Professional Documents
Culture Documents
Aloi Lazhar
Aloi Lazhar
يتوجه الباحث بالشكر اجلزيل لألستاذ شنني صاحل الذي تكرم باالشراف على عملنا
هذا ،وافادتنا حبسن التوجيه و النصح و االرشاد والعلم الوافر ورحابة الصدر جزاه اهلل
خري جزاء
كما اتوجه بالشكر اىل االساتذة االفاضل أعضاء جلنة املناقشة الذين تفظلوا بقبول
وأخص بالشكر االستاذ سويقات بلقاسم من جامعة قاصدي مرباح ورقلة على كل
والشكر موصول اىل كل االطقم االدارية و البيداغوجية جبامعة قاصدي مرباح ورقلة
إىل روح والدي العزيز رمحه اهلل واسكنه فسيح جنانه وطيب ثراه وجعل اجلنة مثواه
إىل نبع احلنان ...بسمة احلياة أمدها اهلل بوافر الصحة والعافية و أطال اهلل يف عمرها
أمي
إىل من رافقوني يف احلياة ودرب النجاح زوجيت الكرمية وأبنائي أروى ورائد عبد
باللغة األجنبية:
Art: .............................................................................................................. Article
JORF .................................................... Journal officiel de la république française
C.P.P.F: ......................................................... Code de Procédure Pénale Français
CDF: .............................................................................. Code Douanier Française
Op.cit: .......................................................................Ouvrage Précédemment Cité
Éd: .............................................................................................................. Édition
P: ..................................................................................................................... Page
N°: .............................................................................................................. Numero
J.L.D: ............................................................ Juge des Libertés et de la Détention
Vol: ............................................................................................................ Volume
Ibid: ........................................................................ meme endroit, meme ouvrage
p p: ......................................................................................... De la page a la page
P.C.W ................................................................................ :Previously cited work
مقدمـــــــة
مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة
موضوع البحث
الجريمة ظاهرة إنس ااانية واجتماعية معاصا ارة لوجود اإلنس ااان ،لص اايقة بالمجتمعات البةا ارية باعتبارها
قدر محتوم في حياة الةعوب واألمم وان لم تكن كذلك بالنسبة لألةخاص.
وبوقوع الجريمة ينة ا ا حق إجرائي للدولة في العقاب متوسا االة في ذلك طريق الدعوع العمومية التي
تاخخاذ مرك از جوهراياا في قوانين اإلج ارءات الجزائياة المختلفاة ،فهنااك تززم يين سا ا ا ا ا ا االطاة الادولاة في تطييق
العقوبات وبين الدعوع العمومية التي يحركها ويباةرها رجال القضاء كخصل عام وغيرهم من الجهات التي
حصرا.
ا حددها القانون
وقد تطورت الظاهرة اإلجرامية مع تطور المجتمعات على جميع األصعدة ،فاستةعرت الدولة خطر
ذلك أكثر فخكثر باعتبار الجريمة تهديد لكيان الجماعة واس ا ا ا ا ا ااتقرار األفراد و أمنهم و س ا ا ا ا ا اازمتهم ،وبهد
حماية جميع هذه العناص اار أخذت الدولو توس ااع من التها العقايية بس اان القوانين الواحد تلو ارخر يتجريم
ومعاقبة كل فعل مستجد ترع فيو وصف الجريمة.
و جراء ذلك ظهر مايعر بالتض ا ااخم التةا ا اريعي في المجال الجزائي inflation pénaleوالذي يعقبو
بالتبعية فرط في اس ا ا ااتعمال الدعوع العمومية ،كل ذلك كان لو دور كيير في إفراز ما يعر بخزمة العدالة
الجزائية ، la crise de la justice pénaleإذ أضا ااحت أجهزة العدالة تعاني من أزمة حادة تحت وطخة كثرة
القضايا السيما البسيطة منها ،وتعقيد و طول اإلجراءات ،و إغراق في الةكليات ،ضف إلى ذلك وحدة
السا ا اازئ اإلجرائي المسا ا ااتخدم كقاعدة عامة والمتمثل في الدعوع العمومية بالرغم من تعدد الجرائم وتنوعها
السيما في الوقت الراهن.
وبغية تحقيق النجاعة في تكييف رد الفعل الجزائي مع الجريمة وتخفيف العبء على كاهل العدالة ،
وتفعيل دور الخصا ااوم في إدارة الدعوع و إسا ااهامهم في حل النزاع الجزائي بةا ااكل مباةا اار خاصا ااة إعادة
النظر في وضا ا ا ا ا ا ااع المجني علي ااو في اإلجراءات الجزائي ااة من خزل إعط ااائ ااو دور أكير وفع ااال في ح اال
الخصومة الجزائية ،إتجهت السياسة الجزائية الحديثة إلى البحث عن نفس جديد يسمح يإدارتها على نحو
مغاير للطرق اإلعتيادية في فض الخصومة الجزائية يقوم على منهج التسوية بمفومو الواسع الذي يعتمد
الخص ا ااومة محاولة إقامة التوازن يين على فكرة العدالة التص ا ااالحية ،الرض ا ااائية و التفاوض ا ااية يين أط ار
تحقيق عدالة بسيطة ،ناجزة و نوعية. يهد مصالح مختلف األط ار
ومن هنااا يرزت فكرة ياادائاال الاادعوع العموميااة كااخحااد الحلول المقترحااة ألزمااة العاادالااة الجزائيااة ،والتي
تقوم على إنهاء النزاع الجزائي سواء في مرحلة ما قيل تحريك الدعوع العمومية أو ما بعدها يواسطة اليات
توفق يين المجني عليو بمفهومو الواس ا ا ا ا ا ااع الذي ية ا ا ا ا ا اامل الدولة والفرد من جهة ومرتكب الجريمة من جهة
أخرع ،وهذه اليدائل تعني الخيار يين حلين أو أكثر un choix entre deux ou plusieurs solutionsأو
باألحرع يين إجرائيين.
2
مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة
وهذا ما انتهجتو السااياسااة التة اريعية في الجزائر على غرار التة اريعات المقارنة ،بالتحول من العدالة
العقايية التقليدية إلى العدالة الرض ا ااائية في فض المنازعات الجزائية بة ا ااخن ص ا اانف معين من الجرائم كثيرة
حيااث الوقوع قليلااة الخطورة اإلجراميااة لاادع فاااعليهااا ،كجاادوع عمليااة نفعيااة أملتهااا أزمااة العاادالااة الجزائيااة
عمدت إلى وض ا ا ا ااع عدد من النظم التقليدية ض ا ا ا اامن ما يعزز تفعيل دور المجني عليو يإعطائو مكنة تقييد
يناءا على ةا ااكوع منو وتمكينو من حق التنازل عنها ،كما
حرية النيابة العامة في تحريك الدعوع العمومية ا
أقر المةاارع الجزائري نظام المصااالحة الجزائية ،ومن األنظمة الحديثة التي تيناها المةاارع الجزائري في هذا
الة ا ا ااخن نجد نظام الوس ا ا اااطة الجزائية في إطار تعديل قانون االجراءات الجزائية س ا ا اانة ، 2015والذي يعد
طفرة نوعية في تكييف رد الفعل الجزائي مع الخطورة االجرامية.
وألن هذه الفكرة متيناة في عديد الدول ففي فرنساا ا ااا التي تعد رائدة وسا ا ا ااباقة في تيني يدائل الدعوع
داءا ينظام
العمومية التي أقرتها في تة ا ا ا اريعاتها المختلفة لمواجهة المد الهائل لعدد القضا ا ا ااايا إذ أخذت إيت ا
التنازل عن الةااكوع والمصااالحة الجزائية على غرار التة اريعين الجزائري والمصااري ،ليتم بعدها التوسااع في
األخذ يهذه اليدائل إذ اس ا ااتحدث نظام الوس ا اااطة الجزائية إلص ا اازئ اإلجراءات الجزائية س ا اانة ، 1993ومن
بعده نظام التسا ا ااوية الجزائية في إطار تدعيم فعالية اإلجراءات الجزائية سا ا اانة ، 1999في نطاق ما يعر
بالطريق الثالث Troisième Voieباعتبار هذه اليدائل تقع يين سياسة الحفظ والمتابعة.
وفي مصا اار فإننا نجد إلى جانب التصا ااالح الذي أخذ بو المةا اارع المصا ااري بعد تردد نظام التنازل
عن الةكوع كخحد الوسائل التقليدية اليديلة عن الدعوع العمومية.
أهمية البحث
يسا ا ا ااتمد موضا ا ا ااوع يدائل الدعوع العمومية أهميتو من أهمية الدعوع العمومية نفسا ا ا ااها إذ تحتل هذه
مكانا أسا ا ا اااسا ا ا ا اايا في قوانين اإلج ارءات الجزائية المختلفة ،ذلك أن يدائل الدعوع العمومية تعتير من األخيرة ا
أهم الحلول المعول عليهااا للتخفيف إن لم نقاال حاال أزمااة العاادالااة الجزائيااة ،والتي كاااناات موضا ا ا ا ا ا ااوع اهتمااام
وتوصيات المؤتمرات الدولية والندوات العلمية سواء على المستوع اإلقليمي أو الدولي ،حيث دعت مختلف
الدول إلى استحداث يدائل للدعوع العمومية.
وموضا ا ا ا ا ا ااوع يدائل الدعوع العمومية ذا أهمية بالغة اا
نظر لحداثتو ومواكيتو رخر ما توصا ا ا ا ا ا االت إليو
السياسة الجزائية المعاصرة من تغييرات جذرية على االجراءات الجزائية في سييل الخروج من أزمة العدالة
الجزائية ،فهو الموضوع المحوري الذي يلقي الضوء على سلسلة التحوالت التةريعية والقضائية التي تتوافق
مع اخر ما توصل إليو الفكر البةري في مجال أساليب التصدي ومواجهة تنامي الظاهرة اإلجرامية.
إلى جانب كل ما سا ا ا ا ا ا اايق ال نغفل األهمية العملية لهذه اليدائل من خزل أنها اليات تقوم على فتح
دور محورايا في وضع حد للخصومة في إطار ما
الخصومة الجزائية واعطائهم اا قنوات للتواصل يين أط ار
3
مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة
نوعا من الرض ااا المتبادل قد ال ييلغو الحكم القضا اائي ،بما يعر يخص ااخص ااة الدعوع الجزائية ،بما يحقق ا
إيجابا على مرفق القضا ا ا اااء للتخلص من تكدس القضا ا ا ااايا الجزائية ،و من ثم الوصا ا ا ااول إلى عدالة
ا ينعكس
ناجزة ونوعية .
تتمثل أس ا ا ااباب اختياري لموض ا ا ااوع يدائل الدعوع العمومية في ميلي للبحث في المواض ا ا اايع الحديثة
الس ا ا اايما وأن موض ا ا ااوع يدائل الدعوع العمومية هو من مواض ا ا اايع الس ا ا اااعة في االجراءات الجزائية خاص ا ا ا اة
بالنسا ا اابة للتة ا ا اريع الوطني يإق ارره لنظام الوسا ا اااطة الجزائية ،كما أنو يمثل طفرة نوعية في توجو السا ا ااياسا ا ااة
الجزائية نحو هذه اليدائل وما تثيره من إةاكاالت قانونية توجب تحديد ضاوابطها ومناقةاتها واإلجابة عليها،
دون إغفال أن لها ص ا االة مباةا ا ارة بما يعانيو القاض ا ااي والمتقاض ا ااي على حد السا ا اواء ،كل هذا ية ا ااكل اا
حافز
قويا للبحث في هذا الموضوع والخوض في تفاصيلو. وباعثاا ا
أهداف البحث
الباحث من خزل هذه الد ارسا ا ا ا ا ا ااة إلى تحديد الض ا ا ا ا ا ا اوابا و األحكام الناظمة ليدائل الدعوع يهد
العمومية ،وذلك في التةا ا اريع الجزائري والتةا ا اريعات المقارنة كالقانون الفرنس ا ااي والمص ا ااري والتي عمدت
اختيارها لكون التةا اريع الفرنس ااي هو الس ااباق لألخذ يهذه اليدائل ،أما المص ااري فهو من التةا اريعات العربية
على من د ارسااتو الوقو الرائدة والمتجددة ،أما بالنساابة للتة اريع الجزائري فهو التة اريع الوطني الذي نهد
اخر التطورات التي عرفها مقارنة بغيره من التةا ا اريعات المقارنة في مس ا ااخلة األخذ ييدائل الدعوع العمومية
ومدع مواكيتو لتطورات السااياسااة الج ازئية المعاصارة ،وكذا تقييم كل ذلك للنظر في مدع امكانية اعتمادها
في تةريعنا الوطني.
ضا اا إلى ييان مدع فاعليو هذه األنظمة اليديلة للدعوع العمومية في إقامة العدالة
وتهد الد ارس ااة أي ا
واإلسهام في حل أزمة العدالة الجزائية.
إشكالية البحث
مما ال ةا ا ا ااك فيو أن العدالة الجزائية التقليدية تعاني من أزمة حقيقية في كثير من المجتمعات ،ومن
أمثلة مما تعانيو نجد :الحجم المتزايد للقضا ااايا السا اايما البسا اايطة منها ،وتكدسا ااها أمام جهات الفصا اال على
درجاتها ،ارتفاع التكاليف وتعاظم الجهود دون أن يحد ذلك من تنامي الظاهرة اإلجرامية ،وكذا اختز
تكوين قناعة عامة لدع األفراد بآداء ونجاعة العدالة الجزائية.
4
مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة
وعلى ذلاك تتمثال اة ا ا ا ا ا ا اكاالياة البحاث في يياان الياات حال أزماة العادالاة الجزائياة وأثرهاا على أط ار
الخصا ااومة الجزائية ،وأي هذه ارليات التي أقرها المةا اارع الجزائري مقارنة ينظيريو الفرنسا ااي والمصا ااري مع
ييان فيما أصاب وفيما جانبو السداد.
:ما مدى نجاعة بدائل الدعوى اإلشيييييكالية ضيييييمن السييييي ا التال و عليه يمكن صيييييياهة ه
العمومية ف حل أزمة العدالة الجزائية ف التشريع الجزائري ونظيريه الفرنس والمصري ؟
أساسا ي ا :
ويندرج تحت هذه اإلةكالية تساؤالت فرعية تتعلق ا
-1ماهية بدائل الدعوى العمومية؟
-2األحكام القانونية المنظمة لبدائل الدعوى العمومية؟
-3نجاح المشرع الجزائري ف األخ ببدائل الدعوى العمومية بين النظرية و التطبيق ؟
الدراسات السابقة
درجت البحوث العلمية على اس ااتقاء معلوماتها من الد ارس ااات الس ااابقة ،وهو ذات النهج الذي س االكتو
في هذا البحث إذ اسا ااتعنت بالد ارسا ااات السا ااابقة التي تناولت أجزاء أو عناصا اار من موضا ااوع هذا البحث
والمةار إليها في قائمة المصادر والمراجع والتي من أهمها نذكر:
-1ياادائاال إجراءات الاادعوع العموميااة ،أطروحااة دكتوراه مقاادمااة من دو يلولهي مراد ،كليااة الحقوق
والعلوم السياسية ،جامعة الحاج لخضر باتنة ،نوقةت في الموسم الجامعي .2018-2017
تناول الباحث من خزلها الصور المختلفة ليدائل الدعوع العمومية والمتمثلة في التنازل عن الةكوع
والمصا ا ااالحة الجزائية كيدائل تقوم على الرضا ا ااائية فقا ،ونظامي الوسا ا اااطة الجزائية واألمر الجزائي كيدائل
معا في التةريع الجزائري. تقوم على الرضائية والمزئمة ا
ييد أن ما يميز د ارس ااتي عن هذه الد ارس ااة أنها أوس ااع وأة اامل ألنها جاءت مقارنة يين أحكام القانون
الجزائري ونظيريو المصري والفرنسي بما يثري موضوع البحث وذلك باالستفادة من التجارب التةريعية في
هذه اليلدان يينما الدراسة السابقة لم تكن كذلك ،كما أن دراستنا هذه تتميز عن سابقتها بالتعرض بالتفصيل
لنظام التسا ااوية الجزائية كيديل حديث عن الدعوع العمومية في المقايل اعتير الباحث في الد ارسا ااة السا ااابقة
ما نراه ذلك أن األمر الجزائي ليس كذلك يل من األمر الجزائي يديل عن الدعوع العمومية على خز
قييل اإلجراءات الجزائية المبس ا ا ا ااطة أو الموجزة في نطاق بعض الجرائم إذ يؤدي إلى س ا ا ا اارعة الفص ا ا ا اال في
الدعوع يإلغاء بعض المراحل التي تمر عليها هذه األخيرة في صورتها التقليدية .
-2النظرية العامة للصلح وتطييقاتها في المواد الجنائية :دراسة مقارنة ،رسالة دكتوراه مقدمة من دو
محمد حكيم حسين الحكيم ،كلية الحقوق جامعة عين ةمس ،نوقةت سنة .2002
تناولت ماهية وأحكام وتطييقات الص ا ا ا االح في المواد الجزائية إذ أة ا ا ا ااار الباحث فيها إلى التص ا ا ا ااالح
5
مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة
والوساطة الجزائية والتسوية الج ازئية في التةريعات المقارنة السيما القانون المصري والفرنسي ،توصل فيها
الباحث إلى أن الصلح في نطاق المواد الجنائية يمكن من خزلو تجاوز أزمة العدالة الجزائية.
وما يميز د ارسا ااتنا عن هذه الد ارسا ااة أنها تطرقت لموضا ااوعات لم تتضا اامنها الد ارسا ااة السا ااابقة كنظام
التنازل عن الة ا ا ا ااكوع ،ناهيك على أن د ارس ا ا ا ااتو لم تتطرق للتةا ا ا ا اريع الجزائري كما أنها لم تركز على يدائل
الدعوع العمومية بةكل أساسي ،ضف إلى ذلك أن دراستنا تتميز بمواكبة التطور التةريعي لهذه اليدائل.
-3الوسا اااطة كيديل عن الدعوع الجنائية :د ارسا ااة مقارنة ،رسا ااالة دكتوراه مقدمة من دو رامي متولي
عيد الوهاب إيراهيم القاضي ،كلية الحقوق يجامعة القاهرة ،نوقةت سنة .2010
ركز فيها الباحث على ييان أهم المفاهيم الخاصا ا ا ا ااة بالوسا ا ا ا اااطة الجزائية في بعض األنظمة المقارنة
والتعمق في دراسة القواعد القانونية المنظمة لها ،توصل فيها إلى تعداد مزايا تطييق هذا النظام وكذا اقترائ
إلقرار نظام الوساطة الجزائية في التةريع المصري.
إال أن د ارس ا ا ا ااتي هذه تتميز عن س ا ا ا ااابقتها في أن نظام الوس ا ا ا اااطة الجزائية ما هو إال يديل واحد من
ضمن اليدائل التي تناولتها بالدراسة.
-4الصاالح في قانون اإلجراءات الجنائية :ماهيتو والنظم المرتبطة بو-د ارسااة مقارنة ،رسااالة دكتوراه
مقدمة من دو أسامة حسنين عييد ،كلية الحقوق يجامعة القاهرة ،نوقةت سنة .2004
أةا ا ا ا ا ا ااار فيها الباحث إلى مدع توازن المراكز القانونية لكل من النيابة العامة والجاني والمجني عليو
بعضااهم إزاء بعض في نطاق الصاالح بمفهومو الواسااع ومدع إسااهامو في دعم فاعلية العدالة الجزائية ساواء
تعلق ذلك من خزل تبسا ا ا ا اايا إجراءاتها أو تعميق دورها في مكافحة طوائف معينة من الجرائم ،خلص إلى
أن ثمة محورين أصا اايلين يتجاذبان موضا ااوعو :أولهما نفعي يدور حول كفالة السا اارعة والتبسا اايا في إنجاز
القض ااايا الجزائية ،وثانيهما معنوي يركز على ص اايانة الحريات الفردية وس االطان اإلرادة ،ختم د ارسا اتو يدعوة
اتهديا في ذلك بخحكام
تنظيما من التص ااالح ،مس ا ا
ا المة اارع المص ااري إلى تيني اليات جديدة أكثر ة ااموالا وأدق
الوساطة الجزائية والتسوية الجزائية في فرنسا.
والجديد في د ارسا ا ا ااتي بالمقارنة مع الد ارس ا ا ا اة السا ا ا ااابقة هو تفصا ا ا اايل يدائل الدعوع العمومية بمختلف
صورها وكذا محاولة ربا المفهوم الجزائي ليدائل الدعوع العمومية بخزمة العدالة الجزائية.
-5العقوبة الرضا ااائية في الة ا اريعة اإلسا اازمية واألنظمة الجنائية المعاص ا ارة :د ارسا ااة مقارنة ،رسا ااالة
دكتوراه مقدمة دو أحمد محمد يراك ،كلية الحقوق يجامعة القاهرة ،نوقةت سنة .2009
كرس ا ا اات هذه الد ارس ا ا ااة بعض المطالب البحثية عن األنظمة الجزائية المعاصا ا ا ارة والمتمثلة في أنظمة
المس ا اايق بالجرم وكذا الوس ا اااطة الجزائية والتص ا ااالح الجزائي، التس ا ااوية الجزائية والمثول يناء على االعت ار
باسا ا ااتيضا ا ااائ نةا ا ااختها وماهيتها ودورها في الحد من أزمة العدالة الجزائية ،توصا ا اال من خزلها الباحث إلى
تنظير للفلس ا اافات التي يعتمد عليها القانون الجنائي في ض ا ااوء الس ا ااياس ا ااة الجزائية المعاصا ا ارة ،ختم د ارس ا ااتو
6
مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة
بالحث على ضرورة اسراع المةرع المصري يتيني سياسة متكاملة للحد من الجريمة والعقاب واالستعانة في
ذلك بالتجارب التي تمت في هذا الخصوص.
د ارسااتنا لم تركز ولم تتوسااع بالقدر الكافي في تناولها ليدائل الدعوع إال أن هذه الد ارسااة على خز
العمومية ،كما أنها لم تتعرض لهذه اليدائل في التة ا اريع الجزائري مكتفية بالتة ا اريعين المصا ااري والفرنسا ااي،
ناهيك عن مواكبة دراستنا للتطورات التةريعية لهذه األنظمة مقارنة بسابقتها.
-6العدالة الجزائية وأبعادها الرضا ا ا ااائية ،la justice interférences consensuellesرسا ا ا ااالة دكتوراه
مقدمة من دو ،Wilfrid EXPOSITOكلية الحقوق جامعة ،Jean Moulin-Lyon 3نوقةت سنة .2005
تناول فيها الباحث دراسة فلسفية قانونية للعدالة التقليدية والرضائية متطرقا فيها لطييعتها متعماقا في
الرض ا ا ااا ووجوب الموافقة وحرية االختيار واليات اإلقناع ،كما تناول العقوبة الرض ا ا ااائية وبدائل العقوبة ،كل
ذلك في إطار مبادئ العدالة الجزائية الس ا ا اايما ميدأ عدم قايلية الدعوع العمومية للتنازل ومجالو في ض ا ا ااوء
رؤية جديدة للسياسة الجزائية ،توصل من خزل أثر الرضا في تنظيم العدالة الجزائية إلى أنو يمكن إعادة
تفعيل نظام العدالة الجزائية يإجراء بعض التعديزت باللجوء إلى مختلف النظم الرضا ا ا ا ا ا ااائية اليديلة لتحقيق
إدارة نوعية وكمية للنزاعات بفاعلية كما أرادها المةرع.
إال أ ن دراستنا هذه تتميز عن سابقتها في أنها ال تسهب في تناول موضوع الرضائية يل تتناولو في
ثنايا كل يديل عن الدعوع العمومية حس ااب خص ااوص ااية كل نظام ،مركزين على دوره في حل أزمة العدالة
الجزائية.
منهج الدراسة
الد ارس ا ااات القانونية بص ا اافة عامة ال تؤتي ثمارها إال باتباع مناهج البحث العلمي ،لذلك فقد اعتمدت
في هذه الد ارس ااة على ثزثة مناهج أس اااس ااية وهي :المنهج المقارن ،المنهج الوص اافي ،المنهج التحليلي وفق
التفصيل ارتي:
-المنهج المقارن :نسا ا ا ا ااير في هذه الد ارسا ا ا ا ااة وفق المنهج المقارن من خزل المقارنة يين التة ا ا ا ا اريع
الجزائري في األخذ ييدائل الدعوع العمومية وما يقايلها من يدائل في التةا ا ا ا اريعين الفرنس ا ا ا ااي والمص ا ا ا ااري،
السا ا ا اايما عند تناولنا لألحكام القانونية لهذه اليدائل ،لزسا ا ا ااتفادة من التجارب التة ا ا ا اريعية في هذه الدول بما
البحث. يحقق أهدا
-المنهج الوص ا ا ا اافي :وذلك وص ا ا ا ا اافا يعير عن مض ا ا ا ااامين هذه الد ارس ا ا ا ااة وما تحملو من مفاهيم بغية
الوصول إلى استنتاجات تسهم في فهم موضوعات الدراسة وتطويرها.
-المنهج التحليلي :وذلااك تحليزا لموضا ا ا ا ا ا ااوع ياادائاال الاادعوع العموميااة من جميع جوانبااو من خزل
تحليل مختلف النص ا ااوص القانونية التي أقرها التةا ا اريع الجزائري والتةا ا اريعين الفرنس ا ااي والمص ا ااري في هذا
7
مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة
الةخن ،وكذا تحليل مختلف ارراء واالتجاهات الفقهية والقضائية التي يستند إليها موضوع البحث ،من أجل
اإلحاطة بالمعالم الكاملة لهذه اليدائل.
خطة الدراسة
اعتمدت في تقسيمي هذا لموضوع البحث على المعيار الزمني من حيث تاريخ ظهور يدائل الدعوع
العمومية ،فقد تكون اليات يديلة قديمة على غرار التنازل عن الة ا ا ااكوع ومن بعده المص ا ا ااالحة الجزائية ،أو
حديثة مثل الوساطة الجزائية والتسوية الجزائية.
هذا وقد درج الفقو على عدة تقس ا ا ا اايمات ليدائل الدعوع العمومية أو وس ا ا ا ااائل حل المنازعات بالطرق
سلفا
اليديلة في المواد الجزائية بحسب المعيار الذي يمكن للباحث اإلستناد إليو حسب ما تمت االةارة إليو ا
عند تناول الد ارس ا ااات الس ا ااابقة فقد يعتمد المعيار الزمني ،كما قد يعتمد معيار األس ا اااس الذي تقوم عليو
وهي يدائل تقوم على الرضااائية فقا كنظامي التنازل عن الةااكوع والمصااالحة الجزائية ،أو يدائل تقوم على
منها وتقساام بحساابو إلى يدائل تهد الرضااائية والمزئمة كالوساااطة الجزائية ،كما قد يعتمد معيار الهد
إلى إصاازئ المتهم وتعويض المجني عليو فض ازا عن تبساايا اإلجراءات ،مثال ذلك الوساااطة الجزائية ،أو
يدائل ترمي إلى مجرد عزج باء إجراءات التقاضي كالمصالحة الجزائية.
8
الفصل األول:
التنازل عـن الشكــوى
كليفا
مما الة ا ا ا ااك فيو أن الجريمة تعتير خرقا لقاعدة عقايية ،فهي س ا ا ا االوك إرادي يخالف بو مرتكبو ت ا
يحميو المةرع يجزاء جنائي ،وبمخالفتو لهذا التكليف ينةخ حق الدولة في عقابو ،وتكون وسيلتها في استفاء
هذا الحق هي الدعوع العمومية ،وتحتل هذه األخيرة مكانا أس ا ا ا ا اااس ا ا ا ا اايا في القوانين اإلجرائية المختلفة ،وقد
كانت الدعوع العمومية في معظم مراحل التاريخ القديم ملكا للمجني عليو ،حيث كانت العزقات القانونية
يين أفراد المجتمع تقوم على القوة واالنتقام الفردي ،فقد كان الفرد يجمع يين صفتي المجني عليو والقاضي
في ان واحد ،حيث كان االهتمام بالمجني عليو وحقوقو والعمل على تيسااير اسااتيفائها ،فهو ص ااحب الحق
في معاقبة الجاني أو في العفو عنو مقايل التعويض أو يدونو ،أما الجاني فلم يسلم لو بحقوق تذكر(.)1
أسا على عقبوقد استمر الحال على هذا المنوال إلى أن قامت الثورة الفرنسية ،التي قليت األمور ر ا
بما تضمنتو من مناداة بالحرية واالخاء والمساواة ،وما تطلبو ذلك من وضع حد أدنى لحقوق االنسان ومن
هنا يدأ التحول نحو معاملة أفضاال للجناة على حساااب المجني عليهم ،وقد نمت يذور هذا االهتمام بالجناة
وازدادت تدريجيا في صا ا ا ا ا ا ااورة ضا ا ا ا ا ا اامانات لم تكن مقررة من قيل ،وفي نفس الوقت يدأت تتراجع الرعاية
المفروضا ااة للطر الذي وقعت عليو الجريمة وهو المجني عليو ،ومع تزايد سا االطات الدولة فقد حلت محل
بعيدا
المجني عليو في حقوقو فاعتيرت هي المجني عليها في كل جريمة ترتكب ،مما جعل المجني عليو ا
عن الدعوع العمومية ،فليس لو يها أي حقوق ،وفي النصا ا ا ا ا ا ااف الثاني من القرن العة ا ا ا ا ا ا ارين يدأت تظهر
اتجاهات حديثة في السا ا ا ا ا ااياسا ا ا ا ا ااة العقايية ،وارتفعت أص ا ا ا ا ا اوات كثيرة تدعوا إلى كفالة حقوق المجني عليو،
دور فعاالا في الدعوع العمومية واعتباره خصما فيها(.)2
وضرورة إعطائو اا
ولذلك منح المجني عليو في ظل االتهام العام ()3الذي تعتنقو التة ا ا ا ا ا ا اريعات التي تدور في فلك الفقو
( -)1عيد الحليم فؤاد عيد الحليم ،الة ااكوع والتنازل عنها :د ارس ااة مقارنة ،دار الجامعة الجديدة ،اإلس ااكندرية ،مص اار،2014 ،
ص.9
( -)2عيد الحليم فؤاد الفقي ،ةكوع المجني عليو وأثرها في اإلجراءات الجنائية :دراسة مقارنة يين القانون المصري والسعودي
واالماراتي والفقو اإلسزمي ،مركز الدراسات العربية للنةر والتوزيع ،الجيزة ،مصر ،2019 ،ص. 8
( -)3ففي ظل نظام االتهام الفردي الذي يطيق في التة ا ا اريعات التي تدور في فلك الفقو االنجلوسا ا ااكس ا ا اوني تكون الخصا ا ااومة
الجزائية يين المجني عليو والجاني مباةارة ،فيكون من حق المجني عليو باعتباره أول من أضاير في حقو الذي قرر القانون
جدارتو بالحماية الجزائية أن يحرك الدعوع العمومية وأن يباة ا ا ا ا اارها ينفس ا ا ا ا ااو أمام القض ا ا ا ا اااء طالبا الحكم يتوقيع العقاب على
الجاني ،وفي سااييل ذلك فإن لو أن يتخذ كافة اإلجراءات الززمة لمباة ارة الدعوع العمومية أمام القضاااء حتى صاادور الحكم
النهائي فيها ،أما في ظل االتهام العام الذي تعتنقو التةا ا اريعات التي تدور في فلك الفقو الزتيني فإن النيابة العامة باعتبارها
هيئة مسا ا ااتقلة تحل محل الفرد في ممارسا ا ااة هذا الحق ،فهي التي تقوم يجمع عناصا ا اار االتهام وتحريك الدعوع واتخاذ جميع
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الزتيني ،الحق في تقييد س ا االطة النيابة العامة في تحريك الدعوع العمومية عن بعض الجرائم التي تتص ا ال
بخمور خاصة بو ،وأيضا وقف سير هذه الدعوع وانهائها في أي وقت حتى صدور حكم بات فيها.
فيما يعتيره ()1
ويعتير التنازل عن الة ااكوع من يدائل الدعوع العمومية في نظر جانب هام من الفقو
البعض يديل عن الدعوع العمومية إذا لم يتم رفعها فضااز عن كونو من أسااباب انقضااائها إذا تم رفعها(،)2
فيما يرع البعض ارخر بخنو يديل عن الدعوع العمومية في أي مرحلة كانت عليها الدعوع بما أنو يؤدي
الى انقضااائها ،فهو يحول دون رفعها أو االسااتمرار في نظرها ،وذلك باالسااتناد إلى أثره ( ،)3وهو يديل عن
السااياسااة الجزائية المعاص ارة التي تدعو إلى التوسااع في نطاق الجرائم الدعوع العمومية كونو يحقق أهدا
التي يجوز للمجني عليو التص ا ا ااالح فيها مع الجاني ،وعلى هذا النحو فإن المة ا ا اارع يمنح المجني عليو كل
اإلمكانيات للتصااالح مع الجاني وفي ضااوء هذا يسااتطيع أن يتنازل عن ةااكواه ( ،)4ولهذا يعتير جانب اخر
من الفقو أن التنازل عن الةا ا ااكوع بعد تقديمها يعد بمثابة تصا ا ااالح يين الجاني والمجني عليو يقضا ا ااي على
الدعوع العمومية(.)5
ويؤيد الباحث الرأي القائل بخن التنازل عن الةا ا ا ا ا ا ااكوع نظام يديل عن الدعوع العمومية إذا لم يتم
تحريكها ،ويضيف بخنو يديل تقليدي وذلك يإعمال المعيار الزمني فهو من حيث تاريخ ظهوره أقدم الوسائل
اليديلة عن الدعوع العمومية ،وذلك إذا أجرينا إسا ا ااقاط لتعريف يدائل الدعوع العمومية على هذا النظام ،إذ
تعر بخنها " :احدع وسااائل السااياسااة الجزائية المعاص ارة إلدارة الدعوع العمومية ،أو اختصااارها أو تجنيها
كخداة لتيس ااير اإلجراءات الجزائية ،ووض ااع حد ألزمة العدالة الجزائية في ض ااوء االتجاهات الحديثة في علم
إجراءات مباةا ا ارتها أمام القض ا اااء حتى ص ا اادور الحكم النهائي فيها ،وال ة ا ااخن للمجني عليو فيما تقوم بو النيابة من إجراءات
اللهم إال فيما يضا ااعو المةا اارع من قيود على سا االطتها هذه لمصا االحتو ،وعلى ذلك فإن حق المجني عليو في مباة ا ارة الدعوع
العمومية في ظل االتهام الفردي ،كذلك حق النيابة العامة في الخص ا ااومة الجزائية في ظل نظام االتهام العام ليس مطلقا يل
ترد عليو قيود عديدة يقصااد منها التخفيف من حدة جمود أي من النظامين ،عزت مصااطفى الدسااوقي ،قيود الدعوع الجنائية
يين النظرية والتطييق ،رسالة دكتوراه في القانون ،جامعة القاهرة ،كلية الحقوق ،1986 ،ص .66
( -)1أحمد فتحي سا ا اارور " ،يدائل الدعوع الجنائية" ،مجلة القانون واالقتصا ا اااد ،1983 ،ص ،213مةا ا ااار إليو لدع :محمد
حكيم حسا ا ااين الحكيم ،النظرية العامة للصا ا االح وتطييقاتها في المواد الجنائية :د ارسا ا ااة مقارنة ،دار النهضا ا ااة العربية ،القاهرة،
مصر ،2002 ،ص .27
( -)2وطفة ضياء ياسين ،الصلح الجنائي :دراسة مقارنة ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،مصر ،2014 ،ص .65
( -)3أحمد محمد يراك ،العقوبة الرضااائية في الةااريعة اإلساازمية واألنظمة الجنائية المعاصا ارة :د ارسااة مقارنة ،رس ااالة دكتوراه
في الحقوق الحقوق ،جامعة القاهرة ،كلية الحقوق ،2009 ،ص .210
( -)4مراد يلولهي ،يدائل إجراءات الدعوع العمومية ،أطروحة دكتوراه في العلوم تخصا ا ا ا ا ا ااص :علوم جنائية ،جامعة باتنة-1-
الحاج لخضر ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق ،2019-2018 ،ص .14
( -)5محمود ساامير عيد الفتائ ،النيابة العمومية وساالطاتها في انهاء الدعوع الجنائية يدون محاكمة ،الدار الجامعية ،ييروت،
لينان ،1991ص .302
10
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
العقاب ومناطها الرضااائية ،والمزئمة والةاارعية اإلجرائية ،نتيجة العتبارات الضاارورة اإلجرائية ،وتؤدي الى
انقضا ا اااء الحق العام في الدعوع العمومية( ،)1على حسا ا اااب الرأي العام القائل بخنو تصا ا ااالح ،ذلك أن نظام
التنازل عن الة ا ا ااكوع وان كان يتفق مع نظام التص ا ا ااالح أو المص ا ا ااالحة فإنو يختلف عنو في جوانب أخرع
نتطرق إليها في عناصر تالية من هذه الدراسة.
ولإللمام ينظام التنازل عن الةا ا ا ا ا ااكوع كخحد يدائل الدعوع العمومية التقليدية في التة ا ا ا ا ا اريع الجزائري
والفرنس ااي والمص ااري قس اامنا د ارس ااتنا لهذا الموض ااوع إلى مبحثين :نتعرض في األول إلى اإلطار المفاهيمي
لهذا النظام ،فيما نخصص الثاني لييان أحكامو القانونية.
( -)1أحمد محمد يراك ،العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية المعاصرة ،....المرجع السايق ،ص .55
( -)2س ا االطة الدولة في العقاب تنة ا ااخ بمجرد وقوع الجريمة ،ومع قيامها قد تنقض ا ااي دون أن تحرك الدعوع ،بمض ا ااي المدة أو
بالص االح أو يتنازل المجني عليو عن الةااكوع وما إلى ذلك ،وعلى العكس قد تحرك الدعوع العمومية وتقضااي فيها المحكمة
باليراءة ،وهو حكم ينطوي على عدم قيام س ا ا االطة العقاب ،إذن ال تززم إطزقا يين س ا ا االطة العقاب وس ا ا االطة االدعاء ،يل أن
االدعاء ليس مقص ا ااو ار على الدولة ممثلة في النيابة العامة ،يل هو حق لألفراد حتى في المس ا ااائل الجزائية ،فللمدعي المدني
أن يرفع الدعوع العمومية مباةا ارة في الجنح والمخالفات ،وينيني على ذلك أنو ال يكون صا اوابا القول أن الجريمة تنة ااخ عنها
دعوع عمومية ،فس ا ا ا االطة العقاب هي التي تنة ا ا ا ااخ عن الجريمة ،أما حق االدعاء فهو حق مس ا ا ا ااتقل ،حق االلتجاء للقض ا ا ا اااء
للمطالبة بة ا ا ا اايء ،وقد تس ا ا ا اافر الدعوع عن وجود الحق فيكة ا ا ا ااف عنو الحكم وقد تنتهي بالحكم بعدم أحقية المدعي ،محمود
محمود مصطفى ،ةرئ قانون اإلجراءات الجنائية ،ط ،8دار ومطالع الةعب ،القاهرة ،مصر ،1963 ،ص ص .6-5
( -)3تحريك الدعوع العمومية هو االجراء الذي تيدأ بو الدعوع العمومية وينقلها من حالة السا ا ا ا ا ا ااكون إلى حالة الحركة ،ويعد
من اإلجراءات التي تتحرك يهاا الادعوع العمومياة :فتح تحقيق من النيااباة العااماة :األمر باالقبض على المتهم ،اسا ا ا ا ا ا ااتجواب
المتهم ،سااماع ةاااهد من النيابة العامة أو قاضااي التحقيق ...إقامة المدعي المدني دعواه المدنية أمام المحكمة الجزائية ،وقد
ذهب الفقو وأحكام القض ا ا ا ا اااء إلى أن أعمال االس ا ا ا ا ااتدالل ال تعد إجراءات الدعوع العمومية ومن ثم فهي إجراءات أولية تمهد
للدعوع العمومية ،غير أنها تخرج عنها وال تعتير من اإلجراءات التي تتحرك يها الدعوع العمومية ،أة ا ا ا اار توفيق ة ا ا ا اامس
الدين ،ة ا اارئ قانون اإلجراءات الجنائية ،الجزء األول :مرحلة ما قيل المحاكمة ،طبعة خاص ا ااة بالتعليم المفتوئ مزيدة ومنقحة
طبقا ألحدث التعديزت وأحكام القضاء( ،د.د.ن) ،2012 ،ص .47
إذن تحريك الدعوع العمومية هو أول عمل تنعقد بو الخص ا ا ا ا ااومة الجزائية كما تنة ا ا ا ا ااخ بو الرابطة االجرائية يين النيابة العامة
إلى توجيو والمتهم والقاضا ااي ،أما مباة ا ارة الدعوع العمومية فهو مجموعة األعمال المترتبة على تحريك الدعوع والتي تهد
الخص ا ااومة نحو الحكم النهائي ،وهي من اختص ا اااص النيابة العامة دون غيرها ا
مطلقا ،وعلى ذلك فإن القواعد االجرائية التي
تنظم تحريك الدعوع العمومية تخاطب النيابة وكل من خولو المةا ا اارع هذه السا ا االطة ،أما القواعد التي تحدد ةا ا ااروط مباة ا ا ارة
11
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ذاتها( ،)1وال ترتبا في ذلك بموافقة من المجني عليو ،وال يجوز لها التنازل عنها أو التصالح عليها ،إال أن
معظم التةاا ا اريعات المقارنة ومنها التةاا ا اريعات محل الد ارس ا ا ااة ،قد أوردت اس ا ا ااتثناء على هذه القاعدة العامة
يتمثل في قيود ترد على سا ا ا االطة النيابة العامة في تحريك الدعوع العمومية ،وأهم هذه القيود تقديم ةا ا ا ااكوع
من المجني عليو في بعض الجرائم التي ال يترتب على عدم تحريك الدعوع فيها ض اارر بالمص االحة العامة
بقدر الضرر الذي يصيب الفرد المجني عليو(.)2
والحق في الةااكوع ،باعتباره قيدا على ساالطة النيابة العامة في تحريك الدعوع العمومية يعد ضاامانة
للمجني عليو في مواجهة انفرادها بسا ا ا ا ا ا االطة تحريك الدعوع العمومية ،وهذا الحق مقرر للمجني عليو على
النطاق والضاوابا والحماية المقررة لو في القانون الجزائري والفرنسااي والمصااري ،يخصاوص جرائم اختز
يناءا على ةكوع منو(.)3
معينة ،فز تملك النيابة العامة سلطة متابعة مرتكيي هذه الجرائم إال ا
وقد أقرت التةا اريعيات المقارنة محل الد ارس ااة للمجني عليو الحق في التنازل عن ة ااكواه كحق متفرع
أصزا عن الحق في تقديم الةكوع( ،)4إذا رأع أن هذا التنازل يحقق مصلحتو الةخصية أو العائلية ،ولييان
اإلط ااار المف اااهيمي للتن ااازل عن الةا ا ا ا ا ا ااكوع ال ي ااد من تح اادي ااد مفهوم ه ااذا النظ ااام الي اادي اال عن ال اادعوع
العمومية(المطلب األول) ثم تحديد طييعتو القانونية(المطلب الثاني).
الدعوع فز تخاطب إال النيابة العامة ،امال عيد الرحيم عثمان ،ةا ا ا ا اارئ قانون االجراءات الجنائية ،مطابع الهيئة المص ا ا ا ا ارية
العامة للكتاب ،القاهرة ،مصر ،1991 ،ص ص .66-63
( -)1نفس المرجع ،ص ص .60-59
( -)2حمدي رجب عطية ،دور المجني عليو في انهاء الدعوع الجنائية ،رسا ا ا ا ا ا ااالة دكتوراه في الحقوق ،جامعة القاهرة ،كلية
الحقوق ،1990 ،ص .90
( -)3مؤيد علي القض اااة مخمون محمد س ااعيد أيو زيتون" ،حقوق المجني عليو في مواجهة انفراد النيابة العامة بس االطة تحريك
الدعوع الجزائية :دراسة مقارنة" ،المجلة الدولية للقانون بقطر ،المجلد ،4العدد ،2017 ،1ص .5
( -)4ليلى قايد ،الرضائية في المواد الجنائية ،رسالة دكتوراه في القانون الجنائي ،جامعة جيزلي اليابس سيدي يلعباس ،كلية
الحقوق والعلوم السااياسااية ،قساام الحقوق ،2015-2014 ،ص ، 294مجدي فتحي حسااين مصااطفى نجم ،الصاالح وأثره على
الدعوع الجنائية :د ارس ااة مقارنة يين القانون الوض ااعي والةا اريعة اإلس اازمية ،رس ااالة دكتوراه في الحقوق ،جامعة القاهرة ،كلية
الحقوق ،2013 ،ص .62
12
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
عليها ،وفي هذه الحالة يترتب على هذا التنازل انقض ا ا ا ا ا ا اااء الدعوع العمومية( ،)1ولهذا فنظام التنازل عن
الةا ا ااكوع ونظام الةا ا ااكوع نفسا ا ااو وجهان لعملية واحدة تيررها ضا ا اارورة الحياة االجتماعية ،ومحاولة اهدارها
تنطوي على تجاهل تلك الضرورة(.)2
ونظام التنازل عن الةا ا ا ااكوع يجمع يين كونو يديل عن الدعوع العمومية ،ومن األسا ا ا ااباب الخاصا ا ا ااة
النقض اااء الدعوع العمومية وفي نفس الوقت من األس ااباب االرادية النقض اااء حق الة ااكوع ،بمعنى أن ذلك
يرجع الى إرادة المجني عليو الحرة والصا ااحيحة .ذلك أن المجني عليو لو وحده الحق في الةا ااكوع( ،)3ومن
ثم التنازل عنها في أي مرحلة من مراحل الدعوع العمومية حتى يصدر فيها حكم بات.
وتحديد مفهوم التنازل عن الة ااكوع يقتض ااي التعريف يهذا النظام اليديل عن الدعوع العمومية وبيان
عل ااة اق ارره(الفرع األول) ،ثم البح ااث في ذاتيت ااو من خزل مق ااارنت ااو مع م ااا يتة ا ا ا ا ا ا ا اااب ااو مع ااو من األنظم ااة
األخرع(الفرع الثاني).
الفرع األو .المقصود بالتناز عن الشكوى وعلته
تيرز أهمية ييان المقصاود بالتنازل عن الةاكوع كيديل تقليدي عن الدعوع العمومية من حيث الدور
الهام الذي يحظى بو هذا النظام في اإلجراءات الجزائية في مختلف التة ا ا ا ا ا ا اريعات المقارنة ،إذ يحقق فض
وانهاء الخصا ااومة الجزائية بخسا االوب رضا ااائي طوعي من ة ا اخنو توفير الوقت والجهد والمال على األط ار ،
وتحقيق السلم االجتماعي وتخفيف العبء على مرفق القضاء ،بما يساهم في حل أزمة العدالة الجزائية.
إال أن تحديد مفهوم التنازل عن الةكوع يقضي ايتداء تحديد مفهوم الةكوع كخحد العقبات اإلجرائية
التي تحد من إطزق س االطة النيابة العامة في تحريك الدعوع العمومية ،وصا اوال إلى ييان الميررات أو علة
إقرار المةرع االجرائي لهذا النظام.
تباعا في هذا الفرع على النحو التالي:
األمر الذي سنتناولو ا
أوال :تعريف الشكوى
قيود تحريك الدعوع العمومية بصا ا اافو عامة ومنها الةا ا ااكوع تعتير اسا ا ااتثناء من صا ا اافة التلقائية التي
تتميز يها الدعوع العمومية( ،)4وض ا ا ااعها المة ا ا اارع في يد المجني عليو يس ا ا ااتطيع بمقتض ا ا اااها غل يد النيابة
العامة يوصاافها ساالطة االتهام في تحريك الدعوع العمومية ،وهي ذات طييعة إجرائية بحتة( ،)5ويعتير حق
( -)1أحمد فتحي سرور ،الوسيا في قانون اإلجراءات الجنائية ،الكتاب األول :األحكام العامة لإلجراءات الجنائية،اإلجراءات
السابقة على المحاكمة ،إجراءات المحاكمة ،ط العاةرة (مطورة) ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،مصر ،2016 ،ص .410
( -)2حسااني محمد الساايد الجدع " ،تنازل المجني عليو عن ةااكواه " ،مجلة كلية الة اريعة والقانون بخساايوط ،مصاار ،العدد ،5
،1987ص .294
( -)3عيد الحليم فؤاد عيد الحليم ،المرجع السايق ،ص .277
( -)4امال عيد الرحيم عثمان ،ةرئ قانون اإلجراءات الجنائية ،المرجع السايق ،ص .65
( -)5عزت مصطفى الدسوقي ،المرجع السايق ،ص .229
13
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
المجني عليو في تقديم الةا ا ا ا ا ا ااكوع في بعض الجرائم من الحقوق ذات األهمية اإلجرائية الكيرع في قانون
اإلجراءات الجزائية( ،)1سواء الجزائري ،أو الفرنسي أو المصري ،إال أنو لم يرد في هذه التةريعات كعادتها
أي تعريف للة ااكوع ،تاركة يذلك المجال للفقو ليعرفها بحس ااب الزاوية التي ينظر إليها كل فقيو ،لذا تعددت
التعريفات المقدمة لها ،وقيل ييان التعريفات الواردة في الفقو المقارن للةكوع ،نعرج على تعريفها اللغوي:
اة :بالفتح :أي أخير عنو -1ال شكوى لغة :ةااكا :ة اكاه من باب عدا وة اكاي اة بالكس ار وة اكي اة ،وة اك ا
بسااوء فعلو بو ،فهو مةااكو ومة اكي واالساام الة اكوع ،وأة اكاه :فعل بو فعز أحوجو الى أن يةااكوه ،وأةااكاه
()2
ض اا :المةااكو والةااكي
ض اا اعتبو من ةااكواه ،واةااتكيتو مثل ةااكوتو ،والة اكي :الذي يةااتكي ،والة اكي أي ا
أي ا
أيضا :الموجع(.)3
ا
وتعني باللغة الفرنسية :Plainteأنين ،نوئ ،عويل ،واةتكى إلى ،تةكي من ،)4(Planindre(se).v.pr.
وهي يذلك تقترب من المعنى اللغوي للةكوع في اللغة العربية والذي يقصد بو التوجع و األنين.
-2تعيرييف الشكيوى عنيد الفقيه
الزاوية التي ينظر إليها كل فقيو إلى هذا القيد: اختلف تعريف الةكوع في الفقو باختز
فف الفقه المصييييييري :تعر بخنها :تعيير المجني عليو عن إرادتو في أن تتخذ اإلجراءات الناةا ا ا اائة
عن الجريمة(.)5
وتعر بخنها" :إخطار يقدم من المجني عليو أو وكيلو الخاص إلى سا ا ا ا ا االطة االتهام أو أحد مخموري
الض اابا القض ااائي ،يقطع يرغيتو مباة اارة في االتهام في الجرائم التي جعل القانون تحريك ومباةا ارة الدعوع
هنا يإرادة المجني عليو"(.)6
فيها ر ا
كما تعر بخنها ":بزغ يقدمو المجني عليو إلى الجهة المختص ااة لمحاكمة مرتكب الجريمة"( ،)7وهو
( -)1معتز الس اايد الزهري ،الحق في عدالة جنائية ناجزة :د ارس ااة تحليلية تخص اايلية مقارنة ،دار النهض ااة العربية للطبع والنة اار
والتوزيع ،القاهرة ،مصر ،2018 ،ص .48
( -)2محمد ين أيي بكر ين عيد القادر الرازي ،مختار الصحائ ،مكتبة لينان ،ييروت ،1986 ،ص .145
( -)3إسااماعيل ين دحماد الجوهري ،الصااحائ :تاج اللغة وصااحائ العربية ،تحقيق أحمد عيد الغفور عطار ،ج ،1ط ،2دار
العلم للمزيين ،ييروت ،لينان ،1979 ،ص .2395
-Bureau des études et recherches .Collaborateurs :) F.S.ALWAN, G.L.SIMON, M.SAID, M.SASSINE(, le
)(4
Dictionnaire Français-arabe: Dictionnaire générale, linguistique technique et scientifique, 2 ème Edition, Dar
ALKOTOB AL-ILMIYAH, Beyrouth-Liban, 2004, p 622.
( -)5محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار ،ةرئ قانون اإلجراءات الجنائية وفقا ألحدث التعديزت التةريعية ،ط ، 5دار
المطيوعات الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر ،2017 ،ص .129
( -)6عزت مصطفى الدسوقي ،نفس المرجع ،ص .228
( -)7عوض محمد عوض ،المبادئ العامة في قانون االجراءات الجنائية ،منةااخة المعار :جزل حزع وةااركاه ،االسااكندرية،
مصر ،2002 ،ص .59
14
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
التعريف الدي يتوافق مع نظرة القائل بخنها" :تيليغ من نفس المجني عليو أو ممن يقوم مقامو إلى السلطات
العامة عن جريمة معينة وقعت عليو"( ،)1وبخنها " :البزغ الذي يقدمو المجني عليو إلى السلطة المختصة-
طالبا تحريك الدعوع الجنائية في الجرائم التي تتوقف فيها حرية
النيابة العامة أو مخمور الضبا القضائي -ا
(.)2
النيابة العامة في هذا التحريك على توافر هذا االجراء"
وتعر بااخنهااا " :االجراء ال اذي بمقتضا ا ا ا ا ا ا اااه يعلم المجني عليااو أو من يمثلااو قااانوان اا احاادع الجهااات
المختصااة ،ان ثمة جريمة معينة حاقت بو ،ويطلب منها بمقتضاااه تحريك الدعوع الجنائية في الجرائم التي
تتوقف فيها حرية النيابة العامة في هذا التحريك على توافر هذا االجراء"(.)3
أما في الفقو الفرنس ا ا ا ااي فيعر Levasseur ,Stefani ,Boulocالة ا ا ا ااكوع بخنها " :بزغ ص ا ا ا ااادر من
ضااحية الفعل االجرامي ،يقدمها هذا األخير إلى ضااابا الةاارطة القضااائية أو مباة ارة إلى وكيل الجمهورية
دون أن تكون مقيدة بةا ا ااكليات معينة ،كما يمكن تقديمها إلى قاضا ا ااي التحقيق مصا ا ااحوبة بادعاء مدني(،)4
وهو تعريف ينطيق على الةكوع العامة.
ويعرفها األسا ا ا ا ا ااتاذ Garraudبخنها ":عبارة عن اخبار موجو أمام العدالة من طر الةا ا ا ا ا ااخص الذي
تعرض ةا ااخصااايا إلى ضا اارر ناجم عن جريمة" ويضا اايف نفس األسا ااتاذ أن كل ةا ااكوع تخفي ورائها بزغا،
والدليل على ذلك أن قانون اإلجراءات الجزائية الفرنسي لسنة 1971في مادتو 94وما يليها كيف الةكوع
()5
. على أنهاdénonciation de tort personnel :
ويعر بعض الفقو في الجزائر الةا ا ا ا ااكوع بخنها ":إجراء يباة ا ا ا ا اره المجني عليو أو وكيل خاص عنو،
يطلب فيو من القض ا ا ا اااء تحريك الدعوع العمومية ،في جرائم معينة يحددها القانون على س ا ا ا ااييل الحص ا ا ا اار
عييد ،مبادئ االجراءات الجنائية في القانون المصري ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،مصر ،2006 ،ص .71 ( -)1رءو
( -)2أحمد فتحي سرور ،المرجع السايق ،ص .789
( -)3أحمد عيد اللطيف الفقهي ،النيابة العامة وحقوق ضا ااحايا الجريمة ،دار الفجر للنةا اار والتوزيع ،القاهرة ،مصا اار،2003 ،
ص .12
- " La plainte est une dénonciation émanant de la victime de l’infraction, elle peut être adressée soit à un officier
)(4
de police judiciaire, soit même directement au procureur de la république sans être astreinte à des formes
déterminées ,et elle peut être adressée au juge d’instruction accompagnée d’une constitution de partie civile " ,
Gaston Stefani , Gorges Levasseur , Bernard Bouloc , procédure pénale , précis Dalloz , 16 éd , 1996 , p 311.
نقز عن :عيد الرحمن الدراجي خلفي ،الحق في الةا ا ا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية :د ارسا ا ا ا ا ااة تخصا ا ا ا ا اايلية تحليلية مقارنة،
منةورات الحليي الحقوقية ،ييروت ،لينان ،2012 ،ص .47
)(5
- Garraud, traité théorique et pratique d’instruction criminelle et de procédure pénale, recueil Sirey, 1907, p 620.
نقز عن :الطيب سااماتي ،حماية حقوق الضااحية خزل الدعوع الجزائية في التةاريع الجزائري ،مذكرة ماجسااتير ،تخصااص:
قانون جنائي ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،2007-2006 ،ص .52
15
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1عيااد أ أوهااايييااة ،ةا ا ا ا ا ا اارئ قااانون اإلجراءات الجزائيااة الجزائري ،طبعااة مزياادة و منقحااة بااخحاادث التعااديزت ،دار هومااة
للطباعة والنةر والتوزيع ،الجزائر ،2018-2017 ،ص .130
( -)2عيد الرحمان خلفي" ،الحق في الة ااكوع في التةا اريع الجزائري والمقارن :اتجاه جديد نحو خوصا اص ااة الدعوع العمومية"،
مجلة االجتهاد القضائي يجامعة محمد خيضر بسكرة ،المجلد ،6العدد ،2013 ،9ص10.
( -)3عزت مصطفى الدسوقي ،المرجع السايق ،ص .230
)(4
- Jean Pinatel, Traité de droit pénale et de criminologie, Tome 2, 2 éd, Paris, Dalloz, 1970, p 200
نقزا عن :كمال يوةا االيق ،الضا اامانات القانونية لحماية الةا اارعية االجرائية خزل الدعوع العمومية ،أطروحة دكتوراه علوم في
العلوم القانونية،تخصص:قانون جنائي،جامعة باتنة،-1-كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق،2018-2017،ص .47
)(5
- René Garraud, Traité théorique et pratique d’instruction criminelle et de procédure pénale, Recueil Sirey, 1907,
p70. مةار اليو لدع :كمال يوةليق ،نفس المرجع ،ص .48
( -)6حس اان ص ااادق المرص اافاوي ،المرص اافاوي في أص ااول االجراءات الجنائية ،الطبعة األخيرة ،منة ااخة المعار :جزل جزع
وةركاه ،االسكندرية ،مصر ،1982 ،ص .68
( -)7محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار ،المرجع السايق ،ص.129
( -)8عزت مصطفى الدسوقي ،نفس المرجع ،ص .232
16
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
سلطة النيابة العامة مقيدة( ،)1وباإلضافة إلى ذلك فالبزغ قد يكون واجبا أو جوازيا في حين تكون الةكوع
جوازيو دائم ا بالنسبة للمجني عليو أو من يقوم مقامو(.)2
وبناءا على ما س ا ا اايق يرع الباحث أن الة ا ا ااكوع عبارة عن ":إجراء يفص ا ا ااح بموجبو المجني عليو أو
ا
وكيل خاص عنو عن إرادتو في متابعة المةا ا ا ا ااكو منو عن جرائم محددة قانونا على س ا ا ا ااييل الحصا ا ا ا اار يقيد
القانون حرية النيابة العامة في تحريك الدعوع بةخنها على توافر هذا اإلجراء".
والمقص ااود بالة ااكوع في د ارس ااتنا هذه هي الة ااكوع الخاص ااة ألنو يجب التمييز يينهما وبين الة ااكوع
طالبا منها تحريك إجراءات
العامة التي هي تعيير ييدي من خزلو المجني عليو رغيتو الى الس االطة العامة ا
الدعوع العمومية ضد مرتكب الجريمة ،أما الةكوع الخاصة كقيد على تحريك الدعوع العمومية فهي التي
يتقدم فيها المجني عليو ضد ةخص معلوم في الجرائم التي حددها المةرع حص ار(.)3
ثانيا :تعريف التناز عن الشكوى و تحديد مضمونه
تحديد معاني المصااطلحات مقدمة وضاارورة تقتضاايها د ارسااة ماهيتها ،األمر الذي يقودنا الى تعريف
التنازل من الناحية اللغوية ثم ييان أهم ما جاء بو الفقو في تعريف التنازل عن الةكوع.
.1التناز لغة
تنازل (:فعل) :تنازل يتنازل ،تنازالا ،فهو متنازل والمفعول متنازل عنو ،تنازل عن حدقو ،تخلى عنو،
تركو ،تنازل عن ةكايتو ،تخلى عنها(.)4
تنازل :اسم مصدر تنازل :ليس من الصواب التنازل عن الحقوق :التخدلي عنها (القانون) :ترك المرء
محدد ،تنازل عن الدعوع،حقا لو أو فائدة تعود عليو ،ثم التنازل عن الدعوع بعد أن تصا ا ا ا ااالحا على ميلغ د
حق بعينو فز يمكن اللجوء إلى المحاكم بعد ذلك(.)5
تن دح عن د
أما التنازل عن الةااكوع لغة فيعني :نزع عنو ةااكايتو وأزالو عما ية اكوه وهو من أض اداد الةااكوع(،)6
( -)1مصااطفى مجدي هرجة ،التعليق على قانون االجراءات الجنائية :المعدل بالقوانين 145لساانة 2006و 74لساانة 2007
و 153لسا ا ا ا ا اانة ،2007المجلد األول :من المادة ( )1إلى المادة ( ،)109دار محمود للنةا ا ا ا ا اار والتوزيع ،القاهرة ،مصا ا ا ا ا اار،
(د.س) ،ص .70
( -)2محمد فوزي إيراهيم ،دور الرض ا ا ا ااا في قانون االجراءات الجنائية ،دار النهض ا ا ا ااة العربية ،القاهرة ،مص ا ا ا اار ،2014 ،ص
.117
(-)3وردة ين يوعيد أ ،الموازنة يين ض اامان حقوق المتهم وحقوق الض ااحية،أطروحة دكتوراه علوم في العلوم القانونية:ة ااعبة
القانون الجنائي الدولي،جامعة باجي مختار عنابة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق .2016-2015 ،ص .104
( -)4معجم المع اااني الج ااامع ،معجم عربي-عربي ،على الموقع ،https://bit.ly/3n17dhU :ت اااريخ االطزع 30 :ديسا ا ا ا ا ا اامير
،2020على الساعة.16 :16 :
( -)5نفس المرجع.
( -)6محمد ين أيي بكر ين عيد القادر الرازي ،مختار الصحائ ،المرجع السايق ،ص .145
17
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
وهو نفس المعنى الوارد في معجم الصحائ تاج اللغة وصحائ العربية(.)1
وعليو فالتنازل هو التخلي أو الترك ،وهو من الحقوق الخاصا ا ا ا ا ا ااة ،يعني ترك الدعوع والتخلي عنها
ويقال عفوت عن الحق أي أسقطتو(.)2
اءا ى
.2التناز عن الشييييكو عند الفقه :لم تضا ا ااع أي من التة ا ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ا ااة س ا ا او ا
محددا للتنازل عن الةكوع ،ةخنو ةخن الةكوع في ا مفهوما أو تعريافا
ا التةريع الجزائري ،الفرنسي والمصري
حااد ذاتهاا ،األمر الااذي يقتضا ا ا ا ا ا ااي االعتماااد على المفاااهيم والتعاااريف الفقهيااة التي قيلاات في التنااازل عن
الةكوع ،و منها أنو " :تعيير المجني عليو عن إرادتو في أال تتخذ اإلجراءات الجنائية أو ال تستمر"(.)3
وعرفو البعض بخنو " :تص ا ا اار قانوني من جانب المجني عليو بمقتض ا ا اااه يعير عن إرادتو في وقف
األثر القانوني لة ا ا ا ااكواه ،وهو وقف الس ا ا ا ااير في إجراءات الدعوع( ،)4وقد انتقد هذا التعريف على اعتبار أن
وقف األثر القانوني للةا ااكوع يعني احتمال العودة إلى س ا اريان األثر عند زوال سا اايب الوقف فهذه خاص ا اية
الوقف ،يينما يترتب على التنازل انقضاااء هذا األثر ومن ثم عر التنازل بخنو ":تصاار قانوني من جانب
واحد يص ا ا ا اادر عن المجني عليو أو ص ا ا ا اااحب الحق في الة ا ا ا ااكوع ،يعير بو عن إرادتو في انقض ا ا ا اااء األثر
القانوني في ةكواه"(.)5
كما عر بخنو ":التنازل يتمثل في تعيير من مقدم الة ا ا ا ا ااكوع عن إرادتو في أال تنتج الة ا ا ا ا ااكوع التي
قدمها أثرها أو أال تسا ا ا ا ا ا ااتمر في انتاج هذا األثر ،فهو بمثابة عدول عن إراداتو في إزالة العقبة اإلجرائية
المتمثلة في الةكوع"(.)6
ويذهب البعض إلى أن التنازل عن الةكوع ":تصر قانوني مقايل للحق في الةكوع ومترتب عليو
ومتولد عنو يعير بو المجني عليو يإرادتو المنفردة عن رغيتو في وقف األثر القانوني لةا ا ا ا ا ا ااكواه( .)7ويعر
أيض ا ا ا ااا بخنو" :عبارة عن تص ا ا ا اار قانوني ص ا ا ا ااادر عن إرادة المجني عليو يتم بمقتض ا ا ا اااه التعيير عن نيتو
الص ا ا ا اريحة في وقف سا ا ا ااير إجراءات المتابعة في مواجهة المتهم وذلك قيل الفصا ا ا اال نهائيا وبحكم بات في
18
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الدعوع العمومية"(.)1
ويعر بخنو" :عمل قانوني يص اادر من ص اااحب الحق في الة ااكوع ويترتب عليو انقض اااء هذا الحق
()2
ممتدا".
ولو كان ميعاد استعمالو مازال ا
وييدو أن التعريفات السابقة للتنازل عن الةكوع تعتير متقاربة إلى حد بعيد ،حيث أن مضمونها هو
بو إلى أن التنازل هو عمل أو تص ا ا اار قانوني ،يقوم بو المجني عليو أو ممثلو أو وكيلو الخاص ،يهد
وقف أثر ةكواه وهو وقف السير في إجراءات الدعوع مما يؤدي انقضاء الدعوع العمومية(.)3
وبناءا على ما ساايق يعر الباحث التنازل عن الةااكوع بخنو " :تصاار قانوني يصاادر عن المجني
ا
عليو أو من يمثلو قانونايا أمام الجهات المختصة ،يتضمن التعيير عن إراداتو المنفردة في وقف السير في
ار في القانون ،والتي
إجراءات الدعوع العمومية ض ا ا ااد المة ا ا ااكو منو ،في جريمة من الجرائم المحددة حص ا ا ا اا
تتوقف المتابعة فيها على تقديم ةا ااكوع ،قيل صا اادور حكم بات ،يترتب عنو انقضا اااء الدعوع العمومية"(،)4
وهو التعريف الذي يرع الباحث أنو يجمع يين مختلف عناصر التنازل عن الةكوع:
-تصا ا ا اار قانوني :عمل إرادي يرتب عليو القانون ارثار التي يرع أنها الزمة لتحقيق هذه اإلرادة،
أي أن اإلرادة لها دخل في تحديد هذه االثار(.)5
-أن التنازل لكي ينتج أثره يجب أن يكون ص ا ا ا ا اا
اادر من ص ا ا ا اااحب الحق في الة ا ا ا ااكوع وهو المجني
قانونا(.)7
عليو ،والذي يمكن أن ينوب عنو في إجرائو من يمثلو ا
()6
-أن التنازل يجب أن يتم أمام الجهة المختصة بقيولو حتى ينتج أثره القانوني(.)8
-أن جوهر التنازل هو أنو تعيير عن إرادة( ،)9إذ فيو اس ا ا ا ا ااقاط للحق من جانب ص ا ا ا ا اااحبو( ،)10فهو
( -)1عيد الرحمان خلفي " ،اتجاه جديد نحو خوص ا اصا ااة الدعوع العمومية (حالة الةا ااكوع نموذجا) :د ارسا ااة تخصا اايلية تحليلية
مقارنة " ،مجلة كلية الحقوق يجامعة النهرين-العراق ،-المجلد ،17العدد ،2015 ،1ص .405
( -)2فاااطمااة الزهراء فيرم " ،ياادائاال الاادعوع الجنااائيااة ودورهااا في الحااد من أزمااة العاادالااة الجنااائيااة " ،مجلااة الحقوق والعلوم
اإلنسانية ،المجلد ،10العدد ،2017 ،3ص .106
( -)3عيد الحليم فؤاد عيد الحليم ،المرجع السايق ،ص .282
( -)4يتوافق هذا التعريف مع تعريف الدكتور :أسا ا ا ا ااامة أحمد محمد النعيمي ،دور المجني عليو في الدعوع الجزائية :د ارسا ا ا ا ااة
مقارنة ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،مصر ،2013 ،ص ،306والدكتور :مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .16
( -)5أنيس حس اايب الس اايد المحزوي ،الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية :د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو
اإلسزمي ،مكتبة الوفاء القانونية ،اإلسكندرية ،مصر ،2019 ،ص .169
( -)6عيد الحليم فؤاد الفقي ،المرجع السايق ،ص .278
( -)7أسامة أحمد محمد النعيمي ،نفس المرجع ،ص .305
( -)8نفس المرجع ،ص .306
( -)9محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار ،المرجع السايق ،ص .147
( -)10ليلى قايد ،الرضائية في المواد الجنائية ،المرجع السايق ،ص .294
19
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
تص ا ا ا اار من جانب واحد يتم ص ا ا ا ااحيحا وينتج اثاره القانونية دون توقف على إرادة المتهم( ،)1وهذا يخز
الصلح الذي ال ينةخ إال بموافقة المتهم(.)2
-ان التنازل لكي يحدث أثره في انقضاء الدعوع العمومية يقتضي أن تكون الةكوع قد قدمت ضد
المجني عليو في جريمة من الجرائم المعلق تحريكها على ةا ا ا ا ا ا ااكوع منو ،وأن تكون الدعوع قد حركت يناء
على ذلك ،فإذا كانت الدعوع غير قائمة بس ا ا اايب عدم تقديم الة ا ا ااكوع أو انقض ا ا ااائها ألي س ا ا اايب اخر ،فإن
التنازل ال يجد لو محزا يرد عليو ،ومن ثم ال يكون لو أي أثر في انقضاء الدعوع العمومية(.)3
-ميعاد التنازل عن الةااكوع :وهو جائز في أي وقت بعد تقديم الةااكوع إلى أن يصاادر في الدعوع
حكم بات( ،)4وهو الحكم الذي استنفذ طريق الطعن بالنقض ،ويعني ذلك أن باب التنازل عن الةكوع يظل
مفتوحا حتى استنفاذ هذا الطريق(.)5
-أثر التنازل عن الةااكوع :والمتمثل في انقضاااء الدعوع العمومية باتفاق التة اريعات المقارنة محل
الدراسة.
ثالثا :علة التناز عن الشكوى
مما ال ةا ا ا ا ااك فيو أن المةا ا ا ا اارع عندما خول النيابة العامة حرية تحريك الدعوع العمومية ،إنما ينظر
إليها كنائبة عن المجتمع وأمينة على مصا ااالحة في متابعة المجرمين وتقديمهم أمام القضا اااء لينالوا جزاءهم
أحيانا بما تنطوي عليو من مصااالح أفراده ،لذلك قيد ساالطة ا من العقاب ،غير أن مصاالحة المجتمع قد تيرر
النيابة العامة عن تحريك الدعوع العمومية في حاالت قدر فيها أن المصا ا ا ا ا ا االحة التي قد تترتب على عدم
تحريك الدعوع العمومية تفوق المصلحة المرجوة من وراء تحريكها(.)6
فالدولة ال تض ا ا ااار من تعليق اقتض ا ا اااء حقها في العقاب على ة ا ا ااكوع المجني عليو ،وذلك ألن هذه
األخيرة تتعلق يجرائم يتعذر فيها على الدولة ذاتها أن تحدد مزئمة الس ا ا ااعي إلى اقتض ا ا اااء حقها في معاقبة
مرتكب الجريمة في كل حالة على حدع ،لهذا فز مناص للدولة من أن تترك زمام هذه المزئمة للمجني
( -)1ميزد بةير ميزد غويطة ،الصلح في القانون الجنائي والفقو اإلسزمي ،دار المطيوعات الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر،
،2014ص .49
( -)2ةاهر علي محمد المطيري ،الةكوع كقيد على تحريك الدعوع الجزائية في القانون الجزائي األردني والكويتي والمصري،
رس ااالة ماجس ااتير في الحقوق ،تخص ااص :القانون العام ،جامعة الة اارق األوساااا ،كلية الحقوق ،قسااام القانون العام-2009 ،
،2010ص .80
( -)3أسامة أحمد محمد النعيمي ،المرجع السايق ،ص ص.306-305.
( -)4عيد الحليم فؤاد الفقي ،المرجع السايق ،ص .279
( -)5أةر توفيق ةمس الدين ،المرجع السايق ،ص .58
( -)6علي ةاامزل ،الجديد في ةاارئ قانون االجراءات الجزائية ،الكتاب األول :االسااتدالل واالتهام ،ط ، 3دار هومة للطباعة
والنةر والتوزيع ،الجزائر ،2017 ،ص .129
20
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
composition pénale ; il en est de même en cas de retrait de plainte, lorsque celle-ci est une condition nécessaire
de la poursuite " , L’article 6-3 , codifié par LOI n° 57-1426 du 31 décembre 1957 instituant un code de procédure
pénale , JORF n°: 6-90 année- du 8 janvier 1958 , Déplacé par LOI n° 2011-939 du 10 août 2011 sur la
participation des citoyens au fonctionnement de la justice pénale et le jugement des mineurs (1) , JORF n° 185 du
11 août 2011.
)(5
- GASTON Stefani, GEORGES Levaseur, BERARD Bouloc, procédure pénale, Edition Dalloz, 1996, p 157.
نقز عن :عيد الرحمان خلفي ،نظرة حديثة للسا ا ااياسا ا ااة الجنائية المقارنة :سا ا االسا ا االة أبحاث جنائية معمقة ،المؤس ا ا اسا ا ااة الحديثة
للكتاب ،لينان ،2018 ،ص .23
( -)6ليلى قايد ،الرض ااائية في المواد الجنائية ،المرجع الس ااايق ،ص .294حس اان ص ااادق المرص اافاوي ،المرجع الس ااايق ،ص
ص.99-98
( -)7أمجد سليم الكردي ،النيابة العامة :دراسة تحليلية مقارنة ،دار وائل للنةر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2012 ،ص .117
21
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
فالتنازل عن الة ا ااكوع والذي يعد بمثابة عدول المجني عليو عن ة ا ااكواه ،يؤس ا ااس على فكرة "المزئمة" يين
اقتض ا ا اااء حق الدولة في العقاب وبين حماية المص ا ا ااالح الخاص ا ا ااة للمجني عليو ،وهذا األس ا ا اااس هو حجر
الزاوية في تقرير حق التنازل ،فالمة اارع قد وزان يين مص االحتين :المص االحة العامة التي تتمثل في اقتض اااء
حق الدولة في العقاب ،والمص ا ا ا ا ا االحة الخاص ا ا ا ا ا ااة التي قد ال ترع ذلك ،فآثر األخيرة على األولى وجعل لها
السا ا ا ا ا اايادة ،وترك لصا ا ا ا ا اااحيها تقدير مزئمة االلتجاء إلى العقوبة أو عدم االلتجاء إليها ،وبهذا وحده تتحقق
الغاية االجتماعية التي تستهدفها القاعدة الجنائية والتي تتمثل في توفير السزم االجتماعي(.)1
وعلا اة التن ااازل عن الةا ا ا ا ا ا ااكوع إج ارئي ااة بحت ااو ،ومن ثم ال ينفى عن الحق المعت اادع علي ااو أهميت ااو
طا للعقاب وتبعا لذلك فإن عدم تقديم الةا ا ا ا ااكوع أو التنازل عنها ال ينفي ا
ركنا للجريمة أو ةا ا ا ا اار ا االجتماعية ،ا
()2
عليها ،ويفسر هذا الدور االجرائي للةكوع أو التنازل عنها بخحد اعتبارات ثزثة:
-في بعض الجرائم يتصا ا ا اال الحق المعتدع عليو بعزقات عائلية ،فيكون المجني عليو أفضا ا ا اال من
يقدر أهمية االعتداء ومدع جدارتو بخن تتخذ اإلجراءات الجزائية في ةخنو ومثال هذه الجرائم "الزنا".
-وفي طائفة ثانية من الجرائم التي تقوم على صا ا ا اازت عائلية يين الجاني والمجني عليو ،وان كان
الحق المعتدع عليو غير ذي طابع عائلي ،ومثال ذلك السا ا ا ارقة يين األزواج واألص ا ا ااول والفروع ،فيخة ا ا ااى
الة ااارع أن يكون إضا ارار اإلجراءات يهذه الص اازت -وبالمجتمع ا
تبعا لذلك -متفواقا على الفائدة التي يمكن
أن يحققها ،فيترك للمجني عليو المقارنة يين الوجهتين وتقدير أيهما األجدر بالرعاية.
والس ا ا ااب تكون إحدع علل القيد في هذه الجرائم حماية ة ا ا ااعور -وفي فئة أخيرة من الجرائم كالقذ
المجني عليو الذي انتهك باالعتداء على ةرفو واعتباره ،فيخةى الةارع أن يكون في اتخاذ اإلجراءات وما
أو السب ما يزيد إيزمو ،فيترك لو تقدير مدع مزئمتها. تفرضو من ترديد عبارات القذ
وعليااو فااإن العلااة من هااذا القيااد هي أن المجني عليااو هو األقاادر على تقاادير ماادع مزئمااة تحريااك
الدعوع العمومية من عدمها ،أو االس ااتمرار فيها في جرائم محددة على س ااييل الحص اار وذلك لكونها تمس
مباةرة بخحد الحقوق الخاصة بو ،أو ألن الضرر الذي لحق بو جراء هذه الجريمة يفوق ضرر المجتمع(،)3
باإلض ااافة إلى الحرص على س اامعة األسا ارة واس ااتبقاء للص اازت العائلية الودية القائمة يين أفرادها ،والتس ااتر
على أس ا ا ارارها حفاظا على سا ا اامعتها وكرامتها ،ألن تحقيق المصا ا االحة االجتماعية مرهون يتحقيق مصا ا ااالح
األسرة ،ألن روابا ومصالح وحماية هذه األخيرة يعد حماية للمجتمع بخسره(.)4
( -)1جمال ةديد علي الخرباوي ،المرجع السايق ،ص .190عيد الحليم فؤاد عيد الحليم ،المرجع السايق ،ص .284
( -)2محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار ،المرجع السايق ،ص ص.130-129.
(-)3الطيب سماتي ،الحماية الجزائية لحقوق الضحية ،ااخطروحة دكتوراه في العلوم القانونية ،تخصص :قانون جنائي ،جامعة
العقيد الحاج لخضر باتنة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق ،2016-2015 ،ص .92
عيدلّلا أوهاييية ،ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ،المرجع السايق ،ص .131
-د
()4
22
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
تقليديا Traditionnellement
ا كما يرع الفقو الفرنسي أن ةرط تقديم ةكوع مسبقة والتنازل عنها ييرر
بفكرة أن بعض الجرائم ذات الخطورة البس اايطة ،ال تؤثر إال على المص ااالح الخاص ااة ne portent atteinte
qu’ a des intérêts privéبحيث ال تكون المتابعة أو االس ا ا ا ا ا ااتمرار فيها مناسا ا ا ا ا ا اابا إال في حالة اتجاه إ اردة
الضااحية لمعاقبة الفاعل( ،)1دون إغفال غرض المةاارع االجرائي في التخفيف من العبء الواقع على كاهل
القضاء يإعطاء المجني عليو دو ار في انهاء الدعوع العمومية يإرادتو المنفردة(.)2
الفرع الثان :التناز عن الشكوى و األنظمة المشابهة له
باعتبار حق تنازل المجني عليو عن ةااكواه حق متولد ومتفرغ عن الحق في الةااكوع ،فهو ارخر ذا
أهمية إجرائية كيرع في قوانين اإلجراءات الجزائية في مختلف التةااريعات المقارنة ،ال س اايما وأنو يرتب أث ار
مهما هو انقضاء الدعوع العمومية.
