا االح والمصا ااالحة الجزائية‪ ،‬وان انتفاء هذا‬
‫ا‬ ‫الجزائية‬

‫(‪ -)1‬أمين مصطفى محمد‪ ،‬انقضاء الدعوع الجنائية بالصلح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫(‪ -)2‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.210-209‬‬
‫(‪ -)3‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.210‬‬
‫(‪ -)4‬محمد سليمان حسين المحاسنة‪ ،‬التصالح وأثره على الجريمة االقتصادية‪ ،‬دار وائل للنةر والتوزيع‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص‬
‫‪.109‬‬
‫(‪ -)5‬عيد أ عادل خزنة كاتيي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.78‬‬

‫‪267‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫العنص ا ا ا ا اار يخرجنا من دائرة المص ا ا ا ا ااالحة ويدخلنا في دائرة نظام اخر‪ ،‬كالتنازل أو العفو مثزا(‪ ،)1‬والس ا ا ا ا ااير‬
‫الطييعي لألمور أن يكون هناك حد أدنى ال يمكن النزول عنو وحد أعلى ال يمكن تجاوزه‪ ،‬والقوانين تختلف‬
‫في ذلك(‪:)2‬‬
‫فالمةا اارع المصا ااري حرص على النص على حد أدنى ال ينبغي لإلدارة النزول عنو عند تقدير مقايل‬
‫المص ا ا ا ا ا ا ااالحااة في الجرائم الجمركيااة ‪ ،‬بااخن يكون مقاااياال التص ا ا ا ا ا ا ااالح ماااال يقاال عن الحااد األدنى للغ ارمااات‬
‫والتعويضات المنصوص عليها في المواد ‪ 118 ،117 ،116‬من قانون الجمارك المصري‪.3‬‬
‫أما جرائم التهريب فإنو عمزا بخحكام المادة ‪ 124‬من ق ج م فإنو ال يجوز أن يقل مقايل المصااالحة‬
‫الممنوعة أو المحظور‬ ‫عن ميلغ التعويض كامزا‪ ،‬فإذا كانت البض ا ا ا ا ا ا ااائع محل الجريمة من األصا ا ا ا ا ا اانا‬
‫اس ا ااتيرادها يتم احتس ا اااب التعويض على أس ا اااس الضا ا اريبة الجمركية أو قيمة البض ا ااائع محل الجريمة أيهما‬
‫أكير‪ ،‬ويضا ا اااعف التعويض في الحاالت السا ا ااابقة إذا كان التصا ا ااالح عن جريمة تهريب مع متهم سا ا اايق لو‬
‫ارتكاب جريمة تهريب أخرع خزل الس ا اانوات الخمس الس ا ااابقة والتي ص ا اادر فيها حكم باإلدانة أو انقض ا اات‬
‫الدعوع العمومية فيها بالمصالحة(‪.)4‬‬
‫المةاارع المصااري الذي حدد مقايل المصااالحة في الجرائم الجمركية في قانون الجمارك‬ ‫وعلى خز‬
‫نفس ااو‪ ،‬فإن التةا اريع الفرنس ااي ومثلو الجزائري لم يحددا مقايل المص ااالحة الجمركية ينص صا اريح في قانون‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ ،‬والمةا ا ا ا ا ا اارع الفرنسا ا ا ا ا ا ااي يحدد قيمة مقايل‬ ‫الجمارك‪ ،‬وبالتالي فاإلدارة غير مقيدة في هذا الخصا ا ا ا ا ا ااوص‬
‫(‪)6‬‬
‫عاما‪ ،‬مفاده أال يتجاوز هذ المقايل العقوبات القانونية المنصوص عليها‬ ‫تحديدا ا‬
‫ا‬ ‫المصالحة‬
‫وتحديد هذا المقايل يعتمد على التقييم الس ا ا اايادي لإلدارة‪ ،‬وبوجو خاص يؤخذ بعين االعتبار القصا ا ا اد‬
‫االحتيالي‪ ،‬وس ا ا اوايق مرتكب الجريمة‪ ،‬ووضا ا ااعو المالي والعائلي وما إلى ذلك‪ ،‬واألمر الوحيد الذي يحد من‬
‫اءا‬
‫قانونا جز ا‬
‫ا‬ ‫سا ا ا ا ا ا االطة اإلدارة التقديرية هو أن ميلغ المصا ا ا ا ا ا ااالحة ال يجوز أن يتجاوز ميلغ الغرامة المقررة‬
‫للجريمة الجمركية‪ ،‬وال يقل عن ميلغ الرسااوم والض ارائب المتملص من دفعها إلدارة الجمارك‪ ،‬وفي الواقع ال‬
‫يترتب على المص ااالحة اإلعفاء أو التنازل عن تحص اايل الرس ااوم والضا ارائب التي لها طابع الضا اريبة العامة‬
‫(‪.)7‬‬
‫طباقا لنص المادة ‪ 4-369‬من ق ج‬
‫وقد س ا ااار المة ا اارع الجزائري على نهج نظيره الفرنس ا ااي من حيث عدم تحديد قيمة مقايل المص ا ااالحة‬

‫(‪ -)1‬علي محمد المييضين‪ ،‬الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫(‪ -)2‬عيد أ عادل خزنة كاتيي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫(‪ -)3‬وذلك ينص المادة ‪ 119‬من ق ج م‪.‬‬
‫(‪ -)4‬المادة ‪ 124‬من ق ج م‪ ،‬معدلة بالقانون رقم ‪ 95‬لسنة ‪ ، 2005‬المرجع السايق‪.‬‬
‫(‪ -)5‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.371‬‬
‫(‪ -)6‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫)‪(7‬‬
‫‪- Rozenn CREN, Op-Cit, pp 285-259.‬‬

‫‪268‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الجمركية‪ ،‬واكتفى بالنص في المادة ‪ 265‬من ق ج ج على أنو ال يمكن أن تتضا ا ا ا ا ا اامن المص ا ا ا ا ا ا ااالحة إال‬
‫إعفاءات جزئية‪ ،‬حددت هذه األخيرة ينص المادة ‪ 18‬من المرسا ا ااوم التنفيذي رقم ‪ 136-19‬المؤرخ في ‪29‬‬
‫ارتكايها‪ ،‬وميلغ الغرامة المس ا ا ااتحقة‬ ‫أفريل ‪ ،)1(2019‬والتي تتعلق أس ا ا ااا اسا ا ا اا يدرجة خطورة الجريمة وظرو‬
‫والنظام القانوني للمخالف أو صفتو‪ ،‬ودرجة مسؤولية المخالفين(‪.)2‬‬
‫نقدا(‪ ،)3‬ومع ذلك يمكن‬ ‫ميلغا من المال يدفع ا‬ ‫وجدير بالذكر أن األصا ا اال أن يكون مقايل المصا ا ااالحة ا‬
‫أن تنصا ا ا ااب المصا ا ا ااالحة على كافة العقوبات المالية‪ ،‬وعليو نخلص أن كل من المةا ا ا اارع الفرنسا ا ا ااي ونظيره‬
‫الجزائري قد تركا لإلدارة المعنية مسا ا ا اااحة تقديرية واسا ا ا ااعة في تحديد مقايل المصا ا ا ااالحة‪ ،‬ولم يسا ا ا اااي ار منهج‬
‫جامدا(‪.)4‬‬
‫تحديدا ا‬
‫ا‬ ‫المةرع المصري في تحديد المقايل‬
‫‪ -3‬الشروط المتعلقة بالجريمة الجمركية‬
‫تتضاااح فكرة المصاااالحة في الجرائم الجمركية يتحديد نطاقها القانوني‪ ،‬فلهذا النظام القانوني حدود ال‬
‫ينبغي تجاوزها من خزل تحديد الجرائم التي يجوز إجراؤها فيها‪ ،‬فخي جريمة لم ينص القانون على جواز‬
‫المصااالحة فيها تكون المصااالحة بةااخنها باطلة‪ ،‬ذلك أن المصااالحة الجزائية بةااكل عام تسااتمد مةااروعيتها‬
‫امتياز‪ ،‬فز تجوز دون االسا ا ااتناد للنص‬
‫من خزل اإلجازة التة ا ا اريعية كما سا ا اايق ييانو يوصا ا اافها اسا ا ااتثنا اءا و اا‬
‫القانوني الذي يحدد الجرائم موضا ا ااوعها‪ ،‬وفيما يتعلق بالجرائم الجمركية القايلة ألن تكون محزا للمصا ا ااالحة‬
‫فهي تنحصاار في تلك التي ينص عليها قانون الجمارك دون س اواها‪ ،‬ولذلك فإن حق ممارسااتها ال يمتد إلى‬
‫جرائم خارج هذا القانون(‪.)5‬‬
‫واألص ا اال العام في الجرائم الجمركية أنها قايلة للمص ا ااالحة مهما كان وص ا اافها الجزائي‪ ،‬سا ا اواء كانت‬
‫جنحة أو مخالفة(‪ ،)6‬ماعدا ما استثني ينص خاص‪ ،‬األمر الذي سنتناولو فيما يلي‪:‬‬
‫‪-1 -3‬المبدأ‬
‫‪ ،‬والمواد ‪ 119‬و‪ 124‬من ق ج‬ ‫باس ا ا ااتقراء نص المادة ‪ 265‬من ق ج ج‪ ،‬والمادة ‪ 350‬من ق ج‬
‫م‪ ،‬يتض ا ا ا ا ا ااح لنا أن األص ا ا ا ا ا اال أو القاعدة العامة تفيد بخن كل الجرائم الجمركية قايلة للمص ا ا ا ا ا ااالحة‪ ،‬والجرائم‬
‫وعموما يمكن تقس ا ا اايمها حس ا ا ااب معيارين‪ :‬باالس ا ا ااتناد إلى‬
‫ا‬ ‫الجمركية كثيرة في عددها ومتنوعة في طييعتها‪،‬‬
‫طييعة الجريمة أو على أسا ا ا اااس وصا ا ا اافها الجزائي‪ ،‬فحسا ا ا ااب المعيار األول تصا ا ا اانف الجرائم الجمركية إلى‬

‫(‪ -)1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪،136-19‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ص‪.10-6 .‬‬


‫(‪ -)2‬المادة ‪ 20‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،136-19‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫(‪ -)3‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬المرةد في الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو وأحكام القضاء وفقا ألحدث التعديزت‪ ،...‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪.228‬‬
‫(‪ -)4‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ص ‪.216-215‬‬
‫(‪ -)5‬حسيبة رحماني‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.188‬‬
‫(‪ -)6‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المنازعات الجمركية‪ ،‬المرجع السباق‪ ،‬ص ‪.275‬‬

‫‪269‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫مجموعتين رئيس اايتين‪ :‬أعمال التهريب والتي تة ااكل أة ااهرها‪ ،‬وأعمال االس ااتيراد أو التص اادير يدون تصا اريح‪،‬‬
‫وهي األعمال التي عير عنها المة ا اارع الجزائري في قانون ‪ 1998‬بمص ا ااطلح‪ :‬المخالفات التي تض ا اابا في‬
‫المكاااتااب الجمركيااة أثناااء عمليااات الفحص والمراقبااة عزوة على مخااالفاات أخرع متنوعااة‪ ،‬وتكيف الجرائم‬
‫الجمركية حسب المعيار الثاني إلى جنح ومخالفات(‪.)1‬‬
‫والمة ا ا اارع الجزائري أجاز المص ا ا ااالحة في الجرائم الجمركية ينص المادة ‪ 265‬من ق ج ج‪ ،‬وكقاعدة‬
‫عامة فكل الجرائم الجمركية يمكن أن تكون محزا إلجراء المصااالحة‪ ،‬ماعدا ما اسااتثني ينص خاص‪ ،‬ومن‬
‫أمثلة هذه الجرائم‪ :‬المخالفات التي تضا اابا بمناسا اابة اسا ااتيراد أو تصا اادير البضا ااائع عير المكاتب الجمركية‬
‫منها االستيراد والتصدير يدون تصريح‪ ،‬واالستيراد والتصدير يتصريح مزور(‪.)2‬‬
‫أما المةاارع الفرنسااي فقد أطلق إجازة إجراء المصااالحة في جميع الجرائم الجمركية ينص المادة ‪350‬‬
‫‪ ،‬حيث ييين هذا النص أنو يمكن إجراء المصااالحة قيل تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬ولكن أي ا‬
‫ض اا‬ ‫من ق ج‬
‫بعد مباة ا ارة الدعوع القضا ااائية‪ ،‬طالما أنو لم يصا اادر حكم نهائي‪-‬بات‪ ،-‬فللمصا ااالحة في الجرائم الجمركية‬
‫مجال تطييق واس ا ا ا ا ااع وعام‪ ،‬بحيث يمكن اقتراحها بالنس ا ا ا ا اابة لجميع الجرائم ‪Pouvant être proposé pour‬‬
‫‪ ،toute infraction‬واإلدارة تتمتع بقاادر كيير من الحريااة في ذلااك‪ ،‬حيااث يمكنهااا أن تقرر ينفس ا ا ا ا ا ا اهااا إجراء‬
‫طبعا بعد أخذ موافقة مرتكب الجريمة‪ -‬مالم يتم تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬حيث أن موافقة‬ ‫المصا ا ا ا ا ا ااالحة‪ -‬ا‬
‫السا ا ا ا االطة القضا ا ا ا ااائية ال تكون مطلوبة إال عندما يتم تحريك الدعوع العمومية(‪ ،)3‬ومن ثم فالمصاا ا ا ااالحة في‬
‫التةا ا ا اريع الفرنس ا ا ااي جائزة في كافة الجرائم الجمركية(‪ ،)4‬ويمكن أن نة ا ا ااير هنا يبس ا ا اااطة إلى أمثلة ألنو من‬
‫الصعب حصر كل الجرائم الجمركية فمثز‪ :‬استيراد وتصدير البضائع المحظورة‪ ،‬االستيراد دون التصريح‬
‫بالبضااائع الخاضااعة للرسااوم‪ ،‬التص اريح الكاذب في االسااتيراد المقصااود منو التهرب من الرسااوم‪ ،‬التهريب‪،‬‬
‫‪ ...‬فالمصالحة هي الوسيلة المفضلة لتسوية المنازعات في المسائل الجمركية‪ ،‬وهي تمثل نسبة ‪ %95‬من‬
‫القضايا الجمركية‪ ،‬حيث أنها تسمح لإلدارة يتسوية المنازعات بفاعلية وسرعة‪ ،‬وقد دعا هذا النجائ المةرع‬
‫الفرنسااي إلى عدم قصاار المصااالحة على الجرائم الجمركية والضارييية فقا‪ ،‬يل تمديدها إلى جميع اإلدارات‬
‫كيير من الجرائم البسيطة(‪.)5‬‬
‫عددا اا‬
‫التي يحتمل أن تواجو ا‬
‫أما المة ا اارع المص ا ااري فقد توس ا ااع في تحديد نطاق التص ا ااالح في الجرائم الجمركية على غرار نظيره‬
‫المة ا اارع الجزائري الذي قلص من نطاق المص ا ااالحة بعدة اس ا ااتثناءات‪ ،‬حيث أجاز‬ ‫الفرنس ا ااي‪ ،‬وعلى خز‬

‫(‪ -)1‬أحسن يوسقيعة ‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫(‪ -)2‬المادة ‪ 75‬من ق ج ج‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪- Jean-Baptiste Perrier, La transaction en matière pénale, Op-Cit, pp 143-144.‬‬
‫(‪ -)4‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.342‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪- Jean-Baptiste Perrier, IBID, pp 143-144.‬‬

‫‪270‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المصااالحة أو على حد تعييره التصااالح في جرائم التهريب الجمركي ينص المادة ‪ 124‬من ق ج م(‪ ،)1‬وفي‬
‫غيرها من المخالفات الجمركية ينص المادة ‪ 119‬من ق ج م(‪.)2‬‬
‫المة اارع الجزائري ونظيره الفرنس ااي اللذان اس ااتخدما مص ااطلح " الجرائم‬ ‫جدير بالذكر أنو على خز‬
‫الجمركية ‪ ،" infraction douanière‬فإن المة ا ا اارع المص ا ا ااري اس ا ا ااتخدم اص ا ا ااطزئ " المخالفات الجمركية "‬
‫كعنوان للباب الس ا ا ااابع من قانون الجمارك المعدل بالقانون رقم ‪ 160‬لس ا ا اانة ‪ -2000‬الواردة ض ا ا اامنو المادة‬
‫‪ 119‬من ق ج م‪ -‬وهو ما يعتيره الباحث اص ا ا ا اطزئ وارد في غير محلو‪ ،‬فكان من األجدر أن يحل محلو‬
‫مص ااطلح " الجريمة الجمركية " ألن هذا األخير يتض اامن المخالفات والجنح‪ ،‬وان كان المة اارع المص ااري ال‬
‫يقص ااد يهذا االص ااطزئ هنا المخالفات حس ااب مفهومها في المادة ‪ 12‬من قانون العقوبات المص ااري(‪ ،)3‬إذ‬
‫أن الجرائم المنص ا ا ا ااوص عليها في هذا الباب جميعها من الجنح في مفهومها المنص ا ا ا ااوص عليو في المادة‬
‫‪ 11‬من قانون العقوبات المص ا ا ااري(‪ ،)4‬يل المقص ا ا ااود يهذا االص ا ا ااطزئ في رأي الفقو المص ا ا ااري هو تمييز‬
‫الجرائم المنصا ا ا ااوص عليها في هذا الباب– السا ا ا ااابع‪ -‬عن جرائم التهريب الجمركي المنصا ا ا ااوص عليها في‬

‫‪ " -‬ال يجوز رفع الدعوع الجنائية في جرائم التهريب المنص ا ا ا ااوص عليها في المواد الساا ا ا ااابقة إال ا‬
‫يناء على طلب من وزير‬ ‫(‪)1‬‬

‫المالية أو من يفوضا ا ااو‪ .‬ولوزير المالية أو من يفوضا ا ااو التصا ا ااالح في أي من هذه الجرائم في أي مرحلة كانت عليها الدعوع‬
‫الممنوعة أو المحظور اسااتي اردها‬ ‫الجنائية مقايل أداء ميلغ التعويض كامزا‪ ،‬فإذا كانت البضااائع محل الجريمة من األصاانا‬
‫يتم احتس اااب التعويض على أس اااس الضا اريبة الجمركية أو قيمة البض ااائع محل الجريمة أيهما أكير‪ .‬وفى حالة التص ااالح ترد‬
‫البض ا ااائع المض ا اايوطة بعد دفع الضا ا ارائب المس ا ااتحقة عليها ما لم تكن من األنواع الممنوعة أو المحظور اس ا ااتيرادها‪ ،‬كما ترد‬
‫وسائل النقل واألدوات والمواد التي استخدمت في التهريب‪ ،"...‬المادة ‪ 124‬من قانون الجمارك المصري‪ ،‬معدلة بالقانون رقم‬
‫‪ 95‬لسنة ‪ ،2005‬المرجع السايق‪.‬‬
‫(‪" -)2‬يقض ا ا ااى بالغرامات والتعويض ا ا ااات المنص ا ا ااوص عليها في المواد ‪ 118 ،117 ،116 ،114 ،115‬من هذا القانون بخمر‬
‫جنائي وفقا للقواعد واإلجراءات المنصا ااوص عليها في قانون اإلجراءات الجنائية يناء على طلب رئيس مصا االحة الجمارك أو‬
‫من ينيبو‪.‬‬
‫ويجوز لرئيس مصاالحة الجمارك أو من ينيبو قيول التصااالح إلى ما قيل صاادور حكم بات في الدعوع مقايل سااداد ما ال يقل‬
‫عن الحد األدنى للغرامات والتعويضات المةار إليها‪ ،‬ويترتب على التصالح انقضاء الدعوع الجنائية‪.‬‬
‫وتحص اال الغرامات والتعويض ااات لص ااالح مص االحة الجمارك‪ ،‬وفى جميع األحوال تكون البض ااائع ض ااامنة الس ااتيفاء الغرامات‬
‫والتعويضات"‪ ،‬المادة ‪ 119‬من قانون الجمارك المصري‪ ،‬معدلة بالقانون رقم ‪ 160‬لسنة ‪ ،2000‬المرجع السايق‪.‬‬
‫(‪ " -)3‬المخالفات هي الجرائم المعاقب عليها بالغرامات التي ال يزيد أقصى مقدار لها على مائة جنيو "‪ ،‬المادة ‪ 12‬من قانون‬
‫رقم ‪ 58‬لسنة ‪ ،1937‬الصادر في ‪ 21‬جويلية ‪ ،1937‬المتضمن قانون العقوبات المصري‪ ،‬المعدلة بالقانون رقم ‪ 169‬لسنة‬
‫‪ ،1981‬الصادر في ‪ 4‬نوفمير ‪ ،1981‬بةخن تعديل بعض أحكام قانون العقوبات‪ ،‬ج ر م عدد ‪ ( 44‬مكرر)‪ ،‬صادرة في ‪4‬‬
‫نوفمير ‪.1981‬‬
‫(‪ " -)4‬الجنح هي الجرائم المعاقب عليها بالعقوبات األتية‪ -1 :‬الحبس ‪ -2 .‬الغرامة التي يزيد أقص ا ا ا ا ااى مقدار لها عن مائة جنيو"‪،‬‬
‫المادة ‪ 11‬من قانون العقوبات المصري‪ ،‬المعدل بالقانون رقم ‪ 169‬لسنة ‪ ،1981‬نفس المرجع‪.‬‬

‫‪271‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الباب الثامن من ذات القانون(‪.)1‬‬


‫حيااث ورد النص في المااادة ‪ 119‬من ق ج م‪ ،‬على إجااازة التصا ا ا ا ا ا ا ااالح في المخااالفااات الجمركيااة‬
‫المنص ا ا ااوص عليها في المواد ‪ 118 ،117 ،116 ،115 ،114‬من قانون الجمارك‪ ،‬وبناء على هذا النص‬
‫فإن المة اارع المص ااري وجد ثزثة يدائل تتعلق بالمخالفات الجمركية‪ ،‬أولها‪ :‬القض اااء بالغرامات بخمر جزائي‬
‫يناء على طلب رئيس مصاالحة الجمارك أو من ينيبو‪ ،‬وفق القواعد المنصااوص عليها في قانون اإلجراءات‬
‫الجزائية المصا ا ااري‪ ،‬وثانيها‪ :‬التصا ا ااالح‪ ،‬وثالثها‪ :‬إحالة المخالفات الجمركية إلى القضا ا اااء في حالة اعتراض‬
‫المتهم على األمر الجزائي أو رفض التصالح(‪.)2‬‬
‫وعلى غرار المة اارع الفرنس ااي الذي أجاز المص ااالحة في جميع الجرائم الجمركية دون اس ااتثناء ينص‬
‫المةاارع الجزائري الذي اسااتثنى جرائم التهريب الجمركي من نطاق‬ ‫‪ ،‬وعلى خز‬ ‫المادة ‪ 350‬من ق ج‬
‫المصا ا ااالحة ينص المادة ‪ 21‬من األمر رقم ‪ 06-05‬المتعلق بمكافحة التهريب ‪ ،‬أجاز المةا ا اارع المصا ا ااري‬
‫التصا ااالح في جرائم التهريب الجمركي ينص المادة ‪ 124‬من قانون الجمارك المصا ااري ‪ ،‬وكذلك نجد أغلب‬
‫ضا ا اا(‪ ،)3‬كالتةا ا اريع األردني(‪،)4‬‬
‫التةا ا اريعات العربية قد أجازت المص ا ااالحة بة ا ااخن جرائم التهريب الجمركي أي ا‬
‫والسوداني(‪ ،)5‬واليمني(‪ ،)6‬والليناني(‪.)7‬‬
‫والتهريب الجمركي اصطزئ قانوني يقصد بو تخليص بضائع معينة من الضرائب الجمركية المقررة‬
‫بطريقة غير مة ااروعة‪ ،‬وكل مخالفة للقواعد المنظمة للبض ااائع الممنوعة وهي التي ال يس اامح باس ااتيرادها أو‬
‫التي يكون فيها االستيراد أو التصدير ا‬
‫مقيدا بةروط معينة(‪.)8‬‬
‫وينقساام التهريب من جهة محلو إلى نوعين‪ :‬نوع يرد على الضاريبة المفروضااة على البضاااعة بقصاد‬
‫التخلص من أدائها‪ ،‬ونوع يرد على بعض السا االع التي ال يجوز اسا ااتيرادها أو تصا ااديرها وذلك بقصا ااد خرق‬
‫الحظر المطلق الذي يفرض ا ا ا ااو المة ا ا ا اارع في هذا الة ا ا ا ااخن‪ ،‬وفي كز النوعين إما أن يتم التهريب فعزا يتمام‬

‫‪ -‬طو أحمد محمد عيد العليم‪،‬الصا ا االح الجنائي في القانون المصا ا ااري ا‬
‫طبقا رخر تعديزتو‪،‬المرجع السا ا ااايق‪،‬ص ص ‪-290‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.291‬‬
‫(‪ -)2‬حاتم عيدالرحمان محمد عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.262‬‬
‫(‪ -)3‬أحمد محمد يراك‪ ،‬العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية المعاصرة‪ ،...-‬المرجع السايق‪ ،‬ص‪.648‬‬
‫(‪ -)4‬المادة ‪ 212‬من القانون رقم ‪ 20‬لس ا اانة ‪ 1998‬المتض ا اامن قانون الجمارك األردني‪ ،‬المعدلة بموجب المادة ‪ 8‬من القانون‬
‫رقم‪ 10 :‬لسنة ‪ ،2019‬المعدل لقانون الجمارك األردني‪ ،‬ج ر أردنية رقم ‪ 5572‬الصادرة في ‪ 1‬ماي ‪ ،2019‬ص ‪.2428‬‬
‫(‪ -)5‬المادة ‪ 210‬من قانون الجمارك السوداني لسنة ‪ ،1986‬الصادر في ‪ 24‬أفريل ‪ ،1986‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫(‪ -)6‬المادة ‪ 207‬من قانون رقم ‪ 14‬لس اانة ‪ 1990‬بة ااخن الجمارك اليمني الص ااادر في ‪ 15‬أكتوبر ‪ ،1990‬معدل بالقانون رقم‬
‫‪ 12‬لسنة ‪ ،2010‬صادر في ‪ 21‬أوت ‪.2010‬‬
‫(‪ -)7‬المادة ‪ 210‬من قانون الجمارك الليناني‪ ،‬الصادر في ‪ 15‬ديسمير ‪.2000‬‬
‫(‪ -)8‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.392-391‬‬

‫‪272‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫حكما وذلك بحيازة البض ااائع األجنيية داخل‬ ‫إخراج الس االعة من إقليم الجمهورية أو إدخالها فيو‪ ،‬واما أن يقع ا‬
‫البزد بقصا ا ا ا ااد االتجار مع العلم أنها مهربة دون أن يقدم الحائز السا ا ا ا ااندات الدالة على سا ا ا ا ااداد الض ا ا ا ا ارائب‬
‫الجمركية وغيرها من الضا ا ارائب والرس ا ااوم المقررة‪ ،‬وهي الص ا ااورة األولى من التهريب الحكمي‪ ،‬أما الصا ا اورة‬
‫الثانية فتتحقق إذا لم تكن الس ا ا ا االعة الخاض ا ا ا ااعة للرس ا ا ا اام أو التي فرض عليها الحظر قد اجتازت بعد الدائرة‬
‫اعتبار بخن من ةا ا ا ااخن هذه األفعال‬
‫اا‬ ‫الجمركية‪ ،‬ولكن صا ا ا اااحب جليها أو إخراجها أفعال نص عليها الةا ا ا ااارع‬
‫المجرمة أن تجعل إدخال أو إخراج البضاا ااائع قريب الوقوع في األغلب األعم من األحوال فحظرها الةاا ااارع‬
‫ايتداءا‪ ،‬وأجرع عليها حكم الجريمة التامة ولو لم يتم للمهرب ما أراد(‪ ،)1‬وقد عمدت أغليية التة ا ا اريعات إلى‬
‫تجريم هذه الصور بالحيلولة دون وقوعها‪ ،‬لئز تتطور وتصبح تهريب فعلي أو حقيقي‪ ،‬وبالتالي فهي أفعال‬
‫مجرمة بحكم القانون يصطلح عليها يجرائم السلوك المحض(‪.)2‬‬
‫جمركيا أحد السييلين‪ :‬فبعض الدول قصرت‬
‫ا‬ ‫وقد سلكت التةريعات المعاصرة في ييان ما يعد تهر ايبا‬
‫التهرب على األفعال التي يتم يها التخلص دون حق من الضرائب الجمركية المستحقة وهذا ما سلكو قانون‬
‫الجمارك اإليطالي الصادر سنة ‪ ،1940‬والقانون النمساوي الصادر سنة ‪ ،1955‬فاعتيرت هذه التةريعات‬
‫أن مخالفة قوانين االسا ااتيراد والتصا اادير جرائم مسا ااتقلة عن جرائم التهريب الجمركي‪ ،‬وبعض الدول وسا ااعت‬
‫ض ا اا إدخال البضا ااائع إلى البزد أو إخراجها منها بالمخالفة لقوانين‬
‫من مفهوم التهريب الجمركي فاعتيرت أي ا‬
‫جمركيا‪ ،‬ومن هذه التة اريعات قانون الجمارك الفرنسااي الصااادر ساانة ‪،)3(1948‬‬ ‫ا‬ ‫االسااتيراد والتصاادير تهرابا‬
‫المعدل بالقانون رقم ‪ 2012-387‬الص ا ا ااادر في ‪ 22‬مارس ‪ 2012‬بة ا ا ااخن تيس ا ا ااير القانون وتخفيف العبء‬
‫اعتيرت في فقرتها األولى أن المقصا ا ا ا ا ا ااود من التهريب ‪Contrebande‬‬ ‫اإلداري‪ ،‬فالمادة ‪ 417‬من ق ج‬
‫هو‪ :‬الص ا ا ااادرات والواردات خارج مكاتب الجمارك‪ ،‬وكذلك أي مخالفة ألحكام التةا ا ا اريع أو التنظيم المتعلقة‬
‫بحيازة ونقل البضا ا ا ا ا ا ااائع داخل النطاق الجمركي(‪ ،)4‬وقانون الجمارك المصا ا ا ا ا ا ااري فالمادة ‪ 121‬منو اعتيرت‬
‫التهريب الجمركي إدخال البضا ا ااائع من أي نوع إلى الجمهورية واخراجها منها بطرق غير مةا ا ااروعة يدون‬
‫أداء الض ا ارائب الجمركية كلها أو بعضا ااها أو بالمخالفة للنظم المعمول يها في ةا ااخن البضا ااائع الممنوعة(‪،)5‬‬
‫وكذلك قانون الجمارك الجزائري ينص المادة ‪ 324‬منو المعدلة ينص المادة ‪ 130‬من قانون رقم ‪04-17‬‬

‫(‪ -)1‬طو أحمد محمد عيد العليم‪ ،‬الصالح الجنائي في القانون المصاري طباقا رخر تعديزتو‪ ،‬المرجع الساايق‪ ،‬ص ص ‪-294‬‬
‫‪.295‬‬
‫(‪ -)2‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.182‬‬
‫(‪ -)3‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.392‬‬
‫‪- " La contrebande s’entend des importations ou exportations en dehors des bureaux ainsi que de toute violation‬‬
‫)‪(4‬‬

‫‪des dispositions légales ou réglementaires relatives à la détention et au transport des marchandises à l’intérieur du‬‬
‫‪territoire douanier …", l’article 417 du CDF, Modifie par la loi n° 2012-387 du 22 mars 2012-art 61 relative à la‬‬
‫‪simplification du droit et à l’allégement des démarches administratives, JORF n° 0071 du 23 mars2012.‬‬
‫(‪ -)5‬المادة ‪ 121‬من قانون الجمارك المصري رقم ‪ 66‬لسنة ‪ ،1963‬معدلة بالقانون رقم ‪ 175‬لسنة ‪ ،1998‬المرجع السايق‪.‬‬

‫‪273‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المعاادل والمتمم لقااانون الجمااارك الجزائري‪ ،‬والتي عااددت هي األخرع أفعااال التهريااب الجمركي والتي يااختي‬
‫على رأسها‪ :‬استيراد البضائع أو تصديرها خارج مكاتب الجمارك(‪.)1‬‬
‫‪-2 -3‬االستثنا‬
‫األصل أن جميع الجرائم الجمركية يمكن أن تكون محزا للمصالحة‪ ،‬إال أن المةرع الجمركي السيما‬
‫الجزائري‪ ،‬لم يترك األمر على إطزقو لئز يفلت مرتكيو أخطر الجرائم الجمركية من العقاب‪ ،‬ن اا‬
‫ظر لتخثيرها‬
‫على المجتمع ومص ا ا ا ااالح الخزينة العامة(‪ ،)2‬فاس ا ا ا ااتثنى بعض الجرائم الجمركية من نطاق هذا اإلجراء‪ ،‬كما‬
‫اسااتثنى االجتهاد القضااائي هو ارخر بعض الجرائم من نطاق المصااالحة الجمركية‪ ،‬وهو ذات األمر الذي‬
‫سار عليو تنظيم إدارة الجمارك‪ ،‬وسنتطرق فيما يلي لكل هذه االستثناءات‪:‬‬
‫‪-1-2 -3‬االستثنا ات الواردة ف القانون‬
‫ميدئيا كما سا ا ا ا ا ا اايق ذكره‪ ،‬المصا ا ا ا ا ا ااالحة جائزة في جميع الجرائم الجمركية التي تقع في نطاق الدائرة‬
‫ا‬
‫الجمركية الفرنسا ااية ‪ ،‬وهو ذات النهج الذي سا االكو التة ا اريع المصا ااري والذي أجاز المصا ااالحة في الجرائم‬
‫(‪)3‬‬

‫الجمركية منها جرائم التهريب الجمركي‪ ،‬أما بالنسا ا ا ا ا ا اابة للقانون الجزائري فنجده أقر اسا ا ا ا ا ا ااتثناءان عام واخر‬
‫خاص لهذا الميدأ‪:‬‬
‫أ‪ -‬االسييييييييتثنا العام‪ :‬تحظر الفقرة الثالثة من المادة ‪ 265‬من ق ج ج ص ا ا ا ا ا اراحة وبصا ا ا ا ا اافة مطلقة‬
‫المصااالحة في الجرائم المتعلقة بالبضااائع المحظورة عند االسااتيراد والتصاادير‪ ،‬حسااب مفهوم المادة ‪ 21‬من‬
‫ق ج ج في فقرتها األولى‪ ،‬وتعر البضا ا ا ا ا ا اااعة الممنوعة في قانون الجمارك الجزائري ينص المادة ‪1-21‬‬
‫في فقرته ااا األولى هي‬ ‫من ق ج ج(‪ ،)4‬وفي ق ااانون الجم ااارك الفرنسا ا ا ا ا ا ااي ينص الم ااادة ‪ 38‬من ق ج‬

‫(‪ -)1‬المااادة ‪ 324‬من القااانون رقم ‪ ،07-79‬المؤرخ في ‪ 21‬جويليااة ‪ ،1979‬المتضا ا ا ا ا ا اامن قااانون الجمااارك الجزائري‪ ،‬المعاادلااة‬
‫والمتممة بالمادة ‪ 130‬من قانون رقم ‪ ،04-17‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.43-42 .‬‬
‫(‪ -)2‬نادية عمراني‪ ،‬محمد أمين زيان‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫(‪ -)3‬أحمد محمد يراك‪ ،‬العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية المعاصرة‪ ،...‬المرجع السايق‪ ،‬ص‪.648‬‬
‫(‪ -)4‬تعر المادة ‪ 21‬من ق ج ج البضائع المحظورة ينصها على‪:‬‬
‫كانت‪.‬‬ ‫"‪-1‬لتطييق هذا القانون‪ ،‬تعد بضائع محظورة كل البضائع التي منع استيرادها أو تصديرها بخية صفة‬
‫‪ -2‬ال يسمح يجمركة البضائع إال يتقديم رخصة أو ةهادة أو إتمام إجراءات خاصة‪ ،‬تعتير البضاعة المستوردة أو المعدة‬
‫للتصدير محظورة إذا تعين خزل عملية الفحص ما يختي‪:‬‬
‫‪-‬إذا لم تكن مصحوبة بسند أو ترخيص أو ةهادة قانونية‪،‬‬
‫‪-‬إذا كانت مقدمة عن طريق رخصة أو ةهادة غير قايلة للتطييق‪،‬‬
‫"‪.‬‬ ‫إذا لم تتم اإلجراءات الخاصة بصفة قانونية‬

‫‪274‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫األخرع(‪ ،)1‬وفي قااانون الجمااارك المصا ا ا ا ا ا ااري ينص المااادة ‪ 15‬من ق ج م(‪ ،)2‬وهي يااذلااك تجمع على أن‬
‫البضاااعة الممنوعة تعر بخنها‪ :‬كل البضااائع التي تحظر أو ال يساامح باسااتيرادها أو تصااديرها بخي صاافة‬
‫كانت‪ ،‬وباستقراء نص المواد المذكورة ساباقا‪ ،‬يتضح لنا أن الحظر يخخذ ةكلين أو صورتين(‪:)3‬‬
‫‪ -‬الصييييييييورة األول ‪ :‬وهي التي تعر بالحظر المطلق والتي ورد ذكرها في الفقرة األولى من المادة‬
‫‪ ،‬م ‪ 15‬من ق ج م‪ ،‬ويتعلق األمر بالبض ا ا ا ا ا ااائع المحظورة عند‬ ‫‪ 1-21‬من ق ج ج‪ ،‬م ‪ 1-38‬من ق ج‬
‫حظر مطلقا‪.‬‬
‫االستيراد أو التصدير اا‬
‫‪ -‬الصيييييورة الثانية‪ :‬وهي التي ورد ذكرها في الفقرة الثانية من م ‪ 2-21‬من ق ج ج‪ ،‬م ‪ 1-38‬من‬
‫‪ ،‬م ‪ 15‬من ق ج م‪ ،‬وهي الحظر المتعلق يبعض البضا ا ا ا ا ااائع التي ال يسا ا ا ا ا اامح يجمركتها بسا ا ا ا ا اايب‬ ‫قج‬
‫خضوعها إلى قيود‪ ،‬حيث يجوز استيرادها وتصديرها بمعنى جمركتها‪ ،‬لكنها موقوفة على تقديم رخ صة أو‬
‫ةهادة أو إتمام إجراءات خاصة‪ ،‬وتعر هذه الصورة من الحظر بمصطلح " الحظر الجزئي"(‪.)4‬‬
‫والحظر الذي تقصا ا ا ا ااده المادة ‪ 3-265‬من ق ج ج‪ ،‬هو الحظر المطلق أي المنصا ا ا ا ااوص عليو في‬
‫الفقرة األولى من المادة ‪ 21‬من ق ج ج‪ ،‬أي البضااائع التي يمنع اسااتيرادها أو تصااديرها بخي صاافة كانت‪،‬‬
‫ومن ثم فإن المص ا ا ا ا ا ااالحة غير جائزة في الجرائم المتعلقة يهذا الص ا ا ا ا ا اانف من البض ا ا ا ا ا ااائع‪ ،‬وبالمقايل تجوز‬
‫المص ااالحة في الجرائم المتعلقة بالبض ااائع التي تنتمي إلى الحظر المص اانف في الص ااورة الثانية أي الحظر‬
‫الجزئي والمنصا ا ا ا ا ا ااوص عليو في الفقرة الثانية من المادة ‪ 21‬من ق ج ج‪ ،‬ويتعلق األمر بالبضا ا ا ا ا ا ااائع التي‬
‫يخضع استيرادها أو تصديرها إلى قيود(‪.)5‬‬
‫ونؤكد في هذا الص اادد أن كل من المة اارع الفرنس ااي ونظيره المص ااري لم يحظ ار المص ااالحة إذا كانت‬
‫الممنوعة‪ ،‬وفي هذا الةااخن طرئ إةااكال في الفقو المصااري يتمثل في‬ ‫البضااائع محل الجريمة من األصاانا‬
‫فرض مفاده ض ا اابا المتهم حال تهريبو مواد أو مص ا اانفات منافية لآلداب العامة‪ ،‬األمر الذي من ة ا ااخنو أن‬
‫يطرئ مسا ا ا ا ا ااخلة تنازع يين النصا ا ا ا ا ااوص‪ ،‬أولها نص المادة ‪ 178‬من قانون العقوبات المصا ا ا ا ا ااري(‪ ،)6‬وثانيها‬

‫‪- "Pour l’application du présente code, sont considérées comme prohibées toutes marchandises dont l’importation‬‬
‫)‪(1‬‬

‫‪ou l’exportation est interdite à quelque titre que ce soit, …", L’article 38 du CDF, modifié par ordonnance n° 2016-‬‬
‫‪128 du 10 février 2016 portant diverses dispositions en matière nucléaire, JORF n° 0035 du 11 février 2016, Texte‬‬
‫‪n° 8‬‬ ‫‪.‬‬
‫(‪ " -)2‬تعتير ممنوعة كل بضاعة ال يسمح باستيرادها أو تصديرها‪ ،‬واذا كان استيراد البضائع أو تصديرها خاضع ا لقيود من‬
‫أية جهة كانت فز يسمح يإدخالها أو إخراجها ما لم تكن مستوفية للةروط المطلوبة"‪ ،‬المادة ‪ 15‬من ق ج م‪.‬‬
‫(‪ -)3‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫(‪ -)4‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المنازعات الجمركية‪ ،‬المرجع السباق‪ ،‬ص ‪.276‬‬
‫(‪ -)5‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫(‪" -)6‬يعاقب بالحبس مدة ال تزيد على سا ا اانتين وبغرامة (‪ )...‬كل من صا ا اانع أو حاز بقصا ا ااد االتجار أو اللصا ا ااق أو العرض‬
‫اوما يدوية أو فوتوغرافية أو إةاااارات‬
‫اور محفورة أو منقوةاااة أو رساا ا‬
‫مطيوعات أو مخطوطات أو رس ااومات أو إعزنات أو ص ا اا‬

‫‪275‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫نصااوص قانون الجمارك‪ ،‬هذا األخير الذي لم تحظر نصااوصااو التصااالح إذا كانت البضااائع من األصاانا‬
‫الممنوعة‪ ،‬حيث ورد بالفقرة الثانية من المادة ‪ 124‬من ق ج م المعدلة بالقانون رقم ‪ 95‬لس ا ا ا ا اانة ‪ 2005‬أنو‬
‫في حالة التصا ا ا ااالح ترد البضاا ا ااائع المضاا ا اايوطة بعد دفع الض ا ا ا ارائب المس ا ا ااتحقة عليها مالم تكن من األنواع‬
‫الممنوعة أو المحظور اساااتيرادها‪ ،‬وحساااب رأي الدكتور محمد حكيم حسيييين الحكيم فإنو باعتبار أن قانون‬
‫الجمااارك يعااد القااانون العااام بااالنس ا ا ا ا ا ا ابااة لجرائم التهريااب الجمركي‪ ،‬والمااادة ‪ 178‬من قااانون العقوبااات تعتير‬
‫القانون الخاص في هذا الفرض‪ ،‬ومن ثم وطبقا للقاعدة األص ا ااولية الخاص يقيد العام‪ ،‬فز يجوز التص ا ااالح‬
‫الممنوعة‪ ،‬أي أن حيازتها تة ا ا ا ا ااكل جريمة‪ ،‬كالمخدرات‪،‬‬ ‫في حالة ما إذا كانت البض ا ا ا ا اااعة من األص ا ا ا ا اانا‬
‫والسا ا اازئ والمواد المنافية لآلداب(‪ ،)1‬وهو الرأي الذي يؤيده الباحث اا‬
‫نظر لقيامو على قاعدة أصا ا ااولية ثايتة‪،‬‬
‫والذي أيده القضاء المصري(‪ ،)2‬وحسب هذا الرأي فإن المصالحة في البضائع الممنوعة بصفة مطلقة غير‬
‫جائزة سواء في التةريع الجزائري أو المصري ‪.‬‬
‫جدير بالذكر أن المادة ‪ 21‬من ق ج ج‪ ،‬لم تحدد قائمة البضااائع المحظورة ولم تحل بةااخنها إلى أي‬
‫نص تنظيمي خزافا لما كانت عليو قيل تعديلها بموجب القانون رقم ‪ 10-98‬المؤرخ في ‪ 22‬أوت ‪،1998‬‬
‫حيث كانت تحيل يهذا الخصوص إلى مرسوم تنفيذي(‪.)3‬‬
‫وفي هذا اإلطار صا ا ا اادر المرسا ا ا ااوم التنفيذي رقم ‪ ،)4(126-92‬والذي عر الحظر ينوعيو‪ :‬المطلق‬
‫والجزئي‪ ،‬دون أن يتضا ا اامن قائمة بالبضا ا ااائع المحظورة‪ ،‬ويتطلب هذا المرسا ا ااوم ينص المادة الثالثة منو أن‬
‫منصوصا عليو صراحة ينص ذي طابع تةريعي أو تنظيمي‪ ،‬ويجب أن يوضح هذا‬
‫ا‬ ‫يكون الحظر أو القيد‬
‫النص نوع الحظر وكيفيات تنفيذه(‪.)5‬‬
‫ومن أمثلة البضائع المحظورة حسب التقسيم المذكور أعزه‪:‬‬

‫رمزية أو غير ذلك من األةا ا ااياء أو الصا ا ااور عامة إذا كانت منافية لآلداب العامة‪ ،‬ويعاقب يهذه العقوبة كل من اسا ا ااتورد أو‬
‫ايئا مما تقدم للغرض المذكور‪ "...‬المادة ‪ 178‬من قانون العقوبات المصا ااري‪ ،‬المعدلة‬ ‫عمدا ينفسا ااو أو بغيره ةا ا ا‬
‫صا ا دادر أو نقل ا‬
‫بالقانون رقم ‪ 16‬لس ا ا اانة ‪ ،1952‬الص ا ا ااادر في ‪ 24‬فيفري ‪،1952‬بة ا ا ااخن تعديل بعض أحكام قانون العقوبات ‪ ،‬نة ا ا اار يجريدة‬
‫الوقائع المصرية‪ ،‬العدد ‪ ،43‬الصادرة في ‪ 28‬فيفري ‪.1952‬‬
‫(‪ -)1‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.323-322‬‬
‫(‪ -)2‬نقض ‪11‬و‪10‬و‪ ،1973‬مجموعة األحكام‪ ،‬س ‪ ،24‬رقم ‪ ،168‬ص ‪ ،808‬نقض ‪13‬و‪02‬و‪ ،1985‬مجموعة األحكام‪ ،‬س‬
‫‪ ،36‬رقم ‪ ،39‬ص ‪ ،242‬مةار إليو لدع ‪ :‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.343‬‬
‫(‪ -)3‬أحسن يوسقيعة ‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫(‪ -)4‬مرسا ا ا ا ا ا ااوم تنفيذي رقم ‪ ،126-92‬مؤرخ في ‪ 28‬مارس ‪ ،1992‬يحدد كيفيات تطييق المادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪07-79‬‬
‫المؤرخ في ‪ 21‬جويلية ‪ 1979‬والمتض ا ا اامن قانون الجمارك‪ ،‬ج ر ج عدد ‪ ،24‬الس ا ا اانة ‪ ،29‬ص ا ا ااادرة في ‪ 19‬مارس ‪،1992‬‬
‫ص‪.714‬‬
‫(‪ -)5‬المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،126-92‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.714‬‬

‫‪276‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫مطلقا‪ :‬والتي تة ا اامل المنتجات المادية (البض ا ااائع المتض ا اامنة عزمات‬
‫حظر ً‬ ‫‪ -‬البضيييائع المحظورة ًا‬
‫منةا ا ااخ مزورة‪ ،‬وبضا ا ااائع مزيفة‪ ،‬البضا ا ااائع التي منةا ا ااؤها يلد محل مقاطعة‪ ،‬قطع الغيار المسا ا ااتعملة وأجزاء‬
‫ولواحق الساايارات‪ ،‬وأجزاء ولواحق الساايارات‪ ،‬وكل بضاااعة تخل باألمن والنظام العام واألخزق)‪ ،‬أما النوع‬
‫حظر مطلاقا فتة ا ا ا ا اامل المنتجات الفكرية (الكتب والمطيوعات والنةا ا ا ا ا اريات‬
‫الثاني من البض ا ا ا ا ااائع المحظورة اا‬
‫والدوريات والصور والرسومات المخالفة لآلداب العامة)(‪.)1‬‬
‫جزئيا‪ :‬وهي البض ااائع التي أوقف المة اارع اس ااتيرادها أو تص ااديرها على‬ ‫حظر ً‬‫‪ -‬البضييائع المحظورة ًا‬
‫أساسا ي ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اا‪ " :‬العتاد الحربي‪ ،‬واألسلحة والذخيرة‪ ،‬المواد‬
‫ترخيص من السلطات المختصة ويتعلق األمر ا‬
‫المتفجرة‪ ،‬المخدرات والمؤثرات العقلية‪ ،‬التبغ المص ا ا اانع والمواد التبغية بكل أص ا ا اانافها‪ ،‬تجهيزات االتص ا ا ااال‪،‬‬
‫الممتلكات الثقافية المنقولة‪.)2()...‬‬
‫استثناءا‬
‫ا‬ ‫المةرع الجزائري إلى االستثناء المتعلق بالبضائع المحظورة‬ ‫ب‪-‬االستثنا الخاص‪ :‬أضا‬
‫اخر يرد على الميدأ العام الذي يقض ا ااي يجواز المص ا ااالحة في جميع الجرائم الجمركية‪ ،‬إثر ص ا اادور األمر‬
‫رقم ‪ 06-05‬المتعلق بمكافحة التهريب(‪.)3‬‬
‫المةا ا اارع الفرنسا ا ااي ونظيره المصا ا ااري اللذين أجا از إجراء المصا ا ااالحة في جرائم التهريب‬ ‫وعلى خز‬
‫الجمركي‪ ،‬اسااتثنى المةاارع الجزائري هذا الصاانف من الجرائم من نطاق المصااالحة الجمركية‪ ،‬ينص المادة‬
‫‪ 21‬من األمر رقم ‪ 06-05‬المتعلق بمكافحة التهريب‪ ،‬ينصااها على‪ " :‬تسااتثنى جرائم التهريب المنصااوص‬
‫عليها في هذا األمر‪ ،‬من إجراءات المصالحة الميينة في التةريع الجمركي"(‪.)4‬‬
‫والمزحظ أنو باسا ا ااتقراء نص المادة ‪ 21‬المذكورة سا ا ا االفا‪ ،‬يفهم أن المةا ا اارع منع المصا ا ااالحة بالنسا ا اابة‬
‫للجرائم المنصا ا ا ا ا ا ااوص عليها في األمر ‪ 06-05‬المتعلق بمكافحة التهريب فقا‪ ،‬إال أنو بالرجوع إلى نص‬
‫المادة ‪ 2‬من نفس األمر في فقرتها " أ " يتضا ا ااح أن المقصا ا ااود بالتهريب األفعال الموصا ا ااوفة بالتهريب في‬
‫معا(‪.)5‬‬
‫التةريع والتنظيم الجمركيين المعمول يهما‪ ،‬وكذلك في األمر المذكور ا‬

‫(‪-)1‬ليلي اللحيااني ‪" ،‬مادع فعاالياة طرق تسا ا ا ا ا ا ااوياة المناازعاات الجمركياة في مكاافحاة الجرائم الجمركياة"‪ ،‬مجلاة دفااتر البحوث‬
‫العلمية‪ ،‬المجلد ‪ ،4‬العدد ‪ ،2016 ،1‬ص ‪.188‬‬
‫‪-‬س ا ا ا ا ا ااعادنة العيد العايش‪ ،‬اإلثبات في المواد الجمركية‪ ،‬بحث لنيل ة ا ا ا ا ا ااهادة الدكتوراه في القانون‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،2006 ،‬ص ص ‪.53-52‬‬
‫(‪ -)2‬أحس اان يوس ااقيعة‪ ،‬المص ااالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع الس ااايق‪ ،‬ص ‪63‬‬
‫وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ -)3‬أمر رقم ‪ ،06-05‬مؤرخ في ‪ 23‬أوت ‪ ،2005‬يتعلق بمكافحة التهريب‪ ،‬ج رج‪ ،‬عدد ‪ ،59‬صا ا ااادرة في ‪ 28‬أوت ‪،2005‬‬
‫ص ص ‪.8-3‬‬
‫(‪ -)4‬المادة ‪ 21‬من أمر رقم ‪ ،06-05‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫(‪ -)5‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.131‬‬

‫‪277‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫هذا‪ ،‬وقد عدد المة ا اارع الجمركي الجزائري أفعال التهريب ينص المادة ‪ 324‬من ق ج ج ينص ا ااها‪" :‬‬
‫يقصد بالتهريب لتطييق األحكام ارتية‪ ،‬ما يختي‪:‬‬
‫‪ -‬استيراد البضائع أو تصديرها خارج مكاتب الجمارك‪.‬‬
‫‪ -‬خرق أحكااام المواد ‪ 51‬و‪ 53‬مكرر و‪ 60‬و‪ 62‬و‪ 64‬و‪ 221‬و‪ 222‬و‪ 223‬و‪ 225‬و‪ 225‬مكرر‬
‫و‪ 226‬من هذا القانون‪.‬‬
‫‪ -‬تفريغ وةحن البضائع غةا‪.‬‬
‫‪ -‬ال تعااد األفعااال المااذكورة في هااذه المااادة أو خرق احكااام المواد أعزه‪ ،‬تهرياب اا‪ ،‬عناادمااا يقع على‬
‫بضائع قليلة القيمة في مفهوم المادة ‪ 288‬من هذا القانون"(‪.)1‬‬
‫من وراء تجريم التهرب الجمركي هو تحقيق مصا ا ا ا ا ا ا ااالح ال اادول ااة ذات الطييع ااة الم ااالي ااة أو‬ ‫واله ااد‬
‫االقتص ا ا ا ااادية(‪ ،)2‬أما عن األس ا ا ا ااباب التي دفعت المة ا ا ا اارع الجزائري إلى اس ا ا ا ااتبعاد جرائم التهريب من إجراء‬
‫المصا ا ااالحة بموجب األمر رقم ‪ 06-05‬المتعلق بمكافحة التهريب‪ ،‬في سا ا ااياق سا ا ااياسا ا ااة التصا ا اادي لظاهرة‬
‫التهريب ومكافحتها‪ ،‬فتتمثل في خطورتها وتناميها يل واستفحالها‪ ،‬باإلضافة إلى اعتبارها كظاهرة اقتصادية‬
‫موما فهي‬
‫حقيقيا لخيرات البزد‪ ،‬وع ا‬
‫ا‬ ‫تؤدي إلى حرمان خزينة الدولة من موارد جبائية معتيرة‪ ،‬واسا ا ا ا ا ا ااتنزاافا‬
‫مؤكدا على صحة األفراد وأمنهم(‪.)3‬‬
‫خطر ا‬‫تةكل اا‬
‫والباحث يرع أن المةا ا اارع الجزائري كان يإمكانو إجازه المصا ا ااالحة في جرائم التهريب الجمركي على‬
‫غرار نظيريو الفرنس ا ااي والمص ا ااري‪ ،‬بما يحقق لو مص ا ااالح الدولة االقتص ا ااادية والمالية مقايل أو نظير وفاء‬
‫المتهم بالمسا ا ا ا ا ا ااتحقات المالية للدولة كاملة ‪ ،‬حتى يكون الجزاء من جنس العمل ويحقق الردع الفعال لتلك‬
‫الجرائم‪.‬‬
‫‪-2-2 -3‬االستثنا ات الخاصة‪ :‬ويتعلق األمر بما يلي‪:‬‬
‫أ‪-‬ف اجتهاد القضييا ‪ :‬اسااتقر قضاااء المحكمة العليا في حالتي االزدواج أو االرتباط أن المصااالحة‬
‫التي تتم في الجريمة الجمركية ال ينصر أثرها إلى جريمة القانون العام المقرونة أو المرتبطة يها(‪:)4‬‬
‫فبالنسبة للجرائم المزدوجة أو ما يعر بالتعدد الصوري أو المعنوي ‪ ،Concours idéal‬فيقصد بو أن‬
‫ويخض ا ااع من حيث الجزاء إلى أكثر من نص‪ ،‬وذلك كخن‬ ‫احدا يقيل عدة أوص ا ااا‬
‫يرتكب الة ا ااخص فعزا و ا‬

‫(‪ -)1‬المااادة ‪ 130‬من قااانون رقم ‪ ،04-17‬تعاادل وتتمم أحكااام المااادة ‪ 324‬من القااانون رقم ‪ 07-79‬المؤرخ في ‪ 21‬جويليااة‬
‫‪ ،1979‬المتضمن قانون الجمارك‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.43-42 .‬‬
‫(‪ -)2‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.393‬‬
‫(‪ -)3‬لمزيد من التفاص ا ا ا اايل‪ ،‬أنظر‪ :‬عرض أس ا ا ا ااباب القانون المتض ا ا ا اامن الموافقة على األمر رقم ‪ 06-05‬المؤرخ في ‪ 23‬أوت‬
‫‪ ، 2005‬والمتعلق بمكافحة التهريب‪ ،‬المجلس الةااعيي الوطني‪ ،‬الجريدة الرساامية للمدلوالت‪ ،‬الفترة التة اريعية الخامسااة‪ ،‬الدورة‬
‫العادية الثامنة‪ ،‬السنة الرابعة رقم ‪ ،178‬الصادرة في ‪ 21‬دسيمير ‪ ،2005‬ص ‪ 3‬وما يعدها‪.‬‬
‫(‪ -)4‬أحسن يوسقيعة ‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.86‬‬

‫‪278‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫يةا ا ا ا ا ا ااكل الفعل جريمة في نظر قانون الجمارك وجريمة في نظر قانون اخر‪ ،‬فنكون أمام حالة يخخذ فيها‬
‫الفعل وصفين وينطيق عليو نصين(‪.)1‬‬
‫ويس ااتة ااف من قض اااء المحكمة العليا أن التعدد الص ااوري يين الجرائم الجمركية وجرائم أخرع يتحقق‬
‫على وجو الخصوص في جريمة‪ :‬استيراد وتصدير مخدرات بطريقة غير ةرعية بحيث تعد المخدرات من‬
‫البضا ا ا ااائع المحظورة‪ ،‬ومن ثم ال تجوز المصا ا ا ااالحة فيها(‪ ،)2‬وجريمة وضا ا ا ااع للسا ا ا ااير مركبة ذات محرك أو‬
‫مقطورة مزودة يلوحة تس ا ا ااجيل أو تحمل كتابة ال تتطايق مع المركبة أو مس ا ا ااتعملها ( المادة ‪ 77‬من قانون‬
‫رقم ‪ 14-01‬المتض اامن تنظيم حركة المرور عير الطرق وس اازمتها وأمنها المعدل والمتمم )‪ ،‬والتي تتداخل‬
‫مع جريمة استيراد يدون تصريح في صورة وضع لوحات ترقيم على وسائل نقل من أصل أجنيي من ةخنها‬
‫قانونا بالجزائر دون القيام باإلجراءات التي ينص عليها التنظيم الجاري العمل بو‬ ‫أن توهم بخنها قد سا ا ااجلت ا‬
‫( المادة ‪ 8 -325‬من ق ج ج )‪ ،‬وهي يذلك تخض ا ا ا ا ااع من حيث الجزاء للعقوبات المنص ا ا ا ا ااوص عليها في‬
‫القانونين(‪.)3‬‬
‫ونتيجة لذلك فإن المص ا ا ا ا ا ااالحة في الجرائم المزدوجة ينحص ا ا ا ا ا اار أثرها في الجريمة الجمركية التي يتم‬
‫التصالح بةخنها وال ينصر إلى جريمة القانون العام أو أي قانون خاص اخر‪.‬‬
‫وهو نفس االتجاه الذي سلكو القضاء الفرنسي منذ زمن بعيد حيث قضى باستقزل الدعوع العمومية‬
‫المؤسا ا ا اس ا ا ااة على مخالفة التةا ا ا اريع المتعلق باألس ا ا ااعار عن الدعوع المالية المؤسا ا ا اس ا ا ااة على مخالفة قانون‬
‫الضرائب‪ ،‬فإذا كانت المصالحة التي وقعت في المتابعة األولى ذات الطابع االقتصادي تؤدي إلى انقضاء‬
‫الدعوع العمومية بالنسبة لهذه الجريمة فإنها مع هذا تبقي على العناصر المكونة للجريمة المالية التي تظل‬
‫قائمة وال تتخثر بالمصالحة التي وقعت في المتابعة من أجل مخالفة التةريع المتعلق باألسعار(‪.)4‬‬
‫أما بالنس ا ا اابة لجرائم القانون العام‪-‬السا ا ا ارقة‪ ،‬االحتيال‪ ،‬االتجار بالمخدرات‪ ،‬التزوير‪ ...‬إلخ‪ ،‬المرتبطة‬
‫يجرائم جمركية تجوز فيها المصا ااالحة‪ ،‬وهي الصا ااورة التي يرتكب فيها الةا ااخص جريمتين أو أكثر إحداهما‬
‫على األقل جريمة جمركية ال يفصا اال يينهما حكم قضا ااائي‪ ،‬ويعير الفقو عن هذه الحالة بالتعدد الحقيقي أو‬
‫المادي(‪ ،)5‬فإذا كانت إدارة الجمارك قادرة على إنهاء الدعوع العمومية الخاصا ا ا ا ا ا ااة بالجريمة الجمركية عن‬
‫طريق المص ا ا ا ا ااالحة‪ ،‬فز يمكنها بخي حال من األحوال التص ا ا ا ا اار في الدعوع العمومية الخاص ا ا ا ا ااة يجريمة‬

‫(‪ -)1‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.103‬‬


‫(‪ -)2‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ص ‪.87-86‬‬
‫(‪ -)3‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫(‪ -)4‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫(‪ -)5‬حييبة عيدلي‪ ،‬حمزة جبايلي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.346‬‬

‫‪279‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫القانون العام(‪ ،)1‬كما لو ض ا ا اابا ة ا ا ااخص من طر أعوان الجمارك متلب اسا ا ا اا بارتكابو جريمة جمركية فيقوم‬
‫المخالف بالتعدي بالعنف على عون الجمارك أو يحاول أن يقدم لو رةا ا ا ا ااوة‪ ،‬فإذا ما اسا ا ا ا ااتفاد المخالف من‬
‫إجراءات المصالحة فيما يتعلق بالجريمة الجمركية فإن ذلك ال ينصر أثره إلى جريمة االعتداء أو الرةوة‬
‫التي تبقى قائمة ويتم متابعتو من طر النيابة بةا ا ا ا ااخنها(‪ ،)2‬وهو ذات االتجاه الذي سا ا ا ا االكتو المحكمة العليا‬
‫بالنساابة للجرائم المزدوجة‪ ،‬حيث أن المصااالحة التي تتم في الجريمة الجمركية ال ينصاار أثرها إلى جريمة‬
‫القانون العام(‪ ،)3‬ألن انقضا ا ا اااء الدعوع العمومية عن إحدع الجريمتين ينهي حالة االرتباط يينهما فز يوجد‬
‫أمام القاضي سوع جريمة واحدة مطلوب منو الحكم فيها(‪.)4‬‬
‫ولقد طرحت هذه المس ا ااخلة على القض ا اااء الفرنس ا ااي في مجال مماثل يتعلق بارتكاب جريمة ضا ا ارييية‬
‫مرتبطة يجريمة من القانون العام‪ ،‬فس االمت محكمة النقض في هذا الة ااخن أن الجريمتين مس ااتقلتان وقض اات‬
‫تبعا لذلك بخن المصالحة التي تتم على أساس الجريمة الضرييية ال ينصر أثرها إلى جريمة القانون العام‬
‫ا‬
‫(‪)5‬‬
‫التي تظل متابعتها قائمة ‪.‬‬
‫أما بالنسا ا ا اابة للمةا ا ا اارع المصا ا ا ااري‪ ،‬فتتفق أحكام القضا ا ا اااء والفقو على أن انقضا ا ا اااء الدعوع العمومية‬
‫بالمصالحة في إحدع الجرائم ال يمنع من نظر الجرائم األخرع المرتبطة يها(‪ ،)6‬وقد جرع التةديد في قيول‬
‫حالة االرتباط ويتة اادد أكثر عندما يتعلق األمر يجريمة جمركية مع جريمة من القانون العام‪ ،‬وهكذا قض ااي‬
‫تماما عن جريمة التهريب الجمركي‪ ،‬فلكل‬ ‫بخن جريمة السا ا ا ا ا ا ارقة التي تتم داخل النطاق الجمركي مس ا ا ا ا ا ااتقلة ا‬
‫منهما أركانها القانونية التي تميزها عن األخرع بما تجعل منهما جريمتين مسا ا ا ا ا ا ااتقلتين ومن ثم فز أثر لما‬
‫انتهت إليو المحكمة من يراءة المتهم عن واقعة الساا ا ا ارقة التي توافرت في حقو على مس ا ا ا ااؤوليتو عن جريمة‬
‫التهرب الجمركي‪ ،‬ونتيجة لذلك‪ ،‬وبالمفهوم المعاكس‪ ،‬يمكن القول أن المص ا ا ا ا ا ااالحة التي تتم على أس ا ا ا ا ا اااس‬

‫‪- Rozenn CREN, Op-Cit, p 253.‬‬


‫(‪)1‬‬

‫(‪ -)2‬ين ددوش س ا اايد أحمد‪ " ،‬المص ا ااالحة الجمركية حق للمخالف أم امتياز إلدارة الجمارك"‪ ،‬المجلة الجزائرية للقانون البحري‬
‫والنقل‪ ،‬المجلد ‪ ،4‬العدد ‪ ،2017 ،1‬ص ‪.303‬‬
‫(‪ -)3‬ليلى اللحياني‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.189‬‬
‫(‪ -)4‬إيراهيم حامد طنطاوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪- Crim 3-05-1957: Bull. Crim n° 355.‬‬
‫(‪)5‬‬

‫مةار إليو لدع‪ :‬أحسن يوسقيعة‪ ، ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.93‬‬


‫(‪ -)6‬نقض ‪ 12‬ماي ‪ ،1978‬طعن رقم ‪ ،174‬س ‪ ،29‬مجموعة األحكام‪ ،‬ص ‪ ،711‬مةاا ا ااار إليو لدع‪ :‬محمد حكيم حس ا ا ااين‬
‫الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.296‬‬

‫‪280‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫التهريب الجمركي ال يمتد أثرها إلى جريمة السرقة متى ثيتت في حق المتهم(‪.)1‬‬
‫األمر الذي أكدتو محكمة النقض المص ا ارية أيضا ااا في قرار اخر لها بخن‪ " :‬قيام االرتباط أي ا ما كان‬
‫وص ا ا ا اافو يين جرائم التعامل في النقد األجنيي واس ا ا ا ااتيراد الس ا ا ا اابائك الذهيية بغير ترخيص وعدم عرض النقد‬
‫األجنيي‪ ،‬وهي ذات العقوبة األة ا ا ا ا ا ا ااد وبين جريمة التهريب الجمركي ذات العقوبة األخف‪ ،‬ال توجب الي تة‬
‫الحكم بانقضاء الدعوع الجنائية عن تلك الجرائم الثزث تبعا للحكم بانقضائها في جريمة التهريب الجمركي‬
‫هنا بكون الجرائم المرتبطة قائمة لم يجر على إحداها حكم من األحكام المعفية من المسئولية‬
‫للتصالح‪ …،‬ر ا‬
‫أو العقاب‪ ،‬ألن تماسا ااك الجريمة المرتبطة وانضا اامامها بقوة االرتباط القانوني إلى الجريمة المقرر لها أةا ااد‬
‫العقاب ال يفقدها كيانها وال يحول دون تص ا ا ا ا اادع المحكمة لها والتدليل على نس ا ا ا ا اايتها ثيوت ا ونفي ا‪ ،‬فز محل‬
‫(‪)2‬‬
‫إلعمال حكم المادة ‪ 32‬من ق ع عند القضاء باليراءة في إحدع التهم أو سقوطها أو انقضائها"‬
‫نخلص مما تقدم إلى عدم وجود اختزفات في االتجاهات الفقهية والقض ا ا ااائية في الجزائر‪ ،‬وفرنس ا ا ااا‪،‬‬
‫ومصاار‪ ،‬فالقضاااء الجزائري يطيق نفس القواعد التي يطبقها القضاااء الفرنسااي والمصااري في حالة االرتباط‬
‫واالزدواج‪ ،‬ومن ثم فخثر التصالح في حالة ارتباط الجرائم يكون متماثزا(‪.)3‬‬
‫ب‪-‬االستثنا ات الواردة ف النصوص التنظيمية الجمركية‬
‫استثنت المذكرة الصادرة عن المدير العام للجمارك الجزائري رقم ‪ 303‬المؤرخة في ‪ 31‬جانفي‪1999‬‬
‫المتضا اامنة التوجيهات العامة لحسا اااب الغرامات في إطار المصا ااالحة الموجهة إلى مسا ااؤولي إدارة الجمارك‬
‫المؤهلين إلجراء المصالحة حاالت ال تجوز فيها المصالحة وهي‪:‬‬
‫‪ -‬أعمال التهريب المرتكبة باسااتعمال أساالحة نارية‪-‬والتي تم اسااتثنائها فيما بعد (ساانة ‪ )2005‬ينص‬
‫المادة ‪ 21‬من األمر رقم ‪ 06-05‬المتعلق بمكافحة التهريب‪ ،‬حسب ما سيق ييانو‪.‬‬
‫‪ -‬الجرائم المتعلقة بالبضا ا ا ااائع المةا ا ا ااار إليها في المنةا ا ا ااور الوزاري رقم ‪ 353‬المؤرخ في ‪ 29‬مارس‬
‫‪ 1994‬المتعلق يتعزيز اليات مكافحة تهريب المواد ذات االستهزك الواسع(‪.)4‬‬
‫‪ -‬المخالفات الجمركية المرتكبة من قيل أعوان الجمارك أو أي عون من األعوان المؤهلين لمعاينة‬

‫(‪ -)1‬نقض جنائي ‪ ،1959-12-21‬مجموعة أحكام النقض‪ ،‬س ‪ ،10‬ص ‪ ،1029‬رقم ‪ 212‬نقض جنائي ‪،1963-12-17‬‬
‫المحاماة‪ ،‬س ‪ ،44‬العددان ‪ 8‬و‪ ،9‬ص ‪ ،686‬رقم ‪ ،507‬مةااار إليهما لدع‪ :‬أحساان يوسااقيعة‪ ،‬المصااالحة في المواد الجزائية‬
‫يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫(‪ -)2‬نقض جلسااة ‪12‬و‪5‬و‪ ،1969‬المكتب الفني‪ ،‬الساانة ‪ 20‬رقم ‪ ،139‬ص ‪ ،685‬نقض ‪4‬و‪6‬و‪ ،1986‬مجموعة األحكام‪ ،‬س‬
‫‪ ،37‬ص ‪ ،646‬مةار إليهما لدع‪ :‬جمال ةديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.330‬‬
‫(‪ -)3‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.301‬‬
‫(‪ -)4‬ويتعلق األمر بالبضائع ارتية‪:‬‬
‫السا ا ااميد‪ ،‬الفرينة‪ ،‬العجائن الغذائية‪ ،‬الخضا ا اار الجافة‪ ،‬الزيت‪ ،‬السا ا ااكر‪ ،‬القهوة‪ ،‬الةا ا اااي‪ ،‬الحليب‪ ،‬الطماطم المصا ا اايرة‪ ،‬اللحوم‬
‫الحمراء‪ ،‬األدوية‪ ،‬القمح‪ ،‬غذاء األنعام‪ ،‬الوقود‪.‬‬

‫‪281‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المخالفات الجمركية أو المتورطين فيها(‪.)1‬‬


‫أخير‪ ،‬يمكن القول أنو من مجمل العوائق التي تحول دون إجراء المص ااالحة الجمركية‪ ،‬والتي تتعلق‬
‫و اا‬
‫بطييعة الجريمة هي‪ :‬خطورة الجريمة الجمركية المتعلقة إما بطييعة األفعال اإلجرامية‪ ،‬أو بطييعة البضائع‬
‫محل الغش‪ ،‬وكذلك تعقيد الجريمة‪ ،‬وهو ما ال يسا ا ا ا ا ا اامح يتحديد الجزاء المطلوب والذي يتعين تحديده يدقة‪،‬‬
‫وهاذا التعقياد ينتج في معظم الحااالت عن تعادد الجنااة‪ ،‬بحياث ال يمكن تحادياد دور كال واحاد فيهم ودرجة‬
‫مسااؤوليتو يدقة‪ ،‬أو افتراض ارتكاب جرائم مماثلة في السااايق ولكنها لم تخضااع للعقاب‪ ،‬أو في حالة الةااك‬
‫في ملكية األةااياء المعرضااة للمصااادرة‪ ،‬في هذه الحاالت تختار إدارة الجمارك فتح تحقيق قضااائي‪ ،‬ييد أن‬
‫أغلب المنازعات الجمركية يتم تس ا ا ا ا ا ا اويتها عن طريق إجراء المصا ا ا ا ا ا ااالحة‪ ،‬الذي يخضا ا ا ا ا ا ااع لمزئمة اإلدارة‬
‫الجمركية(‪.)2‬‬
‫مجمل القول‪ ...‬فيما يتعلق بالةااروط الخاصااة بطييعة الجريمة‪ ،‬أن كل من المةاارع الفرنسااي ونظيره‬
‫المص ا ا ااري قد وس ا ا ااعا من نطاق الجرائم الجمركية محل المص ا ا ااالحة‪ ،‬في حين قلص المة ا ا اارع الجزائري من‬
‫نهائيا عن‬
‫نطاقها‪ ،‬ينصو على عديد االستثناءات‪ ،‬كما زاد القضاء من حصر هذا النطاق‪ ،‬وكخنو لم يتخل ا‬
‫جذور الماضي الذي كان فيو الصلح بصفة عامة يعد جريمة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الشروط الشكلية للمصالحة الجمركية‬
‫إلى جانب الةا ا ا ااروط الموضا ا ا ااوعية السا ا ا ااايق ييانها‪ ،‬والنعقاد إجراء المصا ا ا ااالحة في الجرائم الجمركية‬
‫منتجا رثاره القانونية‪ ،‬اليد من توافر مجموعة من الةروط الةكلية‪ ،‬والتي تتعلق باألهلية اإلجرائية‬
‫صحيحا ا‬
‫ا‬
‫أخير الكتابة‪ ،‬األمر الذي سنيينو فيما يلي‪:‬‬
‫المصالحة‪ ،‬والنطاق الزمني لهذا اإلجراء‪ ،‬و اا‬ ‫ألط ار‬
‫‪ -1‬األهلية اإلجرائية ألطراف المصالحة‬
‫تتعلق األهلية اإلجرائية في الجرائم الجمركية باألهلية اإلجرائية لمرتكب الجريمة من جهة‪ ،‬واألهلية‬
‫اإلجرائية للجهة اإلدارية‪-‬الجمارك‪-‬من جهة أخرع‪:‬‬
‫‪ -1‬األهلية اإلجرائية إلدارة الجمارك‬
‫تتمثل األهلية اإلجرائية إلدارة الجمارك في أن يمثلها موظف مختص وفق القواعد القانونية واإلدارية‬
‫نيابة عن الدولة‪ ،‬وهذا االختص اااص يخض ااع للتدرج اإلداري باإلدارة المعنية‪ ،‬فزيد أن يتض اامن اختص اااص‬
‫الموظف‪ ،‬سا ا ا االطة الت ارضا ا ا ااي أو المصا ا ا ااالحة مع المتهم حول القضا ا ا ااية الجزائية‪ ،‬وتلك السا ا ا االطة تعتير من‬
‫السلطات المحددة‪ ،‬حيث حددت النصوص التةريعية لكل مستوع إداري صزحيات معينة(‪.)3‬‬
‫ويترتب على ذلك أن اإلجراء الذي يباة ا اره ةاااخص لم يعين في الوظيفة أو تجاوز سا االطتو ال يترتب‬

‫(‪ -)1‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية ‪ ،...‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص‪.94-93‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪- Rozenn CREN, Op-Cit, p 253.‬‬
‫(‪ -)3‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.224‬‬

‫‪282‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫عليو أي اثار ملزمة لإلدارة‪ ،‬فالمص ا ااالحة التي تتم مع موظف غير مختص ال يملك س ا االطة الت ارض ا ااي مع‬
‫المتهم ال ترتب اثارها القانونية‪ ،‬كما أن اغتص ا ا ا اااب الس ا ا ا االطة أو عدم االختص ا ا ا اااص أو عدم مراعاة القواعد‬
‫اإلدارية يترتب عليو بطزن التصااالح(‪ ،)1‬ويسااتثنى من ذلك ما يساامى بالموظف الفعلي‪ ،‬والذي يعر بخنو‪:‬‬
‫عيينا‬
‫" ذلك الةا ااخص الذي يعتر القضا اااء بصا ااحة تص ا ارفاتو في مجال المرافق العامة‪ ،‬رغم أنو لم يعين ت ا‬
‫العادية واالستثنائية على‬ ‫ظا على استمرار سير المرافق العامة بانتظام واضطراد في الظرو‬ ‫صحيحا حفا ا‬
‫ا‬
‫(‪)2‬‬
‫معيبا أو لم يصا ا اادر تعيينو قرار إطزاقا‪،‬‬
‫تعيينا ا‬
‫حد الس ا ا اواء" ‪ ،‬ويعر أيضا ا ااا بخنو‪ ":‬الةا ا ااخص الذي يعين ا‬
‫والقاعدة العامة في هذا الة ا ااخن‪ ،‬هي بطزن كافة األعمال الص ا ااادرة عنو"(‪ ،)3‬غير أن القض ا اااء اإلداري في‬
‫فرنسااا ومصاار والجزائر أقر على سااييل االسااتثناء ساازمة هذه األعمال والتص ارفات‪ ،‬وذلك حماية لمص االح‬
‫اعتمادا على حالتو الظاهرة لهم وعمزا بميدأ اسا ا ا ا ااتمرار سا ا ا ا ااير المرفق العام‬
‫ا‬ ‫من تعاملوا مع هذا الةا ا ا ا ااخص‬
‫بانتظام واطراد‪ ،‬وال عيرة إذا كان الموظف حسن أو سيء النية(‪.)4‬‬
‫وفيما يلي س ا ا ا اانتناول ييان األة ا ا ا ااخاص المؤهلين إلجراء المص ا ا ا ااالحة في التةا ا ا ا اريعات المقارنة محل‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫‪-1-1 -1‬المس ولين الم هلين إلج ار المصالحة‬
‫نظر للطابع االسا ااتثنائي للمصا ااالحة في الجرائم الجمركية حرصا اات التة ا اريعات على تحديد السا االطة‬ ‫اا‬
‫المختص ا ا ا ا ااة يإيرامها‪ ،‬حيث وقع تيرير ذلك بمعرفة هذه األخيرة بخدق تفاص ا ا ا ا اايل المادة الجمركية موضا ا ا ا ا اوع‬
‫المصالحة‪ ،‬ومدع تخثير هذه الجرائم الجمركية المقترفة على االقتصاد الوطني(‪.)5‬‬
‫وعلى هذا األساس فصحة المصالحة مةروطة بمدع اختصاص ممثل إدارة الجمارك‪ ،‬كما يجب أن‬
‫يحا‪ ،‬وبمقتض ااى نص تةا اريعي وتكون الس االطات المختص ااة‬
‫يكون الترخيص لإلدارة يإجراء المص ااالحة صا ار ا‬
‫وتبعا لذلك تكون سلطة إجراء المصالحة مسندة بصورة ضيقة‬ ‫تعيينا دقياقا وفق تدرج رتيهم‪ ،‬ا‬
‫يإجرائها معينة ا‬
‫لموظفين معينين‪ ،‬وتكون اختصا ا ا ا اااصا ا ا ا اااتهم تدر ا‬
‫يجيا ومحددة بحسا ا ا ا ااب أهمية القضا ا ا ا ااية وجسا ا ا ا ااامة الجريمة‬
‫الجمركية(‪.)6‬‬
‫وتطيياقا ألحكام المادة ‪ 265‬من قانون الجمارك الجزائري‪ ،‬صا ا ا ادر المرس ا ا ااوم التنفيذي رقم ‪136-19‬‬
‫المؤرخ في ‪ 29‬أفريل ‪ ،2019‬الذي يتضمن إنةاء لجان المصالحة وتةكيلها وسيرها‪ ،‬وكذا قائمة مسؤولي‬

‫(‪ -)1‬محمد صزئ السيد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.101‬‬


‫(‪ -)2‬محمد سااليمان حسااين المحاساانة‪ ،‬التصااالح وأثره على الجريمة االقتصااادية‪ ،‬دار وائل للنةاار والتوزيع‪ ،‬المرجع السااايق‪،‬‬
‫ص ‪.183‬‬
‫(‪ -)3‬علي محمد المييضين‪ ،‬الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة في القانون األردني‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫(‪ -)4‬سعادي عار محمد صوافطة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ، 78‬رياض مفتائ‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫(‪ -)5‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.411‬‬
‫(‪ -)6‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.116-115‬‬

‫‪283‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫إدارة الجمارك المؤهلين إلجراء المصالحة وحدود اختصاصهم‪ ،‬ونسب اإلعفاءات الجزئية(‪.)1‬‬
‫وقد حددت المادة ‪ 13‬من هذا المرسوم قائمة مسؤولي إدارة الجمارك المؤهلين إلجراء المصالحة مع‬
‫األةخاص المتابعين بسيب ارتكايهم جرائم جمركية‪ ،‬والتي تضمنت كل من‪ :‬المدير العام للجمارك‪ ،‬المدير‬
‫الجهوي للجمارك‪ ،‬رئيس مفتة ا ا ا ااية أقس ا ا ا ااام الجمارك‪ ،‬رئيس المفتة ا ا ا ااية الرئيس ا ا ا ااية للجمارك‪ ،‬ورئيس المركز‬
‫الحدودي اليري للجمارك(‪ ،)2‬وقد حدد اختصاص كل منهم حسب طييعة وميلغ الحقوق والرسوم المتغاضى‬
‫عنها أو المتملص منها‪ ،‬أو قيمة البضائع القايلة للمصادرة في السوق الداخلية(‪ ،)3‬وقد تولت المادة ‪ 15‬من‬
‫المرسوم المذكور أعزه ييان اختصاص كل مسؤول مؤهل إلجراء المصالحة بالتفصيل(‪.)4‬‬
‫أما في التةريع الفرنسي فتقع مسؤولية إجراء المصالحة المنصوص عليها في المادة ‪ 350‬من ق ج‬
‫‪ ،‬على المديرين الجهويين للجمارك‪ ،‬والمديرين المحليين للجمارك‪ ،‬ورؤس ا اااء األقس ا ااام ذات االختص ا اااص‬
‫الوطني‪ ،‬والمدير العام للجمارك‪ ،‬والوزير المكلف بالجمارك‪ ،‬عمز بخحكام المادة األولى من المرسا ا ا ا ا ااوم رقم‬
‫‪ 1297-78‬المؤرخ في ‪ 28‬ديسمير ‪ ،1978‬المتعلق بممارسة حق المصالحة في المسائل الجمركية والذي‬
‫عدة تعديزت كان اخرها بموجب المرسا ا ا ااوم رقم ‪ 532-2019‬المؤرخ في ‪ 27‬ماي ‪ ،)5(2019‬وعند‬ ‫ةا ا ا ااهد د‬
‫االقتضا اااء يجوز للمديرين الجهويين والمديرين المحليين ورؤسا اااء األقساااام المتخص ا اصاااة‪ ،‬في ظل الةا ااروط‬
‫المحددة‪ ،‬تفويض األعوان الخاض ااعين لس االطتهم لتوقيع المص ااالحات بالنس اابة للحاالت المحددة ينص المادة‬
‫‪ 1-1‬من المرسوم رقم ‪ 1297-78‬المذكور أعزه(‪.)6‬‬
‫وقد تم االس ا ا ا ااتناد في تحديد اختص ا ا ا اااص كل واحد منهم في إجراء المص ا ا ا ااالحة الجمركية إلى طييعة‬
‫الجريمااة‪ ،‬أو حس ا ا ا ا ا ا ااب الميلغ محاال التهرب أو الغش(‪ ،)7‬وجاادير بااالااذكر أن وزير الماااليااة يملااك حق إجراء‬
‫المص ااالحة في المنازعات الجمركية الكيرع‪ ،‬الس اايما بعض الملفات والمس ااائل بس اايب حس اااس اايتها الخاص ااة‪،‬‬

‫(‪ -)1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،136-19‬المرجع السباق‪ ،‬ص ص‪.10-6 .‬‬


‫(‪ -)2‬المادة ‪ 13‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،136-19‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫(‪ -)3‬المادة ‪ 14‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،136-19‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫(‪ -)4‬لزطزع بالتفصيل على اختصاص المسؤولين المؤهلين إلجراء المصالحة الجمركية في قانون الجمارك الجزائري‪ ،‬أنظر‬
‫المادة ‪ 15‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،136-19‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص‪.9-8 .‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪- L’article 1, Décret n° 78-1297, du 28 décembre 1978, relatif à l’exercice du droit de transaction en matière‬‬
‫‪d’infraction douanières, d’infractions relatives aux relations financières avec l’étranger ou d’infractions à‬‬
‫‪l’obligation déclarative des sommes, titres ou valeurs en provenance ou à destination d’un état membre de l’union‬‬
‫‪européenne ou d’un état tiers à l’union européenne, JORF N° 2 du 4 janvier 1979 , p 33 , Modifié par Décret n°‬‬
‫‪2019-532 du 27 mai 2019-art. 1, JORF n° 0124 du 29 mai 2019.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪- L’article 2, Décret n° 2019-532, du 27 mai 2019, Modifiant le Décret n° 78-1297, IBID.‬‬
‫(‪ -)7‬لزطزع بالتفصيل على اختصاص المسؤولين المؤهلين إلجراء المصالحة الجمركية في قانون الجمارك الفرنسي‪ ،‬أنظر‬
‫المواد ‪ 1‬و‪ 2‬من المرسوم رقم ‪ ،1297-78‬المعدلة بالمرسوم رقم ‪ ،532-2019‬المؤرخ في ‪ 27‬ماي ‪.2019‬‬

‫‪284‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ومتوسا عدد ملفات المصالحة التي يتم دراستها على المستوع الوزاري حوالي عةرة ملفات ا‬
‫سنويا(‪.)1‬‬
‫وقد أناطت المادة ‪ 119‬من قانون الجمارك المصا ا ا ا ا ا ااري المعدلة بالقانون رقم ‪ 160‬لسا ا ا ا ا ا اانة ‪،2000‬‬
‫يرئيس مص ا ا ا االحة الجمارك أو من ينيبو كخص ا ا ا اال عام إجراء المص ا ا ا ااالحة في المخالفات أو باألحرع الجرائم‬
‫الجمركية‪ ،‬وعلى غرار التة ا اريعات المقارنة والتي درجت على إسا ااناد والية المصا ااالحة مع المتهم في جرائم‬
‫التهريب الجمركي إلى وزير المالية‪ ،‬وهو ما نجده في التة ا اريع المصا ااري حيث أسا ااندت المادة ‪ 124‬من ق‬
‫ج م والية التصا ا ااالح في تلك الطائفة من الجرائم لوزير المالية أو من ينيبو‪ ،‬وباعتبار المةا ا اارع قد اسا ا ااتخدم‬
‫عاما لممارساة هذا‬
‫ض اا ا‬
‫مصااطلح " أو من ينيبو" فإن المختص يإجراء المصااالحة يحق لو تفويض غيره تفوي ا‬
‫االختصاص وال يلزم لو تفويض خاص يصدر بمناسبة كل جريمة(‪.)2‬‬
‫وبذلك يكون كل من المة ا اارع الجزائري‪ ،‬والفرنس ا ااي‪ ،‬والمص ا ااري قد عنى يتوزيع س ا االطة واختص ا اااص‬
‫إجراء المص ا ااالحة في الجرائم الجمركية يين عدة أة ا ااخاص‪ ،‬لعدم تركيز االختص ا اااص في يد س ا االطة واحدة‬
‫األمر الذي من ةخنو المساهمة في تجنب تراكم القضايا أمام اإلدارة الواحدة‪ ،‬وتفعيل دور هذا النظام كيديل‬
‫عن الدعوع العمومية‪ ،‬وأحد أهم حلول أزمة العدالة الجزائية لما تحققو المص ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية من س ا ا ا ا ا اارعة‬
‫وفاعلية في حل المنازعات الجمركية‪.‬‬
‫‪-2 -1‬األهلية اإلجرائية لألشخاص المرخص لهم بالتصالح مع اإلدارة‬
‫قانونا يذلك‪ ،‬وبهذا الخص ا ا ااوص أوض ا ا ااحت‬ ‫ال يجوز التص ا ا ااالح في الجرائم إال مع الة ا ا ااخص المؤهل ا‬
‫المادة ‪ 2 -265‬من ق ج ج أنو باإلمكان إجراء مصا ا ا ا ا ا ااالحة مع األةا ا ا ا ا ا ااخاص المتابعين بسا ا ا ا ا ا اايب الجرائم‬
‫والتي أجازت إلدارة الجمارك إجراء‬ ‫الجمركية‪ ،‬وهو ما يتطايق مع ما نصت عليو المادة ‪ 350‬من ق ج‬
‫المصا ا ا ااالحة مع األةا ا ا ااخاص المتابعين يجرائم جمركية ‪L’administration des douanes est autorisée à‬‬
‫‪ ،transiger avec les personnes poursuivies pour infraction douanière‬أما المةرع المصري فلم يةير‬
‫إلى صاا ا ا ا اافة الةاا ا ا ا ااخص المرخص لو بالتصا ا ا ا ا ااالح مع إدارة الجمارك في نص المادة ‪ 119‬من ق ج م‪ ،‬مع‬
‫اسا ا ااتعمالو لمصا ا ااطلح " متهم " في الفقرة الرابعة من نص المادة ‪ 124‬من ق ج م المعدلة بالقانون رقم ‪95‬‬
‫لسنة ‪.2005‬‬
‫فكل من المةا ا ا اارع الجزائري ونظيره الفرنسا ا ا ااي لم يسا ا ا ااتعمز مصا ا ا ااطلح المتهم أو مرتكب المخالفة أو‬
‫المةرع المصري الذي استخدم مصطلح " متهم " ينص المادة ‪ 124‬من ق ج م‪ ،‬يل‬ ‫الجريمة‪ ،‬على خز‬
‫عمدا إلى اسا ا ا ااتعمال مصا ا ا ااطلح أعم يصا ا ا االح ألن ينطيق على مرتكب الجريمة أو أي ةا ا ا ااخص اخر جدير‬
‫(‪)3‬‬
‫نظر لخصوصية هذا اإلجراء‪.‬‬
‫اا‬ ‫بالمساءلة الجزائية أو المالية المترتبة عن الجريمة الجمركية‬

‫‪- Rozenn CREN, Op-Cit, pp 260-262.‬‬


‫(‪)1‬‬

‫(‪ -)2‬أحمد محمد يراك‪ ،‬العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية‪ ،...‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.630-629‬‬
‫(‪ -)3‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.162‬‬

‫‪285‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫والباحث يرع أن كز المة ا ا ا اارعين الجزائري والفرنس ا ا ا ااي قد وفقا في اختيار مص ا ا ا ااطلح " األة ا ا ا ااخاص‬
‫المتابعين بس ا ا اايب ارتكايهم جرائم جمركية "‪ ،‬باعتباره أعم وأنس ا ا ااب في المجال الجمركي الس ا ا اايما وأن إجراء‬
‫المص ا ا ااالحة يمكن أن يتم قيل تحريك الدعوع العمومية وبعدها‪ ،‬في حين أن المة ا ا اارع المص ا ا ااري اس ا ا ااتعمل‬
‫مصا ا ا ا ا ااطلح " المتهم" ينص المادة ‪ 124‬من ق ج م‪ ،‬إال أن هذا المصا ا ا ا ا ااطلح ال يعير عن المركز القانوني‬
‫للةخص قيل تحريك الدعوع العمومية‪.‬‬
‫متهما يل يتعين تحريك الدعوع العمومية قيلو‬ ‫إذ ال يكفي ارتكاب الةا ا ا ا ا ا ااخص للجريمة حتى يعتير ا‬
‫حتى تلحقو هذه الصا ا ا ا ا ا اافة‪ ،‬فمن األهمية بمكان مراعاة الدقة في اسا ا ا ا ا ا ااتعمال لفظ " المتهم"‪ ،‬ألن ذلك يعني‬
‫تحريك الدعوع العمومية قيلو وبالتالي نة ا ا ا ا ا ااخة الخص ا ا ا ا ا ااومة الجزائية مما يترتب عليو تخويلو بعض الحقوق‬
‫وتحميلو بعض الواجبات‪ ،‬ويرجع بعض الفقو المصا ا ااري ذلك إلى عدم تمييز القانون المصا ا ااري أصا ا ااز يين‬
‫المتهم في كافة مراحل الدعوع العمومية (مرحلة جمع االسا ا ا ا ا ا ااتدالالت‪ ،‬مرحلة االتهام‪ ،‬مرحلة المحاكمة)‪،‬‬
‫وهو يحمل هذه الصفة اأيا كانت المرحلة التي تمر يها الدعوع(‪.)1‬‬
‫وفيما يلي نتعر أوالا على قائمة األة ااخاص المرخص لهم يإجراء المص ااالحة مع إدارة الجمارك‪ ،‬تم‬
‫التطرق لألهلية اإلجرائية المطلوبة إلجراء المصالحة‪:‬‬
‫‪-1-2 -1‬قائمة األشخاص المرخص لهم بالتصالح مع إدارة الجمارك‬
‫اتنادا لعمومية العبارة التي تض ا اامنتها كل من‬ ‫اور عدة‪ ،‬اس ا ا ا‬ ‫يتخذ المس ا ااؤول عن الجريمة الجمركية ص ا ا اا‬
‫المادة ‪ 2-265‬من ق ج ج‪ ،‬والمادة ‪ 350‬من ق ج ينصا ا ا ا ا ا ااها على‪ " :‬األةا ا ا ا ا ا ااخاص المتابعين يجرائم‬
‫(‪)2‬‬
‫ائيا عن الجرائم الجمركية‪،‬‬
‫جمركية " ‪ ،‬فمن المساالم بو أن هذه العبارة تتضاامن عدة أصاانا للمسااؤولين جز ا‬
‫وتخسيسا على ذلك فإنو يرخص ألي‬
‫ا‬ ‫هم الفاعل األصلي‪ ،‬الةريك‪ ،‬والمستفيد من الغش‪ ،‬والمسؤول المدني‪،‬‬
‫ةخص يدخل ضمن هذه الفئات التصالح مع إدارة الجمارك(‪:)3‬‬
‫اميا‬
‫طابعا إجر ا‬
‫أ‪-‬مرتكب الجريمة‪ :‬أو الفاعل األص ا ا االي‪ ،‬وهو من قام باألعمال المادية التي تكتس ا ا ااي ا‬
‫ماديا ساهم مساهمة مباةرة في تنفيذ الجريمة‪ ،‬واما‬ ‫في نظر التةريع الجمركي‪ ،‬والفاعل قد يكون إما فاعزا ا‬
‫معنويا حمل غيره على ارتكايها‪ ،‬ويعر مفهوم الفاعل المادي توسا ا ا ا ااعا في التة ا ا ا اريع الجمركي إذ ال‬
‫ا‬ ‫فاعزا‬

‫‪-‬يونس النهاري‪ " ،‬خص ااوص اايات المص ااالحة الجمركية"‪ ،‬مجلة منازعات األعمال‪ ،‬العدد ‪ ،6‬س االس االة المعار القانونية للنة اار‬
‫والتوزيع‪ ،‬المغرب‪ ،2016 ،‬ص ص ‪.56-55‬‬
‫(‪ -)1‬أنيس حس اايب الس اايد المحزوي‪ ،‬الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية‪ :‬د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو‬
‫اإلسزمي‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.239-238‬‬
‫(‪ -)2‬نادية عمراني‪ ،‬محمد أمين زيان‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪- "Il est admis que cette expression concerne aussi bien les auteurs principaux que les complices, les intéressés à‬‬
‫)‪(3‬‬

‫‪la Fraude, les civilement responsables tels que les cautions, ainsi que les propriétaires de marchandises de Fraudes‬‬
‫‪ou de moyen de transport dont la confiscation est encourue ", Rozenn CREN, Op-Cit, p264.‬‬
‫‪ -‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.188‬‬

‫‪286‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫(‪)2‬‬
‫صاا اخرين(‪)1‬هم‪ :‬حائز‬
‫يقتصاار على من ساااهم مساااهمة مباةارة في تنفيذ الجريمة‪ ،‬يل يمتد ليةاامل أةااخا ا‬
‫وناقل(‪ )3‬البضاعة محل الغش‪ ،‬والوكيل لدع الجمارك(‪ ،)4‬وكذا المتعهد لدع الجمارك(‪.)5‬‬
‫تماما‪ ،‬مثلما هو عليو الوضا ا ااع في‬
‫ويعاقب على الةا ا ااروع في الجنح الجمركية بعقوبة الجريمة التامة ا‬
‫قانون العقوبات‪ ،‬وال يعاقب على الةا ااروع في المخالفات الجمركية‪ ،‬وهو ما أكدتو المادة ‪ 318‬مكرر من ق‬
‫ج ج‪ ،‬والتي تقايلها المادة ‪ 409‬من قانون الجمارك الفرنسي‪ ،‬ولقد قضي في فرنسا بخن التوجو نحو الحدود‬
‫يدءا في التنفيذ لجريمة التهريب‪ ،‬حيث أن‬
‫الفرنسااية يإرادة ص اريحة السااتيراد ساالع مهربة نحو فرنسااا‪ ،‬يعتير ا‬
‫الفعل لم يوقف إال بعد تدخل لمصالح الةرطة(‪.)6‬‬
‫ائيا على الة ا ا ااروع في جريمة التهريب‬ ‫أما بالنس ا ا اابة للمة ا ا اارع المص ا ا ااري فص ا ا ااحيح أنو كان يعاقب جز ا‬
‫مكرر من ق ج م‪ ،‬إال أنو بعد ص ا ا اادور القانون رقم ‪ 95‬لس ا ا اانة ‪ 2005‬بة ا ا ااخن‬
‫اا‬ ‫الجمركي ينص المادة ‪124‬‬
‫تعديل بعض أحكام قانون الجمارك رقم ‪ 66‬لس ا ا ا ا ا اانة ‪ ،1963‬خلت نص ا ا ا ا ا ااوص القانون الجديد من أي تخثيم‬
‫صا ا ا اا عليها في المادة س ا ا ااالفة الذكر الملغاة‪ ،‬ومن ثم فقد أض ا ا ااحت تلك‬
‫لجريمة الة ا ا ااروع والتي كان منص ا ا ااو ا‬
‫التةريع الجزائري ونظيره‬ ‫الجريمة أي الةروع فعزا غير مجرم في التةريع الجمركي المصري(‪)7‬على خز‬
‫الفرنسي‪.‬‬
‫‪ ،‬وفي التةريع‬ ‫ب‪ -‬الشريك‪ :‬ويعر الةريك في التةريع الفرنسي ينص المادة ‪ 7-121‬من ق ع‬
‫المص ااري ينص المادة ‪ 40‬من ق ع م‪ ،‬وفي التةا اريع الجزائري ينص المادة ‪ 42‬من ق ع ج بخنو‪ " :‬يعتير‬
‫ار‪ ،‬ولكنو سا اااعد بكل الطرق أو عاون الفاعل أو الفاعلين‬
‫اكا مباةا ا اا‬ ‫ة ا اريكا في الجريمة من لم يةا ااترك اةا ااتر ا‬
‫على ارتكاب األفعال التحض ا ا ا ا ا اايرية أو المس ا ا ا ا ا ااهلة أو المنفذة لها مع علمو يذلك"(‪ ،)8‬وخزافا لما تنص عليو‬

‫(‪ -)1‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.163‬‬
‫(‪ -)2‬فالحائز يعتير مسؤوالا عن الغش‪ ،‬ويقصد بالحيازة مجرد اإلحراز المادي ال الحيازة بالمعنى الحقيقي‪ ،‬واألصل أن المالك‬
‫حائز‬
‫حائز للبضاااعة مالم يثيت تنقل الحيازة لغيره عن طريق التنازل المؤقت أو النهائي‪ ،‬أما في فرنسااا فالةااخص يعتير اا‬
‫يعد اا‬
‫مالكا‪ ،‬ميلود دريسي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.191-190‬‬ ‫عندما ال يكون ا‬
‫(‪ -)3‬ال ينحص اار مفهوم الناقل في ة ااخص مالك المركبة التي اكتة اافت فيها البض اااعة محل الغش يل يمتد لية اامل أيض ااا كل‬
‫عموميا‪.‬‬
‫ا‬ ‫خصوصيا أو‬
‫ا‬ ‫ةخص منوط بو بخي صفة حراسة المركبة وقيادتها ويستوي في ذلك أن يكون الناقل‬
‫(‪ -)4‬الوكيل لدع الجمارك‪ :‬يحملو قانون الجمارك مسؤولية المخالفات التي تضبا في التصريحات الجمركية‪.‬‬
‫هذا التعهد إلى ضاامان الوفاء بااللتزامات التي تقع على‬ ‫(‪ -)5‬المتعهد‪ :‬يقصااد بو الةااخص الذي يحرر التعهد باساامو‪ ،‬ويهد‬
‫عاتق مسا ااتفيد من نظام من النظم االقتصا ااادية الجمركية‪ ،‬لمزيد من التفاصا اايل أنظر‪ :‬أحسا اان يوسا ااقيعة‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‬
‫‪ 163‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ -)6‬ميلود دريسي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.189‬‬
‫(‪ -)7‬طعن رقم ‪ 16371‬لسنة ‪ 4‬القضائية‪ ،‬جلسة ‪ 9‬جويلية ‪ ،2014‬على الموقع‪:‬‬
‫‪http://bit.ly/3ov31bV,Consulter le 26 octobre 2020, à: 19: 20.‬‬
‫(‪ -)8‬المادة ‪ 42‬من القانون رقم ‪ ، 04-82‬المعدل والمتمم لقانون العقوبات الجزائري ‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.318‬‬

‫‪287‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫(‪)1‬‬
‫معظم التة ا ا ا ا اريعات المقارنة كالتة ا ا ا ا اريع الفرنسا ا ا ا ااي ينص الفقرة الثانية من المادة ‪ 7 -121‬من ق ع‬
‫والتةا ا ا اريع المص ا ا ااري ينص الفقرة األولى من المادة ‪ 40‬من ق ع م(‪ ،)2‬وتةا ا ا اريعات يلدان المغرب العربي‪،‬‬
‫تعتير المادة ‪ 41‬من ق ع ج(‪ ،)3‬المحرض على ارتكاب الجريمة فاعزا وليس ةريكا(‪.)4‬‬
‫ج‪-‬المسيييييييتفيد من الغش‪ :‬وهو مفهوم خاص بقانون الجمارك ويتض ا ا ا ا اامن هذا المفهوم في ان واحد‬
‫االة ا ااتراك يدون نية إجرامية وكذا االة ا ااتراك مع توافر نية إجرامية‪ ،‬ولكنو أوس ا ااع من االة ا ااتراك في القانون‬
‫العام ألنو يمتد إلى السلوك الزحق لتمام الجريمة(‪.)5‬‬
‫د‪-‬المسييييييي و المدن ‪ :‬يحمل قانون الجمارك مالك البضا ا ا ا اااعة المسا ا ا ا ااؤولية المالية عن تص ا ا ا ا ارفات‬
‫مستخدميو‪ ،‬كما يحمل الكفيل نفس المسؤولية عن عدم وفاء المدين يدينو(‪.)6‬‬
‫ومع ذلك فإن الممارسااة اإلدارية تحد من نطاق المصااالحة من حيث األةااخاص‪ ،‬على سااييل المثال‬
‫ال الحص ا ا اار‪ ،‬حالة العود‪" récidivistes" ،‬متعهدي الغش ‪ ،Les entrepreneurs de Fraude‬أو األة ا ا ااخاص‬
‫الذين لديهم سوايق قضائية ‪ Les personnes ayant des antécédents judiciaires‬كما تؤكد خطورة الجريمة‬
‫ارتكايها بعين االعتبار‪ ،‬والسا ا ا اايما ما يتصا ا ا اال منها يجريمة القانون العام أو إخفاء بضا ا ا ااائع مهربة‬ ‫وظرو‬
‫باسااتعمال وسااائل خفية‪ ،‬وفي حالة تعدد الجناة‪ ،‬وعند طليهم تسااوية مسااتقلة قيل صاادور حكم نهائي‪ ،‬فتخخذ‬
‫إدارة الجمارك بعين االعتبار خطورة األفعال ومدع أو درجة مساهمة كل واحد منهم في الجريمة عند تقييم‬
‫ةروط المصالحة(‪.)7‬‬

‫‪- " Est complice d’un crime ou d’un délit la personne qui sciemment, par aide ou assistance, en a facilité la‬‬
‫)‪(1‬‬

‫‪préparation ou la consommation, Est également complice la personne qui par don, promesse, menace, ordre, abus‬‬
‫‪d’autorité ou de pouvoir aura provoqué à une infraction ou donné des instructions pour la commettre ", L’article‬‬
‫‪121-7, du loi n° 92-683 du 22 juillet 1992, portant réforme des dispositions générales du code pénale, JORF n°‬‬
‫‪169, du 23 juillet 1992.‬‬

‫(‪ " -)2‬يعد ةريكا في الجريمة‪:‬‬


‫كل من حرض على ارتكاب الفعل المكون للجريمة إذا كان هذا الفعل قد وقع يناء على هذا التحريض‪ .‬من اتفق مع غيره‬
‫على ارتكاب الجريمة فوقعت يناء على هذا االتفاق‪ .‬من أعطي للفاعل أو الفاعلين س ا ا اازح ا أو االت أو أي ة ا ا اايء أخر مما‬
‫اسا ا ا ا ا ااتعمل في ارتكاب الجريمة مع علمو يها أو سا ا ا ا ا اااعدهم بخي طريقة أخري في األعمال المجهزة أو المسا ا ا ا ا ااهلة أو المتممة‬
‫الرتكايها "‪ ،‬المادة ‪ 40‬من قانون العقوبات المصري رقم ‪ 58‬لسنة ‪ ،1937‬الصادر يتاريخ ‪ 21‬جويلية ‪.1937‬‬
‫(‪ " -)3‬يعتير فاعزا كل من س اااهم مساااهمة مباةاارة في تنفيذ الجريمة أو حرض على ارتكاب الفعل بالهبة أو الوعد أو التهديد‬
‫أو إساااءة اسااتعمال الساالطة أو الوالية أو التحايل أو التدليس اإلجرامي"‪ ،‬المادة ‪ 41‬من قانون رقم ‪ ،04-82‬المرجع السااايق‪،‬‬
‫ص ‪.318‬‬
‫(‪ -)4‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.166‬‬
‫(‪ -)5‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫(‪ -)6‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.169‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪- Rozenn CREN, Op-Cit, pp 264-265.‬‬

‫‪288‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫‪-2-2 -1‬األهلية الالزمة إلج ار المصالحة‬


‫ومعينا وأن ينسا ااب إليو ارتكاب‬
‫ا‬ ‫حيا‬ ‫ميدئيا أن يكون إنسا ا ا‬
‫اانا ا‬ ‫ا‬ ‫يةا ااترط فيمن يتصا ااالح مع إدارة الجمارك‬
‫(‪)1‬‬
‫معنويا باعتبار أن ممثل‬
‫ا‬ ‫طييعيا أو‬
‫ا‬ ‫ص ا ا ا ا اا‬
‫الجريمة‪ ،‬وأن تتوافر لديو األهلية اإلجرائية ‪ ،‬س ا ا ا ا اواء كان ةا ا ا ا ااخ ا‬
‫الةخص المعنوي هو ةخص طييعي مؤهل بمقتضى القوانين التي منحتو هذا الحق(‪.)2‬‬
‫ائيا أي لتخويلو مباة ارة نوع‬ ‫ص اا إجر ا‬
‫واألهلية اإلجرائية يقصااد يها صاازحية الفرد العادي العتباره ةااخ ا‬
‫معين من األعمال اإلجرائية أو العتباره خصا ا ا ا ا ا ا ااما في الدعوع العمومية(‪ ،)3‬إذ أنو يةا ا ا ا ا ا ااترط في المخالف‬
‫كة ا ااخص طييعي متص ا ااالح مع اإلدارة أن يكون عاقزا غير محجور عليو ا‬
‫وبالغا الس ا اان القانونية(‪ ،)4‬إلدراك‬
‫وتمييز واختيار المسلك‪ ،‬أي الملكات الذهنية والنفسية التي تؤهلو إلدراك معنى الجريمة والعقاب‪ ،‬فز يكون‬
‫أهزا لتحمل المسؤولية الجزائية من ال يتوافر لو وقت ارتكاب الجريمة القدر الززم من اإلدراك والتمييز(‪.)5‬‬
‫ويثار التساااؤل حول الساان القانونية المحددة إلجراء المصااالحة والتي تكتمل يها أهلية المخالف‪ ،‬فيما‬
‫إذا كانت سن الرةد المدني أم سن الرةد الجزائي‬
‫وفي غياب النص‪ ،‬فإن االتجاهات الفقهية والقضا ا ا ا ا ا ااائية في فرنسا ا ا ا ا ا ااا تميل إلى أن األهلية اإلجرائية‬
‫للتصااالح في المواد الجزائية‪ ،‬هي نفس األهلية المدنية‪ ،‬التي يتطليها عقد الصاالح المدني(‪ ،)6‬ويحدد القانون‬
‫(‪.)7‬‬ ‫المدني الفرنسي سن الرةد المدني يا ا ‪ 18‬سنة كاملة ينص المادة ‪ 388‬من ق م‬
‫وهو نفس سن الرةد الجزائي في التةريع الفرنسي والمحدد ي ا ‪ 18‬سنة عمزا بخحكام المادة ‪8 –122‬‬
‫(‪ ،)8‬وعليو فز يطرئ إةكال بالنسبة للسن المحددة إلجراء المصالحة في التةريع الفرنسي‪.‬‬ ‫من ق ع‬
‫أما بالنسا ا اابة للتة ا ا اريع المصا ا ااري‪ ،‬فتتجو بعض ارراء الفقهية وأحكام القضا ا اااء المصا ا ااري إلى اعتبار‬
‫التص ااالح في الجرائم االقتص ااادية بمثابة عقد مدني‪ ،‬ومن ثم كانت الس اان القانونية المتطلبة هي س اان الرةا اد‬
‫المدني‪ ،‬أو باألحرع أهلية التص ا اار بعوض في الحقوق التي ية ا ااملها الص ا االح طباقا لنص المادة ‪ 550‬من‬

‫(‪ -)1‬مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.109-101‬‬
‫(‪ -)2‬عماد دمان ذييح‪ ،‬حقاص أسماء‪ " ،‬الصلح الجزائي كسيب النقضاء الدعوع العمومية"‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،4‬العدد ‪ ،2017 ،2‬ص ‪.743‬‬
‫(‪ -)3‬مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.109‬‬
‫(‪ -)4‬ين طيفور نس ا اايمة‪ ،‬بحري فاطمة‪ " ،‬العدالة الجنائية التص ا ااالحية في مجال المال واألعمال‪-‬الص ا االح والوس ا اااطة الجنائيين‬
‫نموذجا"‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية والسياسية واالقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،57‬العدد ‪ ،2020 ،4‬ص ‪.204‬‬
‫ا‬
‫(‪ -)5‬سعادي عار محمد صوافطة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫(‪ -)6‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪-"Le mineur est l’individu de l’un ou l’autre sexe qui n’a point encore d’Age de dix-huit ans accomplis",‬‬
‫‪L’article 388,CCF,Modifié par loi n° 2016-297, du 14 mars 2016-art.43,relative à la protection de l’enfant,op-cit.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪- L’article 122-8, du CPF, Modifié par loi n° 2002-1138, du 9 septembre 2002-art. 11, D’orientation et de‬‬
‫‪programmation pour la justice, JORF du 10 septembre 2002.‬‬

‫‪289‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫القانون المدني(‪ ،)1‬وتكتمل األهلية لمباةا ارة الحقوق المدنية في التةا اريع المص ااري ييلوغ س اان الرة ااد المدني‬
‫والمحدد ي ا إحدع وعةرون‪-21-‬سنة كاملة(‪.)2‬‬
‫أما س ا اان المس ا ااؤولية الجزائية في القانون المص ا ااري فيحددها يثمانية عة ا اار‪-18-‬س ا اانة كاملة‪ ،‬ينص‬
‫المادة الثانية من قانون الطفل المصري(‪.)3‬‬
‫التة ا اريع الفرنسا ااي‪ ،‬يميز يين سا اان‬ ‫أما التة ا اريع الجزائري فعلى غرار نظيره المصا ااري‪ ،‬وعلى خز‬
‫الرةد المدني المحدد يا ا ا ا اا‪ 19 :‬سنة كاملة ينص المادة ‪ 2-40‬من ق م ج‪ ،‬وسن الرةد الجزائي والمحدد يا ا ا‬
‫‪ 18‬سا ا ا اانة ينص المادة ‪ 2‬من قانون رقم ‪ 12-15‬المتعلق بحماية الطفل‪ ،‬األمر الذي من ةا ا ا ااخنو أن يطرئ‬
‫إةا ااكال بالنسا اابة للتة ا اريعين الجزائري والمصا ااري‪ ،‬أي سا اان يعتد يها إلجراء المصا ااالحة ‪ ،‬باعتبار التة ا اريع‬
‫الفرنسي يوحد يين الرةد المدني والجزائي‪ ،‬ويعينو يا ا ‪ 18‬سنة‪.‬‬
‫فالراجح لدع الباحث‪ ،‬وبعض الفقو الجزائري(‪ ،)4‬والمصا ا ا ااري(‪ ،)5‬والفرنس ا ا ااي(‪)6‬هذا األخير الذي يرجح‬
‫الطييعة الجزائية للمصااالحة أن الساان القانونية التي يتطليها إجراء المصااالحة هي ساان الرةااد الجزائي كون‬
‫مس ااخلة المص ااالحة وثيقة الص االة بالمادة الجزائية سا اواء من حيث مص اادرها الذي يفترض ارتكاب جريمة‪ ،‬أو‬
‫من حيث مرماها‪ ،‬إذ تنقضي يها الدعوع العمومية‪ ،‬وهذا بغض النظر عن طييعتها القانونية‪.‬‬
‫ذلك‪ ،‬من ةخنو أن يؤدي ينا إلى التناقض‪ ،‬فمن ناحية يسخل الةخص ويعاقب‬ ‫كما أن القول يخز‬
‫بالغا يتمام الثامنة عةاار من عمره (في التة اريع الجزائري‪ ،‬المصااري‪ ،‬الفرنس اي)‪ ،‬ومن ناحية‬
‫ائيا بصاافتو ا‬
‫جز ا‬
‫أخرع ال يمكنو إجراء المصااالحة لعدم يلوغو ساان الرةااد المدني (‪ 18‬ساانة في التة اريع الفرنسااي‪ 21 ،‬ساانة‬
‫في التةريع المصري‪ 19 ،‬سنة في التةريع الجزائري)(‪.)7‬‬
‫وبذلك يكون الة ااخص أهزا إلجراء المص ااالحة الجمركية في التةا اريع الجزائري‪ ،‬الفرنس ااي والمص ااري‬
‫ييلوغو ساان الرةااد الجزائي يتمام الثامنة عةاار من عمره ‪ ،‬أما في حالة عدم يلوغو الساان القانونية والمحددة‬

‫(‪ -)1‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.221‬‬


‫(‪ -)2‬المادة ‪ 44‬من قانون رقم ‪ 131‬لسنة ‪ ،1948‬المؤرخ في ‪ 29‬جويلية ‪ ،1948‬المتضمن القانون المدني المصري‪.‬‬
‫(‪ " -)3‬يقصااد بالطفل في مجال الرعاية المنصااوص عليها في هذا القانون كل من لم يتجاوز ساانو الثامنة عة ارة ساانة ميزدية‬
‫كاملة"‪ ،‬وبمفهوم المخالفة كل من تجاوز سان ‪ 18‬من العمر فهو بالغ‪ ،‬المادة ‪ 1-2‬من قانون الطفل المصاري‪ ،‬رقم ‪ 12‬لسانة‬
‫‪ ،1996‬المعدل بالقانون رقم ‪ 126‬لسنة ‪ ،2008‬المرجع السايق‪.‬‬
‫(‪ -)4‬أحس ا ا اان يوس ا ا ااقيعة ‪ ،‬المص ا ا ااالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع الس ا ا ااايق‪ ،‬ص‬
‫‪.172‬‬
‫(‪ -)5‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.220‬‬
‫)‪(6‬‬
‫‪- " mécanisme est de nature pénale puisque notamment il suppose la commission d'une infraction et éteint‬‬
‫‪d'action publique", Bertrand de Lamy, Op-Cit, p 712.‬‬

‫(‪ -)7‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.195‬‬

‫‪290‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ي ا ‪ 18‬سنة فإنو يمكن إجراء المصالحة هنا مع الطفل على أن يحل محلو في إجرائها مسؤولو المدني(‪.)1‬‬
‫وكااذلااك يجوز إجراء المصا ا ا ا ا ا ا ااالحااة من خزل الوكياال فقااد يجري الوكياال الخاااص لفاااعاال الجريمااة‬
‫المص ا ا ا ااالحة‪ ،‬ومن الض ا ا ا ااروري في هذه الحالة التزام الوكيل بحدود الوكالة‪ ،‬ومن ثم ال يجوز لو تجاوز هذه‬
‫الحدود‪ ،‬فالوكيل يجري المص ا ااالحة باس ا اام ولحس ا اااب فاعل الجريمة‪ ،‬وأن يتض ا اامن التوكيل التفويض يإجراء‬

‫المصالحة صراحة‪ ،‬وأن يكون هذا التوكيل ا‬


‫خاصا‪ ،‬فالتوكيل العام ال يخول الوكيل إجراء التصالح‪ ،‬وهو ما‬
‫نصت عليو المادة ‪ 1988‬من ق م ‪ ،‬المادة ‪ 702‬من ق م م‪ ،‬م ‪ 573‬من ق م ج(‪.)2‬‬
‫‪،‬‬ ‫أما بالنسا ا ا اابة لألةا ا ا ااخاص المعنوية وطبقا لنصا ا ا ااوص المواد ‪ 265‬من ق ج ج‪ 350 ،‬من ق ج‬
‫‪ 119‬و‪ 124‬من ق ج م‪ ،‬السا ا اايما مصا ا ااطلح " األةا ا ااخاص المتابعين"‪ ،‬ولما كان لفظ الةا ا ااخص يتضا ا اامن‬
‫الةا ااخص الطييعي والةا ااخص المعنوي‪ ،‬وبإقرار مختلف التة ا اريعات المقارنة للمسا ااؤولية الجزائية للةا ااخص‬
‫المعنوي‪ ،‬فااإن لهااذا األخير أن يبااادر إلى المصاا ا ا ا ا ا ااالحااة مع اإلدارة في حااالااة ارتكاااب لجريمااة من الجرائم‬
‫االقتصا ااادية والمالية يواسا ااطة ممثلو القانوني‪ ،‬وقد أيد هذا االتجاه القضا اااء الفرنسا ااي حيث قضا اات محكمة‬
‫النقض الفرنس ا ا ا ااية بخن المص ا ا ا ااالحة التي تتم مع الة ا ا ا ااخص المعنوي تؤدي إلى انقض ا ا ا اااء الدعوع العمومية‬
‫المرفوعة ضا ااد المسا ااير(‪ ،)3‬وبذلك تكون محكمة النقض الفرنسا ااية قد سا االمت بالمسا ااؤولية الجزائية للةا ااخص‬
‫المعنوي وأجازت لو إجراء المصااالحة قيل أن يقرها المةاارع ص اراحة في قانون العقوبات لساانة ‪ 1992‬الذي‬
‫دخل حيز التنفيذ في سنة ‪.)4(1994‬‬
‫وك ااذل ااك فع اال المةا ا ا ا ا ا اارع الجمركي الجزائري بموج ااب الق ااانون رقم ‪ 04-17‬المع اادل والمتمم لق ااانون‬
‫الجمارك‪ ،‬حيث أدرج وألول مرة مسؤولية الةخص المعنوي من خزل إضافة المادة ‪ 312‬مكرر إلى قانون‬
‫الجمارك‪ ،‬والتي تنص على أن الةااخص المعنوي الخاضااع للقانون الخاص مسااؤول عن الجرائم المقررة في‬
‫هذا القانون‪ ،‬والمرتكبة لص ااالحو من طر أجهزتو أو ممثليو الة اارعيين وأن مس ااؤولية الة ااخص المعنوي ال‬
‫تمنع مسا ا ا اااءلة الةا ا ا ااخص الطييعي المرتكب أو الة ا ا ا اريك في األفعال نفسا ا ا ااها(‪ ،)5‬ويعتير هذا اإلقرار خطوة‬
‫إيجايية في هذا المجال السا ا اايما وأن القوانين السا ا ااابقة اقتصا ا اارت على اإلةا ا ااارة إلى مسا ا ااؤولية األةا ا ااخاص‬
‫الطييعيين على الرغم من أنو من الناحية الواقعية فإن معظم الجرائم الجمركية ترتكب لفائدة أةا ا ا ا ا ا ااخاص‬
‫معنوية(‪.)6‬‬

‫(‪ -)1‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.137‬‬


‫(‪ -)2‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.221 ،220‬‬
‫(‪ -)3‬ين طيفور نسيمة‪ ،‬بحري فاطمة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.204‬‬
‫(‪ -)4‬أحسن يوسقيعة ‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.176‬‬
‫(‪ -)5‬المادة ‪ 312‬مكرر من قانون رقم ‪ ،04-17‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫(‪-)6‬زعباط فوزية‪"،‬خصوصية المصالحة في المنازعات الجمركية الجزائية كإج ارء يديل عن التسوية القضائية"‪ ،‬مجلة األستاذ‬
‫الباحث للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،1‬العدد ‪ ،2017 ،8‬ص ‪.216‬‬

‫‪291‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫وبذلك يتفق كل منهما‪ ،‬مع المةاارع المصااري الذي اعتد بالمسااؤولية الجزائية لألةااخاص المعنوية في‬
‫نطاق الجرائم الجمركية‪ ،‬كما أقر ميدأ المسااؤولية الجزائية التضااامنية عن التعويضااات التي يحكم يها ينص‬
‫المادة ‪ 122‬من ق ج م المعدلة بالقانون رقم ‪ 95‬لس ا اانة ‪ ،2005‬والمادة ‪ 118‬مكرر من ق ج م المض ا ااافة‬
‫ينص القانون‪ ،‬ومن ثم فيجوز لألة ا ا ا ااخاص المعنوية في الجرائم الجمركية التص ا ا ا ااالح في المخالفات والجنح‬
‫التي تقع بالمخالفة للقانون الجمركي‪ ،‬مع عدم اإلخزل بمسا ا ا ا ا ا ااؤولية األةا ا ا ا ا ا ااخاص الطييعيين الفاعلين أو‬
‫الةركاء لذات الفعل(‪.)1‬‬
‫ويجمع يين التةريعات المقارنة محل الدراسة باإلضافة إلى أنها تعتد بالمسؤولية الجزائية لألةخاص‬

‫المعنويااة في نطاااق الجرائم الجمركيااة‪ ،‬أنهااا تتم من خزل ممثلهااا القااانوني الااذي يكون دائ اماا ةا ا ا ا ا ا ااخ ا‬
‫صا ا ا ا ا ا ا اا‬
‫طييعيا(‪.)2‬‬
‫ا‬
‫كما أن إجراء المص ا ا ا ااالحة ينطيق على الفاعلين األص ا ا ا االيين والة ا ا ا ااركاء‪ ،‬األة ا ا ا ااخاص الطييعيين أو‬
‫األةخاص المعنوية‪ ،‬والبالغين أو القصر(‪.)3‬‬
‫‪ -2‬النطاق الزمن للمصالحة الجمركية‬
‫نعني يهذا الةاارط اإلجرائي المدة التي يقيل خزلها التصااالح‪ ،‬فإذا انقضاات ال يقيل التصااالح بعدها‪،‬‬
‫القوانين ارخذة ينظام المصالحة أو التصالح‪ ،‬فمنها من يحددها بخجل قصير‪،‬‬ ‫وهذه المدة تختلف باختز‬
‫اضعا في االعتبار أن المصالحة ال تكون إال في الجرائم قليلة األهمية التي ال تستدعي كثير من الروية‪،‬‬ ‫و ا‬
‫ومنها ما يطيل المدة إلتاحة الفرص ااة للمتهم لإلقدام على المص ااالحة إلنهاء القض ااية بس ااهولة ويس اار كيديل‬
‫عن متابعة الدعوع(‪.)4‬‬
‫واذا تتبعنا موقف المةا اارع الجزائري فيما يتعلق بميعاد إجراء المصا ااالحة نجده غير ثايت‪ ،‬حيث كان‬
‫قانون الجمارك الجزائري قيل تعديلو بموجب القانون رقم ‪)5(10 -98‬يحص ا ا ا اار المص ا ا ا ااالحة في ميعاد محدد‬
‫وهو قيل صا ا ا ا ا ا اادور حكم نهائي‪ -‬المادة ‪ 5 -265‬من ق ج ج‪ ،-‬وعلى إثر تعديل قانون الجمارك بالقانون‬
‫رقم ‪ 10-98‬سالف الذكر‪ ،‬صارت المادة ‪ 265‬في فقرتها الثامنة تجيز المصالحة قيل صدور حكم نهائي‬
‫وبعده‪ ،‬على أن ينحص ا ا ا ا ا اار أثرها في الحالة الثانية أي بعد ص ا ا ا ا ا اادور حكم نهائي في العقوبات ذات الطابع‬

‫(‪ -)1‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.410-409‬‬


‫(‪ -)2‬يونس النهاري‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪- "Le processus transactionnel en matière pénale s'applique, nous avons constaté, à des délinquants auteurs,‬‬
‫‪complices, personnes physiques ou personnes morales, majeurs ou mineurs ", Wilfrid EXPOSITO, Op-Cit, p 340.‬‬
‫(‪ -)4‬عيد أ عادل خزنة كاتيي‪ ،‬المرجع السااايق‪ ،‬ص ص ‪ ، 81-80‬عادل عيد العال إيراهيم خ ارةااي‪ ،‬المرجع السااايق‪ ،‬ص‬
‫‪.91‬‬
‫(‪ -)5‬قا ااانون رقم ‪ ،10-98‬مؤرخ في ‪ 22‬أوت ‪ ،1998‬يعا اادل ويتمم القا ااانون رقم ‪ 07-79‬المؤرخ في ‪ 21‬جويليا ااة ‪1979‬‬
‫والمتضمن قانون الجمارك الجزائري‪ ،‬ج رج‪ .‬عدد ‪ ،61‬صادرة في ‪ 23‬أوت ‪ ،1998‬ص ص‪.60-6 .‬‬

‫‪292‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الجبائي وهما الغرامة والمصا ا ا ا ا ا ااادرة الجمركيتين دون أن يكون لها أثر على العقوبات ذات الطابع الجزائي‬
‫كالعقوبات السااالبة للحرية(‪ ،)1‬وبما أن المةاارع الجزائري يعدل من موقفو بةااخن هذه المسااخلة كل مرة‪ ،‬تدخل‬
‫وعاادل قااانون الجمااارك بااالقااانون رقم ‪ 04 –17‬ومنااو المااادة ‪)2(6 -265‬وتينى مرة أخرع قاااعاادة عاادم جواز‬
‫إجراء المصااالحة بعد صاادور حكم نهائي‪ ،‬األمر الذي يعكس أن نظرة المةاارع الجزائري إلجراء المصااالحة‬
‫الزال يطبعها نوع من التخو ‪ ،‬ويمكن إرجاع ذلك إلى رغيتو في عدم المس ا ا ا ا اااس باألحكام القض ا ا ا ا ااائية بعد‬
‫اكتس ااايها قوة الة اايء المقض ااي فيو‪ ،‬كما يعود س اايب تيني المة اارع الجزائري لهذه القاعدة حتى يكفل احترام‬
‫الناس للقانون الجمركي واضفاء الطابع القمعي بمظهر المصالحة الجمركية الذي يوحي بخن المحكوم عليو‬
‫ال يسا ا ا ااتطيع أن يدفع مقابزا لمنع ما قضا ا ا ااي بو عليو من عقوبة سا ا ا ااالبة للحرية أو سا ا ا ااالبة لحقو في مزاولة‬
‫نةاطو(‪.)3‬‬
‫وهو نفس نهج المةا ا ا ا اارع الفرنسا ا ا ا ااي حيث كان قانون الجمارك الفرنسا ا ا ا ااي قيل تعديلو بموجب القانون‬
‫رقم‪ 1453 –77‬المؤرخ في ‪ 29‬ديس ا ا ا اامير‪ ،1977‬المتعلق بمنح ض ا ا ا اامانات إجرائية لدافعي الضا ا ا ا ارائب في‬
‫المسا ا ااائل الجبائية والجمركية(‪ ،)4‬يجيز هو ارخر المصا ا ااالحة بعد حكم قضا ا ااائي نهائي ويحصا ا اار أثرها في‬
‫العقوبااات الماااليااة وحاادهااا دون العقوبااات المقياادة للحريااة(‪ ،)5‬مثاال مااا كااان معمول بااو في قااانون الجمااارك‬
‫ينص المادة ‪ 16‬من‬ ‫الجزائري رقم ‪ 10 –98‬الس ا ا ا ا ااايق ذكره‪ ،‬أما بعد تعديل نص المادة ‪ 350‬من ق ج‬
‫القانون رقم ‪ 1453 –77‬المذكور أعزه‪ ،‬نصاات على جواز إجراء المصااالحة الجمركية قيل تحريك الدعوع‬
‫ض ا ا ا ا ا ا اا بعد تحريكها مالم يصا ا ا ا ا ا اادر حكم نهائي(‪ ،)6‬فبعد الحكم النهائي لم يعد من الممكن أن‬
‫العمومية‪ ،‬وأي ا‬
‫تخضا ا ااع العقوبات الض ا ا ارييية التي تقضا ا ااي يها المحكمة للمصا ا ااالحة‪ ،‬منذ تعديل المادة ‪ 350‬من ق ج‬
‫بالقانون رقم ‪ 1453-77‬المؤرخ في ‪ 29‬ديسمير‪.)7(1977‬‬

‫(‪ -)1‬علي أحمد صا ا ا ا ا ا ااالح‪ " ،‬المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجمركية في القانون الجزائري"‪ ،‬حوليات جامعة الجزائر‪ ،1‬المجلد ‪ ،33‬العدد ‪،4‬‬
‫‪ ،2019‬ص ص ‪ ، 187-186‬ليلى اللحياني‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.191‬‬
‫(‪ " -)2‬ال تجوز المصااالحة بعد صاادور حكم قضااائي نهائي"‪ ،‬الفقرة السااادسااة من المادة ‪ 265‬من قانون رقم ‪ ،04-17‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫(‪ -)3‬حسيبة رحماني‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.188-187‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- Loi n°77-1453 du 29 décembre 1977, op-cit, pp 6279-6282.‬‬
‫(‪ -)5‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.234‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪-" La transaction peut être mise en over avant le déclenchement de l'action publique, mais aussi après la mise‬‬
‫‪en mouvement d'une action judiciaire, tant qu'un jugement définitif n'a pas été rendu ", Jean-Baptiste Perrier, La‬‬
‫‪transaction en matière pénale, Op-Cit, pp. 143-144.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪- "après jugement définitif, Les sanctions Fiscales prononcées par les tribunaux ne peuvent faire l'objet de‬‬
‫‪transaction ", L'article 350 CDF , modifié par l'article 16 de la loi n° 77-1453, du 29 décembre 1977, accordant‬‬
‫‪des garanties de procédure aux contribuables en matière Fiscale et douanière (1) , Op-Cit, p 6281.‬‬

‫‪293‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ولكنها أبقت على إمكانية إعفاء المحكوم عليو من أداء العقوبات الجبائية كلها أو جزء منها(‪ ،)1‬وهو‬
‫أمر اسااتثنائي في المسااائل الجمركية في التةاريع الفرنسااي من صاازحيات إدارة الجمارك التي تمنح اإلعفاء‬
‫إال أنها ملزمة يرأي الس ا ا ا ا ا االطة القض ا ا ا ا ا ااائية‪ ،‬إذ ال يجوز إلدارة الجمارك أن تمنح إعفاء إال بعد أن تكون قد‬
‫قامت بالتحقيق في الطلب مس ا ااباقا ثم تقديمو إلى رئيس المحكمة التي أص ا اادرت الحكم‪ ،‬وموافقة هذا األخير‬
‫عليو‪ ،‬واألسباب التي يمكن اعتمادها لقيول هذا الطلب محددة ينص المادة ‪ 390‬مكرر من ق ج ‪ ،‬وكما‬
‫كليا أو جز ائيا‪ ،‬وفي هذه الحالة يكون مة ا اارو ا‬
‫طا يتس ا ااديد الميلغ المتبقي‬ ‫س ا اايق ذكره‪ ،‬يمكن أن يكون اإلعفاء ا‬
‫المسااتحق على الجاني‪ ،‬والذي إذا لم يساادد دينو خزل المواعيد المحددة‪ ،‬يفقد ميزة الخصاام الذي ينعدم أثره‬
‫في هذه الحالة(‪.)2‬‬
‫واذا كان كل من المةا اارعين الجزائري والفرنسا ااي قد فصا ااز في مسا ااخلة ميعاد إجراء المصا ااالحة وذلك‬
‫معا‪،‬‬
‫بحص ا ا ا اره في مرحلة ما قيل صا ا ا اادور حكم نهائي بصا ا ا اافة مطلقة بالنسا ا ا اابة للعقوبات الجبائية والجزائية ا‬
‫وتوحيده بالنساابة لجميع الجرائم الجمركية التي تقيل إجراء المصااالحة فيها‪ ،‬فإن المةاارع المصااري ميز فيما‬
‫يتعلق بميعاد التص ا ااالح الجمركي يين طائفتين من الجرائم ففيما يتعلق يإجراء التص ا ااالح في جرائم التهريب‬
‫الجمركي‪ ،‬فقد أجاز إجراء التص ااالح فيها ينص المادة ‪ 124‬من ق ج م في أي مرحلة كانت عليها الدعوع‬
‫ميعادا إلجراء التصا ا ا ا ااالح في جرائم التهريب الجمركي حيث أنو كما يجوز إجراؤه‬ ‫ا‬ ‫العمومية‪ ،‬وبذلك لم يحدد‬
‫قيل تحريك الدعوع العمومية وأثناء نظرها‪ ،‬فإنو يجوز كذلك أن يت ارض ا ا ا ااى إلى ما بعد الفص ا ا ا اال فيها بحكم‬
‫بات(‪.)3‬‬
‫وليس هناك ما يمنع من إجراء التصا ا ا ا ا ا ااالح في هذه الج ارئم بعد إتمام تنفيذ العقوبة الجزائية‪ ،‬إذ يبقى‬
‫للمحكوم عليو مصلحة في التصالح‪ ،‬منها إلغاء ارثار المترتبة على الحكم(‪.)4‬‬
‫أما بالنس اابة للمخالفات الجمركية والتي أجاز المة اارع المص ااري التص ااالح فيها ينص المادة ‪ 119‬من‬
‫ق ج م‪ ،‬فإن هذا األخير أجاز التصا ا ااالح فيها إلى ما قيل ص ا ا ادور حكم بات في الدعوع فقا‪ ،‬فإن صا ا اادر‬
‫ذلك الحكم أصاابح التصااالح غير جائز‪ ،‬والمقصااود بالحكم البات هنا‪ ،‬هو ذلك الحكم الذي ال يجوز الطعن‬
‫فيو بخي طريق من طرق الطعن العادية أو غير العادية‪ ،‬أي أنو يعتير عنو اانا للحقيقة‪ ،‬فز يجوز مع وجوده‬
‫العودة لنفس الموضوع ونفس األةخاص(‪.)5‬‬

‫(‪ -)1‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.234‬‬
‫‪- Rozenn CREN, Op-Cit, pp 726 -728 .‬‬
‫(‪)2‬‬

‫(‪ -)3‬عيد الفتائ مراد‪ ،‬ةرئ قوانين التصالح‪ ،‬نةر خاص ( د‪ .‬د‪ .‬ن)‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ، 2011 ،‬ص ‪.101‬‬
‫(‪ -)4‬طو أحمد محمد عيد العليم‪ ،‬الصلح الجنائي في القانون المصري طبقا رخر تعديزتو‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.299‬‬
‫(‪ -)5‬عيد أ أوهاييية‪ ،‬ةرئ قانون اإلجراءات الجزائي الجزائري ‪ ،‬ص ص‪.160-159 .‬‬

‫‪294‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫والتفرقة التي أقامها المة ا ا اارع المص ا ا ااري فيما يخص ميعاد إجراء التص ا ا ااالح يين المخالفات الجمركية‬
‫وجرائم التهريب الجمركي محل نظر من الفقو المصا ا ا ا ااري‪ ،‬إذ يترتب على تلك التفرقة أن المتهم في مخالفة‬
‫جمركية‪-‬والذي لم يتص ااالح حتى بعد ص اادور حكم بات في الدعوع العمومية‪ ،‬يص اابح في وض ااع أسا اوأ من‬
‫نظيره المتهم في جريمة من جرائم التهريب الجمركي‪ ،‬إذ يسا ااتطيع هذا األخير التصا ااالح بعد صا اادور الحكم‬
‫البات في حين أن األول ال يمكنو ذلك بعد صا ا ا ا اادور مثل هذا الحكم‪ ،‬رغم أن جرائم التهريب الجمركي هي‬
‫الجرائم األة ااد خطورة على االقتص اااد الوطني‪ ،‬ولذلك يرع البعض ضا ارورة تدخل المة اارع المص ااري واجازة‬
‫التصالح في المخالفات الجمركية حتى بعد صدور حكم بات أسوة يجرائم التهريب الجمركي(‪.)1‬‬
‫ذلك‪ ،‬ويدعوا المة اارع المص ااري لقص اار قيول التص ااالح مع مرتكيي جرائم‬ ‫إال أن الباحث يرع خز‬
‫التهريب الجمركي على المرحلة السااابقة لصاادور حكم بات على غرار ميعاد إجراء التصااالح في المخالفات‬
‫الجمركية‪ ،‬لحث مرتكيي الجرائم الجمركية بص ا ا ا ا اافة عامة على التص ا ا ا ا ااالح وعدم إطالة أمد النزاع من جهة‪،‬‬
‫وتوحيد ميعاد التصالح بالنسبة لجميع الجرائم الجمركية‪ ،‬أسوة ينهج المةرعين الجزائري والفرنسي الذي يرع‬
‫الباحث أنهما وفقا فيو‪.‬‬
‫وبذلك يتفق يل يتطايق كل من المة ا ا اارعين الجزائري والفرنس ا ا ااي بة ا ا ااخن ميعاد إجراء المص ا ا ااالحة في‬
‫الجرائم الجمركية‪ ،‬والذي حدداه قيل صا ا اادور حكم نهائي‪ ،‬وكذلك يتفقان مع المةا ا اارع المصا ا ااري بةا ا ااخن هذا‬
‫الميعاد بالنس ا ا ا اابة للمخالفات الجمركية فقا‪ ،‬أما بالنس ا ا ا اابة لجرائم التهريب الجمركي والتي هي مس ا ا ا ااتثناة من‬
‫إجراء المصاالحة في التةاريع الجزائري أصازا‪ ،‬فهما يختلفان‪ ،‬ذلك أن المةارع المصاري مد هذا الميعاد إلى‬
‫ما بعد صدور حكم بات‪.‬‬
‫ويرجع الباحث انطزاقا مما ساايق ذكره تحديد المةاارعين الجزائري والفرنسااي ميعاد المصااالحة بمرحلة‬
‫ما قيل صا ا ا ا ا ا اادور حكم بات‪ ،‬إلى أن إجازة المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجمركية بعد الحكم النهائي تمس بحجية األحكام‬
‫القضااائية‪ ،‬وتهدر قيمتها‪ ،‬أما المةاارع المصااري يإق ارره إجراء المصااالحة بعد الحكم البات يخصااوص جرائم‬
‫التهريب الجمركي‪ ،‬في حين قص ا ا ا ا اار هذا الميعاد فيما يتعلق بالمخالفات الجمركية في مرحلة قيل ص ا ا ا ا اادور‬
‫حكم نهااائي‪ ،‬يكون قااد حاااول التوفيق يين حق الاادولااة في العقاااب والردع من جهااة‪ ،‬واألغراض النفعيااة في‬
‫تحصا ا ا ا ا ا اايل حقوق مالية لخزينة الدولة من جهة أخرع(‪ ،)2‬ولهذا فتح الباب على مص ا ا ا ا ا ا اراعيو أمام األط ار‬
‫إلجراء التصالح بةخن جرائم التهريب الجمركي‪.‬‬
‫القائل بخن المة اارع الجزائري ونظيره الفرنس ااي قد فعز حس ا اانا بعدم إجازة إجراء‬ ‫(‪)3‬‬
‫ويؤيد الباحث الرأي‬

‫(‪ -)1‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬الموسوعة الةاملة في‪ ...‬الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو وأحكام القضاء‪ ،...‬المرجع السايق‪،‬‬
‫ص‪.492‬‬
‫(‪ -)2‬يونس النهاري‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫(‪ -)3‬سعادي عار محمد صوافطة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ، 95‬ةهد أياد حازم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.131‬‬

‫‪295‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المصالحة بعد صدور حكم نهائي‪ ،‬ألن المصالحة في هذا الوقت تفقد األحكام قيمتها الردعية وتحقيق فكرة‬
‫العدالة‪ ،‬فهي إذن ال تتفق مع الغاية من نص المةاارع عليها‪ ،‬كما أن تخخير المصااالحة إلى ما بعد صاادور‬
‫حكم نهائي يجعل المخالف يتباطخ في طلب إجراء المصالحة مع اإلدارة إلى ما بعد صدور الحكم أمزا في‬
‫ساان قانون لصااالحو أو يخفف عنو مقايل المصااالحة أو صاادور حكم باليراءة‪ ،‬فمثل هذا المخالف يجب أن‬
‫إلى ذلك إطالة اإلجراءات المتبعة في الدعوع‪ ،‬بما يخالف مقاصا ا ا ااد‬ ‫يرد عليو بمثل قصا ا ا ااده‪ ،‬كما يضا ا ا ااا‬
‫يدائل الدعوع العمومية من سرعة وفاعلية‪.‬‬
‫ومن يين التةا ا ا ا ا اريعات التي حددت ميعاد المص ا ا ا ا ااالحة بمرحلة قيل ص ا ا ا ا اادور حكم نهائي على غرار‬
‫التة ا ا اريع الجزائري والفرنسا ا ااي والمصا ا ااري بالنسا ا اابة للمخالفات الجمركية فقا‪ ،‬نجد التة ا ا اريع األردني‪ ،‬حيث‬
‫أجازت المادة ‪-212‬أ‪-‬من قانون الجمارك رقم ‪ 20‬لس ا ا ا ا اانة ‪ 1998‬المعدلة بالقانون رقم ‪ 10‬لس ا ا ا ا اانة ‪2019‬‬
‫لوزير المالية أو من يفوضا ااو عقد التسا ااوية الصا االحية في جرائم التهريب أو ما في حكمو‪ ،‬س ا اواء قيل إقامة‬
‫الدعوع أو خزل النظر فيها وقيل اكتساب الحكم القضائي الصادر بالدعوع الدرجة القطعية‪.‬‬
‫ومن يين التة ا اريعات التي أطالت ميعاد التصا ااالح الجمركي‪ ،‬كالتةا ااريع الجمركي المصا ااري بالنس ا ابة‬
‫لجرائم التهريب الجمركي‪ ،‬إذ أعطت لإلدارة الجمركية قيل صاادور حكم نهائي وبعده أن تصااالح األةااخاص‬
‫المتابعين من أجل أفعال مخالفة للقوانين واألنظمة الجمركية‪ ،‬نجد التة اريع الجمركي المغربي‪ ،‬ينص المادة‬
‫‪ 273‬منو(‪.)1‬‬
‫وهناك تة اريعات لم تجز المصااالحة إال قيل رفع الدعوع‪ ،‬منها قانون الجمارك اليلجيكي‪ ،‬فإذا رفعت‬
‫الدعوع فإنو ال يجوز إجراء المصالح بخي حال من األحوال(‪.)2‬‬
‫‪ -3‬شرط الكتابة‬
‫ذهب البعض إلى القول بخن المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية من العقود الرضا ا ا ا ا ا ااائية التي تنعقد بمجرد تطايق‬
‫اإليجاب والقيول‪ ،‬وال يةا ااترط النعقادها ةا ااكل خاص(‪ ،)3‬إال أن الكتابة تعد من الةا ااروط األسا اااسا ااية إلتمام‬
‫المصالحة وان كانت أغلب التةريعات على غرار التةريع الجزائري‪ ،‬الفرنسي والمصري لم تنص عليها(‪،)4‬‬
‫المصا ا ااالحة‪ ،‬السا ا اايما للمتهم من‬ ‫ومع ذلك يبقى ةا ا اارط الكتابة أمر جوهري‪ ،‬ترجع أهميتو بالنسا ا اابة ألط ار‬
‫حيث إمكانية إنكار اإلدارة المعنية طلب المتهم يإجراء المص ااالحة‪ ،‬ييد أن ما يجري العمل بو هو أن ييدي‬

‫(‪ -)1‬يونس النهاري‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.68‬‬


‫(‪ -)2‬سعادي عار محمد صوافطة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫(‪ -)3‬علي محمد المييض ا ااين‪ ،‬الص ا االح الجنائي وأثره في الدعوع العامة‪ ،‬المرجع الس ا ااايق‪ ،‬ص ‪ ،104‬أيو بكر علي محمد أيو‬
‫سيف‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.139‬‬
‫(‪ -)4‬أمينة سماعين فراقي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.397‬‬

‫‪296‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫طبعا‪ ،‬فهي إذن ةرط يديهي(‪.)1‬‬‫المتهم رغيتو في المصالحة بمحضر ضبا الواقعة وهذا ثايت بالكتابة ا‬
‫نظر ألهميتها في اإلثبات‪ ،‬وان كان‬
‫وحتى في غياب النصا ا ااوص التي تتطلب الكتابة‪ ،‬فإنها مطلوبة اا‬
‫هناك من يري أنو يمكن إثبات المصالحة الجزائية بكل طرق اإلثبات دون اةتراط توافر أركان عقد الصلح‬
‫المدني‪ ،‬فز تةترط المصالحة أن تكون ثايتة بالكتابة أو موثقة بمحضر رسمي(‪.)2‬‬
‫كثير أن يثيت تقديم طلب المص ا ااالحة‬
‫وة ا اارط الكتابة يحقق مص ا االحة الة ا ااخص المزحق الذي يهمو اا‬
‫حتى يتوقى اتخاذ اإلجراءات ض ا ا ا ا ااده(‪ ،)3‬وحتى يتجنب تنكر اإلدارة لطلبو‪ ،‬كما أن هذا األخير عندما يتقدم‬

‫بطلب إجراء المصا ا ا ا ا ا ااالحة إلى اإلدارة المعنية‪ ،‬فإن هذا الطلب يحوي في ثناياه اعت ارافا ضا ا ا ا ا ا ا ا‬
‫امنيا بالجريمة‬
‫المرتكبة(‪ ،)4‬حيث أن المصالحة تنطوي بالضرورة على االعت ار بالجريمة وهو ما أكده المجلس الدستوري‬
‫الفرنسي في ق ارره رقم ‪ 2014 –416‬المؤخر في ‪ 26‬سيتمير‪ ،)5(2014‬وال ريب أن ذلك يمثل أهمية لإلدارة‬
‫عند عدم إتمام المصالحة(‪.)6‬‬
‫الفرع الثان ‪ :‬الشروط اإلجرائية للمصالحة الجمركية وآثارها‬
‫تكتسي إجراءات المصالحة الجمركية مكانة هامة يين األحكام القانونية لهذا النظام‪ ،‬باعتباره استثناء‬
‫وبديل عن الدعوع العمومية أو االس ااتمرار فيها‪ ،‬ولقد تض اامنت التةااريعات الجمركية المقارنة محل الد ارس ااة‬
‫جملة من اإلجراءات التي يتعين احترامها أثناء س ااير المص ااالحة الجمركية حتى يتس اانى لها أن ترتب اثارها‬
‫القانونية السيما ما يتعلق منها بانقضاء الدعوع العمومية‪.‬‬
‫ولييان إجراءات المصالحة الجمركية واثارها نعتمد التقسيم التالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الشروط اإلجرائية للمصالحة الجمركية‬
‫يدءا من تاريخ‬ ‫يترتب على وقوع الجريمة الجمركية‪ ،‬تحرير محضا اار بالواقعة يضا اام كافة العناصا اار‪ ،‬ا‬
‫وس ا اااعة وقوعها‪ ،‬وبيان مقدار ونوع البض ا اااعة محل الجريمة‪ ،‬تقدير قيمة البض ا اااعة والضا ا ارائب المس ا ااتحقة‬
‫ضا اا األس االوب الذي ارتكيت بو الجريمة(‪ ،)7‬وبالتالي فمعاينة الجريمة تعد اللينة األولى في ص اارئ‬
‫عليها‪ ،‬وأي ا‬
‫المنازعات الجمركية‪ ،‬فمنها تنطلق المتابعات وتسلك أحد المسلكين‪ :‬فإما يحال النزاع إلى الهيئات القضائية‬

‫(‪ -)1‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.237-263‬‬


‫(‪ -)2‬محمد سا ا ا ا ا االيمان حسا ا ا ا ا ااين المحاسا ا ا ا ا اانة‪،‬التصا ا ا ا ا ااالح وأثره على الجريمة االقتصا ا ا ا ا ااادية‪،‬دار وائل للنةا ا ا ا ا اار والتوزيع‪،‬المرجع‬
‫السايق‪،‬ص‪.187‬‬
‫(‪ -)3‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫(‪ -)4‬محمد صزئ السيد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪- "La transaction comporte nécessairement la reconnaissance de l'infraction", Bertrand de Lamy, Op-Cit, p717.‬‬
‫(‪ -)6‬سعادي عار محمد صوافطة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫(‪ -)7‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.327‬‬

‫‪297‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫التي تيت في المس ا ا ااائل الجزائية‪ ،‬أو تس ا ا ااوع إدارايا بص ا ا اافة ودية عن طريق المص ا ا ااالحة(‪ ،)1‬وعليو فارتكاب‬
‫الجريم ااة الجمركي ااة هو المنطلق لقي ااام إجراء المص ا ا ا ا ا ا ا ااالح ااة‪ ،‬ولتم ااام ه ااذه األخيرة يتعين اتخ اااذ جمل ااة من‬
‫قانونا إلجرائها‪،‬‬
‫اإلجراءات‪ ،‬يتقدمها طلب إجراء المصااالحة يوجو إلى أحد مسااؤولي إدارة الجمارك المؤهلين ا‬
‫إيجابا منو‪ ،‬وأن يوافق هذا األخير على هذا الطلب‪ ،‬مالم تكن الجريمة الجمركية تتطلب عرض‬‫ا‬ ‫بما يمثل‬
‫هذا الطلب على لجنة معينة إليداء رأيها‪ ،‬األمر الذي سنتناولو فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬طلب الشخص المتابع بالجريمة الجمركية‬
‫تةا ااترط قوانين الجمارك إلجراء المصا ااالحة أن يتم طليها من مرتكب الجريمة الجمركية أو المسا ااؤول‬
‫عنها بخي صاافة كان‪ ،‬ولهذا اليد أن يكون هذا الةااخص كامل األهلية‪ ،‬وأن يكون طالب المصااالحة ارضا اايا‬
‫يها دون أي إكراه أو تدليس أو غلا‪ ،‬وتكون المص ااالحة ة ااخص ااية ولو تعدد المس ااؤولون عن الجريمة إذ ال‬
‫تتعداه لتةاامل الةااركاء أو المسااتفيدون‪ ،‬لذلك يجب على كل من أراد المصااالحة أن يتقدم بطلبو الةااخصااي‬
‫إلدارة الجمارك(‪.)2‬‬
‫وبالرجوع إلى التة ا ا اريع الجمركي الجزائري نجده يتطلب ص ا ا اراحة ينص الفقرة الثانية من المادة ‪265‬‬
‫من ق ج ج تقديم طلب من الةا ا ااخص المتابع بارتكاب جريمة جمركية مما تجوز المصا ا ااالحة بةا ا ااخنها كما‬
‫س ا اايق ييانو‪ ،‬إذ تنص على‪" :‬غير أنو يرخص إلدارة الجمارك يإجراء المص ا ااالحة مع األة ا ااخاص المتابعين‬
‫بسيب الجرائم الجمركية‪ ،‬يناء على طليهم"(‪.)3‬‬
‫وهو مااا أكاادتااو المااادة الثااالثااة من المرسا ا ا ا ا ا ااوم التنفيااذي رقم ‪ 136 –19‬المؤرخ في ‪ 29‬أفرياال ‪2019‬‬
‫ينصها على أنو يجب على األةخاص المتابعين بسيب ارتكاب جرائم جمركية والذين يرغيون في االستفادة‬
‫من إجراء المصا ااالحة تقديم طلب كتايي‪ ،‬إال أنها اسا ااتثنت في هذا الخصا ااوص ربان السا اافينة وقائد المركبة‬
‫الجوية والمس ا ااافر من ذلك‪ ،‬وأجازت لهم تقديم طلب ة ا اافهي‪ ،‬وفي هذه الحالة فإن المص ا ااالحة النهائية تقوم‬
‫مقام محضر الجمارك(‪.)4‬‬
‫والةا ا ا ااخص المتابع في هذه الحالة يمكن أن يكون مرتكب الجريمة أي الفاعل األصا ا ا االي‪ ،‬الة ا ا ا اريك‪،‬‬
‫المستفيد من الغش‪ ،‬المصرئ‪ ،‬الوكيل لدع الجمارك‪ ،‬الموكل والكفيل(‪.)5‬‬
‫هذا ويمكن إلدارة الجمارك أن تقترئ على مرتكب الجريمة الجمركية إجراء المصالحة أو تنييهو لحقو‬

‫(‪ -)1‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المنازعات الجمركية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.9‬‬


‫(‪ -)2‬يلقاسم سويقات‪ ،‬العدالة التصالحية في المسائل الجنائية‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم في الحقوق‪ ،‬تخصص‪ :‬القانون الجنائي‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،2020-2019 ،‬ص ‪.165‬‬
‫(‪ -)3‬المادة ‪ 2-265‬من قانون رقم ‪ ،04-17‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫(‪ -)4‬المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،136-19‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫(‪ -)5‬علي أحمد صالح‪ ،‬المرجع السباق‪ ،‬ص ‪.186‬‬

‫‪298‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫في هذا اإلجراء متى كانت الجريمة من الجرائم الجمركية التي تجوز فيها المصالحة‪.‬‬
‫أما بالنسا اابة للتة ا اريع الجمركي الفرنسا ااي‪ ،‬فإن التة ا اريعات االقتصا ااادية والمالية الفرنسا ااية في صا اادد‬
‫إجراءات التصا ا ا ااالح تنص على تقديم المخالف طلب التصا ا ا ااالح لإلدارة المعنية(‪ ،)1‬وان كان قانون الجمارك‬
‫"‪...‬‬ ‫الفرنس ا ا ااي لم يتض ا ا اامن مثل هذا النص صا ا ا اراحة‪ ،‬فإنو يس ا ا ااتة ا ا ااف من نص المادة ‪ 461‬من ق ج‬
‫تس ااتدعي اللجنة ‪ ...‬لدعم طلبو إلجراء المص ااالحة"(‪ ،)2‬بخن الطلب الزم إلجراء المص ااالحة وأنو يخخذ ة ااكل‬
‫الكتابة السا ا ا اايما في الحاالت التي تتطلب فيها المصا ا ا ااالحة أخذ رأي لجنة التقاضا ا ا ااي للض ا ا ا ارائب والجمارك‬
‫‪ ،‬أو أخذ موافقة الس ا ا االطة القض ا ا ااائية على ميدأ‬ ‫والص ا ا اار المنص ا ا ااوص عليها في المادة ‪ 460‬من ق ج‬
‫المصالحة بعد تحريك الدعوع العمومية(‪.)3‬‬
‫كما يمكن إلدارة الجمارك الفرنسا ا ا ا ااية في الحاالت التي ينص فيها قانون الجمارك على ذلك‪ ،‬وعندما‬
‫هااذا‬ ‫ترع ذلااك مزئ اماا‪ ،‬أن تقترئ على مرتكااب الجريمااة إنهاااء المتااابعااة عن طريق عقااد يتم بموجبااو اعت ار‬
‫قانونا‪،‬‬
‫األخير بالوقائع المنسا ااوبة إليو‪ ،‬والموافقة على دفع غرامة تحددها اإلدارة في حدود العقوبات المقررة ا‬
‫فقانون الجمارك الفرنس ا ا ا ا ا ا اي ال يحدد إال اإلطار العام للمصا ا ا ا ا ا ااالحة‪ ،‬واإلدارة حرة نسا ا ا ا ا ا ا ا‬
‫اييا في تحديد كيفية‬
‫تطييقها(‪.)4‬‬

‫وكذلك فالمةرع المصري ال يةترط في التصالح الجمركي ةكزا ا‬


‫خاصا أو إجراءات معينة النعقاده‪،‬‬
‫وانما يكفي إلجرائو أن يعرب المخالف أو المتهم أو المحكوم عليو أو الوكيل‪-‬باعتبار التصالح في التةريع‬
‫الجمركي المصا ا ااري ممكن إجراؤه بعد صا ا اادور حكم بات في جرائم التهريب الجمركي‪-‬عن رغيتو في إجراء‬
‫التصااالح س اواء أكان ذلك كتابة أو ةاافاه اة‪ ،‬دون أن تكون تلك الرغبة المتمثلة بطلب معلقة على ةاارط‪ ،‬يل‬
‫مقرونا بالموافقة على أداء قيمة التعويض(‪ ،)5‬إال أنو يجري العمل على أن الةااخص‬ ‫ا‬ ‫يجب أن يكون الطلب‬
‫المتااابع عااادة مااا يياادي رغيتااو في التصا ا ا ا ا ا ا ااالح كتااابااة‪ ،‬إمااا بطلااب يوجااو لإلدارة الجمركيااة أو عنااد تحرير‬
‫المحضار(‪ ،)6‬حتى يتسانى إلدارة الجمارك د ارساتو واليت فيو(‪ ،)7‬كما يجوز عرض التصاالح على المتهم من‬
‫محرر المحض اار‪ ،‬ويجوز قيول ميلغ من المتهم كض اامانة أو تحت حس اااب التص ااالح‪ ،‬على أن يس اادد مقايل‬
‫التص ا ا ا ا ااالح كامزا خزل المدة التي تحددها اإلدارة المعنية‪ ،‬وفي حالة رفض المتهم إجراء المص ا ا ا ا ااالحة تقيد‬

‫(‪ -)1‬يونس النهاري‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.59‬‬


‫(‪ -)2‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.237‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪- "Le comité invite … l'appui de sa demande de transaction", L'article 461 du code des douanes français.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- Rozenn CREN, Op-Cit, p 253.‬‬
‫(‪ -)5‬حيدر المالكي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ، 75‬عيد الفتائ مراد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫(‪ -)6‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬الموس ااوعة الة اااملة في‪ ...‬الص االح الجنائي في ض ااوء اراء الفقو وأحكام القض اااء‪ ،‬المرجع الس ااايق‪،‬‬
‫ص‪.493‬‬
‫(‪ -)7‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.198‬‬

‫‪299‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الواقعة ويرسا ا ا ا اال المتهم مرفاقا بالمحضا ا ا ا اار للعرض على النيابة العامة‪ ،‬وعرض التصا ا ا ا ااالح على المتهم من‬

‫تصالحا مؤقتاا‪ ،‬حيث ال يكون هذا التصالح ا‬


‫نهائيا إال بعد موافقة اللجنة العليا للتصالح(‪.)1‬‬ ‫ا‬ ‫المختص يعتير‬
‫ويمكن إجمال ةروط الطلب المقدم من قيل المتابع بالجريمة الجمركية إلى إدارة الجمارك فيمايلي‪:‬‬
‫مكتوبا‪ ،‬ماعدا في الحاالت التي تخض ا ااع فيها‬
‫ا‬ ‫‪ -‬تقديم الطلب ويس ا ااتوي في ذلك أن يكون ة ا ا ا‬
‫افويا أو‬
‫مكتوبا(‪ ،)2‬هذا بالنسبة للتةريعين‬
‫ا‬ ‫المصالحة لرأي لجنة معينة أو السلطة القضائية‪ ،‬فيتعين أن يكون الطلب‬
‫الجمركيين المصااري والفرنسااي‪ ،‬أما المةاارع الجزائري وبموجب المرسااوم التنفيذي رقم ‪ 136-19‬المؤرخ في‬
‫‪ 29‬أفريل ‪ ،2019‬فقد اة ا ااترط الكتابة صاا اراحة لمن يرغب من األة ا ااخاص المتابعين بس ا اايب ارتكاب جرائم‬
‫جمركية في االسااتفادة من إجراء المصااالحة‪ ،‬باسااتثناء ربان الساافينة وقائد المركبة الجوية والمسااافر فيمكنهم‬
‫تقديم طلب ةفهي(‪.)3‬‬
‫وال ية ا ا ااترط في الطلب أن يتم يتعيير أو ص ا ا اايغة أو لغة معينة(‪ ،)4‬يل يكفي أن يتض ا ا اامن اا‬
‫تعيير عن‬
‫إرادة ص ا اريحة لمقدم الطلب في إجراء المصا ااالحة‪ ،‬غير أنو من المسا ااتحسا اان أن يتضا اامن الطلب اقتراحاتو‬
‫بة ااخن الميلغ المتص ااالح عليو(‪ ،)5‬وقد جرع العمل على وجود اس ااتمارات نموذجية مطيوعة مس ااباقا تس ااتعمل‬
‫لهذا الغرض بحيث يكفي المخالف الراغب في المصا ا ا ا ا ا ااالحة بملئها وهي في هذه الحالة تحل محل الطلب‬
‫المكتوب(‪.)6‬‬
‫قانونا‪ ،‬وفق ما سا ا ا ا اايق اإلةا ا ا ا ااارة إليو‪ ،‬أي أن يقدم قيل‬
‫‪ -‬يجب أن يقدم الطلب في المواعيد المحددة ا‬
‫صا ا ا اادور حكم نهائي‪ ،‬س ا ا ا اواء في التة ا ا ا اريع الجمركي الجزائري أو الفرنسا ا ا ااي‪ ،‬وحتى المصا ا ا ااري‪-‬فيما يتعلق‬
‫بالمخالفات الجمركية فقا‪-‬أما بعد ص اادوره فز يرتب أي أثر على ذلك سا اواء بالنس اابة للعقوبات الجبائية أو‬
‫الجزائية(‪ ،)7‬أما جرائم التهريب الجمركي في التة ا اريع المصا ااري فيمكن تقديم طلب المصا ااالحة بةا ااخنها حتى‬
‫بعد صدور حكم بات‪.‬‬
‫وال يعتد بالوصا اال الصا ااادر عن إدارة الجمارك والمسا االم للمخالف طالب المصا ااالحة حيث ال يعوض‬
‫محض ا ا اار المص ا ا ااالحة المعد من طر إدارة الجمارك‪ ،‬وال تكون المص ا ا ااالحة النهائية محدثة رثارها إال بعد‬
‫صدور قرار المصالحة من إدارة الجمارك‪ ،‬وال يعتد في هذا المجال بخي وثيقة أخرع(‪.)8‬‬

‫(‪ -)1‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.327‬‬


‫(‪ -)2‬عيدلي حييبة‪ ،‬جبايلي حمزة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.347‬‬
‫(‪ -)3‬المادة ‪ 3‬من مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،136-19‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫(‪ -)4‬نادية عمراني‪ ،‬محمد أمين زيان‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫(‪ -)5‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المنازعات الجمركية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.281‬‬
‫(‪ -)6‬زعباط فوزية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.210‬‬
‫(‪ -)7‬عيدلي حييبة‪ ،‬جبايلي حمزة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.347‬‬
‫(‪ -)8‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.198‬‬

‫‪300‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ومن المستقر عليو أن تقدير قيام المصالحة من عدمو من المسائل الواقعية التي تفصل فيها محكمة‬
‫الموضا ا ااوع دون معقب على قرارها من محكمة النقض متى كانت المقومات التي أس ا ا اسا ا اات عليها قولها فيو‬
‫تؤدي إلى النتيجة التي خلصت إليها(‪.)1‬‬
‫واألةااخاص الذين طليوا إجراء مصااالحة مع إدارة الجمارك إما أن يكتساايوا مصااالحة مؤقتة في حالة‬
‫عرض ميلغ نقدي مضا ا ا ا ا ا اامون يتقديم كفالة من ميلغ الغرامات المسا ا ا ا ا ا ااتحقة‪ ،‬واما إذعان منازعة مكفوالا(‪،)2‬‬
‫وباكتتاب المصااالحة المؤقتة أو اإلذعان للمنازعة ‪soumission contentieuse‬يترتب على ذلك إرجاء تقديم‬
‫الةكوع للنيابة العامة إذا لم تكن القضية قد أحيلت للقضاء من أجل المتابعة القضائية‪ ،‬واذا كانت القضية‬
‫أمام القض ا ا ا اااء سا ا ا ا اواء على مس ا ا ا ااتوع جهة التحقيق أو جهات الحكم يتعين على إدارة الجمارك طلب إرجاء‬
‫الفص اال في الدعوع إلى حين اتخاذ قرار بة ااخنها‪ ،‬واذا كان للمخالف ة ااركاء يلتمس من قاض ااي التحقيق أو‬
‫جهة الحكم المختص ا ااة فص ا اال القض ا ااية عن باقي المتهمين وتخجيل النظر فيها إلى حين ص ا اادور قرار إدارة‬
‫الجمارك بةخن طلب المصالحة الجمركية(‪.)3‬‬
‫‪ -2‬موافقة إدارة الجمارك‬
‫قد ييدي المخالف رغيتو في إجراء المصالحة في المحضر الرسمي المحرر بالواقعة‪ ،‬وقد يقدم طلب‬
‫إلدارة الجمارك الحاقا‪ ،‬يتضاامن إجراء المصااالحة‪ ،‬وبمجرد تلقي اإلدارة المعنية طلب المصااالحة والتخكد من‬
‫اساتيفائو ألوضااعو الةاكلية‪ ،‬تحولو مصالحة الجمارك التي عاينت الجريمة‪ ،‬بعد تةاكيل الملف إلى السالطة‬
‫(‪)4‬‬
‫قانونا يإجراء المصا ا ااالحة بحسا ا ااب طييعة‬
‫السا ا االمية المؤهلة يإجراء المصا ا ااالحة ‪ ،‬أي المسا ا ااؤولين المؤهلين ا‬
‫الجريمة الجمركية وميلغ الحقوق والرسوم المتملص منها أو المتغاضى عنها‪ ،‬حسب ما تم ييانو فيما سيق‪.‬‬
‫إال أن اإلة ا ا ا ا ا ا اكااال المطروئ في هااذا الص ا ا ا ا ا ا اادد‪ ،‬هاال أن إدارة الجمااارك ملزمااة بااالموافقااة على طلااب‬
‫المصالحة أم ال‬
‫باعتبار المص ا ا ا ا ا ا ااالحة عقد تبادلي(‪ ،)5‬ورض ا ا ا ا ا ا ااائي‪ ،‬واذا كانت إدارة الجمارك ال تملك فرض إجراء‬
‫المص ا ا ا ا ا ااالحة على المخالف المتابع بالجريمة الجمركية‪ ،‬باعتبار مة ا ا ا ا ا اااركتو في عملية المص ا ا ا ا ا ااالحة تكون‬

‫(‪ -)1‬عيد الفتائ مراد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ، 94‬حيدر المالكي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫(‪ " -)2‬إذا قام المخالف يتنفيذ االلتزام الوارد في طلب اإلذعان بالمنازعة‪ ،‬فإنو ية ا ا ااكل تخلي عن اإلجراءات الجزائية المعتادة‪،‬‬
‫ويكتس ا ا ا ا ااب عقد اإلذعان بالمنازعة طييعة العقد الذي يكون لو قوة األمر المقض ا ا ا ا ااي فيو عندما يتم التص ا ا ا ا ااديق عليو من قيل‬
‫الس ا االطة اإلدارية المخولة يإجراء المص ا ااالحة‪ ،‬أما في حالة عدم الوفاء بااللتزامات التي تعهد يها يجوز لإلدارة أن تة ا اارع في‬
‫اسااترداد المبالغ المسااتحقة (الرسااوم والض ارائب المتهرب منها وغرامة المصااالحة)‪ ،‬يمكن إجراء ذلك عن طريق اللجوء لإلكراه‬
‫اليدني"‪.Rozenn CREN, Op-Cit, p259 ،‬‬
‫(‪ -)3‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫(‪ -)4‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪- "La transaction et un contrat synallagmatique ", Rozenn CREN, IBID, p255.‬‬

‫‪301‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫طوعية(‪ ،)1‬فإنها غير ملزمة بقيول طلب هذا األخير(‪ ،)2‬أي أنها إجراء اختياري لإلدارة وليس وجوبي‪ ،‬ناتج‬
‫عن اتفاااق يين إدارة الجمااارك والمخااالف إلنهاااء النزاع بطريقااة وديااة‪ ،‬ياال هو أمر جوازي متروك لتقاادير‬
‫مصلحة الجمارك(‪.)3‬‬
‫وهذا الحكم محل اتفاق يين التة ا ا اريعات المقارنة محل الد ارس ا ااة‪ ،‬والتي تقرر بخن المصاا ااالحة ليس ا ا ات‬
‫ضا ا ا ا اا على الس ا ا ا االطة اإلدارية المختص ا ا ا ااة‪ ،‬وال حاقا للمخالف اأيا كانت المس ا ا ا ااخلة التي تتعلق يها‬
‫اما مفرو ا‬
‫التز ا‬
‫الجريمة(‪ ،)4‬وهو ما اسا ا ا ااتقر عليو قضا ا ا اااء المحكمة العليا‪ ،‬والتي اعتيرت المصا ا ا ااالحة ليسا ا ا اات حاقا لمرتكب‬
‫الجريمة وال هو إجراء مسا اايق ملزم إلدارة الجمارك يتعين عليها اتباعو قيل رفع الدعوع إلى القضا اااء‪ ،‬وانما‬
‫ممكنا لمن يطليها(‪.)5‬‬
‫ا‬ ‫هي مكنة أجازها المةرع إلدارة الجمارك لمنحها متى رأت ذلك‬
‫وهو ذات المنحنى الذي سارت عليو المحكمة اإلدارية العليا في مصر‪ ،‬إذ اعتيرت أنو بقصد حماية‬
‫المصا ا االحة العامة وصا ا ااالح اإلدارة س ا ا اواء فيما يتعلق يإقامة الدعوع العمومية أو إجازة إجراء التصا ا ااالح في‬
‫الجرائم الجمركيااة‪-‬تحااديا اادا في هااذه القض ا ا ا ا ا ا ايااة جريمااة التهريااب الجمركي‪-‬من قيياال أعمااال اإلدارة الااداخليااة‬
‫المتعلقة يتنظيم عملها وكيفية ممارستها إياه والتي ال يجوز لألفراد الطعن فيها أمام القضاء(‪.)6‬‬
‫تماما مع نظيره الجزائري والمصاري بةاخن حرية اإلدارة الجمركية في‬
‫واذا كان المةارع الفرنساي يتفق ا‬
‫قيول أو رفض طلب إجراء المصا ااالحة المقدم لها من قيل المخالف المتابع بالجريمة الجمركية‪ ،‬قيل تحريك‬
‫الدعوع العمومية‪ ،‬فإنو ينص على قيد بة ا ا ا ا ا ا ااخن هذه الحرية متى تم تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬يتمثل في‬
‫ضا اارورة حصا ااول إدارة الجمارك على موافقة السا االطة القضا ااائية على ميدأ المصا ااالحة‪ ،‬عمزا بخحكام المادة‬
‫‪ ،‬األمر الذي سنتناولو ينوع من التفصيل في العنصر التالي‪.‬‬ ‫‪ 350‬من ق ج‬
‫وبمااا أن الطلااب عبااارة عن مجرد إيجاااب‪ ،‬وال ينتج أثره في مواجهااة الطرفين‪ ،‬إذ لإلدارة أن تااخخااذه‬
‫باالعتبار أو تتجاهلو‪ ،‬كما يمكن للمتصا ا ا ا ا ا ااالح أن يتراجع عنو‪ ،‬واذا كان هذا هو الميدأ العام‪ ،‬فإن تطييقاتو‬
‫تكون في غير ص ااالح المتص ااالح‪ ،‬وتدعم مركز اإلدارة‪ ،‬فالمتص ااالح ال يمكنو أن يحتج بالطلب كدليل لقيام‬

‫(‪)1‬‬
‫‪- Wilfrid EXPOSITO, Op-Cit, p 320.‬‬
‫(‪-)2‬جمال دريسي ‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫ص ا اا وتطيياقا‪ ،‬رسا ااالة دكتوراه علوم في القانون الخاص‪ ،‬قانون‬
‫‪ -‬ةا اايرو نهى‪ ،‬الجريمة الجمركية في التة ا اريع الجزائري‪ :‬ن ا‬
‫(‪)3‬‬

‫أعمال‪ ،‬جامعة منتوري‪-‬قسنطينة ‪ ،-1‬كلية الحقوق‪ ،‬قسم القانون الخاص‪ ،2018-2017 ،‬ص ص ‪.333‬‬
‫‪-" La transaction n'est pas une obligation qui s'impose à l'autorité administrative compétente, Ainsi, le bénéfice‬‬
‫(‪)4‬‬

‫‪de la transaction n'est ni un droit pour la contrevenant, ni une obligation qui s'impose à l'administration et ce, quelle‬‬
‫‪que soit la matière à laquelle se rattache l'infraction ", NAAR Fatiha, Op-Cit, pp 216-217.‬‬
‫(‪ -)5‬غرفة الجنح والمخالفات بالمحكمة العليا‪ ،‬القس ا اام الثالث‪ ،‬ملف رقم ‪ ،140314‬قرار مؤرخ في ‪ 30‬ديس ا اامير ‪ ،1996‬غير‬
‫منةور‪ ،‬مةار إليو لدع‪ :‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المنازعات الجمركية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.281‬‬
‫(‪ -)6‬طعن رقم ‪ 2920‬لس اانة ‪ 30‬القض ااائية‪ ،‬جلس ااة ‪ 23‬جانفي ‪ ،1988‬مجلس الدولة‪ ،‬المكتب الفني‪ ،‬مجموعة أحكام المحكمة‬
‫اإلدارية العليا ‪ ،‬مصر ‪ ،‬السنة ‪-33‬ج ‪ ،1‬ص ‪.691‬‬

‫‪302‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المصالحة وسقوط حق الدولة في العقاب‪ ،‬فبمجرد عرض المتهم المصالحة وسداد الميلغ المستحق أو جزء‬
‫ذلك قيوالا من المس ا ا ا ااؤول المؤهل ال يرتب األثر الذي نص عليو القانون بانقض ا ا ا اااء‬ ‫منو دون أن يص ا ا ا اااد‬
‫الدعوع العمومية‪ ،‬يينما يمكن لإلدارة في حالة تراجع المعني عن طلبو أو عدم تنفيذ التزاماتو‪ ،‬أن تعتمد‬
‫بارتكاب الجريمة المةمولة بالمصالحة‪.‬‬ ‫عليو للدفع أمام القضاء بكونو يفيد االعت ار‬
‫وعليو يمكن القول أن للمخالف دور سا ا ا ا ا ا االيي في هذه اإلجراءات‪ ،‬إذ بمجرد أن يختار هذا الطريق‬
‫إال الموافقة على المصالحة التي بادر إليها‪ ،‬أو‬ ‫يفقد السيطرة على األحداث‪ ،‬وال يبقى لو في نهاية المطا‬
‫مجير على الموافقة عليها ألنو يعلم بخن حظو مع اإلدارة أوفر‬ ‫اا‬ ‫رفضا ا ا ا ا ا ااها‪ ،‬غير أنو في حقيقة األمر يكون‬
‫بكثير من حظاو مع القض ا ا ا ا ا ا اااء(‪ ،)1‬وهو ماا يؤكاد ص ا ا ا ا ا ا احاة القااعادة المعروفاة في المجاال الجمركي‪Une :‬‬
‫‪ mauvaise transaction mieux qu'un bon jugement(2).‬وعمو ام اا في حااالااة موافقااة إدارة الجمااارك على‬
‫إجراء المص ااالحة فإن هذه الموافقة تخخذ ة ااكل قرار مص ااالحة‪ ،‬غير أنو قيل ذلك تقوم إدارة الجمارك يتهيئة‬
‫الملف وعرضو على الجهة المختصة(‪.)3‬‬
‫وفيمايلي سنحاول التطرق لجميع هذه النقاط وفق التفصيل التالي‪:‬‬
‫أ‪-‬تهيئة الملف وعرضه عل الجهة المختصة‬
‫يتطلب التنظيم الجمركي في هذا الص اادد عرض بعض الحاالت من المص ااالحة الجمركية على لجنة‬
‫أو سلطة معينة‪ ،‬إليداء رأيها بةخن هذا اإلجراء‪:‬‬
‫‪ -1‬الجرائم الجمركية الت تستوجب فيها المصالحة رأي لجان المصالحة‬
‫تعد وترساال مصاالحة الجمارك التي عاينت الجريمة ملف المنازعة مرفقة بطلب المصااالحة واإلذعان‬

‫(‪ -)1‬يونس النهاري‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.61-60‬‬


‫(‪ -)2‬حسيبة رحماني‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.184‬‬
‫(‪ -)3‬حييبة عيدلي‪ ،‬حمزة جبايلي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.342‬‬

‫‪303‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫بالمنازعة(‪ ،)1‬أو المصا ا ا ا ا ااالحة المؤقتة(‪ ،)2‬حسا ا ا ا ا ااب الحالة‪ ،‬وكذا وصا ا ا ا ا اال إيداع ميلغ الكفالة‪ ،‬إلى السا ا ا ا ا االطة‬
‫المختصا ا ا ا ااة‪ ،‬في أجل معين‪ ،‬إلحالتو على اللجنة المختصا ا ا ا ااة(‪ ،)3‬وهذا اإلجراء معمول بو في التة ا ا ا ا اريعات‬
‫المقارنة محل الدراسة ‪ ،‬وتتمثل لجان المصالحة الجمركية في التةريع الجزائري في‪:‬‬
‫‪ -‬لجنة وطنية للمصالحة‪ ،‬على مستوع مقر المديرية العامة للجمارك(‪،)4‬‬
‫‪ -‬لجنة محلية للمصالحة‪ ،‬على مستوع مقر كل مديرية جهوية للجمارك(‪،)5‬‬
‫‪ -‬لجنة محلية للمصالحة‪ ،‬على رأس مستوع مقر كل مفتةية أقسام الجمارك(‪،)6‬‬
‫وتتحدد الجرائم الجمركية التي تسا ا ا ا ااتوجب أخذ رأي هذه اللجان على أسا ا ا ا اااس قيمة البضا ا ا ا ااائع القايلة‬
‫للمص ااادرة في الس ااوق الداخلية بالنس اابة للجنح‪ ،‬وميلغ الحقوق والرس ااوم المتغاض ااى عنها أو المتملص منها‬
‫بالنسبة للمخالفات(‪.)7‬‬
‫أما في التةريع المصري والذي يطيق هو ارخر فكرة التصالح النهائي‪ ،‬فقد صدر قرار وزير المالية‬

‫(‪ -)1‬يتمثل اإلذعان بالمنازعة في ة ا ا ااكل محرر أو نموذج يتض ا ا اامن رقم المنازعة وتاريخها‪ ،‬وأس ا ا ااماء وألقاب ورتب وص ا ا اافات‬
‫واإلقامة اإلدارية لألعوان المحررين للمخالفة‪ ،‬هوية الةا ا ا ااخص المعني س ا ا ا اواء أكان ةا ا ا ااخص طييعي أو معنوي‪ ،‬وفي الحالة‬
‫األخيرة يتعين ذكر الهوية الكاملة للةا ااخص الطييعي الممثل القانوني لو مع تحديد صا اافتو‪ ،‬وعرض للوقائع وتكييفها القانوني‬
‫المخالف باألفعال المنس ا ااوبة إليو‪ ،‬وايداع ض ا اامان مالي من ميلغ‬ ‫قانونا لها‪ ،‬واعت ار‬
‫والنص ا ااوص الرادعة‪ ،‬والعقوبات المقررة ا‬
‫قانونا‪ ،‬واعزن عن رغيتو في إنهاء النزاع عن طريق المصا ا ااالحة‪ ،‬كما يلتزم يتنفيذ الةا ا ااروط التي سا ا ااتقرر‬
‫الغرامة المسا ا ااتحقة ا‬
‫بةا ااخنو من طر المسا ااؤول المؤهل‪ ،‬تختم يإمضا اااء قابض الجمارك‪ ،‬أعوان الجمارك المحررين‪ ،‬المخالف أو ممثلو القانوني‪،‬‬
‫مقرر مؤرخ في ‪ 14‬نوفمير ‪ ،2019‬يحدد نماذج المصا ا ا ا ا ااالحة المؤقتة واإلذعان بالمنازعة والمصا ا ا ا ا ااالحة النهائية ومحضا ا ا ا ا اار‬
‫المصالحة والمصالحة التي تقوم مقام محضر الجمارك‪ ،‬ج ر ج عدد ‪ ،8‬صادرة في ‪ 16‬فيفري ‪ ،2020‬ص ص ‪.27-26‬‬
‫(‪ -)2‬تتمثل المصا ااالحة المؤقتة في ةا ااكل محرر أو نموذج يتضا اامن الييانات السا ااابقة‪ ،‬حيث يتم االتفاق على إنهاء النزاع إلى‬
‫غاية مص ااادقة المس ااؤول المؤهل‪ ،‬وفق الة ااروط المؤقتة المحددة في المحرر‪ ،‬مع اإلة ااارة أنو في حالة مص ااادقة هذا األخير‬
‫على المصا ااالحة المؤقتة أو تعديل ةا ااروطها تصا اابح نهائية‪ ،‬وفي حالة رفض المص ا ااالحة من طرفو‪ ،‬تعد المصا ااالحة المؤقتة‬
‫ملغاة وبدون أثر‪ ،‬وفي هذه الحالة يتم تس ا ا ااوية النزاع عن طريق القض ا ا اااء‪ ،‬ويبقى الميلغ المودع كض ا ا اامان إلى غاية الفصا ا اال‬
‫قانونا‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص‬
‫النهائي في القض ا ااية‪ ،‬يمض ا ااى من طر مس ا ااؤول إدارة الجمارك‪ ،‬والمخالف أو ممثلو المؤهل ا‬
‫‪.25-24‬‬
‫(‪ -)3‬المادة ‪ 22‬من مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،136-19‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫(‪ -)4‬المادة ‪ 5‬من مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،136-19‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫(‪ -)5‬المادة ‪ 6‬من مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،136-19‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫(‪ -)6‬المادة ‪ 7‬من مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،136-19‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫(‪ -)7‬لزطزع على هذه المبالغ بالتحديد‪ ،‬ينظر‪ :‬المادة ‪ 15‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،136-19‬المرجع نفسو ‪ ،‬ص ص‬
‫‪.9-8‬‬

‫‪304‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫رقم ‪ 27‬لس ا ا ا اانة ‪ 1988‬يتاريخ ‪ 11‬فيفري ‪ ،1988‬يتة ا ا ا ااكيل لجنة عليا للتص ا ا ا ااالح(‪ ،)1‬تختص يبحث طلبات‬
‫التصالح في الجرائم التي تقع بالمخالفة ألحكام قانون الجمارك‪.‬‬
‫أما في التة ا ا ا ا ا اريع الجمركي الفرنسا ا ا ا ا ااي‪ ،‬فالمادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ 1453-77‬الصا ا ا ا ا ااادر في ‪29‬‬
‫ديساامير‪ 1977‬المتضاامن ضاامانات إجرائية لألةااخاص الخاضااعين للضاريبة في المواد الجبائية والجمركية‪،‬‬
‫أنة ا ااخت لجنة منازعات للضا ا ارائب والجمارك والص ا اار ‪ ،‬إليداء الرأي بة ا ااخن المص ا ااالحة التي تتجاوز حدود‬
‫اختص اااص المص ااالح الخارجية للمديرية العامة للجمارك(‪ ،)2‬ففي حالة عدم تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬يجب‬
‫عرض أي مصا ا ا ااالحة تدخل في اختصا ا ا اااص المدير العام للجمارك‪ ،‬أو الوزير المكلف بالجمارك على هذه‬
‫(‪.)3‬‬ ‫اللجنة‪ ،‬المنصوص عليها في المادة ‪ 460‬من ق ج‬
‫أما عن سااير عمل هذه اللجان فتكاد تكون واحدة في التة اريعات المقارنة محل الد ارسااة‪ ،‬حيث تحال‬
‫القضية إلى إحدع لجان المصالحة حسب االختصاص المحدد ينص المادة ‪ 15‬من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 136-19‬المؤرخ في ‪ 29‬أفريل ‪ ،2019‬بالنساابة للمصااالح الجمركية في الجزائر‪ ،‬أو اللجنة العليا للتصااالح‬
‫بمصا اار‪ ،‬أو لجنة المنازعات الجمركية والض ا ارييية والصا اار بفرنساااا‪ ،‬من طر الس االطة الجمركية المخولة‬
‫باتخاذ قرار المصا ا ا ا ا ا ااالحة‪ ،‬التي ترسا ا ا ا ا ا اال الملف ومزحظاتها إلى اللجنة(‪ -)4‬تجتمع هذه اللجان يناء على‬
‫استدعاء من رؤسائها‪ ،‬تتولى اللجنة المختصة دراسة الطلب وتصدر رأيها بعد مداولة أعضائها باألغليية‪،‬‬
‫مرجحا‪ ،‬طبقا لنص المادة ‪ 10‬من المرس ااوم التنفيذي رقم‬
‫ا‬ ‫وفي حالة تعادل األصا اوات يكون ص ااوت الرئيس‬
‫‪ 136-19‬المذكور أعزه‪ ،‬والمادة ‪ 460‬من ق ج (‪.)5‬‬
‫تحرر مداوالت اللجان في محض ا اار يوقعو كل األعض ا اااء الحاضا ا ارين ويلحق مس ا ااتخرج منو بالملف‪،‬‬
‫ويقرر المس ا ا ااؤولون المؤهلون إلجراء المص ا ا ااالحة‪ ،‬على أس ا ا اااس اراء اللجان ما يجب تخص ا ا اايص ا ا ااو لطلبات‬
‫المصالحة(‪.)6‬‬

‫(‪ -)1‬تتكون هذه اللجنة من‪ :‬رئيس مصا االحة الجمارك‪ ،‬رئيس مصا االحة الض ا ارائب‪ ،‬رئيس مصا االحة الض ا ارائب على المييعات‪،‬‬
‫مدير مباحث الضرائب والرسوم‪ ،‬المستةار القانوني لوزير المالية‪ ،‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.232‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪- "Il est institué un comité du contentieux fiscal, douanier et des changes chargé d'émettre un avis sur les‬‬
‫‪transactions ou remises excédant les limites de compétence des services extérieurs de la direction générale des‬‬
‫‪impôts ou de la direction générale des douanes ", L'article 20 du loi n° 77-1453, Op-Cit, p 6281.‬‬
‫اافيا‪ ،‬يعينون من يين مساتةااري مجلس‬ ‫‪ -‬تتكون هذه اللجنة يرئاساة مساتةاار للدولة‪ ،‬من ‪ 12‬عض ااوا ا‬
‫دائما و‪ 12‬عض ااوا إض ا‬
‫(‪)3‬‬

‫الدولة‪ ،‬ومحكمة النقض‪ ،‬ومجلس المحاسبة‪ ،‬سواء كان في الخدمة أو متقاعدين‪ ،‬باإلضافة إلى ةخصيتين مؤهلتين يعينهما‬
‫رئيس اليرلمان‪ ،‬ومثلهما يعينهما رئيس مجلس األمة‪ ،‬يعينون بمرسوم لمدة ثزث سنوات‪.‬‬
‫‪L’article 460, CDF, Modifié par LOI n° 2013-1117 du 6 décembre 2013-art.8, relative à la lutte contre la fraude‬‬
‫‪fiscale et la grande délinquance économique et financière (1), JORF n° 0284 du 7 décembre 2013. Jean-Baptiste‬‬
‫‪Perrier, La transaction en matière pénale, Op-Cit, p 144.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- Rozenn CREN, Op-Cit, p 263.‬‬
‫(‪ -)5‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫(‪-)6‬ليلي اللحياني ‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.193‬‬

‫‪305‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫والساؤال الذي يطرئ نفسااو في هذا الصاادد هو‪ :‬هل رأي هذه اللجان إلزامي للساالطات المخولة باتخاذ‬
‫قرار المصالحة‬
‫تتفق التة ا ا اريعات الجمركية المقارنة محل الد ارسا ا ااة على أن اسا ا ااتةا ا ااارة اللجان المذكورة إلزامية بحكم‬
‫القانون‪ ،‬في حاالت محددة ينص صا ا ا ا اريح‪ ،‬إال أنها ال تتض ا ا ا اامن أي نص يفيد بخن اراء لجان المص ا ا ا ااالحة‬
‫ملزمة للمسؤولين المؤهلين لمنح المصالحة(‪،)1‬‬
‫وتجدر اإلة ا ا ا ااارة إلى أنو بموجب تعديل قانون الجمارك الجزائري بمقتض ا ا ا ااى القانون رقم ‪ 10-98‬تم‬
‫تحويل رأي هذه اللجان من رأي إلزامي (ضا اارورة مطابقة المصا ااالحة لقرار اللجنة) إلى رأي اسا ااتةا اااري فقا‬
‫وبالتالي الحد من السلطة الواسعة التي كانت ممنوحة لهذه اللجان ساباقا(‪.)2‬‬
‫أما عن رأيها في القانون الجمركي الفرنسااي فهو اسااتةاااري فقا‪ ،‬وتظل إدارة الجمارك حرة في األخذ‬
‫بو أو عدم األخذ بمةروع المصالحة الذي أصدرتو لجنة المنازعات الجمركية‪ ،‬الضرييية‪ ،‬والصر (‪.)3‬‬
‫أما بالنس اابة للتةا اريع الجمركي المص ااري فإنو ال يترتب على مة ااروع التص ااالح أي أثر إال من تاريخ‬
‫ص ا ا اادور موافقة الجهة المختص ا ا ااة بالتص ا ا ااالح‪ ،‬ومع ذلك فقد ذهب البعض إلى أن التص ا ا ااالح يرتب أثره في‬
‫انقضاء الدعوع بمجرد صدور موافقة اللجنة العليا للتصالح بمصر(‪.)4‬‬
‫ييد أن هذا الرأي محل نظر‪ ،‬إذ أن اللجنة العليا للتصا ااالح بمصا اار‪ ،‬والمةا ااكلة بالقرار رقم ‪ 27‬لسا اانة‬
‫‪ ،1988‬تختص يبحث طلبات التص ا ا ا ا ا ااالح في الجرائم التي تقع بالمخالفة لبعض القوانين‪ ،‬ومن يينها قانون‬
‫الجمارك المص ا ا ااري‪ ،‬وتص ا ا اادر تلك اللجنة توص ا ا اايات ال تنفذ إال بعد اعتمادها ا‬
‫قانونا من الجهة المختص ا ا ااة‬
‫يإجراء التص ااالح‪ ،‬ولهذه الجهة مخالفة تلك التوص اايات إن كان لذلك وجو‪ ،‬فرأيها إذن اس ااتة اااري غير ملزم‪،‬‬
‫والقول بغير ذلك يترتب عليو أن تص اابح تلك اللجنة هي ص اااحبة الس االطة في إجراء التص ااالح‪ ،‬وهو ما يعد‬
‫مخالفة ص اريحة لقانون الجمارك المصااري‪ ،‬والتي أسااندت تلك الساالطة حصا اا‬
‫ار لرئيس مصاالحة الجمارك أو‬
‫من ينيبو‪ ،‬أو وزير المالية‪ ،‬ومن ينيبو‪ ،‬ولم يرد في القرار المذكور أعزه ما يفيد إنابة اللجنة المةا ا ا ا ا ا ااكلة‬
‫بموجبو في إصدار الموافقة النهائية على التصالح(‪.)5‬‬
‫وال يةااترط تسااييب الق اررات الصااادرة عن هذه اللجان(‪ ،)6‬يل يجب أن يؤةاار يبساااطة عندما يتم تيليغ‬

‫(‪ -)1‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.118‬‬


‫(‪ -)2‬زعباط فوزية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪- Rozenn CREN, Op-Cit, p 262.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫(‪ -)4‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.327‬‬


‫(‪ -)5‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬المرة ا ااد في الص ا االح الجنائي في ض ا ااوء اراء الفقو وأحكام القض ا اااء‪ ،...‬المرجع الس ا ااايق‪ ،‬ص ص‬
‫‪.494-493‬‬
‫(‪ -)6‬زعباط فوزية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.212‬‬

‫‪306‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫مرتكب الجريمة بقرار المصا ا ااالحة أنو تم اتخاذ هذا القرار بعد اسا ا ااتطزع رأي لجنة المصا ا ااالحة(‪ ،)1‬باعتبار‬
‫هذا اإلجراء الزم ينص القانون‪.‬‬
‫وفض ا ا ا ازا عن تطلب إجراء المصا ا ا ااالحة في حاالت معينة أخذ رأي لجان المصا ا ا ااالحة‪ ،‬فإن المةا ا ا اارع‬
‫الفرنس ا ا ا ااي ينفرد دون المة ا ا ا اارع الجزائري ونظيره المص ا ا ا ااري منذ تعديلو لقانون الجمارك بموجب القانون رقم‬
‫‪ 77-1453‬المؤرخ في ‪ 25‬ديسمير ‪ ،1977‬أصبح يتطلب موافقة السلطة القضائية على ميدأ المصالحة‪،‬‬
‫متى تم تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬طبقا لنص المادة ‪ 16‬من القانون سا ا ا ا ا ا ااالف الذكر‪ ،‬المعدلة لنص المادة‬
‫(‪.)2‬‬ ‫‪ 350‬من ق ج‬
‫ميدئيا مع نظيره الجزائري والمصري بةخن حرية اإلدارة الجمركية في‬
‫ا‬ ‫فإذا كان المةرع الفرنسي يتفق‬
‫قيول أو رفض طلب إجراء المص ا ا ا ااالحة المقدم لها من قيل المخالف المتابع بالجريمة الجمركية قيل تحريك‬
‫الدعوع العمومية‪ ،‬فإنو يورد قيد على هذه الحرية متى تم تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬يتمثل في ض ا ا ا ا ا ا ارورة‬
‫) وعليو نميز يين فرضين‪:‬‬ ‫الحصول على موافقة السلطة القضائية على ميدأ المصالحة(م‪ 350‬ق ج‬
‫‪ -‬الفرض األو ‪ :‬في حالة عدم اتخاذ أي إجراء قضااائي(‪ :)3‬أي عدم تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬ففي‬
‫هاذه الحاالاة إلدارة الجماارك التص ا ا ا ا ا ا ااالح بحرياة وفقاا لسا ا ا ا ا ا االطتهاا التقاديرياة‪ ،‬فهي وحادهاا تقادر وتقرر إجراء‬
‫المصا ا ا ااالحة من عدمو‪ ،‬والرأي الوحيد الذي يتعين عليها الحصا ا ا ااول عليو عندما ينص قانون الجمارك على‬
‫ذلك‪ ،‬هو رأي لجنة التقاض ااي للضا ارائب والجمارك والص اار ‪ ،‬ورأيها اس ااتة اااري فقا‪ ،‬ولذلك يس ااتنكر جانب‬
‫من الفقو الفرنس ااي تمتع إدارة الجمارك يهذه الخاص ااية‪ ،‬فاألمر ال يتوقف على معاينة الجرائم‪ ،‬وامكانية رفع‬
‫الدعوع بة ا ا ا ااخنها أمام الجهات القض ا ا ا ااائية‪ ،‬يل يتعداه إلى تمتع إدارة الجمارك بالقدرة على التفاوض بة ا ا ا ااخن‬
‫العقوبات الجمركية مع ةا ااخص يعتر بخنو مرتكب الجريمة الجمركية‪ ،‬ولهذا أةا ااار األسا ااتاذ ‪" M.Gassim‬‬
‫أن إحدع ساامات القانون الجنائي االقتصااادي تتمثل في الساالطات أو الصاازحيات الهامة الممنوحة لإلدارة‬
‫في متابعة وقمع الجرائم االقتصادية على حساب السلطة القضائية "(‪.)4‬‬
‫‪ -‬الفرض الثان ‪ :‬طلب إجراء مصالحة جمركية بعد تحريك الدعوع العمومية‪:‬‬
‫بعد اتخاذ أي إجراء قضا ا ا ا ا ا ااائي من قيل إدارة الجمارك أو النيابة العامة‪ ،‬فإنو ال يجوز لإلدارة إجراء‬

‫(‪)1‬‬
‫‪- Rozenn CREN, IBID, p 264.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪- "Après mise en mouvement par l'administration des douanes ou le ministère publique d'une action judiciaire,‬‬
‫‪l'administration des douanes ne peut transiger que si l'autorité judiciaire … ", L'article 16 du loi n° 1453-77, Op-‬‬
‫‪Cit, P 681.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪- " a) lorsqu'aucune action judiciaire n'est engagée, Les transactions excédant des limites de compétence des‬‬
‫‪services extérieurs de l'administration des douanes doivent être soumises pour avis au comité du contentieux fiscal,‬‬
‫‪douanier et des changes prévu à l'article 460 du présent code ", L'article 350 du code des douanes Française.‬‬
‫‪- M. Gassim notait que: " L'un des traits du droit pénal économique consiste dans les pouvoirs importants‬‬
‫(‪)4‬‬

‫‪données à l'administration dans la poursuite et la répression des infractions économiques au détriment de l'autorité‬‬
‫‪judiciaire ", Rozenn CREN, Op-Cit, p 265.‬‬

‫‪307‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المصا ااالحة إال بعد موافقة السا االطة القضا ااائية المختصا ااة‪ ،‬ويحصا اال على هذه الموافقة من النيابة العامة إذا‬
‫كان من المحتمل أن تخضا ا ا ا ا ا ااع الجريمة لعقوبات جبائية وجزائية‪ ،‬أما إذا كانت الجريمة ال تخضا ا ا ا ا ا ااع إال‬
‫لعقوبات ضرييية‪ ،‬فيتم الحصول على هذه الموافقة من طر رئيس المحكمة المختصة(‪.)1‬‬
‫وفي هذه الحالة األخيرة‪ ،‬فإذا كانت القضا ا ااية على مسا ا ااتوع المحكمة اسا ا ااتوجب التماس موافقة رئيس‬
‫اسا ا ااتوجب التماس موافقة رئيسا ا ااها‪ ،‬واذا كانت على‬ ‫المحكمة‪ ،‬واذا كانت على مسا ا ااتوع محكمة االسا ا ااتئنا‬
‫مسا ا ا ا ااتوع محكمة النقض‪ ،‬اسا ا ا ا ااتوجب التماس موافقة الرئيس األول لمحكمة النقض‪ ،‬أما إذا قدم الطلب بعد‬
‫اكتس اااب الحكم لقوة الة اايء المقض ااي فيو‪ ،‬ففي هذه الحالة لم يعد يس اامح بالمص ااالحة وانما يمكن للمحكوم‬
‫عليو أن يقدم طلب اإلعفاء الكلي أو الجزئي من دفع الجزاءات المالية‪ ،‬كما س ا ا ا ا اايق ييانو‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫يتعين على إدارة الجمارك عرض الطلب على رئيس الجهة التي أصدرت الحكم أو القرار‪ ،‬وال يسوغ لإلدارة‬
‫االستجابة إليو إال بعد أخذ الرأي الملزم لهذه الهيئة(‪.)2‬‬
‫وبمجرد منح الساالطة القضااائية الموافقة على ميدأ المصااالحة‪ ،‬فإن هذه األخيرة ال تتدخل في مراجعة‬
‫ة ااروط المصا االحة‪ ،‬ومن ثم تس ااتعيد اإلدارة اختص اااص ااها الكامل والحص ااري لتحديد مض اامونها‪ ،‬ولذلك فإن‬
‫تماما عن نطاق االختصااص القضاائي‪ ،‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫مراجعة عقوبة الجريمة المقررة يإجراء المصاالحة تخرج ا‬
‫فإن نص المادة ‪ 350‬من ق ج يثير التس ا ا اااؤل في حالة رفض الس ا ا االطة القض ا ا ااائية منح اإلدارة إمكانية‬
‫التسااوية عن طريق المصااالحة(‪ ،)3‬هل يجوز إلدارة الجمارك الطعن في هذا القرار أمام جهة قضااائية أعلى‬
‫أم ال‬
‫ال ينص قانون الجمارك الفرنسي وال السوايق القضائية على أي إجابة فيما يتعلق بالطييعة القضائية‬
‫لقرار السلطة القضائية‪ ،‬وما إذا كان يجوز لإلدارة أن تطعن فيو أمام جهة قضائية أعلى أم ال‪ ،‬عزوة على‬
‫ذلك يتم استةارة السلطات القضائية على أساس ميدأ المصالحة فقا وليس على قيمتها(‪.)4‬‬
‫واألمر الذي يفسا اار ضا اارورة موافقة السا االطة القضا ااائية هو أن إجراء المصا ااالحة يؤدي إلى انقضا اااء‬
‫ضاا‪ ،‬فيما إذا كان قرار التسااوية في الواقع يمكن أن يسااند في المقام‬ ‫الدعوع العمومية‪ ،‬وهنا يطرئ إةااكال أي ا‬
‫األول لهذه السا االطة‪ ،‬وبالتالي فهذا التحليل يعيد السا االطة القضاااائية إلى دور رئيسا ااي في إجراء المصاااالحة‪،‬‬
‫اميا‪ ،‬فإن‬
‫فإذا كانت الق اررات التي يتم التوصا ا اال إليها يإجراء المصا ا ااالحة تتم من قيل اإلدارة المختصا ا ااة رسا ا ا ا‬

‫(‪)1‬‬
‫‪-" b) après mise en mouvement par l'administration des douanes ou le ministère publique d'une action judiciaire,‬‬
‫‪l'administration des douanes ne peut transiger que si l'autorité judiciaire admet le principe d'une transaction.‬‬
‫‪L'accord de principe est donné par le ministère public lorsque l'infraction est passible à la fois de sanctions fiscales‬‬
‫‪et de peines, par le président de la juridiction saisie, lorsque l'infraction est passible seulement de sanctions fiscales‬‬
‫‪" , L'article 350 du code des douanes Française.‬‬
‫(‪ -)2‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.120‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪- Rozenn CREN, Op-Cit, p 266.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- IBID, p 266.‬‬

‫‪308‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الواقعية وتقدير اإلجراءات الواجب اتخاذها‪ ،‬وهي عناصر أساسية‬ ‫النيابة العامة مسؤولة عن تقييم الظرو‬
‫ألي سلطة تقديرية تتمتع في واقع األمر بسلطة اتخاذ القرار‪ ،‬وبالتالي في الواقع أن قرار المصالحة ينسب‬
‫إلى النيابة العامة بةا ا ا ا ااكل أكير‪ ،‬ألنو ال يمكن فصا ا ا ا االو عن التقدير الذي أجراه هذا األخير بةا ا ا ا ااخن مزئمة‬
‫المتابعة‪ ،‬مادامت المصالحة تؤدي إلى انقضاء الدعوع العمومية‪ ،‬وبعد موافقة السلطة القضائية على ميدأ‬
‫إجراء اإلدارة الجمركية للمص ا ا ا ااالحة‪ ،‬فإن هذه األخيرة لديها الحق في مراجعة العقوبة‪ ،‬وهو أمر ة ا ا ا ااائع في‬
‫المسائل الجبائية(‪.)1‬‬
‫‪ -2‬بالنسبة للجرائم الجمركية الت ال تستوجب فيها المصالحة رأي لجان المصالحة‪ :‬إن م صلحة‬
‫الجمارك التي عاينت الجريمة تعد الملف وترس ا ا ا ا االو مرفاقا حس ا ا ا ا ااب الحالة بالمص ا ا ا ا ااالحة المؤقتة أو اإلذعان‬
‫قانونا يإصدار قرار المصالحة‪ ،‬والمسؤول المؤهل إلجراء المصالحة في هذه‬
‫بالمنازعة إلى السلطة المخولة ا‬
‫الحالة يقرر دون الرجوع إلى لجان المصالحة(‪.)2‬‬
‫وبعد تةااكيل الملف ود ارسااة الطلب من قيل المسااؤولين المؤهلين لمنح المصااالحة والموافقة عليو بعد‬
‫اسا ااتطزع رأي لجان المصا ااالحة أو السا االطة القضا ااائية‪ ،‬تختي مرحلة الحسا اام وهي اتخاذ القرار‪ ،‬األمر الذي‬
‫سنتناولو فيما يلي‪:‬‬
‫ب‪-‬قرار المصالحة‪ :‬يصدر المسؤول المختص بعد استيفاء إجراءات المصالحة السايق ذكرها‪ ،‬قرار‬
‫المصااالحة‪ ،‬وييلغو إلى مقدم الطلب‪ ،‬ويكون القرار في الحاالت التي يسااتوجب فيها القانون اسااتةااارة اللجنة‬
‫متضمنا اإلةارة إلى ذلك‪.‬‬
‫ا‬ ‫أو السلطة القضائية‬
‫محددا لدفع الميلغ المعين‬
‫ا‬ ‫يتم التيليغ عادة يرسااالة موصااى عليها بعلم الوصااول‪ ،‬ويمنح الطالب أجزا‬
‫في القرار‪ ،‬فإن لم يمتثل وفات هذا األجل يحال الملف إلى القضاء من أجل المتابعة(‪.)3‬‬
‫المتص ا ااالحة‪ ،‬تاريخ انعقاد المص ا ااالحة‪،‬‬ ‫يتض ا اامن قرار المص ا ااالحة الييانات التالية‪ :‬إمض ا اااء األط ار‬
‫المتصالحة ومقر إقامتهم‪ ،‬وصف المخالفة المثيتة والنصوص المطبقة عليها وكذا‬ ‫أسماء وصفات األط ار‬
‫مقدم الطلب بارتكاب المخالفة‪ ،‬قرار إدارة الجمارك‬ ‫العقوبات المقررة لها‪ ،‬االتفاق المتوص ا ا ا ا ا اال إليو‪ ،‬اعت ار‬
‫النهائي بةا ااخن ةا ااروط المصا ااالحة وقيولها من طر مقدم الطلب‪ ،‬رقم إيصا ااال دفع الميلغ المتصا ااالح عليو‬
‫وتاريخو(‪.)4‬‬
‫جدير بالذكر أنو يراعى في تحديد ميلغ المص ااالحة ضا اوابا معينة‪ ،‬كحس اان نية المخالف‪ ،‬الوض ااعية‬