ا
إيجاييا وفعاالا في تحديد
ا ولما كان نظام التنازل عن الةا ااكوع يتجو صا ااوب إعطاء المجني عليو دو ار
مصااير الدعوع العمومية بما يتماةااى والسااياسااة الجزائية الحديثة ،فهو من األسااباب الةااخصااية النقضااائها،
ومن ناحية أخرع فهو يتسا ا اام بطابع اسا ا ااتثنائي ،حيث ال يحدث هذا األثر إال في الحاالت التي نص عليها
جائز عندما تكون الة ااكوع ة اار ا
طا مفترض ااا لتحريك الدعوع العمومية(،)3 القانون صا اراحة ،إذ يكون التنازل اا
فإن نظام التنازل عن الةا ا ا ا ا ا ااكوع يتداخل مع بعض المصا ا ا ا ا ا ااطلحات القانونية المتقاربة معو مثل الحق في
الةا ا ا ا ا ا ااكوع (أوال) ،التنازل عن الحق في الةا ا ا ا ا ا ااكوع(ثانيا) ،كما يختلا مع بعض األنظمة القانونية األخرع
كالعفو الةامل أو العام (ثالثا) ،وترك الدعوع المدنية (رابعا) ،والصفح (خامسا) ،وموانع العقاب (سادسا).
أوال :حق التناز عن الشكوى والحق ف الشكوى
الة ااكوع حق مقرر للمجني عليو( ،)4والحق في الة ااكوع من الوجهة اإلجرائية يندرج يين التصا ارفات
القانونية اإلجرائية ،إذ هي تعيير عن إرادة يرتب اثار قانونية تتمثل في رفع القيد الذي يفرضا ا ا ا ا او المة ا ا ا ا اارع
على النيابة العامة بة ا ا ا ا ا ااخن تحريك الدعوع العمومية في بعض الجرائم أو قيل بعض المتهمين ،وللحق في
الةا ااكوع تخثير مسا ااتمر على الخصا ااومة الجزائية وييدو ذلك من وجهتين :إحداهما إيجايية واألخرع سا االيية
فالوجهة اإليجايية هي أن الةاكوع ةارط لتحريك الدعوع العمومية ،أما الوجهة الساليية فهي أن التنازل عن
الة ا ااكوع من أس ا ااباب انقض ا اااء الدعوع العمومية( ،)5وكذلك التنازل هو ارخر حق لمن يخولو القانون تقديم
()1
-Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Traité de procédure pénale , Quatrièe édition ,
ED :ECONOMICA , Paris , France , 2015, p 768
( -)2عيد الحليم فؤاد عيد الحليم ،المرجع السايق ،ص .285
( -)3ةااهد أياد حازم ،الصاالح وأثره في الدعوع العامة يين القانونين األردني والعراقي ،رسااالة ماجسااتير في تخصااص القانون
العام ،جامعة الةرق األوسا-األردن ،كلية الحقوق ،قسم القانون العام ،2016 ،ص .50
( -)4عوض محمد عوض ،المرجع السايق ،ص .59
( -)5امال عيد الرحيم عثمان ،ةرئ قانون اإلجراءات الجنائية ،المرجع السايق ،ص .68
23
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
24
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
المدة يثزثة أة ا ا ا ا ااهر من يوم علم المجني عليو بالجريمة وبمرتكيها( ،)1أما الحق في التنازل عن الة ا ا ا ا ااكوع
فيمكن أن يمارس في أي وقت إلى أن يصدر في الدعوع حكم نهائي(.)2
-ان الحق في الةا ا ا ا ا ا ااكوع ينقضا ا ا ا ا ا ااي يوفاة المجني عليو إذا توفي قيل تقديمها ،وال يجوز ألحد أن
يمارساو من بعده ،أما حق التنازل عن الةااكوع في التةاريع المصااري دون الجزائري والفرنسااي وعلى عكس
الحق في الةا ا ا ا ا ااكوع فز ينقضا ا ا ا ا ااي يوفاة المجني عليو ولكن ينتقل هذا الحق إلى كل واحد من أوالده الزوج
المجني علياو في جريماة الزناا ،أماا في الجرائم األخرع فاإن الحقين يسا ا ا ا ا ا ااقطاان يوفااة المجني علياو( ،)3مع
مزحظة أن اإلنقضا ا ا اااء يةا ا ا اامل الدعوع العمومية دون المدنية التي تظل حاقا للورثة وفقا للقواعد العامة(،)4
وعلى أي حال فإن حق التنازل عن الةا ااكوع يعد أحد أسا ااباب انقضا اااء الحق في الةا ااكوع ،ويعتير التنازل
عن الةكوع من األسباب المسقطة لسلطة الدولة في العقاب(.)5
-انقض اااء الحق في الة ااكوع أمر يتحقق إما يوفاة ص اااحب الحق قيل اس ااتعمالو لهذا الحق فإذا ما
تقدم المجني عليو بةكواه ال مجال للقول يإمكانية إنقضاء حقو ولو مات بعد ذلك ،أو مضي المدة القانونية
المحددة لممارسا ااة هذا الحق ،وكلها أمور خارجة عن إرادة المجني عليو حامل صا اافة الةا اااكي ،أما التنازل
عن الةكوع فهو تصر إرادي بحت ال يحدث أثره إال يتدخل المجني عليو(.)6
المجني عليو أو من وكيلو الخاص إلى النيابة العامة أو أحد مخموري الضا ا اابا القضا ا ااائي في الجرائم المنصا ا ااوص عليها في
المواد ...وال تقيل الة ا ا ا ا ااكوع بعد ثزثة أة ا ا ا ا ااهر من يوم علم المجني عليو بالجريمة ومرتكيها مالم ينص القانون على خز
ذلك" ،يسااتفاد من هذا النص أن المجني عليو في جرائم الةااكوع يلزم بخن يتقدم بةااكواه خزل مدة ثزثة أةااهر من يوم علمو
قانونا
بالجريمة وبمرتكيها مالم تكن محل انقضاء بالتقادم قيل العلم يها وبمرتكيها بطييعة الحال ،ومدة الثزثة أةهر المحددة ا
لتقديم الةااكوع تيدأ من يوم علم المجني عليو صاااحب الةااكوع بالجريمة التي وقعت عليو وبةااخص مرتكيها ،وعلى ذلك إذا
اكتةااف الزوج أنو كان ضااحية جريمة س ارقة ثم علم بعد ذلك بفترة طالت أو قصاارت أن زوجتو هي الفاعل للجريمة فإن مدة
الثزثة أةا ا ا ا ا ا ااهر تيدأ من تاريخ علمو بمرتكب الجريمة وليس من تاريخ اكتةا ا ا ا ا ا ااافو لها ،والعلم هنا يجب أن يكون عل اما ا
يقينيا
بالوقائع وبمرتكيها فز يجوز افتراض هذا العلم ،مصا ا ا ا ا ا ااطفى مجدي هرجة ،التعليق على قانون اإلجراءات الجنائية المعدل
بالقوانين رقم 145لسنة 2006و 74لسنة 2007و 153لسنة ،2007المجلد األول ،...المرجع السايق ،ص .74
ومدة الثزثة أةا ا ا ااهر تيدأ من تاريخ علم المجني عليو بالجريمة ومرتكيها وليس من تاريخ التصا ا ا اار في الةا ا ا ااكوع موضا ا ا ااوع
الجريمة كإصدار مقرر الحفظ ،أحمد السيد عيد الرزاق بطور ،تساؤالت مةروعة في اإلجراءات الجنائية طباقا ألحدث أحكام
النقض ،دار النهضة العربية للنةر والتوزيع ،القاهرة ،مصر ،2020 ،ص .11
( -)2حمدي رجب عطية ،المرجع السايق ،ص .94
( -)3حاتم عيد الرحمان محمد عطية ،المرجع السايق ،ص ص.49-48.
( -)4عيد الحليم فؤاد عيد الحليم ،المرجع السايق ،ص .292
( -)5حمدي رجب عطية ،نفس المرجع ،ص .95
( -)6ليلى قايد ،الرضائية في المواد الجنائية ،المرجع السايق ،ص ص .296-295
25
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
نهائيا إن صا ا ا ااح التعيير فهو ذو -ان الحق في الةا ا ا ااكوع إذا اسا ا ا ااتعملو المجني عليو يعد حاقا غير ا
طابع نس ا ا ا ا اايي بمعنى يمكن الرجوع فيو وذلك بالتنازل عن الة ا ا ا ا ااكوع ،أما الحق في التنازل إذا اس ا ا ا ا ااتعملو
نهائيا فز يجوز لو الرجوع فيو ألنو ملزم بو ،والعلة في ذلك هي الحفاظ على اسااتقرار المجني عليو يصاابح ا
قانونا العودة للدعوع العمومية بعد انقض ا ا ااائها إذ ()1
المركز القانوني للجاني ،كما أنو من غير المس ا ا ااتس ا ا اااغ ا
الساقا ال يعود(.)2
ثانيا :حق التناز عن الشكوى والتناز عن الحق ف الشكوى
مجنيا عليو في بعض الجرائم ،فإنو يسااتطيع
ا إذا كان الحق في الةااكوع حاقا يمتلكو الةااخص بصاافتو
التنازل عنو قيل ممارسا اتو أي قيل تقديم الة ااكوع ،أو بعد اس ااتعمالو أي بعد تقديم الة ااكوع ،فهو في الحالة
األولى يتنازل عن حقو في تقديم الةا ا ااكوع مطلاقا ،أما في الحالة الثانية يتنازل عن ةا ا ااكوع موجودة بعينها،
وفي كل األحوال ية ا ا ااترط ليعتد يهذا التنازل أن تكون الجريمة قد وقعت ،أما تنازل الة ا ا ااخص عن حقو في
تقديم الةكوع قيل وقوع الجريمة ال يمنعو من تقديمها بعد وقوعها ألن ذلك التنازل لم يحدث أثره ألن الحق
المتنازل عنو ال ينةخ إال بارتكاب الفعل المجرم(.)3
واذا كانت القوانين المقارنة محل الد ارسااة لم تنظم موضااوع تنازل المجني عليو عن حقو في الةااكوع
مكتفية في ذلك يتنظيمها لحق األخير في التنازل عن الة ا ا ا ا ااكوع بعد تقديمها( ،)4فهناك أوجو ة ا ا ا ا اابو وأوجو
يين الحقين نعددهما فيما يلي: اختز
-1أوجه الشبه
يتفق التنازل عن الحق في الةكوع مع حق التنازل عن الةكوع في األثار القانونية المترتبة عن كل
منهما ،ففي حالة التنازل عن الحق في الةا ا ا ا ا ا ااكوع تمتنع النيابة العامة عن تحريك الدعوع العمومية ،وفي
حالة التنازل عن الةكوع بعد تقديمها فإن هذا التنازل يؤدي الى انقضاء الدعوع العمومية بقوة القانون(.)5
والتنازل يعتير بمثابة اس ا ا ااقاط للحق من جهة المجني عليو يترتب عليو انقض ا ا اااء الدعوع القض ا ا ااائية
قانونا مادام قد صا ا ا ا ا ا ادر
يناءا على ذلك تص ا ا ا ا ا اار إرادي من جانب واحد ينتج كافة اثاره ا
للمطالبة بو ،فهو ا
احيحا ممن لو الحق فيو بغض النظر عن إرادة غيره ،وهذا التنازل كما تقدم قولو لكي يترتب عليو صا ا ا ا ا ا ا ا
انقضاااء الدعوع العمومية يجب أن يتم بعد وقوع الجريمة ،فالتنازل السااايق على وقوعها ال أثر لو لسااييين:
محزا يرد عليو ألن حق الة ااكوع ال ينة ااخ قيل وقوع الجريمة فيبطل التنازل الس ااايق األول :أنو ال يص اااد
( -)1مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص ، 26عيد الحليم فؤاد عيد الحليم ،المرجع السايق ،ص .292
( -)2أحمد السيد عيد الرزاق بطور ،المرجع السايق ،ص ص.10-9.
( -)3ليلى قايد ،الرضائية في المواد الجنائية ،المرجع السايق ،ص .297
( -)4أسامة أحمد محمد النعيمي ،المرجع السايق ،ص .307
( -)5عيد الحليم فؤاد عيد الحليم ،نفس المرجع ،ص ص .293-292
26
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
لتختلف محل ااو ،والث اااني :أن ه ااذا التن ااازل مخا االف للنظ ااام الع ااام ،ألن في ااو معنى التحريض على ارتك اااب
الجريمة فيبطل لعدم مةروعيتو(.)1
-2أوجه االختالف
-تيرز التفرقة يين حق التنازل عن الةا ا ا ا ا ااكوع والتنازل عن الحق في الةا ا ا ا ا ااكوع في أن التنازل عن
الحق في الة ااكوع يكون عند وقوع الجريمة (المعلق تحريك الدعوع العمومية فيها على ة ااكوع من المجني
عليو) بالفعل وتحقق عناص ا ا ا اار ركنها المادي ثم علم المجني عليو يها وعلمو اليقين بة ا ا ا ااخص مرتكيها ،ثم
إرادتو عن تقديم الةا ااكوع ألي سا اايب يراه هو ،وبذلك يفصا ااح عن رغيتو في عدم تحريك الدعوع انص ا ا ار
العمومية فهو قد تنازل عن حقو في الةا ااكوع( ،)2بمعنى ثيوت الحق في الةا ااكوع دون مباة ا ارتو ،أما الحق
في التنازل عن الة ا ااكوع فيفترض إلى جانب وقوع الجريمة اس ا ااتعمال الحق في الة ا ااكوع ،أي س ا اايق التقدم
إرادتو إلى التنازل عنها ،ومن ثم وضع حد لآلثار المترتبة على بالةكوع من قيل المجني عليو ثم انص ار
الةكوع(.)3
ولهذا ذهب أري في الفقو إلى أن التنازل عن الة ا ا ا ااكوع يختلف عن التنازل عن الحق فيها من حيث
أن األول يقع الحاقا على تقديمها ويسمى سحبا للةكوع ،أما الثاني فيكون سابقا على تقديمها(.)4
-كما أن التنازل عن الةكوع تصر قانوني ينصب على موضوع معين ،وهذا الموضوع ال يتحدد
قائما حتى صا اادور الحكم النهائي في الدعوع ،في حين أن التنازل عن الحق فيإال يتقديم الةا ااكوع ويظل ا
الة ااكوع ال ينص ااب من حيث الواقع على الة ااكوع بحد ذاتها ،وانما يرد على حق المجني عليو في تقديمها
في الجرائم التي ال يجوز تحريك الدعوع بة ا ا ااخنها إال بعد تقديم هذه الة ا ا ااكوع ،وبالتالي فإنو في هذه الحالة
األخيرة ال يكون هناك "تنازل" بالمعني القانوني الذي نصت عليو القوانين ،وانما هو من قييل تعهد المجني
عليو بعدم تقديم الةكوع(.)5
( -)1حاتم عيد الرحمان محمد عطية ،المرجع السايق ،ص ص.50-49 .
( -)2محمد حنفي محمود ،الحقوق األساااسااية للمجني عليو في الدعوع الجنائية :د ارسااة مقارنة ،دار النهضااة العربية للطباعة
والنةر والتوزيع ،القاهرة ،مصر ،2006 ،ص .109
( -)3مراد يلولهي ،المرجع الس ا ااايق ،ص ،27عزت مص ا ااطفى الدس ا ااوقي ،المرجع الساا ااايق ،ص ،272حمدي رجب عطية،
المرجع السايق ،ص .96
( -)4حاتم عيد الرحمان محمد عطية ،نفس المرجع ،ص .50
( -)5أسامة أحمد محمد النعيمي ،المرجع السايق ،ص ص.308-307 .
27
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1يختلف العفو الة ااامل عن العفو الخاص أو العفو عن العقوبة Grâceالذي يكون من اختص اااص رئيس الدولة ويص اادر
في ةكل مرسوم رئاسي طباقا لنص المواد 91من الدستور الجزائري 17،من الدستور الفرنسي 155 ،من الدستور المصري،
والذي يعني سقوط العقوبة المحكوم يها أو االنتقاص من مدتها ،وهو اليةمل إال المحاكمات النهائية محل التنفيذ أو الجاهزة
للتنفيذ ،أي س اواء كان المحكوم عليو في الحبس أو لم يدخل المؤس اسااة العقايية بعد ،عيد الرحمان خلفي ،االجراءات الجزائية
في التةريع الجزائري والمقارن ،ط ( 4منقحة ومعدلة ) ،دار يلقيس للنةر ،الجزائر ،2019-2018 ،ص .231
يينما العفو الةااامل من اختصاااص اليرلمان ويصاادر في ةااكل قانون ،يتضاامن العفو الخاص معنى صاار النظر عن تنفيذ
ذلك ،ويحتسااب حكم االدانة سااابقة في العقوبة دون أن تسااقا العقوبات التبعية إال إذا ورد النص في قرار العفو على خز
تماما بازالة الصا ا ا ا اافة االجرامية عنها فتنقضا ا ا ا ااي العقوبة األصا ا ا ا االية العود ،في حين يعني العفو الةا ا ا ا ااامل العفو عن الجريمة ا
معا ،والعفو الخاص يسااري على المسااتقيل منذ تاريخ األمر بو ،خزافا للعفو الةااامل الذي يسااري بخثر رجعي على والتكميلية ا
حكما بالعقوبة وأن يكون باتاا ،والعفو عن العقوبة إجراء وتبعا لذلك يةا ا ا ا ا ااترط في العفو عن العقوبة أن يصا ا ا ا ا اادر ا
الماضا ا ا ا ا ااي ا
العفو عن الجريمة الذي هو اجراء موض ا ا ا ااوعي يتعلق ة ا ا ا ااخص ا ا ا ااي يمنح لفرد أو أكثر ال لنوع معين من الجرائم على خز
يجريمة معينة أو ينوع معين من الجرائم دون تعيين أس ااماء الجناة ،ويص اادر العفو الخاص عادة في المناس اابات الس ااعيدة مثل
األعياد الوطنية أو الدينية أو إثر الفوز باالسااتحقاقات الرئاسااية ،يل وقد يصاادر في مناساابات خاصااة ،وقد يكون الداعي إلى
اصاادار العفو عن العقوبة التخفيف من اكتظاظ السااجون ،ويحرص عادة مرس ااوم العفو على إبعاد طائفة من المحكوم عليهم
من االسا ا ا ا ااتفادة منو ،أحسا ا ا ا اان يوسا ا ا ا ااقيعة ،الوجيز في القانون الجزائي العام ،ط ( 14متممة ومنقحة ) ،دار هومة للطباعة
والنةر والتوزيع ،الجزائر ،2014 ،ص .488
( -)2أحمد فتحي سرور ،المرجع السايق ،ص .319
( -)3حسن صادق المرصفاوي ،المرجع السايق ،ص .181
( -)4محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار ،المرجع السايق ،ص ص.220-219 .
( -)5عيد الرحمان خلفي ،نفس المرجع ،ص .230
( -)6علي ةمزل ،الجديد في ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية ،الكتاب األول :االستدالل واالتهام ،المرجع السايق ،ص ،181
محمود محمود مصا ا ااطفى ،المرجع السا ا ااايق ،ص ،118محمود نجيب حسا ا ااني فوزية عيد السا ا ااتار ،نفس المرجع ،ص ص
.221-220امال عيد الرحيم عثمان ،ةرئ قانون اإلجراءات الجنائية ،المرجع السايق ،ص .147
28
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
فيما يرع جانب اخر وبحق" أن العفو الةا ا ا ااامل ال يحدث تغيي ار في أحكام قانون العقوبات وال يعطل
نصاا ا ا ا ااوصاا ا ا ا ااو وانما ينتج أثره في مجال قانون اإلجراءات ،وهو في هذا يختلف اختزفا جوهريا عن القانون
األص ا االح للمتهم ،فهذا القانون يلغي النص الجنائي حين يجعل الفعل غير معاقب عليو ،أما العفو الة ا ااامل
فز يلغي النص المجرم وال يعطلو ولكنو يسا ا ااقا الدعوع العمومية الناةا ا اائة عن الفعل الذي انتهكتو ،فالفعل
يظل بعد العفو كما كان قيلة غير مة ااروع في نظر القانون الجنائي ،ويض اايف ص اااحب هذا أ
الري أنو وان
كانت المواد 139من الدس ااتور الجزائري 34 ،من الدس ااتور الفرنس ااي و 155من الدس ااتور المص ااري تحظر
إص ا اادار العفو الة ا ااامل أو العام إال بقانون ،فذلك ال يرجع-كما يظن الفقو الس ا ااائد-إلى أن هذا العفو يلغي
الجريمة وأن إلغاء الجريمة -كإنةا ا ا ا ا ا ااائها-ال يكون إال بقانون ،وانما يرجع األمر إلى أن الدعوع العمومية
ذاتها حق للهيئة االجتماعية بخكملها ،وأنو ليس لغيرها أن يتنازل عنها فهي وحدها صا ا ا ا ا ا اااحبة هذا الحق
تتنازل عنو حين يقوم لديها من األس ا ا ا ااباب ما يدعوها إلى ذلك ،وفي هذه الحالة ال يد من إف ارغ هذا التنازل
في قانون يص ا اادر عمن يمثلون المجتمع ويتكلمون باس ا اامو ويعملون لحس ا ااابو ،وأولئك هم أعض ا اااء الس ا االطة
التةا اريعية ،وينتهي ص اااحب هذا الرأي إلى أن طييعة العفو يفص ااح عنها اس اامو وتدل عليها حكمتو ،فالعفو
يعني الص ا ا ا ا اافح ،والص ا ا ا ا اافح ال يكون إال عن ذنب ،وهو ال يمحو الذنب وال يييح ارتكابو ،وكل ما يفيده هو
التجاوز عن مؤاخذة فاعلو ،وهو على هذا النحو إجراء مسا ا ا ا ااقا للدعوع العمومية ال الجريمة ذاتها( ،)1وهو
الري القائل بخن العفو الةا ا ا ا ا ااامل في جوهرة ص ا ا ا ا اافح يتنازل بو المجتمع عن حقو ،أو هو
يتفق في ذلك مع أ
إجراء بمقتضاه تعطل الدولة ارثار الجنائية المترتبة على الجريمة(.)2
وقد قضااي المجلس الدسااتوري الفرنسااي ساانة 2013أنو يمكن للمةاارع عندما يقرر العفو الةااامل أن
ينزع الطابع الجنائي عن بعض الوقائع المعاقب عليها ،فيحول دون إقامة أي دعوع جنائية بة ااخنها ويمحو
أي حكم باإلدانة ص ا اادر على مرتكيها ،وللمة ا اارع في س ا ااييل ذلك أن يقدر ماهية الجرائم التي يس ا ااري عليها
قانون العفو ،وأن يقدر من هم األة ااخاص المس ااتفيدون من هذا القانون ،وللمة اارع أن يقص اار نطاق تطييق
قانون العفو على أحداث معينة وأن يحدد تواريخ وأمكنة هذه األحداث(.)3
والعفو الةا ااامل من أسا ااباب انقضا اااء الدعوع العمومية ،طبقا لنص المادة 6من ق.إ.ج .ج()4والمادة
29
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
)(1
- "L'action publique pour l'application de la peine s'éteint par la mort du prévenu, la prescription, l'amnistie,
30
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ويجب أن تقضي المحكمة بسقوط الدعوع بالعفو من تلقاء نفسها ولو لم يطلبو الخصوم(.)1
ويترتب على اعتبار العفو عن الجريمة أنو ذو أثر رجعي(فهو يرتد من حيث تخثيره في نفي الصا ا ا اافة
االجرامية للفعل إلى لحظة ارتكابو فكخنو مة ااروع منذ هذه اللحظة)أن األحكام الص ااادرة ال تعتير س ااابقة في
العود( ،)2وللعفو الةامل صفة العمومية إذ ينصر أثره إلى جميع المساهمين في الجريمة( ،)3ذلك أنو أزال
الصفة االجرامية للفعل ،فصار ذلك غير صالح ألن يكون محز للمساهمة الجنائية(.)4
والقاعدة في العفو الةااامل أنو ساايب مسااقا للدعوع العمومية وحدها ،أما الدعوع المدنية التابعة لها
فز تخثير للعفو عليها ،ذلك بخن العفو يفيد التنازل ،وهذا التنازل ال يكون إال من ص ا ا ا ا ا اااحب الحق فيو ،واذا
كااان المجتمع هو ص ا ا ا ا ا ا اااحااب الحق في الاادعوع العموميااة فز حق لاو في التعويض ،وانمااا التعويض حق
للمض اارور وحده ،وغاية ما يص اانعو المجتمع بالعفو هو أن يس ااقا حقو ،لكنو يهذا العفو ال يملك أن يس ااقا
حق غيره إال إذا حمل نفس ااو صا اراحة عبء الوفاء للمض اارور بالتعويض نيابة عن الجاني( ،)5ويترتب على
ذلك أنو إذا كانت الدعوع قد رفعت أمام المحكمة الجزائية قيل صدور العفو الةامل فإنها تقضي بانق ضاء
الادعوع العمومياة ،وتسا ا ا ا ا ا ااتمر في نظر الادعوع المادنياة ،أماا إذا كاانات الادعوع المادنياة لم ترفع بعاد وقات
صدور العفو فإن المضرور ال يستطيع أن يرفعها إال أمام المحكمة المدنية(.)6
اتثناءا يمكن أن يص ا اادر قانون العفو الة ا ااامل يإعفاء مرتكب الجريمة من المتابعة ينوعيها
إال أنو إس ا ا ا
الجزائية والمدنية ،أو المحكوم عليو من تحمل عبء التعويض المدني بالنص ص ا ا ا ا ا ا اراح اة على عدم قيول
االدعاء المدني أو عدم دفع التعويض المحكوم بو ،وفي هذه الحالة تتحمل الدولة عبء تلك التعويضا ااات،
محددا نطاقو وةااروط تطييقو ،ومن يين تلك الةااروط النص على ا فكل قانون يصاادر بالعفو الةااامل يصاادر
مدع ة ا ااموليتو لألضا ا ارار المدنية الناتجة عن الجريمة المعفو عنها أم ال ،أي اتس ا اااعو لية ا ااملها أم ال ،وقد
معينا من المسا ا ا ا ا ا ااؤولية المدنية المترتبة عن الجريمة المعفو يجيء قانون العفو العام دون أن يحدد ا
موقفا ا
ائما(.)7
عنها ،فتطيق في هذه الحالة القاعدة العامة ،وهي عدم تخثر الحق المدني بالعفو الةامل وبقائو ق ا
( -)1عوض محمد عوض ،المرجع السايق ،ص .133حسن صادق المرصفاوي ،نفس المرجع ،ص .182
( -)2محمود نجيب حسااني فوزية عيد السااتار ،المرجع السااايق ،ص .221أنيس حساايب الساايد المحزوي ،الصاالح وأثره في
العقوبة والخصااومة الجنائية :د ارسااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو االساازمي ،دار الفكر الجامعي ،المرجع السااايق ،ص
ص.72-71 .
( -)3امال عيد الرحيم عثمان ،ةرئ قانون اإلجراءات الجنائية ،المرجع السايق ،ص .148
( -)4محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار ،نفس المرجع ،ص .221
( -)5عوض محمد عوض ،المرجع السايق ،ص .133
( -)6عيد الرحمان خلفي ،اإلجراءات الجزائية في التة ا ا ا ا ا ا اريع الجزائري والمقارن ،ط ( 2منقحة ومعدلة) ،دار يلقيس للنةا ا ا ا ا ا اار،
الجزائر ،2016 ،ص .205
( -)7عيد دلّلا أوهاييية ،ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ،المرجع السايق ،ص ص.174-173 .
31
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
وبهذا التقديم عن العفو الةا ا ااامل يمكن التمييز يين التنازل عن الةا ا ااكوع والعفو الةا ا ااامل على النحو
ارتي ييانو:
-1أوجه الشبه
-يلتقي التنازل عن الةااكوع مع العفو الةااامل في أن كل منهما محض ساايب اسااتثنائي لعدم توقيع
العقاب على الجاني على سااييل الصاافح الذي تيرره اعتبارات الصااالح االجتماعي ،وهذه األسااباب ال تدخل
في تكوين النموذج القااانوني للجريمااة ،وال مجااال إلعمااالهااا إال بعااد اكتمااال الينيااان القااانوني إلحاادع الجرائم
التي ينصااب عليها هذا الساايب النقضاااء الدعوع وعدم توقيع العقوبة ،فكز النظامين يفترض واقعة إجرامية
متحققة بكافة أركانها وعناصر المسؤولية عنها(.)1
-ية ااترك الحق في التنازل عن الة ااكوع مع العفو الة ااامل في أن كل منهما يرتب ذات األثر ،وهو
محو صاافة الجريمة عن الفعل( ،)2إذ يؤديان إلى وقف السااير في إجراءات الدعوع العمومية وانقضااائها في
أي مرحلة كانت عليها( ،)3وهذا ما أدع يبعض الفقو إلى القول وأن التنازل عن الةا ا ا ا ا ا ااكوع عبارة عن عفو
خاص عن الجريمة(.)4
-كما أنهما ال يؤثران في حقوق المضرور من الجريمة ،وال يحول أيهما بالتالي دون إمكان مطاليتو
ذلك(.)5 يتعويض عما لحقو من ضرر ،ما لم ينص القانون على خز
-يتصا اال التنازل عن الةا ااكوع والعفو الةا ااامل بالنظام العام وبالتالي يجوز االحتجاج بخيهما في أي
حالة كانت عليهما الدعوع ولو ألول مرة أمام محكمة النقض كما يجوز للقضا ا ا ا ا ا اااء إثارة أيهما دون توقف
على طلب الخصوم(.)6
لتحقيق مص ا ا االحة اجتماعية وجد بص ا ا ااددها أن المص ا ا االحة في عدم توقيع -أن كز النظامين يهد
العقوبة على الجاني تفوق المصا ا ا ا االحة في توقيعها ،وأن الضا ا ا ا اارر الذي يعود على المجتمع من جراء إنزال
العقوبة بالجاني يعلو على حق الدولة في توقيع العقاب على الجاني وفي الة ا ا ا اريعة اإلسا ا ا اازمية الغ ارء دفع
الضرر مقدم على جلب المنفعة(.)7
فهما ية ا ا ا ا اتركان في أن كز منهما ساا ا ا اايب اساا ا ا ااتثنائي لعدم توقيع العقاب على الجاني ،ويرتبان ذات
األثر ،وأن كل منهما ال تخثير لو على الحقوق المدنية للمتضا ا اارر من الجريمة كخصا ا اال عام ،وأنهما يهدفان
32
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1حاتم عيد الرحمان محمد عطية ،المرجع السايق ،ص .52
( -)2عيد الرحمن الدراجي خلفي ،الحق في الةكوع كقيد على المتابعة الجزائية:دراسة تخصيلية،...المرجع السايق،ص .241
( -)3حمدي رجب عطية ،المرجع السايق ،ص .97
( -)4أسامة أحمد محمد النعيمي ،المرجع السايق ،ص .310
33
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار ،المرجع السايق ،ص .295
( " -)2يتعلق الحق في الدعوع المدنية للمطالبة يتعويض الضا ا ا ا اارر الناجم عن جناية أو جنحة أو مخالفة بكل من أصا ا ا ا ااايهم
ةااخصااايا ضاارر مباةاار تساايب عن الجريمة " ،المادة 1-2من أمر رقم ،155-66مؤرخ في 8جوان ،1966يتضاامن قانون
االجراءات الجزائية ،ج ر ج ،عدد -48السنة ،-3صادرة في 10جوان ،1966ص .622
)(3
- "L'action civile en réparation du dommage causé par un crime, un délit ou une contravention appartient à tous
ceux qui ont personnellement souffert du dommage directement causé par l'infraction ", L’article 2-1 , CPPF ,
Codifié par LOI n° 57-1426 du 31 décembre 1957 instituant un code de procédure pénale, op-cit , p 258 , Modifié
par Ordonnance n°: 58-1296 du 23 décembre 1958 , modifiant et complétant le code de procédure pénale , JORF
n°: 300-90 année-du 24 décembre 1958 , p 11711. Déplacé par LOI n° 2011-939 du 10 août 2011-art.1, sur la
participation des citoyens au fonctionnement de la justice pénale et le jugement des mineurs , op.cit.
مدعيا بحقوق مدنية ،"...المادة 1-251من قانون رقم 150لسنة ،1950
ا ( " -)4لمن لحقو ضرر من الجريمة أن يقيم نفسو
مؤرخ في 3سيتمير ،1950يإصدار قانون االجراءات الجنائية المصري ،المرجع السايق.
( -)5مصااطفى مجدي هرجة ،التعليق على قانون االجراءات الجنائية المعدل بالقوانين 145 :لساانة 2006و 74لساانة 2007
و 153لسا ا ا اانة ،2007المجلد الثاني :من المادة ( )110إلى المادة ( ،)267دار محمود للنةا ا ا اار والتوزيع ،القاهرة ،مصا ا ا اار،
(د.س) ،ص .631
( -)6مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .29
( -)7مصطفى مجدي هرجة ،نفس المرجع ،ص ص.634-633 .
34
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
للمجتمع(.)1
وبذلك تتفق التةا اريعات المقارنة محل الد ارس ااة في األخذ باالختص اااص االس ااتثنائي للقضا ااء الجزائي
ينظر الدعوع المدنية التبعية ،إذ تجيز المادة الثالثة من ق إج ج م باة ا ا ا ا ا ا ارة الدعوع المدنية مع الدعوع
العمومية في وقت واحد أمام الجهة القضائية نفسها( ،)2وهو ما ينطيق على التةريع الفرنسي عمزا بخحكام
( ،)3وال يختلف عنهما التةا ا اريع المص ا ااري الذي يجيز رفع الدعوع المدنية مهما المادة الثالثة من ق إ ج
يلغت قيمتها يتعويض الضرر الناة عن الجريمة أمام المحاكم الجزائية لنظرها مع الدعوع العمومية طبقا
()4
ونص المادة 251من ق.إ.ج.م التي تجيز لمن لحقو ضاارر من الجريمة لنص المادة 220من ق إج م
مدعيا بحقوق مدنية أمام المحكمة المنظورة أمامها الدعوع العمومية(.)5
ا أن يقيم نفسو
ومن ثم فللمدعي المدني المضا ا ا اارور من الجريمة الخيار في أن يقيم دعواه أمام أي من القضا ا ا ااائيين
الجزائي أو المدني ،يل إنو لو-بةااروط معينة-أن يعدل عن اختياره فيترك القضاااء الذي اختاره ويقيم دعواه
262 ،و 264من ق إ أمام القضااء ارخر( ،)6طبقا لنص المواد 247من ق إ ج ج 426 ،من ق إ ج
ج م.
( -)1رخص المةاارع للمدعي المدني أن يقيم دعواه أمام القضاااء الجزائي تحقياقا العتبارات متنوعة :منها ما يتصاال بمصاالحتو
الة ا ا ااخص ا ا ااية إذ يكفل لو ذلك أن يس ا ا ااتفيد من أدلة االثبات التي تقدمها النيابة العامة ،فيغنيو ذلك عن أن ينفق المال وييذل
الجهد في إعداد وتقديم أدلة خاصة بو ،ويستفيد المدعي المدني كذلك من السلطات الواسعة التي يتمتع يها القضاء الجزائي،
يعا للدعوع المدنية ،كما يس ااتفيد من تركيز جهوده إذ تجتمع
ومن خض ااوع دعواه لإلجراءات الجزائية مما يكفل لو حس ا ااما سا ار ا
الدعويان أمام محكمة واحدة ،فز يضا ا ا ا ا ا ااطر إلى توزيع جهوده يين دعويين تقومان أمام محكمتين مختلفتين ،وبذلك يتفادع
المدعي المدني احتمال أن يصا ا ا ا ا اادر الحكم في الدعوع العمومية أوالا فيتقيد بو القاضا ا ا ا ا ااي المدني الذي ينظر فيما بعد دعواه
المدنية ،وقد يكون ذلك في غير مص االحتو باعتباره لم يتح لو أن يعرض على القاض ااي الجزائي وجهة نظره ،أما االعتبارات
التي تتص ا اال بالمص ا االحة العامة للمجتمع :فمنها المزحقة واالتهام فإقامة الدعوع هو أساا االوب االدعاء المباةاا اار الذي يكفل
تحريك الدعوع العمومية إذا امتنعت النيابة العامة عن ذلك ،فيسااتفيد المجتمع من انضاامام المدعي المدني إلى النيابة العامة
ض ا ا ا اا كامزا لجميع أدلة الدعوع أمام
وامداده لها بما لديو من أدلة إتهام ،فيدعم يذلك مركز االتهام أمام القضا ا ا اااء ،ويكفل عر ا
المحكمة ،كما يحقق ذلك مصا االحة المجتمع في فعالية العقاب ،ذلك أن اضا ااافة التعويض إلى العقوبة من ةا ااخنو أن يزيد في
فعاليتها ويدعم دورها في الردع ،وفي النهاية فإن ذلك يحقق مصا االحة هامة للمجتمع في تفادي تناقض محتمل يين األحكام،
فقد يتناقض حكمان في ةخن واقعة واحدة يصدران عن محكمتين مختلفتين ،وهذا التناقض ال محل لو إذا صدر عن محكمة
واحدة ،محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار ،المرجع السايق ،ص ص.330-329 .
( -)2المادة 3من أمر رقم ،155-66المرجع السايق ،ص .622
- " L'action civile peut être exercée en même temps que l'action publique et devant la même juridiction ", CPPF,
)(3
Codifié par loi n°: 57-1426, du 31 décembre 1957 instituant un code de procédure pénale , op.cit., p 258.
( -)4المادة 220من ق إ ج م رقم 150لسنة ،1950متضمن قانون اإلجراءات الجنائية المصري ،المرجع السايق.
( -)5المادة 251من ق إ ج م ،نفس المرجع.
( -)6محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار ،نفس المرجع ،ص .329
35
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
فإذا إخطار مباةا ا ا ا ا ارة الدعوع المدنية مع الدعوع العمومية في ان واحد أمام القض ا ا ا ا اااء الجزائي فإنو
يجوز لو بعد ذلك ترك الدعوع المدنية في أي مرحلة كانت عليها الدعوع طالما لم يص ا ا ا ا ا ا اادر فيها حكم
نهائي( ،)1دون أن يحول ذلك في مباةا ا ا ارة الدعوع المدنية أمام الجهة القض ا ا ااائية المختص ا ا ااة ،ذلك أن ترك
الدعوع كإجراء ال يترتب عنو ترك الحق الموضا ا ااوعي ،غير أن ترك االدعاء المدني أو تص ا ا اريح المحكمة
باعتباره كذلك يترتب عنو عدم إمكانية طرئ الدعوع المدنية من جديد أمام القض ا ا ا ا ا ا اااء الجزائي( ،)2وترك
في قانون اإلجراءات المدنية يوص ا ا ااف الدعاوع المدنية تتعلق بحقوق خاص ا ا ااة يجوز الدعوع نظام معرو
التنازل عنها وعن الدعاوع التي تحميها متى اتجهت إرادة صا اااحب الحق إلى إحداث هذا األثر أي الترك،
وهو في النهاية إجراء رضائي يعني التخلي عن إجراءات الخصومة يين المدعي والمدعى عليو(.)3
وجدير بالذكر أن التنازل عن الدعوع المدنية يختلف عن تركها ذلك أن األول إقرار المض اارور من
الجريمة بالتنازل عن أصاال الحق في التعويض ،وهو ما يةاامل على تنازلو الصاريح عن الحق الذي تحميو
هذه الدعوع ،حيث يتعين أن يقع التنازل عن الحق المدني بعبارات ص ا ا ا ا ا ا اريحة في أي مرحلة كانت عليها
الدعوع العمومية ،أي أن التنازل ينص ااب على أصا ال الحق في الدعوع ،في حين أن الثاني هو ترك لكافة
إجراءاتها في أي حالة كانت عليها تلك الدعوع ،أي أن محل الترك هو إجراءات الدعوع ،كما أن التنازل
الترك الذي ال يترتب عليو ذلك(،)5 عن الدعوع المدنية يعد س ا ا ا ا
ايبا من أس ا ا ااباب انقض ا ا ااائها( ،)4على خز
بحيث ال يمكن تعميمو على مسا ا ااتوع جهتي التقاضا ا ااي الجزائي والمدني ،فيجوز للمدعي المدني الذي ترك
دعواه المدنية أمام القضاااء الجزائي مباة ارتها أمام القضاااء المدني تطييقا لحكم المادة 247من ق إ ج ج،
262 ،من ق.إ.ج.م وتطيق في هذه الحالة قاعدة " الج ازئي يعقل أو يوقف المدني" 426من ق إ ج
متى توافرت ةروطها(.)6
بمعنى أنو إذا كان المض ا ا ا ا اارور قد رفع دعواه أوالا إلى المحكمة الجزائية فيمكنو أن يترك هذا الطريق
ويقيم نفس الدعوع من جديد أمام المحكمة المدنية ويس ا ا ا ا ا ا اتوي في ذلك أن يكون قد رفع دعواه األولى أمام
المحكمة الجزائية بطريق االدعاء المباةا ا ا ا ا ا اار أو بطريق االدعاء المدني بالتبعية للدعوع العمومية المرفوعة
استثناءا تحريك هذه الدعوع ،إال أن التنازل عن الحق المدعى
ا من النيابة أو من احدع الجهات التي تملك
36
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
بو بصريح العبارة يمنع العودة إلى الدعوع من جديد أمام أية جهة من الجهات(.)1
( -)1مصااطفى مجدي هرجة ،التعليق على قانون االجراءات الجنائية المعدل بالقوانين 145 :لساانة 2006و 74لساانة 2007
و 153لسنة ،2007المجلد الثاني :من المادة ( )110إلى المادة ( ،)267المرجع السايق ،ص ص.703-702 .
( -)2نفس المرجع ،ص ص.693-692 .
( -)3محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار ،المرجع السايق ،ص .380
( -)4عيد الرحمن الدراجي خلفي ،الحق في الة ا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية :د ارس ا ا ا ااة تخص ا ا ا اايلية تحليلية مقارنة ،المرجع
السايق ،ص .248
( -)5جمال ةديد علي الخرباوي ،المرجع السايق ،ص .161
( -)6ليلى قايد ،الرضائية في المواد الجزائية ،المرجع السايق ،ص .299
( -)7جمال ةديد علي الخرباوي ،نفس المرجع ،ص .161
( -)8محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار ،نفس المرجع ،ص .380
37
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
()2 ()1
،والمادة 261من ق.إ.ج.م وهو التعريف الذي يتطايق مع نص المادة 246من ق.إ.ج.ج
(.)3
صا ،والمادة 425من ق إ ج خصو ا
ومن ثم يةااترط الترك الضاامني ةاارطان :أن يكون غياب المدعي المدني بعد إعزنو لةااخصااو ،وأن
يكون غيابو دون عذر مقيول ،وعلة اةا ا ا ا ا ا ااتراط اإلعزن لةا ا ا ا ا ا ااخص المدعي هو التحقق من علمو اليقيني
بالجلسة المحددة لنظر الدعوع ،وتختص يتقدير عدم وجود عذر مقيول محكمة الموضوع التي يطلب منها
تاركا دعواه ،وال تقوم مقام اإلعزن أي طريقة أخرع(.)4 اعتبار المدعي ا
وال يكون لترك الاادعوع الماادنيااة تا اا
اخثير على الاادعوع العموميااة ،باااتفاااق التة ا ا ا ا ا ا اريعيااات المقااارنااة محاال
الد ارسا ا ا ا ا ا ااة كقاعدة عامة ،إذ تنص المادة 2-2من ق.إ.ج.ج على " :وال يترتب على التنازل عن الدعوع
أو ارجاء مباةا ا ارة الدعوع العمومية ،وذلك مع مراعاة الحاالت المة ا ااار اليها في الفقرة 3من المدنية إيقا
المادة ، "6وتتعلق هذه الحاالت يتنفيذ اتفاق الوس اااطة ،وبس ااحب الة ااكوع إذا كان ة اار ا
()5
الزما للمتابعة،
طا ا
فتنازل الضا ا ا ا ااحية عن طلب التعويض ال يحول دون مواصا ا ا ا االة السا ا ا ا ااير في الدعوع العمومية إال إذا تنازل
الزما للمتابعة الجزائية ،أو تم تنفيذ اتفاق الوس اااطة الجزائية ،وفي
طا ا المض اارور عن الة ااكوع إذا كانت ة اار ا
الحاالتين يترتاب انقض ا ا ا ا ا ا اااء الادعوع العمومياة ،وهو النص الاذي يتطاايق مع نص الماادة 2-2من ق إ ج
( ،)6كما تنص المادة 2-260من ق.إ.ج.م على ":وال يكون لهذا الترك تخثير على الدعوع الجنائية"(.)7
غير أنو إذا كانت الدعوع قد طرحت على المحكمة الجزائية عن طريق االدعاء المباةا ا ا ا ا ا اار( ،)8فإنو
تاركا الدعائو كل مدع مدني يتخلف عن الحضااور أو ال يحضاار عنو من يمثلو في الجلسااة رغم تكليفو بالحضااور
" -يعد ا
()1
قانونيا " ،المادة 246من ق إ ج ج ،معدلة بالقانون رقم ،03-82مؤرخ في 13فيفري ،1982يعدل ويتمم األمر رقم ا تكليفا
ا
155-66المؤرخ في 8جوان 1966والمتض ا اامن قانون االجراءات الجزائية ،ج ر ج ،عدد -7الس ا اانة ،-19ص ا ااادرة في 16
فيفري 1982ن ص .310
تاركا للدعوع عدم حضور المدعي أمام المحكمة بغير عذر مقيول بعد إعزنو أو عدم إرسالو وكيزا عنو وكذلك
" -يعتير ا
()2
عدم إيدائو طلباتو بالجلسة " ،المادة 261من قانون رقم 150لسنة ،1950المرجع السايق.
)(3
- " La partie civile régulièrement citée qui ne comparaît pas ou n'est pas représentée à l'audience est considérée
comme se désistant de sa constitution de partie civile ", L’article 425-1, CPPF, Codifié par Ordonnance n° 58-
1296, op.cit. p 11726, Modifié par Loi n° 81-82 du 2 février 1981-art.86, renforçant la sécurité et protégeant la
liberté des personnes (1), JORF n°0028 du 3 février 1981, p 424.
( -)4محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار ،المرجع السايق ،ص .380
( -)5المادة 2-2من أمر رقم ،155-66المرجع السايق ،ص.622
)(6
- " La renonciation à l'action civile ne peut arrêter ni suspendre l'exercice de l'action publique, sous réserve des
cas visés à l'alinéa 3 de l'article 6", L’article 2-2, CPPF, Codifié par loi n°: 57-1426, du 31 décembre 1957 instituant
un code de procédure pénale , op-cit.p 258, Modifié par Ordonnance n°: 58-1296, op-cit.p11711.
( -)7المادة 2-260من قانون رقم 150لسنة ،1950متضمن قانون اإلجراءات الجنائية المصري ،المرجع السايق.
مدنيا إلى المتهم يكلفو
مدعيا ا
ا ( -)8االدعاء المباةاار أو التكليف المباةاار بالحضااور يقصااد بو دعوة يوجهها الضااحية باعتباره
بالحضااور أمام المحكمة المختصااة ،إذا هو أساالوب إجرائي لتحريك الدعوع العمومية ينطوي على منح ساالطة التحريك لغير
38
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
تاركا دعواه مراعاة موقف الن يابة يجب في حالتي ترك الدعوع المدنية أو اعتبار المدعي بالحقوق المدنية ا
العامة ،فإن طاليت باإلدانة والعقاب وجب السا ا ا ااير في الدعوع العمومية والفصا ا ا اال فيها ،وأما إذا لم تطالب
النيااباة ياذلاك وجاب الحكم بعادم قيول الادعوع( ،)1وفي هاذه الحاالاة يمكن أن تلزم المحكماة المادعي المادني
يدفع المصاريف القضائية مع عدم اإلخزل بحق المتهم في التعويضات عن إساءة استعمالو حق االدعاء
،كل المباة ا اار على النحو الميين في المواد 366من ق إ ج ج 260 ،من ق إ ج م 472 ،من ق إ ج
(.)3 ذلك عمز بخحكام المواد 1-260من ق إ ج م( ،)2و 2-425من ق إ ج
والحكمة من ترتيب المةا ا ا ا ا ا اارع على ترك الدعوع المدنية أو اعتبار المدعي المدني ا
تاركا لها-ب عد
اقامتها عن طريق االدعاء المباةاار-الحكم بعدم قيول الدعوع العمومية ما لم تطالب النيابة العامة الفصاال
فيها ،هي تفويت فرص ا ا ااة كيد المدعي بالحقوق المدنية لخص ا ا اامو المتهم والزج بو أمام القض ا ا اااء الجزائي ثم
تركو بعد ذلك يواجو النيابة العامة ،كما يوفر وقت المحكمة وجهدها للهام من القضايا(.)4
واذا كان المةا ا ا ا ا اارع المصا ا ا ا ا ااري قد نحا ينص المادة 260في فقرتها الثانية إلى ما أخذ بو المةا ا ا ا ا اارع
النيابة العامة ،نص عليو المةرع الجزائري في نص المادة 337مكرر من ق إ ج ج التي تعد اقتباسا حرفيا من نص المواد
388و 531من ق إ ج ،وردة ين يوعيد دلّلا ،المرجع السايق ،ص .107
فيما نص عليو المةا اارع المصا ااري بالمادتين 232و 233من ق إ ج م ،وبذلك تتفق التة ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ااة على
األخذ يهذا اإلجراء ،وتكمن علة االدعاء المباة اار في أنو بمثابة رقابة من ذي مص االحة على الس االطة التقديرية للنيابة العامة
في تحريك الدعوع العمومية ،فإذا كان المةرع قد خول النيابة العامة هذه السلطة وهي في األصل موضع لثقتو في صواب
المةاارع باإلدعاء المباةاار إلى تفادي هذه اسااتعمال ساالطتها ،فإن ثمة احتماالا في أن يساااء اسااتعمال كل ساالطة ،وقد هد
اإلساااءة إذ يخةااى في بعض الحاالت أن تمتنع النيابة عن تحريك الدعوع ألسااباب ال تتصاال بالمصاالحة العامة ،فيكون في
تحريكها عن طريق االدعاء المباة ا ا ا ا ا اار ما يد أر مزئمة تحريك الدعوع في مواجهة نظام حتمية تحريكها،وهو على هذا النحو
السييل لجعل نظام المزئمة مقيوالا في السياسة التةريعية،محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار ،نفس المرجع،ص .191
( -)1نجيمي جمال ،قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري على ض ااوء االجتهاد القض ااائي (مادة بمادة) ،ج :1من المادة األولى
إلى غاية المادة ،247المرجع السايق ،ص .476
( " -)2للمدعي بالحقوق المدنية أن يترك دعواه في أية حالة كانت عليها الدعوع ويلزم يدفع المص ا اااريف القض ا ااائية على ذلك
مع عدم االخزل بحق المتهم في التعويضا ا ا ا ااات إن كان لها وجو حق " ،المادة 1-260من قانون رقم 150لسا ا ا ا اانة ،1950
معدلة بالقانون رقم 174لسانة ،1998بةاخن تعديل بعض أحكام قانون االجراءات الجنائية وقانون العقوبات ،ج ر م ،عدد
( 51مكرر) ،صادرة في 20ديسمير .1998
- " En ce cas, et si l'action publique n'a été mise en mouvement que par la citation directe délivrée à la requête de
)(3
la partie civile, le tribunal ne statue sur ladite action que s'il en est requis par le ministère public ; sauf au prévenu
à demander au tribunal des dommages-intérêts pour abus de citation directe, comme il est dit à l'article 472 ",
L’article 425-2, CPPF, op.cit.
( -)4مصااطفى مجدي هرجة ،التعليق على قانون االجراءات الجنائية المعدل بالقوانين 145 :لساانة 2006و 74لساانة 2007
و 153لسنة ،2007المجلد الثاني :من المادة ( )110إلى المادة ( ،)267المرجع السايق ،ص .694
39
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
في فقرتها الثانية أيض ااا ،لذات الحكمة المذكورة أعزه ،فإن رأي الفرنس ااي ينص المادة 425من ق.إ.ج.
في الفقو المصا ا ا ااري-يؤيده الباحث-انتقد صا ا ا ااياغة نص الفقرة الثانية من المادة 260من ق.إ.ج.م المعدلة
إلى هذه الفقرة الثانية عبارة بالقانون رقم 174لساانة 1998المؤرخ في 20ديساامير ،1998والذي أضااا
" ومع ذلك إذا كانت الدعوع قد رفعت بطريق االدعاء المباة ا ا اار فإنو يجب في حالتي ترك الدعوع المدنية
تاركا دعواه ،الحكم بترك الدعوى الجنائية ما لم تطلب النيابة العامة الفصل فيها" واعتبار المدعي المدني ا
ذلك أن تعيير ترك الدعوى الجنائية ،ال يتفق مع المبادئ األسا ا ا ا ا ا اااسا ا ا ا ا ا ااية :فالدعوع العمومية التصا ا ا ا ا ا ااالها
بالمصا ا ا ا ا االحة العامة للمجتمع ال تقيل الترك ،فإذا حركت أمام المحكمة وجب عليها الفصا ا ا ا ا اال فيها ،إما في
موضا ا ا ا ا ااوعها باليراءة أو اإلدانة ،واما في إجراءاتها يتقرير عدم قيولها ،أما أن تحكم المحكمة يتركها ،فذلك
ما يناقض المبادئ األسا ا اااسا ا ااية في القانون ،كما أن إعطاء النيابة العامة سا ا االطة الحيلولة دون الحكم يترك
الدعوع العمومية ،أمر ال يتفق هو ارخر مع هذه المبادئ ذلك أن سا ا ا ا ا ا االطات النيابة العامة على الدعوع
تنتهي يتحريك الدعوع أمام المحكمة ،وهي تلتزم يذلك باسا ا ا ا ا ااتعمالها ،ومن ثم لم يكن لها ةا ا ا ا ا ااخن في تقرير
تركها أو وجوب الفصا ا اال فيها ،باإلضا ا ااافة إلى ذلك فإن هذا التعديل من ةا ا ااخنو التضا ا ااييق من أثر االدعاء
بالحقوق المدنية على سا ا ا ااير الدعوع العمومية :فاألصا ا ا اال المقرر في الفقو والقضا ا ا اااء أن انقضا ا ا اااء الدعوع
المدنية بعد أن حركت يها الدعوع العمومية ليس من ةا ا ااخنو أن يؤثر على سا ا ااير هذه الدعوع ذلك أنو إذا
حركت دعوع فز يجوز أن يؤثر على سيرها سيب متعلق يدعوع أخرع وان كان يينهما ارتباط ،وقد جاءت
ه ااذا الفقرة الث اااني ااة من الم ااادة 260من ق.إ.ج.م والم ااادة 425من ق.إ.ج .مقررة حك اما اا على خز
سيبا للحكم يترك الدعوع العمومية(. )1
األصل ،فاعتيرت ترك الدعوع المدنية ا
جدير بالذكر أن المةا ا ا اارع الجزائري فعل حسا ا ا ا اانا بعدم النص على مثل هذا االسا ا ا ااتثناء واكتفى ينص
المادة 2-2من ق.إ.ج.ج يتقرير القاعدة العامة والمتمثلة في أن ترك الدعوع المدنية ليس لو تخثير على
أو ارجاء مباة ارة الدعوع العمومية س اواء أكانت الدعوع العمومية قد حركت أص ازا من طر النيابة إيقا
مدنيا طبقا لنص المادة 337من ق إ ج
يناءا على تكليف مباةا اار من المدعي ا
العامة أو كانت قد طرحت ا
ج.
ومن خزل هذا التقديم عن إجراء ترك الدعوع المدنية يمكن اس ا ا ا ا ا ااتخزص أهم أوجو الة ا ا ا ا ا اابو وأوجو
يينو وبين إجراء التنازل عن الةكوع: االختز
-1أوجه الشبه
-التنازل عن الةا ااكوع وترك الدعوع المدنية يتفقان من حيث أن كل منهما إجراء رضا ااائي يخضا ااع
إلرادة صاحبو الحرة والسليمة.
-التنازل عن الةكوع يلتقي مع ترك الدعوع المدنية من حيث ترتيب كل منهما ألثره يإرادة المتنازل
( -)1محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار ،المرجع السايق ،ص ص.384-383 .
40
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
أو التارك وحده ،فز يةترط لإلعتداد يهما قيول الخصم ارخر لو ،وال أثر إلعتراضو عليو.
-التنازل عن الةكوع يتفق مع ترك الدعوع المدنية من حيث الةكل ،ذلك أن كزهما يمكن أن يتم
ضمنيا.
ا يجميع الوسائل كتابة أو ةفاهة ويستوي أن يكون التعيير عنهما صر ا
يحا أو
-2أوجه االختالف
-ترك الدعوع المدنية يختلف اليتة عن التنازل عن الة ا ا ا ااكوع الذي بمجرد أن يص ا ا ا اادر من المجني
عليو ،فإنو يجب على المحكمة أن تحكم بانقضاااء الدعوع العمومية دون توقف على إرادة النيابة العامة أو
المتهم أو غيرهما ،فالحكم بانقضا ا ا ا اااء الدعوع العمومية أثر حتمي لتنازل المجني عليو عن ةا ا ا ا ااكواه( ،)1في
حين أن ترك ال اادعوع الم اادني ااة ال يترت ااب علي ااو ذل ااك فترك ال اادعوع الم اادني ااة أمر اخر غير التن ااازل عن
الةكوع ،فهو ال يتضمنو كما ال يستوجبو ،يل أن الدعوع العمومية متى تحركت ودخلت في حوزة القضاء
كقاعدة عامة. ()2
فإنها تظل قائمة دون حاجة إلى بقاء الدعوع المدنية إلى جانيها
خامسا :التناز عن الشكوى والصفح
الص يفح لغة :العفو ،صا افح عنو-صا اف احا :أعرض .و-عن ذنب :عفا عنو( ،)3أما اص ااطزحا فيعر
بخنو" :نظام يوقف الدعوع وتنفيذ العقوبات المحكوم يها ،والتي لم تكتس ا ا ا ااب الدرجة القطعية إذا كانت إقامة
الدعوع تتوقف على إتخاذ اإلدعاء الة ا ا ااخصا ا ا اي "( ،)4كما يعر بخنو ":تص ا ا اار قانوني يتم يإرادة المجني
عليو المنفردة في صا ااورة عفو دون أي ةا اارط مقايل ،يقصا ااد من خزلو إنهاء الدعوع العمومية أثناء نظرها
أمام القضاء ،وهو مقرر في الجرائم البسيطة(.)5
واذا كان الفقو يرجح ة ااح التعاريف الفقهية والقانونية لنظام الص اافح لعدم تناول المة اارعين المص ااري
والفرنسا ا ااي لهذا النظام كنظام إلنهاء الخصا ا ااومة( ،)6وان كان جانب من الفقو المصا ا ااري يعتير حق المجني
عليو في وقف تنفيذ الحكم في بعض جرائم الةكوع نوع من العفو الفردي عن العقوبة بمعنى الصفح(.)7
41
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
فإن المةاارع الجزائري قد أخذ ينظام صاافح الضااحية ص اراحة ،واعتيره إجر ا
()1
اءا يضااع من خزلو هذا
األخير حا اادا للمتااابعااة الجزائيااة وذلااك بموجااب القااانون رقم 23-06المعاادل والمتمم لقااانون العقوبااات ( )2إذ
مس هذا التعديل الجنح التي لها عزقة بالحياة الخاصااة بالضااحية وبحياتها األس ارية وكذا ساازمة جساامها،
غير أنو بالرغم من أهمية هذا اإلجراء من الناحية الموضا ا ا ا ا ا ااوعية ،فإنو يسا ا ا ا ا ا ااتغرب عدم إكمالو بالناحية
حدا للمتابعة الجزائية ومن ثم ترتيب نفس أثر التنازل عن الة ااكوع وهو
اإلجرائية فإذا كان الص اافح يض ااع ا
انقضا اااء الدعوع العمومية ،فكان من المفروض أن يدرجو المةا اارع في نص المادة 6من ق إ ج ج ضا اامن
األمر الذي دفع البعض إلى القول بخن المة ا ا ا ا اارع ()3
أس ا ا ا ا ااباب إنقض ا ا ا ا اااء الدعوع العمومية ،إال أنو لم يفعل
الجزائري تيني نظام قانوني غير متكامل لصا ا ا ا اافح الضا ا ا ا ااحية ،وعدم إحكامو للقواعد القانونية الخاصا ا ا ا ااة بو
واتس ا ااامها بالعمومية ،إذ أنو لم ييين كيفية إعمال الفقرات المس ا ااتحدثة في بعض نص ا ااوص قانون العقوبات،
وتطييقها في الواقع ،األمر الذي يطرئ جملة من التساؤالت فخمام أي جهة يعير الضحية عن صفحو على
المتهم ،وكيف يكون ة ا ا ا ا ا ا اكال هاذا التعيير ،وفي أي مرحلاة من م ارحال الادعوع يجوز إياداؤه ،األمر الاذي
يوجب إعمال القواعد العامة في اإلجراءات الجزائية ،وتلك الخاص ا ا ا ا ا ا ااة بالةا ا ا ا ا ا ااكوع والتنازل عنها لما يين
النظامين من تةابو(.)4
وهو األمر الذي أثار التساؤل لدع الفقو الجزائري حول طييعة الصفح الذي أورده المةرع الجزائري
أن صاافح الضااحية في التة اريع الجزائري صااورة من صااور الصاالح في ()5
حيث اعتير أري في الفقو
المواد الجزائية بصاافة عامة وفي جرائم األفراد خاصااة وأنو يختلف عن نظام الةااكوع والتنازل عنها الساايما
وأن نطاقو الموضا ا ااوعي يتضا ا اامن بعض الجرائم التي ال يةا ا ااترط فيها هذا القيد-الةا ا ااكوع-كجريمتي القذ
واجراءاتو في التة اريعين المصااري والسااوداني،1964 ،ص ،60نقال عن :حاتم عيد الرحمان محمد عطية ،المرجع السااايق،
ص .55
( -)1من التةريعات العربية التي أخذت ينظام الصفح نجد التةريع األردني الذي عالجو في قانون العقوبات ينص المادة 52
منو ،والمعدلة بالقانون رقم 27لسنة ،2017المؤرخ في 30أوت ،2017والتي تنص على " :إن صفح المجني عليو يسقا
دعوع الحق العام والعقوبات المحكوم يها التي لم تكتسا ا ا ا ا ا ااب الدرجة القطعية في أي من الحاالت التالية ،"....كما أخذ بو
المة اارع العراقي ينص المواد 338إلى 341من قانون أص ااول المحاكمات الجزائية رقم 23لس اانة ،1971المنةاااور يجريدة
الوقائع العراقية ،العدد ،2004صادرة في 31ماي ،1971مةار إليو لدع :وطفة ضياء ياسين ،نفس المرجع ،ص .81
( -)2ق ااانون رقم ،23-06مؤرخ في 20ديسا ا ا ا ا ا اامير ،2006يع اادل ويتمم األمر رقم 156-66المؤرخ في 8جوان 1966
والمتضمن قانون العقوبات ،ج ر ج :عدد -84السنة ،-43صادرة في 24ديسمير ،2006ص ص.29-11 .
( -)3جمال دريس ا ااي ،دور الض ا ااحية في إنهاء المتابعة الجزائية ،رس ا ااالة دكتوراه في العلوم ،تخص ا ااص :القانون ،جامعة مولود
معمري-تيزي وزو ،كلية الحقوق والعلوم السياسية-يوخالفة ،2016-2015 ،ص .65
( -)4ليلى قايد ،الصا ا االح في جرائم اإلعتداء على األفراد :فلسا ا اافتو وصا ا ااوره وتطييقو في القانون الجنائي المقارن ،دار الجامعة
الجديدة ،اإلسكندرية ،مصر ،2011 ،ص .257
( -)5نفس المرجع ،ص ص.260-257 .
42
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
اللتان أجاز فيهما المة ا ا اارع ص ا ا اافح الض ا ا ااحية عن المتهم ولكنو لم يقيد تحريك الدعوع العمومية ()1
والس ا ا ااب
يخصوصهما بضرورة تقديم ةكوع من المجني عليو ،وبالتالي ال يمكن اعتبار الصفح في هاتين الجريمتين
اليا يل حق متفرع عن حق اخر هو الحق في تقديم تنازال عن الةا ا ا ا ا ا ااكوع ألن هذا األخير ليس حاقا أصا ا ا ا ا ا ا ا
الري أن تعريف بعض الفقو المصا ا ا ااري
الةا ا ا ااكوع وهو في الحالتين غير موجود ،ويضا ا ا اايف صا ا ا اااحب هذا أ
للصا ا ا ا ا ا االح بخنو ":رضا ا ا ا ا ا ااا المجني عليو أو وكيلو الخاص يإنهاء الدعوع العمومية في جرائم معينة حددها
القانون ينطيق على صفح الضحية في القانون الجزائري" .
أنو ال يمكن اعتبار نظام ص ا ا ا اافح الض ا ا ا ااحية المساا ا ا ااتحدث ()2
فيما اعتير أري اخر في الفقو الجزائري
فالري الغالب في الفقو أن الصلح الجنائي يينصلحا يين األفراد ألن الصلح يفترض صدوره عن إرادتين ،أ ا
األفراد ذو طييعة عقدية يتماثل مع الصا االح المنصا ااوص عليو في القانون المدني كما أنو ال يتختى إال يدفع
أساسا على اإلرادة المحضة
مقايل ،في حين أن الصفح يتسم بطابعو الفردي واألحادي الجانب إذ أنو يقوم ا
للض ا ااحية في اللجوء إليو دون انتظار ص ا اادور القيول من المة ا ااتكي منو أو المتهم ،ولذا يرع ص ا اااحب هذا
الري أن نظام صا ا اافح الضا ا ااحية في القانون الجزائري ال يمكن أن يكون من حيث جوهره سا ا ااوع تطيياقا من
أ
تطييقات نظام التنازل عن الةا ا ا ا ااكوع إلة ا ا ا ا اراكهما في العلة والطييعة القانونية وخضا ا ا ا ااوعهما لنفس األحكام
الوحيد يينهما هو من حيث مجال تطييقهما فالتنازل عن الة ا ااكوع ال يكون إال في القانونية ،وأن االختز
الجرائم المقيد تحريك الدعوع العمومية بةخنها على ةكوع أما الصفح فانو يتسع ليةمل جرائم مقيد تحريك
الدعوع بةخنها على ةكوع كما قد يكون في جرائم ال يةترط فيها هذا القيد .
و انطزقا مما س ا اايق يرع الباحث أن نظام ص ا اافح الض ا ااحية في القانون الجزائري ال يمكن أن يكون
ص ااورة من ص ااور الص االح ،كما ال يمكن اعتباره تطييق من تطييقات التنازل عن الة ااكوع لوجود عدة نقاط
يينهما ،يل هو إجراء جديد قائم يذاتو يدخل ضاامن االطار العام للتنازل الذي يةاامل أيضااا التنازل اختز
عن الة ا ااكوع والص ا االح وس ا ااائر اليدائل والتي أملتها أزمة العدالة الجزائية على التةا ا اريعات المقارنة ،وتينتها
الس ا ا ااياسا ا ا اة الجزائية لهذه األخيرة كخحد حلول هذه األزمة األمر الذي جعل الص ا ا اافح يتداخل مع التنازل عن
الةكوع في عدة نقاط إال أنهما يختلفان في نقاط أخرع .
والمزحظ في هذا الصاادد أن المةاارع الجزائري يخلا في اسااتعمال مصااطلح "سااحب الةااكوع" ينص
( -)1انتقد جانب من الفقو إعطاء المة ا اارع الجزائري للطر المدني الذي لم ية ا ااارك في تحريك الدعوع العمومية في جريمتي
حدا للمتابعة الجزائية التي انطلقت يتصاار من النيابة العامة وليس يتص ار منو ،فهذا الوضااع أو القذ والسااب أن يضااع ا
الموقف يكون اا
ميرر لو أن الطر الماادني هو الااذي حرك الاادعوع العموميااة ،أمااا وأن هااذا األمر غير وارد ،فااإن تمكين
الضااحية من وقف إجراءات المتابعة في قضااية لم يكن لو دور في تحريكها هو من قييل التقليل والتقزيم لعمل النيابة العامة،
عيد الرحمن الد ارجي خلفي ،الحق في الةكوع كقيد على المتابعة الجزائية :دراسة تخصيلية ،...المرجع السايق ،ص .469
( -)2مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص ص.34-31 .
43
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
المادة 6من ق إ ج ج ،ومصااطلح "الصاافح" ينص المادة 339من ق ع مثز ،وكذلك اسااتعمل مصااطلح "
التنازل عن الةا ااكوع " ينص المادة 369من ق ع ج ،فيدل أن يعير عن التنازل عن الةا ااكوع كسا اايب في
انقضاء الدعوع العمومية وبديل عنها يستخدم مصطلح " سحب الةكوع " تارةا و" الصفح " تاراة أخرع.
األمر الذي دفع رأي في الفقو الجزائري( )1إلى القول بخن المةا ا ا ا ا ا اارع الجزائري قد فاتو الس ا ا ا ا ا ا ااداد في
اسااتعمالو لمصااطلح "سااحب الةااكوع" والذي يكون قد أخده عن نظيره الفرنسااي retrait de plainteذلك أن
المقصااود يها "التنازل عن الةااكوع" وهو المصااطلح المعتمد في التة اريعات المقارنة كالتة اريع المصااري(،)2
و العراقي ( ، )3اليمني( ،)4االماراتي( ،)5والسوداني(.... ،)6الخ.
–يؤيده الباحث -أيض ا ا ا ا ا ااا إلى القول بض ا ا ا ا ا اارورة تدخل المة ا ا ا ا ا اارع ()7
وقد اتجو أري في الفقو الجزائري
الجزائري في هذا الصاادد لضاابا المصااطلحات وذلك يتخصاايص مصااطلح "الصاافح" كساايب في االنقضاااء
على فئة الجرائم التي ال تتطلب ةااكوع لتحريك الدعوع العمومية أما ما ورد فيو ةاارط الةااكوع فالمصاطلح
األنسب لو هو "التنازل عن الةكوع".
-1أوجه الشبه
-يقوم التنازل عن الةكوع على ذات االعتبارات التي يقوم عليها الصفح والتي قد تتعلق باعتبارات
أسارية أو لصاايانة ةاار أو اعتبار الضااحية أو لمصاالحة الضااحية في صاايانة نفسااها( ،)8فهي تتعلق بحقوق
أفراد أو مصااالح فئات معينة من المجتمع رجح فيها المةاارع المصااالح الخاصااة يها على المصاالحة العامة
باعتبارها أفض ا اال من يقدر مزئمة االس ا ااتمرار في مباةا ا ارة إجراءات الدعوع أو إنهاءها ،ذلك أن كل منهما
حدا لما قد يترتب على االس ااتمرار في مباةا ارة الدعوع العمومية من أحقاد يين هؤالء األفراد خاصا ا اة
يض ااع ا
وأن أغلب هذه الجرائم تقع في الغالب يين أفراد تجمع يينهم رابطة القرابة ،فعودة المودة والرحمة يينهم أكيد
. ()9
أفضل بكثير من إيداع أحدهم الحبس ،لذلك أرسى المةرع نظامي التنازل عن الةكوع والصفح
( -)1علي ةمزل ،الجديد في ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية ،الكتاب األول :االستدالل واالتهام ،المرجع السايق ،ص .187
( -)2المادة 10من ق إ ج م.
( - )3المادة 9من قانون أصول المحاكمات الجزائية العراقي.
( -)4المادة 31من قرار جمهوري بالقانون رقم 13لسا ا ا ا ا اانة ، 1994مؤرخ في 12أكتوبر ،1994بةا ا ا ا ا ااخن قانون اإلجراءات
الجزائية اليمني ،نةر بالجريدة الرسمية اليمنية :العدد (4و ،)19لسنة .1994
( -)5المادة 16من قانون إصدار قانون اإلجراءات الجزائية االماراتي رقم 35و.1992
( -)6المادة 36من قانون اإلجراءات الجزائية السوداني لسنة .1991
( -)7ميلود دريسي ،المرجع السايق ،ص .58
( -)8جمال دريسي ،المرجع السايق ،ص 70وما بعدها.
( -)9لخض ا ا ا اار ز اررة " ،أثر الص ا ا ا اافح على تحريك الدعوع العمومية والمتابعة الجزائية " ،مجلة اإلحياء ،المجلد ،11العدد ،1
،2009ص .475
44
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
-يتةابو كل من التنازل عن الةكوع والصفح في أن كزهما يرتب نفس األثر وهو انقضاء الدعوع
العمومية(.)1
المةا اارع يإق ارره لكل من التنازل عن الةا ااكوع وصا اافح الضا ااحية إلى تمكين هذا األخير من -يهد
المة ا ا اااركة في مس ا ا ااار الدعوع العمومية بخن يوقفها متى ة ا ا اااء ويعطي يذلك فرص ا ا ااة للتس ا ا ااامح يين األفراد
وتصااالحهم( )2األمر الذي من ةاخنو التخفيف على كاهل القضاااء حتى يكفل السااير الحساان للعدالة( ،)3ومن
ثم تحقيق أغراض يدائل العوع العمومية كحل ألزمة العدالة الجزائية.
-يجمع يين التنازل عن الةااكوع والصاافح أن نطاق الجرائم المةاامولة لكل منهما وردت على سااييل
الحص ا اار فز يجوز القياس عليها أو التوس ا ااع فيها( ،)4باعتبارهما إس ا ااتثناء عن القاعدة العامة والتي تقض ا ااي
بعدم جواز التنازل عن الدعوع العمومية.
-بما أن كل من التنازل عن الةكوع والصفح تصر قانوني يتضمن تعيير عن إرادة المجني عليو
معينا ،فهذا التعيير يمكن أن يكون في أي
في وض ا ا ا ااع حد للمتابعة الجزائية ،فكزهما ال ية ا ا ا ااترط ة ا ا ا ااكزا ا
امنيا ،ولكن على الجهة المنوط يها إثبات هذا التنازل أو الص اافح، يحا أو ض ا ا
افهيا ،صا ار ا
مكتوبا أو ة ا ا
ا ة ااكل:
ص ا ا اا إذا لم يرد بعبارات أو مواقف ص ا ا اريحو فز يجب أن
التخكد من توجو إرادة صا ا اااحبو إليو فعزا ،خصا ا ااو ا
يفترض فقد تكون رغبة المجني عليو في التنازل عن حقوقو المدنية ولكنو متمسك بمتابعة المتهم جز ا
ائيا(.)5
قانونيا من جانب واحد ال ية ا ا ااترط قيول المتهم إلحداث أثرهما في إنقض ا ا اااء
ا -كزهما يعد تصا ا ا ارافا
الدعوع العمومية( ،)6فهو حق للمجني عليو لو أن يسا ا ا ااتعملو أو ال يسا ا ا ااتعملو دون أن يجيره أحد على ذلك
فهو الذي يقدر مدع مزئمة التنازل أو الصفح من عدمو ،فهما من اإلجراءات الرضائية.
-2أوجه االختالف
-التنازل عن الة ا ا ااكوع يكون لحين ص ا ا اادور حكم نهائي في الدعوع ويتفق في ذلك مع الص ا ا اافح في
التة ا ا اريع الجزائري( ،)7أما إذا اعتيرنا حق المجني عليو في وقف تنفيد الحكم في بعض جرائم الةا ا ااكوع في
( -)1رفاه خضير جياد اإلدريسي " ،تنازل المجني عليو عن حقو في الةكوع وأثره في انقضاء الدعوع الجزائية :دراسة مقارنة
" ،مجلة المثنى للعلوم االدارية واالقتصادية-العراق ،-المجلد ،6العدد ،2016 ،3ص .102
(-)2الطيب سماتي ،الحماية الجزائية لحقوق الضحية ،المرجع السايق ،ص .150
( -)3لخضر ز اررة ،نفس المرجع ،ص .480
( -)4وطفة ضياء ياسين ،المرجع السايق ،ص .85
( -)5ليلى قايد ،الصلح في جرائم االعتداء على األفراد :فلسفتو وصوره وتطييقو في القانون ،...المرجع السايق ،ص .273
( -)6مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص 33
( -)7باسااتطزع نصااوص قانون العقوبات واإلجراءات الجزائية الجزائري لم تكةااف الد ارسااة عن وجود نص ص اريح أو اجتهاد
قضااائي يجير الصاافح بعد صاادور الحكم في التة اريع الجزائري ،ويقصااد بالحكم هنا الحكم الحائز لقوة الةاايء المقض اي فيو،
45
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
من قييل إجراء الص ا اافح فهو مختلف عن التنازل عن الة ا ااكوع ذلك أن حق المجني ()1
التةا ا اريع المص ا ااري
تنفيد العقوبة الص ا ا ا ااادرة في حق الجاني والذي ال يعد تنازالا عن الة ا ا ا ااكوع (بصا ا ا ا اريح نص عليو في إيقا
إلى إزالو أثار هذه األخيرة ،وبص اادور القانون) يقتض ااي ص اادور حكم بات ،ألن التنازل عن الة ااكوع يهد
الحكم البات تكون الةا ااكوع قد إسا ااتنفذت غرضا ااها وهو مباة ا ارة الدعوع ضا ااد الجاني والحكم عليو بالعقوبة
قانونا فز يتصور التنازل عنها بعد ذلك(.)2
المقررة ا
-وبذلك يختلف الص اافح في التةا اريع المص ااري عنو في التةا اريع الجزائري والتنازل عن الة ااكوع من
حيت النطاق الزمني لهما ذلك أن هذا األخير يكون لحين ص ا ا اادور حكم نهائي أما الص ا ا اافح في التةا ا ا اريع
المصري يكون بعد صدور حكم يإدانة المتهم.
-كما أن أثر الصفح هنا مقصور على من صفح عنو المجني عليو دون أن يمتد إلى غيره ،فهو ذو
أثر ةخصي يقتصر على ةخص الجاني الذي قصد بو وقصر عليو العتبارات ةخ صية وأواصر عائلية
تربا يين المجني عليو والمتهم وال يمتد لسواه من المتهمين ،في حين أن التنازل عن الةكوع ذو أثر عيني
مطلق يمحو الواقعة الجزائية ذاتها ويبسا على كافة المتهمين فيها كخصل عام(.)3
-الحق في الص اافح أوس ااع مدلوالا من التنازل عن الة ااكوع سا اواء من حيث أن التنازل يمكن أن يعير
عنو في أي مرحلة كانت عليها الدعوع ما لم يصا ا ا اادر حكم نهائي فيها ،أما الصا ا ا اافح فيمتد ليةا ا ا اامل جميع
المراحل اإلجرائية بما فيها مرحلة تنفيد الحكم النهائي فيوقف تنفيذه ،أو س ا ا ا ا ا ا اواء من حيث أن التنازل عن
الةااكوع حتى يعتد بو يسااتلزم النص على الةااكوع كقيد مساايق قيل تحرك الدعوع العمومية ،األمر الذي ال
يتطلبو الصفح وبهذا يكون الصفح أوسع نطاقا من التنازل أو سحب الةكوع(.)4
-الصاافح في التة اريع الجزائري أو وقف تنفيذ الحكم من المجني عليو في بعض الجرائم في التة اريع
المصا ا ا ا ا ا ااري من أنظمة قانون العقوبات ،فقد ورد النص عليو وحددت أحكامو واثاره في نصا ا ا ا ا ا ااوص قانون
العقوبات سا اواء الجزائري أو المص ااري يينما التنازل عن الة ااكوع الص ااادر عن المجني عليو يعد ن ا
ظاما من
ولعل ما ييرر ذلك هو رغبة المةا اارع في عدم المسا اااس بحجية األحكام القضا ااائية التي أصا اابحت نهائية والتي اسا ااتنفذت كل
طرق الطعن العادية وغير العادية ،جمال دريسي ،المرجع السايق ،ص .80
( -)1تتمثل هذه الجرائم في جريمة الزنا والتي نصا ا ا اات عليها المادة 274من ق ع م إذ تعطي للزوج المجني عليو الحق في
الحكم الصااادر على زوجتو يرضااائو معاة ارتها كما كانت ،وجريمة الساارقة يين األصااول والفروع واألزواج وقد نصاات إيقا
عليها المادة 312من ق ع م والتي تعطي للمجني عليو الحق في أن يوقف تنفيذ الحكم البات على الجاني الذي تربطو بو
عزقة الزوجية أو كان أصازا أو فراعا في أي وقت ةاااء ،فز تطيق هذه المادة على غير المحكوم عليهم في جريمة الساارقة،
عيد الحليم فؤاد عيد الحليم ،المرجع السايق ،ص ص.296-295 .
( -)2حاتم عيد الرحمان محمد عطية ،المرجع السايق ،ص .55
( -)3حمدي رجب عطية ،المرجع السايق ،ص ص.99-98 .
( -)4ميلود دريسي ،المرجع السايق ،ص .57
46
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
47
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الفاعل مع جواز خض ا ا ااوعو لتدايير األمن وتس ا ا اامى أيض ا ا ااا موانع العقاب( ،)1ألنها تحول دونو ،ومعنى أنها
قانونية ،excuses légalesعلى حد تعيير المة ا اارع الجزائري هو أن القانون نفس ا ااو ييين األحوال التي توجد
حصر ،وال يجوز القياس في تفسير النصوص المحددة لها ،فهي إ اذا ظرواا فيها الةروط االزمة لألخذ يها
قضائيا أنو ارتكب الجريمة بكل أركانها(.)2
ا ةخصا من العقوبة ثيت
ا تعفي
وعليو فنظام اإلعفاء من العقاب هو نظام يمحو المسا ا ا ا ااؤولية القانونية عن الجاني رغم ثيوت إذنابو،
ومن ثم يعفى الجاني من العقاب ليس بساايب انعدام الخطخ وانما إلعتبارات وثيقة الصاالة بالسااياسااة الجزائية
وبااالمنفعااة االجتماااعيااة ،وهااذا مااا يميز اإلعفاااء من العقاااب عن موانع المسا ا ا ا ا ا ااؤوليااة التي تكون فيهااا اإلرادة
االجرامية للجاني منعدمة لعدم قدرتو على االدراك واالختيار ،فز يس ا ا ا ا اخل وال يعاقب النعدام الخطخ الجزائي
كما في حالتي الجنون أو اإلكراه على ارتكاب الجريمة(.)3
واألعذار المعفية ذات صا االة وثيقة بما يصا اادر عن الجاني عقب ارتكاب الجريمة من سا االوك يس ا ا دوغ
اإلعفاء من العقاب.
يين هذين وعلى ضا ا ا ا ا ااوء هذا التقديم رغم ايجازه يمكن اسا ا ا ا ا ااتخزص أوجو الةا ا ا ا ا اابو وأوجو االختز
النظامين على النحو ارتي:
-1أوجه الشبه
يتس ا اام التنازل عن الة ا ااكوع بخنو ذو طابع اس ا ااتثنائي ،فهو يتعلق يجرائم معينة واردة في القانون على
اير ض ااياقا،
س ااييل الحص اار ،ومن ثم ال يجوز القياس عليها ،ويجب أن تفس اار النص ااوص الخاص ااة يها تفس ا اا
وكذلك تعد االعذار المعفية بما تؤدي إليو من إتاحة الفرصا ا ا ا ا ا ااة أمام فئة خاصا ا ا ا ا ا ااة من الجناة لإلفزت من
ابابا قانونية اس ا ا ااتثنائية الس ا ا ااتبعاد العقاب على س ا ا ااييل
ااعا أو أس ا ا ا ا
العقاب أصا ا ا ازا ،فهي تعد بطييعتها أوض ا ا ا ا
48
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
49
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1عيد الحليم فؤاد عيد الحليم ،نفس المرجع ،ص .300
( -)2جمال ةديد علي الخرباوي ،نفس المرجع ،ص .172
( -)3عيد الحليم فؤاد عيد الحليم ،المرجع السايق ،ص .300
( -)4جمال ةديد علي الخرباوي ،المرجع السايق ،ص .171
50
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
51
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
إرادة المجني عليو المقدم عنها الةااكوع ،والتنازل باعتباره حاقا مقابزا للةااكوع ،ومتولد عنو ،مؤداه انصا ار
إلى وقف األثر القانوني لةكواه ،فهو تصر قانوني إرادي من المجني عليو(.)1
وتعر اإلرادة بخنها نةا اااط نفسا ااي يتجو إلى تحقيق غرض عن طريق وسا اايلة معينة ،فاإل اردة ظاهرة
نفس ا ااية ،وهي محرك ألنواع من الس ا االوك ذات طييعة مادية تحدث في العالم الخارجي من ارثار المادية ما
علما
ية ا ا اابع بو اإلنس ا ا ااان حاجاتو المتعددة ،وباعتبارها نة ا ا اااط نفس ا ا ااي يص ا ا اادر عن وعي وادراك ،فيفترض ا
وبالوسيلة التي يستعان يها ليلوغ هذا الغرض(.)2 بالغرض المستهد
والغرض هو الهااد القريااب الااذي تتجااو إليااو اإلرادة ،ولكن لإلرادة هااداف اا أبعااد من ذلااك يعير عنااو
"بالغاية" ،ويتمثل في يلوغها إة ااباع حاجة معينة ،ومن ثم كان االختز يين الغرض والغاية في أن األول
قريب لإلرادة في حين أن الثانية هدفها األخير(.)3 هد
وبإسااقاط هذا التعريف على التنازل عن الةااكوع يتضااح بما ال يدع مجاالا للةااك بخن هذا األخير من
طييعة إرادية محضا ااة ذلك أن المجني عليو يتجو إلى تحقيق غرض معين وهو وضا ااع حد لآلثار المترتبة
جما يذلك القوة على تقديمو للةا ااكوع ،بعدولو عنها ،مسا ا ا
اتعينا في ذلك يوسا اايلة معينة هي إجراء التنازل ،متر ا
النفسية الكامنة إلى تصر قانوني مفاده التنازل عن الةكوع.
جدير بالذكر أن اإلرادة تختلف عن الرغبة( ،)4هذه األخيرة التي تعد حالة نفس ااية س اااكنة ال يتجو يها
تينت ميدأ المزئمة Le principe de l'opportunitéبالنسبة لتحريكها ،فيما أقرت ميدأ الحتمية بالنسبة الستعمالها ،فإذا كانت
النيابة العامة لم تحرك الدعوع العمومية بعد فلها السا ا ا ا ا ا االطة التقديرية في تحريكها أو عدم تحريكها ،أما إذا كانت قد حركتها
فز يجوز لها إنهاؤها أو سا ا ا ااحيها من حوزة القضا ا ا اااء ،كما أن سا ا ا االطتها في تحريك الدعوع العمومية ليسا ا ا اات مطلقة ،فقيدها
le pouvoir du المةا اارع بةا ااخن بعض الجرائم التي تسا ااتلزم تقديم ةا ااكوع أو طلب أو إذن ،كما أن سا االطتها ليسا اات حص ا ارية
،procureur de la république n’est pas exclusifفالضحية لها الحق في رفع الدعوع العمومية عن طريق االدعاء المدني،
IBID ,p788et suivantsمحمود نجيب حسااني فوزية عيد السااتار ،المرجع السااايق ،ص 121وما بعدها،منى محمد مراجع
محمود ،المزئمة في تحريك الدعوع الجنائية،دار النهضة العربية للنةر والتوزيع،القاهرة،مصر،2019،ص 32و ما بعدها.
( -)1جمال ةديد علي الخرباوي ،المرجع السايق ،ص .200
( -)2محمود نجيب حسااني ،ةاارئ قانون العقوبات :القساام العام النظرية العامة للجريمة ،دار النهضااة العربية ،القاهرة ،مصاار،
،1962ص .782
( -)3نفس المرجع ،ص ص .729-728
( -)4اإلرادة الكامنة في النفس هي عمل نفسا ا ا ا ااي ينعقد بو العزم على ةا ا ا ا اايء معين ،ويقرر علماء النفس أن اإلرادة يسا ا ا ا اابقها
عمزن تحضاايريان ويليها عمل تنفيذي ،فخول مرحلة هي اتجاه الفكر إلى أمر معين ،وهذا هو اإلدراك ،Conceptionثم يلي
ذلك مرحلة التديير délibérationفيزن الةا ا ا ااخص األمر ويديره ،ثم تختي المرحلة الثالثة وهي إمضا ا ا اااء العزيمة في هذا األمر
واليت فيو ،وهذه هي اإلرادة ، Volitionفإذا انعقدت لم يبقي بعد ذلك إال مرحلة رابعة وهي مرحلة التنفيذ ،exécutionوهذه
المرحلة األخيرة هي عم ل خارجي ،أما المراحل الثزث األولى فهي مراحل داخلية نفس ا ا ا ا ا ااية :اثنتان منها ترجعان إلى التفكير
والثالثة هي اإلرادة المقص ا ا ا ا ااودة ،ويميز علماء النفس هذه المراحل بعض ا ا ا ا ااها عن بعض حتى ال تختلا اإلرادة بالرغبة ،وهي
52
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
صاحيها إلى الغير ،على عكس اإلرادة التي يعير يها الةخص عن رغيتو الداخلية بصورة ديناميكية عبارة
أمينا
عن تصر قانوني ،ويعد هذا التصر القانوني الصادر عن المجني عليو -في صورة تنازل -ملجخا ا
إلرادتو ،تسود فيو هذه اإلرادة ،وتنظم المصالح والغايات التي قصدتها هذه اإلرادة ،وال يستطيع أحد-خز
المجني عليو -أن يتدخل فيها مالم تسمح هذه اإلرادة يذلك ،فإذا صدرت عن هذا األخير في صورة عدول
عن ةا ا ا ا ا ا ااكواه ،تولااد األثر المترتااب على ذلااك ،وعلى المجتمع أن يحترم هااذه اإلرادة ،وأن يحميهااا ،ألنهااا
مةا ا ا ااروعة ،فالتصا ا ا اار القانوني هو جوهر اإلرادة الباطنة ،ال يتكون وال يوجد إال يوجودها ،فإذا ما تخلفت
هذه اإلرادة أو أص ا ا ااايها عيب من توهم خاط بس ا ا اايب حيل خارجية ،أو لض ا ا ااغا ة ا ا ااخص اخر ،كان هذا
التصر القانوني الصادر عن المجني عليو باطزا ،فز يتم تحديد مضمون التصر القانوني الصادر من
على ما قص ا اادت إليو ،وال تس ا ااتطيع س ا االطة التحقيق أو المجني عليو إال بالرجوع إلى هذه اإلرادة ،والوقو
القاضي أن تتدخل في مضمون هذا التصر باإلضافة أو الحذ (.)1
ولما كان جوهر التنازل عن الةا ا ا ا ا ا ااكوع أنو تعيير عن إرادة( ،)2أي أنو تصا ا ا ا ا ا اار إرادي ،فلكي يتم
منتجا رثاره القانونية في انقضا ا ا اااء الدعوع العمومية ينبغي أن تنصا ا ا اار إرادة المجني عليو في
احيحا ا
صا ا ا ا ا
عدولو عن الةا ااكوع التي قدمها على سا ااييل الجزم والقطع ،ويةا ااترط بعض الفقهاء أيضا ااا أن يكون التنازل
باتاا وغير معلق على ةاارط( ،)3ألن المجني عليو يكون يين أمرين إما أن يرغب في االسااتمرار في مباة ارة
إجراءات الادعوع أو يبغي التناازل عنهاا ،فاإن كاان أرياو أن يتناازل بةا ا ا ا ا ا اارط معين ،فعلياو أن يترياث تحقق
الةرط من عدمو ،فإن توافر يقدم تنازل بات ،فإن هو علقو على الةرط بطل هذا التنازل ،ويذهب رأي إلى
ةاايء سااايق وال تلبس بالتنفيذ ،وهو ةاايء الحق وهذا التمييز دقيق ،إذ يصااعب القول بخن العمل النفسااي وهو بطييعتو معقد
تمييز فيو كل هذا الوضوئ ،ومن الصعب الجزم بخن االنسان ال يدخل في مرحلة
يمر على مراحل متميزة بعضها عن بعض اا
التدير إال بعد أن يتم مرحلة االدراك ،فإن االدراك والتدير ينفعل أحدهما مع ارخر فيتفاعزن كقطرة تسقا في مجرع فتمتزج
بالماء ،تؤثر فيو وتتخثر منو ،ثم إن مرحلة التدير ال يزن فيها اإلنسا ا ا ااان األمر على هذا النحو المادي ،فيسا ا ا ااتخلص أسا ا ا ا ا
ابابا
وضوحا ،فإذا ما انتهينا إلى مرحلة اإلرادة خيل
ا لإلقدام على العمل وأخرع لإلحجام عنو ،فإن العمل النفسي أكثر ا
تعقيدا وأقل
لمن يتتبع التحليل المتقدم أن هناك قوة نفسا ا ا ااية مسا ا ا ااتقلة غير قوة اإلدراك وقوة التدير هي التي تتولى اليت في األمر وتكون
حكما ال تعقيب على حكمو ،مع أن اإلرادة ليس اات إال ما ينتهي إليو اإلدراك والتدير فهي ليس اات مس ااتقلة عنهما ،وماهي إال ا
امتداد طييعي لما أودع في اإلنسا ا ااان من تفكير وتمييز وتبصا ا اار ،عيد الرزاق أحمد السا ا اانهوري ،الوسا ا اايا في ةا ا اارئ القانون
المدني ،الجزء األول :نظرية االلتزام يوجو عام-مصادر االلتزام ،دار إحياء التراث العربي ،ييروت ،لينان ،1952 ،ص ص.
.175-174
( -)1جمال ةديد علي الخرباوي ،المرجع السايق ،ص ص .201-200
( -)2محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار ،المرجع السايق ،ص .147
( -)3عيد القادر قائد س ا ااعيد المجيدي ،ة ا ااكوع المجني عليو كقيد من قيود تحريك الدعوع الجزائية :د ارس ا ااة مقارنة ،مؤسا ا اس ا ااة
حورس الدولية للنةر والتوزيع ،اإلسكندرية ،مصر ،2015 ،ص .206
53
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
العكس والقول بصحة التنازل وبطزن الةرط( ،)1أخ اذا بقاعدة األصلح للمتهم ،إال أن الرأي السائد في الفقو
يميل إلى القول بخن قاعدة األصا االح للمتهم ليس هنا مجال تطييقها وأن العيرة يرغبة المتنازل ومن ثم يكون
التنازل المعلق على ةاارط لم يتحقق بعد غير مقيول أص ازا ،أما التنازل المعلق على ةاارط قد تحقق بالفعل
فيعااد دائ ام اا منت اج اا ألثره القااانوني ،ألن الةا ا ا ا ا ا اارط في هااذه الحااالااة يعتير كااخن ال وجود لااو ،وتنص بعض
التةا اريعات كالتةا اريع اإليطالي صا اراحة على أن التنازل المعلق على ة اارط ال ينتج أثره دون ما تفرقة يين
تحقق الةا ا ا اارط أو عدم تحققو( ،)2كما تنص المادة 1-53من قانون العقوبات األردني على " :الصا ا ا اافح ال
ينقض ،وال يعلق على ةا ا ا ا ا ا اارط "( ،)3وهو ذات نص المادة 2-157من قانون العقوبات السا ا ا ا ا ا ااوري( ،)4أما
التةا ا اريعات المقارنة محل الد ارس ا ااة فلم تتض ا اامن مثل هذا النص ،وعليو يص ا ااح قيول التنازل المة ا ااروط إذا
تحقق هذا الةا اارط فعزا ألن العيرة هي يإرادة المجني عليو ،إذ أن القول بعدم صا ااحة التنازل المةا ااروط فيو
تحكم ال ميرر لو ،وفيو تعارض مع هذا الحق القانوني الممنوئ للمجني عليو ،ةريطة عدم تعارض ةروط
المجني عليو مع أحكام ونصوص القانون(.)5
وأحكام التنازل عن الة ااكوع تتعلق بالنظام العام ،فالتنازل يحدث أثره في انقض اااء الدعوع العمومية،
()6
ذلك أن التنازل إسا ااقاط الحق يإرادة صا اااحبو المنفردة ،فهو تصا اار ولو قيل المتهم السا ااير في إجراءاتها
من جانب واحد دون توقف على إرادة المتهم ،فقيول التنازل ليس ةا ا اار ا
طا لصا ا ااحتو وال لنفاذه ،ولهذا ال يعتد
باعتراض المتهم عليو وال يإصا ا ارره على االس ااتمرار في نظر الدعوع رجاء أن يفص اال في موض ااوعها بحكم
يثيت يراءتو يدال من الحكم بانقض ا ا ا اااء الدعوع العمومية للتنازل عن الة ا ا ا ااكوع( ،)7ويس ا ا ا ااير على هذا النهج
أغلب الفقو في مصر وفرنسا(.)8
ولم تة ا ااترط أغلب التةا ا اريعات قيول المتهم للتنازل الص ا ااادر عن المجني عليو لكي ينتج هذا التنازل
54
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
أثره ،على غرار التة ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ااة ،إال أن هناك فئة قليلة من التة ا اريعات اةا ااترطت قيول
المتهم للتنازل الصادر من المجني عليو مثل القانون اإليطالي ينص المادة 155عقوبات ،والقانون التركي
ينص المادة 3-99عقوبات ،ويؤيد هذا االتجاه األخير جانب من الفقو ،يؤسا ا ا ا ا ا ااس رأيو على أنو وان كان
صحيح أن المةرع قرر حق التنازل للمجني عليو مراعاة منو لمصلحة هذا األخير ،إال أنو يجب أن نضع
بعين االعتبار مص ا االحة المتهم التي قد تكون أولى بالرعاية واالهتمام خاص ا ااة وأن ة ا ااكوع المجني عليو قد
تكون كيدية ،فمن مص ا ا االحة المتهم الس ا ا ااير في إجراءات الدعوع لكي يثيت يراءتو ،ألنو ليس في إقرار هذا
الحق أي مس ا ا ا اااس بحق المجني عليو ،الس ا ا ا اايما إذا علمنا أن المتهم لن يعترض على التنازل إال إذا كانت
الةا ااكوع كيدية بالفعل وأنو لم يرتكب الجرم المقدم عنو الةا ااكوع ،أما إذا كانت الةا ااكوع حقيقية وخالية من
الكيدية فلن يقدم المتهم االعتراض على التنازل(.)1
مجمل القول ...لما كان التنازل عن الة ا ا ااكوع تص ا ا اار قانوني متولد عن الحق في الة ا ا ااكوع ،ولما
كانت هذه األخيرة تص ا اار إرادي اختياري يخض ا ااع لإلرادة المنفردة لص ا اااحب الحق فيها وهو المجني عليو
دون سا ا اواه ،فإن التنازل هو ارخر تص ا اار قانوني من طييعة إرادية غير رض ا ااائية بالنس ا اابة للجاني حيث
يعير بو المجني عليو عن إرادتو في انقض ا ا ا ا اااء األثر القانوني لة ا ا ا ا ااكواه ،يترتب على هذه اإلرادة انقض ا ا ا ا اااء
الدعوع العمومية دون توقف ذلك على موافقة إرادة أخرع ،ةا ا ا ا اريطة أن تص ا ا ا اادر هذه اإلرادة خالية من أي
عيب من عيوب اإلرادة.
الفرع الثان :التناز عن الشكوى بين الطبيعة الموضوعية والطبيعة اإلجرائية
لقد تنازع الفقو الجنائي بةا ا ا ااخن تحديد الطييعة القانونية لقيود تحريك الدعوع العمومية التي فرضا ا ا ااها
المةا ا ا ا ا اارع على حرية النيابة العامة في تحريك الدعوع العمومية بةا ا ا ا ا ااخن طائفة معينة من الجرائم ،فيما إذا
كانت ذات طييعة موضوعية ،أم ذات طييعة إجرائية(.)2
ومن استعراض التةريعات المقارنة ومنها التةريع الجزائري ونظيريو الفرنسي والمصري والتي نصت
على حق المجني عليو في الة ا ا ا ا ا ااكوع واتفاقها من حيث الميدأ أن هذا الحق يعد ا
قيدا على س ا ا ا ا ا االطة النيابة
العااامااة في تحريااك الاادعوع العموميااة( ،)3يظهر أن نصا ا ا ا ا ا ااوص هااذا القيااد موزعااة يين قااانوني العقوبااات
واإلجراءات الجزائية ،بحيث يتضا ا ا ا ا ا اامن األول الحاالت التي يتقرر فيها هذا الحق ،يينما يسا ا ا ا ا ا ااتخثر الثاني
باألحكام التي يخضااع لها ،وقد أسااهم ذلك إلى حد كيير في طمس معالم هذا الحق ،ومن ثم تحديد طييعتو
55
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
56
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
عكس الفقو اإليطالي والذي أعطاها حقها من العمق والتخص ا اايل ،وهو ما يس ا ااعى إليو كذلك الفقو المص ا ااري
قدر من العناية(.)1
في توليتو اا
وقد انقس ا ام الفقو في هذا الةا ااخن إلى رأيين أو مذهيين ،أولهما يرع أن الحق في الةا ااكوع من طييعة
موضوعية ،والثاني يرع بخنها ذات طييعة إجرائية ،وهو األمر الذي سنحاول تسليا الضوء عليو فيما يلي:
أوال :رأي أنصار الطبيعة الموضوعية
يرع بعض الفقو اإليطالي أن الحق في الةكوع ذو طييعة موضوعية( )2ألنو يدخل في أحكام قانون
العقوبات باعتبار أنو يتعلق بسلطة الدولة في العقاب ،أي يرابطة عقايية تنةئها أحكام قانون العقوبات يين
الدولة والمتهم ،التي ال تنةا ااخ إال بةا ااكوع المجني عليو في الجرائم التي تسا ااتلزم تقديم ةا ااكوع ،بحيث يؤدي
عدم استعمالو أو التنازل عنو إلى انقضاء هذه السلطة -مع بقاء صفة الجريمة ملتصقة بالسلوك في كافة
األحوال ،-لذا فقد عد هذا الفريق القاعدة التي تتعلق يتحريك الدعوع العمومية على ةا ا ا ا ااكوع المجني عليو
قاعدة جزائية موض ا ا ااوعية في كل األحوال ،وال يغير من هذه الطييعة الموض ا ا ااوعية أن ينص على أحكامها
في قانون اإلجراءات الجزائية ،إذ األصل أن ينص على هذا القيد في قانون العقوبات ،لذلك فهي ةرط من
ةا ا ا ا ا ا ااروط العقاب يترتب على عدم تقديمها أو التنازل عنها عدم توقيع العقوبة( ،)3ويوافق على هذا الرأي
بعض الفقو المصري( ،)4والفقو الفرنسي(.)5
ويترتب على ذلك أن تطيق القواعد المعمول يها وقت ارتكاب الجريمة وليس وقت رفع الدعوع على
أن يكون تطييق هذه القواعد بخثر رجعي إذا كانت أصلح للمتهم(.)6
ومبعث هذا الرأي هو تحديد مدلول "العقاب" وموقعو يين مكونات الجريمة ،فقد عده بعض الفق هاء
( -)1عيد الرحمان خلفي ،الحق في الةا ااكوع في التة ا اريع الجزائري والمقارن :اتجاه جديد نحو خوص ا اصا ااة الدعوع العمومية،
المرجع السايق ،ص .13
( -)2عيد الرحمان خلفي ،الحق في الةا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية :د ارسا ا ااة تخصا ا اايلية تحليلية مقارنة ،المرجع السا ا ااايق،
ص.115
( -)3ة اااهر محمد علي المطيري ،المرجع الس ااايق ،ص ،39عيد القادر قائد س ااعيد المجيدي ،ة ااكوع المجني عليو كقيد من
قيود تحريك الدعوع الجزائية :دراسة مقارنة ،المرجع السايق ،ص .41
-منصا ا ا ا ا ا ااوري الميروك ،عقباوي محمد عيد القادر " ،دور المجني عليو في تحريك الدعوع العمومية في القانون الجزائري:
دراسة مقارنة" ،مجلة العلوم القانونية واالجتماعية ،المجلد ،3العدد ،2018 ،3ص ص .464-463
( -)4محمود محمود مصطفى ،المرجع السايق ،ص ،25أحمد فتحي سرور ،المرجع السايق ،ص .787
)(5
- Merle et Vitu, traité de droit criminel procédure pénal, 2 eme édition, 1973, p 285.
-Bousât et pinatel, traité de droit pénal et criminologie, 1963, p 1292.
-Mohamed Abdel Twab, les restrictions suspensives des poursuites pénales, thèse paris, 1986, p 79.
-Donnedieu de Vabres, Traité de droit criminel et de législation pénale compare, 1947, p 910.
-نقزا عن :عيد الحليم فؤاد الفقي ،المرجع السايق ،ص .99
( -)6عيد الحليم فؤاد عيد الحليم ،المرجع السايق ،ص .85
57
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
من أركانها ،ومن ثم فالةااروط المتعلقة يإنزالو أو اإلعفاء منو ذات طييعة موضااوعية ،وقد ذهب جانب من
الفقو اإليطالي إلى اعتبار ة ااروط العقاب من مكونات الجريمة األس اااس ااية ،وترتب على ذلك اعتبار ة ااروط
على النقاط التالية: العقاب ذات طييعة موضوعية( ،)1وبيان وةرئ هذا الرأي يقتضي الوقو
-1موضع العقاب من الجريمة
تديير احت ارزايا( ،)2وعليو الجريمة فعل غير مةاروع يصادر عن إرادة جنائية يقرر لو القانون ا
عقابا أو اا
فحق الدولة في العقاب ينةا ااخ بمجرد وقوع الجريمة( ،)3أي منذ اللحظة التي تسا ااتجمع فيها الجريمة أركانها،
فالجريمة تعد قائمة بمجرد وقوع السلوك اإلجرامي وتحقق نتيجتو ،أما عقاب الجاني فيكون نتيجة لذلك(.)4
فيإرتكاب الجريمة ينةااخ حق الدولة في العقاب ،وبنةااختو تنةااخ رابطة قانونية تساامى " رابطة العقاب "
قانونيا -ومرتكب الجريمة ،ويكون للدولة بمقتضى هذه الرابطة الحق في معاقبة ا نظاما
يين الدولة-يوصفها ا
مرتكب الجريمة الذي يقع عليو واجب ةا ا ا ااخصا ا ا ااي بالخضا ا ا ااوع لهذا العقاب وتمكين الدولة من انفاذه ،وحق
الدولة في العقاب ال س ا ا ااييل القتض ا ا ااائو إال عن طريق حق اخر هو حق المجتمع في الدعوع امتثاالا لميدأ
قضائية العقوبة ،فز عقوبة وال محاكمة يدون دعوع(.)5
أ -العقاب عنصر ف الجريمة
على الرغم من وضا ااوئ حقيقة أن القاعدة الجزائية تحتوي على ةا ااقين هما :ةا ااق التكليف وهو عبارة
عن أوامر الةا ا ااارع ونواهيو والذي يتحققو تقوم الجريمة ،والةا ا ااق الثاني وهو ةا ا ااق الجزاء ،أو األثر القانوني
الذي يترتب على مخالفة الةق األول( ،)6فقد اتجو بعض الفقهاء نحو إدراج العقاب يين العناصر التكوينية
للجريمة ،ويقول الفقيو اإليطالي َبتالين Battagliniوهو من أنص ا ا ا ا ااار هذا الرأي ،أن قواعد القانون الحالي
تؤكد أن العقاب ليس صاافة للجريمة يل عنصاار فيها ،فخسااباب انقضاااء الجريمة هي ذاتها أسااباب انقضاااء
العقاب ،وال يمكن تفسير بعض النظم مثل الحصانة الديلوماسية وانقضاء الجريمة إال إذا نظرنا إلى العقاب
مركز مس ااتقزا عن ص اافات الجريمة وعناص اارها األخرع ،ويفرق الفقيو َبتالين يدوره يين على أس اااس أن لو اا
العقوبة والعقاب ،فالعقاب لو صا ا ا اافة مجردة ويقصا ا ا ااد بو إمكان تطييق العقوبة ،فمن الوجهة الواقعية يتحقق
العقاب بالتنفيذ الفعلي للعقوبة ،وهو يعر العنصا ا ا ا ا ا اار بخنو كل ما هو جوهري لوجود الجريمة ويمكن عزلو
عن غيره ويدخل في هيكل الجريمة ،أما الص ا ا ا ا ا اافة فتس ا ا ا ا ا ااتخلص من الوحدة المتكاملة للجريمة وتتعلق بكل
58
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
عنصاار فيها ،والعقاب يدخل في تعريف الجريمة ويعد جوهرايا لتكتسااب الواقعة صاافة الجريمة ،وهو مسااتقل
عن العناص اار األخرع ،لذلك فهو عنص اار وليس ص اافة ،واذا قيل أن العقاب ص اافة للجريمة فمعنى ذلك أن
أسباب انقضاء الجريمة يتعلق بالجانب الموضوعي والةخصي لها ،وهذا ال يحدث في أغلب األحيان ،ففي
حالة العفو تبقى الواقعة من الوجهة الموضوعية والةخصية منتجة لبعض ارثار األخرع(.)1
فعلى حد رأي هذا الفقيو فالعقاب ركن في الجريمة ،بحيث إذا اس ا ا ااتحال توقيعو ألي س ا ا اايب كان عد
الفعل مبائ ،وبالمقايل يرفض فكرة الجريمة المعاقب عليها أو الجريمة المةروطة( ،)2والتي يقول يها بعض
الفقهاء ،وان اعتر بفكرة العقاب المةااروط أو الةااروط الموضااوعية للعقاب( ،)3مما يعتير هذا األخير ركنا
في الجريمة ،ولكنو مفترض ألحد أركانها وهو العقاب ،ولو انتفت العزقة يينو وبين كزا من س االوك الجاني
وارادتو ،ألنو يجد أساسو في نص الةارع عليو ،ومن هنا كان ذا طييعة موضوعية(.)4
ييااد أن هااذا الرأي محاال نظر ،فهو ينطوي أوالا على مغااالطااة منطقيااة تتمثاال في خلطااو يين النتيجااة
والس اايب ذلك أن الجريمة يركنيها المادي والمعنوي هي الس اايب المنةا ا لحق الدولة في العقاب ،بحيث ال
تسااتطيع اقتضاااء هذا األخير عند عدم تحققها ،واال انطوع تص ارفها على عصااف بميدأ الةاارعية ،فالعقاب
إذا نتيجة لوقوع الجريمة وال يعقل أن يكون داخزا في تكوينها ،كما أنو ينطوي ا
ثانيا على خلا يين الركن
والصافة ،إذ أن األول يدخل في ماهية الةايء ويساتحيل قيام هذا األخير عند تخلفو ،ثم ينهض اليناء الذي
يمكن أن يتصا ا ا ا ا ا ااف بو ذلك بصا ا ا ا ا ا اافة معينة ،وعليو فاليناء القانوني للجريمة يتحقق يتوافر ركنيها المادي
()5
معاقبا عليها ،بمعنى أن العقاب هو ص اافة تخلع عليها بعد تمام أركان الجريمة
ا والمعنوي وتغدو بعد ذلك
كما أن هذا الرأي يقود منطقو الذي يقوم عليو إلى إهدار نص ااوص التةااريعات الوض ااعية فيما يتعلق بموانع
( -)1امال عيد الرحيم عثمان " ،النموذج القانوني للجريمة" ،مجلة العلوم القانونية واالقتص ا ا ا ا ا ااادية ،جامعة عين ة ا ا ا ا ا اامس-كلية
الحقوق-مصر ،المجلد ،14العدد ،1972 ،1ص ص .235-234
( -)2عيد الرحمان خلفي ،الحق في الةا ااكوع في التة ا اريع الجزائري والمقارن :اتجاه جديد نحو خوص ا اصا ااة الدعوع العمومية،
المرجع السايق ،ص .14
الزما لقيامها ،بحيث ال ينةا ا ااخ عن
طا ا ( -)3يرع بعض الفقو أن جريمة الةا ا ااكوع جريمة مةا ا ااروطة إذ يعتيرون الةا ا ااكوع ةا ا اار ا
الجريمة دعوع عمومية إال يتحقيق هذا الة ا اارط ،وهو تقديم الة ا ااكوع يينما يدخل البعض ارخر الة ا ااكوع في نطاق ة ا ااروط
العقاب المتعلق بالجريمة ،ويعتير الةاكوع سالطة التصار في العقوبة ،أو صاورة من صاور العفو عن العقوبة ،والذي يتمثل
في عدم تقديمها أو التنازل عنها ،عيد القادر قائد سعيد المجيدي ،ةكوع المحني عليو كقيد من قيود تحريك الدعوع الجزائية
في القانون اليمني والجزائري ،المرجع السايق ،ص .23
( -)4جمال ةديد علي الخرباوي ،المرجع السايق ،ص .206
( -)5عيد الرحمان خلفي ،الحق في الةكوع كقيد على المتابعة الجزائية:دراسة تخصيلية تحليلية، ...المرجع السايق،ص.117
59
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
العقاب( ،)1إذ يقود هذا المنطق إلى تخساايسااها على عدم قيام الجريمة أصازا ،مع أن أساااسااها الحقيقي يكمن
في ترجيح مصلحة الدولة بعدم العقاب على المصلحة التي أهدرها الجاني بسلوكو اإلجرامي(.)2
-2موضع شروط العقاب من الجريمة
علم وارادة الجاني إلى الجريمة ،فإن تعد الصا اافة الموضا ااوعية أحد ةا ااروط العقاب ،بمعنى انص ا ا ار
في الفقو حول ما عجزت العقوبة عن تحقيق األثر القانوني ينزع عنها الصا ا اافة القانونية( ،)3وقد ثار خز
إذا كانت ةااروط العقاب تدخل ضاامن مكونات الجريمة ،بحيث يترتب على تخلفها عدم قيامها ،أم أن أثرها
يقتصر فقا على تحديد العقاب( ،)4األمر الذي سنحاول ييانو فيما يلي:
أ -شروط العقاب عنصر ف الجريمة
اتجو بعض الفقهاء إلى أن ةااروط العقاب تعد عناصاار جوهرية لكي تكتسااب الواقعة صاافة الجريمة،
فهي إذن من العنااصا ا ا ا ا ا اار التكوينياة للجريماة التي يتوقف عليهاا وجودهاا من الوجهاة القاانونياة ،فاإذا كاانات
ة ا ااروط العقاب عناص ا اار خارجة عن الس ا االوك اإلجرامي ،إال أنو ليس ا اات لها هذه الص ا اافة بالنس ا اابة للجريمة،
معاقبا عليها ال يطلق عليها وصااف الجريمة ،فإذا كانت الواقعة صااالحة أسااا اس اا للعقابا فالواقعة إذا لم يكن
عليها ،فإن تطييق العقوبة أو امتناعو ال يؤثر في طييعتها ،أما إذا لم تتوافر صا ا ا ا ا ا اازحية العقاب كما إذا
معينا في هذا الةااخن ،فز تكتسااب صاافة الجريمة مالم يتحقق هذا الةاارط ،وهذا مفاده
طا ا تطلب المةاارع ةاار ا
في مذهب هؤالء الةرائ أن ةروط العقاب ضرورية لوجود الجريمة ،فهي إذن من عناصرها التكوينية(.)5
ار مسا ااتقزا يذاتو ،يل من
ويؤكد الفقيو اإليطالي َبتالين Battagliniأن ةا ااروط العقاب ليسا اات عنصا ا اا
مفترضات عنصر أساسي يدخل في ينيان الجريمة وهو العقاب ،ولما كانت ةروط العقاب مرتبطة بعنصر
مستقل وال تمس الجريمة بكامل عناصرها ،لذلك فإنها متميزة عن الزمةروعية ،ويضيف بتالين أن ةرط
العقاب مستقل عن الواقعة المكونة للجريمة من الوجهة الموضوعية والةخصية ،وقد يتحقق في فترة سابقة
أو مصا ا ا ا اااحبة الرتكاب الجريمة ،ولذلك يصا ا ا ا ااعب في بعض األحوال التفرقة يينو وبين العناصا ا ا ا اار األخرع
( -)1موانع العقاااب هي التي تعفي مرتكااب الجريمااة من العقاااب حيااث تحول دون الحكم بااالعقوبااة رغم ثيوت الجريمااة ،وهااذه
الموانع نص عليها القانون بصفة استثنائية لعدة أغراض منها:
-تةجيع الجناة على العدول االختياري كما في جريمة االتفاق الجنائي.
-تةجيع الجناة على إخبار السلطات العامة بالجرائم.
-الحفاظ على الصاازت العائلية يين أفراد األسارة الواحدة كما في السارقة يين األصااول والفروع واألزواج ،عيد الحليم فؤاد عيد
الحليم ،المرجع السايق ،ص .79
( -)2جمال ةديد علي الخرباوي ،نفس المرجع ،ص .207
( -)3ةاهر محمد علي المطيري ،المرجع السايق ،ص .39
( -)4مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .40
( -)5امال عيد الرحيم عثمان ،النموذج القانوني للجريمة ،المرجع السايق ،ص .236
60
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
المرتبطة بالجريمة ،ويرع أن المةاارع يجب أن يتدخل فيحدد في كل جريمة ةاارط العقاب ،وفي حالة الةااك
عنصر في الجريمة وفاقا لقاعدة أن الةك يفسر لصالح المتهم(.)1 اا يجب أن يعد الحدث
ورتب على ذلك اعتبارها من العناصا ا ا ا ا ا اار الضا ا ا ا ا ا اارورية لوجود الجريمة وان لم تدخل في مكوناتها
علم وارادة المجني عليو إليها، األساااسااية ،وأن أهم ما يميزها عن أركان الجريمة هو عدم اةااتراط انص ا ار
كما هو الحال بالنسبة للعناصر التكوينية للجريمة ،وبما أن الجريمة واقعة قانونية يترتب عليها اثار قانونية
هي إيقاع العقوبة بحق فاعلها ،فإن عجزها عن تحقيق هذا األثر القانوني ينزع عنها الصا ا ا ا ا ا اافة القانونية،
وبالتالي ال تعد جريمة ومن هنا كانت ةروط العقاب ذات صفة موضوعية(.)2
إال أن هذا الرأي منتقد على اعتبار أن إدراج ة ا ااروط العقاب يين عناص ا اار الجريمة ليس مقيوالا من
الوجهة العلمية ،فالعقاب ص اافة للجريمة ويخرج بالتالي عن مكوناتها ،وبديهي إذن أن العنص اار الذي يؤدي
إلى نة ا ا ا ااخة س ا ا ا االطة الدولة في العقاب ال يعد من العناص ا ا ا اار التكوينية للجريمة ،أما التفرقة يين العناصا ا ا ا ار
الض ا اارورية لوجود الجريمة والعناص ا اار التكوينية لها والحاق ة ا ااروط العقاب باألولى فهو أيض ا ااا اتجاه تعوزه
الدقة ،ذلك أنو من الصا ا ا ااعوبة التفرقة يين العنصا ا ا اار الجوهري الذي يدونو ال توجد الجريمة وبين العنصا ا ا اار
وظيفي، التكويني الذي يترتب على تخلفو ذات األثر ،فهي اص ا ا ا ا ااطزحات متة ا ا ا ا ااايهة وليس يينها اختز
باإلضافة إلى ذلك فإن تكييف ةروط العقاب بخنها عناصر ضرورية لوجود الجريمة يؤدي إلى نتيجة غير
متوقفا على تحقيق حدث خارجي يناء
ا مقيولة ،وهي أن إص ا ااباغ ص ا اافة الزمة ا ااروعية على الواقعة يص ا اابح
على تدخل ةخص اخر وهو ما ال يتفق مع المنطق في ةيء(.)3
ويذهب الفقيو اإليطالي مانشين Manziniإلى التمييز يين ةروط العقاب الخاصة بالواقعة وةروط
العقاب الخاص ا ااة بالجريمة ،وتعد األولى جزء من الواقعة المكونة للجريمة ويترتب على تخلفها عدم إمكانية
معاقبة الجاني ألن الواقعة تكون غير كاملة من الناحية الموض ا ا ا ا ااوعية مثل تعدد الجناة ،عزنية الفعل ،أما
الثانية فهي التي تفترض ساايق تحقق الواقعة المكونة للجريمة ولكنها تكون الزمة لتوقيع العقاب ،ومن يينها
الةكوع واإلذن والطلب(.)4
إال أن هذه التفرقة ال تقوم على سا ا ا ا ااند سا ا ا ا االيم ،إذ من العسا ا ا ا ااير اعتبار عزنية الفعل أو تعدد الجناة
خارجة عن الواقعة ،وكذلك الحال اعتبار حالة التلبس مثزا تدخل في تكوين الواقعة(.)5
61
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
62
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
وةااروط العقاب تتصااف بعدة خصااائص منها أنها مسااتقلة عن العناصاار التكوينية للجريمة ،فهي ال
عزقة لها يركني الجريمة المادي أو المعنوي إذ ال عزقة لها ال بالس ا ا ا ا االوك اإلجرامي وال باإلرادة ،وهذا ال
ينفي أن اإلرادة قد تة ا ا ااملها ،ومع ذلك نكون بص ا ا اادد إرادة مس ا ا ااتقلة عن إرادة النة ا ا اااط وما يترتب عليو من
نتائج ،كما أنها تتميز بالةرعية والموضوعية ألنو اليد أن ينص الةارع عليها صراحة بالنسبة لكل جريمة
على حدة ،كما أنها تعمل على حماية مصا االحة غير المصا االحة التي أهدرتها الجريمة ،وقد تحدث في وقت
الحق لتنفيذها(.)1
والنتيجة التي نتوصل إليها من كون الةكوع ذات طييعة موضوعية هي كارتي:
ركنا في الجريمة وانما هو األثر المترتب عليها.
-أن العقاب ليس ا
-أن الةروط الموضوعية للعقاب ال تدخل ضمن مكونات الجريمة وانما هي وقائع خارجة عنها.
-أن ة ا ا ا ااكوع المجني عليو تنتهي في نظر أص ا ا ا ااحاب هذه النظرية إلى ة ا ا ا ااروط العقاب وليس إلى
ةروط تحريك الدعوع العمومية(.)2
ويخلص هذا الرأي بخن الة ا ا ا ااكوع قيد يرد على س ا ا ا االطة الدولة في العقاب وليس على الدعوع ،ولكن
المحكمة تحكم فيها بعدم قيام سلطة العقاب بسيب عدم تقديم الةكوع ،وهذا القول مردود عليو لسيب بسيا
مفاده أن المحكمة وان كانت س ااتحكم بعدم العقاب نتيجة لعدم التقدم بالة ااكوع إال أنها حيث تحكم بالعقوبة
فليس ذلك نتيجة لتقديم الة ا ااكوع وانما ذلك نتيجة لثيوت مس ا ااؤولية المتهم ،ا
يناءا على حكم ص ا ااادر باإلدانة
مستجمع ألركانو ،وليس من المعقول أن نجعل من الةكوع والعقوبة قرينين الختز طييعتهما(.)3
ثانيا :رأي أنصار الطبيعة اإلجرائية
يعتير الرأي الغالب في الفقو أن الحق في الة ااكوع ذو طييعة إج ارئية خالص ااة ،ذلك أن الة ااكوع في
الجرائم التي يقرر فيها القانون وجوب تقديمها تعتير من الة ا ا ا ا ااروط الززمة لتحريك الدعوع العمومية ،فهي
عقبة إجرائية تعترض تحريكها إذ تعمل على غل يد النيابة العامة وتقييد سلطتها ،باعتبارها صاحبة الحق
األص ا ا ا ا ا ا اياال في الاادعوع ،فهي من القيود التي ترد على حريتهااا في تحريااك دعوع الحق العااام ،فعاادم تقااديم
الةكوع أو التنازل عنها ذو طييعة إجرائية وان ترتب عنهما انقضاء حق الدولة في العقاب(.)4
63
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
كمااا أنااو إذا تم تحريااك الاادعوع العموميااة دون رفع هااذه القيود ومنهااا الةا ا ا ا ا ا ااكوع أو دون أن تراعى
الة ا ا ااروط التي أوجيها المة ا ا اارع بة ا ا ااخن تلك القيود ،يكون عدم القيول الة ا ا ااكلي هو الجزاء المقرر لذلك قيل
التعرض لموض ا ا ااوع الدعوع العمومية والفص ا ا اال فيها( ،)1فالقاض ا ا ااي في الحالتين يقرر عدم قيول الدعوع ال
يراءة المتهم ،ويرجع ذلك إلى سيب إجرائي( ،)2وهو تخلف ةرط جوهري لنةخة الرابطة اإلجرائية يين النيابة
العامة والقاض ااي والمتهم والتي تدور في نطاقها إجراءات الخص ااومة الجزائية ،واذا تحقق هذا الة اارط ،جاز
تحريك الدعوع العمومية قيل المتهم ذاتو وعن الفعل المساند إليو وفاقا للقواعد القانونية التي تنظم ذلك ،وهو
ما يؤكد أن عدم تقديم الةا ا ا ااكوع ،أو تقديمها دون اتباع القواعد التي أوجيها المةا ا ا اارع في هذا الةا ا ا ااخن ،يعد
عائاقا للسا ااير في إجراءات الخصا ااومة الجزائية ،فليس لذلك أدنى تخثير على نةا ااخة سا االطة الدولة في العقاب
الذي يتحقق فور ارتكاب الجريمة ،ويقف أثر هذا القيد عند حد عدم جواز اثبات تلك الس االطة أو االعت ار
منى محمد مراجع محمود ،المرجع السا ا ا ااايق ،ص ،34عيد الرحمان خلفي ،الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية:
دراسة تخصيلية تحليلية مقارنة ،المرجع السايق ،ص ،128علي ةمزل ،الجديد في ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية ،الكتاب
األول :االستدالل واالتهام ،المرجع السايق ،ص .130
-Chauveau et Hélie, Théorie du code pénal, paris, 1908, p 352.
-Garraud, Traite Théorique et pratique de droit pénal français, 3 eme Edition, paris, 1931, T: s, p 161.
مةار إليهما لدع :عيد الحليم فؤاد الفقي ،المرجع السايق ،ص .101
-Stefani, Levasseur et bouloc, procédure pénale, Dalloz, 1980, p 9.
مةار إليو لدع :جمال ةديد علي الخرباوي ،نفس المرجع ،ص .214
( -)1نفس المرجع ،ص .210
( -)2في غياب ةا ااكوع مسا اابقة من المجني عليو ،واذا مارسا اات النيابة العامة إجراءات المتابعة دون تقديم هذه الةا ااكوع ،فتقع
تلقائيا ،ويمتد هذا األثر إلى أي إجراء مترتب على
ا هذه اإلجراءات باطلة لتعلقها بالنظام العام ،والتي قد يحكم يها القاضا ا ا ا ااي
هذه المتابعة
(Crim.10 déc. 1953. D. 1954, 105. Rapport. Patin-12. Déc. 1983, B. n° 336) , Frédéric Desportes, Laurence
Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p 771
فالبطزن ال يقتص ا ا ا ا اار على اإلجراء المتخذ فحس ا ا ا ا ااب يل يمتد إلى اإلجراءات األخرع المينية عليو واألدلة المترتبة عليو فهو
أثرا ،فإذا حدث مثزا وان أص ا ا ا اادرت النيابة العامة أمر باإلحض ا ا ا ااار على مة ا ا ا ااتبو فيو في جريمة من جرائم
كالمعدوم ال ينتج ا
الةااكوع قيل قيام المجني عليو يتقديم ةااكوع بةااخن هذه الجريمة ،ثم قام ضااابا الةاارطة القضااائية بالقبض على المةااتبو فيو
تنفي اذا ألمر النيابة العامة ثم أعقب ذلك تفتية ا ا ا ااو فعثر معو على أة ا ا ا ااياء تعد حيازتها جريمة ،فإن البطزن في هذه الحالة ال
يقتصاار فقا على إجراء األمر باإلحضااار يل يمتد كذلك إلى إجراء التفتيش وما أساافر عنو من دليل ،كمال يوةااليق ،المرجع
السايق ،ص ص .147-146
وعليو يتعين أن تكون ةكوع المجني عليو سابقة عن أي متابعة ،La plainte doit être préalable aux poursuitesومن ثم ال
يمكن للةا ا ا ا ااكوع المقدمة من المجني عليو الزحقة على تحريك النيابة العامة للدعوع العمومية-دون تقديم ةا ا ا ا ااكوع-إضا ا ا ا اافاء
الطابع القانوني على إجراء النيابة العامة.
(Crim.30 oct. 1989. B. n°: 386), Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p 771.
64
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1امال عيد الرحيم عثمان ،النموذج القانوني للجريمة ،المرجع السايق ،ص .242
( -)2مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .41
)(3
- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p 691.
( -)4مصااطفى مجدي هرجة ،التعليق على قانون اإلجراءات الجنائية المعدل بالقوانين 145 :لساانة 2006و 74لساانة 2007
و 153لسنة ،2007المجلد األول :من المادة ( )1إلى المادة ( ،)109المرجع السايق ،ص .12
( -)5أمجد سليم الكردي ،المرجع السايق ،ص .68
( -)6امال عيد الرحيم عثمان ،ةرئ قانون اإلجراءات الجنائية ،المرجع السايق ،ص .51
( -)7محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار ،المرجع السايق ،ص .70
65
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ذلك أن هذا األخير مضاامونة يمكن الدولة من تنفيذ ارثار القانونية التي يرتيها قانون العقوبات على عاتق
مرتكب الجريمة أما الحق في الدعوع وهو حق إجرائي مض ا ا ا ا اامونو تمكين الدولة من اللجوء إلى القض ا ا ا ا اااء
للحص ااول على حكم يثيت أو ينفي وجود حقها الموض ااوعي في عقاب من اتهمتو في ارتكاب الجريمة طبقا
للقانون(.)1
فض ازا عن هذا الفارق في المضاامون والطييعة يين حق الدولة في العقاب وحقها في الدعوع ،فهناك
فارق اخر مهم يينهما من حيث المصدر ،فمصدر حق الدولة في العقاب هو الجريمة المرتكبة ،ويظل هذا
فعليا واجب االقتضاء ،فالحكم القضائي يكةف ظنيا حتى صدور حكم بات ،فيصبح بعد ذلك ا حكميا ا
ا الحق
عن الوجود اليقيني لحق الاادولااة في العقاااب ،يينمااا الحق في الاادعوع هو حق ثاااياات للاادولااة وقااائم يااذاتااو
استقزالا عن الجريمة ،وعن أي حق موضوعي في العقاب(.)2
وللتمييز يين الدعوع والحق في العقاب أهميتو من حيث أن أحدهما قد يوجد دون ارخر :فقد يوجد
الحق في العقاب وال تنة ا ااخ الدعوع ،كما لو ارتكب الجريمة ة ا ااخص يس ا ااتفيد من الحص ا ااانة التي تعفيو من
اإلجراءات الجزائية ،كخحد رجال السااالك الساااياسا ااي األجنيي ،وقد يوجد الحق وتنةا ااخ الدعوع ولكن ال يجوز
تحريكها ،كما لو كانت معلقة على ة ااكوع(وبذلك يتحدد موض ااع الة ااكوع من الدعوع العمومية) أو منوطة
يإذن أو طلب ولم يقدم ،ومن ناحية ثانية ،فقد تباةا ا ا ا ا ا اار الدعوع دون أن يوجد الحق ،كما لو ثيت بالحكم
الصادر فيها أنو لم ترتكب جريمة قا ،وأن حق المجتمع في العقاب لم ينةخ أصزا(.)3
تجدر اإلة ااارة إلى أن الحق في الدعوع ليس هدفو الوص ااول إلى حكم اإلدانة أو اليراءة بقدر ما هو
الوصاا ااول إلى اس ا ا اتثارة نةا ا اااط القاضا ا ااي لتطييق النصا ا ااوص القانونية بصا ا اادد واقعة معينة تكون جريمة في
األخير للدعوع العمومية(.)4 ظاهرها وان كان هذا ال يمنع أن يكون الحق في العقاب هو الهد
وبهااذا المفهوم تتميز الاادعوع العموميااة بااخنهااا مجموعااة من اإلجراءات المتتااابعااة التي تطااالااب فيهااا
النيابة العامة القضاااء يتطييق نصااوص العقوبات على الواقعة المعروضااة للوصااول إلى حكم يتقرر بموجبو
حق الدولة في العقاب( ،)5إال أن انفراد النيابة العامة يتحريك الدعوع العمومية ال يحول دون تمكين األفراد
بصفة استثنائية من مةاركتها في ذلك عن طريق االدعاء المدني ،أو التكليف المباةر بالحضور ،وهذا ما
يضاافي على هذا التصاار صاافة االسااتثنائية( ،)6كما أن الدعوع العمومية تتميز فض ازا عن ذلك يتلقائيتها،
66
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
أي أن النيابة العامة واكماالا لخاصا ا ا ا ا ا ااية المزئمة في اتخاذ اإلجراءات ،يحق لها وبغض النظر عن موقف
المجني عليو من المتابعة أو الضا ا ا ا ااحية أو المتضا ا ا ا اارر من الجريمة ،أن تقوم يتحريك الدعوع العمومية أو
رفعها أمام الجهة القض ا ا ااائية المختص ا ا ااة ،واتخاذ جميع اإلجراءات التي تراها مناس ا ا اابة بمجرد وص ا ا ااول خير
ارتكاب الجريمة ،متى رأت ضا اارورة لذلك ،مالم يكن القانون قد وضا ااع عليها كاسا ااتثناء على هذه الخاصا ااية
قيدا على ذلك ،يتقرير وجوب حص ااولها على ة ااكوع من المجني عليو أو إذن من هيئة عامة أو طلب من ا
جهة معينة بالقانون ،س ا ا ا اواء يلغها خير ارتكاب الجريمة يواسا ا ا ااطة بزغ أو بخي طريقة أخرع ،ألن الجريمة
بطييعتها تتضمن وقائع تمس بالنظام العام وبارداب العامة(.)1
-2األساس القانون للشكوى
يقوم األس ا ا اااس القانوني للة ا ا ااكوع لدع أنص ا ا ااار هذا المذهب إلى كون امتناع العقاب عند عدم تقديم
ةكوع ليس سيبو سقوط حق الدولة في العقاب ،وانما هو عدم تحيك الدعوع العمومية الذي يقود يدوره إلى
عدم العقاب( ،)2واستدلوا على ذلك بعدة حجج نوردها فيما يلي:
-جعل الةا ا ا ا ااكوع ذات طييعة إجرائية يعني أن جزاء تحريكها على الرغم من توافر القيد ،أي على
الرغم من عدم تقديم الةا ااكوع هو عدم قيول الدعوع وليس يراءة المتهم()3وهذا الحكم ولو كان باتاا ال يحول
دون إعادة محاكمة نفس الجاني عن ذات الواقعة إذا ما تم تقديم الةا ا ااكوع الحاقا ،وهذا إن دل على ةا ا اايء
إنما يدل على أن الةا ااكوع ال ةا ااخن لها بالموضا ااوع ،أي بالوجود القانوني للجريمة واسا ااتحقاق العقاب إذ لو
كان األمر كذلك الستحالت المحاكمة من جديد تطيياقا لقاعدة عدم جواز محاكمة الةخص عن ذات الفعل
مرتين(.)4
-إذا كان القانون يعلق العقاب على الجريمة على تحقق ةرط معين ،فإن مدة التقادم تيدأ من اليوم
الذي يتحقق فيو هذا الة ا ا ا اارط ،إال في الجرائم التي يعلق العقاب فيها على تقديم ة ا ا ا ااكوع أو إذن أو طلب،
جليا أن نظام قيود الدعوع العمومية ،غر ايبا
فإن مدة التقادم تيدأ من يوم ارتكاب الجريمة ،ومن هذا يتيين ا
عن الفكرة الموض ااوعية ألنو إذا كان التقادم ييدأ من يوم تمام الجريمة ،فإن هذه القيود ليس اات من عناصا ار
الجريمة ،ألن الفعل المعاقب عليو ال يتحقق يتقديم الةا ااكوع( ،)5ويضا اايف أصا ااحاب هذا الرأي أن الةا ااكوع
عقابا وال تخفف منو وال تةا ا ا ا ا اادده ،وانما تضا ا ا ا ا ااع
ذات طييعة إجرائية ألنها ال تجرم فعزا وال نتيجة وال تحدد ا
( -)1عيد أ أوهاييية ،ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ،المرجع السايق ،ص ص .73-72
نموذجا) :د ارسا ا ااة تخصا ا اايلية تحليلية
ا ( -)2عيد الرحمان خلفي ،اتجاه جديد نحو خوص ا ا اصا ا ااة الدعوع العمومية(حالة الةا ا ااكوع
مقارنة ،المرجع السايق ،ص .402
( -)3محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار ،نفس المرجع ،ص .126
( -)4عيد الرحمان خلفي ،الحق في الةا ااكوع في التة ا اريع الجزائري والمقارن :اتجاه جديد نحو خوص ا اصا ااة الدعوع العمومية،
المرجع السايق ،ص .17
( -)5جمال ةديد علي الخرباوي ،المرجع السايق ،ص ص .213-212
67
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
68
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
مس ااتحقة كذلك ،ولكن الس ااييل إلى توقيعها قد انغلق لعقبة إجرائية عارض ااة( )1اعترض ااتو ،فإذا ارتفعت انفتح
ذلك السييل(.)2
وعلى ضوء ما جاد بو أصحاب الطييعة اإلجرائية للةكوع نتوصل إلى أن ةكوع المجني ال عزقة
لها بالحق في العقاب وانما تتعلق بة ااروط تحريك الدعوع العمومية باعتبارها اس ااتثناء على ص اافة التلقائية،
واذا كان األمر في النهاية يقضا ا ا ا ااي إلى عدم توقيع العقاب فإن هذا يكون نتيجة غير مباة ا ا ا ا ارة السا ا ا ا ااتحالة
تحريك الدعوع العمومية التي تكون يدورها نتيجة مباةرة لعدم تقديم الةكوع(.)3
عد التنازل حاقا ذا طييعة إجرائية أن انقضا اااء الدعوع العمومية بالتنازل يعد من النظام
ويترتب على د
العام ،ومن ثم يكون للقاضي أو المحكمة أن تقضي يذلك ولو من تلقاء نفسها وفي أي مرحلة كانت عليها
الدعوع العمومية حتى صا ا اادور الحكم النهائي فيها ،كما يترتب على ذلك أيضا ا ااا أن التنازل يحدث أثره في
انقضاء الدعوع العمومية بالنسبة للمتهم بحكم القانون ،لذلك ال يلزم موافقة األخير أو رضائو بالتنازل(.)4
نس ا ا ااتخلص مما س ا ا اايق وفقا لهذه النظرية أن الة ا ا ااكوع ومن ثم التنازل عنها من طييعة إجرائية بحتة
ومتى قدمت على أكمل وجو انتجت أثرها في استعادة النيابة العامة حريتها في تحريك الدعوع العمومية.
الفرع الثالث :الطبيعة المختلطة للحق ف الشكوى
يرع أنص ا ا ا ا ا ا ااار هااذا المااذهااب أن الحق في الةا ا ا ا ا ا ااكوع ذو طييعااة مختلطااة ،يتزعمااو الفقيااو اإليطااالي
كاميل ،)5( Cameliالذي يرع أن للةكوع وظائف ثزث:
ائيا من ةا ااروط تحريك الدعوع اوعيا للعقاب ،وثانيها قد تكون ةا اار ا
طا إجر ا طا موضا ا اأولها قد تكون ةا اار ا
أخير قد تكون حاقا ة ا ااخص ا ا اايا للمجني عليو في عدد معين من الجرائم خص ا ااها المة ا اارع
العمومية ،وثالثها و اا
بالنص الص ا ا ا ا ا اريح ،ال يجوز المحاكمة من أجلها إال يناء على ةا ا ا ا ا ااكواه( ،)6وفي هذه الجرائم فإن الحق في
( -)1بمعنى أنو بمجرد تقديم الةااكوع أو الطلب أو الحصااول على إذن ،يجوز تحريك الدعوع العمومية ،فهذه القيود إذن ذات
طييعة عارضا ا ا ااة ،فتقييد تحريك الدعوع العمومية أمر مؤقت ،فإذا ارتفع القيد اسا ا ا ااتردت النيابة العامة حريتها وسا ا ا االطتها في
تقدير مزئمة التص ا ا اار في الدعوع العمومية ،فلها أن تحرك هذه الدعوع ،أو ال تحركها ،علي ة ا ا اامزل ،الجديد في ةاا ا اارئ
قانون اإلجراءات الجزائية ،الكتاب األول :االستدالل واالتهام ،المرجع السايق ،ص .131
( -)2محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار ،المرجع السايق ،ص .126
( -)3عيد الرحمان خلفي ،الحق في الةا ااكوع في التة ا اريع الجزائري والمقارن :اتجاه جديد نحو خوص ا اصا ااة الدعوع العمومية،
المرجع السايق ،ص .17
( -)4أسامة أحمد محمد النعيمي ،المرجع السايق ،ص ص .316-315
)(5
- VITTORE CAMELI, Le condisioni obiettive di punibilità e la sfera dei principi penali, Morano EDITORE,
NAPOLI, Italia, 1961, p 43.
نقز عن :عيد الرحمان الدراجي خلفي ،الحق في الةا ا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية :د ارسا ا ا ا ااة تخصا ا ا ا اايلية تحليلية مقارنة،
المرجع السايق ،ص .124
( -)6عيد الحليم فؤاد الفقي ،المرجع السايق ،ص ص .102-101
69
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الةكوع إنما هو حق خاص بالمجني عليو ،وأن هذا الحق ال ينةخ إال بعد تمام الجريمة ،ويرع ا
دائما الفقيو
كاميل أنو بمجرد ارتكاب الجريمة ينةااخ حقين :أولهما حق الدولة في العقاب والثاني حق المجني عليو في
اقتض ا اااء التعويض ،وبالنس ا اابة لحق المجني عليو في التعويض فهو ينة ا ااخ يين الجاني والمجني عليو ،ومن
الممكن اقتضاؤه خارج نطاق الدعوع العمومية(.)1
أما بالنس ا اابة لحق الدولة في العقاب فإن دعوع الحق العام هي الوس ا اايلة الوحيدة والكفيلة القتض ا ااائو،
تماما من حيث النطاق الموض ا ااوعي و النطاق الة ا ااخص ا ااي ،وأس ا ااباب اقتض ا ااائهما،
وهذان الحقان مختلفان ا
وكذلك ينةخ حق ثالث هو حق الةكوع بالنسبة للجرائم التي تستلزم ذلك وهو ليس مطلاقا للحق في العقاب
ألن الحق في العقاب لصيق بالدولة ،وان كان للمجني عليو حق في اقتضائو ،ولهذا فإن الحق في الةكوع
يختلف عن كل من حق الدولة في العقاب ومصا ا ا ا ا ا االحة المجني عليو في إنزالو ثم عن حقو في اقتضا ا ا ا ا ا اااء
التعويض المدني(.)2
وقد انتقد البعض هذا الرأي ألنو لم يحسم طييعة الةكوع ،فهي إما أن تكون ذات طييعة موضوعية
أو إجرائية وال وسا ا ا ااا يين االثنين( ،)3ألنو من العيث اعتبار قاعدة ما موضا ا ا ااوعية واجرائية في ان واحد أو
ذات طييعة مختلطة لعدم تحديد الطييعة التي بموجيها تتحدد النتائج العملية لتطييق القاعدة(.)4
وينتقد األس ا ااتاذ حسييينين إبراهيم صيييالح عبيد هذا الرأي ،بالقول :أنو من غير المنطقي الحديث عن
نظام ذي طييعة مختلطة موض ا ا ااوعية واجرائية في نفس الوقت ،وكان على األرجح القول أن حق الة ا ا ااكوع
ذو وجهين مختلفين موضا ا ا ا ا ا ااوعي واجرائي داخل طييعة إجرائية واحدة ،وهو بالطبع قول مختلف عن كونو
خليا يين طييعتين مختلفتين ،و من جهااة أخرع فااإن الةا ا ا ا ا ا اايء الااذي أتى بااو الفقيااو اإليطااالي كاميل ال
بسيا في التحليل(.)5 يختلف عن المذهب الموضوعي بحيث يتم الوصول معو إلى نفس النتيجة باختز
وخزصااة لهذا المذهب ،فإن أهم النتائج المتوصاال إليها من خزل كون الحق في الةااكوع ذو طييعة
مختلطة موضوعية واجرائية هي(:)6
( -)1عيد الرحمان الدراجي خلفي ،الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية :د ارسا ا ا ااة تخصا ا ا اايلية تحليلية مقارنة ،المرجع
السايق ،ص .124
( -)2منصوري الميروك ،عقباوي محمد عيد القادر ،المرجع السايق ،ص .464
( -)3عيد الحليم فؤاد عيد الحليم ،المرجع السايق ،ص ، 88عيد الحليم فؤاد الفقي ،نفس المرجع ،ص .102
( -)4ةاهر محمد علي المطيري ،المرجع السايق ،ص .43
( -)5حس ا اانين إيراهيم ص ا ااالح عييد ،ة ا ااكوع المجني عليو :تاريخها ،طييعتها ،أحكامها-د ارس ا ااة مقارنة ،-دار النهض ا ااة العربية،
القاهرة ،مصر ،1975 ،ص ص .74-73
نقزا عن :عيد الرحمان الدراجي خلفي ،الحق في الةا ا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية :د ارسا ا ا ا ااة تخصا ا ا ا اايلية تحليلية مقارنة،
المرجع السايق ،ص .125
( -)6نفس المرجع ،ص ص .127-126
70
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
-أن الحق في الةا ا ااكوع حق خالص للمجني عليو ،يمكنو أن يسا ا ااتعملو أو يتنازل عنو ص ا ا اراحة أو
امنيا س اواء بعدم اسااتعمالو أو التنازل عنو بعد االسااتعمال وأنو ذو طابع اسااتثنائي متعلق بعدد معين من
ضا ا
الجرائم.
-أن الحق في الةا ا ا ا ا ا ااكوع رغم كونو حق إجرائي إال أنو يجعل التنازل عن هذا الحق يترتب عليو
س ا ا ا ااقوط حق الدولة في العقاب بص ا ا ا اافة اس ا ا ا ااتثنائية ،كما أنو يخلق رابطة من نوع خاص يين المجني عليو
والدولة تسا ا اامح بموجيها الدولة عن حقها في العقاب مقايل مصا ا االحة خاصا ا ااة للمجني عليو وهي مصا ا االحة
معارضة لها تةكل موضوع الحق في الةكوع.
-أن الحق في الةكوع رغم كونو حق خاص إال أنو يستوعب حق عام وهو حق الدولة في العقاب،
ألن من ةروط استعمال هذا األخير وجوب تقديم ةكوع من المجني عليو ومجرد عدم استعمال هذا الحق
يؤدي إلى انقضاء حق الدولة في العقاب. أو التنازل عنو سو
الفرع الرابع :التناز عن الشكوى و طبيعة شخصية
إلى أن حق التنازل عن الةااكوع ذو طييعة ةااخصااية ،من حيث تعلقو ()1
يذهب أصااحاب هذا الرأي
ونظر للحكمة من إعطاء هذا األخير الحق في التنازل عن ةا ا ا ااكواه من
اا بةا ا ا ااخص المجني عليو من ناحية،
ناحية ثانية.
تقدم القول بخن المةا ا ا ا اارع قد قرر نظام الةا ا ا ا ااكوع لعدة اعتبارات أهمها حماية ةا ا ا ا ااعور المجني عليو،
والمحافظة على الروابا األس ا ا ارية والصا ا اازت العائلية يين المجني عليو والجاني ،وكلها اعتبارات خاصا ا ااة،
لذلك فإن حق الةا ا ااكوع ذا طييعة ةا ا ااخصا ا ااية فز يسا ا ااتعمل هذا الحق إال المجني عليو ،كذلك ولزعتبارات
نفسا ااها قرر المةا اارع للمجني عليو أن يتنازل عن الةا ااكوع ،إذا رأع أن مصا االحتو كمجني عليو قد تتعارض
والسا ا ا ااير في إجراءات الدعوع ،فهو أفضا ا ا اال من يقدر أهمية إنهاء اإلجراءات الجزائية يتنازلو عن ةا ا ا ااكواه،
وعلى ذلك يمكن القول بخن حق التنازل عن الةكوع هو أيضا حق ذو طييعة ةخصية فهو منوط بالمجني
عليو الذي منحو القانون حق تقدير االعتبارات الخاصة بالتنازل(.)2
ولما كان التنازل عن الةا ا ااكوع تخلي صا ا اااحب الحق عن حقو يإرادتو المنفردة ،فهو عمل أحادي أو
قيول من جانب المتهم( ،)3فهو تص ا اار قانوني باإلرادة المنفردة فز يلزم لص ا ااحتو أو إلتمامو أن يص ا اااد
رضا ا ااا من المجني عليو ،يكون لو طابع ةا ا ااخصا ا ااي ولذلك فإن الحق في التنازل يثيت لصا ا اااحب الحق في
( -)1محمود نجيب حس ا ااني فوزية عيد الس ا ااتار ،المرجع الس ا ااايق ،ص ،149أس ا ااامة أحمد محمد النعيمي ،المرجع الس ا ااايق،
ص ،312حمدي رجب عطية ،المرجع الس ااايق ،ص ،100عزت مص ااطفى الدس ااوقي ،المرجع الس ااايق ،ص ،238حس ااني
محمد السيد الجدع ،المرجع السايق ،ص ،298حاتم عيد الرحمان محمد عطية ،المرجع السايق ،ص .56
( -)2حمدي رجب عطية ،المرجع السايق ،ص .100
( -)3رفاه خضير جياد اإلدريسي ،المرجع السايق ،ص .103
71
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الةكوع التي قدمها ،ويقرر الفقو الفرنسي ذلك دون نص خاص بو ،سواء في الوكالة في تقديم الةكوع أو
الوكالة في التنازل عنها(.)6
ويترتب على اعتبار حق التنازل عن الةااكوع حاقا ةااخصا اايا يرتبا بةااخص المجني عليو كالحق في
تقديمها ،أن هذا الحق ال ينتقل إلى الورثة ،فز يجوز للوارث حتى ولو توافرت فيو صا ا ا اافة المضا ا ا اارور أن
72
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
يستعملو بعد وفاة المورث( ،)1بمعنى أن وفاة المجني عليو بعد تقديمو ةكواه ينهي احتمال التنازل عنها(.)2
ويترتب على انقضا ا ا ا ا ا اااء الحق في التنازل بالوفاة قيل التنازل أنو حتى ولو كان هناك توكيل خاص
بمباةا ا ارة التنازل ،فز يكون لو أثر بمجرد الوفاة قيل التنازل الفعلي ،واذا قدمو الوكيل بعد ذلك فز يكون لو
أي أثر قانوني ،وان كان يمكن أن يعد من دواعي تخفيف العقوبة في حدود السلطة التقديرية للقاضي(.)3
نظيريو ومن ثم فهو ال ينتقل إلى الورثة كقاعدة عامة ،إال أن المةا ا ا ا ا ا اارع المصا ا ا ا ا ا ااري على خز
الجزائري والفرنس ا ا ا ا ااي اس ا ا ا ا ااتثنى من ذلك جريمة الزنا ،فخجاز لكل واحد من أوالد الزوج الة ا ا ا ا اااكي من الزوج
المة ا ا ا ااكو منو أن يتنازل عن الة ا ا ا ااكوع وتنقض ا ا ا ااي يذلك الدعوع العمومية ،وذلك طباقا لما ورد ينص المادة
العاةا ارة من ق إ ج م ،وس اايب هذا االس ااتثناء كما جاء في تقرير لجنة اإلجراءات الجنائية بمجلس الة اايوخ
المصري أنو روعي أن صدور الحكم يمس األوالد كما يمس الزوج ،ويهمهم منع صدوره كما يهمو(.)4
ويةااترط في ذلك أن يكون األوالد من الزوج الةاااكي والزوج الزاني فقا ،ونةااوء هذا الحق للورثة بعد
اجعا إلى كون الحق الةا ا ااخصا ا ااي قابزا لزنتقال ولكن مرده لترخيص القانون ،إذن فحق وفاة المورث ليس ر ا
تماما عن حق المورث فهو اسا ااتثناء ال يصا ااح القياس عليو أو التوسا ااع في تفسا اايره ،ومن ثم
الورثة مسا ااتقل ا
اعتيره بعض الفقو بخنو ليس اساتثناء على القاعدة العامة ،ولكنو تقرير صافة خاص بطائفة معينة ينةاخ عند
وفاة صاااحب الحق األصاالي()5على أساااس حرص المةاارع المصااري على رعاية مصاالحة هؤالء األوالد في
سااتر فضاايحة أحد أيويهم ،األمر الذي من ةااخنو المحافظة على ساامعة وةاار األس ارة ككل( ،)6وهو األمر
الذي دفع المة اارع للتوس ااع في هذا الص اادد نزوالا على االعتبارات س ااالفة الذكر ،فجعل لكل واحد من األوالد
أن يتنازل ،ولو لم يتنازل الباقون ،أو حتى ولو أصااروا على السااير في إجراءات الدعوع ،توسا ااعا في السااتر
ومنع الفضيحة قيل تسجيلها بحكم نهائي( ،)7مع التخكيد على ةرط أن يكون الولد من الةاكي والمةكو منو
فإن كان ألحدهما دون ارخر فز يملك التنازل(.)8
موجودا
ا وبالنظر إلى االعتبارات التي دفعت المةاارع المصااري إلى إقرار هذا االسااتثناء الذي لم يكن
في مةا ااروع القانون وال في قانون تحقيق الجنايات وليس لو نظير في القانون الجزائري وال الفرنسا ااي إذ من
73
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
المقرر أن وفاة الةا ا ا اااكي بعد تحريك الدعوع العمومية ال تخثير لو على سا ا ا اايرها ولكن اللجنة رأت اسا ا ا ااتثناء
جريمة الزنا وتقرير وجوب انتقال حق الةاكي في التنازل عن الةكوع إلى أوالد الزوج المةكو منو محافظة
على س ا ا اامعة العائزت( ،)1يرع الباحث أنو توجو محمود من ة ا ا ااخنو تحقيق الغرض الذي ة ا ا اارع ألجلو تقييد
النيابة العامة في تحريك الدعوع العمومية بالةا ا ا ا ا ااكوع ،وبالتبعية التنازل عنها ،وال يوجد ما يمنع المةا ا ا ا ا اارع
الجزائري من تينيو في تنظيمو إلجراء التنازل عن الةكوع.
وبالنظر إلى ارراء السا ا ااابقة ،يؤيد الباحث الرأي القائل بخن التنازل عن الةا ا ااكوع ذو طييعة إجرائية،
عدة اعتبارات تقوم أسا ا ااا اس ا ا اا على التفرقة يين القواعد اإلجرائية والموضا ا ااوعية ،فتعتير
وذلك باالسا ا ااتناد إلى د
القاعدة موضوعية إذا كان من ةخنها إنةاء أو تعديل أو إنهاء حق الدولة في العقاب ،أما إذا كانت تتصل
بةروط استعمال هذا الحق ،الدعوع العمومية ،أو يوضعو موضع التنفيذ ،فتعتير ذات طييعة إجرائية ،وان
كان يس ا ا ا ااتفيد منها المتهم من عدم توقيع العقاب عليو( ،)2وبهذا فالتنازل عن الة ا ا ا ااكوع كتقديمها ذو طييعة
إجرائية بحتة ،التصا ا ااالو بالدعوع العمومية باعتبارها وسا ا اايلة الدولة في اقتضا ا اااء حقها في العقاب ،كما أن
التة ا ا ا ا ا ا اريعات المقارنة محل ا لد ارس ا ا ا ا ا ا ااة تتفق على تنظيم إجراءات الدعوع العمومية في قانون اإلجراءات
الجزائية،باإلضافة إلى أنها تتفق على ترتيب أثر واحد على التنازل عن الةكوع يتمثل في انقضاء الدعوع
العمومية ،وليس انقضاء حق الدولة في العقاب ،إذ أن التنازل ال يترتب عليو محو جريمة الجاني.
باإلضااافة إلى ذلك ،ولما كان التنازل عن الةااكوع حق متولد ومقايل للحق في الةااكوع ،وكانت هذه
طا لرفع القيد على المتابعة ،وباتفاق التة ا ا ا ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ا ا ا ااة على أن عدم تقديم
األخيرة ةا ا ا ا اار ا
الةااكوع يترتب عليو عدم جواز تحريك الدعوع العمومية ،وان تم ذلك دون رفع هذا القيد وجب الحكم بعدم
قيول الاادعوع وبطزن اإلجراءات لتعلقهااا بااالنظااام العااام ،وهي أمور إجرائيااة خااالص ا ا ا ا ا ا ااة ،فااإن التنااازل عن
الةكوع كتقديمها من طييعة إجرائية بحتة.
-الطبيعة القانونية للتناز عن الشكوى ف التشريعات المقارنة محل الدراسة واالجتهاد القضائ
اختلف الفقو في الجزائر يين من يرع بخن المة ا اارع الجزائري يميل إلى األخذ بالطييعة الموض ا ااوعية،
ألنو لم يكتف يتنظيم حاالت الة ااكوع بقانون العقوبات يل جعل أحكامها كذلك منظمة ينفس القانون ماعدا
نص المادة 6من ق.إ.ج.ج التي تنص على انقض اااء الدعوع العمومية بس ااحب الة ااكوع ،هذا مع اإلة ااارة
أحكاما مفصاالة لجرائم الةااكوع ،ماعدا ما تعلق بكون الةااكوع ةاارط لتحريك
ا أن المةاارع الجزائري لم يجعل
مقتديا في ذلك ينظيره الفرنس ااي ،مس ااتدالا ص اااحبو بمجموعة
ا الدعوع العمومية وأن التنازل يض ااع ا
حدا لذلك،
من المواد 330 :من ق ع ج 331 ،ق ع ج 442 ،ق ع ج ،حيث ورد النص عليها في قانون العقوبات
74
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1عيد الرحمان الدراجي خلفي ،الحق في الةكوع كقيد على المتابعة الجزائية :دراسة تخصيلية…،المرجع السايق،ص.127
4من ق إ ج ج. ( -)2المادة 6
( -)3المادة 369من ق ع ج.
( -)4المادة 326من ق ع ج.
( -)5مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص ص .45-44
( -)6المادة 273من قانون رقم 58لسنة ،1973المتضمن إصدار قانون العقوبات المصري ،المرجع السايق.
( -)7عيد الحليم فؤاد عيد الحليم ،المرجع السايق ،ص .89
75
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
وهو األمر الذي ينطيق على عديد نصااوص الةااكوع في التة اريع الفرنسااي ،مثل نص المادة –226
ينص ا ا ااها على ..." :ال يجوز ممارس ا ا ااة الدعوع العمومية إال بة ا ا ااكوع المجني عليو،)1("... 6من ق ع
(.)2 ونص المادة 22-226من ق ع
فالتة ا ا ا ا ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ا ا ا ا ااة تتفق في اعتبارها التنازل عن الةا ا ا ا ا ااكوع كتقديمها من طييعة
إجرائية ،السيما وأن كل من التةريع الجزائري والفرنسي والمصري يتفقون في ترتيب أثر واحد على التنازل
-10 ، عن الةااكوع وهو انقضاااء الدعوع العمومية ينص المواد 3-6من ق إ ج ج 3-6 ،من ق إ ج
اوعيا كاليراءة أو اإلعفاء كما تقدم ذكره ،ولو كان منص ا ا ا ا ااوص على
أثر موض ا ا ا ا ا ا
1من ق إ ج م ،ولم يرتيوا اا
حاالت وأحكام الةكوع في قانون العقوبات ألنو ليس بمعيار قاطع في هذا المجال.