‫(‪)1‬‬
‫‪- IBID, p 267.‬‬
‫(‪ -)2‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫(‪ -)3‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫(‪ -)4‬زعباط فوزية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.213‬‬

‫‪309‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫(‪)2‬‬
‫إلى اعتبار‬ ‫االجتماعية‪ ،‬السا ا ا ا اوايق‪ ،‬أهمية الحق المتهرب منو(‪ ،)1‬األمر الذي دفع بعض الفقو الفرنس ا ا ا ااي‬
‫المص ا ااالحة الجزائية الية تجعل من الممكن تكييف الجزاء بة ا ااكل أفض ا اال مع خطورة الجريمة‪ ،‬واألخذ بعين‬
‫ارتكاب الجريمة‪ ،‬بمعنى أن إضا ا ا ا ا ا اافاء‬ ‫االعتبار من حيث الميدأ‪ :‬اإلمكانيات المالية للجاني وكذلك ظرو‬
‫الطابع الة ااخص ااي على الجزاء الذي يمارس ااو عادة القاض ااي الجزائي‪ ،‬موجود في النظام التص ااالحي اليديل‪،‬‬
‫بالذنب‪ ،‬أو الوساطة الجزائية(‪.)3‬‬ ‫سواء في إطار مصالحة اإلدارات‪ ،‬كإدارة الجمارك‪ ،‬أو االعت ار‬
‫وتقيد المص ا ااالحة النهائية في محض ا اار يس ا اامى محض ا اار المص ا ااالحة والذي يوقع عليو المس ا ااتفيد من‬
‫فور نسااخة منو بمجرد إمضااائو إلى‬ ‫إقليميا‪ ،‬ترساال اا‬
‫ا‬ ‫المصااالحة أو ممثلو القانوني وقابض الجمارك المختص‬
‫إقليميا‪ ،‬وفي حالة عدم تنفيذ المصا ااالحة خزل األجل المحدد تنفذ طباقا للتة ا اريع‬
‫ا‬ ‫وكيل الجمهورية المختص‬
‫والتنظيم المعمول يهما‪ ،‬باعتبارها سا ا ا ا ااند دين(‪ ،)4‬وهو ذات اإلجراء في فرنسا ا ا ا ااا‪ ،‬حيث أنو يجوز لإلدارة في‬
‫حالة عدم الوفاء بااللتزامات التي تم التعهد يها‪ ،‬أن تةاارع في اسااترداد المبالغ المسااتحقة عن طريق اللجوء‬
‫لإلكراه اليدني(‪.)5‬‬
‫‪ -3‬ضمانات مرتكب الجريمة ف إج ار المصالحة الجمركية‬
‫تعتير ضا ا اامانات مرتكب الجريمة في المصا ا ااالحة الجمركية في القانون الجزائري والمصا ا ااري ضا ا اائيلة‬
‫بالمقارنة بالتةا ا اريع الفرنس ا ااي‪ ،‬الذي أوجب ض ا اارورة موافقة الس ا االطة القض ا ااائية على المص ا ااالحة بعد تحريك‬
‫‪ ،‬وتقتص ا اار الض ا اامانة في التةا ا اريعين األول والثاني والتي‬ ‫الدعوع العمومية ينص المادة ‪ 350‬من ق ج‬
‫يةاركهما فيها التةريع الفرنسي أيضا‪ ،‬على عرض المصالحة على لجان مصالحة معينة(‪.)6‬‬
‫ناهيك على أن الةااخص المسااؤول في التة اريع الفرنسااي يتمتع بضاامانة هامة تتعلق بحقو في إطار‬
‫احترام إجراءات الخصا ااومة أن يدعى من قيل لجنة المنازعات الض ا ارييية والجمارك والصا اار في أجل ‪30‬‬
‫يوما‪ ،‬إلى تقديم مزحظات مكتوبة‪ ،‬يرع أنو من المفيد تقديمها لدعم طلبو بةا ا ا ا ا ااخن المصا ا ا ا ا ااالحة‪ ،‬أو لتقديم‬
‫ا‬
‫مزحظات ة اافوية في الجلس ااة التي يس ااتدعى لها‪ ،‬للنظر في قض اايتو من طر اللجنة س ااابقة الذكر‪ ،‬والتي‬
‫يمكن أن يحضرها بمساعدة مستةار أو ممثل من اختياره (والذي يمكن أن يكون محام)‪ ،‬لدعم طلبو خةية‬
‫أن ترفضو هذه اللجنة‪ ،‬ويكون هذا األخير ملزم يواجب السر المهني(‪ ،)7‬وان كان القانون لم ينص صراحة‬

‫نهى‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.337‬‬ ‫(‪ -)1‬ةيرو‬


‫‪- Wilfrid EXPOSITO, Op-Cit, p 454.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫(‪)3‬‬
‫‪- IBID, p 454.‬‬
‫(‪ -)4‬المادة ‪ 25‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،136-19‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪- Rozenn CREN, Op-Cit, p 259.‬‬

‫(‪ -)6‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.328‬‬


‫(‪)7‬‬
‫‪- L'article 461, du CDF, Création par Décret n° 48, du 8 décembre 1948, Modifié par Décret 78-712, du 21 juin‬‬
‫‪1978-art 1, JORF du 8 Juillet 1978.‬‬

‫‪310‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫التسااوية الجزائية(‪ ،)1‬حيث ال تنص ال المادة ‪ 350‬من ق ج‬ ‫على الحق في مساااعدة محام على خز‬
‫وال األحكام التنظيمية على هذا الحق‪ ،‬على الرغم من العواقب المالية الكييرة أحيانا المترتبة على الموافقة‬
‫على المصا ا ا ا ا ااالحة (غرامة‪ ،‬التخلي عن البضا ا ا ا ا ااائع تعادل المصا ا ا ا ا ااادرة)‪ ،‬فض ا ا ا ا ا ازا عن تداعياتها فيما يتعلق‬
‫بالجرم‪ ،‬فإن إدارة الجمارك من الناحية العملية ال تيلغ المخالف بحقو في االس ا ا ا ا ا ااتعانة بمحام(‪،)2‬‬ ‫باالعت ار‬
‫إال أن المجلس الدستوري الفرنسي في ق ارره المؤرخ في ‪ 26‬سيتمير‪ 2014‬يقضي بخن االستعانة بمحام في‬
‫إجراء المصا ا ا ا ا ا ااالحة ممكنة(‪ ،)3‬األمر الذي أكده هذا األخير في قرار الحق تحت رقم ‪ ،569-16‬مؤرخ في‬
‫‪ 23‬سا ا ا ا اايتمير‪ 2016‬يتعلق بالمصا ا ا ا ااالحة الجزائية‪ ،‬حيث اعتير أنو لضا ا ا ا اامان حقوق الدفاع في إطار إجراء‬
‫المص ا ااالحة التي يترتب عنها انقض ا اااء الدعوع العمومية‪ ،‬يتعين أن تسا ا اتند إجراءاتها إلى اتفاق حر ال لبس‬
‫فيو‪ ،‬وخلص إلى حق الةااخص المعني بالمصااالحة في مساااعدة محام(‪ ،)4‬األمر الذي ال نجد لو أي إةااارة‬
‫ال في القانون الجمركي المصري وال الجزائري‪.‬‬
‫عموما والجمركية‬
‫ا‬ ‫ويؤيد الباحث الرأي القائل بخن الض ا ا ا ا اامانة األس ا ا ا ا اااس ا ا ا ا ااية في المص ا ا ا ا ااالحة الجزائية‬
‫صا اا تتمثل في عدم قيول مرتكب الجريمة لها إذا كان واثاقا من يراءتو(‪ ،)5‬ويض اايف الباحث أنو حتى‬ ‫خص ااو ا‬
‫ولو تم قيول هذا اإلجراء اليد أن يتم يناء على موافقة المعني موافقة حرة ال لبس فيها في ضا ا ا ا ا ا ااوء علمو‬
‫التام بالوقائع المنسوبة إليو وتكييفها القانوني ومضمون هذا اإلجراء ونتائجو‪ ،‬وبالحق في رفضو لهذه ارلية‬
‫أو حتى رفض تنفيذها ونتائج ذلك أيضا(‪ ،)6‬وهذه الضمانات المحيطة بالموافقة هي األكثر أهمية‪.‬‬
‫مجمل القول فيما يتعلق يإجراءات المصا ا ااالحة الجزائية في الجرائم الجمركية أن التة ا ا اريعات المقارنة‬
‫محل الد ارس ا ا ا ا ااة تتفق من حيث إمكانية اقترائ اإلدارة على المخالف إجراء المص ا ا ا ا ااالحة‪ ،‬وتطليها تقديم هذا‬
‫األخير لطلب التصالح والذي حتى في غياب النص يخخذ ةكل الكتابة‪ ،‬وأن اإلدارة الجمركية تتمتع بسلطة‬
‫المزئمة في قيول أو رفض هذا الطلب مما يحقق المصا ا ا ا ا ا االحة العامة‪ ،‬فهذا النظام عبارة عن مكنة لإلدارة‬
‫ليس ا ا ا ا اات ملزمة بو‪ ،‬وال المخالف مجير على إجرائها‪ ،‬فهي الية تدخل في إطار العدالة الرض ا ا ا ا ااائية‪ ،‬وكذلك‬
‫تتفق هذه التةا ا ا ا اريعات على وجوب عرض الطلب على لجان معينة معنية بالمص ا ا ا ااالحة في حاالت محددة‬
‫قانونا‪ ،‬كما أن المص ا ااالحة قد تخخذ ة ا ااكل إذعان بمنازعة‪ ،‬المص ا ااالحة المؤقتة والمص ا ااالحة النهائية‪ ،‬وتتفق‬
‫ا‬

‫(‪)1‬‬
‫‪- Rozenn CREN, IBID, pp 259-263.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪- Matthieu HY, Saisie douanière: Les effets du règlement transactionnel, Article publié sur la page: Village de‬‬
‫‪la justice-La communauté des métiers du droit, parution: 2 février 2018, disponible sur le site:‬‬
‫‪https://bit.ly/2TrBuO2 , Consulter le 12 novembre 2020, a: 16: 54.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪- Bertrand de Lamy, Op-Cit , p 717.‬‬

‫‪- Matthieu HY, Op-Cit.‬‬


‫(‪)4‬‬

‫(‪ -)5‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.328‬‬


‫(‪)6‬‬
‫‪- Bertrand de Lamy, Op-Cit , p 717.‬‬

‫‪311‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫أيضا في تحديد المسؤول المؤهل يإصدار قرار المصالحة الذي يترتب عليو اثار قانونية في غاية األهمية‪،‬‬
‫نيينها في العنصر التالي‪.‬‬
‫تتعلق‬ ‫وبالرغم من هذه األوجو الكثيرة المتة ا ا ا ااايهة‪ ،‬إال أن هذا ال يمنع من تس ا ا ا ااجيل مواطن اختز‬
‫ايتداءا بالمركز القانوني للمتصالح الذي يمكن أن يخخذ صفة المحكوم عليو في التةريع الجمركي المصري‬‫ا‬
‫في المصااالحة بةااخن جرائم التهريب الجمركي‪ ،‬باعتبارها جائزة بعد صاادور حكم بات‪ ،‬األمر الذي ال يجيزه‬
‫المةا ا اارعين الجزائري والفرنسا ا ااي‪ ،‬كما أن هذا األخير يتميز وينفرد باةا ا ااتراطو عرض طلب المصا ا ااالحة بعد‬
‫تحريك الدعوع العمومية على السلطات القضائية إليداء رأيها بةخن ميدأ المصالحة‪ ،‬هذا الرأي الذي يحمل‬
‫صفة اإللزام لإلدارة الجمركية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اآلثار اإلجرائية للمصالحة الجمركية‬
‫لقمع الجرائم الجمركية تنةا ا ا ا ا ا ااخ دعوع عمومية تمارسا ا ا ا ا ا ااها النيابة العامة‪ ،‬ترمي إلى تطييق العقوبات‬
‫قانونا‪ ،‬وأخرع جبائية تمارسا ا ا ا ا ا ااها إدارة الجمارك ترمي لتطييق الجزاءات الجبائية‪ ،‬كما يجوز للنيابة‬
‫المقررة ا‬
‫تلقائيا في جميع‬
‫ا‬ ‫العامة أن تمارس الدعوع الجبائية بالتبعية للدعوع العمومية‪ ،‬وتكون إدارة الجمارك طرافا‬
‫الدعاوع التي تحركها النيابة العامة‪ ،‬ولصالحها(‪.)1‬‬
‫وترتب المص ا ا ا ا ااالحة الجزائية في الجرائم الجمركية اثار قانونية تتعلق أس ا ا ا ا ااا اسا ا ا ا ا اا بالدعويين العمومية‬
‫والجبائية وأطرافها‪ ،‬متى تمت في إطار الةروط القانونية‪ ،‬وانتفت أسباب بطزنها‪ ،‬ونقصد بآثار المصالحة‬
‫الجزائية في الجرائم الجمركية‪ ،‬تلك المترتبة على نجائ المساعي في إنجازها(‪ ،)2‬وسنحاول في هذا العنصر‬
‫تحديد اثار المصالحة الجمركية من خزل التقسيم التالي‪:‬‬
‫‪ -I‬آثار المصالحة الجمركية تجا طرفيها‬
‫صاا من اثار بالنساابة لطرفيها هو‬
‫عموما والجمركية خصااو ا‬
‫ا‬ ‫إن أهم ما يترتب على المصااالحة الجزائية‬
‫تماما‪ ،‬ويترتب على ذلك نتيجتان أساسيتان هما‪ :‬انقضاء ما نزل عنو كل من المتصالحين عن‬ ‫حسم النزاع ا‬
‫ادعاءاتو‪ ،‬وتثييت ما اعتر بو كل منهما لآلخر من حقوق(‪:)3‬‬
‫‪ -1‬أثر االنقضا‬
‫على الرغم من أن إدارة الجمارك ليس لها أن تمارس الدعوع العمومية على غرار النيابة العامة‪ ،‬إال‬
‫أن أثر االنقضاء المترتب على المصالحة الجمركية يتعلق بكل من العقوبات الجزائية والعقوبات المالية(‪،)4‬‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ 259‬من قانون رقم ‪ ،10-98‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.51‬‬


‫‪- L'article 343, du CDF, Modifié par loi n° 2010-1658 du 29 décembre 2010-art.64, de finance rectificative pour‬‬
‫‪2010, JORF n° 0302 du 30 décembre 2010.‬‬
‫(‪ -)2‬فايز عيد الحميد عيد أ السليحات‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.188‬‬
‫(‪ -)3‬يلقاسم سويقات‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.200‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- Cass. Crim, 12 février 1990, n° 88-85567, Cass. Crim, 8 octobre 2008, n° 02-81609, Référé par eux: Matthieu‬‬
‫‪HY, Op-Cit, sur internet.‬‬

‫‪312‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫معا‪.‬‬
‫وعليو فخثر االنقضاء يتعلق بالدعويين العمومية والجبائية ا‬
‫ومما الة ااك فيو أن انقض اااء الدعويين العمومية والجبائية‪ ،‬هو أهم أثر يترتب على إجراء المص ااالحة‬
‫يين إدارة الجمارك والمس ااؤول المتابع بالجريمة الجمركية‪ ،‬وهذا األثر يترتب بمجرد توافر الة ااروط المطلوبة‬
‫قانونا‪ ،‬فيس ا ااقا حق الدولة في العقاب على الجريمة التي تمت المص ا ااالحة بة ا ااخنها(‪ ،)1‬ولكن المص ا ااالحة ال‬
‫ا‬
‫طلبا يذلك يل اليد أن يفي بالتزاماتو المالية والمتمثلة بس ا ا ا ا ا ا ااداد ميلغ‬
‫ينتج أثرها بمجرد أن يقدم المخالف ا‬
‫المص ااالحة(‪ ،)2‬وقد نص اات على هذا األثر صا اراحة الفقرة األخيرة من المادة الس ااادس ااة من ق إج ج المعدلة‬
‫(‪)3‬‬
‫والتي تتط ااايق مع الفقرة الث ااالث ااة من الم ااادة‬ ‫ب اااألمر رقم ‪ 02 -2015‬المؤرخ في ‪ 23‬جويلي ااة ‪2015‬‬
‫(‪ ،)4‬ويتسا اام هذا األثر بالعمومية‪ ،‬حيث أن أي قانون يجيز المصا ااالحة يرتب ذات‬ ‫السا ااادسا ااة من ق إ ج‬
‫ماليا أو أي قانون اخر(‪ ،)5‬بمعنى يكفي أن يجيز المةاارع المصااالحة‬
‫ااديا أو ا‬
‫يعا اقتصا ا‬
‫األثر س اواء كان تة ار ا‬
‫في قانون ما كي يترتب عليها األثر المسقا للدعوع العمومية(‪.)6‬‬
‫جدير بالذكر أن المةاارع الجزائري كان ينص ص اراحة في الفقرة الثامنة من المادة ‪ 265‬من ق ج ج‬
‫بموجااب القااانون رقم ‪ 10-98‬على أثر االنقضا ا ا ا ا ا ا اااء‪ ،‬إال أنااو عناادمااا عاادل هااذه المااادة بموجااب القااانون‬
‫رقم ‪ 04 -17‬المؤرخ في ‪ 16‬فيفري ‪ 2017‬لم يعد ينص في قانون الجمارك على هذا األثر‪ ،‬ة ا ا ااخنو ة ا ا ااخن‬
‫المةاارع الفرنسااي‪ ،‬األمر الذي يراه الباحث غير مسااتحب ألن من ةااخن التنصاايص في قانون الجمارك على‬
‫انقضا ا ا ا اااء الدعوع العمومية تجنب أي تخويل ودرء ألي لبس أو غموض(‪ ،)7‬ولذا يرع الباحث أن المةا ا ا ا اارع‬
‫نظيريو الجزائري والفرنسااي‪ ،‬حيث نص على هذا األثر صااراحة‬ ‫المصااري وفق في هذه النقطة على خز‬
‫(‪)8‬‬
‫والمادة ‪ 124‬من ق ج م المتعلقة يجرائم‬ ‫ينص المادة ‪ 119‬من ق ج م‪ ،‬المتعلقة بالمخالفات الجمركية‬

‫(‪ -)1‬مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫(‪ -)2‬محمد سااليمان حسااين المحاساانة‪ ،‬التصااالح وأثره على الجريمة االقتصااادية‪ ،‬دار وائل للنةاار والتوزيع‪ ،‬المرجع السااايق‪،‬‬
‫ص ‪.204‬‬
‫ج‪.‬‬ ‫(‪ " -)3‬كما يجوز أن تقضي الدعوع العمومية بالمصالحة إذا كان القانون يجيزها صراحة "‪ ،‬المادة ‪ 6‬من ق إ ج‬
‫(‪)4‬‬
‫‪-"Elle peut, en outre, s'éteindre par transaction lorsque la loi en dispose expressément ", L'article 6 du loi n° 57-‬‬
‫‪1426, du 31 décembre 1957, instituant un code procédure pénale (1), op-cit, p 258, Déplacé par loi n° 2011-939‬‬
‫‪du 10 août 2011-art. 1, sur la participation des citoyens au fonctionnement de la justice pénale et le jugement des‬‬
‫‪mineurs (1), op-cit.‬‬
‫(‪ -)5‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.276‬‬
‫(‪ -)6‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.225‬‬
‫(‪ -)7‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.286‬‬
‫(‪" -)8‬ويترتب على التصا ا ا ااالح انقضا ا ا اااء الدعوع الجنائية"‪ ،‬المادة ‪ 119‬من ق ج م‪ ،‬معدلة بالقانون رقم ‪ 160‬لسا ا ا اانة ‪،2000‬‬
‫المرجع السايق‪.‬‬

‫‪313‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫التهريب الجمركي(‪.)1‬‬
‫وبهذا تتفق التةريعات المقارنة محل الدراسة بصريح نص المواد ‪ 4-6‬من ق إج ج‪ 3-6 ،‬من ق إ‬
‫‪ 119 ،‬و‪ 124‬من ق ج م‪ ،‬أن قرار المص ا ااالحة يؤدي إلى ترتيب األثر المتمثل في انقض ا اااء الدعوع‬ ‫ج‬
‫العمومية(‪.)2‬‬
‫المرحلة الزمنية التي تتم فيها‪:‬‬ ‫وتختلف اثار المصالحة الجمركية باختز‬
‫أ‪-‬قبل صدور حكم بات‪ :‬وتتعلق بالمراحل التالية‪:‬‬
‫غالبا ما تتم المصا ا ا ا ااالحة الجمركية قيل إخطار السا ا ا ا االطات القضا ا ا ا ااائية‪ ،‬فتيرم‬
‫‪ -1‬المرحلة اإلدارية‪ :‬ا‬
‫المص ا ااالحة الجمركية بمجرد معاينة المخالفة من قيل أعوان الجمارك أو عناص ا اار الة ا اارطة القض ا ااائية‪ ،‬وقد‬
‫تيرم بعد تحرير محضا ا ا اار حجز أو محضا ا ا اار تحقيق ايتدائي(‪ ،)3‬ويترتب على المصا ا ا ااالحة التي تتم في هذه‬
‫المرحلة من اإلجراءات حفظ القض ا ا ا ا ا ااية على مس ا ا ا ا ا ااتوع اإلدارة‪ ،‬بحيث تحتفظ إدارة الجمارك بالملف كوثيقة‬
‫إدارية وال ترسل أية نسخة منو إلى النيابة(‪ ،)4‬وعلى ذلك إذا وقعت المصالحة قيل تحريك الدعوع العمومية‬
‫فإنو ال يجوز تحريكها(‪ ،)5‬فإن حركت رغم ذلك وجب الحكم بعدم قيولها(‪.)6‬‬
‫‪ -2‬المرحلة القضييائية‪ :‬يمكن أن تيرم المصااالحة الجمركية بعد إخطار الساالطات القضااائية ودخول‬
‫الجهة‬ ‫الدعوع في حوزتها‪ ،‬مالم يصا ا ا اادر حكم نهائي‪ ،‬وفي هذه المرحلة تختلف اثار المصا ا ا ااالحة باختز‬
‫التي تكون قد وصلت إليها اإلجراءات‪:‬‬
‫فإذا كانت القض ا ا ا ااية في حوزة النيابة العامة‪ ،‬ولم تتخذ بة ا ا ا ااخنها أي إجراء‪ ،‬وتمت المص ا ا ا ااالحة بكافة‬
‫حدا للمتابعة الجزائية(‪ ،)7‬وذلك يإصاا ا ا ا اادار أمر‬
‫ةا ا ا ا ا ااروطها القانونية‪ ،‬فيتعين على النيابة العامة أن تضا ا ا ا ا ااع ا‬
‫بالحفظ(‪ ،)8‬أما إذا كانت النيابة العامة قد تصرفت في الملف إما يرفع القضية إلى التحقيق‪ ،‬أو إحالتها إلى‬
‫المحكمة‪ ،‬ففي هذه الحالة يتحول اختصاص اتخاذ القرار المناسب لهاتين الجهتين(‪:)9‬‬
‫ار بخال‬
‫أمر أو قراا‬
‫فإذا كانت القضا ااية أمام قاضا ااي التحقيق أو غرفة االتهام تصا اادر الجهة المختصا ااة اا‬

‫(‪ " -)1‬ويترتب على التص ا ا ا ااالح انقض ا ا ا اااء الدعوع الجنائية وجميع ارثار المترتبة على الحكم فيها "‪ ،‬المادة ‪ 124‬من ق ج م‪،‬‬
‫معدلة بالقانون رقم ‪ 95‬لسنة ‪ ،2005‬المرجع السايق‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪-"La décision portant transaction éteint l'action publique" , Fatiha NAAR, Op-Cit, p 228.‬‬
‫(‪ -)3‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.406‬‬
‫(‪ -)4‬يلقاسم سويقات‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.201‬‬
‫(‪ -)5‬عادل عيد العال إيراهيم خراةي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.107‬‬
‫(‪ -)6‬طو أحمد عيد العليم‪،‬الموسوعة الةاملة في‪...‬الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو وأحكام‪، ...‬المرجع السايق‪ ،‬ص‪.241‬‬
‫(‪ -)7‬عماد دمان ذييح‪ ،‬حقاص أسماء‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.744‬‬
‫(‪ -)8‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ، 142‬عادل عيد العال إيراهيم خراةي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫(‪ -)9‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.407‬‬

‫‪314‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫وجو إلقامة الدعوع بس ا ا اايب انعقاد المص ا ا ااالحة الجمركية‪ ،‬واذا كان المخالف رهن الحبس االحتياطي يخلى‬
‫فور بمجرد انعقاد المصالحة الجزائية(‪.)1‬‬
‫سييلو اا‬
‫أما إذا تمت المصا ا ااالحة بعد تحريك الدعوع العمومية وكانت القضا ا ااية في حوزة جهات الحكم‪ ،‬وقيل‬
‫صدور حكم نهائي فيها فعلى المحكمة أن تحكم بانقضائها بالمصالحة‪ ،‬سواء أكانت الدعوع أمام المحكمة‬
‫االيتدائية أم في مرحلة االستئنا ‪ ،‬أو أمام محكمة النقض(‪ ،)2‬فز يسقا هذا الحق يرفع الدعوع وال بالحكم‬
‫فيها‪ ،‬مادام هذا الحكم قابزا للطعن فيو‪ ،‬إذ يكون للمخالف مباة ارة حقو في المصااالحة في أي مرحلة كانت‬
‫عليها الدعوع مالم يسقا هذا الحق بصدور حكم نهائي(‪.)3‬‬
‫باإلدانة بالرغم من حدوث المصا ااالحة‪ ،‬تعين على محكمة النقض أن‬ ‫واذا قضا اات محاكم االسا ااتئنا‬
‫تقضااي بانقضاااء الدعوع العمومية(‪ ،)4‬ويترتب على المصااالحة أيضااا اإلفراج عن المتهم إذا كان محيو اس اا‪،‬‬
‫أو وقف تنفيذ العقوبة المقضا ااي يها إذا كان القانون يجيز المصا ااالحة بعد الحكم البات على غرار التة ا اريع‬
‫الجمركي المصا ااري في جرائم التهريب الجمركي‪ ،‬وتجيز بعض التة ا اريعات الجمركية عند اتخاذ اإلجراءات‬
‫التصا ااالحية تحصا اايل ضا اامانات مالية‪ ،‬تغطي المبالغ التي تنةا ااخ عن اإلجراء التصا ااالحي‪ ،‬أو باألحرع عن‬
‫المصااالحة‪ ،‬ويجري العمل يتلك الضاامانات في الجرائم الجمركية في الجزائر‪ ،‬مصاار وفرنسااا‪ ،‬حيث تحصاال‬
‫على ذمة المص ا ا ا ااالحة‪ ،‬ويدخل في تقديرها قيمة البض ا ا ا ااائع أو األموال موض ا ا ا ااوع الجريمة‪ ،‬وال ريب أن تلك‬
‫الضمانات تحقق فائدة للخزينة العمومية(‪.)5‬‬
‫وفي حالة المصا ا ا ااالحة المؤقتة‪ ،‬تيلغ إدارة الجمارك القضا ا ا اااء يتعليق القضا ا ا ااية إلى غاية أن يفصا ا ا اال‬
‫المسؤول المؤهل في مسخلة المصالحة النهائية(‪.)6‬‬
‫واإلة ااكال الذي يثار في هذا الص اادد هو‪ :‬ما هو منطوق الحكم الذي س اايص اادر في مثل هذه الحالة‪،‬‬
‫هل تقضي المحكمة بانقضاء الدعوع العمومية بالمصالحة‪ ،‬أم تقضي بانقضائها وبيراءة المتهم‬
‫لقد انقسم الفقو والقضاء في ذلك إلى اتجاهين‪:‬‬
‫فالقض ا ا ا اااة غير متفقين على الص ا ا ا اايغة التي يجب أن يكون عليها منطوق الحكم أو القرار فمنهم من‬
‫يحكم بانقضاء الدعوع العمومية بسيب المصالحة ومنهم من يحكم باليراءة للمصالحة‪ ،‬فالمحكمة العليا في‬

‫(‪ -)1‬يلقاسم سويقات‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.201‬‬


‫(‪ -)2‬رياض مفتائ‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.443‬‬
‫(‪ -)3‬علي محمد المييضين‪ ،‬الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة في القانون األردني‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- Crim 22 juill. 1959: Bull. n° 1295, Crim. 20 déc.1951. Bull, n° 977.‬‬
‫مةار إليهما لدع‪ :‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.278‬‬
‫(‪ -)5‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.279-278‬‬
‫‪- Rozenn CREN, Op-Cit, p 253.‬‬ ‫نهى‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.337‬‬ ‫(‪ -)6‬ةيرو‬

‫‪315‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الجزائر تدخلت لحس ا ا اام الموقف فقض ا ا اات بخن المص ا ا ااالحة تؤدي إلى انقض ا ا اااء الدعوع العمومية وليس إلى‬
‫اليراءة(‪ ،)1‬أما في مصر فلقد قضي بخن الحكم الصادر بانقضاء الدعوع العمومية هو في واقع األمر حكم‬
‫صا ا ا ا ااادر في موضا ا ا ا ااوع الدعوع إذ أن معناه يراءة المتهم لعدم وجود وجو إلقامة الدعوع عليو(‪ ،)2‬وفي هذا‬
‫االتجاه قض ااي ييراءة المتهم النقض اااء الدعوع العمومية في عدة قض ااايا(‪ ،)3‬وكذلك قض ااي في فرنس ااا ييراءة‬
‫المتهم بسيب انقضاء الدعوع العمومية بفعل المصالحة(‪.)4‬‬
‫ضاا بخن تصاالح المتهم مع مصالحة الجمارك وساداد التعويض‬ ‫وعلى خز ذلك قضاي في مصار أي ا‬
‫المقرر وتقديم ما يفيد ذلك‪ ،‬واخطار النيابة العامة من قيل مص ا ا ا االحة الجمارك يذلك‪ ،‬ينيني عليو انقض ا ا ا اااء‬
‫الدعوع العمومية بالتصالح(‪.)5‬‬
‫أما بالنسا ا ا ا ا ا اابة للفقو فلقد ذهب بعض الفقهاء(‪ ،)6‬إلى أنو إذا تمت المصا ا ا ا ا ا ااالحة بعد تحريك الدعوع‬
‫العمومية وكانت القضااية في حوزة جهة الحكم وجب الحكم ييراءة المتهم النقضاااء الدعوع اسا ا‬
‫اتنادا إلى أن‬
‫القوانين المتعلقة بقيود رفع الدعوع العمومية ومباة ا ا ا ا ا ارتها ذات طييعة موضا ا ا ا ا ااوعية لتعلقها بحق الدولة في‬
‫العقاب‪ ،‬ويضاايف أنصااار هذا الرأي(‪ ،)7‬أن اليراءة بالمصااالحة يراءة قانونية‪ ،‬ألن اليراءة القضااائية يجب أن‬
‫تس ا ا ا اابقها محاكمة تحرر من خزلها ورقة اتهام‪ ،‬ويكفل للمتهم خزلها الدفاع عن نفس ا ا ا ااو(‪ ،)8‬أي ض ا ا ا اامانات‬
‫المحاكمة العادلة‪.‬‬

‫(‪ -)1‬القسم الثالث من غرفة الجنح والمخالفات بالمحكمة العليا‪ ،‬قرار ‪ 9‬جوان ‪ ،1991‬ملف رقم ‪.71509‬‬
‫(‪ -)2‬نقض جنائي ‪ 19‬فيفري ‪ ،1963‬س ق ‪ ،14‬ص ‪ ،135‬رقم ‪.29‬‬
‫(‪ -)3‬نقض جنااائي ‪ 20‬مااارس ‪ ،1962‬س ق ‪ ،13‬ص ‪ ،256‬رقم ‪ ،65‬نقض جنااائي ‪ 11‬جوان ‪ ،1980‬س ق ‪ ،31‬ص‬
‫‪ ،761‬رقم ‪.146‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- Crim 11-02-1941,Bull. cont. ind 3.‬‬

‫‪-‬نقال عن ‪ :‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص‬
‫ص ‪.228-227‬‬
‫(‪ -)5‬نقض رقم ‪ ،2370‬جلسة ‪ 6‬ديسمير ‪ ،1988‬س ق ‪ ،56‬أحكام النقض‪ ،‬المكتب الفني‪ ،‬جنائي‪ ،‬السنة ‪ ،39‬ص ‪.1223‬‬
‫‪-‬نقض رقم ‪ ،919‬جلسا ا ا ا ااة ‪ 16‬ديسا ا ا ا اامير ‪ ،1963‬س ق ‪ ،33‬أحكام النقض‪ ،‬المكتب الفني‪ ،‬جنائي‪ ،‬العدد ‪ ،3‬السا ا ا ا اانة ‪،14‬‬
‫ص‪.927‬‬
‫(‪ -)6‬إدوار غالي الذهيي‪ ،‬الصلح في جرائم التهرب من ضريبة االستهزك‪ ،‬مجلة إدارة قضايا الحكومة‪ ،‬السنة ‪ ،28‬العدد ‪،3‬‬
‫‪ ،1984‬ص ‪ ،156‬مةااار إليو لدع‪ :‬طو أحمد محمد عيد العليم‪ ،‬الصاالح الجنائي في القانون المصااري طبقا رخر تعديزتو‪،‬‬
‫المرجع الس ا ا ا ااايق‪ ،‬ص ‪ ، 562‬إيراهيم حامد طنطاوي‪ ،‬المرجع الس ا ا ا ااايق‪ ،‬ص ‪ ، 141‬حيدر المالكي‪ ،‬المرجع الس ا ا ا ااايق‪ ،‬ص‬
‫‪.118‬‬
‫(‪ -)7‬محمد محي الدين عوض‪ ،‬حقوق المجني عليو في الدعوع العمومية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1989 ،‬ص‬
‫‪ .45‬مةار إليو لدع‪ :‬طو أحمد محمد عيد العليم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.562‬‬
‫(‪ -)8‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.563-562‬‬

‫‪316‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫في حين ذهب البعض ارخر(‪ ،)1‬وهو الرأي الذي يؤيده الباحث إلى أن الص ا ا اايغة األنس ا ا ااب لمنطوق‬
‫الحكم أو القرار هي انقضاء الدعوع العمومية بالمصالحة‪ ،‬وذلك لسييين‪:‬‬
‫األو ‪ :‬أن القض ا ا ا اااء باليراءة يعني أن الواقعة غير معاقب عليها أو أن الجريمة غير متوافرة األركان‬
‫القانونية أو أن أدلة اإلدانة غير كافية وقد ال يتحقق أي أمر من هذه األمور عند المصالحة‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬أنو إذا سلمنا جدالا بخن المحكمة لها أن تحكم باليراءة في حالة تنازل اإلدارة عن طليها‪ ،‬كما‬
‫ذهيت إليو محكمة النقض المصا ا ارية‪ ،‬فإنو من غير المقيول أن تحكم باليراءة أيض ا ااا في حالة المص ا ااالحة‪،‬‬
‫خاص ااة إذا وض ااعنا في االعتبار ما ذهب إليو بعض الفقهاء بخن رض ااا المتهم بالمص ااالحة يفترض تس االيمو‬
‫بمسا ا ا ااؤوليتو عن الفعل المسا ا ا ااند إليو‪ ،‬ألنو لو كان يعتقد في يراءتو لما كان قد تصا ا ا ااالح مع اإلدارة‪ ،‬وكذلك‬
‫المتهم يجريمتو‪ ،‬فكيف تحكم المحكمة بعد ذلك باليراءة‬ ‫اةا ااتراط اإلدارة الجمركية إلتمام المصا ااالحة اعت ار‬
‫ضمنيا أو صراحة يجريمتو‪.‬‬ ‫ا‬ ‫على متهم معتر‬
‫المتهم الثاااياات قياال إحااالااة الاادعوع إلى‬ ‫ويثور إة ا ا ا ا ا ا اكااال في هااذا المقااام يتعلق بماادع حجيااة اعت ار‬
‫المحكمة‬
‫المتهم ص ا ا ا ا ا اراحة أمام الجهة اإلدارية بارتكاب الجريمة‬ ‫يذهب جانب من الفقو إلى القول بخن اعت ار‬
‫ال يعول عليو‪ .‬إذ قد يكون قد ص اادر يناء على خطخ وقع فيو ص اااحب الة ااخن‪ ،‬مما يس ااتدعي عدم االعتماد‬
‫الذي تض ا اامنو‬ ‫عليو تحقياقا للض ا اامانات الفردية‪ ،‬كما أن س ا ااقوط المص ا ااالحة يترتب عليو محو أثر االعت ار‬
‫(‪)2‬‬
‫غيا‬
‫التص ا ااالح ‪ ،‬وبالتالي فإنو يجوز للمتهم الرجوع عن اعترافو أمام القاض ا ااي‪ ،‬فطالما أص ا اابح التص ا ااالح ال ا‬
‫أيضا على االعت ار (‪.)3‬‬
‫لعدم وفاء المتهم بالتزاماتو فإن هذا اإللغاء ينسحب ا‬
‫وهذا ما أيده القضاء المصري‪ ،‬حيث قضى بخن مجرد إيداء المتهم الرغبة في المصالحة ال يكةف‬
‫بالتهمة إذ ال يعدو أن يكون من قييل إبعاد ةا ا ا اابح االتهام عن نفسا ا ا ااو‪ ،‬أما بالنسا ا ا اابة للقض ا ا ا ااء‬ ‫عن اعت ار‬
‫في حالة‬ ‫الجزائري وعلى حد قول الدكتور أحسيين بوسييقيعة فإنو لم تطرئ مسااخلة مدع حجية هذا االعت ار‬
‫بطزن المصالحة إذا أنكره أمام القضاء(‪ ،)4‬أما موقف القضاء الفرنسي‪ ،‬وبما أنو في إطار المصالحة التي‬
‫ص ا ا ا ا ا ا اراحة‪ ،‬ولكن يتم التخكد منو في‬ ‫تتم من قيل إدارات معينة‪ ،‬ال ينص القانون على ةا ا ا ا ا ا اارط االعت ار‬

‫(‪ -)1‬حمدي رجب عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.445‬‬


‫(‪ -)2‬محمد سااليمان حسااين المحاساانة‪ ،‬التصااالح وأثره على الجريمة االقتصااادية‪ ،‬دار وائل للنةاار والتوزيع ‪ ،‬المرجع السااايق‪،‬‬
‫ص ‪.135‬‬
‫(‪ -)3‬أمين مصااطفى محمد‪ ،‬انقضاااء الدعوع الجنائية بالصاالح وفقا ألحكام القانون رقم ‪ 174‬لساانة ‪1998‬يتعديل بعض أحكام‬
‫قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،...‬المرجع السايق‪ ،‬ص‪.115‬‬
‫(‪ -)4‬نقض جنائي ‪ ،1972-4-9‬المحاماة‪ ،‬ص ‪ ،55‬العدد ‪ ،8‬ص ‪ ،40‬رقم ‪ ،320‬مةا ا ا ا ا ااار إليو لدع‪ :‬أحسا ا ا ا ا اان يوسا ا ا ا ا ااقيعة‪،‬‬
‫المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.222‬‬

‫‪317‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الممارسة اإلدارية(‪ ،)1‬فقد اتجو القضاء الفرنسي إلى أنو يسمح للقاضي عند بطزن المصالحة االستناد إلى‬
‫طا من ةروط‬
‫بالمخالفة ال يعد ةر ا‬ ‫المخالف بمحضر المصالحة لتكوين اقتناعو‪ ،‬إذا كان االعت ار‬ ‫اعت ار‬
‫طا من ةا ا ااروط المصا ا ااالحة‪ ،‬كما ييدو ذلك من اللوائح‬
‫بالمخالفة ةا ا اار ا‬ ‫المصا ا ااالحة(‪ ،)2‬أما إذا كان االعت ار‬
‫بالمخالفة يزول يبطزن المصا ا ا ا ااالحة‪ ،‬ألن المصا ا ا ا ااالحة في هذه‬ ‫التنظيمية في القانون الجزائري‪ ،‬فاالعت ار‬
‫ض ا اا باالعتداد‬
‫الحالة كل ال يتج أز تنطيق عليو قاعدة عدم تجزئة الصا االح عند بطزنو‪ ،‬وحتى ولو سا االمنا فر ا‬
‫يهذا االعت ار ‪ ،‬فإنو غير ملزم للقاضا ا ا ا ا ا ااي وانما يترك لو حرية تقديره‪ ،‬وهذا ما ذهيت إليو محكمة النقض‬
‫الفرنسا ا ااية بةا ا ااخن اإلذعان للمنازعة ‪ ،Soumission Contentieuse‬حيث قضا ا اات بخن هذا اإلجراء متى كان‬
‫ار يثيت االعترافات والتصا اريحات المس ااجلة فيو مالم‬
‫خاليا من عدم الص ااحة أو عدم الص اادق يص االح محض ا اا‬
‫ا‬
‫(‪)3‬‬
‫يدحضو دليل عكسي ‪.‬‬
‫‪ -‬أما إذا كانت القضااية أمام المحكمة العليا فيتعين عليها التصاريح يرفض الطعن بساايب المصااالحة‬
‫بعد التخكد من وقوعها‪ ،‬كما قضا اات يذلك المحكمة العليا في مناسا اايتين(‪ ،)4‬وهو نفس المسا االك الذي سا االكتو‬
‫قيلها محكمة النقض الفرنسااية(‪ ،)5‬وقد يحدث في بعض القضااايا التي تتطلب اسااتةااارة لجان المصااالحة أن‬
‫تتخخر اإلجراءات بعض الةا ا ا اايء فتفصا ا ا اال المحكمة العليا في الطعن قيل حصا ا ا ااول المتهم على محضا ا ا اار‬
‫المصااالحة النهائية‪ ،‬فإذا كان تاريخ مقرر المصااالحة ساااباقا على تاريخ صاادور قرار المحكمة العليا فيإمكان‬
‫هذه األخيرة يناء على التماسات النيابة العامة إبطال قرارها واستيدالو بقرار تصرئ فيو بخن ال وجو للفصل‪،‬‬
‫وهو ما قضي بو في فرنسا بالنسبة للقضايا التي تتطلب التصديق على المصالحة من طر المدير العام‬
‫للجمارك(‪ ،)6‬أما إذا صاادر مقرر المصااالحة بعد صاادور قرار المحكمة العليا ففي هذه الحالة يرفض الطعن‬
‫ألنو ال محل إلبطال القرار هذا ما قضي بو في فرنسا(‪.)7‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪- Wilfrid EXPOSITO, Op-Cit, p 320.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪- Cass. Crim 18-02-1981,‬‬
‫نقزا عن‪ :‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪- Cass. Crim-3-22.1982, Sapvin-Cremieux-Gurslinc / Douanes, Doc cont, n° 1707.‬‬

‫نقز عن‪ :‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.222‬‬


‫(‪ -)4‬غرفااة الجنح والمخااالفااات بااالمحكمااة العليااا‪ :‬ملف ‪ ،169982‬قرار ‪ 25‬جااانفي ‪ ،1999‬ملف رقم ‪ ،184011‬قرار ‪25‬‬
‫جانفي ‪.1999‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪- Cass. Crim-2-14.1956, Bull. Crim, n° 154.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪- Cass. Crim-12-20.1951, Doc. Cont, n° 977.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪- Cass. Crim-07-20.1959, Doc. Cont, n° 1295.‬‬
‫‪-‬نقزا عن‪ :‬أحس ا اان يوس ا ااقيعة‪ ،‬المص ا ااالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع الساا ااايق‪،‬‬
‫ص‪.222‬‬

‫‪318‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫واذا انقض اات الدعوع العمومية بالمص ااالحة انقض اات كافة اثارها‪ ،‬والتةا اريعات المقارنة محل الد ارس ااة‬
‫التنفيذ‪ ،‬واالنقضاااء أعم وأةاامل وأكثر فائدة‬ ‫قصاادت إلى ترتيب أثر االنقضاااء على المصااالحة وليس إيقا‬
‫التنفيذ في عدة أمور‪ ،‬منها بخنو‪-‬أي االنقضا ا ا اااء‪ -‬يعني‬ ‫للمجتمع وللمتهم على الس ا ا ا اواء ويختلف عن إيقا‬
‫نسا ا ا ا ا اايان المجتمع للجريمة واعتبار كخن لم تكن ومحو اثارها وبذلك تسا ا ا ا ا ااقا كافة العقوبات الجزائية المقررة‬
‫بالنص المؤثم للجريمة أيا كانت تلك العقوبة كالمصا ا ا ا ا ااادرة وغيرها حيث يتعين بالمصا ا ا ا ا ااالحة رد األةا ا ا ا ا ااياء‬
‫المض ا اايوطة‪ ،‬كذلك يس ا ااقا الغلق ودفع قيمة ما أتلف وما إلى ذلك‪-‬إذا كان قد ورد كعقوبة جزائية يتعين أو‬
‫يجوز الحكم يها‪ ،‬كما أنو باالنقضاااء المترتب على المصااالحة ال تحتسااب الواقعة عند النظر في العود‪ ،‬وال‬
‫تدون بصااحيفة الس اوايق القضااائية وال تخثير لها على أهلية المتهم(‪ ،)1‬فز تعد المصااالحة حكما باإلدانة‪ ،‬يل‬
‫إن المتصالح خضع لجزاءات إدارية يدالا من الجزاءات الجنائية(‪.)2‬‬
‫ولنا أن نتسا ا ا ا اااءل عن عدد المرات التي يمكن أن يسا ا ا ا ااتفيد فيها مرتكب الجريمة الجمركية من إجراء‬
‫المصالحة مع إدارة الجمارك‬
‫لقد خلت القوانين المقارنة محل الد ارسا ا ا ا ا ا ااة من النص على إجابة لهذا التسا ا ا ا ا ا اااؤل‪ ،‬وبذلك تكون هذه‬
‫التة ا ا اريعات قد أجازت من حيث الميدأ إجراء المصاا ااالحة مع المخالف دون نظر إلى س ا ا اوابقو فيما إذا كان‬
‫من معتادي مخالفة القانون الجمركي أم ال‪ ،‬اسا ا‬
‫اتنادا إلى السااياسااة االقتصااادية العقايية التي تينى في المقام‬
‫األول على األس اااس النفعي‪ ،‬الذي يحقق مص ااالح الدولة المالية‪ ،‬فبالنس اابة لقانون الجمارك الجزائري لم يثر‬
‫هذا األمر‪ ،‬وهو ما اعتيره الدكتور‪ :‬سيييعيد يوسيييف محمد يوسيييف‪ ،‬نقص فيو‪ ،‬ومن غير المنطقي أن يبقى‬
‫األمر يهذه المرونة والطزقة‪ ،‬ألن من ةخن ذلك إزالة الصفة الردعية لقانون الجمارك(‪.)3‬‬
‫أما بالنسا اابة لقانون الجمارك الفرنسا ااي‪ ،‬فلم يمنع إجراء المص ااالحة في حالة عود‪ ،‬يل رتب على ذلك‬
‫في حالة ارتكاب جريمة خزل خمس ساانوات من إجراء المصااالحة أو الحكم باإلدانة التي أصاابحت نهائية‪،‬‬
‫تماما على القانون الجمركي‬ ‫(‪)4‬‬
‫جريمة جديدة‪ ،‬مضاعفة الحد األقصى للغرامات المفروضة ‪ ،‬وهو ما ينطيق ا‬
‫المصري الذي لم يمنع المصالحة الجمركية في حالة العود يل رتب على ذلك مضاعفة مقايل التصالح(‪.)5‬‬

‫(‪ -)1‬يحي إيراهيم علي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.30‬‬


‫(‪ -)2‬عادل عيد العال إيراهيم خراةي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.111-110‬‬
‫(‪ -)3‬نادية عمراني‪ ،‬محمد أمين زيان‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- " Si le contrevenant …. Commet dans les cinq ans qui suivent une transaction ou une condamnation devenue‬‬
‫‪définitive, une nouvelle infraction … le taux maximal des pénalités encourues est doublé", L'article 370 du CDF,‬‬
‫‪modifié par ordonnance n° 2019-963-art 3, du 18 septembre 2019, relative la lutte contre la fraude portant atteinte‬‬
‫‪aux intérêts financiers de l'union européenne au moyen du droit pénale,JORF, n° 0218 du 19 sept 2019.‬‬
‫(‪ " -)5‬ويضاعف التعويض في الحاالت السابقة إذا كان التصالح عن جريمة تهريب مع متهم سيق لو ارتكاب جريمة تهريب‬
‫أخرع خزل الس ا اانوات الخمس الس ا ااابقة ص ا اادر فيها حكم بات باإلدانة أو انقض ا اات الدعوع الجنائية عنها بالتص ا ااالح"‪ ،‬المادة‬
‫‪ 4-124‬من ق ج م‪ ،‬معدلة بالقانون رقم ‪ 95‬سنة ‪ ،2005‬المرجع السايق‪.‬‬

‫‪319‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ومع ذلك فالممارسة اإلدارية في فرنسا تحد من نطاق المصالحة فيما يتعلق بالمجرمين العائدين(‪.)1‬‬
‫وعليو فالباحث يدعو المة ا ا اارع الجزائري إلى جعل المص ا ا ااالحة أول مرة مانعة إلجرائها مرة أخرع إذا‬

‫تعلقت يجريمة مماثلة‪ ،‬حتى ال يكون ذلك مة ا‬


‫اجعا لمرتكب الجريمة لإلقدام عليها مرة أخرع‪ ،‬مادام يعلم أنو‬
‫سيخمن العقاب في حال اكتةا جريمة باللجوء إلى المصالحة التي أجازها القانون(‪.)2‬‬
‫ومن جهة أخرع تكتسا ا ا ااب المصا ا ا ااالحة حجية الةا ا ا اايء المقضا ا ا ااي بو(‪ ،)3‬فز يجوز الطعن في القرار‬
‫المكرس للمص ااالحة سا اواء بطرق الطعن العادية أو غير العادية‪ ،‬بمعنى أنو يغلق بة ااكل نهائي النزاع القائم‬
‫يين اإلدارة والةا ا ااخص المتابع‪ ،‬أو باألحرع المتصا ا ااالح(‪ ،)4‬طالما أدع هذا األخير مقايل المصا ا ااالحة خزل‬
‫على نحو ال رجعة فيو‪ ،‬وعليو فالمتص ااالح مدين مطالب‬ ‫المدة المحددة‪ ،‬فهي ملزمة بة ااكل نهائي لألط ار‬
‫يدفع الميلغ المحدد في عقد المصالحة(‪.)5‬‬
‫كما ال يمكن متابعة المتهم المتصااالح معو من أجل نفس الوقائع التي تقوم عليها الجريمة المتصااالح‬
‫(‪)6‬‬
‫عليها‪ ،‬وللمتهم أن يدفع بس اايق المص ااالحة لرفض أي طلب جديد قد تتقدم بو إدارة الجمارك ‪ ،‬وذلك عمزا‬
‫بميدأ عدم جواز المحاكمة على ذات الجرم مرتين وبذلك تخضع المصالحة لقواعد القانون العام(‪.)7‬‬
‫تماما على القض ا ا ا ا ااية محل المتابعة‪ ،‬وأن‬
‫ويتعين على قض ا ا ا ا اااة الموض ا ا ا ا ااوع التخكد أن الوقائع تنطيق ا‬
‫السلطة القضائية المختصة أو لجان المصالحة قد صادقت عليها‪ ،‬وأنو قد تنفيذها بالكامل من قيل المتهم‪،‬‬
‫بسداد ميلغ التصالح كامزا(‪.)8‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فإن المصااالحة في الجرائم الجمركية ال تمنع مباة ارة إجراءات الدعوع العمومية إذا كانت‬
‫الجريمة الجزائية تتكون من عناص ا اار أس ا اااس ا ااية مختلفة وتتعلق بمص ا ااالح منفص ا االة عن الجريمة المتص ا ااالح‬

‫(‪)1‬‬
‫‪- Rozenn CREN, Op-Cit, p 264.‬‬
‫(‪ -)2‬محمد سزمة يني طو‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.312‬‬
‫(‪ -)3‬رياض مفتائ‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.440‬‬
‫‪ "-‬الحكم الحائز لقوة الةا ا ا ا اايء المقضا ا ا ا ااي بو هو الحكم البات‪ ،‬الذي لم يعد قابزا للطعن فيو بطرق الطعن وهي المعارضا ا ا ا ااة‬
‫قانونا دون أن يستعمل المحكوم عليو‬ ‫موما لفوات ميعاد الطعن المنصوص عليو ا‬ ‫واالستئنا والنقض‪ ،‬ويعتير الحكم كذلك ع ا‬
‫حقو في الطعن‪ ،‬أو الس ا ا ااتنفاذ طرق الطعن‪ ،‬وبص ا ا اايرورة الحكم باتاا يقال إن الدعوع العمومية انقض ا ا اات وال يجوز إثارتها من‬
‫جديد‪ ،‬وهذا ما يساامى بقوة االمر المقض ااي بو‪ ،‬أي أن الحكم البات أصاابح حجة على الكافة بالنساابة للمتهم وبالنساابة للواقعة‬
‫التي صدر فيها"‪ ،‬عادل عيد العال إيراهيم خراةي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- Fatiha NAAR, Op-Cit, pp 227-228.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪- Rozenn CREN, Op-Cit, p 270.‬‬
‫(‪ -)6‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪،230‬‬
‫يونس النهاري‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪- Cass. Crim7. mars 1984, n° 83-91574. On me réfère à: Matthieu HY, Op-Cit.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪- Rozenn CREN, IBID, pp 268-269.‬‬

‫‪320‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫(‪)1‬‬
‫تماما عن تلك‬
‫بة ااخنها ‪ ،‬وبطييعة الحال‪ ،‬فاألمر نفس ااو إذا كانت الوقائع التي تم التص ااالح بة ااخنها مختلفة ا‬
‫ائيا(‪.)2‬‬
‫التي تمت المتابعة بةخنها جز ا‬
‫ويثور التس اااؤل في حالة إذا تيين بعد إيرام المص ااالحة أن الجريمة الجمركية كانت أكثر جس ااامة مما‬
‫تمت على أساسو المصالحة‬
‫الوقائع تثيت أن الغش المقتر أكير‬ ‫قض ا اات الغرفة الجزائية بمحكمة النقض الفرنس ا ااية أن اكتة ا ااا‬
‫المتابعة‪ ،‬يل يجب أن تكون الوقائع متعلقة يجريمة‬ ‫مقدر يوم إجراء المصا ا ااالحة ال يتيح اسا ا ااتئنا‬
‫مما كان اا‬
‫منفص ا االة‪ ،‬والتي تس ا اامح بمتابعات قض ا ااائية جديدة‪ ،‬لكن وجود مص ا ااالحة نهائية منفذه يترتب عليو انقض ا اااء‬

‫الدعوع العمومية والجبائية ا‬


‫معا(‪ ،)3‬وقد يحدث العكس‪ ،‬كخن تيرم المصا ااالحة ويتيين بعد تنفيذها أن الجريمة‬
‫الجمركية المرتكبة أقل جسا ا ااامة مما تمت عليو المصا ا ااالحة‪ ،‬فز ترع إدارة الجمارك الفرنسا ا ااية في مثل هذه‬
‫الحالة ما يمنع تص ااحيح الرس اام اإلض ااافي‪ ،‬إما عن طريق التخفيض منو أو عن طريق رد ما دفع بز حق‪،‬‬
‫وهذا حل منطقي يؤيد الباحث رأي الدكتور أحسيييييييين بوسييييييييقيعة في عدم وجود ميرر لعدم االقتداء بو في‬
‫الجزائر(‪.)4‬‬
‫واذا كان للمخالف أن يدفع بس ا ا ا ا ا اايق المص ا ا ا ا ا ااالحة في مواجهة إدارة الجمارك لرفض أي طلب جديد‪،‬‬
‫وغالبا ما تخخذ إدارة الجمارك‬
‫ا‬ ‫فليس لو بالمقايل رفع دعوع جديدة ضا ا ا ا ا اادها أو اسا ا ا ا ا ااتئنافها أمام القضا ا ا ا ا اااء‪،‬‬
‫احتياطاتها يإدراج يند في العقد يتعهد بموجبو المتصا ا ااالح يتخليو عن أي مطالبة أو دعوع ضا ا ااد اإلدارة أو‬
‫أعوانها بسيب ما يحدث من أضرار جراء معاينة الجريمة‪ ،‬كما تسييت هذه األخيرة في إلحاق أضرار بو(‪.)5‬‬
‫جدير بالذكر أن أثر انقض ا ا ا ا ا اااء الدعوع العمومية بالمص ا ا ا ا ا ااالحة من النظام العام(‪ ،)6‬لمراعاتو تحقيق‬
‫الصا ااالح العام حتى ولو اختلا هذا الصا ااالح بمصا االحة خاصا ااة كمصا االحة المتهم(‪ ،)7‬مؤدع ذلك أنو يتعين‬
‫على المحكمة أن تقض ا ااي بو من تلقاء نفس ا ااها ولو بغير دفع من المتهم(‪ ،)8‬كما تجوز إثارتو في أي مرحلة‬
‫كانت عليها الدعوع‪ ،‬حتى وان كان ذلك ألول مرة أمام المحكمة العليا(‪.)9‬‬
‫خزص ا ااة القول أن المص ا ااالحة الجمركية في التةا ا اريعات المقارنة محل الد ارس ا ااة تؤدي إلى انقض ا اااء‬

‫(‪)1‬‬
‫‪- Cass. Crim12. Juin 2014, n° 13-83390; Cass. Crim10. décembre 1998, n°‬‬ ‫‪98-80553, On me réfère à:‬‬
‫‪Matthieu HY, Op-Cit.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪- Cass. Crim.3 juin 1991, n° 90-83141, IBID.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪- Cass. Crim.3 mars 1951, Doc. Cont, n°961, Rozenn CREN, IBID, p 270.‬‬
‫(‪ -)4‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.232‬‬
‫(‪ -)5‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.412-411‬‬
‫(‪ -)6‬محمد سزمة يني طو‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.311‬‬
‫(‪ -)7‬يحي إيراهيم علي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫(‪ -)8‬نقض رقم ‪ ،2370‬جلسة ‪ 6‬ديسمير ‪ ،1988‬س ق ‪ ،56‬أحكام النقض‪ ،‬المكتب الفني‪ ،‬جنائي‪ ،‬السنة ‪ ،39‬ص ‪.1223‬‬
‫(‪ -)9‬محمد صزئ السيد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.121‬‬

‫‪321‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الدعوع العمومية والجبائية وتمحو جميع اثار الجريمة مالم يصدر حكم بات‪-‬باستثناء المصالحة في جرائم‬
‫التهريب الجمركي في القانون المصا ااري فهي جائزة حتى بعد صا اادور حكم بات‪ ،‬األمر الذي سااانتناولو فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫ب‪-‬بعد صدور حكم نهائ‬
‫ال تجوز المص ااالحة بعد ص اادور حكم قض ااائي نهائي سا اواء بالنس اابة للتةا اريع الجمركي الجزائري وال‬
‫الفرنساي‪ ،‬ال بالنسابة للعقوبات الجبائية أو العقوبات ذات الطابع الجزائي‪ ،‬وكذلك بالنسابة للتساريع الجمركي‬
‫المص ااري فيما يتعلق حص ا اا‬
‫ار بالمخالفات الجمركية‪ ،‬أما بالنس اابة لجرائم التهريب الجمركي فقد أجازت المادة‬
‫‪ 124‬من ق ج م إجراء التصالح بةخنها حتى بعد صدور حكم بات(‪ ،)1‬مقايل اداء ميلغ التعويض كامزا‪.‬‬
‫ويترتب عدة اثار على المصالحة الجمركية بعد صدور الحكم البات‪ ،‬يمكن إجمالها في‪:‬‬
‫‪ -1‬وقف تنفي العقوبة‪ :‬يترتب على المصااالحة الجمركية سااقوط حق الدولة في العقاب‪ ،‬فإذا كانت‬
‫قيل صا ا اادور حكم بات في الدعوع العمومية فإنو يؤدي إلى انقضا ا ااائها‪-‬كما سا ا اايق ييانو‪-‬أما إذا كانت بعد‬
‫ص ا ا ا اادور الحكم البات فإن المس ا ا ا ااخلة تدق‪ ،‬ومرد ذلك أنو بعد ص ا ا ا اادور هذا الحكم تس ا ا ا ااتقر المراكز القانونية‬
‫ألطرافو(‪.)2‬‬
‫وقد نص ا ا ا اات المادة ‪ 5-124‬من ق ج م على أن تخمر النيابة العامة يوقف تنفيذ العقوبة الجزائية إذا‬
‫تم التصالح أثناء تنفيذها ولو كان الحكم بات(‪.)3‬‬
‫وال يراد يوقف تنفيااذ العقوبااة مجرد عاادم تنفيااذهااا‪ ،‬وانمااا يعني إلغاااء مااا تم تنفيااذه منهااا رغم أنااو تم‬
‫احيحا(‪ ،)4‬وهذا الوقف يقع بقوة القانون اأيا كانت عقوبة الحبس المحكوم يها‪ ،‬وال يةا ااترط أية ةا ااروط في‬ ‫صا ا ا‬
‫المحكوم عليو لسا ا اريان وقف التنفيذ سا ا اواء ما تعلق منها بخخزقو أم سا ا اوابقو أم س ا اانو‪ ،‬وية ا اامل وقف التنفيذ‬
‫(‪)5‬‬
‫وهكذا قضا اات‬ ‫العقوبة الجزائية وهي الحبس والغرامة والمصا ااادرة وكذلك كافة ارثار المترتبة على الحكم‬

‫(‪ -)1‬أجازت بعض التةاريعات المقارنة على غرار المةارع المصاري فيما يتعلق يجرائم التهريب الجمركي‪ ،‬إجراء التصاالح بعد‬
‫ص ا ا اادور حكم نهائي‪ ،‬منها التةا ا ا اريع الجمركي المغربي ينص الفص ا ا اال ‪ 273‬من مدونة الجمارك والضا ا ا ارائب غير المباةا ا ا ارة‬
‫المص ااادق عليها بالظهير الةا اريف بمثابة قانون رقم ‪ 1-77-399‬يتاريخ ‪ 9‬أكتوبر ‪ ،1977‬المعدل والمتمم بمقتض ااى القانون‬
‫رقم ‪ ،99-02‬المص ااادق عليو بالظهير الةا اريف رقم ‪ 222-00-1‬المؤرخ في ‪ 5‬جوان ‪ ،2000‬و التةا اريع الجمركي التونس ااي‬
‫ينص الفص ا ا ا ا اال ‪ 322‬من قانون عدد ‪ 34‬لس ا ا ا ا اانة ‪ ،2008‬مؤرخ في ‪ 2‬جوان ‪ ،2008‬يتعلق يإص ا ا ا ا اادار مجلة الديوانو‪ ،‬الرائد‬
‫الرسمي للجمهورية التونسية‪ ،‬عدد ‪ ،47‬السنة ‪ ،151‬صادر في ‪ 10‬جوان ‪ ،2008‬ص ص ‪.2152-2100‬‬
‫(‪ -)2‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬المرةد في الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو وأحكام القضاء‪ ،...‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.244‬‬
‫(‪ -)3‬المادة ‪ 5-214‬من ق ج م‪ ،‬معدلة بالقانون رقم ‪ 95‬لسنة ‪ ،2005‬المرجع السايق‪.‬‬
‫(‪ -)4‬فايز السيد اللمساوع‪ ،‬أةر فايز اللمساوع‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.218‬‬
‫(‪ -)5‬عيد الفتائ مراد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.105‬‬

‫‪322‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫محكمة النقض المصرية(‪.)1‬‬


‫ومن ثم فإن إعمال أثر التصالح يتم على النحو التالي(‪:)2‬‬
‫فور‬
‫‪ -‬في حاالاة الحبس يمتنع تنفياذ تلاك العقوباة إذا لم يكن قاد يادأ التنفياذ فعزا‪ ،‬واال وجاب اإلفراج اا‬
‫عن المحكوم عليو أيا كانت المدة الباقية من العقوبة‪ ،‬وفي هذا الفرض يستحيل إلغاء ما تم تنفيو منها‪.‬‬
‫‪ -‬الغرامة ترد إذا كان قد تم تحصيلها فعزا‪ ،‬واذا لم تكن حصلت بالفعل فإنو يمتنع تحصيلها‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسا ا ا ا اابة للتعويض إذا لم تكن إدارة الجمارك قد اقتضا ا ا ا اات ميلغ التعويض المحكوم بو فإنو يمتنع‬
‫عليها المطالبة بو بعد إتمام التصا ا ا ا ااالح‪ ،‬ألن حقها في هذه الحالة يقتصا ا ا ا اار على اقتض ا ا ا اااء ميلغ التعويض‬
‫المتفق عليو في التصالح‪ ،‬أما إذا كانت قد قامت يتحصيل التعويض المحكوم بو وفي نفس الوقت اقتضت‬
‫مقايل التصااالح فإن عليها أن ترد ميلغ التعويض المحكوم بو‪ ،‬واذا لم تكن قد اقتضاات مقايل التصااالح فإنو‬
‫يتم عمل مقاص ا ا ا ا ا ااة يين هذا الميلغ وذلك ونتيجة لذلك إما يكمل المحكوم عليو الميلغ لكي يس ا ا ا ا ا اااوي مقايل‬
‫التصالح أو تقوم مصلحة الجمارك يرد ما زاد عن مقايل التصالح إلى المحكوم عليو‪.‬‬
‫‪ -‬وبالنسا ا اابة للمصا ا ااادرة وهي بالنسا ا اابة لجرائم التهريب إما وجوبية وذلك فيما يتعلق بالبضا ا ااائع محل‬
‫التهريب أو جوازية فيما يتعلق يوس ااائل النقل واألدوات والمواد المس ااتعملة في التهريب‪ ،‬فإذا كان قد تم تنفيذ‬
‫ما قضااى بو الحكم من مصااادره ساواء وجوبية أو جوازية فيجب رد ما تم مصااادرتو إلى المحكوم عليو مالم‬
‫تكن من األنواع الممنوعة أو المحظور استيرادها‪ ،‬ولكن إذا كانت مصلحة الجمارك قد قامت بالتصر في‬
‫البض ا ااائع محل التهريب ووس ا ااائل النقل والمواد المس ا ااتعملة في التهريب طبقا لنص المادة ‪ 125‬من ق ج م‬
‫والتي حكم نهائيا بمصا ا ا ا ااادرتها‪ ،‬فعليها في هذه الحالة أن تقوم يرد المقايل الذي حصا ا ا ا االت عليو نتيجة هذا‬
‫التصر بعد استنزال المبالغ التي قامت يإنفاقها وفقا لنص المادة ‪ 127‬من ق ج م‪.‬‬
‫وفي جميع األحوال فإنو ية ا ا ااترط إلتمام هذا الرد أن يقوم المحكوم عليو يدفع الضا ا ا ارائب المس ا ا ااتحقة‬
‫على البضائع التي تم مصادرتها‪.‬‬
‫وقد رتب المة اارع المص ااري على المص ااالحة في جرائم التهريب الجمركي بعد ص اادور حكم بات هذا‬

‫(‪" -)1‬مؤدع نص المادة ‪ 124‬من ق ج م أن لمصا ا االحة الجمارك التصا ا ااالح مع المتهم في جرائم التهريب الجمركي في جميع‬
‫األحوال سواء تم التصالح في أثناء نظر الدعوع أمام المحكمة أو بعد الفصل فيها بحكم بات‪ ،‬ويترتب عليو انقضاء الدعوع‬
‫الجنائية‪ ،‬أو وقف تنفيذ العقوبة حسا ا ا ا ا ا ااب األحوال‪ ،‬فالصا ا ا ا ا ا االح يعد بمثابة نزول من الهيئة االجتماعية عن حقها في الدعوع‬
‫الجنائية مقايل الجعل الذي قام عليو الصلح‪ ،‬ويحدث أثره بقوة القانون‪ ،‬مما يقتضي من المحكمة إذا ما تم التصالح في أثناء‬
‫وجوبا وقف‬
‫ا‬ ‫نظر الدعوع أن تحكم بانقضاء الدعوع الجنائية‪ ،‬أما إذا تراخى إلى ما بعد الفصل في الدعوع فإنو يترتب عليو‬
‫تنفيذ العقوبة الجنائية المقضاي يها"‪ ،‬نقض رقم ‪ ،2370‬جلساة ‪ 6‬ديسامير ‪ ،1988‬س ق ‪ ،56‬أحكام النقض‪ ،‬المكتب الفني‪،‬‬
‫جنائي‪ ،‬السنة ‪ ،39‬ص ‪.1223‬‬
‫(‪ -)2‬عيد الفتائ مراد‪،‬نفس المرجع‪،‬ص ص ‪،106-105‬فايز الس ا اايد اللمس ا اااوي‪،‬أة ا اار فايز اللمس ا اااوي‪،‬نفس المرجع‪،‬ص ص‬
‫‪.219-218‬‬

‫‪323‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫األثر‪ ،‬لحسم النزاع الذي قد ينةخ حول تنفيذ الحكم(‪.)1‬‬


‫بةخن وقف تنفيذ جميع اثار الحكم‬ ‫‪ -2‬وقف جميع اآلثار المترتبة عل الحكم‪ :‬ليس هناك اختز‬
‫الجنائي كخثر للمص ا ا ا ااالحة المنعقدة بعد ص ا ا ا اادور حكم في الدعوع في جريمة التهريب الجمركي ومنها عدم‬
‫اعتبار الجريمة سا ااابقة في العود(‪ ،)2‬كما أن الفقو الفرنسا ااي(‪)3‬والفقو المصا ااري(‪ ،)4‬يتفق أن المص ا االحة تؤدي‬
‫إلى وقف أية عقوبة‪ ،‬ةخصية كانت أم مالية‪ ،‬وسواء كانت أصلية أو تبعية‪ ،‬مالم ينص القانون على غير‬
‫(‪)5‬‬
‫أي أنو‬ ‫ذلك‪ ،‬وذلك أخ اذا بعمومية النصا ا ا ا ااوص الواردة في التة ا ا ا ا اريعات الجمركية المقارنة محل الد ارسا ا ا ا ااة‬
‫العقوبة(‪.)6‬‬ ‫بالمصالحة يجب أن تزول كافة ارثار المترتبة على إيقا‬
‫‪ -3‬أثر تثبيت الحقوق‬
‫إضااافة إلى أثر االنقضاااء‪ ،‬فإنو يترتب على المصااالحة الجمركية أثر اخر يتمثل في تثييت الحقوق‪،‬‬
‫وغالبا ما يكون‬
‫ا‬ ‫س ا ا ا اواء تلك التي اعتر يها المخالف إلدارة الجمارك أو التي اعترفت يها اإلدارة للمخالف‪،‬‬
‫أثر تثييت الحقوق لصا ا ااالح إدارة الجمارك(‪ ،)7‬ذلك أن هذه األخيرة بالموافقة على طلب المصا ا ااالحة تسا ا ااعى‬
‫غالبا في ميلغ من المال تتفق‬
‫للحصا ااول على يدل المصا ااالحة الذي تم االتفاق عليو‪ ،‬أي مقايلها‪ ،‬والمتمثل ا‬
‫عليو مع المخالف‪ ،‬وتنتقل ملكية هذا الميلغ لإلدارة بالتسليم‪ ،‬فيتحقق يذلك األثر الناقل للمصالحة(‪.)8‬‬
‫وبالرجوع إلى التةا ا ا ا اريعات المقارنة محل الد ارس ا ا ا ااة‪ ،‬نجد التةا ا ا ا اريع الجمركي المص ا ا ا ااري يحدد مقايل‬
‫المص ا ااالحة في المخالفات الجمركية ينص المادة ‪ 119‬من ق ج م‪ ،‬وهو س ا ااداد ما ال يقل عن الحد األدنى‬
‫للغرامات والتعويضا ا ا ااات المةا ا ا ااار إليها‪ ،‬وفي جميع األحوال تكون البضا ا ا ااائع ضا ا ا ااامنة السا ا ا ااتيفاء الغرامات‬
‫والتعويضات(‪ ،)9‬كما حدد مقايل المصالحة بما يعادل ميلغ العقوبات المالية كامزا أو ما ال يقل عن نصفو‬
‫كل من التة ا ا ا ا ا ا اريع الجمركي الجزائري‪ ،‬ومثلو التة ا ا ا ا ا ا اريع‬ ‫طبقا لنص المادة ‪ 124‬من ق ج م‪ ،‬على خز‬
‫الجمركي الفرنسااي‪ ،‬فلم يحددا مقايل المصااالحة ينص ص اريح في قانون الجمارك‪ ،‬وبالتالي فإن اإلدارة غير‬

‫(‪ -)1‬طو أحمد محمد عيد العليم‪ ،‬الصلح الجنائي في القانون المصري طبقا رخر تعديزتو‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.567‬‬
‫(‪ -)2‬فايز السيد اللمساوع‪ ،‬أةر فايز اللمساوع‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.219‬‬
‫‪)3(- Michel Boitard, La transaction pénale en droit Française, Revue de science criminelle et de droit‬‬
‫‪pénal, compare, paris,Tome 6 , n° 2-3 , 1941, p 176.‬‬

‫(‪ -)4‬أحمد فتحي سا ا اارور‪ ،‬الجرائم الض ا ا ارييية والنقدية‪ ،‬مكتبة النهضا ا ااة المص ا ا ارية‪ ،1960 ،‬ص ‪ ، 272‬نقز عن‪ :‬طو أحمد‬
‫محمد عيد العليم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.569‬‬
‫(‪ -)5‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.219‬‬
‫(‪ -)6‬مجدي فتحي حسين مصطفى نجم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫(‪ -)7‬سعادنة العيد العايش‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫(‪ -)8‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.145-144‬‬
‫(‪ -)9‬المادة ‪ 119‬من ق ج م المعدلة بالقانون رقم ‪ 160‬لسنة ‪ ،2000‬المرجع السايق‪.‬‬

‫‪324‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫قانونا‬
‫مقيدة في هذا الخصا ااوص‪ ،‬ومع هذا ال يصا ااح أن تتجاوز مقايل المصا ااالحة العقوبات المالية المقررة ا‬
‫وال تقل عن الض ا ا ا ا ا ا ارائب المتهرب منها(‪ ،)1‬وتراعي اإلدارة الجمركية في تحديد مقايل المصا ا ا ا ا ا ااالحة‪ ،‬خطورة‬
‫الجريمة وجسامتها والضرر الناتج عنها وكمية البضائع المهربة والوضع المالي للمخالف وسوابقو(‪.)2‬‬
‫كما قد تتضا ا ا اامن المصا ا ا ااالحة كما سا ا ا اايق ذكره‪ ،‬رد األةا ا ا ااياء المحجوزة لصا ا ا اااحيها من طر اإلدارة‬
‫الجمركية دون أن يعفيو ذلك من دفع الحقوق والرس ا ااوم الواجبة التس ا ااديد(‪ ،)3‬طبقا لنص المواد‪ 336 :‬مكرر‬
‫من ق ج ج المعادلاة باالقاانون رقم ‪ ،04-17‬والماادة ‪ 124‬من ق ج م‪ ،‬المعادلاة باالقاانون رقم ‪ 95‬لسا ا ا ا ا ا اانة‬
‫المعدلة بالقانون رقم ‪ 1918-2016‬المؤرخ في ‪ 29‬ديسمير‪.2016‬‬ ‫‪ ،2005‬والمادة ‪ 352‬من ق ج‬
‫وهنا تثور الصعوبة فيما لو امتنع المتهم عن تنفيذ التزاماتو بسداد مقايل المصالحة أو ماطل في ذلك‬
‫الرأي الراجح أنو في حالة صاادور أمر بالحفظ أو حكم غير بات في الدعوع‪ ،‬ففي هذه الحالة يجوز‬
‫للنيابة العامة‪-‬إذا ما رأت العدول عن أمر الحفظ‪ -‬تقديم الدعوع للمحكمة دون أس ا ا ا ا ااباب محددة‪ ،‬مالم تكن‬
‫الدعوع العمومية قد انقض ا ا اات بمض ا ا ااي المدة‪ ،‬كما يجوز إلدارة الجمارك الطعن في الحكم غير البات أمام‬
‫المحكمة المختصة‪ ،‬والدفع أمامها يبطزن المصالحة لتختلف أحد ةروطها‪ ،‬وهو أداء مقايل المصالحة(‪،)4‬‬
‫أما في حالة صدور أمر بخال وجو للمتابعة أو حكم بات في الدعوع العمومية‪ ،‬فز تملك اإلدارة المتصالحة‬
‫مع مرتكب الجريمة الطعن في المصا ا ا ا ااالحة أو الرجوع فيها‪ ،‬وال يكون أمامها سا ا ا ا ااوع اللجوء إلى القضا ا ا ا اااء‬
‫المدني إلجبار المتهم على تنفيذ التزامو مع التعويض عما أص ااايها من ض اارر إن كان لو محل‪ ،‬وعلة ذلك‬
‫أن حجية الحكم الجزائي أو األمر بخال وجو للمتابعة تمنع من تحريك الدعوع العمومية أو مباة ا ا ا ا ا ا ارتها مرة‬
‫أخرع قيل المتهم‪ ،‬إذ أن حجية األحكام تعلو على النظام العام‪ ،‬ولتفادي هذا اإلةا ا ا ا ا ا ااكال‪ ،‬عادة ما يجري‬
‫العمل على أن المتهم ال يحصل على ما يثيت المصالحة الجمركية إال بعد أداء مقايل المصالحة(‪.)5‬‬
‫‪ -II‬أثر المصالحة عل الغير‬
‫يرع األسا ا ا ا ااتاذ ‪ Gassin R‬أن المصا ا ا ا ااالحة في المواد الجزائية محكومة بقاعدتين هامتين‪ ،‬أولهما‪ :‬أن‬
‫المصا ااالحة الجزائية ال تحقق فائدة للغير‪ ،‬وثانيهما‪ :‬عدم إض ا ارار المصا ااالحة بالغير(‪ ،)6‬وسا اانتناول فيما يلي‬
‫اثار المصالحة الجزائية في الجرائم الجمركية على الغير في إطار هاتين القاعدتين‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ينتفع الغير بالمصالحة الجمركية‬

‫(‪ -)1‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.237‬‬
‫(‪ -)2‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫(‪ -)3‬سعادنة العيد العايش‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫(‪ -)4‬طو أحمد محمد عيد العليم‪ ،‬الصالح الجنائي في القانون المصاري طبقا رخر تعديزتو‪ ،‬المرجع الساايق‪ ،‬ص ص ‪-577‬‬
‫‪.578‬‬
‫(‪ -)5‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.578‬‬
‫(‪ -)6‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.279‬‬

‫‪325‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المقصود بالمسؤول الغير في المجال الجمركي هو كل ةخص لم يتصالح مع اإلدارة بالرغم من أن‬
‫الدعوع العمومية تةملو أو تعنيو‪ ،‬مثل الفاعلون ارخرون‪ ،‬الةركاء‪ ،‬المسؤولين المدنيين والضامنون(‪:)1‬‬
‫أ‪-‬الفاعلون اآلخرون والشيييييركا ‪ :‬تكاد تجمع وتتفق جل التةا ا ا اريعات الجمركية والجزائية التي تجيز‬
‫المص ااالحة الجزائية بما فيها التةا اريعات المقارنة محل الد ارس ااة في حص اار اثار هذه األخيرة فيمن يتص ااالح‬
‫مع اإلدارة الجمركية وحده وال يمتد أثرها للفاعلين ارخرين أو الةركاء في نفس الجريمة(‪.)2‬‬
‫وبما أن أثر المصا ا ا ا ا ا االحة يقتص ا ا ا ا ا اار فقا على أطرافو‪ ،‬وال يحقق فائدة للغير وال يض ا ا ا ا ا ااار الغير بو‪،‬‬
‫حاجز أمام إمكانية متابعة النيابة العامة األةا ا ا ا ااخاص‬
‫اا‬ ‫فالمصا ا ا ا ااالحة التي تتم مع أحد المخالفين ال تةا ا ا ا ااكل‬
‫ارخرين الذين ساهموا معو في ارتكاب الجريمة أو ةاركوا في اقترافها(‪ ،)3‬وهذا ما قضت بو المحكمة العليا‬
‫في قرار صدر يتاريخ ‪ 22‬ديسمير‪.)4(1997‬‬
‫وهو نفس االتجاه الذي استقر عليو القضاء الفرنسي منذ القرار الصادر عن محكمة النقض في ‪26‬‬
‫قضااى يإسااقاط الدعوع العمومية بالنساابة‬ ‫أوت ‪ 1920‬الذي ألغت بموجبو قرار صاادر عن محكمة اسااتئنا‬
‫للمتهم المتصا ا ا ا ااالح وغيره من المتهمين ارخرين المتابعين من أجل التهرب من أداء الرسا ا ا ا ااوم الجمركية(‪،)5‬‬
‫وكذلك القرار الصااادر عن ذات المحكمة يتاريخ ‪ 8‬ديساامير‪ ،1971‬والذي أكد عدم إفادة المتهمين ارخرين‬
‫سا ا ا ا اواء كانوا فاعلين أو ة ا ا ا ااركاء من إجراء المص ا ا ا ااالحة‪ ،‬وامكانية متابعتهم‪ ،‬والذين يظلون مس ا ا ا ااؤولين عن‬
‫التعويض الكامل عن الضرر(‪.)6‬‬
‫خزصااة القول أن المصااالحة الجمركية ينحصاار أثرها فيما يخص انقضاااء الدعوع العمومية بالنساابة‬
‫للمتصالحين وحدهم دون أن يمتد إلى غيرهم غير المتصالحين سواء كانوا فاعلين أصليين أو ةركاء‪.‬‬

‫(‪ -)1‬رياض مفتائ‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.451‬‬


‫(‪ -)2‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.415‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪- Rozenn CREN, Op-Cit, pp 270-272 , Fatiha NAAR, Op-Cit, p 252.‬‬
‫‪-‬محمد خميخم‪ ،‬المرجع السااايق‪ ،‬ص ‪-101‬سااعادنة العيد العايش‪ ،‬المرجع السااايق‪ ،‬ص ‪ ، 4‬محمد ساازمة يني طو‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪.312‬‬
‫(‪ " -)4‬حيث أنو من الثايت أن للمصا ااالحة الجمركية أثر نسا اايي بحيث ينحصا اار أثرها في طرفيها وال ينصا اار إلى الغير فز‬
‫ينتفع الغير يها وال يضا ا ااار منها‪ ...‬وحيث أنو متى كان ذلك فإن المجلس الذي صا ا اارئ في قضا ا ااية الحال بانقضا ا اااء الدعوع‬
‫العمومية بالنساابة للمتهمين الذين أيرموا المصااالحة مع إدارة الجمارك دون المدعي في الطعون الذي لم تةااملو المص االحة لم‬
‫يخرق أي قاعدة جوهرية في اإلجراءات كما أنو لم يخالف القانون"‪ ،‬القساا ا ا اام الثالث لغرفة الجنح والمخالفات بالمحكمة العليا‪،‬‬
‫ملف رقم ‪ ،154107‬قرار في ‪ 22‬ديسا اامير‪ ،1997‬غير منةا ااور‪ ،‬مةا ااار إليو لدع‪ :‬أحسا اان يوسا ااقيعة‪ ،‬المنازعات الجمركية‪،‬‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.288-287‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪- Cass. Crim-8-26.1920, Doc.cont, n° 210; -83-1954, Doc.cont, n° 963; -7-61954, Doc.cont, n° 1096.‬‬
‫نقز عن‪:‬أحسن يوسقيعة‪،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية ‪،….‬المرجع السايق‪ ،‬ص‪.243‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪- Cass. Crim8. Décembre 1971, n° 70-91872, On me réfère à: Matthieu Hy, Op-Cit.‬‬

‫‪326‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫وقد أثير التساااؤل‪ ،‬في المجال الجمركي‪ ،‬حول إذا ما كان على القضاااء عند تقدير الجزاءات المالية‬
‫أن يخخذ بعين االعتبار ما دفعو المتهم المتصا ااالح‪ ،‬أم أنو يقضا ااي على باقي المتهمين دون خصا اام حصا ااة‬
‫المتهم المتصالح مع اإلدارة‬
‫أجاب القضاء الفرنسي على هذا التساؤل في عدة مناسبات‪ ،‬بقولو‪ :‬على الفاعلين ارخرين والةركاء‬
‫ولإلدارة عند تحصاايل‬ ‫(‪)1‬‬
‫دفع الجزاءات المالية كاملة بالتضااامن فيما يينهم يدون خصاام حصااة المتصااالحين‬
‫العقوبات المالية أن تخص اام المبالغ التي س اايق أن حص االت عليها من المتهم المتص ااالح معها‪ ،‬وأكدت ذلك‬
‫في ق اررين الحقين لمحكمة النقض‪ ،‬األول ص ا ا اادر في ‪ 26‬نوفمير‪ 1964‬في قض ا ا ااية س ا ا االمون ‪،)2(Salmon‬‬
‫وبالثاني صدر في ‪ 8‬ديسمير‪ 1972‬في قضية يورليق‪.)3( Burleigh‬‬
‫وهكذا استقر القضاء الفرنسي على ميدأين(‪:)4‬‬
‫‪ -‬المبدأ األو ‪ :‬هو أن المص ا ا ا ا ااالحة الجمركية ال يس ا ا ا ا ااتفيد منها إال من كان طرافا فيها وال يمكن أن‬
‫تةكل عائاقا أمام متابعة األةخاص ارخرين فاعلين كانوا أم ةركاء‪.‬‬
‫‪ -‬المبدأ الثان ‪ :‬وهو أن المص ا ا ا ا ا ااالحة ال تؤخذ بعين االعتبار عند تحديد العقوبات المالية للمتهمين‬
‫غير المتصا ا ااالحين‪ ،‬فعلى جهات الحكم أن تقضا ا ااي عليهم بكامل الجزءات المالية المقررة للفعل المنسا ا ااوب‬
‫إليهم‪ ،‬أي من دون خصم الميلغ الذي دفعو الطر المتصالح مع اإلدارة‪.‬‬
‫األمر الذي من ة ا ااخنو أن يؤدي إلى نتائج غير مقيولة‪ ،‬تتمثل في حص ا ااول إدارة الجمارك على ميلغ‬
‫قانونا‪ ،‬تطييقا للميدأ المقرر ينص المادة ‪ 227‬من ق م ج‪ ،‬والمادة ‪ 1210‬من ق‬
‫مقرر ا‬‫يفوق بكثير ما هو اا‬
‫م ‪ ،‬والمادة ‪ 227‬من ق م م‪.‬‬
‫ولهذا فمن الناحية العملية‪ ،‬تحصا اار إدارة الجمارك تنفيذ العقوبات في تحصا اايل الجزاءات المالية بعد‬
‫ونظر لتطايق التة ا ا ا اريع الجزائري‬
‫اا‬ ‫خصا ا ا اام القسا ا ا ااا الذي يدفعو المتهمون المتصا ا ا ااالحون مع إدارة الجمارك‪،‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪- Cass. Crim 6-7-1954: Doc.cont, 1096 .‬‬ ‫مةار إليو لدع‪ :‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.244‬‬
‫(‪ " -)2‬إن المص ا ا ا ااالحة التي تمنحها إدارة الجمارك تؤدي إلى انقض ا ا ا اااء الدعوع العمومية غير أنو ال يس ا ا ا ااتفيد منو إال مرتكب‬
‫المخالفة التي تصا ااالح معها وال يمكن لهذا االنقضا اااء أن يحد من ميدأ مباة ا ارة الدعوع العمومية وال من مداها بالنسا اابة لباقي‬
‫الفاعلين أو الةركاء الذين يظلون ملزمين بموجب التضامن بالتعويض الكامل للضرر الذي لحق بالخزينة "‪،‬‬
‫‪-Cass. Crim. 26-11-1964: Bull. Crim, n°314,‬‬ ‫نقزا عن ‪ :‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.245‬‬
‫(‪ " -)3‬بما أن المتهمين غير مرتبطين يواجب التضامن فإن المصالحة التي تمنحها إدارة الجمارك ألحدهما ينحصر أثرها في‬
‫الةخص المتصالح معها وال ينصر إلى األةخاص ارخرين وال يمكن للمصالحة أن تحد من ميدأ مباةرة الدعوع العمومية‬
‫أو من مداها يخص ا ا ا ا ااوص المتهمين ارخرين أو الة ا ا ا ا ااركاء الذين يظلون ملزمين بالتعويض الكامل عن الض ا ا ا ا اارر الذي لحق‬
‫بالخزينة "‪ Crim 8-12-1971: D. 1972. Somm.36 et JCP, 37, II, 17516, note P. N ،‬مةا ااار إليو لدع‪ :‬أحسا اان يوسا ااقيعة‪،‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.246‬‬
‫(‪ -)4‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.246‬‬

‫‪327‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫والفرنس ا ا ااي فالراجح أنو لو عرض ا ا اات مثل هذه القض ا ا ااايا على القض ا ا اااء الجزائري ألخذ بما أخذ بو القض ا ا اااء‬
‫الفرنسا ااي(‪ ،)1‬أما المةا اارع المصا ااري فلم يواجو مثل هذا الفرض‪ ،‬إال أن الرأي الراجح في الفقو المصا ااري(‪،)2‬‬
‫يرع بخنو يتعين إلزام المتهمين الذين لم يكونوا طرافا في المصالحة بخداء ميلغ الغرامة كلو بطريق التضامن‪،‬‬
‫مع خصاام الميلغ الذي يخص المتهم الذي كان طرافا في المصااالحة(‪ ،)3‬تخسااي اس اا على أن مقايل المصااالحة‬
‫واحد ال يتعدد يتعدد الجناة‪ ،‬حيث أنهم يكونوا متضا ا ا ااامنين في الوفاء بو‪ ،‬فإذا أداه أحدهم كامزا سا ا ا ااقا عن‬
‫الباقين‪ ،‬وهذا ما يتزءم مع وحدة الواقعة أو الجريمة وميدأ عينية الطلب المتنازل عنو بالتصالح(‪.)4‬‬
‫واذا كانت القاعدة في المص ا ا ااالحة الجمركية أال ينتفع يها الغير‪ ،‬فلقد أورد عليها القض ا ا اااء الفرنس ا ا ااي‬
‫اسا ا ااتثناءين أولهما‪ :‬هو عدم جواز حصا ا ااول إدارة الجمارك على ميلغ يفوق قيمة الجزاءات المالية المحددة‬
‫قانونا‪ ،‬وبالتالي يتعين على إدارة الجمارك خص اام حص ااة المخالف المتص ااالح معها عند تحص اايل الجزاءات‬ ‫ا‬
‫المالية المحكوم يها على الفاعلين ارخرين والةا ا ا ا ا ا ااركاء‪ ،‬وثانيهما‪ :‬إذا كان الطر المتص ا ا ا ا ا ا ااالح مع إدارة‬
‫الجمارك وكيزا أو ممثزا لباقي المخالفين وكانت المصالحة تخدم مصالحهم جاز لهم أن يستفيدوا منها(‪.)5‬‬
‫وهكذا قضي بخن الةريك يستفيد من المصالحة التي أجراها مرتكب المخالفة مع إدارة الجمارك ودفع‬
‫إثرها يدل المصااالح باساامو وباساام ةاريكو‪ ،‬مع إمكانية رجوع الطر المتصااالح مع اإلدارة على ةاريكو وفاقا‬
‫لقواعد القانون العام لسا ااداد نص ا اف الميلغ الذي دفعو لإلدارة على س ااييل المص ااالحة(‪ ،)6‬وقضاااي أيضاااا بخن‬
‫المص ا ااالحة التي أيرمها الناقل يس ا ااتفيد منها ص ا اااحب البض ا اااعة متى كانت نافعة لو وتخدم مص ا ااالحو‪ ،‬وأن‬
‫المصالحة التي عقدها الوكيل لدع الجمارك يستفيد منها موكلو متى كانت ترعى مصالحو(‪.)7‬‬
‫ب‪-‬المس ولون مدنيا والضامنون‪:‬‬

‫أما بالنسا اابة للكفزء والمسا ااؤولون ا‬


‫مدنيا‪ ،‬فإن المصا ااالحة الممنوحة لمرتكب الجريمة يسا ااتفيد منها كل‬

‫(‪ -)1‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.247‬‬


‫(‪ -)2‬أحمد فتحي سارور‪ ،‬الجرائم الضارييية والنقدية‪ ،‬مكتبة النهضاة المصارية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصار‪ ،1960 ،‬ص ‪ ،275‬مةاار إليو‬
‫لدع‪ :‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬الموسااوعة الةاااملة في‪ ...‬الصاالح الجنائي في ضااوء اراء الفقو وأحكام القضاااء‪ ،‬المرجع السااايق‪،‬‬
‫ص‪.257‬‬
‫(‪ -)3‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.257‬‬
‫(‪ -)4‬عيد الفتائ مراد‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.107‬‬
‫(‪ -)5‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.146-145‬‬
‫‪-)6(Cass. Crim 3-12-1906, D. P.95.2.410.‬‬
‫مة ا ا ا ااار إليو لدع‪ :‬أحس ا ا ا اان يوس ا ا ا ااقيعة‪ ،‬المص ا ا ا ااالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص‪.248‬‬
‫(‪ -)7‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.249‬‬

‫‪328‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫منهم‪ ،‬وتنهي الدعوع الجبائية‪ ،‬الرتباط مصيرهم بمن هم ضامنين لهم(‪.)1‬‬


‫ومن الطييعي أن يسا ا ااتفيد هؤالء من المصا ا ااالحة الجمركية‪ ،‬بةا ا اارط أن ينفذ المخالف المتصا ا ااالح مع‬
‫اإلدارة الجمركية التزاماتو محل عقد المصالحة‪ ،‬باعتبار أن التزاماتهم مالية محضة وال عزقة لهم بالدعوع‬
‫العمومية(‪.)2‬‬
‫وفيما يتعلق بمس ااخلة المص ااالحة المنعقدة يين إدارة الجمارك والة ااخص المعنوي‪ ،‬فالسا اوايق القض ااائية‬
‫في فرنسااا تقضااي بخنو ال يترتب على إجراء المصااالحة يين الةااخص المعنوي واإلدارة أثر انقضاااء الدعوع‬
‫العمومية بالنساابة لهذا األخير فحسااب(‪ ،)3‬يل يمتد أثر االنقضاااء إلى ممثلو القانوني‪ ،‬بةاارط مزدوج هو أال‬
‫يتابع إال يهذه الصفة‪ ،‬وعن نفس الوقائع ‪ ،‬وعليو فالمصالحة الممنوحة للةخص المعنوي المسؤول ا‬
‫(‪)4‬‬
‫قانونا‪،‬‬
‫حدا للمتابعة ضد وكيلو(‪.)5‬‬
‫تضع ا‬
‫‪ -2‬ال يضار الغير من المصالحة‬
‫إذا كان الغير ال يس ا ا ااتفيدون مما اس ا ا ااتفاد منو المخالف المتص ا ا ااالح من انقض ا ا اااء الدعويين العمومية‬
‫والجبائية بالمص ا ا ا ا ااالحة‪ ،‬فإنهم كذلك ال يض ا ا ا ا ااارون مما قد ترتبو المص ا ا ا ا ااالحة الجمركية من أثر مالي على‬
‫المتصااالح‪ ،‬وهذا تطييقا لميدأ " نساايية أثر العقد" فالمتعاقدان دون غيرهما من يلتزمان بالعقد كقاعدة عامة‪،‬‬
‫اما(‪.)6‬‬
‫فز يلتزم الغير بما ورد فيو‪ ،‬ألنو ال ينةخ في ذمتهم التز ا‬
‫فإذا أيرم أحد المتهمين مصا ا ا ااالحة مع إدارة الجمارك فإن ةا ا ا ااركاءه والمسا ا ا ااؤولين مدنيا باعتبارهم من‬
‫الغير ال يلزمون بما يترتب على هذه المصالحة من اثار في ذمة المتهم الذي أيرمها(‪.)7‬‬
‫فز يجوز لصا ا ا اااحب الةا ا ا ااخن أن يرجع على أي منهم عند إخزل ذلك المتهم بالتزاماتو مالم يكن من‬
‫متضامنا معو أو أن المتهم قد باةر المصالحة بصفتو وكيزا عنو(‪.)8‬‬
‫ا‬ ‫ضامنا لو أو‬
‫ا‬ ‫يرجع إليو‬
‫كما ال يجوز إلدارة الجمارك أن تحتج باعت ار المتهم الذي تصالحت معو بارتكاب المخالفة إلثبات‬
‫إذناب ةركائو الذين يحق لهم نفي الجريمة بكافة طرق اإلثبات(‪.)9‬‬
‫مجمل القول‪...‬أن التةا اريعات المقارنة محل الد ارس ااة‪ ،‬تتفق في أخذها ينظام المص ااالحة الجزائية في‬

‫(‪)1‬‬
‫‪- Rozenn CREN, Op-Cit, p 272.‬‬

‫(‪ -)2‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.418-417‬‬


‫(‪)3‬‬
‫‪- Cass. Crim13. Décembre 1993, Bull. Crim. n° 384, On me réfère à: Wilfrid EXPOSITO, Op-Cit, p 338.‬‬
‫‪- Cass. Crim20. Janvier 1992, n° 89-94768, On me réfère à: Matthieu Hy, Op-Cit.‬‬
‫(‪)4‬‬

‫(‪)5‬‬
‫‪- IBID.‬‬
‫(‪ -)6‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫(‪ -)7‬علي أحمد صالح‪ ،‬المرجع السباق‪ ،‬ص ‪.192‬‬
‫(‪ -)8‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المنازعات الجمركية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.288‬‬
‫(‪ -)9‬سعادنة العيد العايش‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.54‬‬

‫‪329‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الجرائم االقتصا ا ا ااادية‪ ،‬وأيرز نماذجها الجريمة الجمركية‪ ،‬يل وتكاد تتطايق في العديد من إجراءاتها واثارها‪،‬‬
‫وذلك ليس باعتبارها س ا اايب من األس ا ااباب الخاص ا ااة النقض ا اااء الدعوع العمومية فحس ا ااب‪ ،‬يل كيديل عنها‪،‬‬
‫السيما إذا تمت قيل تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬لما تحققو من بساطة وسرعة في حسم المنازعات الجمركية‬
‫عن اللجوء للقضا ا ا اااء في الغالب‪ ،‬بما يوفر الجهد والمال والوقت‪ ،‬للمتقاضا ا ا ااي‬ ‫وغيرها‪ ،‬فهي تغني األط ار‬
‫والقضاء على حد السواء‪ ،‬فهي يديل فعلي وفعال في حل أزمة العدالة الجزائية‪.‬‬

‫المطلب الثان ‪ :‬تطبيقات أخرى للمصالحة الجزائية‬


‫للمصالحة الجزائية كما سيق ييانو‪ ،‬نوعين‪ :‬يتمثل النوع األول في المصالحة في الجرائم االقتصادية‪،‬‬
‫والذي تناولنا بالدراسة أحد أهم تطييقاتو‪ ،‬وهو المصالحة الجزائية في الجرائم الجمركية‪.‬‬
‫أما النوع الثاني فيتمثل في المصا ا ااالحة في الجرائم التنظيمية‪ ،‬والذي نجد أن تيني المةا ا اارع الجزائري‬
‫جدا إن لم نقل ةبو معدوم‪ ،‬فقد ورث المةرع الجزائري عن‬
‫لهذا النظام في هذه الطائفة من الجرائم محتةم ا‬
‫نظيره الفرنسااي فكرة المصااالحة في المخالفات التنظيمية‪ ،‬والتي تخخذ صااورتين‪ :‬غرامة الصاالح ‪L'amende‬‬
‫‪ de composition‬والغرامة الجزافية‪ ،)1( l’amende forfaitaire‬حيث وردت أحكام المصا ا ا ا ااالحة الجزائية في‬
‫المخالفات في التةريع الجزائري في القسم األول من الفصل الثاني من الباب الثالث الموسوم يا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اا‪ " :‬في‬
‫الحكم في الجنح والمخاالفاات" من قاانون اإلجراءات الجزائياة الجزائري‪ ،‬وتحادي اادا في المواد ‪ 381‬إلى ‪393‬‬
‫منو‪ ،‬والتي وردت تحت عنوان‪ " :‬في غرامة الصلح والمخالفات"‪ ،‬وهي تسمية لنظام فرنسي األصل يسمى‬
‫تحديدا ألن المصا ا ا ااالحة في اللغة الفرنسا ا ا ااية‬
‫ا‬ ‫‪ ،L'amende de composition‬والتي ال تعير عن المصا ا ا ااالحة‬
‫تعني ‪ Transaction‬أما مصااطلح ‪ Composition‬فيعني التسااوية(‪ ،)2‬والتسااوية الجزائية في التةاريع الفرنسااي‬
‫الحالي نظام مس ا ا ااتقل يذاتو عن المص ا ا ااالحة‪ ،‬س ا ا اانتناولو بالتفص ا ا اايل كيديل حديث عن الدعوع العمومية في‬
‫الفصال األخير من هذه الرساالة حيث أن المةارع الفرنساي نص على نظام الغرامة الجزافية بموجب مرساوم‬
‫بقانون صااادر في ‪ 28‬ديساامير‪ ،)3(1926‬وفي عام ‪ 1945‬نص على نظام غ ا‬
‫رمة التسااوية ‪L'amende de‬‬
‫‪ ( composition‬التي ترجمها المةرع الجزائري إلى غرامة الصلح )‪ ،‬وذلك بموجب األمر رقم ‪2595-45‬‬
‫المؤرخ في ‪ 2‬نوفمير‪ ،1945‬بةخن تحصيل غرامات التسوية‪ :‬مخالفات الةرطة(‪.)4‬‬

‫(‪ -)1‬ميلود دريسي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.41‬‬


‫(‪ -)2‬داود زمورة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.171-170‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪- Décret-Loi du 28 décembre 1926, relatif à l'unification des compétences en matière de circulation et de‬‬
‫‪conservation des voies publiques, JORF du 30 décembre 1926, p 13698.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- Ordonnance n° 45-2595 du 2 novembre 1945, perception des amendes de composition: Contraventions de‬‬
‫‪police, JORF du 3 novembre 1945.‬‬
‫‪-‬هرامة التسييييييوية‪ :‬إجراء مبسا ا ا ااا‪ ،Procédure Simplifiée‬يطيق على المخالفات‪ ،‬قيل أي تكليف بالحضا ا ا ااور‪ ،‬تحيل النيابة‬
‫العامة المحضا ا ا اار إلى قاضا ا ا ااي الصا ا ا االح‪ ،‬الذي يحدد قيمة ميلغ الغرامة‪ ،‬بموجب أمر‪ ،‬ييلغ إلى المخالف‪ ،‬الذي يكون أمامو‬