وعليو فالتنازل عن الة ا ااكوع عقبة إجرائية تحول دون االس ا ااتمرار في إجراءات الدعوع ،ومن ثم فإنو
إذا كان يترتب على التنازل عدم إيقاع العقاب بحق المةا ا ا ا ا ا ااكو منو ،فإن ذلك ال يرجع إلى ارتباط التنازل
بحق الدولة في العقاب ،الذي ينة ا ااخ بمجرد ارتكاب الجريمة ،وانما يرد إلى ارتباط التنازل يوس ا اايلة اقتض ا اااء
هذا الحق ،وهي الدعوع العمومية التي تنقضي بالتنازل.
واذا كانت التة ا ا ا ا ا ا اريعات المقارنة محل الد ارس ا ا ا ا ا ا ااة تتفق على األخذ بالطييعة اإلجرائية للتنازل عن
الة ااكوع ،فاالجتهاد القض ااائي سا اواء في الجزائر أو مص اار أو فرنس ااا هو ارخر تينى المذهب اإلجرائي في
أحكام عديدة نذكر منها على سييل المثال:
قرار المحكمة العليا بالجزائر القاضي يا ا ا اا ":إن الدعوع العمومية تنقضي في حالة سحب الةكوع إذا
وبناءا على ذلك يتعين على المجلس أن يخخذ بعين االعتبار سا ا ااحب ةا ا ااكوع ا الزما للمتابعة،
طا ا كانت ةا ا اار ا
حدا للمتابعة الجزائية النقضاء الدعوع العمومية"(.)3
الضحية في قضية سرقة يين األقارب وأن يضع ا
وكذلك قرار المحكمة العليا في الطعن بالنقض المؤرخ في 17جانفي 1979رفعو متهمان ضا ا ا ا ا ا ااد
قرار صا ااادر عن مجلس قضا اااء سا ااعيدة يتاريخ 16جانفي 1979والقاضا ااي يإدانتهما وعقايهما بعام حبس
نافذ من أجل جنحة الزنا والمة ا اااركة في الزنا الفعلين المنص ا ااوص والمعاقب عليهما بالمادة 339من ق ع
ج ،فتاريخ الوقائع وتاريخ القرار القاضي باإلدانة وتاريخ الطعن بالنقض كلها كانت قيل صدور القانون رقم
)(1
- "… l'action publique ne peut être exercée que sur plainte de la victime…" L'article 226-6, CPF: codifié par loi
n° 92-684 du 22 juillet 1992 portant réforme des dispositions du code pénale relative à la répression des crimes et
délits coutre les personnes (1), JORF n° 169 du 23 juillet 1992, Modifié par loi n° 2016-1321 du 7 octobre 2016-
art. 67, pour une république numérique (1), JORF n° 0235 du 8 octobre 2016.
)(2
- "… la poursuite ne peut être exercée que sur plainte de la victime…" L'article 226-22-3, CPF, codifié par loi
92-684 , Op-Cit, Modifié par ordonnance n° 2000-916 du 19 septembre 2000-art. 3 portantes adaptations de la
valeur en euros de certains montants exprimés en francs dans les textes législatifs, JORF n° 0220 du 22 septembre
2000.
( -)3قرار صادر يتاريخ 20ديسمير ،1970عن الغرفة الجنائية ،منةور عند جيزلي بغدادي ،االجتهاد القضائي في المواد
الجزائية ،المؤسسة الوطنية لزتصال والنةر واالةهار،رويبة ،الجزائر،ج ،1د ط)،1996 ،ص .105نقالً عن:عيد الرحمان
الدراجي خلفي ،الحق في الةكوع كقيد على المتابعة الجزائية:دراسة تخصيلية تحليلية مقارنة،المرجع السايق،ص .129
76
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
04-82المؤرخ في 13فيفري ،1982إال أن الفص اال في الطعن بالنقض تم في ظل سا اريان هذا القانون،
حيث جاء في تس ااييب هذا القرار" :حيث أنو بالرجوع إلى الملف يتض ااح أن الزوج الة اااكي (ع ع) أمض ااى
يحا ص ااودق عليو في يلدية عين الحجر في 5ديس اامير 1980يفيد أنو يس ااحب ة ااكايتو الموجهة من
تصا ار ا
أجل الزنا ضد زوجتو (ع خ) و(ع ق).
وحيااث أن المااادة 339من قااانون العقوبااات المعاادلااة بااالقااانون رقم 04-82المؤرخ في 13فيفري
حدا لكل متابعة.
1982تنص على أن صفح الزوج يضع ا
حيث أن المادة الم كورة تدخل ف قوانين الشييييكل الت تسييييري عل الماضيييي وتطبق ًا
فور فيتعين
العمل يها وانهاء المتابعة كلها يإرادة الةاااكي والتصاريح بانقضاااء الدعوع العمومية وفاقا لنص المادة 6من
قانون اإلجراءات الجزائية "(.)1
ومن ق اررات محكم ا ااة النقض المص ا ا ا ا ا ا اري ا ااة القرار الت ا ااالي..." :إن انقض ا ا ا ا ا ا ا ا اااء ال ا اادعوع الجن ا ااائي ا ااة
اعتبار من تاريخ االنقضا ا ا ا ا ا اااء ،وينيني على عدم
اا بالتنازل هو عقبة إجرائية تحول دون اتخاذ إجراءات فيها
قيول الدعوع الجنائية إذا رفعت في مرحلة تالية لو .)2("....
أما محكمة النقض الفرنس ا ااية فاعتيرت في أحد ق ارراتها أن س ا ااحب المة ا ااتكى للة ا ااكوع من ة ا ااخنو أن
حدا للمتابعة الجزائية( ،)3ما يفهم منو أنو ذا طييعة إجرائية.
يضع ا
مجمل القول ...أن التنازل عن الةكوع حق ةخصي للمجني عليو ذو طييعة إجرائية خالصة ةخنو
ةااخن الحق في الةااكوع ،لساايب بساايا هو أن النصااوص الخاصااة بقيود تحريك الدعوع العمومية تتضاامن
قواعد إجرائية ،على اعتبار أنها من الةا ا ا ااروط الززمة لصا ا ا ااحة إقامة الدعوع ،وهي من صا ا ا االب المسا ا ا ااائل
الجزائية ،أما ما قيل من أن الة ا ااكوع والتنازل عنها لهما طابع موض ا ااوعي لتخثيرهما على العقاب فهو تخثير
غير مباةا ا ا اار ،والعيرة في تحديد طييعة القاعدة محل البحث هي بما تتضا ا ا اامنو من أحكام وليس بما يترتب
عليها في المدع البعيد من اثار(.)4
( -)1قرار صا ا ا ا ا ا ااادر يتاريخ 27نوفمير 1984في الملف رقم ،29093عن غرفة الجنح والمخالفات بالمحكمة العليا ،المجلة
القضائية ،ع ،1س ،1990ص ،295نقزا عن :مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص ص .45-44
( -)2طعن رقم ،8185السنة القضائية ،54جلسة 8أكتوبر ،1986مةار إليو لدع :مصطفى مجدي هرجة ،التعليق على
قانون اإلجراءات الجنائية المعدل بالقوانين 145 :لس اانة ،2006و 74لس اانة 2007و 153لس اانة ،2007المجلد األول :من
المادة ( )1إلى المادة ( ،)109المرجع السايق ،ص .120
)(3
- Crim. 29.Janvier 2008, B. n°24, indiqué au: Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p 761.
( -)4داليا قدري أحمد عيد العزيز ،دور المجني عليو في الظاهرة اإلجرامية وحقوقو في التةا ا اريع الجنائي المقارن :د ارس ا ااة في
علم المجني عليو ،دار الجامعة الجيدة ،اإلسكندرية ،مصر ،2013 ،ص .394
77
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1أحمد عيد اللطيف الفقي ،النيابة العامة وحقوق ضحايا الجريمة ،دار الفجر للنةر والتوزيع ،القاهرة ،2003 ،ص .23
( -)2مفيدة قراني،حقوق المجني عليو في الدعوع العمومية ،مذكرة لنيل ةا ا ا ااهادة الماجسا ا ا ااتير في القانون العام ،فرع العقوبات
والعلوم الجنائية ،جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة ،كلية الحقوق ،قسم القانون العام ،2009-2008 ،ص .1
( -)3المادة 3-6من ق إ ج ج ،المرجع السايق ،ص .28
)(4
- L'article 6-3, CPPF, Op-Cit.
( -)5المادة 1-10من ق إ ج م.
78
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1أيو بكر علي محمد أيو ساايف ،دور الصاالح في انهاء الدعوع الجنائية :د ارسااة مقارنة يين التة اريعين المصااري واللييي،
رسالة دكتوراه في الحقوق ،جامعة عين ةمس ،كلية الحقوق ،قسم القانون الجنائي ،2015 ،ص .84
( -)2أسامة أحمد محمد النعيمي ،المرجع السايق ،ص .318
( -)3عوض محمد عوض ،المرجع السايق ،ص ،72أحمد فتحي سرور ،المرجع السايق ،ص .803
( -)4نادية رواحنة ،الحماية القانونية للض ااحية ،أطروحة دكتوراه علوم في الحقوق ،تخص ااص :القانون العام ،جامعة قس اانطينة
،1كلية الحقوق ،2018-2017 ،ص .225
( -)5مخمون محمد سزمة ،المرجع السايق ،ص ،140عزت مصطفى الدسوقي ،المرجع السايق ،ص .273
79
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
أو االتفاق عن المجني عليو( ،)1وتخس اايا على ذلك فقد جانب الصاواب المةارع المصاري عندما اساتهل نص
المادة العاة ا ا ارة من ق.إ.ج.م ينصا ا ااها على " :لمن قدم الةا ا ااكوع ...أن يتنازل عن الةا ا ااكوع ،"...مما حذا
بالفقو إلى االنقسا ا ااام إلى مذهيين :يخخذ أولهما بص ا ا اريح عبارة النص فيجعل التنازل لمن قدم الةا ا ااكوع ،أما
عن المذهب الثاني ويمثل الغاليية العظمى من الفقهاء فمؤداه أن التنازل يثيت لمن لو الحق في الةا ا ا ااكوع،
وهو المجني عليو(.)2
والباحث من جانبو يدعو المة اارع المص ااري إلى تعديل اس ااتهزلو نص المادة العاةا ارة من ق إ ج م،
أحيانا يين
ا ومنح حق التنازل لص ا ا ا اااحب الحق في الة ا ا ا ااكوع وليس لمن قدمها ا
منعا ألي لبس لعدم التطايق
الةا ا ا ا ا ا ااخصا ا ا ا ا ا ااين يتعاديال هاذا النص على النحو التاالي" :وللمجني علياو أو من يقوم مقااماو أن يتناازل عن
الةكوع ،"...ويستوي في ذلك أن يقوم بالتنازل المجني عليو ينفسو ،أو عن طريق وكيلو الخاص(.)3
خاصا تحدد فيو صاحب نصا ا والتةريعات المقارنة محل الدراسة باستثناء التةريع المصري لم تضع ا
الحق في تقااديم الةا ا ا ا ا ا ااكوع باااعتبااارهااا قيا اادا على حريااة النيااابااة العااامااة في تحريااك الاادعوع العموميااة ،ولكن
استعملت تعييرات مختلفة :كةكوع الةخص المضرور( ،)4وةكوع الضحية(.)5
أما المةرع المصري فحدد ينص المادة الثالثة من ق إ ج م صاحب الحق في الةكوع وهو المجني
نظيريو الجزائري والفرنسااي اللذان عليو ،وهو المصااطلح الذي اقتصاار عليو التة اريع المصااري على خز
تعددت فيهما المصطلحات المعيرة عن صاحب الحق في الةكوع ومن ثم التنازل عنها ،إذ تنص المادة 3
من ق إج م" ال يجوز أن ترفع الدعوع الجنائية إال يناء على ةكوع ةفهية أو كتايية من المجني عليو…"
والباحث يرع أن المةرع المصري قد وفق في استعمالو مصطلح واحد " :المجني عليو" للتعيير عن
صاحب الحق في الةكوع ومن ثم صاحب الحق في التنازل عنها ،ألن الرأي الراجح لدع الفقو يذهب إلى
القول بخن المةا اارع قصا ااد من هذه التعييرات أن يكون صا اااحب الحق في الةا ااكوع هو المجني عليو ،وذلك
ألن قيد الة ا ا ااكوع يعتير اس ا ا ااتثناء من قاعدة حرية النيابة العامة في تحريك الدعوع العمومية ،ولذلك يتعين
أن يكون في أضيق الحدود ،ومن ثم قصره على المجني عليو ،السيما وأن مدلول الضحية والمتضرر من
الجريمة أوسع نطااقا من مدلول المجني عليو(.)6
80
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
لكن مسا ااخلة تحديد المجني عليو على وجو الدقة أثارت خزفات عديدة لدع الفقهاء ،ويعد حس ا ام هذه
النقطة مسا ا ا ا ااخلة جوهرية وفاصا ا ا ا االة في نطاق البحث في حقوق المجني عليو خاصا ا ا ا ااة حقو في التنازل عن
نعرض مختلف ارراء الفقهية في تعريف المجني عليو ،ثم تمييز المجني عليو عن الةا ا ا ااكوع ،ولذا سا ا ا ااو
غيره ،وبيان الةروط الخاصة بو في نظام التنازل عن الةكوع ،وصوالا إلى النيابة في تقديم التنازل.
أوال :تعريف المجن عليه
من المس ا ا االم بو أنو يوجد في كل جريمة مجني عليو وهو الة ا ا ااخص الطييعي أو المعنوي (ص ا ا اااحب
المحل القانوني) ،أي المال أو المصا ا ا ا ا ا االحة التي تحميها القاعدة القانونية الجزائية ،أو هو الذي يصا ا ا ا ا ا اايبو
ضا ا ا اا لخطر العدوان ،فالقانون ال يجرم الس ا ا االوك في حد ذاتو
اإلعتداء من الس ا ا االوك اإلجرامي أو يكون معر ا
وانما لما يترتب عليو من نتائج يراها جديرة بالحماية ،فالمة اارع يحمي المص ااالح وال يحمي األموال إال بقدر
ما يرتبا يها من مصالح(.)1
وغني عن الييان أن المصا االحة القانونية التي تحميها القاعدة الجزائية تختلف عن الموضا ااوع المادي
ار في الركن المادي للجريمة ،مع مزحظة أن هناك عزقة تبادلية
للسا ا ا ا ا االوك اإلجرامي الذي يعتير عنصا ا ا ا ا ا اا
يينهما بمعنى أن االعتداء على أحدهما يحدث أثره في ارخر ،ومن ثم فإن الضرر الذي يصيب الموضوع
المادي يكون لو صدع كضرر قانوني على المحل أو المصلحة القانونية(.)2
ونظر ألن غاليية التة ا ا ا ا ا ا اريعات الجزائية لم تعبخ يتعريف المجني عليو ،فلم يرد تعريف لو في عدة اا
81
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
مدنيا(.)1
مدعيا ا
ا العمومية ال نصيب للمجني عليو فيها إال باعتباره
إال أن هناك رأي في الفقو الجزائري يرع خز ذلك ،يل للمجني عليو باعتباره المؤهل الوحيد الذي
يرفع القيد على المتابعة دور في الخصومة الجزائية ،ويعد أحد أطرافها ألنو يةارك النيابة العامة في صنع
الدعوع العمومية في أي وقت ةا ا ا ا ا اااء مادامت الخصا ا ا ا ا ااومة قائمة ،وهو الدليل ،وأكثر من ذلك يملك إيقا
الةا ا ا ا ا ا اايء الذي ال تملكو حتى النيابة العامة ،فكيف يعقل أن الذي يملك تحريك الدعوع العمومية ويملك
إيقافها ال تجعلو طر في الخصا ا ا ا ا ا ااومة الجزائية ،وبالمقايل تقيل فقا يجعل النيابة العامة طرافا رغم كونها
تملك تحريك الدعوع العمومية وال تملك إيقافها ،ويخلص صاحب هذا الرأي إلى أن السيب في عدم إعطاء
نظرة الفقو إليو ،وعدم وضا ا ا اوئ الص ا ا ااورة تعريف للمجني عليو في أغلب التةا ا ا اريعات الجزائية هو الختز
حول تحديد معناه يدقة ،ثم إن تعريف األةياء ليس مهمة التةريع يل مهمة الفقو(.)2
إال أنو ورغم تقدير الباحث لهذا الرأي ،الس اايما ما انتهى إليو من أس ااباب عدم تعريف المجني عليو،
فإن الرأي عند الباحث ،هو أن المجني عليو وان كان المؤهل الوحيد الذي يرفع القيد على النيابة العامة
الدعوع العمومية في أي وقت ةا ا ا اااء ،فهو اسا ا ا ااتثناء يتعلق يجرائم بةا ا ا ااخن المتابعة ،كما أن لو مكنة إيقا
محددة واردة في التةريعات المقارنة محل الدراسة على سييل الحصر كما أنها قليلة ،العتبارات معينة تقدم
ييانها ،ومن ثم ال يمكن تحديد دور المجني عليو في الدعوع العمومية يناء عليها ،والذي يرع الباحث أنو
الزال محدود يمكن تطويره ،األمر الذي تعمل عليو السااياسااة الجزائية الحديثة ،أما قول صاااحب الرأي ،بخن
المجني عليو يملك تحريك الدعوع العمومية يرفع القيد على النيابة العامة من خزل تقديم الةا ا ا ا ا ا ااكوع ،فهو
مردود عليو بخن المجني عليو في حالة تقديمو الةا ا ااكوع فهو ال يحرك الدعوع العمومية يل يرفع القيد على
النيااابااة العااامااة في تحريااك الاادعوع العموميااة أو عاادم تحريكهااا ،فهااذه األخيرة تظاال حرة في مزئمااة مااا إذا
كانت تقتضي تحريك الدعوع العمومية أم ال وفقا لخاصية المزئمة التي تتمتع يها.
وفي ظل غياب تعريف قانوني للمجني عليو في التة ا ا ا ا ا ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ا ا ا ا ا ااة ،فقد اجتهد
الفقهاء للوصول إلى تعريف جامع مانع للمجني عليو ،األمر الذي أفرز عدة تعاريف لو:
حيث ذهب بعض الفقو في الجزائر إلى أن المجني عليو هو ":الةخص الذي قصده الجاني يجريمة
معنويا "(.)3
ا طييعيا أو
ا ةخصا
ا سواء تحقق الضرر أم لم يتحقق ،ويستوي في المجني عليو أن يكون
( -)1حمدي رجب عطية ،المرجع السا ا ا ا ااايق ،ص ،20محمد علي سا ا ا ا ااالم جاسا ا ا ا اام محمد عيد المحسا ا ا ا اان سا ا ا ا ااعدون،المرجع
السايق،ص.72
( -)2عيد الرحمان خلفي ،الحق في الةكوع كقيد على المتابعة الجزائية :دراسة تخصيلية تحليلية مقارنة ،المرجع السايق ،ص
ص.74-73
( -)3عيد الرحمان خلفي ،الحق في الةا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية :د ارسا ا ااة تخصا ا اايلية تحليلية مقارنة ،المرجع السا ا ااايق،
ص.76
82
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
وهو التعريف الذي يتوافق مع الرأي القائل بخن المجني عليو هو " :الةا ا ا ااخص الذي قصا ا ا ااد بارتكاب
أساسا وان لم يصبو ضرر أو تعدع الضرر إلى غيره من األفراد"(.)1 الجريمة اإلضرار بو ا
وهذان التعريفان منتقدان ألنهما قصا ا ا ا ار المجني عليو على المقص ا ا ااود بالجريمة حيث لم ية ا ا اامز من
يعتدي عليو في جرائم الخطخ ،والتي ال يتوافر فيها القصا ا ا ا ا ا ااد الجنائي ،وحتى من لم يقصا ا ا ا ا ا ااده باإليذاء في
الجرائم العمدية ،بمعنى أنو قد يكون المجني عليو غير من قص ا ا ا ااد المتهم إيذائو ،كما في أحوال الخطخ في
الةخص أو الةخصية(.)2
()3
إلى أن المجني عليو هو " :كل مواطن لحقو ض ا ا اارر بس ا ا اايب جريمة ،سا ا ا اواء كان هذا وذهب رأي
الضا ا ا ا ا ا اارر ياادناياا أو معنواياا ،أو تعلق يااذمتااو الماااليااة " ،ويؤخااذ على هااذا التعريف عاادم الاادقااة ،إذ ليس من
الضا ااروري أن يكون كل ةا ااخص أصا ااابو ضا اارر من الجريمة مجنيا عليو ،ففي جريمة الزنا مثز الزوج هو
المجني عليااو ،أمااا أيناااء الزوجااة الزانيااة فز يمكن اعتبااارهم مجناي اا عليهم على الرغم من أن الجريمااة قااد
أص ااايتهم بض اارر في س اامعتهم وةا ارفهم ،كما أن هذا التعريف يض اايق من مفهوم المجني عليو فيقصا اره في
حدود المواطنين فقا ،وعليو يخرج من نطاق مفهوم المجني عليو األجانب ،وهو غير مقيول إذ يجب أال
نفرق يين المواطنين واألجانب في هذا الةخن(.)4
()5
إلى تعريف المجني عليو بخنو " :صا ا ا ا ا ا اااحب الحق الذي تحميو يينما ذهب جانب اخر من الفقو
مساسا بحقوقو بةكل مباةر" ،ويضيف البعض إلى هذا التعريف أنو ال ا نصوص التجريم والذي وقع الفعل
مجنيا عليو أن يكون قد أصا ااابو ضا اارر مباةا اار بارتكاب الجريمة ،وانما يتعين أن
ا يكفي العتبار الةا ااخص
يتخذ هذا الضرر صورة النتيجة اإلجرامية(.)6
وهناك من عرفو بخنو" :ص اااحب الحق الذي وقعت عليو الجريمة فخهدرتو أو انتقص اات منو أو هددتو
معنويا ،وليس لهذه التفرقة أهمية في مجال الة ا ا ااكوع ،فكل منهما
ا طييعيا أو
ا بالخطر ،وقد يكون ة ا ا ااخ ا
صا ا ا اا
( -)1عيد الوهاب العةماوي ،االتهام الفردي أو حق الفرد في الخصومة الجنائية ،رسالة دكتوراه ،جامعة القاهرة ،كلية الحقوق،
،1953ص ، 284نقالً عن :عيد الحليم فؤاد عيد الحليم ،المرجع السايق ،ص .95
( -)2جمال ةديد علي الخرباوي ،المرجع السايق ،ص ،25عيد الحليم فؤاد الفقي ،المرجع السايق ،ص .112
)(3
- Marc ANCEL, A.A. PIONTKOVSKY, V.M. TCHKHIKVADZE, Le système pénal soviétique, paris, LGDJ,
1975, p 135. نقالً عن :حمدي رجب عطية ،المرجع السايق ،ص .17
( -)4نفس المرجع ،ص.17
( -)5حس ا اانين عييد ،ة ا ااكوع المجني عليو :نظرة تاريخية انتقادية ،المؤتمر الثالث للجمعية المصا ا ارية للقانون الجنائي ،بعنوان
حقوق المجني عليو في اإلجراءات الجنائية ،أيام 13-12مارس ،1989مطيوعات دار النهض ا ا ااة العربية ،القاهرة ،مص ا ا اار،
،1990ص . 172نقالً عن :الطيب س ا ااماتي ،حماية حقوق الض ا ااحية في ظل األنظمة اإلجرائية وتطييقاتها في التةا ا اريع
الجزائري ،دار الهدع للطباعة والنةر والتوزيع ،عين مليلة ،الجزائر ،2018 ،ص .46
( -)6محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار ،المرجع السايق ،ص .137
83
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
84
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
االعتداء على حق الةخص المضرور-الذي ال تتوفر لو صفة المجني عليو -يكون غير مباةر(.)1
وال تختلف أحكام القضاء الفرنسي عن التعريفات الفقهية ،فترع أن المجني عليو هو من وقعت عليو
الجريمة ة ااخص ا اايا ،كما ال يخرج الفقو المص ااري عن نطاق القض اااء والفقو الفرنس ااي حيث أنو من المس ااتقر
عليو أن المجني عليو هو صاحب الحق أو المصلحة المةمولين بالحماية ينص التجريم واللذين أصايتهما
الجريمة بض ا اارر أو هددتهما بالخطر( ،)2أما محكمة النقض المصا ا ارية فقد عرفت المجني عليو بخنو " :كل
معنويا ،بمعنى أن يكون
ا طييعيا أو
ا ص ا ا اا
من يقع عليو الفعل أو يتناولو الترك المؤثم قانونا س ا ا اواء أكان ةا ا ااخ ا
هذا الةخص نفسو محزا للحماية القانونية التي يهد إليها الةارع "(.)3
يتضا ا ا ا ا ااح من هذا التعريف أن محكمة النقض المص ا ا ا ا ا ارية ميزت يين المجني عليو والمتضا ا ا ا ا اارر من
الجريمااة ،فحااددت المجني عليااو بااخنااو من وقع عليااو الفعاال أو تناااولااو الترك المؤثم قااانوان اا ولم تتطرق إلى
المتضرر من الجريمة ،فهذا األخير في نظر محكمة النقض المصرية لو وصف اخر ،حيث عرفتو بقولها
بخنو " :أي ةخص يصيبو ضرر ناتج عن الجريمة لو كان غير المجني عليو" وهذا الضرر قد يكون ا
ماديا
أدييا فهما سيان في إيجاب التعويض لمن أصابو ةيء منهما(.)4 أو ا
ولألس ااف لم نعثر على تعريف ص ااادر عن المحكمة العليا عندنا يعطي مفهوم للمجني عليو رغم أنو
هناك إةكاالت من هذا النوع مطروحة بكثرة(.)5
ومن ثم فالتنازل عن الةااكوع يتساام بخنو حق ةااخصااي-كما ساايق وأن أةارنا-يتعلق بةااخص المجني
عليو مثلو مثل الحق في الةا ا ا ا ا ااكوع ،ويترتب على ذلك أنو ال ينتقل يوفاة المجني عليو إلى ورثتو ويلزم في
،ومع ذلك فقد اسا ااتثنى المةا اارع المصا ااري جريمة الزنا ()6
مباة ا ارتو التوكيل الخاص وال يكفي التوكيل العام
من ذلك فخعطى لكل واحد من أوالد الزوج الة اااكي المتوفي من الزوج المة ااكو منو أن يتنازل عن الة ااكوع
وتنقض ااي الدعوع ،وقد راعى المة اارع المص ااري في ذلك ما لجريمة الزنا من طييعة خاص ااة ،فص اادور حكم
85
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1مصااطفى مجدي هرجة ،التعليق على قانون اإلجراءات الجنائية المعدل بالقوانين 145 :لساانة 2006و 74لساانة 2007
و 153لسنة ،2007المجلد األول :من المادة ( )1إلى المادة ( ، )109المرجع السايق ،ص .112
( -)2ليلى قايد ،الصلح في جرائم االعتداء على األفراد :فلسفتو وصوره وتطييقو في القانون ،...المرجع السايق ،ص .272
(" -)3ج ا ا ا ا ا ا ا ا-يحق لمن قدم الةااكوع أن يتنازل عنها ،واذا تعدد مقدمو الةااكوع فإن تنازل بعضااهم ال يسااري في حق ارخرين"،
المادة -9جا ا ا ا ا ا ا ا ا من قانون رقم 23لس اانة ،1971مؤرخ في 14فيفري ،1971يتض اامن أص ااول المحاكمات الجزائية الع ارقي،
المرجع السايق ،ص .150
( " -)4ال يعتير الص ا اافح إذا تعدد المدعون بالحقوق الة ا ااخص ا ااية مالم يص ا اادر عنهم جميعهم" المادة 3-53من قانون رقم 16
لسنة ،1960المتضمن قانون العقوبات األردني ،المرجع السايق ،ص .1762
( -)5المادة 242من قانون رقم 17لسانة ،1960مؤرخ في 2جوان ،1960يإصادار قانون اإلج ارءات والمحاكمات الجزائية
الكويتي.
86
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
المجني عليو وارادتو في العفو أن التنازل ،الساايما وأن من أهم خصااائصااو أنو عمل إرادي محض يخضااع
أيضا.
إلدارة المجني عليو وحدها ،إذ ال دخل للمتهم في قيولو وال للمحكمة أن تفرضو ا
فميدئيا ال قيمة لتنازل من لم يقدم الةا ااكوع ،ألن القانون يقتصا اار حق التنازل على من قدم الةا ااكوع
ا
فقا ،واذا قدمت الة ااكوع من بعض المجني عليهم ثم تنازل عنها أحدهم ،فإن تنازلو ال يس ااقا الة ااكوع إال
()1
احيحا إال إذا ص ا اادر من جميع من قدموا
إذا انض ا اام إليو في التنازل س ا ااائر الة ا اااكين ،فز يعد التنازل ص ا ا ا
الةا ااكوع طباقا لنص المادة 2 –10من ق إ ج م( ،)2تماثزا مع كون تقديم الةا ااكوع من أحد المجني عليهم
يس ا ا ا ااري على جميع المتهمين ،ونكون يذلك مطبقين قاعدتي وحدة الجريمة وعدم تجزئة الة ا ا ا ااكوع ،حتى ال
يستطيع أحد المجني عليهم أن يتحكم في رغبة ارخرين في مباةرة اإلجراءات الجزائية ضد المتهم( ،)3فإذا
رفض أحدهم التنازل كان للنيابة رغم تنازل ارخرين أن تستمر في إجراءات الدعوع ،ووجب على المحكمة
أن تفصا اال فيها إذا رفعت إليها ،ويترتب على ذلك أنو إذا توفي واحد ممن قدموا الةا ااكوع فإن التنازل عنها
يص ا ا اابح مس ا ا ااتحيزا ،ولو أجمع على التنازل كل من بقي حيا ،ألن تنازلهم ال يغني مادام هناك ة ا ا ا ٍ
ااك حال ا
الموت يينو وبين التنازل(.)4
وان كان جانب من الفقو-يؤيده الباحث-يرع أن هذا الحكم متعس ا اافا ألنو من غير الس االيم والمنطقي
حيا
أن يتحكم األموات في إرادة األحياء ،فمن مات ال يمكن الحديث عن إرادتو ،يل نتحدث مع من بقي ا
ويعتد يإرادتو هو ،ولهذا يرع هذا االتجاه من الفقو بخنو إذا توافقت إرادة جميع األحياء على التنازل فيعتد
يذلك حتى ولو لم يتنازل المجني عليو الميت قيد حياتو(.)5
امتدادا لزسا ا ا ااتثناء الذي أقره المةا ا ا اارع المصا ا ا ااري والذي ال يوجد لو مقايل في التة ا ا ا اريعين الجزائري
و ا
والفرنسااي ،فقد خص المةاارع المصااري أيضااا جريمة الزنا بخحكام خاصااة ،حيث خرج بصااددها على قاعدة
وجوب إجماع المجني عليهم على التنازل عن الةا ااكوع ،حيث جعل لكل واحد من أوالد الزوج الةااااكي من
منفردا في التنازل عن الةا ااكوع وتنقضا ااي الدعوع ،فالتنازل الصا ااادر من أحدهم ا الزوج المةا ااكو منو ،الحق
يعد تنازالا من الجميع ولو لم يوافق عليو الباقون( ،)6وترجع علة هذا االسا ا ا ا ا ا ااتثناء-التنازل من أحد األوالد
87
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
توسعا في الستر ومنع الفضيحة قيل تسجيلها بحكم نهائي(.)1ا يعتير منصرافا إلى الكل-
إال أنو يثور التسا اااؤل بةا ااخن المجني عليو المنظم إلى الدعوع العمومية ولم يكن سا ا ا
ايبا في تحريكها،
سيبا في تحريك الدعوع العمومية أم ال
هل يةترط تنازلو إضافة إلى تنازل المجني عليهم الذين كانوا ا
اتجو رأي في الفقو المصري إلى وجوب التفرقة يين حالتين:
األولى حالة انضمام هؤالء المجني عليهم خزل فترة الثزثة أةهر من يوم علمهم بالجريمة ومرتكيها
والتي يتطليها المة اارع المص ااري كخجل لتقديم الة ااكوع ،والحكمة من اة ااتراطو لهذه المدة القص اايرة هي عدم
ترك المتهم تحت رحمة المجني عليو مدة طويلة قد تكون الةكوع خزلها وسيلة للتهديد أو االنتقام( ،)2وهو
ماال نجد لو مقايل في التةا ا ا اريعين الجزائري والفرنس ا ا ااي ،إذ نص ا ا اات الفقرة الثانية من المادة 3من ق.إ.ج.م
على " :وال تقيل الةااكوع بعد ثزثة أةااهر من يوم علم المجني عليو بالجريمة وبمرتكيها مالم ينص القانون
ذلااك" ،أمااا الحااالااة الثااانيااة فتتمثاال في انض ا ا ا ا ا ا امااامهم بعااد فوات تلااك الماادة ،ففي الحااالااة األولى على خز
يعتيرون في حكم من قدموا الةا ا ا ا ااكوع وعلى ذلك إذا تنازل الةا ا ا ا اااكي األول وحده فليس لهذا التنازل أثر ما
على اإلجراءات إذ يجب موافقة المجني عليهم المنضا ا اامين للتنازل ،وفي الحالة الثانية إذا كان انضا ا اامامهم
بعد فوات مدة الثزثة أةهر فإن حقهم في الةكوع يسقا وال اعتبار على اإلطزق النضمامهم(.)3
وهناك رأي في الفقو الجزائري-يؤيده الباحث -مفاده عدم اةا ا ا ا ااتراط تنازل المتدخل حتى يضا ا ا ا ااع ا
حدا
للاادعوع العموميااة ،طااالمااا لم يكن سا ا ا ا ا ا ااياب اا في تحريكهااا ،فز عيرة يتنااازل المجني عليهم الااذين لم يتقاادموا
منظما ال يثيت لو الحق إال في ا ايتداءا( ،)4يل لكونو طرافا
ا بالة ا ااكوع ،حيث لم يكن لهم نة ا اااط في تحريكها
ار بالحض ااورتكليفا مباة ا اا
مدنيا أو ا
ادعاءا ا
ا التعويض المدني ،إذ كان عليو أن يتقدم بة ااكوع مس ااتقلة أو يقدم
مس ااتقل عن الدعوع األص االية ،ثم تجرع عملية ض اام الدعويين ،وفي هذه الحالة فقا يمكن االعتداد يتنازلو
عن الةكوع مثلما تم االعتداد بحقو في الةكوع(.)5
ثانيا :تمييز المجن عليه عن هير
هناك تقارب في التعيير يين كل من المجني عليو والمضا اارور من الجريمة ،والمجني عليو وض ا احية
الجريمة ،إال أنو رغم هذا التقارب فإن المجني عليو لو مفهومو الذي يميزه ،وتكمن أهمية التفرقة يين هذه
88
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
المفاهيم في تحديد الةخص الذي يدور حولو التنازل عن الةكوع كنظام يديل عن الدعوع العمومية:
-1المجن عليه والمضرور من الجريمة
ساايق تعريف المجني عليو بخنو من وقع العدوان على حقو أو مصاالحتو المحمية مباة ارة س اواء ترتب
على ذلك نتيجة ض ا ااارة أم ال ،فهو الة ا ااخص ص ا اااحب الحق أو المص ا االحة المحمية التي حاق يها العدوان
معنويا(.)1
ا طييعيا أو
ا ةخصا
ا اإلجرامي أو هدفها أو عرضها للخطر سواء كان
وكمااا تق ادم القول بااخن تعريف المجني عليااو في ظاال غياااب تعريف قااانوني لااو أثااار خزفااات فقهيااة
عديدة لدرجة أن البعض عند تعريفو للمجني عليو ،قد خلا يينو وبين المضا ا ا ا ا ا اارور من الجريمة ،إذ اعتير
البعض أن المجني عليو يكتسااب صاافة المجني عليو والمضاارور من الجريمة في الوقت نفسااو ،فليس هناك
مجني عليو غير مض ا اارور ،فالمجني عليو اليد وأن يلحقو ض ا اارر من الجريمة الواقعة عليو ولو وقفت عند
دييا،
ماديا أو أ ا
ضرر ااا حد الةروع ،فالضرر ييلغ من االتساع ليةمل كل درجة منو مهما ضعفت ،فقد يكون
عصييا(.)2
ا نفسيا أو اضطراابا وقد يكون ا
ألما ا
ولقد عر المضرور من الجريمة بخنو " :الةخص الطييعي أو المعنوي الذي نالتو الجريمة بضررها
()3
،كما يعر بخنو " :كل ة ا ا ااخص أص ا ا ااايتو الجريمة المرتكبة بخضا ا ا ارار ة ا ا ااخص ا ا ااية كلو أو يبعض منو "
ومباةرة ومحققة "(.)4
مضرور من
اا وقد استقرت محكمة النقض الفرنسية على اةتراط حدوث الضرر بالةخص حتى يكون
الجريمة فقضا ا اات بخنو " :ال يسا ا ااتطيع المدعي المدني أمام القضا ا اااء الجنائي التمسا ا ااك بطلباتو يدون حدوث
الضرر الذي يتعين تحققو أو يثيت إصايتو بو " وهو ما يةير إلى ضرورة اةتراط الضرر المحقق الوقوع،
ةخصيا(.)5
ا وأكدت ذلك في اةتراط الضرر المباةر ،وأن يكون
( -)1محمد محي الدين عوض ،حقوق المجني عليو في الدعوع العمومية ،المؤتمر الثالث للجمعية المصرية للقانون الجنائي،
القاهرة ،مارس لسا ا ا ا ا ا اانة ،1988ص .20نقالً عن :عيد الرحمان عاطف عيد الرحمان أحمد ،الوسا ا ا ا ا ا اااطة ودورها في إنهاء
الدعوع الجنائية :د ارس ااة مقارنة يين القانون الوض ااعي والةا اريعة اإلس اازمية ،المركز العربي للنة اار والتوزيع ،القاهرة ،مص اار،
،2020ص .204
( -)2حمدي رجب عطية ،المرجع السايق ،ص .28
( -)3محمد محمود سااعيد ،حق المجني عليو في تحريك الدعوع العمومية :د ارسااة مقارنة ،رسااالة دكتوراه ،جامعة عين ةاامس،
كلية الحقوق ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،مصر ،1982 ،ص ، 394نقالً عن :الطيب سماتي ،حماية حقوق الضحية في
ظل األنظمة اإلجرائية وتطييقاتها في التةريع الجزائري ،المرجع السايق ،ص .47
( -)4محمد حنفي محمود ،المرجع السا ا ااايق ،ص، 12رتيبة يوعزني ،حقوق الضا ا ااحية في المتابعة القضا ا ااائية الجنائية ،مذكرة
ماجس ا ا ا ا ااتير في الحقوق ،فرع :القانون الجنائي والعلوم الجنائية ،جامعة الجزائر ،1كلية الحقوق-ين عكنون ،2014-2013
ص .49
( -)5نفس المرجع ،ص .50
89
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
إال أن البعض-وبحق-يرع أن هناااك فاااراقاا يين مصا ا ا ا ا ا ااطلحي " المجني عليااو" و" المضا ا ا ا ا ا اارور من
الجريمة" ،يتمثل أسااا اس اا وان كان في الغالب تتحد صاافة المجني عليو والمضاارور من الجريمة في ةااخص
واحد في حالة كون ص اااحب المص االحة المحمية هو من تعلق بو الموض ااوع المادي للس االوك اإلجرامي ،وال
يةااترط أن يكون المجني عليو قد أصااابو ضاارر فعلي ،يل يكفي أن تكون مصاالحتو قد تعرضاات لمثل هذا
الضا ا ا ا ا ا اارر ،ولو لم يكن قد تحقق بالفعل ،كما هو الحال في جرائم الةا ا ا ا ا ا ااروع( ،)1إال أنو في بعض األحيان
وبعض الحاالت قد ال يلحق بالمجني عليو ضرر ،أو قد يصيب الضرر غيره(.)2
كما أن المض ا اارور يملك حق االدعاء المباة ا اار وبالمقايل فإن المجني عليو ليس لو هذا الحق إذا لم
يكن قد أصابو ضرر ،فالمجني عليو في القتل هو من أزهقت روحو ،أما المضرورون من الجريمة فهم من
كان يعولهم المجني عليو ،فالمناط في صفة المجني عليو هو كونو صاحب الحق المةمول بحماية القاعدة
الجزائية ،والمناط في صفة المضرور هو الضرر الذي أصابو أو لحق بو جراء الجريمة(.)3
ومن ثم فمدلول المضرور من الجريمة أوسع نطااقا من مدلول المجني عليو ،لةمولو كل من المجني
عليو وكل ةا ااخص نالو ضا اارر من الجريمة ،حتى في حالة عدم وقوع اعتداء على حقو الذي يحميو النص
الجنائي ،والمض اارور من الجريمة هو من أص ااايتو الجريمة بض اارر مادي أو معنوي أو الض ااررين ا
معا ،فز
ةخصيا،
ا يكفي في هذا الصدد أن تتعرض المصلحة المحمية للخطر فحسب ،ويجب أن يقع عليو الضرر
ار ،واذا أصا ا ااايت الجريمة بالضا ا اارر ذات الحق الذي يحميو نص التجريم وأن يكون الضا ا اارر ا
مؤكدا ومباةا ا ا اا
تتوافر لص اااحبو في هذه الحالة ص اافتا المجني عليو والمض اارور من الجريمة ،وذلك كما هو الحال في تمام
جريمة السرقة(.)4
وال يجوز للمضا ا ا ا ا ا اارور من الجريمة إذا لم يكن هو المجني عليو أن يتنازل عن الةا ا ا ا ا ا ااكوع ،ذلك أن
المض ا اارور من الجريمة يثيت لو الحق في التعويض فقا عن الجريمة يوص ا اافها عمزا غير مة ا ااروع بغض
النظر عن عقاب الجاني من عدمو( ،)5وال يعني منح المجني عليو هذا الحق س ا ا ا ا ا اايرورتو طرافا في الدعوع
90
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
العمومية إذ تظل هذه األخيرة قائمة يين كل من النيابة العامة والمتهم فحس ا ا ا ا ا ااب وليس لو من دور إال في
الاادعوع الماادنيااة التي يطااالااب فيهااا يتعويض مااا نااالااو من ضا ا ا ا ا ا اارر ،ويعتير هااذا نتيج اة لعموميااة الاادعوع
العمومية( ،)1ولو كانت ناةاائة عن جريمة تخضااع لقيد الةااكوع ،فدوره في الخصااومة الجزائية يقف عند حد
تقديم الةكوع(.)2
-2المجن عليه وضحايا الجريمة
التعريف األكثر تفصا ا ا اايزا لضا ا ا ااحايا الجريمة ورد النص عليو في قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة
رقم 40 –34المؤرخ في 11ديسمير ،1985الذي يعر الضحايا يا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اا " :يقصد بمصطلح «الضحايا»
جماعيا بما في ذلك الضرر اليدني أو العقلي أو المعاناة النفسية ا فرديا أو
األةخاص الذين أصييوا بضرر ا
أو الخسا ا ا ااارة االقتصا ا ا ااادية ،أو الحرمان يدرجة كييرة من التمتع بحقوقهم األسا ا ا اااسا ا ا ااية ،عن طريق أفعال أو
حاالت إهمال تةا ا ا ا ا ا ااكل انتهاكا للقوانين الجنائية النافذة في الدول األعضا ا ا ا ا ا اااء ،بما فيها القوانين التي تحرم
التعسف اإلجرامي في السلطة "(.)3
وبمقتض ااى هذا اإلعزن يمكن اعتبار ة ااخص ما ض ااحية بص اار النظر عما إذا كان مرتكب الفعل
قد عر أو قبض عليو أو قوضا ا ااي أو أدين ،وبصا ا اار النظر عن العزقة األس ا ا ارية يينو وبين الضا ا ااحية،
أيضا حسب االقتضاء ،العائلة المباةرة للضحية األصلية أو معاليها المباةرين
ويةمل مصطلح الضحية ا
واألةخاص الذين أصييوا بضرر من جراء التدخل لمساعدة الضحايا في محنتهم أو لمنع اإليذاء"(.)4
وتجدر اإلة ا ا ااارة في هذا الص ا ا اادد إلى أن إعزن الجمعية العامة لألمم المتحدة الص ا ا ااادر عام 1985
والمذكور أعزه ،يعد أول وثيقة دولية تعنى يتحديد مفهوم الضحية في القانون الدولي(.)5
( -)1تسااتند صاافة عمومية الدعوع العمومية من طييعة موضااوعها ،إذ أنها تحمي مصاالحة عامة تتعلق يإثبات أو نفي ساالطة
الدولة في العقاب في الحاالت الواقعية ،فقانون اإلجراءات الجزائية سا ا اواء في الجزائر ،مص ا اار ،فرنس ا ااا أو أغلب التةا ا اريعات
المقارنة ال يعر الدعاوع الخاصة ،وترجع عمومية الدعوع العمومية كذلك إلى صفة السلطة المختصة يتحريكها ومباةرتها
وهي النيابة العامة ،امال عيد الرحيم عثمان ،ةرئ قانون اإلجراءات الجنائية ،المرجع السايق ،ص .54
( -)2حاتم عيد الرحمان محمد عطية ،المرجع السايق ،ص ص .52-61
( -)3وفي نفس المعنى نجد القرار الصااادر عن مجلس االتحاد األوروبي ،المؤرخ في 15مارس 2001يعر الضااحية بخنو:
" الة ا ااخص الذي تعرض للض ا اارر ،بما في ذلك الض ا اارر الذي يلحق بس ا اازمتو الجس ا اادية أو العقلية ،أو المعاناة المعنوية أو
الخسارة المادية ،الناجم مباةرة عن أفعال أو تقصير ينتهك القانون الجنائي لدولة عضو ".
-" la personne qui a subi un préjudice, y compris une atteinte à son intégrité physique ou mentale, une souffrance
morale ou une perte matérielle, directement causé par des actes ou des omissions qui enfreignent la législation
pénale d'un état membre ".
-Michela MARZANO, "Qu'est-ce qu'une victime ? De la réification au pardon ", revue archives de politique
criminelle, Vol 28, N°01, 2006, p 12.
( -)4إعزن مبادئ العدل األسا اااسا ااية المتعلقة بضا ااحايا اإلجرام والتعسا ااف في اسا ااتعمال السا االطة رقم 34و ،40المؤرخ في 11
ديسمير ،1985على الموقع ،https://bit.ly/3ifPcN3 :تاريخ االطزع 23 :فيفري ،2021على الساعة.17:53 :
( -)5محمد علي سالم جاسم محمد عيد المحسن سعدون ،المرجع السايق ،ص .79
91
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
وبالرجوع إلى النصا ا ا ااوص القانونية للتة ا ا ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ا ا ااة ،نجدها لم تعر مصا ا ا ااطلح
الضا ااحية Victimeحيث نجد مؤة ا ارات غامضا ااة des indications vaguesفقا ،وبصا اافة عامة ،يسا ااتخدم
للطر المضاارور partie léséeأو أي ةااخص لحق بو ضاارر أو عانى بةااكل مصااطلح الضااحية كمراد
ةخصي من ضرر ناجم عن الجريمة ،فمصطلح الضحية لم يظهر في قانون اإلجراءات الجزائية الفرنسي
حتى عام 1970في الجزء المتعلق بالرقابة القضا ااائية والعقوبة ،والذي بقي على هذا النحو إلى يومنا هذا،
إذ جرع تعميم هذا المصا ا ا ا ا ا ااطلح الحاقا في القانون الجنائي ،من خزل األحكام العامة والخاصا ا ا ا ا ا ااة لقانون
العقوبات الجديد الذي أقرتو قوانين 22جويلية .)1(1992
وعلى غرار تطور وضع الضحية في األنظمة القانونية فقد تطور تعريفها أيضا في مختلف الم ارحل
التاريخية ،وحتى اليوم ال يوجد إجماع على تعريف الضحية ،ربما بسيب القضايا والتناقضات التي ال تزال
قائمة فيما يتعلق بمساعدة الضحايا(.)2
ورغم ذلك يتفق العديد من الفقهاء على أن تعريف الض ا ا ا ااحية في القانون هو الة ا ا ا ااخص المتض ا ا ا اارر
En droit, la victime et une personne léséeوعلى نحو أدق أو بالتحديد في المفردات القانونية الحالية،
الةخص الذي تسيب لو في ذلك" ةخصيا من ضرر على خز
ا الضحية هو " :الةخص الذي يعاني
" la victime est: celui ou celle qui subit personnellement un préjudice par opposition à
celui ou celle qui le cause"(3).
ارر نا ا اااج ام ا ا اا عن جريما ا ااة
كما ا ااا تعر الضا ا ا ا ا ا ااحيا ا ااة على أنها ا ااا " :كا ا اال ةا ا ا ا ا ا ااخص تحما ا اال ضا ا ا ا ا ا ا اا
،)4(Ayant personnellement souffert du dommage causé par l'infractionومن ثم يعر الض ا ا ااحية
من خزل الضا ا ا ا ا ا اارر ،إال أن الضا ا ا ا ا ا اارر ال يكون ل ااو معنى إال إذا أدع إلى نةا ا ا ا ا ا ااوء حق في التعويض
Or un préjudice n'a de sens que s'il ouvre un droit à réparation(5).
ااعا وذلك
ولقد عر الباحث Mendelssohnالضااحية من جانيها الةااكلي تعر ايفا أكثر ةاامولية واتسا ا
فردا كان أو جماعة تعرض إلى االم مختلفة تس ااييت فيها عوامل متعددة بقولو أن الض ااحية " :كل ة ااخص ا
منها ما هو مادي ونفسا ا ا ااي ومنها ما هو اقتصا ا ا ااادي سا ا ا ااياسا ا ا ااي واجتماعي وأيضا ا ا ااا طييعي كحالة الكوارث
الطييعية ،وقد اعتمد هذا التعريف من طر الجمعية الفرنسية لعلم الضحية المنعقدة في أول مؤتمر لها.
La victime : " est une personne se situant individuellement ou faisant partie d'une
collectivité qui subirait les conséquences douloureuse déterminées par des facteurs de divers
)(1
- Michela MARZANO, Op-Cit, p 12.
)(2
- Pascale Latreille, l'expérience des victimes: de la demande de justice au souci de régulation et de gestion des
conséquence du crime, Thèse soumise à la faculté des études supérieures des exigences du programme de maîtrise
en criminologie, Université d'Ottawa-canada, Faculté des science sociales, Département de criminologie, 2012, p
9.
)(3
- Xavier PIN, " les victimes l'infraction définition et enjeux", Revue Archives de politique criminelle, Vol 28,
N°: 1, 2006, p 50.
)(4
- Robert Cario, la victime définition et enjeux, Dalloz.
نقز عن :الطيب سماتي ،حماية حقوق الضحية خزل الدعوع الجزائية في التةريع الجزائري ،المرجع السايق ،ص .7
)(5
- Xavier PIN, OP-Cit, p 50.
92
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
93
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
94
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
art. 43, relative à la protection de l'enfant (1), JORF n° 0063 du 15 mars 2016.
( -)5المادة 2من قانون رقم ،12-15مؤرخ في 15جويلية ،2015يتعلق بحماية الطفل ،ج رج ،عدد ،39مؤرخة في 19
جويلية ،2015ص .6
- l’article L11-1, créé par l’ordonnance n° 2019-950 du 11 septembre 2019 portant partie législative du code de
)(6
95
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
للتة ا اريع الجزائري ،وهو ما أكده القضا اااء الجزائري( ،)1و 18س اانة بالنس اابة للتة ا اريع الفرنساااي ،أي صااااحب
األهلية اإلجرائية والمتمتع بقواه العقلية(.)2
يعيا ينبغي على والباحث يرع أن عدم تحديد السا اان القانونية الززمة لتقديم الةا ااكوع يعد نق ا
ص ا اا تة ا ار ا
نصا لتييان السن المتعين يلوغها فيمن يحق لو الم ةرعين الجزائري والفرنسي تداركو،ألنو وان كانا لم يقر ار ا
التنازل عن الةااكوع يمكن تجاوزه ،إذ يكفي أن يكون قد وضااع القاعدة العامة التي تحكم الساان وأرةااد عنها
وهو األمر الذي نفتقده فيهما. ()3
في مناسبة تقديم الةكوع لتصير واجبة االتباع في حالة التنازل عنها
التة اريعين الجزائري والفرنسااي ،فإن المةاارع المصااري حدد األحكام التي تخضااع لها " وعلى خز
أهلية الةا ا ااكوع" وهي أهلية خاصا ا ااة مختلفة عن " أهلية االدعاء" في المادة الخامسا ا ااة من قانون اإلجراءات
الجنائية التي نص ا ا اات على " :إذا كان المجني عليو في الجريمة لم ييلغ خمس عةا ا ا ارة س ا ا اانة كاملة أو كان
مصابا بعاهة في عقلو تقدم الةكوع ممن لو الوصاية عليو ،"...ويستخلص من هذا النص أن مناط أهلية ا
الة ا ا ااكوع هو يلوغ الخامس ا ا ااة عةا ا ا ارة ،فمن كان دون هذه الس ا ا اان انتفت لديو هذه األهلية ،وهذا وجو اخر
()4
يين الةكوع والبزغ ،فالتيليغ عن الجريمة يصح صدوره من أي ةخص بالغ أو حدث عاقل أو لزختز
غير س ا ا ا ااوي( ،)5فما يقدمو المجنون أو الص ا ا ا اايي غير المميز من بزغات تحقق أثرها في إخطار الس ا ا ا االطة
العامة بالجريمة ولها أن تعتمد عليو في مباةرة ما تراه من إجراءات(.)6
وقد نادع بعض الفقو المصااري يرفع ساان الةااكوع ،إلى ثمانية عةاار ساانة ،ليكون لدع المجني عليو
القدرة على تقدير مص ا االحتو في تحريك الدعوع أو إنهائها بالتنازل ،خاص ا ااة وأن هناك اتجاه إلى رفع س ا اان
الزواج إلى 18سنة ولذا وجب التنسيق(.)7
والباحث يؤيد هذا االقترائ يرفع س اان الة ااكوع ،ذلك أن المجني عليو في س اان (الخامس ااة عةا ارة) ،لم
يكتمل لديو النضج العقلي ،وال القدرة على الموازنة يين حقوقو ،وتقدير مصلحتو في التمسك بالةكوع ومن
ثم متابعة المتهم أو العدول عنها(.)8
( -)1نقض جزائي 10 :جانفي ،1984المجلة القض ااائية عدد ،4س اانة ،1989ص ،323نقالً عن :عيد أ اوهاييية ،ة اارئ
قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ،المرجع السايق ،ص .132
( -)2مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .64
( -)3حسني محمد السيد الجدع ،المرجع السايق ،ص ص .306-305
( -)4محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار ،المرجع السايق ،ص ص .139-138
( -)5مصااطفى مجدي هرجة ،التعليق على قانون اإلجراءات الجنائية المعدل بالقوانين 145 :لساانة 2006و 74لساانة 2007
و 153لسنة ،2007المجلد األول :من المادة ( )1إلى المادة ( )109المرجع السايق ،ص .87
( -)6أحمد فتحي سرور ،المرجع السايق ،ص .791
( -)7حمدي رجب عطية ،المرجع السايق ،ص .107
( -)8حاتم عيد الرحمان محمد عطية ،المرجع السايق ،ص .63
96
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ويتض ا ااح مما س ا اايق أن المجني عليو مقدم الة ا ااكوع يجب أن يكون قد يلغ خمس ا ااة عةا ا ارة س ا اانة في
القانون المصااري ،وثمانية عةاار ساانة في القانون الفرنسااي ،وتسااعة عةاار ساانة في القانون الجزائري ،وبناء
على ذلك يعتير من هو دون هذا العمر غير أهل للتنازل ،على اعتبار أنو غير أهل للة ااكوع أصا ازا ،ويقع
عبء إثبات أن الة ااخص لم تتوافر لديو أهلية الة ااكوع على عاتق المس ااتفيد منو أي يكون ذلك على عاتق
المتهم(.)1
وعليو ،فإذا تنازل المجني عليو أي المتنازل قيل يلوغو السا ا ا اان المذكورة أعزه فز يعتد يتنازلو( ،)2وال
قيمة لو ،وللولي أو الوص ااي أن يتقدم بالة ااكوع في الميعاد( يتعلق هذا الة اارط بالتةا اريع المص ااري حصا ا اار)
رغم ذلك التنازل( ،)3ألنو يكون باطزا ،إذ يفترض لص ا ا ا ااحة التنازل أن تكون هناك جريمة قد وقعت بالفعل،
ويساايق تقديم ةااكوع عنها ممن لو الحق في ذلك ،فإذا كان صااحب الحق في الةااكوع غير أهل لذلك ،أي
كان دون الس ا اان القانونية فإما أن تقدم الة ا ااكوع من الولي أو الوص ا ااي أو القيم بحس ا ااب األحوال ،وفي هذه
الحالة ال يص ا ا ااح التنازل إال من النائب القانوني للمجني عليو ،أما إذا يلغ المجني عليو غير األهل للتنازل
الس اان القانونية قيل ص اادور حكم نهائي في الدعوع ،يكون لو التنازل عن الة ااكوع ،وتنقض ااي يذلك الدعوع
وبناء على ما تقدم يترتب على التنازل الصادر من المجني عليو دون توفر ةرط السن القانونية ا العمومية،
البطزن( ،)4وهذا البطزن من النظام العام ألنو يتعلق بص ا ا ااحة التنازل وأثره في انقض ا ا اااء الدعوع العمومية
()5
فهو يمس مص ا ا ا ااالح عامة تس ا ا ا اامو على كونها مص ا ا ا ااالح ومن ثم تقض ا ا ا ااي بو المحكمة من تلقاء نفس ا ا ا ااها
خاصة(.)6
وال تحدد السا ا اان يتاريخ الواقعة ألن األمر ال يتعلق بالمتهم وانما يتاريخ تقديم الةا ا ااكوع ألن المسا ا ااخلة
إجرائية بحتة لها عزقة يتصا ا ا اار المجني عليو()7وتطيياقا لذلك إذا وقعت جريمة على مجني عليو يقل عن
السن القانونية المحددة حسب ما سيق ييانو ،ثم يلغ هذه السن بعدها ،وجب تقديم الةكوع منو(.)8
-2شرط العقل.
نص القانون المصااري ص اراحة على هذا الةاارط بالقول " :إذا كان المجني عليو في الجريمة لم ييلغ
97
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
اابا بعاهة في عقلو تقدم الةا ااكوع ممن لو الوصا اااية عليو ،)1("...في
خمس عة ا ارة سا اانة كاملة أو كان مصا ا ا
نصا مماثزا ،ومع ذلك فهو مستفاد من األحكام العامة. حين لم يرد في القانون الجزائري وال نظيره الفرنسي ا
فز يكفي أن يكون المجني عليو قد يلغ السن القانونية والمحددة يا ا ا ا اا 19 :في التةريع الجزائري و18
ساانة بالنساابة للقانون الفرنسااي و 15ساانة بالنساابة للقانون المصااري ،وقت تقديم الةااكوع ،ليكون أهزا لتقديم
ومميز لما
اا متمتعا بكامل قواه العقلية( ،)2أي مدركا
ا ةا ا ا ا ا ااكواه ومن ثم التنازل عنها ،ولكن يةا ا ا ا ا ااترط أن يكون
يصدر عنو من أفعال أو تصرفات ،غير مصاب بخي عاهة عقلية تؤثر على مكناتو العقلية وتفقده اإلدراك
أو االختيار( ،)3والمكنات العقلية هذه تةاامل جميع العمليات العقلية البساايطة منها والمعقدة بما فيها اإلدراك
واالنتباه والذاكرة والتخيل والتقدير ،وغير ذلك من العمليات المعني يها العقل ،ويكفي أن يباةر االضطراب
العقلي أثره على اإلدراك أو االختيار على نحو يؤثر على المصا ا ا ا ا ا اااب بو ،ويجعلو غير أهل للموائمة يين
()4
وبالرجوع إلى نص المادة 5من ق.إ.ج.م فإنو يتعين تفس ا ااير تعيير نفس ا ااو ومتطلبات الحياة في المجتمع
« عاهة العقل» في أوساع المعاني ،والضاابا في عاهة العقل التي تنتفي معها أهلية الةاكوع أن يكون من
ةا ااخنها هيوط درجة التمييز والخيرة إلى دون ما يتوفر لدع من يلغ السا اان القانونية للةا ااكوع ،ويلزم من ذلك
اابا بعاهة في عقلو فز تنتفي لديو أهلية الةااكوع ومن ثم التنازل عنها ولو
أنو إذا لم يكن المجني عليو مصا ا
قانونيا :فالمحكوم عليو والمفلس ال تنتفي لديهم أهلية الةكوع(.)5
ا قضائيا أو
ا محجور عليو
اا كان
ااءا أن الجنون يقص ا ااد وعاهة العقل قد تكون جنون وقد تكون عتو ،والرأي المتفق عليو ا
فقها وقض ا ا ا
()6
بو اضا ا ا ااطراب في القوع العقلية يفقد المرء القدرة على التمييز أو على السا ا ا اايطرة على أعمالو( )7أما المعتوه
من كان مختزا في عقلو ،مختلا الكزم فاسا ااد التديير ،ينقصا ااو الفهم الكافي إلدارة أعمالو وتقدير معامزتو
لعجز طييعي فيو أو لضااعف ط أر عليو بساايب تقدم الساان ،وتقع تص ارفات المجنون والمعتوه باطلة ،وللقول
يإصااابة ةااخص ما بعاهة في عقلو س اواء تعلق األمر يجنون أو عتو يؤثر على مقدرتو على التمييز يتعين
إثباتها بحكم قضا ا ا ااائي نهائي ،فز يكفي لحرمان المجني عليو من حقو في تقديم الةا ا ا ااكوع أو التنازل عنها
98
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
لوجود ةهادة طيية تفيد إصايتو بمرض عقلي أو يكون معروافا عنو الجنون لدع العامة(.)1
أما الس ا اافيو والغافل فإن لو حق تقديم الة ا ااكوع( ،)2إذ تقيل الة ا ااكوع من المحجور عليو لس ا اافو ،ومن
المحكوم عليو بعقوبة جنائية بغير تدخل من القيم ،لتوفر ةاارطي الساان واإلدراك في كل منهم ،وذلك س اواء
أكانت الجريمة على النفس أم على المال ،وال يكون للقيم سا ا ا ا ا ا ااوع حق رفع الدعوع المدنية التي ال يملك
المحجوز عليو رفعها باسمو الخاص ،ويستوي أن ترفع هذه الدعوع أمام المحكمة المدنية أو الج ازئية(.)3
والعيرة في توافر ة اارط األهلية يلحظة تقديم الة ااكوع أو التنازل عنها وال يعتد يوقت ارتكاب الجريمة
أو بما يحدث بعد تقديم الةا ا ا ا ااكوع ،فإذا كانت القوع العقلية للمجني عليو سا ا ا ا االيمة وقت ارتكاب الجريمة ثم
أصا اايب بعاهة عقلية قيل تقديم الةا ااكوع مباة ا ارة فز تحدث الةا ااكوع أثرها القانوني ،واذا كان المجني عليو
عند تقديم الة ا ا ا ااكوع كامل األهلية ثم فقد أهليتو بعد ذلك فز يحول هذا الس ا ا ا اايب دون الس ا ا ا ااير في إجراءات
الدعوع( ،)4إال أنو يحول دون ص ا ا ا ااحة تنازلو عن الة ا ا ا ااكوع ،كخن يص ا ا ا اااب المجني عليو يجنون قيل تقديم
التنازل مباةرة ،النعدام قيمتو القانونية لصدوره عن ةخص غير أهل لذلك.
وعليو فالفرض أن يكون المجني عليو أهزا لمباة ا ا ا ا ا ارة التنازل ،ويكون كذلك إذا يلغ السا ا ا ا ا اان القانونية
المحددة في التة اريعات المقارنة محل الد ارسااة حسااب ما ساايق ييانو ،غير مصاااب بعاهة في عقلو ،فإن لم
قياسا على األهلية الواجب ٍ
تتوافر فيو هذه األهلية وجب أن يتم التنازل حينئذ من قيل ممثلو القانوني ،وذلك ا
توافرها في صاحب الحق في الةكوع(.)5
قانونا أو لم يكن لو من يمثلو ،فتقوم
واذا تعارض ا ا اات مص ا ا االحة المجني عليو مع مص ا ا االحة من يمثلو ا
النيابة العامة مقامو( ،)6وهي تفعل ذلك ال باعتبارها سالطة إتهام أو تحقيق يل باعتبارها قائمة مقام المجني
ومثال التعارض أن تقع الجريمة على القاصاار ()7
عليو في تقديم الةااكوع طبقا لنص المادة 6من ق إ ج م
( -)1عيد الرحمان الدراجي خلفي ،الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية :د ارسا ا ا ااة تخصا ا ا اايلية تحليلية مقارنة ،المرجع
السايق ،ص ص .135-134
( -)2أحمد عيد اللطيف الفقي ،المرجع السايق ،ص .29
عييد ،المرجع السايق ،ص .74 ( -)3رءو
( -)4امال عيد الرحيم عثمان ،ةرئ قانون اإلجراءات الجنائية ،المرجع السايق ،ص .71
( -)5علي محمد المييضا ا ا ااين ،الصا ا ا االح الجنائي وأثره في الدعوع العامة في القانون األردني ،رسا ا ا ااالة ماجسا ا ا ااتير في القانون،
الجامعة األردنية ،كلية الدراسات العليا ،2005 ،ص ص .215-214
( -)6وقيام النيابة العامة يتمثيل المجني عليو ال يقيد من حريتها وحقوقها في التص اار باعتبارها ممثلو الص ااالح العام ،ولذلك
فإنو من اليديهي أن هذا ال تخثير لو على س ا ا االطتها في الحفظ ،وعلى حرية عض ا ا ااو النيابة المترافع في إيداء أريو إذا وجد أن
التهمة غير ثايتة أو ال تتوافر على العناصر القانونية الززمة للعقاب ،محمود مصطفى محمود ،المرجع السايق ،ص .73
( -)7مصااطفى مجدي هرجة ،التعليق على قانون اإلجراءات الجنائية المعدل بالقوانين 145 :لساانة 2006و 74لساانة 2007
و 153لسنة ،2007المجلد األول :من المادة ( )1إلى المادة ( ،)109المرجع السايق ،ص .88
99
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
من الولي أو الوصي أو القيم أو يكون أحدهما مسؤوالا عن الحقوق المدنية الناةئة عن الجريمة(.)1
هذا ويجب أن يصدر التنازل عن إرادة حرة وغير خاضعة ألي إكراه مادي أو معنوي( ،)2خالية من
أي غش أو تاادليس( ،)3فاااإلرادة التي يرتااب عليهااا القااانون ارثااار القااانونيااة التي تتجااو إليهااا ،أي التي تعااد
احيحا ،اليد أن تكون إرادة جديرة يذلك ،وتكون كذلك إذا كانت مينية على معرفة كافية
قانونيا صا ا ا ا ا
ا تص ا ا ا ارافا
قادر على حساان االختيار يين اإلقدام على التصاار أو اإلحجام عليو،
بكل الظرو التي تجعل صاااحيها اا
يناءا على إختيار ن
في ض ااوء وز ص ااحيح لإلعتبارات والمص ااالح المادية واألديية ،وكذلك إذا كانت ص ااادرة ا
حر ،فإذا كانت هذه اإلرادة غير متنورة وغير حرة تكون غير صا ا ا ا ا ا ااالحة في نظر القانون ألن ترتب عليها
ارثااار القااانونيااة التي تتجااو إلى إحااداثهااا( ،)4وبااالتااالي إذا كااان المجني عليااو مكراهاا على تقااديم التنااازل عن
أثرا.
صحيحا وال يرتب اا الةكوع فإن هذا األخير يكون غير
-3الصفة الخاصة بالمجن عليه مقدم التناز
مجردا ،إال أنو بالنس ا ا اابة لبعض الجرائم
ا األص ا ا اال أن المة ا ا اارع يمنح الحق في الة ا ا ااكوع للمجني عليو
يتطلب في مقدم الة ااكوع ص اافة أخرع فضا ازا عن ص اافة المجني عليو( ، )5ولكن هل ية ااترط توافر الص اافة
100
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الخاصااة التي قد يتطليها القانون فيمن يقدم الةااكوع أن تظل قائمة وقت التنازل كصاافة الزوجية في جريمة
الزنا مثزا
أن العيرة يتوافر الص ا ا ا ا اافة المطلوبة هي يوقت تقديم الة ا ا ا ا ااكوع فقا ،فز ()1
يرع جانب مهم من الفقو
يةااترط اسااتمرار قيامها أثناء التنازل عن الةااكوع ،مثل صاافة الزوجية في جريمة الزنا ،فإذا تم الطزق بعد
تحريك الدعوع العمومية عن جريمة الزنا وقيل الحكم فيها ،فإن هذا الطزق الزحق ال يؤثر على التنازل
وينتج أثره في وقف الدعوع.
ويؤسا ا ااس أصا ا ااحاب هذا االتجاه رأيهم على نص المادة 10من ق إ ج م ،حيث أن نص هذه المادة
ورد مطلاقا ،حيث أجاز التنازل لمن قدم الة ا ا ااكوع ،ولم ية ا ا ااترط المة ا ا اارع ص ا ا اافة خاص ا ا ااة في المتنازل عن
الةا ااكوع ،وعلى ذلك يجوز التنازل من الزوج الةا اااكي أو الزوجة الةا اااكية حتى بعد انفصا ااام عرع الزوجية
بعد تقديم الة ا ا ااكوع وقيل التنازل الرتباط الحق في التنازل بمن ثيت لو الحق في الة ا ا ااكوع ،والقول يخز
ذلك من ةااخنو حرمان المجني عليو من التنازل إذا ما رأع في ذلك مصاالحة للعائلة أو األوالد وهي الحكمة
التي يعنيها المة ا ا ا اارع المص ا ا ا ااري والتي دعتو إلى تخويل األوالد حق التنازل بعد وفاة الة ا ا ا اااكي بة ا ا ا ااخن هذه
الجريمة.
وهو ما أكدتو محكمة النقض المص ا ا ا ارية في الطعن رقم 8845لسا ا ا اانة 21ق في جلسا ا ا ااة 5أكتوبر
.)2(1998
فيما يذهب رأي اخر إلى ض اارورة حص ااول التنازل من ة ااخص يحمل الص اافة التي ية ااترطها القانون
في تقديم الةكوع ،واذا أخذنا مثال جريمة الزنا فإنو يةترط توافر صفة الزوجية أثناء التنازل عن الةكوع،
بائنة ،وهذا الرأي يتوافق مع نص المادة 3-339من ق ع ج والمادة 273من ق ع م التي تتطلب صا ا ا ا ا ا اافة أو قيام رابطة
الزوجية وقت تقديم الةكوع ألن هذه المواد تتحدث عن ةكوع الزوج ،أحمد عيد اللطيف الفقي ،المرجع السايق ،ص .26
كانت تنص قيل الغائها بالقانون رقم 617لس ا ا ا اانة 1975على أن :الزنا و تجدر االة ا ا ا ااارة إلى أن المادة 336من ق ع
كانت تنص على الواقع من الزوجة يخضع لقيد الةكوع من الزوج المضرور من الجريمة ،كما أن المادة 339من ق ع
يناءا على ة ااكوع من الزوجة ،وقد قض ااي ينقض الحكم الذي أدان الةا اريك أن الزنا الواقع من الزوج في منزل الزوجية يكون
ا
دون إثبات أن هناك ةكوع صريحة من الزوج ،وعليو فالرأي السائد هو ضرورة توافر صفة الزوجية قيل تقديم الةكوع وعند
تقديمها ،سواء في الجزائر أو مصر أو حتى فرنسا قيل إلغاء جريمة الزنا ،عيد الحليم فؤاد الفقي ،المرجع السايق ،ص ص.
.122-121
( -)1حمدي رجب عطية ،المرجع السااايق ،ص ص ،109-108محمود محمود مصااطفى ،المرجع السااايق ،ص ،80مخمون
محمد سزمة ،المرجع السايق ،ص ،141حسن صادق المرصفاوي ،المرجع السايق ،ص ،100عيد السزم مقلد ،المرجع
السايق ،ص ،36عزت مصطفى الدسوقي ،المرجع السايق ،ص ،241محمد فوزي إيراهيم ،المرجع السايق ،ص .146
( -)2مصااطفى مجدي هرجة ،التعليق على قانون اإلجراءات الجنائية المعدل بالقوانين 145 :لساانة 2006و 74لساانة 2007
و ،153لسنة ،2007المجلد األول :من المادة ( )1إلى المادة ( ،)109المرجع السايق ،ص .119
101
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
بائنا فز قيمة
رجعيا ،أما إذا كان الطزق ا
ا وان طلقها فيجوز لو التنازل عن الةا ا ا ااكوع فقا ،إذا كان الطزق
للتنازل ،ذلك أن نص المادة 274من ق ع م تفترض قيام الزوجية عند التنازل ،وينطيق الحال على جميع
الجرائم األخرع المقيدة بةكوع ألن النص الوارد في جريمة الزنا جاء على سييل المثال(.)1
أما فيما يخص المةرع الجزائري ،وبالنظر إلى نص المادة 3-339من ق ع ج التي تنص على" :
وال تتخذ اإلجراءات إال يناء على ةكوع الزوج المضرور ،وأن صفح هذا األخير يضع ا
حدا لكل متابعة"(،)2
فالراجح أنو يتطلب اسااتمرار قيام رابطة الزوجية التي يةااترطها أص ازا عند تقديم الةااكوع ،وهو ما يسااتةااف
تحديدا من عبارة ..." :شيييييكوى الزوج المضيييييرور ،وأن صيييييفح ه ا األخير ،"...أما باقي نص ا ا ااوص جرائم
ا
الةااكوع األخرع فإنها تتحدث عن تنازل الضااحية دون اةااتراط نفس الصاافة التي كانت موجودة أثناء تقديم
الةااكوع ،نذكر منها نص المادة 4 –331من ق ع ج ،المتعلقة بعدم تسااديد النفقة ،وعليو فموقف المةاارع
الجزائري الذي ال يجوز التوسا ااع في نصا ااوصا ااو وبضا اارورة التقيد بمحتواها ،فهو يةا ااترط صا اافة الزوجية في
الجرائم األخرع المقيدة بةااكوع جريمة الزنا إذا اتجهت إرادة المجني عليو في التنازل عن الةااكوع ،يخز
فهو ال ية ا ااترط بقاء نفس الص ا اافة المتطلبة عند تقديم الة ا ااكوع( ،)3وهو ذات موقف المة ا اارع الفرنس ا ااي قيل
والمتعلقين يجريمة الزنا س ا ا ا ا ا ا اواء من الزوجة أو الزوج يهذا إلغاءه لنص المادتين 336و 339من ق ع
المةا ا ا اارع المصا ا ا ااري الترتيب بموجب نص المادة 17من القانون رقم 617لسا ا ا اانة ،)4(1975وعلى خز
حكما مطلاقا ال يةا ااترط فيو توافر صا اافة خاصا ااة في المتنازل عن
الذي أورد ينص المادة 10من ق.إ.ج.م ا
الةكوع سواء بالنسبة لجريمة الزنا أو غيرها من جرائم الةكوع.
والباحث يؤيد الرأي القائل بضا اارورة بقاء الصا اافة التي يةا ااترطها القانون لتقديم الةا ااكوع ،إذ من غير
المقيول في جريمة الزنا على وجو الخصا ا ااوص أن يةا ا ااترط قيام الرابطة الزوجية عند ارتكاب الجريمة وعند
تقديم الةا ا ااكوع أيضا ا ااا وال يةا ا ااترطها عند التنازل عن الةا ا ااكوع ،ذلك أن الحكمة التي أرادها المةا ا اارع وهي
أمر في
( -)1يخخذ يهذا االتجاه بعض المحاكم الفرنس ا ا ا ااية ،ومن ذلك أن قاض ا ا ا ااي التحقيق لدع محكمة الفا Lavalأص ا ا ا اادر اا
18و01و 1947يااإحااالااة زوجااة زانيااة على محكمااة الجنح ،ثم طلقهااا زوجهااا ،وبعااد ذلااك تنااازل الزوج في 13و02و 1947عن
ةااكواه فقضاات محكمة الجنح الفا بالعقوبة مع وقف التنفيذ في 28و02و 1947على اعتبار أن تنازل الزوج أضااحى ال قيمة
لو لحص ا ااولو بعد الطزق ،Tribunal Laval 28/02/1947عيد الرحمان الدراجي خلفي ،الحق في الةاا ااكوع كقيد على المتابعة
الجزائية :دراسة تخصيلية تحليلية مقارنة ،المرجع السايق ،ص .256
( -)2المادة 3-339من ق ع ج ،معدلة بالقانون رقم 04-82المؤرخ في 13فيفري ،1982يعدل ويتمم األمر رقم 156-66
المؤرخ في 8جوان 1966والمتضا ا اامن قانون العقوبات ،ج ر ج .عدد -7السا ا اانة ،-19صا ا ااادرة في 16فيفري ،1982ص
.324
نموذجا) :دراسة تخصيلية تحليلية مقارنة،
ا ( -)3عيد الرحمان خلفي ،اتجاه جديد نحو خوصصة الدعوع العمومية(حالة الةكوع
المرجع السايق ،ص .407
)(4
- Loi n° 75-617, du 11 juillet 1975, portant réforme du divorce, JORF n° 0161-107 année-du 12 juillet 1975, p
7177.
102
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الحفاظ على األس ا ا ا ا ا ا ارة وأواصا ا ا ا ا ا اار الزواج من الفضا ا ا ا ا ا اايحة تكون قد انتهكت بعد عرض وقائع الدعوع أمام
المحكمة ،كما أن انفصا ااال الزوجين وفك الرابطة الزوجية بموجب حكم طزق ،من ةاااخنو أن يطرئ إةا ااكال
مفاده :ما الفائدة التي ييتغيها المة اارع بعد انتة ااار الفض اايحة وبعد خراب الييت للقول يجواز تمكين المطلق
أو المطلقة من الصفح والذي بانفصام عرع الزوجية لم يبقى يربطو بالطر ارخر أي عزقة (.)1
صحيحا من حيث المتقدم بو ،ويظهر من هذه الةروطا وبتوفر الةروط السابقة يكون التنازل قد وقع
أن أهلية الةااكوع والتنازل عنها تختلف عن األهلية المدنية ،فربما ال تتوفر هذه األخيرة لس ايب اخر خز
صااغر الساان أو الجنون يرغم ذلك تقيل الةااكوع ومن ثم التنازل عنها ،فإذا كان الةاااكي المتنازل ساافيها أو
محكوما عليو بعقوبة جنائية والتي من ة ااخنها أن تس ااقا عنو األهلية المدنية فتقيل منو الة ااكوع مادامت قد
توفرت الةروط السابقة(.)2
رابعا :النيابة ف تقديم التناز عن الشكوى
نظيريو المصري()3والفرنسي(( )4وان كان هذا األخير لم يفصل لم يةر المةرع الجزائري على خز
فيها يل اكتفى باإلة ا ا ا ا ا ا ااارة إلى إمكانية تقديمها عن طريق الممثل القانوني للمجني عليو) إلى فكرة تمثيل
الةا اااكي فيما يتعلق يتقديم الةا ااكوع ،فلم يضا ااع القاعدة العامة التي تحكم النيابة في الةا ااكوع ،لتكون واجبة
االتباع في حالة التنازل عنها ،مما يفرض الرجوع إلى القواعد العامة في ذلك.
والنيابة في تقديم التنازل كالنيابة في تقديم الةا ااكوع نوعان :نيابة اتفاقية وهي أن يوكل المجني عليو
غيره في القيام بالتنازل ،ونيابة قانونية في حالة ما إذا كان المجني عليو ناقص األهلية ،ويكون كذلك إذا
متمتعا بكامل قواه العقلية إلصايتو يجنون أو عتو،
ا لم ييلغ السن القانونية لتقديم الةكوع ،أو يلغها ولم يكن
مما يعطي ممثلو القانوني مهمة القيام بالتنازل(.)5
وبناء على ما تقدم سنقوم يبحث نوعي النيابة وما يثار حولها من إةكاليات فيما يلي:
-Iالنيابة االتفاقية -الوكيل الخاص للمجن عليه
للمجني عليو أن يتنازل عن الةا ا ااكوع ينفسا ا ااو وهو األصا ا اال ،ولو أن يوكل غيره في القيام يذلك نيابة
عنو ،إال أنو يةترط في التوكيل الذي يجوز التنازل عن الةكوع بموجبو عدة ةروط أهمها:
( -)1عيد الرحمان خلفي ،الحق في الةا ااكوع في التة ا اريع الجزائري والمقارن :اتجاه جديد نحو خوص ا اصا ااة الدعوع العمومية،
المرجع السايق ،ص .21
( -)2عزت مصطفى الدسوقي ،المرجع السايق ،ص .241
( -)3ينص المادة 5من ق إ ج م.
. ( -)4مثز نص المادة 6-226من ق ع
( -)5عيد الحليم فؤاد عيد الحليم ،المرجع السايق ،ص .111
( -)6محمود محمود مصطفى ،المرجع السايق ،ص .73
103
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
لكال واقعاة ظروفهاا ،وأن المجني علياو أقادر النااس على تقادير العواقاب التي تترتاب على التناازل ،إذ لكال
واقعة تقديرها الخاص لدع المجني عليو( ،)1ويترتب على ذلك أنو ال محل في الةا ا ا ا ا ا ااكوع والتنازل عنها
104
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
105
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ومما ال ةا ااك فيو أن هذا الرأي يتفق والطييعة الةا ااخصا ااية لحق التنازل عن الةا ااكوع ،كما أن القول
بسا ا ا ا ا اريان التوكيل الخاص بالتنازل رغم وفاة المجني عليو ،فإن الوكيل قد يس ا ا ا ا اايء اس ا ا ا ا ااتعمالو ويجعل من
سيبا لزيتزاز(.)1 التوكيل ورقة رابحة في يده ويتخذها ا
وغني عن الييان أنو إذا قدم الوكيل الةا ا ا ا ا ا ااكوع فيجوز لألصا ا ا ا ا ا اال التنازل عنها ،دون حاجة لموافقة
الوكيل ،ولكن إذا قدم المجني عليو الةكوع ينفسو فز يجوز للوكيل التنازل عنها إال إذا كان توكيلو ا
خاصا
لذلك(.)2
مجمل القول أن التنازل عن الةا ااكوع يجب أن يصا اادر عن المجني عليو ،ويقدم ينفسا ااو أو يواسا ااطة
اادر عن واقعة معينة سا ااابقة على صا اادروه ،وهذا
يحا وصا ا اا وكيل عنو ،على أن يكون التوكيل خا ا
ص ا اا وص ا ار ا
ةرط من النظام العام(.)3
-IIالنيابة القانونية-ممثل المجن عليه
ال صا ااعوبة إذا كان المجني عليو أهزا للةا ااكوع ،فكما يجوز لو تقديم الةا ااكوع ينفسا ااو أو عن طريق
وكيلو الخاص ،يجوز لو كذلك التنازل عنها ينفسا ااو أو عن طريق وكيلو الخاص ،أما إذا كان المجني عليو
غير أهل للةكوع فإن لممثلو القانوني تقديمها والتنازل عنها(.)4
والمةرع المصري يين في قانون اإلجراءات الجزائية أحكام النيابة القانونية في جرائم الةكوع وفصل
نظيريو الجزائري والفرنسي اللذان لم يتناوال هذه المسخلة. فيها في نص المادتين ( 5و )6منو،على خز
فإذا كان المجني عليو في الجريمة لم ييلغ الس ا ا ا ا ا اان القانونية أو كان مص ا ا ا ا ا اااابا بعاهة في عقلو ،تقدم
الةكوع من وليو إن كانت الجريمة واقعة على ةخصو( ،)5ولما كان التنازل عن الةكوع هو الوجو المقايل
لتقديمها يةااترط أن يكون المجني عليو لديو األهلية التي يتطليها المةاارع عند تقديم الةااكوع ،فإذا لم يتوافر
لديو هذه األهلية يباة ا ا اار ولي النفس نيابة عنو الحق في التنازل عن الة ا ا ااكوع إذا كانت الجريمة من جرائم
والس ا ا ااب والزنا( ،)6سا ا ا اواء كان األب أو الجد أو من يليو من العص ا ا اابات النفس ،أو االعتبار كجرائم القذ
الذكور ،وتثيت الوالية على النفس للعصا ا ا ا ا ا اابة من الذكور وهم أربع جهات الينوة واأليوة واألخوة والعمومة،
وفي حالة تعدد األولياء وكانت الجهة واحدة قدم األقرب منهم درجة(.)7
أما إذا كانت الجريمة من جرائم األموال كالس ا ارقة يين الفروع واألصا ااول واألزواج فإن للوصا ااي الذي
106
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1عيد الرحمان الدراجي خلفي ،الحق في الةكوع كقيد على المتابعة الجزائية :دراسة ،.....المرجع السايق ،ص .141
مصابا بعاهة في عقلو ،تقدم الةكوع ممن
ا ( " -)2إذا كان المجني عليو في الجريمة لم ييلغ خمس عةرة سنة كاملة ،أو كان
لو الوالية عليو ،واذا كانت الجريمة واقعة على المال ،تقيل الةكوع من الوصي أو القيم" ،المادة 5من ق إ ج م.
( -)3عوض محمد عوض ،المرجع السايق ،ص .73
( -)4مخمون محمد سزمة ،المرجع السايق ،ص .141
( " -)5إذا تعارضات مصالحة المجني عليو مع مصالحة من يمثلو أو لم يكن لو من يمثلو تقوم النيابة العامة مقامو" .المادة 6
من ق إ ج م.
( " -)6تقوم النيابة العامة مقام المض اارور أو ص اااحب المص االحة حيثما تعارض اات مع مص االحة وليو" ،المادة 3-36من قانون
اإلجراءات الجنائية السوداني لسنة ،1991مؤرخ في 11نوفمير ،1991الجريدة الرسمية السودانية في 12نوفمير .1991
( -)7محمود محمود مصطفى ،المرجع السايق ،ص .73
( -)8محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار ،المرجع السايق ،ص .148
( -)9عيد الحليم فؤاد عيد الحليم ،المرجع السايق ،ص .328
107
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
المجني عليو إال أحد أفراد هذا المجتمع كما أنها ولي من ال ولي لو.
ويثور التساؤل في هذا الصدد،عما إذا كان يجوز للنيابة في حالة تقديمها للةكوع نيابة عن المجني
عليو القاصر أو المصاب بعاهة في عقلو أو حتى الةخص المعنوي في حالة التعارض ،أن تتنازل عنها
في ظل عدم وجود أي نص في التةا ا اريعات المقارنة محل الد ارس ا ااة يمكن االس ا ااتناد إليو في اإلجابة
على هذا التسا ا ا ا اااؤل فقد ذهب رأي في الفقو إلى أنو يجب ييان صا ا ا ا اافة النيابة العامة في تقديمها للةا ا ا ا ااكوع
لإلجابة على هذا التس اااؤل فقيام النيابة العامة يتقديم الة ااكوع في حالة تعارض مص االحة المجني عليو مع
قانونا ،أو في حالة عدم وجود من يمثلو ،يص ا اابح لها يذلك ص ا اافتان :األولى :بصا ا افتها
مص ا االحة من يمثلو ا
وكيل عن المجني عليو ،والثانية ،بص اافتها ممثلو للمجتمع في اقتض اااء حقها في العقاب ،ولما كان المة اارع
قد أورد قيد الةاكوع العتبارات خاصاة تمس مصالحة المجني عليو ،فعلى النيابة العامة بصافتها وكيلة عن
هذا األخير أن تتخذ ما تراه محقاقا لمصلحتو في التنازل عن الةكوع أو عدم التنازل عنها(.)1
ويجب أن يهد الممثل القانوني إلى تحقيق مص ا ا ا االحة المجني عليو الذي يمثلو ،وأال يحيد عن هذا
الس ا ااييل قاص ا ا اادا تحقيق مكاس ا ااب لو أو لغيره ،وقد ذهب رأي في الفقو-يرع الباحث أنو جدير بالتخييد -إلى
ض ا اارورة وجود رقابة قض ا ااائية على التنازل الص ا ااادر من الممثل القانوني للمجني عليو للتحقق من أن غاية
الممثل من التنازل هي تحقيق مصلحة المجني عليو الذي يمثلو وليس تحقيق مصلحة خاصة بو أو بغيره
ومن ثم يجب على المحكمة أن تتيقن قيل قيول التنازل منو من عدم وجود ةا اايهة التواطؤ يينو وبين المتهم
حماية لمص االحة المجني عليو القاص اار( ،)2وقد س االك المة اارع اإلس ااباني هذا المس االك ،إذ قرر ينص المادة
4-443من قانون العقوبات إخض ا اااع التنازل الص ا ااادر من الممثل القانوني للمجني عليو لرقابة القض ا اااء،
وأعطى للنيابة العامة عند عدم تصا ااديق المحكمة على هذا التنازل أن تسا ااير في إجراءات الدعوع أو تنفيذ
العقوبة ،وانتهى هذا الرأي إلى وجوب النص على حكم مماثل في القانون المصا ا ا ا ا ااري ،ويضا ا ا ا ا اايف الباحث
القانون الجزائري ونظيره الفرنسي ،لذات االعتبارات التي يقوم عليها النص اإلسباني(.)3
وبالنسا ا اابة للةا ا ااخص المعنوي ،فإن الممثل القانوني لهذا األخير يمكنو التقدم بالةا ا ااكوع أمام الجهات
المؤهلة يذلك ،كما يمكنو التنازل عنها ،ولكن ية ا ااترط لتمثيل الة ا ااخص المعنوي أن يكون لهذا األخير فعزا
الةخصية المعنوية ويحدد في قانونو األساسي ممثلو القانوني ،أما إذا كان القانون ال يعتر لو بالةخصية
المعنوية فز يجوز لو أصا ازا االلتجاء إلى القض اااء وال يمكن تمثيلو ،وبالتالي ال يمكن لو تقديم ةا اكوع أمام
الجهات المعنية وبالتبعية التنازل عنها ،ومن الجرائم المقيدة بةا ا ااكوع والتي يصا ا اادق أن يكون المجني عليو
108
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1عيد الرحمان الدراجي خلفي ،الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية :د ارسا ا ا ااة تخصا ا ا اايلية تحليلية مقارنة ،المرجع
السايق ،ص ص .143-142
( -)2أسامة أحمد محمد النعيمي ،المرجع السايق ،ص .330
( -)3حسني محمد السيد الجدع ،المرجع السايق ،ص .310
( -)4عيد الحليم فؤاد عيد الحليم ،المرجع السايق ،ص .376
109
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1قض ا ا ااى أن جريمة الزنا في الحقيقة والواقع جريمة في حق الزوج المثلوم ة ا ا اارفو ،فإذا ثيت أن الزوج كان يس ا ا اامح لزوجتو
بالزنا ،يل إنو قد اتخذ الزواج حرفة ييتغي من ورائها العيش مما تكس ا اابو زوجتو من البغاء ،فإن مثل هذا الزوج ال يص ا ااح أن
زوجا حقيقة ،يل هو زوج ة ااكزا ،ألنو فرط في أهم حق من حقوقو ،وهو اختص اااص الزوج يزوجتو ،ومادام قد تنازل عن يعد ا
هذا الحق األساااسااي المقرر أص ازا لحفظ كيان العائلة وضاابا النسااب ،فز يصااح بعد ذلك أن يعتر بو كزوج ،وال يقيل منو
متروكا ألهوائو يخخذه وسا ا ا اايلة لسا ا ا االب أموال
ا كزوج أن يطلب محاكمة زوجتو أو أحد ةا ا ا ااركائها إذا زنت ،واال كان هذا الحق
الزوجة وة ا ااركائها كلما عن لو ذلك يتهديدهم بالفض ا اايحة(.محكمة الموس ا ااكي الجزئية 14أكتوبر س ا اانة ،1904س ،16ص
،285محكمة مصاار الكلية 9فيفري ساانة ،1941س ،31رقم ،436ص ،1209نقض 15فيفري ساانة ،1965مجموعة
أحكام النقض ،س ،16رقم ،28ص ،)124وقد أقامت محكمة النقض قضااائها على سااقوط حق الزوج في المحاكمة على
مصلحة العائلة وسمعتها ،نقالً عن :أحمد فتحي سرور ،المرجع السايق ،ص .805
)(2
- Garcon, Code pénal annoté, sirey 1901-1906, 1959, T 11, N° 124 art. pp 333-337.
-أحمد خليل ،جرائم الزنا ،دار المطيوعات الجامعية ،اإلس ا ا ااكندرية ،مص ا ا اار ،1993 ،ص ،35نقالً عن :جمال ة ا ا ااديد علي
الخرباوي ،المرجع السايق ،ص .474
( -)3عيد الرحمان الدراجي خلفي ،الحق في الةكوع كقيد على المتابعة الجزائية :دراسة ،...المرجع السايق ،ص .234
( -)4محمود محمود مصطفى ،المرجع السايق ،ص .73
( -)5حمدي رجب عطية ،المرجع السايق ،ص .150
110
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
وقد ذهب الرأي السااائد في الفقو والقضاااء الفرنسااي إلى أن الرضااا السااايق من الزوج ال يييح الفعل،
وال يحرم الزوج من حق الةكوع ،وبالتالي ال يخول للنيابة العامة تحريك الدعوع العمومية من تلقاء نفسها،
وكل ما هناك أن المحكمة تجد فيها ظرافا يدعوا إلى تخفيف العقاب ،ومن التةا اريعات المقارنة التي نصا ات
صراحة على عدم معاقبة الزوجة الزانية إذا كان الزوج قد أوعز لها أو حرضها على الفسق أو استفاد بخي
طريقة كانت من فسقها ،نجد المةرع اإليطالي ينص المادة 561من قانون العقوبات(.)1
وقاد س ا ا ا ا ا ا ااار على هاذا النهج القاانون اللينااني الاذي نص في الماادة 489من ق ع على " :ال تقيل
الةا ا ااكوع من الزوج الذي تم الزنا يرضا ا اااه "( ،)2والقانون العراقي ينصا ا ااو في المادة -378جا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا من قانون
العقوبات على :ال تقيل الةكوع في األحوال التالية ...جا-إذا ثيت أن الزنا تم يرضا الةاكي"(.)3
111
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1وتقدير التنازل هو من المسائل الموضوعية التي تستقل يها محكمة الموضوع دون رقابة من محكمة النقض ولذلك فمتى
اسا ااتخلصا اات المحكمة أن ما ثيت بالمحضا اار الموقع عليو من المجني عليو يفيد عدولو عن ةا ااكواه ،فز رقابة بعد ذلك على
الحكم ،مخمون محمد سزمة ،المرجع السايق ،ص .144
( -)2مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .66
( " -)3يحق لمن قدم الشكوى أن يتنازل عنها ،"...المادة -9جا من قانون رقم 23لسنة ،1971المرجع السايق ،ص .150
( -)4أسامة أحمد محمد النعيمي ،المرجع السايق ،ص .332
112
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
رغم أن المةا ا ا اارع الجزائري على غرار نظيره الفرنسا ا ا ااي لم يورد ن ا
()1
ائيا ييين فيو نهاية ميعاد ص ا ا ا اا إجر ا
التنازل ،على خز المةا ا ا ا اارع المصا ا ا ا ااري ،الذي حدد ينص المادة 1-10من ق.إ.ج.م ص ا ا ا ا اراحة اإلطار
الزمني للتنازل عن الة ااكوع ينص ااو على ..." :يتناز عن الشييكوى أو الطلب في أي وقت إل أن يصييدر
ف الدعوى حكم نهائ " ،إال أنو وطبقا للقواعد العامة في قانون اإلجراءات الجزائية س ا ا ا ا ا ا اواء الجزائري أو
الفرنسي فإنها تقضي بعدم قيول التنازل بعد صدور حكم نهائي وبات(.)2
ومن التةا ا ا اريعات التي نص ا ا اات على وقت التنازل نجد التةا ا ا اريع األردني ،إذ نص في المادة 52من
قااانون العقوبااات على " :صا ا ا ا ا ا اافح المجني عليااو يسا ا ا ا ا ا ااقا دعوع الحق العااام ...مااالم يكتس ا ا ا ا ا ا ااب الاادرجااة
،كماا ورد باالماادة 1-16من القاانون اإلمااراتي والماادة 10من القاانون القطري لفظ "حكم ()3
القطعياة"...
بات" ،واستعمل المةرع العماني عبارة إلى " :أن يفصل في الدعوع ا
نهائيا "(.)4
وبذلك فالتة اريعات المقارنة محل الد ارسااة وسااعت في الوقت الذي يسااتطيع فيو المجني عليو التنازل
()5
عن ةكواه ،فيجوز لو ذلك طالما أن الدعوع قائمة لم تنقضي بسيب اخر كالتقادم أو صدور حكم نهائي
،ويااذهااب الفقهاااء إلى أن المقصا ا ا ا ا ا ااود بااالحكم النهااائي في نص المااادة 1 –10من ق إ ج م هو الحكم
البات( ،)6أي الحكم غير القايل ألي طريق من طرق الطعن في األحكام العادية وغير العادية باسا ا ا ااتعمالها
وفصل الجهات القضائية المختصة فيها ،أو يتفويت فرصة استعمالها( ،)7ولذلك إذا صدر حكم نهائي من
( -)1ولكن األسااتاذ عبد هللا أوهايبية يرع أن المةاارع الجزائري ينصااو في المواد 329مكرر 339 ،330 ،من ق ع ج على:
حدا لكل متابعة" ،استعمل مصطلح " الصفح" الذي من ةخنو أن يوسع النطاق الزمني للتنازل «وأن صفح هذا األخير يضع ا
عن الةا ا ااكوع ليةا ا اامل جميع المراحل اإلجرائية بما فيها مرحلة تنفيذ الحكم النهائي فيوقف تنفيذه ،عبد هللا أوهايبية ، ،ةا ا اارئ
قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ،المرجع السايق ،ص .180
إال أن هذا الرأي كان محل نقد ،على أساااس -يؤيده الباحث -أن النص واضااح وص اريح في نص المادة 3-339من ق ع ج
113
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1مخمون محمد سزمة ،المرجع السايق ،ص ص ،145-144عزت مصطفى الدسوقي ،المرجع السايق ،ص .277
( -)2محمود محمود مصطفى ،المرجع السايق ،ص .82
( -)3رفاه خضير جياد اإلدريسي ،المرجع السايق ،ص .100
( -)4قوة الحكم البات تفترض أن هذا الحكم قد أصاابح عنوان الحقيقة ،حتى ولو ثيت بصااورة قاطعة أنو لم يكن كذلك بالفعل،
114
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الوقت الجائز فيو التنازل من المجني عليو عن ةااكواه على النحو الوارد ينص المادة 10من ق إ ج م ،ما
من ةخنو أن يتيح استغزل المجني عليو للجاني.
إال أن هاذا االقترائ محال نظر ،فاإتااحاة مادة طويلاة للمجني علياو يكون لاو خزلهاا حق التناازل عن
ةااكواه ،من ةااخنو أن يعطيو الفرصااة أطول في تقدير مزئمة التنازل من عدمو ،وهذا ما ييتغيو المةارع من
منح المجني عليو حق التنازل عن الةا ا ا ا ااكوع في بعض الجرائم لحماية مصا ا ا ا االحتو والمحافظة على س ا ا ا ا اتره
وس اامعتو وةا ارفو ،كما أن عدم إطالة مدة التنازل ال يتفق واإلتجاه المعاص اار في الس ااياس ااة الجزائية والمناداة
بضرورة توسيع دور المجني عليو في الدعوع العمومية(.)1
ومما سا ا ا ا ا اايق يتجلى أن حق المجني عليو في التنازل عن الةا ا ا ا ا ااكوع يكون اا
جائز في أي وقت طالما
كانت الدعوع قائمة ولم يفصا ا ا ا ا ا اال فيها بحكم بات ،فلهذا األخير أن يسا ا ا ا ا ا ااتعمل حقو في أي دور من أدوار
الدعوع ،وفي جميع مراحلها(.)2
تيبا على ذلك يجوز للمجني عليو أن يتنازل عن ةا ا ا ا ااكواه عقب تقديمها مباة ا ا ا ا ارة ،فإذا قدمت إلى
وتر ا
ضااابا الةاارطة القضااائية فيجوز التنازل عنها أمامو ،ولو لم يقم بخي إجراء في ةااخنها ،كذلك يجوز التنازل
عنها أمام النيابة العامة ،ولو لم تقم يتحريك الدعوع العمومية في ةا ا ا ا ا ا ااخنها ،كما يجوز لو أن يتنازل عنها
أمام قاضا ا ا ا ا ا ااي التحقيق في حالة ما إذا تم إحالتها إليو بموجب طلب افتتاحي إلجراء التحقيق ،كما يجوز
التنازل عنها أثناء س ااير الدعوع أمام محكمة أول درجة وكذا أمام المجلس القض ااائي-محكمة االس ااتئنا -
يل وأمام محكمة النقض-المحكمة العليا ،-على أن يكون الطعن مقيوالا ةكزا(.)3
-2التناز بعد صدور الحكم النهائ
قدمنا بخن القاعدة العامة التي تحكم تحديد وقت التنازل تتمثل في إمكانية ص اادوره في أي لحظة بعد
تقديم الةااكوع وفي أي مرحلة من مراحل سااير الدعوع ولحين صاادور حكم نهائي فيها ،إال أن المةاارع في
وتغليبا منو للمص ا ا ا االحة الخاص ا ا ا ااة للمجني عليو على المص ا ا ا االحة العامة ،أجاز لهذا األخير
ا بعض القوانين
التنازل عن ةكواه على الرغم من صدور حكم نهائي في الدعوع العمومية كاستثناء من القاعدة العامة(.)4
أ -أو ه اإلسيييتثنا ات هو االسيييتثنا المتعلق بجريمة الزنا :إذ أجاز التةا اريع المص ااري ينص
()5
لزوج المرأة الزانية أن يقف تنفيذ الحكم المادة 274من ق ع م على غرار بعض التة ا ا ا ا ا ا اريعات العربية
115
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
عليها يرضائو معاةرتها لو كما كانت ،ويزحظ على هذا النص ما يلي:
ايتداءا قيام رابطة الزوجية(.)1
ا -أنو يةترط في هذه الحالة
نهائيا والذي يتمثل في صا ااورة العفو عن الزوجة ال يؤتي
-أن أثر الرضا ااا الزحق لصا اايرورة الحكم ا
أثره إال عن جريمة الزنا فقا ،وليس أية جريمة أخرع عقوبتها أةد(.)2
-أن وقف تنفيذ الحكم مةروط يرضا الزوج معاةرة زوجتو ،وهو ةرط لم يستلزمو القانون في حالة
التنازل قيل صاادور الحكم البات ،وال يةااترط أن يسااتمر رضااا الزوج بمعاة ارة زوجتو ،فز يجوز إلغاء وقف
التنفيذ إذا طلق الزوج زوجتو بعد أن رض ا ااى بمعاةا ا ارتها لو( ،)3أي يرض ا ااى بخن تعود الحياة الزوجية يينهما
لمدة طالت أو قصاارت( ،)4فالعفو نهائي ،ال يجوز الرجوع فيو ،واذا كذب الزوج في ادعائو الرضااا بمعاة ارة
زوجتو فإن ذلك ال يمس العفو الذي اسا ا ا ااتفادت منو الزوجة( ،)5وليس المقصا ا ا ااود من عبارة " كما كانت" أن
تعود الحياة والمعاة ا ا ارة يينهما إلى الحالة التي كانت عليها قيل ارتكاب الجريمة ،من الوئام واأللفة والمودة،
يل قد تستخنف على بغض أو تستمر على مضض ،ذلك ألن المقصود هو مجرد استئنافها على أي وجو،
فيما يعيب بعض الفقو اسااتعمال المةاارع المصااري عبارة "يوقف تنفيذ الحكم" التي ورد يها النص ،ذلك ألن
الوقف بحسا ا ا ا ااب األصا ا ا ا اال يكون قابزا للرجوع فيو عند زوال سا ا ا ا اايبو ،ومن ثم كان األجدر بو النص على "
انقضاء العقوبة "(.)6
تنفيذ الحكم الصا ا ا ا ا ا ااادر على زوجو ،"...المادة 2-379من قانون رقم 111لسا ا ا ا ا ا اانة ،1969مؤرخ في 19جويلية ،1969
متضمن قانون العقوبات العراقي ،المرجع السايق.
والقانون األردني ينصا ااو على " :وتسا ااقا الدعوع والعقوبة يإسا ااقاط الةا اااكي ةا ااكواه" ،المادة 1-284من قانون رقم 8لسا اانة
،2011مؤرخ في 29مارس ،2011معدل لقانون العقوبات األردني ،المرجع السايق ،ص.1771
والقااانون اليمني ينص على " :يجوز لمن لااو الحق في الةا ا ا ا ا ا ااكوع ...أن يتنااازل عنهااا في أي وقاات" ،المااادة 31من قرار
جمهوري بقانون رقم 13لسا ا ا ا ا ا اانة ،1994مؤرخ في 12أكتوبر ،1994بةا ا ا ا ا ا ااخن قانون اإلجراءات الجزائية اليمني ،المرجع
السايق.
كما أن القانون الكويتي يتوس ا ا ا ا ااع في النطاق الزمني للتنازل ينص ا ا ا ا ااو على " :يجوز للمجني عليو أن يعفو عن المتهم ...قيل
صا ا ا ا اادور الحكم أو بعده " ،المادة 240من قانون رقم 17لسا ا ا ا اانة ،1960يإصا ا ا ا اادار قانون اإلجراءات والمحاكمات الجزائية
الكويتي.
( -)1عيد السزم مقلد ،المرجع السايق ،ص ،38عزت مصطفى الدسوقي ،المرجع السايق ،ص .277
( -)2حسني محمد السيد الجدع ،المرجع السايق ،ص .312
( -)3مصااطفى مجدي هرجة ،التعليق على قانون اإلجراءات الجنائية المعدل بالقوانين 145 :لساانة 2006و 74لساانة 2007
و 153لسنة ،2007المجلد األول :من المادة ( )1إلى المادة ( ،)109المرجع السايق ،ص .113
( -)4حسني محمد السيد الجدع ،نفس المرجع ،ص .312
( -)5محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار ،المرجع السايق ،ص .149
( -)6حسني محمد السيد الجدع ،نفس المرجع ،ص .313
116
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
-حكم المادة 274من ق ع م مقصا ا ا ا ا ا ااور على الزوج دون الزوجة ،فلم يخول القانون المصا ا ا ا ا ا ااري
للزوجة حق وقف تنفيذ الحكم على زوجها الزاني ،وقد يرجع ذلك إلى أن اسا ا ا ا ا ااتمرار المعاة ا ا ا ا ا ارة أمر يملكو
الزوج دون الزوجة(.)1
وقد انتقد بعض الفقهاء هذه التفرقة وعدم التساا ا ا ااوية يين الزوج والزوجة ،ونادوا بالمساا ا ا اااواة يينهما في
الحكم فيس ا ا ا ااتفيد الزوج الزاني إذا رض ا ا ا اايت زوجتو بمعاةا ا ا ا ارتها لو وذلك بالقياس على زنا الزوجة ،حيث أن
القياس جائز في كل ما يفيد المتهم والمحكوم عليو إلتحاد العلة في الحالتين ،فض ازا على أن القياس جائز
أيضا ااا ألنو في ميدان رفع العقاب ال في ميدان تقريره ،فهو يعفو عن العقوبة المقررة للفعل المجرم دون أن
يقرر للفعل عقوبة جريمة لم يصا ا ا ا ا ا اافو يها نص ص ا ا ا ا ا ا اريح ،ومن ثم فز يتعارض مع ميدأ ةا ا ا ا ا ا اارعية الجرائم
()2
والعقوبات،فز حرج على القاضي أن يقيس في مجال موانع العقاب،وان امتنع القياس في مجال العقاب
إلى ما تقدم أن المةاارع المصااري حسااب رأي في الفقو المصااري قد وقع في خطخ عندما قلد يضااا
المةاارع الفرنسااي الذي لم يعا للزوجة حق وقف تنفيذ الحكم النهائي على زوجها الزاني دون أن يزحظ أن
عقوبة زنا الزوج في التةا ا ا ا ا اريع الفرنس ا ا ا ا ااي قيل إلغاء هذه الجريمة ،هي الغرامة فقا وهي ال تمنع من عودة
المعاةرة وهو األمر الذي يستهدفو المةرع من إعطاء الزوج الحق في وقف تنفيذ الحكم على زوجتو(.)3
والباحث يرع أن المةرع المصري أقام تفرقة ال ميرر لها وكان حرايا بو أن يعطي الزوجة هذا الحق
عند الحكم على زوجها بالحبس حتى تعود الحياة الزوجية ويحافظ على األواصر العائلية.
يينما يثيت هذا الحق في القانون العراقي واألردني واليمني والس ا ا ا ااوري للزوج المجني عليو في جريمة
الزنا ،ساواء أكان هو الزوج أو الزوجة( ،)4يل وأكثر من ذلك إذ نجد المةاارع العراقي ينص المادة 379من
ق ع قد مد الحق في منع السير في تنفيذ الحكم لكل من أوالد الزوج الةاكي إذا توفي ةرط أن يكونوا من
الزوج المةكو منو ،أو الوصي عليهم.
يناءا -وية ا ا ا ا ااترط في الحكم الذي يريد الزوج وقف تنفيذه على زوجتو أن يكون هذا الحكم ص ا ا ا ا ا اا
اادر ا
على ةا ا ا ا ا ا ااكواه ،أما إذا كانت الدعوع قد حركت ا
يناءا على طلب زوجة من زنا يها ،فز يملك زوجها وقف
تنفيذ الحكم في هذه الحالة(.)5
والتساااؤل الذي يمكن أن يثار في هذا الصاادد هو :هل يسااتفيد الةاريك من تنازل الزوج المجني عليو
عن زوجتو بعد صدور حكم نهائي ،أم أن ذلك يقتصر على الزوج الزاني فقا
117
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
لدع الفقو المصري ،إذ ذهب رأي إلى أن المقصود بالجاني بطييعة الحال أثار هذا التساؤل الخز
في هذه الحالة من تجمعو بالمجني عليو ص االة القرابة المذكورة أو الزوجية فز يس ااري النص على غيره من
المحكوم عليهم في الجريمة نفساا ا ا ااها( ،)1وبالتالي فحكم المادة 274من ق ع م تس ا ا ا ااتفيد منو الزوجة الزانية
فارتباط حظ الةريك بحظ الزوجة الزانية مقصور على وقت قيام الدعوع ،وذلك بقصد عدم ()2
دون الةريك
تجزئة الفضيحة ،أما وقد فضح األمر فعزا فز موجب الستفادة الةريك من وقف تنفيذ الحكم الصادر على
خصوصا أن هذا الوقف ةرع لسيب خاص يتعلق بةخص الزوجة هو رضا زوجها بمعاةرتها(،)3 ا الزوجة،
كما أن وقف الزوج تنفيذ الحكم الصا ااادر ضا ااد زوجتو بمثابة مكنة أقرها المةا اارع للمجني عليو يهد إعادة
الحياة في منزل الزوجية والحفاظ على الروابا األس ا ا ا ا ارية وهذا يتحقق ولو كان الة ا ا ا ا اريك في السا ا ا ا ااجن ينفذ
العقوبة(.)4
فيما ذهب جانب اخر من الفقو إلى أن للة اريك أن يسااتفيد من ذلك العفو( ،)5إذ أنو ليس من العدالة
في ة ا اايء أن يوقف الزوج الحكم على زوجتو يرض ا ااائو معاةا ا ارتها مع بقاء الةا ا اريك في الس ا ااجن حيث أن
العدل المطلق ال يستسيغ ذلك ،ألن إجرام الةريك إنما هو فرع من إجرام الفاعل األصلي والواجب في هذه
الحالة أن يتبع الفرع األصا ا ا ا ا ا اال مادامت جريمة الزنا لها ذلك الةا ا ا ا ا ا ااخن الخاص الذي تمنع معو التجزئة(،)6
فالةاريك يساتمد صافتو اإلجرامية من فعلها ،كما أنو إذا كان المقصاود هو حفظ كيان العائلة ،واعادة الحياة
إلى منزل الزوجية من جديد ،وليس المحافظة على الةا ا اار ،أفز يقضا ا ااي منطق العدل والعقل أن يسا ا ااتفيد
الة ا ا اريك أيضا ا ااا إذ قد تكون لو أس ا ا ارة وأوالد هو ارخر ،وهل من العدالة أن تحفظ كيان عائلة الزانية وتعيد
الحياة إلى منزلها ،وتطيح بكيان عائلة الةا ا ا ا ا ا ااريك وتفني منزلو ،إلى ذلك فإن هذه المسا ا ا ا ا ا اااواة يين الزوجة
وقف تنفيذ الحكم على الزوج الزاني دون ة ا ا اريكو ،كما أن هذا النص اسا ا ااتثناء من األصا ا اال ،فز يجوز التوسا ا ااع في تفسا ا اايره
وتحميلو أكثر مما ورد فيو ،أسامة أحمد محمد النعيمي ،المرجع السايق ،ص .336
( -)3مصطفى مجدي هرجة ،التعليق على قانون اإلجراءات الجنائية المعدل بالقوانين 145 :لسنة 74 ،2006لسنة ،2007
و 153لسنة ،2007المجلد األول :من المادة ( )1إلى المادة ( ،)109المرجع السايق ،ص .113
( -)4حمدي رجب عطية ،المرجع السايق ،ص .158
( -)5من التةاريعات التي تنص صاراحة على اسااتفادة الةاريك من حق العفو ،نجد قانون العقوبات اإليطالي ينصااو في المادة
563منو على " :في حالتي الزنا الواردتين بالمادتين ( )560 .559عقوبات إيطالي تنقض ا ا ااي الدعوع ....ولو بعد ص ا ا اادور
حكم نهائي باإلدانة في حالة تنازل الزوج المجني عل يو عن الزوج الجاني ،ويترتب على هذا التنازل وقف تنفيذ عقوبة الزوج
الزاني والةريك" ،حاتم عيد الرحمان محمد عطية ،المرجع السايق ،ص .94
( -)6إيهاب عيد المطلب سا ا اامير صا ا اابحي ،الموسا ا ااوعة الجنائية الحديثة في ةا ا اارئ القانون الجنائي المغربي في ضا ا ااوء الفقو
وأحك ااام المجلس األعلى المغربي ومحكم ااة النقض المص ا ا ا ا ا ا اري ااة ،المجل ااد الرابع ( الفصا ا ا ا ا ا ااول ،) 621-479المركز القومي
لإلصدارات القانونية ،القاهرة ،مصر ،2011-2010 ،ص .90
118
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
وة اريكها تقضااي على كل تحايل للزوج المجني عليو ،إذا أراد أن ينتقم من الة اريك ،وذلك بخن ينتظر حتى
()1
،وفي تخييد هذا الرأي صدور حكم على الةريك وزوجتو ،ثم يصفح عن زوجتو يوقف تنفيذ الحكم عليها
نصا يحرم فيو الةريك من اإلفادة يوقف تنفيذ العقوبة(.)2 قيل أيضا بخن المةرع لم يورد ا
وتخخذ محكمة النقض المص ارية بالرأي الثاني ،إذ قضاات في هذا الصاادد بخنو " :إذا صاادر تنازل من
حتما أن يسا ا ا ااتفيد منو
الزوج المجني عليو بالنسا ا ا اابة للزوجة ،س ا ا ا اواء أكان قيل الحكم النهائي أو بعده وجب ا
الة ا ا ا اريك ،ويجوز التمسا ا ا ااك بو في أية حالة كانت عليها الدعوع ،ولو ألول مرة أمام محكمة النقض لتعلقو
بالنظام العام ،وينتج أثره بالنسا ا اابة للدعويين الجنائية والمدنية في خصا ا ااوص جريمة الزنا وهو ما يرمي إليو
الةارع ينص المادتين الثالثة والعاةرة من قانون اإلجراءات الجنائية(.)3
أما بالنسا اابة للقانون الجزائري فقد كان هذا االسا ااتثناء منصا ااوص عليو في التة ا اريع الجزائري بموجب
نص المادة 2-340من ق ع ج التي تنص على " :وان الص ا ا اافح الذي يمنح بعد ص ا ا اادور حكم غير قايل
للطعن يوقف اثار ذلك الحكم بالنسبة للزوج الذي صدر الصفح لصالحو"(.)4
إال أنو وبصا ا اادور القانون رقم 04-82المعدل والمتمم لقانون العقوبات الجزائري ألغت المادة 4منو
المادة 340المذكورة أعزه( )5كما عدلت المادة 2منو نص المادة 339ق ع ج فخصاابحت تنص على":وال
تتخذ اإلجراءات إال يناء على ةكوع الزوج المضرور ،وأن صفح هذا األخير يضع ا
(. )6
حدا لكل متابعة
وبالتالي فإن المةا ا ا اارع الجزائري كان ينص على هذا االسا ا ا ااتثناء ،إال أنو بعد إلغاء نص المادة 340
من ق ع ج وتعديلو لنص المادة 339من ق ع ج على النحو المذكور س ا ا ا ا ا االفا ،يكون قد خالف المة ا ا ا ا اارع
المص ااري إذ ال يخخذ يهذا االس ااتثناء في التةا اريع الس اااري المفعول ،ومن ثم ال يمتد النطاق الزمني لص اافح
الزوج المجني عليو عن الزوج الزاني في جريمة الزنا إلى مرحلة ما بعد صدور الحكم النهائي أي تنفيذه.
فيةااترط لصاافح الزوج في التة اريع الجزائري في جريمة الزنا أن يكون الحكم غير نهائي ،وهو األمر
الذي أكدتو المحكمة العليا حينما قضت يا اا " صفح الزوج عن زوجتو قيل صيرورة حكم اإلدانة نهائيا يضع
( -)1حاتم عيد الرحمان محمد عطية ،المرجع السايق ،ص .94
( -)2حمدي رجب عطية ،المرجع السايق ،ص .159
( -)3نقض جنائي مصااري :طعن رقم 1369لساانة 47ق ،جلسااة 22ماي ،1978الساانة ،29ص ، 527طعن رقم 148
لس ا اانة 41ق ،جلسا ا اة 31ماي ،1971الس ا اانة ،22ص ، 427طعن رقم 887لس ا اانة 50ق ،جلس ا ااة 13نوفمير ،1980
السنة ،31ص ، 995طعن رقم 10445لسنة 64ق ،جلسة 9مارس ،2000السنة 50و 51ق ،ص .268نقال عن :
إيهاب عيد المطلب سمير صبحي ،المرجع السايق ،ص .90
( -)4المادة 2-340من أمر رقم ،156-66يتضمن قانون العقوبات الجزائري ،المرجع السايق ،ص .737
( -)5المادة 4من قانون رقم ،04-82يعدل ويتمم قانون العقوبات الجزائري ،المرجع السايق ،ص .337
( -)6المادة 2من قانون رقم ،04-82نفس المرجع ،ص .324
119
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1المحكمة العليا .غ .ج .م ،صا ا ا ا ا ا ااادر يتاريخ 27نوفمير 1984في الملف رقم ،29093المجلة القضا ا ا ا ا ا ااائية ،ع ،1س
،1990ص ،295نقال عن :مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص ص.71-70 .
)(2
- " le mari restera le maître d'arrêter l'effet de cette condamnation, en consentante à reprendre sa femme", l'article
337-2, codifié par loi 1810-02-17, promulguée le 27 fésuer1810, portant code pénale de l'empire français.
)(3
- " les articles 324 , alinéa 2, et 336-339 du code pénale sont abrogés ", Article 17 du loi n° 75-617 du 11 juillet
1975, portant réforme du divorce (1), op-cit , p 7177.
( -)4من التةريعات التي نصت أيضا على هذا االستثناء نجد:
-قانون العقوبات العراقي ينصو في المادة 463منو على " :ويوقف تنفيذ الحكم إذا حصل التنازل بعد صدور الحكم ".
-قانون رقم 16لسنة 1960يإصدار قانون الجزاء الكويتي في المادة 241منو " :ال تقام الدعوع الجزائية على من ارتكب
ار يزوجو أو زوجتو أو أصولو أو فروعو ،إال يناء على طلب المجني عليو ،الذينصبا أو خيانة أمانة ،ا ضراا
از أو ا
سرقة ايتزاا
لو أن يوقف إجراءات الدعوع في أي مرحلة كانت عليها ،وأن يقف تنفيذ الحكم النهائي على الجاني في أي وقت".
120
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
-1من حيث األشييييخاص :السا ا ارقات التي تقع يين األص ا ااول وان علوا ،والفروع وان نزلوا ،ولذلك ال
يس ا ا ااري النص على غيرهم ،فمثز ال يس ا ا ااري على السا ا ا ارقات التي تقع يين األخوة واألخوات أو األخوال أو
األعمام أو الخاالت أو العمات ،حتى ولو كانوا مقيمين مع المجني عليو ،وهو وض ا ا ا ا ا ااع مما ال ة ا ا ا ا ا ااك فيو
منتقد ،يل ال يس ااري إذا كانت السا ارقة واقعة على منقوالت مملوكة إلين زوجة المتهم أو لزوجة األب ،ومن
مختار بالنسبة ألموال القاصر المةمول بالوصاية(.)1 اا وصيا
ا باب أولى إذا كان السارق
والس ا ا ا ارقات التي تقع يين األزواج ،ومن ثم ينبغي أن تكون رابطة الزوجية قائمة فعزا أو ا
حكما -كما
هو الحال في حالة الطزق الرجعي -عند وقوع السا ا ارقة ،أما إذا تمت السا ا ارقة قيل توافر الزوجية أو بعدها
فز محل إلعمال هذا االستثناء ،وال يجوز التنازل في هذه الحالة(.)2
ص ا ا اا للزوج أو اإلين أو األب ،أما إذا كان يةا ا ااترك في ويةا ا ااترط أن يكون المال المس ا ا اروق ا
ملكا خال ا
ملكيتو غير هؤالء ،فز محل لتطييق هذا االستثناء ،لتعلق حق غيره بالمال( ،)3و ال تسري المادة 312من
ق ع م أيضاا ا ااا لو كان للغير حقوق عينية على الةا ا ا اايء المختلس بمعنى أنها تسا ا ا ااري في غير صا ا ا ااورتي
اختزس األةياء المحجوز عليها أو األةياء المرهونة سواء كان لدع الفاعل علم يذلك أم ال(.)4
وترجع علة تخويل المجني عليو الحق في وقف تنفيذ الحكم النهائي في أي وقت ةا ا اااء على الجاني
في هذه الحالة ،إلى رغبة المةرع في الحفاظ على كيان األسرة( ،)5والروابا العائلية التي تربا يين المجني
عليو والجاني في هذه الجريمة( ،)6على نحو ال يتحقق بالقوة والدرجة نفسا ا اايهما على غيرهم كعزقة المجني
عليو بخخيو أو بعمو مثز(.)7
واإلةااكال الذي يطرئ في هذا الصاادد ،هو في حالة تعدد الجناة في جريمة السارقة وكان أحدهم فقا
أثر
هو الذي يحمل صفة األصل أو الفرع أو الزوج ،فهل ينتج التنازل بالنسبة للجاني الذي لو هذه الصفة اا
بالنسا اابة لباقي المتهمين ممن ال يحملون هذه الصا اافة ،كما لو سا اااهم مع اإلين في س ا ارقة أييو ةا ااخص من
الغير أم ال
يقتصا اار أثر التنازل بعد صا اادور حكم نهائي يوقف تنفيذ الحكم على من قرر لو دون غيره ،وبالتالي
( -)1حاتم عيد الرحمان محمد عطية ،المرجع السايق ،ص .96
( -)2جمال ةديد علي الخرباوي ،المرجع السايق ،ص .483
( -)3عزت مصطفى الدسوقي ،المرجع السايق ،ص .300
( -)4حمدي رجب عطية ،المرجع السايق ،ص .165
( -)5محكمة النقض المصرية ،طعن رقم 68565لسنة 86قضائية ،الدوائر الجنائية ،جلسة 6ماي .2017
( -)6طعن رقم 2091لس اانة 53قض ااائية ،الدوائر الجنائية ،جلس ااة 21ديس اامير ،1983مكتب فني (س اانة ،34قاعدة ،214
ص.)1070
( -)7حمدي رجب عطية ،نفس المرجع ،ص .163
121
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
فإن التنازل ال ينتج أثره بالنس ا ا ا ا ا اابة للغير ويقتص ا ا ا ا ا اار على اإلين فقا( ،)1وهو ما ذهيت إليو محكمة النقض
المصرية باعتبارها أن التنازل بموجب نص المادة 312من ق ع م ذو أثر ةخصي يقتصر على ةخص
الجاني الذي قصد بو وقصر عليو العتبارات ةخصية وأواصر عائلية تربا المجني عليو والمتهم وال يمتد
إلى سواه من المتهمين(.)2
ويسا ااري حكم المادة 312من ق ع م يوقف تنفيذ الحكم س ا اواء كان الحكم الصا ااادر متضا ا ا
امنا الحكم
بعقوبة أو تديير احترازي طبقا لنص المادة المذكورة ،حيث ورد فيها عبارة الحكم النهائي ،وهي تةا ا ا اامل أي
تديير(.)3
حكم سواء كان عقوبة أو اا
-2من حيث الجرائم :الجرائم التي ةا ا ااملها ص ا ا اريح نص المادة 312من ق ع م هي جريمة واحدة
حصر
اا دون سواها وهي جريمة السرقة ،وعليو فنطاق نص المادة 312من ق ع م من حيث الجرائم يتحدد
قانونا بخنو سارقة ساواء كانت بساايطة ،أم اقترنت يها ظرو مةااددة فخصاابحت جناية ،وهو
بكل ما يوصااف ا
ينطيق على الجريمة التامة ومن باب أولى على الةاروع ،وفي السارقات ذات الظر المةادد ،إذا كون هذا
الظر يذاتو اسا ا ااتقزالا عن جريمة الس ا ا ارقة جريمة أخرع ،فإن هذه الجريمة تخرج عن نطاق المادة س ا ا االفة
الذكر إذ النص لم يةملها فهي ليست سرقة(.)4
ولكن هل يجوز قياس بعض الجرائم على جريمة السرقة
وهو اإلةكال الذي طرئ في الفقو المصري ،وانقسم هذا األخير في ذلك إلى مذهيين :األو :ويمثل
الجرئم التي
الجانب األكير ذهب إلى أن هذا النص غير مقصور على جريمة السرقة ،يل يمتد إلى سائر ا
ترمي مباةرة إلى اإلعتداء على المال ،وعلى األخص النصب وخيانة األمانة ،ألنها تتوافر على ذات العلة
التي من أجلها قرر المة ا ا ا اارع هذا القيد في جريمة السا ا ا ا ارقة ،فيما ذهب الرأي الثان من الفقو إلى أن نص
المادة 312من ق ع م هو نص استثنائي ال يجوز التوسع فيو ،وبالتالي ال يصح قياسو على غير جريمة
السارقة من جرائم األموال ،ألن التوساع في تطييق النص يتجاوز بكثير ما تحملو قواعد التفساير في القانون
الجنائي ،مادامت عبارتو صريحة في أنو نص استثنائي(.)5
والمزحظ أن محكمة النقض المص ا ا ا ا ا ا ارية تذهب إلى ما ذهب إليو الرأي األول ،حيث مد القضا ا ا ا ا ا اااء
التي ترتكب يين المص ا ااري تطييق قيد الة ا ااكوع بطريق القياس إلى جرائم النص ا ااب وخيانة األمانة واإلتز
األصا ا ا ا ا ا ااول والفروع أو يين األزواج والزوجااات ،وذلااك التحاااد العلااة يينهمااا على الرغم من عاادم ورود نص
( -)1أحمد السيد عيد الرزاق بطور ،المرجع السايق ،ص ص .18-17
( -)2طعن رقم 760لسنة 26قضائية ،جلسة 8أكتوبر ،1956مكتب فني 7ق ،273ص .1001
( -)3عيد الحليم فؤاد عيد الحليم ،المرجع السايق ،ص .381
( -)4جمال ةديد علي الخرباوي ،المرجع السايق ،ص ص .484-483
( -)5حاتم عيد الرحمان محمد عطية ،المرجع السايق ،ص ص .98-97
122
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
يجعل القيد مطباقا فيها ،وذلك مراعاة لزعتبارات األس ا ا ا ا ا ا ارية واعتبارات المنطق القانونية التي تجعل جريمة
الس ا ارقة متوقفة على ةا ااكوع وفقا لنص المادة 312من ق ع م ،يينما جريمة النصا ااب أو خيانة األمانة أو
ال يجوز فيها ذلك ،على الرغم من أن هذه الجرائم األخيرة أقل جسا ا ا ا ا ا ااامة من السا ا ا ا ا ا اارقة ،فمد قيد اإلتز
الةكوع ليةملها(.)1
أما بالنس اابة للقانون الجزائري ،فإنو وبالنس اابة لجرائم األموال التي تقع يين األص ااول والفروع واألزواج
فنميز يين حالتين:
-1الحالة األول :وتتعلق يجرائم األموال وهي الس ا ا ا ارقات وخيانة األمانة والنصا ا ا ااب واخفاء أةا ا ا ااياء
مختلسا ا ااة أو ميددة أو متحصا ا االة من جناية أو جنحة ،فإن القانون الجزائري ال يعاقب عليها أص ا ا ازا( ،)2إذا
ار بخص ا ااولهم ،طبقا لنصا ا اوص
ار بخوالدهم أو غيرهم من الفروع أو الفروع إضا ا اراا
وقعت يين األص ا ااول إضا ا اراا
المواد 389 ،377 ،373 ،368 :من ق ع ج المعدل بالقانون رقم .)3(19-15
-2الحيياليية الثييانييية :تتعلق بااالجرائم المااذكورة أعزه والتي تقع يين األزواج واألقااارب والحواةا ا ا ا ا ا ااي
يناءا على ةااكوع من
واألصااهار لغاية الدرجة الرابعة فز يجوز اتخاذ إجراءات المتابعة الجزائية بةااخنها إال ا
حدا لهذه اإلجراءات ،ومن ثم ال يجوز للمجنيالة ااخص المض اارور ،وتنازل هذا األخير عن ة ااكواه يض ااع ا
عليو التنازل عن ةا ا ااكواه بعد صا ا اادور حكم نهائي ،ألنو قصا ا اار التنازل على مرحلة إجراءات المتابعة والتي
تنتهي بصدور حكم نهائي.
وعليو فز مجال إلعمال هذا االستثناء في القانون الجزائري ،وان كان هذا األخير قد وسع من جرائم
األموال التي تقيد بة ا ااكوع الة ا ااخص المض ا اارور في الوقت الذي أعفى من العقاب مرتكيي الجرائم المذكورة
( -)1نقض 21ديسا اامير ،1983مجموعة أحكام النقض ،س 34رقم ،214ص ،1070نقالً عن :أحمد السا اايد عيد الرزاق
بطور ،المرجع السايق ،ص .13
-طعن رقم 3300لسنة 57قضائية ،جلسة 11ماي ،1989أحكام النقض ،المكتب الفني ،جنائي ،السنة ،40ص .574
( -)2من التة ا ا ا اريعات التي ال تعاقب على بعض الجرائم الواقعة يين األصا ا ا ااول والفروع نجد القانون األردني إذ ينص على" :
ار بالمجني عليو يين األصا ا ا ا ااول والفروع أو الزوجين غير المفترقين
يعفى من العقاب مرتكيو بعض الجرائم إذا وقعت اض ا ا ا ا اراا
قانونا ،أو يين األربة والربيبات من جهة ،وبين األب واألم من جهة ثانية " ،المادة 1-425من قانون رقم 16لس اانة ،1960 ا
والمتض ا ا اامن قانون العقوبات األردني ،المعدلة بالمادة 90من قانون رقم 8لس ا ا اانة ،2011الص ا ا ااادر في 29مارس ،2011
معدل لقانون العقوبات األردني ،المرجع السايق ،ص .1791
كما ينص المةرع التونسي في الفصل 266من المجلة الجزائية التونسية على " :ال تعد من السرقة االختزسات الواقعة من
الوالدين وان علو ألمتعة أينائهم إال إذا كان المسروق بعضو ملكا للغير أو معقوالا ،وال تنسحب أحكام هذا الفصل على غير
األصول ،فاعلين أو مةاركين".
( -)3ق ااانون رقم ،19-15مؤرخ في 30ديسا ا ا ا ا ا اامير ،2015يع اادل ويتمم األمر رقم 156-66المؤرخ في 8جوان 1966
والمتضمن قانون العقوبات ،ج ر ج العدد -71السنة ،-52صادرة في 30ديسمير ،2015ص ص .5-3
123
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1المةا ا ا اارع الجزائري كان قيل صا ا ا اادور القانون رقم 19-15المعدل والمتمم لقانون العقوبات ،ال يعاقب أيضا ا ا ااا على جرائم
ار بالزوج ارخر طبقا لنص المادة 368من أمر رقم ،156-66
األموال المذكورة أعزه والتي ترتكب من أحد الزوجين أض ا ا اراا
مؤرخ في 8جوان ،1966والمتضمن قانون العقوبات ،المرجع السايق ،ص .740
)(2
- " Ne peut donner lieu à des poursuites pénales le vol commis par une personne:
1-Au préjudice de son ascendant ou de son descendant.
2-Au préjudice de son conjoint, sauf lorsque les époux sont séparés de corps ou autorisés à résider séparément le
présent article n'est pas applicable:
a-lorsque le vol porte sur des objets ou des documents d'identité relatifs au titre de séjour ou de résidence d'un
; étranger, ou des moyens de paiement ou de télécommunication
b-lorsque l'auteur des faits est le tuteur, le curateur, le mandataire spécial désigné dans le cadre d'une sauvegarde
de justice, la personne habilitée dans le cadre d'une habilitation familiale ou le mandataire exécutant un mandat de
protection future de la victime", L'article 311-12, CPF Modifié par loi n°2020-936 du 30 juillet 2020-art. 10, visant
à protéger les victimes de violences conjugales (1), JORF n° 0187 du 31 juillet 2020.
( -)3عيد الحليم فؤاد الفقي ،المرجع السايق ،ص .163
124
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
في الض ا اارر أحد أفراد األسا ا ارة ،والتي تيرر بفكرة أن األموال التي تم االس ا ااتيزء عليها ال تخص الغير يل
األسرة ،أو بالرغبة في الحفاظ على سزم وسكينة العائزت وترابا أفرادها من خزل تجنب اإلعزن ونةر
هذه األمور(.)1
لم يرد مطلاقا يل تض اامن اس ااتثنائين :األول يتعلق بطييعة إال أن نص المادة 12-311من ق ع
األةياء المسروقة والثاني بصفة مرتكب السرقة:
أ-بالنسييبة لالسييتثنا األو :عندما تتعلق الس ارقة بخةااياء أو وثائق ضاارورية للحياة اليومية للمجني
عليو ،مثل وثائق الهوية المتعلقة يتصاريح إقامة ألجنيي أو وسااائل الدفع ساواء التقليدية أو اإللكترونية مثل
الة اايكات أو بطاقات االئتمان ،أو االتص اااالت كسا ارقة زوج الهاتف النقال لزوجتو ومن ثم س اايكون عرض ااة
يا ا ا اا: للمتابعة الجزائية يجريمة السرقة ،الفعل المنصوص والمعاقب عليو ينص المادة 3-311من ق ع
ثزث سنوات حبس وبغرامة قدرها 45000يورو(.)2
جادير باالاذكر أناو بموجاب القاانون رقم 2020-936الماذكور أعزه المعادل لنص الماادة 12-311
،قد تم إضا ا ا ا ا ااافة عبارة " ou de télécommunication " :لنص هذه المادة ،ذلك أن وسا ا ا ا ا ااائل من ق ع
االتصال الحديثة أضحت عوامل ال غنى عنها للحياة اليومية ،كما أنها تعد بمثابة وعاء للييانات الةخصية
من صااور ومقاطع فيديو ورسااائل وما إلى ذلك ،والتي قد يةااكل اسااتزء الزوج عليها وساايلة ضااغا ،فض ازا
عن اختراق لخصوصية الزوج ارخر(.)3
ب-بالنسييبة لالسييتثنا الثان :عندما يكون الجاني هو الوص ااي أو القيم أو الممثل الخاص المعين
في إطار الحماية من طر العدالة ،أو الة ا ااخص المرخص لو في إطار تفويض أس ا ااري ،أو الوكيل المنفذ
وكالة لحماية مستقيلية للضحية.
إليه ااا ،جريم ااة االيتزاز ومن جرائم األموال التي يمت ااد تطييق نص الم ااادة 12-311من ق ع
،)5(Chantage ،)4(L'extorsionالنصب ،)6(L'escroquerieوخيانة األمانة .)7(de l'abus de confiance
ويتجلى مما سا ا اايق أن المةا ا اارع الفرنسا ا ااي وفيما يتعلق يجرائم األموال المذكورة أعزه ،والتي يرتكيها
الجاني الذي تربطو بالمجني عليو صا ا ا ا ا ا االة القرابة المذكورة أو الزوجية ،يفرق يين قاعدة عامة مؤداها عدم
)(1
- Marie MERCIER, Rapport n° 482 fait au nom de la commission des loi du sénat (session ordinaire de 2019-
2020 assemblée nationale (15 ème législ): 2478-2557) , sur la proposition de loi n° 2020-939, adoptée par
l'Assemblée nationale apprès engagement de la procédure accélérée , Visant à protéger les victimes de violences
conjugales, Enregistré à la présidence du sénat le 3 juin 2020, p 38.
)(2
- l'article 311-3, CPF, Modifié par Ordonnance n° 2000-916 du 19 septembre 2000-art. 3, portant adaptation de
valeur en euros de certains montants exprimés en France dans les textes législatifs, op-cit.
)(3
- Marie MERCIER, op-cit, p 39.
. ( -)4المواد من 1-312إلى 9-312من ق ع
. ( -)5المواد من 10-312إلى 12-312من ق ع
. ( -)6المواد من 1-313إلى 3-313من ق ع
. ( -)7المواد من 1-314إلى 4-314من ق ع
125
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
جواز متابعة الفاعل في هذه الحالة ،واس ا ااتثناءين حس ا ااب ما تقدم ييانو ،يتعلق األول بطييعة األة ا ااياء محل
الجريمة والثاني بص ا ا ا ا اافة مرتكيها ،وفيما يتعلق يهذين االس ا ا ا ا ااتثناءين يجوز تحريك الدعوع العمومية ض ا ا ا ا ااد
الفاعل ،دون نص على قيد الة ا ا ااكوع بة ا ا ااخنهما ،ومن ثم ال مجال لتطييق االس ا ا ااتثناء المتعلق يجواز تنازل
المجني عليو عن الةكوع في التةريع الفرنسي بالنسبة لجرائم األموال يين األصول والفروع واألزواج ،سواء
قيل صدور حكم نهائي أو بعده.
مما سا اايق يتيين أن التة ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ااة تتفق في حصا اارها الوقت الذي يجوز للمجني
عليو فيو أن يتنازل عن ة ا ا ااكواه في الفترة الممتدة من تقديم الة ا ا ااكوع إلى حين ص ا ا اادور حكم نهائي سا ا ا اواء
بالنص على ذلك ص اراحة ،كما هو وارد ينص المادة 10من ق.إ.ج.م أو يإعمال القواعد العامة في قانون
اإلجراءات الجزائية بالنسبة للقانون الجزائري ونظيره الفرنسي.
مع انفراد التةريع المصري دون نظيريو الجزائري والفرنسي يتقرير استثناء على هذه القاعدة العامة،
بما أورده ينص المادتين 274و 312من ق ع م والمتعلقين يجريمتي الزنا والسا ا ارقة يين األص ا ااول والفروع
واألزواج إذ أجاز للمجني عليو أن يتنازل عن ةااكواه بعد صاادور حكم نهائي في الدعوع العمومية ،ورتب
على ذلك وقف تنفيذ هذا الحكم.
وعموما فموقف التةا اريعات المقارنة محل الد ارس ااة جدير بالتخييد ،إذ أعطت للمجني عليو متس ااع من
ا
الوقت يمكنو وفقا لتغير الظرو من مراجعة ق ارره يتقديم الة ااكوع بعدولو عنها ،إال أنو يؤخذ على المة اارع
المصري– حسب رأي الباحث -أنو بالغ في استثناء جريمتي الزنا والسرقة يين األصول والفروع والزوجين،
بمد وقت التنازل إلى ما بعد ص ا ا اادور الحكم البات ،وفي ذلك مس ا ا اااس بحجية األحكام القض ا ا ااائية باعتبارها
ا
عنوان الحقيقة ،السيما إذا علمنا أن جانب من الفقو-نؤيده -ذهب إلى أن األمر في هاتين الحالتين ال يعد
إلى إزالة اثارها ،وبصا ا ا ا ا ا اادور الحكم البات تكون في حقيقتو تنازالا عن الةا ا ا ا ا ا ااكوع ،ألن التنازل عنها يهد
الةااكوع قد اسااتنفذت غرضااها ،وهو مباةارة الدعوع ضااد الجاني والحكم عليو بالعقوبة المقررة ،فز يتصااور
التنازل عنها بعد ذلك ،وعبارة القانون في ذلك واضااحة في أن ما يصاادر عن المجني عليو ليس تنازالا عن
الةا ا ا ااكوع ،يل هو وقف تنفيذ العقوبة ،وهو ليس وقف للتنفيذ بمعناه االصا ا ا ااطزحي ،وانما هو ض ا ا ا ارب من
ضاروب " العفو الخاص"( ،)1ناطو المةارع بالمجني عليو للحفاظ على األواصار العائلية وكيان األسارة ،فقد
يكون لتنفيذ العقوبة ما يؤثر على االرتباط يين أفرادها(.)2
( -)1محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار ،المرجع السايق ،ص ، 149عوض محمد عوض ،المرجع السايق ،ص .74
عيي ااد،المرجع الس ا ا ا ا ا ا ا ااايق،ص،83عي ااد السا ا ا ا ا ا اازم مقل ااد،المرجع الس ا ا ا ا ا ا ا ااايق،ص ،38محم ااد حنفي محمود،المرجع (-)2رءو
السايق،ص.111
126
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
وهو ذات الحكم الذي أخذ بو المة اارع الفرنس ااي باعتبار أن القانون لم يجعل للتنازل ة ااكزا خا ا
صا اا،
ولذلك فهو كالةااكوع ،وهذه األخيرة في التةاريع الفرنسااي ال تخضااع ألي ةااكلية La plainte préalable de
.)9(la victime n'est soumise à aucun formalisme
127
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
جدير بالذكر أن قانون تحقيق الجنايات الفرنسااي الملغي كان يةااترط أن تكون الةااكوع مكتوبة ومن
مكتوبا ،إال أن محكمة النقض الفرنس ا ا ا ااية اعتيرت أن النص الذي ينظم هذه
ا ثم التنازل عنها يجب أن يكون
المس ااخلة نص تنظيمي ال يترتب على مخالفتو بطزن ،وفي ظل قانون اإلجراءات الجزائية الفرنس ااي الحالي
يذهب الفقو الفرنسا ا ااي إلى عدم اةا ا ااتراط ةا ا ااكل معين في الةا ا ااكوع أو التنازل عنها ،أما بالنسا ا اابة للمةا ا اارع
الجزائري وكما تقدم قولو ،لم ينص على قواعد س ا ا ااحب الة ا ا ااكوع ،مما يجعلنا نقر يجوازها كتابة أو ة ا ا اافاهة
إعماالا لقاعدة ال تقييد إال ينص ،وهو األمر الذي يؤيده بعض الفقو في الجزائر( ،)1أما من الجانب العملي
128
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
وهذا النوع من التنازل هو الذي يقصا ااده المةا اارع الفرنسا ااي والجزائري والمصا ااري في نص ا اوص المواد
3-6 ،من ق إ ج ج 10 ،من ق إ ج م ،ويعلق جانب من الفقو الفرنسا ا ا ا ا ااي على هذا 3-6من ق إ ج
النوع بخنو ال يؤثر في الدعوع المدنية وال يرتبا بالةكوع المقدمة من المدعى بالحق المدني( ،)1ولذلك اليد
أن يتض ا ا ا اامن التعيير الواض ا ا ا ااح غير الملتبس عن رغبة المجني عليو في إنهاء إجراءات الدعوع العمومية،
ويكون كذلك إذا كان قاطع الداللة واضا ااح المعنى على قصا ااد المجني عليو في عدم االسا ااتمرار في ةا ااكواه
السابقة وارادتو التنازل عنها وعدم مواالة االستمرار في هذه اإلجراءات(.)2
افويا ،ففي الحالة األولى يتم التنازل بطلب تحريري
كتاييا أو ةا ا ا
والتنازل الص ا اريح يصا ااح س ا اواء أكان ا
ةفويا أمام الجهة المختصة
ا يقدمو المجني عليو ينفسو أو عن طريق وكيلو ،أما في الحالة الثانية فيدلي بو
التي تقوم يإثباتو في محضاارها ،وان كان البعض يسااتحساان أن يكون التنازل ا
()3
كتاييا في صااورة مذكرة إلى
النيابة أو المحكمة أو يقدم ةفاهة في الجلسة ،ويةير إليو كاتب الضبا في سجل الجلسات(.)4
ويقرر جانب من الفقو أنو يصح أن يصاغ التنازل في «رسالة ةخصية موجهة إلى المتهم» ،والرأي
أنو إذا كان من المتص ااور إفراع التنازل في هذا الة ااكل إال أنو يخض ااع في اإلثبات أمام المحكمة إلى إرادة
المجني عليو الذي إن أقره ووافق عليو ،فإن التنازل ينتج أثره ،ولكن إن أنكر هذه الورقة أو جحد ها أمام
الجهة المختصة ،فز يكون لو أثر يعتد بو(.)5
-2التناز الضمن :يستفاد من سلوك المجني عليو وتصرفاتو التي تدل بطريق غير مباةر على
رغيتو في إسا ااقاط حقو في الةا ااكوع التي قدمها أو في العدول عنها ،ويةا ااترط فيو أن يكون مسا االك المجني
عليو حاس ا ا ا ا ا ااما في الداللة على إرادة التنازل من جانبو ،ويفيد في غير ة ا ا ا ا اايهة أو غموض أنو أعرض عن
ةااكواه ،واال فإنو ال يعتد بو وال ينتج أثره في انقضاااء الدعوع العمومية( ،)6وفي كل األحوال يجب أن يكون
اضحا في انصرافو إلى الةكوع ال إلى مجرد الحق المدني في التعويض(.)7 التنازل و ا
وأكثر ما يكون التنازل الض ا ا اامني في جريمة الزنا ،ومن ص ا ا ااور هذا النوع من التنازل أن يعود الزوج
إلى معاة ا ا ا ا ارة زوجتو كما كانت من قيل ،ومظاهر هذه المعاة ا ا ا ا ارة مثزا أن يراجعها بعد أن يكون قد طلقها
)(1
- Stefani, Levasseur et Bouloc, Procédure pénale, 19 e édition, Dalloz, Paris, p 197, N°: 231.
نقالً عن :محمد حنفي محمود ،المرجع السايق ،ص .108
( -)2نفس المرجع ،ص .108
( -)3أسامة أحمد محمد النعيمي ،المرجع السايق ،ص .325
( -)4عيد القادر قائد سعيد المجيدي ،ةكوع المجني عليو كقيد من قيود تحريك الدعوع الجزائية ،المرجع السايق ،ص .207
( -)5محمد حنفي محمود ،نفس المرجع ،ص .106
( -)6جمال ةديد علي الخرباوي ،المرجع السايق ،ص ص ،455-454عوض محمد عوض ،المرجع السايق ،ص .75
(-)7أحمد فتحي سرور،المرجع السايق،ص ،804امال عيد الرحيم عثمان،ةرئ قانون اإلجراءات،المرجع السايق،ص.91
129
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
رجعيا( ،)1وال يلزم أن تكون المعاةا ا ارة ظاهرة أو مس ا ااتمرة ،ولكن مجرد بقاء الزوجة في منزل الزوجية
ا طزاقا
ال يكفي وحده ألن يعد تنازالا ألن هذا مس االك يقيل التخويل فهو غير حاس اام في الداللة على رغبة الزوج في
امنيا ،وال حتى طلب الحكم بالطاعة ،إذ قد يكون ذلك العتقال
إسااقاط حقو ،لذلك ال يصااح اعتباره تنازالا ضا ا
الزوجة في المنزل لمراقيتها(.)2
احيحا ولو أظهر الزوج نيتو في طزق زوجتو فيما بعد( ،)3وال يعتير حمل الزوجةوالتنازل يكون ص ا ا ا ا ا
قاطعا على الصلح ،فقد يكون ثمرة للزنا(.)4
الزحق على الزنا دليزا ا
ض ا ا ا ا اا في جريمة الس ا ا ا ا ارقة ،األب الذي يهب اينو المال الذي كان
ومن صا ا ا ا ااور التنازل الضا ا ا ا اامني أي ا
موضوعا للسرقة(.)5
ا
واس ااتخزص إرادة المجني عليو من س االوكو والقول بقيامو بالتنازل عن الة ااكوع أو بعدم قيامو يذلك،
مسااخلة يقدرها قاضااي الموضااوع على ضااوء ما يسااتخلص من األدلة والوقائع المعروضااة عليو ،ومتى انتهى
إلى نتيجة في ة ااخنو فز تجوز مناقة ااتو فيها ،إال إذا كانت المقدمات التي أقام عليها النتيجة ال تؤدي إليها
على مقتضى أصول المنطق(.)6
لذلك ينبغي على القاضي إذا ما أثير أمامو الدفع بحصول التنازل أن يرد عليو في أسباب حكمو إن
لم يخخذ بو ألنو من الدفوع الجوهرية التي يكون الفص ا ا اال فيها ا
الزما للفص ا ا اال في الموض ا ا ااوع ذاتو ،إذ ينيني
عليو فيما لو صااح انقضاااء الدعوع العمومية بمقتضااى ص اريح نص المواد 3-6من ق.إ.ج.ج و 3-6من
معيبا متعين
و 10من ق إ ج م ،فإذا أغفلت محكمة الموضا ااوع الرد على هذا الدفع كان حكمها ا ق.إ.ج.
نقضو(.)7
واذا كان المةاارع المصااري يخخذ بالتنازل الصاريح كما يخخذ بالتنازل الضاامني فإن نظيره الجزائري لم
مؤديا إلى معنى
يورد نص بقيول التنازل الضا اامني رغم أنو ال يوجد ما يعترض قيول التصا اار طالما كان ا
واحد وهو التنازل عن الةااكوع( ،)8وعلى النقيض فقد اعتير النظام القانوني الفرنسااي أنو ال يقيل التنازل إال
يحا ،فالتنازل ال يفترض وال يسااتخلص من مجرد تقديم طلب مدني يجد أساااسااو في واقعة الزنا إذا كان ص ار ا
أثناااء نظر الاادعوع ،ولكن لكي يترتااب على التنااازل انقضا ا ا ا ا ا ا اااء الاادعوع العموميااة ،يجااب أن يتم باااإلرادة
130
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الص ا ا ا ا ا ا اريحة من جانب الزوج المجني عليو( ،)1بمعنى أنو ال يخخذ بالتنازل الضا ا ا ا ا ا اامني وقد اعتيرت بعض
التة ا اريعات عدم حضا ااور الةا اااكي في الحاالت التي توجب حضا ااوره تنازالا ضا اامنايا عن الةا ااكوع ،كالقانون
العراقي الذي نص في المادة 150من قانون أصا ا ااول المحاكمات الجزائية على " :إذا ترك المدعي المدني
دعواه س اواء يتغيبو وفق ما ذكر في المادة ( )22أو بطلب يقدمو للمحكمة فيعتير متنازالا عن حقو في نظر
دعواه المدنية أمام المحكمة الجزائية ،وتمضا ا ا ا ااي المحكمة في نظر الدعوع الجزائية ،ولها أن تسا ا ا ا ااتنتج من
غيابو أنو متنازل عن ةكواه طباقا للمادة التاسعة "(.)2
والقانون السا ا ا ا ا ا ااوداني ينصا ا ا ا ا ا ااو في المادة 2 –141من ق إ ج على ":إذا كانت الدعوع الجنائية قد
يناء على ة ا ا ااكوع ،ويجوز فيها التنازل الخاص ،وتغيب الة ا ا اااكي في أي يوم محدد لس ا ا ااماعها رغم
اتخذت ا
علمو يذلك ،فيجوز للمحكمة حسب تقديرها أن تةطب الدعوع الجنائية وأن تفرج عن المتهم"(. )3
أما بالنس اابة للتةا اريعات المقارنة محل الد ارس ااة فاألص اال فيها طباقا لنص المواد 246 :من ق.إ.ج.ج
و 261من ق.إ.ج.م و 425من ق إج أن عدم حضور المدعي المدني أمام المحكمة بغير عذر مقيول
امنيا
تاركا ض ا ا ا
بعد إعزنو لة ا ااخص ا ااو ،أو عدم إرس ا ااالو وكيزا عنو ،وكذلك عدم إيدائو طلباتو بالجلس ا ااة ،يعد ا
الدعائو المدني( ،)4ولم تعتيره بمثابة تنازل عن الةكوع(.)5
وذهيت في ذات االتجاه ،محكمة النقض الس ا ا ااورية إلى أنو " :يجب أال يس ا ا ااتنتج الص ا ا اافح من غياب
المدعي الةخصي ألن الصفح إنما يستنتج من عمل لو داللتو عقزا ومنطاقا على العفو ...وأمر الغياب لم
خاصا "(.)6
نصا ا
يترك للتقدير وانما أفرد لو المةرع ا
وهناك من التة ا ا اريعات من يتوسا ا ااع في مجال التنازل الضا ا اامني كالقانون اإليطالي فينص في المادة
من تقديم ةا ااكواه اعتير 124من قانون العقوبات على ..." :كل تصا اار من الةا اااكي يتعارض مع الهد
)(1
- F. Goyet, Droit pénal spécial, 8 éme Ed, 1972, par Rousselet patin et Arpaillange, p 518, cédée, l'adultère, Report,
droit pénal, 1967, N°: 39.
نقالً عن :حاتم عيد الرحمان محمد عطية ،المرجع السايق ،ص ص .89-88
( -)2المادة 150من قانون رقم 23لسنة ،1971المؤرخ في 14فيفري ،1971المتضمن قانون أصول المحاكمات الجزائية
العراقي ،المرجع السايق ،ص .179
( -)3قانون رقم 65لسا ا اانة ،1991مؤرخ في 11نوفمير ،1991متضا ا اامن قانون اإلجراءات الجنائية السا ا ااوداني ،-نةا ا اار في
الجريدة الرسمية السودانية يتاريخ 12نوفمير .1991
-س ا ا ا ا اايق وأن ميزنا يين التنازل عن الة ا ا ا ا ااكوع وترك الدعوع المدنية في الفرع الثاني-ر ا
ابعا-من المطلب األول من المبحث ()4
131
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ضمنيا "(.)1
ا تنازالا
وهناك من التة ا ا ا ا ا ا اريعات من يقص ا ا ا ا ا ا اره على جريمة واحدة وهي الزنا ،كالقانون العراقي ينص المادة
1-379من قانون العقوبات " :تنقضي دعوع الزنا ويسقا الحق المدني يوفاة الزوج الةاكي أو تنازلو عن
محاكمة الزوج الزاني أو يرض ا ا ا ااا الة ا ا ا اااكي بالعودة إلى معاة ا ا ا ارة الزوج الزاني قيل ص ا ا ا اادور حكم نهائي في
الدعوع"( ،)2والقانون الس ا ا ا ااوري ينص المادة 6-475من قانون العقوبات ينص ا ا ا ااها على ... " :إذا رض ا ا ا ااي
الحياة المةتركة تسقا الةكوع"(.)3 الرجل استئنا
وفي ظل عدم ييان التة ا ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ا ااة للجهة التي يقدم إليها التنازل عن الةا ا ااكوع،
فيصا ا ا ااح أن يقدم إلى أي ةا ا ا ااخص من رجال العدالة الجنائية( ،)4فيصا ا ا ااح إيداءه أمام النيابة العامة أو أحد
رجال الضبطية القضائية أو قاضي التحقيق أو جهة الحكم ،بحسب الطور الذي وصلتو القضية ،فإذا قدم
التنازل إلحدع هذه الجهات ،أدع الغرض المرجو منو بالنسبة للمتهم(.)5
ويقع عبء إثبات تنازل المجني عليو عن ةا ااكواه على عاتق المتهم ،ويكون لو حق الدفع بو في أي
حالة كانت عليها الدعوع ،ولو ألول مرة أمام محكمة النقض ،ألنو يترتب عليو انقضاااء الدعوع العمومية،
وانقضائها يتعلق بالنظام العام كما تقدم قولو(.)6
وعلى أية حال فالتةاا اريعات المقارنة محل الد ارس ا ااة تتفق سا ا اواء يوجود النص أو بالرجوع إلى القواعد
امنيا -باس ااتثناء التةا اريع الفرنس ااي
يحا أو ض ا ا
افويا ،صا ار ا
كتاييا أو ة ا ا
العامة ،على األخذ بالتنازل سا اواء أكان ا
يحا ،-مع وجوب صدوره بكامل رضا المجني عليو ،بمعنى أنو يجب الذي ال يقيل التنازل إال إذا كان صر ا
أن يصاادر التنازل عن وعي وادراك كاملين ،ودون ضااغا أو إكراه ،فإذا كان هناك إكراه حمل المجني عليو
على التنازل ،فإن تنازلو ال قيمة لو( ،)7كما يجب أن يكون التنازل بةا ا ا ااقيو الص ا ا ا اريح والضا ا ا اامني بات غير
معلق على ةرط ،فإذا علق التنازل على ةرط-لم يتحقق بعد -اعتير باطزا(.)8
الفرع الثالث :النطاق الموضوع للتناز عن الشكوى
نقصا ااد بالنطاق الموضا ااوعي لنظام التنازل عن الةا ااكوع كيديل تقليدي عن الدعوع العمومية الجرائم
( -)1عيد الرحمان الدراجي خلفي ،الحق في الةكوع كقيد على المتابعة الجزائية :دراسة ،...المرجع السايق ،ص .259
( -)2قانون رقم 111لسنة ،1969مؤرخ في 9جويلية ،1969يتضمن قانون العقوبات العراقي ،المرجع السايق.
( -)3مرسوم تةريعي رقم ،148مؤرخ في 22جوان ،1949يتضمن قانون العقوبات السوري.