‫‪330‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ثم أصاادر المةاارع الفرنسااي قانون رقم ‪ 5-72‬المؤرخ في ‪ 3‬جانفي ‪ ،)1(1972‬لمواجهة العيوب التي‬
‫تكةا اافت عن تطييق نظام الغرامات الجزافية وغرامات التسا ااوية‪-‬الصا االح‪ ،)2(-‬حيث أنو في عام ‪ 1968‬في‬
‫باريس‪ ،‬تم دفع ‪ % 56‬فقا من غرامات التسااوية‪ ،‬مما تساايب في ارتفاع عدد قضااايا المخالفات أمام محاكم‬
‫اليوليس‪ ،‬باإلضا ا ااافة إلى ذلك فقد فضا ا اال عدد كيير من المخالفين إجراء المحاكمة(‪ ،)3‬وهي األسا ا ااباب التي‬
‫دفعت المةاارع الفرنسااي إللغاء نظام ‪ ،L'amende de composition‬واسااتيدالو ينظام األمر الجزائي‪ ،‬إال أنو‬
‫أبقى بموجب هذا القانون على نظام الغرامة الجزافية(‪.)4‬‬
‫وأض ا اايف إلى هذا اإلجراء فيما بعد إجراء التعويض الجزافي ‪ ،L'indemnité Forfaitaire‬والذي أدرج‬
‫في قانون اإلجراءات الجزائية الفرنس ا ااي بموجب القانون رقم ‪ 1407-85‬المؤرخ في ‪ 30‬ديس ا اامير‪،)5(1985‬‬
‫المخصص لبعض الجرائم في مجال خدمات النقل اليري العام(‪.)6‬‬
‫ينص المااادة ‪ 59‬من القااانون رقم‬ ‫كمااا ألغى المةا ا ا ا ا ا اارع الفرنسا ا ا ا ا ا ااي المااادة ‪ 1-1-41‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ 222-2019‬المؤرخ في ‪ 23‬مارس ‪ 2019‬بةا ا ااخن اليرمجة ‪ 2022-2018‬واصا ا اازئ العدالة‪ ،‬والتي كانت‬
‫تنص على غرامة المصالحة ‪ L'amende transactionnelle‬التي يجريها ضابا الةرطة القضائية(‪.)7‬‬
‫وعليو فالمةا اارع الجزائري تينى نظام الغرامة الج ازفية من المةا اارع الفرنسا ااي(‪ ،)8‬لكنو أطلق عليو اسا اام‬
‫غرامة الص االح التي يفترض أن يقايلها نظام ‪ L'amende de composition‬الذي كان قد تخلى عنو المة اارع‬
‫الفرنس ا ااي كما س ا اايق ييانو‪ ،‬وبذلك يكون المة ا اارع الجزائري قد تينى النظام الجديد مع اإلبقاء على التس ا اامية‬
‫(‪)9‬‬
‫والتي ترجمها إلى غرامة التصا ااالح وهي في الحقيقة تسا اامية خاطئة‬ ‫القديمة‪L'amende de composition‬‬

‫ٍ‬
‫حينئذ بمثابة قرار قضا ا ا ا ا ااائي باإلدانة)‪ ،‬أو عدم دفعها ( يسا ا ا ا ا ااتدعي المعني أمام محكمة‬ ‫خياران‪ :‬إما دفع الغرامة (كان القرار‬
‫اليوليس)‪.‬‬
‫‪-Xavier ANONIN, La spécialité contraventionnelle en matière pénale, Thèse pour le doctorat en droit, Université‬‬
‫‪de Aix-Marseille France, Faculté de droit et de science, politique, 2018, p230.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪- Loi n° 72-5, du 3 Janvier 1972, tendant à simplifier la procédure applicable en matière de contraventions (1),‬‬
‫‪JORF n° 3-104 e année-, du 5 janvier 1972, p 153.‬‬
‫(‪ -)2‬أمين مصطفى محمد‪ ،‬انقضاء الدعوع الجنائية بالصلح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪- Xavier ANONIN, Op-Cit, p 230.‬‬
‫(‪ -)4‬أمين مصطفى محمد‪ ،‬انقضاء الدعوع الجنائية بالصلح وفقا ألحكام القانون رقم ‪ 174‬لسنة ‪ 1998‬يتعديل بعض أحكام‬
‫قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،...‬المرجع السايق‪ ،‬ص‪.65‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪- loi n° 85-1407 du 30 Décembre 1985, portant diverses dispositions de procédure pénale et de droit pénale (1),‬‬
‫‪JORF n° 303-117 e année-, du 30 et 31 décembre 1985, p 15509.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, P 865.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪- L'article 41-1-1, CPPF, Abrogé par loi n° 2019-222, du 23 mars 2019-art. 59, de programmation 2018-222 et‬‬
‫‪de réforme pour la justice (1), JORF n° 0071, du 24 mars 2019.‬‬
‫(‪ -)8‬ينص المةا اارع الفرنسا ااي في قانون اإلجراءات الجزائية الحالي على الغرامة الجزافية‪ ،‬في الفصا اال الثاني مكرر من الباب‬
‫الثالث من الكتاب الثاني تحت عنوان‪ " :‬من إجراء الغرامة الجزافية ‪." De La procédure de l'amende forfaitaire‬‬
‫(‪ -)9‬داود زمورة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.178-177‬‬

‫‪331‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ألن الصحيح هو غرامة التسوية ثم نص على الغرامة الجزافية‪ ،‬ينص المادة ‪ 392‬من ق إ ج ج‪.‬‬
‫ولما كانت أغلب التةاريعات المقارنة تخخذ ينظام المصااالحة الجزائية في الجرائم التنظيمية‪ ،‬فالتةاريع‬
‫الفرنس ا ااي هو ارخر نظم ص ا ااورة هذه المص ا ااالحة في بعض نص ا ااوص القوانين التنظيمية يل وتوس ا ااع فيها‪،‬‬
‫كقطاع النقل بالسا ا ا ا ا ا ااكك الحديدية‪ ،‬وقطاع الصا ا ا ا ا ا اايد والمياه العذبة‪ ،‬وجرائم الغابات‪ ،‬وحماية الييئة‪ ،‬وجرائم‬
‫االتصاااالت واليريد وغيرها‪ ،‬كما نجد باإلضااافة إلى هذه المجاالت كما ساايق ذكره‪ ،‬تطييق اخر للمص االحة‬
‫عن طريق الغرامة الجزافية في المخالفات(‪.)1‬‬
‫وكذلك نجد المةرع المصري تينى نظام التصالح في المخالفات في الفصل الثالث الموسوم يا ا ا ا ا " في‬
‫انقض اااء الدعوع الجنائية "‪ ،‬من الباب األول الوارد تحت عنوان " في الدعوع الجنائية "‪ ،‬من الكتاب األول‬
‫مكرر المضافة بالقانون رقم‬
‫اا‬ ‫وتحديدا ينص المادة ‪18‬‬
‫ا‬ ‫" في الدعوع الجنائية وجمع االستدالالت والتحقيق"‪،‬‬
‫‪ 174‬لسنة ‪ ،1998‬والمعدلة بالقانون رقم ‪ 74‬سنة ‪ ،2007‬والتي تجيز إجراء الغرامة التصالحية والتصالح‬
‫الجزائي‪.‬‬
‫وعليو‪ ،‬فالتةا ا ا اريعات المقارنة محل الد ارس ا ا ااة تتفق على األخذ ينظام المص ا ا ااالحة الجزائية في الجرائم‬
‫مجاالت تطييقها‪ ،‬إذ تتسا ا ا ا ااع في القانون الفرنسا ا ا ا ااي‪ ،‬وبدرجة أقل المصا ا ا ا ااري وبعدها‬ ‫التنظيمية مع اختز‬
‫الجزائري‪.‬‬
‫وبناء على ما س ا ا ا ا ا اايق‪ ،‬فالمص ا ا ا ا ا ااالحة في مواد المخالفات التنظيمية تخخذ ص ا ا ا ا ا ااورتين‪ :‬تتعلق األولى‬
‫بمخالفات القانون العام البسيطة (الفرع األول)‪ ،‬والثانية تتمثل في الغرامة الجزافية (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األو ‪ :‬هرامة الصلح‬
‫يمكن تعريف غرامة الصا االح بخنها‪ " :‬قرار قضا ااائي يص اادره عض ااو النيابة العامة المختص في جرائم‬
‫يناءا على االطزع على األوراق دون حضور الخصوم‪ ،‬خزل الميعاد المحدد ا‬
‫قانونا "(‪.)2‬‬ ‫معينة‪ ،‬وذلك ا‬
‫وعلى الرغم من أن نظام غرامة الصا ا ا ا االح يتعارض مع بعض المبادئ األسا ا ا ا اااسا ا ا ا ااية في المحاكمات‬
‫الجزائية‪ ،‬كالة ا ا اافوية والعزنية والمواجهة‪ ،‬ويتعارض مع ميدأ الفص ا ا اال يين س ا ا االطتي االتهام والحكم‪ ،‬إال أنو‬
‫يحقق فوائد عملية كييرة‪ ،‬كما أن ثمة جرائم قليلة الةا ا ا ا ا ا ااخن تعد الغرامة في حدود معينة كافية لردع العامة‬
‫وزجر الجاني فضز عن توفير وقت قضاه الحكم(‪.)3‬‬
‫وقيل ييان أحكام المصااالحة في مخالفات القانون العام البساايطة‪ ،‬نذكر أن د ارسااتنا لهذه الصااورة من‬

‫(‪ -)1‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.41‬‬


‫(‪ -)2‬عثامنية كوس ا اار‪ ،‬دور النيابة العامة في حماية حقوق اإلنس ا ااان أثناء مراحل االجراءات الجزائية‪-‬د ارس ا ااة مقارنة‪ ،-‬أطروحة‬
‫مقدمة لنيل ةااهادة الدكتوراه علوم في الحقوق‪ ،‬تخصااص‪ :‬قانون جنائي‪ ،‬جامعة محمد خيضاار‪-‬بسااكرة‪ ،-‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،2014-2013 ،‬ص ‪.109‬‬
‫(‪ -)3‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.109‬‬

‫‪332‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المصا ااالحة يقتصا اار على التة ا اريعين الجزائري والمصا ااري‪ ،‬اا‬
‫نظر ألن المةا اارع الفرنسا ااي قد تخلى عن نظام‬
‫‪ ،L'amende de composition‬وألغى غرامة المصا ااالحة ‪ ،L'amende transactionnelle‬يإلغائو نص المادة‬
‫‪ ،‬كما سيق ييانو‪.‬‬ ‫‪ 1-1-41‬من ق إ ج‬
‫ايتداء إلى الةروط الموضوعية‬ ‫ولإللمام باألحكام القانونية لهذه الصورة من المصالحة فإننا سنتطرق‬
‫ا‬
‫ثانيا‪ ،‬وصوالا إلى ارثار المترتبة عنها‪-‬ثالثاا‬
‫لتطييقها‪-‬أوالا‪ ،-‬ثم ةروطها االجرائية (إجراءاتها)‪ -‬ا‬
‫أوال‪ :‬الشروط الموضوعية لغرامة الصلح و أطرافها‬
‫نص المةا ا اارع الجزائري على غرامة الصا ا االح ‪ L'amende de composition‬ونظم أحكامها في المواد‬
‫من ‪ 381‬إلى ‪ 391‬من ق إ ج ج‪ ،‬أما المةاارع المصااري فنص على الغرامة التصااالحية في صااورة تصااالح‬
‫المتهم بمخالفة أو جنحة معاقب عليها بالغرامة فقا أو بالحبس الجوازي الذي ال يزيد حده األقصا ا ا ا ااى على‬
‫مكرر من ق إ ج م‪.‬‬
‫اا‬ ‫ستة أةهر‪ ،‬في نص المادة ‪18‬‬
‫وباسا ا ااتقراء نصا ا ااوص هذه المواد‪ ،‬نجد أن المصا ا ااالحة في مخالفات القانون العام البسا ا اايطة تخضا ا ااع‬
‫لةروط موضوعية تتعلق بطييعة الجريمة محل المصالحة الجزائية‪ ،‬وبعضها ارخر يتعلق بخطرافها‪.‬‬
‫‪ -I‬الشروط المرتبطة بالجريمة محل المصالحة‬
‫األص ا ا اال في التةا ا ا اريع الجزائري أن كل مخالفات القانون العام البس ا ا اايطة يجوز تس ا ا ااويتها عن طريق‬
‫غرامة المص ا ا ا ا ااالحة(‪ ،)1‬فنص المادة ‪ 381‬من ق إ ج ج‪ " :‬قيل كل تكليف بالحض ا ا ا ا ااور أمام المحكمة يقوم‬
‫(‪)2‬‬
‫يتسا ا ا ا ا اام بالعمومية‬ ‫عضا ا ا ا ا ااو النيابة العامة المحال عليو محضا ا ا ا ا اار مثيت لمخالفة يإخطار المخالف ‪"...‬‬
‫جميعا كخصا اال عام‬
‫ا‬ ‫فمصا ااطلح "مخالفة " ورد على إطزقو‪ ،‬فالمةا اارع حدد النوع األدنى من الجرائم فخدرجها‬
‫ضمن حق المخالف في المصالحة‪ ،‬ونقصد يها المخالفات(‪.)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫أوردت عدة استثناءات على هذه القاعدة تتمثل في‪:‬‬ ‫غير أن المادة ‪ 391‬من ق إ ج ج‬
‫‪ -1‬إذا كانت المخالفة المحرر عنها المحضر تعرض فاعلها لجزاء غير الجزائي المالي أو لتعويض‬
‫األضرار الزحقة باألةخاص أو األةياء أو لعقوبات تتعلق بالعود‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كان ثمة تحقيق قضائي‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا أثيت محضر واحد بالنسبة لمتهم واحد أكثر من مخالفين‪.‬‬
‫‪ -4‬في األحوال التي ينص فيها تةريع خاص على استبعاد إجراء غرامة الصلح‪.‬‬
‫وهي الحاالت التي ال يجوز فيها اللجوء إلى غرامة الص االح‪ ،‬وباس ااتقراء هذه الة ااروط يتيين ص ااعوبة‬

‫(‪ -)1‬أحمد ييطام‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.716‬‬


‫(‪ -)2‬المادة ‪ 381‬من أمر رقم ‪ ،155-66‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.660‬‬
‫(‪ -)3‬يحي إيراهيم علي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫(‪ -)4‬المادة ‪ 391‬من أمر رقم ‪ ،155-66‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.611‬‬

‫‪333‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫إن لم نقل استحالة تطييق هذه الصورة من المصالحة‪ ،‬وذلك ألن المةرع الجزائري وضع ةرو ا‬
‫طا تفرع هذا‬
‫الميدأ من محتواه(‪ ،)1‬السا ا ا ا ا ا اايما األول منها‪ ،‬وهو األمر الذي يرجعو الباحث إلى الطابع االسا ا ا ا ا ا ااتثنائي لهذا‬
‫اإلجراء من األصا ا اال العام وهو عدم جواز المصا ا ااالحة في الدعوع العمومية‪ ،‬والذي لم يتخل عنو المةا ا اارع‬

‫الجزائري ا‬
‫نهائيا‪.‬‬
‫وتحديدا ينص المادة ‪ 27‬منو‬
‫ا‬ ‫وبالرجوع إلى المةا ا ا ا ا ا اارع الجزائري نجده قد قسا ا ا ا ا ا اام في قانون العقوبات‬
‫قانونا كمعيار للتصنيف(‪،)2‬‬
‫معتمدا العقوبة المقررة لها ا‬
‫ا‬ ‫تبعا لخطورتها إلى جنايات وجنح ومخالفات‪،‬‬ ‫الجرائم ا‬
‫وبالرجوع أيض ا ا ااا إلى المادة ‪ 5‬من ق ع ج نجدها نص ا ا اات على أن العقوبات األص ا ا االية في مادة المخالفات‬
‫هي‪:‬‬
‫‪ -1‬الحبس من يوم واحد على األقل إلى ةهرين على األكثر‪.‬‬
‫‪ -2‬الغرامة من ‪ 2.000‬دج إلى ‪ 20.000‬دج(‪.)3‬‬
‫وتحديدا الكتاب الرابع الموسوم ي ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا " المخالفات وعقوباتها "‪،‬‬
‫ا‬ ‫كما أنو بالرجوع إلى قانون العقوبات‬
‫المواد من ‪ 440‬إلى ‪ 468‬منو‪ ،‬فإنها تعاقب على المخالفات بالغرامة وو أو الحبس أو بالغرامة مع جواز‬
‫الحكم بالحبس‪ ،‬وليس ثمة أي مخالفة معاقب عليها بالغرامة فقا‪ ،‬وعليو فإن جميع المخالفات المنصاااوص‬
‫عليهااا في قااانون العقوبااات قااد تعرض فاااعلهااا لجزاء غير الجزاء المااالي وهو مااا يعني اسا ا ا ا ا ا ااتبعاااد جميع‬
‫المخالفات المنصااوص عليها في هذا القانون من نطاق تطييق غرامة الصاالح‪ ،‬لتبقى غرامة الصاالح تطييق‬
‫فقا على المخالفات المنصوص عليها في القوانين الخاصة(‪.)4‬‬
‫وهكذا نخلص إلى أن المادة ‪ 391‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج ض اايقت من مجال تطييق غرامة الص االح إلى درجة‬
‫أنها حولت الميدأ الذي جاءت بو المادة ‪ 381‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج إلى اسا ا ا ا ا ا ااتثناء(‪ ،)5‬ولهذا‪ ،‬يةا ا ا ا ا ا اااطر الباحث‬
‫القائل بضرورة تدخل المةرع الجزائري وتعديل نص المادة ‪ 391‬من ق إ ج وذلك بحذ‬ ‫(‪)6‬‬
‫أصحاب الرأي‬

‫(‪ -)1‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.118‬‬


‫(‪ -)2‬مما جاء في أحد ق اررات المجلس األعلى (المحكمة العليا حاليا)‪ " :‬يس ا ا ااتفاد من المادتين ‪ 5‬و‪ 27‬من ق ع أن العيرة في‬
‫وصا ا ا ا ا ا ااف الجريماة يجنااياة أو جنحاة أو مخاالفاة هي ينوع العقوباة المقررة لهاا قاانواناا "‪ ،‬الغرفاة الجناائياة األولى‪ ،‬قرار ‪.2 .6‬‬
‫‪ ،1979‬ملف ‪ ،18317‬المجلة القضا ا ا ااائية ‪ ،2-1989‬ص ‪ ،223‬مةا ا ا ااار إليو لدع‪ :‬أحسا ا ا اان يوسا ا ا ااقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون‬
‫الجزائي العام‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫(‪ -)3‬المادة ‪ 5‬من ق ع ج‪ ،‬المعدلة بالمادة ‪ 2‬من قانون رقم ‪ ،01-14‬مؤرخ في ‪ 4‬فيفري ‪ ،2014‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪-66‬‬
‫‪ 155‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ 1966‬والمتضمن قانون العقوبات‪ ،‬ج ر ج عدد ‪ ،7‬صادرة في ‪ 16‬فيفري ‪ ،2014‬ص ‪.4‬‬
‫(‪ -)4‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫(‪ -)5‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫(‪ -)6‬جيزلي عيااد الحق‪ ،‬المرجع السا ا ا ا ا ا ا ااايق‪ ،‬ص ‪ ، 192‬مراد يلولهي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪ ، 119‬ناادع يوالزياات ‪ ،‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪.95‬‬

‫‪334‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الةرط األول منها‪ ،‬أو يتعديل نص المادة ‪ 5‬من ق ع ج وذلك بحصر جزاء المخالفات في الغرامة فقطا ا ا ا ا‪،‬‬
‫على غرار نظيره المصري‪.‬‬
‫واذا كان المةا ا اارع الجزائري قد ضا ا اايق من نطاق إجراء غرامة الصا ا االح في مخالفات قانون العقوبات‬
‫لدرجة اسااتحالة تطييقو من الناحية العملية‪ ،‬فإن المةاارع المصااري قد وسااع من مجال تطييق المصااالحة في‬
‫مخالفات القانون العام البسيطة‪ ،‬حيث أنو أجاز التصالح في مواد المخالفات على إطزقها(‪ ،)1‬ينص المادة‬
‫‪ 18‬مكر ار المضا ا ا ا ا ااافة إلى قانون اإلجراءات الجزائية المصا ا ا ا ا ااري ينص القانون رقم ‪ 174‬لسا ا ا ا ا اانة ‪1998‬‬
‫(‪)2‬‬

‫والمعدلة بالقانون رقم ‪ 74‬لسنة ‪ ،2007‬ينصها على‪" :‬يجوز للمتهم التصالح في المخالفات "(‪،)3‬‬
‫والمةرع المصري على غرار نظيريو الجزائري‪ ،‬والفرنسي(‪ ،)4‬يقسم الجرائم إلى ثزث أنواع‪ ،‬الجنايات‬
‫والجنح والمخالفات ينص المادة ‪ 9‬من قانون العقوبات المص ا ا ا ا ا ااري رقم ‪ 58‬لس ا ا ا ا ا اانة ‪ ،)5(1937‬وعلى غرار‬
‫المة ا ا اارع الجزائري‪ ،‬فالمة ا ا اارعين المص ا ا ااري والفرنس ا ا ااي اعتمدا العقوبة المقررة للجريمة كمعيار للتص ا ا اانيف‪،‬‬
‫وبالرجوع إلى نص المادة ‪ 12‬من ق ع م نجدها عرفت المخالفات بخنها الجرائم المعاقب عليها بالغرامة‬
‫عموما جائز فيها التصا ا ا ااالح‪ ،‬س ا ا ا اواء كانت‬
‫ا‬ ‫التي ال يزيد أقصا ا ا ااى مقدار لها على مائة جنيو(‪ ،)6‬فالمخالفات‬
‫الغرامة هي عقوبتها الوحيدة‪ ،‬أو كانت هناك عقوبات تكميلية أخرع(‪ ،)7‬وس ا ا ا ا اواء كانت المخالفات واردة في‬
‫قانون العقوبات العام أو في القوانين العقايية الخاصة(‪.)8‬‬

‫(‪ -)1‬مصااطفى مجدي هرجة‪ ،‬التعليق على قانون اإلجراءات الجنائية المعدل بالقوانين‪ 145 :‬لساانة ‪ 2006‬و‪ 74‬لساانة ‪2007‬‬
‫و‪ 153‬لسنة ‪ ،2007‬المجلد األول ‪ :‬من المادة (‪ )1‬إلى المادة (‪ ،)109‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.184‬‬
‫(‪ -)2‬قانون رقم ‪ 174‬لسا ا ا ا اانة ‪ ،1998‬مؤرخ في ‪ 20‬ديسا ا ا ا اامير ‪ ،1998‬يتعديل بعض أحكام قانون اإلجراءات الجنائية وقانون‬
‫العقوبات‪ ،‬ج ر م‪ ،‬عدد ‪( 51‬مكرر)‪ ،‬صادرة في ‪ 20‬ديسمير ‪.1998‬‬
‫(‪ -)3‬قانون رقم ‪ 74‬لس ا ا اانة ‪ ،2007‬مؤرخ في ‪ 31‬ماي ‪ ،2007‬يتعديل بعض أحكام قانون اإلجراءات الجنائية وقانون حاالت‬
‫واجراءات الطعن امام محكمة النقض‪ ،‬ج ر م‪ ،‬العدد ‪( 22‬تابع)‪ ،‬صادرة في ‪ 31‬ماي ‪.2007‬‬
‫تبعا لخطورتها‪ ،‬جنايات وجنح ومخالفات ينص المادة‬
‫ا‬ ‫(‪ -)4‬المة ا اارع الفرنس ا ااي هو ارخر يص ا اانف الجرائم إلى ثزث أص ا اانا‬
‫‪ 111‬من ق ع ‪.‬‬
‫‪-"Les infractions pénales sont classées, suivant leur gravité, en crimes, délits et contraventions "l’article 111 CPF,‬‬
‫‪Codifié par LOI n°92-683 du 22 juillet 1992 portant réforme des dispositions générales du code pénal (1), op-cit.‬‬
‫(‪ -)5‬قانون رقم ‪ 58‬لسنة ‪ ،1937‬متضمن إصدار قانون العقوبات المصري‪ ،‬المرجع السايق‪.‬‬
‫(‪ -)6‬المادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪ 58‬لس ا اانة ‪ ،1937‬المتض ا اامن إص ا اادار قانون العقوبات المص ا ااري‪ ،‬المعدلة بالقانون رقم ‪169‬‬
‫لسا اانة ‪ ،1981‬المتعلق يتعديل بعض أحكام قانون العقوبات‪ ،‬مؤرخ في ‪ 4‬نوفمير ‪ ،1981‬ج رم‪ .‬عدد ‪ " 44‬مكرر"‪ ،‬صا ااادرة‬
‫في ‪ 4‬نوفمير ‪.1981‬‬
‫(‪ -)7‬أحمد إيراهيم عطية‪ ،‬أحكام الحبس االحتياطي والصا ا ا ا ا ا االح الجنائي‪ :‬في قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬دار الفكر والقانون‪-‬‬
‫المنصورة‪ ،-‬مصر‪ ،2009 ،‬ص ‪.162‬‬
‫(‪ -)8‬إيراهيم حامد طنطاوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،45‬منصور عيد السزم عيد الحميد حسان العجيل‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص‬
‫‪.189‬‬

‫‪335‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫التة ا ا ا ا ا ا اريع الجزائري‪ ،‬فالتص ا ا ا ا ا ا ااالح وفق نص المادة ‪ 18‬مكرر من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م جائز في‬ ‫فعلى خز‬
‫عموما دون اسا ااتثناء‪ ،‬إذ لم يرد النص على اسا ااتثناء واحد في نص المادة سا ااالفة الذكر‪ ،‬كما أن‬
‫ا‬ ‫المخالفات‬
‫العقوبة األص ا ا ا االية للمخالفات أص ا ا ا اابحت هي الغرامة فقا طبقا لنص المادة ‪ 12‬من ق ع م‪ ،‬ومع ذلك فإن‬
‫عمومية النص تؤدي إلى جواز التصالح في جرائم المخالفات ولو نص فيها على عقوبة تكميلية(‪.)1‬‬
‫ويرع بعض الفقو المص ا ااري أن إجازه التص ا ااالح في المخالفات بعد تطييق نظام األوامر الجزائية يعد‬
‫اتنادا لما ورد بالمذكرة اإليض ا اااحية للقانون رقم ‪ 253‬لس ا اانة ‪ 1953‬الذي ألغى المادة‬
‫أمر عديم الجدوع‪ ،‬اس ا ا ا‬
‫اا‬
‫(‪ )19‬من ق إ ج م‪ ،‬حيث ورد فيها‪ " :‬ولما كان العمل قد دل وظهر من اإلحصائيات أن نسبة الصلح في‬
‫جدا‪ ،‬مما يجعل نظام الص ا ا ا ا االح في الواقع عديم الجدوع"‪ ،‬والواقع أن األخذ ينظام‬
‫مواد المخالفات ض ا ا ا ا اائيلة ا‬
‫األمر الجزائي ال ينال من أهمية إجازة التصا ا ا ااالح في المخالفات‪ ،‬حيث أن النظام األخير اختياري‪ ،‬ويهد‬
‫ةااخنو ةااخن األمر الجزائي إلى تبساايا اإلجراءات وتسااييرها‪ ،‬وعدم نظر تلك المخالفات أمام المحاكم(‪ ،)2‬بما‬
‫يحقق تخفيف العبء عنها‪ ،‬ومن ثم حل أزمة العدالة الجزائية‪.‬‬
‫فالمةا ا اارع المصا ا ااري اسا ا ااتعمل وسا ا اايلتين لتقليل عدد المخالفات التي يمكن أن تعرض على المحاكم‪:‬‬
‫الوسا ا اايلة األولى تتمثل في التصا ا ااالح‪ ،‬والذي‪-‬بز ةا ا ااك‪-‬سا ا ااتنخفض بو عدد المخالفات التي يمكن أن تتابع‬
‫بةخنها اإلجراءات‪ ،‬ثم يختي دور النيابة العامة في تخفيض حصيلة المخالفات التي لم يتم التصالح بةخنها‪،‬‬
‫بحيث تصابح ملزمة يإصادار أوامر جزائية بةاخنها(‪ ،)3‬وبالتالي فز تنظر المحاكم إال المخالفات التي صادر‬
‫بةخنها أوامر جزائية‪ ،‬ولكن تم االعتراض عليها‪ ،‬وهي ستكون نسبة ضئيلة من العدد الكلي للمخالفات(‪.)4‬‬
‫واذا كان المةاارع الجزائري قصاار إجراء غرامة الصاالح على المخالفات‪ ،‬فإن المةاارع المصااري وسااع‬
‫عموما طائفة معينة من الجنح‪ ،‬وهي الجنح التي ال‬ ‫ا‬ ‫من نطاق التصا ا ا ا ا ا ااالح ليةا ا ا ا ا ا اامل إلى جانب المخالفات‬
‫ازيا بالحبس الذي ال يزيد حده األقصا ا ا ا ا ا ااى على‬
‫وجوبا بغير الغرامة أو التي يعاقب عليها جو ا‬ ‫ا‬ ‫يعاقب عليها‬
‫ستة أةهر(‪.)5‬‬
‫والجنح في التةا ا اريع المص ا ااري هي الجرائم المعاقب عليها بالعقوبات ارتية‪ :‬الحبس‪ ،‬الغرامة التي ال‬

‫(‪ -)1‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬المرةد في الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو والقضاء وفقا ألحدث‪،...‬المرجع السايق‪،‬ص ‪.300‬‬
‫(‪ -)2‬طو أحمد محمد عيد العليم‪ ،‬الص االح الجنائي في القانون المص ااري طبقا رخر تعديزتو‪ ،‬المرجع الساااايق‪ ،‬ص ص ‪-51‬‬
‫‪.52‬‬
‫وجوبا في المخالفات‬
‫ا‬ ‫(‪ -)3‬النيابة العامة في التةريع المصري على خز التةريعين الجزائري والفرنسي تصدر أوامر جزائية‪،‬‬
‫والجنح المعاقب عليها بالغرامة وحدها والتي ال يزيد حدها األقصا ا ا ا ااى عن خمسا ا ا ا اامائة جنيو والتي ال يرع حفظها ا‬
‫طبقا لنص‬
‫المادة ‪ 325‬مكرر من ق إ ج م‪ ،‬المعدلة بالقانون رقم ‪ 74‬لسنة ‪ ،2007‬المؤرخ في ‪ 31‬ماي ‪.2007‬‬
‫(‪ -)4‬طو أحمد عيد العليم‪،‬الموسوعة الةاملة في‪ ...‬الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو وأحكام…‪،‬المرجع السايق‪ ،‬ص‪.301‬‬
‫مكرر من قانون رقم ‪ 74‬لسنة ‪ ،2007‬المرجع السايق‪.‬‬
‫اا‬ ‫(‪ -)5‬المادة ‪18‬‬

‫‪336‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫يزيد أقصى مقدارها على مائة جنيو(‪.)1‬‬


‫معا لكي تعد الجريمة جنحة‪ ،‬يل تعد كذلك‬ ‫وال يفهم من هذا التعريف أنو يةا ا ا ا ااترط اجتماع العقوبتين ا‬
‫كل جريمة يعاقب عليها يإحدع هاتين العقوبتين المذكورتين فقا أو باالختيار يينهما(‪.)2‬‬
‫وباس ا ا ااتقراء نص المادة ‪ 18‬مكرر من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م نس ا ا ااتخلص أن المة ا ا اارع المص ا ا ااري تخير نوعان من‬
‫الجنح يجوز بةخنها التصالح‪ ،‬بحسب نوع العقوبة المقررة لها‪:‬‬
‫وجوبا بالغرامة فقا‪ ،‬أما النوع الثاني يتمثل في كافة‬
‫ا‬ ‫فالنوع األول يتمثل في الجنح المعاقب عليها‬
‫الجنح المعاقب عليها بالحبس غير الوجوبي والذي ال يزيد حده األقصى على ستة أةهر(‪.)3‬‬
‫معاقبا على الجريمة بعقوبة أخرع فز تصا ا ا ا ا ااالح فيها‪ ،‬س ا ا ا ا ا اواء كانت هذه العقوبة أصا ا ا ا ا االية‬
‫ا‬ ‫فإذا كان‬
‫از مع الغرامة إذا كان يزيد على ستة أةهر‪ ،‬أو كانت العقوبة تكميلية‬ ‫وجوبا اأيا كانت مدتو‪ ،‬أو جو اا‬
‫ا‬ ‫كالحبس‬
‫كالمص ا ا ااادرة والغلق ويس ا ا ااتوي فيها أن تكون وجوبية أو جوازية‪ ،‬وال يجوز التص ا ا ااالح بطييعة الحال إذا كان‬
‫از(‪.)4‬‬
‫وجوبا أو جو اا‬
‫ا‬ ‫القانون ينص على توقيع أحد التدايير االحت ارزية‬
‫وسا ا ا ا اواء ورد النص على الجنحة في قانون العقوبات العام أو في القوانين العقايية الخاص ا ا ا ااة‪ ،‬وطباقا‬
‫مكرر يكون التص ااالح غير جائز في الجنايات(‪ ،)5‬ومن المزحظ أن المة اارع لم يعن يييان‬ ‫اا‬ ‫لنص المادة ‪18‬‬
‫كل جنحة من الجنح التي يجوز فيها التص ااالح على حدا وانما اس ااتعان لض ااابا عام وهو أن تكون الجريمة‬
‫از بالحبس الذي ال يزيد حده‬
‫وجوبا بغير الغرامة أو التي يعاقب عليها جو اا‬
‫ا‬ ‫من الجنح التي ال يعاقب عليها‬
‫األقصى على ستة أةهر‪ ،‬كما أن المةرع المصري لم يةترط إلمكان التصالح في هذه الجنح أال تقل قيمة‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ 11‬من ق ع م‪ .‬معدلة بالقانون رقم ‪ 169‬لس ا اانة ‪ ،1981‬المتض ا اامن تعديل بعض أحكام قانون العقوبات ج ر م‪،‬‬
‫عدد ‪ " 44‬مكرر" ص ا ا ا ا ااادرة في ‪ 4‬نوفمير ‪ ،1981‬تقايلها المادة ‪ 5‬من ق ع ج‪ " :‬العقوبات األص ا ا ا ا االية في مادة الجنح هي‪:‬‬
‫حدودا أخرع‪ ،‬الغرامة التي تتجاوز‬
‫ا‬ ‫الحبس مدة تتجاوز ة ا ا ا ا ااهرين إلى خمس س ا ا ا ا اانوات ماعدا الحاالت التي يقرر فيها القانون‬
‫‪ 20.000‬دج "‪ ،‬معدلة بالقانون رقم ‪ ،01-14‬المرجع السباق‪ ،‬ص ‪ ،4‬والتي تقايلها المادة ‪ 3-131‬من ق ع ‪.‬‬
‫(‪ -)2‬أنيس حسيب السيد المحزوي‪،‬الصلح وأثره في العقوبة والخصومة الجنائية‪،‬دار الفكر الجامعي‪،‬المرجع السايق‪،‬ص‪.341‬‬
‫(‪ -)3‬يحي إيراهيم علي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.29 .28‬‬
‫(‪ -)4‬طو أحمد محمد عيد العليم‪ ،‬الصلح الجنائي في القانون المصري طبقا رخر تعديزتو‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫مكرر "ب"‬
‫اا‬ ‫نظيريو الجزائري والفرنسااي‪ ،‬يإق ارره نص المادة ‪18‬‬ ‫(‪ -)5‬جدير بالذكر أن المةاارع الجنائي المصااري‪ ،‬وعلى خز‬
‫المضا ا ا ااافة إلى قانون اإلجراءات الجنائية بموجب القانون رقم ‪ 16‬لسا ا ا اانة ‪ ( 2015‬ج رم عدد ‪ ( 11‬تابع)‪ ،‬صا ا ا ااادرة في ‪12‬‬
‫مارس ‪ ،)2015‬يكون قد أجاز التصا ا ا ا ا ا ااالح في جرائم الجنايات في طائفة معينة منها هي جرائم العدوان على المال العام‪،‬‬
‫مكرر من ق إ ج‬
‫اا‬ ‫خزفا لما هو سااائد من تطييق التصااالح في مجال المخالفات والجنح البساايطة المةااار إليها في المادة ‪18‬‬
‫م‪ ،‬رامي متولي القاضي‪ ،‬التصالح في قضايا المال العام‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.116‬‬

‫‪337‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الغرامة التصا ا ا ا ا ا ااالحية أو تزيد عن حد معين(‪ ،)1‬وهو يذلك يكون قد أخذ بالمعيار الموضا ا ا ا ا ا ااوعي في تحديد‬
‫الجرائم محل الغرامة التصااالحية على غرار نظيره الجزائري‪ ،‬وهو معيار مادي ينظر فيو إلى جسااامة الفعل‬
‫قانونا أي الجريمة التي يثار بةخنها جواز التصالح من عدمو‪.‬‬‫المجرم ا‬
‫ومن اليديهي والمنطقي أنو ال يجوز التصااالح في الجرائم الجساايمة التي تةااكل خطورة على المجتمع‬
‫ككل‪ ،‬أما الجرائم البسا ا ا ا ا ا اايطة والتي ال تةا ا ا ا ا ا ااكل خط ار على المجتمع فيجوز فيها التصا ا ا ا ا ا ااالح‪ ،‬ووفقا لمعظم‬
‫التةريعات الجزائية المقارنة‪-‬بما فيها التةريع الجزائري‪ ،‬المصري والفرنسي‪ ،-‬فالجنايات تعد جرائم جسيمة‬
‫خطر على المجتمع ومن ثم ال يجوز التصالح فيها‪ ،‬أما المخالفات مثزا وبعض الجنح التي ال تةكل‬ ‫تمثل اا‬
‫هذا الخطر على المجتمع فيجوز التصا ااالح فيها(‪ ،)2‬وهو معيار يتسا اام بقدر كيير من المرونة والبسا اااطة(‪،)3‬‬
‫ولم تخخذ التةا اريعات المقارنة محل الد ارس ااة بالمعيار الحص ااري والذي يعني حص اار المة اارع لعدد معين من‬
‫صاا(‪ ،)4‬فيلحق قائمة بالجرائم محل المصااالحة إلى النص الذي يجيز‬
‫الجرائم يجوز فيها التصااالح ويحددها ن ا‬
‫هذه األخيرة‪ ،‬ويتسم هذا المعيار بقدر من الوضوئ في التطييق النفراد المةرع يتحديد الجرائم التصالحية(‪.)5‬‬
‫مكرر من‬ ‫اا‬ ‫جدير بالذكر أن الجنح التي أجاز المة اارع المص ااري التص ااالح فيها طباقا لنص المادة ‪18‬‬
‫ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م المعدلة بالقانون رقم ‪ 74‬لس ا ا ا اانة ‪ ،2007‬بعض ا ا ا ااها من الجرائم العمدية التي يتعين توافر القص ا ا ا ااد‬
‫الجن ااائي لثيوته ااا‪ ،‬مث ااال ذل ااك الجنح الواردة في المواد ‪،138 ،136 ،1 -134 ،3-133 ،124 ،120‬‬
‫‪ 170 ،2-1-170 ،158 ،157 ،1-150‬مكرر‪ 204 ،193 ،187 ،186 ،‬مكرر‪،1-219 ،1-128 ،‬‬
‫‪ 229 ،229 ،228‬مكرر‪ 324 ،1-310 ،287 ،‬مكرر‪،1-358 ،357 ،1-344 ،4-339 ،327 ،‬‬
‫‪ 373 ،371 ،1-361 ،1-360‬من ق ع م‪ ،‬والبعض ارخر من الجرائم غير العمدية‪ ،‬مثال ذلك الجنح‬
‫الواردة في المواد ‪ 1-238 ،1-204 ،163 ،151 ،147 ،2-139‬من ق ع م(‪.)6‬‬
‫نخلص فيما يتعلق بطييعة الجرائم محل إجراء غرامة الصاالح في التة اريعين الجزائري والمصااري إلى‬

‫(‪ -)1‬أنيس حس اايب الس اايد المحزوي‪ ،‬الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية‪ :‬د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو‬
‫اإلسزمي‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪ ، 428-427‬مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم‪ ،‬المرجع السايق‪،‬‬
‫ص ‪ ، 154‬إيراهيم حامد طنطاوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫(‪ -)2‬هدع حامد قةااوقش‪ ،‬الصاالح في نطاق قانون اإلجراءات الجنائية الجديد‪ ،‬دار النهضااة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصاار‪-2017 ،‬‬
‫‪ ،2018‬ص ‪.13‬‬
‫(‪ -)3‬أس ااامة حس اانين عييد‪ ،‬الص االح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ :‬ماهيتو والنظم المرتبطة بو‪-‬د ارس ااة مقارنة‪ ،-‬رس ااالة دكتوراه‪،‬‬
‫المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.217‬‬
‫(‪ -)4‬هدع حامد قةوقش‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫(‪ -)5‬أسامة حسنين عييد‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.218‬‬
‫(‪ -)6‬أنيس حسا اايب السا اايد المحزوي‪،‬الصا االح وأثره في العقوبة والخصا ااومة الجنائية‪،‬مكتبة الوفاء القانونية‪،‬المرجع السا ااايق‪،‬ص‬
‫‪.447‬‬

‫‪338‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫أن األول قص ا اار هذا اإلجراء بالمادة ‪ 381‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج على مخالفات القانون العام البس ا اايطة دون الجنح‬
‫على خز نظيره المصا ا ااري الذي أجازها في هذه األخيرة‪ ،‬اا‬
‫نظر ألن المخالفات أقل أنواع الجرائم ةا ا اادة(‪،)1‬‬
‫عمليا إجراءها عمزا ينص المادة ‪ 391‬من ق إ ج ج‪،‬‬ ‫إال أنو ض ا اايق من مجالها إلى أن أص ا اابح يس ا ااتحيل ا‬
‫مكرر من‬
‫اا‬ ‫في حين أن المة اارع المص ااري وس ااع في إجراء الغرامة التص ااالحية الس اايما بعد تعديل المادة ‪18‬‬
‫ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م بالقانون رقم ‪ 74‬لساانة ‪ 2007‬ليةاامل جميع المخالفات دون اسااتثناء‪ ،‬وبعض الجنح التي يةااترط‬
‫أن تكون عقوبتها الغرامة فقا‪ ،‬أو الحبس الذي ال يزيد حده األقص ا ااى على س ا ااتة أة ا ااهر جو اا‬
‫از مع الغرامة‪،‬‬
‫اير على المخالفين‪ ،‬إذ يراد يذلك إعفاء المتص ا ااالحين من إجراء المحاكمة التي قد تنتهي يإلزامهم‬ ‫وذلك تيس ا ا اا‬
‫بالحد األقصا ا ااى للغرامة بعد تجةا ا اامهم أعباء متابعتها والطعن في األحكام فض ا ا ازا عن جلسا ا ااات المحاكمة‪،‬‬
‫وتوفير لوقت القض ا اااة(‪ ،)2‬األمر الذي يؤكد بص ا اافة قاطعة أن إجراء المص ا ااالحة‬
‫اا‬ ‫طا لإلجراءات‬
‫وكذلك تبس ا ااي ا‬
‫الجزائية كيديل عن الدعوع العمومية حل فعلي وفعال ألزمة العدالة الجزائية‪.‬‬
‫خزصا ا ا ااة القول‪ ...‬أن المةا ا ا اارع الجزائري يريد تسا ا ا االيا العقوبة على من يخالف التة ا ا ا اريع واألنظمة‬
‫القانونية المعمول يها‪ ،‬والمحافظة على الدعوع العمومية في إطارها العام عكس المةا ا ا اارع المصا ا ا ااري الذي‬
‫يتجو إلى خوصصة الدعوع العمومية في الجرائم البسيطة(‪.)3‬‬
‫‪ -II‬الشروط المتعلقة بالنطاق الشخص للمصالحة‬
‫تنص المادة ‪ 381‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج على‪ " :‬قيل كل تكليف بالحضور أمام المحكمة يقوم عضو النيابة‬
‫العامة المحال عليو محضا ا ا ا ا ا اار مثيت لمخالفة يإخطار المخالف‪ ،)4("...‬وتنص الفقرة الثانية من المادة ‪18‬‬
‫مكرر من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م على‪ " :‬وعلى محرر المحضااار أو النيابة العامة بحس ااب األحوال أن يعرض التصا ااالح‬
‫اا‬
‫على المتهم أو وكيلو‪ ،‬ويثيت ذلك في المحضر"(‪.)5‬‬
‫المصالحة‬ ‫وباستقراء هذين النصين يكون كز المةرعين الجزائري والمصري قد اتفقا على أن أط ار‬
‫في مخالفات القانون العام البسا ا اايطة هما‪ :‬المخالف‪-‬المتهم أو وكيلو‪ ،-‬والنيابة العامة‪ ،‬ويضا ا اايف المةا ا اارع‬
‫المصري لهما طر اخر هو ضابا الةرطة القضائية أو كما يسميو مخمور الضبا القضائي‪.‬‬
‫‪ -1‬المخالف‪-‬المتهم أو وكيله‪ :‬لقد اسااتخدم المةاارع الجزائري مصااطلح " المخالف ‪Contrevenant‬‬
‫نظيره المصري الذي استعمل مصطلح المتهم‪.‬‬ ‫"على خز‬
‫اميا في نظر‬
‫طابعا إجر ا‬
‫ويعر المخالف بخنو‪ :‬الة ا ا ا ا ا ااخص الذي قام باألفعال المادية التي تكتس ا ا ا ا ا ااي ا‬

‫(‪ -)1‬إيراهيم حامد طنطاوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.45‬‬


‫(‪ -)2‬رأفت عيد الفتائ حزوة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫(‪ -)3‬أحمد ييطام‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.716‬‬
‫(‪ -)4‬المادة ‪ 381‬من أمر رقم ‪ ،155-66‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.660‬‬
‫مكرر من ق إ ج م‪ ،‬المعدلة بالقانون رقم ‪ 74‬لسنة ‪ ،2007‬المرجع السايق‪.‬‬
‫اا‬ ‫(‪ -)5‬المادة ‪18‬‬

‫‪339‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫التةا ا ا اريع الجزائري‪ ،‬وبالتالي فالمخالف ة ا ا ااخص مذنب في حق القانون مس ا ا ااتحق للعقوبة‪ ،‬أي أن المخالف‬
‫ارتكب فعزا الجريمة وال مجال للةك في ذلك فهي ثايتة في حقو(‪.)1‬‬
‫فاس ااتعمال المة اارع الجزائري لمص ااطلح " المخالف" على أس اااس أن هذا األخير الزال لم تتم متابعتو‬
‫بعد وتوجيو االتهام لو من قيل النيابة العامة‪ ،‬ومن ثم فهو لم يكتسا ااب صا اافة المتهم بعد في إطار التة ا اريع‬
‫الجزائري‪ ،‬وعلى أساااس أن المخالف ةااخص ثايتة في حقو الجريمة على عكس المةااتبو فيو‪ ،‬وهذا تخسااي اساا‬
‫على أن المحاضر التي تتلقاها النيابة العامة لها حجية في اإلثبات بما تتضمنو من وقائع‪ ،‬بحيث ال يجوز‬
‫دحضااها إال يتقديم الدليل العكسااي‪ ،‬وتتفق غاليية التة اريعات المقارنة ومنها التة اريعات محل الد ارسااة حول‬
‫جليا من خزل النص ا ا ا ااوص القانونية التي تتض ا ا ا اامن مدع حجية المحاض ا ا ا اار في‬
‫هذه القاعدة‪ ،‬ويظهر ذلك ا‬
‫المخالفات(‪ ،)2‬ينص المواد‪ 400 :‬من ق إ ج ج(‪ ،)3‬و‪ 301‬من ق إ ج م(‪ ،)4‬و‪ 537‬من ق إ ج (‪.)5‬‬
‫أما استعمال المةرع المصري لمصطلح المتهم وهو ‪ " :‬كل ةخص تثور ضده ةيهات ارتكابو فعزا‬
‫إجراميا فيلتزم بمواجهة االدعاء بمسا ا ا ااؤوليتو عنو‪ ،‬والخضا ا ا ااوع لإلجراءات التي يحددها القانون‪ ،‬وتسا ا ا ااتهد‬
‫تمحيص هذه الةا ا ا ا ا ا اايهات‪ ،‬وتقدير قيمتها ثم تقرير اليراءة أو اإلدانة"(‪ ،)6‬يرجعو الباحث إلى أن المةا ا ا ا ا ا اارع‬
‫المصااري لم يعر التفرقة يين المتهم والمةااتبو فيو‪ ،‬هذا األخير الذي يقصااد بو الةااخص الذي يقدم ض اده‬
‫بزغ أو ةكوع أو تجرع معو تحريات أو استدالالت بغية تقوية دالئل اتصالو بالجريمة المرتكبة‪ ،‬فالمةرع‬
‫المص ااري أطلق لفظ المتهم على كل ة ااخص حامت حولو ة اايهات بارتكاب جريمة‪ ،‬ولو لم يوجو اتهام إليو‬
‫أو يتخذ قيلو إجراء من إجراءات التحقيق‪ ،‬وقد س ا ا ااايره في ذلك القض ا ا اااء المص ا ا ااري(‪ ،)7‬يينما ميز التةا ا ا اريع‬
‫الفرنس ا ا ااي والجزائري يين المتهم والمة ا ا ااتبو فيو‪ ،‬إذ عر المة ا ا اارع الفرنس ا ا ااي في قانون اإلجراءات الجزائية‪،‬‬
‫التمييز يين المةااتبو فيو ‪ Le présumés‬وهو كل من دارت حولو الةاايهات‪ ،‬والةااخص الذي يخضااع إلجراء‬

‫التحقيق ‪ ،Le personne mise en examen‬والةااخص الذي حركت ضااده الدعوع يوصاافو ا‬
‫متهما في جنحة‬

‫(‪ -)1‬يو الزيت ندع‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ،97‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.194‬‬
‫(‪ -)2‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.121-120‬‬
‫(‪ -)3‬المادة ‪ 400‬من أمر رقم ‪ ،155-66‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.661‬‬
‫(‪ -)4‬المادة ‪ 301‬من قانون رقم ‪ 150‬لسنة ‪ ،1950‬المؤرخ في ‪ 3‬سيتمير ‪ ،1950‬يتضمن إصدار قانون اإلجراءات الجنائية‬
‫المصري ‪ ،‬المرجع السايق‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪- L'article 537 du, CPPF, Codifié par Ordonnance n°: 58-1296, du 23 décembre 1958, modifiant et complétant‬‬
‫‪le code de procédure pénale ,op-cit , Modifié par loi n° 2005-47, du 26 janvier 2005, relative aux compétences du‬‬
‫‪tribunal d'instance, de la juridiction de proximité et du tribunal de grande instance (1), JORF n° 22 du 27 janvier‬‬
‫‪2005, Texte n° (1).‬‬
‫(‪ -)6‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.105‬‬
‫(‪ -)7‬الطعن رقم ‪ 1314‬لسنة ‪ 36‬ق‪ ،‬جلسة ‪ ،11.1966 .28‬مكتب فني‪ ،‬س ‪ ،7‬ص ‪ ،1161‬مةار إليو لدع‪ :‬أنيس حسيب‬
‫الس اايد المحزوي‪ ،‬الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية‪ :‬د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو اإلس اازمي‪ ،‬مكتبة‬
‫الوفاء القانونية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.237‬‬

‫‪340‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫‪ ،Le prévenu‬وفي جناية ‪ ،L'accusé‬والةخص المحكوم عليو ‪.)1(Le condamné‬‬


‫أما المةا ا اارع الجزائري فميز يين مصا ا ااطلحين المةا ا ااتبو فيو والمتهم‪ ،‬فاألول يطلق على من تتخذ في‬
‫مواجهتو اإلجراءات التمهيدية أو األولية قيل تحريك الدعوع العمومية‪ ،‬في حين أن الثاني فهو وصا ا ا ا ااف ال‬
‫يطلق إال بعد توجيو االتهام‪ ،‬فز يطلق إال يتحريك الدعوع العمومية أو رفعها بحسب األحوال(‪.)2‬‬
‫ومن هنا فالفرق يين المخالف والمتهم هو أن المخالف ةا ا ا ا ا ا ااخص ثايتة في حقو الجريمة‪ ،‬أما المتهم‬
‫فالجريمة غير ثايتة في حقو(‪.)3‬‬
‫ويثور التساااؤل هنا‪ ،‬كيف يعتير المةاارع الةااخص مخالف بمجرد إحالة محضاار إثبات المخالفة إلى‬
‫النيابة‬
‫لإلجابة على هذا التس ا ا ا اااؤل‪ ،‬يتعين اإلجابة على سا ا ا ا اؤال اخر‪ ،‬يتعلق بمدع حجية المحاض ا ا ا اار التي‬
‫تتلقاها النيابة العامة في اإلثبات‬
‫تكتس ا ااب المحاض ا اار التي تتلقاها النيابة العامة كما س ا اايق ييانو حجية مطلقة‪ ،‬من المتعذر مناقة ا ااتها‬
‫فهي ص ا ا ااحيحة بالنس ا ا اابة للمعاينات المادية التي تنقلها إلى أن يطعن فيها بالتزوير‪ ،‬وذلك على أس ا ا اااس أن‬
‫الموظفين الموكلين يتحرير تلك المحاض اار على درجة كييرة من الثقة والمس ااؤولية مما يحول دون التة ااكيك‬
‫في مصداقيتها وصحتها(‪.)4‬‬
‫ويؤيد الباحث المة ا ا اارع الجزائري في اختياره لمص ا ا ااطلح المخالف بالنظر إلى حجية المحاض ا ا اار كما‬
‫س ا اايق ييانو‪ ،‬كما أن هذا المص ا ااطلح يتناس ا ااب أكثر مع طييعة غرامة الص ا االح باعتبارها يديل عن المتابعة‪،‬‬
‫ومع ذلك فالباحث يجد للمةرع المصري الميرر في استعمالو لمصطلح المتهم في إجراء الغرامة التصالحية‬
‫باالنظر إلى نطااقهاا الزمني والاذي يمكن إجراءهاا خزلاو‪ ،‬والاذي يمتاد حتى بعاد رفع الادعوع العمومياة إلى‬
‫رر من ق إ ج م‪،‬‬‫المحكمة وقيل ص ا اادور حكم في الموض ا ااوع‪ ،‬طباقا لنص الفقرة الس ا ااابعة من المادة ‪ 18‬مك اا‬
‫على خز المةاارع الجزائري الذي قصاار هذا الميعاد على مرحلة قيل كل تكليف بالحضااور أمام المحكمة‬
‫طبقا لنص المادة ‪ 381‬من ق إ ج ج‪.‬‬
‫ولما كان التصا ا ا ا ااالح وسا ا ا ا اايلة خاصا ا ا ا ااة النقضا ا ا ا اااء الدعوع العمومية‪ ،‬يل وبديل عنها‪ ،‬وبهذا يتجنب‬
‫المخالف– المتهم‪ -‬رفعها عليو وما قد يترتب على ذلك من احتمال الحكم يإدانتو‪ ،‬فإن هذا يقتض ا ا ا اي توافر‬
‫حيا‬ ‫عدة ةا ااروط في المتهم‪-‬المخالف‪ -‬الذي يحق لو التصا ااالح‪ ،‬وتتمثل هذه الةا ااروط في أن يكون انسا ا ا‬
‫اانا ا‬
‫ومعينا‪ ،‬وأن ينس ا ا ا ااب إليو ارتكاب الجريمة‪ ،‬وأن تتوافر لديو األهلية اإلجرائية وأن يكون خاض ا ا ا ا ااعا للقض ا ا ا اااء‬
‫ا‬

‫(‪ -)1‬رامي متولي القاضي‪ ،‬التصالح في قضايا المال العام‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫(‪ -)2‬عيد أ أوهاييية‪ ،‬ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫(‪-)3‬ندع يوالزيت ‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫(‪ -)4‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.98‬‬

‫‪341‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الوطني(‪.)1‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون المخالف‪-‬المتهم‪ -‬إنسان‪ :‬فمن حيث كونو إنسان‪ ،‬فهذا ةرط ضروري إلمكان تحقيق‬
‫موضا ا ا ا ااوع الدعوع الجزائية‪ ،‬وهو توقيع العقوبة أو التديير االحترازي في حالة رفضا ا ا ا ااو التصا ا ا ا ااالح‪ ،‬كما أن‬
‫التنظيم القانوني للجريمة يفترض ارتكايها بمعرفة إنسان‪ ،‬أي ةخص طييعي‪ ،‬ألنها تتكون من أفعال مادية‬
‫ال تقع إال من إنسان(‪ ،)2‬كما أنو الوحيد الذي يةعر بخلم الجزاء وأثره الرادع(‪ ،)3‬وبناء على ما سيق ال ترفع‬
‫متهما‪ ،‬وبالتالي ال يتصور أن يكون لو حق التصالح(‪،)4‬‬ ‫الدعوع على حيوان‪ ،‬ومن ثم ال يتصور أن يكون ا‬
‫واذا كان كل من المة ا ا ا ا اارعين الجزائري والفرنس ا ا ا ا ااي على غرار العديد من التةا ا ا ا ا اريعات المقارنة(‪ ،)5‬يخخذان‬
‫‪،‬‬ ‫بالمسؤولية الجزائية للةخص المعنوي ينص المادتين ‪ 53‬مكرر– ‪ 7‬من ق ع ج و‪ 2 -121‬من ق ع‬
‫ومن ثم يمكن توجيو االتهام إلى الةا ا ا ااخص المعنوي ويكون هذا األخير ممثزا بالةا ا ا ااخص الطييعي(‪ ،)6‬فإن‬
‫الوض ااع على خز ذلك في التةا اريع المص ااري‪ ،‬فلم يتض اامن قانون العقوبات رقم ‪ 58‬لس اانة ‪ 1937‬والذي‬
‫فقها‬
‫مازال سا ا ااارايا حتى ارن أي نص عام يقرر المسا ا ااؤولية الجزائية لألةا ا ااخاص المعنوية‪ ،‬والرأي السا ا ااائد ا‬
‫ااءا‪ ،‬أن المة ا ا ا اارع ال يعتر يهذه المس ا ا ا ااؤولية‪ ،‬إال في الحاالت االس ا ا ا ااتثنائية التي ورد بة ا ا ا ااخنها نص‬
‫وقض ا ا ا ا ا‬
‫خاص(‪ ،)7‬السيما في الجرائم االقتصادية‪.‬‬
‫مما يترتب عليو أن مباةرة اإلجراءات الجزائية إنما تكون في مواجهة من أسند إليو ارتكاب الجريمة‪،‬‬
‫ال في مواجهة ممثل الة ا ا ااخص المعنوي بص ا ا اافتو‪ ،‬وعلى ذلك إذا وقعت جريمة من الجرائم التي يجوز فيها‬
‫التص ا ا ااالح‪ ،‬فإن الحق في قيول التص ا ا ااالح يقتص ا ا اار على من ارتكب الجريمة باعتباره مس ا ا ااؤول عنها ج از ائيا‬
‫بةخصو ال بصفتو ممثزا للةخص المعنوي(‪.)8‬‬

‫(‪ -)1‬مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫(‪ -)2‬إيراهيم حامد طنطاوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫(‪ -)3‬علي ةمزل‪ ،‬الجديد في ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬الكتاب األول‪ :‬االستدالل واالتهام‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫(‪ -)4‬مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫(‪ -)5‬من التة ا اريعات التي تقر بالمسا ااؤولية الجزائية للةا ااخص المعنوي نجد‪ :‬القانون اإلنجليزي‪ ،‬فهو من أقدم التة ا اريعات التي‬
‫أقرت بالمس ااؤولية الجزائية للة ااخص المعنوي‪ ،‬وان مس اااءلتو ال تحول دون مس اااءلة الة ااخص الطييعي الذي ارتكب الجريمة‪،‬‬
‫وكذلك التة ا ا اريع األمريكي‪ ،‬إذ تينى القانون والقضا ا اااء األمريكي نهج التة ا ا اريع والقضا ا اااء اإلنجليزي اا‬
‫مقرر المسا ا اااءلة الجزائية‬
‫عاما‪ ،‬لمزيد من التفاصيل أنظر‪ :‬علوي علي أحمد الةارفي‪ ،‬المسؤولية الجنائية للةخص‬ ‫وميدءا ا‬
‫ا‬ ‫لألةخاص المعنوية قاعدة‬
‫المعنوي‪-‬دراسة مقارنة‪ ،‬المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‪ ،‬يرلين ألمانيا‪ ،2019 ،‬ص‬
‫‪ 63‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ -)6‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.194‬‬
‫(‪ -)7‬علوي علي أحمد الةارفي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫(‪ -)8‬إيراهيم حامد طنطاوي‪ ،‬المرجع الس ااايق‪ ،‬ص ص ‪ ، 84-83‬مجدي فتحي حس ااين مص ااطفى نجم‪ ،‬المرجع الس ااايق‪ ،‬ص‬
‫‪.97-96‬‬

‫‪342‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ب‪-‬أن يكون المخالف‪-‬المتهم‪-‬عل قيد الحياة(‪ :)1‬متى كان يةترط في المتهم الذي يحق لو إجراء‬
‫حيا‪ ،‬ذلك أن الوفاة سا اايب عام‬ ‫المصا ااالحة أن يكون إنسا ااان‪ ،‬فإنو يعد من مفترضا ااات هذا الةا اارط أن يكون ا‬
‫النقض ا ا ا اااء الدعوع العمومية(‪ ،)2‬فإذا كان المخالف‪-‬المتهم‪-‬قد توفي قيل عرض التص ا ا ا ااالح عليو انقض ا ا ا اات‬
‫الدعوع العمومية بالوفاة بما ال توجد معو الحاجة إلى البحث عن س ا اايب اخر يتحقق بو انقض ا ااائها(‪ ،)3‬كما‬
‫أن التص ااالح يقتض ااي تعيير المتهم عن إرادتو بقيولو‪ ،‬والمتوفي ال تنس ااب لو إرادة منذ لحظة وفاتو(‪ ،)4‬ومن‬
‫ثم ال يتصور قيولو التصالح(‪.)5‬‬
‫ج‪-‬أن يكون المخالف‪-‬المتهم‪-‬معيًنا‪ :‬بما أن ميدأ ةا ا ا ا ا ا ااخصا ا ا ا ا ا ااية الدعوع العمومية هو نتيجة لميدأ‬
‫محددا(‪ ،)6‬واذا كان‬
‫ا‬ ‫ةااخصااية العقوبة‪ ،‬فإنو يجب أن يكون المتهم الذي نسااب إليو الفعل اإلجرامي ا‬
‫معينا أو‬
‫الفقو مس ا ااتقر على أنو ال ية ا ااترط في مرحلة التحقيق االيتدائي تعيين المتهم‪ ،‬وانما يجوز مباةا ا ارة إجراءات‬
‫التحقيق ولو لم يكن المتهم معروافا وذلك بقصد الوصول إلى هويتو أو ةخصو(‪.)7‬‬
‫فإن األمر ليس كذلك في مجال المصا ا ا ا ا ا ااالحة‪ ،‬ذلك أن المصا ا ا ا ا ا ااالحة في المخالفات تعرض من قيل‬
‫النيابة العامة على المخالف بالنس اابة للتةا اريع الجزائري‪ ،‬فيما تعرض من جانب ض ااابا الة اارطة القض ااائية‬
‫على المتهم بالنساابة للتة اريع المصااري‪ ،‬وهذا يقتضااي يدوره أن يكون المخالف أو المتهم ا‬
‫معينا حتى يتساانى‬
‫لعضو النيابة العامة أو ضابا الةرطة القضائية عرض المصالحة أو التصالح عليو‪ ،‬فإذا ارتكيت مخالفة‬
‫ولم يتس اانى معرفة مرتكيها فإنو يندر أن تباة اار النيابة العامة تحقيق بة ااخنها للتعر على هوية مرتكيها(‪،)8‬‬

‫ما كان عليو الحال في‬ ‫حيا على خز‬ ‫‪ -‬لقد أص ا ا ا اابح من المس ا ا ا ااتقر عليو أن يكون المتهم في الدعوع العمومية إنساا ا ا ا ا‬
‫اانا ا‬
‫(‪)1‬‬

‫التةريعات القديمة‪ ،‬عندما كانت النظم القضائية في مصر الفرعونية تتولى محاكمة األموات إذا تيين أن الميت قيل وفاتو قد‬
‫ارتكب جريمة ما أو كان لديو دين لم يساادده‪ ،‬فتقضااي المحكمة بحرمانو من م ارساايم الدفن كعقوبة لو‪ ،‬والمتمثلة في الطقوس‬
‫الدينية‪ ،‬وبناء المقاير لألموات‪ ،‬وكذلك الحال في أثينا القديمة عندما كان يلقى يجثة المتهم للتماسا ا ا ا ا ا اايح في النهر إذا وافتو‬
‫المنية قيل المحاكمة‪ ،‬كما مضا ااى زمن إقامة دعوع على حيوان ومعاقيتو إذا سا اايب ضا ااراار ألحد األةا ااخاص‪ ،‬علي ةا اامزل‪،‬‬
‫الجديد في ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬الكتاب األول‪ :‬االستدالل واالتهام‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫(‪ -)2‬تعتير الوفاة سيب عام النقضاء الدعوع العمومية باتفاق التةريعات المقارنة محل الدراسة ينص المادة ‪ 1-6‬من ق إ ج‬
‫‪ ،‬والمادة ‪ 14‬من ق إ ج م‪.‬‬ ‫ج‪ ،‬والمادة ‪ 1-6‬من ق إ ج‬
‫(‪ -)3‬مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.103‬‬
‫(‪ -)4‬أنيس حس اايب الس اايد المحزوي‪ ،‬الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية‪ :‬د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو‬
‫اإلسزمي‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.196‬‬
‫(‪ -)5‬منصور عيد السزم عيد الحميد حسان العجيل‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.169‬‬
‫(‪ -)6‬علي ةمزل‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.127‬‬
‫(‪ -)7‬أنيس حس اايب الس اايد المحزوي‪ ،‬الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية‪ :‬د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو‬
‫اإلسزمي‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪ ،‬ص ‪.197‬‬
‫(‪ -)8‬مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.103‬‬

‫‪343‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫نظيره الجزائري‪ ،‬فإذا تعلق األمر‬ ‫وبما أن التة ا اريع المصا ااري يجيز التصا ااالح في بعض الجنح على خز‬
‫يجنحو مما يجوز التص ا ا ا ا ا ااالح فيها‪ ،‬فإنو إذا كان المتهم غير معين‪ ،‬فإن النيابة العامة في هذه الحالة تملك‬
‫اتخاذ إجراءات التحقيق بقصا ااد الوصا ااول إلى ةا ااخصا ااية مرتكيها‪ ،‬وفي هذه الحالة‪ ،‬ومتى تم تحديد هويتو‪،‬‬
‫يتعين عليها عرض التصالح عليو متى توافرت بقية الةروط(‪.)1‬‬
‫د‪-‬أن ينسب إليه ارتكاب الجريمة‬
‫المخالف كما سا ا ا اايق ييانو هو من ثيت في حقو ارتكاب الجريمة بالنظر إلى حجية المحاضا ا ا اار التي‬
‫تتلقاها النيابة العامة والتي ال يطعن فيها إال بالتزوير‪ ،‬أما التص ااالح في التةا اريع المص ااري فز يعرض إلى‬
‫على المتهم‪ ،‬وهو من توافرت ضاا ااده ةاا اايهات تفيد ارتكاب الجريمة يوص ا اافو فاعل أو ة ا ا اريك فيها(‪ ،)2‬وهذه‬
‫معينا س ااهم في ارتكايها‪ ،‬وبهذا يختلف دليل االتهام عن‬
‫ص اا ا‬ ‫الةاايهات تينى على الظن واالحتمال بخن ةااخ ا‬
‫دلياال اإلدانااة‪ ،‬في أن األول يينى على الةا ا ا ا ا ا ا ااك واالحتمااال في حين أن الثاااني يينى على الجزم واليقين‪،‬‬
‫فضا ا ااابا الةا ا اارطة القضا ا ااائية أو النيابة العامة حين يعرض أحدهما التصا ا ااالح على المتهم يجب أن تتوافر‬
‫لديهما ةيهة ارتكاب المتهم للجريمة‪ ،‬وهذه الةيهة أساسها توافر الدالئل الكافية(‪.)3‬‬
‫وألن المةا اارع المصا ااري ومحكمة النقض لم يحدد كل منهما معنى " الدالئل الكافية " التي وردت في‬
‫أكثر من نص قانوني‪ ،‬فيرع بعض الفقهاء أن الدالئل الكافية التي تلزم إلسباغ وصف المتهم على ةخص‬
‫معينا هو مرتكب الجريمة‪ ،‬وهي‬
‫ص اا ا‬ ‫هي مجموعة من الوقائع الظاهرة الملموسااة التي يسااتنتج منها أن ةااخ ا‬
‫تستمد من واقع الحال‪ ،‬وال يرقى التيليغ عن الجريمة إلى مرتبة الدالئل الكافية‪ ،‬يل يتعين أن تعززه تحريات‬
‫تجرع بمعرفة رجل الضا ا ا ا اابا تؤيد ما جاء بالبزغ(‪ ،)4‬كذلك فإن مجرد الة ا ا ا ااك واالرتياب ال يعتير من قييل‬
‫الدالئل الكافية‪ ،‬ألنو حدس ورجم بالغيب‪ ،‬وض ا ا ا ااابا الة ا ا ا اارطة القض ا ا ا ااائية هو الذي يتولى تقدير كفاية هذه‬
‫الدالئل‪ ،‬ويخضع في تقديره هذا لرقابة مزدوجة من جانب سلطة التحقيق ومن بعدها محكمة الموضوع(‪.)5‬‬
‫ويثير الفقو تس اااؤالا‪ ،‬مفاده ما هو الحكم لو أن ض ااابا الة اارطة القض ااائية قد أخطخ في تقديره‪ ،‬فاعتقد‬
‫الواقع توافر الدالئل الكافية ضا ا ا ا ا ااد ةا ا ا ا ا ااخص معين على الرغم من عدم توافرها‪ ،‬وعرض عليو‬ ‫على خز‬
‫متهما‪ ،‬وقيل هذا األخير‪ ،‬ودفع ميلغ الغرامة التصالحية بالفعل ‪ ،‬وما هو كذلك الحكم لو‬
‫التصالح يوصفو ا‬
‫أخطخت النيابة العامة أيضا في تقديرها‬
‫بالنسبة لضابا الةرطة القضائية فإنهم في أدائهم ألعمال وظيفتهم يخضعون عند مباةرتها إلة ار‬

‫(‪ -)1‬منصور عيد السزم عيد الحميد حسان العجيل‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.170‬‬
‫(‪ -)2‬أنيس حسيب السيد المحزوي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫(‪ -)3‬إيراهيم حامد طنطاوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫(‪ -)4‬منصور عيد السزم عيد الحميد حسان العجيل‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.171‬‬
‫(‪ -)5‬مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.106‬‬

‫‪344‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫النيابة العامة‪ ،‬باعتبارها الرئيس األعلى للضاابا القضااائي‪ ،‬يسااتوي في ذلك أن يكون العمل الذي يباةاارونو‬
‫يناءا على حالة التلبس أو‬ ‫اتثناءا ا‬
‫يعد من إجراءات االس ا ا ا ا ااتدالل أو من إجراءات التحقيق الممنوحة لهم اس ا ا ا ا ا ا‬
‫نديهم للتحقيق‪ ،‬لذا فإن النيابة العامة تملك تقدير مدع كفاية الدالئل التي اسا ا ا ا ااتند إليها ضا ا ا ا ااابا الةا ا ا ا اارطة‬
‫القضا ااائية في نسا اابة الجريمة إلى المتهم‪ ،‬ومن ثم يحق لها بعد اطزعها على محضا اار جمع االسا ااتدالالت‬
‫الذي حرر ضااد المتهم بارتكاب المخالفة أن تعيد ميلغ الغرامة الذي دفعو على سااييل التصااالح متى وجدت‬
‫هذه الدالئل غير كافية لنسبة الجريمة إليو(‪.)1‬‬

‫أما بالنس اابة لخطخ النيابة العامة‪ ،‬فإن المة اارع المص ااري ومثلو الجزائري لم يض ااعا ا‬
‫حكما لهذا الفرض‬
‫ة ا ااخنو ة ا ااخن الفرض الس ا ااايق‪ ،‬وال يمكن القول بخن قيول المتهم التص ا ااالح يعد اعت ارافا منو بارتكاب الجريمة‪،‬‬
‫ألن ذلك يعني افتراض مسؤوليتو الجزائية وهو ما ال يمكن التسليم بو‪ ،‬فالمتهم قد يقيل التصالح على الرغم‬
‫من عدم ارتكابو الجريمة مفض ا ا ا ا ا ا ازا دفع ميلغ الغرامة عن أال يقف متهما أمام المحكمة‪ ،‬وما يمثلو هذا من‬
‫المساس بمكانتو االجتماعية أو تكييده نفقات قد ال يستطيع تحملها‪ ،‬فالتصالح ال يتمتع بحجية إيجايية فيما‬
‫يتعلق يثيوت التهمة أو نفيها‪ ،‬وانما يتمتع بحجية سليية تتمثل في انقضاء الدعوع العمومية(‪.)2‬‬
‫ذلك‪ ،‬من حيث أن المخالف أو المتهم الذي يقيل المص ا ا ااالحة يدفعو ميلغ‬ ‫إال أن الباحث يرع خز‬
‫متخكدا من يراءتو ألختار أن يساالك طريق‬
‫ا‬ ‫غرامة الصاالح‪ ،‬فهو بفعلو هذا يقر بارتكابو الجريمة ألنو لو كان‬
‫اإلجراءات العادية وذلك يرفض عرض التصالح المقدم لو‪ ،‬باعتباره إجراء رضائي يخضع إلرادة المخالف‪-‬‬
‫المتهم‪-‬فز يجوز إجبار هذا األخير على المصااالحة‪ ،‬فموافقتو ةاارط الزم لصااحة هذا اإلجراء وترتيب اثاره‬
‫القانونية‪.‬‬
‫ائيا‪،‬‬
‫ةخصا إجر ا‬ ‫ا‬ ‫ه ا‪-‬توافر األهلية اإلجرائية‪ :‬يقصد باألهلية اإلجرائية صزحية الفرد العادي العتباره‬
‫خصما في الدعوع العمومية(‪،)3‬‬ ‫ا‬ ‫معينا من األعمال اإلجرائية أو اعتباره‬
‫نوعا ا‬ ‫أي تخويلو مباةرة ا‬
‫متمتعا بكامل قواه العقلية‪ ،‬على أسا ا ا اااس أن المصا ا ا ااالحة‬
‫ا‬ ‫وهي يلوغ سا ا ا اان الرةا ا ا ااد الجزائي وأن يكون‬
‫تفترض قيول المخالف إنهاء الدعوع العمومية بغير طريق المحاكمة لتقدير أن مصا ا ا ا االحتو تقتضا ا ا ا ااي ذلك‪،‬‬
‫قادر على التعيير عن إرادتو على النحو الذي يعتد بو في القانون(‪.)4‬‬‫ومن ثم يتعين أن يكون اا‬
‫معنويا‪ ،‬على أن‬
‫ا‬ ‫طييعيا أو‬
‫ا‬ ‫ص اا‬
‫واألهلية اإلجرائية للتصااالح يلزم توافرها في المخالف ساواء أكان ةااخ ا‬
‫طييعيا(‪.)5‬‬
‫ا‬ ‫ةخصا‬
‫ا‬ ‫دوما‬
‫يباةر هذا األخير إجراءات المصالحة الجزائية من خزل ممثلو القانوني وهو ا‬

‫(‪ -)1‬إيراهيم حامد طنطاوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.88‬‬


‫(‪ -)2‬مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫(‪ -)3‬منصور عيد السزم عيد الحميد حسان العجيل‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.171‬‬
‫(‪ -)4‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫(‪ -)5‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.195‬‬

‫‪345‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫خاضعا للقضا الوطن‬


‫ً‬ ‫و‪-‬أن يكون‬
‫الزما لتطييق المص ااالحة‪ ،‬حيث تثير مس ااخلة خض ااوع المخالف‪-‬المتهم‪-‬للقضا ااء فكرة‬
‫يعد هذا الة اارط ا‬
‫الحص ا ا ا ا ا ااانة ومدع تخثيرها على مباةا ا ا ا ا ا ارة اإلجراءات الجزائية‪ ،‬فإذا كان هذا األخير من األة ا ا ا ا ا ااخاص غير‬
‫الخاضا ا ا ااعين لزختصاا ا اااص القضاا ا ااائي لمحاكم الدولة‪ ،‬فز يجوز للنيابة العامة اللجوء للتصا ا ا ااالح‪ ،‬ويقص ا ا ااد‬
‫بالحصا ا ا ا ا ااانة‪ :‬العائق الذي يحول دون إمكانية تحريك الدعوع العمومية ضا ا ا ا ا ااد من تمتع يها‪ ،‬وبالتالي عدم‬
‫إمكانية توجيو أي اتهام إليو‪ ،‬والحصااانة التي تقررها التةاريعات قد تكون حصااانة ديلوماسااية أو يرلمانية أو‬
‫قضائية(‪.)1‬‬
‫ولما كان يةااترط في المخالف‪-‬المتهم‪ -‬أن يكون خاضا ااعا للقضاااء الوطني‪ ،‬وهذا الةاارط محل اتفاق‬

‫يين التةا اريعين الجزائري والمص ااري‪ ،‬حيث منح القانون بعض األة ااخاص اس ااتثناء ا‬
‫نوعا من الحص ااانة التي‬

‫يمنع معها محاكمتهم أمام القضاء الجزائري أو المصري‪ ،‬فتعتير ا‬


‫مانعا من موانع تحريك الدعوع العمومية‪،‬‬
‫مثال ذلك الحصااانة التي تمنح للمبعوثين الديلوماساايين ضااد اإلجراءات الجزائية يهد تمكينهم من مباة ارة‬
‫مهمات وظيفتهم بكل اس ااتقزل عن س االطات الدولة المعتمدين يها‪ ،‬فإذا ارتكب أحد المبعوثين الديلوماسا ايين‬
‫مخالفة أو جنحة (التصااالح في الجنح يقتصاار على التة اريع المصااري) من تلك التي يجوز فيها التص االح‪،‬‬
‫فليس لضااابا الةاارطة القضااائية (عرض التصااالح من قيل ضااابا الةاارطة القضااائية يقتصاار على التةاريع‬
‫المص ا ااري)‪ ،‬أو النيابة العامة أن تعرض عليو المص ا ااالحة‪ ،‬ألن ذلك يعني إمكانية تحريك الدعوع العمومية‬
‫عليو إذا رفض التصا ا ا ا ا ااالح‪ ،‬وهو ما ال يجوز(‪ ،)2‬ألن نظام المصا ا ا ا ا ااالحة ال يطيق على األةا ا ا ا ا ااخاص الذين‬
‫يتمتعون بالحص ا ا ااانة الديلوماس ا ا ااية‪ ،‬حيث ال تقيل الدعوع العمومية ض ا ا اادهم‪ ،‬والمص ا ا ااالحة ال تجوز إال في‬
‫الحدود التي تكون الدعوع فيها مقيولة(‪.)3‬‬
‫أما بالنسبة لنواب أو ممثلي الةعب في اليرلمان الجزائري بغرفتيو‪ ،‬المجلس الةعيي الوطني ومجلس‬
‫األمة‪ ،‬وكذلك أعضاء اليرلمان المصري من أعضاء مجلس النواب ومجلس الةيوخ‪ ،‬فاألصل أنهم يتمتعون‬
‫بحصانة يرلمانية بالنسبة لألعمال المرتبطة بممارسة مهامهم‪ ،‬تحول دون متابعتهم‪-‬في غير حالة التلبس‪-‬‬
‫إال يإذن سايق من المجلس الذي يتبعو‪ ،‬ويضيف المةرع الجزائري استثناء اخر وهو تنازل صريح من قيل‬
‫اليرلماني عن حصااانتو‪ ،‬عمزا ينص المواد‪ 130-129 :‬من الدسااتور الجزائري المعدل ساانة ‪113 ،2020‬‬
‫و‪ 254‬من الدستور المصري المعدل سنة ‪.2019‬‬
‫وبما أن المةا ا ا اارع الجزائري ال يجيز إجراء غرامة الصا ا ا االح إال في مواد المخالفات ينص المادة ‪381‬‬
‫من ق إ ج ج‪ ،‬وبما أن الحصا ا ا ا ا ا ااانة اليرلمانية تقتصا ا ا ا ا ا اار على الجنايات والجنح‪ ،‬ومن ثم إذا ارتكب نائب‬

‫(‪ -)1‬رامي متولي القاضي‪ ،‬التصالح في قضايا المال العام‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫(‪ -)2‬أحمد محمد يراك‪ ،‬العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية المعاصرة‪ ،...‬المرجع السايق‪ ،‬ص‪.617‬‬
‫(‪ -)3‬عيد أ عادل خزنة كاتيي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.67‬‬

‫‪346‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫اليرلمان أو عضا ا ا ا ا ا ااو مجلس األمة مخالفة مما يجوز المصا ا ا ا ا ا ااالحة فيها‪ ،‬فإنو يمكن للنيابة العامة عرض‬
‫مكرر من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م إجراء‬
‫اا‬ ‫المصا ااالحة عليو بةا ااخنها‪ ،‬في حين أن المةا اارع المصا ااري يجيز ينص المادة ‪18‬‬
‫الغرامة التصالحية في المخالفات وبعض الجنح‪ ،‬هذا األخير الذي يميز يين الجريمة المتلبس يها والجريمة‬
‫غير المتلبس يها ة ا ا ا ااخنو ة ا ا ا ااخن المة ا ا ا اارع الجزائري‪ ،‬ففي الحالة األولى يجوز توقيفو‪ ،‬واتخاذ كافة إجراءات‬
‫التحقيق‪ ،‬كما يجوز تحريك الدعوع العمومية قيلو‪ ،‬وكل ذلك دون الحص ا ا ا ا ا ااول على إذن المجلس‪ ،‬على أن‬
‫فور(‪.)1‬‬
‫يخطر المجلس المعنى يذلك اا‬
‫فإذا فرض أن ارتكب عض ا ا ااو المجلس أو النائب جريمة مما يجوز التص ا ا ااالح فيها طبقا لنص المادة‬
‫مكرر من ق إ ج م‪ ،‬وان كان ضا ااابا الةا اارطة القضا ااائية ال يسا ااتطيع أن يقبض على المتهم أو يفتش‬
‫اا‬ ‫‪18‬‬
‫مكرر ليسات من الجرائم التي تييح المسااس بالحرية الةاخصاية للمتهم طباقا‬ ‫اا‬ ‫ةاخصاو‪ ،‬ألن جرائم المادة ‪18‬‬
‫للمادة ‪ 34‬من ق إ ج م‪ ،‬إال أنو يملك عرض التص ااالح عليو‪ ،‬باعتبار أن حالة التلبس تجيز مباةا ارة جميع‬
‫اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ومنها تحريك الدعوع العمومية عليو‪ ،‬ولما كان التصا ا ا ا ا ا ااالح وسا ا ا ا ا ا اايلة إلنهاء الدعوع‬
‫العمومية يدالا من تحريكها وانتهائها بحكم‪ ،‬فإن ضابا الةرطة القضائية يملك عرض التصالح عليو‪ ،‬وهو‬
‫ما تملكو النيابة العامة من باب أولى(‪.)2‬‬
‫أما إذا كانت الجريمة المرتكبة من النائب غير متلبس يها ومما يجوز التص ا ا ا ا ا ا ااالح فيها‪ ،‬فز تملك‬
‫النيابة العامة أو ضابا الةرطة القضائية عرض التصالح قيل الحصول على إذن من المجلس(‪.)3‬‬
‫ويثور التس اااؤل عن حكم التص ااالح يين ض ااابا الة اارطة القض ااائية أو عض ااو النيابة العامة في حالة‬
‫الجريمة غير متلبس يها مما يجوز التص ا ااالح فيها‪ ،‬في حالة قيول المتهم التص ا ااالح ودفع ميلغ الغرامة دون‬
‫الحصول على إذن المجلس‬
‫يتفق الفقو على أن التصا ا ا ا ااالح وسا ا ا ا اايلة إلنهاء الدعوع العمومية وهو يديزا عن تحريكها‪ ،‬ولما كانت‬
‫النيابة العامة ال تملك تحريك الدعوع العمومية على عضا ااو اليرلمان قيل الحصا ااول على إذن من المجلس‬
‫في حالة الجرائم غير المتلبس يها‪ ،‬فإنها ال تملك عرض التص ااالح عليو‪ ،‬وهو ما ال يملكو ض ااابا الة اارطة‬
‫القض ااائية‪ ،‬فإذا قيل عض ااو اليرلمان التص ااالح فإن تص ااالحو يقع باطزا ألن هذا اإلجراء يتض اامن نزوالا عن‬
‫قواعد الحصانة وهو ما ال يجوز ألنها تقررت للمصلحة العامة(‪.)4‬‬
‫أما بالنسبة ألعضاء الحكومة ورجال السلطة القضائية والوالة وضباط الةرطة القضائية‪ ،‬فإن المواد‬
‫من ‪ 573‬إلى ‪ 581‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج نصا ا اات على إجراءات خاصا ا ااة لمتابعتهم‪ ،‬وهي تقتصا ا اار على الجنايات‬

‫(‪ -)1‬إيراهيم حامد طنطاوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.92‬‬


‫(‪ -)2‬مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.114-113‬‬
‫(‪ -)3‬منصور عيد السزم عيد الحميد حسان العجيل‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫(‪ -)4‬إيراهيم حامد طنطاوي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.94‬‬

‫‪347‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫والجنح فقا‪ ،‬وبالتالي بمفهوم المخالفة يمكن عرض المص ا ا ا ا ا ا ااالحة عليهم(‪ ،)1‬وهو ما يتفق مع ما ورد في‬
‫التة اريع المصااري حيث يقرر المةاارع لرجال القضاااء حصااانة‪ ،‬وذلك للحفاظ على هيبة الساالطة القضااائية‪،‬‬
‫وقد نصاات على هذه الحصااانة المادة ‪ 96‬من قانون الساالطة القضااائية المصااري رقم ‪ 46‬لساانة ‪ ،1972‬وقد‬
‫إذنا من المجلس القضا ا ا ا ا ااائي‪ ،‬وبين إن كانت الجريمة في غير حالة‬ ‫فرقت يين حالة التلبس التي تسا ا ا ا ا ااتلزم ا‬
‫التلبس‪ ،‬وقااد حااددت المااادة المااذكورة في فقرتهااا الثااالثااة نطاااق الجرائم التي يتقرر للقاااضا ا ا ا ا ا ااي في مواجهتهاا‬
‫الحصانة‪ ،‬فجعلتها قاصرة على الجنح والجنايات دون المخالفات‪ ،‬وعليو ففي حالة المخالفات يجوز عرض‬
‫التص ااالح من قيل النيابة العامة أو ض ااابا الة اارطة القض ااائية على القاض ااي‪ ،‬وبالنس اابة للجنح التي يرتكيها‬
‫القضااة فتةاملها الحصاانة فز يجوز تحريك الدعوع العمومية فيها ولو كانت في حالة تلبس‪ ،‬وذلك اس ا‬
‫اتنادا‬
‫لصاريح نص الفقرة الرابعة من المادة ‪ 96‬من ذات القانون المذكور أعزه‪ ،‬وعليو ال يجوز التصااالح إال بعد‬
‫الحصول على إذن من اللجنة المعنية(‪.)2‬‬
‫‪ -1‬وكيل المتهم‬
‫مكرر من ق إ ج م‪ ،‬أنو يمكن إجراء‬
‫اا‬ ‫يضيف المةرع المصري على نظيره الجزائري ينص المادة ‪18‬‬
‫التصا ا ااالح من قيل وكيل المتهم‪ ،‬وهو عادة ما يكون محاميو الذي يتولى الدفاع عنو‪ ،‬إال أنو ليس بززم أن‬

‫وبناءا على ذلك فإن وكيل المتهم قد يكون المدافع عنو وقد يكون ةااخ ا‬
‫ص اا‬ ‫ا‬ ‫يكون للوكيل صاافة المحامي(‪،)3‬‬
‫اخر لديو ما يثيت أنو وكيل عنو(‪.)4‬‬
‫والوكالة عقد بمقتضا ا اااه يفوض الموكل إلى الوكيل القيام بقضا ا ااية أو بعدة قضا ا ااايا أو يإتمام عمل أو‬
‫فعل أو جملة أعمال أو أفعال‪ ،‬فهو في األص ا اال عقد رض ا ااائي ينص ا اار في األس ا اااس إلى القيام يتص ا اار‬
‫قانوني معين وليس إلى إتمام عمل من األعمال المادية‪ ،‬وهذا العنصا ا ا ا ا ا اار يميزه عن غيره من العقود كعقد‬
‫العمل أو المقاولة‪ ،‬وهذه الوكالة االتفاقية تمكن الوكيل من إجراء التصا ا ا ا ا ااالح‪ ،‬ذلك أن هذا األخير يسا ا ا ا ا ااتمد‬
‫س االطتو من المتهم يناء على اتفاق يينهم‪ ،‬وبالتالي فإن س االطة الوكيل محل اعتبار في التص ااالح ألنها تمثل‬
‫إرادة المتهم(‪ ،)5‬ممااا يعني أنااو إذا وجااد المتهم مع الوكياال يتعين األخااذ يااإرادة المتهم‪ ،‬فااإذا قياال هااذا األخير‬
‫التصا ااالح ورفضا ااو الوكيل فز يعتد يرفضا ااو‪ ،‬كذلك لو رفض المتهم التصا ااالح وقيلو الوكيل‪ ،‬فز يعتد بقيولو‬

‫(‪ -)1‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.122‬‬


‫(‪ -)2‬أحمد محمد يراك‪ ،‬العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية‪ ، ...‬المرجع السايق‪،‬ص ص‪.618-617‬‬
‫(‪ -)3‬أجازت المادة ‪ 132‬من قانون الساالطة القضااائية رقم ‪ 46‬لساانة ‪ ،1972‬للمحكمة أن تخذن للمتقاضااين أن ينييوا عنهم في‬
‫أةخاصا من ذوي قرباهم حتى الدرجة الثالثة‪.‬‬ ‫ا‬ ‫المرافعة أمام أزواجهم وأصهارهم و‬
‫(‪ -)4‬أنيس حس اايب الس اايد المحزوي‪ ،‬الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية‪ :‬د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو‬
‫اإلسزمي‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.206‬‬
‫(‪ -)5‬عيد اللطيف أيو دربالة عيد الفاضل األزرق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.59‬‬

‫‪348‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫وذلك ألن الوكيل يعير عن إرادة موكلو كما سيق ذكره(‪.)1‬‬


‫ولم ية ااترط المة اارع المص ااري أن تكون الوكالة خاص ااة‪ ،‬ومن ثم ال ية ااترط في التوكيل الصا اادر من‬
‫ص اا بخن تحدد فيو الواقعة التي يجوز لو التصااالح فيها‪ ،‬كما ال يةااترط أيض اا أن يكون‬‫المتهم أن يكون خا ا‬
‫التوكيل الحاقا على ارتكاب الجريمة‪ ،‬إذ يصح أن يكون ساباقا على ارتكايها(‪ ،)2‬وقد أجاز المةرع المصري‬
‫مكرر من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م إجراء التصااالح مع وكيل المتهم وذلك تسااهيزا على المتهم الذي قد ال‬
‫اا‬ ‫ينص المادة ‪18‬‬
‫يتمكن من إجراء التصالح ينفسو(‪.)3‬‬
‫‪ -2‬النيابة العامة‬
‫للاادعوع العموميااة طرفااان‪ :‬الماادعي والماادعى عليااو والماادعي في الاادعوع العموميااة هو المجتمع‬
‫باعتباره صاااحب الحق في العقاب الذي تقام الدعوع العمومية من أجل تقريره واسااتخزص النتائج القانونية‬
‫المترتبااة على ذلااك‪ ،‬ولكن من المسا ا ا ا ا ا ااتحياال على المجتمع في مجموعااو أن يباااةا ا ا ا ا ا اار االدعاااء في الاادعوع‬
‫العمومية‪ ،‬باإلضا ا ااافة إلى أن الةا ا ااارع قد اسا ا ااتبعد نظام " االتهام الةا ا ااعيي"‪ ،‬ولذلك أقام عن المجتمع ممثزا‬
‫قانونيا هو " النيابة العامة " ومن ثم كان التكييف الص ا ااحيح لمركز النيابة العامة في الدعوع العمومية أنها‬ ‫ا‬
‫" النائب القانوني" عن المدعي‪ ،‬وليس ا ا ا ا ا ا اات المدعى نفس ا ا ا ا ا ا ااو‪ ،‬أما المدعى عليو في الدعوع العمومية هو‬
‫المتهم(‪.)4‬‬
‫ونظر لذلك فمن اليديهي أن تكون النيابة العامة هي ص اااحبة االختص اااص األص اايل في المص ااالحة‬
‫اا‬
‫الجزائية مع المتهم ألنها تنوب عن المجتمع الذي ارتكيت الجريمة ضده وصاحبة الحق في تحريك الدعوع‬
‫اتثناءا في عدم تحريكها كما في المصااالحة وفق ةااروط معينة(‪ ،)5‬كما هو الحال في الجزائر‬
‫العمومية‪ ،‬واسا ا‬
‫ومصر‪.‬‬
‫ار عرض المص ا ا ا ااالحة في مخالفات القانون العام‬
‫حيث جعل المة ا ا ا اارع الجزائري للنيابة العامة حص ا ا ا ا اا‬
‫البس اايطة ينص المادة ‪ 381‬من ق إ ج ج‪ ،‬في حين خص المة اارع المص ااري النيابة العامة بعرض الغرامة‬
‫وجوبا بغير الغرامة أو التي يعاقب عليها جوازايا بالحبس الذي‬
‫ا‬ ‫التصا ا ا ااالحية في الجنح التي ال يعاقب عليها‬
‫مكرر من ق إ ج م‪ ،‬المعدلة‬
‫اا‬ ‫ال يزيد حده األقصا ااى على سا ااتة أةا ااهر‪ ،‬وهو ما يسا ااتفاد من نص المادة ‪18‬‬
‫بالقانون رقم ‪ 74‬لس ا ا ا ا اانة ‪ ،2007‬والتي كانت تنص صا ا ا ا ا اراحة على ذلك قيل هذا التعديل‪ " :‬ويكون عرض‬

‫(‪ -)1‬منصور عيد السزم عيد الحميد حسان العجيل‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫(‪ -)2‬إيراهيم حامد طنطاوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫(‪ -)3‬عيد اللطيف أيو دربالة عيد الفاضل األزرق‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫(‪ -)4‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.74-73‬‬
‫(‪ -)5‬عيد أ عادل خزنة كاتيي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.71‬‬

‫‪349‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫التصالح في الجنح من النيابة العامة "(‪ ،)1‬فيما أوكل عرض التصالح في المخالفات لمحرر المحضر وهو‬
‫ضابا الةرطة القضائية أو على حد تعيير المةرع المصري مخمور الضبا القضائي‪.‬‬
‫مكرر من ق إ ج م‪ ،‬نجد كز المة ا ا ا ا اارعين‬
‫اا‬ ‫وباس ا ا ا ا ااتقراء نص ا ا ا ا ااي المادتين ‪ 381‬من ق إ ج ج‪ ،‬و‪18‬‬
‫الجزائري والمصا ااري لم يتطلبا أو يحددا درجة معينة في عضا ااو النيابة العامة(‪ ،)2‬والذي يرجعو الباحث إلى‬
‫أن النيابة العامة سا ا االطة واحدة ال تتج أز‪ ،‬فيحق لكل عضا ا ااو من أعضا ا اااء النيابة العامة عرض المصا ا ااالحة‬
‫الجزائية على مرتكب المخالفة بالنسبة للتةريع الجزائري والجنحة بالنسبة للمةرع المصري‪.‬‬
‫محليا‪ ،‬ويتحدد‬ ‫ويةا ا ااترط في عضا ا ااو النيابة العامة س ا ا اواء في الجزائر أو مصا ا اار أن يكون مخت ا‬
‫ص ا ا اا ا‬
‫االختص اااص المحلي لعض ااو النيابة العامة انطزاقا من الص اازحيات المخولة لو بموجب القانون‪ ،‬وبالنس اابة‬
‫لعضو النيابة العامة المختص بالمخالفة أو الجنحة فيتحدد اختصاصو المحلي ينطاق المحكمة التي يباةر‬
‫في نطاق إقليمها اختصاصو(‪ ،)3‬وهذا يقتضي أن تكون المخالفة أو الجنحة قد ارتكيت في دائرة اختصاصو‬
‫أو أن يكون مرتكيها يقيم يدائرة اختصاصو(‪.)4‬‬
‫وما يزحظ في هذا الصا ا ا ا اادد أن المةا ا ا ا اارع الجزائري قد قصا ا ا ا اار حق عرض المصا ا ا ا ااالحة على وكيل‬
‫الجمهورية أو أحد مساعديو فقا دون رجال الضبطية القضائية‪ ،‬وهو ذات مسلك المةرع المصري بالنسبة‬
‫مكرر من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م بالقانون رقم ‪ 74‬لسنة ‪،2007‬‬
‫اا‬ ‫لعرض التصالح في بعض الجنح قيل تعديل المادة ‪18‬‬
‫حيث بعد هذا التعديل عدل المةاارع المصااري عن ذلك يإجازة عرض التصااالح من جانب محرر المحضاار‬
‫نظر ألن هذا المسا االك منتقد ألنو يناقض الغاية‬ ‫أو النيابة العامة س ا اواء بالنسا اابة للمخالفة أو الجنحة‪ ،‬وذلك اا‬
‫والغرض من هذا اإلجراء وهو التبسا ا ا اايا والتيسا ا ا ااير(‪ ،)5‬والذي يعكس خةا ا ا ااية المةا ا ا اارع الجزائري من عوائق‬
‫وصعوبات عملية تتمثل في عدم انتظام هذا األمر لو ترك لضابا الةرطة القضائية لوحده(‪.)6‬‬
‫غير أنو كان من الممكن عزج هذا األمر بفرض نوع من الرقابة عليو من قيل النيابة العامة دون‬
‫أن يس ا ا ااتدعي األمر في النهاية أن تتكفل هذه األخيرة لوحدها يهذا األمر على نحو يؤدي إلى زيادة أعبائها‬
‫واطالة أمد اإلجراءات قيل المخالف(‪.)7‬‬
‫وبناءا على ذلك‪ ،‬يقترئ الباحث على المة ا ا ا ا ا اارع الجزائري أن يقتدي ينظيره المص ا ا ا ا ا ااري‪ ،‬ويعدل نص‬
‫ا‬
‫المادة ‪ 381‬من ق إ ج ج‪ ،‬بخن يجعل عرض المص ا ااالحة على المخالف من اختص ا اااص ض ا ااابا الة ا اارطة‬

‫مكرر من قانون رقم ‪ 174‬لسنة ‪ ،1998‬المرجع السايق‪.‬‬


‫اا‬ ‫(‪ -)1‬المادة ‪18‬‬
‫(‪ -)2‬مجدي فتحي حسين مصطفى نجم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.103‬‬
‫(‪ -)3‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.193‬‬
‫(‪ -)4‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.161‬‬
‫(‪ -)5‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.120‬‬
‫(‪ -)6‬مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫(‪ -)7‬أمين مصطفى محمد‪ ،‬انقضاء الدعوع الجنائية بالصلح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.95‬‬

‫‪350‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫القض ااائية دون النيابة العامة‪ ،‬على أن يخض ااع في ذلك لرقابة هذه األخيرة‪ ،‬ذلك أن هذه الجرائم في الغالب‬
‫هي جرائم تنظيمية بسيطة ال تكةف عن خطورة إجرامية كييرة لدع مرتكييها‪.‬‬
‫‪ -3‬محرر المحضر‬
‫نظيره الجزائري لمحرر المحضر أن يعرض على‬ ‫كما سيق ذكره أجاز المةرع المصري على خز‬
‫المتهم أو وكيلو التصا ا ا ااالح في مواد المخالفات على أن يثيت ذلك في المحضا ا ا اار‪ ،‬عمزا بخحكام المادة ‪18‬‬
‫مكرر من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م المعدلة بالقانون رقم ‪ 74‬لسنة ‪.2007‬‬ ‫اا‬
‫أساسيا في التصالح إلى جانب كل من‬ ‫ا‬ ‫وعلى ذلك فمحرر المحضر يعد في التةريع المصري طرافا‬
‫النيابة العامة والمخالف‪-‬المتهم أو وكيلو‪ ،-‬فخكثر الجرائم التي تجوز فيها المصا ا ا ااالحة يقوم يإجرائها محرر‬
‫المحضر استهداافا للسرعة وكسب الوقت‪ ،‬وذلك بعرض التصالح على المتهم(‪.)1‬‬
‫والمحض ا ا اار هو س ا ا اارد كتايي يقوم بو المحرر مما راه أو س ا ا اامعو أو أحس بو أثناء قيامو يواجبو بكل‬
‫موضوعية‪ ،‬ومحرر المحضر هو ةخص ذو صزحيات‪ ،‬أو وظيفة محددة‪ ،‬وتجدر اإلةارة إلى أن المةرع‬
‫المص ااري كان يعطي ص اازحية عرض التص ااالح على المتهم في المخالفات لمخموري الض اابا القض ااائي(‪،)2‬‬
‫مكرر قيل تعديلها بالقانون رقم ‪ 74‬لسنة ‪.)3(2007‬‬‫اا‬ ‫ينص المادة ‪18‬‬
‫ويراد بالض ا اابطية القض ا ااائية مجموعة الموظفين العامين الذين حددهم المة ا اارع على س ا ااييل الحصا ا ار‬
‫بموجب نصوص عامة أو خاصة أو قرار أناط يهم مهمة البحث عن الجرائم ومرتكييها وجمع االستدالالت‬
‫التي تلزم للتحقيق في الدعوع العمومية(‪.)4‬‬
‫والمةاارع هو من يحدد صاافة ضااابا الةاارطة القضااائية‪ ،‬حيث ال يمكن إسااباغ صاافة ضااابا الةاارطة‬
‫القض ا ا ا ا ا ااائية أو عون بغير نص قانوني(‪ ،)5‬حيث يينت المادة ‪ 23‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م من لهم ص ا ا ا ا ا اافة الض ا ا ا ا ا اابا‬
‫(‪)6‬‬
‫والتي تقايلها المواد ‪ 28 ،27 ،21 ،19 ،15 ،14‬من ق إ ج ج‪.‬‬ ‫القضائي‬

‫(‪ -)1‬عيد أ عادل خزنة كاتيي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.83‬‬