( -)4محمد حنفي محمود ،المرجع السايق ،ص .109
( -)5عيد القادر قائد سا ا ا ا ا ا ااعيد المجيدي ،ةا ا ا ا ا ا ااكوع المجني عليو كقيد من قيود تحريك الدعوع الجزائية في القانون اليميني
والجزائري ،المرجع السايق ،ص .130
( -)6جمال ةديد علي الخرباوي ،المرجع السايق ،ص .460
( -)7حاتم عيد الرحمان محمد عطية ،المرجع السايق ،ص .89
( -)8أمجد سليم الكردي ،المرجع السايق ،ص .150
132
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
محال تطييق هاذا النظاام ،وكاخص ا ا ا ا ا ا اال عاام يمكن القول باخن جرائم التناازل عن الةا ا ا ا ا ا ااكوع هي ذاتهاا جرائم
الةا ااكوع( ،)1وقد اقتدع كل من التة ا اريعين الجزائري والمصا ااري ينظيرهما الفرنسا ااي في األخذ بميدأ أسا االوب
التعداد الحص ا ا ااري للجرائم التي تتوقف المتابعة فيها على ة ا ا ااكوع خاص ا ا ااة من المجني عليو( ،)2وذلك اا
نظر
ونظر لتعلق هذه
اا لطييعة قيد الة ا ا ا ا ا ااكوع كاس ا ا ا ا ا ااتثناء على حرية النيابة العامة في تحريك الدعوع العمومية،
الجرائم بالمصالح الخاصة وسمعة وةر المجني عليو في الجريمة(.)3
وقد اختلفت التة ا ا ا ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ا ا ا ااة فيما يينها في قدر عدد الجرائم التي تخضا ا ا ا ااع إلى
الةااكوع ،إال أن هناك قاسا ااما مةااتركا يينها فغالييتها من الجرائم المض ارة بالمصاالحة الخاصااة لألفراد ،أما
الجرائم المض ا ا ا ارة بالمصا ا ا االحة العامة فهي ال تندرج في كافة التة ا ا ا اريعات الحديثة ضا ا ا اامن جرائم الةا ا ا ااكوع،
فالمجني عليو فيها هو المجتمع بخسره ،ولو ترتب عليها المساس بةخص أو طائفة من األةخاص(.)4
على مدع توس ااع كل من المة اارع الجزائري ونظيريو المص ااري والفرنس ااي في نطاق الجرائم وللوقو
المعلق تحريك الدعوع العمومية فيها على ة ا ا ا ااكوع من المجني عليو ،يتعين التطرق لهذا الجرائم وتحديدها
في كل قانون من هذه التةريعات ،معتمدين في ذلك تقسيمها إلى طائفتين(:)5
الطائفة األول :وتةمل جرائم االعتداء على األةخاص ،ويمكن تقسيمها إلى عدة أقسام:
-Iجرائم االعتدا عل األسرة :وتتمثل في :
( -)1اختلف الفقو في تحديد المعيار الذي يحكم تحديد الجرائم الخاضا ااعة لقيد الةا ااكوع ،فمن الفقو من حص ا اره في فكرة واحدة
مؤداها ض ا ااآلة المص ا االحة االجتماعية أو المص ا االحة التي تعود على المجتمع في عقاب الجاني ،ألن الجريمة هنا ال تص ا اايب
المجتمع بض ا ا اارر فادئ أو خطر واض ا ا ااح ،مما يجعل هناك ميرر للتض ا ا ااحية بحق المجتمع في العقاب إذا لم يطالب المجني
عليو باقتضائو ،وذلك تحقياقا لمصلحتو الخاصة التي ترجح على المصلحة العامة في متابعة مرتكب الجريمة ،وهناك جانب
من الفقو يقول بخن جرائم الةكوع معيار تحديدها قائم على فكرة مزدوجة ،الجانب األول منها يتعلق بالجريمة ومدع مساسها
بالجانب الةااخصااي للمجني عليو وما يلحقو وأس ارتو من ضاارر بساايب المحاكمة ،والجانب الثاني يتمثل في ضااآلة المصاالحة
العامة التي هددتها الجريمة ،ويرع الفقو هنا أن هذه الفكرة يوجهها المزدوج تنتمي إلى نظام المزئمة كمظهر من مظاهر
السااياسااة الجنائية ،وهناك جانب اخر من الفقو يرع رد جرائم الةااكوع إلى عدة معايير أهمها :االعتبارات األسارية ،واحتمال
رضا ااا المجني عليو أو عفوه عن الجريمة والجاني ،وكذا ضا ااآلة الضا اارر الناجم عن عدوان الجريمة ،والرأي عند البعض-يراه
الباحث جدير بالتخييد -أن المسااخلة كلها موقوفة على السااياسااة الجزائية التي ينتهجها المةاارع ،والتي تندرج ضاامنها االعتبارات
السابقة مجتمعة ،داليا قدري أحمد عيد العزيز ،المرجع السايق ،ص ص .396-395
( -)2ميزد بةير ميزد غويطة ،المرجع السايق ،ص .50
( -)3جمال ةديد علي الخرباوي ،المرجع السايق ،ص .365
( -)4حاتم عيد الرحمان محمد عطية ،المرجع السايق ،ص .72
( -)5حمدي رجب عطية ،المرجع السايق ،ص .130
133
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
-1جريمة الزنا( :)1تعر جريمة الزنا بخنها " :ارتكاب الوطء غير المةااروع من ةااخص متزوج مع
()2
إذ تقوم حتى ولو كان الزواج عر افيا-الزواج بالفاتحة،- حكما "
امرأة يرضا ا اااها حال قيام الزوجية فعزا أو ا
وتتحقق هذه الجريمة يإيزج عضا ا ا ااو التذكير في فرج األنثى( ،)3غير أن القضا ا ا اااء الفرنسا ا ا ااي قضا ا ا ااى بقيام
الجريمة حتى وان كان االتصال الجنسي غير كامل(.)4
متزوجا ،وأن يقيم عزقة غير مةا ا ا ااروعة مع ةا ا ا ااخص من غير ا ويفترض الزنا أن يكون الزوج الزاني
متزوجا أو غير متزوج ،ويعتير
ا جنس ا ا ا ا ا ااو ،وغير زوجو ،أما الطر الثاني في الجريمة فيس ا ا ا ا ا ااتوي أن يكون
قائما حتى في حالة االنفصال الجسماني ،ويجب أن يكون هناك قصد جنائي ،أي أن تكون العزقة
الزواج ا
غير المةروعة قد تمت بعلم وارادة الجاني(.)5
وتتفق التة ا ا ا ا ا ا ا ريعات المقارنة محل الد ارس ا ا ا ا ا ا ااة في أن إثبات فعل الزنا ال يتم إال بالدالئل القانونية
المنصوص عليها على سييل الحصر في المادة 341من ق ع ج( ،)6والمادة 276من ق ع م( ،)7والمادة
( -)1لقد أخطخ المةرع عندما سمى هذه الجريمة الزنا ،ألن للزنا في الةريعة اإلسزمية معنى مخالف لمعنى الزنا في القانون
الوض ااعي ،فالمة اارع الوض ااعي قد أخذ بعين االعتبار عزقة الزوجية التي تربا الزاني ،أما المة اارع اإلس اازمي فقد أخذ بعين
االعتبار الوطء المحرم بصاار النظر عن طييعة مرتكبو ،ولذلك يفضاال تساامية هذه الجريمة التي يرتكيها الرجل المتزوج أو
المرأة المتزوجة يجريمة الخيانة الزوجية ،الطيب سا ا ا ا ا ا ااماتي ،حماية حقوق الضا ا ا ا ا ا ااحية خزل الدعوع الجزائية في التة ا ا ا ا ا ا اريع
الجزائري ،المرجع السايق ،ص .57
( -)2صبا محمد موسى " ،الةكوع في جريمة زنا الزوجية في التةريع العراقي :دراسة مقارنة بالفقو اإلسزمي" ،مجلة الرافدين
للحقوق ،المجلد ،12العدد ،2011 ،47ص .184
( -)3مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .50
(-)4جمال دريسي ،المرجع السايق ،ص .72
( -)5حاتم عيد الرحمان محمد عطية ،المرجع السايق ،ص .78
( " -)6الدليل الذي يقيل عن ارتكاب الجريمة المعاقب عليها بالمادة 339يقوم إما على محضا ا ا اار قضا ا ا ااائي يحرره أحد رجال
الضا اابا القضا ااائي عن حالة تلبس ،واما يإقرار وارد في رسا ااائل أو مسا ااتندات صا ااادرة من المتهم واما يإقرار قضا ااائي" ،المادة
341من ق ع ج.
( " -)7األدلة التي تقيل وتكون حجة على المتهم بالزنا هي القبض عليو حين تلبسا ا ا ا ا ا ااو بالفعل أو اعترافو أو وجود مكاتيب أو
أوراق أخرع مكتوبة منو أو وجوده في منزل مسلم في المحل المخصص للحريم " ،المادة 276من ق ع م.
جدير بالذكر أن المحكمة الدستورية العليا بمصر قضت في الجلسة المنعقدة يوم 6جوان 2020في الدعوع المقيدة يجدول
المحكمة الدستورية العليا يرقم 248لسنة 30قضائية "دستورية" ،بعدم دستورية عجز نص المادة 276من ق ع م المذكورة
سا االفا ،من قصاار الدليل الذي يقيل ويكون حجة على المتهم في جريمة الزنا على حالة وجوده في منزل مساالم ،ذلك ألنو ورد
عائقا يحول دون قيام المجتمع ممثزا في النيابة العامة
في حيثيات هذا الحكم أن ارتكاب الزنا في غير منزل مسا ا ا ا ا ا االم ،يمثل ا
بمباة ارة حقو في المطالبة بالقصاااص من مرتكب الجريمة في هذه الحالة ،كما أن اةااتراط وقوع الزنا في منزل مساالم إلمكان
مساءلة الزوجة الزانية وةريكها يخل بضمانة الحق في التقاضي يتقييده سلطة االتهام وقضاء الحكم عن مباةرة مهامها في
دياناتهم حماية القيم االجتماعية التي يقرها ض ا ا ا ا ا اامير المجتمع على أس ا ا ا ا ا ااس متكافئة يين المواطنين متخ اذا لذلك من اختز
134
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
أساسا إلهدار حق ةريحة اجتماعية في التقاضي والحصول على الترضية القضائية ،بالمخالفة ألحكام المادتين ()189-97
ا
من الدستور.
( -)1جندي عيد الملك،الموسااوعة الجنائية ،الجزء الثالث :جرائم،ربا فاحش،ط ،2دار العلم للجميع ،ييروت ،لينان(،د.س)،ص
. 538
( -)2صبا محمد موسى ،المرجع السايق ،ص .225
( -)3يةا ااترط المةا اارع المصا ااري ينص المادة 373من ق ع م ،ةا اارط خاص ال يةا ااترط في غير جريمة الزنا هو أنو إذا كان
الزوج قد سيق أن زنا في المسكن المقيم فيو مع زوجتو فز تسمع دعواه عليها ،وبالتالي يسقا حقو في الةكوع قيلها ،والعلة
في هذا أن الزوج يص ا اابح بارتكابو الزنا غير أهل لتقديم ة ا ااكوع ض ا ااد زوجتو الزانية ،فهو قدوة العائلة ،ولذلك لم يخول الزوج
الزاني الحق في تقديم الةا ااكوع ضا ااد زوجتو الزانية ،وال يةا ااترط لصا ااحة الدفع أن يكون قد صا اادر حكم على الزوج الزاني ،إذ
يغلب أن تس ا ا ا ا ااكت الزوجة عن جريمتو حتى يثير هو جريمتها ،وعندئذ يجوز لها الدفع يجريمتو واذا أيدت الزوجة رغيتها في
الس ا ا ااير في الدعوع تعين على النيابة أن تجييها إلى طليها ،ولو حفظت الدعوع بالنس ا ا اابة لها لتحققها من ص ا ا اادق دعواها أو
تنازل الزوج عن دعواه قيلها ،ولكن ية ا ا ا ااترط لص ا ا ا ااحة الدفع أن تكون الجريمتان-زنا الزوج وزنا الزوجة-قد وقعتا في ظل عقد
زواج واحد ،فز يص ااح للزوجة أن تدفع يزنا زوجها الس ااايق على زواجها بو ،وقد قض اات محكمة النقض الفرنس ااية بخن جريمة
دفعا إال إذا كانت معاصا ارة أو مقاربة لجريمة الزوجة ،وهو أمر تقدره محكمة الموض ااوع ،ولعل الص ااحيح في
الزوج ال تص ااح ا
فعا حتى
هذا أنو يجب التفرقة يين ما إذا كان قد صدر على الزوج حكم بات أم لم يصدر ،فإذا كان األول صلحت جريمتو د ا
دفاعا للزوجة إال إذا كانت الدعوع العمومية عنها لم
يزول أثر الحكم يرد االعتبار ،واذا كان الثاني فان الجريمة ال تص ا ا ا االح ا
تنقض بس ا اايب من أس ا ااباب س ا ااقوطها ،إذ ية ا ااترط لص ا ااحة الدفع أن يكون في اإلمكان س ا ااماع دعوع الزوجة على الزوج ،واذا
انقضا اات مدة الثزثة أةا ااهر على علم الزوجة يجريمة الزوج دون أن تقدم ةا ااكوع سا ااقا حقها في ذلك ،وبالتالي ال يقيل منها
الدفع بالجريمة ،وهذا الدفع غير متعلق بالنظام العام ،إذ ال يمس المصا ا ا ا ا ا االحة العامة ،وانما هو دفع خاص بالزوجة فليس
تبعا للزوجة ،ولكنو من الدفوع التي
للمحكمة أن تقضااي بو من تلقاء نفسااها ،وليس للةاريك أن يدفع بو ،وان كان يسااتفيد منو ا
االحا جوهرايا ألحد الخص ا ا ا ا ا ااوم ،فز يس ا ا ا ا ا ااقا بعدم إيدائو أمام محكمة أول درجة ،وانما يجوز ايداؤه ألول مرة أمام
تمس ص ا ا ا ا ا ا ا
اوعيا مما ال ةا ا ا ااخن لمحكمة النقض بو ،ومتى تقدمت
االسا ا ا ااتئنا ،وال يقيل ألول مرة أمام النقض ألنو يتطلب تحقياقا موضا ا ا ا ا
135
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
المحكمة الدعوع قيلها حتى يفصاال في صااحتو ،ويصااح ضاام الدعويين لزرتباط ،واذا تحققت الزوجة يهذا الدفع وجب ايقا
المحكمة من ص ااحة الدفع وجب عليها أن تقض ااي بعدم جواز نظر الدعوع قيل الزوجة ،وعدم س ااماع الدعوع مقص ااور على
الناحية الجزائية ،فيبقى للزوج أن يطالب الزوجة وة اريكها أمام الحكمة المدنية يتعويض ما لحقو من ضاارر الجريمة ،محمود
محمود مصطفى ،المرجع السايق ،ص ص.76-75 .
وهذه القاعدة غريبة على القانون الجنائي الحديث إذ أنها تخخذ بميدأ المقاصااة في الجرائم ،وقد أحساان المةاارع الجزائري بعدم
النص عليها ،فكخنها تييح للزوجة الزنا مقايل زنا زوجها السااايق ،وهذا النص خاص بالزنا فقا ،فز يجوز للزوج المتهم بالزنا
عييد، أن يدفع بس ا ا اايق ارتكاب زوجتو نفس الجريمة ،ألن الزوج هو قدوة الزوجة ال العكس ،وهو ما أجمع عليو الفقو ،رءو
المرجع السايق ،ص ص.76-75 .
( -)1المةرع المصري يفرق يين جريمة زنا الزوجة وزنا الزوج في عدة أوجو:
-لم يةااترط المةاارع في أركان جريمة زنا الزوجة أن تكون قد زنت في منزل الزوجية ،يينما اةااترط لقيام جريمة زنا الزوج أن
يكون قد زنا بمنزل الزوجية.
-ال تتمتع الزوجة بالعذر المعفي من العقاب حالة تلبس زوجها بالزنا يينما يتمتع الزوج بالعذر المنصوص عليو بالمادة 237
عقوبات حال مفاجخة زوجتو متلبسة يجريمة الزنا.
-في حالة ثيوت جريمة الزنا على الزوج فز تسمح دعواه ضد زوجتو الزانية ( المادة 237ق ع م).
-تعاقب الزوجة الزانية بالحبس مدة ال تزيد عن سنتين (المادة 274من ق ع م) يينما يعاقب الزوج بالحبس مدة ال تزيد عن
ستة أةهر.
-للزوج أن يعفو عن زوجتو الزانية ولو كان الحكم باتاا وذلك يرض ا ا ا ا ااائو معاةا ا ا ا ا ارتها ،يينما ال يجوز للزوجة العفو عن زوجها
الزاني إال في الفترة السابقة على الحكم النهائي ،عيد الحليم فؤاد عيد الحليم ،المرجع السايق ،ص ص .152-151
( -)2المادة 330من ق ع ج ،معدلة بالمادة 3من قانون رقم ،19-15المرجع السايق ،ص ص .4-3
136
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الذكر ،كان يوجب لتحقق هذه الجريمة أن تكون الزوجة حامل مع علمو يذلك ،إال أنو بصادور هذا القانون
دفاعا عن حقوق المرأة ،فهي في
وس ااع المة اارع الحماية الجزائية للزوجة سا اواء كانت حامل أم غير حامل ،ا
وقانونا(.)1
ا الحالتين زوجتو وعليو التزامات اتجاهها ةراعا
وتقض ا ا ا ا ا ااي الفقرة الرابعة من ذات المادة بخن ال تتخذ إجراءات المتابعة إال يناء على ة ا ا ا ا ا ااكوع الزوج
المتروك ،في الحالتين 1و 2أي بالنساابة لجريمة ترك مقر األس ارة ،وجريمة التخلي عن الزوجة ،فيما تنص
حدا للمتابعة الجزائية ،وهو ما
الفقرة األخيرة من المادة 330من ق ع ج ،على أن صا اافح الضا ااحية يضا ااع ا
يفس ااح المجال لتطييق أحكام التنازل عن الة ااكوع من أحد الوالدين الض ااحية أو الزوج الض ااحية( ،)2وهو ما
أكدتو المحكمة العليا(.)3
التةريع الجزائري ،فإن نظيريو المصري والفرنسي لم يوردا جريمة ترك أو هجر العائلة وعلى خز
ض ا ا اامن جرائم الة ا ا ااكوع ،إذ ال نجد لها محزا ض ا ا اامن نص المادة 3من ق.إ.ج.م التي عددت الجرائم التي
تتطلب ةا ا ا ا ا ا ااكوع من المجني عليو كقيد إجرائي على حرية النيابة العامة في تحريك الدعوع العمومية ،وال
نص المادة 10من ق.إ.ج.م التي نصت على التنازل عن الةكوع.
القديم الملغى ( أما بالنس اابة للمة اارع الفرنس ااي فإنو كان يتطلب بموجب المادة 1-357من ق ع
والتي تتطايق مع نص المادة 330من ق ع ج) تقديم ة ا ا ااكوع مس ا ا اابقة من الزوج المجني عليو أو األم أو
األب المجني عليو الذي بقي في المنزل(.)4
إال أنو بص ا ا ا ا ا اادور القانون رقم 1336-92المؤرخ في 16ديس ا ا ا ا ا اامير ،1992ألغى نص هذه المادة
بموجب نص المادة 372منو ،أما قانون العقوبات الفرنسا ا ا ا ا ا ااي الحالي فز يقيد جريمة هجر األس ا ا ا ا ا ا ارة De
(.)5 L'abandon de Familleبةكوع من المجني عليو طبقا لنص المادة 3-227من ق ع
-3جريمة خطف وابعاد قاصييير :تقوم هذه الجريمة في التةا ا اريع الجزائري إذا قام ة ا ااخص يخطف
ار لم تكمل الثامنة عةاار ساانة أو إبعادها وذلك بغير عنف أو تهديد أو تحايل ثم يتزوج يها ،فز تتخذ
قاصا اا
يناءا على ة ااكوع األة ااخاص الذين لهم ص اافة في طلب إبطال الزواج ،عمزا
إجراءات المتابعة ض ااده ،إال ا
( ، -)1المجلس الةعيي الوطني ،الجريدة الرسمية للمناقةات ،الفترة التةريعية السابعة ،الدورة العادية السادسة ،السنة الثالثة-
رقم 2 ،163أفريل ،2015ص .5
( -)2عيد أ أوهاييية ،ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ،المرجع السايق ،ص .143
( -)3قرار المحكمة العليا الصادر في 49أفريل 2010في الملف رقم ،574335مجلة المحكمة العليا:قسم الوثائق ،الجزائر،
العدد ،1السنة ،2011ص ص .97-295
)(4
- " Dans les même cas, pendante le mariage, la poursuite ne sera exercée que sur la plainte de l'époux resté au
foyer ", L'article 357-1, CPF (ancien). Création Ordonnance n° 58-1298 du 23 décembre 1958-art. 31, modifiant
notamment certains articles du code pénal, JORF n° 300-90 éme année-,du 24 décembre 1958, p 11763.
)(5
- L'article 227-3, CPF, Modifié par loi n° 2019-1446 du 24 décembre 2019-art. 72, de financement de la sécurité
sociale pour 2020 (1), JORF n° 300 du 27 décembre 2019.
137
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
قانونا أن يعاقب كل من خطف أو أبعد قاصارة دون الثامنة عةار من عمرها ،بغير عنف أو ةارع في ذلك " -من المقرر ا
()1
واذا تزوجت القاص ا ا ا ا ارة المخطوفة أو المبعدة من خاطفها فز تتخذ إجراءات المتابعة الجزائية ضا ا ا ا ااده ،إال يناء على ةا ا ا ا ااكوع
األةااخاص الذين لهم صاافة طلب إبطال الزواج وبعد القضاااء يإبطال العقد المذكور ،إذ يةااترط إتمام إجراءات إبطال الزواج
قيل الحكم على المتهم ،وتخلف هذا الةا ا اارط ينجر عنو النقض" ،قرار المحكمة العليا صا ا ااادر يتاريخ 03جانفي ،1995في
الملف رقم ،128928المجلة القضائية ،العدد األول ،1995 ،ص .249
( -)2عيد الرحمان خلفي ،اإلجراءات الجزائية في التةريع الجزائري والمقارن ،ط (4منقحة ومعدلة)،المرجع السايق ،ص.214
( -)3حاتم عيد الرحمان محمد عطية ،المرجع السايق ،ص .80
( -)4قانون رقم 214لسا اانة ،1980مؤرخ في 24ديسا اامير ،1980يتعديل بعض أحكام قانون العقوبات-المصا ااري ،-ج ر م
عدد " 52مكرر" صادرة في 28ديسمير .1980
- "Dans le cas où le ravisseur aurait épousé la fille qu'il a enlevée, il ne pourra être poursuivi que sur la plainte
)(5
des personne qui, d'après le code napoléon, ont le droit de demander la nullité du mariage, ni condamné qu'après
que la nullité du mariage aura été prononcée ", l'article 357, CPF ( ancien).
138
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
139
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
والسيب في تخويل من لو حق حضانة الصغير سلطة االتهام والتنازل عنها،هو الحفاظ على عزقة
140
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
(" -)1يفترض أن عدم الدفع عمدي مالم يثيت العكس ،وال يعتير االعسار الناتج عن االعتياد على سوء السلوك أو الكسل أو
عذر مقيوالا من المدين في أية حالة من األحوال" ،المادة 331من ق ع ج ،المعدلة بالمادة 38من قانون رقم -06
الس ا ا ااكر اا
،23المرجع السايق ،ص .24
( " -)2المطعون ضادها ...قد تنازلت وصافحت عن طليقها حساب ما هو ثايت من عقد متضامن تصاريح بالتنازل المحرر...
وعليو ،وعمزا ينص المادة 331من ق ع في فقرتها األخيرة ،فإن هذا الص اافح يترتب عنو ،بعد دفع النفقة ،انقض اااء الدعوع
العمومية المقامة ضا ا ا ا ا ا ااد الطاعن" قرار المحكمة العليا ،يتاريخ 25مارس ،2009في ملف رقم ،442278مجلة المحكمة
العليا ،قسم الوثائق ،العدد ،2السنة ،2009ص ص .378-377
( -)3ن ج م :الطعن رقم 440لسنة 23قضائية ،جلسة 16جوان ،1953أحكام النقض ،مكتب فني ،04ص.996
141
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
عليو مباة ا ارة ويصا اايب عورة من عوراتو ويخدش عاطفة الحياء عنده( ،)1حماية لةا ااعورها وصا اايانة لكرامتها
مما قد يقع على جسمها أو بحضورها من أمور مخلة بالحياء على الرغم منها ،بغير عزنية(.)2
اقعا على أنثى مميزة على األقل ،فإذا كانت مجنونة أو غير مميزة ،ال تملك ويجب أن يكون الفعل و ا
القادرة على إدراك داللاة تلاك األفعاال ،فز تقوم الجريماة النعادام العلاة( )3كماا يةا ا ا ا ا ا ااترط أن يتم الفعال بغير
نهائيا ،وليس لمحكمة النقض بعد ذلك
رضاها ،وهي مسخلة موضوعية تفصل فيها محكمة الموضوع فصزا ا
مراقيتها طالما أن األدلة واالعتبارات التي ذكرتها من ةخنها أن تؤدي إلى ما انتهى إليو الحكم(.)4
ويتعين أيض ا ا ا ااا توافر القص ا ا ا ااد الجنائي الذي يتحقق يتعمد الجاني إتيان الفعل ،وقص ا ا ا ااد النتيجة ،فز
جريمة إذا ما كان الفعل وليد الخطخ من غير قصد ،أو الفعل المردود إلى األلفة وسقوط الكلفة(.)5
وكما تقدم ذكره ،اليد من ةا ا ا ا ااكوع المجني عليها لكي تتحرك الدعوع ،ولها حق الةا ا ا ا ااكوع إذا كانت
تيلغ 15سنة ،أما إذا كانت أقل كان حق الةكوع لمن لو الوالية عليها( ، )6وباعتبارها من جرائم الةكوع،
فالمادة 10من ق.إ.ج.م تجيز لمن قدم الة ا ااكوع أن يتنازل عنها في أي وقت إلى أن يص ا اادر في الدعوع
حكم نهائي.
-IIجرائم االعتدا عل الشرف واالعتبار :وتتمثل في جريمتي السب والقذ :
جريمت الق ف والسييييب :يعد قذافا diffamationطباقا لنص المادة 296من ق ع ج( ،)7المطابقة
لنص المادة 29من قانون حرية اإلعزم الفرنسي الصادر في 29جويلية ،)8(1881كل ادعاء يواقعة من
ةخنها المساس بةر واعتبار األةخاص أو الهيئة المدعى عليها بو ،أو إسنادها إليهم أو إلى تلك الهيئة،
ويعاقب على نةر هذا االدعاء أو ذلك اإلسناد مباةرة أو بطريق إعادة النةر ...
ينص المادة 302من ق ع م بخنو كل من أس ااند لغيره يواس ااطة فيما يعر المة اارع المص ااري القذ
إحدع الطرق الميينة في المادة 171من هذا القانون (المحددة لصا ا ا ا ااور العزنية) اا
أمور لو كانت صا ا ا ا ااادقة
( -)1ن ج م :الطعن رقم 894لسنة 21قضائية ،جلسة 8أكتوبر ،1951أحكام النقض ،مكتب فني ،03ص.30
( -)2ن ج م :الطعن رقم 726لسنة 29قضائية ،جلسة 2نوفمير ،1959أحكام النقض ،مكتب فني ،10ص.834
( -)3عيد الحليم فؤاد عيد الحليم ،المرجع السايق ،ص .159
( -)4طعن رقم 726لسنة 29قضائية،جلسة 2نوفمير ،1959أحكام النقض ،المكتب فني ،العدد ،3السنة ،10ص .834
( -)5عيد السزم مقلد ،المرجع السايق ،ص .102
( -)6عزت مصطفى الدسوقي ،المرجع السايق ،ص .294
( -)7المادة 296من أمر رقم ،156-66مؤرخ في 8جوان ،1966والمتضمن قانون العقوبات ،المرجع السايق ،ص .732
"-Toute allégation ou imputation d'un fait qui porte atteinte à l'honneur ou à la considération de la personne ou du corps
)(8
auquel le fait est imputé est une diffamation. La publication directe ou par voie de reproduction de cette allégation ou de cette
imputation est punissable, même si elle est faite sous forme dubitative…", L'article 29-1, loi du 29 juillet 1881, sur liberté de
la presse, JORF n° 206-13 éme année-, du 30 juillet 1881, p 4203, Modifié par Ordonnance du 6 mai 1944-art. 4, relative à la
répression des délits de presse, JORF n° 42-76 éme année-, du 20 mai 1944, p 402.
142
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1المادة 302من ق ع م ،معدلة بالقانون رقم 93لسا ا ا ا ا اانة ،1995مؤرخ في 4ماي ،1995يتعديل بعض أحكام قانوني
العقوبات واإلجراءات الجنائية والقانون رقم 76لسا اانة 1970بانةا اااء نقابة الصا ااحفيين ،ج ر م ،العدد 18تابع ،صا ااادرة في
28ماي .1995
عموما إلى تعريف الة ا ا اار إلى أنو مص ا ا االحة المواطن في أال يعاب عليو ة ا ا اايء ( العيب هو كل نقص في
ا ( -)2يتجو الفقو
معا) ،ينافي
ص اافات المجني عليو أو أخزقو أو س اايرتو يخدش الة ااعور أو يعتير إخزالا بالواجب وهو ية اامل القذ والس ااب ا
األخزق ،أما االعتبار فيعر بخنو :الفكرة التي كونها الناس عن الةا ا ا ا ااخص من واقع اختبارهم لو وامتحانهم إياه ،مما يجعل
كلمة االحترام مرادفة لزعتبار يوصا اافها تنطوي على قدر ما يكنو المجتمع من قيمة للةا ااخص ،فالةا اار هو قيمة اإلنسا ااان
لدع نفس ااو واالعتبار هو قيمتو وس اامعتو لدع الناس ،عزت مص ااطفى الدس ااوقي ،المرجع الس ااايق ،ص ص ،293-292عيد
الرحمان الدراجي خلفي ،الحق في الةاكوع كقيد على المتابعة الجزائية :د ارساة تخصايلية تحليلية مقارنة ،المرجع الساايق ،ص
.426
ما هو وارد في ( -)3المةا ا ا ا اارع المصا ا ا ا ااري يتحدث عن اإلسا ا ا ا ااناد دون االدعاء أو ما يعر عند الفقو باإلخبار ،وهذا يخز
التةريعين الجزائري والفرنسي ،فاالدعاء يتضمن معنى الرواية عن الغير أو ذكر الخير محتمزا الصدق والكذب ،أما اإلسناد
على سييل التخكيد سواء كانت الواقعة المدعي يها صحيحة أو كاذبة ،وسواء تعلق فيعني نسبة األمر إلى الةخص المقذو
األمر باالدعاء أو اإلس ا ااناد ،فكزهما يتض ا اامن إلحاق واقعة أو أمر مة ا ااين بالمجني عليو ،ويتم ذلك على س ا ااييل التخكيد عن
طريق الرواية من الغير ،أو ترديد القول على أنو إةاعة ،عيد الرحمان الدراجي خلفي ،نفس المرجع ،ص .432
( -)4وردت ص ااور العزنية في التةا اريعات المقارنة محل الد ارس ااة في المواد 296 :من ق ع ج 23 ،من قانون حرية اإلعزم
الفرنسا ا ااي المؤرخ في 29جويلية ،1881والمادة 171من ق ع م ،والتي تتمثل أسا ا ااا اس ا ا اا في :الجهر بالقول أو الصا ا اايائ أو
بالفعل ،أو اإليماء ،أو الكتابة ،أو بالرسوم ،أو الصور ،أو الرموز...
( -)5مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .58
( -)6المادة 297من أمر رقم ،156-66مؤرخ في 8جوان ،1966والمتضمن قانون العقوبات ،المرجع السايق ،ص .732
)(7
- " Toute expression outrageante, termes de mépris ou invective qui ne renferme l'imputation d'aucun fait est une
injure" ,l'article 29-2, loi du 29 juillet 1881, Op-Cit, p 4203, Modifié par Ordonnance du 6 mai 1944, Op-Cit, p
402
143
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1المادة 306من قانون رقم 58لسنة ،1937المتضمن إصدار قانون العقوبات المصري ،المرجع السايق.
( -)2عيد السزم مقلد ،المرجع السايق ،ص ،121عزت مصطفى الدسوقي ،نفس المرجع ،ص .292
( -)3وال يحدث هذا األثر عن مخالفة السا ا ا ا ا ا ااب غير العلني المعا قب عليها ينص المادة 463من ق ع ج ،وهذا أمر غير
منطقي ،ما دعا الفقو إلى دعوة المةرع الجزائري إلى تدارك هذا اإلغفال ،مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .74
)(4
- Art 47; Art 60, loi du 29 Juliet 1881, Op-Cit, p 4204.
144
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الماادة ،30ال تتخاذ إجراءات المتاابعاة إال بموجاب ماداولاة من طر الجمعياة العااماة التي تقرر المتاابعاة،
واذا لم يكن للهيئة جمعية عامة ،يناء على ةكوع من رئيس الهيئة أو الوزير الذي تتبعو هذه الهيئة.
ضا ااد عضا ااو واحد أو عدة أعضا اااء من اليرلمان ،فالمتابعة ال تتم إال -3في حالة السا ااب أو القذ
يناء على ةكوع من الةخص المعني أو األةخاص المعنيين.
الموجو ضااد الموظفين العمومين ،أمناء أو أعوان الساالطة العامة غير -4في حالة السااب أو القذ
الوزراء ،تباةر إجراءات المتابعة يناء على ةكواهم ،أو ةكوع الو ا
زرة الوصية.
الموجو ض ااد محلف أو ة اااهد (جريمة منص ااوص عليها في المادة ،)31ال تتم -5في حالة القذ
المتابعة إال يناء على ةكوع المحلف أو الةاهد الذي يدعي ذلك.
-6في حالة إهانة رئيس الدولة أو أعض اااء البعثات الديلوماس ااية األجانب ،يجري االدعاء يناء على
ةكوع من طرفهم إلى وزير الخارجية التي يحولها يدوره إلى وزير العدل.
،فإن التنازل عن الةااكوع من طر الةااخص صاااحب الحق وبموجب نص المادة 6من ق إ ج
حدا للمتابعة الجزائية.
فيها يضع ا
نظيريو المصا ااري والفرنسا ااي ،لم يتطلب لتحريك الدعوع والغريب أن المةا اارع الجزائري ،على خز
والسااب تقديم ةااكوع خاصااة ،في حين تينى نظام صاافح المجني عليو العمومية يخصااوص جريمتي القذ
متخخر يخصوصية هذا النوع من الجرائم ،ومساسها بالدرجة األولى
اا منو ،ولو يخصوصهما ،بمثابة اعت ار
بحقوق خاصااة ولصاايقة بالمجني عليو ،وان كان األحرع بو أن يتينى نظام الةااكوع يدالا من الصاافح ،ألنو
أكثر مزئمة لجرائم الةا ا ا اار واالعتبار ،التي يسا ا ا ااتحسا ا ا اان أن يمنح المجني عليو فيها الحق في التحكم في
وعدما ،فما الفائدة من منحو الحق في وضا ا ا ا ا ا ااع حد للمتابعة الجزائية بعد أن تكون العبارات
ا وجودا
ا دعواها،
واأللفاظ المسيئة لةرفو واعتباره قد ترددت أمام ضباط الةرطة أو أعضاء النيابة أو حتى المحكمة(.)1
حصر في مخالفة الجروئ غير العمدية : اا -IIجرائم االعتدا عل سالمة الجسم :وتتمثل
يورد المةا ا ا ا ا ا اارع الجزائري دون نظيريو المصا ا ا ا ا ا ااري والفرنسا ا ا ا ا ا ااي ،مخالفة الجروئ غير العمدية الفعل
المنصاااوص والمعاقب عليو ينص المادة 2-442من ق ع ج ضا اامن نطاق جرائم الةا ااكوع ،وتتحقق هذه
الجريمة عن طريق إحداث جروئ أو إص ا ا ااابة أو مرض بغير قص ا ا ااد ،ال يترتب عليو عجز كلي عن العمل
لمدة تتجاوز ثزثة ( )3أةااهر ،وكان ذلك ناةا اائا عن رعونة أو عدم احتياط أو عدم انتباه أو إهمال أو عدم
مراعاة النظم(.)2
يناءا على ةكوع الضحية ،فيما يضع صفح
وال يمكن مباةرة الدعوع العمومية عن هذه الجريمة إال ا
( -)1ليلى قايد ،الصا ا ا االح في جرائم االعتداء على األفراد فلسا ا ا اافتو وصا ا ا ااوره وتطييقو في القانون الجنائي المصا ا ا ااري ،المرجع
السايق ،ص .261
( -)2المادة 442من ق ع ج ،معدلة بالمادة رقم 58من القانون رقم ،23-06المرجع السايق ،ص .28
145
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
حدا للمتابعة الجزائية ،عمزا ينص الفقرتين الرابعة والخامسة من ذات المادة.
أو تنازل هذا األخير ا
-IVجرائم االعتدا عل الحق ف الخصييييوصييييية( :)1لم تعر التةا ا اريعات المقارنة محل الد ارس ا ااة
على غرار أغلب التةا ا اريعات الحق في الخص ا ااوص ا ااية ،تاركة األمر للفقو ،واكتفت يوض ا ااع نص ا ااوص تكفل
حماية هذا الحق ،وتعدد صور االعتداء عليو.
ويعر الفقيو الفرنسي Carbonnierالحق في الخصوصية بخنها " :المجال السري الذي يملك الفرد
هادئا وأن يتمتع بالهدوء ،أو أنها
بةا ا ا ااخنو اسا ا ا ااتبعاد أي تدخل من الغير ،وهي حق الةا ا ا ااخص في أن يترك ا
الحق في احترام الذاتية الةخصية "(.)2
ومن أةا ااهر التعريفات للحق في الخصا ااوصا ااية التعريف الذي وضا ااعو معهد القانون األمريكي والذي
يعر الخص ا ااوص ا ااية عن طريق المس ا اااس يها " :كل ة ا ااخص ينتهك بص ا ااورة جدية ،ودون وجو حق ،حق
ةخص اخر في أن ال تصل أموره وأحوالو إلى علم الغير ،وأن ال تكون صورتو عرضة ألنظار الجمهور،
يعد مسؤوالا أمام المعتدع عليو"(.)3
وتحدد أهم عناص ا ا ا اار الحق في الخص ا ا ا ااوص ا ا ا ااية في حرمة المس ا ا ا ااكن ،والحق في حرمة الم ارس ا ا ا اازت
والمحادثات ،والحق في حرمة الحياة العائلية ،والحق في الحياة الصحية ،والحق في حرمة صورة اإلنسان،
( -)1تتعدد التسميات التي تطلق على هذا الحق يين من يعتمد على مصطلح الحق في الحياة الخاصة ،وبين من يعتمد على
مصطلح الحق في الخصوصية ،فإن كان الحق في حرمة الحياة الخاصة هو المصطلح األول والتقليدي ،إال أن المصطلح
وغالبا ما يجمع الباحثون يين المصااطلحين بالرغم من وجود بعض الفروق ا السااائد والةااائع اليوم هو الحق في الخصااوصااية،
يينهما ذلك أن الحق في الحياة الخاص ا ااة والذي كان الس ا اايق في االعت ار بو للقانون الفرنس ا ااي متخ اذا معيار المكان كمحدد
غالبا الجانب المادي الذي يرتبا بالمكان
لو ،أي أن الحياة الخاص ا ا ااة هي تلك األحداث التي تدور خلف الجدران ،فهو يمثل ا
أكثر من الةخص كحرمة المسكن ،وحرمة المراسزت ،أما مصطلح الخصوصية فيرتبا بالةخص أكثر من المكان ،ويمثل
غالبا المظاهر المعنوية كالمحادثات الةااخصااية والمكالمات الهاتفية ،وما يؤكد أن المصااطلح الةااائع والسااائد اليوم هو الحق
ا
في الخصا ا ا ااوصا ا ا ااية أن جل التطورات والتغيرات التي حدثت واالنتهاكات التي طرأت تمس الجانب المعنوي أكثر من الجانب
المادي ،والذي يرجع بالدرجة األولى إلى تطورات تكنولوجية وعلمية حديثة في مجال اإلعزم واالتصال ،واذا كان المةرعين
الجزائري والمصااري يخخذان بالمصااطلح التقليدي أي الحق في الحياة الخاصااة ،فإن المةاارع الفرنسااي تراجع على فكرة الحياة
الخاصا ا ااة من خزل األعمال التحض ا ا ارية التي سا ا اابقت التصا ا ااويت على قانون 17جويلية 1970واقتراحو بخن تسا ا ااتيدل فكرة
المكان الخاص " "Lieu privéيتعيير " "En privéحالة الخص ااوص ااية ،ين حيدة محمد ،الحق في الخص ااوص ااية في التةا اريع
الجزائري :د ارس ا ااة مقارنة ،مذكرة مقدمة لنيل ة ا ااهادة الماجس ا ااتير ،تخصاا ااص :حقوق وحريات ،الجامعة اإلفريقية العقيد أحمد
دراية-أدرار ،-كلية ارداب والعلوم اإلنسانية ،قسم العلوم القانونية واإلدارية ،2010-2009 ،ص 22وما يليها.
( -)2عيد الرحمان الدراجي خلفي ،الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية :د ارسا ا ا ااة تخصا ا ا اايلية تحليلية مقارنة ،المرجع
السايق ،ص .486
( -)3عاقلي فضاايلة ،الحماية القانونية للحق في حرمة الحياة لخاصااة :د ارسااة مقارنة ،بحث مقدم لنيل ةااهادة دكتوراه علوم في
القانون الخاص ،جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة ،كلية الحقوق ،2012-2011 ،ص .89
146
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1عودة يوس ا ااف س ا االمان " ،الجرائم الماس ا ااة بحرمة الحياة الخاص ا ااة التي تقع عير وس ا ااائل تقنية المعلومات الحديثة" ،مجلة
الحقوق-كلية القانون بالجامعة المستنصرية ،العراق ،المجلد ،16اإلصدار ،2018 ،30-29ص .5
( -)2تعد هذه الجريمة من المظاهر المعنوية للحق في الخصا ااوصا ااية وذلك الرتباطها بكيان الةا ااخص المعنوي عن طريق ما
تتض ا اامنو من أسا ا ارار وأفكار وأخبار ة ا ااخص ا ااية ،وتعر المحادثات بخنها كل ص ا ااوت أو قول لو داللة ،سا ا اواء كانت مفهومة
لجمهور الناس أو لفئة قليلة ،ومنو وجب احترام هذه األحاديث واضا ا ا ا اافاء طابع الس ا ا ا ا ارية عليها ألنها من أكثر األمور ارتباط
بةا ااخصا ااية اإلنسا ااان ،إذ اإلحسا اااس باألمن الةا ااخصا ااي الذي يسا ااتولي على المرء وهو بصا اادد مكالماتو الهاتفية أو محادثاتو
الةخصية هو ضمان هام لممارسة الحق في الخصوصية ،ين حيدة محمد ،المرجع السايق ،ص ص .58-57
( -)3المادة 303مكرر من ق ع ج ،مستحدثة بموجب المادة 34من قانون رقم ،23-06المرجع السايق ،ص .23
)(4
- " En captant, enregistrant ou transmettant, sans le consentement de leur auteur, des paroles prononcées à titre
privé ou confidentiel ", L'article 226-1,CPF, Modifié par loi n° 2020-936, du 30 juillet 2020-art. 17, Op-Cit.
( -)5المادة 309مكرر من ق ع م ،المض ا ا ا ا ا ااافة بموجب المادة الثانية ( )2من قانون رقم 37لس ا ا ا ا ا اانة ،1972مؤرخ في 23
س ا اايتمير ، 1972يتعديل بعض النص ا ااوص المتعلقة بض ا اامان حريات المواطنين في القوانين القائمة ( تعديل قوانين العقوبات
واإلجراءات الجنائية وحالة الطوارئ) ،وبإلغاء القانون رقم 119لس ا ا اانة -1964بة ا ا ااخن بعض التدايير الخاص ا ا ااة بخمن الدولة-
والقانون رقم 50لس ا اانة -1965في ة ا ااخن بعض التدايير الخاص ا ااة بخمن الدولة-وبإلغاء بعض مواد قوانين اإلجراءات الجنائية
واعادة تنظيم الرقابة اإلدارية وحالة الطوارئ ،ج ر م ،عدد ،39صا ا ا ا ااادرة في 28سا ا ا ا اايتمير ،1972معدلة بالقانون رقم 95
لسنة ،1996مؤرخ في 30جوان ،1996بةخن تعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 58لسنة ،1937
ج ر م .العدد 25مكرر ( أ) ،صادرة في 30جوان .1996
147
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
148
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
2من ق ع ج على: محل الد ارسااة على تجريمو ،إذ يعاقب المةاارع الجزائري ينص المادة 303مكرر–
التقاط أو تسجيل أن نقل صورة لةخص في مكان خاص ،بغير إذن صاحيها أو رضاه ،وهو النص الذي
()1
من حيث األفعال المكونة يتطايق مع ما نص عليو المةرع الفرنسي في المادة 1-226و 2من ق ع
لهذه الجريمة ،فيما يقصا ا اار المةا ا اارع المصا ا ااري هذه األفعال ينص المادة 309مكرر– ب -على التقاط أو
نقل يجهاز من األجهزة اأيا كان نوعو صورة لةخص في مكان خاص ،إذ لم ينص على تسجيل الصورة.
ويقصااد بالصااورة المعاقب على التقاطها أو تسااجيلها أو نقلها بمقتضااى نص المواد 303 :مكرر من
309 ،مكرر-ب-من ق ع م ،تثييت أو رساام قساامات ةااكل اإلنسااان على ق ع ج 1-226 ،من ق ع
دعامة مادية أيا كانت ،باعتبار الص ااورة هي االمتداد الض ااوئي لجس اام اإلنس ااان ،وهي ال تعير عن فكرة وال
داللة غير إةارتها إلى ةخصية صاحيها(.)2
ولقياام هاذه الجريماة يتعين توافر ركن ماادي يتحقق ياإتياان الجااني للسا ا ا ا ا ا االوك اإلجرامي المتمثال في
التقاط أو تس ااجيل أو نقل ص ااورة لة ااخص ما في مكان خاص( ،)3دون موافقة ص اااحب الص ااورة ،باس ااتخدام
وسيلة أو جهاز أيا كان نوعهما ،أو أية تقنية كانت على حد تعيير كل مةرع ،كما تقدم ذكره.
كما يجب توافر الركن المعنوي الذي يتحقق يتوافر عنصا ا ا ا ا ا ااري العلم و اإلرادة أما العلم فيجب أن
يةا اامل كل عناصا اار الفعل المادي المكون للجريمة كما وصا اافها القانون ،وانتفاء العلم بخحد هذه العناصا اار
ينفي القص ااد الجنائي ،أما اإلرادة فيتعين أن تتجو إلى إلتقاط أو تس ااجيل أو نقل ص ااورة ة ااخص في مكان
()4
خاص دون رضاه
-3جريمة االحتفاظ أو إعال ن أو استعما التسجيل أو الصورة
انتهاك حرمة الحياة الخاصااة للةااخص بالتنصاات أو تسااجيل أو نقل أحاديثو الخاصااة أو الس ارية ،أو
بالت قاط أو تسا ا ا ا ا ا ااجيل أو نقل صا ا ا ا ا ا ااورتو ،أثناء وجوده في مكان خاص ال يحدث في الغالب لمجرد حب
)(1
- " En Fixant, enregistrant ou transentement de celle-ci, L'image d'une personne se trouvant dans un lieu privé ",
L'article 226-1, CPF, Op-Cit.
( -)2عيد الرحمان الدراجي خلفي ،الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية :د ارسا ا ا ااة تخصا ا ا اايلية تحليلية مقارنة ،المرجع
السايق ،ص .524
En ( -)3التقاط الص ااورة المحقق لمعنى أخذها يعني تثييتها على مادة حس اااس ااة المعير عنو في التةا اريع الفرنس ااي بمص ااطلح
Fixantوبمجرد التقاط الص ااورة ،أي تثييتها يتحقق الركن المادي للجريمة ،أما إظهار الص ااورة في هيئة إيجايية على الدعامة
عنصر في هذا الركن ،يهذا تقع الجريمة تامة في ركنها المادي حتى ولو لم يكن باستطاعة
اا المادة المخصصة لذلك ال يعتير
مظهر هزلايا
اا تغيير ليضفي على الصورة
تةويها أو اا
ا فنيا ،وال يؤثر كذلك قيام الجريمة أن يجري بعد التقاطها
الجاني معالجتها ا
مغايرا ،أما التسا ا ا ااجيل المحقق للركن المادي للجريمة فيعني حفظ الصا ا ا ااورة على مادة معدة لذلك لمةا ا ا اااهدتها فيما بعد أو
ا أو
ص اا ،حتى يتمكن الغير عاما أو خا ا
نةاارها ،فيما يقصااد ينقل الصااورة ،تحويلها أو إرسااالها من مكان تواجدها إلى مكان اخر ا
من مةاهدتها ،عاقلي فضيلة المرجع السايق ،ص .262
-)4عيد الرحمان الدراجي خلفي ،نفس المرجع ،ص.530
149
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
من ورائو االسااتفادة بطريقة أو بخخرع ،كنةاار صااورتو أو إعزن أحاديثو االسااتطزع ،وانما قد يكون الهد
()1
وعليو وبغية تعقب اليواعث الخييثة الخاص ا ا ا ااة للغير لقاء ميلغ من المال أو تهديد المجني عليو بالنة ا ا ا اار
للجناة ،فقد جرم كل من القانون الجزائري والفرنسااي والمصااري كل فعل من ةااخنو إعزن أو نةاار التسااجيل
أو الصورة المتحصل عليو يإحدع الطرق السابقة.
ولقد نصا ا اات المادة 303مكرر 1من ق ع ج على معاقبة :كل من احتفظ أو وضا ا ااع أو سا ا اامح بخن
توضا ااع في متناول الجمهور أو الغير ،أو اسا ااتخدام بخية وسا اايلة كانت ،التسا ااجيزت أو الصا ااور أو الوثائق
المتحصل عليها ،يواسطة أحد األفعال المنصوص عليها في المادة 303مكرر من ق ع ج(.)2
على معاقبة :كل من احتفظ أو أعلن أو س ا ا ا ا ا ااهل وبالمثل فقد نص ا ا ا ا ا اات المادة 2-226من ق ع
علنا أو في غير عزنية أي تس ااجيل أو مس ااتند تحص اال عليو يإحدع
إعزن الجمهور أو الغير أو اس ااتعمل ا
الطرق الميينة في المادة 226من ق ع (.)3
مكرر (أ) من ق ع م على معاقبة :كل من أذاع أو سااهل إذاعة أو اسااتعمل
اا كما نصاات المادة 309
اتندا متحصازا عليو يإحدع الطرق الميينة بالمادة 309مكرر من ق ع
ولو في غير عزنية تسااجيزا أو مسا ا
م ،بغير رضا صاحب الةخن(.)4
وتقوم هذه الجريمة يإتيان الجاني للنةا ا ا ا ا اااط اإلجرامي المتمثل في االحتفاظ أو اإلعزن أو تسا ا ا ا ا ااهيل
اإلعزن أو اس ا ا ا ااتعمال تس ا ا ا ااجيل أو وثائق متحصا ا ا ا ال عليها بخحد األفعال التي تمثل إعتداء على الحق في
الخصوصية(.)5
وألن هذه الجريمة عمدية ،فيتطلب لقيامها توافر القص ا ااد الجنائي العام الذي يتحقق يتوافر عنصا ا اري
العلم واإلرادة ،أما العلم فيجب أن يةاامل كافة عناصاار الفعل المادي المكون للجريمة كما وصاافها القانون،
كخن يعلم المتهم بمصا اادر الحصا ااول على التسا ااجيل أو الصا ااورة أو المسا ااتند ،وأن من ةا ااخن فعلو إذاعتو أو
de quelque manière que ce soit tout enregistrement ou document obtenu à l'aide de l'un des actes prévus par l'article
226-1", L'article 226-2, CPF.
مكرر (أ) من ق ع م ،مضافة بالقانون رقم 37لسنة ،1972معدلة بالقانون رقم 95لسنة ،1996المرجع
اا ( -)4المادة 309
السايق.
( -)5االحتفاظ يعني إبقاء الةا ا ااخص في حوزتو التسا ا ااجيل أو مسا ا ااتند للغير عن عمد منو مع علمو بمضا ا اامونو متى كان هذا
، التسااجيل أو المسااتند قد تم الحصااول عليو يإحدع الطرق الميينة في المواد 303مكرر من ق ع ج 2-226 ،من ق ع
عمدا ،بفحوع التسا ا ا ا ا ا ااجيل أو المسا ا ا ا ا ا ااتند الذي تم
مكرر (أ) من ق ع م ،أما اإلعزن فيعني إخبار الجمهور أو الغير ا
اا 309
التحص ا اال عليو بالطرق المذكورة س ا االفا ،أما تس ا ااهيل اإلعزن يعني تقديم المس ا اااعدة أيا كانت ص ا ااورتها إلى من يقوم يإعزن
الجمهور أو الغير لمحتوع التسااجيل أو المسااتند ،فيما يقصااد باالسااتعمال :اسااتخدام التسااجيل أو المسااتند أو الوثائق لتحقيق
غرض ما ،عاقلي فضيلة ،المرجع السايق ،ص ص .270-269
150
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
تسهيل ذلك أو استعمالو أو االحتفاظ بو ،أما اإلرادة فتقضي أن يكون االحتفاظ أو اإلذاعة أو تسهيلها أو
اديا ،فز تقوم الجريمة في حق من حص ا اال على التس ا ااجيل أو الص ا ااورة ثم فقد منو أو س ا اارق،
اس ا ااتعمالها إر ا
وبعدها أذاعو من عثر عليو أو من سرقو(.)1
ولقد س ا ااوع المة ا اارعين الفرنس ا ااي والمص ا ااري فيما يتعلق بقيام الجريمة باس ا ااتعمال تس ا ااجيل أو مس ا ااتند
علنا أو في غير عزنية بصاريح نص المادتين متحصاال بالطرق السااابقة بغير رضااا صاااحبو ساواء تم ذلك ا
مكرر (أ) من ق ع م ،وهو ما أكده القض ا ا ا ا اااء الفرنس ا ا ا ا ااي إذ ال يؤيد فكرة أن
اا 2-226من ق ع و309
دوما بعدم
الجريمة ال تقوم إال إذا كان عرض الصا ا ااورة قد تم في عمومية مجموعة من الناس ،يل يقضا ا ااي ا
مة ا ااروعية تس ا االيم ص ا ااورة الة ا ااخص إلى غيره دون إذنو ،مما مفاده أن عرض ا ااها على الغير ولو في محيا
خاص غير جائز إال يرضااا صاااحب الةااخن ،في حين نجد أن المةاارع الجزائري لم يفصااح عن هذه الفكرة،
علنا أو في غير عزنية(.)2
أي استعمال التسجيل أو الوثائق ا
وتفترض الجريمة المنص ا ا ا ااوص عليها في المواد المذكورة أعزه ،باإلض ا ا ا ااافة إلى فعل النة ا ا ا اار والنية
التدليسية ،سواء تم الحصول على المستندات أو التسجيزت :بالتقاط أو التنصت أو تسجيل ونقل أحاديثو
الخاصة أو السرية ،أو تسجيل أو نقل صورتو أثناء وجوده في مكان خاص ،عدم موافقة المجني عليو ،أن
تندرج األحاديث أو الص ا ا ا ا ااور في نطاق ألفة الحياة الخاص ا ا ا ا ااة Dans la sphère de l'intimité de la vie
.)3(privée
ويزيد المةاارع الفرنسااي فيما يتعلق يجرائم االعتداء على الحق في الخصااوصااية ينص المادة -226
أنو يعاقب على األفعال المنصا ا ا ا ا ا ااوص عليها في المادتين 1-226و 2-226عندما 11-2من ق ع
()4
أو خاص ،وكذلك في حالة عدم يتعلق بخحاديث أو صااور ذات طييعة جنسااية تم التقاطها في مكان عام
موافقة الةا ااخص على نةا اار أو إعزن للجمهور أو الغير أي تسا ااجيل أو مسا ااتند يتعلق بخحاديث أو صا ااور
(.)5 ذات طييعة جنسية ،يتم الحصول عليها يإحدع الطرق الميينة في المادة 1-226ق ع
( -)1عيد الرحمن الدراجي خلفي ،الحق في الة ا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية :د ارس ا ا ا ااة تخص ا ا ا اايلية تحليلية مقارنة ،المرجع
السايق ،ص ص ،540-539.عاقلي فضيلة ،نفس المرجع ،ص .264
( -)2عاقلي فضيلة ،المرجع السايق ،ص .270
)(3
- François Cordier, l'atteinte à l'intimité de la vie privée en droit pénal et les médias", revue LEGICOM, Vol 4,
N 20, 1999, p 86.
عاما بخنو :المكان الذي يكون مكانا ا
-في حكم يتاريخ 23أكتوبر ،1986قضا ا ا ا ا ا اات الغرفة 17للجنح بما يجب اعتباره ا
()4
الوص ا ااول إليو من قيل الجميع دون إذن خاص من أي ة ا ااخص ،وامكانية الوص ا ااول إليو دائمة وغير مة ا ااروطة أو تخض ا ااع
لةروط معينة (على سييل المثال حق الدخول).
eme
-Dans un jugement du 23 Octobre 1986, la 17 chambre correctionnelle a défini que devait être qualifié de
public: " le lieu accessible à tous, sans autorisation spéciale de quiconque, que l'accès en soit permanent et
" inconditionnel ou subordonné à certains conditions (par exemple un droit d'entrée), IBID, p 87.
)(5
- L'article 226-2-1, CPF, Création loi n° 2016-1321 du 7 octobre 2016-art. 67, pour une république numérique
(1), op-cit..
151
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
وينفرد المةاارع الفرنسااي باسااتحداث جريمة جديدة تمثل اعتداء على الخصااوصااية ،وذلك يإضاافة فقرة
،بموجب المادة 17من القانون رقم 2020-936المؤرخ في ثالثة إلى نص المادة 1-226من ق ع
30جويلية 2020لحماية ضااحايا العنف يين الزوجين ،وهي :جريمة التقاط أو تسااجيل أو نقل بخي وساايلة
كانت موقع ةخص في الحين أو في أي وقت متخخر دون موافقة هذا األخير(.)1
إلى إنهاء اإلفزت من هذا وقد ورد في أس ا ا ااباب مة ا ا ااروع هذا القانون ،أن إض ا ا ااافة هذه الفقرة يهد
إلكترونيا En Finir avec l'impunité des violences faites aux femmes
ا العقاب على العنف ض ااد المرأة
،en ligneالساايما الزوجة في ضااوء التطور التكنولوجي والعلمي الحاصاال ،ذلك أن أحد أةااكال هذا العنف
هو ما يعر بمراقبة الزوج العنيف على نةاااط ( الساافر ،األنةااطة االجتماعية ،اإلنفاق ،األنةااطة اإلدارية
المختلفة) ،زوجو باس ا ااتخدام الخدمات الرقمية ربما دون علمو ،بغرض ض ا اامان الرص ا ااد المس ا ااتمر لتحركاتو
()2
بما يمثل اختراق للحق في الخصوصية. وتصرفاتو ،وعزقاتو االجتماعية
وتتحقق هذه الجريمة عندما يتم تحديد موقع الةا ا ااخص أو تسا ا ااجيلو أو نقلو ،بخي وسا ا اايلة كانت دون
موافقتو ،سا ا ا ا ا ا اواء في ذات الوقت أو الحاقا ،باالعتماد على أجهزة تقنية تحفظ تاريخ المواقف ،وهذه الجريمة
من جرائم القص ااد الخاص باإلض ااافة إلى القص ااد العام ،إذ أن نية الجاني هي نية خاص ااة بقص ااد المس اااس
بحرمة الحياة الخاصة للمجني عليو يتعقبو وترصد موقعو.
والمزحظ أن التةريعات المقارنة محل الدراسة تختلف فيما يتعلق يإجراءات المتابعة بةخن هذه الجرائم:
فالمة اارع الفرنس ااي يقيد تحريك الدعوع العمومية بة ااخن جرائم االعتداء على الحق في الخص ااوص ااية
،يتقديم ةا ا ا ا ا ا ااكوع من المجني المعاقب عليها ينص المواد 1-2 –226 ،2-226 ،1-226 :من ق ع
،التي تنص على " :في الحاالت المنصا ا ا ا ا ا ااوص عليها في عليو ،عمزا ينص المادة 6-226من ق ع
يناء على ةا ا ا ا ااكوع الضا ا ا ا ااحية ،أو
المواد 1–226إلى ،1-2 –226ال يجوز تحريك الدعوع العمومية إال ا
ممثلو القانوني ،أو صاحب الحق( ،)3وهو ما أكده القضاء الفرنسي"(.)4
،والذي ومن ثم يجوز التنازل عن الة ا ا ااكوع بة ا ا ااخن هذه الجرائم ،طباقا لنص المادة 6من ق إ ج
يرتب انقضاء الدعوع العمومية.
)(1
- " 3-En captant, enregistrant ou transmettant, par quelque moyen que ce soit, la localisation en temps réel ou en
différé d'une personne sans le consentement de celle-ci ", L'article 226-1/3, CPF, Modifié par loi 2020-936, du 30
juillet 2020-art, 17.Op-Cit.
)(2
- " défini comme le contrôle par un conjoint violent de l'activité (déplacement, activités sociales, dépenses,
activités administratives diverses) de sa conjointe ou ex-conjointe, par l'usage des services numériques,
éventuellement à l'insu de cette dernière, qui visent à assurer une surveillance continue des déplacement,
agissements et relations sociales", Marie MERCIER, Rapport n° 482 fait au nom de la commission des loi du sénat
…, Op-Cit, p 53.
)(3
- " Dans les cas prévus par les articles 226-1 à 226-2-1 , l'action publique ne peut être exercée que sur plainte de
la victime, de son représentant légal ou de ses ayants droit ", L'article 226-6, CPF, Modifié par loi n° 2016-1321,
du 7 octobre-art. 67, pour une république numérique (1), op-cit.
)(4
- Crim.8 déc. 1992. B n° 406-14 janv. 1997. B.n° 9), Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit,
p 761.
152
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
أما المةا ا ا ا ا ا اارع الجزائري فإن كان لم يقيد األفعال المنصا ا ا ا ا ا ااوص والمعاقب عليها بالمواد 303مكرر
و 303مكرر 1من ق ع ج والمتعلقة يجرائم االعتداء على الحق في الخصا ا ا ااوصا ا ا ااية ،بةا ا ا ااكوع على غرار
نظيره الفرنسااي ،فإنو أدرجها ضاامن النطاق الموضااوعي لنظام الصاافح الذي تيناه بموجب القانون رقم -23
06المعدل والمتمم لقانون العقوبات ،ورتب على صا اافح الضا ااحية عمزا ينص الفقرة األخيرة للمادتين 303
مكرر و 303مكرر 1من ق ع ج وضع حد للمتابعة الجزائية.
153
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ضا ا ا اا بالنص صا ا ا اراحة في المادتين 368من ق ع كما يتفق القانون الجزائري ،ونظيره الفرنس ا ا ااي أي ا
،و 12-311من ق ع ( ،)2على أن جرائم االموال التي ترتكب يين األصا ا ا ا ااول والفروع ويضا ا ا ا اايف ()1
ج
المةرع الفرنسي األزواج ،ال تخول إال الحق في التعويض المدني(.)3
عذر من األعذار المعفية من العقاب وال هي من وعدم العقاب المنصوص عليو في هذه المواد ليس اا
األفعال الميررة ،وال هي مانع من موانع المساا ا ا ا ااؤولية الجزائية ،وانما هي حصا ا ا ا ا ااانة عائلية يمتزج فيها مانع
المسؤولية بالفعل الميرر ،ويكون الحكم فيها باليراءة وليس باإلعفاء من العقوبة(.)4
المةرعين الجزائري والفرنسي ،فإن المةرع المصري ال يجيز ينص المادة 312من ق وعلى خز
ار بخص ا ااولو أو فروعو أو زوجو( ،)5إال يناء على ة ا ااكوع من المجني
ع م محاكمة من يرتكب سا ا ارقة اضا ا اراا
عليو ،ولهذا األخير أن يتنازل عن ةا ا ا ااكواه في أي حالة كانت عليها الدعوع ،كما لو أن يوقف تنفيذ الحكم
النهائي على الجاني في أي وقت ةاء.
وعليو فالمةاارعين الجزائري والفرنسااي ال يعاقبان على جرائم :السارقة ،النصااب ،خيانة األمانة ،إخفاء
أةياء مسروقة ،االيتزاز ،التي تقع يين األصول والفروع أو العكس ،في حين أن المةرع المصري يقيد هذه
الجرائم بقيد الةكوع كما يجيز للمجني عليو التنازل عنها.
-2جريمة السرقة الت تقع بين األزواج واألقارب والحواش واألصهار لغاية الدرجة الرابعة
يعر المةرع الجزائري السرقة ينص المادة 350من ق ع ج يا ":كل من اختلس ةيئا غير مملوك
( " -)1ال يعاقب على السرقات التي ترتكب من األةخاص الميينين فيما بعد ،وال تخول إال الحق في التعويض المدني:
ار بخوالدهم أو غيرهم من الفروع.
-1األصول إضراا
-2الفروع إضرار بخصولهم" ،المادة 368من ق ع ج ،المعدلة بالمادة 7من قانون رقم ،19-15المرجع السايق ،ص.4
)(2
- " Ne peut donner lieu à des poursuites pénales le vol commis par une personne:
1-Au préjudice de son ascendant ou de son descendant.
2-Au préjudice de son conjoint, sauf lorsque les époux sont séparés de corps ou autorisés à résider séparément
l'article 311-12, CPF, Modifié par loi n° 2020-936, Op-Cit ".
و 12-311من ق ع مدا تطييق نص المادتين 368من ق ع -باعتبار كل من التةا اريعين الجزائري والفرنس ااي قد د
()3
المتعلقتين يجريمة الس ارقة إلى جرائم النصااب وخيانة األمانة ،ويزيد المةاارع الجزائري إخفاء أةااياء مسااروقة ،ونظيره الفرنسااي
جريمة االيتزاز التي تقع يين ذوي الصلة المذكورين أعزه.
( -)4مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .53
-حكم المادة 312من ق ع م يسا ا ااري ولو وقعت الس ا ا ارقة خزل عدة طزق رجعي لبقاء الزوجية ا
حكما ،وحكم هذه المادة ()5
وارد على سييل االستثناء من القواعد العامة فز يجوز التوسع في تطييقو أو تفسيره ،فز يدخل ضمن حكم هذه المادة ما يقع
من السرقات يين اإلخوة ،أو يين العم واين أخيو ،والخال واين أخيو ،ويسري حكم هذه المادة ولو اكتسب السارق الصفة بعد
السارقة ،وقيل الحكم عليو ،فالةااخص الذي يساارق من مخطوبتو ا
متاعا إذا تزوجها قيل تحريك الدعوع العمومية عليو ،يسااري
عليو القيد ،عيد السزم مقلد ،المرجع السايق ،ص .70
154
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
لو يعد س ا ا ا اااراقا "( ، ،)1فيما يعرفها المة ا ا ا اارع المص ا ا ا ااري وفاقا لنص المادة 311من ق ع م بخنها " :كل من
اختلس منقوالا مملوكا لغيره فهو س ا ا ااارق"( ،)2ويعرفها المة ا ا اارع الفرنس ا ا ااي ينص المادة 1-311من ق ع
بخنها " :السا ا ا ا ا ارقة هي اختزس عن طريق الغش لملك الغير"( ،)3بعد أن كان يعرفها ينص المادة 379من
القديم بخنها " :السرقة هي كل من اختلس عن طريق الغش لةيء غير مملوك لو"(.)4 قع
يينهم ،ذلك أن المةا اارع الجزائري اسا ااتعمل جليا وجود اختز
من خزل التعاريف التة ا اريعية يظهر ا
الملغاة ،في حين أن هذا التعيير ايئا غير مملوك لو" ،نقزا عن نص المادة 379من ق ع عبارة" ةا ا ا ا ا ا ا ا
غير س االيم من الناحية القانونية ،فاألص ااح هو ما اتبعو المة اارع المص ااري باس ااتعمالو عبارة " :منقوالا مملوكا
للغير" ،ذلك أن المال غير المملوك للمتهم قد يكون ليس لو مالك ،وفي هذه الحالة يكون الفعل مبائ ،إال
عبارة أنو وحسا ا ا ااب تعيير المةا ا ا اارع الجزائري فإن الفعل يكون مجرم ،وهو ما دعا الفقو إلى المطالبة بحذ
"غير مملوك لو" واسا ا ااتيدالها بعبارة " ملك للغير" على غرار ما قام بو المةا ا اارع الفرنسا ا ااي في تعديلو لقانون
العقوبات س ا ا اانة ،1992أما المة ا ا اارع الجزائري فززال يحمل الخطخ الذي ورثو على النص الفرنس ا ا ااي القديم
الملغى( ،)5ولذا يدعوا الباحث هو ارخر المةا ا اارع الجزائري لتدارك هذا الخطخ يتعديل نص المادة 350من
ق ع ج على النحو المذكور أعزه.
فيما يعر الفقو السا ا ا ا ارقة بخنها " :أخذ مال منقول مملوك للغير خلس ا ا ا ااة ينية تملكو ،أي نقل الجاني
للةيء المراد سرقتو من حائزه أو مالكو لحيازة السارق بغير علمو وبغير رضاه أي خلسة "(.)6
على أنو ال يجوز اتخاذ إجراءات المتابعة ()7
وقد نص المةرع الجزائري في المادة 369من ق ع ج
الجزائية بالنس اابة للسا ارقات التي يرتكيها ة ااخص يحمل ص اافة الزوج أو القريب أو من الحواة ااي واألص ااهار
حتى الدرجة الرابعة ،إال يناء على ة ااكوع الة ااخص المض اارور ،كما قرر أن تنازل هذا األخير عن ة ااكواه
حدا لهذه اإلجراءات ،ويتميز التةريع الجزائري يهذا النص ،إذ ال نجد لو مثيل في التةريع من ةخنو وضع ا
المص ا ااري والعراقي واليمني والكويتي ،يل حتى الةا ا اريعة اإلس ا اازمية فإنها ال تحكم بخي تخثير لقرابة الرحم-
( -)1المادة 350من ق ع ج ،معدلة ينص المادة 40من قانون رقم ،23-06المرجع السايق ،ص ص .25-24
( -)2المادة 311من قانون رقم 58لسنة ،1937يتعلق يإصدار قانون العقوبات المصري ،المرجع السايق.
)(3
- " Le Vol est la soustraction frauduleuse de la chose d'autrui", L'article 311-1,CPF, codifié par loi n° 92-685 du
22 juillet 1992, portant réforme des dispositions du code pénal relatives à la répression des crimes et délits contre
les biens, JORF n° 169-124 année du 23 juillet 1992, p 9887.
)(4
- " Quiconque a soustrait frauduleusement une chose qui ne lui appartient pas est coupable de vol ". L'article 379,
CPF, Création loi 1810-02-19 promulguée le 1 er mars 1810, Abrogé par loi 92-1336 du 16 décembre 1992 art 372,
relative à d'entrée en vigueur du nouveau code pénale et à la modification de certaines disposition de droit pénale
et de procédure pénale rendue nécessaire par cette entrée en vigueur (1),op-cit, p 17594.
( -)5عيد الرحمان الدراجي خلفي ،الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية :د ارسا ا ا ااة تخصا ا ا اايلية تحليلية مقارنة ،المرجع
السايق ،ص ص .355-354
( -)6عيد أ أوهاييية ،ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ،المرجع السايق ،ص .141
( -)7المادة 369من ق ع ج ،معدلة ينص المادة 8من قانون رقم ،19-15المرجع السايق ،ص .4
155
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
156
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
المذكور س ا ا االفا ،كان ال يعاقب على جريمة السا ا ارقة يين األزواج على غرار نظيره الفرنس ا ااي ،كما ال يعاقب
على جرائم النصااب وخيانة األمانة واخفاء أةااياء مسااروقة التي تقع يين األزواج ،ةااخنها ةااخن هذه الجرائم
ار بخص ا ااولهم ،طباقا لنص
ار بخوالدهم أو غيرهم من الفروع ،أو الفروع إضا ا اراا
إذا ارتكيت يين األص ا ااول إضا ا اراا
المادة 368من ق ع ج المعدلة بالمادة 7من قانون رقم .)1(19 -15
إال أنو وبص اادور هذا القانون والذي جاء ض اامن اس ااتراتيجية محاربة العنف ض ااد المرأة ،في الجانيين
القانوني الردعي والوقائي( ،)2بمكافحة جميع أنواع العنف الممارس ضااد المرأة وعدم التسااامح مع أي تجاوز
يطالها( ،)3أصاابحت هذه الجرائم والتي تقع يين األزواج معاقب عليها ،غير أنها تخضااع لقيد الةااكوع ،كما
حدا للمتابعة.
أن تنازل الزوج المجني عليو عن ةكواه من ةخنو أن يضع ا
وهو ما يتفق مع ما نص عليو المةا ا اارع المصا ا ااري ينص المادة 312من ق ع م يتقييد حرية النيابة
العامة في تحريك الدعوع العمومية بةا ا ا ا ا ااخن جريمة الس ا ا ا ا ا ارقة يين األزواج ،كما أن تنازل المجني عليو عن
دعواه يرتب انقض ا ا اااء الدعوع العمومية ،هذا وقد مد القض ا ا اااء المص ا ا ااري قيد الة ا ا ااكوع بطريق القياس على
()4
التي ترتكب يين الفروع واألصا ا ا ااول أو يين جريمة الس ا ا ا ارقة إلى جرائم النصا ا ا ااب وخيانة األمانة واإلتز
األزواج والزوجات ،وذلك التحاد العلة يينهما رغم عدم ورود نص يجعل هذا القيد مطباقا فيها(.)5
نظيريو الجزائري والمص ااري ال يعاقب كخص اال عام على في حين أن المة اارع الفرنس ااي وعلى خز
المتعلقا ااة جرائم األموال التي تقع يين األزواج ،والتي يمتا ااد تطييق نص الما ااادة 12-311من ق ع
بالس ا ا ا ارقة إليها ،وهي جريمة االيتزاز ،l'extorsionو ،Chantageالنصا ا ا ااب ،L'escroquerieوخيانة األمانة
،باااسا ا ا ا ا ا ااتثناااء بعض de l'abus de confianceطباقاا لنص المواد من 1-312إلى 4-314من ق ع
الحاالت التي ال يقيد فيها تحريك الدعوع العمومية بقيد ةكوع المجني عليو.
وهناك جرائم يسا ا ااتخثر يها كل تة ا ا اريع من التة ا ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ا ااة دون ارخر إذ يزيد
القانون الجزائري يبعض الجرائم التي تدخل ض ا ا ا اامن نظام ص ا ا ا اافح الض ا ا ا ااحية الذي تيناه المة ا ا ا اارع الجزائري
( -)1المادة 368من ق ع ج ،معدلة بالمادة 7من قانون رقم 19-15المرجع السايق ،ص .4
( -)2المجلس الةاعيي الوطني ،الجريدة الرسامية للمناقةاات ،الفترة التةاريعية الساابعة ،،الدورة العادية الساادساة ،السانة الثالثة-
رقم 2 ،163أفريل ، 2015ص ص .4-3
( -)3مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .53
( -)4نقض 21ديسا اامير سا اانة ،1983مجموعة األحكام ،س ،34رقم ،214ص 27 ، 1070أكتوبر سا اانة ،2002الطعن
رقم 20135لسنة 61قضائية .نقالً عن :أحمد فتحي سرور ،المرجع السايق ،ص .795
( -)5أحمد السيد عيد الرزاق بطور ،المرجع السايق ،ص .13
157
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الجزائية في العديد من الجرائم دون أن تكون مقيدة بةا ا ا ا ا ااكوع ،وهي( :)1جنحة إكراه الزوجة أو تخويفها بخي
ةااكل من األةااكال بغرض التصاار في ممتلكاتها أو مواردها المالية ،المسااتحدثة بموجب نفس القانون في
حاليا ،السيما وأن "ميدأ استقزلية الذمة المالية
إطار ما يسمى ي ا ا ا ا ا ا " العنف االقتصادي" الذي تعانيو المرأة ا
للزوجة" مكرس في الةا اريعة اإلس اازمية( ،)2جنحة تعريض ص ااحة األوالد أو أمنهم أو خلقهم لخطر جس اايم،
وتتحقق هذه الجريمة بخن يقوم أحد الوالدين يتعريض صحة أحد األوالد أو أكثر ،أو أمنهم أو خلقهم لخطر
جس اايم بخن يس اايء معاملتهم أو يكون مثزا س ا ا
ايئا لهم لإلعتياد على الس ااكر أو س ااوء الس االوك ،أو بخن يهمل
رعايتهم ،أو ال يقوم باإلة ا ا ا ا ا ا ار الضا ا ا ا ا ااروري عليهم ،وفاقا لنص المادة 3 330من ق ع ج( ،)3وكذلك
مخالفة الض اارب والجرئ أو أعمال عنف أخرع ،التي يرتكيها األة ااخاص وة ااركائهم دون أن ينة ااخ عن ذلك
يوما ،بةا ا اارط أال يكون هناك سا ا اايق
أي مرض أو عجز كلي عن العمل لمدة تتجاوز خمساا ااة عةا ا اار ( )15ا
إص ارار أو ترصااد أو حمل ساازئ ،عمزا بمقتضااى الفقرة األخيرة من نص المادة 442من ق ع ج المعدلة
ينفس القانون(.)4
المةا ا ا ا اارع الجزائري :جنحة وبتعديل قانون العقوبات الجزائري بموجب القانون رقم 19-15أضا ا ا ا ااا
الضاارب والجرئ العمدي يين الزوجين المنصااوص والمعاقب عليها طباقا لنص المادة 266مكرر من ق ع
ج إلى هذا النظام ،وجنحة التعدي أو العنف اللفظي أو النفسي المتكرر ضد الزوج ،المعاقب عليها بالمادة
226مكرر 1من ق ق ع ج ،وتقوم هاااتين الجريمتين س ا ا ا ا ا ا اواء كااان الفاااعاال مقيم أو غير مقيم في نفس
المسا ا ااكن مع الضا ا ااحية ،كما تقوم أيضا ا ااا إذا ارتكيت من قيل الزوج السا ا ااايق وتيين أن األفعال ذات صا ا االة
بالعزقة الزوجية السابقة(.)5
فيما يزيد المة اارع المص ااري يجريمة أخرع ض اامن جرائم الة ااكوع وهي جريمة تة اارد الطفل في حالة
مروقو ،والتي نص ا ا ا اات عليها المادة 11-96من قانون الطفل رقم 12لس ا ا ا اانة ،1996على أنو يعد الطفل
( -)1ويدخل ض اامن النطاق الموض ااوعي لنظام الصا افح في القانون الجزائري كما تقدم ييانو كل من :جنحة عدم تساااديد النفقة
(المادة 2-298من ق ع ج) ،الس ا ا ا ااب (المادة بة ا ا ا اارط أن يتم دفع المبالغ المس ا ا ا ااتحقة (المادة 4-331من ق ع ج) ،القذ
2-299من ق ع ج) ،جنح انتهاك الحق في الخصا ااوصا ااية المنصا ااوص عليها في المواد 303مكرر و 303مكرر 1من ق
ع ج.
( -)2المجلس الةاعيي الوطني ،الجريدة الرسامية للمناقةاات ،الفترة التةاريعية الساابعة ،الدورة العادية الساادساة ،السانة الثالثة-
رقم 2 ،163أفريل ، 2015ص .5
( -)3المادة 3-330من ق ع ج ،معدلة ينص المادة 38من قانون رقم ،23-06المرجع السايق ،ص ،24وكذا نص المادة
3من القانون رقم ،19-15يعدل ويتمم قانون العقوبات الجزائري ،المرجع السايق ،ص ص .4-3
( -)4المادة 442من ق ع ج ،معدلة بالقانون رقم ،23-06نفس المرجع ،ص .28
( -)5المااادتين 266مكرر ،و 266مكرر 1من ق ع ج ،اسا ا ا ا ا ا ااتحاادثتااا بموجااب نص المااادة 2من قااانون رقم ،19-15نفس
المرجع ،ص .3
158
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ضا اا لزنح ار إذا كان س اايء الس االوك وماراقا من س االطة أييو أو وليو أو وص اايو أو متولى أمره ،أو من
معر ا
سا ا ا ا ا ا االطة أمو في حالة وفاة وليو أو غيابو أو عدم أهليتو ،وال يجوز في هذه الحالة اتخاذ أي إجراء قيل
الطفل ،ولو كان من إج ارءات االستدالل ،إال يناء على ةكوع من أييو أو وليو أو وصيو أو أمو أو متولى
أمره بحسب األحوال(.)1
ولمن قدم الة ا ا ااكوع أن يتنازل عنها ،ويترتب على ذلك انقض ا ا اااء الدعوع العمومية طباقا لنص المادة
10من ق إ ج م.
أما التةريع الفرنسي فيزيد عن نظيريو الجزائري والمصري فيما يتعلق يجرائم الةكوع بالجرائم التالية:
جريمة إفةا اااء La divulgationالمعلومات أو الييانات الةا ااخصا ااية التي يحصا اال عليها أي ةا ااخص
بمناس اابة تس ااجيلو أو حفظو أو نقلو أو بخي ة ااكل اخر من أة ااكال معالجة الملفات أو الييانات ذات الطابع
الةااخصااي بطريقة إلكترونية والتي من ةااخن الكةااف عنها دون موافقة المعني ،انتهاك أو المساااس باعتباره
وألفة L'intimitéحياتو الخاصا ااة ،حتى وان ارتكيت بسا اايب إهمال أو تقصا ااير منو ،طبقا لما جاء في نص
(.)2 المادة 22-226من ق ع
فيما تنص الفقرة األخيرة من ذات المادة على أنو في هذه الحاالت ال يجوز اتخاذ إجراءات المتابعة
يناءا على ةكوع المجني عليو أو وكيلو القانوني. إال ا
وجريمة الصا ا اايد في أرض ال يحق لو الصا ا اايد فيها Chasse sur terrain ou il n'a pas le droit de
chasserفإذا كان الجاني أحد أقارب الةا ا ا ا ا ا ااخص الذي يملك حق الصا ا ا ا ا ا اايد ،فز تتم المتابعة إال يناء على
ةكوع ،والتي يجوز التنازل عنها ،عمزا بخحكام نص المادة L 429-34من قانون الييئة الفرنسي(.)3
وجريمة المسا ا اااس العمدي بحقوق صا ا اااحب ةا ا ااهادة ،Certificat d'obtention végétaleعلى النحو
المحدد ينص المادة ،L 623 –4إذ ال تجيز المادة L 623 –33من قانون الملكية الفكرية للنيابة العامة
تحريك الدعوع العمومية لتطييق العقوبات ،إال يناء على ةا ا ا ا ااكوع من الطر المضا ا ا ا اارور( ،)4والتي يجوز
( -)1المادة 96من قانون رقم 12لسنة ،1996مؤرخ في 8مارس ،1996يإصدار قانون الطفل ،ج ر م .عدد ( 13تابع)،
مؤرخة في 28مارس ،1996معدلة بالقانون رقم 126لسا ا ا ا ا ا اانة ،2008مؤرخ في 15جوان ،2008يتعديل بعض أحكام
قانون الطفل الص ا ااادر بالقانون رقم 12لس ا اانة 1996وقانون العقوبات الص ا ااادر بالقانون رقم 58لس ا اانة 1937والقانون رقم
143لسنة 1994في ةخن األحوال المدنية ،ج ر م عدد ( 24مكرر)-السنة ،-51صادرة في 15جوان .2008
()2
- L'Article 226-22, CPF, Modifié par loi n° 2004-801 du 6 août 2004-art. 14, relative à la protection des
personnes physiques à l'égard des traitements de données à caractère personnel et modifiant la loi n° 78-17 du 6
janvier 1978 relative à l'informatique, aux fichiers et aux libertés (1), JORF n° 182, du 7 août 2004.
()3
- L'Article L 429-34, code de l'environnement, Modifié par ordonnance n° 2000-916 du 19 septembre 2000-art.
3, portant adaptation de la valeur en euros de certains montants exprimés en francs dans les textes législatifs, op-
cit.
()4
- " L'action publique pour l'application des peines prévues au précédent article ne peut être exercée par le
ministère public que sur plainte de la partie lésée ", L'Article L 632-33, création loi 92-597, du 1 er juillet 1992,
relative au code de la propriété intellectuelle ( partie législative (1), JORF n° 153, du 3 juillet 1992.
159
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
160
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
جانب الروابا األسرية ،وضرورة تماسك أفراد العائلة الواحدة( ،)1إال أنو ورغبة منو في مسايرة التطور الذي
عرفتو السياسة الجنائية الحديثة ،والتي ترمي في مجملها إلى تنويع أساليب الحد من أزمة العدالة الجزائية،
161
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
جريمة مقيدة بة ا ا ا ااكوع ،في أي وقت إلى أن يص ا ا ا اادر حكم بات في الدعوع بمعنى إذا ص ا ا ا اادر ص ا ا ا ا ا
احيحا
مسا ا ا ا ا ا ااتو ٍ ةا ا ا ا ا ا ااروطااو القااانونيااة( )1ترتااب عليااو إنهاااء الاادعوع العموميااة تطيياقاا لمنطوق قااانون اإلجراءات
الجزائية(.)2
وهذا األثر محل اتفاق يين التةا اريعات المقارنة محل الد ارس ااة بصا اريح نص المة اارع الجزائري ينص
،والمصااري ينص المادة 10 المادة 3-6من ق إ ج ج ،ونظيره الفرنسااي ينص المادة 3-6من ق إ ج
من ق إ ج م.
ادءا من ت اااريخ التن ااازل ،ويعني ذل ااك أن ال اادعوع
وعلي ااو ال يجوز اتخ اااذ أي إجراء من اإلجراءات ي ا ا
تنقضاي في أي حال كانت عليها ،وال يجوز أن تقدم بعد ذلك ةاكوع ثانية ،إذ الحق في الةاكوع قد اساتنفذ
يتقديمها ،وتخثير التنازل مقتصا ا ا اار على الواقعة التي قامت الةا ا ا ااكوع بةا ا ا ااخنها ،وعلى الدعوع العمومية ،أما
الدعوع المدنية فز تخثير لو عليها مالم يتضمن ما يستفاد منو التنازل عن الحقوق المدنية(.)3
طييعيا أال تتحرك الدعوع العمومية فيها إذا لم يتقدم ص ا ا ا ا ا اااحب
ا ففي الجرائم المقيدة بة ا ا ا ا ا ااكوع يكون
الةخن بةكواه ،كما أنو عند تنازل هذا األخير عن ةكواه بعد إقامة تلك الدعوع يكون من ةخن هذا التنازل
القضا ا ا اااء على ةا ا ا اارط جوهري الزم لقيام الدعوع ،فتنهار كذلك بسا ا ا اايب تخلف األسا ا ا اااس الذي كانت قائمة
عليو(.)4
وجميع هذه النقاط سا اانعمد إلى ةا اارحها من خزل تقسا اايمها إلى اثار التنازل على الدعويين العمومية
والمدنية (الفرع األول) ،وكذا اثار التنازل على المجني عليو والمتهم والجريمة (الفرع الثاني).
الفرع األو :أثر التناز عل الدعوى العمومية والدعوى المدنية
للمجني عليو أن يتنازل عن ةا ا ا ا ااكواه في أي مرحلة كانت عليها الدعوع ،إلى أن يصا ا ا ا اادر فيها حكم
بات ،فالتنازل جائز في مرحلة االسا ا ا ا ا ا ااتدالل أو في مرحلة التحقيق أو في مرحلة المحاكمة ،وتختلف اثار
التنازل بحسب الوقت الذي يتم التنازل فيو ،سواء بالنسبة للدعوع العمومية أو المدنية( ،)5وهذا ما سنتطرق
لو فيما يلي:
162
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
)(1
- J-C. soyer, droit pénal et procédure pénale, 18 e édition, LGDJ, France, 2004, pp 277-278
نقزا عن :عائةة موسى ،مركز الضحية في الدعوع العمومية ،المرجع السايق ،ص .92
( -)2المادة 6من ق إ ج ج ،معدلة ينص المادة 2من أمر رقم ،02-15المرجع السايق ،ص .28
( -)3المادة 10من قانون رقم 150لسنة ،1950يإصدار قانون اإلجراءات الجنائية المصري ،المرجع السايق.
)(4
- l'article 6-3, CPPF, Codifié par loi n° 57-1426 du 31 Décembre 1957, instituant un code de procédure pénale
op-cit , p 258, Déplacé par loi n° 2011-939, du 10 août 2011, sur la participation des citoyens au fonctionnement
de la justice pénale et le jugement des mineurs (1), op-cit.
عييد ،المرجع السايق ،ص .86 ( -)5رءو
( -)6ولذلك عد التنازل عن الةااكوع ساايب خاص النقضاااء الدعوع العمومية ،وال يختلف عن األسااباب العامة لسااقوط الدعوع
بانقضائها إال في اقتصاره على جرائم معينة يذاتها في القانون ،مخمون محمد سزمة ،المرجع السايق ،ص .145
( -)7جمال ةديد علي الخرباوي ،المرجع السايق ،ص .499
( -)8ميزد بةير ميزد غويطة ،المرجع السايق ،ص .52
( -)9محمود سمير عيد الفتائ ،المرجع السايق ،ص .209
163
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
وكااذلااك يحفظ الملف إذا تم التنااازل أمااام النيااابااة العااامااة قياال أن تحرك الاادعوع العموميااة ،إذ يمتنع
نهائيا اتخاذ هذا اإلجراء بصدد المتهم والجريمة التي اةترط القانون بةخنها تقديم هذه الةكوع(.)1 عليها ا
أما إذا حصا ا ا ا اال السا ا ا ا ااحب بعد تحريك النيابة العامة للدعوع العمومية بموجب طلب افتتاحي إلجراء
تحقيق ،فعلى قاض ا ا ا ااي التحقيق االمتناع عن التحقيق ،واص ا ا ا اادار أمر بانتفاء وجو الدعوع( ،)2النقض ا ا ا ااائها
بالتنازل عن الةا ا ااكوع ،فإذا ما أسا ا ااي اسا ا ااتعمال السا ا االطة واسا ا ااتمرت اإلجراءات وتحركت الدعوع ،قضاا اات
()3
،أما إذا حص ا ا ا ا ا ا اال التنازل والملف يين جهتين النيابة العامة والمحكمة ،أو يين المحكمة بعدم قيولها
قاضا ا ا ا ا ا ااي التحقيق وغرفة االتهام أو يين غرفة االتهام والمحكمة ،وجب التريث إلى أن يصا ا ا ا ا ا اال الملف إلى
وجهتو لكي تفصا اال فيو هذه الجهة باألمر أو الحكم أو القرار المناس ااب ،أما إذا حدث التنازل عن الةا ااكوع
في مرحلة المحاكمة فالمتفق عليو أنو يتعين على المحكمة القضاء بحكم يعفي المتهم من المتابعة(.)4
يين الفقو حول طييعة الحكم ،في حالة صا ا ا ا ا ا اادور التنازل ،بعد تحريك الدعوع غير أنو وقع اختز
العمومية ،واتصال المحكمة بملف الدعوع ،هل هو اليراءة ،أم يكون الحكم بانقضاء الدعوع العمومية
ذهب رأي أول( ،)5إلى أن المحكمة تقض ااي ييراءة المتهم ،دون التعرض لموض ااوع الدعوع ،وتؤس ااس
اليراءة عند بعض أنصااار هذا الرأي على أن انقضاااء الحق في الدعوع يترتب عليو اسااتحالة الوصااول إلى
معاقبة المتهم ،مما يتعين معو تخكيد يراءتو ،باعتبار أن األصا ا ا ا ا ا اال في المتهم اليراءة يينما ذهب البعض
ارخر إلى تااخسا ا ا ا ا ا اايس حكم اليراءة على أن التنااازل يعتير دليزا قااانوناي اا على عاادم وجود الجريمااة أو عاادم
وقوعها(.)6
يينما يذهب رأي ٍ
ثان إلى أنو يتعين على المحكمة أن تقضااي بعدم جواز االسااتمرار في المحاكمة أو
في نظر الطعن إذا حدث التنازل بعد الطعن في الحكم الصادر في الدعوع(.)7
فيما ذهب رأي أخير(-)8وبحق -إلى أن المحكمة تقض ا ا ا ااي بانقض ا ا ا اااء الدعوع العمومية بالتنازل عن
164
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الة ا ا ااكوع ،ال ييراءة المتهم ،ألن هذا القض ا ا اااء معناه أن أدلة اإلدانة غير كافية أو أن الواقعة غير معاقب
عليه ااا أو غير متوافرة األرك ااان الق ااانوني ااة ،وق ااد ال يتحقق أي األمور الثزث ااة عن ااد التن ااازل عن ال اادعوع
العمومية.
والباحث يؤيد الرأي األخير ،التفاقو مع صا ا ا ا ا اريح نص المواد 3-6من ق إ ج ج 3-6 ،من ق إ ج
حكما كاة ا ا ا ا اافا ال يختي إال بعد قيام
1-10 ،من ق إ ج م ،فضا ا ا ا ازا على أن القض ا ا ا اااء ييراءة المتهم يعد ا
اوعيا ،والتخكد من س ا ا ا ا اازمتها وفاقا لمتطلبات النص العقايي، المحكمة بفحص أدلة الدعوع فح ا
صا ا ا ا ا اا موض ا ا ا ا ا ا
وصدور التنازل من المجني عليو يحول يين المحكمة وبين وقوفها على حقيقة يراءة المتهم من عدمها(.)1
عدة ق اررات لها الرأي القائل بخن على القاضا ا ااي أن يصا ا اارئ
وقد تينت المحكمة العليا في الجزائر في د
في هذه الحالة بانقضاء الدعوع العمومية( ،)2عمزا ينص المادة 3-6من ق إ ج ج التي تنص على ذلك،
وعليو يجب على القاضااي أن يتقيد بمدلول نص هذه المادة ،في حين أن محكمة النقض المص ارية أخذت
في بعض أحكامها بالرأي األول ،إذ قض اات بخن تنازل المة ااتكي عن ة ااكواه يوجب الحكم بانقض اااء الدعوع
العمومية وبراءة المتهم مما أسا ا ااند إليو( ،)3فيما أخذت في الكثير من أحكامها بالرأي األخير ،حيث قضا ا اات
بخن " التنازل عن الة ا ااكوع من ص ا اااحب الحق فيها يترتب عليو بحكم الفقرة األولى من المادة العاةا ا ارة من
قانون اإلجراءات الجنائية انقضا ا ا ا ا ا اااء الدعوع الجنائية ،)4("...كما قضا ا ا ا ا ا اات بخنو ..." :يتعين نقض الحكم
،وهو ما يعكس ()5
المطعون فيو والقض ا ا ا اااء بانقض ا ا ا اااء الدعوع الجنائية لتنازل المجني عليها عن دعواها "
تردد محكمة النقض المصرية يين القضاء باليراءة والقضاء بانقضاء الدعوع العمومية كخثر لتنازل المجني
عليو عن ةكواه.
عدة ق اررات لها الرأي األخير ،إذ قض ا ا ا ا اات بخن " :س ا ا ا ا ااحب
فيما تينت محكمة النقض الفرنس ا ا ا ا ااية في د
الة ااكوع الذي ينطوي في حد ذاتو بموجب الفقرة الثالثة من المادة الس ااادس ااة من قانون اإلجراءات الجزائية،
-Georges Barriere et Paul Congnart , procédure pénal Tom Premier, Paris, 1971, p 148.
-نقالً عن :حمدي رجب عطية ،المرجع السايق ،ص .171
( -)1جمال ةديد علي الخرباوي ،المرجع السايق ،ص .501
(-)2عائةة موسى ،مركز الضحية في الدعوع العمومية ،المرجع السايق ،ص .93
( -)3ن ج م :الطعن رقم 887لسنة 50قضائية ،جلسة 13نوفمير ،1980مكتب فني ،السنة 31قضائية ،رقم ،192ص
، 995الطعن رقم 7835لسنة 59قضائية ،جلسة 9جانفي ،1990مكتب فني ،السنة 41قضائية ،رقم ،7ص .61
( -)4ن ج م :الطعن رقم 8185لسنة 54قضائية ،جلسة 8أكتوبر ،1986مكتب فني ،السنة 37قضائية ،رقم ،135ص
.710
( -)5ن ج م :الطعن رقم 4012لسنة 56قضائية ،جلسة 28نوفمير ،1987مكتب فني ،السنة 38جزء أول ،قضائية ،رقم
،21ص ، 144الطعن رقم 2091لسا ا اانة 53قضا ا ااائية ،جلس ا ا اة 21نوفمير ،1983مكتب فني ،قضا ا ااائية رقم ،34قاعدة
،214ص .1070
165
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
)(1
-."…le retrait de la plainte qui emporte en lui-même, en vertu de l'alinéa 3 de l'article 6 du code de procédure
pénale, l'extinction de l'action publique ", Numéro d'arrêt : 90-82947, Cour de cassation, chambre criminelle du
5 mars 1991, Numéro NOR : JURITEXT000007547669, disponible sur le lien : https://bit.ly/3oWQJvG , visité le
12 octobre 2021, à 21 :37.
()2
- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p 761.
166
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
المختصا ااة من أن هذا التنازل قد صا اادر عن إرادة حرة لم يةا اايها إكراه أو تدليس( ،)1وال عيرة بالسا اايب الذي
دعا المجني عليو إلى التنازل(.)2
ص ا ا ا اا النقضا ا ا اااء الدعوع العمومية يإجماع مما تقدم يتجلى أن التنازل عن الةا ا ا ااكوع يعتير سا ا ا ا ا
ايبا خا ا
حكما في هذه الدعوع بانقضااائها فز يجوز الرجوع إليها مرة التة اريعات المقارنة محل الد ارسااة ،فإذا صاادر ا
أخرع ،ومن ثم ال يجوز الرجوع في التنازل ألنو من النظام العام( ،)3وهو ما سنتناولو فيما يلي:
-Iعدم جواز الرجوع ف التناز :إن اس ااتعمال المجني عليو لحقو في س ااحب الة ااكوع الذي يض ااع
حدا للدعوع العمومية هو أمر يلزمو إذ ال يجوز لو مطلاقا الرجوع عن س ا ا ا ا ااحب الة ا ا ا ا ااكوع يتقديم أخرع
بو ا
قانونا العودة للدعوع العمومية بعد ()4
تحت أي وصااف طالما كانت الوقائع ذاتها ،ألنو من غير المسااتساااغ ا
انقضا ا ااائها إذ السا ا اااقا ال يعود( ،)5فالتنازل لو صا ا اافة قاطعة فز يجوز الرجوع فيو ولو كان ميعاد الةا ا ااكوع
ممتدا(.)6
الزال ا
والتنازل ال يجوز الرجوع فيو حتى ولو اكتةف المجني عليو وقائع أخرع لم تكن معلومة لديو إال أنها
تكون جزاءا من حالة االستمرار أو فقرة من فقرات التتابع إذا كانت الجريمة مستمرة أو متتابعة ،أما اكتةا
وقائع أخرع تةكل جريمة مستقلة فيمكن أن يتقدم المجني عليو بةكوع جديدة وال يلزمو التنازل( )7وعدم
عدة أسباب أهمها:
جواز الرجوع في التنازل مرده د
-أن التنازل عن الة ااكوع هو اس ااتثناء على األص اال العام الذي يجعل من تحريك الدعوع العمومية
من اختصاص النيابة العامة وحدها ،وبالتالي فز يجوز التوسع فيو يإق ارره ،ثم إقرار الرجوع فيو(.)8
وقفا على تردد المجني عليو فيكفي أن المة ا اارع قد جعل
-أنو ال يص ا ااح جعل اإلجراءات والقض ا اااء ا
الدعوع العمومية حتى ولو اكتة ا ا ااف بعد ذلك أن هناك وقائع أخرع مماثلة تؤكد وجود عزقة غير مة ا ا ااروعة يينهما في فترة
س ااابقة على الواقعة محل الة ااكوع ،أما إذا اكتة ااف الزوج أن زوجتو زنت مع ة ااخص اخر غير األول فيمكنو التقدم بة ااكوع
لتحريك الدعوع عنها حتى ولو كانت هذه الواقعة س ااابقة على الواقعة األولى محل الة ااكوع التي تنازل عنها ،وذلك تخس ااي اسا اا
تعددا في الجرائم على عكس الفرض األول الذي نكون فيو بصا ا ا ا اادد جريمة متتابعة األفعال،
على أن الفرض الثاني يةا ا ا ا ااكل ا
مخمون محمد سزمة ،المرجع السايق ،ص ص.148-147 .
( -)8مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .75
167
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الدعوع ا
وقفا على إرادتو في اليداية ،كما أعطاه حق التنازل السا ا ا ااتعمالو إذا ما قدر فيما بعد أن مصا ا ا االحتو
تتحقق بالتنازل(.)1
-أن إجازة الرجوع في التنازل تجعل األحكام القضا ا ا ا ا ا ااائية غير مسا ا ا ا ا ا ااتقرة ،وكذلك المراكز القانونية
المترتبااة على ذلااك ،فكيف يعطى للمجني عليااو الحق في إعااادة محاااكمااة المتهم مرة ثااانيااة بعااد أن قااال
القاضي كلمتو في الدعوع بانقضائها بالتنازل(.)2
ازحا في مواجهة المتهم يةا ا ااهره كلما
-منح المجني عليو إمكانية الرجوع عن التنازل هو إعطاؤه سا ا ا ا
أراد ذلك ويصبح هذا األخير تحت رحمتو ،مما يجعلو عرضة اليتزاز أموالو(.)3
-إذا أجيز الرجوع في التنازل فإنو يسا ا ا ا اامح بو مرة أخرع إذا أراد المجني عليو ذلك ،وهكذا سا ا ا ا اانجد
أنفسنا أمام سلسلة من التنازالت والرجوع فيها بصورة ال تتفق مع السياسة الجزائية الحديثة وضرورة سرعة
اليت في القضايا(.)4
-IIالتناز عن الشكوى من النظام العام :انقضاء الدعوع العمومية يناء على التنازل عن الةكوع
هو من النظااام العااام ،فيجوز التمس ا ا ا ا ا ا ااك بااو في أيااة حااالااة كاااناات عليهااا الاادعوع ،حتى ولو ألول مرة أمااام
المحكمة العليا -محكمة النقض ،-كما يجب على المحكمة أن تحكم بو من تلقاء نفسا ا ا ا ا ا ااها ولو لم يدفع بو
المتهم(.)5
وانقضا ا ا ا ا ا اااء الدعوع العمومية بالتنازل يكون بحكم القانون ،بمعنى أن أي إجراء يتخذ من قيل النيابة
العامة أو القضاء في الدعوع بعد التنازل يكون باطزا(.)6
10 ،من ق إ والدفع بانقضا اااء الدعوع العمومية طباقا لنص المادة 6من ق إج ج 6 ،من ق إج
ج م ،ألي سا ا ا اايب من أسا ا ا ااباب االنقضا ا ا اااء بما فيها التنازل عن الةا ا ا ااكوع ،من الدفوع الجوهرية الخاصا ا ا ااة
يإجراءات المحاكمة ،والتي هي عبارة عن نوع من الرقابة اإلجرائية( ،)7ألن الفص ا ا ا اال فيو الزم للفص ا ا ا اال في
موضا ا ااوع الدعوع ذاتو ،إذ يترتب عليو إذا ثيت صا ا ااحتو انقضا ا اااء الدعوع العمومية ذاتها نزوالا على أحكام
سلفا ،ومن ثم تلتزم المحكمة يتحقيقو ،فإذا هي أغفلت ذلك ولم ترد عليو كان حكمها مخا الفا
المواد المذكورة ا
األثر غير مترتب عليو ما قد يترتب على اإلجراء الصحيح من اثار قانونية بةرط أن يكون ذلك على نحو مؤثر في مصير
الدعوع ،كمال يوةليق ،المرجع السايق ،ص .395
168
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
169
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
العمومية بالتنازل عن الة ا ا ااكوع أن تفص ا ا اال في الدعوع المدنية التابعة للدعوع العمومية المنقضا ا ا اية( ،)1أو
إحالتها إلى المحكمة المدنية إذا استلزم الفصل فيها إجراء تحقيق خاص ،كل هذا مالم يةمل تنازل المجني
عليو عن ةكواه تنازلو عن الحقوق المدنية(.)2
كما يجوز للمجني عليو أن يرفع دعواه المدنية أمام المحكمة المختصة متى كانت مدة تقادم الدعوع
المدنية لم تنقضي بعد(.)3
-IIاالستثنا :يمتد أثر التنازل عن الةكوع بالنسبة للدعوع المدنية أيضا في حالتين:
-1إذا تضمن التنازل عن الةكوع أيضا التنازل عن الحق المدني :أي أن يصرئ المجني عليو أن
()4
مقتصر بحسب األصل على الدعوع العمومية
اا معا،أما إذا سكت عن ذلك فيكون تنازلو يةمل الدعويين ا
-2إذا كان التنازل عن الةااكوع يتعلق يجريمة الزنا :إذ أن أثر التنازل في هذه الحالة ينصاار إلى
معا( ،)5ألن ترك الدعوع المدنية قائمة يعني إثارة البحث
الدعويين العمومية والمدنية فيؤدي إلى انقضائهما ا
في جريمة الزنا من جديد واثارة الفضيحة وهو ما أراد المجني عليو إغزق بابو بالتنازل(.)6
وقد قضاات محكمة النقض المصارية بخنو " :إذا صاادر تنازل من الزوج المجني عليو بالنساابة للزوجة
س ا ا اواء أكان قيل الحكم النهائي أو بعده وجب حتم ا أن يسا ا ااتفيد منو الة ا ا اريك ويجوز أن يتمسا ا ااك بو في أية
حااالااة كاااناات عليهااا الاادعوع ولو ألول مرة أمااام محكمااة النقض لتعلقااو بااالنظااام العااام وينتج أثره بااالنس ا ا ا ا ا ا ابااة
للدعويين الجنائية والمدنية في خصا ا ا ا ا ااوص جريمة الزنا ،وهو ما يرمى إليو الةا ا ا ا ا ااارع ينص المادتين الثالثة
والعاةرة من قانون اإلجراءات الجنائية "(.)7
وقد جرع القضاء الفرنسي على أن التنازل عن الةكوع في جريمة الزنا– قيل إلغائها -ينصر إلى
الدعويين العمومية والمدنية ،إذ ال تتحقق حكمة التنازل إذا أمكن إثارة الفض ا ا ا ا اايحة عن طريق نظر الدعوع
حتما
ا المدنية أمام المحكمة الجزائية أو المحكمة المدنية قيل الفاعل األصاالي أو الة اريك ،فالتنازل ينصاار
إلى الحق المدني أيضا ،أما بعد ثيوت الفضيحة بحكم بات فز مانع من رفع الدعوع أمام المحكمة المدنية
( -)1وهذا المسا االك الجديد كان نتيجة للنقد الموجو للتة ا اريعات بسا اايب تمسا ااكها بقاعدة التضا ااامن يين الدعويين ،عيد الرحمان
نموذجا) :دراسة تخصيلية تحليلية مقارنة ،المرجع السايق،
ا خلفي ،اتجاه جديد نحو خوصصة الدعوع العمومية(حالة الةكوع
ص.413
( -)2جمال ةديد علي الخرباوي ،المرجع السايق ،ص .508
( -)3أحمد السيد عيد الرزاق بطور ،المرجع السايق ،ص .15
( -)4مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .76
( -)5أسامة أحمد محمد النعيمي ،المرجع السايق ،ص .349
( -)6محمد فوزي إيراهيم ،المرجع السايق ،ص .151
( -)7نقض جنائي مصااري :الطعن رقم 148لساانة 41قضااائية،جلسااة 31ماي ،1971مكتب فني ،22 ،الجزء الثاني .رقم
،105ص .427طعن رقم 1369لسنة 47قضائية،جلسة 22ماي ،1978مكتب فني 29 ،قضائية-رقم ،98ص .527
170
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
على الةريك وحده ولو كان الزوج قد أوقف تنفيذ العقوبة على زوجتو(.)1
فلقد اس ااتقر الرأي وأحكام القض اااء على أن التنازل عن الة ااكوع ينتج أثره بانقض اااء الدعوع العمومية
بالنسا ا ا اابة إلى دعوع الزنا ،ويسا ا ا ااتطيل أثره إلى الدعوع المدنية المتعلقة يها ،ألن بحث الدعوع المدنية عن
الفعل غير المةروع ،تقتضي بالضرورة تناول جريمة الزنا بكافة أركانها وعناصرها ،ومن ثم تنتفي الحكمة
التي من أجلها تنازل الزوج عن الدعوع العمومية ،وهي ستر الفضيحة والحفاظ على مصلحة األسرة(.)2
الفرع الثان :آثار التناز بالنسبة للمجن عليه و المتهم والجريمة
اثار أخرع
مثلما يرتب التنازل عن الةا ا ا ا ا ا ااكوع اثار على الدعويين العمومية والمدنية ،فيرتب كذلك اا
الدعوع وهما المجني عليو والمتهم ،وحتى على الوقائع المكونة للجريمة موضا ا ااوع الةا ا ااكوع، على أط ار
وهو ما سنتطرق لو فيما يلي:
أوال :أثر التناز بالنسبة للمجن عليه و المتهم
يحدث التنازل عن الةكوع أثره بالنسبة للمجني عليو وبالنسبة للمتهم على النحو ارتي ييانو:
-1أثر التناز بالنسبة للمجن عليه
التنازل عن الةااكوع في الجرائم المعلق تحريكها على تقديم ةااكوع من المجني عليو تصاار قانوني
ملزم لص ا اااحبو ،لذلك إذا تنازل المجني عليو عن ة ا ااكواه فإنو يلتزم يهذا التنازل ،وال يجوز لو تقديم ة ا ااكوع
ثانية عن الجريمة ذاتها ،إذ ال يجوز لو الرجوع عن تنازلو حتى وان كان ميعاد تقديم الةا ا ا ا ا ا ااكوع ال يزال
ممتدا( ،)3بالنساابة للتة اريع المصااري دون نظيريو الجزائري والفرنسااي ،الذي يضااع مدة ثزثة أةااهر لسااقوط
ا
ظنيا وال افت ارضا ا ا اايا ،فز يجري
يقينا ال ا الحق في الةا ا ااكوع ،تسا ا ااري من يوم علم المجني عليو بالوقائع ا
علما ا
الميعاد في حق المجني عليو إال من تاريخ اليوم الذي يثيت فيو قيام هذا العلم اليقيني(.)4
إذن فز عيرة بعاد تناازل المجني علياو يبقااء هاذا األخير علياو وال بعادولاو عناو( ،)5وقاد نص القاانون
ص ا اراحة على انقضا اااء الدعوع العمومية يهذا التنازل باتفاق التة ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ااة طباقا لنص
المواد 3-6من ق إ ج ج 3-6 .من ق إ ج 1-10 ،من ق إ ج م.
ونظر لسا ا ا ااكوت المةا ا ا اارعين الجزائري والفرنسا ا ا ااي عن تنظيم حالة تعدد المجني عليهم إذ اكتفى كل
اا
منهما بالنص على إجراء الس ا ا ا ا ااحب دون التطرق إلجراءاتو والحاالت الخاص ا ا ا ا ااة المرتبطة بو ،على خز
المةرع المصري الذي نص في الفقرة الثانية من نص المادة العاةرة من قانون اإلجراءات الجزائية على" :
171
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
صحيحا إال إذا صدر من جميع من قدموا الةكوع" ،إال أنو ا وفي حالة تعدد المجني عليهم ال يعتير التنازل
يمكن األخذ يهذا الحكم تطيياقا لقاعدتي وحدة الجريمة وعدم قايلية الة ا ا ا ااكوع للتجزئة ،فإنو حتى يحدث هذا
اإلجراء اثاره القانونية يلزم إجماع المجني عليهم الذين ساايق لهم التقدم بالةااكوع ،على سااحيها ،فإذا صاادر
عن أحاادهم دون الباااقين كااان عااديم الجاادوع( ،)1وذلااك تجناب اا للتواطؤ الااذي يمكن أن يتم من جهااة بعض
()2
ض ا اا يترجيح المةا اارع للمصا االحة العامة في العقاب ،ألنالمجني عليهم على حسا اااب ارخرين ،ويفسا اار أي ا
عدم إجماع المجني عليهم على التنازل من ةا ااخنو أال يحقق المصا االحة المسا ااتهدفة من إق ارره ،وهي اس ا ادال
جميعا(.)3
ا الستار على وقائع معينة تهم المجتمع والمجني عليهم
وينطيق الحكم ذاتو إذا توفي أحد المجني عليهم الذين تقدموا بالةا ااكوع حتى وان صا اادر التنازل عن
جميع الباقين على قيد الحياة ،فز يعتد بالتنازل الصا ا ا ا ا ا ااادر عنهم ،كما ال يمكن لورثة المتوفي التنازل يدالا
عنو باسا ااتثناء جريمة الزنا في التة ا اريع المصا ااري حصا ا اا
ار ،فلكل واحد من أوالد الزوج الةا اااكي المتوفي من
الزوج المة ااكو منو أن يتنازل عن الة ااكوع وتنقض ااي الدعوع ،عمزا ينص الفقرة األخيرة من المادة العاةا ارة
من قانون اإلجراءات الجزائية المص ا ا ا ااري ،وذلك على التفص ا ا ا اايل التي وض ا ا ا ااحناه س ا ا ا اااباقا ،ألن التنازل حق
ةا ا ااخصا ا ااي ال ينتقل إلى الورثة ،أما إذا لم يتقدم إال مجني عليو واحد بالةا ا ااكوع-رغم تعددهم ،-فإن تنازلو
ينتج أثره بانقضاء الدعوع العمومية(.)4
ومن نافلة القول أن التنازل عن الدعوع العمومية ال ية ا ا ا اامل الدعوع المدنية ،إذ يجوز للمجني عليو
المتنازل أن يرفع دعواه المدنية أمام القض اااء المختص أو يس ااتمر في طلبو للتعويض أمام القض اااء الجزائي
معا( ،)5أو متعلق يدعوع الزنا-كما س ا اايق القول -اا
نظر لطييعتها يحا ية ا اامل الدعويين ا
مالم يكن تنازلو صا ا ار ا
معا،
الخاص ا ا ااة ،فإذا ص ا ا اادر التنازل من الزوج المجني عليو ينتج أثره بالنس ا ا اابة للدعويين العمومية والمدنية ا
وستر للفضيحة(.)6
ظا على سمعة العائزت اا
وذلك حفا ا
-2أثر التناز بالنسبة للمتهم
القاعدة في الة ا ااكوع هي عدم تجزئتها بالنس ا اابة لتعدد المتهمين ،بمعنى أن الة ا ااكوع التي تقدم ض ا ااد
متهم تعتير مقدمة ض ا ااد الباقين( ، )7ولما كان حظ كل متهم– في جرائم الة ا ااكوع -ينبغي أن يتس ا اااوع بمن
( -)1عائةة موسى ،مركز الضحية في الدعوع العمومية ،المرجع السايق ،ص .94
( -)2ميزد بةير ميزد غويطة ،المرجع السايق ،ص .55
( -)3عيد الرحمان خلفي ،الحق في الةا ااكوع في التة ا اريع الجزائري والمقارن :اتجاه جديد نحو خوص ا اصا ااة الدعوع العمومية،
المرجع السايق ،ص .33
( -)4مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .79
( -)5ميزد بةير ميزد غويطة ،المرجع السايق ،ص .55
( -)6جمال ةديد علي الخرباوي ،المرجع السايق ،ص .514
( -)7مخمون محمد سزمة ،المرجع السايق ،ص .142
172
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
معو من المتهمين فاعلين أو ةاركاء حتى ال يختلف مصاير كل متهم عن ارخر ،فإن التنازل عن الةاكوع
بالنسا اابة ألحد المتهمين يعد تنازالا بالنسا اابة للباقين أيضا ااا ،فيسا ااري ميدأ تسا اااوي المتهمين في الحظ كما هو
الحال بالنسا ا ا ا ابة لتقديم الة ا ا ا ااكوع ،والمقص ا ا ا ااود بالمتهمين هنا أولئك الذين يس ا ا ا ااتلزم القانون لتحريك الدعوع
العمومية قيلهم تقديم ةكوع ،أما غيرهم فز يسري التنازل بالنسبة لهم(.)1
فالتنازل عن الة ا ا ا ااكوع بالنس ا ا ا اابة لمتهم يعد تنازالا بالنس ا ا ا اابة للباقين ،من فاعلين أص ا ا ا االيين وة ا ا ا ااركاء
ومحرض ااين( ،)2ولو ص اارئ المجني عليو يرغيتو في اس ااتمرارها بالنس اابة إلى بعض ااهم ،ألن انقض اااء الدعوع
بالنساابة لباقي المتهمين هو أثر مباةاار رتبو القانون على التنازل ،س اواء أراده المجني عليو أو لم يرده ،أما
إذا اة ا ا ا ااترط المجني عليو لنفاذ تنازلو عن ة ا ا ا ااكواه ض ا ا ا ااد متهم أن تس ا ا ا ااتمر الدعوع بالنس ا ا ا اابة إلى غيره من
وعندئذ يتعين الس ا ااير في الدعوع قيل الجميع ،ومن ٍ المتهمين ،فإن تنازلو يكون باطزا ألنو تنازل مة ا ااروط،
جميعا يإرادة
ا هذا يتضااح كما تقدم قولو أن التنازل ال يمكن أن يفرق يين مصاير المتهمين فإما أن يةااملهم
173
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ضا اا ،ألنو ال يتص ااور قيامها مع انعدام ذلك الجانب الخاص بالزوجة ،واال
يقتض ااي محو جريمة الةا اريك أي ا
تخثيما غير مباة اار للزوجة التي عدت بمنخع عن كل ة اايهة إجرام ،كما أن العدلكان الحكم على الةا اريك ا
المطلق ال يسااتساايغ إبقاء الجريمة بالنساابة للة اريك مع محوها بالنساابة للفاعل األصاالي ،ألن إجرام الة اريك
فرع من إجرام الفاعل األصا ا ا ا ا االي ،يل الواجب في هذه الحالة أن يتبع الفرع األصا ا ا ا ا اال ،وال يمنع من تطييق
الةا ااخصا ااين في الجنسا ااية والتة ا اريع والقضا اااء مادامت جريمة الزنا لها هذا الةا ااخن الخاص القاعدة اختز
الذي تمتنع فيو التجزئة وتجب فيو مراعاة ضرورة المحافظة على ةر العائزت(.)1
والة اريك في جريمة الزنا يسااتفيد من تنازل الزوج المجني عليو عن ةااكواه ضااد زوجتو الزانية بةاارط
اتر لألعراض ،أما بعدتفاديا للفض اايحة وس ا اا
نهائيا على الزوجة ،ا
أن يص اادر هذا التنازل قيل ص اايرورة الحكم ا
نهائيا فز محل الستفادة الةريك من عفو الزوج ألن الفضيحة قد وقعت بالفعل(.)2
صيرورة الحكم ا
وهو الحكم الذي أقرتو محكمة النقض المصا ا ا ارية في عديد أحكامها ،إذ قض ا ا اات في أحدها أن تنازل
الزوج المجني عليو عن ةكواه ضد زوجتو الطاعنة ،ينتج أثره بالنسبة لها ولةريكها(.)3
وهو ما ذهيت إليو المحكمة العليا الجزائرية في أحد ق ارراتها ،حيث قضا ا ا اات بخن " صا ا ا اافح الزوج عن
حدا لكل متابعة ضد الزوجة وةريكها "(.)4 نهائيا يضع ا
زوجتو قيل صيرورة حكم اإلدانة ا
والة ا ا اريك يسا ا ااتفيد من كل دفع يمكن أن تدفع بو الزوجة الزانية ،طالما أنو لم يصا ا اادر ضا ا ا داده حك اما
نهائيا في الدعوع( )5فلكي يسا ااتفيد من التنازل فعزا يجب أن تكون الزوجة قد اسا ااتفادت منو أي أن يكون ا
نهائيا ،فإذا تنازل الزوج عن محاكمة زوجتو قيل التنازل قد صا ا ا ا اادر من زوجها قيل صا ا ا ا اايرورة الحكم عليها ا
صا ا اادور حكم نهائي سا ا ااقطت الدعوع العمومية بالنسا ا اابة لها ولة ا ا اريكها ،أما إذا لم تطعن الزوجة في الحكم
أو النقض، نهائيا بالنساابة لها ،في حين طعن فيو ة اريكها باالسااتئنا
الصااادر ضاادها وة اريكها ،فخصاابح ا
فإن تنازل الزوج أثناء االسا ااتئنا المرفوع من الة ا اريك وحده ال أثر لو ،إذ هو ال يملك التنازل عن الدعوع
نهائيا بالنسبة
ضد زوجتو النقضائها بحكم نهائي بالنسبة لها ،واذا لم يطعن الةريك في الحكم أصبح يذلك ا
لو حتى ولو طعنت الزوجة وقضي ييراءتها في االستئنا (.)6
( -)1حاتم عيد الرحمان محمد عطية ،المرجع السايق ،ص ص .105-104
()2
- Garçon, Code pénal annote, Sirey 1901-1906, 1959, T 11, N°17, p 297.
نقزا عن جمال ةديد علي الخرباوي ،المرجع السايق ،ص .517
( -)3ن ج م :طعن رقم 7835لسنة 59قضائية ،جلسة 9جانفي ،1990مكتب فني ،الجزء األول ،رقم ،41ص .61
( -)4المحكمة العليا :غ .ج .م .قرار صا ا ااادر يتاريخ 27نوفمير ،1984في الملف رقم ،29093المجلة القضا ا ااائية ،ع ،1
س ،1990ص .295
-مةار إليو لدع :مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .83
( -)5جندي عيد الملك ،الموسوعة الجنائية ،الجزء الرابع ،المرجع السايق ،ص .96
( -)6جمال ةديد علي الخرباوي ،المرجع السايق ،ص .517
174
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ومن ثم يس ااتفيد الةا اريك من تنازل الزوج الصا اريح أو الض اامني عن الة ااكوع في األحوال التالية :إذا
حصا ا اال أثناء التحقيق ،إذا حصا ا اال قيل الحكم االيتدائي ،إذا حصا ا اال بعد الحكم االيتدائي وقيل فوات ميعاد
حتى ولو لم تسا ااتخنف الزوجة ،ألنو في الوقت الذي صا اافح فيو الزوج عن زوجتو لم يكن الحكم االسا ااتئنا
المرفوع من الزوجة وةريكها ،وال يهم أن تكون الزوجة نهائيا ضد الزوجة ،إذا حصل أثناء نظر االستئناا
قد تنازلت عن اساااتئنافها مادامت المحكمة االساااتئنافية-المجلس القضاااائي -لم تعتمد هذا التنازل ،إذا حكم
غياييا وتنازل الزوج عن محاكمتها قيل فوات الميعاد المخول لها للمعارضا ا ا ا ااة فيو أو في أثناء
ا على الزوجة
نظر المعارضة واذا حصل التنازل بعد الحكم االستئنافي وقيل فوات ميعاد النقض أو في أثناء نظره(.)1
غير أن تنازل المجني عليو الذي يس ا ا ا ااتفيد منو الةا ا ا ا اريك في جريمة الزنا ال يترتب أثره إال بالنس ا ا ا اابة
متزوجا فإنو يعتير
ا لجريمتو يوصا اافو ة ا اريكا في الزنا ،فإذا كان قد تحقق بالنسا اابة لو تعدد صا ااوري بخن كان
اليا في جريمة زنا الزوج ،فلو تقدمت الزوجة بةا ااكوع ضا ااده ،فإن ة ا اريكا في جريمة زنا الزوجة وفاعزا أصا ا ا
تنازل الزوج المجني عليو في الجريمة األولى وان أسا ااقا جريمة زنا الزوجة إال أنو ال يؤثر على جريمة زنا
الزوج وتظل الدعوع العمومية قائمة بالنس اابة لهذا الوص ااف سا اواء بالنس اابة للزوج الزاني ولةا اريكتو ،كل هذا
أيضا عن ةكواها(.)2
بطييعة الحال مالم تتنازل الزوجة ا
إال أنو يطرئ إةكال يتعلق بخثر وفاة الزوجة على مصير الةريك ،إذا حدثت قيل صدور حكم بات
يرع أغلب الفقو والقضاء في فرنسا ومصر أن وفاة الزوجة قيل الةكوع يحول دون تيليغ الزوج عن
جريمة الزنا ض ااد الةا اريك ،وأن وفاتها بعد الة ااكوع وقيل ص اادور حكم نهائي يترتب عليو انقض اااء الدعوع
العمومية بالنساابة للة اريك ،ألن الزوجة تعتير يريئة حتى يصاادر حكم نهائي يدينها ،ولما كان حظ الة اريك
طا بحظ الزوجة وجب أن يستفيد من قرينة يراءتها التي ال يمكن دحضها بسيب وفاتها(.)3
مرتب ا
أن موت الزوجة ال يمنع من استمرار الدعوع ()4
يينما يرع قلة من الةرائ في فرنسا ومصر والجزائر
175
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ضااد الة اريك ،ألن القاعدة العامة أن موت الفاعل األصاالي ال يؤثر على الة اريك ،وال اسااتثناء لهذه القاعدة
في باب الزنا( ،)1فالزوج هو ص اااحب المص االحة األولى في محاكمة زوجتو ،وتبعية الةااريك للزوجة لم تكن
لمصا ا ا ا ا االحتها يل لمصا ا ا ا ا االحة الزوج ،وهو في نظر القانون المسا ا ا ا ا ااؤول األول عن هذه العائلة ،وقد رأع من
المصا ا ا ا ا ا االحة تحريك الدعوع فطلب ذلك فعزا ،ولم يعدل عن رأيو ،فز يمكن القول بعد ذلك أن في الحكم
ار بمصا ا االحة العائلة لعجزها عن الدفاع عن نفسا ا ااها ،ألن الزوج الذي
على الة ا ا اريك بعد وفاة الزوجة إض ا ا اراا
يمثلها هو الذي طلب المتابعة ،وهو موجود ويمكنو التنازل عن الدعوع إذا رأع المصلحة في ذلك(.)2
وقد أخذت المحاكم الفرنسا ا ااية بالرأي األول ،كما حكمت المحاكم المص ا ا ارية بخن وفاة الزوجة المتهمة
بالزنا قيل أن تصير محاكمتها نهائية يترتب عليها انقضاء الدعوع العمومية بالنسبة لها وبالنسبة لةريكها،
ألن وفاتها قيل الحكم النهائي قرينة قانونية على يراءتها فز يجوز هدم هذه القرينة بمحاكمة الةا ا ا ا ا اريك ألن
الفعل المنسوب إليهما واحد ال يقيل التجزئة(.)3
وهو ما يؤيده الباحث بالنظر إلى أن جريمة الزنا ذات طييعة خاصا ا ااة ،وهي يذلك تخرج عن القواعد
العامة ،ومنها أن موت الفاعل األصلي يؤدي إلى انقضاء الدعوع العمومية في حقو دون الةريك ،ذلك أن
في تقرير هذا الحكم تحقيق للعلة التي توخاها المةاارع من تقرير حق الةااكوع في هذه الجريمة وهي السااتر
والحفاظ على سمعة العائزت ،وبمد استفادة الةريك من انقضاء الدعوع للزوجة المتوفاة بالتييعة ،نكون قد
توس ااعنا في تحقيق األغراض المذكورة س ا االفا ،وكذلك ال يجوز أن يس ااوء مركز الةا اريك في حالة وفاة الزانية
قيل صدور حكم نهائي.
ثانيا :أثر التناز بالنسبة للجريمة
يتحدد نطاق الةا ا ااكوع بالواقعة الميينة يها ،فز يمتد أثر الةا ا ااكوع إلى واقعة أخرع سا ا ااابقة أو الحقة
عليها ،يكون المجني عليو فيها قد أغفل ذكرها ،ومن ثم فإن أثر التنازل عن هذه الةا ا ااكوع ينصا ا ااب أي ا
ض ا ا اا
على ذات الواقعة التي قدمت الة ااكوع بة ااخنها ،فالتنازل يحدث أثره بالنس اابة للوقائع التي تض اامنتها الة ااكوع
دون غيرها من الوقائع التي لم يةملها التنازل(.)4
ونميز في هذا الةا ا ا ا ا ا ااخن يين حالتين للتعدد التعدد المعنوي والمادي يين جريمة يتطلب القانون فيها
الةكوع وجريمة ال يتطليها القانون فيها:
اددا من األفعااال المتميزة فيمااا يينهااا ،ويقوم
-1حيالية التعيدد الميادي للوقيائع :قااد يرتكااب المتهم عا ا
بخحدها جريمة يعلق القانون الدعوع الناةا ا ا ا ا اائة عنها على ةا ا ا ا ا ااكوع ،وتقوم بارخر جريمة ال ترتهن الدعوع
176
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الناةئة عنها بةكوع ،وذلك هو التعدد المادي ،وللتعدد المادي صورتان :تعدد تقع فيو الجرائم لغرض واحد
وترتبا بحيث ال تقيل التجزئة ،مثال ذلك زنا ارتبا يتزوير عقد زواج إلخفائو ،وزنا ارتبا بممارسااة الزوجة
ماديا غير مرتبطة فيما يينها ،فيتحقق على هذا النحو اسا ا ا ا ا ااتقزل للدعارة ،وقد تكون الجرائم المتعددة ا
تعددا ا
كامل يينهما ،ومثال ذلك أن يسرق ةريك الزوجة الزانية ماالا لزوجها(.)1
فإذا تحقق التعدد المادي يين جريمة يعلق المة ا ا ا اارع فيها تحريك الدعوع العمومية على ة ا ا ا ااكوع من
المجني عليو بخخرع ال يسااتوجب فيها هذا القيد ،فإن قيد الةااكوع ال يمتد إلى هذه األخيرة ،ومن ثم فللنيابة
العامة حق تحريك الدعوع العمومية عن الجريمة التي ال يتطلب فيها المةا ا ا اارع ةا ا ا ااكوع من المجني عليو،
وتس ا ا ااري هذه القاعدة سا ا ا اواء في حالة االرتباط البس ا ا اايا أو الذي ال يقيل التجزئة ،وأس ا ا اااس هذه القاعدة هو
تغليب صا ا اافة التلقائية التي تتميز يها الدعوع العمومية ،فإذا قيل أن العيرة بالجريمة األةا ا ااد وكان المةا ا اارع
يتطلب ةا ا ا ا ا ااكوع بالنسا ا ا ا ا اابة لها ولم تقدم ،فإن عدم إجازة تحريك الدعوع العمومية عن الجريمة األخف إنما
يعني إيجاد حصانة لمن ارتكيها لم ينص عليها المةرع مما يتنافى مع العدالة وصحيح القانون(.)2
وعليو فالتنازل يحدث أثره بالنسبة للواقعة التي يحتاج فيها القانون لتحريك الدعوع العمومية بالنسبة
لها الةااكوع ،ولذلك ال يؤثر التنازل على الجرائم األخرع المرتبطة والتي ال يسااتلزم فيها القانون ةااكوع من
المجني عليو ،حتى ولو كانت هذه الجريمة لم تحرك فيها الدعوع العمومية إال يناء على ةا ا ا ا ا ا ااكوع ،اا
نظر
لكونها الوصااف األخف بالنساابة للجريمة التي علق فيها تحريك الدعوع على ةااكوع ،فالتنازل عن الةااكوع
يخصوص جريمة الزنا ال يقيد حرية النيابة العامة في تحريك الدعوع بالنسبة لواقعة انتهاك حرمة منزل(،)3
فالتنازل الذي استفاد منو الزوج الزاني يمتد إلى الةريك في جريمة الزنا دون جريمة انتهاك حرمة منزل(.)4
وليس للتنازل أثر إال على الواقعة التي ينصا ا ا ا ا ا ااب عليها ،فز يمتد إلى الوقائع األخرع المرتبطة يها
ولو كانت هي األخرع تخض ا ااع لقيد الة ا ااكوع ،كخن يرتكب الزوج جريمة الزنا وفي الوقت نفس ا ااو يمتنع عن
االنفاق ،وتحركت الدعوع عنهما يناء على ةكوع الزوجة ،فإذا تنازلت عن الةكوع بةخن جريمة الزنا دون
جريمة االمتناع عن االنفاق فإن الدعوع تستمر بالنسبة للجريمة األخيرة ضد الزوج(.)5
ولما كان التنازل يقتص ا اار أثره على الواقعة التي تض ا اامنتها الة ا ااكوع ،وال يمتد إلى ما عداها ،فهو ال
يحول يين المجني عليو وبين تقديم ةا ا ا ااكوع جديدة ضا ا ا ااد المتهم نفسا ا ا ااو عن واقعة أخرع مغايرة أو مماثلة،
( -)1محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار ،المرجع السايق ،ص ص .133-132
( -)2امال عيد الرحيم عثمان ،ةرئ قانون اإلجراءات الجنائية ،المرجع السايق ،ص ص .83-82
( -)3عزت مصطفى الدسوقي ،المرجع السايق ،ص .279
( -)4عيد الرحمان الدراجي خلفي ،الحق في الةا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية :د ارسا ا ا ااة تخصا ا ا اايلية تحليلية مقارنة ،المرجع
السايق ،ص .274
( -)5حمدي رجب عطية ،المرجع السايق ،ص ص .182-181
177
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
سا ااابقة أو تالية للواقعة التي ةا ااملتها الةا ااكوع األولى والتي انصا ااب التنازل عليها ،بةا اارط أن تكون الواقعة
الجاادياادة مسا ا ا ا ا ا ااتقلااة عن الواقعااة األخرع ،أي ال تكون معهااا وحاادة إجراميااة تجعاال منهااا جريمااة واحاادة(،)1
فالة ااخص الذي يتنازل عن ة ااكواه ض ااد من س اابو أو قذفو– بالنس اابة للتةا اريعين المص ااري والفرنس ااي اللذان
يسا ا ا ا ااتلزمان قيد الةا ا ا ا ااكوع لتحريك الدعوع العمومية عن هاتين الجريمتين دون نظيرهما الجزائري-يملك أن
أخرع سابقة أو الحقة ،ولو تكررت فيها األلفاظ نفسها أو يقدم ةكوع جديدة ضده عن واقعة سب أو قذ
نس ا ا اايت إليو فيها األمور ذاتها ،كذلك ينص ا ا اار أثر التنازل إلى جميع الوقائع الس ا ا ااابقة على الجريمة محل
التنازل ،إذا كانت تكون معها جزاءا من حالة االس ا ا ااتمرار أو فقرة من فقرات التتابع الس ا ا ااابقة على حص ا ا ااولو
حتى ولو اكتة ا ا اافت بعده ،أما اكتة ا ا ااا وقائع أخرع تة ا ا ااكل جريمة مس ا ا ااتقلة فيمكن أن يتقدم المجني عليو
بةكوع جديدة عنها وبالتالي ال يلزمو التنازل السايق( ،)2كخن يكةف الزوج المتنازل عن الةكوع أن زوجتو
س اايق وان ارتكيت وقائع زنا أخرع مع ذات الةا اريك وكان يجهلها ،فتنازلو ينص اار إلى هذه الوقائع أي ا
ض ا اا
باعتبارها تةا ا ا ااكل فقرة من فقرات التتابع لوحدة المةا ا ا ااروع اإلجرامي ،أما في حالة اكتةا ا ا ااافو بعد التنازل أن
زوجتو زنت مع ةخص اخر ،فهذه واقعة جديدة ويجوز لو تقديم ةكوع جديدة بةخنها(.)3
-2حالة التعدد المعنوي للوقائع :حياث يكون فعال واحاد أكثر من جريماة في نظر القاانون ،كمن
معا ،في
يزني بامرأة عزنية ،فهو يرتكب جريمة الزنا وجريمة الفعل العلني المخل بالحياء-الفعل الفاضح -ا
هذه الحالة ال يوجد تعدد حقيقي يين الجرائم ،وانما يتوافر تعدد في األوص ااا وجريمة واحدة فقا هي ذات
الوصف األةد(.)4
فإذا تحقق التعدد المعنوي يين جريمة الزنا التي يتطلب فيها القانون الة ا ا ا ا ا ااكوع وجريمة الفعل العلني
جميعا ،وتطييقا لذلك
ا المخل بالحياء التي ال تتطلب الةا ااكوع فيها ،فيمتد قيد الةا ااكوع إلى الفعل بخوصا ااافو
فإنو إذا ارتكب الزنا في عزنية لم تجز-دون ةااكوع-إقامة الدعوع من أجل جريمة الفعل الفاضااح العلني
حتما التعرض إلى جريمة الزنا ،إذ منو نسا ا ا ا ا ا ااتخلص صا ا ا ا ا ا اافة اإلخزل
إذ البحث في هذه الجريمة مقتض ا
بالحياء ،وهو ما ال يريد المةاارع الخوض فيو إال إذا قدم الزوج المجني عليو ةااكواه ،ومن ثم يمتد القيد إلى
هذه الجريمة كذلك(.)5
فيما يميل أكثر الةا ارائ في فرنس ااا إلى القول بخنو فيما يتعلق بحالة التعدد المعنوي يوجو عام تس ااترد
النيابة العامة كامل حريتها عن الوصا ا ااف الذي ال تقييد لحريتها فيو ،فتس ا ااير في إجراءات التحقيق وتحريك
178
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ويرع البعض أنو في هذه الحالة فإن التنازل عن الة ا ا ااكوع ية ا ا اامل كز الوص ا ا اافين ا
معا ألنهما نتيجة
لفعل واحد(.)2
فانقضا ا اااء الدعوع العمومية عن جريمة الزنا بالتنازل عن الةا ا ااكوع يمس بطريق غير مباةا ا اار قايلية
الفعل المكون لها للعقاب عليو ،تطييقا لميدأ " ال عقوبة بغير دعوع عمومية " ،وبالتالي فز محل للعقاب
عليو تحت أي وصف اخر أخف ،فإنما يعاقب القانون على األفعال ال على األوصا (.)3
خزصا ااة القول...أن المةا اارع المصا ااري أجاد في ييان وتحديد األحكام القانونية للتنازل عن الةا ااكوع
مقارنة ينظيريو الجزائري والفرنسا ا ا ا ااي ،من حيث تحديد صا ا ا ا اااحب الحق في الةا ا ا ا ااكوع والتنازل عنها ،ميعاد
التنازل وةا ااكلو ،وص ا اوالا إلى اثاره في حالة تعدد المجني عليهم ،وفي حالة تعدد المتهمين في ظل سا ااكوت
التةريع الجزائري ونظيره الفرنسي عن كل ذلك.
179
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الفصل الثاني:
املصاحلة اجلزائية
منذ أن اسا ا ا ااتقر لدع الفكر القانوني مفهوم الجريمة على أنها اعتداء يقع ضا ا ا ااحيتو المجتمع بخس ا ا ا اره،
أخذت الدولة-يوص ا اافها ممثلة هذا األخير-على عاتقها عقاب كل من تس ا ااول لو نفس ا ااو ارتكاب أي سا ا الوك
ونوعا ،أخذت
كما اتبعا لذلك ا
طا ،ومع تطور المجتمعات ،وتطور الظاهرة اإلجرامية ا مجرم ولو كان بسا ا ا ا ا ا ااي ا
يعيا بخن تجرم وتعاقب على كل ساالوك مسااتجد ترع
اء تة ار ا
الدولة تضاااعف من اسااتعمال التها العقايية ،س او ا
اائيا بخن تحرص على أن يلقى أي ةا ا ا ا ااخص ثيت إدانتو يجريمة ما العقوبة
فيو وصا ا ا ا ااف الجريمة ،أو قضا ا ا ا ا ا
قانونا(.)1
المقررة ا
الدولة من كل هذا هو الحد من تنامي الظاهرة اإلجرامية ،فإن النتيجة كانت عكسية، وان كان هد
حيث نتج عن ذلك ما يعر بخزمة العدالة الجزائية ،هذه الظاهرة التي تزامنت مع ظاهرة التض ا ا ااخم العقايي
Inflation pénaleالتي كانت نتيجة طييعية السا ااتخدام المةا اارع السا اازئ العقايي L’arme pénaleلمواجهة
الكثير من األنماط المس ا ا ا ااتحدثة من الس ا ا ا االوك اإلجرامي ،ومن أهم مظاهر هذه األزمة زيادة عدد القض ا ا ا ااايا
اير ،ما دفع
أمر عسا ا اا
الجزائية ،األمر الذي بات يهدد المحاكم بالةا االل ،فخضا ااحى الوصا ااول إلى عدالة ناجزة اا
الفقو والتةريع نحو البحث عن وسائل لتجاوز أزمة العدالة الجزائية ،ومن ثم ألفت الييئة القانونية فكرة الحد
من التجريم Décriminalisationوالحااد من العقاااب Dépénalisationوفكرة المعااالجااة غير القضا ا ا ا ا ا ا ااائيااة
للخصومات الجزائية .)2(Extra- judiciaire
ومن أهم صا ااور هذه المعالجة نظام المصا ااالحة الجزائية كيديل تقليدي عن الدعوع العمومية ،يهد
إلى تبسا اايا اإلجراءات الجزائية في مواجهة الجريمة والسا اارعة في الفصا اال فيها والوصا ااول إلى حل يرضا ااي
الخصا ا ا ا ا ا ااومة دون إصا ا ا ا ا ا اادار حكم يإدانة المتهم ،وهي يذلك تمثل أحد الحلول الفعالة لمواجهة أزمة أط ار
العدالة الجزائية( ،)3أو فةل النظام الجزائي في مواجهة الظاهرة اإلجرامية(.)4
هذا وان كان يمكن اعتبار إجراء المصاالحة الجزائية يديل تقليدي عن الدعوع العمومية ألنو يضارب
يجذوره إلى عقود طويلة من الزمن في مختلف التة ا ا ا ا ا ا اريعات المقارنة ،فإن العديد منها قد طوره ونظمو بما
( -)1ليلى قايد ،الصلح في جرائم االعتداء على األفراد :فلسفتو وصوره وتطييقو في القانون الجنائي المقارن ،المرجع السايق،
ص .9
( -)2محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص ص .2-1
( -)3جيزلي عيد الحق ،نظام المص ااالحة في المس ااائل الجزائية في التةا اريع الجزائري ،أطروحة دكتوراه في القانون اإلجرائي،
جامعة عيد الحميد ين باديس-مستغانم ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،2017-2016 ،ص .63
( -)4عمر سالم ،المرجع السايق ،ص .29
180
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
يتماة ا ااى والس ا ااياس ا ااة الج ازئية الحديثة ،هذه األخيرة التي كان لها دور في إحداث تطورات عميقة على فكرة
القانون الجنائي بةااقيو الموضااوعي واإلجرائي فمن الناحية الموضااوعية ،يتجو قانون العقوبات إلى التخلي
عن ص اابغتو الموض ااوعية الكزس اايكية التي تدور حول الس االوك اإلجرامي والعقوبة الهادفة إلى تحقيق الردع
ينوعيو العام والخاص ،وييدو أكثر تقبزا العتناق نظرية ة ا ا ا ا ااخص ا ا ا ا ااية تجعل من إص ا ا ا ا اازئ الجاني وتخهيلو
يجيا من
وتعويض الضااحية هدافا أساااسا اايا لو ،أما من الناحية اإلجرائية ،فتغير مسااار اإلجراءات الجزائية تدر ا
النظام التنقييي إلى االتهامي ،حيث تزايد دور الخصا ا ااوم-س ا ا اواء النيابة العامة أو المتهم -في إدارة الدعوع
العمومية ،كما تعاظم دور الضحية ليحتل مكانة ال تقل أهمية عن تلك المقررة لسلطة االتهام والمتهم(.)1
وال ة ا ا ا ا ا ا ااك أن نظاا اماا يهاذه األهمياة يسا ا ا ا ا ا ااتحق أن يكون محزا للبحاث ،وذلاك من خزل يياان إطااره
المفاهيمي في مبحث أول ونظامو القانوني في مبحث ثاني.
181
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
للنزاع ،وتسا ا ا ا ا ا ااتتبع تنازالا متبادالا يين أطرافها ،مما يجعلها تتكون من ركنين ،األول يتعلق بالمبادرة الودية
ألطرافها والثاني يتعلق بالتنازالت ،فتعد بمثابة الت ارضاا ا ااي مع مرتكب الجريمة ألس ا ا ااباب تتعلق بالساا ا ااياس ا ا ااة
الجزائية ،يقوم بموجيها المخالف يدفع ميلغ معين إلى خزينة الدولة(.)1
تخسيسا على ذلك ولمزيد من التفصيل في مفهوم المصالحة الجزائية ،يقتضي منا األمر البحث في و ا
نةا ااخة وتطور هذا النظام في التة ا اريعات المقارنة(الفرع األول) ،ثم اساااتعراض مختلف التعاريف التي قدمت
وبناء على ذلك نستنتج أهم الخصائص المميزة للمصالحة الجزائية(الفرع الثالث) ،وصوالا
ا لها(الفرع الثاني)،
إلى مقارنتها باألنظمة المةايهة لها(الفرع الرابع).
الفرع األو :نشأة وتطور المصالحة الجزائية
ال يمكن الحديث عن نةاا ا ا ااخة المصاا ا ا ااالحة الجزائية وتاريخها بمعزل عن تاريخ العقوبة ،فالمصا ا ا ا ااالحة
الجزائية ال تعدو أن تكون إال نتيجة لتطور هذه األخيرة عير الزمن( ،)2وقد كانت العقوبة في يداية االلتجاء
()3
فرديا أو
إليها تحمل معنى اإليزم واالنتقام من مرتكب الجريمة ،هذا االنتقام من الجاني س ا ا ا ا ا ا اواء كان ا
وتفاديا لة اار االنتقام وويزت الحروب يينا جماعيا لم يجلب س ااوع الحروب الدامية القائمة على فكرة الثخر،
ا
القبائل اهتدع اإلنسان بفطرتو إلى وسائل تجنبو تلك ارثار المدمرة ،منها عقد اتفاقيات مصالحة تلتزم فيها
قييلة الجاني يتسليم مال إلى قييلة المجني عليو ،ومن هنا كانت نةخة المصالحة الجزائية(.)4
والصا ا ا االح يوجو عام كخسا ا ا االوب متميز إلنهاء المنازعات تعرفو البة ا ا ا ارية وعملت بو منذ القدم ،فديننا
الصلح َخير﴾()6ففي هذه ارية الكريمة ()5
الحنيف يدعونا إليو ،في قولو سبحانو وتعالى في محكم تنزيلوَ ﴿:و ُّ
الحق كماورد في تفسا ا ا ا ا ااير الطيري ،وعموما ييين أ د
()7
وجل في هذه ارية
عز د د الصا ا ا ا ا االح يعني ترك بعض
فضل الصلح وأهميتو ،ومن ثم فاإلسزم لو فضل السيق في إرساء والدعوة لنظام الصلح يوجو عام.
وأهمية البحث في التخصيل التاريخي لنظام المصالحة الجزائية يمكن أن نستةفها من قول الفيلسو
جيدا إال من خزل تاريخو"(.)8
األلماني أوجست كونت Auguste Conteأن ":أي نظام ال يمكن فهمو ا
182
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ولذلك نحاول أن نلقي نظرة على تطور نظام المص ا ا ا ااالحة الجزائية في التةا ا ا ا اريع الفرنس ا ا ا ااي كنموذج
للتة ا ا ا ا ا ا اريعا ااات الزتينيا ااة(أوال) ،ثم في التة ا ا ا ا ا ا اريع اإلنجليزي واألمريكي كنموذجين للتة ا ا ا ا ا ا اريعا ااات األنجلو
ثانيا) ،ثم في التة ا اريع المصا ااري(ثالثاا) ،ونختتم يد ارسا ااة تطور المصا ااالحة الجزائية في التة ا اريع
سا ااكسا ااونية( ا
الجزائري(ر ا
ابعا).
أوال :المصالحة الجزائية ف القانون الفرنس
هز النظام العقايي الذي كان مطباقا في أوروبا مةاعر كثير من المفكرين والفزسفة ،خاصة فزسفة د
القرن الثامن عة ا ا ا اار ،فهيوا ينيهون األذهان إلى خطورة وقس ا ا ا ااوة هذا النظام ،معلنين أنو ال يتفق وانس ا ا ا ااانية
إعزنا للتحرر الفكري من قيود بالية كثيرة ،وبزوغ عهد
ا اإلنسان ،وال يتسق مع أفكار العصر ،فكانت اراؤهم
جديد أضاااء مةااعل الحضااارة للعالم ،وانطلق باإلنسااان نحو عصاار جديد ،وقد أثارت تعاليم هؤالء الفزساافة
تجديدا عمياقا يلغ ذروتو مع يداية الثورة الفرنسية(.)1 ا
ولذا تعد فرنسا ااا من اليلدان الغربية السا ااباقة إلى تطييق المصاااالحة في المساااائل الجزائية السااايما في
مجاالت الجمارك والصر والضرائب ومجاالت الصيد والقنص والغابات( ،)2حيث عرفت فرنسا أول قانون
في التةا اريع الفرنس ااي يجيز إلدارة الجمارك المص ااالحة مع مرتكيي الجرائم الجمركية في 6أوت ،)3(1791
غير أنو حص ا ا اار النطاق الزمني للمص ا ا ااالحة الجزائرية في مرحلة ما قيل ص ا ا اادور حكم نهائي فقا ،وكانت
تخض ا ااع المص ا ااالحة لموافقة المتعهد الجمركي أو الملتزم بخداء الض ا ارائب الجمركية( ،)4ولهذا القانون أهميتو
في التةريع الفرنسي ،إذ يعد أساس تطييق المصالحة في المسائل الجزائية يوجو عام(.)5
وبصدور مرسوم 24مارس 1794بعد قيام الثورة الفرنسية تم حضر وتحريم المصالحة(.)6
( -)1عيد اللطيف أيو دربالة عيد الفاض ا ا ا اال األزرق ،التص ا ا ا ااالح الجنائي ودوره في إنهاء الدعوع الجنائية ،رس ا ا ا ااالة دكتوراه في
الحقوق ،جامعة المنصورة ،كلية الحقوق ،إدارة الدراسات العليا والبحوث ،قسم القانون الجنائي ،2016 ،ص .16
( -)2أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .25
( -)3أيو بكر علي محمد أيو سيف ،المرجع السايق ،ص ، 26مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص . 91
( -)4محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص .336
( -)5أحسن يوسقيعة ،نفس المرجع ،ص .25
( -)6تجدر اإلة ا ااارة إلى أن تحريم الص ا االح في المواد الجزائية ميدأ ثايت في القوانين العقايية واإلجرائية الفرنس ا ااية القديمة ،فقد
نصا يقضي بالتزام مدعي الملك بمزحقة مرتكيي الجرائم الجسيمة حتى ولو تم تضمن قانون العقوبات الصادر سنة 1567ا
بة ا ااخنها ص ا االح ،كما جاء قانون العقوبات الص ا ااادر س ا اانة 1670بحكم مماثل ،ومع ذلك أخذ المة ا اارع الفرنس ا ااي بالمص ا ااالحة
الجزائية في القرن الثامن عةر وذلك في مجال القوانين الخاصة ،أسامة حسنين عييد ،الصلح في قانون اإلجراءات الجنائية:
ماهيتو والنظم المرتبطة بو-د ارساة مقارنة ،دار النهضاة العربية ،القاهرة ،2005 ،ص ، 18طو أحمد عيد العليم ،المرةاد في
الصا ا االح الجنائي :في ضا ا ااوء اراء الفقو والقضا ا اااء وفاقا ألحدث التعديزت :الصا ا االح والتصا ا ااالح في قانون اإلجراءات الجنائية
(المصا ا ا ااري-الفرنسا ا ا ااي-اليلجيكي-اإلنجليزي-األمريكي-السا ا ا ااوداني-اللييي-السا ا ا ااوري-العراقي-األردني-اليميني-الكويتي-البحريني-
الموريتاني-إلخ ،)....طبعة نادي القضاة ،دار عزم لإلصدارات القانونية ،مصر ،2014،ص .36
183
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
كزسيكيا رفض المةرع وتحريم المصالحة في المادة الجزائية بالقواعد العامة السيما ميدأ عدما وييرر
جواز التنازل عن الدعوع العمومية ،بالنظر إلى اعتبارات تتعلق بالمصا االحة العامة( ،)1حيث تباةا اار النيابة
العامة الدعوع العمومية ولكن ليس لها الحق في التنازل عنها أو التصا ا ا ا ااالح فيها ،ألنها في األصاا ا ا اال ملك
للمجتمع الذي تمثلو هذه الهيئة ،وبمقتضا ا ااى هذا الميدأ ال تسا ا ااتطيع النيابة العامة المسا ا اااومة مع الةا ا ااخص
المتابع بةخن الدعوع العمومية(.)2
ييد أن هذا الحظر لم يعد مطلاقا ،إذ بعد النتائج الس ا ا اايئة التي ترتيت على هذا المنع تمت العودة من
جديد لنظام المصااالحة بموجب المرسااوم الصااادر في 13نوفمير ،1794حيث منح إلدارة الجمارك ساالطة
المص ا ا ا ااالحة في الجرائم الجمركية مع مرتكيي الجرائم قيل أو بعد الحكم القض ا ا ا ااائي( ،)3حتى أنو-وكما يرع
عاما تطبقو الس ا ا ا ا االطات في كافة الجرائم االقتص ا ا ا ا ااادية تقر ايبا ،إلى حد أن الدعوع
نظاما ا
البعض-أص ا ا ا ا اابح ا
العمومية كانت تنقضا ا ا ااي بالمصا ا ا ااالحة ينسا ا ا اابة % 90من هذه الجرائم على األقل( )4السا ا ا اايما منها الجرائم
الجمركية والضرييية(.)5
ولقد أثير النقاش حول القيمة القانونية لهذا المرسا ا ا ا ا ا ااوم األخير ،فعرض األمر على محكمة النقض
الفرنس ااية التي أقرت بة اارعية المص ااالحة في الجرائم الجمركية دون ص ااعوبة ،حيث ص اادر عنها حكمان في
يوم واحد يتاريخ 30جوان 1820يؤكدان هذا المعنى ،وأكد الحكمان على القيمة التة اريعية للنصااوص في
منح اإلدارة الجمركية الحق في المصالحة(.)6
ولقد تخيد هذا الموقف الحاقا يإصا ا اادار لويس الثامن عشيييير سا ا اانة 1822أمر منح بموجبو اإلدارات
الجمركية حق التراضي مع الجاني( ،)7تزه مرسوم في 8أكتوبر 1890أكد صراحة حق إدارة الجمارك في
المصالحة واستمر الوضع على ما هو عليو إلى حين صدور قانون الجمارك في سنة 1939الذي تضمن
في مادتو 574حق إدارة الجمارك في المص ا ا ا ا ااالحة ،وتخكد ذلك بمقتض ا ا ا ا ااى قانون الجمارك لس ا ا ا ا اانة 1949
الجاري العمل بو ا
حاليا إذ أجازت المادة 350منو المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية( ،)8إذ خولت إدارة الجمارك إجراء
( -)1أس ا ااامة حس ا اانين عييد ،الص ا االح في قانون اإلجراءات الجنائية :ماهيتو والنظم المرتبطة بو-د ارس ا ااة مقارنة ،-دار النهض ا ااة
العربية ،المرجع السايق ،ص .203
)(2
- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, P 745.
( -)3محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص .336
( -)4طو أحمد عيد العليم ،المرةا ا ااد في الصا ا االح الجنائي :في ضا ا ااوء اراء الفقو والقضا ا اااء وفقا ألحدث التعديزت ،...المرجع
السايق ،ص ص .74-73
( -)5عياد أ عاادل خزناة كااتيي ،اإلجراءات الجناائياة الموجزة ،رس ا ا ا ا ا ا ااالاة دكتوراه في الحقوق ،جاامعاة القااهرة ،كلياة الحقوق،
،1980ص .46
( -)6محمد حكيم حسين الحكيم ،نفس المرجع ،ص ص .337-336
( -)7عيد اللطيف أيو دربالة عيد الفاضل األزرق ،المرجع السايق ،ص .16
( -)8أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص ،26
184
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
مصااالحة مع األةااخاص المتابعين يجرائم جمركية رهنا يتطييق ةااروط معينة ،ومن ثم فالضاارورات العملية
هي التي منحت المص ا االحة ميررها ،فعندما تتصا ااالح اإلدارة الجمركية فإن ذلك يعد وسا اايلة أكثر عملية في
حصولها على مستحقاتها المالية ،كما تجنب الجاني وصمة اإلدانة(.)1
-الجرائم الضيريبية :ال تقتصاار المصااالحة الجزائية في التة اريع الفرنسااي على الجرائم الجمركية يل
ض اا الجرائم الض ارييية ،إذ تعتير الض ارائب أقدم المجاالت التي طبقت فيها المصااالحة في التة اريع
تةاامل أي ا
الفرنسي ،ويرجع ذلك إلى قوانين ما قيل الثورة حيث كان تحصيل الضرائب انذاك يتم عن طريق المزايدات
()2
ثم يقوم بعد ذلك باقتضا اااء حقو من دافعي ومن يرسا ااو عليو المزاد يقوم يدفع الض ا ارائب المسا ااتحقة للملك
الض ارائب األفراد ،ولما كان الغش الض ارييي الحاصاال من أي من دافعي الض ارائب لم يكن من ةااخنو إعفاء
الزراع ال ارس ااي عليهم المزاد من دفع الضا ارائب المس ااتحقة للملك()3حيث كانت الضا ارائب تجيى لحس اااب هذا
أساسا في
األخير ،فإن عدم تحصيلهم للضرائب يعود عليهم بالخسارة ،ولذلك كانت مهمة أعوانهم تنحصر ا
متابعة المتهربين من الدفع ومقاض ا اااتهم أمام المحاكم المختص ا ااة ،ومن أجل ذلك رخص لهم كذلك بالتفاهم
مع هؤالء لتسا ا ا ااوية الجريمة بطريقة ودية بما يضا ا ا اامن لهم تخمين مصا ا ا ااالحهم المالية ،ومن ثم كانوا يعقدون
مصااالحات مع المتهربين س اواء قيل أو بعد الحكم النهائي على أساااس إعفائهم حسااب الحاالت من الغرامة
ض ا ا اا أو يسا ا اادد على
أو الحبس المقررين عقوبة للتهرب مقايل قيامهم بسا ا ااداد ميلغ الض ا ا اريبة كامزا أو مخف ا
أقساط(.)4
وكانت هذه المص ا ا ا ا ااالحات في أول األمر يدون قيود أو تدخل من الدولة إلى أن ص ا ا ا ا اادر أمر الملك
لويس الرابع عشييير في ةا ااهري ماي وجوان 1680يمنع عقد المصا ااالحة في حاالت التهرب من الض ا اريبة
إال بعد الحكم في الدعوع العمومية وأن يقتصا ا ا ا اار الصا ا ا ا االح على العقوبات المالية فقا ،وألزم األمر الملكي
نواب الملك بمباة ارة الدعوع العمومية دون اعتبار ألي مص االحة تعقد ،ولكن هذا التقييد لم يدم طويزا فبعد
سا اانوات صا اادر ق ارران على التوالي في 19جانفي 1684و 30أكتوبر 1714يقضا اايان يجواز الصا االح مع
الزراع في كافة المسائل المتعلقة بالضرائب الخاصة بالم ازرع قيل الحكم في الدعوع العمومية(.)5
وفي ساانة 1738أصاابح في اإلمكان إجراء مصااالحة مع كل من يخالف االلتزامات الض ارييية س اواء
قيل أو بعد الحكم في الدعوع العمومية دون حاجة النتظار ص ا ا ا ا ا اادور أحكام قض ا ا ا ا ا ااائية أو اللتماس موافقة
185
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
186
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
العمومية ،أن يقترئ على مرتكب الجريمة إجراء مصالحة بةخن جرائم الغابات(.)1
-جرائم الصيد :ترجع المصااالحة في جرائم الصاايد باألنهار والقنوات إلى مرسااوم 7ساايتمير،1870
الص ا ا ا ااادر بمرس ا ا ا ااوم 27 ومرس ا ا ا ااوم 7نوفمير ،)2(1896كما نص ا ا ا اات عليها المادة 485من قانون األريا
سا ا اايتمير 1957المعدل بمرسا ا ااوم 18جويلية ،1957ونظم هذا اإلجراء بمقتضا ا ااى القرار الصا ا ااادر في 22
مارس 1966ومرسوم 13جانفي ،1949وبموجب هذه النصوص يجوز لإلدارة التصالح في جرائم الصيد
سواء قيل الحكم أو بعده فإن تم بعد الحكم فز أثر لو سوع على العقوبات المالية( ،)3وتم تعديل اإلجراءات
التصالحية بالقانون الصادر في 29جوان ،1984حيث قيدت سلطة اإلدارة في التصالح ،واةترط القانون
األخير موافقة النيابة العامة على التصالح ،وقد حدد مرسوم 6فيفري 1986القواعد واإلجراءات التي تلتزم
يها السا االطة اإلدارية ،ومن ثم تملك السا االطة اإلدارية المصا ااالحة مع مرتكيي جرائم الصا اايد في األنهار بعد
موافقة النيابة العامة ،أما المص ااالحة في جرائم الص اايد البحري فيرجع تاريخها إلى المرس ااوم الص ااادر في 9
عدة تعديزت أيرزها المرسا ا ا ا ا ا ااوم رقم 89 -554الصا ا ا ا ا ا ااادر في 2أوت
جانفي 1852والذي أدخلت عليو د
1989المتعلق بالمصالحات المتصلة بمتابعة مرتكيي جرائم الصيد البحري(.)4
-جرائم القنص :كان العمل يجري بالمص ا ا ااالحة في مجال القنص منذ القدم ولكن دون إخزل بحق
النيابة العامة في ممارسة الدعوع العمومية ،وظل الحال على ما هو عليو إلى أن أصدرت الغرفة الجنائية
لمحكمة النقض الفرنس ا ااية قرار في 2أوت 1867أقر بمة ا ااروعية التص ا ااالح في مجال القنص بالقياس لما
هو معمول بو في مجال الغابات ،وذلك يتطييق أحكام هذا القانون على جرائم القنص ،ولقد تخيد هذا القرار
بقرار ٍ
ثان صدر من نفس الغرفة في 13ديسمير .)5(1961
-الجرائم االقتصيييادية :أجاز المة ا اارع الفرنس ا ااي للهيئة اإلدارية للتجارة الداخلية واألس ا ااعار أن تقترئ
مصالحة مع مرتكب الجريمة في الجرائم االقتصادية العادية( ،)6وذلك ينص المادة 22من األمر رقم -45
1484الصااادر في 30جوان 1945بةااخن معاينة ومتابعة وقمع جرائم التةاريعات االقتصااادية( ،)7ويتعلق
- L’article L 161-25, CFF, Créé par L’ordonnance n° 2012-92 du 26 Janvier 2012 relative à la partie l’législative
)(1
du code forestier, JORF n° 0023 du 27 Janvier 2012, p 1549, texte n° 31.