‫(‪ -)2‬يطلق المةاارع المصااري تساامية مخموري الضاابا القضااائي‪ ،‬وهي التساامية التي تخلى عنها القانون الجزائري بالقانون رقم‬
‫‪ 2-85‬المؤرخ في ‪ 26‬جانفي ‪ 1985‬المعدل والمتمم لقانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬واستيدلها يااا‪ :‬ضباط الةرطة القضائية‪ ،‬عيد‬
‫أ أوهاييية‪ ،‬ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.256‬‬
‫(‪ -)3‬عيد اللطيف أيو دربالة عيد الفاضل األزرق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫(‪ -)4‬إدريس عيد الجراد عيد أ يريك‪ ،‬المركز القانوني للضاابطية القضااائية في الدعوع الجنائية‪ ،‬دار الجامعة الجديد للنةاار‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص ‪ ،15‬مةار إليو لدع‪ :‬عيد اللطيف أيو دربالة عيد الفاضل األزرق‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.63-62‬‬
‫(‪ -)5‬عيد أ أوهاييية‪ ،‬ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.257‬‬
‫(‪ " -)6‬أ) يكون من مخموري الضبا القضائي في دوائر اختصاصو‪:‬‬
‫ومعاونوها‪.‬‬ ‫‪-1‬أعضاء النيابة العامة‬
‫‪-2‬ضباط الةرطة وأمناؤها والكونستبزت والمساعدين‪.‬‬

‫‪351‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫وبذلك يتضح مدع توسع المةرع المصري في تعديل عرض التصالح من محرر المحضر(‪ ،)1‬حيث‬
‫يتجو نحو تسا ااهيل إجراءات التصا ااالح وذلك يإعطاء صا اازحية عرض التصا ااالح لمحرر المحضا اار دون أن‬
‫يةترط فيو صفة مخمور الضبا القضائي‪ ،‬ومسلك المةرع يتفق مع السياسة الجزائية التي انتهجها المةرع‬
‫المصري يإدخالو نظام التصالح في قانون اإلجراءات الجزائية واعتباره من الوسائل التي تنتهي يها الدعوع‬
‫ميرر ذلااك‬ ‫العموميااة دون محاااكمااة ياال ياادياال عن هااذه الاادعوع‪ ،‬وجعاال إلرادة المتهم اا‬
‫دور في إنهااائهااا‪ ،‬اا‬
‫بالتخفيف عن كاهل القض اااء الكثير من الجرائم التي ال تنم عن خطورة إجرامية وتض اايف أمواالا إلى خزينة‬
‫الدولة(‪.)2‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط اإلجرائية ف هرامة الصلح‬
‫تخضع المصالحة في هذا المجال إلى الةروط اإلجرائية الميينة في نص المواد ‪ 381‬إلى ‪ 390‬من‬
‫مكرر من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م على النحو ارتي ييانو‪:‬‬
‫اا‬ ‫ق إ ج ج‪ ،‬ونص المادة ‪18‬‬
‫‪ -1‬عرض المصالحة من سلطة مختصة‬

‫الةرطة‪.‬‬ ‫‪-3‬رؤساء نقا‬


‫‪-4‬العمد ومةايخ البزد ومةايخ الخفراء‪.‬‬
‫‪-5‬نظار ووكزء محطات السكك الحديدية الحكومية‪.‬‬
‫ولمديري أمن المحافظات ومفتة ااي مص االحة التفتيش العام يو ازرة الداخلية أن يؤدوا األعمال التي يقوم يها مخمور الض اابا‬
‫القضائي في دوائر اختصاصهم‪.‬‬
‫ب) ويكون من مخموري الضبا القضائي في جميع أنحاء الجمهورية‪:‬‬
‫‪-1‬مديرو وضباط إدارة المباحث العامة يو ازرة الداخلية وفروعها بمديريات األمن‪.‬‬
‫‪-2‬مديرو اإلدارات واألقس ااام ورؤساااء المكاتب والمفتةااون والضااباط وأمناء الة اارطة والكونسااتبزت والمساااعدون وباحثات‬
‫الةرطة العاملون بمصلحة األمن العام وفى ةعب البحث الجنائي بمديريات األمن‪.‬‬
‫السجون‪.‬‬ ‫‪-3‬ضباط مصلحة‬
‫اإلدارة‪.‬‬ ‫‪-4‬مديرو اإلدارة العامة لةرطة سكة الحديد والنقل والمواصزت وضباط هذه‬
‫‪-5‬قائد وضباط أساس هجانة الةرطة‪.‬‬
‫السياحة‪.‬‬ ‫‪-6‬مفتةو و ازرة‬
‫ويجوز بقرار من وزير العدل باالتفاق مع الوزير المختص تخويل بعض الموظفين ص ا ا ا اافة مخموري الض ا ا ا اابا القض ا ا ا ااائي‬
‫وظائفهم‪.‬‬ ‫بالنسبة إلى الجرائم التي تقع في دوائر اختصاصهم وتكون متعلقة بخعمال‬
‫وتعتير النص ا ا ااوص الواردة في القوانين والم ارس ا ا اايم والق اررات األخرع بة ا ا ااخن تخويل بعض الموظفين اختص ا ا اااص مخموري‬
‫الضا ا اابا القضا ا ااائي بمثابة ق اررات صا ا ااادرة من وزير العدل باالتفاق مع الوزير المختص"‪ ،‬المادة ‪ 23‬من قانون رقم ‪150‬‬
‫لسنة ‪ ، 1950‬المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية المصري‪ ،‬المرجع السايق‪.‬‬
‫(‪ -)1‬أحمد محمد يراك‪ ،‬العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية المعاصرة‪ ، ...‬المرجع السايق‪ ،‬ص‪.620‬‬
‫(‪ -)2‬عيد اللطيف أيو دربالة عيد الفاضل األزرق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.63‬‬

‫‪352‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫وفي هذا الصاادد نصاات المادة ‪ 381‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج على‪ " :‬قيل كل تكليف بالحضااور أمام المحكمة‬
‫يقوم عضااو النيابة العامة المحال عليو محضاار مثيت لمخالفة يإخطار المخالف بخنو مصاارئ لو يدفع ميلغ‬
‫قانونا لعقوبة المخالفة "(‪.)1‬‬ ‫ٍ‬
‫مساو للحد األدنى المنصوص عليو ا‬ ‫على سييل غرامة صلح‬
‫مكرر من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م طريقة عرض التصا ا ااالح على المتهم ينصا ا ااها على‪ " :‬على‬
‫اا‬ ‫كما يينت المادة ‪18‬‬
‫محرر المحضا اار أو النيابة العامة بحسا ااب األحوال أن يعرض التصا ااالح على المتهم أو وكيلو‪ ،‬ويثيت ذلك‬
‫في محضر"(‪.)2‬‬
‫واليين من خزل نصا ا ااي المادتين‪ ،‬أن إجراءات عرض المصا ا ااالحة تختلف يين التة ا ا اريعين الجزائري‬
‫والمص ااري بحس ااب ص اافة القائم بعرض ااها‪ ،‬فيما إذا كان محرر المحض اار والذي يكون قاص ا اا‬
‫ار على التةا اريع‬
‫المص ااري‪ ،‬أو النيابة العامة‪ ،‬وهي محل اتفاق يين التةا اريعين الجزائري والمص ااري مع الفارق بة ااخن ص اانف‬
‫الجريمة المتصالح بةخنها‪.‬‬
‫فبالنس ا ا ا ا اابة للتةا ا ا ا ا اريع الجزائري يقوم عض ا ا ا ا ااو النيابة العامة على مس ا ا ا ا ااتوع المحكمة‪ ،‬قيل أي تكليف‬
‫بالحضور أمام المحكمة يإخطار المخالف بخنو مصرئ لو دفع ميلغ على سييل غرامة صلح‪ ،‬يحدد مقدارها‬
‫بموجب قرار(‪ ،)3‬فخول إجراء فيها هو إخطار ‪ information‬المخالف يهذه اإلمكانية(‪.)4‬‬
‫يوما من القرار‪ ،‬بموجب‬
‫ولهذا الغرض‪ ،‬يرساال ممثل النيابة العامة إلى المخالف خزل خمسااة عةاار ا‬
‫خطاب موصااى عليو بعلم الوصااول‪ ،‬يذكر فيو على وجو التحديد‪ :‬موطنو ومحل ارتكاب المخالفة وتاريخها‬
‫وسا ا ا ااييها والنص القانوني المطيق بةا ا ا ااخنها‪ ،‬ومقدار غرامة الصا ا ا االح والمهل وطرق الدفع المحددة في المادة‬
‫‪ 384‬من ق إ ج ج(‪ ،)5‬وهااذا يعااد بمثااابااة ض ا ا ا ا ا ا امااانااة للمخااالف من جهااة ألنااو يحقق لااو مياادأ العلم بااالجرم‬
‫المنسا ا ا ا ا ااوب إليو‪ ،‬وبالتالي يتحقق علم المخالف بالمخالفة التي حررت ضا ا ا ا ا ااده‪ ،‬كما أنو يؤكد علم المخالف‬
‫يإجراء المصالحة وتنييهو في حقو في التصالح(‪.)6‬‬
‫أما بالنسا ا اابة للجهة المختصا ا ااة بعرض الغرامة التصا ا ااالحية في التة ا ا اريع المصا ا ااري تتمثل في محرر‬
‫غالبا مخمور الضابا القضاائي على حد تعيير المةارع المصاري‪ ،‬والنيابة العامة‪ ،‬حيث‬ ‫المحضار والذي هو ا‬
‫أناط المة ا اارع المص ا ااري يهاتين الجهتين عرض التص ا ااالح على المتهم سا ا اواء تعلق األمر بمخالفة أو جنحة‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ 381‬من أمر رقم ‪ ،155-66‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.660‬‬


‫مكرر من قانون رقم ‪ 174‬لسنة ‪ ،1998‬معدلة بالقانون رقم ‪ 74‬لسنة ‪ ،2007‬المرجع السايق‪.‬‬‫اا‬ ‫(‪ -)2‬المادة ‪18‬‬
‫(‪ -)3‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.138‬‬
‫(‪ -)4‬نجيمي جمال‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري على ض ا ا ا ااوء االجتهاد القض ا ا ا ااائي (مادة بمادة) ج ‪ :2‬من المادة ‪248‬‬
‫إلى نهاية القانون طبقا رخر تعديل بالقانون رقم ‪ 06-18‬المؤرخ في ‪ 10‬جوان ‪ ،2018‬ط ‪ ،4‬دار هومة للطباعة والنةا ا ا ا ا ا اار‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص ‪.220‬‬
‫(‪ -)5‬المادة ‪ 383‬من أمر رقم ‪ ،155-66‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.660‬‬
‫(‪ -)6‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.196‬‬

‫‪353‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫مكرر من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م المعدلة بالقانون رقم ‪ 74‬لسنة ‪.2007‬‬


‫اا‬ ‫يجوز فيها التصالح(‪ ،)1‬طباقا لنص المادة ‪18‬‬
‫فالمةرع المصري عدل عن التفرقة(‪ ،)2‬التي كانت تقيمها المادة ‪ 18‬مكر ار من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م قيل تعديلها‬
‫بالقانون رقم ‪ 74‬لسا ا اانة ‪ ،2007‬حيث كانت تقصا ا اار اختصا ا اااص مخموري الضا ا اابا القضا ا ااائي النوعي على‬
‫عرض التص ااالح على المخالفات‪ ،‬أما النيابة العامة فكانت هي المختص ااة بعرض التص ااالح في مواد الجنح‬
‫الجائز التصالح فيها(‪.)3‬‬
‫انعا بعدولو عن التفرقة التي وردت ينص المادة‬ ‫ويرع الفقو المصااري أن المةاارع المصااري أحساان صا ا‬
‫مكرر قيل تعديلها‪ ،‬بة ا ا ااخن الجهة المختص ا ا ااة بعرض التص ا ا ااالح باعتبار أن ذلك أكثر اتفااقا مع الغاية‬
‫اا‬ ‫‪18‬‬
‫التي من أجلها أجاز المةا ا اارع التصا ا ااالح في بعض الجرائم إذ أن عرض التصا ا ااالح في الجنح من مخموري‬
‫الضبا القضائي يوفر وقت المتهم‪ ،‬ويجنبو إجراءات عرضو على النيابة العامة والتي قد تنال من سمعتو‪،‬‬
‫كما تخفف من العبء الملقى على عاتق أعض ا ا ا ا ا اااء النيابة العامة الس ا ا ا ا ا اايما وأن اإلجراءات التي يقوم يها‬
‫مخمور الضاابا القضااائي بةااخن عرض التصااالح س اواء في الجنح أو المخالفات تخضااع لرقابة النيابة العامة‬
‫والمنوط يها التص اار في الدعوع العمومية‪ ،‬فإذا وجدت توافر ة ااروط التص ااالح‪ ،‬وأهمها دفع المتهم لمقايل‬
‫أمر بالحفظ النقضاء الدعوع العمومية‪ ،‬أما إذا رأت تخلف أحد ةروط التصالح أقامت‬ ‫التصالح‪ ،‬أصدرت اا‬
‫ال اادعوع العمومي ااة وفق اإلجراءات الع ااادي ااة وفي كز الح ااالتين يتحقق علم الني اااب ااة الع ااام ااة ب ااالمخ ااالف ااة أو‬
‫الجنحة(‪.)4‬‬
‫ايتداءا تحرير‬
‫ا‬ ‫فإذا تم عرض التصا ا ا ا ا ا ااالح على المتهم أو وكيلو من محرر المحضا ا ا ا ا ا اار‪ ،‬فيتعين عليو‬
‫محضاار بالجريمة المنسااوبة إلى المتهم‪ ،‬وال يةااترط أن يحرر مخمور الضاابا القضااائي المحضاار يخا يده‪،‬‬

‫(‪ -)1‬أمين مصطفى محمد‪ ،‬انقضاء الدعوع الجنائية بالصلح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪ -‬يرع الفقو المصا ا ا ا ا ا ااري‪-‬وبحق‪-‬أن هذه التفرقة كانت قليلة األهمية باعتبار أن النيابة العامة كان لها أي ا‬
‫ض ا ا ا ا ا ا اا أن تعرض‬ ‫(‪)2‬‬

‫أساسا‪ ،‬ذلك أن من يملك األكثر‬ ‫التصالح على المتهم في مواد المخالفات التي تدخل في اختصاص مخمور الضبا القضائي ا‬
‫يملك األقل‪ ،‬باعتبار أن التصا ااالح إجراء من إجراءات الدعوع العمومية والتي تملكها النيابة العامة بصا اافة أسا اااسا ااية‪ ،‬كما أن‬
‫تجاوز مخمور الضاابا القضااائي حدود اختصاااصااو وعرض التص ااالح على المتهم في جنحة وقيل المتهم ذلك التص ااالح ودفع‬
‫ميلغ التصالح‪ ،‬فإن هذا التصالح كان ال يبطل‪ ،‬وعلة ذلك أن حق المتهم في التصالح حق أصيل يثيت لو من وقت ارتكاب‬
‫الجريمة‪ ،‬وال يرتهن نةااوؤه بعرضااو عليو من أي جهة‪ ،‬باعتبار أنو معروض على المتهم بموجب النص الذي أجاز التصااالح‬
‫إيجابا من قيل المجتمع يتزقى مع قيول المتهم‪ ،‬وينعقد بو التص ا ا ا ا ا ااالح‪ ،‬لمزيد من التفاص ا ا ا ا ا اايل‬
‫ا‬ ‫في تلك الجريمة‪ ،‬وهو ما يعد‬
‫أنظر‪ :‬طو أحمد محمد عيد العليم‪ ،‬الصالح الجنائي في القانون المصاري طبقا رخر تعديزتو‪ ،‬المرجع الساايق‪ ،‬ص ص ‪65‬‬
‫وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ -)3‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬المرةد في الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو وأحكام القضاء وفقا ألحدث التعديزت‪ ،...‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪.312‬‬
‫(‪ -)4‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬الموسوعة الةاملة في‪ ...‬الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو وأحكام القضاء‪ ،...‬المرجع السايق‪،‬‬
‫ص ص ‪.315-314‬‬

‫‪354‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫يل يكفي أن يكون قد حرر تحت إة ا ا ا ا ارافو وذيل يتوقيعو‪ ،‬ويسا ا ا ا ااخل فيو المتهم عن الواقعة المنسا ا ا ا ااوبة إليو‪،‬‬
‫ويسا ا ااتوي أن يقر المتهم بارتكاب المخالفة أو ينكر ارتكايها‪ ،‬وبعد ذلك يعرض محرر المحضا ا اار التصا ا ااالح‬
‫على المتهم ويثيت ذلك كتابة في محض ا ا اره‪ ،‬ثم يثيت موقف المتهم بقيولو التصا ا ااالح أو رفضا ا ااو‪ ،‬فز يجوز‬
‫االكتفاء بعرض التصالح ةفاهة(‪.)1‬‬
‫أما إذا كان عرض التص ا ااالح يتم من جانب النيابة العامة‪ ،‬فإن محض ا اار الجريمة يحرر أوال من قيل‬
‫مخمور الضا اابا القضا ااائي‪ ،‬ثم يرسا اال إلى النيابة العامة بعد ذلك‪ ،‬وفي هذه الحالة إما أن تعرض التصا ااالح‬
‫على المتهم أو وكيلو ة اافاهة‪ ،‬وذلك بعد اطزعها على األوراق وتدون قيول المتهم للتص ااالح أو رفض ااو في‬
‫محض ا ا اار‪ ،‬واما أن تباة ا ا اار تحقياقا في الواقعة وتعرض في نهايتو التص ا ا ااالح على المتهم أو وكيلو‪ ،‬كل ذلك‬
‫مقرون يإثبات عرض التصالح في المحضر كتابة(‪.)2‬‬
‫وفي هذا الص اادد‪ ،‬إذا كان المة اارع الجزائري قد أورد من يين الحاالت التي ال يجوز فيها اللجوء إلى‬
‫غرامة الصا االح ينص المادة ‪ 391‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج إذا كان ثمة تحقيق قضاااائي‪ ،‬فإن المةا اارع المصا ااري أجاز‬
‫للنيابة العامة أن تباةر تحقيقا في الواقعة وتعرض في نهايتو التصالح على المتهم(‪.)3‬‬
‫مكرر من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م المعاادلااة بااالقااانون رقم ‪ 74‬لس ا ا ا ا ا ا انااة ‪ ،2007‬أن‬
‫اا‬ ‫والمزحظ على نص المااادة ‪18‬‬
‫وجوبيا ينصا ا ا ااو فيها على‪ " :‬على محرر‬ ‫ا‬ ‫المةا ا ا اارع المصا ا ا ااري جعل عرض التصا ا ا ااالح على المتهم أو وكيلو‬
‫تنييو المتهم إلى حقو في التص ا ااالح‪ ،‬وهو ذات الغرض من إخطار‬ ‫المحض ا اار أو النيابة العامة ‪ ،"...‬يهد‬
‫المخالف في التةا ا ا اريع الجزائري‪ ،‬الحتمال عدم معرفتو بو‪ ،‬والتص ا ا ااالح هنا هو حق للمتهم يثيت لو من يوم‬
‫وقوع الجريمة‪ ،‬وال يتوقف على إرادة محرر المحضا ا ا ا اار أو النيابة العامة(‪ ،)4‬كما أن عدم عرض التصا ا ا ا ااالح‬
‫على المتهم أو وكيلو ال ينفي حق المتهم في أن يطالب بو(‪ ،)5‬فز يس ا ا ا ا ااتخثر هؤالء يتقدير مزئمتو(‪ ،)6‬ومن‬
‫هنا نلمس أن المةاارع المصااري قد وفق في منح الطرفين حق اسااتعمال إرادتيهما في التصااالح‪ ،‬على عكس‬

‫(‪ -)1‬إيراهيم حامد طنطاوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.121-120‬‬


‫(‪ -)2‬أنيس حس اايب الس اايد المحزوي‪ ،‬الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية‪ :‬د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو‬
‫اإلسزمي‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.522‬‬
‫(‪ -)3‬إال أن الواقع العملي يفرض نفسا ا ا ا ا ا ااو‪ ،‬فالنيابة العامة ال تباةا ا ا ا ا ا اار في الغالب األعم من الحاالت التحقيق في الجنح التي‬
‫ض اا أن النيابة العامة ال تعرض التصااالح‬
‫يعاقب فيها بالغرامة فقا‪ ،‬يل تكلف المتهم بالحضااور أمام المحكمة‪ ،‬كما يخةااى أي ا‬
‫ايتداءا‪ ،‬وهذا ال يحدث في معظم األحوال‪،‬‬
‫ا‬ ‫وتقوم بفتح محضا ا ا اار للتحقيق‪ ،‬يينما النص يلزمها بعرض التصا ا ا ااالح على المتهم‬
‫هدع حامد قةوقش‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫(‪ -)4‬ةريف سيد كامل‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.158‬‬
‫(‪ -)5‬أحمد إيراهيم عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.162‬‬
‫(‪ -)6‬أس ا ااامة حس ا اانين عييد‪ ،‬الص ا االح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ :‬ماهيتو والنظم المرتبطة بو‪-‬د ارس ا ااة مقارنة‪ ،-‬دار النهض ا ااة‬
‫العربية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.247‬‬

‫‪355‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المةرع الجزائري الذي جعل الم صالحة مكنة في يد الجهة المختصة تستعملها متى ةاءت‪ ،‬دون أن يكون‬
‫للةخص المخالف أي تدخل في ذلك(‪.)1‬‬
‫وعليو فالتصا ا ااالح في التة ا ا اريع المصا ا ااري وجوبي كما في القانون الهولندي‪ ،‬واللييي‪ ،‬فيجب عرضا ا ااو‬
‫على المتهم إما مباة ا ا ا ا ا ارة أو يإخطار رسا ا ا ا ا اامي‪ ،‬يينما في القانون اليلجيكي فهو جوازي كما هو في القانون‬
‫الجزائري(‪.)2‬‬
‫ويثور التساؤل يخصوص جزاء عدم عرض المصالحة على المخالف أو المتهم‬
‫مكرر من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م لم تقر ار أي إجراء على‬
‫اا‬ ‫المزحظ أن نصا ا ا ا ااي المادتين ‪ 381‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج و‪18‬‬
‫عدم عرض التصالح على المخالف أو المتهم‪ ،‬إذ ال يترتب عليو البطزن(‪.)3‬‬
‫ويرع جانب في الفقو المصا ااري أن إغفال محرر المحضا اار عن واجب عرض التصا ااالح على المتهم‬
‫أو وكيلو أو عرضو عليو ةفاهة ولم يقم بكتابة ذلك في المحضر فعلى النيابة العامة عند عرض المحضر‬
‫عليها أن تسا ا ااتدعي المتهم أو وكيلو وتنيهو إلى حقو في التصا ا ااالح‪ ،‬وهي حين تقوم يذلك باعتبارها رئيسا ا ااة‬
‫على أعمالو(‪.)4‬‬ ‫لمخمور الضبا القضائي وبما لها من واجب اإلة ار‬
‫ويضاايف جانب اخر من الفقو المصااري أن إغفال القيام يهذا الواجب من الجهة المختصااة ساواء من‬
‫محرر المحضا اار أو النيابة العامة يجب أن تخضا ااع إلجراءات تضا اامن التزام المختص بو بخدائو‪ ،‬وحتى لو‬
‫تمثل ذلك من خزل الرقابة والتفتيش على تلك األعمال بحيث يعد إغفال القيام يهذا الواجب خطخ يتعلق‬
‫بخداء الوظيفة‪ ،‬ويسا ا ا ا ااخل من صا ا ا ا اادر منو(‪ ،)5‬ألن إغفال عرض هذا اإلجراء يترتب عليو اثار سا ا ا ا االيية على‬
‫الخص ا ا ااومة تتمثل في زيادة أعباء الس ا ا االطة القض ا ا ااائية‪ ،‬إطالة أمد اإلجراءات‪،‬‬ ‫الس ا ا االطة القض ا ا ااائية وأط ار‬
‫وحرماان المتهم من أحاد حقوقاو التي كفلهاا لاو القاانون وهي رغيتاو في إنهااء الادعوع صا ا ا ا ا ا اال احاا والتي كاان‬
‫يجهلها‪ ،‬كما يزيد من أعبائو المادية(‪.)6‬‬
‫‪ -2‬قبو المخالف(المتهم)‬
‫باعتبار المصااالحة حق للمخالف أو المتهم‪-‬وبالتالي تكون لهذا األخير حرية االختيار يين اسااتعمالو‬

‫(‪ -)1‬سويقات يلقاسم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.188‬‬


‫(‪ -)2‬أحمد محمد يراك‪ ،‬العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية المعاصرة‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬المرجع السايق‪،‬‬
‫ص ص ‪.672‬‬
‫(‪ -)3‬طو أحمد محمد عيد العليم‪ ،‬الصلح الجنائي في القانون المصري طبقا رخر تعديزتو‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫(‪ -)4‬أنيس حس اايب الس اايد المحزوي‪ ،‬الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية‪ :‬د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو‬
‫اإلسزمي‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.526-525‬‬
‫(‪ -)5‬أمين مصا ا ااطفى محمد‪ ،‬انقضا ا اااء الدعوع الجنائية بالصا ا االح‪ :‬وفقا ألحكام القانون رقم ‪ 174‬لسا ا اانة ‪ 1998‬يتعديل بعض‬
‫أحكام قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،...‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫(‪ -)6‬ميزد بةير ميزد غويطة‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.293‬‬

‫‪356‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫فتنقضا ا ا ا ا ا ااي بو الدعوع العمومية‪ ،‬أو رفضا ا ا ا ا ا ااو فيحاكم وفقا لإلجراءات العامة‪ ،‬وعلى ضا ا ا ا ا ا ااوء هذه الطييعة‬
‫قانونا‬
‫االختيارية‪ ،‬فإن للمخالف‪-‬المتهم‪ -‬أن يقيل الغرامة التص ااالحية إذا عرض اات عليو من الجهة المحددة ا‬
‫(محرر المحضا ا ا اار أو النيابة العامة)‪ ،‬أو يطلبو من تلك الجهة في حالة عدم العرض عليو‪ ،‬ولكن ال يكفي‬
‫مجرد قيول المتهم للتصاالح لكي ينتج أثره‪ ،‬وانما يتعين أن يدفع المخالف‪-‬المتهم‪ -‬ميلغ الغرامة التصاالحية‬
‫قانونا‪ ،‬وخزل فترة معينة(‪:)1‬‬
‫المحددة ا‬
‫أ‪-‬دفع مقابل المصالحة‬
‫يعير مرتكب المخالفة على قيولو لعرض النيابة العامة بالمصا ا ا ا ا ااالحة يدفع ميلغ على سا ا ا ا ا ااييل غرامة‬
‫ص االح حدده المة اارع الجزائري ينص المادة ‪ 381‬من ق إ ج ج بخنو مس ا ٍ‬
‫ااو للحد األدنى المنص ااوص عليو‬
‫قانونا لعقوبة المخالفة‪.‬‬
‫ا‬
‫كما قرر المة اارع الجزائري أن القرار المحدد لمقدار غرامة الص االح في المخالفات ال يكون قابزا ألي‬
‫طعن من جانب المخالف(‪ ،)2‬ألن يإمكان المعني أن يرفض الدفع فتحال القضية على المحكمة(‪.)3‬‬
‫مكرر من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م المعدلة بالقانون رقم ‪ 74‬لسا ا ا ا ا اانة ‪ 2007‬هي األخرع في‬
‫اا‬ ‫فيما أوجيت المادة ‪18‬‬
‫فقرتيها الثالثة والرابعة على المتهم الذي يقيل التصالح أن يدفع ميلغ الغرامة التصالحية‪ ،‬والذي ميز المةرع‬
‫المصري في تحديده يين حالتين(‪:)4‬‬
‫‪ -‬الحالة األول ‪ :‬وهي حالة قيام المتهم يدفع ميلغ التصالح قيل رفع الدعوع‪ :‬وفي هذه الحالة يكون‬
‫ميلغا يعادل ثلث الحد األقصى للغرامة المقررة للجريمة‪.‬‬
‫مقايل التصالح ا‬
‫‪ -‬الحالة الثانية‪ :‬حالة التصا ااالح بعد إحالة الدعوع العمومية إلى المحكمة المختصا ااة وقيل صا اادور‬
‫حكم في الموضا ا ااوع‪ :‬في هذه الحالة فإن ميلغ الغرامة التصا ا ااالحية يزيد مقداره‪ ،‬فيكون ثلثي الحد األقصا ا ااى‬
‫للغرامة المقررة للجريمة أو كامل حدها األدنى المقرر لها أيهما أكثر‪.‬‬
‫ويزحظ أن كز المةا اارعين الجزائري والمصا ااري قد راعى كل منهما عند تحديد مقايل المصا ااالحة أن‬
‫يكون معقوالا بغية دفع واعزاء المخالف أو المتهم على قيول التص ااالح يدالا من المخاطرة بالس ااير في دعوع‬
‫قد تنتهي بالحكم عليو بخقص ا ااى الغرامة‪ ،‬أو بغرامة تزيد عن مقايل التص ا ااالح(‪ ،)5‬كما أن المة ا اارع المص ا ااري‬

‫(‪ -)1‬ةريف سيد كامل‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.158‬‬


‫(‪ -)2‬المادة ‪ 385‬من أمر رقم ‪ ،155-66‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.660‬‬
‫(‪ -)3‬نجيمي جمال‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري على ض ااوء االجتهاد القض ااائي‪-‬مادة بمادة‪-‬ج ‪ :2‬من المادة ‪ 248‬إلى‬
‫نهاية القانون‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫(‪ -)4‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬المرةد في الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو وأحكام القضاء وفقا ألحدث التعديزت‪ ،...‬المرجع‬
‫السايق‪ ،‬ص ‪.321‬‬
‫(‪ -)5‬أمين مصا ا ااطفى محمد‪ ،‬انقضا ا اااء الدعوع الجنائية بالصا ا االح‪ :‬وفقا ألحكام القانون رقم ‪ 174‬لسا ا اانة ‪ 1998‬يتعديل بعض‬
‫أحكام قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،...‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.103‬‬

‫‪357‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫قرر زيادة ميلغ التصالح الواجب دفعو بعد إحالة الدعوع للمحكمة رغبة منو في االستغناء عن رفع الدعوع‬
‫العمومية‪ ،‬بما يحقق تبسيا اإلجراءات وسرعتها‪ ،‬وتخفيف العبء الملقى على عاتق القضاء‪.‬‬
‫ب‪-‬ميعاد دفع مقابل المصالحة‬
‫حدد المةا اارع الجزائري ميعاد إجراء غرامة الصا االح ينص المادة ‪ 381‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج بقيل كل تكليف‬
‫بالحضااور أمام المحكمة‪ ،‬فيما حدد األجل الذي يتعين على المخالف خزلو أن يدفع مقايل التصااالح ينص‬
‫يوما التالية السا ا ا ااتزمو اإلخطار المةا ا ا ااار إليو في المادة ‪ 383‬من‬
‫المادة ‪ 384‬من ق إ ج ج‪ ،‬وهو ثزثين ا‬
‫ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج المذكورة ساباقا(‪.)1‬‬

‫أما المةرع المصري فكان يحدد ميعاد دفع مقايل التصالح بمدة خمسة عةر ا‬
‫يوما‪ ،‬إال أنو عدل عن‬
‫ذلك بموجب القانون رقم ‪ 74‬لساانة ‪ ،2007‬بخن أجاز للمتهم دفع مقايل التصااالح حتى تحريك الدعوع دون‬
‫تقييد بالمدة سااالفة الذكر‪ ،‬وفي هذه الحالة يكون مقايل التصااالح معادالا لثلث الحد األقصااى للغرامة المقررة‬
‫للجريمة‪ ،‬وال يترتب على تحريك الدعوع العمومية س ا ا ااقوط حق المتهم في التص ا ا ااالح(‪ ،)2‬وييدوا أن المة ا ا اارع‬
‫المص ا ا ا ااري أراد إعطاء فرص ا ا ا ااة أخرع للمتهم في أن يراجع نفس ا ا ا ااو ويتص ا ا ا ااالح حتى بعد إحالة الدعوع إلى‬
‫المحكمة المختصة(‪ ،)3‬ومع ذلك قرر في هذه الحالة األخيرة مؤاخذتو بالةدة يزيادة قيمة الميلغ الذي يتعين‬
‫ض ا اا أن يةا ااعره بمدع تقصا اايره وتخخره في الدفع‪ ،‬حيث‬
‫عليو دفعو كمقايل للتصا ااالح‪ ،‬فخراد من خزل ذلك أي ا‬
‫ألزمو يدفع ميلغ أكثر‪ ،‬يعادل ثلثي الحد األقص ا ا ا ااى للغرامة المقررة للجريمة أو قيمة الحد األدنى المقرر لها‬
‫أيهما أكثر وذلك قيل صدور حكم في الموضوع(‪.)4‬‬
‫مكرر من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م المعدلة بالقانون رقم ‪ 74‬لسا اانة‬
‫اا‬ ‫وقد أثار امتداد ميعاد التصا ااالح ينص المادة ‪18‬‬
‫فقهيا يتعلق بالمقصود بالحكم الفاصل في الموضوع هل‬ ‫‪ 2007‬إلى قيل صدور حكم في الموضوع جدالا ا‬
‫أم محكمة النقض‬ ‫هو الحكم الصادر عن أول درجة أم أمام محاكم االستئنا‬
‫في الرأي ص اادر قرار(‪)5‬عن مجلس الدولة المص ااري جاء فيو‪ " :‬إن المس ااتقر عليو‬ ‫وازاء هذا الخز‬
‫في فقو قانون اإلجراءات الجنائية أنو ليس كل حكم فاصا ا اال في موضا ا ااوع الخصا ا ااومة الجنائية تنقضا ا ااي بو‬
‫الدعوع الجنائية‪ ،‬وانما يلزم أن تتوافر في هذا الحكم صا ا اافة معينة وهي أن يكون باتاا‪ ،‬ذلك أن القانون نظم‬
‫طرق معينة للطعن في األحكام التي تصا ا ا ا ا ا اادرها جهات القضا ا ا ا ا ا اااء‪ ،‬وما دام طريق الطعن في الحكم مازال‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ 384‬من أمر رقم ‪ ،155-66‬معدلة بالقانون رقم ‪ ،03-82‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.313‬‬
‫(‪-)2‬طو أحمد عيد العليم‪،‬الموسوعة الةاملة في‪ ...‬الصلح الجنائي ‪،...‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪322-321‬‬
‫(‪ -)3‬عيد اللطيف أيو دربالة عيد الفاضل األزرق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫(‪ -)4‬أنيس حس اايب الس اايد المحزوي‪ ،‬الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية‪ :‬د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو‬
‫اإلسزمي‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.534‬‬
‫(‪ -)5‬رقم ‪41‬و‪1‬و‪ 60‬بالخطاب رقم ‪ 556‬يتاريخ ‪ 10‬ماي س ا ا ا ا ا اانة ‪ ،1983‬نقزا عن‪ :‬محمد الس ا ا ا ا ا اايد عرفة‪ ،‬المرجع الس ا ا ا ا ا ااايق‪،‬‬
‫ص‪.261‬‬

‫‪358‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫نهائيا الحتمال إلغائو أو تعديلو‬‫مفتوحا فز يمكن القول بخن الحكم قد فصاال في موضااوع الخصااومة فص ازا ا‬ ‫ا‬
‫من المحكمة المطعون أمامها‪ ،‬ومعنى ذلك أنو إذا كان الحكم مازال قابزا للطعن فيجوز نظر موضا ا ا ا ا ا ااوع‬
‫الخصا ا ا ا ااومة مرة أخرع أمام المحكمة‪ ،‬أما إذا كان الحكم غير قايل للطعن أو كان قد اسا ا ا ا ااتنفذ جميع طرق‬

‫الطعن المقررة قانونا فإنو يكون ا‬


‫نهائيا أو باتاا‪ ،‬بحيث ال يجوز طرئ موض ا ا ا ا ااوع الخص ا ا ا ا ااومة مرة أخرع أمام‬
‫القضاء‪ ،‬ومن ثم تنقضي بو الدعوع العمومية‪ ،‬فالحكم البات هو الذي تنقضي بو الدعوع الجنائية "(‪.)1‬‬
‫مكرر من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م في أي مرحلة كانت‬
‫طبقا لنص المادة ‪ 18‬اا‬ ‫وعلى ذلك يمكن أن يتم التص ا ا ا ا ا ا ااالح ا‬
‫عليها الدعوع العمومية ولو كانت أمام محكمة النقض‪ ،‬س ا ا اواء كانت قد حركت من النيابة العامة أو رفعت‬
‫بطريق االدعاء المباةر(‪.)2‬‬
‫وبذلك يكون المةا ا ا ا ا ا اارع الجزائري قصا ا ا ا ا ا اار ميعاد إجراء غرامة الصا ا ا ا ا ا االح على مرحلة قيل كل تكليف‬
‫نظيره المصا ا ا ا ا ا ااري الذي مد هذا الميعاد إلى أي مرحلة من مراحل‬ ‫بالحضا ا ا ا ا ا ااور أمام المحكمة على خز‬
‫الدعوع حتى يصا ا ا ا ا ااير الحكم باتاا(‪ ،)3‬وفي ذلك يرع الباحث أن المةا ا ا ا ا اارع الجزائري قد وفق أكثر من نظيره‬
‫المصري‪ ،‬ألن في قصر المجال الزمني على المرحلة السابقة لتحريك الدعوع العمومية من ةخنو أن يحقق‬
‫الغاية المتوخاة من نظام التص ا ا ا ا ا ااالح وهي تخفيف العبء على كاهل القض ا ا ا ا ا اااء باعتباره يديزا عن الدعوع‬
‫العمومية‪ ،‬وأحد حلول أزمة العدالة الجزائية‪.‬‬
‫ج‪-‬جهات دفع مقابل المصالحة‬
‫حدد المةاارع الجزائري الجهة المختصااة التي يتم دفع غرامة الصاالح إليها ينص المادة ‪ 384‬من ق إ‬
‫نقدا أو بحوالة يريدية يين يدي محص ا ا ا اال مكان س ا ا ا ااكناه‪ ،‬أو المكان‬
‫ج ج‪ ،‬بخن يدفع هذا الميلغ دفعة واحدة ا‬
‫الاذي ارتكيات فياو المخاالفاة‪ ،‬وذلاك طباقاا ألحكاام االختص ا ا ا ا ا ا اااص الماذكورة في الماادة ‪ 329‬من ق إ ج ج‪،‬‬
‫ويتعين على المخالف تسليم اإلخطار إلى المحصل عند الدفع‪.‬‬
‫احيحا‪ ،‬وذلك في أجل عةارة‬ ‫ييلغ المحصال النيابة العامة لدع المحكمة يدفع غرامة الصالح إذا تم ص ا‬
‫أيام من تاريخ الدفع عمزا بخحكام المادة ‪ 386‬من ق إ ج ج‪ ،‬وهذا التيليغ من محصا ا ا ا اال المالية إلى النيابة‬
‫العامة يفيد هذه األخيرة في طي الملف‪ ،‬واذا لم يدفع المخالف ميلغ غرامة الص ا ا ا ا االح فيعتير ذلك رفض من‬
‫عندئذ بمتابعتو يإحالة ملف الدعوع على محكمة المخالفات(‪.)4‬‬ ‫ٍ‬ ‫طرفو للتصالح وتقوم النيابة العامة‬

‫(‪ -)1‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪.261‬‬


‫(‪ -)2‬مدحت عيد الحليم رمضان‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫(‪ -)3‬مصااطفى مجدي هرجة‪ ،‬التعليق على قانون اإلجراءات الجنائية المعدل بالقوانين‪ 145 :‬لساانة ‪ 2006‬و‪ 74‬لساانة ‪2007‬‬
‫و‪ 153‬لسنة ‪ ،2007‬المجلد األول‪ :‬من المادة ‪ 1‬إلى المادة ‪ ،109‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.186‬‬
‫(‪ -)4‬نجيمي جمال‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري على ض ا ا ا ااوء االجتهاد القض ا ا ا ااائي(مادة بمادة) ‪،‬ج ‪ :2‬من المادة ‪248‬‬
‫إلى نهاية القانون‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.221‬‬

‫‪359‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ويتحقق ممثل النيابة العامة من عدم دفع الغرامة إذا لم يص ا االو تيليغ المحص ا اال بس ا ااداد ميلغ الغرامة‬
‫يوما من تاريخ استزم مرتكب المخالفة اإلخطار بالدفع(‪.)1‬‬ ‫في مهلة خمسة وأربعين ا‬
‫وألن األس اااس النفعي الذي يقوم عليو نظام التص ااالح ال يتحقق إال إذا قام المتهم بالفعل بس ااداد ميلغ‬
‫قانونا وليس مجرد قيول الدفع(‪ ،)2‬فحدد المةرع المصري الجهات المختصة التي‬
‫الغرامة التصالحية المقررة ا‬
‫مكرر من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م المعدلة بالقانون رقم ‪ 74‬لسا اانة ‪،2007‬‬
‫اا‬ ‫يتم دفع مقايل التص ا االح إليها ينص المادة ‪18‬‬
‫وهي‪ :‬خزانة المحكمة أو النيابة العامة أو إلى من يرخص لو من وزير العدل يذلك‪.‬‬
‫فااالاادفع يكون لخزينااة النيااابااة العااامااة ماااداماات الاادعوع في حوزتهااا‪ ،‬فااإذا أحيلاات إلى المحكمااة فيكون‬
‫الدفع إلى خزينة المحكمة‪ ،‬إلى جانب إمكانية دفع الغرامة إلى أي موظف يرخص لو وزير العدل يذلك‪،‬‬
‫هذا في حالة قيول المتهم للتصالح‪ ،‬أما في حالة رفضو فإنو يتعين السير في الدعوع العمومية باإلجراءات‬
‫العاااديااة‪ ،‬وفي هااذه الحااالااة يتعين التفرقااة يين المخااالفااة والجنحااة‪ ،‬فااإذا تعلق األمر بمخااالفااة ورفض المتهم‬
‫ائيا طبقا لنص المادة‬
‫أمر جز ا‬
‫التصااالح بةااخنها‪ ،‬ففي هذه الحالة يتعين على النيابة العامة أن تصاادر بةااخنها اا‬
‫مكرر من ق إ ج م‪ ،‬أما إذا تعلق األمر يجنحة ورفض المتهم التصالح بةخنها‪ ،‬فالنيابة العامة مخيرة‬ ‫اا‬ ‫‪325‬‬
‫يين فتح تحقيق بةخنها أو تحيلها مباةرة إلى المحكمة المختصة(‪.)3‬‬
‫وييدو أن قصد المةرع الجزائري يتنويع طرق الدفع‪ ،‬والمةرع المصري يتخويل أكثر من جهة سلطة‬
‫استنادا إلى المرحلة اإلجرائية التي يحصل فيها التصالح(‪)4‬يتمثل في التيسير على‬ ‫ا‬ ‫تحصيل مقايل التصالح‬
‫الراغيين في التصا ا ا ااالح‪ ،‬وتزفي بعض الصا ا ا ااعوبات العملية التي يصا ا ا ااادفها المخالف أو المتهم الراغب في‬
‫التص ااالح‪ ،‬خاص ااة في بعض المناطق النائية التي يكون فيها الس ااداد للمحص اال أو للنيابة العامة أو لخزينة‬
‫اير‪ ،‬وهو ما أيده بعض الفقو باعتبار أن الخيرة العملية قد أثيتت صا ا ااعوبة اتباع طريقة واحدة‬
‫المحكمة عسا ا ا اا‬
‫لدفع الغرامة التصالحية في األقاليم والمدن الكيرع(‪.)5‬‬
‫ثالثا‪ :‬اآلثار اإلجرائية للمصالحة ف هرامة الصلح‬
‫رتب المةا ا ا اارع الجزائري على دفع المخالف لمقدار غرامة الصا ا ا االح كامزا دفعة واحدة ضا ا ا اامن المهل‬
‫المنص ااوص عليها في المادة ‪ 384‬من ق إ ج ج‪ ،‬انقض اااء الدعوع العمومية عمزا بخحكام المادة ‪ 389‬من‬
‫ق إ ج ج‪.‬‬

‫(‪ -)1‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.139‬‬
‫(‪ -)2‬فايز السيد اللمساوع‪ ،‬أةر فايز اللمساوع‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫(‪ -)3‬مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.174‬‬
‫(‪ -)4‬أمين مصطفى محمد‪ ،‬انقضاء الدعوع الجنائية بالصلح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪-106‬‬
‫‪.107‬‬
‫(‪ -)5‬أسامة حسنين عييد‪،‬الصلح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،...‬دار النهضة العربية‪،‬المرجع السايق‪،‬ص ص ‪.275-274‬‬

‫‪360‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ويترتب على ذلك قيام النيابة العامة بحفظ الملف‪ ،‬وعدم متابعة المخالف بعد ذلك على أسا ا اااس هذه‬
‫الواقعة‪ ،‬واذا تم تحريكها يتم الحكم بانقض اااء الدعوع العمومية يدفع غرامة الص االح طباقا لنص المادتين ‪-6‬‬
‫‪ 4‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج و‪ 389‬من ق إ ج ج(‪.)1‬‬
‫وجوبا بغير‬
‫ا‬ ‫كما رتب المة اارع المص ااري ذات األثر على التص ااالح بمخالفة أو جنحة ال يعاقب عليها‬
‫الغرامة أو التي يعاقب عليها جوازايا بالحبس الذي ال يزيد حده األقص ااى على س ااتة أة ااهر‪ ،‬إذ تنص المادة‬
‫مكرر من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م والمعدلة بالقانون رقم ‪ 74‬لسنة ‪ 2007‬في فقرتها األخيرة على‪ " :‬وتنقضي الدعوع‬ ‫اا‬ ‫‪18‬‬
‫الجنائية يدفع ميلغ التصالح ‪.2"...‬‬
‫فإذا دفع المتهم ميلغ التصااالح المقرر حسااب مرحلة الدعوع التي تم فيها التصااالح‪ ،‬فإنو يترتب عليو‬
‫انقضا ا ا ا ا ا اااء الدعوع العمومية في أي مرحلة كانت عليها الدعوع‪ ،‬ولو كانت أمام محكمة النقض ولو كانت‬
‫مرفوعة بطريق االدعاء المباةر(‪.)3‬‬
‫ولما كان التةا اريع المص ااري يجيز إجراء الغرامة التص ااالحية حتى بعد تحريك الدعوع العمومية وقيل‬
‫نظيره الجزائري الذي قصر غرامة الصلح على مرحلة قيل تحريك‬ ‫صدور حكم في الموضوع‪ ،‬على خز‬
‫الدعوع العمومية‪ ،‬فإننا نميز يين مرحلتين في التة ا ا ا اريع المصا ا ا ااري‪ ،‬فإذا تم التصا ا ا ااالح قيل تحريك الدعوع‬
‫العمومية‪ ،‬تغل يد النيابة العامة وال يجوز لها تحريك الدعوع العمومية ض ا ا ا ا ا ا ااد المتهم‪ ،‬ويتعين عليها أن‬
‫ار بحفظ األوراق‪ ،‬أما إذا تم التصا ا ا ا ااالح بعد تحريك الدعوع ودخولها في حوزة المحكمة‪ ،‬فيتعين‬
‫تصا ا ا ا اادر قراا‬
‫على هذه األخيرة أن تصاادر حكم بانقضاااء الدعوع العمومية بالتصااالح طباقا لنص المادة ‪ 18‬م اا‬
‫كرر من ق‬
‫إ ج م(‪.)4‬‬
‫وباإلض ا ا ااافة إلى اتفاق التةا ا ا اريعين الجزائري والمص ا ا ااري في ترتيب انقض ا ا اااء الدعوع العمومية كخثر‬
‫لغرامة الصالح‪ ،‬فإنهما يتفقان في حصار اثار التصاالح بصافة أسااساية على موضاوعو‪ ،‬فز يمتد أثره لوقائع‬
‫صا اا ال يتعدع أثرها إلى الجرائم المرتبطة(‪ ،)5‬وبالتالي تظل‬
‫ايبا خا ا‬
‫لم ية ااملها‪ ،‬حيث أن المص ااالحة تعتير س ا ا‬
‫هذه الجرائم خاضعة للقواعد العامة‪ ،‬فالمصالحة في مخالفات أو بعض جنح القانون العام البسيطة ال تتخثر‬

‫(‪ -)1‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السا ا ا ا ا ا ااايق‪ ،‬ص ‪ ، 123‬نجيمي جمال‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري على ضا ا ا ا ا ا ااوء االجتهاد‬
‫القضائي( مادة بمادة )‪ ،‬ج ‪ :2‬من المادة ‪ 248‬إلى نهاية القانون‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫مكرر من ق إ ج م ‪ ،‬المعدلة بالقانون رقم ‪ 74‬لسنة ‪ ، 2007‬المرجع السايق‪.‬‬
‫اا‬ ‫(‪ -)2‬المادة ‪18‬‬
‫(‪ -)3‬أحمد إيراهيم عطية‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.163‬‬
‫(‪ -)4‬عيد اللطيف أيو دربالة عيد الفاضاال األزرق‪ ،‬المرجع السااايق‪ ،‬ص ‪ 73‬وما بعدها ‪ ،‬فايز الساايد اللمساااوع‪ ،‬أةاار فايز‬
‫اللمساوع‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫(‪ -)5‬ومع ذلك أعطى الكتاب الدوري للنيابة العامة في مصر رقم ‪ 19‬لسنة ‪ ،1998‬سلطة تقدير مزئمة حفظ األوراق بالنسبة‬
‫للجريمة األخف في حالة التصااالح بةااخن الجريمة األةااد‪ ،‬مةااار إليو لدع‪ :‬مدحت عيد الحليم رمضااان‪ ،‬المرجع السااايق‪ ،‬ص‬
‫ص ‪.77-76‬‬

‫‪361‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫بو الجرائم المرتبطة يها‪ ،‬ولهذا تستمر اإلجراءات العادية بالنسبة للجرائم المرتبطة(‪.)1‬‬
‫واذا تم التصا ا ااالح خطخ في مخالفة أو جنحة ال يجوز التصا ا ااالح فيها أو كان الميلغ المدفوع يقل عما‬
‫هو مقرر قاانواناا‪ ،‬اعتير التص ا ا ا ا ا ا ااالح فيهاا كاخن لم يكن‪ ،‬وكاان للنيااباة العااماة أن تسا ا ا ا ا ا ااير في الادعوع وفقاا‬
‫لإلجراءات العادية(‪.)2‬‬
‫واذا كان المةرع الجزائري قد نص في المادة ‪ 389‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج على أن قيام المخالف يدفع غرامة‬
‫بالمخالفة‪ ،‬فإن المة اارع المص ااري لم يورد ذلك‪ ،‬يل إن محكمة النقض المصاارية‬ ‫الص االح يتض اامن االعت ار‬
‫اعتيرت أن قيول المتهم التصالح ال يعتير اعت ارافا منو بالتهمة(‪.)3‬‬
‫كما أنو‪ ،‬إذا كان المةا ا ا ا ا ا اارع الجزائري قد أخرج المخالفات التي تعرض فاعلها لتعويض األض ا ا ا ا ا ا ارار‬
‫الزحقة باألةاااخاص أو األةا ااياء ينص المادة ‪ 391‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج من دائرة المخالفات التي يجوز تساااويتها‬
‫عن طريق إجراء غرامة الص ا ا ا ا االح‪ ،‬فإن نظيره المص ا ا ا ا ااري خالفو الرأي إذ لم يس ا ا ا ا ااتبعد هذا الغرض بة ا ا ا ا ااخن‬
‫مكرر من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‬
‫اا‬ ‫المخالفات والجنح التي يجوز فيها التص ا ااالح‪ ،‬إذ نص في الفقرة األخيرة من المادة ‪18‬‬
‫على‪ ... " :‬وال يكون لهذا االنقضاء أثر على الدعوع المدنية "‪ ،‬فحرص المةرع المصري على هذا النص‬
‫منو بمسا ا ااؤوليتو الجزائية وبالتالي‬ ‫خةا ا ااية حمل قيول المتهم على أداء الغرامة التصا ا ااالحية على أنو اعت ار‬
‫قاطعا يعول عليو في الدعوع المدنية المقامة عن ذات الوقائع‪ ،‬فخراد يذلك منع هذا اللبس‬
‫اعتبار هذا دليزا ا‬
‫بالنص على نفي أي تخثير للتصااالح على الدعوع المدنية‪ ،‬وكي يتيح فرصااة التصااالح حتى لمن يرغب في‬
‫ائيا رغم تمسكو بعدم مسؤوليتو(‪.)4‬‬
‫تجنب محاكمتو جز ا‬
‫مجمل القول‪ ...‬إذا كان المةرعين الجزائري والمصري قد اتفقا على األخذ بالغرامة التصالحية بةخن‬
‫الجرائم البسا ا ا ا ا ا اايطة التي ال تعكس خطورة إجرامية كييرة لدع مرتكييها‪ ،‬كما رتبا عن هذا اإلجراء أثر واحد‬
‫وهو انقض ا ا اااء الدعوع العمومية يدفع ميلغ مقايل التص ا ا ااالح‪ ،‬فإنهما يختلفان في عدة نقاط منها‪ :‬نطاق هذه‬
‫الجرائم حيث قصرها المةرع الجزائري على المخالفات دون الجنح‪ ،‬كما أنو ضيق من مجال تطييقها ينصو‬
‫على عدة اساتثناءات(‪ ،)5‬فيما وساع المةارع المصاري من مجالها لةامل جميع المخالفات دون اساتثناء واحد‬
‫وبعض الجنح‪ ،‬كما أنهما يختلفان في صاا ا ا اافة الجهة المخولة بعرض التصا ا ا ا ااالح حيث قصا ا ا ا اارها المةا ا ا ا اارع‬

‫(‪ -)1‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.199‬‬


‫(‪ -)2‬هدع حامد قةوقش‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫(‪ -)3‬نقض‪ 9‬أفريل ‪ ،1972‬مجموعة أحكام النقض‪ ،‬س ‪ ،23‬رقم ‪ ،122‬ص ‪ ،554‬مةا ااار إليو لدع‪ :‬أمين مصا ااطفى محمد‪،‬‬
‫انقض ا ا ا ا ا اااء الدعوع الجنائية بالص ا ا ا ا ا االح‪ :‬وفقا ألحكام القانون رقم ‪ 174‬لس ا ا ا ا ا اانة ‪ 1998‬يتعديل بعض أحكام قانون اإلجراءات‬
‫الجنائية‪ ،...‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.116‬‬
‫(‪ -)4‬إيراهيم حامد طنطاوي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.142‬‬
‫تماما في الجزائر‪،‬بحيث لم يعثر على أي قضا ااية‬
‫‪ -‬بالرجوع إلى الممارسا ااة القضا ااائية فإن هذا النوع من المصا ااالحة منعدم ا‬
‫(‪)5‬‬

‫طبقت فيها هذه اإلجراءات من قيل نيابات الجمهورية‪،‬وذلك راجع إلى مجال تطييقها‪،‬مراد يلولهي‪،‬المرجع السايق‪ ،‬ص‪.123‬‬

‫‪362‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الجزائري على النيابة العامة فيما أجاز نظيره المص ا ا ا ا ااري إج ارئها من قيل محرر المحض ا ا ا ا اار والذي هو في‬
‫الغالب مخمور الضبا القضائي على حد تعيير هذا األخير والنيابة العامة على حد السواء‪ ،‬جنحة كانت أم‬
‫مخالفة‪ ،‬كما أن المة اارع الجزائري حد مواعيد إجرائها بمرحلة قيل تحريك الدعوع العمومية فيما مد المة اارع‬
‫المصري هذا األجر إلى قيل صدور حكم في الموضوع‪:‬‬
‫وبناءا على ما س اايق‪ ،‬يخلص الباحث إلى أن المة اارع المص ااري أحس اان تنظيم هذه ارلية اليديلة عن‬
‫ا‬
‫الدعوع العمومية بما يحقق األهدا المرجوة منها‪ ،‬السيما تبسيا وتيسير اإلجراءات وتخفيف العبء على‬
‫نظيره‬ ‫القضا ا ا ا ا ا اااء‪ ،‬بما يحقق يدوره حل أزمة العدالة الجزائية‪ ،‬ويعير عن عدالة جزائية ناجزة‪ ،‬على خز‬
‫معدوما‪.‬‬
‫ا‬ ‫الجزائري الذي ضيق الخناق على هذا اإلجراء لدرجة جعلو‬
‫ومن ثم فالغرامة التصا ا ااالحية في التة ا ا اريع المصا ا ااري أكثر ةا ا ااموالا من غرامة الصا ا االح في التة ا ا اريع‬
‫الجزائري‪ ،‬وهو ما يتجلى عند مقاربة نطاق تطييق كل منهما ساواء من حيث الموضااوع‪-‬جنحة أو مخالفة‪-‬‬
‫أو الجهة الموكول لها عرض التصالح‪ ،‬أو من حيث اجالها‪.‬‬
‫الفرع الثان ‪ :‬التصالح الجزاف ف مخالفات قانون المرور‬
‫تتعدد الغرامات التصااالحية في التة اريعات المعاص ارة‪ ،‬حيث يحدد المةاارع المقايل المالي للمصااالحة‬
‫في ط ااائف ااة من الجرائم‪ ،‬يجمع يينه ااا أنه ااا جرائم كثيرة الع اادد قليل ااة الخطر‪ ،‬وتل ااك الجرائم ق ااد تكون من‬
‫اار في الجرائم المتعلقة‬
‫المخالفات أو من الجنح‪ ،‬وتعتير الغرامة الجزائية من أكثر الغرامات التصاالحية انتة اا‬
‫بمخالفة قواعد المرور أو الجرائم التي تتعلق بالنقل العام(‪.)1‬‬
‫ويجد التصالح الجزافي مصدره في القانون الجزائري في قانون اإلجراءات الجزائية ينص المادة ‪392‬‬
‫وتحديدا في فقرتها األولى ينصها على‪ ":‬يمكن أن تنقضي الدعوع العمومية الناةئة عن مخالفة‪ ،‬في المواد‬ ‫ا‬
‫المنصا ا ا ا ااوص عليها بصا ا ا ا اافة خاصا ا ا ا ااة في القانون‪ ،‬يدفع غرامة جزافية داخلة في قاعدة العود" ‪ ،‬كما يجد‬
‫(‪)2‬‬

‫مصا اادره أسا ااا اس ا اا في قانون المرور ينص المادة ‪ 118‬من قانون رقم ‪ 14-01‬المتعلق يتنظيم حركة المرور‬
‫عير الطرق وسزمتها وأمنها(‪ ،)3‬المعدل والمتمم‪ ،‬بالقانون رقم ‪ 05 –17‬المؤرخ في ‪ 16‬فيفري ‪.)4(2017‬‬
‫أما التص ا ااالح الجزافي في القانون المص ا ااري فيجد مص ا اادره في قانون اإلجراءات الجزائية بالمادة ‪18‬‬
‫مكرر‪ ،‬المضافة إليو بموجب القانون رقم ‪ 174‬لسنة ‪ ،1998‬والمعدلة بالقانون رقم ‪ 74‬لسنة ‪ ،2007‬وعدة‬
‫اا‬

‫(‪ -)1‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.126‬‬


‫(‪ -)2‬المادة ‪ 392‬المعدلة بالمادة ‪ 3‬من قانون رقم ‪ ،01-78‬مؤرخ في ‪ 28‬جانفي ‪ ،1978‬يتضمن تعديل األمر رقم ‪155-66‬‬
‫المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ 1966‬والمتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪،‬ج رج عدد ‪ 6‬صادرة في ‪ 7‬فيفري ‪ ،1978‬ص ‪. 140‬‬
‫(‪ -)3‬قانون رقم ‪ ،14-01‬مؤرخ في ‪ 19‬أوت ‪ ،2001‬يتعلق يتنظيم حركة المرور عير الطرق وسزمتها وأمنها‪ ،‬ج ر ج‪ .‬عدد‬
‫‪- 46‬السنة ‪ ، -38‬صادرة في ‪ 19‬أوت ‪ ،2001‬ص ‪.18‬‬
‫(‪ -)4‬قااانون رقم ‪،05-17‬مؤرخ في ‪ 16‬فيفري ‪،2017‬يعاادل ويتمم القااانون رقم ‪ 14-01‬المؤرخ في ‪ 19‬أوت ‪ 2001‬والمتعلق‬
‫يتنظيم حركة المرور عير الطرق وسزمتها وأمنها‪،‬ج ر ج عدد ‪-12‬السنة ‪،54‬صادرة في ‪ 22‬فيفري ‪،2017‬ص ص‪11-3‬‬

‫‪363‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫قوانين أخرع متفرقة(‪،)1‬منها قانون المرور‪،‬المعدل بالقانون رقم ‪ 121‬لسنة ‪ 2008‬ينص المادة ‪ 80‬منو(‪.)2‬‬
‫أمااا إجراء الغ ارمااة الجزافيااة في القااانون الفرنسا ا ا ا ا ا ااي‪ ،‬فهو إجراء قااديم يرجع ظهوره إلى عااام ‪،1926‬‬

‫ليعكس فكرة عدم جدوع التدخل المنظم من جانب القاضا ا ا ا ااي‪ ،‬لتتحول س ا ا ا ا ار ا‬
‫يعا كضا ا ا ا اارورة حقيقية لمواجهة‬
‫االنتة ا ا ااار الرهيب لمخالفات المرور‪ ،‬وتكدس القض ا ا ااايا في هذه الفئة من الجرائم أمام محاكم اليوليس نهاية‬
‫‪.)3(1960‬‬
‫والتصا ا ااالح الجزافي في التة ا ا اريع الفرنسا ا ااي‪ ،‬يجد مصا ا اادره في قانون اإلجراءات الجزائية ينص المواد‬
‫بالنسا اابة لمواد المخالفات‪،‬‬ ‫‪ 17-495‬إلى ‪ 25-495‬بالنسا اابة للجنح‪ ،‬والمادة ‪ 529‬وما يليها من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫تحديدا‪ ،‬كما يجد مصاادره‬
‫ا‬ ‫وبنص المواد ‪ 7-527‬إلى ‪ 4-530‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪ .‬بالنساابة لبعض جرائم المرور‬
‫في قانون المرور ينص المادة ‪ L .121 .5‬منو‪ ،‬المعدلة بالقانون رقم ‪ ،222-2019‬المؤرخ في‪ 23‬مارس‬
‫‪ 2019‬في المادة ‪ 58‬منو‪ ،‬المتعلق باليرمجة ‪ 2022-2018‬واصزئ العدالة(‪.)4‬‬
‫ونقص ا ا اار المعالجة والتطييق في د ارس ا ا ااتنا هذه للتص ا ا ااالح الجزافي على المص ا ا ااالحة في جرائم المرور‬
‫باعتبار التةريعات المقارنة محل الدراسة تجمع على األخذ بالغرامة الج ازفية في جرائم المرور‪.‬‬
‫وتقتض ااي د ارس ااة المص ااالحة الجزائية عن طريق دفع الغرامة الجزافية في جرائم المرور التعرض إلى‬
‫ةروط تطييقها‪ ،‬واجراءاتها‪ ،‬وصوالا إلى ارثار المترتبة عنها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬ضوابط التصالح الجزاف ف مخالفات قانون المرور‬
‫تعر الجريمة المرورية ‪ L'infraction routière‬بخنها‪ " :‬كل سا االوك إنسا اااني غير مةا ااروع في قانون‬
‫المرور‪ ،‬يصا اادر من قائد أو مالك المركبة‪ ،‬يعرض المصا ااالح الجوهرية ألفراد المجتمع للخطر‪-‬س ا اواء أكان‬
‫جنائيا "(‪ ،)5‬فالجريمة المرورية تنطوي على عدوان مباةر‬ ‫ا‬ ‫سلييا‪ -‬حدد لو المةرع المروري جز ا‬
‫اءا‬ ‫إيجاييا أم ا‬
‫ا‬
‫على أحد المبادئ المحددة بقانون المرور‪ ،‬منها ما يتعلق بالس ا ااائق أو المركبة أو الطريق‪ ،‬فالمة ا اارع يراعي‬
‫في قواعد المرور تسهيل السير وعدم عرقلتو على الطرق العامة‪ ،‬ولذلك أعطى لمستخدمي الطريق اا‬
‫قدر من‬
‫المزئمة أثناء تطييق قواعد المرور الخاصا ااة بالسا اارعة‪ ،‬وما قد يترتب عنها من أض ا ارار مادية محتملة عند‬

‫(‪ -)1‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.379‬‬


‫(‪ -)2‬قانون رقم ‪ 121‬لس ا اانة ‪ ،2008‬مؤرخ في ‪ 9‬جوان ‪ ،2008‬يتعديل بعض أحكام قانون المرور رقم ‪ 66‬لس ا اانة ‪ ،1973‬ج‬
‫ر م عدد ‪ ( 23‬مكرر)‪-‬السنة ‪ ،-51‬صادرة في ‪ 9‬جوان ‪.2008‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪- Xavier ANONIN, Op-Cit, p 13.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- "Les règles relatives à la procédure de l'amende forfaitaire applicable à certaines infraction au présent code…",‬‬
‫‪L'article L.121.5, CRF, Modifie par loi n° 2019-222 du 23 mars 2019, de programmation 2018-2022 et de réforme‬‬
‫‪pour la justice (1), op-cit.‬‬
‫(‪ -)5‬س ا ااعيد أحمد علي قاس ا اام‪ ،‬الجرائم المرورية‪ ،‬رس ا ااالة دكتوراه في الحقوق‪ ،‬جامعة اإلس ا ااكندرية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬قس ا اام القانون‬
‫الجنائي‪ ،2009 ،‬ص ‪.63‬‬

‫‪364‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫التطييق الجامد لهذه القواعد وااللتزام يها‪ ،‬فيجب أن ينعكس ذلك على اليناء القانوني لهذه الجرائم(‪.)1‬‬
‫وترجع أهمية التصا ا ا ا ا ا ااالح الجزافي في جرائم المرور إلى تزايد هذه األخيرة(‪ ،)2‬األمر الذي بات يهدد‬
‫المحاكم الجزائية بالة االل وال ريب أن التص ااالح الجزافي في جرائم المرور يحقق الردع لمرتكيي تلك الطائفة‬
‫من الجرائم من ن اااحي ااة‪ ،‬ومن ن اااحي ااة أخرع يخفف الع اابء عن ك اااه اال المح اااكم الجزائي ااة في جرائم كثيرة‬
‫العدد(‪.)3‬‬
‫ويتم التصا ا ا ا ا ا ااالح الجزائي في فئة معينة من جرائم قانون المرور وفق نظام الغرامة الجزافية‪ ،‬وتحكمو‬
‫ةروط موضوعية تتعلق بالجرائم محل المصالحة و ةروط تتعلق بخطرافها‪ ،‬األمر الذي سنتناولو فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -I‬الشروط الموضوعية المرتبطة بالجريمة محل التصالح‪ :‬تتعلق أسااا اساا يتحديد الجرائم المةاامولة‬
‫بالمصالحة عن طريق إجراء الغرامة الجزافية وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬التصيييييييالح يكون ف جرائم معينة‪ :‬أجازت المادة ‪ 392‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج كخص ا ا ا ا اال عام انقض ا ا ا ا اااء‬
‫الدعوع العمومية في مواد المخالفات يدفع غرامة جزافية‪ ،‬وذلك في المواد المنصااوص عليها بصاافة خاصااة‬
‫في القانون‪.‬‬
‫وعمزا بخحكام هذه المادة والتي تقضي بخن تكون المخالفة محل المصالحة منصوص عليها صراحة‬
‫ينص القااانون‪ ،‬نص ا ا ا ا ا ا اات المااادة ‪ 118‬من قااانون رقم ‪ 14 –01‬المتعلق يتنظيم حركااة المرور عير الطرق‬
‫وسا ا ا ا ا ا اازمتهااا وأمنهااا‪ ،‬المعاادلااة بااالمااادة ‪ 23‬من القااانون رقم ‪ 16-04‬المؤرخ في ‪ 10‬نوفمير‪ ،)4(2004‬على‬
‫إمكانية تسا ا ا ااوية جل مخالفات قانون المرور تسا ا ا ااوية ودية عن طريق دفع غرامة جزافية‪ ،‬وقد حددت المادة‬
‫(‪)5‬‬
‫مجال تطييق نظام الغرامة الجزافية فحص ا ا ا ا ا ا ارتو في مخالفات المرور المعاقب عليها‬ ‫‪ 118‬المذكورة أدناه‬

‫(‪ -)1‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.304‬‬


‫(‪ -)2‬إذا كان تزايد عدد الجرائم المرورية في مصاار وفرنسااا كل عام كيير‪ ،‬فإن الوضااع في الجزائر مخيف‪ ،‬حيث أن حص ايلة‬

‫حوادث المرور على المس ا ااتوع الوطني لس ا اانة ‪ 2020‬يلغ ‪ 54300‬حادثاا‪ ،‬وتم إحص ا اااء ‪ 64497‬جر ا‬
‫يحا‪ ،‬كما يلغ عدد القتلى‬
‫‪ 1504‬قتيزا‪ ،‬موقع و ازرة ال ااداخليااة والجم اااعااات المحليااة والتهيئااة العمرانيااة‪ ،https://bit.ly/2UIzr9a :‬ت اااريخ االطزع‪27 :‬‬
‫جويلية ‪ ،2021‬على ساعة‪.06 :19 :‬‬
‫(‪ -)3‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.380‬‬
‫(‪ -)4‬قانون رقم ‪ ،16-04‬مؤرخ في ‪ 10‬نوفمير ‪،2004‬يعدل ويتمم القانون رقم ‪ 14-01‬المؤرخ في ‪ 19‬أوت ‪ 2001‬والمتعلق‬
‫يتنظيم حركة المرور عير الطرق وسزمتها وأمنها‪،‬ج ر ج‪،‬عدد ‪72‬السنة ‪ 45‬صادرة في ‪ 13‬نوفمير ‪،2004‬ص ص‪.6-3‬‬
‫(‪ " -)5‬يمكن كل ةخص يخالف األحكام الخاصة بالتةريع أو التنظيم المتعلق بسزمة حركة المرور‪ ،‬والمعاقب عليها بغرامة‬

‫ال يتجاوز ميلغها األقصى ‪ 5000‬دج‪ ،‬أن يدفع في غضون الخمسة عةر ا‬
‫يوما التي تلى معاينة المخالفة‪ ،‬غرامة جزافية‪.‬‬
‫في حالة عدم دفع الغرامة الجزافية في ارجال المذكورة أعزه يرسل المحضر إلى الجهة القضائية المختصة‪.‬‬
‫طبقا ألحكام المادة ‪ 120‬أدناه "‪ ،‬المادة ‪ 118‬من قانون رقم ‪ ،14-01‬المتعلق‬
‫في هذه الحالة‪ ،‬ترفع الغرامة إلى أقص ا ا ااى حد ا‬
‫يتنظيم حركة المرور عير الطرق وسزمتها وأمنها‪ ،‬المعدلة بالمادة ‪ 23‬من قانون رقم ‪ ،16-04‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.6‬‬

‫‪365‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫بغرامة ال يتجاوز حدها األقصى ‪ 5000‬دج(‪ ،)1‬وبالتالي فالجنح تخرج من نطاق هذا اإلجراء‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى المة ا اارع الجزائري نجده ص ا اانف مخالفات القواعد الخاص ا ااة بحركة المرور عير الطرق‬
‫إلى أربع (‪ )4‬درجات‪ ،‬وحدد لها عقوبات بغرامة جزافية تتراوئ قيمتها يين ‪ 2000‬دج إلى ‪ 5000‬دج وفق‬
‫التفصيل التالي‪:‬‬
‫أ‪-‬المخالفات من الدرجة األولى‪ ،‬يعاقب عليها بغرامة جزافية تحدد قيمتها يا ا ‪ 2000‬دج‪.‬‬
‫ب‪-‬المخالفات من الدرجة الثانية‪ ،‬يعاقب عليها بغرامة جزافية تحدد قيمتها يا ا ‪ 2500‬دج‪.‬‬
‫ج‪-‬المخالفات من الدرجة الثالثة‪ ،‬يعاقب عليها بغرامة جزافية تحدد قيمتها يا ا ‪ 3000‬دج‪.‬‬
‫د‪-‬المخالفات من الدرجة الرابعة‪ ،‬يعاقب عليها بغرامة جزافية تحدد قيمتها يا ا ‪ 5000‬دج (‪.)2‬‬
‫وبإس ااقاط المادة ‪ 118‬من القانون رقم ‪ 14-01‬المتعلق بحركة المرور عير الطرق وس اازمتها وأمنها‬
‫المعاادل والمتمم‪ ،‬على نص المااادة ‪ 66‬من نفس القااانون‪ ،‬نخلص إلى أن جميع المخااالفااات المروريااة‪-‬دون‬
‫الجنح‪ -‬المصا ا ا ا ا ا اانفااة إلى أربع درجااات تاادخاال في نطاااق المص ا ا ا ا ا ا ااالحااة عن طريق إجراء الغ ارمااة الجزافيااة‬
‫المنصاوص عليو في المادة ‪ 118‬المذكورة أعزه ذلك أن جميع صاور هذه المخالفات يعاقب عليها بغرامة‬
‫ال تتجاوز قيمتها ‪ 5000‬دج‪.‬‬
‫حاليا في أي قانون على إمكانية تطييق نظام الغرامة‬ ‫وعلى خز المةاارع الجزائري‪ ،‬الذي ال ينص ا‬
‫الجزافية‪ ،‬باس ا ا ا ا ا ااتثناء واحد ووحيد يتمثل في قانون المرور(‪ ،)3‬فإن نظيره الفرنس ا ا ا ا ا ااي‪ ،‬وان كان نظام الغ ارمة‬

‫يخيا يقتص ا اار مجال تطييقو على قانون المرور‪ ،‬إال أنو ا‬
‫حاليا في التةا ا اريع الفرنس ا ااي‬ ‫الجزافية في فرنس ا ااا تار ا‬
‫جدا ومفتوئ لمسااائل أخرع(‪ ،)4‬مثل المخالفات المتعلقة بالنقل وبحماية‬ ‫فنطاق تطييق الغرامة الجزافية واسااع ا‬
‫الييئة‪ ،‬وبقانون الريف والصا ا اايد البحري‪ ،‬وقانون اليريد واالتصا ا اااالت اإللكترونية‪ ،‬وبقانون الص ا ا احة العامة‪،‬‬
‫وبالحيوانات الضااالة الخطرة‪ ،‬والمخالفات المتعلقة بالضااجيج ‪ ،...‬ويرجع توسااع المةاارع الفرنسااي في نطاق‬
‫إجراء الغرامة الجزافية ليةاامل عديد المخالفات إلى أن نظام التصااالح الجزافي يقوم على تساريع وتبساايا رد‬
‫الفعل الجزائي لبعض الجرائم البس ا اايطة‪ ،‬فهو بمثابة المثال األكثر موض ا ااوعية في س ا ااياق تجنب اإلجراءات‬

‫(‪ -)1‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫(‪ -)2‬المادة ‪ 66‬من قانون رقم ‪ ،14-01‬معدلة بالمادة ‪ 6‬من قانون رقم ‪ ،05-17‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.9-7‬‬
‫(‪ -)3‬كان المرسا ا ااوم التة ا ا اريعي رقم ‪ 13-94‬المحدد للقواعد العامة المتعلقة بالصا ا اايد البحري ينص على نظام الغرامة الجزافية‬
‫ينص المادة ‪ 36‬منو‪ ( ،‬المرسا ا ا ا ا ا ااوم التة ا ا ا ا ا ا اريعي رقم ‪ ،13-94‬المؤرخ في ‪ 28‬ماي ‪ ،1994‬والمحدد للقواعد العامة المتعلقة‬
‫بالص ا اايد البحري‪ ،‬ج ر ج‪ .‬عدد ‪-40‬الس ا اانة ‪ ،-31‬ص ا ااادرة في ‪ 22‬جوان ‪ ،1994‬ص ‪ ،)9‬وقد تم إلغاؤه بموجب نص المادة‬
‫‪ 104‬من القانون رقم ‪ 11-01‬المؤرخ في ‪ 3‬جويلية ‪ ،2001‬المتعلق بالص ا اايد البحري وتربية المائيات‪ ( ،‬ج ر ج‪ ،‬عدد ‪-36‬‬
‫الس ا ا اانة ‪-38‬ص ا ا ااادرة في ‪ 8‬جويلية ‪ ،2001‬ص )‪ ،17‬المعدل بموجب القانون رقم ‪ ،08-15‬المؤرخ في ‪ 2‬أفريل ‪( ،2015‬ج‬
‫رج‪ .‬عدد ‪-18‬السنة ‪ ،-52‬صادرة في ‪ 8‬أفريل ‪ ،2015‬ص ص‪ ،)16-9 ،‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- Xavier ANONIN, Op-Cit, p 17.‬‬

‫‪366‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫القضا ا ا ا ااائية في طائفة معينة من الجرائم(‪ ،)1‬فمن وجهة نظر قانونية تةا ا ا ا ااكل هذه الجرائم كمخالفات المرور‬
‫ومواد أخرع‪ ،‬مجاالا خص ا ا اابا للغرامة الجزافية‪ ،‬ليس ألنها بس ا اايطة فقا‪ ،‬ولكن قيل كل ة ا اايء بس ا اايب الطابع‬
‫الموضوعي الذي أضفتو عليها طييعتها المادية القوية(‪.)2‬‬
‫وبالرجوع إلى قانون اإلجراءات الجزائية الفرنس ا ا ا ا ا ااي نجد المادة ‪ 17-495‬أجازت انقض ا ا ا ا ا اااء الدعوع‬
‫العموميااة في بعض الجنح ياادفع غ ارمااة جزافيااة يحااددهااا القااانون‪ ،‬وذلااك عناادمااا ينص القااانون على ذلااك‬
‫(‪)3‬‬
‫إجراء الغرامة الجزافية في المخالفات‪ ،‬على أن تحدد‬ ‫‪ ،‬كما أجازت المادة ‪ 529‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬ ‫صا ا ا ا اراحة‬
‫قائمتها بموجب مرسوم صادر عن مجلس الدولة(‪.)4‬‬
‫وقد س ااايرت المادة ‪ L. 125.5‬من قانون المرور الفرنس ااي والمعدلة بموجب القانون رقم ‪222-2019‬‬
‫المؤرخ في ‪ 23‬مارس ‪ 2019‬بةا ااخن اليرمجة ‪ 2022-2018‬واصا اازئ العدالة في مادتو ‪ ،58‬أحكام المواد‬
‫ينص ا ا ا ا ا ا اهااا ص ا ا ا ا ا ا ا ارحااة على أن القواعااد المتعلقااة يااإجراء الغ ارمااة الجزافيااة‬ ‫‪ 17-495‬و‪ 529‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ ،‬تطيق‬ ‫والمنصا ا ا ا ا ا ااوص عليها في المواد ‪ 17-495‬إلى ‪ 25-495‬و‪ 7-529‬إلى ‪ 4-530‬من ق إ ج‬
‫على بعض جرائم هذا القانون‪ ،‬أي قانون المرور الفرنسي(‪.)5‬‬
‫وعن النطاق الموض ا ااوعي إلجراء الغرامة الجزافية في التةا ا اريع الفرنس ا ااي في اليداية لم ينص قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية الفرنس ا ا ا ا ا ااي على إجراء الغرامة الجزافية ماعدا بالنس ا ا ا ا ا اابة للمخالفات من الدرجات األربع‬
‫األولى‪ ،‬ألن الدرجة الخامسة يعاقب عليها بالحبس‪ ،‬هذا قيل تعديل قانون العقوبات الفرنسي(‪.)6‬‬
‫والمة ا اارع الفرنس ا ااي بموجب القانون رقم ‪ 1862-2011‬المؤرخ في ‪ 13‬ديس ا اامير‪ ،2011‬عدل المادة‬
‫منها اإلة ا ا ا ا ااارة إلى " الدرجات األربع األولى"‪ ،‬كما عدل المادة ‪ 7-529‬التي‬ ‫‪ ،‬وحذ‬ ‫‪ 529‬من ق إ ج‬

‫(‪)1‬‬
‫‪- Jean-Baptiste Perrier, La transaction en matière pénale, Op-Cit, pp 123-124.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪- Xavier ANONIN, IBID, p 122.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪- "lorsque la loi le prévoit, L'action publique est éteinte par le paiement d'une amende forfaitaire délictuelle fixée‬‬
‫‪par la loi …", L'article 495-17, CPPF, Modifié par loi n° 2019-222, Op-Cit.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- "Pour les contraventions dont la liste est fixée par décret en conseil d'Etat ,l'action publique est éteinte par le‬‬
‫‪paiement d'une amende forfaitaire qui est exclusive de l'application des règles de la récidive ", L'article 529, CPPF,‬‬
‫‪Codifié par Ordonnance n° 58-1296 du 23 décembre 1958, modifiant et complétant le code de procédure pénale,‬‬
‫‪op-cit, p 11733, Modifié par loi n° 2011-1862 du 13 décembre 2011-art. 29 relative à la répartition des contentieux‬‬
‫‪et à l'allégement de certaines procédures juridictionnelles (1), JORF n° 0289 du 14 décembre 2011.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪- "Les règles relatives à la procédure de l'amende forfaitaire applicable à certaines infractions au présent code‬‬
‫‪sont fixées aux articles 495-17 à 495-25 et 529-7 à 530-4 du code de procédure pénale ", L'article L 121-5, CRF,‬‬
‫‪Modifié par loi n° 2019-222, IBID.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p 865.‬‬

‫‪-‬المةا اارع الفرنسا ااي عدل قانون العقوبات بموجب القانون رقم ‪ ،683-92‬المؤرخ في ‪ 22‬جويلية ‪ 1992‬بةا ااخن تعديل األحكام‬
‫‪ ،‬عدد ‪ ،169‬صا ا ا ا ا ا ااادرة في ‪ 23‬جويلية ‪ ،)1992‬والقانون رقم ‪ 297-2007‬مؤرخ في ‪5‬‬ ‫العامة لقانون العقوبات‪( ،‬ج ر‬
‫‪ .‬عدد ‪ ،56‬صادرة في ‪ 7‬مارس ‪.)2007‬‬ ‫مارس ‪ 2007‬في المادة ‪ 64‬منو‪ ،‬والمتعلق بمنع االنح ار ‪( ،‬ج ر‬

‫‪367‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫تتعلق بالغرامة الجزافية المخفضة في جرائم المرور‪ ،‬باستيدال مصطلح "والرابعة ‪ " et quatrième‬ي ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اا"‬
‫الرابعة والخامس ا ا ا ا ا ا ااة ‪ ،quatrième et cinquième‬بموجب نص المادة ‪ 15‬من قانون رقم ‪،1547-2016‬‬
‫المؤرخ في ‪ 18‬نوفمير‪ ،2016‬بةا ا ااخن عص ا ا ارنة العدالة في القرن الحادي والعة ا ا ارين(‪ ،)1‬وبذلك أجاز إجراء‬
‫الغرامة الجزافية بالنسبة لجميع المخالفات المرورية كقاعدة عامة(‪.)2‬‬
‫التي تتعلق بااالغ ارمااة الجزافيااة المخفض ا ا ا ا ا ا ااة في جرائم‬ ‫وهو مااا تؤكااده المااادة ‪ 7-529‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫المرور‪ ،‬فهي تطيق على المخالفات بما فيها المخالفات من الدرجة الخامسة(‪.)3‬‬
‫‪ ،‬نجاادهمااا تنصا ا ا ا ا ا ا ااان على أن تحاادد قااائمااة‬ ‫وبااالرجوع إلى المااادتين ‪ 529‬و‪ 7-529‬من ق إ ج‬
‫المخالفات التي يطيق عليها إجراء الغرامة الجزافية بمرسااوم صااادر عن مجلس الدولة‪ ،‬ولهذا أدرجت المادة‬
‫‪ R.48-1‬ضاامن قانون اإلجراءات الجزائية الفرنسااي‪ ،‬بموجب المرسااوم رقم ‪ 801-2002‬المؤرخ في ‪ 3‬ماي‬
‫‪ ،)4(2002‬والنس ا ا ا ااخة األخيرة من هذه القائمة محددة بالمرس ا ا ا ااوم رقم ‪ 172 –2021‬الص ا ا ا ااادر في ‪ 17‬فيفري‬
‫‪ ،)5(2021‬وتتس ا اام هذه القائمة بالتعديل المس ا ااتمر‪ ،‬حيث تعدل في الس ا اانة الواحدة أكثر من مرة‪ ،‬وما يفس ا اار‬
‫ذلك‪ ،‬أنو في كل مرة يتم إدراج مخالفات جديدة ض ا ا اامن نطاق الغرامة الجزافية‪ ،‬فالتوجو الرئيس ا ا ااي للمةا ا ا ارع‬
‫الفرنسي يتميز بالوضوئ من حيث التوسع المستمر لنطاق هذا اإلجراء(‪.)6‬‬
‫وتنص هذه القائمة على المخالفات التي تخضا ا ا ا ا ا ااع إلجراء الغرامة الجزافية‪ ،‬وما يزحظ على نص‬
‫أنها ال تزال تحصاار مجال تطييق الغرامة الجزافية في المخالفات من الدرجات‬ ‫المادة‪ R 48-1‬من ق إ ج‬
‫األربع األولى فقا(‪.)7‬‬
‫التةا ا ا ا ا اريع الجزائري‪ ،‬فنطاق تطييق نظام الغرامة الجزافية في المخالفات في التةا ا ا ا ا اريع‬ ‫وعلى خز‬
‫جدا‪ ،‬فهو يةمل جميع المخالفات المدرجة بةكل حصري بمرسوم صادر عن مجلس الدولة‬ ‫الفرنسي واسع ا‬
‫( المااادة ‪ 7-529 ،529‬م ق إ ج )‪ ،‬والمحااددة ينص المااادة ‪ R 48-1‬من ق إ ج (‪ )8‬وفيمااا يتعلق‬

‫(‪)1‬‬
‫‪- loi n° 2016-1547 du 18 novembre 2016 de modernisation de la justice du XXle siècle (1),op-cit.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, IBID, p 865.‬‬
‫‪-Jean-Baptiste Perrier, La transaction en matière pénale, Op-Cit, p 123.‬‬
‫‪" Pour les contraventions au code de la route des deuxième, troisième quatrième et cinquième classes doute la liste‬‬
‫‪est fixée par décret en conseil d'Etat … ", L'article 529-7, CPPF, Modifié par loi n° 2016-1547 du 18 novembre‬‬
‫‪2016, de modernisation de la justice du XXle siècle (1), IBID.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- Décret n° 2002-801 du 3 mai 2002, modifiant le code de procédure pénale (décrets en conseil d'Etat), et relatif‬‬
‫‪à l'habilitation des délégués et médiateurs du procureur de la république, des contrôleurs judiciaires et des‬‬
‫‪enquêteurs de personnalité et à l'amende forfaitaire, JORF n° 105 du 5 mai 2002.‬‬
‫‪-)5(Décret n° 2021-172 du 17 février 2021 modifiant la contravention réprimant la violation par l'exploitant d'un‬‬
‫‪établissement recevant du public des mesures édictées sur le fondement du 5° du I de l'article L. 3131-15 du code‬‬
‫‪de la santé publique , JORF n° 0042 du 18 février 2021.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪- Xavier ANONIN, Op-Cit, p 17.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪- Jean-Baptiste Perrier, La transaction en matière pénale, Op-Cit, p 123.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p 867.‬‬

‫‪368‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ينطااق مخاالفاات المرور‪ ،‬طباقاا لنص هاذه الماادة فاإن إجراء الغ ارماة الجزافياة يطيق على جميع المخاالفاات‬
‫من الدرجة األولى إلى الرابعة‪ ،‬س ا اواء أسااافرت عن ساااحب النقاط المخص ا اصاااة لرخص ااة السا ااياقة أم ال‪ ،‬مع‬
‫‪ ،‬المتعلقة بالغرامة الجزافية المخفضة(‪.)1‬‬ ‫مراعاة أحكام المادة ‪ R 49-8-5‬من ق إ ج‬
‫والمزحظ بةااخن نطاق الغرامة الجزافية في مخالفات المرور في التة اريع الفرنسااي‪ ،‬أن هناك تناقض‬
‫‪ ،‬ذلك أن األولى تحدد مجال تطييق الغرامة الجزافية‬ ‫يين نصااي المادتين ‪ R 48-1‬و‪ 7-529‬من ق إ ج‬
‫بااالمخااالفااات من الاادرجااة األولى إلى الاادرجااة الرابعااة‪ ،‬ينص ا ا ا ا ا ا اهااا على ‪Les contraventions des quatre‬‬
‫…‪ premières classes pour (…) 1-contraventions réprimées par le code de la route‬في حين أن‬
‫‪ ،‬تنص على أن مخالفات قانون المرور من الدرجة الثانية‪ ،‬الثالثة‪ ،‬الرابعة‬ ‫المادة ‪ 7-529‬من ق إ ج‬
‫والخامس ااة‪ ،‬التي تحدد قائمتها بموجب مرس ااوم ص ااادر عن مجلس الدولة‪ ،‬باس ااتثناء تلك المتعلقة بالوقو ‪،‬‬
‫تخفض الغرامة الجزافية فيها إذا قام المخالف يدفع الميلغ في إطار الةا ا ااروط المنصا ا ااوص عليها في المادة‬
‫(‪ ،)2‬فإذا كانت هذه األخيرة تجيز تخفيض الغرامة الجزافية في مخالفات المرور من‬ ‫‪ 8-529‬من ق إ ج‬
‫الدرجة الخامس ا ااة‪ ،‬فمن باب أولى فهي خاض ا ااعة أصا ا ازا لنظام الغرامة الجزافية‪ ،‬ولهذا يتعين على المة ا اارع‬
‫‪.‬‬ ‫الفرنسي تعديل المادة ‪ R 48-1‬من ق إ ج‬
‫نجد المةرع الفرنسي يقسم المخالفات إلى خمس‬ ‫وبالرجوع إلى نص المادة ‪ 13 –131‬من ق ع‬
‫درجات ويعتير المخالفات هي الجرائم المعاقب عليها بغرامة ال تتجاوز قيمتها ‪ 3000‬يورو‪ ،‬وتحدد مقدار‬
‫الغرامة بحسب درجة المخالفة كارتي ييانو‪:‬‬
‫‪ 38 -‬يورو كحد أقصى بالنسبة للمخالفات من الدرجة األولى‪.‬‬
‫‪ 150 -‬يورو كحد أقصى بالنسبة للمخالفات من الدرجة الثانية‪.‬‬
‫‪ 450 -‬يورو كحد أقصى بالنسبة للمخالفات من الدرجة الثالثة‪.‬‬
‫‪ 750 -‬يورو كحد أقصى بالنسبة للمخالفات من الدرجة الرابعة‪.‬‬
‫‪ -‬ال تتجاوز ‪ 1500‬يورو بالنسبة للمخالفات من الدرجة الخامسة‪.‬‬
‫وهو ميلغ يمكن زيادتو إلى ‪ 3000‬يورو في حالة العود عندما ينص على ذلك التنظيم‪ ،‬باسا ا ا ا ا ا ااتثناء‬

‫(‪)1‬‬
‫‪-"I.-Les contraventions des quatre premières classes pour lesquelles l'action publique est éteinte par le paiement‬‬
‫‪d'une amende forfaitaire sont les suivantes :‬‬
‫‪1° Contraventions réprimées par le code de la route qu'elles entraînent ou non un retrait des points affectés au‬‬
‫‪permis de conduire sous réserve des dispositions de l'article R. 49-8-5 relatives à l'amende forfaitaire minorée ",‬‬
‫‪L'article R 48-1, CPPF, Modifié par Décret n° 2021-172 du 17 février 2021 , Op-Cit.‬‬
‫(‪) 2‬‬
‫‪-"pour les contraventions au code de la route des deuxième, troisième, quatrième et cinquième classes‬‬
‫‪…l'amende forfaitaire est minorée …", L'article 529-7, CPPF, Modifié par loi n° 2016-1547-art 15, Op-Cit.‬‬

‫‪369‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫الحاالت التي ينص فيها القانون على أن العود في المخالفة يةكل جنحة(‪.)1‬‬
‫ميلغ‬ ‫ولدفع المخالف وتة ا ا ا ااجيعو على قيول إجراء الغرامة الجزافية تحدد المادة ‪ R 49‬من ق إ ج‬
‫بحسا ا ا ا ا ا ااب درجة المخالفة على النحو‬ ‫الغرامة الجزافية المنصا ا ا ا ا ا ااوص عليها في المادة ‪ 529‬من ق إ ج‬
‫ارتي(‪:)2‬‬
‫‪ 4 -1‬يورو بالنسبة لمخالفات أحكام قانون المرور التي يرتكيها المةاة‪.‬‬
‫قانونا للمخالفات من‬
‫‪ 11 -2‬يورو لمخالفات الدرجة األولى (يدالا من ‪ 38‬يورو ميلغ الغرامة المقررة ا‬
‫هذه الدرجة)‪.‬‬
‫قانونا للمخالفات‬
‫ا‬ ‫‪ 35 -3‬يورو لمخالفات الدرجة الثانية (يدالا من ‪ 150‬يورو ميلغ الغرامة المقررة‬
‫من هذه الدرجة)‪.‬‬
‫قانونا للمخالفات‬
‫ا‬ ‫‪ 68 -4‬يورو لمخالفات الدرجة الثالثة (يدالا من ‪ 450‬يورو ميلغ الغرامة المقررة‬
‫من هذه الدرجة)‪.‬‬
‫قانونا للمخالفات‬
‫‪ 135 -5‬يورو لمخالفات الدرجة الرابعة (يدالا من ‪ 750‬يورو ميلغ الغرامة المقررة ا‬
‫من هذه الدرجة)‪.‬‬
‫‪ 200 -6‬يورو للمخالفات من الدرجة الخامس ا ااة (يدالا من ‪ 3000-1500‬يورو ميلغ الغرامة المقررة‬
‫نونا للمخالفات من هذه الدرجة)‪.‬‬‫قا ا‬
‫والمزحظ أن قيم ااة ه ااذه المب ااالغ أق اال بكثير من تل ااك المقررة ق ااانوانا اا للمخ ااالف ااات‪ ،‬ومن خزل ه ااذا‬
‫وديا‪ ،‬وبذلك تنقض ااي الدعوع‬‫التخفيض يتم تة ااجيع المخالف على دفع ميلغ الغرامة الجزافية وتس ااوية النزاع ا‬
‫العموميااة(‪ ،)3‬دون فتح المرحلااة القض ا ا ا ا ا ا ااائيااة‪ ،‬هااذه األخيرة التي ال يتم اللجوء إليهااا إال في حااالااة عاادم دفع‬
‫الغرامة الجزافية المفروض ا ااة من قيل أعوان الس ا االطة العامة أو الطعن فيها‪ ،‬وتجدر اإلة ا ااارة أيض ا ااا إلى أن‬
‫المرحلة القضااائية ال تعني اللجوء إلى القاضااي‪ ،‬فالقضااايا المتعلقة بعدم السااداد أو الطعن يتم عرضااها أوالا‬
‫على وكيل النيابة العامة)‪ ،L'officier du ministère publique (OMP‬والذي وض ا ا ا ا ااع في قلب النظام‪ ،‬وال‬
‫يتدخل القاضا ا ااي إال في المرحلة الثانية‪ ،‬األمر الذي دفع بعض الفقو الفرنسا ا ااي إلى اعتبار هذا اإلجراء من‬
‫حيث الميدأ إجراء إداري بحت ‪.)4(en principe purement administrative‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪- L'article 131-13, CPF, Codifié par loi n° 92-683, du 22 juillet 1992 portant réforme des dispositions générales‬‬
‫‪du code pénale, op-cit, Modifié par loi n° 2005-47 du 26 janvier 2005-art.9, relative aux compétences du tribunal‬‬
‫‪d'instance, de la juridiction de proximité et du tribunal de grande instance (1), op-cit.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪- L’article R 49, CPPF, Modifié par Décret n° 2020-357, du 28 mars 2020-art. 1, relatif à la forfaitisation de la‬‬
‫‪contravention de la 5e classe réprimant la violation des mesures édictées en cas de menace sanitaire grave et de‬‬
‫‪déclaration de l'état d'urgence sanitaire, JORF n°77 du 29 mars 2020.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪- Jean-Baptiste Perrier, La transaction en matière pénale, Op-Cit, p 126.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p 865.‬‬

‫‪370‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫واذا كان المة ا اارع الجزائري يقص ا اار إجراء الغرامة الجزافية على قانون المرور دون غيره من القوانين‬
‫األخرع‪ ،‬كما أنو يحدد مجال تطييقو في هذا القانون على المخالفات دون الجنح‪ ،‬فإن نظيره الفرنس ا ا ا ا ا ا اي‪،‬‬
‫عدة قوانين‪ ،‬كما أنو ال يقتص اار على المخالفات في قانون المرور‪ ،‬يل‬
‫يوس ااع من نطاق هذا النظام لية اامل د‬
‫يجيز إجراء الغ ارما ااة الجزافيا ااة على بعض الجنح‪ ،‬حيا ااث أن نص الما ااادة ‪ L.125- 5‬من قا ااانون المرور‬
‫الفرنس ا ا ااي‪ ،‬تنص على تطييق القواعد المتعلقة يإجراء الغرامة الجزافية المنص ا ا ااوص عليها في المواد ‪-495‬‬
‫‪ ،‬والمتعلقة بالجنح‪ ،‬ولهذا عدل المةا ا ا اارع الفرنسا ا ا ااي المادة ‪ 17-495‬من‬ ‫‪ 17‬إلى ‪ 25-495‬من ق إ ج‬
‫بموجااب القااانون رقم ‪ 2016 –1547‬المؤرخ في ‪ 18‬نوفمير‪ 2016‬في المااادة ‪ 36‬منااو‪ ،‬ليجيز‬ ‫ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫إجراء الغرامة الجزائية في بعض الجنح عندما ينص القانون على ذلك‪ ،‬ة ا اارط أال تتجاوز قيمة هذه الغرامة‬
‫(‪)1‬‬
‫وهو كما س اايق ذكره ‪3000‬‬ ‫الميلغ المنص ااوص عليو في الفقرة األولى من المادة ‪ 13-131‬من ق ع‬
‫يورو‪.‬‬
‫التي تقضا ا ا ا ا ا ااي بخن تكون الجنحة محل المصا ا ا ا ا ا ااالحة‬
‫وعمزا بخحكام المادة ‪ 17-495‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫منصا ااوص عليها ص ا اراحة ينص القانون‪ ،‬نصا اات المادة ‪ L 221-2‬من قانون المرور الفرنسا ااي على إمكانية‬
‫انقضاااء الدعوع العمومية يدفع مرتكب جنحة قيادة مركبة يدون رخصااة سااياقة مطابقة لفئة المركبة معاقب‬
‫عليها بالحبس لمدة عام وغرامة قدرها ‪ 15000‬دج‪ ،‬لغرامة جزافية بميلغ ‪ 800‬يورو‪ ،‬وحددت أيضاا ا ا ااا ميلغ‬
‫الغرامة الجزافية المخفضة ي ا ‪ 640‬يورو‪ ،‬والغرامة الجزافية المتزايدة في هذه الجريمة هو ‪ 1600‬يورو(‪.)2‬‬
‫كما نصا ا اات المادة ‪ L 324-2‬من قانون المرور أيضا ا ااا على انقضا ا اااء الدعوع العمومية يدفع مرتكب‬
‫جنحة عدم التخمين المعاقب عليها بغرامة جزائية قدرها ‪ 3750‬يورو‪ ،‬غرامة جزافية بميلغ ‪ 500‬يورو‪ ،‬كما‬
‫حددت أيضا ميلغ الغرامة الجزافية المخفضة ي ا ‪ 400‬يورو‪ ،‬والغرامة الجزافية المتزايدة في هذه الجنحة وهو‬
‫‪ 1000‬يورو(‪.)3‬‬
‫وبالتالي فنطاق التصا ا ااالح الجزائي في مواد الجنح المرورية في التة ا ا اريع الفرنسا ا ااي عن طريق إجراء‬
‫جدا إذا ما قارناه ينطاق نفس اإلجراء في مواد مخالفات المرور‪ ،‬ويرجع الباحث‬ ‫الغرامة الجزافية ضا ا ا ا ا ا اايق ا‬
‫ذلك إلى خطورة الطائفة الثانية من الجرائم التي تتطلب رد فعل جزائي يتناسا ا ا ا ا ا ااب وخطورتها‪ ،‬هذا وقد أقر‬
‫المة اارع الفرنس ااي اإلجراء الجديد للغرامة الجزافية بالنس اابة للجنح‪ ،‬بموجب قانون ‪ 18‬نوفمير‪ 2016‬لتبس اايا‬
‫وتعزيز كبح انعدام وجود رخصة السياقة وانعدام التخمين الخاصة بحركة المرور‪ ،‬كحل يديل الستحالة ‪" re‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪- " lorsque la loi le prévoit, L'action publique est éteinte par le paiement d'une amende forfaitaire délictuelle‬‬
‫‪fixée par la loi, qui ne peut excéder le montant prévu au premier alinéa de l'article 131-13 du code pénal ", L'article‬‬
‫‪495-17, CPPF, Création par loi n° 2016-1547, Op-Cit, Modifié par loi n° 2019-222, du 23 mars 2019-art. 58, Op-‬‬
‫‪Cit.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪- L'article L 221-2, CRF, Modifié par loi n° 2016-1547, IBID.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪- L'article L 324-2, CRF, Modifié par loi n° 2016-1547, IBID.‬‬

‫‪371‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫" ‪ –contraventionnalisation‬في هذه الجنح(‪.)1‬‬


‫وبذلك يتحدد نطاق إجراء الغرامة الجزافية في قانون المرور الفرنسا ا ا ا ا ا ااي يجميع المخالفات‪ ،‬وبعض‬
‫الجنح‪.‬‬
‫على قانون المرور دون غيره من‬ ‫(‪)2‬‬
‫المة ا اارع الجزائري الذي يقص ا اار التص ا ااالح الجزافي‬ ‫وعلى خز‬
‫القوانين األخرع‪ ،‬وعلى غرار المة اارع الفرنس ااي الذي توس ااع اا‬
‫كثير في األخذ ينظام الغرامة الجزافية في عدة‬
‫قوانين‪ ،‬اتجو المةا اارع المصا ااري لألخذ ينظام التصا ااالح الجزافي في قانون المرور باعتباره النموذج التقليدي‬
‫والمجال الخصا ا ا ا ااب لهذا النظام بموجب نص المادة ‪ 80‬منو‪ ،‬المعدلة بالقانون رقم ‪ 121‬لسا ا ا ا اانة ‪،)3(2008‬‬
‫وبعض القوانين األخرع‪ ،‬كقانون األحوال المدنية رقم ‪ 143‬لسا ا ا ا ا ا اانة ‪ ،)4(1994‬المعدل بالقانون رقم ‪126‬‬
‫لسنة ‪ ،)5(2008‬والقانون رقم ‪ 4‬لسنة ‪ ،)6(2016‬والقانون رقم ‪ 8‬لسنة ‪ ،)7(2018‬يإجازة التصالح في بعض‬
‫جرائم األحوال المدنية بموجب نص المادة ‪ 77‬منو كما أجاز إجراء الغرامة الجزافية في جرائم الييئة في‬
‫وتحديدا ينص المادة التاس ا ااعة‬
‫ا‬ ‫القانون رقم ‪ 38‬لس ا اانة ‪ ،)8(1967‬المعدل والمتمم‪ ،‬في ة ا ااخن النظافة العامة‪،‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪- Xavier ANONIN, Op-Cit, p 18.‬‬
‫(‪ -)2‬يتطلب التص ااالح الجزافي أن تكون الغرامة محددة وثايتة‪ ،‬محمد حكيم حساااين الحكيم‪ ،‬المرجع الساااايق‪ ،‬ص ‪ ،379‬دون‬
‫نظر للعقوبة المقررة للجرائم موضوع التصالح‪ ،‬ودون النص على حد أدنى أو حد أقصى لذلك المقايل‪ ،‬طو أحمد محمد عيد‬
‫العليم‪ ،‬الصلح الجنائي في القانون المصري طبقا رخر تعديزتو‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.522‬‬
‫(‪ -)3‬عدل قانون المرور المص ا ا ا ا ا ااري بالقانون رقم ‪ 160‬لس ا ا ا ا ا اانة ‪ ،2013‬المؤرخ في ‪ 3‬ديس ا ا ا ا ا اامير ‪( ،2013‬ج ر م‪ .‬عدد ‪48‬‬
‫(مكرر)‪-‬الس ا اانة ‪-56‬ص ا ااادرة في ‪ 3‬ديس ا اامير ‪ ،)2013‬والقانون ‪ 54‬لس ا اانة ‪ ،2014‬مؤرخ في ‪ 2‬جويلية ‪ ،2014‬بة ا ااخن تعديل‬
‫بعض أحكام القانون رقم ‪ 121‬لساانة ‪ 2008‬يتعديل قانون المرور الصااادر بالقانون رقم ‪ 66‬لساانة ‪( 1973‬ج ر م‪ .‬عدد ‪26‬‬
‫مكرر (ه ا ا ا ا ا ا ا)‪-‬السنة ‪ ،-57‬صادرة في ‪ 2‬جويلية ‪ ،)2014‬إال أن كز التعديلين لم يتضمن تعديل أحكام التصالح الوارد ينص‬
‫المادة ‪ 80‬من قانون المرور المعدلة بالقانون رقم ‪ 121‬لسنة ‪ ،2008‬طو أحمد محمد عيد العليم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.504‬‬
‫(‪ -)4‬قانون رقم ‪ 143‬لس ا ا ا اانة ‪ ،1994‬مؤرخ في ‪ 7‬جوان ‪ ،1994‬في ة ا ا ا ااخن األحوال المدنية المص ا ا ا ااري‪ ،‬ج ر م‪ .‬العدد ‪( 23‬‬
‫تابع)‪ ،‬صادرة في ‪ 9‬جوان ‪.1994‬‬
‫(‪ -)5‬قانون رقم ‪ 126‬لس اانة ‪ ،2008‬مؤرخ في ‪ 15‬جوان ‪ ،2008‬يتعديل بعض أحكام قانون الطفل الص ااادر بالقانون رقم ‪12‬‬
‫لسا ا اانة ‪ 1996‬وقانون العقوبات الصا ا ااادر بالقانون رقم ‪ 58‬لسا ا اانة ‪ 1937‬والقانون رقم ‪ 143‬لسا ا اانة ‪ 1994‬في ةا ا ااخن األحوال‬
‫المدنية‪ ،‬المرجع السايق‪.‬‬
‫(‪ -)6‬قانون رقم ‪ 4‬لس ا اانة ‪ ،2016‬مؤرخ في ‪ 21‬جوان ‪ ،2016‬يتعديل بعض أحكام القانون رقم ‪ 143‬لس ا اانة ‪ 1994‬في ة ا ااخن‬
‫األحوال المدنية‪ ،‬ج ر م عدد ‪ ( 24‬د)‪ ،‬السنة ‪-59‬صادرة في ‪ 22‬جوان ‪.2016‬‬
‫(‪ -)7‬قانون رقم ‪ 8‬لسا اانة ‪ ،2018‬مؤرخ في ‪ 24‬جانفي ‪ ،2018‬يتعديل بعض أحكام القانون رقم ‪ 143‬لسا اانة ‪ 1994‬في ةا ااخن‬
‫األحوال المدنية‪ ،‬ج ر م عدد ‪ 3‬مكرر ( د)‪ ،‬السنة ‪-61‬صادرة في ‪ 24‬جانفي ‪.2018‬‬
‫(‪ -)8‬قانون رقم ‪ 38‬لساانة ‪ ،1967‬مؤرخ في ‪ 29‬أوت ‪ ،1967‬بةااخن النظافة العامة‪ ،‬ج ر م‪ .‬عدد ‪ ،77‬صااادرة في ‪ 31‬أوت‬
‫‪.1967‬‬

‫‪372‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫(‪ )9‬منو في فقرتها األخيرة‪.‬‬


‫ويتحدد نطاق التص ااالح الجزافي في جرائم المرور في التةا اريع المص ااري ينص المادة ‪ 80‬من قانون‬
‫رقم ‪ 121‬لس اانة ‪ 2008‬بة ااخن تعديل بعض أحكام قانون المرور المص ااري الص ااادر بالقانون رقم ‪ 66‬لس اانة‬
‫مكرر من قانون‬
‫اا‬ ‫‪ 1973‬على‪ " :‬اسا ااتثنا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اااء من القواعد واإلجراءات المنصا ااوص عليها في المادة ‪18‬‬
‫اإلجراءات الجنائية بةا ااخن التصا ااالح‪ ،‬يجوز للمخالف التصا ااالح فو اًر في الجرائم المنصا ااوص عليها في هذا‬
‫القانون‪ ،‬عدا الجرائم الواردة في المواد ( ‪ 73 ،70‬مكر ار ) واليند ‪ 6‬من المادة (‪ ،)74‬والينود ( ‪،6 ،5 ،4‬‬
‫‪ ) 11 ،7‬من المادة ( ‪ 75 ،75‬مكر ار‪ 76 ،76 ،‬مكر ار ) أو خال ثال ثة أيام عمل من تاريخ الضيييييييييبط‬
‫‪.)1()...‬‬
‫وباس ا ا ااتقراء نص هذه المادة‪ ،‬نخلص إلى أن المة ا ا اارع المص ا ا ااري قد أجاز إجراء الغرامة الجزافية في‬
‫جرائم المرور‪ ،‬أي في كافة المخالفات أو الجنح باسا ا ا ا ا ا ااتثناء تلك الجرائم التي حدد أرقام المواد التي تنص‬
‫عليها ينص المادة ‪ 80‬من قانون المرور المصا ا ا ااري المذكورة أعزه‪ ،‬وذلك من خزل عدم تحديده لص ا ا ا انف‬
‫مكرر من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م تجيز التصا ا ا ا ا ااالح في جميع‬
‫اا‬ ‫معين من الجرائم في هذه المادة‪ ،‬السا ا ا ا ا اايما وأن المادة ‪18‬‬
‫معا‪،‬‬
‫المخالفات وبعض الجنح‪ ،‬إذ ورد مص ا ا ا ااطلح " الجرائم" على إطزقو‪ ،‬بما يتض ا ا ا اامن المخالفات والجنح ا‬
‫ار ينص المادة ‪ 80‬من قانون‬‫سا اواء مخالفات المركبات أو مخالفات المة اااة‪ ،‬عدا تلك الجرائم المحددة حص ا اا‬
‫رقم ‪ 121‬لسنة ‪ ،2008‬وذلك عكس القانون السايق الذي كان يجيز التصالح في المخالفات دون الجنح(‪،)2‬‬

‫وهو ما يخخذ بو المةرع الجزائري ا‬


‫حاليا‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد حددت المادة ‪ 378‬في الباب العاةا اار من الزئحة التنفيذية لقانون المرور الصا ااادرة بالقرار‬
‫رقم ‪ 1613‬لس اانة ‪ 2008‬المؤرخ في ‪ 3‬س اايتمير‪ 2008‬قائمة الجرائم المس ااتثناة من إجراء التص ااالح الجزافي‬
‫في قانون المرور المصري وهي(‪:)3‬‬
‫‪ -1‬امتناع كل قائد مركبة أجرة مرخصا ا ا ا ااة بعداد أو يدونو بغير ميرر عن نقل الركاب‪ ،‬أو تةا ا ا ا ااغيل‬
‫عددا من الركاب يزيد على الحد األقصا ا ا ا ا ااى المقرر‪ ،‬أو قام‬
‫أجر أكثر من المقرر‪ ،‬أو نقل ا‬
‫العداد‪ ،‬أو طلب اا‬
‫ينقل الركاب من غير مواقف االنتظار المخصصة لمركبات األجرة يدون عداد‪.‬‬
‫‪ -2‬استخراج أو استخدام أكثر من رخصة قيادة أو التغيير بطريقة غير مةروعة من حالة الرخصة‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ 80‬من قانون رقم ‪ 121‬لسنة ‪ ،2008‬المرجع السايق‪.‬‬


‫(‪ -)2‬أحمد محمد يراك‪ ،‬العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية المعاصرة‪ ،….‬المرجع السايق‪ ،‬ص‪.656‬‬
‫(‪ -)3‬قرار وزاري رقم ‪ 1613‬لسا اانة ‪ ،2008‬صا ااادر في ‪ 3‬سا اايتمير ‪ ،2008‬يإصا اادار الزئحة التنفيذية لقانون المرور رقم ‪66‬‬
‫لسنة ‪ 1973‬والمعدل بالقوانين أرقام‪ 78 :‬لسنة ‪ 1976‬و‪ 210‬لسنة ‪ 1980‬و‪ 127‬لسنة ‪ 1982‬و‪ 20‬لسنة ‪ 1983‬و‪ 1‬لسنة‬
‫‪ 1988‬و‪ 155‬لسنة ‪ 1999‬و‪ 121‬لسنة ‪ ،2008‬جريدة الوقائع المصرية‪ ،‬العدد ‪ ( 206‬تابع )‪ ،‬صادرة في ‪ 4‬سيتمير‪،2008‬‬
‫ص ص ‪ ،143-142‬معدل بالقرار رقم ‪ 1980‬لسنة ‪ ،2018‬الصادر في ‪ 16‬ديسمير ‪ ،2018‬جريدة الوقائع المصرية العدد‬
‫‪ 383‬تابع (أ)‪ ،‬صادرة في ‪ 16‬ديسمير ‪ ،2018‬ص ص ‪.5-4‬‬

‫‪373‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫األولى‪.‬‬
‫‪ -3‬كل من اتفق أو ساعد أو ساهم بخي طريقة على استخراج رخصة قيادة جديدة يدالا من الرخصة‬
‫أحكام القانون‪.‬‬ ‫المسحوبة‪ ،‬أو الملغاة على خز‬
‫‪ -4‬قيادة مركبة التوك توك يدون رخص ا ا ااة تس ا ا اايير‪ ،‬واس ا ا ااتخدامها في غير الغرض المخص ا ا ااص من‬
‫أجلو‪ ،‬وعدم االلتزام يخطوط السير المحددة‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم قيام قائد المركبة الذي تسا اايب في وقوع حادث نةا ااخت عنو إصا ااابات لألةا ااخاص باالهتمام‬
‫بالحادث فور وقوعو أو نقل المص اااب إلى‬ ‫بخمر المص ااايين وابزغ أقرب رجل مرور أو ة اارطة أو إس ااعا‬
‫أقرب مكان إلسعافو‪.‬‬
‫‪ -6‬امتناع قائد أية مركبة أو المرخصة باسمو أو حائزها أو المسؤول عنها عن إرةاد رجال الةرطة‬
‫والمرور عن اسم وعنوان من كان يقود المركبة في وقت معين كلما طلب منو ذلك‪.‬‬
‫‪ -7‬تركيب أجهزة تنييو أو مصا ا ا ا ا ا اااييح أو تركيب سا ا ا ا ا ا اايرينو هوائية أو ما يماثلها من أجهزة بالمركبة‬
‫بالمخالفة ألحكام قانون المرور والق اررات المنفذة لو‪.‬‬
‫‪ -8‬عدم حمل مركبة النقل الس اريع للوحات المعدنية المنص ارفة لها أو اسااتعمال لوحات معدنية غير‬
‫خاصة يها‪.‬‬
‫‪ -9‬قيااادة مركبااة اليااة خاااليااة من الف ارماال ينوعيهااا أو كاااناات فراملهااا أو إحااداهمااا غير صا ا ا ا ا ا ا ااالحااة‬
‫لزستعمال‪.‬‬
‫‪ -10‬تعمد إثبات ييانات غير صا ا ا ا ا ا ااحيحة في النماذج أو الطلبات المنصا ا ا ا ا ا ااوص عليها في قانون‬
‫المرور‪.‬‬
‫‪ -11‬تعمد تعطيل حركة المرور بالطرق أو إعاقتها‪.‬‬
‫‪ -12‬اعتداء قائد المركبة على أحد أفراد المرور أثناء أو بسيب تخدية وظيفتو‪.‬‬
‫‪ -13‬عدم وضا ااع جهاز محدد السا اارعات بمركبات السا ااياحة والنقل ينصا ااف مقطورة‪ ،‬والنقل بمقطورة‬
‫فنيا لقائدي تلك المركبات تجاوز السا ا اارعات المقررة لها على أن يكون هذا‬ ‫قيل نفاذ حظر تسا ا ااييرها ال يتيح ا‬
‫فنيا ومطاباقا للمواصا ا اافات المص ا ا ارية الصا ا ااادرة عن الهيئة المص ا ا ارية للمواصا ا اافات والجودة‬
‫االحا ا‬ ‫الجهاز صا ا ا ا‬
‫ومعتمدا من الجهات المختصة يو ازرة الصناعة‪.‬‬
‫ا‬
‫‪ -14‬عدم وضا ااع جهاز خاص يتسا ااجيل جميع المعلومات الخاصا ااة (الصا ااندوق األسا ااود أو مسا ااجل‬
‫األحداث اللحظي) يتيح لرجال المرور الكة ا ا ا ا ااف عن تحركات المركبة وتصا ا ا ا ا ارفات القائد ويتم تخزينها فيو‬
‫بطريقة الية يسااتحيل التدخل اليدوي فيها وسااهل اسااتخراج المعلومات منو بالوسااائل الفنية عند الحاجة إليها‬
‫في أتوبيسات نقل الركاب (أتوبيسات عامة‪ ،‬تروللي باص‪ ،‬أتوبيسات مدارس‪ ،‬أتوبيسات سياحة‪ ،‬أتوبيسات‬
‫رحزت)‪ ،‬ومركبات النقل‪ ،‬والنقل ينص ا ااف مقطورة‪ ،‬والنقل بمقطورة قيل نفاذ حظر تس ا ااييرها‪ ،‬على أن يكون‬

‫‪374‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫فنيا ومطاباقا للمواص اافات المصا ارية الص ااادرة عن الهيئة المصا ارية للمواص اافات والجودة‬
‫االحا ا‬
‫هذا الجهاز ص ا ا‬
‫ومعتمدا من الجهات المختصة لو ازرة الصناعة‪.‬‬
‫ا‬
‫‪ -15‬حيازة أو اساا ا ااتعمال أجهزة تكةاا ا ااف أو تنذر بمواقع أجهزة قياس سا ا ا اارعة المركبات أو تؤثر في‬
‫عملها‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد ميز المةا ا ا ا ا اارع المصا ا ا ا ا ااري في تحديد مقايل التصا ا ا ا ا ااالح الجزافي يين حالتين‪ ،‬بالنظر لوقت‬
‫فور أو خزل ثزثة أيام عمل من تاريخ الض ا اابا يكون مقدار الغرامة الجزافية‬ ‫التص ا ااالح‪ ،‬فإذا تم التص ا ااالح اا‬
‫قانونا‪ ،‬أما إذا تم التصا ااالح أمام النيابة العامة بعد انقضا اااء الميعاد‬
‫هو نصا ااف الحد األدنى للغرامة المقررة ا‬
‫قانونا‪ ،‬طبقا لنص المادة ‪80‬‬ ‫سااالف الذكر‪ ،‬فيكون ميلغ الغرامة الجزافية مسا ٍ‬
‫ااو للحد األدنى للغرامة المقررة ا‬
‫من قانون المرور المصري‪.‬‬
‫طا ال‬
‫ويتعدد مقايل التصااالح يتعدد المخالفات المتصااالح فيها‪ ،‬مالم تكن هذه المخالفات مرتبطة ارتبا ا‬
‫معنويا‪ ،‬إذ في هذه الحالة يكفي سداد مقايل التصالح للجريمة األةد(‪.)1‬‬ ‫ا‬ ‫يقيل التجزئة‪ ،‬أو كان التعدد‬
‫وبذلك فالتصا ا ا ا ا ا ااالح في جرائم المرور في التة ا ا ا ا ا ا اريع المصا ا ا ا ا ا ااري جائز فقا حتى إحالة الدعوع إلى‬
‫المحكمة(‪ ،)2‬وبذلك فهو يختلف من حيث ميعاده عن التة ا ا ا اريعين الجزائري والفرنسا ا ا ااي حيث أنو بانقضا ا ا اااء‬
‫األجل المحدد لدفع الغرامة الجزافية يرس ا اال محض ا اار عدم الدفع إلى النيابة العامة التي ترفعو إلى القاض ا ااي‬
‫مةفوعا بطلباتها(‪.)3‬‬
‫ا‬
‫وبذلك يتحقق اتفاق التة ا ا ا ا اريعات المقارنة محل الد ارس ا ا ا ا اة في األخذ بمعيار القاعدة العامة في تحديد‬
‫جرائم المرور التي يجوز التصااالح بةااخنها عن طريق نظام الغرامة الجزافية‪ ،‬ذلك أن المةاارع الجزائري حدد‬
‫نطاق هذه الجرائم بالمخالفات دون الجنح‪ ،‬المعاقب عليها بغرامة ال يتجاوز ميلغها األقص ا ا ا ا ااى ‪ 5000‬دج‪،‬‬
‫بموجب نص المادة ‪ 118‬من قانون رقم ‪ ،14-01‬المعدل والمتمم لقانون المرور الجزائري‪ ،‬أما المةا ا ا ا ا ا اارع‬
‫الفرنسي وان كان اعتمد معيار التعداد الحصري‪ ،‬في تحديده للجرائم التي يجوز إجراء الغرامة الجزافية فيها‬
‫بصاافة عامة س اواء في قانون المرور أو القوانين األخرع‪ ،‬إذ حدد نطاق هذا اإلجراء في جرائم محددة على‬
‫‪ ،‬فإنو بالنسا اابة لمخالفات المرور فقد‬ ‫سا ااييل الحصا اار في قائمة نصا اات عليها المادة ‪ R 48-1‬من ق إ ج‬
‫اعتمد معيار القاعدة العامة ينص ا ا ا ا ا ااو في الفقرة األولى من هذه المادة على أن إجراء الغرامة الجزافية يطيق‬
‫على مخالفات المرور س ا اواء نتج عنها سا ااحب النقاط المخص ا اصا ااة لرخصا ااة السا ااياقة أم ال‪ ،‬كما نص على‬
‫إجراء الغرامة الجزافية عن الجنح المتعلقة بانعدام رخص ا ا ا ا ااة الس ا ا ا ا ااياقة وعدم التخمين‪ ،‬وكذلك فعل المة ا ا ا ا اارع‬

‫‪ -‬طو أحمد محمد عيد العليم‪ ،‬الصلح الجنائي في القانون المصري ا‬


‫طبقا رخر تعديزتو‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.510‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪ -)2‬أحمد محمد يراك‪ ،‬العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية المعاصرة‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬المرجع السايق‪،‬‬
‫ص‪.657‬‬
‫(‪ -)3‬المادة ‪ 3-392‬من ق إ ج ج‪ ،‬المعدلة بالمادة ‪ 3‬من قانون رقم ‪ ،01-78‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.140‬‬

‫‪375‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫بخن أجاز إجراء الغرامة الجزافية ينص المادة ‪ 80‬من قانون المرور المصا ا ا ا ا ا ااري في جميع‬ ‫(‪)1‬‬
‫المصا ا ا ا ا ا ااري‬
‫المخالفات أو الجنح المنصا ا ا ا ا ا ااوص عليها في قانون المرور عدا الجرائم المذكورة في المادة ‪ 80‬من قانون‬
‫المرور المصا ا ا ا ااري‪ ،‬والمحددة بموجب الزئحة التنفيذية لقانون المرور الصا ا ا ا ااادر بالقرار رقم ‪ 1613‬لسا ا ا ا اانة‬
‫‪.2008‬‬
‫وبالرغم من االتفاق الذي نس ااجلو يين التةا اريعات المقارنة محل الد ارس ااة فيما يتعلق بالمعيار المعتمد‬
‫في تحديد نطاق الجرائم محل التصا ا ا ا ا ااالح عن طريق إجراء الغرامة الجزافية‪ ،‬إال أننا نسا ا ا ا ا ااجل مجموعة من‬
‫االختزفات تتمثل في أن المةرع الجزائري يقصر نطاق إجراء الغرامة الجزافية في قانون المرور دون غيره‬
‫من القوانين األخرع في حين أن المة اارعين الفرنس ااي والمص ااري قد توسا اعا في ذلك يإجازة هذا اإلجراء في‬
‫قوانين أخرع على غرار الييئة‪ ،‬النقل‪ ،‬الحالة المدنية‪ ،‬الصيد‪... ،‬كما أن المةرع الجزائري ضيق من نطاق‬
‫نظيريو الفرنسا ا ا ا ا ا ااي‬ ‫إجراء الغرامة الجزافية في جرائم المرور ليةا ا ا ا ا ا اامل المخالفات دون الجنح على خز‬
‫والمصري اللذان وسعا منو ليةمل المخالفات والجنح مع بعض االستثناءات‪.‬‬
‫‪ -2‬الحاالت الت ال يجوز فيها التصالح عن طريق الغرامة الجزافية‬
‫عاما يؤدي النقض ا ا ا اااء الدعوع العمومية في جميع الجرائم المرورية‪،‬‬ ‫ايبا ا‬
‫باعتبار التص ا ا ا ااالح ليس س ا ا ا ا ا‬
‫ص ا اا النقض اااء‬
‫ايبا خا ا‬
‫باتفاق جميع التة ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ااة‪ ،‬ولكن المةا اارع جعل من التصا ااالح سا ا ا‬
‫الدعوع العمومية لبعض الجرائم المرورية(‪ ،)2‬وقد حدد كل مة ا ا ا اارع حاالت يمنع فيها التص ا ا ا ااالح عن طريق‬
‫إجراء الغرامة الجزافية وتتمثل في‪:‬‬
‫باالرجوع إلى قاانون اإلجراءات الجزائياة وتحادي اادا ينص الماادة ‪ 393‬مناو‪ ،‬نجادهاا تنص على حااالت‬
‫محددة على سييل الحصر ال يعمل يإجراء الغرامة الجزافية فيها وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا كانت المخالفة تعرض مرتكييها للقيام يإصزئ التعويضات لألةخاص واألموال‪.‬‬
‫‪ -2‬في حالة ارتكاب مخالفات في ان واحد والتي ال تنطيق على إجراء الغرامة الجزافية(‪.)3‬‬
‫وجملة‪ ...( :‬ال تنطيق على إجراء الغرامة الجزافية) يقصا ا ا ا ا ا ااد يها‪ :‬والتي تكون إحداها على األقل ال‬

‫(‪ -)1‬وخزافا لذلك(قيل تعديل قانون المرور بالقانون رقم ‪ 121‬لس ا ا ا ا اانة ‪ )2008‬كان الة ا ا ا ا اارع المص ا ا ا ا ااري يجيز التص ا ا ا ا ااالح في‬
‫المخالفات دون الجنح‪ ،‬إذ كان يتبع األسلوب الحصري في تحديد هذه المخالفات والتي كان يحصرها في المخالفات الميينة‬
‫بالمادة ‪ 74‬من قانون المرور‪ ،‬ومخالفات المةاااة‪ ،‬ولم ينص على إجازة التصااالح في المخالفات المنصااوص عليها في المادة‬
‫مكرر والمادة ‪ 77‬من قانون المرور‪ ،‬طو أحمد محمد عيد العليم‪ ،‬الصا ا ا ا ا ا االح الجنائي في القانون المصا ا ا ا ا ا ااري طباقا رخر‬
‫اا‬ ‫‪74‬‬
‫تعديزتو‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.504‬‬
‫(‪ -)2‬سعيد أحمد علي قاسم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.223‬‬
‫(‪ -)3‬أمر رقم ‪ ،46-75‬مؤرخ في ‪ 17‬جوان ‪ ،1975‬يتض ا ا ا ا اامن تتميم وتعديل األمر رقم ‪ 155-66‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪1966‬‬
‫والمتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المرجع السايق ‪ ،‬ص ‪.749‬‬

‫‪376‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫تساامح يتطييق إجراء الغرامة الجزافية(‪ ،)1‬وذلك بالرجوع إلى النسااخة الفرنسااية من الجريدة الرساامية الجزائرية‬
‫باعتبارها اللغة األصلية التي نقل منها النص وترجمتو إلى اللغة العربية‪ ،‬ينصها على‪:‬‬
‫‪" 2- en cas de contraventions simultanées dont l'une au moins ne peut donner lieu à‬‬
‫‪application de la procédure de l'amende forfaitaire "(2).‬‬
‫وق ااد س ا ا ا ا ا ا ا ااايرت الم ااادة ‪ 119‬من الق ااانون رقم ‪ 14-01‬المتعلق يتنظيم حرك ااة المرور عير الطرق‬
‫وس ا ا ا اازمتها وأمنها(‪ ،)3‬نص المادة ‪ 393‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج ينص ا ا ا ااها على حالتين ال يمكن تطييق إجراء الغرامة‬
‫الجزافية فيهما‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا كانت المخالفة المثيتة تعرض مرتكيها إما لعقوبة أخرع غير العقوبة المالية‪ ،‬وا ما لتعويض‬
‫عن الضا ا ا ا اارر المسا ا ا ا اايب لألةا ا ا ا ااخاص والممتلكات‪ ،‬وهذا الةا ا ا ا اارط لم ينص عليو قانون اإلجراءات الجزائية‬
‫الجزائري(‪ ،)4‬ومن ثم تس ا ااتبعد كل مخالفة تص ا اايب الغير بس ا ااوء في نفس ا ااو أو مالو‪ ،‬وبمقتض ا ااى هذا الةا ا ارط‬
‫تقتصر الغرامة الجزافية على جرائم الخطر وحدها دون جرائم الضرر(‪.)5‬‬
‫وهذا االسااتثناء ينفرد بو التة اريع الجزائري دون غيره من التة اريعات المقارنة محل الد ارسااة‪ ،‬ذلك أنو‬
‫لم يتعرض ال قانون اإلجراءات الجزائية المصا ا ا ا ااري وكذلك قانون المرور المصا ا ا ا ااري لةا ا ا ا اارط عدم تعريض‬
‫مرتكب المخالفة للقيام يتعويض األض ا ا ا ا ا ا ارار إلعمال إجراء التصا ا ا ا ا ا ااالح في جرائم المرور عن طريق إجراء‬
‫مكرر من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م نص ا ا ا اات على عدم تخثير التصاا ا ا ااالح‬
‫اا‬ ‫الغرامة الجزافية‪ ،‬يل بالعكس فإن عجز المادة ‪18‬‬
‫على الدعوع المدنية‪ ،‬أما المةا ا ا ا ا ا اارع الفرنسا ا ا ا ا ا ااي فقد كان ينص على هذا الةا ا ا ا ا ا اارط ينص المادة ‪ 528‬من‬
‫‪،‬‬ ‫والتي ألغيت بقانون ‪ 3‬جانفي ‪ ،1973‬كما نصا ا ا ا اات عليو المادتان ‪ 529‬و‪ 530‬من ق إ ج‬ ‫ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫حيث عدلت األولى بالقانون رقم ‪ 89-469‬الصا ا ا ا ا ا ااادر في ‪ 10‬جويلية ‪ ،1989‬والثانية عدلت بالقانون رقم‬
‫‪ 85-407‬الصادر في ‪ 30‬ديسمير‪ ،1985‬وجاءت المادتان بعد التعديل خاليتين من هذا الةرط(‪.)6‬‬
‫‪ -2‬ف حالة المخالفات المتزامنة والت ال يترتب عل إحداها عل األقل تطبيق اإلج ار المتعلق‬
‫بالغرامة الجزافية‬
‫المتعلقة‬ ‫وهو نفس االس ا ا ااتثناء الذي أورده المة ا ا اارع الفرنس ا ا ااي ينص المادة ‪ 17-495‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬

‫(‪ -)1‬نجيمي جمال‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري على ضا ااوء االجتهاد القضا ااائي( مادة بمادة )‪ ،‬ج ‪ :2‬من المادة ‪248‬‬
‫إلى نهاية القانون‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.225‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪- Ordonnance n° 75-46 du 17 juin 1975, complétant et modifiant l'ordonnance n° 66-155, du 8 juin 1966 portant‬‬
‫‪code de procédure pénale, JORA. N° 53-14 ème année-, du 4 juillet 1975, p 610.‬‬
‫(‪ -)3‬المادة ‪ 119‬من قانون رقم ‪ ،14-01‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫(‪ -)4‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫(‪ -)5‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫(‪ -)6‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.242-241‬‬

‫‪377‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المتعلقة يإجراء الغرامة الجزافية في مواد‬ ‫بالغرامة الجزافية في الجنح(‪ ،)1‬ونص المادة ‪ 529‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫المخالفات‪.‬‬
‫كما أن المةرع المصري سلك نفس اتجاه المةرعين الجزائري والفرنسي إذ استثنى المخالفون الذين‬
‫يرتكيون عدة وقائع متصا ا ا االة بعضا ا ا ااها يبعض يجوز التصا ا ا ااالح في بعضا ا ا ااها دون البعض ارخر من إجراء‬
‫الغرامة الجزافية في جرائم المرور ينص المادة ‪ 3 –380‬من القرار رقم ‪ 1613‬لسا ا ا ا ا ا اانة ‪ 2008‬يإصا ا ا ا ا ا اادار‬
‫إال أنو رتب انس ا ا ا ااحاب أثر التص ا ا ا ااالح في الجريمة األة ا ا ا ااد على الجريمة‬ ‫(‪)2‬‬
‫الزئحة التنفيذية لقانون المرور‬
‫معا(‪ ،)3‬وبمقتضا ا ا ا ااى ذلك ال يطيق نظام الغرامة‬
‫األخف المرتبطة يها‪ ،‬متى كانتا قايلتين إلجراء التصا ا ا ا ااالح ا‬
‫الجزافية في التةا ا ا اريعات المقارنة محل الد ارس ا ا ااة‪-‬جزائري‪ ،‬مص ا ا ااري‪ ،‬فرنس ا ا ااي‪ -‬في جرائم المرور في حالة‬
‫االرتباااط يجرائم أخرع ال يطيق على واحاادة منهااا على األق ال إجراء الغ ارمااة الجزافيااة‪ ،‬إذ يتعين في ه اذه‬
‫الحالة تطييق اإلجراءات العادية‪.‬‬
‫‪ -II‬الشروط المتعلقة بالنطاق الشخص للتصالح الجزاف ف جرائم المرور‬
‫طرفا التصا ااالح في جرائم المرور عن طريق إجراء الغرامة الجزافية هما محرر المحضا اار والةا ااخص‬
‫المخالف الذي ثيت بمحضر المعاينة ارتكابو للمخالفة المرورية‪:‬‬
‫‪ -1‬األعوان الم هلين لمعاينة مخالفات قانون المرور‬
‫يحدد القانون في جرائم معينة الجهة المختصااة يإيرام هذا التصااالح‪ ،‬اا‬
‫نظر لما ينطوي عليو من أهمية‬
‫بالغة‪ ،‬إذ يؤدي إلى انقضا اااء سا االطة الدولة في العقاب‪ ،‬وتختلف هذه الجهة بطييعة الحال بحسا ااب الجريمة‬
‫التي أجيز فيها التصالح(‪.)4‬‬
‫ولهذا حتى يكون إجراء المص ا ا ااالحة عن طريق الغرامة الجزافية المنص ا ا ااوص عليو في قانون المرور‬
‫منتجا رثاره القانونية‪ ،‬يتعين أن يص ا ا ا اادر عن أحد األعوان المؤهلين بمعاينة المخالفات المرورية‬
‫احيحا ا‬
‫صا ا ا ا ا‬
‫واثباتها بموجب محضا اار‪ ،‬ةا اارط أن تكون هذه المعاينة قد تمت وفق قواعد االختصا اااص التي يخضا ااع لها‬
‫هذا العون‪ ،‬وفي دائرة اختصاص المحكمة التي ارتكيت فيها المخالفة(‪.)5‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪- " … la procédure de l'amende forfaitaire n'est pas applicable si le délit … on si plusieurs infraction, dont l'une‬‬
‫‪au moins ne peut donner lieu à une amende forfaitaire, On été constatées simultanément ", L'article 495-17, CPPF,‬‬
‫‪Op-Cit‬‬ ‫‪.‬‬
‫(‪ -)2‬المادة ‪ 380‬من قرار رقم ‪ 1613‬لسا ا اانة ‪ ،2008‬يإصا ا اادار الزئحة التنفيذية لقانون المرور المصا ا ااري‪ ،‬المرجع السا ا ااايق‪،‬‬
‫ص‪.145‬‬
‫(‪ -)3‬المادة ‪ ،379‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫(‪ -)4‬أحمد محمد يراك‪ ،‬العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية المعاصرة‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬المرجع السايق‪،‬‬
‫ص‪.671‬‬
‫(‪ -)5‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.308‬‬

‫‪378‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫وتتم معاينة المخالفات المنص ا ااوص عليها في قانون المرور الجزائري والنص ا ااوص التنظيمية المتخذة‬
‫ار ينص المواد‪،132 ،131 ،130 :‬‬
‫لتطييقو‪ ،‬بموجب محض ا ا ا اار يحرر من طر األعوان المحددين حص ا ا ا ا اا‬
‫‪ 134‬من قانون رقم ‪ ،14-01‬المعدل والمتمم‪ ،‬وهم‪ :‬ض ا ااباط الة ا اارطة القض ا ااائية(‪ ،)1‬والض ا ااباط ذوي الرتب‬
‫وأعوان الدرك الوطني‪ ،‬ومحافظي الةا اارطة والضا ااباط ذوي الرتب وأعوان األمن الوطني(‪ ،)2‬وتضااايف المادة‬
‫‪ 131‬من نفس القانون‪ ،‬فئة مهندسي األةغال العمومية ورؤساء المناطق واألعوان التقنيين للغابات وحماية‬
‫األ ارضا ا ااي واسا ا ااتصا ا اازحها‪ ،‬لمعاينة مخالفات قانون المرور‪ ،‬عندما ترتكب على المسا ا ااالك الغايية المفتوحة‬
‫للساا ا ااير العمومي(‪ ،)3‬كما يؤهل كذلك مهندساا ا ااي وتقنيي األةا ا ا ااغال العمومية‪ ،‬بمعاينة األض ا ا ا ارار التي تلحق‬
‫بالمسااالك العمومية واعداد محضاار عن األعمال التخرييية المرتكبة بحضااورهم(‪ ،)4‬كما يختص مفتش النقل‬
‫اليري بمعاينة المخالفات من الدرجة الرابعة‪ ،‬المطتان ‪ ( 11‬مخالفة األحكام المتعلقة يوزن المركبات ذات‬
‫محرك غير المطابقة للمعايير المقيولة ) و‪ ( 13‬مخالفة األحكام المتعلقة بالحمولة القص ا ا ا ااوع لكل محور)‪،‬‬
‫والمخالفة من الدرجة الثالثة المطة ‪( 12‬مخالفة األحكام المتعلقة بطييعة األطر المطاطية للمركبات ذات‬
‫محرك‪ ،‬غير المطابقة للمعايير المقيولة وةا ا ا ا ااكلها وحالتها) من المادة ‪ 66‬من القانون رقم ‪ ،14-01‬واعداد‬
‫محضر يذلك(‪.)5‬‬
‫فيما يختص بمعاينة المخالفات الخاصا ا ااة بسا ا اازمة المرور في الطرق والمنصا ا ااوص عليها في قانون‬
‫المرور الفرنسااي والنصااوص التنظيمية المتخذة لتطييقو‪ ،‬بموجب محضاار يحرر من طر األعوان المةااار‬
‫إليهم ينص المادة ‪ L 130-4‬من قانون المرور الفرنسا ااي‪ ،‬وهم(‪ : )6‬ضا ااباط وأعوان الةا اارطة القضا ااائية(‪،)7‬‬
‫موظفو الغابات‪ ،‬ضا ا ا ا ا ا ااباط الحرس اليلدي‪ ،‬أعوان الدولة‪ ،‬اليلدية‪ ،‬الدائمين أو المتعاقدين المكلفين بمراقبة‬
‫الطريق العااام‪ ،‬المرخص لهم يااذلااك من طر وكياال الجمهوريااة‪ ،‬أعوان خاادمااات النقاال العااام الحضا ا ا ا ا ا ااري‬
‫للمساافرين المرخص لهم من قيل وكيل الجمهورية‪ ،‬ضاباط الموان وضاباط الموان المسااعدين‪ ،‬موظفو أو‬
‫أعوان الدولة المكلفين بمراقبة النقل اليري الخاضعين لسلطة الوزير المكلف بالنقل‪ ،‬ضباط الجمارك‪ ،‬أعوان‬

‫(‪ -)1‬نص ا ا اات عليهم المادة ‪ 15‬من ق إ ج ج‪ ،‬المعدلة والمتممة بالمادة ‪ 4‬من أمر رقم ‪ ، 02-15‬المرجع الس ا ا ااايق ‪ ،‬ص ص‬
‫‪.29-28‬‬
‫(‪ -)2‬المادة ‪ 130‬من قانون رقم ‪ ،14-01‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫(‪ -)3‬المزحظ أن هذه المادة غير دقيقة‪ ،‬ذلك أن ضا ا ا ااباط الدرك الوطني‪ ،‬ومحافظي الةا ا ا اارطة والضا ا ا ااباط ذوي الرتب وأعوان‬
‫األمن الوطني‪ ،‬كلهم ضااباط ةاارطة قضااائية ‪ Des officiers de police judiciaire‬طبقا لنص المادة ‪ 15‬والمادة ‪ 19‬من ق إ‬
‫ج ج‪ ،‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.208‬‬
‫(‪ -)4‬المادة ‪ ،132‬قانون رقم ‪ ،14-01‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫(‪ -)5‬المادة ‪ 134‬من قانون رقم ‪ ،14-01‬معدلة بالقانون رقم ‪ ،05-17‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪- L'article L 130-4, CRF, Modifié par loi n° 2015-990 du 6 août 2015-art 20, pour la croissance, L'activité et‬‬
‫‪l'égalité des chances économiques (1), JORF n° 0181 du 7 août 2015.‬‬
‫‪ ،‬معدلة بالقانون رقم ‪ ،222-2019‬في المادة ‪ 47‬منو‪ ،‬المرجع السايق‪.‬‬ ‫(‪ -)7‬نصت عليهم المادة ‪ 16‬من ق إ ج‬

‫‪379‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫مةااغلي الطرق أو المسااالك المفتوحة للسااير العمومي والخاضااعة لرسااوم مرخصااة من قيل الوالي‪ ،‬األعوان‬
‫محرري المحاض ا ا اار المة ا ا ااار إليهم ينص المادة ‪ L 116 -2‬من قانون الطرق اليرية ( تة ا ا اامل س ا ا ااتة‪-6-‬‬
‫فئات)‪ ،‬األعوان مةغلي المطار الذين أدو اليمين ورخص لهم يذلك من قيل الوالي بالنسبة لمخالفات قواعد‬
‫الوقو ‪ ،‬مساا اااعدو ضاا ااباط الةا ا اارطة القضاا ااائية‪ ،‬موظفو أو أعوان الدولة‪ ،‬المكلفون باسا ا ااتزم السا ا اايارات أو‬
‫أجزائها الخاض ا ا ا ااعين للوزير المكلف بالص ا ا ا ااناعة والنقل‪ ،‬أعوان مة ا ا ا ااغلي المواقف العامة للس ا ا ا ااكك الحديدية‬
‫المحلفين والمعتمدين من قيل ممثل الدولة بالو ازرة‪ ،‬بالنسا ا ا ا ا ا اابة لمخالفات القواعد المتعلقة بالمرور‪ ،‬بالوقو‬
‫وتوقف السيارات في الحدائق العامة‪.‬‬
‫أما بالنساابة للمةاارع المصااري فقد نص في المادة ‪ 381‬من القرار رقم ‪ 1613‬لساانة ‪ 2008‬يإصاادار‬
‫الزئحة التنفيذية لقانون المرور‪ ،‬بخن محاضا ا اار التصا ا ااالح في الجرائم المنصا ا ااوص عليها في قانون المرور‬
‫والئحتو التنفيذية يقوم يتحريرها ضباط المرور المختصون دون غيرهم(‪.)1‬‬
‫وطباقا لنص المادة ‪ 80‬من قانون المرور الصا ا ا ا ا ا ااادر بالقانون رقم ‪ 121‬لسا ا ا ا ا ا اانة ‪ 2008‬فإن مخمور‬
‫الضبا القضائي(‪)2‬هو الذي يقوم بضبا المخالفة وتحرير المحضر‪ ،‬والذي ي سدد لو المخالف ميلغ الغرامة‬
‫فور أو خزل ثزثة أيام من تاريخ الضبا(‪.)3‬‬ ‫إذا قرر التصالح اا‬
‫وبالتالي فالتةا ا اريعات المقارنة محل الد ارس ا ااة تتفق على أن االختص ا اااص العام يإجراء التص ا ااالح في‬
‫جرائم المرور عن طريق إجراء الغرامة الجزافية ينعقد لض ا ا ااباط الةا ا ا ارطة القض ا ا ااائية‪ ،‬باإلض ا ا ااافة إلى أعوان‬
‫اخرين يدخلون ضاامن مصااطلح "محرر المحضاار"‪ ،‬كما عير عنو المةاارع الفرنسااي ب ‪ verbalisateur‬وهو‬
‫المصا ا ا ا ا ا ااطلح الذي كانت تنص عليو المادة ‪ 392‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج حين صا ا ا ا ا ا اادور قانون االجراءات الجزائية‬
‫الجزائري عام ‪.)4(1966‬‬
‫‪ -2‬مرتكب الجريمة المرورية المتصالح معه عن طريق إج ار الغرامة الجزافية‬
‫تتفق التة اريعات المقارنة محل الد ارسااة في اسااتعمالها لمصااطلح المخالف‪ ،‬ذلك أن المةاارع الجزائري‬
‫اس ا ا ااتعمل مص ا ا ااطلح "مرتكب المخالفة " ينص المادة ‪ 117‬من قانون رقم ‪ ،14-01‬المعدل والمتمم‪ " ،‬وكل‬
‫ةا ا ا ا ااخص يخالف" ينص المادة ‪ 118‬من نفس القانون التي تجيز هذا اإلجراء‪ ،‬فيما اسا ا ا ا ااتعمل المةا ا ا ا اارعين‬
‫الفرنسا ااي والمصا ااري مصا ااطلح ‪Contrevenant‬والمخالف ينص المواد ‪530 ،8-529 ،7-529 ،6-529‬‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ 381‬من قرار رقم ‪ 1613‬لس ا ا اانة ‪ ،2008‬يإص ا ا اادار الزئحة التنفيذية لقانون المرور المص ا ا ااري رقم ‪ 121‬لس ا ا اانة‬
‫‪ ،2008‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫(‪ -)2‬نصت عليهم المادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ 150‬لسنة ‪ ،1950‬يإصدار قانون االجراءات الجنائية المصري‪.‬‬
‫فورا‪ ...‬أو خزل ثزثة أيام عمل من تاريخ الض ا ا ا ا اابا‪ .... ،‬يس ا ا ا ا اادد لمخمور الض ا ا ا ا اابا‬
‫‪ ...." -‬يجوز للمخالف التص ا ا ا ا ااالح ا‬
‫(‪)3‬‬

‫القضائي"‪ ،‬المادة ‪ 80‬من قانون رقم ‪ 121‬لسنة ‪ ،2008‬المرجع السايق‪.‬‬


‫(‪ " -)4‬يجوز في المواد المنصا ا ا ااوص عليها ينصا ا ا ااوص قانونية خاصا ا ا ااة أن يقيل مباة ا ا ا ارة دفع غرامة جزافية يين يدي محرر‬
‫المخالفة من أعوان الضبا القضائي"‪ ،‬المادة ‪ 392‬من ق إ ج ج‪ ،‬أمر رقم ‪ ،155-66‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.661‬‬

‫‪380‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫‪ ،‬والمادة ‪ L 344-2‬من قانون المرور الفرنس ا ا ا ا ا ااي‪ ،‬والمادة ‪ 80‬من قانون المرور المص ا ا ا ا ا ااري‬ ‫من ق إ ج‬
‫المعدل والمتمم‪ ،‬وهو المصطلح األنسب لهذا اإلجراء(‪.)1‬‬
‫ويمكن التصا ااالح مع مرتكيي المخالفات المرورية‪ ،‬ويتصا ااور أن يرتكب مخالفة ألحكام قانون المرور‬
‫ومتمتعا بكامل قواه العقلية سواء كان سائاقا أو راجزا(‪.)2‬‬
‫ا‬ ‫بالغا‬
‫كل ةخص طييعي مسؤول جزائيا ا‬
‫ويعد سا ا ا ا ا ااائاقا ‪ " Conducteur‬كل ةا ا ا ا ا ااخص يتولى قيادة مركبة بما فيها الدرجات العادية‪ ،‬والدراجات‬
‫النارية أو يسااوق حيوانات الجر والحمل والركوب والقطعان عير الطريق أو يتحكم فعزا في ذلك(‪ ،)3‬ويطلق‬
‫عليو المة ا اارع المص ا ااري مص ا ااطلح " القائد "‪ ،‬وهو كل ة ا ااخص يتولى قيادة إحدع المركبات‪ ،‬أما مص ا ااطلح‬
‫الراجل أو المةاة فيقصد بو حسب مفهوم قانون المرور‪ " :‬كل ةخص يتنقل اا‬
‫سير على األقدام‪ ،‬ويعد بمثابة‬
‫راجلين‪ ،‬األةا ا ا ا ا ا ااخاص الذين يدفعون أو يجرون عربات األطفال أو المرضا ا ا ا ا ا ااى أو العجزة وكذلك الدراجات‬
‫العادية أو ارلية‪ ،‬والعجزة الذين يتنقلون في عربات يقودونها بخنفسهم بسرعة الخطى"(‪.)4‬‬
‫إحالة‪:‬‬
‫لقد ساايق وأن تناولت الةااروط المقررة للمخالف في المخالفات‪ ،‬وذلك عند تناول غرامة الصاالح‪ ،‬ولما‬
‫منعا‬
‫كان المخالف عنصا ا اار مةا ا ااترك يين غرامة الصا ا االح والغرامة الجزافية‪ ،‬فنحيل إلى ما ورد ذكره سا ا اااباقا ا‬
‫للتكرار(‪.)5‬‬
‫واذا كان األصا ا ا اال أن التصا ا ا ااالح يقيل من جميع المخالفين‪ ،‬إال أن المادة ‪ 380‬من الزئحة التنفيذية‬
‫لقانون المرور المصري نصت على(‪:)6‬‬
‫يجوز التصالح في األحوال المنصوص عليها في القانون من جميع المخالفين عدا األةخاص ارتي‬
‫يياناتهم‪:‬‬
‫‪ -1‬رجال القوات المسا االحة وتحول مخالفاتهم إلى النيابة العسا ااكرية المختصا ااة إال إذا قيلوا التصا ااالح‬

‫المصالحة في غرامة الصلح‪ ،‬ص ‪ 338‬و ما بعدها‪.‬‬ ‫(‪ -)1‬إحالة إلى عنصر المخالف عند تناول الةروط المتعلقة بخط ار‬
‫(‪ -)2‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.309‬‬
‫(‪ -)3‬المادة ‪ 2‬من قانون رقم ‪ ،14-01‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪ -‬نةير إلى أننا لم نجد تعريف للسائق ال في قانون المرور الفرنسي وال في قانون المرور المصري‪.‬‬
‫(‪ -)4‬المادة ‪ 2‬من قانون رقم ‪ ،14-01‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪-‬ويعر المةاارع المصااري المةاااة في القرار رقم ‪ 1613‬لساانة ‪ 2008‬يإصاادار الزئحة التنفيذية لقانون المرور يتعريف يتفق‬
‫مع تعريف نظيره الجزائري‪ ،‬للراجل‪ " :‬المةا اااة‪ :‬األةا ااخاص الذين يسا اايرون على أقدامهم ويعتير في حكم المةا اااة األةا ااخاص‬
‫الذين يدفعون أو يجرون دراجة أو عربة يد ذات عجلة واحدة أو عربة أطفال أو عربة مريض أو ذي عاهة "‪ ،‬المادة ‪ 1‬من‬
‫قرار رقم ‪ 1613‬لسنة ‪ ،2008‬المرجع السباق‪ ،‬ص ‪ ،4‬فيما لم نجد تعريف للمةاة ‪ piéton‬في قانون المرور الفرنسي‪.‬‬
‫(‪ -)5‬يراجع ص (‪ )339‬وما يليها من هذه الرسالة‪.‬‬
‫(‪ -)6‬المادة ‪ 380‬من قرار رقم ‪ 1613‬لساانة ‪ ،2008‬يإصاادار الزئحة التنفيذية لقانون المرور المصااري‪ ،‬المرجع السااايق‪ ،‬ص‬
‫‪.145‬‬

‫‪381‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫مانعا‪ ،‬ألن قيول التصالح ةرط أساسي لقيام هذا اإلجراء االختياري‪.‬‬
‫ودفعوا قيمتو‪ ،‬ومن ثم فز يعد ا‬
‫منعا إلعاقة المرور وتعطيل تلك المركبات عن‬
‫‪ -2‬قائدو مركبات النقل العام (أتوبيس‪-‬ترام‪-‬مترو) ا‬
‫أداء واجيها في خدمة الجمهور‪ ،‬ومع ذلك فلهم الحق في قيول التص ا ا ا ا ا ا ااالح عقب انتهاء فترة عملهم ودفع‬
‫فور على حد نص المادة ‪80‬‬
‫قيمتو‪ ،‬وهو يذلك مانع ذو طابع مؤقت ال غير‪ ،‬بمعنى ال يمكنهم التصا ا ا ا ااالح اا‬
‫من قانون رقم ‪ 121‬لسنة ‪ ،2008‬فيما يمكنهم التصالح الحقا‪.‬‬
‫‪ -3‬المخالفون الذين يرتكيون عدة وقائع متص ا االة بعض ا ااها يبعض يجوز التص ا ااالح في بعض ا ااها دون‬
‫البعض ارخر‪ ،‬وهو مانع يتعلق بطييعة الجريمة ال بالنطاق الةخصي لإلجراء في رأي الباحث‪.‬‬
‫‪ -4‬أعضاء السلكين الديلوماسي والقنصلي العربي واألجنيي‪.‬‬
‫وباس ااتقراء هذا النص الذي يحدد من خزلو المة اارع المص ااري نطاق التص ااالح في جرائم المرور من‬
‫حيث األةخاص‪ ،‬يتضح أن الزئحة التنفيذية لم تحظر التصالح مع أي ةخص من المخالفين عدا أعضاء‬
‫السلكين الديلوماسي والقنصلي العربي واألجنيي(‪.)1‬‬

‫واذا كان المةا ا ا اارعين الجزائري والمصا ا ا ااري لم ينصا ا ا ااا على أن العود في الجريمة المرورية يعد ا‬
‫مانعا‬
‫إلجراء التص ااالح في هذه الفئة من الجرائم عن طريق إجراء الغرامة الجزافية‪ ،‬فإن المة اارع الفرنس ااي بما أنو‬
‫يحيل ينص المادة ‪ L 125-5‬من قانون المرور الفرنس ااي إلى تطييق القواعد المتعلقة يإجراء الغرامة الجزافية‬
‫‪ ،‬وبالرجوع‬ ‫والمنص ا ااوص عليها في المواد ‪ 17-495‬إلى ‪ 25-495‬و‪ 7-529‬إلى ‪ 4-530‬من ق إ ج‬
‫والمتعلقة يإجراء الغرامة الجزافية في بعض الجنح‪ ،‬نجدها تنص‬ ‫إلى نص المادة ‪ 17-495‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫على‪ " :‬ومع ذل ااك‪ ،‬ف ااإن إجراء الغ ارم ااة الجزافي ااة ال يطيق إذا ك ااان مرتك ااب الجنح ااة ‪ ...‬في ح ااال ااة عود‬
‫‪.)2(" Récidive‬‬
‫وعليو يتعين إلجراء التص ا ا ا ا ا ا ااالح في الجنحة المرورية إذا كانت من الجنح التي تقيل إجراء الغرامة‬
‫الجزافية أال يكون مرتكيها في حالة عود‪.‬‬
‫كما نص المةرع الفرنسي ينص المادة ‪ 17-495‬على استثناء اخر يتعلق بمرتكب الجنحة المرورية‬
‫يتمثل في اس ا ااتبعاد مرتكب الجنحة إذا كان حدث(‪ ،)3‬وبالتالي ال يمكن اس ا ااتعمال إجراء الغرامة الجزافية إال‬
‫مع األةخاص البالغين‬
‫‪La procédure d'amende forfaitaire ne peut être utilisée qu'à l'encontre de personnes majeures(4).‬‬

‫(‪ -)1‬طو أحمد محمد عيد العليم‪ ،‬الصلح الجنائي في القانون المصري طباقا رخر تعديزتو‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.509‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪- " Toutefois, la procédure de l'amende forfaitaire n'est pas applicable si la délit a été commis …. Ou en état de‬‬
‫‪récidive légale …" l'article 495-17, CPPF, Op-Cit.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪- " Toutefois, La procédure de l'amende forfaitaire n'est pas applicable si le délit a été commis par un mineur‬‬
‫‪…", L'article 495-17, CPPF, Op-Cit.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p 866.‬‬

‫‪382‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ثانيا‪ :‬الشروط اإلجرائية للتصالح الجزاف ف مخالفات قانون المرور‬


‫تتم المصااالحة الجزائية في جرائم المرور يين عضااو الةاارطة القضااائية أو محرر المحضاار بالمفهوم‬
‫الواسااع لممثل الساالطة العامة والمخالف وفق نظام الغرامة الجزافية‪ ،‬ويخضااع هذا النظام إلى قواعد إجرائية‬
‫نص عليها المة ا ا اارع الجزائري في المادة ‪ 3-2-392‬من ق إ ج ج‪ ،‬والمواد ‪ 118‬إلى ‪ 120‬من قانون رقم‬
‫‪ 14-01‬المتعلق يتنظيم حركة المرور عير الطرق وس ا ا ا ا اازمتها وأمنها‪ ،‬والمادة ‪ 93‬من قانون رقم ‪05-17‬‬
‫المؤرخ في ‪ 16‬فيفري ‪ ،2017‬يعدل ويتمم القانون رقم ‪.14-01‬‬
‫فيما نص عليها المةرع الفرنسي ينص المواد ‪ 17-495‬إلى ‪ 25-495‬و‪ 7-529‬إلى ‪ 4-530‬من‬
‫‪ ،‬والمواد ‪ L. 221-2‬و‪L. 121-5‬وما يليها من قانون المرور الفرنسي‪.‬‬ ‫قإج‬
‫فيما أوردها المةرع المصري ينص المادة ‪ 80‬من قانون المرور المصري المعدل بالقانون رقم ‪121‬‬
‫لسنة ‪ ،2008‬والمادة ‪ 379‬من الزئحة التنفيذية لقانون المرور الصادرة بقرار رقم ‪ 1613‬لسنة ‪.2008‬‬
‫وباستقراء نصوص هذه المواد نخلص إلى أن إجراءات التصالح الجزائي في هذه الطائفة من الجرائم‬
‫تتم على مرحلتين‪:‬‬
‫‪ -1‬عرض المصالحة عل مرتكب الجريمة المرورية عن طريق إج ار الغرامة الجزافية‬
‫تتفق التة اريعات المقارنة محل الد ارسااة على أن إجراء التصااالح في جرائم المرور عن طريق الغرامة‬
‫الجزافية ييدأ عند ضا ا اابا المخالفة من قيل العون المؤهل الذي عاين وأثيت المخالفة المرورية‪ ،‬والذي يكون‬
‫فور المخالف بطييعة المخالفة المرتكبة وما نص عليو‬
‫غالبا هو عضو الةرطة القضائية‪ ،‬هذا األخير يعلم اا‬
‫ا‬
‫القانون اتجاهها‪ ،‬ثم يعرض عليو التصالح ‪ ،‬مقايل ميلغ محدد وثايت‪ -‬سيق أن تعرضنا لذلك‪ -‬على نحو‬
‫(‪)1‬‬

‫ملزم فز مجال فيو ال للزيادة أو النقصان(‪ ،)2‬حيث يعرض التصالح على المخالف في مصر بعبارة‪ " :‬وقد‬
‫أعلنتو بالمخالفة وعرضت عليو التصالح فقيل ( أو رفض) وسدد ميلغ ‪ ...‬قيمة الغرامة ‪.)3("...‬‬
‫فإجراء الغرامة الجزافية في هذه الطائفة من الجرائم ييدأ يتسا االيم محرر المحض اار اإلةا ااعار بالمخالفة‬
‫في يد المخالف(‪ ،)4‬س ا ا اواء كان سا ا ااائق المركبة ةا ا ااخصا ا ا اايا أو الراجل في حالة المخالفة الخاصا ا ااة بالمةا ا اااة‬
‫‪ ،)5(piéton‬وفي حالة غيابو يتركو لو على المركبة(‪ )6‬وهو الملمح الرئيس لهذا اإلجراء الذي يجسااده " ‪" PV‬‬

‫(‪ -)1‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.140‬‬
‫‪-‬المادة ‪ 379‬من قرار رقم ‪ 1613‬لسنة ‪ ،2008‬يإصدار الزئحة التنفيذية لقانون المرور المصري‪،‬المرجع السايق‪،‬ص‪.144‬‬
‫(‪ -)2‬محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.291‬‬
‫(‪ -)3‬عيد أ عادل خزنة كاتيي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- " La procédure de l'amende forfaitaire débute par la remise de l'avis de contravention soit en main propre…",‬‬
‫‪Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, IBID, p 867.‬‬
‫(‪ -)5‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ص ‪.310-309‬‬
‫(‪ -)6‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.210‬‬

‫‪383‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫تحت ماسحات الزجاج األمامي للسيارات المتوقفة(‪ ،)1‬أو يرسل إلى المخالف عن طريق اليريد وهذا اإلجراء‬
‫األخير يعمال باو في حاالاة معاايناة المخاالفاة المرورياة واثبااتهاا عن طريق مس ا ا ا ا ا ا اااعادة جهااز مراقباة الي أو‬
‫(‪ ،)2‬وقااد كااان لتطوير الرقااابااة ارليااة على الطرق‬ ‫أتوماااتيكي طبقااا لنص المااادة ‪ 11-529‬من ق إ ج‬
‫توسيع مجال هذا اإلجراء الذي أضحى يستخدم على نطاق واسع في مجال المرور(‪.)3‬‬
‫‪ -2‬رد مرتكب الجريمة المرورية‪ :‬يخخذ رد مرتكب الجريمة المرورية احتمالين أو فرضاا ا ا ا ا ااين‪ :‬األول‬
‫يتمثل في قيولو لعرض التصالح‪ ،‬والثاني رفضو لهذا اإلجراء‪:‬‬
‫الفرض األ و ‪ :‬قبو مرتكب الجريمة المرورية‬
‫إذا لم ينص القانون ص ا اراحة على موافقة مرتكب الجريمة المرورية كةا اارط إلجراء التصا ااالح في هذه‬
‫الفئة من الجرائم عن طريق إجراء الغرامة الجزافية‪ ،‬سا اواء في التةا اريع الجزائري أو الفرنس ااي أو المص ااري‪،‬‬
‫فإنو يفترض ذلك مسااباقا من خزل الدفع الطوعي والتلقائي لميلغ الغرامة‪ ،‬واذا كان صااحيح أن المخالف ال‬
‫يملك المبادرة لهذا اإلجراء‪ ،‬وأن النيابة العامة وحدها يمكنها أن تقرر اللجوء إلى إجراء الغرامة الجزافية(‪،)4‬‬
‫فدفع الغرامة المطلوبة يتضمن قرار المعني بالموافقة(‪.)5‬‬
‫ولقد حدد المة ا اارع الجزائري اجال وطرق دفع الغرامة الجزافية في جرائم المرور‪ ،‬إذ تنص المادة ‪93‬‬
‫من ق ااانون رقم ‪ ،14-01‬المع اادل ااة بموج ااب الم ااادة ‪ 13‬من ق ااانون رقم ‪ ،05 –17‬والمتعلق يتنظيم حرك ااة‬
‫المرور عير الطرق وس اازمتها وأمنها‪ ،‬على أنو في حالة ارتكاب المخالفات من الدرجة األولى إلى الرابعة‪،‬‬
‫يس ا االم العون الذي عاين وأثيت المخالفة للس ا ااائق اإلخطار بالمخالفة من أجل دفع الغرامة الجزافية في أجل‬

‫أقصاه خمسة وأربعون (‪ )45‬ا‬


‫يوما(‪ ،)6‬في إحدع قباضات الضرائب أو أحد مكاتب اليريد وذلك بةراء طابع‬
‫(‪)7‬‬
‫صا ا اا لهذا‬
‫غرامة الدمغة ‪ ، " Amende " Timbre‬يعادل قيمة الغرامة الجزافية تص ا اادره و ازرة المالية خص ا ااي ا‬
‫الغرض‪ ،‬ويتم إلصاقو باإلةعار المحدد للغرامة الجزافية في المكان المخصص لو‪ ،‬ثم يرسلو أو يسلمو إلى‬

‫(‪)1‬‬
‫‪- " Cette procédure qu'incarne le " PV " glissé sous l'essuie-glace des véhicules en stationnement ", Frédéric‬‬
‫‪Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p 865.‬‬
‫(‪) 2‬‬
‫‪- L'avis de contravention prévu par les articles … peut être envoyé à la suite de la constatation d'une‬‬
‫‪contravention au code de la route réalisée grâce à un appareil homologué de contrôle automatique …" l'article 529-‬‬
‫‪11, CPPF, Modifié par loi n° 2005-47 du 26 janvier 2005-art. 9, relative aux compétences du tribunal d'instance,‬‬
‫‪de la juridiction de proximité et du tribunal de grande instance (1), Op-Cit.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, IBID, p 866.‬‬
‫دائما في متابعة مرتكيي المخالفات‬
‫‪ -‬إجراء الغرامة الجزافية ليس إلزامي على اإلطزق‪ ،‬فللنيابة العامة في الواقع الحرية ا‬
‫(‪)4‬‬

‫المعنية في ظل أحكام القانون العام حتى وان كان ذلك اا‬


‫نادر " ‪"Crim 12 mars 2002. B. n° 61‬‬
‫‪-Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, IBID, p 865.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪- Jean-Baptiste Perrier, La transaction en matière pénale, Op-Cit, pp 124-125.‬‬
‫(‪ -)6‬المادة ‪ 93‬من قانون رقم ‪ ،14-01‬المعدلة والمتممة بالمادة رقم ‪ 13‬من قانون رقم ‪ ،05-17‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫(‪ -)7‬ميلود دريسي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.310‬‬

‫‪384‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المصلحة المعينة فيو‪ ،‬وهي المصلحة التي عاينت المخالفة خزل األجل المذكور أعزه(‪.)1‬‬
‫ومن ثم فالمةرع الجزائري لم ينص على دفع الغرامة الجزافية يين يدي ضابا الةرطة القضائية في‬
‫ما كان وارد ينص المادة ‪ 392‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج أول ما صا ا ا اادر قانون اإلجراءات‬ ‫القانون الحالي على خز‬
‫الجزائية الجزائري ينص ا ا ا ااها على‪ ":‬يجوز ‪...‬أن يقيل مباةا ا ا ا ارة دفع غرامة جزافية يين يدي محرر محض ا ا ا اار‬
‫(‪)2‬‬
‫المخالفة من أعوان الضبا القضائي"‬
‫ونظر ألن النظام القانوني الفرنس ا ا ااي ية ا ا ااجع على الدفع الطوعي(‪ ،)3‬والفوري للغرامة الجزافية‪ ،‬حيث‬
‫اا‬
‫أنو في حالة الدفع في ارجال القانونية تنقضا ا ااي الدعوع العمومية‪ ،‬ويمكن أيضا ا ااا في اجال معينة تخفيض‬
‫الغرامة‪ ،‬كما أنو في الحالة العكسية فإن الغرامة تزاد(‪.)4‬‬
‫ولقد حدد المةرع الفرنسي اجال دفع الغرامة الجزافية ياا خمسة وأربعون (‪ )45‬يوما من تاريخ معاينة‬
‫الجريمة أو إرس ا ا ا ااال اإلة ا ا ا ااعار بالمخالفة(‪ ،)5‬وفي حالة دفع الغرامة عن طريق اليريد يحدد هذا األجل على‬
‫ضوء تاريخ إرسال وسائل الدفع المثيت يختم الجهة المنفذة باليريد(‪.)6‬‬

‫ومن أجل تعزيز الدفع الفوري للغرامات‪ ،‬أنةخ المةرع الفرنسي ا‬


‫(‪)7‬‬
‫نظاما للغرامات الجزافية المخفضة‬
‫وفق هااذا النظااام الااذي نصا ا ا ا ا ا ا اات عليااو المااادة ‪ 8-529‬من ق إ ج ‪ ،‬تخفض الغ ارمااة الجزافيااة إذا دفع‬
‫المخالف ميلغ الغرامة في يد محرر المحضا ا ا اار ‪ L'agent verbalisateur‬وقت معاينة المخالفة‪ ،‬أو في أجل‬
‫(‪)8‬‬
‫إلى المعني‪،‬‬ ‫يوما من تاريخ معاينة المخالفة‪ ،‬وفي حالة إرسا ااال اإلةا ااعار بالمخالفة‬
‫خمسا ااة عةا اار (‪ )15‬ا‬

‫(‪-)1‬جمال دريسي ‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪ ، 89‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫(‪ -)2‬المادة ‪ 392‬من ق إ ج ج‪ ،‬أمر رقم ‪ ،155-66‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.661‬‬
‫(‪ -)3‬تتولى ةرطة المرور عرض التصالح الجزافي في جرائم المرور‪ ،‬وقد رفض القضاء الفرنسي إقرار فكرة تحصيل الغرامة‬
‫الجزافية بالقوة من جانب الةاارطة القضااائية‪ ،‬فالقضاااء الفرنسااي يرع ضاارورة تحصاايلها بموافقة المخالف‪ ،‬محمد حكيم حسااين‬
‫الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.245‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p 865.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪- L'article L 529-9, CPPF, Modifié par loi n° 2004-204, du 9 mars 2004-art 56, portant adaptation de la justice‬‬
‫‪aux évolutions de la criminalité (1), op-cit.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪- L'article L 530-5, CPPF, Création loi n° 2011-525, du 17 mai 2011-art 27, du simplification et d'amélioration‬‬
‫‪de la qualité du droit (1) JORF n° 0115 du 18 mai 2011.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, IBID, p 870.‬‬
‫(‪ -)8‬عر المةاارع الفرنسااي اإلةااعار بالمخالفة بخنو‪ " :‬بطاقة دفع‪ ،‬يحدد نموذجها بخمر من وزير العدل حافظ األختام‪ ،‬يساالم‬
‫إلى المخالف وقت معاينة الجريمة‪ ،‬يتضا ا اامن اإلةا ا ااعار ارجال واجراءات االعتراض المنصا ا ااوص عليو في الفقرة األولى من‬
‫المادة ‪ ،2-529‬ميلغ الغرامة الجزافية‪ ،‬باإلضااافة إلى ميلغ الغرامة الجزافية المتزايدة والتي تكون مسااتحقة في حالة عدم الدفع‬
‫أو تقديم االعتراض"‪،‬‬
‫‪-l’article R49-1, CPPF, Modifié par Décret n° 2010-671 du 18 juin 2010-art.6, relatif à la signature électronique‬‬
‫‪et numérique en matière pénale et modifiant certaines dispositions de droit pénal et de procédure pénale, JORF n°‬‬
‫‪0141 du 20 juin 2010.‬‬

‫‪385‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫يوما من تاريخ هذا اإلرسال(‪.)1‬‬


‫ففي أجل خمسة عةر (‪ )15‬ا‬
‫فور في يد العون المؤهل بمعاينة واثبات المخالفة المرورية فإنو‬
‫فإذا تم دفع ميلغ الغرامة الجزافية اا‬
‫فور‪ ،‬أما في حالة عدم الدفع النقدي‪ ،‬واذا كان العون ا‬
‫مزودا يجهاز يقوم‬ ‫يسا ا ا ا ا ا االم للمخالف وصا ا ا ا ا ا اال بالدفع اا‬
‫يإرسااال إيصااال غير مادي ‪ quittance dématérialisée‬للمخالف يناء على طلب هذا األخير(‪ ،)2‬وفي حالة‬
‫عدم الدفع الفوري وتخجيل ذلك وهو ما يعر ينظام الغرامة الجزافية المؤجلة يتم الدفع إلى الجهة المحددة‬
‫في بطاقة الدفع المرفقة باإلةااعار بالمخالفة ‪soi au service indiqué sur la carte de paiement jointe à‬‬
‫‪ l'avis de contravention‬واذا تم معاينة المخالفة عن طريق جهاز مراقبة الي‪ ،‬فإن دفع الغرامة الجزافية‬
‫فور في يد العون‪ ،‬فيمكن الدفع عن طريق طابع إلكتروني (غير ورقي) ‪ timbre dématérialisée‬أو‬ ‫ال يتم اا‬
‫عن طريق ) ‪télépaiement automatisé‬تعامل مص ا ارفي بالم ارسا اازت والمدفوعات اإللكترونية)‪ ،‬أو إرسا ااال‬
‫ةاايك إلى محاسااب المديرية العامة للمالية مرفق يبطاقة الدفع‪ ،‬أو عن طريق التحويل المص ارفي الدولي(‪،)3‬‬
‫رما ااة عن طريق ‪ Télépaiement automatisé‬الا اادفع اإللكتروني أو ‪Timbre‬‬
‫وفي حا ااالا ااة تسا ا ا ا ا ا ااويا ااة الغ ا‬
‫يوما بخجل إضا ااافي مدتو خمسا ااة‬
‫‪ dématérialisé‬طابع غير مادي (غير ورقي) يمدد أجل الخمسا ااة عةا اار ا‬
‫يوما أيضا(‪.)4‬‬
‫عةر (‪ )15‬ا‬
‫وعناادمااا ياادفع المخااالف ميلغ الغ ارمااة الجزافيااة في جرائم المرور خزل ارجااال المحااددة ينص المااادة‬
‫يوما من تاريخ معاينة المخالفة) فإن المة ا ا اارع الفرنس ا ا ااي نص‬
‫فور أو خزل ‪ 15‬ا‬
‫‪ 8-529‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪ ( .‬اا‬
‫رمااة الجزافيااة‪minorée L'amende forfaitaire‬‬ ‫في المااادة ‪ R 49-9‬من ق إ ج ‪ ،‬على تخفيض ميلغ الغ ا‬
‫المنصاا ا ا ا ا ااوص عليها في المادة ‪ 7-527‬المتعلقة بالمخلفات المرورية وتحدد كما يلي‪ 22 :‬أورو بالنس ا ا ا ا ا اابة‬
‫للمخالفات من الدرجة الثانية‪ ،‬و‪ 45‬أورو بالنسا ا ا ا ا ا اابة للمخالفات من الدرجة الثالثة‪ ،‬و‪ 90‬أورو بالنسا ا ا ا ا ا اابة‬
‫للمخالفات من الدرجة الرابعة(‪ ،)5‬يدال من ‪ 35‬و‪ 68‬و‪ 135‬أورو على التوالي ميلغ الغرامة الجزافية‪ ،‬وبذلك‬
‫تبقى ‪ 4‬يورو بالنس ا ا اابة لمخالفات أحكام قانون المرور التي يرتكيها المة ا ا اااة‪ ،‬و‪ 11‬أورو بالنس ا ا اابة لمخالفات‬

‫(‪)1‬‬
‫‪- L'article 529-8, CPPF, Modifié par loi n° 2015-177, du 16 février 2015-art.14, relative à la modernisation et à‬‬
‫‪la simplification du droit et des procédures dans les domaines de la justice et des affaires intérieurs (1), JORF n°‬‬
‫‪40, du 17 février 2015.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪- L'article R 49-2, CPPF, Modifié par Décret n° 2018-795 du 17 septembre 2018-art.20, relatif à la sécurité‬‬
‫‪routière, JORF n° 215 du 18 septembre 2018.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪- L'article R 49-3, CPPF, Modifié par Décret n° 2020-357, du 28 mars 2020-art.1, relatif à la forfaitisation de la‬‬
‫‪contravention de la 5e classe réprimant la violation des mesures édictées en cas de menace sanitaire grave et de‬‬
‫‪déclaration de l'état d'urgence sanitaire, op-cit.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- L'article R 49-3-1, CPPF, Création Décret n° 2008-764, du 30 juillet 2008-art.3, relatif au recouvrement des‬‬
‫‪amendes forfaitaires et certains fais de justice criminelle ou assimilés, JORF n° 0179 du 2 août 2008.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪- L'article R 49-9, CPPF, Modifié par Décret n° 2001-373, du 27 avril 2001-art.1, portant adaptation de valeur‬‬
‫‪en euros de certains montants exprimés en France (dispositions réglementaire issues de décrets en conseil d'Etat:‬‬
‫‪justice), JORF n° 101 du 29 avril 2001.‬‬

‫‪386‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫أخرع من الدرجة األولى(‪.)1‬‬


‫وقد اسااتثنى المةاارع الفرنسااي من إجراء الغرامة الجزافية المخفضااة المخالفات المعاقب عليها بالمواد‬
‫بةا ا ا ا ا ا ااكل خطير‪ ،‬معرقل أو غير‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪ R 417-1‬و‪ R 421-7‬من قانون المرور والمتعلقة بالتوقف(‪ ،)2‬والوقو‬
‫مسوغ(‪.)4‬‬
‫وفي نظام الغرامة الجزافية المخفض ا ااة يس ا اادد المخالف ميلغ الغرامة الجزافية في حده األدنى‪ ،‬والغاية‬
‫من وراء ذلك تةجيع المخالفين على تسديدها ورفع نسبة تحصيل الغرامات(‪ ،)5‬وفي حالة عدم دفع الغرامة‬
‫الجزافية المخفضا ا ا ااة وفق الةا ا ا ااروط المذكورة أعزه‪ ،‬يكون المخالف مسا ا ا ااؤوالا عن الغرامة الجزافية‪ ،‬المحددة‬
‫(‪.)6‬‬ ‫ينص المادة ‪ R 49‬من ق إ ج‬
‫ويطيق القانون المصااري كما في القانون الفرنسااي في نظام التصااالح الجزافي في جرائم المرور نظام‬
‫الدفع الفوري لميلغ الغرامة‪ ،‬يسا ا اادد لمخمور الضا ا اابا القضا ا ااائي محرر المخالفة وقت معاينة واثبات الجريمة‬
‫قانونا‪ ،‬على أن يتم تس ا ا ا ااجيل ذلك على الجهاز‬
‫المرورية‪ ،‬وذلك مقايل نص ا ا ا ااف الحد األدنى للغرامة المقررة ا‬
‫المحمول الةااخصااي المساالم لمخمور الضاابا القضااائي مقايل تسااليمو للمخالف اإليصااال الدال على السااداد‪،‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪- L'article R 49, CPPF, Modifié par Décret n° 2020-357, du 28 mars 2020-art. 1, relatif à la forfaitisation de la‬‬
‫‪contravention de la 5e classe réprimant la violation des mesures édictées en cas de menace sanitaire grave et de‬‬
‫‪déclaration de l'état d'urgence sanitaire ,Op-Cit.‬‬
‫(‪ -)2‬يعر المةرع الفرنسي التوقف ‪ arrêt‬ي ا ا ا ا ا ا ا ا " مكوث مركبة مؤقتاا على الطريق‪ ،‬طوال المدة الززمة لركوب األةخاص أو‬
‫نزولهم‪ ،‬وةااحن البضااائع أو تفريغها مع بقاء السااائق في مكان قيادة الساايارة أو على مقربة منها‪ ،‬ليتمكن عند االقتضاااء من‬
‫تغيير مكانها "‪ ،‬المادة ‪ R 110-2‬من قانون المرور الفرنسا ا ا ا ا ااي‪ ،‬معدلة بالمرسا ا ا ا ا ااوم رقم ‪ 1028-2019‬المؤرخ في ‪ 23‬أكتوبر‬
‫‪ .‬عدد ‪ 249‬صاادرة في ‪ 25‬أكتوبر ‪ ،2019‬وهذا التعريف‬ ‫‪ 2019‬في المادة ‪ 2‬منو‪ ،‬بةاخن مركبات نقل األةاخاص‪ ،‬ج ر‬
‫يتطايق مع تعريف التوقف الذي أورده المة اارع الجزائري ينص المادة الثانية من قانون رقم ‪ ،14-01‬ويض اايف عليو " ويكون‬
‫المركبة لفترة زمنية محددة تستلزمها ضرورة السير أو ركوب‬ ‫المحرك مةتغزا دائما "‪ ،‬فيما يعرفو المةرع المصري ي ا " وقو‬
‫األةخاص أو نزولهم‪ ،‬أو تحميل البضائع أو تفريغها "‪ ،‬المادة ‪ 12-1‬من الزئحة التنفيذية لقانون المرور المصري‪ ،‬الصادرة‬
‫بقرار رقم ‪ 1613‬لسنة ‪ ،2008‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪ Stationnement‬في نص المادة ‪ R 110-2‬المذكورة أعزه ي ا ا ا ا ا ا ا" مكوث مركبة في طريق‬ ‫(‪ -)3‬ويعر المةرع الفرنسي الوقو‬
‫المميزة للتوقف"‪ ،‬ويضيف عليو المةرع الجزائري ينص المادة الثانية من قانون رقم ‪ " 14-01‬ويكون المحرك‬ ‫خارج الظرو‬
‫صااامتاا "‪ ،‬فيما يعرفو المةاارع المصااري ينص المادة األولى في فقرتها ‪ 13‬من الزئحة التنفيذية لقانون المرور المذكور أعزه‬
‫يا ا اا" االنتظار‪ :‬تواجد المركبة لفترة زمنية محددة أو غير محددة في مكان ما بغير األسباب المذكورة في اليند (‪ )12‬وفي غير‬
‫لتجنب التعارض مع مستعمل اخر للطريق أو تجنب عائق أو تطييقا ألنظمة المرور"‪.‬‬ ‫حاالت الوقو‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- L'article R 49-8-5, CPPF, Création Décret n° 2002-801, Op-Cit.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪- Alexis MIHMAN, Contribution à l'étude de temps dans la procédure pénale: pour une approche unitaire du‬‬
‫‪temps de la réponse pénale, thèse de doctorat, Université paris sud 11, France, 2007, p 154.‬‬
‫مةار إليو لدع‪ :‬مراد يلولهي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪- L'article 529-8, CPPF, Op-Cit.‬‬

‫‪387‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫كما يجوز للمخالف سااداد قيمة الغرامة المذكورة أعزه‪ ،‬خزل ثزثة أيام عمل من تاريخ الضاابا‪ ،‬فللمخالف‬
‫فور أو أن يرج ال اادفع ليومين عزوة على اليوم ال ااذي ارتكي اات في ااو‬ ‫الخي ااار يين دفع الغ ارم ااة الجزافي ااة اا‬
‫المخالفة(‪ ،)1‬في أحد مكاتب الهيئة القومية لليريد أو أحد إدارات أو أقسا ا ا ا ا ا ااام المرور‪ ،‬على أن يقدم لمخمور‬
‫الض اابا القض ااائي اإليص ااال الدال على الس ااداد خزل تلك المدة‪ ،‬وفي جميع األحوال تثيت طريقة الدفع في‬
‫تقرير المخالفة‪ ،‬وترساال المحاضاار أو المبالغ المحصاالة إلى النيابة العامة المختصااة خزل ثزثة أيام على‬
‫األكثر من تاريخ تحصاايل قيمة التصااالح‪ ،‬واذا لم يقم المخالف بالتصااالح خزل الثزثة أيام عمل من تاريخ‬
‫الضا ا ا اابا المةا ا ا ااار إليها‪ ،‬يجوز لو التصا ا ا ااالح أمام النيابة العامة مقايل دفع ميلغ يعادل الحد األدنى للغرامة‬
‫قانونا(‪ ،)2‬وهو ما ال يجوز في التة ا ا ا اريعين الجزائري والفرنسا ا ا ااي‪ ،‬ذلك أن المةا ا ا اارع المصا ا ا ااري أجاز‬
‫المقررة ا‬
‫التص ااالح أمام النيابة العامة‪-‬طالما لم يص اادر أمر جزائي بة ااخن المخالفة‪ ،-‬فإذا ص اادر هذا األمر ال يكون‬
‫للمخالف سوع االعتراض عليو طباقا لما هو وارد ينص المادة ‪ 327‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م(‪.)3‬‬
‫الفرض الثان ‪ :‬رفض مرتكب الجريمة المرورية للتصالح‬
‫بما أن نظام التصا ا ا ااالح نظام اختياري للمخالف في جرائم المرور‪ ،‬باتفاق التة ا ا ا اريعات المقارنة محل‬
‫متجنبا اتخاذ اإلجراءات الجزائية ضا ا ااده‪ ،‬أو الحكم عليو بعقوبة أةا ا ااد من‬
‫ا‬ ‫الد ارسا ا ااة‪ ،‬فلو أن يقيل هذا النظام‬
‫قيمة التص ا ا ا ا ااالح في حالة ترجيح اإلدانة‪ ،‬ولو أن يرفض هذا التص ا ا ا ا ااالح في حالة ترجيح اليراءة‪ ،‬وان كانت‬
‫الغاليية العظمى من المخالفين ساواء كانوا سااائقين أو مةاااة يقيلون هذا النظام من خزل دفع الميلغ المحدد‬
‫للتصااالح خةااية المساااس يوض اعهم األديي(‪ ،)4‬فإن هناك من يرفض هذا اإلجراء ويتمسااك بميدأ اللجوء إلى‬
‫القاضاي ‪ principe du recours au juge‬ألن هذا اإلجراء يخل بميدأ تفريد العقوبة ‪l'individualisation de‬‬
‫ارتكاب الجريمة وةخصية‬ ‫‪ la peine‬ذلك أن الغرامة ال تحدد على أساس كل حالة على حدة وفاقا لظرو‬
‫(‪)5‬‬
‫أي وفقا لمعيار جامد‪.‬‬ ‫الجرائم‬ ‫مرتكيها‪ ،‬ولكن حسب أصنا‬
‫والتةاريعات المقارنة محل الد ارسااة تتفق على أنو بانقضاااء ارجال القانونية المحددة ينص المواد ‪93‬‬
‫من قااانون رقم ‪ 14-01‬المعاادلااة ينص المااادة ‪ 13‬من قااانون رقم ‪ 05 –17‬المتعلق يتنظيم حركااة المرور‬
‫والمادة ‪ 80‬من قانون رقم ‪ 121‬لسنة ‪2008‬‬ ‫عير الطرق وسزمتها وأمنها‪ ،‬والمادة ‪ 5-530‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬

‫(‪ -)1‬عيد أ عادل خزنة كاتيي‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.75‬‬


‫(‪ -)2‬المادة ‪ 80‬من قانون رقم ‪ 121‬لسنة ‪ ،2008‬المرجع السايق‪.‬‬
‫‪-‬المادة ‪ 379‬من الزئحة التنفيذية لقانون المرور المص ا ا ا ااري‪ ،‬الص ا ا ا ااادرة بقرار رقم ‪ 1613‬لس ا ا ا اانة ‪ ،2008‬المرجع الس ا ا ا ااايق‪،‬‬
‫ص‪.144‬‬
‫(‪ -)3‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬الموسوعة الةاملة في‪ ...‬الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو وأحكام القضاء‪ ،...‬المرجع السايق‪،‬‬
‫ص‪.624‬‬
‫(‪ -)4‬سعيد أحمد علي قاسم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.224‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p 866.‬‬

‫‪388‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المعدل لقانون المرور المص ا ا ا ا ااري‪ ،‬الممنوحة للمخالف كحد أقص ا ا ا ا ااى لدفع الغرامة الجزافية دون قيامو يدفع‬
‫يوما فيما يتعلق بالقانون الفرنس ا ا ا ا ا ا اي‬
‫ميلغ الغرامة الجزافية‪ -‬أو تقديم طلب إعفاء خزل خمسا ا ا ا ا ا ااة وأربعين ا‬
‫حصر‪ -‬يعتير ذلك بمثابة رفض من المخالف لعرض التصالح المقدم لو من قيل ممثل السلطة العامة عن‬ ‫اا‬
‫طريق إجراء الغرامة الجزافية‪ ،‬وهنا نميز يين التةريعات المقارنة محل الدراسة‪:‬‬
‫فبالنساابة للتةاريع الجزائري‪ ،‬فإن رفض المخالف لدفع الغرامة الجزافية في جرائم المرور‪ ،‬يرتب إحالة‬
‫افوعا بطلباتو(‪،)1‬‬
‫محليا الذي يرفعو يدوره إلى القاضااي مةا ا‬
‫محضاار المخالفة على وكيل الجمهورية المختص ا‬
‫وفي هذه الحالة يرفع ميلغ الغرامة بحدها األقصى كما يختي(‪:)2‬‬
‫‪ 3000 -‬دج بالنسبة للمخالفات من الدرجة األولى (يدالا من ‪ 2000‬دج)‪.‬‬
‫‪ 4000 -‬دج بالنسبة للمخالفات من الدرجة الثانية (يدالا من ‪ 2500‬دج)‪.‬‬
‫‪ 6000 -‬دج بالنسبة للمخالفات من الدرجة الثالثة (يدالا من ‪ 3000‬دج)‪.‬‬
‫‪ 7000 -‬دج بالنسبة للمخالفات من الدرجة الرابعة (يدالا من ‪ 5000‬دج)‪.‬‬
‫ايتداءا من تاريخ رفع الدعوع دون مرافعة مسبقة يإصدار‬
‫ا‬ ‫ييت القاضي الجزائي في ظر عةرة أيام‬
‫أمر جزائي يتض ا ا ا اامن الحكم بغرامة ال يمكن أن تكون بخي حال من األحوال أقل من ض ا ا ا ااعف الحد األدنى‬
‫المقرر للمخالفة‪ ،‬وال يكون األمر الجزائي قابزا للطعن(‪.)3‬‬
‫فإذا لم يقم المخالف يدفع الغرامة الجزافية يفص ا ا ا ا ا ا اال في المخالفة بموجب أمر جزائي‪ ،‬ويزحظ أن‬
‫الم ااادت ااان ‪ 392‬و‪ 392‬مكرر ق ااد ربط اات يين الغ ارم ااة الجزافي ااة وبين األمر الجزائي وجعل اات ه ااذا األخير‬
‫يقتص ا اار على الغرامات الجزافية غير المدفوعة‪ ،‬يينما المفروض أن الطريقتين منفص ا االتان واألوامر الجزائية‬
‫ال تقتص ا ا ا ا اار على الغرامات الجزافية غير المدفوعة‪ ،‬واذا كان األمر الجزائي غير قايل للطعن فيمكن تنفيذه‬
‫عن طريق حجز األموال واإلكراه اليدني(‪ ،)4‬غير أنو يمكن للمخالف أن يرفع ةا ا ا ا ا ا ااكوع لدع اإلدارة المالية‬
‫مفادها أن الدفع قد تم في األجل القانوني وأنو اساتوفى كامل الةاروط التي يتطليها القانون‪ ،‬يواساطة رساالة‬
‫موصى عليها مع طلب العلم بالوصول خزل عةرة أيام من تاريخ تيليغو بالسند التنفيذي الصادر من قيل‬
‫تنفيذ سااند األداء‪ ،‬ثم تحال في ظر عة ارة أيام على القاضااي‬ ‫اإلدارة المذكورة‪ ،‬وتؤدي الةااكوع إلى إيقا‬
‫الذي يمكنو أن يرفض الةكوع أو يلغي أمره األول في ظر عةرة أيام من رفعها إليو(‪.)5‬‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ 392‬من ق إ ج ج‪ ،‬المعدلة بالمادة ‪ 3‬من قانون رقم ‪ ، 01-78‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.140‬‬
‫(‪ -)2‬المادة ‪ 93‬من قانون رقم ‪ ،14-01‬معدلة ومتممة للمادة ‪ 13‬من قانون رقم ‪ ،05-17‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫(‪ -)3‬المادة ‪ 392‬مكرر من ق إ ج ج‪ ،‬مضافة بموجب قانون رقم ‪ ،01-78‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.140‬‬
‫(‪ -)4‬نجيمي جمال‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري على ضوء االجتهاد القضائي‪ ،‬ج ‪ ، 2‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.224‬‬
‫(‪ -)5‬المادة ‪ 392‬مكرر من ق إ ج ج‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.140‬‬

‫‪389‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫أما بالنساابة للتة اريع الفرنسااي‪ ،‬ففي حالة عدم الدفع أو عدم تقديم طلب إعفاء(‪ ،)1‬خزل أجل خمسااة‬
‫يوما الممنوحة للمخالف كحد أقصا ا ا ا ا ا ااى لدفع الغرامة الجزافية‪ ،‬يتم زيادة الغرامة الجزافية بقوة‬
‫وأربعين (‪ )45‬ا‬
‫القانون‪ ،‬ويتم تحص اايلها لص ااالح الخزينة العمومية بموجب س ااند تنفيذي ص ااادر عن النيابة العامة(‪ ،)2‬ويمثل‬
‫إص اادار هذا الس ااند نهاية المرحلة اإلدارية التص ااالحية‪ ،‬ييد أن الس ااند الص ااادر عن عض ااو النيابة العامة ال‬
‫ائيا(‪.)3‬‬
‫أمر جز ا‬
‫حكما وال حتى اا‬
‫يةكل ا‬
‫ميلغ الغرامة الجزافية المتزايدة على النحو التالي(‪:)4‬‬ ‫وتحدد المادة ‪ R 49-7‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ 7 -‬أورو لمخااالفااات أحكااام قااانون المرور التي يرتكيهااا المة ا ا ا ا ا ا اااة (ياادالا من ‪ 4‬أورو قيمااة الغ ارمااة‬
‫الجزافية)‪.‬‬
‫‪ 33 -‬أورو بالنسبة للمخالفات من الدرجة األولى (يدالا من ‪ 11‬أورو)‪.‬‬
‫‪ 75 -‬أورو بالنسبة للمخالفات من الدرجة الثانية (يدالا من ‪ 35‬أورو)‪.‬‬
‫‪ 180 -‬أورو بالنسبة للمخالفات من الدرجة الثالثة (يدالا من ‪ 68‬أورو)‪.‬‬
‫‪ 375 -‬أورو بالنسبة للمخالفات من الدرجة الرابعة (يدالا من ‪ 135‬أورو)‪.‬‬
‫‪ 450 -‬أورو بالنسبة للمخالفات من الدرجة الخامسة (يدالا من ‪ 200‬أورو)‪.‬‬
‫جدير بالذكر أن المةرع الفرنسي نص على قيمة الغرامة الجزافية المتزايدة بالنسبة لمخالفات المرور‬
‫من الدرجة الخامسة في حين أنو لم ينص على الغرامة الجزافية المخفضة لهذا الصنف من الجرائم‪.‬‬
‫يوما من تاريخ إعزنو باإلةا ا ا ا ا ا ااعار الذي يدعوه لدفع الغرامة الجزافية‬
‫ويجوز للمخالف خزل ثزثين ا‬

‫‪ -‬يجوز للمخالف في التةريع الفرنسي دون الجزائري والمصري خزل أجل خمسة وأربعين ا‬
‫يوما الممنوحة كحد أقصى لدفع‬ ‫(‪)1‬‬

‫الغ ارم ا ااة الجزافي ا ااة تق ا ااديم طل ا ااب إلعف ا ااائ ا ااو من أداء الغ ارم ا ااة الجزافي ا ااة‪ ،‬في الح ا اااالت المح ا ااددة ينص الم ا ااادة ‪10-529‬‬
‫‪.‬‬ ‫من ق إ ج‬

‫يقدم هذا الطلب إلى المص ا ا االحة المحددة في اإلة ا ا ااعار بالمخالفة‪ ،‬ويجب أن يكون مة ا ا ا ا‬
‫افوعا أو مرفاقا بخحد المس ا ا ااتندات التي‬
‫تتطليها المادة ‪ 10-529‬من ق إ ج ‪ ،‬ويحال هذا الطلب إلى النيابة العامة‪ ،‬طبقا ألحكام الفقرة األولى من المادة ‪2-529‬‬
‫‪،‬‬ ‫من ق إ ج‬
‫(‪)2‬‬
‫‪- L'article 529-2, CPPF, Modifié par loi n° 2004-204, du 9 mars 2004-art 56, portant adaptation de la justice aux‬‬

‫‪évolutions de la criminalité (1), Op-Cit‬‬ ‫‪.‬‬


‫(‪ -)3‬يرسل المحاسب المباةر للخزينة العمومية إلى المخالف إةعار بالمخالفة يدعوه إلى دفع ميلغ الغرامة الجزافية المتزايدة‪،‬‬
‫يتضمن هذا اإلةعار على وجو الخصوص‪ ،‬اجال واجراءات الةكوع التي قد يتم تقديمها طبقا لنص المادة ‪ 530‬من ق إ ج‬
‫‪ ،‬كما يةااير أيضااا إلى أنو في حالة الدفع الطوعي للغرامة الجزافية المتزايدة في أجل ةااهر من تاريخ التيليغ‪ ،‬يتم تخفيض‬
‫مقدار المبالغ المستحقة ينسبة ‪ ، % 20‬فبالرغم من الزيادة تظل الغرامة الواجبة الدفع أقل بكثير من الحد األقصى المقرر لها‬
‫بموجب المادة ‪ 13-131‬من قانون العقوبات الفرنسي‪،‬‬
‫‪-Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p 868.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- L'article R 49-7, CPPF, Modifié par Décret n° 2020-357, Op-Cit.‬‬

‫‪390‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫المتزايدة‪ ،‬تقديم ةااكوع مساايبة إلى النيابة العامة إللغاء السااند التنفيذي الذي يتضاامن مخالفة قانون المرور‬
‫والمترتااب عنهااا غ ارمااة جزافيااة أدع عاادم دفعااو لهااا خزل ارجااال القااانونيااة وعاادم تقااديم طلااب إعفاااء إلى‬
‫زيادتها‪ ،‬وال تقيل الةكوع بعد ثزثة أةهر عندما يتم إرسال اإلةعار بالغرامة المتزايدة يرسالة موصى عليها‬
‫مع طلب العلم بالوص ااول إلى العنوان المة ااار إليو في ة ااهادة تس ااجيل المركبات‪ ،‬مالم يتمكن المخالف من‬
‫يوما قد أيلغ مصاالحة تسااجيل المركبات عن تغيير عنوانو‪ ،‬وفي‬ ‫إثبات أنو قيل انتهاء أجل الخمسااة وأربعين ا‬
‫مطالبا إال بميلغ يس ا ا ا ا ا ا اااوي الغرامة الجزافية الواجب دفعها في أجل‬
‫ا‬ ‫هذه الحالة األخيرة ال يكون المخالف‬
‫يوما‪ ،‬مما يؤدي إلى إلغاء الس ا ااند التنفيذي بمقدار الزيادة‪ ،‬ويجب أن تكون الة ا ااكوع مرفقة‬
‫خمس ا ااة وأربعين ا‬
‫يإةااعار الغرامة الجزافية المتزايدة وكذلك عند االقتضاااء ترفق بخحد المسااتندات المنصااوص عليها في المادة‬
‫تحت طائلة عدم القيول(‪.)1‬‬ ‫‪ 10-529‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫وعلى ضا ا ا ا ا ا ااوء طلب اإلعفاء الذي يتعلق بالغرامة الجزافية‪ ،‬أو الةا ا ا ا ا ا ااكوع المتعلقة بالغرامة الجزافية‬
‫المتزايدة يجوز للنيابة العامة الكف عن المتابعة واصا ا ا ا اادار أمر بالحفظ أو اللجوء إلى إجراء األمر الجزائي‬
‫وفقا للمواد ‪ 524‬إلى ‪ 5-528‬أو المواد ‪ 531‬وما بعدها‪ ،‬ويتم إخطار المخالف بعدم قيول الةا ا ا ا ا ااكوع لعدم‬
‫جدية األس ا ا ا ا ا ااباب المرفقة باإلة ا ا ا ا ا ااعار‪ ،‬وفي حالة اإلدانة‪ ،‬ال يجوز أن يقل ميلغ الغرامة التي تقض ا ا ا ا ا ااي يها‬
‫المحكمة المختصة عن ميلغ الغرامة الجزافية(‪.)2‬‬
‫واذا كان للنيابة العامة اليت في الةكوع المعروضة عليها والخاصة بالغرامة الجزافية المتزايدة‪ ،‬وكذا‬
‫طلب اإلعفاء بقيولها أو عدم قيولها وابزغ المعني يذلك‪ ،‬فهل يمكن الطعن في القرار الصادر عنها أم ال‬
‫‪ ،‬على أن ييين أسااباب عدم‬ ‫إج‬ ‫النيابة العامة ملزمة ينص المادة ‪– R 49-18‬الفقرة ‪ 5-4‬من‬
‫الموافقة على طلب اإلعفاء أو الةا ا ا ا ااكوع‪ ،‬في التيليغ الموجو إلى المخالف‪ ،‬وتنييهو إلى إمكانية الطعن في‬
‫هذا القرار بموجب رسالة موصى عليها مع طلب العلم بالوصول‪ ،‬وفي حالة إذا لم يترتب على الطعن أمر‬
‫بالحفظ‪ ،‬فإن النيابة العامة تحيل القضية إلى القاضي المختص(‪.)3‬‬
‫وعندما ال يعترض الةا ا ا ا ا ا ااخص الذي يكون محزا إلجراء غرامة جزافية متزايدة‪ ،‬يجوز لو أن يلتمس‬
‫بسيب صعوبات مالية من المحاسب العام المختص وليس النيابة العامة‪ ،‬بموجب طلب يتعلق بآجال الدفع‬
‫ميرر‪ ،‬فيمكن لهذا األخير أن يمنح المخالف أجل أو يصاادر قرار‬
‫أو التخفيض‪ ،‬فإذا اعتير المحاسااب طلبو اا‬
‫خفض كلي أو جزئي‪ ،‬وعند االقتضاء تخفيض ينسبة ‪ % 20‬من الميلغ المستحق وفقا لنص المادة ‪-707‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪- l’article 530, CPPF, Modifié par loi n° 2010-788, du 12 juillet 2010-art. 58, portant engagement national pour‬‬

‫‪l'environnement (1), JORF n° 160 du 13 juillet 2010.‬‬


‫(‪)2‬‬
‫‪- l’article 530-1, CPPF, Op-Cit.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪- Jean-Baptiste Perrier, La transaction en matière pénale, Op-Cit, p 125.‬‬

‫‪391‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫(‪.)1‬‬ ‫‪ 4‬من ق إ ج‬
‫وبالتالي فالنيابة العامة في حالة رفض المخالف إلجراء التصا ا ا ا ا ااالح في الجريمة المرورية عن طريق‬
‫الغرامة الجزافية تس ا ا ااترد س ا ا االطتها في مزئمة المتابعة أو إص ا ا اادار أمر بالحفظ‪ ،‬أو اللجوء إلى إجراء األمر‬
‫الجزائي‪ ،‬أو تحيل الملف إلى محكمة اليوليس أو قاضا ا ا ا ا ااي الجوار‪ ،‬فالمخالف مخير يين الموافقة على دفع‬
‫وعندئذ يمكن نظر قضاايتو من قيل قاض(‪ ،)2‬في حين أنو في التة اريع الجزائري‬ ‫ٍ‬ ‫الغرامة الجزافية أو الرفض‬
‫مةفوعا بطلباتها إلى القاضي الجزائي إلصدار هذا‬
‫ا‬ ‫ال يكون أمام النيابة العامة سوع رفع محضر المخالفة‬
‫األخير أمر جزائي بةااخنو‪ ،‬كما أن قرار النيابة العامة في القانون الفرنسااي في حالة رفض طلب اإلعفاء أو‬
‫ٍ‬
‫فعندئذ تحيل النيابة العامة‬ ‫ةا ا ا ا ا ا ااكوع المخالف يكون قايل للطعن‪ ،‬فإذا لم يترتب على الطعن أمر بالحفظ‬
‫القض ااية إلى المحكمة المختص ااة‪ ،‬كما أنو في حالة إص اادار أمر جزائي بة ااخن المخالفة المرورية يكون هذا‬
‫‪ ،‬على‬ ‫األمر قايل للمعارض ا ا ا ا ااة سا ا ا ا ا اواء من طر النيابة أو المتهم‪ ،‬طبقا لنص المادة ‪ 527‬من ق إ ج‬
‫األمر الجزائي في التةا اريع الجزائري الص ااادر بة ااخن المخالفة المرورية يكون غير قايل للطعن‪ ،‬كما‬ ‫خز‬
‫أنو إذا كان التةاريع الجزائري يتفق مع نظيره الفرنسااي في مسااخلة جواز تقديم المخالف لةااكوع فإنو بالنساابة‬
‫للتة اريع الفرنسااي فالنيابة العامة هي الجهة المنوط يها اليت في هذه الةااكوع في حين أنو بالنساابة للتة اريع‬
‫الجزائري القاضااي الجزائي الذي أصاادر األمر الجزائي هو المختص ينظر تلك الةااكوع ولو أن يرفضااها أو‬
‫يلغي أمره األول‪.‬‬
‫أما بالنسا ا ا اابة للتة ا ا ا اريع المصا ا ا ااري‪ ،‬فيترتب على رفض المخالف للتصا ا ا ااالح في المخالفات المرورية‪،‬‬
‫التخةا ا ا ا ا ا ااير على تقرير المخالفة بما يفيد ذلك واحالة التقرير إلى النيابة العامة‪ ،‬ومن ثم يجوز توقيع عقوبة‬
‫الغرامة والعقوبة التكميلية في الجنح المرورية عن طريق األمر الجزائي‪ ،‬وذلك في إطار الس ا ا ا االطة التقديرية‬
‫وجوبا‬
‫ا‬ ‫للنيابة العامة والقاضا ا ا ا ا ا ااي الجزائي المختص‪ ،‬وغني عن الييان أن توقيع العقوبة في المخالفات يتم‬
‫باألمر الجزائي الصادر عن النيابة العامة إذا لم تر النيابة العامة حفظ المخالفة(‪ ،)3‬وأجازت المادة ‪ 80‬من‬
‫قانون رقم ‪ 121‬لس اانة ‪ 2008‬المعدل لقانون المرور المص ااري للمخالف االعتراض على األمر الجزائي في‬
‫المواعي ااد واإلجراءات المقررة ق ااانوانا اا‪ ،‬واذا اعترض المخ ااالف على األمر الجزائي اتخ ااذت الني اااب ااة الع ااام ااة‬
‫إجراءات إحالتو إلى المحاكمة خزل أساايوع من تاريخ االعتراض وعند صاادور الحكم النهائي بالغرامة يلتزم‬
‫المحكوم عليو بسدادها لخزينة المحكمة خزل ثزثة أيام عمل على األكثر(‪.)4‬‬

‫‪- l’article 530-4, CPPF, Modifié par Ordonnance 2010-420, du 27 avril 2010-art. 115.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫‪- Jean-Baptiste Perrier, La transaction en matière pénale, Op-Cit, p 125.‬‬


‫(‪)2‬‬

‫(‪ -)3‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.387‬‬


‫(‪ -)4‬المادة ‪ 379‬من الزئحة التنفيذية لقانون المرور المصا ا ااري‪ ،‬الصا ا ااادرة بقرار رقم ‪ 1613‬لسا ا اانة ‪ ،2008‬المرجع السا ا ااايق‪،‬‬
‫ص‪.144‬‬

‫‪392‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫واذا كانت التةاريعات المقارنة محل الد ارسااة تةااترك فيما يتعلق يإجراءات التصااالح في جرائم المرور‬
‫عن طريق إجراء الغرامة الجزافية في تنويع طرق دفع الغرامة الجزافية‪ ،‬وذلك لتس ااهيل وتبس اايا هذا اإلجراء‬
‫اليديل وتذليل الص ا ا ا ا ا ااعوبات التي قد تعترض المخالف في س ا ا ا ا ا ااييل ذلك عمليا‪ ،‬كما أنها تتفق على أن هذا‬
‫النظام هو نظام اختياري يرجع بالدرجة األولى إلرادة المخالف الحرة في قيولو أو رفضا ااو‪ ،‬فإنها تختلف في‬
‫عدة نقاط‪:‬‬
‫نظيريو الفرنسااي والمصااري لم ينص على جواز الدفع الفوري للغرامة‬ ‫فالمةاارع الجزائري على خز‬
‫الجزافية يين يدي محرر المحضاار‪ ،‬كما أن التة اريعات المقارنة محل الد ارسااة وان كانت تتفق على أنو في‬
‫حالة رفض المخالف للتصا ا ا ا ااالح عن طريق إجراء الغرامة الجزافية في جرائم المرور يتم تساا ا ا ااوية النزاع عن‬
‫طريق إجراء األمر الجزائي‪ ،‬يكون قايل للطعن في التة ا ا اريعين الفرنسا ا ااي والمصا ا ااري وغير قايل للطعن في‬
‫التةا اريع الجزائري‪ ،‬فإن التةا اريع الفرنس ااي ينفرد يإمكانية إص اادار النيابة العامة لقرار الحفظ بعد قيول طلب‬
‫اإلعفاء أو الةا ااكوع‪ ،‬أو إحالة القضا ااية للمحكمة المختصا ااة‪ ،‬فض ا ازا عن اللجوء إلجراء األمر الجزائي كما‬
‫ينفرد التةاريع الفرنسااي يإنةاااء نظام الغرامة الجزافية المخفضااة في جرائم المرور من أجل تةااجيع المخالف‬
‫وتعزيز الدفع ورفع نس اابة تحص اايل الغرامات وتسا اريع هذا اإلجراء‪ ،‬وهنا ندعوا المة اارع الجزائري إلقرار مثل‬
‫هذا اإلجراء في منظومتو التةا ا اريعية‪ ،‬كما أن المة ا اارع الفرنس ا ااي ينفرد يإجراء اإلعفاء الذي يمكن للمخالف‬
‫من خزلو تقديم طلب للنيابة العامة إلعفائو من الغرامة الجزافية في حاالت معينة‪ ،‬أو تقديم ةا ااكوع بةا ااخن‬
‫الغرامة الجزافية المتزايدة‪ ،‬وان كان المةا ا ا ا ا اارع الجزائري أقر إمكانية تقديم المخالف لةا ا ا ا ا ااكوع لإلدارة المالية‬
‫تتعلق بالس ا ااند التنفيذي الص ا ااادر من قيل هذه اإلدارة‪ ،‬كما ينفرد التةا ا اريع الفرنس ا ااي في حالة عدم اعتراض‬
‫المخالف على الغرامة الجزافية المتزايدة يإجازة تقديمو التماس يتعلق بارجال أو التخفيض الكلي أو الجزئي‬
‫ميرر دون إعمال للمادة‬
‫للمبالغ المسا ا ااتحقة للمحاسا ا ااب العام المختص‪ ،‬الذي يمكنو أن يجيب طلبو متى راه اا‬
‫‪ ،‬بالنظر إلى الصعوبات المالية التي تواجو المخالف‪.‬‬ ‫‪ 10-529‬من ق إ ج‬
‫إلى إجراء الغرامة الجزافية في جرائم المرور إجراء‬ ‫جدير بالذكر أن المةا ا ا ا ا اارع الفرنسا ا ا ا ا ااي أضا ا ا ا ا ااا‬
‫التعويض الجزافي ‪ L’indemnité Forfaitaire‬الذي أدرج في قانون اإلجراءات الجزائية الفرنسا ا ا ا ا ا ااي بموجب‬
‫القانون رقم ‪ 1407-85‬المؤرخ في ‪ 30‬ديساامير ‪ ،1985‬ووفقا لهذا االجراء المخصااص لبعض الجرائم في‬
‫مجال خدمات النقل اليري العام التي تنقض ا ااي فيها الدعوع العمومية بالمص ا ااالحة يين المة ا ااغل والمخالف‪،‬‬
‫الغرامة الجزافية‪،‬‬ ‫والذي أضفى عليو المةرع الفرنسي صراحة وصف المصالحة ‪ Transaction‬على خز‬
‫حيث يدفع بموجبو المخالف تعويض جزافي كما قد يدفع الميلغ المستحق عن النقل (‪.)1‬‬
‫عدة إجراءات تحول دون رفع القض ااية إلى المحكمة‪ ،‬في حين‬
‫وبذلك يكون المة اارع الفرنس ااي قد أقر د‬

‫‪-‬المادة ‪ 80‬من قانون المرور المصري‪ ،‬المعدل بالقانون رقم ‪ 121‬لسنة ‪ ،2000‬المرجع السايق‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p865.‬‬

‫‪393‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫أن التة اريعين الجزائري والمصااري وفي حالة رفض المخالف للتصااالح يتم مباة ارة التصاادي للنزاع يإصاادار‬
‫أمر جزائي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اآلثار اإلجرائية للتصالح الجزاف ف جرائم المرور‬
‫يترتب على التص ا ا ا ا ا ا ااالح الجزافي في جرائم المرور عن طريق إجراء الغرامة الجزافية‪ ،‬وعندما يدفع‬
‫المخالف ميلغ الغرامة في الميعاد القانوني‪ ،‬وفي الحاالت التي يقيل فيها هذا اإلجراء انقض ا ا ا ا ا ا اااء الدعوع‬
‫العمومية‪ ،‬ولقد نصا ا ا اات على هذا األثر جميع التة ا ا ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ا ا ااة‪ ،‬فالقانون الجزائري نص‬
‫صراحة على هذا األثر في المادة ‪ 1-392‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج " يمكن أن تنقضي الدعوع العمومية الناةئة عن‬
‫مخالفة‪ ،‬في المواد المنص ا ا ا ا ااوص عليها بص ا ا ا ا اافة خاص ا ا ا ا ااة في القانون‪ ،‬يدفع غرامة جزافية داخلة في قاعدة‬
‫العود"(‪ ،)1‬وجدير بالذكر أنو من المفروض‪ :‬خارج قواعد العود أو مسا ا ا ا ا ا ااتثناة من تطييق قواعد العود‪ ،‬وذلك‬
‫بالرجوع إلى نص نفس المادة الوارد باللغة الفرنسا ا ا ا ااية ‪،)2(qui est exclusive de la règle de la récidive‬‬
‫وييدو أن الخطخ واقع في الترجمة فقا(‪.)3‬‬
‫وهو ما يتطايق مع ما جاء في القانون الفرنس ا ا ااي‪ ،‬إذ رتب المة ا ا اارع الفرنس ا ا ااي أثر انقض ا ا اااء الدعوع‬
‫على‬ ‫العمومية في حالة التصا ا ا ا ا ا ااالح عن طريق دفع الغرامة الجزافية ينص المادة ‪ 17-495‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫ونص‬ ‫(‪)4‬‬
‫ذلك صا اراحة‪ ..." :‬تنقض ااي الدعوع العمومية يدفع غرامة جزافية عن الجنح يحددها القانون‪"... ،‬‬
‫ينصا ااها على‪ " :‬بالنسا اابة للمخالفات التي تحدد قائمتها بموجب مرسا ااوم صا ااادر‬ ‫المادة ‪ 529‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫والتي‬ ‫(‪)5‬‬
‫عن مجلس الدولة‪ ،‬تنقضا ااي الدعوع العمومية يدفع غرامة جزافية مسا ااتثناة من تطييق قواعد العود"‬
‫تتطايق مع نص المادة ‪ 1-392‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج المذكورة أعزه‪.‬‬
‫وقد ساالك المةاارع المصااري ذات المساالك‪ ،‬إذ رتب على التصااالح في ج ارئم المرور انقضاااء الدعوع‬
‫العمومية وعدم سا ااحب التراخيص والغاء الق اررات التي صا اادرت بةا ااخنها في تلك الحاالت‪ ،‬كما انفرد يترتيب‬
‫أثر انس ا ا ا ااحاب أثر التص ا ا ا ااالح في الجريمة األة ا ا ا ااد على الجريمة األخف المرتبطة يها ينص المادة ‪ 80‬من‬
‫قانون المرور المصااري‪ ،‬المعدل بالقانون رقم ‪ 121‬لساانة ‪ ،2008‬والمادة ‪ 379‬من الزئحة التنفيذية لقانون‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ 392‬من ق إ ج ج‪ ،‬معدلة بالمادة ‪ 3‬من قانون رقم ‪ ،1-78‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.140‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪- L'article 392, CPPA, Modifié par loi n° 78-1 du 28 janvier 1978, modifiant et complétant l'ordonnance n° 66-‬‬

‫‪155 du 8 juin 1966 portant code de procédure pénale, JORA n° 6-17ème année-, du 7 février 1978, p 93.‬‬
‫(‪ -)3‬نجيمي جمال‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري على ضا ااوء االجتهاد القضا ااائي( مادة بمادة )‪ ،‬ج ‪ :2‬من المادة ‪248‬‬
‫إلى نهاية القانون‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.223‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- " lorsque la loi le prévoit, l'action publique est éteinte par le paiement d'une amende forfaitaire délictuelle fixée‬‬
‫‪par la loi …" l'article 495-17, CPPF, Modifié par loi n° 2019-222 du 23 mars 2019-art.58, Op-Cit.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪- " pour les contraventions dont la liste est fixée par décret en conseil d'Etat d'action publique est éteinte par le‬‬
‫‪paiement d'une amende forfaitaire qui est exclusive de l'application des règles de la récidive ", l'article 529, CPPF,‬‬
‫‪Modifié par loi n° 2011-1862 du 13 décembre 2011-art.29, Op-Cit.‬‬

‫‪394‬‬
‫بدائل الدعوى العمومية‪:‬دراسة مقارنة‬

‫ٍ‬
‫عندئذ إص ا اادار أمر بالحفظ‬ ‫المرور الص ا ااادرة بقرار رقم ‪ 1613‬لس ا اانة ‪ ،)1(2008‬ويتعين على النيابة العامة‬
‫النقض ا ا ا ا ا اااء الدعوع العمومية بالمص ا ا ا ا ا ااالحة‪ ،‬فإذا أحيلت الدعوع إلى المحكمة رغم التص ا ا ا ا ا ااالح وجب على‬
‫المحكمة القضاء بعدم قيولها لسيق انقضاء بالمصالحة(‪.)2‬‬
‫وفي نهاية هذا الفصاال الخاص بالمصااالحة الجزائية في التةاريعات المقارنة محل الد ارسااة‪ ،‬ساواء في‬
‫الجزائر‪ ،‬فرنسااا أو مصاار‪ ،‬بحساابانها أحد يدائل الدعوع العمومية التقليدية‪ ،‬ساواء في الجرائم االقتصاادية أو‬
‫التنظيمية‪ ،‬ومن خزل التطييقات التي تعرضنا لها‪ ،‬يمكن القول أنها أحد صور العدالة الرضائية‪ ،‬وان كان‬
‫من المبالغ فيو القول بخنها عدالة تفاوضا ا ااية يين طرفين غير متعادلين الدولة والطر الخاص المتصا ا ااالح‪،‬‬
‫كما يمكن القول أن التةاريع الفرنساي توساع في هذا اإلجراء اليديل وبدرجة أقل منو التةاريع المصاري على‬
‫التةاا اريع الجزائري الذي الزال مة ا ا ا‬
‫ادودا إلى تجريم التص ا ااالح حيث ض ا اايق من نطاقو إلى درجة تكاد‬ ‫خز‬
‫تعدمو‪.‬‬

‫(‪ -)1‬الزئحة التنفيذية لقانون المرور‪ ،‬الصادرة بقرار رقم ‪ 1613‬لسنة ‪ ،2008‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫(‪ -)2‬طو أحمد محمد عيد العليم‪ ،‬الصلح الجنائي في القانون المصري طبقا رخر تعديزتو‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪.515‬‬

‫‪395‬‬
‫خامتــــــة‬
‫خامت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫مكننا البحث في موضا ا ا ا ا ااوع يدائل الدعوع العمومية في التة ا ا ا ا ا اريعات المقارنة من اإلحاطة بمختلف‬
‫جوانب أنظمة‪ :‬التنازل عن الةكوع‪ ،‬المصالحة الجزائية‪ ،‬الوساطة الجزائية‪ ،‬التسوية الجزائية‪ ،‬كما سمح لنا‬
‫على أهم مزايا هذه األنظمة على العدالة الجزائية من حيث التقليل من القض ا ااايا المعروضاا ااة على‬ ‫بالوقو‬
‫وتفاديا لتكرار ما سايق ذكره في‬
‫ا‬ ‫القضااء السايما البسايطة منها لتحقيق عدالة نوعية ‪ ،‬وفي ختام هذا البحث‬
‫دراستنا نكتفي يييان أهم النتائج المتوصل إليها واالقتراحات المقدمة يخصوصها على النحو ارتي ييانو‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬النتائج‬

‫‪ -1‬أزمة العدالة الجزائية في النظام القض ااائي الجزائري و نظيريو الفرنس ااي و المص ااري مردها عدم‬
‫ترة اايد الس ااياس ااة الجزائية في جانيها اإلجرائي والعقايي على حد السا اواء مما انجر عنو الفة اال في تحقيق‬
‫عدالة ناجزة ‪ ،‬بسيطة و نوعية‪.‬‬
‫‪ -2‬توجو التة ا ا ا ا ا ا اريعات الجزائية المقارنة نحو يدائل الدعوع العمومية ضا ا ا ا ا ا اارورة أملتها أزمة العدالة‬
‫الجزائية إذ لم تس ااتطع اإلجراءات الجزائية التقليدية مس ااايرة الزيادة المض ااطردة في عدد القض ااايا التي تمثل‬
‫انعكاس لزيادة عدد الجرائم والذي يمثل يدوره نتيجة للتض ااخم التةا اريعي ‪ ،‬فاس ااتلزم األمر البحث عن اليات‬
‫يديلة لمواجهة هذه األزمة فتم التحول في ضا ا ا ااوء هذا التوجو للسا ا ا ااياسا ا ا ااة الجزائية الحديثة من عدالة عقايية‬
‫قسرية إلى أخرع تصالحية رضائية‪.‬‬
‫‪ -3‬في ظل يدائل الدعوع العمومية تعاظم دور النيابة العامة بمنحها أدو اا‬
‫ار جديدة فيما تراجع دور‬
‫قاضا ا ا ااي الحكم في القضا ا ا ااايا البسا ا ا اايطة التي ال تعير عن خطورة اجرامية كييرة مع االبقاء على االجراءات‬
‫الجزائية التقليدية بالنسا ا ا اابة للجرائم الكييرة والخطيرة‪ ،‬ومن ثم فالعدالة التصا ا ا ااالحية ليسا ا ا اات يديزا عن العدالة‬
‫التقليدية ‪ ،‬يل هي ص ا ا ا ااورة غير نمطية للعدالة تدعم وتكمل العدالة التقليدية وتعض ا ا ا اادها في مكافحة تنامي‬
‫الظاهرة اإلجرامية‪.‬‬
‫‪ -4‬يدائل الدعوع العمومية أثيتت فعاليتها في الحد من أزمة العدالة الجزائية في التة ا ا اريع الفرنسا ا ااي‬
‫نظيريو الجزائري والمصري‪.‬‬ ‫‪ -‬إلى حد كيير‪ -‬على خز‬
‫‪ -5‬تجمع النظم القانونية محل الد ارس ا ا ا ااة على األخذ ينظام التنازل عن الة ا ا ا ااكوع‪ ،‬وهو من األنظمة‬
‫التقليدية التي تكفل تحقيق التوازن يين الحق العام (حق المجتمع كمجني عليو) والذي تمثلو النيابة العامة‪،‬‬
‫وحق الفرد (الخاص) والذي يمثلو المجني عليو‪.‬‬
‫‪ -6‬المةا ا اارع المصا ا ااري أجاد في ييان وتحديد األحكام القانونية للتنازل عن الةا ا ااكوع مقارنة ينظيريو‬
‫الجزائري والفرنس ا ا ااي‪ ،‬من حيث تحديد ص ا ا اااحب الحق في الة ا ا ااكوع والتنازل عنها‪ ،‬ميعاد التنازل وة ا ا ااكلو‪،‬‬
‫وصاوالا إلى اثاره في حالة تعدد المجني عليهم‪ ،‬وفي حالة تعدد المتهمين في ظل سااكوت التةاريع الجزائري‬

‫‪397‬‬
‫خامت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫ونظيره الفرنسي عن كل ذلك‪.‬‬


‫تخثر بالنموذج الفرنسي‬
‫‪ -7‬اتجهت العديد من الدول إلى تقنين نظام الوساطة الجزائية في تةريعاتها اا‬
‫الذي أثيت نجائ وفاعلية هذا النظام اليديل في حل أزمة العدالة الجزائية‪ ،‬منها التةريع الجزائري الذي قنن‬
‫هذا النظام سنة ‪ ،2015‬إال أن التقييم األولي لهذا النظام في الجزائر يفيد بمحدودية دوره ‪ ،‬ويرد سيب ذلك‬
‫بالدرجة األولى إلى إسااناد دور الوساايا لوكيل الجمهورية‪ ،‬ولهذا نقول أن فكرة تحقيق عدالة ناجزة و ناجعة‬
‫كمخمول من األخذ ييدائل الدعوع العمومية مكفول يتهيئة أسا ا ا ا ا ا ااباب نجاحها حتى ال يكون يين إقرار هذه‬
‫اليدائل وفكرة تطييقها فرق كيير ‪ ،‬وفي هذا الموضا ا ا ااع نسا ا ا ااتغرب تخخر المةا ا ا اارع المصا ا ا ااري في األخذ يهذا‬
‫النظام‪.‬‬
‫‪ -8‬المصااالحة الجزائية في التة اريعات المقارنة محل الد ارسااة‪ ،‬س اواء في الجزائر‪ ،‬فرنسااا أو مصاار‪،‬‬
‫بحس ا ا اابانها أحد يدائل الدعوع العمومية التقليدية‪ ،‬سا ا ا اواء في الجرائم االقتص ا ا ااادية أو التنظيمية‪ ،‬ومن خزل‬
‫التطييقات التي تعرضاانا لها‪ ،‬يمكن القول أنها أحد صااور العدالة الرضااائية‪ ،‬وان كان من المبالغ فيو القول‬
‫بخنها عدالة تفاوضية يين طرفين غير متعادلين الدولة والطر الخاص المتصالح‪.‬‬
‫‪ -9‬المصا ا ااالحة الجزائية في النظام الفرنسا ا ااي يديل تقليدي يقتدع بو من حيث اتسا ا اااعو وفعاليتو في‬
‫الحد من أزمة العدالة الجزائية‪ ،‬ويقترب منو التصالح الجزائي في التةريع المصري‪ ،‬أما بالنسبة للمصالحة‬
‫الجزائية في التةا اريع الجزائري فاألمر مختلف إذ نجد نطاقها ض اايق مثز غرامة الص االح بالرغم من اقرارها‬
‫يعيا فهي غائبة من الناحية العملية بالنظر إلى االسااتثناءات التي أوردها المةاارع الجزائري يخصااوصاها‬ ‫تةار ا‬
‫حيث غطت على الميدأ‪ ،‬أما المصا ا ا ا ا ااالحة الجزائية في الجرائم الجمركية فقد أثيتت فاعليتها حيث تسا ا ا ا ا اااهم‬
‫بةا ا ا ا ا ا ااكل كيير في حل الغاليية العظمى من النزاعات الجمركية ومن الحد من أزمة العدالة الجزائية يإجماع‬
‫التةريعات المقارنة محل الدراسة‪.‬‬
‫‪ -10‬انفرد المةا اارع الفرنسا ااي يإقرار يديل عن الدعوع العمومية يتسا اام بالحداثة ‪ ،‬يعكس توجهو نحو‬
‫النظام األنجلوسااكسااوني في التفاوض أال وهو نظام التسااوية الجزائية و الذي يعد صااورة من صااور العدالة‬
‫الرضائية ‪ ،‬التي حاول من خزلها المةرع الفرنسي كفالة حقوق مرتكب الجريمة‪ ،‬الذي تطور دوره ولم يعد‬
‫متلقي للعدالة يل أصبح عنصر فعال فيها يسعي إلى تحديد كيفية المساءلة‪.‬‬
‫‪ -11‬يترتب على إعمال األنظمة اليديلة للدعوع العمومية كخص ا ا اال عام انقض ا ا اااء الدعوع العمومية‪،‬‬
‫وان كان نظام الوساطة الجزائية يرتب حفظ الدعوع في النظام اإلجرائي الفرنسي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االقتراحات‬
‫في ضوء النتائج المتوصل اليها‪ ،‬خلص الباحث إلى بعض االقتراحات التي يخمل أن تجد لها صدع‬
‫لدع الجهات المختصااة في الجزائر بةااكل خاص وأن تسااهم في إثراء الفكر الجنائي وحقول البحث العلمي‬
‫بةكل عام‪:‬‬

‫‪398‬‬
‫خامت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫‪ -1‬نناةا ا ااد المةا ا اارع الجزائري على وجو الخصا ا ااوص يتنظيم األحكام اإلجرائية للتنازل عن الةا ا ااكوع‬
‫على غرار نظيره المصري‪ ،‬وكذا صفح المجني عليو من حيث كيفية إعمالو والجهة التي يعير فيها المجني‬
‫عليو عن تنازلو وكذا ةا ا ا ا ا ا ااكلو واثاره على المتابعة في حالة تعدد المجني عليهم وفي حالة تعدد المتهمين‪،‬‬
‫وكذا في حالة التعدد للوقائع (مادي أو ص ا ا ا ا ا ااوري)‪ ،‬وكذا إدراج الص ا ا ا ا ا اافح في نص المادة ‪ 6‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‬
‫كسيب النقضاء الدعوع العمومية‪.‬‬
‫‪ -2‬دعوة المة اارع الجزائري إلى التوس ااع في نطاق الوس اااطة الجزائية باعتماد أس االوب القاعدة العامة‬
‫على غرار نظيره الفرنس ااي يدالا من أس االوب التعداد الحص ااري‪ ،‬ألنو أس االوب مرن يمكن على أس اااس ااو تحديد‬
‫العلة من إجازة الوساطة و من ثم تحقيق أكير فائدة من هذا النظام‪.‬‬
‫‪ -3‬تدخل المةرع الجزائري يتعديل تةريعي يفصل أكثر في أحكام الوساطة الجزائية من خزل افراد‬
‫نظام قانوني خاص يها ييين فيو اجراءاتها واجالها ‪ ،‬وكذا تمديد النطاق الزمني للوس ا اااطة الجزائية بالنس ا اابة‬
‫نظر لخص ا ا ا ااوص ا ا ا ااية هذه الفئة إذ يكون الغرض من هذا اإلجراء‬
‫لألحداث إلى مرحلة ص ا ا ا اادور حكم نهائي اا‬
‫بالنساابة لهم اإلصاازئ والتهذيب ‪ ،‬وكذا إعادة ضاابا صاافة القائم يها يتيني نظام المفوضااين والوسااطاء كما‬
‫عمليا‪ ،‬بةاارط‬
‫فعل المةاارع الفرنسااي وتخليو عن اسااناد دور الوساايا لوكيل الجمهورية الذي أثيت محدوديتو ا‬
‫خضوعهم لمعايير دقيقة في االختيار والرقابة القضائية على مباةرة أعمالهم‪.‬‬
‫‪ -4‬توجيو نظر المةا ا ا ا اارع المصا ا ا ا ااري إلى إقرار نظام الوسا ا ا ا اااطة الجزائية كخحد ارليات اليديلة وغير‬
‫نظر لما تتسا ا ا اام بو من طابع نفعي‬
‫التقليدية في حل المنازعات الجزائية باعتبارها أضا ا ا ااحت ضا ا ا اارورة ملحة اا‬
‫لجميع األط ار ‪.‬‬
‫‪ -5‬دعوة المة ا اارع الجزائري إلى أهمية التوس ا ااع في األخذ باألنظمة غير التقليدية في حل المنازعات‬
‫الجزائية‪ ،‬من خزل تقنين نظام التسا ا ا ا ا ا ااوية الجزائية كخحد يدائل الدعوع العمومية الحديثة التي تعتمد على‬
‫تكييف العقوبة مع ة ا ااخص ا ااية المتهم فتض ا اامن يذلك معالجة أس ا اارع وأكثر فاعلية لص ا اانف معين من الجرائم‬
‫متوسا ا ا ااطة الخطورة تتحدد بالجنح المعاقب عليها بعقوبة الحبس التي ال تتجاوز خمس سا ا ا اانوات‪ ،‬وأن تكون‬
‫صزحية اللجوء إليها ييد النيابة العامة في إطار ميدأ المزئمة الذي تتمتع بو‪.‬‬
‫إلكترونيا‪،‬‬
‫ا‬ ‫‪ -6‬دعوة الجهات المختص ا ا ا ا ااة في الجزائر إلى توفير خدمة اإلطزع على اإلحص ا ا ا ا ااائيات‬
‫للحكم يدقة على مدع نجائ يدائل الدعوع العمومية في الحد من أزمة العدالة الجزائية من عدمو‪.‬‬
‫توعية المجتمع يدور يدائل الدعوع العمومية وأهمية ما‬ ‫‪ -7‬توفير تغطية إعزمية واسا ا ا ا ا ا ااعة يهد‬
‫تحققو من مزايا للمجتمع ككل بما فيو الجاني والمجني عليو بغرض الترغيب فيها و البال عليها‪.‬‬

‫تم بحمد هللا ‪...‬‬

‫‪399‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫قائمة المصادر‬ ‫‪.I‬‬


‫أوال – القرآن الكريم‬
‫ثانيا – السنة النبوية الشريفة‬
‫ً‬
‫ثال ًثا – النصوص القانونية‬
‫النصوص القانونية الجزائرية‬
‫الدساتير‬ ‫‪.I‬‬
‫‪ .1‬مرس ا ااوم رئاس ا ااي رقم ‪ 442-20‬مؤرخ في ‪ 30‬ديس ا اامير س ا اانة ‪ ،2020‬يتعلق يإص ا اادار التعديل الدس ا ااتوري‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪-82‬السنة ‪ ،-57‬صادرة في ‪ 30‬ديسمير ‪.2020‬‬
‫القوانين‬ ‫‪.II‬‬
‫‪ .1‬قااانون رقم ‪ ،01-78‬مؤرخ في ‪ 28‬جااانفي ‪ ،1978‬يتض ا ا ا ا ا اامن تعاادياال األمر رقم ‪ 155-66‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان‬
‫‪ 1966‬والمتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ج رج عدد ‪-6‬السنة ‪-25‬صادرة في ‪ 7‬فيفري ‪.1978‬‬
‫‪ .2‬قانون رقم ‪ ،07-79‬مؤرخ في ‪ 21‬جويلية ‪ 1979‬يتض ا ا ا ا ا اامن قانون الجمارك‪ ،‬ج ر ج العدد ‪-30‬الس ا ا ا ا ا اانة ‪،-16‬‬
‫الصادرة في ‪ 24‬جويلية ‪.1979‬‬
‫‪ .3‬القانون رقم ‪ ،03-82‬مؤرخ في ‪ 13‬فيفري ‪ ،1982‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 155-66‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪1966‬‬
‫والمتضمن قانون االجراءات الجزائية‪ ،‬ج ر ج‪ ،‬عدد ‪-7‬السنة ‪ ،-19‬صادرة في ‪ 16‬فيفري ‪.1982‬‬
‫‪ .4‬القانون رقم ‪ 04-82‬المؤرخ في ‪ 13‬فيفري ‪ ،1982‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 156-66‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪1966‬‬
‫والمتضمن قانون العقوبات‪ ،‬ج ر ج‪ .‬عدد ‪-7‬السنة ‪ ،-19‬صادرة في ‪ 16‬فيفري ‪.1982‬‬
‫‪ .5‬قانون رقم ‪ ،14-82‬مؤرخ في ‪ 30‬ديسمير سنة ‪ ،1982‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،1983‬ج ر ج العدد ‪-57‬‬
‫السنة ‪-19‬صادرة في ‪ 30‬ديسمير ‪.1982‬‬
‫‪ .6‬قانون رقم ‪ ،05-86‬مؤرخ في ‪ 4‬مارس س ا ا ا ا ا اانة ‪ 1986‬المعدل والمتمم لألمر رقم ‪ 155-66‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان‬
‫‪ 1966‬والمتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ج ر ج العدد ‪-10‬السنة ‪ ،-23‬صادرة في ‪ 5‬مارس سنة ‪.1986‬‬
‫‪ .7‬قانون رقم ‪ ،15-86‬مؤرخ في ‪ 29‬ديسمير سنة ‪ ،1986‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،1987‬ج ر ج العدد ‪-55‬‬
‫السنة ‪ ،-23‬صادرة في ‪ 30‬ديسمير ‪.1986‬‬
‫‪ .8‬قانون رقم ‪ ،12-89‬مؤرخ في ‪ 5‬جويلية س اانة ‪ ،1989‬يتعلق باألس ااعار‪ ،‬ج ر ج العدد ‪-29‬الس اانة ‪ ،-26‬ص ااادرة‬
‫في ‪ 19‬جويلية سنة ‪.1989‬‬
‫‪ .9‬قانون رقم ‪ ،25-91‬مؤرخ في ‪ 18‬ديسمير سنة ‪ ،1991‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،1992‬ج ر ج السنة ‪-28‬‬
‫العدد ‪ ،65‬صادرة في ‪ 18‬ديسمير ‪.1991‬‬
‫‪ .10‬ق ااانون رقم ‪ ،10-98‬مؤرخ في ‪ 22‬أوت ‪ ،1998‬يع اادل ويتمم الق ااانون رقم ‪ 07-79‬المؤرخ في ‪ 21‬جويلي ااة‬
‫‪ 1979‬والمتضمن قانون الجمارك الجزائري‪ ،‬ج رج‪ .‬عدد ‪ ،61‬صادرة في ‪ 23‬أوت ‪.1998‬‬
‫‪ .11‬قانون رقم ‪ 11-01‬المؤرخ في ‪ 3‬جويلية ‪ ،2001‬المتعلق بالص ا اايد البحري وتربية المائيات‪ ،‬ج ر ج‪ ،‬عدد ‪-36‬‬
‫السنة ‪-38‬صادرة في ‪ 8‬جويلية ‪.2001‬‬
‫‪ .12‬قانون رقم ‪ ،14-01‬مؤرخ في ‪ 19‬أوت ‪ ،2001‬يتعلق يتنظيم حركة المرور عير الطرق وسزمتها وأمنها‪ ،‬ج ر‬
‫ج‪ .‬عدد ‪-46‬السنة ‪ ،-38‬صادرة في ‪ 19‬أوت ‪.2001‬‬
‫‪ .13‬قانون رقم ‪ ،02-04‬مؤرخ في ‪ 23‬جوان س اانة ‪ ،2004‬يحدد القواعد المطبقة على الممارس ااات التجارية‪ ،‬ج ر ج‬
‫العدد ‪-41‬السنة‪-41‬الصادرة في ‪ 27‬جوان ‪.2004‬‬
‫‪ .14‬قانون عض ااوي رقم ‪ ،11-04‬مؤرخ في ‪ 6‬س اايتمير ‪ 2004‬يتض اامن القانون األس اااس ااي للقض اااء‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬عدد‬
‫‪ ،57‬مؤرخة في ‪ 8‬سيتمير ‪.2004‬‬
‫‪ .15‬قانون رقم ‪ 15-04‬مؤرخ في ‪ 10‬نوفمير ‪ ،2004‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 156-66‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪،1996‬‬
‫والمتضمن قانون العقوبات‪ ،‬ج ر ج‪ ،‬عدد ‪ 71‬مؤرخة في ‪ 10‬نوفمير ‪.2004‬‬
‫‪ .16‬قا ااانون رقم ‪ ،16-04‬مؤرخ في ‪ 10‬نوفمير ‪ ،2004‬يعا اادل ويتمم القا ااانون رقم ‪ 14-01‬المؤرخ في ‪ 19‬أوت‬
‫‪ 2001‬والمتعلق يتنظيم حركة المرور عير الطرق وس اازمتها وأمنها‪ ،‬ج ر ج‪ ،‬عدد ‪72‬الس اانة ‪ 45‬ص ااادرة في ‪13‬‬
‫نوفمير ‪.2004‬‬
‫‪ .17‬قااانون رقم ‪ ،23-06‬مؤرخ في ‪ 20‬ديس ا ا ا ا ا اامير ‪ ،2006‬يعاادل ويتمم األمر رقم ‪ 156-66‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان‬
‫‪ 1966‬والمتضمن قانون العقوبات‪ ،‬ج ر ج‪ :‬عدد ‪-84‬السنة ‪ ،-43‬صادرة في ‪ 24‬ديسمير ‪.2006‬‬
‫‪ .18‬قانون رقم ‪ 09-08‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ 2008‬المتض ا ا ا ا ا اامن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج عدد‬
‫‪ ،21‬الصادرة في ‪ 23‬أفريل ‪.2008‬‬
‫‪ .19‬قااانون رقم ‪ ،01-14‬مؤرخ في ‪ 4‬فيفري ‪ ،2014‬يعاادل ويتمم األمر رقم ‪ 155-66‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪1966‬‬
‫والمتضمن قانون العقوبات‪ ،‬ج ر ج‪ ،‬عدد ‪-7‬السنة ‪-51‬صادرة في ‪ 16‬فيفري ‪.2014‬‬
‫‪ .20‬قااانون رقم ‪ 08-15‬مؤرخ في ‪ 2‬أفرياال ‪ ،2015‬يعاادل ويتمم القااانون رقم ‪ 11-01‬المؤرخ في ‪ 3‬جويليااة ‪2001‬‬
‫والمتعلق بالصيد البحري وتربية المائيات‪ ،‬ج رج‪ .‬عدد ‪-18‬السنة ‪ ،-52‬صادرة في ‪ 8‬أفريل ‪.2015‬‬
‫‪ .21‬قااانون رقم ‪ ،12-15‬مؤرخ في ‪ 15‬جويليااة ‪ ،2015‬يتعلق بحمااايااة الطفاال‪ ،‬ج رج‪ ،‬عاادد ‪ ،39‬مؤرخااة في ‪19‬‬
‫جويلية ‪.2015‬‬
‫‪ .22‬قااانون رقم ‪ ،19-15‬مؤرخ في ‪ 30‬ديس ا ا ا ا ا اامير ‪ ،2015‬يعاادل ويتمم األمر رقم ‪ 156-66‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان‬
‫‪ 1966‬والمتضمن قانون العقوبات‪ ،‬ج ر ج العدد ‪-71‬السنة ‪ ،-52‬صادرة في ‪ 30‬ديسمير ‪.2015‬‬
‫‪ .23‬ق ااانون رقم ‪ ،04-17‬مؤرخ في ‪ 16‬فيفري ‪ ،2017‬يع اادل ويتمم الق ااانون رقم ‪ 07-79‬المؤرخ في ‪ 21‬جويلي ااة‬
‫‪ ،1979‬والمتضمن قانون الجمارك‪ ،‬ج ر ج عدد ‪ ،11‬الصادرة في ‪ 19‬فيفري ‪.2017‬‬
‫‪ .24‬قانون رقم ‪ ،05-17‬مؤرخ في ‪ 16‬فيفري ‪ ،2017‬يعدل ويتمم القانون رقم ‪ 14-01‬المؤرخ في ‪ 19‬أوت ‪2001‬‬
‫والمتعلق يتنظيم حركة المرور عير الطرق وسا ا ا اازمتها وأمنها‪ ،‬ج ر ج‪ .‬عدد ‪-12‬السا ا ا اانة ‪ ،-54‬صا ا ا ااادرة في ‪22‬‬
‫فيفري ‪.2017‬‬
‫‪ .25‬قانون رقم ‪ ،07-17‬مؤرخ في ‪ 27‬مارس ‪ ،2017‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 155-66‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪1966‬‬
‫والمتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ج ر ج عدد ‪ ،20‬مؤرخة في ‪ 29‬مارس ‪.2017‬‬
‫األوامر‬ ‫‪.III‬‬
‫‪ .1‬أمر رقم ‪ ،155-66‬مؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ ،1966‬يتضاامن قانون االجراءات الجزائية‪ ،‬ج ر ج‪ ،‬عدد ‪-48‬الساانة ‪،-3‬‬
‫صادرة في ‪ 10‬جوان ‪.1966‬‬
‫‪ .2‬أمر رقم ‪ ،156-66‬مؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ ،1966‬يتضا اامن قانون العقوبات‪ ،‬ج ر ج‪ :‬عدد ‪-49‬السا اانة ‪-3‬ن صا ااادرة‬
‫في ‪ 11‬جوان ‪.1966‬‬
‫‪ .3‬أمر رقم ‪ ،107-69‬مؤرخ في ‪ 31‬ديساامير‪ ،1969‬يتضاامن قانون المالية لساانة ‪ ،1970‬ج ر ج العدد ‪-110‬الساانة‬
‫‪ ،-6‬صادرة في ‪ 31‬ديسمير ‪.1969‬‬
‫‪ .4‬أمر رقم ‪ ،37-74‬مؤرخ في ‪ 29‬أفريل سنة ‪ ،1975‬يتعلق باألسعار وقمع المخالفات الخاصة يتنظيم األسعار‪ ،‬ج‬
‫ر ج العدد ‪-38‬السنة‪ ،-12‬صادرة في ‪ 13‬ماي سنة ‪.1975‬‬
‫‪ .5‬أمر رقم ‪ 46-75‬مؤرخ في ‪ 17‬جوان ‪ ،1975‬المعاادل والمتمم لألمر رقم ‪ 155-66‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪1966‬‬
‫والمتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ج ر ج‪ ،‬العدد ‪-53‬السنة ‪ ،-12‬صادرة في ‪ 4‬جويلية ‪.1975‬‬
‫‪ .6‬أمر رقم ‪ ،47-75‬مؤرخ في ‪ 17‬جوان ‪ ،1975‬يتض ا ا ا ا ا اامن تعديل االمر رقم ‪ 156-66‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪1966‬‬
‫والمتضمن قانون العقوبات‪ ،‬ج ر ج العدد ‪-53‬السنة‪ ،-12‬صادرة في ‪ 4‬جويلية ‪.1975‬‬
‫‪ .7‬أمر رقم ‪ ،18-75‬مؤرخ في ‪ 26‬سا اايتمير سا اانة ‪ ،1975‬يتضا اامن القانون المدني‪-‬الجزائري‪-‬معدل ومتمم‪ ،‬ج ر ج‪،‬‬
‫العدد ‪-78‬السنة ‪ ،-12‬صادرة في ‪ 30‬سيتمير سنة ‪.1975‬‬
‫‪ .8‬أمر رقم ‪ ،58-75‬مؤرخ في ‪ 26‬سا ا ا ا اايتمير ‪ ،1975‬يتضا ا ا ا اامن القانون المدني الجزائري‪ ،‬معدل ومتمم‪ ،‬ج رج‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،78‬مؤرخة في ‪ 30‬سيتمير ‪.1975‬‬
‫‪ .9‬أمر رقم ‪ ،06-95‬مؤرخ في ‪ 25‬جانفي ساانة ‪ ،1995‬يتعلق بالمنافسااة‪ ،‬ج ر ج العدد‪-9‬الساانة ‪ ،-32‬الصااادرة في‬
‫‪ 22‬فيفري ‪.1995‬‬
‫‪ .10‬أمر رقم ‪ ،22-96‬مؤرخ في ‪ 9‬جويلية ‪ ،1996‬يتعلق بقمع مخالفة التةا اريع والتنظيم الخاص ااين بالص اار وحركة‬
‫رؤوس األموال من والى الخارج‪ ،‬ج ر ج العدد ‪-43‬السنة‪ ،-33‬صادرة في ‪10‬جويلية ‪.1996‬‬
‫‪ .11‬أمر رقم ‪ ،01-03‬مؤرخ في ‪ 19‬فيفري ‪ ،2003‬يعاادل ويتمم األمر رقم ‪ 22-96‬المؤرخ في ‪ 9‬جويليااة ‪1996‬‬
‫والمتعلق بقمع مخالفة التة اريع والتنظيم الخاصااين بالصاار وحركة رؤوس األموال من والى الخارج‪ ،‬ج ر ج العدد‬
‫‪-12‬السنة ‪ ،-40‬صادرة في ‪ 23‬فيفري ‪.2003‬‬
‫‪ .12‬أمر رقم ‪ ،06-05‬مؤرخ في ‪ 23‬أوت ‪ ،2005‬يتعلق بمكافحة التهريب‪ ،‬ج رج‪ ،‬عدد ‪ ،59‬صا ا ا ا ااادرة في ‪ 28‬أوت‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ .13‬أمر رقم ‪ ،03-10‬مؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ ،2010‬يع اادل ويتمم األمر رقم ‪ 22-96‬المؤرخ في ‪ 9‬جويلي ااة ‪1996‬‬
‫والمتعلق بقمع مخالفة التة اريع والتنظيم الخاصااين بالصاار وحركة رؤوس األموال من والى الخارج‪ ،‬ج ر ج العدد‬
‫‪-50‬السنة‪ ،-47‬صادرة في األول سيتمير سنة ‪.2010‬‬
‫‪ .14‬أمر رقم ‪ ،02-15‬مؤرخ في ‪ 23‬جويليااة ‪ ،2015‬يعاادل ويتمم األمر رقم ‪ 155-66‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪1966‬‬
‫والمتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ج ر ج عدد ‪-40‬السنة ‪ ،-52‬الصادرة في ‪ 23‬جويلية ‪.2015‬‬
‫المراسيم‬ ‫‪.IV‬‬
‫‪ .1‬مرس ا ااوم تنفيذي رقم ‪ ،126-92‬مؤرخ في ‪ 28‬مارس ‪ ،1992‬يحدد كيفيات تطييق المادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪-79‬‬
‫‪ 07‬المؤرخ في ‪ 21‬جويلية ‪ 1979‬والمتضمن قانون الجمارك‪ ،‬ج ر ج عدد ‪ ،24‬السنة ‪ ،29‬صادرة في ‪ 19‬مارس‬
‫‪.1992‬‬
‫‪ .2‬مرسااوم تة اريعي رقم ‪ ،13-94‬المؤرخ في ‪ 28‬ماي ‪ ،1994‬والمحدد للقواعد العامة المتعلقة بالصاايد البحري‪ ،‬ج ر‬
‫ج‪ .‬عدد ‪-40‬السنة ‪ ،-31‬صادرة في ‪ 22‬جوان ‪.1994‬‬
‫‪ .3‬مرسا ا ااوم تنفيذي رقم ‪ ،136-19‬المؤرخ في ‪ 29‬أفريل ‪ ،2019‬يتضا ا اامن إنةا ا ااا ء لجان المصا ا ااالحة ويحدد تةا ا ااكيلها‬
‫وس ا اايرها وكذا قائمة مس ا ااؤولي إدارة الجمارك المؤهلين إلجراء المص ا ااالحة وحدود اختص ا اااص ا ااهم ونس ا ااب اإلعفاءات‬
‫الجزئية‪ ،‬ج ر ج عدد ‪ ،29‬صادرة في ‪ 5‬ماي ‪.2019‬‬
‫الجريدة الرسمية للمناقشات‬ ‫‪.V‬‬
‫‪ .1‬الجريدة الرسا ا ا اامية للمناقةا ا ا ااات‪-‬الجزائر المجلس الةا ا ا ااعيي الوطني‪ ،‬الجريدة الرسا ا ا اامية للمدلوالت‪ ،‬الفترة التة ا ا ا اريعية‬
‫الخامسة‪ ،‬الدورة العادية الثامنة‪ ،‬السنة الرابعة رقم ‪ ،178‬الصادرة في ‪ 21‬دسيمير‪.2005‬‬
‫‪ .2‬الجريدة الرسا ا اامية للمناقةا ا ااات‪-‬الجزائر المجلس الةا ا ااعيي الوطني‪ ،‬الجريدة الرسا ا اامية للمناقةا ا ااات‪ ،‬الفترة التة ا ا اريعية‬
‫السابعة‪ ،‬الدورة العادية السادسة‪ ،‬السنة الثالثة‪-‬رقم ‪ 2 ،163‬أفريل ‪.2015‬‬
‫‪ .3‬الجريدة الرسا ا اامية للمناقةا ا ااات‪ -‬الجزائر المجلس الةا ا ااعيي الوطني‪ ،‬الجريدة الرسا ا اامية للمناقةا ا ااات‪ ،‬الفترة التة ا ا اريعية‬
‫السابعة‪ ،‬الدورة العادية السادسة‪ ،‬السنة الثالثة‪ ،‬رقم ‪ 19 ،178‬ماي ‪.2015‬‬
‫‪ .4‬الجريدة الرسا ا اامية للمناقةا ا ااات‪-‬الجزائر المجلس الةا ا ااعي ي الوطني‪ ،‬الجريدة الرسا ا اامية للمناقةا ا ااات‪ ،‬الفترة التة ا ا اريعية‬
‫السابعة‪ ،‬الدورة العادية السابعة‪ ،‬السنة الرابعة‪ ،‬رقم ‪ 17 ،194‬سيتمير ‪.2015‬‬
‫النصوص القانونية األجنبية‬
‫‪ .A‬المصرية‬
‫‪ .1‬القوانين‬
‫‪ .1‬قانون رقم ‪ 58‬لس ا اانة ‪ ،1937‬المتض ا اامن إص ا اادار قانون العقوبات المص ا ااري‪ ،‬مؤرخ في ‪ 31‬جويلية ‪ ،1937‬ة ا اارئ‬
‫الوقائع المصرية‪ ،‬العدد رقم ‪ ،71‬صادرة في ‪ 5‬أوت ‪.1937‬‬
‫‪ .2‬قانون رقم ‪ 131‬لس ا اانة ‪ ،1948‬يتض ا اامن القانون المدني‪-‬المص ا ااري‪ ،-‬ص ا ااادر في ‪ 6‬جويلية ‪ ،1948‬جريدة الوقائع‬
‫المصرية عدد رقم ‪ 108‬مكرر (أ)‪ ،‬صادرة في ‪ 29‬جويلية ‪.1948‬‬
‫‪ .3‬قانون رقم ‪ 150‬لسا اانة ‪ ،1950‬مؤرخ في ‪ 3‬سا اايتمير ‪ ،1950‬يإصا اادار قانون االجراءات الجنائية‪ ،‬نةا اار في جريدة‬
‫الوقائع المصرية‪ :‬العدد ‪ ،90‬صادرة في ‪ 15‬أكتوبر ‪.1951‬‬
‫‪ .4‬قانون رقم ‪ 16‬لس ا ا اانة ‪ ،1952‬الص ا ا ااادر في ‪ 24‬فيفري ‪ ،1952‬بة ا ا ااخن تعديل بعض أحكام قانون العقوبات‪ ،‬نةا ا اار‬
‫يجريدة الوقائع المصرية‪ ،‬العدد ‪ ،43‬الصادرة في ‪ 28‬فيفري ‪.1952‬‬
‫‪ .5‬قانون رقم ‪ 38‬لس اانة ‪ ،1967‬مؤرخ في ‪ 29‬أوت ‪ ،1967‬بة ااخن النظافة العامة‪ ،‬ج ر م‪ .‬عدد ‪ ،77‬ص ااادرة في ‪31‬‬
‫أوت ‪.1967‬‬
‫‪ .6‬قانون رقم ‪ 37‬لسا ا اانة ‪ ،1972‬مؤرخ في ‪ 23‬سا ا اايتمير ‪ ،1972‬يتعديل بعض النصا ا ااوص المتعلقة بضا ا اامان حريات‬
‫المواطنين في القوانين القائمة ( تعديل قوانين العقوبات واإلجراءات الجنائية وحالة الطوارئ)‪ ،‬وبإلغاء القانون رقم‬
‫‪ 119‬لس ا اانة ‪-1964‬بة ا ااخن بعض التدايير الخاص ا ااة بخمن الدولة‪-‬والقانون رقم ‪ 50‬لس ا اانة ‪-1965‬في ة ا ااخن بعض‬
‫التدايير الخاص ا ا ا ا ا ااة بخمن الدولة‪-‬وبإلغاء بعض مواد قوانين اإلجراءات الجنائية واعادة تنظيم الرقابة اإلدارية وحالة‬
‫الطوارئ‪ ،‬ج ر م‪ ،‬عدد ‪ ،39‬صادرة في ‪ 28‬سيتمير ‪.1972‬‬
‫‪ .7‬قانون رقم ‪ 118‬لسا ا اانة ‪ ،1975‬مؤرخ في ‪ 25‬سا ا اايتمير ‪ ،1975‬بةا ا ااخن االسا ا ااتيراد والتصا ا اادير‪ ،‬ج ر م ‪-‬عدد ‪،39‬‬
‫الصادرة في ‪ 25‬سيتمير ‪.1975‬‬
‫‪ .8‬قانون رقم ‪ 214‬لساانة ‪ ،1980‬مؤرخ في ‪ 24‬ديساامير ‪ ،1980‬يتعديل بعض أحكام قانون العقوبات‪-‬المصااري‪ ،-‬ج‬
‫ر م عدد ‪ " 52‬مكرر" صادرة في ‪ 28‬ديسمير‪.1980‬‬
‫‪ .9‬قانون رقم ‪ 169‬لسا اانة ‪ ،1981‬الصا ااادر في ‪ 4‬نوفمير ‪ ،1981‬بةا ااخن تعديل بعض أحكام قانون العقوبات‪ ،‬ج ر م‬
‫عدد ‪( 44‬مكرر)‪ ،‬صادرة في ‪ 4‬نوفمير ‪.1981‬‬
‫‪ .10‬قانون رقم ‪ 11‬لسا اانة ‪ ،1991‬مؤرخ في ‪ 28‬أفريل ‪ ،1991‬متضا اامن قانون الض ا اريبة العامة على المييعات‪ ،‬ج ر‬
‫م‪-‬عدد ‪ 18‬تابع (أ)‪ ،‬الصادرة في ‪ 2‬ماي ‪.1991‬‬
‫‪ .11‬قانون رقم ‪ 143‬لساانة ‪ ،1994‬مؤرخ في ‪ 7‬جوان ‪ ،1994‬في ةااخن األحوال المدنية المصااري‪ ،‬ج ر م‪ .‬العدد ‪23‬‬
‫( تابع)‪ ،‬صادرة في ‪ 9‬جوان ‪.1994‬‬
‫‪ .12‬القااانون رقم ‪ 93‬لسا ا ا ا ا ا انااة ‪ ،1995‬مؤرخ في ‪ 4‬ماااي ‪ ،1995‬يتعاادياال بعض أحكااام قااانوني العقوبااات واإلجراءات‬
‫الجنائية والقانون رقم ‪ 76‬لس ا اانة ‪ 1970‬باس ا ااتثناء نقابة الص ا ااحفيين‪ ،‬ج ر م‪ ،‬العدد ‪ 18‬تابع‪ ،‬ص ا ااادرة في ‪ 28‬ماي‬
‫‪.1995‬‬
‫‪ .13‬قانون رقم ‪ 12‬لسنة ‪ ،1996‬مؤرخ في ‪ 8‬مارس ‪ ،1996‬يإصدار قانون الطفل‪ ،‬ج ر م‪ .‬عدد ‪( 13‬تابع)‪ ،‬مؤرخة‬
‫في ‪ 28‬مارس ‪.1996‬‬
‫‪ .14‬القانون رقم ‪ 95‬لس ا اانة ‪ ،1996‬مؤرخ في ‪ 30‬جوان ‪ ،1996‬بة ا ااخن تعديل بعض أحكام قانون العقوبات الص ا ااادر‬
‫بالقانون رقم ‪ 58‬لسنة ‪ ،1937‬ج ر م‪ .‬العدد ‪ 25‬مكرر (أ)‪ ،‬صادرة في ‪ 30‬جوان ‪.1996‬‬
‫‪ .15‬قانون رقم ‪ 2‬لس ا ا ا اانة ‪ ،1997‬مؤرخ في ‪ 28‬جانفي ‪ ،1997‬متض ا ا ا اامن تعديل أحكام قانون الضا ا ا ا اريبة العامة على‬
‫المييعات الصادر بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،1991‬ج ر م‪ ،-‬عدد ‪( 4‬مكرر)‪ ،‬صادرة في ‪ 29‬جانفي ‪.1997‬‬
‫‪ .16‬القانون رقم ‪ 174‬لسا ا ا ا اانة ‪ ،1998‬مؤرخ في ‪ 20‬ديسا ا ا ا اامير ‪ ،1998‬بةا ا ا ا ااخن تعديل بعض أحكام قانون االجراءات‬
‫الجنائية وقانون العقوبات‪ ،‬ج ر م‪ ،‬عدد ‪( 51‬مكرر)‪ ،‬صادرة في ‪ 20‬ديسمير ‪.1998‬‬
‫‪ .17‬قانون رقم ‪ 175‬لسا ا ا ا اانة ‪ ،1998‬صا ا ا ا ااادر في ‪ 23‬ديسا ا ا ا اامير ‪ ،1998‬متعلق يتعديل بعض أحكام قانون الجمارك‬
‫الصادر بالقانون رقم ‪ 66‬لسنة ‪ ،1963‬ج ر م عدد ‪( 51‬مكرر‪-‬أ‪ ،)-‬صادرة في ‪ 23‬ديسمير ‪.1998‬‬
‫‪ .18‬قانون رقم ‪ 160‬لساانة ‪ ،2000‬صااادر في ‪ 18‬جوان ‪ ،2000‬متعلق يتعديل بعض أحكام قانون الجمارك الصااادر‬
‫بالقانون رقم ‪ 66‬لسنة ‪ ،1963‬ج ر م عدد ‪ ( 24‬مكرر)‪ ،‬صادرة في ‪ 18‬جوان ‪.2000‬‬
‫‪ .19‬قانون رقم ‪ 13‬لس اانة ‪ ،2001‬ص ااادر في ‪ 29‬مارس ‪ ،2001‬متعلق يتعديل بعض أحكام قانون الجمارك الص ااادر‬
‫بالقانون رقم ‪ 66‬لسنة ‪ ،1963‬ج ر م عدد ‪( 13‬تابع)‪ ،‬صادرة في ‪ 29‬مارس ‪.2001‬‬
‫‪ .20‬قانون رقم ‪ 14‬لسا اانة ‪ ،2004‬صا ااادر في ‪ 21‬أفريل ‪ ،2004‬متعلق يتعديل بعض أحكام قانون الجمارك الصاااادر‬
‫بالقانون رقم ‪ 66‬لسنة ‪ ،1963‬ج ر م عدد ‪ 17‬تابع (د)‪ ،‬صادرة في ‪ 22‬أفريل ‪.2004‬‬
‫‪ .21‬قانون رقم ‪ 162‬لسا اانة ‪ ،2004‬صا ااادر في ‪ 22‬ديسا اامير سا اانة ‪ ،2004‬يتعديل بعض أحكام قانون الينك المركزي‬
‫والجهاز المصرفي والنقد الصادر بالقانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪ ،2003‬ج ر م عدد ‪( 51‬مكرر)‪ ،‬صادرة في ‪ 22‬ديسمير‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ .22‬قانون رقم ‪ 10‬لس ا ا اانة ‪ ،2005‬مؤرخ في ‪ 30‬مارس ‪ ،2005‬يتض ا ا اامن تعديل بعض أحكام القانون رقم ‪ 38‬لس ا ا اانة‬
‫‪ 1967‬في ةخن النظافة العامة‪ ،‬ج ر م‪-‬عدد ‪( 13‬تابع)‪ ،‬صادرة في ‪ 31‬مارس ‪.2005‬‬
‫‪ .23‬قانون رقم ‪ 95‬لسا اانة ‪ ،2005‬صا ااادر في ‪ 20‬جوان ‪ ،2005‬متعلق يتعديل بعض أحكام قانون الجمارك الصا ااادر‬
‫بالقانون رقم ‪ 66‬لسنة ‪ ،1963‬ج ر م عدد ‪ ( 24‬مكرر)‪ ،‬صادرة في ‪ 21‬جوان ‪.2005‬‬
‫‪ .24‬قانون رقم ‪ 145‬لس ا ا ا ا ا اانة ‪ ،2006‬مؤرخ في ‪ 15‬جويلية ‪ ،2006‬يتعديل بعض احكام قانون االجراءات الجنائياة‬
‫الصادر بالقانون رقم ‪ 150‬لسنة ‪ 2006‬ج ر م‪ .‬عدد ‪ ،30‬صادرة في ‪ 27‬جويلية ‪.2006‬‬
‫‪ .25‬قانون رقم ‪ 74‬لسا ا ا ا اانة ‪ ،2007‬مؤرخ في ‪ 31‬ماي ‪ ،2007‬يتعديل بعض أحكام قانون اإلجراءات الجنائية وقانون‬
‫حاالت واجراءات الطعن امام محكمة النقض‪ ،‬ج ر م‪ ،‬العدد ‪( 22‬تابع)‪ ،‬صادرة في ‪ 31‬ماي ‪.2007‬‬
‫‪ .26‬قانون رقم ‪ 121‬لس ا ا ا ا ا اانة ‪ ،2008‬مؤرخ في ‪ 9‬جوان ‪ ،2008‬يتعديل بعض أحكام قانون المرور رقم ‪ 66‬لس ا ا ا ا ا اانة‬
‫‪ ،1973‬ج ر م عدد ‪( 23‬مكرر)‪-‬السنة ‪ ،-51‬صادرة في ‪ 9‬جوان ‪.2008‬‬
‫‪ .27‬قانون رقم ‪ 126‬لسا ا اانة ‪ ،2008‬مؤرخ في ‪ 15‬جوان ‪ ،2008‬يتعديل بعض أحكام قانون الطفل الصا ا ااادر بالقانون‬
‫رقم ‪ 12‬لس اانة ‪ 1996‬وقانون العقوبات الص ااادر بالقانون رقم ‪ 58‬لس اانة ‪ 1937‬والقانون رقم ‪ 143‬لس اانة ‪ 1994‬في‬
‫ةخن األحوال المدنية ج ر م عدد ‪( 24‬مكرر)‪-‬السنة ‪ ،-51‬صادرة في ‪ 15‬جوان ‪.2008‬‬
‫‪ .28‬قانون رقم ‪ 106‬لسا اانة ‪ ،2012‬مؤرخ في ‪ 6‬ديسا اامير ‪ ،2012‬يتضا اامن تعديل بعض أحكام القانون رقم ‪ 38‬لسا اانة‬
‫‪ 1967‬في ةخن النظافة العامة‪ ،‬ج رم ‪-‬عدد ‪( 49‬تابع أ)‪ ،‬السنة ‪ ،55‬صادر في ‪ 6‬ديسمير ‪.2012‬‬
‫‪ .29‬القانون رقم ‪ 160‬لساانة ‪ ،2013‬المؤرخ في ‪ 3‬ديساامير ‪ ،2013‬بةااخن تعديل بعض أحكام القانون رقم ‪ 121‬لساانة‬
‫‪ 2008‬يتعديل قانون المرور الصادر بالقانون رقم ‪ 66‬لسنة ‪ ،1973‬ج ر م‪ .‬عدد ‪( 48‬مكرر)‪-‬السنة ‪ -56‬صادرة‬
‫في ‪ 3‬ديسمير ‪.2013‬‬
‫‪ .30‬قانون رقم ‪ 47‬لسنة ‪ ،2014‬مؤرخ في ‪ 5‬جوان ‪ ،2014‬يتضمن تعديل بعض أحكام القانون رقم ‪ 38‬لسنة ‪1967‬‬
‫في ةخن النظافة العامة المعدل بالقانون رقم ‪ 106‬لسنة ‪ ،2012‬ج ر م‪-‬عدد ‪( 23‬تابع)‪ ،‬السنة ‪ ،57‬صادر في ‪5‬‬
‫جوان ‪.2014‬‬
‫‪ .31‬القانون ‪ 54‬لس اانة ‪ ،2014‬مؤرخ في ‪ 2‬جويلية ‪ ،2014‬بة ااخن تعديل بعض أحكام القانون رقم ‪ 121‬لس اانة ‪2008‬‬
‫يتعديل قانون المرور الصادر بالقانون رقم ‪ 66‬لسنة ‪ ،1973‬ج ر م‪ .‬عدد ‪ 26‬مكرر (ها ا ا ا ا ا ا اا)‪-‬السنة ‪ ،-57‬صادرة‬
‫في ‪ 2‬جويلية ‪.2014‬‬
‫‪ .32‬قانون رقم ‪ 4‬لسا اانة ‪ ،2016‬مؤرخ في ‪ 21‬جوان ‪ ،2016‬يتعديل بعض أحكام القانون رقم ‪ 143‬لسا اانة ‪ 1994‬في‬
‫ةخن األحوال المدنية‪ ،‬ج ر م عدد ‪( 24‬د)‪ ،‬السنة ‪-59‬صادرة في ‪ 22‬جوان ‪.2016‬‬
‫‪ .33‬قانون رقم ‪ 8‬لساانة ‪ ،2018‬مؤرخ في ‪ 24‬جانفي ‪ ،2018‬يتعديل بعض أحكام القانون رقم ‪ 143‬لساانة ‪ 1994‬في‬
‫ةخن األحوال المدنية‪ ،‬ج ر م عدد ‪ 3‬مكرر ( د)‪ ،‬السنة ‪-61‬صادرة في ‪ 24‬جانفي ‪.2018‬‬
‫‪ .34‬قانون رقم ‪ 6‬لسنة ‪ ،2020‬مؤرخ في ‪ 2‬فيفري ‪ ،2020‬يتعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم‬
‫‪ 58‬لسنة ‪ ،1937‬نةر في الجريدة الرسمية المصرية‪ ،‬العدد ‪( 5‬مكرر)‪ ،‬صادرة في ‪ 2‬فيفري ‪.2020‬‬
‫‪ .2‬ق اررات‬
‫‪ .1‬قرار وزاري رقم ‪ 1613‬لس اانة ‪ ،2008‬ص ااادر في ‪ 3‬س اايتمير ‪ ،2008‬يإص اادار الزئحة التنفيذية لقانون المرور رقم‬
‫‪ 66‬لسا اانة ‪ 1973‬والمعدل بالقوانين أرقام‪ 78 :‬لسا اانة ‪ 1976‬و‪ 210‬لسا اانة ‪ 1980‬و‪ 127‬لسا اانة ‪ 1982‬و‪ 20‬لسااانة‬
‫‪ 1983‬و‪ 1‬لسا اانة ‪ 1988‬و‪ 155‬لسا اانة ‪ 1999‬و‪ 121‬لسا اانة ‪ ،2008‬جريدة الوقائع المص ا ارية‪ ،‬العدد ‪( 206‬تابع)‪،‬‬
‫صادرة في ‪ 4‬سيتمير‪.2008‬‬
‫‪ .2‬قرار رقم ‪ 1980‬لسا ا اانة ‪ ،2018‬الصا ا ااادر في ‪ 16‬ديسا ا اامير ‪ ،2018‬يتعديل بعض أحكام القرار الوزاري رقم ‪1613‬‬
‫لسا اانة ‪ 2008‬بةا ااخن إصا اادار الزئحة التنفيذية لقانون المرور رقم ‪ 66‬لسا اانة ‪ ،1973‬جريدة الوقائع المص ا ارية العدد‬
‫‪ 383‬تابع (أ)‪ ،‬صادرة في ‪ 16‬ديسمير ‪.2018‬‬
‫‪ .B‬القوانين الفرنسية‬
‫‪I.‬‬ ‫‪Loi‬‬
‫‪1. Loi 1810-02-17, promulguée le 27 fésuer1810, portant code pénale de l'empire français.‬‬
‫‪2. Loi du 29 juillet 1881, sur liberté de la presse, JORF n° 206-13 éme année-, du 30 juillet 1881.‬‬
‫‪3. Loi n° 1088, du 23 décembre 1942, tendant à protéger la dignité du jouer loin duquel l'époux‬‬
‫‪est retenu par suite des circonstances de guerre, JORF n° 309-74 année-, du 26 décembre 1942.‬‬
‫‪4. LOI n° 57-1426 du 31 décembre 1957 instituant un code de procédure pénale, JORF n° : 6-90‬‬
‫‪années-du 8 janvier 1958.‬‬
‫‪5. Loi n° 72-5, du 3 Janvier 1972, tendant à simplifier la procédure applicable en matière de‬‬
‫‪contraventions (1), JORF n° 3-104 e année-, du 5 janvier 1972.‬‬
‫‪6. Loi n° 72-437 du 30 mai 1972 portant modifications des articles 144 du code pénale et L.28 du‬‬
‫‪code des postes et télécommunications, JORF 14 du 30 juin 1972.‬‬
‫‪7. Loi n° 75-617, du 11 juillet 1975, portant réforme du divorce, JORF n° 0161-107 année-du 12‬‬
‫‪juillet 1975.‬‬
‫‪8. Loi n° 77-1453, du 29 décembre 1977 art 16, art 20, Accordant des garanties de procédure aux‬‬
‫‪contribuables en matières et douanière, JORF du 30 décembre 1977.‬‬
9. Loi n° 78-1 du 28 janvier 1978, modifiant et complétant l'ordonnance n° 66-155 du 8 juin 1966
portant code de procédure pénale, JORA n° 6-17ème année-, du 7 février 1978.
10. Loi n° 81-82 du 2 février 1981, renforçant la sécurité et protégeant la liberté des personnes
(1), JORF n°0028 du 3 février 1981.
11. Loi n° 85-1407 du 30 Décembre 1985, portant diverses dispositions de procédure pénale et de
droit pénale (1), JORF n° 303-117 e année-, du 30 et 31 décembre 1985.
12. Loi 92-597, du 1 er juillet 1992, relative au code de la propriété intellectuelle (partie législative
(1), JORF n° 153, du 3 juillet 1992.
13. Loi n° 92-683, du 22 juillet 1992 portant réforme des dispositions générales du code pénale,
JORF n° 169 du 23 juillet 1992.
14. Loi n° 92-684 du 22 juillet 1992 portant réforme des dispositions du code pénale relative à la
répression des crimes et délits coutre les personnes (1), JORF n° 169 du 23 juillet 1992.
15. Loi n° 92-685 du 22 juillet 1992, portant réforme des dispositions du code pénal relatives à la
répression des crimes et délits contre les biens, JORF n° 169-124 année du 23 juillet 1992.
16. Loi 92-1336 du 16 décembre 1992, relative à d'entrée en vigueur du nouveau code pénale et
à la modification de certaines dispositions de droit pénale et de procédure pénale rendue
nécessaire par cette entrée en vigueur (1), JORF n° 298-124 année-, du 23 décembre 1992.
17. Loi n° 93-2 du 4 janvier 1993 portant réforme de la procédure pénale, JORF n°0003 du 4
janvier 1993.
18. Loi n 95-125 du 8 février 1995, relative à l’organisation des juridictions et à la procédure
civile, pénale et administrative, JORF n 0034 du 9 février 1995.
19. Loi n° 99-515 du 23 juin 1999, renforçant l’efficacité de la procédure pénale, JORF n° 0144
du 24 juin 1999.
20. Loi n° 2000-516 du 15 juin 2000 renforçant la protection de la présomption d’innocence et
les droits des Victimes, JORF n° 138 du 16 juin 2000, rectification parue au JORF n° 157 du 8
juillet 2000.
21. Loi n° 2002-1138, du 9 septembre 2002, D’orientation et de programmation pour la justice,
JORF du 10 septembre 2002.
22. Loi n° 2004-204 du 9 mars 2004 portant adaptation de la justice aux évolutions de la
criminalité (1), JORF n° 0059 du 10 mars 2004, Texte n°1.
23. Loi n° 2004-801 du 6 août 2004-art. 14, relative à la protection des personnes physiques à
l'égard des traitements de données à caractère personnel et modifiant la loi n° 78-17 du 6 janvier
1978 relative à l'informatique, aux fichiers et aux libertés (1), JORF n° 182, du 7 août 2004.
24. Loi n° 2005-47, du 26 janvier 2005, relative aux compétences du tribunal d'instance, de la
juridiction de proximité et du tribunal de grande instance (1), JORF n° 22 du 27 janvier 2005,
Texte n°1.
25. Loi n° 2005-882 du 2 août 2005, en faveur des petites et moyennes entreprises, JORF n° 0179
du 3 août 2005.
26. Loi n° 2006-396 du 31 mars 2006, pour l’égalité des chances (1), JORF n° 79 du 2 avril 2006.
27. Loi n° 2006-436 du 14 avril 2006, relative aux parcs nationaux, aux parcs naturels marins et
aux parcs naturels régionaux (1), JORF n° 90 du 15 avril 2006.
28. Loi n° 2007-297 du5 mars 2007, relative à la prévention de la délinquance, JORF, n° 0056 du
7 mars 2007.
29. LOI n° 2010-769 du 9 juillet 2010,relative aux violences faites spécifiquement aux femmes,
aux violences au sein des couples et aux incidences de ces dernières sur les enfants (1), JORF
n° 0158 du 10 juillet 2010.
30. Loi n° 2010-788, du 12 juillet 2010, portant engagement national pour l'environnement (1),
JORF n° 160 du 13 juillet 2010.
31. Loi n° 2010-1658 du 29 décembre 2010, de finance rectificative pour 2010, JORF n° 0302 du
30 décembre 2010.
32. Loi n° 2011-525, du 17 mai 2011, du simplification et d'amélioration de la qualité du droit (1)
JORF n° 0115 du 18 mai 2011.
33. LOI n° 2011-939 du 10 août 2011 sur la participation des citoyens au fonctionnement de la
justice pénale et le jugement des mineurs (1), JORF n° 0185 du 11 août 2011.
34. Loi n° 2011-1862 du 13 décembre 2011, relative à la répartition des contentieux et à
l'allégement de certaines procédures juridictionnelles (1), JORF n° 0289 du 14 décembre 2011.
35. Loi n° 2012-387 du 22 mars 2012, relative à la simplification du droit et à l’allégement des
démarches administratives, JORF n° 0071 du 23 mars2012.
36. LOI n° 2013-1117 du 6 décembre 2013, relative à la lutte contre la fraude fiscale et la grande
délinquance économique et financière (1), JORF n° 0284 du 7 décembre 2013.
37. Loi n° 2014-896 du 15 août 2014, relative à l’individualisation des peines et renforçant
l’efficacité des sanctions pénales (1), JORF n° 0189 du 17 août 2014.
38. Loi n° 2015-177, du 16 février 2015, relative à la modernisation et à la simplification du droit
et des procédures dans les domaines de la justice et des affaires intérieurs (1), JORF n° 40, du
17 février 2015.
39. Loi n° 2015-990 du 6 août 2015, pour la croissance, L'activité et l'égalité des chances
économiques (1), JORF n° 0181 du 7 août 2015.
40. LOI n°2016-297 du 14 mars 2016, relative à la protection de l'enfant (1), JORF n° 0063 du 15
mars 2016.
41. Loi n° 2016-731 du 3 juin 2016, renforçant la lutte contre le crime organisé, le terrorisme et
leur financement, et améliorant l’efficacité et les garanties de la procédure pénale, J O R F n°
0129 du 4 juin 2016, TEXTE n° 1.
42. Loi n° 2016-1321 du 7 octobre 2016, pour une république numérique (1), JORF n° 0235 du 8
octobre 2016.
43. Loi n° 2016-1547 du 18 novembre 2016, de modernisation de la justice du XXIe siècle (1),
JORF n° 0269 du 19 novembre 2016, texte n° 1.
44. Loi n° 2018-898 du 23 octobre 2018, relative à la lutte contre la fraude (1), JORF n° 0246 du
24 octobre 2018.
45. Loi n° 2019-222, du 23 mars 2019, de programmation 2018-222 et de réforme pour la justice
(1), JORF n° 0071, du 24 mars 2019.
46. LOI n° 2019-486 du 22 mai 2019 relative à la croissance et la transformation des entreprises
(1), JORF n° 0119 du 23 mai 2019.
47. Loi n° 2019-1446 du 24 décembre 2019-art. 72, de financement de la sécurité sociale pour
2020 (1), JORF n° 300 du 27 décembre 2019.
48. Loi n°2020-936 du 30 juillet 2020, visant à protéger les victimes de violences conjugales (1),
JORF n° 0187 du 31 juillet 2020
49. Loi n° 2020-1672 du 24 décembre 2020, relative au Parquet européen, à la justice
environnementale et à la justice pénale spécialisée (1), JORF n° 0312 du 26 décembre 2020.
50. Loi n° 2021-218 du 26 février 2021, ratifiant l'ordonnance n° 2019-950 du 11 septembre 2019
portant partie législative du code de la justice pénale des mineurs (1), JORF n° 0050 du 27
février 2021.
51. LOI n° 2021-401 du 8 avril 2021, améliorant l'efficacité de la justice de proximité et de la
réponse pénale (1), JORF n° 0084 du 9 avril 2021.
II. Ordonnance
éme
1. Ordonnance du 6 mai 1944, relative à la répression des délits de presse, JORF n° 42-76
année-, du 20 mai 1944.
2. Ordonnance n° 45-1484 du 30 juin 1945, relative à la constatation, La poursuite et la répression
des infractions à la législation économique, JORF du 8 juillet 1945, rectificatif, JORF du 8
septembre 1945.
3. Ordonnance n° 45-2595 du 2 novembre 1945, perception des amendes de composition :
Contraventions de police, JORF du 3 novembre 1945.
4. Ordonnance n° : 58-1296 du 23 décembre 1958, modifiant et complétant le code de procédure
pénale, JORF n° : 300-90 années-du 24 décembre 1958.
5. Ordonnance n° 58-1298 du 23 décembre 1958, modifiant notamment certains articles du code
pénal, JORF n° 300-90 éme année-, du 24 décembre 1958.
6. Ordonnance n° 75-46 du 17 juin 1975, complétant et modifiant l'ordonnance n° 66-155, du 8
juin 1966 portant code de procédure pénale, JORA. N° 53-14 -ème année-, du 4 juillet 1975.
7. Ordonnance n° 86-1243 du 1 décembre 1986, relative à la liberté des prix et de la concurrence,
JORF N° 285-118e année-, du 9 décembre 1986.
8. Ordonnance n° 2000-916 du 19 septembre 2000, portant adaptation de valeur en euros de
certains montants exprimés en France dans les textes législatifs, JORF n° 220, du 22 septembre
2000.
9. Ordonnance n° 2012-92 du 26 Janvier 2012 relative à la partie l’législative du code forestier,
JORF n° 0023 du 27 Janvier 2012, p 1549, texte n° 31.
10. Ordonnance n° 15-02 du 23 juillet 2015, modifiant et complétant l’ordonnance n° 66-155, du
8 juin 1966 portant code de procédure pénale, JORA N° : 40 du 23 juillet 2015.
11. Ordonnance n° 2016-128 du 10 février 2016 portant diverses dispositions en matière
nucléaire, JORF n° 0035 du 11 février 2016, Texte n° 8.
12. Ordonnance n° : 2016-413 du 7 avril 2016 relative au contrôle de l’application du droit du
travail, JORF. N° : 0083 du 8 avril 2016, texte n° 20.
13. Ordonnance n°2017-303 du 9 mars 2017, relative aux actions en dommages et intérêts du fait
des pratiques anticoncurrentielles, JORF n° 0059 du 10 mars 2017.
14. Ordonnance n°2019-950, du 11 septembre 2019, portant partie législative du code de la justice
pénale des mineurs, JORF n° 213 du 13 septembre 2019, texte n° 2.
15. Ordonnance n° 2019-963, du 18 septembre 2019, relative la lutte contre la fraude portant
atteinte aux intérêts financiers de l'union européenne au moyen du droit pénale, JORF, n° 0218
du 19 septembre 2019, texte n° 3.
III. Décret
1. Décret-Loi du 28 décembre 1926, relatif à l'unification des compétences en matière de
circulation et de conservation des voies publiques, JORF du 30 décembre 1926.
2. Décret n° 78-1297, du 28 décembre 1978, relatif à l’exercice du droit de transaction en matière
d’infraction douanières, d’infractions relatives aux relations financières avec l’étranger ou
d’infractions à l’obligation déclarative des sommes, titres ou valeurs en provenance ou à
destination d’un état membre de l’union européenne ou d’un état tiers à l’union européenne,
JORF N° 2 NC du 4 janvier 1979.
3. Décret n°95-457 du 26 avril 1995, pris en application du titre XIII de la loi n° 93-2 du 4 janvier
1993 portant réforme de la procédure pénale, J O R F n°100 du 28 avril 1995.
4. Décret n° 2001-71 du 29 janvier 2001, modifiant le code de procédure pénale (deuxième partie.
Décrets en Conseil d’Etat) et relatif aux délégués et aux médiateurs du procureur de la
République et à la composition pénale, JORF n° 9 du 1 er Mars 2001.
5. Décret n° 2001-373, du 27 avril 2001, portant adaptation de valeur en euros de certains
montants exprimés en France (dispositions réglementaire issues de décrets en conseil d’Etat :
justice), JORF n° 101 du 29 avril 2001.
6. Décret n° 2002-801 du 3 mai 2002, modifiant le code de procédure pénale (décrets en conseil
d'Etat), et relatif à l'habilitation des délégués et médiateurs du procureur de la république, des
contrôleurs judiciaires et des enquêteurs de personnalité et à l'amende forfaitaire, JORF n° 105
du 5 mai 2002.
7. Décret n°2004-1021 du 27 septembre 2004, portant modification du code pénal et du code de
procédure pénale (deuxièmes parties ; Décrets en Conseil d'Etat) et relatif notamment au stage
de citoyenneté, à la composition pénale, aux sûretés prononcées dans le cadre d'un contrôle
judiciaire et à la juridiction de proximité, J O R F n°227 du 29 septembre2004, Texte n°15.
8. Décret n° 2008-764, du 30 juillet 2008, relatif au recouvrement des amendes forfaitaires et
certains fais de justice criminelle ou assimilés, JORF n° 0179 du 2 août 2008.
9. Décret n° 2010-671 du 18 juin 2010, relatif à la signature électronique et numérique en matière
pénale et modifiant certaines dispositions de droit pénal et de procédure pénale, JORF n° 0141
du 20 juin 2010.
10. Décret n° 2011-134 du 1er février 2011 relatif à l'Agence de gestion et de recouvrement des
avoirs saisis et confisqués, JORF n° 0028 du 3 février 2011.
11. Décret n° 2015-1272 du 13 octobre 2015, pris pour l'application des articles 41-1-1 du code
de procédure pénale et L. 132-10-1 du code de la sécurité intérieure, JORF n° 0239 du 15
octobre 2015, p19102, Texte n°11.
12. Décret n° 2018-795 du 17 septembre 2018, relatif à la sécurité routière, JORF n° 215 du 18
septembre 2018.
13. Décret n° 2019-532, du 27 mai 2019 ,modifiant le décret n° 78-1297 du 28 décembre 1978
relatif à l’exercice du droit de transaction en matière d’infractions douanières, d’infractions
relatives aux relations financières avec l’étranger ou d’infractions à l’obligation déclarative des
sommes, titres ou valeurs en provenance ou à destination d’un Etat membre de l’Union
européenne ou d’un Etat tiers à l’Union européenne et le décret no 2018-219 du 30 mars 2018
définissant les responsables hiérarchiques susceptibles de délivrer les autorisations mentionnées
à l’article 15-4 du code de procédure pénale et à l’article 55 bis du code des douanes , JORF n°
0124 du 29 mai 2019.
14. Décret n° 2019-966 du 18 septembre 2019 portant substitution du tribunal judiciaire au
tribunal de grande instance et au tribunal d'instance en application de l'article 95 de la loi n°
2019-222 du 23 mars 2019 de programmation 2018-2022 et de réforme pour la justice et
diverses dispositions relatives à l'organisation judiciaire et modifiant l'annexe du décret n°
2019-913 du 30 août 2019 pris en application de l'article 95 de la loi n° 2019-222 du 23 mars
2019 de programmation (2018-2022) et de réforme pour la justice , JORF n° 0218 du 19
Septembre 2019, texte n° 7.
15. Décret n° 2019-1028 du 23 octobre 2019, relatif à la réglementation des engins de
déplacement personnel, JORF n° 0249 du 25 octobre 2019.
16. Décret n° 2020-128 du 18 février 2020 portant application de diverses dispositions pénales de
la loi n° 2019-222 du 23 mars 2019 de programmation 2018-2022 et de réforme pour la justice,
JORF n° 0042 du 19 février 2020, texte n°1.
17. Décret n° 2020-357, du 28 mars 2020, relatif à la forfaitisation de la contravention de la 5e
classe réprimant la violation des mesures édictées en cas de menace sanitaire grave et de
déclaration de l'état d'urgence sanitaire, JORF n°77 du 29 mars 2020.
18. Décret n° 2021-172 du 17 février 2021 modifiant la contravention réprimant la violation par
l'exploitant d'un établissement recevant du public des mesures édictées sur le fondement du 5°
du I de l'article L. 3131-15 du code de la santé publique, JORF n° 0042 du 18 février 2021.
IV. Circulaire
1. Circulaire du 31 décembre 1999, CRIM99-16/F1, présentation générale de la loi n°99-515 du
23 juin 1999 renforçant l’efficacité de la procédure pénale, 31 décembre 1999, DAJ : direction
des affaires juridiques.
2. Circulaire CRIM. 04-3/E5 du 16 mars 2004, relative à la politique pénale en matière de réponses
alternatives aux poursuites et de recours aux délégués du procureur, NOR : JUS.D.04-30045 C.
BO. Min. Just, 1er janvier-31 mars 2004, n° 93.
3. Circulaire Crim-04-12-E8 du 2 septembre 2004, Présentation des dispositions de la loi n°2004-
204 du 9 mars 2004 portant adaptation de la justice aux évolutions de la criminalité relatives à
la procédure de comparution sur reconnaissance préalable de culpabilité, NOR : JUS-D-04-
30176C, B.O. Min. Just, Septembre-Octobre, 2004, n° 95.
4. Circulaires PJJ 2004-04 K/28-09-2004 du 28 septembre 2004, de la direction de la protection
judiciaire de la jeunesse, Mise en œuvre de la sanction éducative de stage de formation civique,
Bulletin officiel du ministère de la justice n° 95 (1 er juillet-30 septembre 2004), NOR :
JUSF0450113C.
5. Circulaire du 4 Octobre 2010 relative à la présentation des dispositions de pénale et de
procédure pénale consécutives à la mise en œuvre de l’ordonnance de protection, NOR : JUSD
1025388C, B.O. Min. Just. Du 29 Octobre 2010, n° 08.
6. Circulaire, CRiM.2019-7/H3 du 5 avril 2019, présentation des disposition immédiatement
applicables de la loi n°2019-222 du 23 mars 2019 de programmation 2018-2022 et de réforme
pour la justice relative aux alternatives aux poursuites, aux poursuites et aux jugements, NOR
: JUSD 1910286 C, N/REF : CRIM N° : 2019-00018, Paris le 8 avril 2019, B.O. Min. Just, n°
18.
V. Décision
1. Décision n° 93-326 DC du 11 août 1993, du conseil constitutionnel, JORF n° 188 du 15 août
1993.
2. Décision n° : 95-360 DC du 2 février 1995, du conseil constitutionnel, JORF n° 32 du 7 février
1995.
3. Décision du conseil constitutionnel n° 2007-553 DC, du 3 mars 2007, JORF du 7 mars 2007,
page 4356, texte n° 14. Recueil, p. 93 ? ECLI : FR : CC : 2007 : 2007.553. DC.
4. Décision du Conseil constitutionnel français n° 2019-778 DC, du 21 mars 2019, (Loi de
programmation 2018-2022 et de réforme pour la justice), JORF n°0071 du 24 mars 2019, Texte
n°4.
VI. Recommandation
par le comité des Recommandation : n° R (99)19 sur la médiation en matière pénale, adoptée
Ministres du conseil de L’Europe : Lors de la 679 e rénion des Délégués des Ministres, Le 15
septembre 1999.
‫ قوانين دو أخرى‬.C
‫تونس‬
‫ الرائد الرساامي‬،)1( ‫ يتعلق يإصاادار مجلة حماية الطفل‬،1995 ‫ نوفمير‬9 ‫ مؤرخ في‬،1995 ‫ لساانة‬92 ‫ قانون عدد‬.1
.1995 ‫ نوفمير‬10 ،90 ‫ عدد‬،‫للجمهورية التونسية‬
‫‪ .2‬قانون عدد ‪ 93‬لس اانة ‪ ،2002‬مؤرخ في ‪ 29‬أكتوبر ‪ ،2002‬يتعلق يتنقيح واتمام مجلة اإلجراءات الجزائية يإرس اااء‬
‫الصلح بالوساطة في المادة الجزائية (‪ ،)1‬الرائد الرسمي للجمهورية التونسية‪ ،‬عدد ‪ 1 ،89‬نوفمير ‪.2002‬‬
‫‪ .3‬قانون عدد ‪ 34‬لس اانة ‪ ،2008‬مؤرخ في ‪ 2‬جوان ‪ ،2008‬يتعلق يإص اادار مجلة الديوانو‪ ،‬الرائد الرس اامي للجمهورية‬
‫التونسية‪ ،‬عدد ‪ ،47‬السنة ‪ ،151‬صادر في ‪ 10‬جوان ‪.2008‬‬
‫العراق‬
‫‪ .1‬قانون رقم ‪ 111‬لسا ا ا اانة ‪ ،1969‬مؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪ ،1969‬يتضا ا ا اامن قانون العقوبات العراقي‪ ،‬نةا ا ا اار في جريدة‬
‫الوقائع العراقية‪ ،‬العدد ‪ ،1778‬الصادرة يتاريخ ‪ 15‬سيتمير ‪.1969‬‬
‫‪ .2‬قانون رقم ‪ 23‬لسا اانة ‪ ،1971‬المؤرخ في ‪ 14‬فيفري ‪ ،1971‬المتضا اامن قانون أصا ااول المحاكمات الجزائية العراقي‪،‬‬
‫نةر يجريدة الوقائع العراقية عدد ‪ ،2004‬الصادرة في ‪ 31‬ماي ‪.1971‬‬
‫اليمن‬
‫‪ .1‬قرار جمهوري بالقانون رقم ‪ 13‬لسا ا ا ا ا اانة ‪ 1994‬ن مؤرخ في ‪ 12‬أكتوبر ‪ ،1994‬بةا ا ا ا ا ااخن قانون اإلجراءات الجزائية‬
‫اليمني‪ ،‬نةر بالجريدة الرسمية اليمنية‪ :‬العدد (‪4‬و‪.1994 ،)19‬‬
‫المغرب‬
‫‪ .1‬قانون رقم ‪ 32-18‬الصااادر في ‪ 8‬جويلية ‪ ،2019‬يعدل ويتمم القانون رقم ‪ 22-01‬الصااادر في ‪ 3‬أكتوبر ‪2002‬‬
‫يتعلق بالمسطرة الجنائية ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬مغربية عدد ‪ 6796‬يتاريخ ‪ 18‬جويلية ‪.2019‬‬
‫‪ .2‬من قانون رقم ‪ ،22-01‬صا ا ا ا ا ااادر في ‪ 3‬أكتوبر ‪ ،2002‬يتعلق بالمسا ا ا ا ا ااطرة الجنائية المغربية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬مغربية عدد‬
‫‪ ،5078‬مؤرخة في ‪ 30‬جانفي ‪.2003‬‬
‫السودان‬
‫‪ .1‬قانون رقم ‪ 65‬لساانة ‪ ،1991‬مؤرخ في ‪ 11‬نوفمير ‪ ،1991‬يتضاامن قانون اإلجراءات الجنائية السااوداني‪ ،‬نةاار في‬
‫الجريدة الرسمية السودانية يتاريخ ‪ 12‬نوفمير‪.1991‬‬
‫األردن‬
‫‪ .1‬قانون رقم ‪ 16‬لسا ا ا اانة ‪ ،1960‬المؤرخ في ‪ 10‬أفريل ‪ ،1960‬يتضا ا ا اامن قانون العقوبات األردني‪ ،‬ج ر أردنية‪ ،‬رقم‬
‫‪ ،1487‬صادرة يتاريخ ‪ 11‬ماي ‪.1960‬‬
‫‪ .2‬قانون رقم ‪ 8‬لسنة ‪ ،2011‬مؤرخ في ‪ 29‬مارس ‪ ،2011‬معدل لقانون العقوبات األردني‪ ،‬نةر في الجريدة الرسمية‬
‫األردنية‪ ،‬عدد ‪ ،5090‬صادرة في ‪ 6‬ماي ‪.2011‬‬
‫‪ .3‬قانون رقم‪ 10 :‬لسا ا ا ا ا اانة ‪ ،2019‬المعدل لقانون الجمارك األردني‪ ،‬ج ر أردنية رقم ‪ ،5572‬الصا ا ا ا ا ااادرة في ‪ 1‬ماي‬
‫‪.2019‬‬

‫بلجيكا‬
‫‪1. Loi n° 98-856 (S-C-98/09267) du 12 mars 1998, relative à l’amélioration de la procédure pénale‬‬
‫‪au stade de l’information et de l’instruction (1), Moniteur Belge du 2 avril 1998.‬‬
‫‪2. Code d'Instruction Criminelle BELG, Crée par la loi n° F. 2005-1801 [C − 2005/09529],‬‬
‫‪introduisant des dispositions relatives à la médiation dans le titre préliminaire du Code de‬‬
‫‪procédure pénale et dans le code d’instruction criminelle (1), Moniteur Belge N : 229-175e‬‬
‫‪ANNEE-, du 27 juillet 2005.‬‬
‫ابعا‪-‬االجتهاد القضائ‬
‫رً‬
‫‪ .I‬ف الجزائر‬
‫‪ .1‬قرار المحكمة العليا‪ ،‬صادر يتاريخ ‪ 03‬جانفي ‪ ،1995‬في الملف رقم ‪ ،128928‬المجلة القضائية‪ ،‬العدد األول‪.1995 ،‬‬
‫‪ .2‬قرار المحكمة العليا‪ ،‬يتاريخ ‪ 25‬مارس ‪ ،2009‬في ملف رقم ‪ ،442278‬مجلة المحكمة العليا‪ ،‬قسا ا ا ا ا ا اام الوثائق‪ ،‬العدد ‪،2‬‬
‫السنة ‪.2009‬‬
‫‪ .3‬قرار المحكمة العليا الص ااادر في ‪ 49‬أفريل ‪ 2010‬في الملف رقم ‪ ،574335‬مجلة المحكمة العليا‪ :‬قسا اام الوثائق‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫العدد ‪ ،1‬السنة ‪.2011‬‬
‫ف مصر‬ ‫‪.II‬‬
‫‪ .1‬طعن رقم ‪ 894‬لسنة ‪ 21‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 8‬أكتوبر ‪ ،1951‬أحكام النقض‪ ،‬مكتب فني ‪.03‬‬
‫‪ .2‬طعن رقم ‪ 440‬لسنة ‪ 23‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 16‬جوان ‪ ،1953‬أحكام النقض‪ ،‬مكتب فني ‪.04‬‬
‫‪ .3‬طعن رقم ‪ 760‬لسنة ‪ 26‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 8‬أكتوبر ‪ ،1956‬أحكام النقض‪ ،‬مكتب فني ‪ 7‬ق ‪.273‬‬
‫‪ 1959 .4‬طعن رقم ‪ 726‬لسنة ‪ 29‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 2‬نوفمير ‪ ،1959‬أحكام النقض‪ ،‬مكتب فني ‪.10‬‬
‫‪ .5‬طعن رقم ‪ 726‬لسنة ‪ 29‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 2‬نوفمير ‪ ،1959‬أحكام النقض‪ ،‬مكتب فني‪ ،‬العدد ‪ ،3‬السنة ‪.10‬‬
‫‪ .6‬نقض رقم ‪ ،919‬جلسة ‪ 16‬ديسمير ‪ ،1963‬س ق ‪ ،33‬أحكام النقض‪ ،‬مكتب الفني‪ ،‬جنائي‪ ،‬العدد ‪ ،3‬السنة ‪.14‬‬
‫‪ .7‬طعن رقم ‪ 148‬لسنة ‪ 41‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 31‬ماي ‪ ،1971‬مكتب فني‪ ،22 ،‬الجزء الثاني‪ .‬رقم ‪.105‬‬
‫‪ .8‬طعن رقم ‪ 1369‬لسنة ‪ 47‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 22‬ماي ‪ ،1978‬مكتب فني‪ 29 ،‬قضائية‪-‬رقم ‪.98‬‬
‫‪ .9‬طعن رقم ‪ 887‬لسنة ‪ 50‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 13‬نوفمير ‪ ،1980‬مكتب فني‪ ،‬السنة ‪ 31‬قضائية‪ ،‬رقم ‪.192‬‬
‫‪ .10‬طعن رقم ‪ 2091‬لسنة ‪ 53‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 21‬نوفمير ‪ ،1983‬مكتب فني‪ ،‬سنة قضائية رقم ‪ ،34‬قاعدة ‪.214‬‬
‫‪ .11‬طعن رقم ‪ 8185‬لسنة ‪ 54‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 8‬أكتوبر ‪ ،1986‬مكتب فني‪ ،‬السنة ‪ 37‬قضائية‪ ،‬رقم ‪.135‬‬
‫‪ .12‬طعن رقم ‪ 4012‬لسنة ‪ 56‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 28‬نوفمير ‪ ،1987‬مكتب فني‪ ،‬السنة ‪ 38‬جزء أول‪ ،‬قضائية‪ ،‬رقم ‪.21‬‬
‫‪ .13‬طعن رقم ‪ 2920‬لس اانة ‪ 30‬القض ااائية‪ ،‬جلس ااة ‪ 23‬جانفي ‪ ،1988‬مجلس الدولة‪ ،‬المكتب الفني‪ ،‬مجموعة أحكام المحكمة‬
‫اإلدارية العليا‪-‬مصر‪-‬السنة ‪-33‬ج ‪.1‬‬
‫‪ .14‬نقض رقم ‪ ،2370‬جلسة ‪ 6‬ديسمير ‪ ،1988‬س ق ‪ ،56‬أحكام النقض‪ ،‬مكتب الفني‪ ،‬جنائي‪ ،‬السنة ‪.39‬‬
‫‪ .15‬طعن رقم ‪ 3300‬لسنة ‪ 57‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 11‬ماي ‪ ،1989‬أحكام النقض‪ ،‬مكتب الفني‪ ،‬جنائي‪ ،‬السنة ‪.40‬‬
‫‪ .16‬طعن رقم ‪ 7835‬لسنة ‪ 59‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 9‬جانفي ‪ ،1990‬مكتب فني‪ ،‬السنة ‪ 41‬قضائية‪ ،‬رقم ‪.7‬‬
‫‪ .17‬طعن رقم ‪ 19319‬لسنة ‪ 66‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 29‬سيتمير ‪ ،2002‬مكتب فني‪ ،‬سنة ‪-53‬قاعدة ‪.149‬‬
‫خامسا – القواميس والمعاجم‬
‫ً‬
‫أ‪-‬باللغة العربية‬
‫‪ .1‬اين منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬تحقيق‪ :‬عيد أ علي الكيير‪ ،‬محمد أحمد حسن أ‪ ،‬هاةم محمد الةاذلي‪ ،‬دار المعار ‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫(د‪ .‬س)‪.‬‬
‫‪ .2‬أحمد مختار عمر‪ ،‬معجم اللغة العربية المعاص ا ا ا ارة‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬عالم الكتب للنةا ا ا اار والتوزيع والطباعة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصا ا ا اار‪،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ .3‬إسماعيل ين دحماد الجوهري‪ ،‬الصحائ‪ :‬تاج اللغة وصحائ العربية‪ ،‬تحقيق أحمد عيد الغفور عطار‪ ،‬ج ‪ ،1‬ط ‪ ،2‬دار العلم‬
‫للمزيين‪ ،‬ييروت‪ ،‬لينان‪.1979 ،‬‬
‫‪ .4‬الحافظ أيو القاس اام س االيمان ين أحمد الطيراني‪ ،‬المعجم الكيير‪ ،‬تحقيق حمدي عيد المجيد الس االفي‪ ،‬مكتبة اين تيمية‪ ،‬مص اار‪،‬‬
‫(د س)‪ ،‬حديث رقم ‪ ،3922‬ج ‪.4‬‬
‫‪ .5‬المعجم الوجيز‪ ،‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬مطابع ةركة اإلعزنات الةرقية‪ ،‬دار التحرير للطبع والنةر‪ ،‬مصر‪.1989 ،‬‬
‫‪ .6‬المعجم الوسيا‪ ،‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬ط ‪ ،4‬مكتبة الةروق الدولية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2004 ،‬‬
‫‪ .7‬جيور عيد النور‪ ،‬سهيل إدريس‪ ،‬المنهل‪ :‬قاموس فرنسي‪-‬عربي‪ ،‬ط ‪ ،7‬دار العلم للمزيين‪ ،‬ييروت‪-‬لينان‪.1983 ،-‬‬
‫‪ .8‬علي ين محمد الس اايد الةا اريف الجرجاني‪ ،‬تحقيق ود ارس ااة‪ :‬محمد ص ااديق المنة اااوي‪ ،‬معجم التعريفات‪ ،‬دار الفض اايلة للنة اار‬
‫والتوزيع والتصدير‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2004 ،‬‬
‫الدين محمد ين يعقوب الفيروز ابادي‪ ،‬القاموس المحيا‪ ،‬تحقيق أنس محمد الة ا ااامي وزكرياء جاير أحمد‪ ،‬دار الحديث‬
‫‪ .9‬مجد د‬
‫للطبع والنةر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.2008 ،‬‬
‫‪ .10‬محمد ين أيي بكر ين عيد القادر الرازي‪ ،‬مختار الصحائ‪ ،‬مكتبة لينان‪ ،‬ييروت‪.1986 ،‬‬
‫ب‪-‬باللغة الفرنسية‬
‫‪1. Bureau des études et recherches : Collaborateurs ) F.S. ALWAN, G.L. SIMON, M. SAID, M.‬‬
‫‪SASSINE( , le Dictionnaire Français-arabe : Dictionnaire générale, linguistique technique et‬‬
‫‪scientifique, 2 ème Edition, Dar ALKOTOB AL-ILMIYAH, Beyrouth-Liban, 2004.‬‬
‫‪2. Harith Suleiman Faruqi, FARUQI’S LAW DICTIONARY: English-Arabic, 5 th. Revised‬‬
‫‪Edition, Librairie Du Liban Publishers, Beirut, 2008.‬‬
‫‪3. Munir Baalbaki, Ramzi Munir Baalbaki, Al-Mawrid Al-Hadeeth: A Modern English-Arabic‬‬
‫‪Dictionary, DAR EL-ILM LILMALAYIN, Beirut Lebanon, 2010.‬‬
‫)‪4. Serge Guinchard, Thierry Debard , Lexique des termes juridiques (édition 2017/2018‬‬
‫‪,25e Edition, Dalloz, Paris, 2017-2018.‬‬
‫قائمة المراجع‬ ‫‪.II‬‬
‫أوالً – الكتب‬
‫‪ .1‬الكتب المتخصصة‬
‫أ‪ -‬باللغة العربية‬
‫‪ .1‬إيراهيم حامد طنطاوي‪ ،‬الص ا ا ا ا االح الجنائي‪ :‬في نطاق المادتين ‪ 18‬مكر ار و‪ 18‬مكر ار (أ) إجراءات جنائية‪-‬د ارس ا ا ا ا ااة‬
‫مقارنة‪ ،-‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2000 ،‬‬
‫‪ .2‬إيراهيم عيد نايل‪ ،‬الوساااطة الجنائية‪ :‬طريقة مسااتحدثة في إدارة الدعوع الجنائية‪ :‬د ارسااة مقارنة في النظام اإلجرائي‬
‫الفرنسي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2001 ،‬‬
‫‪ .3‬أحس ا اان يوس ا ااقيعة‪ ،‬المص ا ااالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص‪ ،‬دار هومة للطباعة‬
‫والنةر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪ ،-------------- .4‬المناازعاات الجمركياة‪ ،‬ط ‪ ،8‬دار هوماة للطبااعاة والنة ا ا ا ا ا اار والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪-2015 ،‬‬
‫‪.2016‬‬
‫‪ .5‬أحمد محمد يراك‪ ،‬العدالة التص ااالحية لألحداث في فلس ااطين‪ :‬الوس اااطة الجزائية كنموذج‪-‬د ارس ااة مقارنة‪ ،-‬الةا اامل‬
‫للنةر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2018 ،‬‬
‫‪ .6‬أسا ا ا ا ا ا ااامة أحمد محمد النعيمي‪ ،‬دور المجني عليو في الدعوع الجزائية‪ :‬د ارسا ا ا ا ا ا ااة مقارنة‪ ،‬دار الجامعة الجديادة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2013 ،‬‬
‫‪ .7‬أسامة حسنين عييد‪ ،‬الصلح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ :‬ماهيتو والنظم المرتبطة بو‪-‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪.2005 ،‬‬
‫‪ .8‬أمين مصطفى محمد‪ ،‬انقضاء الدعوع الجنائية بالصلح‪ :‬وفقا ألحكام القانون رقم ‪ 174‬لسنة ‪ 1998‬يتعديل بعض‬
‫أحكام قانون اإلجراءات الجنائية وقانون العقوبات‪-‬د ارس ا ا ااة مقارنة‪ ،-‬مكتبة ومطبعة اإلة ا ا ااعاع الفنية‪ ،‬اإلسا ا ااكندرية‪،‬‬
‫مصر‪.2002 ،‬‬
‫‪ ،----------- .9‬انقضا ا اااء الدعوع الجنائية بالصا ا االح في قانون اإلجراءات الجنائية المصا ا ااري‪ ،‬دار المطيوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪( ،‬د‪.‬س)‪.‬‬
‫‪ .10‬أنيس حس اايب الس اايد المحزوي‪ ،‬الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية‪ :‬د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي‬
‫والفقو اإلسزمي‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2019 ،‬‬
‫‪ ،-------------------------- .11‬الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية ‪ :‬د ارس ااة مقارنة يين‬
‫القانون الجنائي والفقو اإلسزمي‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.2011 ،‬‬
‫‪ .12‬إيمان محمد الجايري‪ ،‬األمر الجنائي‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪.2011 ،‬‬
‫‪ .13‬جم ااال ةا ا ا ا ا ا ا اادي ااد علي الخرب اااوي‪ ،‬حق المجني علي ااو في التن ااازل عن ال اادعوع الجن ااائي ااة‪ ،‬ط ‪ ،2‬المركز القومي‬
‫لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2016 ،‬‬
‫‪ .14‬رامي متولي القاض ا ااي‪ ،‬إطزلة على أنظمة التس ا ااوية في الدعوع الجنائية في القانون الفرنس ا ااي‪ :‬في ض ا ااوء أحكام‬
‫مةروع قانون اإلجراءات الجنائية لعام ‪ ،2010‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2011 ،‬‬
‫‪ ،------------------ .15‬الوساااطة الجنائية في التة اريع المقارن‪ ،‬مركز الد ارسااات العربية للنةاار والتوزيع‪،‬‬
‫مصر‪.2020 ،‬‬
‫‪ .16‬سا ا ا ا االيمان عيد المنعم‪ ،‬الية اإلقرار بالجرم كمظهر لتطور مفهوم العدالة التصا ا ا ا ااالحية‪ ،‬دار المطيوعات الجامعية‪،‬‬
‫مصر‪.2015 ،‬‬
‫‪ .17‬الس ا اايد عتيق‪ ،‬التفاوض على االعت ار ‪ :‬قانون اإلجراءات الجنائية الفرنس ا ااي في ض ا ااوء أحدث التعديزت‪-‬د ارس ا ااة‬
‫مقارنة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2008 ،‬‬
‫‪ .18‬ة ا اريف سا اايد كامل‪ ،‬الحق في سا اارعة اإلجراءات الجنائية‪ :‬د ارسا ااة مقارنة‪ ،‬ط ‪ ( 2‬معدلة)‪ ،‬دار النهضا ااة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪.2018 ،‬‬
‫‪ .19‬طو أحمد عيد العليم‪ ،‬المرةااد في الصاالح الجنائي‪ :‬في ضااوء اراء الفقو والقضاااء وفاقا ألحدث التعديزت‪ :‬الصاالح‬
‫والتصا ااالح في قانون اإلجراءات الجنائية (المصا ااري‪-‬الفرنسا ااي‪-‬اليلجيكي‪-‬اإلنجليزي‪-‬األمريكي‪-‬السا ااوداني‪-‬اللييي‪-‬‬
‫الس ا ا ا ا ا ااوري‪-‬العراقي‪-‬األردني‪-‬اليميني‪-‬الكويتي‪-‬البحريني‪-‬الموريتااني‪ -‬إلخ‪ ،)....‬طبعاة ناادي القضا ا ا ا ا ا اااة‪ ،‬دار عزم‬
‫لإلصدارات القانونية‪.2014 ،‬‬
‫‪ ،------------ .20‬الموسا ااوعة الةا اااملة في‪ ...‬الصا االح الجنائي في ضا ااوء اراء الفقو وأحكام القضا اااء‪ :‬األحكام‬
‫الصا ا االح وةا ا ااروطو واثاره‪-‬الصا ا االح في قانون اإلجراءات الجنائية‪-‬الصا ا االح في التة ا ا اريعات‬ ‫العامة للصا ا االح‪-‬أط ار‬
‫الجنائية الخاصة‪-‬الصلح في بعض الجرائم األخرع حيدر جروب لإلصدارات القانونية‪ ،‬مصر‪.2017 ،‬‬
‫‪ ،------------ .21‬الص االح الجنائي في القانون المص ااري طبقا رخر تعديزتو‪ ،‬ط ‪ ،3‬نادي القض اااة‪ ،‬مص اار‪،‬‬
‫‪.2017‬‬
‫‪ .22‬عيد الحليم فؤاد الفقي‪ ،‬ة ا ااكوع المجني عليو وأثرها في اإلجراءات الجنائية‪ ،‬د ارس ا ااة مقارنة يين القانون المص ا ااري‬
‫والسعودي واالماراتي والفقو اإلسزمي‪ ،‬مركز الدراسات العربية للنةر والتوزيع‪ ،‬الجيزة‪ ،‬مصر‪.2019 ،‬‬
‫‪ .23‬عيد الحليم فؤاد عيد الحليم‪ ،‬الة ا ااكوع والتنازل عنها‪ :‬د ارس ا ااة مقارنة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلس ا ااكندرية‪ ،‬مص ا اار‪،‬‬
‫‪.2014‬‬
‫‪ .24‬عيد الحميد أةا ا ا اار ‪ ،‬الجرائم الجنائية‪ :‬دور الوسا ا ا اااطة في إنهاء الدعوع الجنائية‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬مصا ا ا اار‪،‬‬
‫‪.2010‬‬
‫‪ .25‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬نظرة حديثة للس ا ااياس ا ااة الجنائ ية المقارنة‪ ،‬س ا االس ا االة أبحاث جنائية معمقة‪ ،‬المؤسا ا اس ا ااة الحديثة‬
‫للكتاب‪ ،‬لينان‪.2018 ،‬‬
‫‪ .26‬عيد الرحمان عاطف عيد الرحمان أحمد‪ ،‬الوسا اااطة ودورها في إنهاء الدعوع الجنائية‪ :‬د ارسا ااة مقارنة يين القانون‬
‫الوضعي والةريعة اإلسزمية‪ ،‬المركز العربي للنةر والتوزيع‪ ،‬مصر‪.2020 ،‬‬
‫‪ .27‬عيد الرحمان عاطف عيد الرحمان أحمد‪ ،‬خصا ا ا ااخصا ا ا ااة الدعوع الجنائية‪ :‬د ارسا ا ا ااة مقارنة يين القانون الوضا ا ا ااعي‬
‫والةريعة اإلسزمية‪ ،‬المركز العربي للنةر والتوزيع‪ ،‬مصر‪.2020 ،‬‬
‫‪ .28‬عيد الرحمن الدراجي خلفي‪ ،‬الحق في الةا ا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية‪ :‬د ارسا ا ا ا ااة تخصا ا ا ا اايلية تحليلية مقارنة‪،‬‬
‫منةورات الحليي الحقوقية‪ ،‬ييروت‪ ،‬لينان‪.2021 ،‬‬
‫‪ .29‬عيد الس ا ا ا ا ا اازم مقلد‪ ،‬الجرائم المعلقة على ة ا ا ا ا ا ااكوع والقواعد اإلجرائية الخاص ا ا ا ا ا ااة يها‪ ،‬دار المطيوعات الجامعية‪:‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪( ،‬د‪ .‬س)‪.‬‬
‫‪ .30‬عيد الفتائ مراد‪ ،‬ةرئ قوانين التصالح‪ ،‬نةر خاص (د‪ .‬د‪ .‬ن)‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2011 ،‬‬
‫‪ .31‬عيد القادر قائد س ا ا ا ااعيد المجيدي‪ ،‬ة ا ا ا ااكوع المجني عليو مقيد من قيود تحريك الدعوع الجزائية‪ :‬د ارس ا ا ا ااة مقارنة‪،‬‬
‫مؤسسة حورس الدولية للنةر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2015 ،‬‬
‫‪ .32‬فايز السا ا اايد اللمسا ا اااوع‪ ،‬أةا ا اار فايز اللمسا ا اااوع‪ ،‬الصا ا االح الجنائي في الجنح والمخالفات وقانون التجارة والجرائم‬
‫الضا ا ا ا ا ا ارييية والجمركية‪ :‬الجنح والمخالفات وفاقا ألحدث تعديزت قانون اإلجراءات الجنائية والقوانين ‪ 74‬لس ا ا ا ا ا اانة‬
‫‪ 145 ،2007‬لسنة ‪-2006‬وفي جرائم التهرب الضرييي في السلع المستوردة والضريبة على المييعات‪-‬وفي جرائم‬
‫التهرب الجمركي‪ ،‬المركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬عايدين‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2009 ،‬‬
‫‪ .33‬ليلى قايد‪ ،‬الصا ا ا االح في جرائم اإلعتداء على األفراد‪ :‬فلسا ا ا اافتو وصا ا ا ااوره وتطييقو في القانون الجنائي المقارن‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2011 ،‬‬
‫‪ .34‬محمد حكيم حس ا ااين الحكيم‪ ،‬النظرية العامة للص ا االح وتطييقاتها في المواد الجنائية‪ :‬د ارس ا ااة مقارنة‪ ،‬دار النهض ا ااة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2002 ،‬‬
‫‪ .35‬محمد سا ا ا ااامي الة ا ا ا اوا‪ ،‬الوسا ا ا اااطة والعدالة الجنائية‪ :‬اتجاهات حديثة في الدعوع الجنائية‪ ،‬دار النهضا ا ا ااة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪.1997 ،‬‬
‫‪ .36‬محمد سا ا اازمة يني طو‪ ،‬العدالة التصا ا ااالحية في السا ا ااياسا ا ااة الجنائية‪ :‬د ارسا ا ااة مقارنة‪-‬الصا ا االح الجنائي‪-‬الوسا ا اااطة‬
‫الجنائية‪-‬التسوية الجنائية‪-‬المفاوضة على االعت ار ‪ ،‬دار الحامد للنةر والتوزيع‪ ،‬عمان‪-‬األردن‪.2019 ،‬‬
‫‪ .37‬محمد سا االيمان حسا ااين المحاسا اانة‪ ،‬التصا ااالح وأثره على الجريمة االقتصا ااادية‪ ،‬دار وائل للنةا اار والتوزيع‪ ،‬عمان‪-‬‬
‫األردن‪.2011 ،‬‬
‫‪ .38‬محمد سا ا ا اامير عيد الفتائ‪ ،‬النيابة العمومية وسا ا ا االطاتها في انهاء الدعوع الجنائية يدون محاكمة‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬
‫ييروت‪ ،‬لينان ‪.1991‬‬
‫‪ .39‬محمد صزئ السيد‪ ،‬الصلح الجنائي‪ ،‬المصرية للنةر والتوزيع‪ ،‬مصر‪.2018 ،‬‬
‫‪ .40‬محمد فوزي إيراهيم‪ ،‬دور الرضا في قانون االجراءات الجنائية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2014 ،‬‬
‫‪ .41‬مدحت عيد الحليم رمض ا ا ا ااان‪ ،‬اإلجراءات الموجزة إلنهاء الدعوع الجنائية‪ :‬في ض ا ا ا ااوء تعديزت قانون اإلجراءات‬
‫الجنائية‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2004 ،‬‬
‫‪ .42‬مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم‪ ،‬الصا ا ا االح والتصا ا ا ااالح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ :‬د ارسا ا ا ااة تحليلية مقارنة يين‬
‫التةا ا اريعين المص ا ااري والفرنس ا ااي طباقا ألحدث التعديزت المدخلة بالقانون رقم (‪ )174‬س ا اانة ‪ ،1998‬دار النهض ا ااة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪.2004 ،‬‬
‫‪ .43‬معتز السيد الزهري‪ ،‬التفاوض على االعت ار ‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪.2017 ،‬‬
‫‪ ،------------ .44‬الحق في عدالة جنائية ناجزة‪ :‬د ارسااة تحليلية تخصاايلية مقارنة‪ ،‬درار النهضااة العربية للطبع‬
‫والنةر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2018 ،‬‬
‫‪ ،------------ .45‬الوساطة كيديل عن الدعوع الجنائية‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪.2017 ،‬‬
‫‪ ، ------------ .46‬نحو تخص اايل نظرية عامة للعدالة الرض ااائية‪ :‬د ارس ااة تخص اايلية تحليلية فلس اافية مقارنة‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2018 ،‬‬
‫‪ .47‬ميزد بةااير ميزد غويطة‪ ،‬الصاالح في القانون الجنائي والفقو اإلساازمي‪ ،‬دار المطيوعات الجامعية‪ ،‬اإلسااكندرية‪،‬‬
‫مصر‪.2014 ،‬‬
‫‪ .48‬هدع حامد قة ااوقش‪ ،‬الص االح في نطاق قانون اإلجراءات الجنائية الجديد‪ ،‬دار النهض ااة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مص اار‪،‬‬
‫‪.2018-2017‬‬
‫‪ .49‬وطفة ضياء ياسين‪ ،‬الصلح الجنائي‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2014 ،‬‬
‫ب‪ -‬باللغة األجنبية‬
‫‪1. Jean-Baptiste Perrier, La transaction en matière pénale, Bibliothèque des Science Criminelle,‬‬
‫‪Tome 61, LGDJ, L’extenso édition, France, 2014.‬‬
‫‪2. Jean-Pierre Bonafé-Schmitt, la médiation pénale en France et aux États-Unis, L.G.D.J-l’extenso‬‬
‫‪éditions, Paris, France, 2010.‬‬
‫‪3. ---------------------, La médiation sociale et pénale, Dans: Les médiations, la médiation,‬‬
‫‪Collection: Trajets (Sous la direction de Jean-Pierre Bonafé-Schmitt, Jocelyne Dahan, Jacques‬‬
‫‪Salzer, Marianne Souquet, Jean-Pierre Vouche), Editeur: Érès, Saint-Agne Toulouse, France,‬‬
‫‪2003.‬‬
‫‪4. Michèle Guillaume-Hofnung, La médiation, collection : Que sais-je ?, Editeur : Presses‬‬
‫‪Universitaires de France-PUF, 2015.‬‬
‫‪5. Mylène JACCOUD, La justice Réparatrice et médiation pénale : convergences ou‬‬
‫‪divergences ?, Edition L’Harmattan Sciences Criminelles, Paris, France, 2003.‬‬
‫‪6. Sylvie GRUNVALD, Jean DANET, La composition pénale : une première évaluation,‬‬
‫‪L’Harmattan: bibliothèque S de droit, paris, France, 2004.‬‬
‫‪7. TOEWS BARB, the little book of restorative justice for people in Prison, good books, United‬‬
‫‪States of America, 2006.‬‬
‫‪ .2‬الكتب العامة‬
‫أ‪ -‬باللغة العربية‬
‫‪ .1‬أحسن يوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي العام‪ ،‬ط ‪ ( 14‬متممة ومنقحة )‪ ،‬دار هومة للطباعة والنةر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪ .2‬أحمااد إيراهيم عطيااة‪ ،‬أحكااام الحبس االحتياااطي والص ا ا ا ا ا االح الجنااائي‪ :‬في قااانون اإلجراءات الجنااائيااة‪ ،‬دار الفكر‬
‫والقانون‪-‬المنصورة‪ ،-‬مصر‪.2009 ،‬‬
‫‪ .3‬أحمد السيد عيد الرزاق بطور‪ ،‬تساؤالت مةروعة في اإلجراءات الجنائية‪ :‬طباقا ألحدث أحكام النقض‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية للنةر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2020 ،‬‬
‫‪ .4‬أحمد عيد اللطيف الفقي‪ ،‬النيابة العامة وحقوق ضحايا الجريمة‪ ،‬دار الفجر للنةر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.2003 ،‬‬
‫‪ .5‬أحمد فتحي سا ا ا ا اارور‪ ،‬الوسا ا ا ا اايا في قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬الكتاب األول‪ :‬االحكام العامة لإلجراءات الجنائية‪-‬‬
‫اإلجراءات السابقة على المحاكمة‪ ،‬إجراءات المحاكمة‪ ،-‬ط العاةرة (مطورة)‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة مصر‪،‬‬
‫‪.2016‬‬
‫‪ .6‬أة اار توفيق ة اامس الدين‪ ،‬ة اارئ قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬الجزء األول‪ :‬مرحلة ما قيل المحاكمة‪ ،‬طبعة خاص ااة‬
‫بالتعليم المفتوئ مزيدة وصفحة طبقا ألدنى التعديزت وأحكام القضاء (د‪.‬د‪.‬ن)‪.2012 ،‬‬
‫‪ .7‬أةا اار رمضا ااان عيد الحميد‪ ،‬الوسا اااطة الجنائية ودورها في إنهاء الدعوع العمومية‪ :‬د ارسا ااة مقارنة‪ ،‬دار أيو المجد‬
‫للطباعة بالهرم‪ ،‬مصر‪.2004 ،‬‬
‫‪ .8‬امال عيد الرحيم عثمان‪ ،‬ةا اارئ قانون االجراءات الجنائية‪ ،‬مطابع الهيئة المص ا ارية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصا اار‪،‬‬
‫‪.1991‬‬
‫‪ .9‬أمجد سليم الكردي‪ ،‬النيابة العامة‪ :‬دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬دار وائل للنةر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2012 ،‬‬
‫‪ .10‬أمينة سماعين فراقي‪ ،‬السياسة الجنائية اإلجرائية في التةريعات االقتصادية‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬
‫للنةر‪ ،‬اإلسكندرية‪.2015 ،‬‬
‫‪ .11‬إيهاب عيد المطلب‪ ،‬سمير صبحي‪ ،‬الموسوعة الجنائية الحديثة في ةرئ القانون الجنائي المغربي في ضوء الفقو‬
‫وأحكام المجلس األعلى المغربي ومحكمة النقض المصرية‪ ،‬المجلد الرابع ( الفصول‪ ،) 621-479‬المركز القومي‬
‫لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2011-2010 ،‬‬
‫‪ .12‬جندي عيد الملك‪ ،‬الموسا ااوعة الجنائية‪ ،‬الجزء الثالث‪ :‬جرائم‪-‬ربا فاحش‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار العلم للجميع‪ ،‬ييروت‪ ،‬لينان‪،‬‬
‫(د‪.‬س)‪.‬‬
‫الجريمة‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار العلم للجميع‪ ،‬ييروت‬ ‫‪ .13‬جندي عيد الملك‪ ،‬الموس ا ا ا ااوعة الجنائية الجزء الرابع‪ :‬رة ا ا ا ااوة‪-‬ظرو‬
‫لينان‪( ،‬د‪ .‬س)‪.‬‬
‫‪ .14‬حس ا ااام محمد س ا ااامي جاير‪ ،‬الس ا االطة المختص ا ااة يتحريك الدعوع الجنائية‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مص ا اار‪،‬‬
‫‪.2011‬‬
‫‪ .15‬حساان صااادق المرصاافاوي‪ ،‬المرصاافاوي في أصااول االجراءات الجنائية‪ ،‬الطبعة األخيرة‪ ،‬منةااخة المعار ‪ :‬جزل‬
‫جزع وةركاه‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪.1982 ،‬‬
‫‪ .16‬حيدر المالكي‪ ،‬أثر الصاالح في انقضاااء الدعوع الجنائية في الجرائم المالية‪ :‬د ارسااة مقارنة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2019 ،‬‬
‫‪ .17‬داليا قدري أحمد عيد العزيز‪ ،‬دور المجني عليو في الظاهرة اإلجرامية وحقوقو في التةا ا ا ا ا ا اريع الجنائي المقارن‪:‬‬
‫دراسة في علم المجني عليو‪ ،‬دار الجامعة الجيدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2013 ،‬‬
‫عييد‪ ،‬مبادئ االجراءات الجنائية في القانون المصري‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬ ‫‪ .18‬رءو‬
‫‪ .19‬رأفت عيد الفتائ حزوة‪ ،‬الصلح في المواد الجنائية‪ :‬دراسة مقارنة بالةريعة اإلسزمية‪ ،‬د‪ .‬د ن‪ ،‬مصر‪.2003 ،‬‬
‫‪ .20‬رامي متولي القاضا ااي‪ ،‬التصا ااالح في قضا ااايا المال العام في التة ا اريع المصا ااري‪ ،‬مركز الد ارسا ااات العربية للنةا اار‬
‫والتوزيع‪ ،‬مصر‪.2020 ،‬‬
‫‪ .21‬رياض مفتائ‪ ،‬الجريمة االقتص ااادية في إطار التقاض ااي والتص ااالح في الدول العربية‪ :‬د ارس ااة مقارنة‪ ،‬مكتبة الوفاء‬
‫القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2019 ،‬‬
‫‪ .22‬سا ا ا ا ااماتي الطيب‪ ،‬حماية حقوق الضا ا ا ا ااحية في ظل األنظمة اإلجرائية وتطييقاتها في التة ا ا ا ا اريع الجزائري‪ :‬التطور‬
‫التاريخي لحماية حقوق الض ا ا ا ا ا ااحية وبيان مفهومها‪ ،‬دار الهدع للطباعة والنة ا ا ا ا ا اار والتوزيع‪ ،‬عين مليلة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2018‬‬
‫‪ .23‬عادل عيد العال إيراهيم خ ارة ا ا ااي‪ ،‬التص ا ا ااالح في جرائم المال العام‪ :‬د ارس ا ا ااة تحليلية يين القانون الوض ا ا ااعي والفقو‬
‫اإلسزمي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2016 ،‬‬
‫‪ .24‬عادل يوسااف الةااكري‪ ،‬مباحث معمقة في فقو اإلجراءات الجزائية‪ ،‬منةااورات الحليي الحقوقية‪ ، ،‬ييروت ‪ ،‬لينان‪،‬‬
‫‪.2014‬‬
‫‪ .25‬عيد الرحمان خلفي‪ ،‬اإلجراءات الجزائية في التةا ا اريع الجزائري والمقارن ‪ :2019-2018‬يتض ا اامن اخر تعديزت‬
‫قانون اإلجراءات الجزائية بموجب األمر رقم ‪ 02-15‬المؤرخ في ‪ 23‬جويلية س ا ا ا ا ا اانة ‪ ( 2015‬ج ر ‪ )40‬والقانون‬
‫رقم‪ 07-17 :‬المؤرخ في ‪ 27‬مارس س ا ا اانة ‪ (2017‬ج ر ‪ )20‬والقانون رقم‪ 06-18 :‬المؤرخ في ‪ 10‬جوان سا ا اانة‬
‫‪ ( 2018‬ج ر ‪ )34‬المع اادل ااة والمتمم ااة لألمر رقم‪ 155-66 :‬المؤرخ في ‪ 8‬يونيو ‪ 1966‬والمتض ا ا ا ا ا اامن ق ااانون‬
‫اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ط ‪ ( 4‬منقحة ومعدلة)‪ ،‬دار يلقيس للنةر‪ ،‬دار الييضاء‪-‬الجزائر‪.2019-2018 ،‬‬
‫‪ .26‬عيااد الرحمااان خلفي‪ ،‬اإلجراءات الجزائيااة في التةا ا ا ا ا ا اريع الجزائري والمقااارن‪ ،‬ط ‪( 2‬منقحااة ومعاادلااة)‪ ،‬دار يلقيس‬
‫للنةر‪ ،‬الجزائر‪.2016 ،‬‬
‫‪ .27‬عيد الرزاق أحمد السا اانهوري‪ ،‬الوسا اايا في ةا اارئ القانون المدني‪ ،‬الجزء األول‪ :‬نظرية االلتزام يوجو عام‪-‬مصا ااادر‬
‫االلتزام‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬ييروت‪ ،‬لينان‪.1952 ،‬‬
‫‪ .28‬عيد أ أوهايية‪ ،‬ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ ،‬دار هومة للطباعة والنةر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪-2017 ،‬‬
‫‪.2018‬‬
‫‪ .29‬عيد أ اوهاييية‪ ،‬ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ ،‬الجزء الثاني‪ :‬في التحقيق النهائي (المحاكمة)‪ ،‬ط ‪،2‬‬
‫دار هومة للطباعة والنةر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2018 ،‬‬
‫‪ .30‬علوي علي أحمد الة ا ا ااارفي‪ ،‬المس ا ا ااؤولية الجنائية للة ا ا ااخص المعنوي‪-‬د ارس ا ا ااة مقارنة‪ ،‬المركز الديمقراطي العربي‬
‫للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‪ ،‬يرلين ألمانيا‪.2019 ،‬‬
‫‪ .31‬علي محمد المييضا ا ا ااين‪ ،‬الصا ا ا االح الجنائي وأثره في الدعوع العامة‪ ،‬دار الثقافة للنةا ا ا اار والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2010‬‬
‫‪ .32‬عمر سالم‪ ،‬نحو تيسير اإلجراءات الجنائية‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1997 ،‬‬
‫‪ .33‬عوض محمد عوض‪ ،‬المبادئ العامة في قانون االجراءات الجنائية‪ ،‬منة ا ا ا ا ا ااخة المعار ‪ :‬جزل حزع وة ا ا ا ا ا ااركاه‪،‬‬
‫االسكندرية‪ ،‬مصر‪.2002 ،‬‬
‫‪ .34‬لفتو هامل العجيلي‪ ،‬حق السرعة في اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار السنهوري لينان‪.2019 ،‬‬
‫‪ .35‬مخمون محمد سا ا اازمة‪ ،‬اإلجراءات الجنائية في التة ا ا اريع المصا ا ااري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬دار النهضا ا ااة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪.2001 ،‬‬
‫‪ .36‬محمد السيد عرفة‪ ،‬التحكيم والصلح وتطييقاتهما في المجال الجنائي‪ ،‬االكاديميون للنةر والتوزيع‪ ،‬عمان‪-‬األردن‪،‬‬
‫‪.2014‬‬
‫‪ .37‬محمد حنفي محمود‪ ،‬الحقوق األس اااس ااية للمجني عليو في الدعوع الجنائية‪ :‬د ارس ااة مقارنة‪ ،‬دار النهض ااة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬
‫‪ .38‬محمد عيد اللطيف عيد العال‪ ،‬مفهوم المجني عليو في الدعوع الجنائية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2006 ،‬‬
‫‪ .39‬محمد فوزي إيراهيم‪ ،‬دور الرضا في قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪.2014 ،‬‬
‫‪ .40‬محمد محمد المتولي أحمد الص ا ا ا ااعيدي‪ ،‬األمر الجنائي في قانون اإلجراءات الجنائية‪ :‬د ارس ا ا ا ااة مقارنة‪ ،‬دار الفكر‬
‫والقانون‪ ،‬مصر‪.2011 ،‬‬
‫‪ .41‬محمود س ا اامير عيد الفتائ‪ ،‬النيابة العمومية وس ا االطاتها في إنهاء الدعوع الجنائية يدون محاكمة‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬
‫ييروت‪ ،‬لينان‪.1991 ،‬‬
‫‪ .42‬محمود محمود مصطفى‪ ،‬ةرئ قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ط‪ ،8‬دار ومطالع الةعب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1963 ،‬‬
‫‪ .43‬محمود نجيب حس ااني‪ ،‬ة اارئ قانون العقوبات‪ :‬القس اام العام النظرية العامة للجريمة‪ ،‬دار النهض ااة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪.1962 ،‬‬
‫‪ .44‬محمود نجيب حسااني‪ ،‬فوزية عيد السااتار‪ ،‬ةاارئ قانون اإلجراءات الجنائية وفقا ألحدث التعديزت التة اريعية‪ ،‬دار‬
‫المطيوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2017 ،‬‬
‫‪ .45‬مصااطفى مجدي هرجة‪ ،‬التعليق على قانون االجراءات الجنائية‪ :‬المعدل بالقوانين ‪ 145‬لساانة ‪ 2006‬و‪ 74‬لساانة‬
‫‪ 2007‬و‪ 153‬لسنة ‪( ،2007‬أربع مجلدات)‪ ،‬دار محمود للنةر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪( ،‬د‪.‬س)‪.‬‬
‫‪ .46‬منى محمد مراجع محمود‪ ،‬المزئمة في تحريك الدعوع الجنائية‪ ،‬دار النهض ا ا ااة العربية للنة ا ا اار والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪.2019 ،‬‬
‫‪ .47‬نجيمي جمال‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري على ضا ااوء االجتهاد القضا ااائي (مادة بمادة)‪ ،‬ج ‪ :1‬من المادة‬
‫األولى إلى غاية المادة ‪ ،247‬ط ‪ ،4‬دار هومة للطباعة والنةر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2018 ،‬‬
‫‪ .48‬نجيمي جمال‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري على ض ا ا ااوء االجتهاد القض ا ا ااائي‪-‬مادة بمادة‪-‬ج ‪ :2‬من المادة‬
‫‪ 248‬إلى نهاية القانون طبقا رخر تعديل بالقانون رقم ‪ 06-18‬المؤرخ في ‪ 10‬جوان ‪ ،2018‬ط ‪ ،4‬دار هومة‬
‫للطباعة والنةر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2018 ،‬‬
‫‪ .49‬وطفة ضياء ياسين‪ ،‬الصلح الجنائي‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2014 ،‬‬
‫‪ .50‬ياسا ا ااين ايت أحمد‪ ،‬الوسا ا اااطة الينكية كوسا ا اايلة يديلة لتسا ا ااوية النزاعات ورهان إصا ا اازئ العدالة‪ ،‬سا ا االسا ا االة البحث‬
‫األكاديمي‪ :‬منةورات مجلة العلوم القانونية‪ ،‬مطبعة ومكتبة األمنية‪ ،‬اإلصدار الواحد والعةرون‪ ،‬المغرب‪.2017 ،‬‬
‫‪ .51‬يحي إيراهيم علي‪ ،‬الص ا ا االح والتص ا ا ااالح وثمن الجريمة‪ :‬تطييقات‪ ،‬إة ا ا ااكاالت‪ ،‬إف ارزات عجيبة‪ ،‬دار الفكر القانوني‬
‫للنةر والتوزيع‪ ،‬طنطا‪ ،‬مصر‪.2010 ،‬‬
‫ب‪ -‬باللغة األجنبية‬
‫‪1. Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Traité de procédure pénale, Quatrième‬‬
‫‪édition, ED : ECONOMICA, Paris, France, 2015.‬‬
‫‪2. Jean Lagadec, le nouveau guide pratique du droit, France loisirs, Paris, 1995.‬‬
‫‪3. Olivier MICHIELS, Géraldine FALQUE, procédure pénale : Notes sommaires et provisoires,‬‬
‫‪6 ème édition, Université de liège, Faculté de droit, Année académique : 2017-2018.‬‬
‫‪4. Philippe Conte, Patrick Maistre du Chambon, Procédure pénale, 3eme édition, Dalloz, Armand‬‬
‫‪Colin Paris, 2001, p46).‬‬
‫ثانيا‪-‬الرسائل والم كرات الجامعية‬
‫ً‬
‫‪ .1‬رسائل الدكتو ار‬
‫أ – باللغة العربية‬
‫‪ .1‬أيو بكر علي محمد أيو س ا اايف‪ ،‬دور الص ا االح في انهاء الدعوع الجنائية‪ :‬د ارس ا ااة مقارنة يين التةا ا اريعين المص ا ااري‬
‫واللييي‪ ،‬رسالة دكتوراه في الحقوق‪ ،‬جامعة عين ةمس‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬قسم القانون الجنائي‪.2015 ،‬‬
‫‪ .2‬أحمد محمد يراك‪ ،‬العقوبة الرضا ااائية في الة ا اريعة اإلسا اازمية واألنظمة الجنائية المعاص ا ارة‪ :‬د ارسا ااة مقارنة‪ ،‬رسا ااالة‬
‫دكتوراه في الحقوق الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية الحقوق‪.2009 ،‬‬
‫‪ .3‬أسا ااامة حسا اانين عييد‪ ،‬الصا االح في قانون اإلجراءات الجنائية‪ :‬ماهيتو والنظم المرتبطة بو‪-‬د ارسا ااة مقارنة‪ ،-‬رسا ااالة‬
‫دكتوراه في الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية الحقوق‪.2004 ،‬‬
‫‪ .4‬إيمان مص ااطفى منص ااور مص ااطفى‪ ،‬الوس اااطة الجنائية‪ :‬د ارس ااة مقارنة‪ ،‬رس ااالة دكتوراه في الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬قسم القانون الجنائي‪.2010 ،‬‬
‫‪ .5‬يلقاسا اام سا ااويقات‪ ،‬العدالة التصا ااالحية في المسا ااائل الجنائية‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم في الحقوق‪ ،‬تخصا ااص‪ :‬القانون‬
‫الجنائي‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪.2020-2019 ،‬‬
‫‪ .6‬ين يوعيد أ وردة‪ ،‬الموازنة يين ض اامان حقوق المتهم وحقوق الض ااحية‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم في العلوم القانونية‪:‬‬
‫ةااعبة القانون الجنائي الدولي‪ ،‬جامعة باجي مختار عنابة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السااياسااية‪ ،‬قساام الحقوق‪-2015 ،‬‬
‫‪.2016‬‬
‫‪ .7‬جمال دريسا ا ااي‪ ،‬دور الضا ا ااحية في إنهاء المتابعة الجزائية‪ ،‬رسا ا ااالة دكتوراه في العلوم‪ ،‬تخصا ا ااص‪ :‬القانون‪ ،‬جامعة‬
‫مولود معمري‪-‬تيزي وزو‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪-‬يوخالفة‪.2016-2015 ،‬‬
‫‪ .8‬جيزلي عيد الحق‪ ،‬نظام المص ا ا ا ا ااالحة في المس ا ا ا ا ااائل الجزائية في التةا ا ا ا ا اريع الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه في القانون‬
‫اإلجرائي‪ ،‬جامعة عيد الحميد ين باديس‪-‬مستغانم‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪.2017-2016 ،‬‬
‫‪ .9‬حاتم عيد الرحمن محمد عطية‪ ،‬دور المجني عليو في انهاء الدعوع الجنائية‪ ،‬رس ا ا ا ا ااالة دكتوراه في الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫القاهرة‪ ،‬كلية الحقوق‪.2014 ،‬‬
‫‪ .10‬حمدي رجب عطية‪ ،‬دور المجني عليو في انهاء الدعوع الجنائية‪ ،‬رس ا ا ا ا ا ااالة دكتوراه في الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪.1990 ،‬‬
‫‪ .11‬خالد منير حس اان ة ااعير‪ ،‬األمر الجنائي‪ :‬د ارس ااة تحليلية مقارنة‪ ،‬رس ااالة دكتوراه في الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪.2006 ،‬‬
‫‪ .12‬داود زمورة‪ ،‬الص االح كيديل للدعوع العمومية في التةا اريع الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم في الحقوق‪ ،‬تخص ااص‬
‫قانون جنائي‪ ،‬جامعة باتنة‪-1-‬الحاج لخضر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪.2018-2017 ،‬‬
‫‪ .13‬رامي متولي عيد الوهاب إيراهيم القاضي‪ ،‬الوساطة كيديل عن الدعوع الجنائية‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة دكتوراه في‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية الحقوق‪.2010 ،‬‬
‫‪ .14‬سا ا ا ااعادنة العيد العايش‪ ،‬اإلثبات في المواد الجمركية‪ ،‬بحث لنيل ةا ا ا ااهادة الدكتوراه في القانون‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪.2006 ،‬‬
‫‪ .15‬س ا ااعيد أحمد علي قاس ا اام‪ ،‬الجرائم المرورية‪ ،‬رس ا ااالة دكتوراه في الحقوق‪ ،‬جامعة اإلس ا ااكندرية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬قس ا اام‬
‫القانون الجنائي‪.2009 ،‬‬
‫‪ .16‬سماتي الطيب‪ ،‬الحماية الجزائية لحقوق الضحية‪ ،‬ا ااخطروحة دكتوراه في العلوم القانونية‪ ،‬تخصص‪ :‬قانون جنائي‪،‬‬
‫جامعة العقيد الحاج لخضر باتنة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪.2016-2015 ،‬‬
‫صا اا وتطيياقا‪ ،‬رس ااالة دكتوراه علوم في القانون الخاص‪،‬‬
‫‪ .17‬ة اايرو نهى‪ ،‬الجريمة الجمركية في التةا اريع الجزائري‪ :‬ن ا‬
‫قانون أعمال‪ ،‬جامعة منتوري‪-‬قسنطينة ‪ ،-1‬كلية الحقوق‪ ،‬قسم القانون الخاص‪.2018-2017 ،‬‬
‫‪ .18‬طارق كور‪ ،‬المص ا ا ا ا ااالحة في جريمة الص ا ا ا ا اار ‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل ة ا ا ا ا ااهادة دكتوراه علوم في القانون العام ‪،‬‬
‫تخصص ‪ :‬قانون جنائي دولي ‪ ،‬جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة ‪ ، 1‬كلية الحقوق ‪.2018-2017 ،‬‬
‫‪ .19‬طزل جديدي‪ ،‬اإلجراءات الموجزة إلنهاء الدعوع العمومية في التةا ا ا ا ا ا اريع الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه العلوم في‬
‫الحقوق‪ ،‬ةعبة القانون العام‪ ،‬جامعة العربي التبسي‪-‬تبسة‪-‬الجزائر‪ ،-‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪،‬‬
‫‪.2017-2016‬‬
‫‪ .20‬عاقلي فضا اايلة‪ ،‬الحماية القانونية للحق في حرمة الحياة لخاصا ااة‪ :‬د ارسا ااة مقارنة‪ ،‬بحث مقدم لنيل ةا ااهادة دكتوراه‬
‫علوم في القانون الخاص‪ ،‬جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة‪ ،‬كلية الحقوق‪.2012-2011 ،‬‬
‫‪ .21‬عائةااة موسااى‪ ،‬مركز الضااحية في الدعوع العمومية‪ ،‬أطروحة دكتوراه الطور الثالث في القانون الجنائي‪ ،‬جامعة‬
‫‪ 20‬أوت ‪-1955‬سكيكدة‪ ،-‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪.2018 ،‬‬
‫‪ .22‬عيد الرحمان عاطف عيد الرحمان أحمد‪ ،‬الوساطة الجنائية ودورها في إنهاء وخصخصة الدعوع الجنائية‪ :‬دراسة‬
‫مقارنة يين القانون الوضعي والةريعة اإلسزمية‪ ،‬رسالة دكتوراه في الحقوق‪ ،‬جامعة أسيوط‪ ،‬كلية الحقوق‪.2018 ،‬‬
‫‪ .23‬عيد القادر قائد سا ا ا ااعيد المجيدي‪ ،‬ةا ا ا ااكوع المجني عليو كقيد من قيود تحريك الدعوع الجزائية في القانون اليمني‬
‫والجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه في القانون العام‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،-1-‬كلية الحقوق‪-‬ين عكنون‪.2014-2013 ،‬‬
‫‪ .24‬عيد اللطيف أيو دربالة عيد الفاضا اال األزرق‪ ،‬التصا ااالح الجنائي ودوره في إنهاء الدعوع الجنائية‪ ،‬رسا ااالة دكتوراه‬
‫في الحقوق‪ ،‬جامعة المنصورة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬إدارة الدراسات العليا والبحوث‪ ،‬قسم القانون الجنائي‪.2016 ،‬‬
‫‪ .25‬عيد أ عادل خزنة كاتيي‪ ،‬اإلجراءات الجنائية الموجزة‪ ،‬رسالة دكتوراه في الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫‪.1980‬‬
‫‪ .26‬عثامنية كوس ا اار‪ ،‬دور النيابة العامة في حماية حقوق اإلنس ا ااان أثناء مراحل االجراءات الجزائية‪-‬د ارس ا ااة مقارنة‪،-‬‬
‫أطروحة مقدمة لنيل ة ااهادة الدكتوراه علوم في الحقوق‪ ،‬تخص ااص‪ :‬قانون جنائي‪ ،‬جامعة محمد خيض اار‪-‬بس ااكرة‪،-‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪.2014-2013 ،‬‬
‫‪ .27‬عزت مصطفى الدسوقي‪ ،‬قيود الدعوع الجنائية يين النظرية والتطييق‪ ،‬رسالة دكتوراه في القانون‪ ،‬جامعة القاهرة‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪.1986 ،‬‬
‫‪ .28‬فايز عيد الحميد عيد أ السا ا االيحات‪ ،‬الصا ا االح في حل المنازعات الجزائية‪ :‬د ارسا ا ااة مقارنة يين التة ا ا اريع األردني‬
‫والتةا ا ا اريع المص ا ا ااري والتةا ا ا اريع اإلنجليزي‪ ،‬أطروحة دكتوراه الفلس ا ا اافة في القانون العام‪ ،‬جامعة عمان العربية‪ ،‬كلية‬
‫القانون‪ ،‬قسم القانون العام‪.2010 ،‬‬
‫‪ .29‬كمال يوةااليق‪ ،‬الضاامانات القانونية لحماية الةاارعية االجرائية خزل الدعوع العمومية‪ ،‬أطروحة دكتو اره علوم في‬
‫العلوم القانونية‪ ،‬تخصص‪ ،‬قانون جنائي‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،-1-‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪-2017 ،‬‬
‫‪.2018‬‬
‫‪ .30‬ليلى سا ا ا ااوياد‪ ،‬التوبة في القانون الجنائي‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم القانونية‪ ،‬تخصا ا ا ااص‪ :‬قانون جنائي‪ ،‬جامعة‬
‫الحاج لخضر باتنة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪.2014-2013 ،‬‬
‫‪ .31‬ليلى قايد الرضااائية في المواد الجنائية‪ ،‬رسااالة دكتوراه في القانون الجنائي‪ ،‬جامعة جيزلي الياس ساايدي يلعباس‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪.2015-2014 ،‬‬
‫‪ .32‬مجدي فتحي حس ا ااين مص ا ااطفى نجم‪ ،‬الص ا االح وأثره على الدعوع الجنائية‪ :‬د ارس ا ااة مقارنة يين القانون الوض ا ااعي‬
‫والةريعة اإلسزمية‪ ،‬رسالة دكتوراه في الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية الحقوق‪.2013 ،‬‬
‫‪ .33‬محمد العايب‪ ،‬تفريد العقوبة الجزائية يين الفقو اإلس ا ا اازمي والتةا ا ا اريع الجزائري‪ ،‬بحث مقدم لنيل درجة دكتوراه في‬
‫العلوم اإلسزمية‪ ،‬تخصص‪ :‬ةريعة وقانون‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬كلية العلوم اإلسزمية‪ ،‬قسم الةريعة‪.2016-2015 ،‬‬
‫‪ .34‬مراد يلولهي‪ ،‬يدائل إجراءات الدعوع العمومية‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم تخصص‪ :‬علوم جنائية‪ ،‬جامعة باتنة‪-‬‬
‫‪-1‬الحاج لخضر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪.2019-2018 ،‬‬
‫‪ .35‬منصااور عيد الساازم عيد الحميد حسااان العجيل‪ ،‬العدالة الرضااائية في اإلجراءات الجنائية‪ :‬د ارسااة مقارنة‪ ،‬رسااالة‬
‫دكتوراه في الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬قسم القانون الجنائي‪.2016 ،‬‬
‫‪ .36‬ميلود دريس ا ااي‪ ،‬الص ا االح في المادة الجزائية‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم في القانون‪ ،‬تخص ا ااص‪ :‬قانون جنائي‪ ،‬جامعة‬
‫باجي مختار عنابة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬قسم الحقوق‪.2019 ،‬‬
‫‪ .37‬نادية رواحنة‪ ،‬الحماية القانونية للض ا ا ا ااحية‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم في الحقوق‪ ،‬تخص ا ا ا ااص‪ :‬القانون العام‪ ،‬جامعة‬
‫قسنطينة ‪ ،1‬كلية الحقوق‪.2018-2017 ،‬‬
‫‪ .38‬هة ااام مفض ااي المجالي‪ ،‬الوس اااطة الجزائية وس اايلة غير تقليدية في حل النزاعات الجزائية‪-‬د ارس ااة مقارنة‪ ،-‬رسااالة‬
‫دكتوراه‪ ،‬جامعة عين ةمس‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬مصر‪.2008 ،‬‬
‫ب – بالغة الفرنسية‬
‫‪1. Camille Miansoni, Les modes de poursuite devant les juridictions pénales, THESE pour le‬‬
‫‪Doctorat en Droit, Université Panthéon Sorbonne - Paris I, France, Institut de Recherche‬‬
‫‪Juridique de la Sorbonne - André Tunc, Département de Recherche sur la Justice et le Procès,‬‬
‫‪Submitted on 21 Sep 2018.‬‬
‫‪2. Evan Raschel, la pénalisation des atteintes au consentement dant le champ contractuel, Thèse‬‬
‫‪pour l’obtention du doctorat en droit privé, Ecole doctorale : Droit et science politique-pierre‬‬
‫‪Couvrat) Poitiers( , Université de POITIERS, Faculté de Droit et des Sciences Sociales, France,‬‬
‫‪2013.‬‬
3. Jean-Baptiste VIEU, Les Maisons de justice et du droit : une perspective de rénovation de la
justice ?, thèse pour le doctorat en Droit privé, École doctorale : Sciences juridique et politiques,
université de Toulouse, France, 2012.
4. LAURA. MESSINA, Médiation et justice réparatrice dans le système pénal des mineurs italien
et français, thèse pour le doctorat : Franco-italien, Université Paul Cézanne Aix-Marseille III,
Faculté de droit et science politique, France, 2004-2005.
5. Leonardo CARPENTIERI, La justice restaurative : Analyse Critique D’un Modèle Américain
de Règlement Alternatif des Conflits, Thèse pour le Doctorat en Droit, Université
PANTHEON-ASSAS (PARIS II), Faculté du droit Economie-sciences sociales, 2007.
6. Mamounata Agnès ZOUNGRANA, La place de la victime dans le procès pénale : Etude de
droit comparé : droit Burkinabé sous L’éclairage du droit international, thèse pour le doctorat
en droit, Spécialité : Droit pénale et science criminelles, Université de Strasbourg, Centre de
droit privé Fondamental, France, 2012.
7. Moonkwi KIM, Essai sur la justice Restaurative : illustré par les exemples de la France et de la
Corée du Sude, Thèse pour le doctorat, Université de Montpellier, Faculté de Droit et Science
politique, Spécialité : Droit privé et sciences criminelles, France, 2015.
8. NAAR Fatiha, La transaction pénale en Matière Economique, thèse pour le doctorat en
sciences, Spécialité : Droit, université Mouloud MAMMERI de TIZI-OUZOU, Faculté de droit
et sciences politiques, 2013.
9. Pascale Latreille, l'expérience des victimes : de la demande de justice au souci de régulation et
de gestion des conséquences du crime, Thèse soumise à la faculté des études supérieures des
exigences du programme de maîtrise en criminologie, Université d'Ottawa-canada, Faculté des
science sociales, Département de criminologie, 2012.
10. Rozenn CREN, Poursuites et sanction en droit pénal douanier, Thèse de doctorat en droit
privé, spécialité : droit pénale, Université panthéon-Assas, France, 2011.
11. Saoussane Tadrous, La place de la victime dans le procès pénal, Thèse pour le doctorat en
droit, Spécialité : Droit privé et sciences criminelles, Université Montpellier 1, France, 2015.
12. Sarah-Marie Cabon, La négociation en matière pénale, thèse pour le doctorat en droit (Ecole
Doctorale de Droit-E.D.41), Spécialité droit privé et sciences criminelles, université de
Bordeaux, France, 2014.
13. Wilfrid EXPOSITO, la justice pénale et les interférences consensuelles, Thèse pour le doctorat
en droit, université Jean Moulin-Lyon III, Faculté de droit, France, 2005.
14. Xavier ANONIN, La spécialité contraventionnelle en matière pénale, Thèse pour le doctorat
en droit, Université de Aix-Marseille France, Faculté de droit et de science, politique, 2018.
‫ م كرات الماجستير والماستر‬.2
‫أ – باللغة العربية‬
‫ جامعة أيو بكر يلقايد‬،‫ مذكرة ماجسا ااتير في القانون الخاص‬،‫ د ارسا ااة مقارنة‬:‫ ميدأ تخويل العقد‬،‫ بةا ااير دالي‬.1
.2008-2007 ،‫ كلية الحقوق‬،‫تلمسان‬
‫ مذكرة مقدمة لنيل ةا ا اهادة‬،"‫ الحق في الخص ا ااوص ا ااية في التةا ا اريع الجزائري" د ارس ا ااة مقارنة‬،‫ ين حيدة محمد‬.2
‫ كلية ارداب والعلوم‬،-‫أدرار‬-‫ الجامعة اإلفريقية العقيد أحمد دراية‬،‫ حقوق وحريات‬:‫ تخص ا ااص‬،‫الماجس ا ااتير‬
.2010-2009 ،‫ قسم العلوم القانونية واإلدارية‬،‫اإلنسانية‬
‫‪ .3‬خالد حسا ا ا ااين حواس أحمد‪ ،‬الوسا ا ا اااطة في إنهاء الدعوع الجنائية‪ ،‬رسا ا ا ااالة ماجسا ا ا ااتير في القانون الجنائي‪،‬‬
‫جامعة طرايلس‪-‬ليييا‪-‬كلية القانون‪ ،‬قسم القانون الجنائي‪.2015 ،‬‬
‫‪ .4‬رتيبة يوعزني‪ ،‬حقوق الضا ااحية في المتابعة القضا ااائية الجنائية‪ ،‬مذكرة ماجسا ااتير في الحقوق‪ ،‬فرع‪ :‬القانون‬
‫الجنائي والعلوم الجنائية‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬كلية الحقوق‪-‬ين عكنون ‪.2014-2013‬‬
‫‪ .5‬سااعادي عار محمد صاوافطة‪ ،‬الصاالح في الج ارئم االقتصااادية‪ ،‬رسااالة ماجسااتير في القانون العام‪ ،‬جامعة‬
‫النجائ الوطنية نايلس‪-‬فلسطين‪ ،-‬كلية الدراسات العليا‪.2010 ،‬‬
‫‪ .6‬س ا ا ااماتي الطيب‪ ،‬حماية حقوق الض ا ا ااحية خزل الدعوع الجزائية في التةا ا ا اريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجس ا ا ااتير‪،‬‬
‫تخصص‪ :‬قانون جنائي‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪.2007-2006 ،‬‬
‫‪ .7‬ةا ا ا ا ا ا اااهر علي محمد المطيري‪ ،‬الةا ا ا ا ا ا ااكوع كقيد على تحريك الدعوع الجزائية في القانون الجزائي األردني‬
‫والكويتي والمصااري‪ ،‬رسااالة ماجسااتير في الحقوق‪ ،‬تخصااص‪ :‬القانون العام‪ ،‬جامعة الةاارق األوسااا‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬قسم القانون العام‪.2010-2009 ،‬‬
‫‪ .8‬ةا ا ا ااهد أياد حازم‪ ،‬الصا ا ا االح وأثره في الدعوع العامة يين القانونين األردني والعراقي‪ ،‬رسا ا ا ااالة ماجسا ا ا ااتير في‬
‫تخصص القانون العام‪ ،‬جامعة الةرق األوسا‪-‬األردن‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬قسم القانون العام‪.2016 ،‬‬
‫‪ .9‬علي محمد المييض ااين‪ ،‬الص االح الجنائي وأثره في الدعوع العامة في القانون األردني‪ ،‬رس ااالة ماجس ااتير في‬
‫القانون‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪.2005 ،‬‬
‫‪ .10‬قراني مفيدة‪ ،‬حقوق المجني عليو في الدعوع العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل ةا ااهادة الماجسا ااتير في القانون العام‪،‬‬
‫فرع العقوبات والعلوم الجنائية‪ ،‬جامعة اإلخوة منتوري قساانطينة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬قساام القانون العام‪-2008 ،‬‬
‫‪.2009‬‬
‫‪ .11‬محمد سااليمان حسااين المحاساانة‪ ،‬التصااالح وأثره على الجريمة االقتصااادية‪ ،‬رسااالة ماجسااتير في القانون‪،‬‬
‫الجامعة األردنية‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪.2007 ،‬‬
‫‪ .12‬محمد ةاااكر ساالطان‪ ،‬ضاامانات المتهم أثناء مرحلة التحريات األولية والتحقيق االيتدائي‪ ،‬مذكرة ماجسااتير‬
‫في القانون‪ ،‬تخصا ا ا ا ا ا ااص علم اإلجرام والعقاب‪ ،‬جامعة العقيد الحاج لخضا ا ا ا ا ا اار‪-‬باتنة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪.2013 ،‬‬
‫الدمياطي‪ ،‬يدائل الدعوع الجزائية ودورها في تحقيق العدالة في فلس ا ا ا ا ااطين‪،‬‬ ‫‪ .13‬محمد ص ا ا ا ا اازئ عيد الرؤو‬
‫رسالة ماجستير في القانون العام‪ ،‬الجامعة اإلسزمية بغزة‪ ،‬عمادة الدراسات العليا‪ ،‬كلية الةريعة والقانون‪،‬‬
‫قسم القانون العام‪.2013 ،‬‬
‫‪ .14‬ندع يوالزيت‪ ،‬الص االح الجنائي‪ ،‬مذكرة ماجس ااتير في القانون العام‪ ،‬فرع‪ :‬قانون العقوبات والعلوم الجنائية‪،‬‬
‫جامعة منتوري‪-‬قسنطينة‪ ،-‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪.2009-2008 ،‬‬
‫‪ .15‬ياس اار ين محمد س ااعيد بابص اايل‪ ،‬الوس اااطة الجنائية في النظم المعاصا ارة‪ :‬د ارس ااة تحليلية‪ ،‬رس ااالة جامعية‬
‫للحصا ااول على درجة الماجسا ااتير‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬كلية الد ارسا ااات العليا‪ ،‬قسا اام العدالة‬
‫الجنائية‪ ،‬الرياض‪.2011 ،‬‬
‫ب – باللغة الفرنسية‬
‫‪1. Diane Floréancig, Les alternatives en procédure pénale, Mémoire de Master II droit Pénale et‬‬
‫‪sciences pénales, Université Paris II panthéon-Assas, 2012-2013.‬‬
‫‪2. Emilie Deschot, le caractère hybride de la composition pénale, mémoire présenté et soutenu en‬‬
‫‪vue de l’obtention du master droit-recherche-, mention : droit pénal-droit privé-, école doctorale‬‬
‫‪des sciences juridiques, politique et sociale- (ED n° 74) -, université droit et santé : lille2, faculté‬‬
‫‪des sciences juridiques politiques et sociales, 2005-2006.‬‬
‫‪3. Mélanie CADIEUX, Médiation pénale et lien sociale : étude d’un processus de médiation entre‬‬
‫‪jeunes contrevenants et personnes victimes suite à un délit jugé grave, Mémoire présenté‬‬
‫‪comme exigence partielle de la maîtrise en travail sociale, Université du QUÉBEC À‬‬
‫‪MONTRÉAL-CANADA, 2011.‬‬
‫ثالثا ‪-‬مقاالت علمية‬
‫أ‪ -‬باللغة العربية‪:‬‬
‫نموذجا‪ ،"-‬المجلة‬
‫ا‬ ‫‪ .1‬إيراهيم العسا ا ا ا ا ااري‪ " ،‬العدالة التصا ا ا ا ا ااالحية‪ :‬ميررات يروزها وافاقها بالمغرب‪-‬الوسا ا ا ا ا اااطة الجزائية‬
‫المغربية للدراسات واالستةارات القانونية‪ ،‬العدد ‪.2013 ،4‬‬
‫‪ .2‬إيراهيم خليل عوسا ااج‪ " ،‬الوسا اااطة الجزائية المةا ااروعة "‪ ،‬مجلة جامعة األنبار للعلوم القانونية والسا ااياسا ااية‪ ،‬العراق‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،3‬العدد ‪.2012 ،5‬‬
‫‪ .3‬أحمد ييطام‪ " ،‬دور وكيل الجمهورية في المص ا ا ا ا ااالحة والوس ا ا ا ا اااطة الجنائية في التةا ا ا ا ا اريع الجزائري"‪ ،‬مجلة الباحث‬
‫للدراسات األكاديمية‪ ،‬المجلد ‪ ،4‬العدد ‪.2017 ،2‬‬
‫‪ .4‬إلياس الهواري احبايو‪ " ،‬التكريس القانوني واالقتصا ا ا ا ا ااادي لنظام المصا ا ا ا ا ااالحة في المادة الجمركية"‪ ،‬مجلة االجتهاد‬
‫للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،7‬العدد ‪.2018 ،2‬‬
‫‪ .5‬امال عيد الرحيم عثمان‪ " ،‬النموذج القانوني للجريمة"‪ ،‬مجلة العلوم القانونية واالقتصادية‪ ،‬جامعة عين ةمس‪-‬كلية‬
‫الحقوق‪-‬مصر‪ ،‬المجلد ‪ ،14‬العدد ‪.1972 ،1‬‬
‫‪ .6‬أمل فاض ا ا اال عيد خة ا ا ااان عنوز‪ " ،‬العدالة الجنائية التص ا ا ااالحية‪ :‬د ارس ا ا ااة قانونية مقارنة"‪ ،‬المجلة األكاديمية للبحث‬
‫القانوني‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد‪.2016 ،01‬‬
‫‪ .7‬أمينة ركاب‪ " ،‬الوساطة الجزائية كنظام يديل للدعوع العمومية "‪ ،‬مجلة معالم للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،1‬العدد ‪.2017 ،2‬‬
‫‪ .8‬إيمان محمد عمرو الجايري‪ ،‬األمر الجنائي‪ ،‬مجلة الفكر الةا ا اارطي‪ ،‬القيادة العامة لةا ا اارطة الةا ا ااارقة‪-‬مركز بحوث‬
‫الةرطة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪.2010 ،74‬‬
‫‪ .9‬إيهاب الروسان‪ " ،‬يدائل الدعوع العمومية"‪ ،‬سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‪ ،‬مجلة القانون واألعمال‪ ،‬جامعة‬
‫الحسن األول‪ ،‬المغرب‪ ،‬العدد ‪.2018 ،12‬‬
‫‪ .10‬يدر ا لدين يونس‪ " ،‬الوس ا ا ا ا ا اااطة في المادة الجزائية‪ :‬قراءة تحليلية في األمر رقم ‪ 02-15‬المؤرخ في ‪ 23‬جويلية‬
‫‪ ،" 2015‬مجلة البحوث والدراسات اإلنسانية‪ ،‬العدد ‪.2016 ،12‬‬
‫‪ .11‬يراء منذر كمال عيد اللطيف‪ " ،‬السيل الكفيلة لضمان سرعة اإلجراءات الجزائية"‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة‬
‫بايل‪-‬كلية التربية للعلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد ‪.2011 ،8‬‬
‫‪ .12‬بةا اارع سا ااعيد سا االيمان سا اايف الكعيي‪ ،‬محمد نور الدين سا اايد‪ " ،‬نطاق تطييق الوسا اااطة الجنائية في التة ا اريعات‬
‫المقارنة "‪ ،‬مجلة العلوم الةرعية والقانونية‪ ،‬جامعة المرقب‪ ،‬كلية القانون بالخمس ‪ ،‬العدد ‪.2018 ،1‬‬
‫‪ .13‬يلعسلي ويزة‪ " ،‬الوساطة الجزائية في أمر ‪ 02-15‬المتضمن تعديل قانون اإلجراءات الجزائية"‪ ،‬المجلة الجزائرية‬
‫للعلوم القانونية‪ ،‬السياسية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،55‬العدد ‪.2018 ،2‬‬
‫‪ .14‬ين الطييي مبارك‪ " ،‬الوساااطة الجنائية على ضااوء األمر ‪ 02-15‬المتضاامن تعديل قانون اإلجراءات الجزائية "‪،‬‬
‫مجلة القانون والمجتمع‪ ،‬المجلد ‪ ،4‬العدد ‪.2016 ،2‬‬
‫‪ .15‬ين النصيب عيد الرحمان‪ " ،‬العدالة التصالحية اليديل للعدالة الجنائية"‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬العدد ‪.2014 ،11‬‬
‫‪ .16‬ين ددوش س ا ا اايد أحمد‪ " ،‬المص ا ا ااالحة الجمركية حق للمخالف أم امتياز إلدارة الجمارك"‪ ،‬المجلة الجزائرية للقانون‬
‫البحري والنقل‪ ،‬المجلد ‪ ،4‬العدد ‪.2017 ،1‬‬
‫‪ .17‬ين طيفور نس ا ا اايمة‪ ،‬بحري فاطمة‪ " ،‬العدالة الجنائية التص ا ا ااالحية في مجال المال واألعمال‪-‬الص ا ا االح والوس ا ا اااطة‬
‫نموذجا"‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية والسياسية واالقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،57‬العدد ‪.2020 ،4‬‬
‫ا‬ ‫الجنائيين‬
‫‪ .18‬يولواطة السا ااعيد‪ " ،‬سا اارعة اإلجراءات في القانون اإلجرائي الجزائي الجزائري"‪ ،‬المجلة األكاديمية للبحث القانوني‪،‬‬
‫العدد ‪.2019 ،1‬‬
‫‪ .19‬جاس ا ا اام محمد العنتلي‪ " ،‬الص ا ا االح في قانون اإلجراءات الجزائية االتحادي"‪ ،‬مجلة الفكر الة ا ا اارطي‪ ،‬القيادة العامة‬
‫لةرطة الةارقة‪-‬مركز بحوث الةرطة‪ ،‬المجلد ‪ ،18‬العدد ‪.2009 ،71‬‬
‫‪ .20‬جزول صا ااالح‪ ،‬مبطوش الحاج‪ " ،‬مدع فاعلية أحكام الوسا اااطة الجزائية في حل النزاعات في التة ا اريع الجزائري"‪،‬‬
‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،2‬العدد ‪.2017 ،1‬‬
‫‪ .21‬جيزلي ييوض‪ " ،‬اكتس ا اااب الة ا ااخص ا ااية المعنوية واثارها في قانون العقوبات"‪ ،‬مجلة األس ا ااتاذ الباحث ا‬
‫للدرس ا ااات‬
‫القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،2‬العدد ‪.2017 ،7‬‬
‫‪ .22‬حييباة عيادلي‪ ،‬حمزة جباايلي‪ " ،‬المصا ا ا ا ا ا ااالحاة الجمركياة كياديال للمتاابعاة القضا ا ا ا ا ا ااائياة"‪ ،‬مجلاة العلوم االجتمااعياة‬
‫واإلنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،6‬العدد ‪.2013 ،2‬‬
‫‪ .23‬حسا ااني محمد السا اايد الجدع‪ " ،‬تنازل المجني عليو عن ةا ااكواه "‪ ،‬مجلة كلية الة ا اريعة والقانون بخسا اايوط‪ ،‬مص ا ار‪،‬‬
‫العدد ‪.1987 ،5‬‬
‫‪ .24‬حس ا ا ا ااينة ة ا ا ا اارون‪ " ،‬الوس ا ا ا اااطة الجزائية لألحداث الجانحين وفقا للقانون ‪ 12-15‬المتعلق بحماية الطفل"‪ ،‬مجلة‬
‫البحوث القانونية واالقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،1‬العدد ‪.2019 ،4‬‬
‫‪ .25‬حمودي ناصا اار‪ " ،‬األمر الجزائي الية لإلدانة دون محاكمة في القانون الجزائري"‪ ،‬مجلة العلوم االنساااانية‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،28‬العدد‪.2017 ،4‬‬
‫‪ " ،------------- .26‬الوسا ا ا ا ا ا اااطة الجنائية كيديل للدعوع العمومية في القانون الجزائري"‪ ،‬المجلة الجزائرية‬
‫للعلوم القانونية‪ ،‬السياسية واالقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،55‬العدد ‪.2018 ،1‬‬
‫‪ " ،------------- .27‬الوس ا ا ا ا اااطة الجنائية كيديل للدعوع العمومية ووس ا ا ا ا اايلة حل ألزمة العدالة الجنائية والية‬
‫لتكريس العدالة الرضا ااائية في القانون الجزائري"‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية‪ ،‬السا ااياسا ااية واالقتصاااادية‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،53‬العدد ‪.2016 ،3‬‬
‫درسا ا ا ا ا ااة في قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري"‪ ،‬مجلة القانون‪،‬‬
‫‪ .28‬خليفة خلفاوي‪ " ،‬الوسا ا ا ا ا اااطة في المادة الجزائية‪ -‬ا‬
‫المجلد ‪ ،5‬العدد ‪.2016 ،6‬‬
‫‪ .29‬رابح فغرور‪ " ،‬مزمح العدالة اليديلة في التة ا اريع الجزائري لألحداث من خزل القانون ‪-02-15‬الية الوسا اااطة‪-‬‬
‫نموذجا‪ ،"-‬مجلة دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬المجلد ‪ ،11‬العدد ‪.2019 ،1‬‬ ‫ا‬ ‫الجزائية‬
‫‪ .30‬ارض ااية مة ااري‪ " ،‬األمر الجزائي كآلية للمتابعة الجزائية في التةا اريع الجزائري"‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم السا اياس ااية‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،6‬العدد ‪.2019 ،12‬‬
‫‪ .31‬رحماني حسايبة‪ " ،‬الوجو الخصاوصاي للمصاالحة الجمركية من حيث نطاقها في القانون الجزائري"‪ ،‬مجلة الحقوق‬
‫والعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،11‬العدد ‪.2018 ،2‬‬
‫‪ .32‬رفاه خضير جياد اإلدريسي‪ " ،‬تنازل المجني عليو عن حقو في الةكوع وأثره في انقضاء الدعوع الجزائية‪ :‬دراسة‬
‫مقارنة "‪ ،‬مجلة المثنى للعلوم االدارية واالقتصادية‪-‬العراق‪ ،-‬المجلد ‪ ،6‬العدد ‪.2016 ،3‬‬
‫‪ .33‬زعباط فوزية‪" ،‬خص ا ااوص ا ااية المص ا ااالحة في المنازعات الجمركية الجزائية كإجراء يديل عن التسا ااوية القضا ااائية "‪،‬‬
‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،1‬العدد ‪.2017 ،8‬‬
‫‪ .34‬سامح أحمد توفيق عيد النيي‪ " ،‬الصلح في الدعوع الجنائية "‪ ،‬مجلة كلية الةريعة والقانون‪-‬جامعة األزهر‪ :‬تفهنا‬
‫األة ار ‪-‬دقهلية‪ ،‬مصر‪ ،‬المجلد ‪ ،21‬العدد ‪.2019 ،5‬‬
‫‪ .35‬سعد الستاتي‪ " ،‬الصلح بالوساطة في مةروع قانون المسطرة الجنائية"‪ ،‬مجلة المنارة للدراسات القانونية واإلدارية‪،‬‬
‫العدد ‪.2016 ،16‬‬
‫‪ .36‬صبا محمد موسى‪ " ،‬الةكوع في جريمة زنا الزوجية في التةريع العراقي‪ :‬دراسة مقارنة بالفقو اإلسزمي"‪ ،‬مجلة‬
‫الرافدين للحقوق‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2011 ،47‬‬
‫نموذجا "‪ ،‬المجلة المغربية للوسااطة‬
‫ا‬ ‫‪ .37‬العايد العمراني الميلودي‪ " ،‬الوسااطة الجنائية في التةاريع الفرنساي والتونساي‬
‫والتحكيم‪ ،‬العدد ‪.2012 ،6‬‬
‫‪ .38‬عادل علي المانع‪ " ،‬الوسا اااطة في حل المنازعات الجنائية"‪ ،‬مجلة الحقوق جامعة الكويت‪ ،‬المجلد ‪ ،30‬العدد ‪،4‬‬
‫‪.2006‬‬
‫‪ .39‬عادل يوس ا ا ا ا ااف عيد النيي الة ا ا ا ا ااكري‪ " ،‬الوس ا ا ا ا اااطة الجزائية وس ا ا ا ا اايلة مس ا ا ا ا ااتحدثة وبديلة لحل المنازعات الجنائية‬
‫والمجتمعات"‪ ،‬مجلة الكوفة للعلوم القانونية والسياسية‪ ،‬عدد ‪.2011 ،9‬‬
‫‪ .40‬عائةا ااة موسا ااى‪ " ،‬دور الضا ااحية في إنهاء الدعوع العمومية "‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية واإلنسا ااانية‪ ،‬المجلد ‪،10‬‬
‫العدد ‪.2017 ،2‬‬
‫‪ .41‬عيد الرحمان خلفي‪ " ،‬اتجاه جديد نحو خوصا ا اص ا ااة الدعوع العمومية (حالة الة ا ااكوع نموذج ا)‪ :‬د ارس ا ااة تخص ا اايلية‬
‫تحليلية مقارنة "‪ ،‬مجلة كلية الحقوق يجامعة النهرين‪-‬العراق‪ ،-‬المجلد ‪ ،17‬العدد ‪.2015 ،1‬‬
‫‪" ،----------------- .42‬الحق في الة ااكوع في التةا اريع الجزائري والمقارن ‪ :‬اتجاه جديد نحو خوصا اصاااة‬
‫الدعوع العمومية"‪ ،‬مجلة االجتهاد القضائي يجامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬المجلد ‪ ،6‬العدد ‪.2013 ،9‬‬
‫‪ .43‬عيد الرحمان نضا ااال النصا اايرات‪ " ،‬مصا االحة المةا ااتكي عليو في اسا ااتمرار الدعوع العمومية في القانون األردني‪-‬‬
‫د ارسة مقارنة‪ ،"-‬مجلة علوم الةريعة والقانون‪-‬األردن‪ ،-‬المجلد ‪ ،44‬العدد ‪ ،4‬ملحق ‪.2017 ،3‬‬
‫‪ .44‬عقاب لزرق‪ " ،‬أحكام الوس ا ا ا ا اااطة الجزائية في التةا ا ا ا ا اريع الجزائري"‪ ،‬مجلة ص ا ا ا ا ااوت القانون‪ ،‬المجلد ‪ ،6‬العدد ‪،2‬‬
‫‪.2019‬‬
‫‪ .45‬علي أحمد صالح‪ " ،‬المصالحة الجمركية في القانون الجزائري"‪ ،‬حوليات جامعة الجزائر‪ ،1‬المجلد ‪ ،33‬العدد ‪،4‬‬
‫‪.2019‬‬
‫‪ .46‬علي عدنان الفيل‪ " ،‬يدائل إجراءات الدعوع الجزائية د ارس ااة مقارنة"‪ ،‬مجلة القض اااء الجنائي‪-‬الرباط‪ ،-‬المجلد ‪،1‬‬
‫العدد ‪.2015 ،1‬‬
‫‪ .47‬عماد الفقي‪ " ،‬االتجاهات الحديثة في إدارة الدعوع الجنائية‪ :‬د ارسا ا ا ا ا ا ااة في النظام اإلجرائي الفرنس ا ا ا ا ا ااي"‪ ،‬مجلة‬
‫الدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬جامعة مدينة السادات‪ ،‬مصر‪ ،‬المجلد ‪ ،2‬العدد ‪.2016 ،1‬‬
‫‪ .48‬عماد دمان ذييح‪ ،‬حقاص أسا ااماء‪ " ،‬الصا االح الجزائي كسا اايب النقضا اااء الدعوع العمومية"‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،4‬العدد ‪.2017 ،2‬‬
‫النزاع ينظام العدالة الجنائية "‪ ،‬مجلة الةا اريعة‬ ‫‪ .49‬عمار فوزي‪ " ،‬الوس اااطة الجنائية ودورها في تحقيق رض اااء أط ار‬
‫واالقتصاد‪ ،‬المجلد ‪ ،7‬العدد ‪.2018 ،2‬‬
‫‪ .50‬عمار مزياني‪ " ،‬المس ا ااؤولية الجزائية للة ا ااخص المعنوي"‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية واإلنس ا ااانية‪ ،‬المجلد ‪ 4‬العدد‪،2‬‬
‫‪.2013‬‬
‫‪ .51‬عمران نص ا ا ا ا ا اار الدين‪ ،‬عباس ا ا ا ا ا ااة الطاهر‪ " ،‬الوس ا ا ا ا ا اااطة الجزائية كيديل للدعوع الجزائية "‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،10‬العدد ‪.2017 ،1‬‬
‫نموذجا للحماية اإلجرائية للطفل الجاني في ظل قانون حماية‬
‫ا‬ ‫‪ .52‬العمرية يوقرة ‪ ،‬نسمة عبابسة ‪ " ،‬الوساطة الجزائية‬
‫الطفل ‪15‬و‪ ،"12‬مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬العدد ‪.2018 2‬‬
‫‪ .53‬عودة يوسا ااف سا االمان‪ " ،‬الجرائم الماسا ااة بحرمة الحياة الخاصا ااة التي تقع عير وسا ااائل تقنية المعلومات الحديثة"‪،‬‬
‫مجلة الحقوق‪-‬كلية القانون بالجامعة المستنصرية‪ ،‬العراق‪ ،‬المجلد ‪ ،16‬اإلصدار ‪.2018 ،30-29‬‬
‫‪ .54‬عيسى ين خدة‪ " ،‬الوساطة والطفل الجانح "‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد أ‪ ،‬عدد ‪.2018 ،50‬‬
‫‪ .55‬فاطمة الزهراء فيرم‪ " ،‬يدائل الدعوع الجنائية ودورها في الحد من أزمة العدالة الجنائية "‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،10‬العدد ‪.2017 ،3‬‬
‫‪ .56‬فاطيمة عاةور‪ " ،‬فعالية الوساطة في الخصومة الجزائية"‪ ،‬مجلة العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،9‬العدد ‪،2‬‬
‫‪.2019‬‬
‫‪ .57‬فايز عايد الظفيري‪ " ،‬تخمزت الوساااطة الجزائية يوصاافها وساايلة إلنهاء الدعوع العمومية"‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬مجلس‬
‫النةر العلمي جامعة الكويت‪ ،‬المجلد ‪ ،33‬العدد ‪.2009 ،2‬‬
‫‪ .58‬فهد ين نايف الطريسي‪ " ،‬الوساطة الجزائية في الةريعة اإلسزمية والقانون‪ :‬دراسة مقارنة"‪ ،‬مجلة قانون وأعمال‪،‬‬
‫العدد ‪.2018 ،13‬‬
‫‪ .59‬فيصا ا اال يجي‪ " ،‬الوسا ا اااطة الجنائية‪ :‬أية عدالة"‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‪ :‬سا ا االسا ا االة فقو القضا ا اااء الجنائي‪ ،‬العدد‪،1‬‬
‫‪.2015‬‬
‫‪ .60‬لخضاار ز اررة‪ " ،‬أثر الصاافح على تحريك الدعوع العمومية والمتابعة الجزائية "‪ ،‬مجلة اإلحياء‪ ،‬المجلد ‪ ،11‬العدد‬
‫‪.2009 ،1‬‬
‫‪ .61‬ليلي اللحياااني ‪" ،‬ماادع فعاااليااة طرق تس ا ا ا ا ا ااويااة المنااازعااات الجمركيااة في مكااافحااة الجرائم الجمركيااة"‪ ،‬مجلااة دفاااتر‬
‫البحوث العلمية‪ ،‬المجلد ‪ ،4‬العدد ‪.2016 ،1‬‬
‫‪ .62‬مبارك ين الطييي‪ " ،‬الوساااطة الجنائية على ضااوء األمر ‪ 02-15‬المتضاامن تعديل قانون اإلجراءات الجزائية "‪،‬‬
‫مجلة القانون والمجتمع‪ ،‬المجلد ‪ ،4‬العدد ‪.2016 ،2‬‬
‫‪ .63‬محادي الطاهر‪ ،‬إجراءات المتابعة والمص ا ااالحة في جرائم الص ا اار في التةا ا اريع الجزائري‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،10‬العدد ‪.2015 ،12‬‬
‫‪ .64‬محمد جيلي‪ " ،‬الوسا اااطة الجنائية كإجراء يديل لحل المنازعات الجنائية‪ :‬د ارسا ااة في ضا ااوء التعديزت المسا ااتحدثة‬
‫في قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري األمر ‪ 02.15‬مؤرخ في ‪ 23‬جويلية ‪ 2015‬المعدل والمتمم للقانون ‪-66‬‬
‫‪ 155‬المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية "‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم اليواقي‪ ،‬العدد ‪.2018 ،10‬‬
‫‪ .65‬محمد حزيا‪ " ،‬الوس ا ا ا ا اااطة كآلية للمتابعة الجزائية في القانون الجزائري"‪ ،‬حوليات جامعة الجزائر ‪ ،1‬المجلد ‪،33‬‬
‫العدد ‪.2019 ،2‬‬
‫‪ .66‬محمد خميخم‪ " ،‬انقضا اااء الدعوع العمومية بالصا االح في الجريمة االقتصا ااادية في التة ا اريع الجزائري"‪ ،‬مجلة الفقو‬
‫والقانون المغربي‪ ،‬العدد ‪.2013 ،14‬‬
‫‪ .67‬محمد رةيد حسن‪ " ،‬التنظيم القانوني للةكوع الجزائية‪ :‬دراسة تحليلية في القانون العراقي"‪ ،‬مجلة دراسات قانونية‬
‫وسياسية‪ ،‬السنة األولى‪ ،‬العدد األول‪.2013 ،‬‬
‫‪ .68‬محمد رفيق مؤمن الة ا ا ا ا ااوبكي‪ ،‬محمد إيراهيم نقاس ا ا ا ا ااي‪ ،‬محمد ليبا‪ " ،‬الص ا ا ا ا االح يديزا للدعوع الجزائية في القانون‬
‫الفلسطيني"‪ ،‬مجلة التجديد‪-‬الجامعة اإلسزمية العالمية بماليزيا‪ ،-‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪.2018 ،43‬‬
‫‪ .69‬محمد عيد المحسا ا اان سا ا ااعدون‪ ،‬علي سا ا ااعد عمران‪ " ،‬دور المجني عليو في انقضا ا اااء الدعوع الجزائية عن طريق‬
‫الصلح "‪ ،‬مجلة الكوفة للعلوم القانونية والسياسية‪-‬العراق‪ ،-‬المجلد ‪ ،8‬العدد ‪.2015 ،24‬‬
‫‪ .70‬محمد علي سا ا ا ااالم جاسا ا ا اام‪ ،‬محمد عيد المحسا ا ا اان سا ا ا ااعدون‪ " ،‬حماية حقوق ضا ا ا ااحايا الجريمة في مرحلة التحقيق‬
‫االيتدائي"‪ ،‬مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‪-‬العراق‪ ،-‬المجلد ‪ ،7‬العدد ‪.2015 ،4‬‬
‫‪ .71‬محمود قادة‪ " ،‬إجراءات الوس ا ا ا ا ا اااطة الجنائية وأثرها على الدعوع العمومية‪ :‬د ارس ا ا ا ا ا ااة مقارنة "‪ ،‬المجلة الجزائرية‬
‫للحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬العدد ‪.2017 ،3‬‬
‫‪ .72‬منص ا ا ا ا ا ااوري الميروك‪ ،‬عقباوي محمد عيد القادر‪ " ،‬دور المجني عليو في تحريك الدعوع العمومية في القانون‬
‫الجزائري‪ :‬دراسة مقارنة"‪ ،‬مجلة العلوم القانونية واالجتماعية‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬العدد ‪.2018 ،3‬‬
‫‪ .73‬منى محمد يلو حسين‪ " ،‬الصلح الجزائي في ضوء القانون والةريعة "‪ ،‬مجلة الرافدين للحقوق‪ ،‬المجلد ‪ ،17‬العدد‬
‫‪.2014 ،60‬‬
‫‪ .74‬مهند وليد إسا ا ا ااماعيل الحداد‪ " ،‬التنظيم القانوني للوسا ا ا اااطة الجزائية وامكانية تطييقها في النظام اإلجرائي الجزائي‬
‫األردني‪ :‬د ارسا ا ا ا ا ااة مقارنة "‪ ،‬مجلة د ارسا ا ا ا ا ااات‪ :‬علوم الة ا ا ا ا ا اريعة والقانون‪ ،‬المجلد ‪ ،44‬العدد ‪ ،4‬ملحق ‪ ،3‬الجامعة‬
‫األردنية‪.2017 ،‬‬
‫‪ .75‬مؤيد علي القضا اااة‪ ،‬مخمون محمد سا ااعيد أيو زيتون‪" ،‬حقوق المجني عليو في مواجهة انفراد النيابة العامة بسا االطة‬
‫تحريك الدعوع الجزائية‪ :‬دراسة مقارنة"‪ ،‬المجلة الدولية للقانون بقطر‪ ،‬المجلد ‪ ،4‬العدد ‪.2017 ،1‬‬
‫‪ .76‬نادية عمراني‪ ،‬محمد أمين زيان‪ " ،‬المص ا ا ا ا ا ااالحة الجمركية عقوبة جديدة أم طريقة ودية لحل النزاع "‪ ،‬مجلة جيل‬
‫األبحاث القانونية المعمقة‪ ،‬العدد ‪.2018 ،22‬‬
‫‪ .77‬نس ا ا اايمة ين طيفور‪ ،‬بحري فاطمة‪ " ،‬العدالة الجنائية التص ا ا ااالحية في مجال المال واألعمال‪ :‬الص ا ا االح والوسا ا اااطة‬
‫نموذجا "‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية‪ ،‬السياسية واالقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،57‬العدد ‪.2020 ،4‬‬
‫ا‬ ‫الجنائيتين‬
‫‪ .78‬هزل العيد‪ " ،‬الوساطة في قانون اإلجراءات الجزائية "‪ ،‬مجلة المحامي‪ ،‬العدد ‪.2015 ،25‬‬
‫‪ .79‬هناء جيوري محمد يوسف‪ " ،‬التسوية الجزائية طريقة مستحدثة في حسم الدعوع الجزائية"‪ ،‬مجلة الكلية اإلسزمية‬
‫الجامعة‪-‬النجف األةر ‪ ،‬المجلد ‪ ،2‬العدد‪.40‬‬
‫‪ .80‬هناء جيوري محمد‪ " ،‬الوساطة الجنائية كطريقة من طرق انقضاء الدعوع الجزائية‪ :‬دراسة مقارنة "‪ ،‬مجلة رسالة‬
‫الحقوق‪ ،‬المجلد ‪ ،5‬العدد ‪.2013 ،2‬‬
‫‪ .81‬وهيبة العوارم‪ " ،‬الترتيبات الجديدة لعص ا ا ارنة الدعوع العمومية‪ :‬الوسا ا اااطة الجنائية‪ ...‬نموذجا‪ :‬د ارسا ا ااة مقارنة يين‬
‫التةريع الجزائري والفرنسي"‪ ،‬مجلة تنوير للدراسات األديية واإلنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،2‬العدد ‪.2018 ،2‬‬
‫‪ .82‬ويزة يلعسلي‪ " ،‬الوساطة الجزائية في أمر ‪ 02-15‬المتضمن تعديل قانون اإلجراءات الجزائية "‪ ،‬المجلة الجزائرية‬
‫للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،55‬العدد ‪.2018 ،2‬‬
‫‪ .83‬يونس النهاري‪ " ،‬خصوصيات المصالحة الجمركية"‪ ،‬مجلة منازعات األعمال‪ ،‬العدد ‪ ،6‬سلسلة المعار القانونية‬
‫للنةر والتوزيع‪ ،‬المغرب‪.2016 ،‬‬
‫‪ .1‬باللغة الفرنسية‪:‬‬
‫‪1. Benoit Gauthier, La médiation pénale : Une pratique québécoise, Revue Nouvelles pratique‬‬
‫‪sociales université du Québec à Montréal, Volume 21, N° : 2, 2009.‬‬
‫‪2. Benoît Javaux," La médiation, un changement de paradigme dans la gestion des dossiers? ",‬‬
‫‪Revue Dalloz Avocats, n° : 4 Avril 2019.‬‬
‫‪3. Bertrand de Lamy " Chronique de droit pénal constitutionnel: France",Revue de science‬‬
‫‪criminelle et de droit pénal comparé, Vol 3, N 3, 2015.‬‬
‫‪4. François Cordier, l'atteinte à l'intimité de la vie privée en droit pénal et les médias", revue‬‬
‫‪LEGICOM, Vol 4, N 20, 1999.‬‬
5. Gaëlle Rabut-Bonaldi, La mesure de justice restaurative : ou les mystères d’une voie
procédurale parallèle, revue Recueil Dalloz, n° 2/7627, 15 janvier 2015.
6. Guillaume Beaussonie, "Droit pénale", Revue de science criminelle et de droit pénale comparé,
N°4, 2014.
7. Jacques Faget, La double vie de la médiation, Revue Droit et Société, N°29, 1995.
8. ------------------ ," La médiation pénale : une dialectique de l’ordre et du désordre ", Revue
Déviance et Société, Vol 17, N° : 3, 1993.
9. Jean-Baptiste Perrier, Sophie de cacqueray, Carine David, ¨jurisprudence du conseil Revue
Française de droit constitutionnel, Vol 1, N 101, 2015. Constitutionnelle ¨,
10. Jean-Christophe Crocq, "Le pouvoir de transaction et de sanction du procureur de la
république : le Chinon Manquant", Revue de science criminelle et de droit pénale compare, Vol
3, N 3, 2015.
11. Jean-Pierre Bonafé-Schmitt , Le mouvement « Victim-Offender Médiation » : l'exemple du
Minnesota Citizen Council on Crime and Justice, Revue Droit et société, n°29, 1995.
12. ----------------------------------," Une expérience de médiation pénale à Boston", Revue
Déviance et société, Vol 17, N°2, 1993.
13. Lode Walgrave, "La justice restaurative : à la recherche d’une théorie et d’un programme",
Revue Criminologie, volume 32, N : 01, 1999.
14. Louise LALONDE, La médiation, une approche « internormative » des différends ? Analyse
comparative des approches de G. A. Legault et de R. A. Macdonald, Revue de DROIT
UNIVERSITÉ DE SHERBROOKE-RDUS-Faculté de droit, vol 33, n 1-2, 2002-2003.
15. Michel Boitard, La transaction pénale en droit Française, Revue de science criminelle et de
droit pénal, compare, paris, Tome 6, n° 2-3, 1941.
16. Michela MARZANO, "Qu'est-ce qu'une victime ? De la réification au pardon ", Revue
archives de politique criminelle, Vol 28, N°01, 2006.
17. Robert Cairo," justice Restaurative : principes et promesses ", Revue les Cahiers dynamiques,
N°59, 2014.
18. Saïda Houadfi, Steevens Têtu-Dumas, Justice Restauratrice : Vous êtes plutôt Écosse on
Finlande ? ", Revue les Cahiers Dynamiques, Vol 2, N° 51, 2011.
19. Véronique Dandonneau, Reynald Brisais, "La médiation pénale post-sententielle", Revue
trimestrielle de L’École nationale de la magistrature (ENM) Dalloz, Dossier 11 : La Visio-
conférence dans le prétoire, N° 2, 2012.
20. Xavier PIN, " les victimes l'infraction définition et enjeux", Revue Archives de politique
criminelle, Vol 28, N° : 1, 2006.

‫ابعا – المراجع االلكترونية‬


ً‫ر‬
‫ باللغة العربية‬-‫أ‬
‫ المؤرخ في‬،40‫و‬34 ‫ إعزن مبادئ العدل األس اااس ااية المتعلقة بض ااحايا اإلجرام والتعس ااف في اس ااتعمال الس االطة رقم‬.2
:‫ على الساعة‬،2021 ‫ فيفري‬23 :‫ تاريخ االطزع‬،https://bit.ly/3ifPcN3 :‫ على الموقع‬،1985 ‫ ديسمير‬11
.17:53
:‫ على الموقع‬،2019 ‫ النص الك ا ا ااام ا ا اال لل ا ا اادس ا ا ا ا ا ااتور المص ا ا ا ا ا ااري بع ا ا ااد موافق ا ا ااة الةا ا ا ا ا ا اع ا ا ااب على تع ا ا ااديزت‬.3
.48 :13 ‫ على الساعة‬،2020 ‫ أفريل‬20 :‫ تاريخ االطزع‬،https://bit.ly/2z7Y2sz
‫ على‬،2021 ‫ جويلية‬9 :‫ تاريخ االطزع‬،https://bit.ly/2TL1DYw ‫على الموقع‬AL-Tabari ‫ تفسير الطيري‬.4
.52 :10 :‫الساعة‬
‫ تاريخ‬، http://bit.ly/3ov31bV : ‫ على الموقع‬،2014 ‫ جويلية‬9 ‫ جلسة‬،‫ القضائية‬4 ‫ لسنة‬16371 ‫ طعن رقم‬.5
.19:20 : ‫ على الساعة‬، 2020 ‫ أكتوبر‬26 : ‫االطزع‬
14 ‫ تاااريخ االطزع‬، https://bit.ly/2OV6H6I, :‫ على الموقع‬،‫ معجم عربي عربي‬،‫ معجم المعاااني الجااامع‬.6
.19:08 : ‫ على الساعة‬، 2020 ‫فيفري‬
،https://bit.ly/32LUida :‫ على الموقع‬،‫ قانون الجمارك وتعديزتو‬،‫ مصا ا االحة الجمارك‬،‫ و ازرة المالية المص ا ا ارية‬.7
.19 :22 :‫ على الساعة‬2020 ‫ جويلية‬23 ‫تاريخ االطزع‬
:‫ على الموقع‬،‫ بةا ا ا ا ا ا ا ا ا ااخن تهري ا ا ااب التبغ‬، 1964 ‫ م ا ا ااارس‬23 ‫ مؤرخ في‬،1964 ‫ لسا ا ا ا ا ا ان ا ا ااة‬92 ‫ ق ا ا ااانون رقم‬.8
.22:45 : ‫ على الساعة‬، 2020 ‫ جويلية‬23 : ‫ تاريخ االطزع‬، https://bit.ly/36qW3Nt
‫باللغة الفرنسية‬- ‫ب‬
1. Jacques Faget, La médiation en matière pénale, article disponible sur le linge:
https://bit.ly/2z1Nr2i, Consulté le 17 avril 2020, a 13: 09.
2. Ministère de la justice Française, Statistique, les chiffres-Clés de la justice 2001-2019,
disponible sur le linge : https://bit.ly/2xGgacz ,consulté le 3 avril 2020, à 02:02.
3. Ministère de la justice Française, Statistiques, Les chiffres-Clés de la justice 2005-2019,
disponible sur le linge. https://bit.ly/3pOdzUU , Consulté le 1 mai 2020, à 21 :26.
4. Ordonnance pénale disponible sur le lien : https://bit.ly/3eQYdej ,Visiter le 01.03.2020, à 17:
37.
5. Ministère de la justice Française, les mots-clés de la justice-lexique, Disponible sur le linge:
https://bit.ly/2U3diOu , Consulté le 11 Mars 2020, à 17: 36.
6. Sarah Dindo, les prisons en France, Volume2 : Alternatives à la détention : du contrôle
judiciaire à la détention, Etude de commission nationale consultative des droits de l’homme, La
Documentation française-Paris, France, 2007.disponible sur le lien : https://bit.ly/3Bth7QD ,
visité le 20 octobre 2021, à : 18 :40.
7. Service-Public.Fr, Composition pénale, Vérifié le 15 juillet 2020-Direction de l'information
légale et administrative (Premier ministre), Ministère chargé de la justice, Disponible sur le
linge https://bit.ly/3vQ4uNe , Consulté le 24 Mars 2020, à 11 : 20.
8. William ROUMIER, Présentation des dispositions pénales de la loi n°2019-222 du 23 Mars
2019 de programmation 2018-2022 et de réforme pour la justice, 2019, p3, disponible sur le
lien: https://bit.ly/3ynzQwo , Visiter le 08.03.2020, à 14: 32.
9. loi n° 21/2007, du 12 juin 2007, portant création du régime de médiation pénale, en exécution
de l’article 10 de la décision-cadre n° : 2001/220/JAI, du conseil, du 15 mars 2001, relative au
statut des Victime dans le cadre des procédures pénales, Disponible sur le linge :
https://bit.ly/2wD7DGW Consulté le 15 avril 2020, à : 12 : 21.
10. Alexandra HAWRYLYSZYN, la composition pénale, article sur le linge :
https://bit.ly/2SIavgA , Consulter le 24 mars 2020, à 13 : 48.
11. Daisy CHICHOYAN, Patrick LAMBOTTE, Médiation pénale et médiation réparatrice,
article publié en 2018, Consulté sur le linge : https://bit.ly/3zjRDFd , le 15 mai 2020, à 23 :
21.
12. Décision n° : C1006879, Cour de cassation, Chambre Criminelle, du 30 novembre 2010,
Affaire n° : 10-80460, France, Disponible sur le linge: https://bit.ly/2UIsf8P, Consulté le 28
Mars 2020, à 18: 32.
13. Le Bot Olivier, Magnon Xavier, Vidal-Naquet Ariane. France. In : Annuaire international de
justice constitutionnelle, 30-2014, 2015. Juges constitutionnels et doctrine - Constitutions et
transitions. pp. 771-802, 2015, sur le site : https://bit.ly/3B7UUaA , consulté le 10 octobre 2021,
à :20 :14.
14. lintern@ute, Dictionnaire Français, en ligne sur le lien: https://bit.ly/3ok8OBN , Visité le
16.02.2020, à 17: 36.
15. Matthieu HY, Saisie douanière : Les effets du règlement transactionnel, Article publié sur la
page : Village de la justice-La communauté des métiers du droit, parution : 2 février 2018,
disponible sur le site : https://bit.ly/2TrBuO2 , Consulter le 12 novembre 2020, a : 16 : 54.
‫فهرس احملتويات‬
‫فهرس المحتويات‬

‫شكر وتقدير‬

‫إهييييييدا‬

‫قائمة المختصرات‬

‫مقدمييييييية ‪1 ..........................................................................................‬‬

‫الفصل األو ‪ :‬التناز عين الشكييوى ‪9 ..............................................................‬‬


‫المبحث األول‪ :‬اإلط ااار المفاااهيمااي للتن ااازل عا اان الةكا ا ا ااوع ‪11 ..........................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم التنازل عن الةكوع ‪12 ........................................................‬‬
‫الفرع األول‪ .‬المقصود بالتنازل عن الةكوع وعلتو‪13 ...............................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الةكوع ‪13 ........................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف التنازل عن الةكوع و تحديد مضمونو ‪17 ..........................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬علة التنازل عن الةكوع ‪20 ...............................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التنازل عن الةكوع و األنظمة المةايهة لو ‪23 ........................................‬‬
‫أوال‪ :‬حق التنازل عن الةكوع والحق في الةكوع ‪23 .............................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬حق التنازل عن الةكوع والتنازل عن الحق في الةكوع ‪26 .................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬التنازل عن الةكوع والعفو الةامل ‪28 .....................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬التنازل عن الةكوع وترك الدعوع المدنية ‪34 ..............................................‬‬
‫خامسا‪ :‬التنازل عن الةكوع والصفح‪41 .........................................................‬‬
‫سادسا‪ :‬التنازل عن الةكوع واألعذار المعفية ‪46 ................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الطييعة القانونية للتنازل عن الةكوع‪50 ..............................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التنازل عن الةكوع ذو طييعة إرادية ‪51 ..............................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التنازل عن الةكوع يين الطييعة الموضوعية والطييعة اإلجرائية ‪55 ....................‬‬
‫أوال‪ :‬رأي أنصار الطييعة الموضوعية ‪57 ........................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬رأي أنصار الطييعة اإلجرائية‪63 ..........................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الطييعة المختلطة للحق في الةكوع ‪69 ..............................................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬التنازل عن الةكوع ذو طييعة ةخصية ‪71 ............................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬األحكام القانونية للتنازل عن الةكوع ‪77 ................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نطاق التنازل عن الةكوع ‪78 ........................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬النطاق الةخصي للتنازل عن الةكوع ‪79 .............................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف المجني عليو ‪81 ..................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬تمييز المجني عليو عن غيره ‪88 .........................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬الةروط الخاصة بالمجني عليو ‪93 .......................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬النيابة في تقديم التنازل عن الةكوع ‪103 ..................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬النطاق الزمني للتنازل عن الةكوع وةكلو ‪109 ........................................‬‬
‫أوال‪ :‬ميعاد التنازل عن الةكوع ‪109 .............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬ةكل التنازل عن الةكوع ‪127 .............................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬النطاق الموضوعي للتنازل عن الةكوع ‪132 ..........................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬ارثار اإلجرائية للتنازل عن الةكوع‪162 ..............................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أثر التنازل على الدعوع العمومية والدعوع المدنية ‪162 ................................‬‬
‫أوال‪ :‬أثر التنازل على الدعوع العمومية ‪163 .....................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أثر التنازل على الدعوع المدنية ‪169 ......................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اثار التنازل بالنسبة للمجني عليو و المتهم والجريمة ‪171 ..............................‬‬
‫أوال‪ :‬أثر التنازل بالنسبة للمجني عليو و المتهم ‪171 .............................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أثر التنازل بالنسبة للجريمة ‪176 ..........................................................‬‬
‫الفصل الثان ‪ :‬المصالحة الجزائية ‪180 .............................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للمصالحة الجزائية ‪181 ...............................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم المصالحة الجزائية ‪181 ........................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬نةخة وتطور المصالحة الجزائية ‪182 ..................................................‬‬
‫أوال‪ :‬المصالحة الجزائية في القانون الفرنسي ‪183 ................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬المصالحة الجزائية في النظام األنجلو سكسوني‪190 ........................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬المصالحة في القانون المصري ‪192 .......................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬تطور المصالحة الجزائية في التةريع الجزائري ‪197 ........................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المقصود بالمصالحة الجزائية ‪204 ....................................................‬‬
‫أوال‪ :‬المصالحة الجزائية لغة ‪204 ................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬المصالحة الجزائية في القانون ‪205 ........................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬تعريف القضاء للمصالحة الجزائية ‪209 ....................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬تعريف الفقو القانوني للمصالحة الجزائية ‪210 ..............................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬سمات المصالحة الجزائية ‪214 .......................................................‬‬
‫أوال‪ :‬الرضائية أساس المصالحة الجزائية ‪215 ....................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬قوام المصالحة الجزائية مقايل مالي ‪216 ...................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬حصر النطاق الموضوعي للمصالحة الجزائية ‪217 .........................................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬المصالحة الجزائية و األنظمة المةايهة لها ‪219 .......................................‬‬
‫أوال‪ :‬المصالحة الجزائية والصلح المدني ‪220 ....................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬المصالحة الجزائية والتنازل عن الةكوع ‪224 ...............................................‬‬
‫بالجرم ‪227 ..............................‬‬ ‫ثالثا‪ :‬المصالحة الجزائية ونظام التفاوض على اإلعت ار‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع المصالحة الجزائية وطييعتها القانونية ‪230 .......................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أنواع المصالحة الجزائية‪231 ........................................................ .‬‬
‫أوال‪ :‬المصالحة الجزائية في الجرائم االقتصادية‪232 ..............................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬المصالحة الجزائية في الجرائم التنظيمية‪234 ...............................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الطييعة القانونية للمصالحة الجزائية ‪235 ..............................................‬‬
‫أوال‪ :‬الطييعة القانونية للمصالحة الجزائية في الجرائم االقتصادية ‪236 .............................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الطييعة القانونية للمصالحة الجزائية في المخالفات التنظيمية ‪255 ...........................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تطييقات المصالحة الجزائية ‪259 ........................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المصالحة الجمركية ‪260 .............................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬ضوابا المصالحة الجمركية ‪262 ......................................................‬‬
‫أوال‪ :‬المقصود بالمصالحة الجمركية‪263 .........................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الةروط الموضوعية للمصالحة الجمركية ‪264 ..............................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬الةروط الةكلية للمصالحة الجمركية ‪282 ..................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الةروط اإلجرائية للمصالحة الجمركية واثارها ‪297 .....................................‬‬
‫أوال‪ :‬الةروط اإلجرائية للمصالحة الجمركية ‪297 .................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬ارثار اإلجرائية للمصالحة الجمركية ‪312 ..................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تطييقات أخرع للمصالحة الجزائية ‪330 ...............................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬غرامة الصلح ‪332 ...................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬الةروط الموضوعية لغرامة الصلح و أطرافها ‪333 ..........................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الةروط اإلجرائية في غرامة الصلح ‪352 ...................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬ارثار اإلجرائية للمصالحة في غرامة الصلح ‪360 ..........................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التصالح الجزافي في مخالفات قانون المرور ‪363 ......................................‬‬
‫أوال‪ :‬ضوابا التصالح الجزافي في مخالفات قانون المرور ‪364 ...................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الةروط اإلجرائية للتصالح الجزافي في مخالفات قانون المرور ‪383 .........................‬‬
‫ثالثا‪ :‬ارثار اإلجرائية للتصالح الجزافي في جرائم المرور ‪394 ....................................‬‬

‫خاتميييييية ‪396 ........................................................................................‬‬

‫أوالا‪ :‬النتائج ‪397 ...............................................................................‬‬


‫ثانيا‪ :‬االقتراحات ‪398 ...........................................................................‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع ‪400 ........................................................................‬‬

‫فهرس المحتويات ‪437 ..............................................................................‬‬


‫ملخص الدراسة‬
‫ اتخذنا كزا‬،‫تناولنا في د ارس ااتنا هذه موض ااوع يدائل الدعوع العمومية في ض ااوء اراء الفقهاء وبعض أحكام القض اااء‬
.‫من القانون الجزائري ونظيريو الفرنسي والمصري محزا لهذه الدراسة كدراسة مقارنة في كل مناسبة‬
‫حاولنا من خزل هذه الد ارسا ا ا ااة تناول يدائل الدعوع العمومية بخبعاد جديدة وتخصا ا ا اايل أحكام كل نظام فيها بةا ا ا ااكل‬
.‫ لإلجابة على إةكالية تتعلق يدور يدائل الدعوع العمومية في حل أزمة العدالة الجزائية‬،‫مفصل‬
‫جليا أهمية يدائل الدعوع العمومية في حل أزمة العدالة الجزائية من حيث تخفيف العبء على القضاء‬ ‫وقد يدع لنا ا‬
‫ وكذا تفعيل دور‬،‫يتقليل عدد القضا ا ا ا ااايا المعروضا ا ا ا ااة على المحاكم وتخفيض الجهود المالية والبة ا ا ا ا ارية الززمة لمعالجتها‬
‫جميعا تمثل أهدا‬
‫ا‬ ‫ وهي‬،‫المجني عليو في حل الخص ااومة الجزائية دون إهمال العمل على إعادة تخهيل الجاني واص اازحو‬
‫السياسة الجزائية المعاصرة ذات المنظور النفعي أكثر من فلسفة السياسة الجزائية التقليدية التي تجنح إلى االنتقام والردع‬
.‫الصارم في كل الجرائم دون تمييز‬
‫وقد خلصا اات الد ارسا ااة إلى أن يدائل الدعوع العمومية ضا اارورة حتمية افرزها فةا اال االجراءات الجزائية التقليدية في‬
.‫ فز يكفي لمواجهة هذه األزمة زيادة الكادر البةري وال توسيع الينى التحتية ألجهزة تنفيذ القانون‬،‫تحقيق أغراضها‬

،‫ العدالة الرضائية‬،‫ التشريع المصري‬،‫ التشريع الفرنسي‬،‫ التشريع الجزائري‬،‫ بدائل الدعوى العمومية‬:‫الكلمات المفتاحية‬
.‫ أزمة العدالة الجزائية‬،‫العدالة التصالحية‬
Abstract:

In our study, we dealt with the subject of alternatives to the public lawsuit in light of the
opinions of jurists and some judicial rulings. We have taken the Algerian law and its French and
Egyptian counterparts as a place for this study as a comparative study on every occasion.

Through this study, we tried to address the alternatives to the public lawsuit in new
dimensions and to consolidate the provisions of each system in detail, to answer a problem related
to the role of alternatives to the public lawsuit in resolving the crisis of criminal justice.
It became clear to us the importance of alternatives to the public lawsuit in resolving the
crisis of criminal justice in terms of reducing the burden on the judiciary by reducing the number of
cases brought before the courts and reducing the financial and human efforts necessary to address
them, as well as activating the role of the victim in resolving the criminal litigation without
neglecting the work to rehabilitate and reform the offender. They all represent the goals of
contemporary penal policy with a utilitarian perspective more than the philosophy of traditional
penal policy that tends to revenge and strict deterrence in all crimes without discrimination.

The study concluded that alternatives to the public lawsuit are an inevitable necessity, resulting
from the failure of the traditional penal procedures to achieve their purposes. It is not enough to
confront this crisis by increasing the human cadre or expanding the infrastructure of law enforcement
agencies.

Keywords: alternatives to public action, Algerian Legislation, French legislation, Egyptian


Legislation, consensual justice, restorative justice, Criminal justice crisis.

You might also like