( -)2محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص .403
( -)3أحس اان يوس ااقيعة ،المص ااالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع الس ااايق ،ص ص
.29-28
( -)4محمد حكيم حسين الحكيم ،نفس المرجع ،ص .404-403
( -)5أحسن يوسقيعة ،نفس المرجع ،ص .29
( -)6محمد سا ا ا ا ا االيمان حسا ا ا ا ا ااين المحاسا ا ا ا ا اانة،التصا ا ا ا ا ااالح وأثره على الجريمة االقتصا ا ا ا ا ااادية،دار وائل للنةا ا ا ا ا اار والتوزيع،المرجع
السايق،ص.115
)(7
- "… l'administration du commerce intérieur et des prix peut proposer, après accord du procureur de la
République comme il est dit à l'article 19 et dans les conditions fixées par décret, le bénéfice de la transaction ",
l’article 22, Créé par Ordonnance n° 45-1484 du 30 juin 1945, relative à la constatation, La poursuite et la
187
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
األمر أس ا ااا اسا ا اا يجرائم األس ا ااعار ،وقد أدخلت عدة تعديزت على هذا النص س ا اامحت يتوس ا اايع نطاق تطييق
المصااالحة لتةاامل على وجو الخصااوص المنافسااة غير المةااروعة ،غير أن المةاارع تخلى عن هذا اإلجراء
()1
بعد صدور األمر رقم 1243-86في األول ديسمير 1986بةخن حرية األسعار والمنافسة الذي نهائيا
ا
والذي أجاز التصا ا ااالح في الجرائم المتعلقة باألسا ا ااعار والمنافسا ا ااة ،ويرع ()2
ألغى نص المادة المذكورة أعزه
خروجا على قواعد العقوبات(.)3
ا البعض أن تلك المصالحات االقتصادية تعد
-جرائم الصيرف :تخضااع المصااالحة في جرائم الصاار إلى نفس األحكام المقررة للجرائم الجمركية
طبقا ألحكام المادة 10من األمر المؤرخ في 30ماي 1945والمادة 11-5من القانون رقم -66
وذلك ا
1008المؤرخ في 28ديسمير .)4(1966
هذا ولم يقتص ا ا اار نطاق المص ا ا ااالحة على الجرائم الس ا ا ااابقة ،وانما اتس ا ا ااع لية ا ا اامل طوائف أخرع من
الجرائم ،مثل الجرائم اليريدية وفقا لقوانين 19جانفي 1843و 5جويلية ،)5(1856إال أنو بموجب القانون
رقم 437-72الصادر في 30ماي 1972أجازت المادة 28منو التصالح في طائفة من الجرائم المتعلقة
باليريد واالتص ا ا ا ا اااالت( ،)6كما نص ا ا ا ا اات المادة 27من القانون الص ا ا ا ا ااادر في 23فيفري 1963على جرائم
اإلذاعة والتلفزيون ،وقد أجازت تلك المادة التصالح في تلك الطائفة من الجرائم(.)7
هذا ،ولم يكف المةرع الفرنسي عن التوسع في األخذ ينظام المصالحة ليمتد نطاقها للمخالفات التي
تقع في مجال المرور ،وفقا إلجراءات سريعة ومبسطة أطلق عليها اسم إجراءات الدفع االختياري يين يدي
محرر المخالفة ،وفق أول نظام اس ااتعملو المة اارع الفرنس ااي لدفع غرامة جزافية عند إثبات الجريمة ،بموجب
المرس ا ااوم التةا ا اريعي المؤرخ في 28ديس ا اامير ،1926ولقد اتس ا ااع هذا النظام حتى ية ا اامل المخالفات التي
تتعلق يجرائم السكك الحديدية بموجب المرسوم التةريعي الصادر في 30جوان 1934والمرسوم التةريعي
عموما،
ا الصادر في 30أكتوبر ،)8(1935ولم يليث المةرع الفرنسي حتى أجاز المصالحة في المخالفات
répression des infractions à la législation économique, JORF du 8 juillet 1945, rectificatif, JORF du 8 septembre
1945.
( -)1أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .30
)(2
- Abrogé par Ordonnance n° 86-1243 du 1 décembre 1986-art.57 , relative à la liberté des prix et de la
concurrence, JORF N° 285-118e année-, du 9 décembre 1986,p 14777.
( -)3محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص .371
( -)4أحسن يوسقيعة ،نفس المرجع ،ص .26
( -)5أس ااامة حس اانين عييد ،الص االح في قانون اإلجراءات الجنائية :ماهيتو والنظم المرتبطة بو-د ارس ااة مقارنة ،-رس ااالة دكتوراه،
المرجع السايق ،ص .12
)(6
- Loi n° 72-437 du 30 mai 1972 portant modifications des articles 144 du code pénale et L.28 du code des postes
et télécommunications, JORF 14 du 30 juin 1972, p 442.
( -)7محمد حكيم حسين الحكيم ،نفس المرجع ،ص .208
( -)8عيد أ عادل خزنة كاتيي ،المرجع السايق ،ص ص .48-47
188
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1عيد اللطيف أيو دربالة عيد الفاضل األزرق ،المرجع السايق ،ص .16
( -)2ليلى قايد ،الص ا االح في جرائم االعتداء على األفراد :فلس ا اافتو وتطييقو في القانون الجنائي المقارن ،المرجع الس ا ااايق ،ص
.39
( -)3محمد سليمان حسين المحاسنة ،التصالح وأثره على الجريمة االقتصادية ،رسالة ماجستير في القانون ،الجامعة األردنية،
كلية الدراسات العليا ،2007 ،ص .72
- " Elle peut, en outre, S’éteindre par transaction lorsque la loi en dispose expressément …. ", 3 ème alinéa de
)(4
l’article 6, CPPF, Modifié par loi n° 99-515 du 23 juin 1999-art. 4, renforçant l’efficacité de la procédure pénale,
JORF n° 0144 du 24 juin 1999, p 9247.
)(5
- " …le maire peut, tant que l’action publique n’a pas été mise en mouvement, proposer au contrevenant une
transaction…", L’article 44-1, CPPF, Créé par loi n° 2006-396 du 31 mars 2006-art.51, pour l’égalité des chances
(1), JORF n° 79 du 2 avril 2006, p 4950.
)(6
- Loi n° 2006-436 du 14 avril 2006, relative aux parcs nationaux, aux parcs naturels marins et aux parcs naturels
régionaux (1), JORF n° 90 du 15 avril 2006, p 5682.
)(7
- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p 746.
189
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
فرنس ا ااا ،حيث كانت لإلدارات العامة س ا االطة المص ا ااالحة( ،)1وبلجيكا التي عرفت إجراء المص ا ااالحة منذ عام
1822في نظامي الجمارك واليريد سا اانة ،1879وكذلك قانون سا اانة ،1939وقانون سا اانة ،1949وقانون
سنة ،1957وتتعلق كل هذه القوانين بالجرائم االقتصادية( ،)2كما عر المةرع اإليطالي يدوره المصالحة
الجزائية ،حيث أجازت المادة 301من قانون الجمارك اإليطالي رقم 43الص ا ا ا ا ااادر بقرار رئيس الجمهورية
في 13جااانفي 1973إلدارة الجمااارك التصا ا ا ا ا ا ا االح في جرائم التهريااب الجمركي قياال وبعااد النطق بااالحكم
عقوبة الحبس إذا كانت المصالحة بعد الحكم النهائي(.)3 النهائي مع عدم جواز إيقا
ثانيا :المصالحة الجزائية ف النظام األنجلو سكسون
على تطور نظام المص ااالحة في المس ااائل الجزائية في التةا اريعات األنجلو س ااكس ااونية ،نخخذ للوقو
كمثال عنها القانون اإلنجليزي والقانون األمريكي باعتبارهما من أهم القوانين األنجلو سكسونية ،وذلك على
النحو ارتي ييانو:
-1المصالحة ف القانون اإلنجليزي
تةددا في قيول المصالحة في المسائل الجزائية( ،)4إذ ساد تعتير التةريعات األنجلوسكسونية األكثر ا
جامدا بالنسا اابة للجرائم الماسا ااة
ا الة ا اريعة العامة اإلنجليزية ميدأ تحريم المصا ااالحة الجزائية ،وظل هذا الميدأ
ر سنة 1576يدعى قانون إليزاييت رقم Elisabeth ( 18
بالمصلحة العامة( ،)5حيث صدر قانون في إنجلت ا
)Act 18المعدل س ا ا اانة 1816خاص يتحريم المص ا ا ااالحة في المس ا ا ااائل الجزائية يعاقب بمقتض ا ا اااه كل من
تص ا ااالح مع الجاني ،ومع ذلك اس ا ااتثنى المة ا اارع الجرائم الجمركية يوجو عام من هذا التحريم ،حيث صا ا ادر
أول قانون بةا ا ااخنها سا ا اانة 1799وأعيد إصا ا ااداره مرة أخرع سا ا اانة 1803وسا ا اانة ،1842وأدخلت عليو د
عدة
تعديزت حتى صاادر قانون 1918الذي نص على ساالطة مفوض الجمارك والضارائب على تسااوية الجرائم
المنصااوص عليها في هذا القانون بطريق المصااالحة مع مرتكييها ،وقد أقرت القوانين الزحقة هذه الس الطة
إذ نص ا ا اات المادة 327من قانون الجمارك الحالي على " :يجوز لمدير إدارة الجمارك التص ا ا ااالح مع جميع
مرتكيي الجرائم الجمركيااة وذلااك قياال رفع الاادعوع وأثناااء النظر فيهااا وقياال النطق بااالحكم ،وكااذلااك يجوز
الصا ا ا االح بعد صا ا ا اادور حكم نهائي بات في الدعوع الجمركية ،وفي هذه الحالة األخيرة ينصا ا ا اار أثره على
190
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1أحس اان يوس ااقيعة ،المص ااالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع الس ااايق ،ص ص
.31-30
( -)2طو أحمد عيد العليم ،الموسوعة الةاملة في ...الصلح الجنائي ،...المرجع السايق ،ص .80
( -)3طو أحمد عيد العليم ،المرةد في الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو وأحكام القضاء ،...المرجع السايق ،ص .80
( -)4إن مص ا ا ا ااطلح Diversion programsالتحول ،يقص ا ا ا ااد بو مجموعة واس ا ا ا ااعة من اليرامج لمعالجة المتهمين بغير الطريق
مختلفة من تخفيف العبء عن الجهاز القضااائي ،والمؤساسااة الجزائي يواسااطة النيابة العامة ،وهي مخصاصااة لتحقيق أهدا
العقايية ،وتخهيل المتهمين وعزجهم ،وقد ايتدعت هذا النظام بعض الواليات المتحدة األمريكية ،حيث يدأ تطييق هذا النظام
في واليتي نيويورك وواةا ا اانطن ،ثم تلتها الواليات األخرع بعدما أثيت نجاحو ،وهذه الحاالت ترجع للسا ا االطة التقديرية لزدعاء
العام ،وذلك بةا ا اارط موافقة المتهم ،حيث يلتزم هذا األخير بالخضا ا ااوع ليرامج تدرييية وتخهيلية تتفق وحاجتو للتدريب ،وقايليتو
للتخهيل أو العزج ،وذلك يإلحاقو يإحدع المؤسا ا ا اس ا ا ااات المتخصا ا ا اص ا ا ااة لذلك لمدة معينة تختلف بحس ا ا ااب نوعية التدريب ،أو
التخهيل ،أو إلزامو بعمل محدد ،أو التزام معين ،وبالتالي فإنها تقيد من حريتو أو بعض حقوقو إلى حين قيام المتهم بما التزم
بو ،فإذا أوفى بالتزاماتو تم حفظ الملف نهائيا ،واذا أخل يها تحال القض ا ا ااية للمحكمة ،يطيق على الجرائم متوس ا ا ااطة الخطورة
مثل السا ا ا ارقات البس ا ا اايطة ،والجرائم التي تقع في محيا األسا ا ا ارة ،والجرائم االقتص ا ا ااادية ،والتزوير والمخدرات ،يعاب على هذا
النظام تطلبو نفقات مالية كييرة تعجز عنها الدول النامية ،أحمد محمد يراك ،العقوبة الرض ا ا ا ا ااائية في الةا ا ا ا ا اريعة اإلس ا ا ا ا اازمية
واألنظمة الجنائية المعاصرة :دراسة مقارنة ،المرجع السايق ،ص ص .120-119
( -)5ليلى قايد،الصلح في جرائم االعتداء على األفراد:فلسفتو وصوره وتطييقو،...المرجع السايق،ص ص .41-40
191
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
كما يدل على أهمية إيجاد يدائل جديدة للدعوع العمومية على غرار المصالحة ،الوساطة ،التسوية.
ثالثا :المصالحة ف القانون المصري
اضحا في الموقف تردد المةرع المصري اا
كثير في قيول أو رفض فكرة المصالحة ،وييدو هذا التردد و ا
المتباين لهذا المةرع من هذا النوع من الصلح ،فتارة يتيناه ويعتيره أفضل وسائل تبسيا وتيسير اإلجراءات
والتخفيف من العاابء الثقياال الااذي تتحملااو المحاااكم ،وتااارة أخرع نجااده يلفظااو وينكر دوره ،ثم يعود ويااذكر
فض ا ا ا ا االو فيقرر األخذ بو( ،)1وهذا ما نزحظو من خزل التطور التاريخي للمص ا ا ا ا ااالحة في نطاق التةاا ا ا ا اريع
المصري والذي يمكن أن نقسمو إلى مرحلتين:
األول :مرحلة حظر التص ا ااالح في المس ا ااائل الجزائية حيث كانت القاعدة هي تحريم الص ا االح وعدم
جواز الدخول مع الجاني في أي مس اااومة بغرض إعفائو من المس ااؤولية الجزائية أو إفزتو من العقاب ،ولو
كان ذلك مقايل التزامو يإص اازئ الض اارر الناةا ا عن الجريمة ،سا اواء كان الطر ارخر هو المجني عليو
أم النيااابااة العااامااة ،هااذه األخيرة التي ال تملااك وفاق اا للقااانون التنااازل عن الاادعوع العموميااة أو التعهااد بعاادم
تحريكها ،أما الثانية :فهي مرحلة إجازة التص ا ا ااالح في المس ا ا ااائل الجزائية حيث أن ميدأ حظر التص ا ا ااالح لم
يظل على إطزقة ،إذ أجازت تةريعات كثيرة التصالح(.)2
ومع ذلك يعد التةا اريع المص ااري من أوائل التةا اريعات العربية التي أخذت ينظام الص االح في الجرائم
الجزائية يوجو عام والجرائم االقتصادية يوجو خاص(.)3
ومن أيرز مظاهر تردد المةرع المصري في األخذ ينظام الصلح يوجو عام والتصالح يوجو خاص،
خلو قانون تحقيق الجنايات الص ااادر س اانة 1883من أي نص يجيز الص االح في المواد الجزائية( ،)4إال أن
القوانين الزحقة لو قد تطرقت إلى ذلك ،ففي 10فيفري 1892عر التةاريع المصااري نظام الصاالح حين
ص ا اادر أمر عال يجيز انقض ا اااء الدعوع العمومية بالص ا االح في المخالفات بموجب المواد من المادة األولى
( -)1أمين مصا ا ااطفى محمد ،انقضا ا اااء الدعوع الجنائية بالصا ا االح :وفقا ألحكام القانون رقم 174لسا ا اانة 1998يتعديل بعض
أحكااام قااانون اإلجراءات الجنااائيااة وقااانون العقوبااات-د ارس ا ا ا ا ا ا ااة مقااارنااة ،-مكتبااة ومطبعااة اإلة ا ا ا ا ا ا اعاااع الفنيااة ،اإلسا ا ا ا ا ا ااكناادريااة،
مصر ،2002،ص .43
( -)2رامي متولي القاض ااي ،التص ااالح في قض ااايا المال العام في التةا اريع المص ااري ،مركز الد ارس ااات العربية للنة اار والتوزيع،
مصر ،2020 ،ص ص .46-45
( -)3مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .92
( -)4إيراهيم حامد طنطاوي ،الصا االح الجنائي :في نطاق المادتين 18مكر ار و 18مكر ار (أ) إجراءات جنائية-د ارسا ااة مقارنة،-
دار النهضة العربية ،القاهرة ،2000 ،ص .11
192
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
(-)1محمد الس ا ا ا ا اايد عرفة ،التحكيم والص ا ا ا ا االح وتطييقاتهما في المجال الجنائي ،االكاديميون للنة ا ا ا ا اار والتوزيع ،عمان-األردن،
،2014ص ،210ميزد بةير ميزد غويطة ،المرجع السايق ،ص .16
( -)2عيد اللطيف أيو دربالة عيد الفاضل األزرق ،المرجع السايق ،ص .10
( -)3مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم ،الصاالح والتصااالح في قانون اإلجراءات الجنائية :د ارسااة تحليلية مقارنة يين التة اريعين
المصري والفرنسي طباقا ألحدث التعديزت المدخلة بالقانون رقم ( )174سنة ،1998دار النهضة العربية ،القاهرة،2004 ،
ص ص .53-52
أن يعطي وص ا ا ازا بالميلغ ( -)4حيث كان النص السا ا ااايق-األمر العال الصا ا ااادر في 10فيفري -1892يوجب على الص ا ا ا ار
فور إلى النيابة العامة ،فخص ا اابح بعد التعديل الذي أورده األمر الثاني-األمر العال الص ا ااادر في 14أكتوبر -1892
ويرس ا االو اا
على الص ا ار أن يعطي وص ازا بالميلغ ويرساالو في ظر ةااهر على األكثر للنيابة العامة ،أنيس حساايب الساايد المحزوي،
الص ا ا االح وأثره في العقوبة والخص ا ا ااومة الجنائية :د ارس ا ا ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو اإلس ا ا اازمي ،دار الفكر الجامعي،
المرجع السايق ،ص .23
( -)5أمين مصا ا ااطفى محمد ،انقضا ا اااء الدعوع الجنائية بالصا ا االح :وفقا ألحكام القانون رقم 174لسا ا اانة 1998يتعديل بعض
أحكام قانون اإلجراءات الجنائية ،...المرجع السايق ،ص .44
( -)6مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم ،نفس المرجع ،ص .54
193
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
معاقبا عيلها بالغرامة فقا أو مع الحبس إذا كان ا لسنة 1950على نظام المصالحة في المخالفات إذا كان
جوازايا ،إال أن هاتين المادتين قد ألغيتا ،وألغى معهما نظام التص ا ا ا ااالح بمقتض ا ا ا ااى القانون رقم 252لس ا ا ا اانة
،1953وحل محلو نظام األمر الجزائي بةروط معينة(.)1
ونظر لما كةا اافت عنو السا اانوات التالية إللغاء نظام المصا ااالحة من زيادة ضا ااخمة ومطردة في أعداد
اا
القضاايا الجزائية إلى الحد الذي أرهق القاضاي والمتقاضاي( ،)2عاد المةارع المصاري لألخذ ينظام التصاالح
المادتين 18مكر ار في جرائم المخالفات وبعض الجنح التي حددها على س ا ا ااييل الحص ا ا اار()3حيث أض ا ا ااا
و 18مكر ار (أ) لقانون اإلجراءات الجنائية بمقتضا ا ا ا ا ا ااى القانون رقم 174لسا ا ا ا ا ا اانة ،1998ثم عدل هاتين
توسعا في تطييق نظامي الصلح والتصالح -بموجب القانون رقم 145لسنة ،2006والذي عدل المادتين -ا
مكرر،
اا المادة 18مكر ار (أ) ثم بعد ذلك بموجب القانون رقم 74لسا ا ا ا ا ا اانة ،2007والذي عدل المادة 18
مكرر (ب) والتي تجيز المص ااالحة في جرائم العدوان على المال العام بمقتض ااى
اا أخير أض اايفت المادة 18
و اا
القانون رقم 16لسنة .2015
كما عر المة ا اارع المص ا ااري نظام التص ا ااالح(المص ا ااالحة)في بعض القوانين الخاص ا ااة(الس ا اايما ذات
الصا ا ا ا ا ا اابغة المالية منها)على أسا ا ا ا ا ا اااس أنو ال يهم المجتمع أن ينزل بمرتكب الجريمة من األلم المتمثل في
العقوبة بقدر ما يهمو تحقيق نفع المجتمع من مراعاة مصالحو المالية( ،)4ومن أهم هذه القوانين:
-قانون الجمارك :حيث نصت المادة الرابعة ( )4من القانون رقم 623لسنة 1955بةخن التهريب
الجمركي-الملغي -على المصاالحة ،كما نصات عليها المادة 124من القانون رقم 66لسانة 1963بةاخن
الجمارك المعدل بالقانون رقم 88لسا ا ا ا اانة 1976ثم بالقانون رقم 75لسا ا ا ا اانة )5(1980والقوانين :رقم 158
لس اانة 161 ،1998لس اانة 175 ،1998لس اانة 160 ،1998لس اانة 13 ،2000لس اانة 14 ،2001لس اانة
( -)1محمد سليمان حسين المحاسنة ،التصالح وأثره على الجريمة االقتصادية ،رسالة ماجستير ،المرجع السايق ،ص .73
-منصور عيد السزم عيد الحميد حسان العجيل ،العدالة الرضائية في اإلجراءات الجنائية :دراسة مقارنة ،رسالة دكتوراه في
الحقوق ،جامعة القاهرة ،كلية الحقوق ،قسم القانون الجنائي ،2016 ،ص ص .54-53
( -)2فايز الس اايد اللمس اااوع ،أة اار فايز اللمس اااوع ،الص االح الجنائي في الجنح والمخالفات وقانون التجارة والجرائم الضا ارييية
والجمركية :الجنح والمخالفات وفاقا ألحدث تعديزت قانون اإلجراءات الجنائية والقوانين 74لسا ا ا ا ا ا اانة 145 ،2007لسا ا ا ا ا ا اانة
-2006وفي جرائم التهرب الض ا ا ارييي في السا ا االع المسا ا ااتوردة والض ا ا اريبة على المييعات-وفي جرائم التهرب الجمركي ،المركز
القومي لإلصدارات القانونية ،عايدين ،القاهرة ،مصر ،2009 ،ص .14
( -)3رامي متولي القاضي ،التصالح في قضايا المال العام ،المرجع السايق ،ص .47
( -)4طو أحمد عيد العليم ،الموسوعة الةاملة في ...الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو وأحكام القضاء ،...المرجع السايق،
ص .87
( -)5أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .31
194
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
95 ،2004لساانة ،)1(2005على أنو إلدارة الجمارك أن تجري مص االحة أثناء نظر الدعوع أو بعد الحكم
فيها ،ويترتب عليها انقض اااء الدعوع العمومية ،أو وقف تنفيذ العقوبة الجزائية إذا تم التص ااالح أثناء تنفيذها
ولو كان الحكم باتاا(.)2
كما عر القانون رقم 92لس ا اانة 1964الخاص يتهريب التبغ نظام المص ا ااالحة ينص المادة الرابعة
منو( ،)3حيث أجازت التصا ا ا ا ا ا ااالح في جميع األحوال مقايل تحصا ا ا ا ا ا اايل ما ال يقل عن نصا ا ا ا ا ا ااف التعويض
المنصا ااوص عليو في هذا القانون ،ويترتب على التصا ااالح انقضا اااء الدعوع العمومية أو وقف تنفيذ العقوبة
الجزائية مع جميع ارثار المترتبة على الحكم حسا ااب األحوال( ،)4باإلضا ااافة إلى المادة 10من القانون رقم
والمعدل بالقانون رقم 95لساانة 1963والملغي ينص المادة 19من ()5
9لساانة 1959في ةااخن االسااتيراد
قانون رقم 118لسنة 1975في ةخن االستيراد والتصدير(.)6
-الجرائم الضريبية :بخنواعها الثزث وهي:
الضريبة عل الدخل :يوجد نوعان من التصالح بالنسبة للضرائب على الدخل :التصالح على رقم
األعمال الذي تقدر على أسا اااسا ااو الض ا اريبة ،وتحكم هذا التصا ااالح المادة 55من القانون رقم ،1978-46
والتصا ا ا ا ا ا ااالح على ذات الجريمة والذي بو تنقضا ا ا ا ا ا ااي الدعوع العمومية أو يوقف تنفيذ عقوبتها ويحكم هذا
التصالح المادة 2-191من القانون رقم 157لسنة .)7(1981
ضريبة الدمغة :امتد التصااالح ليةاامل جرائم ضاريبة الدمغة ،ينص القانون رقم 111لساانة 1980
بةااخن رساام الدمغة ،والمعدل بالقوانين 224لساانة 156 ،1989لساانة 143 ،2004لساانة ،)8(2006على
أنو ال تقام الدعوع العمومية إال بموافقة مص ا االحة الضا ا ارائب ،ويجوز لهذه األخيرة التص ا ااالح مع المخالفين،
وذلك إذا قام المخالف بخداء رس ا ااوم الدمغة المس ا ااتحقة مع تعويض ،وتنقض ا ااي الدعوع العمومية يإتمام هذه
( -)1و ازرة المالية المصرية ،مصلحة الجمارك ،قانون الجمارك وتعديزتو ،على الموقع،https://bit.ly/32LUida :
تاريخ االطزع 23جويلية 2020على الساعة.19 :22 :
( -)2محمد السيد عرفة ،المرجع السايق ،ص .217
( -)3أنيس حس اايب الس اايد المحزوي ،الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية :د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو
اإلسزمي ،مكتبة الوفاء القانونية ،المرجع السايق ،ص .39
( -)4المادة 4من قانون رقم 92لسنة ،1964مؤرخ في 23مارس ،1964بةخن تهريب التبغ ،على الموقع:
https://bit.ly/36qW3Ntvisité le 23 juillet 2020, à: 22: 45
( -)5أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .31
( -)6قانون رقم 118لسنة ،1975مؤرخ في 25سيتمير ،1975بةخن االستيراد والتصدير ،ج ر م -عدد ،39الصادرة في
25سيتمير .1975
( -)7أحسن يوسقيعة ،نفس المرجع ،ص .33
( -)8طو أحمد عيد العليم ،الموس ااوعة الة اااملة في الص االح الجنائي في ض ااوء اراء الفقو وأحكام القض اااء ،...المرجع الس ااايق،
ص.88
195
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
اإلجراءات(.)1
الضييييريبة عل االسييييتهالك :أجازت المادة 56من القانون رقم 133لس ا اانة 1981التص ا ااالح في
جرائم التهرب من الض ا اريبة على االسا ااتهزك( ،)2الذي ألغي وحل محلو قانون الض ا اريبة على المييعات رقم
11لس ا ا اانة ،1991والذي أجاز يدوره التص ا ا ااالح في المخالفات المنص ا ا ااوص عليها في المادة 41من ذات
القانون ،مقايل أداء الضاريبة ،والضاريبة اإلضااافية في حالة اسااتحقاقها وتعويض في حدود الغرامة المحددة
ينص المادة 41الس ااايق اإلة ااارة إليها ،ويترتب على التص ااالح انقض اااء الدعوع العمومية ووقف الس ااير في
إجراءات التقاضي( ،)3المعدل يدوره بالقانون رقم 2لسنة .)4(1997
وبذلك يكون المةرع المصري قد أجاز المصالحة في معظم الجرائم الضرييية ،وأعطى اإلدارة الحرية
في التفاهم مع المخالفين للقانون الضرييي(.)5
-جرائم الصرف :أجازت المادة 37من القانون رقم 1980-111التصالح في إطار قانون التعامل
بالنقد األجنيي رقم 1976-97المعدل بالقانون رقم 67لسا ا ا ا ا ا اانة ،1980ورتب عليو انقض ا ا ا ا ا ا اااء الدعوع
العمومية ولكن المةا ا ا اارع علق هذا األثر على ضا ا ا اارورة موافقة المخالف على المصا ا ا ااالحة ودفعو التعويض
المحدد في المادة 14من هذا القانون(.)6
-مخالفات المرور :عر التةاريع المصاري نظام المصاالحة في قوانين المرور المتعاقبة ،من ذلك
القانون رقم 449لساانة ،1952والقانون رقم 66لساانة ،1973والقانون رقم 55لساانة ،1999حيث يينت
المادتان 374و 375من هذا القانون حاالت المصالحة في مخالفات المرور( ،)7هذه المخالفات المصطلح
على تسااميتها بالمخالفات المصااطنعة ،وهي مخالفات ال تفصااح عن روئ إجرامية لدع المخالف ،وانما هي
مخالفات تصنعها الدولة ،ويخلقها القانون من العدم(.)8
-عزوة على ذلك أجاز المة ا ا ا اارع المص ا ا ا ااري بموجب الفقرة الثالثة من المادة 9من القانون رقم 38
196
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
لس ا ا اانة 1967بة ا ا ااخن النظافة العامة ،المعدلة بالقانون رقم 10لس ا ا اانة ،)1(2005والقانون رقم 106لس ا ا اانة
للوحدة المحلية المختص ا ا ا ا ا ااة التص ا ا ا ا ا ااالح مع مرتكب الجريمة ()3
،)2(2012والقانون رقم 47لس ا ا ا ا ا اانة 2014
المنصوص عليها في ذات المادة مقايل أداء ميلغ معين خزل مدة محددة ،تنقضي على إثر هذا التصالح
الدعوع العمومية.
ومن العرض الس ا ااايق يتض ا ااح أن المة ا اارع المص ا ااري وبعد أخذ ورد اس ا ااتقر على إجازة نظام الص ا االح
بص اافة عامة والمص ااالحة الجزائية(التص ااالح) بص اافة خاص ااة ،كيديل عن الدعوع العمومية ،يل وتوس ااع في
اعمال هذا النظام ليغطي نطاق واسع من الجرائم السيما االقتصادية والمالية منها.
رابعا :تطور المصالحة الجزائية ف التشريع الجزائري
موقف المةاارع الجزائري ال يختلف عن موقف كل من المةاارع الفرنسااي ونظيره المصااري ،من حيث
أنو يتسااام بالتردد وعدم الثبات في األخذ ينظام المصا ااالحة الجزائية ،فتارة نجده يجيزها وتارة أخرع يحرمها،
ثم يتراجع ويقرر األخذ يها ،وهو ما سنزحظو فيما يلي:
فبعد اسا ا ااترجاع الجزائر لسا ا اايادتها الوطنية سا ا اانة 1962وجدت الدولة الجزائرية نفسا ا ااها أمام خيارين
اائدا إبان االحتزل مدة
أحدهما أةا ا ااد من ارخر ،فإما أن تسا ا ااتمر بالعمل بالتة ا ا اريع الفرنسا ا ااي الذي كان سا ا ا ا
محددة ،أو أن تستغني عن العمل يهذا التةريع وتدخل في فراغ تةريعي يمس جميع المجاالت(.)4
والمةا اارع الجزائري حسا اام األمر يتينيو الخيار األول ،وذلك يتمديد العمل بالقوانين الفرنسا ااية السا ااارية
المفعول ماعدا ما يتعارض منها مع الس ا ا اايادة الوطنية إلى غاية وض ا ا ااع تةا ا ا اريع جديد ،طبقا ألحكام المادة
األولى من القانون رقم 175-62المؤرخ في 31ديسمير ،)5(1962وبهذا أصبح التةريع الجزائي الفرنسي
سااري المفعول في الجزائر ،وهو التةاريع الذي أجاز المصاالحة الجزائية-كما سايق ييانو -في مواد عديدة،
كالجمارك والضرائب واألسعار والغابات والصيد والقنص واليريد والمواصزت عزوة على المرور ومخالفات
( -)1قانون رقم 10لسنة ،2005مؤرخ في 30مارس ،2005يتضمن تعديل بعض أحكام القانون رقم 38لسنة 1967في
ةخن النظافة العامة ،ج ر م عدد ( 13تابع) ،صادرة في 31مارس .2005
( -)2قانون رقم 106لس اانة ،2012مؤرخ في 6ديس اامير ،2012يتض اامن تعديل بعض أحكام القانون رقم 38لس اانة 1967
في ةخن النظافة العامة ،ج ر م عدد ( 49تابع أ) ،السنة ،55صادر في 6ديسمير .2012
( -)3قانون رقم 47لسا اانة ،2014مؤرخ في 5جوان ،2014يتضا اامن تعديل بعض أحكام القانون رقم 38لسا اانة 1967في
ةخن النظافة العامة المعدل بالقانون رقم 106لسنة ،2012ج ر م عدد ( 23تابع) ،السنة ،57صادر في 5جوان .2014
( -)4طزل جديدي ،اإلجراءات الموجزة إلنهاء الدعوع العمومية في التةا ا ا ا ا اريع الجزائري ،أطروحة دكتوراه العلوم في الحقوق،
ةعبة القانون العام ،جامعة العربي التبسي-تبسة-الجزائر ،-كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق ،2017-2016 ،ص
ص .198-197
)(5
- La législation en vigueur au 31 décembre 1962 est reconduite jusqu’ à nouvel ordre, sauf dans ses disposition
contraire à la souveraineté nationale" ,article 1 er de loi n° 62-157 du 31 décembre 1962, tendant à la reconduction,
jusqu’ à nouvel ordre, de la législation en vigueur au 31 décembre 1962, JORA N° 2-2 e année-, , du 11 janvier
1963, p 18.
197
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الطرق ،وبصاادور قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري في 8جوان 1966أجاز المصااالحة الجزائية كساايب
من أسباب انقضاء الدعوع العمومية في المادة 6منو( ،)1مما أضفى ةرعية إضافية على نظام المصالحة
الجزائية في التةريع الجزائري(.)2
ثم تغيرت سياسة المةرع الجزائري وأصبح ينكر المصالحة في المواد الجزائية( ،)3وذلك يتعديل نص
المادة 6من األمر رقم 155-66المتض ا ا ا ا اامن قانون اإلجراءات الجزائية التي كانت تجيزها ،وذلك بموجب
المااادة األولى من األمر رقم 46-75المؤرخ في 17جوان ،1975واثر هااذا التعاادياال أصا ا ا ا ا ا اابح قااانون
اإلجراءات الجزائية الجزائري ينص صا اراحة على تحريم المص ااالحة( ،)4واس ااتمر التحريم إلى غاية 4مارس
،1986حيث تزامنت هذه الفترة مع التوجو اال ةتراكي للجزائر ،ففي هذه المرحلة صدر دستور 22نوفمير
1976الذي جاء تتوي اجا لزختيارات االةا ا ا ااتراكية ،وفي ظل هذا التوجو ينظر للمصا ا ا ااالحة وكخنها تحا من
هيبة الدولة إذ ال يعقل أن تتنازل الدولة وتتسا ا اااوم مع المجرم بةا ا ااخن جرائم ارتكيها خاصا ا ااة إذا كانت تمس
باالقتصاد الوطني(.)5
وما يؤكد هذا التوجو للمة ا اارع الجزائري خزل هذه الفترة أن التةا ا اريعات االقتص ا ااادية في الجزائر في
تلك المرحلة ،كما هو الحال في المجال الجمركي والمص ا ا ا ا ا ا ارفي ،وفي مجال المخالفات التنظيمية ،جاءت
تماما(.)6
خالية من المصالحة الجزائية ا
إال أن المة اارع الجزائري لم يس ااتمر طويزا على موقفو الرافض للمص ااالحة الجزائية ،حيث أنو يتاريخ
4مارس 1986أص ا ا ا ا ا ا اادر القانون رقم 05-86المعدل والمتمم لقانون اإلجراءات الجزائية ،والذي عد لت
بموجب المادة األولى منو المادة الساا ااادسا ا ااة( )6التي كانت تحرم بص ا ا اريح العبارة المصا ا ااالحة في المساا ااائل
الجزائية ،وبمقتض ا ا ااى هذا التعديل أص ا ا اابحت المص ا ا ااالحة جائزة في قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري إلى
( " -)1كما يجوز أن تنقضااي الدعوع العمومية فضازا عن ذلك بالصاالح إذا كان القانون يجيزه ينص صاريح "...الفقرة األخيرة
من المادة 6من أمر رقم ،155-66المرجع السايق ،ص .622
( -)2أحس اان يوس ااقيعة ،المص ااالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع الس ااايق ،ص ص
.37-36
( -)3عيد الرحمان خلفي ،اإلجراءات الجزائية في التةريع الجزائري والمقارن ،ط ، 4المرجع السايق ،ص .246
( " -)4غير أنو ال يجوز بخي وجو من الوجوه أن تنقضااي الدعوع بالمصااالحة " ،المادة األولى من أمر رقم 46-75مؤرخ في
17جوان ،1975المعدلة والمتممة للفقرة 3من المادة 6من األمر رقم 155-66المؤرخ في 8جوان 1966والمتضا ا ا ا ا ا اامن
قانون اإلجراءات الجزائية ،ج ر ج ،العدد -53السنة ،-12صادرة في 4جويلية ،1975ص .745
( -)5أحمد ييطام " ،دور وكيل الجمهورية في المصا ااالحة والوسا اااطة الجنائية في التة ا اريع الجزائري" ،مجلة الباحث للد ارسا ااات
األكاديمية ،المجلد ،4العدد ،2017 ،2ص .715
( -)6طزل جديدي ،المرجع السايق ،ص .199
198
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
يومنا هذا ،كما يتجلى ذلك من نص المادة 6في صا ا ا ا ا ا اايغتها الجديدة( ،)1التي نصا ا ا ا ا ا اات في فقرتها األخيرة
على ":كما يجوز أن تنقضي الدعوع العمومية بالمصالحة إذا كان القانون يجيزها صراحة "(.)2
أما بالنسبة للتةريعات االقتصادية ،فمرت هي األخرع ينفس المراحل التي مر يها قانون اإلجراءات
الجزائية الجزائري ،فبالنساابة للجرائم الجمركية وبمقتضااى تمديد العمل بالتة اريع الفرنسااي ماعدا ما يتعارض
منو مع الس ا ا ا اايادة الوطنية ،والذي كان يجيز المص ا ا ا ااالحة الجمركية ،فإنو اس ا ا ا ااتمر جواز إجراء المص ا ا ا ااالحة
الجمركية منذ االساااتقزل إلى غاية صااادور األمر رقم 07-79يتاريخ 21جويلية 1979المتضا اامن قانون
نظاما
التي كانت في يدايتها ا
()4
الجمارك( ،)3أين اسا ا ااتيدل المةا ا اارع الجزائري المصا ا ااالحة بالتسا ا ااوية اإلدارية
يجيا نحو مفهوم المصالحة ،فعند صدور قانون الجمارك كانت التسوية اإلدارية مميز وتطورت فيما بعد تدر ا اا
اء إداراي اا حقيقاي اا إذ كااان القااانون يةا ا ا ا ا ا ااترط لقيااامهااا أن ياادفع المتهم تمااام العقوبااات الماااليااة والتكاااليف
جز ا
وااللتزامات الجمركية أو غيرها المرتبطة بالمخالفة ،وكانت التس ااوية اإلدارية مقص ااورة على مرتكب الجريمة
ألن القانون ()5
دون سا اواه وهي جائزة حتى بعد ص اادور حكم نهائي وينحص اار دورها في الدعوع المالية فقا
رقم 79-07صا ا ا ا ا ا اادر في ظل المادة 6من ق.إ.ج.ج التي كانت تحول دون انقضا ا ا ا ا ا اااء الدعوع العمومية
بالمصالحة(.)6
ولقد يدأ مفهوم التسوية اإلدارية يتطور في اتجاه المصالحة الجمركية منذ صدور قانون المالية لسنة
،)7(1983حيث لم يعد المة اارع ية ااترط لقيام التس ااوية اإلدارية أن يدفع المخالف تمام العقوبات المالية مما
يوحي يإمكانية التخفيض منها ،كما أنو وس ا ا ا ااع من مجالها لتة ا ا ا اامل أي ة ا ا ا ااخص مزحق من أجل ارتكاب
جريمة جمركية ،باإلضافة إلى ذلك مدد المةرع من جهة فترة تطييق التسوية اإلدارية بحيث لم تعد تقتصر
على مرحلة اإلحالة على القضا اااء يل أصا اابحت تمتد لتةا اامل مرحلة ما قيل إخطار النيابة العامة ،وحص ا ار
( -)1أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .41
( -)2المادة األولى من قانون رقم ،05-86مؤرخ في 4مارس سا ا ا ا ا ا اانة 1986المعدلة والمتممة للمادة 6من األمر رقم -66
155المؤرخ في 8جوان 1966والمتضاامن قانون اإلجراءات الجزائية ،ج ر ج العدد -10الساانة ،-23صااادرة في 5مارس
سنة ،1986ص .347
( -)3المادة 265من قانون رقم ،07-79مؤرخ في 21جويلية 1979يتضا ا ا ا اامن قانون الجمارك ،ج ر ج العدد -30السا ا ا ا اانة
،-16الصادرة في 24جويلية ،1979ص .717
( -)4طزل جديدي ،المرجع السايق ،ص .200
( -)5أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .38
( -)6رحماني حسيبة " ،الوجو الخصوصي للمصالحة الجمركية من حيث نطاقها في القانون الجزائري" ،مجلة الحقوق والعلوم
اإلنسانية ،المجلد ،11العدد ،2018 ،2ص .196
( -)7قانون ،14-82مؤرخ في 30ديساامير ساانة ،1982يتضاامن قانون المالية لساانة ،1983ج ر ج العدد -57الساانة -19
صادرة في 30ديسمير .1982
199
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
من جهة أخرع مجال تطييقها في مرحلة ما قيل صدور الحكم النهائي(.)1
واسا ا ا ا ا ا ااتمر العمل بعدم جواز المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية كنظام قائم يذاتو في المجال الجمركي إلى غاية
صا اادور القانون رقم 25-91المؤرخ في 18ديسا اامير 1991والمتضا اامن قانون المالية لسا اانة 1992والذي
نص في المادة 136منو على اسااتيدال عبارة " التسااوية اإلدارية " المنصااوص عليها في القانون رقم -79
07المؤرخ في 21جويلية 1979والمتضا ا ا ا ا ا اامن قانون الجمارك بعبارة " المص ا ا ا ا ا ا ااالحة "( ،)2وبذلك حلت
المصالحة الجمركية محل التسوية اإلدارية في المادة 265من قانون الجمارك(.)3
واسااتمر العمل ينظام المصااالحة في المجال الجمركي منذ ذلك التاريخ إلى يومنا هذا ،ماعدا الجرائم
الجمركية التي اسا ا ا ا ا ا ااتثنيت ينص خاص كجريمة التهريب ،حيث قرر القانون 06-05المتعلق بالوقاية من
التهريب ومكافحتو صراحة عدم جواز المصالحة في جرائم التهريب(.)4
وخزل مرحلة تحريم المصا ا ا ا ا ااالحة في المسا ا ا ا ا ااائل الجزائية الممتدة من 17جوان 1975إلى غاية 4
مارس ،1986صاادر قانون يتعلق باألسااعار وقمع المخالفات الخاصااة يتنظيم األسااعار بموجب األمر رقم
37-74المؤرخ في 29أفريل ،)5(1975وفي ظل تحريم المصا ا ا ا ا ا ااالحة في المسا ا ا ا ا ا ااائل الجزائية خزل هذه
الفترة ،عمد المةا اارع الجزائري إلى البحث عن أسا اااليب يديلة تكفل تسا ااوية إدارية للجرائم المرتكبة في مجال
األس ا ا ا ااعار فلجخ إلى نظام غرامة الص ا ا ا االح وهو مص ا ا ا ااطلح مس ا ا ا ااتعار من قانون اإلجراءات الجزائية بة ا ا ا ااخن
متفاديا يذلك استعمال مصطلح " المصالحة " التي كانت تحت طائلة الحظر وان كان
ا المخالفات البسيطة،
احدا حتى ولو اختلفت التسمية ،عمزا بخحكام المادتين 38و 39من األمر المذكور أعزه(.)6
الهد و ا
ثم ألغي األمر رقم 37 –74بموجااب القااانون رقم 12-89المؤرخ في 5جويليااة 1989والمتعلق
،ثم أجاز المةاارع المصااالحة في جرائم المنافسااة واألسااعار( ،)8وذلك ()7
باألسااعار ،بموجب المادة 77منو
200
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
بموجب األمر رقم 06-95المؤرخ في 25جانفي 1995المتعلق بالمنافسا ا ا ا ا ا ااة( –)1الذي ألغى القانون رقم
12-89المؤرخ في 5جويلية 1989والمتعلق باألسعار ،-السيما المادة 91منو ،وتمسك يها في القانون
رقم 02-04المؤرخ في 23جوان 2004المتض ا اامن تحديد القواعد المطبقة على الممارس ا ااات التجارية في
المادة 60منو( ،)2والذي ألغى يدوره األمر رقم 06-95المذكور أعزه.
كما أجاز المةاارع الجزائري المصااالحة في مجال الصاار ،بموجب األمر رقم 107-69المؤرخ في
31ديساامير 1969المتضاامن قانون المالية لساانة )3(1970الساايما في المادة 53منو ،التي أجازت لوزير
المالية أو ممثلو أن يتصا ااالح مع مرتكب المخالفة وأن يحدد ينفسا ااو ةا ااروط هذا الصا االح ،مع إمكانية إجراء
الصاالح قيل الحكم النهائي أو بعده ،وفي الحالة األخيرة تبقى العقوبات الجساادية سااارية المفعول( ،)4وخزل
فعليا يإلغاء قانون
مرحلة منع إجراء المصااالحة مس هذا الحظر أيضااا مجال جرائم الصاار ،وتجسااد ذلك ا
المالية لسا ا اانة ،1970وتم إدماج مخالفة التنظيم النقدي ضا ا اامن أحكام قانون العقوبات في المواد من 424
إلى ،)5(426بموجااب األمر رقم 47-75المؤرخ في 17جوان ،)6(1975إال أن المةا ا ا ا ا ا اارع لجااخ في هااذا
األمر بةااخن مخالفة التنظيم النقدي إلى مص اطلح " الغرامة " للتعيير عن المصااالحة ،ورتب على دفع ميلغ
الغرامة في األجل المحدد لو انقض اااء الدعوع العمومية ،وهذا ما يس ااتة ااف من ص ااياغة الفقرة 3من المادة
425رغم عدم اإلةارة إلى ذلك بصريح العبارة(.)7
وفي مرحلة إعادة إجازة المصالحة الجزائية ،صدر قانون المالية لسنة ،)8( 1987والذي أجاز ينص
المادة 103منو لوزير المالية إجراء مصا ا ا ا ا ا ااالحة جزائية مع مرتكيي جرائم الصا ا ا ا ا ا اار عندما تتعلق بالنقود
باالعملاة األجنيياة القاايلاة للتحويال( ،)9تلى ذلاك ص ا ا ا ا ا ا اادور األمر رقم 22-96المؤرخ في 9جويلياة 1996
( -)1األمر رقم ،06-95مؤرخ في 25جانفي س اانة ،1995يتعلق بالمنافس ااة ،ج ر ج العدد-9الس اانة ،-32الص ااادرة في 22
فيفري ،1995ص ص .26-13
( -)2قانون رقم ،02-04مؤرخ في 23جوان سا ا ا اانة ،2004يحدد القواعد المطبقة على الممارسا ا ا ااات التجارية ،ج ر ج العدد
-41السنة-41الصادرة في 27جوان ،2004ص ص .11-3
( -)3أمر رقم ،107-69مؤرخ في 31ديس اامير ،1969يتض اامن قانون المالية لس اانة ،1970ج ر ج العدد -110الس اانة ،-6
صادرة في 31ديسمير ،1969ص ص .1816-1802
( -)4المادة 53من أمر رقم ،107-69نفس المرجع ،ص .1806
( -)5جيزلي عيد الحق ،المرجع السايق ،ص .76
( -)6أمر رقم ،47-75مؤرخ في 17جوان ،1975يتضا ا ا ا ا ا اامن تعا ااديا اال االمر رقم 156-66المؤرخ في 8جوان 1966
والمتضمن قانون العقوبات ،ج ر ج العدد -53السنة ،-12صادرة في 4جويلية ،1975ص ص .760-751
( -)7أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .40
( -)8قانون رقم ،15-86مؤرخ في 29ديس اامير س اانة ،1986يتض اامن قانون المالية لس اانة ،1987ج ر ج العدد -55الس اانة
،-23صادرة في 30ديسمير ،1986ص ص .2331-2296
( -)9جيزلي عيد الحق ،نفس المرجع ،ص .77
201
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
المتعلق بقمع مخالفة التةريع والتنظيم الخاصين بالصر وحركة رؤوس األموال من والى الخارج( ،)1الذي
أجاز يدوره المصااالحة في جرائم الصاار بمختلف صااورها في المادة 9منو ،ثم عدل باألمر رقم 01-03
الم اؤرخ في 19فيف ا اري ،)2( 2003المعدل يا ادوره باألم ا ار رقم 03-10الم ا اؤرخ في 26أوت لسن ا اة 2010
( ،)3الذي استثنى العائد من إجراء المصالحة(.)4
ونةا ااير أنو إلى جانب مصا اار والجزائر أجازت أغلب التة ا اريعات العربية إجراء المصا ااالحة الجزائية،
منها التة ااريع المغربي الذي ترجع إجازتو للمص ااالحة في الجرائم الجمركية والضا ارييية إلى الظهير الةا اريف
المؤرخ في 26ديساامير 1918الملغى بالقانون الصااادر في 13أكتوبر ،1977المتضاامن قانون الجمارك
والضارائب غير المباةارة ينص المادة ،273وفي تونس تجيز المادة 220من قانون الجمارك الصااادر في
29ديسا اامير 1955إلدارة الجمارك التصا ااالح في الجرائم الجمركية س ا اواء قيل الحكم النهائي أو بعده ،كما
يجيز المة ا اارع التونس ا ااي المص ا ااالحة في :جرائم الص ا اار بموجب قانون 21جانفي ،1976وقانون حماية
الييئة المؤرخ في 2أوت ،1988وقانون المنافسا ا ا ا ااة واألسا ا ا ا ااعار الصا ا ا ا ااادر في 29جويلية ،1991وقانون
ضاا في سااوريا حيث أجازه
حماية المسااتهلك الصااادر في 7ديساامير ،1992واجراء المصااالحة معمول بو أي ا
قانون الجمارك الس ااوري ينص المادة 203منو ،كما أخذ المةا ارع الليناني يهذا النظام في الجرائم الجمركية
ينص المادة 352لس ا ا ا اانة ،)5(1954أما المة ا ا ا اارع األردني فخخذ ينظام المص ا ا ا ااالحة الجزائية في العديد من
التة ا ا ا ا ا ا اريعات الناظمة لألنةا ا ا ا ا ا ااطة االقتص ا ا ا ا ا ا ااادية المختلفة ،إذ تجيزه المادة 9و بو أ من قانون الجرائم
ضا اا في قانون الجمارك رقم 20لس اانة 1998المعدل بالقانون رقم 27 االقتص ااادية ،كما أخذ يهذا النظام أي ا
لس ا ا اانة 2000ينص المادة 212و أ منو ،كما نص ا ا اات على نفس النظام المادة 33و د من قانون الضا ا ا اريبة
العامة على المييعات رقم 6لسا ا ا ا اانة 1994وتعديزتو ،والمادة 39مكر ار أوال الفقرة (ج) من قانون رقم 78
( -)1أمر رقم ،22-96مؤرخ في 9جويلية ،1996يتعلق بقمع مخالفة التةا اريع والتنظيم الخاص ااين بالصااار وحركة رؤوس
األموال من والى الخارج ،ج ر ج العدد -43السنة ،-33صادرة في 10جويلية ،1996ص ص .13-10
( -)2أمر رقم ،01-03مؤرخ في 19فيفري ،2003يعاادل ويتمم األمر رقم 22-96المؤرخ في 9جويليااة 1996والمتعلق
بقمع مخالفة التةا اريع والتنظيم الخاص ااين بالص اار وحركة رؤوس األموال من والى الخارج ،ج ر ج العدد -12الس اانة ،-40
صادرة في 23فيفري ،2003ص ص .20-17
( -)3أمر رقم ،03-10مؤرخ في 26أوت ،2010يع اادل ويتمم األمر رقم 22-96المؤرخ في 9جويليااة 1996والمتعلق
بقمع مخالفة التة ا اريع والتنظيم الخاصا ااين بالصا اار وحركة رؤوس األموال من والى الخارج ،ج ر ج العدد -50السا اانة،-47
صادرة في األول سيتمير سنة ،2010ص ص .10-9
( -)4محادي الطاهر ،إجراءات المتابعة والمصا ا ا ااالحة في جرائم الصا ا ا اار في التة ا ا ا اريع الجزائري ،مجلة المفكر ،المجلد ،10
العدد ،2015 ،12ص .515
(-)5أحسن يوسقيعة،مصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص،مرجع السايق،ص33وما بعدها
202
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
لس اانة 2001التي أجازت المص ااالحة في جرائم التهرب من الضا اريبة( ،)1كما عر التةا اريع الكويتي نظام
المص ا ا ا ا ااالحة الجزائية في نطاق بعض الجرائم االقتص ا ا ا ا ااادية كقانون الجمارك ينص المادة 22منو ،وجرائم
المرور بموجب المادة 41من المرس ا ااوم رقم 27لس ا اانة ،1976كما عر هذا النظام في التةاا اريع العراقي
يدوره ،حيث أجازت المادة 242من قانون الجمارك لمدير الجمارك أو من ينيبو إجراء مص ااالحة في جرائم
التهريب الجمركي سواء قيل إقامة الدعوع أو خزل نظرها أو بعد صدور حكم وقيل أن يصبح ا
نهائيا ،كما
وجد إجراء المصالحة الجزائية صداه في السودان ،بموجب المادة 313من قانون الجمارك(.)2
من خزل التطور التاريخي للمصالحة الجزائية في التةريعات الثزث الجزائري ،الفرنسي ،المصري،
يزحظ أن المةرع الجزائري لم يتوسع في مجال المصالحة الجزائية في القوانين ذات الصبغة المالية والتي
تتعلق باقتصاد الدولة على غرار المةرعين الفرنسي والمصري ،السيما المةرع الفرنسي الذي أصدر عدة
قوانين في مجال المنازعات االقتصااادية والمالية متخ اذا المصااالحة الجزائية كوساايلة أساااسااية لحل المنازعات
في هذه المجاالت( ،)3أما المةرع المصري فتوسع في األخذ ينظام المصالحة الجزائية (التصالح) والصلح
نظر ألنو لم يخخذ ييدائل الدعوع العمومية األخرع كالوساطة الجزائية والتسوية الجزائية.
يوجو عام اا
أخير يمكن القول أن ظهور نظام المصااالحة الجزائية قد أدع إلى تغير النظرة إلى العدالة الجزائية،
و اا
ففي اليداية كانت األخيرة مفروض ا ا ا ا ا ااة Une justice imposéeال تترك لألفراد ثمة حرية في تحديد س ا ا ا ا ا ااير
الدعوع العمومية فانحساارت ساالطة األفراد وتعاظمت ساالطة القاضااي في البحث عن الحقيقة ،وتلك من أهم
مظااهر النظاام التنقييي لإلجراءات الجزائياة ،ثم ظهر بعاد ذلاك نظاام العادالاة الجزائياة المس ا ا ا ا ا ا اتناد إلى فكرة
المةا ا اااركة La justice participativeوفيها تراجع دور الدولة تاركا يذلك مجاالا أوسا ا ااع للخصا ا ااوم في إدارة
الدعوع العمومية ،وهذا هو أهم محاور النظام االتهامي الذي يةااارك فيو الخصااوم لسااير الدعوع العمومية
وتحديد مصا اايرها ،ثم تجلت بعد ذلك صا ااورة أخرع للعدالة الجزائية سا ااميت بالعدالة الرضا ااائية La justice
consensuelleالتي تس ا ا ااند في جوهرها إلى رض ا ا اااء الجاني والض ا ا ااحية وأيرز تطييقات هذه الص ا ا ااور يدائل
قالبا تفاوضا ا ا ا ا ا ا اايا ،La justice négociéeال يكفي مجرد الدعوع العمومية ،و اا
أخير أخذت العدالة الجزائية ا
الرضاء ،وانما يكفل للخصوم التفاوض على مصير الدعوع العمومية ،والمصالحة الجزائية تندرج في إطار
الصورتين األخيرتين(.)4
( -)1محمد سليمان حسين المحاسنة ،التصالح وأثره على الجريمة االقتصادية ،المرجع السايق ،دار وائل للنةر والتوزيع ،ص
ص .76-75
( -)2علي محمد المييضين ،الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة في القانون األردني ،المرجع السايق ،ص ص .63-62
( -)3إيمان مص ااطفى منص ااور مص ااطفى ،الوس اااطة الجنائية :د ارس ااة مقارنة ،رس ااالة دكتوراه في الحقوق ،جامعة القاهرة ،كلية
الحقوق ،قسم القانون الجنائي ،2010 ،ص ص .216-215
( -)4أسا ااامة حسا اانين عييد ،الصا االح في قانون اإلجراءات الجنائية :ماهيتو والنظم المرتبطة بو-د ارسا ااة مقارنة ،رسا ااالة دكتوراه،
المرجع السايق ،ص .203
203
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
204
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ويقال أص الح الةاايء :أزال فساااده ،وأصاالح يينهما ،أو ذات يينهما ،أو ما يينهما :أزال ما يينهما من
عداوٍة وة ا اقاق ،وصا ااالحو :صا ااافاه ،ويقال ص ا االحو على الةا اايء :س ا الك معو مس ا الك المس ا االمة في االتفاق،
والصلح انهاء الخصومة(.)1
والص االح والتص ااالح والمص ااالحة في اللغة بمعنى واحد ،حيث جاء في لس ااان العرب البن منظور أن
الصلح :تصالح القوم يينهم والصلح :السلم ،وقد اصطلحوا وصالحوا واصلحوا وتصالحوا واصالحوا ،بمعنى
واحد(.)2
()3
بمعنى الصلح والمصالحة أو التصالح، وفي اللغة الفرنسية :نجد اصطزئ الصلح Transaction
وكص اافة Transactionnelبمعنى تص ااالحي لو طابع الصا الح والتدسا اوية( ،)4ويعر قاموس Robertالص االح
المتناحرة وبموجبو يقفون عن ص ا ا اراعاتهم" ،وفي ذلك يقال :إنو بخنو " :تصا ا اار بموجبو تتصا ا ااالح األط ار
عموما في
ا مهما كانت ةا ا ااروط المصا ا ااالحة سا ا اايئة إال أنها أفضا ا اال من الدعوع العمومية" ،ويعر الصا ا االح
معاجم االص ا ا ااطزحات القانونية بخنو غرامة تؤدع لص ا ا ااالح الخزانة العامة جراء خرق قاعدة قانونية ما ،في
مقايل عدم إقامة الدعوع العمومية(.)5
ومن خزل التعريف اللغوي للمص ا ا ا ااالحة سا ا ا ا اواء في المعاجم والقواميس اللغوية العربية أو الفرنس ا ا ا ااية
يتضح أنها تصب في معنى واحد وهو إنهاء الخصومة بطريقة ودية ،عمادها الرضا.
ثانيا :المصالحة الجزائية ف القانون
المزحظ أن التة ا اريعات الجنائية عكس المدنية درجت على عدم وضا ااع تعريف للمصا ااالحة الجزائية
مكتفية يإيراد أحكامها وتطييقاتها فقا ،وهذا بالفعل ما الحظناه على التةا ا اريع الجنائي الجزائري والمص ا ااري
والفرنساا ا ااي من خزل إجراء مساا ا ااح على مختلف النصاا ا ااوص القانونية لهذه التة ا ا ا اريعات ،فلم يرد بخي منهم
تعريف لهذا النظام اإلجرائي( ،)6وييرر بعض الفقو عدم وجود تعريف تةا اريعي للمص ااالحة أو التص ااالح في
القانون الجنائي بخن المة ا ا ا ا اارع ال يورد تعر ايفا لمص ا ا ا ا ااطلح ما إال إذا كان يحتاج إلى توض ا ا ا ا اايح على خز
الصلح المدني مصطلح المصالحة الذي يتسم بالوضوئ ومن ثم ال يحتاج إلى تعريف( ،)7وهذا على خز
( -)1المعجم الوجيز ،المرجع السايق ،ص ، 368المعجم الوسيا ،المرجع السايق ،ص .520
( -)2اين منظور ،لس ااان العرب ،تحقيق :عيد أ علي الكيير ،محمد أحمد حس اان أ ،هاة اام محمد الة اااذلي ،دار المعار ،
القاهرة( ،د .س) ،ص .2479
( -)3معجم القانون ،مجمع اللغة العربية ،الهيئة العامة لةؤون المطابع األميرية ،القاهرة ،1999 ،ص .367
(-)4جيور عيد النور،سهيل إدريس ،المنهل :قاموس فرنسي-عربي ،ط ،7دار العلم للمزيين،ييروت-لينان،1983،ص.1037
( -)5إيمان مصطفى منصور مصطفى ،المرجع السايق ،ص .195
( -)6ليلى قايد ،الصلح في جرائم االعتداء على األفراد :فلسفتو وصوره وتطييقو في القانون الجنائي المقارن ،المرجع السايق،
ص.27
( -)7رامي متولي القاضي ،التصالح في قضايا المال العام ،المرجع السايق ،ص .49
205
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
كما ساايق ذكره ،والذي عرفو المةاارع الجزائري في المادة 459من القانون المدني الجزائري بخنو " :الصاالح
عقااد ينهي بااو الطرفااان ن از اع اا قااائ ام اا أو يتوقيااان بااو ن از اع اا محتمزا ،وذلااك بااخن يتنااازل كاال منهمااا على وجااو
التبادل عن حقو "( ،)1وهو التعريف الذي يتوافق إلى حد بعيد مع ما أورده المةا ا اارع المصا ا ااري ينص المادة
قائما أو يتوقيان
اعا ا 549من القانون المدني المصااري ينصااها على أن الصاالح" :عقد يحساام بو الطرفان نز ا
اعا محتمزا ،وذلك بخن ينزل كل منهما على وجو التقايل عن جزء من ادعائو "( ،)2وهو ذات التعريف بو نز ا
الذي نص عليو المةا اارع الفرنسا ااي في المادة 2044من القانون المدني الفرنسا ااي على أنو " :الصا االح عقد
اعا قد ينةخ ،ويجب صياغة هذااعا نةخ أو يمنعا نز ا
ينهي بموجبو الطرفان ،من خزل التنازالت المتبادلة ،نز ا
العقد كتابة "( ، )3إال أنو ال يمكن بخي حال من األحوال إصااباغ مفهوم الصاالح المدني على المصااالحة في
المواد الجزائية على اعتبار أن األول يتعلق بفض نزاعات ناةا اائة عن عزقات تعاقدية خاصا ااة أما الثانية
فتمس في حدود معينة المصا ااالح األسا اااسا ااية للمجتمع كونها إجراء يتعلق بالدعوع العمومية التي هي ملك
للهيئة االجتماعية(.)4
وجدير بالذكر أن المة اارع الجزائري اس ااتعمل مص ااطلح " الص االح " في المس ااائل المدنية ومص ااطلح "
المصا ااالحة " في المسا ااائل الجزائية( ،)5في حين أن المةا اارع المصا ااري اسا ااتعمل مصا ااطلحي " الصا االح " و"
( -)1أمر رقم ،18-75مؤرخ في 26س ا اايتمير س ا اانة ،1975يتض ا اامن القانون المدني-الجزائري-معدل ومتمم ،ج ر ج ،العدد
-78السنة ،-12صادرة في 30سيتمير سنة ،1975ص .1017
( -)2قانون رقم 131لسانة ،1948يتضامن القانون المدني-المصاري ،-صاادر في 6جويلية ،1948جريدة الوقائع المصارية
عدد رقم 108مكرر (أ) ،صادرة في 29جويلية .1948
)(3
- "La transaction est un contrat par lequel les parties, par des concessions réciproques, terminent une contestation
née, ou préviennent une contestation à naître. Ce contrat doit être rédigé par écrit ", L’article 2044, CCF, Modifié
par loi n° 2016-1547 du 18 novembre 2016 de modernisation de la justice du XXIe siècle (1), JORF n° 0269 du
19 novembre 2016, texte n° 1.
وغالبا ما تكون مالية ،أم المصااالحة
ا ( -)4يقوم الصاالح المدني على رغبة طرفيو في حساام النزاع حول المصااالح الخاصااة يهما
الجزائية فهي قاص ارة على الجرائم التي حددها القانون ويتعلق يها حق المجتمع من خزل الدعوع العمومية أمينة سااماعين
فراقي ،المرجع السايق ،ص .358
( -)5المااادة 6من ق إ ج ج ،المااادة 265من قااانون الجمااارك ،المااادة 60من القااانون رقم 02-04المؤرخ في 23جوان
،2004المتضا اامن تحديد القواعد المطبقة على الممارسا ااات التجارية ،المرجع السا ااايق ،ص ،)10والمادة 9من األمر رقم
22-96المؤرخ في 9جويلية 1996المعدل باألمر رقم 01-03المؤرخ في 19فيفري 2003المتعلق بالصا ا ا ا ا ا اار وحركة
رؤوس األموال من والى الخارج المتمم والمعدل ،داود زمورة ،الصلح كيديل للدعوع العمومية في التةريع الجزائري ،أطروحة
دكتوراه علوم في الحقوق ،تخصا ا ااص قانون جنائي ،جامعة باتنة-1-الحاج لخضا ا اار ،كلية الحقوق والعلوم السا ا ااياسا ا ااية ،قسا ا اام
الحقوق ،2018-2017 ،ص .19
206
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
التص ااالح " في قانون اإلجراءات الجنائية( ،)1وهنا اليد أن نقف عند الفرق يين هذين المص ااطلحين ،فاألول
ينص اار إلى نظام الص االح الجنائي في الجرائم الواقعة على األفراد ،أو ما يعر بالمعنى الض اايق للصا الح
الجنائي ،أما الثاني محل الد ارس ا ا ااة فيراد بو ذات مفهوم نظام المص ا ا ااالحة الجزائية في التةا ا ا اريعين الجزائري
والفرنسا ا ا ااي ،أو ما يعر بالمعنى الواسا ا ا ااع للصا ا ا االح الجنائي( ،)2وهما نظامين مختلفين وان كانا يلتقيان في
العديد من نقاط التة ا ا ااابو( ،)3فنظام الص ا ا االح الجنائي يتم يين األفراد وفي جرائم االعتداء عليهم ويتم يتزقي
إرادتي المتهم والمجني عليو بعد قيام األول يترض ا ااية الثاني وعزج اثار الجريمة التي اقترفها في حقو دون
نظام المص ااالحة الجزائية أو التص ااالح المنص ااوص عليها في اة ااتراط وجود مقايل مادي ،وهذا على خز
،كسا ا ا ا ا ا اايب من أسا ا ا ا ا ا ااباب
مكرر من ق.إ.ج.م والمادة 6من ق إ ج
اا المادة 6من ق.إ.ج.ج والمادة 18
انقضاء الدعوع العمومية والذي يتعلق بمحاولة فض نزاع يين طرفين أحدهما من أةخاص القانون الخاص
معنويا وارخر يتمثل في الدولة ،هذه األخيرة التي قد تكون ممثلة في إدارة
ا طييعيا أو
ا ص ا اا س ا اواء أكان ةا ااخ ا
ماليا ،كما قد تكون ممثلة للمجتمع ونائبة عنو أي النيابة العامة( ،)4كما أنهما
ااديا أو ا
تحمي مرفاقا اقتصا ا ا ا ا ا ا ا
يختلفان من حيث أن المقايل في نظام المصا ا ااالحة الجزائية ال يكون إال مادي يحدده النص القانوني ويلتزم
المتهم يدفعو إلى الجهة المختصة ،في حين أن المقايل في نظام الصلح الجنائي يين األفراد قد يكون ا
ماديا
معنويا( ،)5وما يهمنا بص ا ا اادد بحثنا هذا هو نظام المص ا ا ااالحة الجزائية أو التص ا ا ااالح الذي يعد أحد يدائل
ا أو
الدعوع العمومية التقليدية.
عدة مصطلحات قريبة من بعضها البعض باعتبار أنها تعتمد على
أما المةرع الفرنسي فقد استعمل د
مكررا ،مض ااافة بالقانون رقم 174لس اانة ،1998معدلة بالقانون رقم 74لس اانة ،2007المادة 18ا ( -)1التصييالح :المادة 18
مكرر " ب" والتي تجيز التص ا ااالح في جرائم العدوان على المال العام أض ا اايفت بالقانون رقم 16لس ا اانة ،2015أما الصيييلح:
اا
مكرر " أ "مضافة بالقانون رقم 174لسنة ،1998معدلة بالقانون رقم 145لسنة .2006
اا المادة 18
( -)2منصور عيد السزم عيد الحميد حسان العجيل ،المرجع السايق ،ص .63
( -)3كز النظامين ال ينعقدان إال باالتفاق يين إرادتين س اواء تمثل ذلك بالتقاء إرادة المجني عليو وارادة المتهم كفردين عاديين
في الصلح في الجرائم الواقعة على األفراد ،أم بالتقاء إرادة الجهة اإلدارية المجني عليها-كسلطة عامة-وارادة الجاني المخالف
للقانون ،كما أنهما ية ااتركان في الحكمة من وراء إقرار كزا منهما ،فهي واحدة تتمثل في تخفيف العبء عن كاهل القض اااء
عاديا كان أم سا االطة عامة-من جهة ومصا االحة الجاني من جهة أخرع ،كما
فردا اوتحقيق التوازن يين مصا االحة المجني عليو -ا
النزاع في تحديد الجرائم التي يطيق عليها كز النظامين ،فالقانون وحده هو الذي يحدد هذه الجرائم على أنو ال دخل ألط ار
س ااييل الحص اار ،فض ااز عن ذلك فإن األثر المترتب على كز النظامين واحد وهو انقض اااء الدعوع في أي مرحلة من مراحل
سيرها ،أسامة أحمد محمد النعيمي ،المرجع السايق ،ص ص .405-404
( -)4مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .87
( -)5أسامة أحمد محمد النعيمي ،نفس المرجع ،ص .406
207
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ميدأ واحد يتمثل في الرضائية Consensualismeفي تسوية المنازعات بخةكال مختلفة( ،)1إال أن كل واحد
منها يعير عن نظام لو ذاتيتو الخاصة بو فاستخدم مصطلح واحد للتعيير عن المصالحة سواء في المواد
()2
أو المادنياة وهو ،Transactionفااإلنهااء االتفااقي للنزاع يطلق علياو مصا ا ا ا ا ا ااطلح ،Transaction الجزائياة
ويطلق علياو البعض مصا ا ا ا ا ا ااطلح التوفيق ،Conciliationغير أن هاذا المصا ا ا ا ا ا ااطلح األخير ينتمي لقاانون
اإلجراءات المدنية ،وباألدق فهو مصا ا ااطلح ذو طييعة إجرائية ،أما مصا ا ااطلح Transactionفهو ذو طييعة
عقدية ،يجد جذوره في القانون المدني( ،)3فخصا ا ا اال المصا ا ا ااالحة يغلب عليها الطابع المدني( ،)4إذ ترجع إلى
في المنازعات نص المادة 2044من القانون المدني الفرنسي( ،)5فالمصطلح األول Conciliationمعرو
االجتمااعياة والتجاارياة ،أماا الثااني Transactionفيسا ا ا ا ا ا ااتخادم في نطااق القاانون المادني وقاانون اإلجراءات
المدنية– المرافعات -وكذلك في قانون اإلجراءات الجزائية ،وفي مواد الضرائب والجمارك ،...وقد استعمل
الفقو الجنائي الفرنسي مصطلح Transactionمنذ عام .)6(1945
)(1
- Jean-Baptiste Perrier, La transaction en matière pénale, Bibliothèque des Science Criminelle, Tome 61, LGDJ,
L’extenso édition, France, 2014, P 3.
،المادة 350من قانون الجمارك الفرنسي ،المادة 216-14من قانون الييئة …،ينظر: ( -)2المادة 6من ق إ ج
-Sarah-Marie Cabon, La négociation en matière pénale, thèse pour le doctorat en droit(Ecole Doctorale de Droit-
E.D.41), Spécialité droit privé et sciences criminelles, Université BORDEAUX, France, 2014, pp. 353-354.
( -)3محمد حكيم حسين حكيم ،المرجع السايق ،ص .55
( -)4رأفت عيد الفتائ حزوة ،الصلح في المواد الجنائية :دراسة مقارنة بالةريعة اإلسزمية( ،ددن) ،مصر ،2003 ،ص.10
)(5
- Jacques Faget, " La double vie de la médiation ", Revue Droit et société, N° 29, 1995, p 34.
( -)6محمد حكيم حسين حكيم ،المرجع السايق ،ص .55
( -)7داود زمورة ،المرجع السايق ،ص ص.31-30 .
208
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1مضافة بالقانون رقم 174لسنة ،1998معدلة بالقانون رقم 145لسنة .2006
( -)2مضافة بالقانون رقم 174لسنة ،1998معدلة بالقانون رقم 74لسنة .2007
( -)3داود زمورة ،نفس المرجع ،ص .153
(-)4وهو الرأي الذي ذهب إليو رأي في الفقو المص ا ا ا ااري ،يحي إيراهيم علي ،الص ا ا ا االح والتصاا ا ا ااالح وثمن الجريمة :تطييقات،
إةكاالت ،إف ارزات عجيبة ،دار الفكر القانوني للنةر والتوزيع ،طنطا ،مصر ،2010 ،ص .8
( -)5أمينة سماعين فراقي ،المرجع السايق ،ص .359
( -)6ميلود دريسي ،المرجع السايق ،ص .18
( -)7مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .89
( -)8نقض 16و12و ،1963مجموعة أحكام النقض ،س ،14رقم ،166ص ،927نقز عن:سامح أحمد توفيق عيد النيي"،
الصلح في الدعوع الجنائية " ،مجلة كلية الةريعة والقانون-جامعة األزهر ،مصر،المجلد ،21العدد ،5،2019ص .4226
( -)9محمد حكيم حسين حكيم ،المرجع السايق ،ص .34
209
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
تنازل الدولة عن الدعوع العمومية ولكن لتنازلها عن حقها في العقاب ،إذ جعلت هذا الحق ا
()1
معلقا على
ةا ا اارط وهو المصا ا ااالحة،فإن تمت هذه األخيرة يسا ا ااقا حق الدولة في العقاب،وان لم تتم واصا ا االت إجراءات
الدعوع العمومية( ،)2لذا يرع بعض الفقو أن تعريف المص ااالحة يجب أن ييرز أثر المص ااالحة على أس اااس
تنازل الدولة عن حقها في العقاب وليس على أسا ا ا ا اااس تنازل الدولة عن الدعوع العمومية ،حتى وان كانت
الدعوع العمومية هي وس ا اايلة الدولة في اقتض ا اااء العقاب ،ذلك أن حق الدولة في اقتض ا اااء العقاب هو حق
موضا ا ا ا ا ا ااوعي مضا ا ا ا ا ا اامونو تمكين الدولة من تنفيذ ارثار القانونية التي يرتيها قانون العقوبات على مرتكب
الجريمة ،أما الحق في الدعوع فهو حق إجرائي مضا اامونو تمكين الدولة من اللجوء إلى القضا اااء للحصا ااول
على حكم يثيت أو ينفي وجود حقها الموضوعي في عقاب المتهم وفقا للقانون(.)3
رابعا :تعريف الفقه القانون للمصالحة الجزائية
النص ا ا ا اوص لم تتضا ا ا اامن النصا ا ا ااوص القانونية العقايية أي تعريف للمصا ا ا ااالحة الجزائية على خز
ونظر لقصا ااور التعريف القضا ااائي لها ،تولد فراغ فيما يتعلق يتحديد تعريف جامع مانع للمصا ااالحة
اا المدنية،
الجزائيااة ،مااا دفع الفقهاااء كاال حساا ا ا ا ا ا ااب المنطق الااذي ينطلق منااو وزاويااة النظر التي ينظر منهااا لتعريف
المصالحة الجزائية ،األمر الذي انعكس على تعدد تعاريف هذه األخيرة ،نذكر من أهمها:
()4
بخنها ":المص ا ا ا ا ااالحة الية قانونية مذهلة لتساا ا ا ا ااوية بالنساا ا ا ا اابة للفقو الفرنساا ا ا ا ااي ،فيعرفها البعض منو
المنازعات ،تخضا ا ا ا ااع إلرادة الطرفين الوحيدة ،تتيح هذه ارلية لهما وضا ا ا ا ااع حد للنزاع القائم يينهما بةا ا ا ا ااكل
()5
تخثر يتعريف الصا ا ا ا ا ا االح المدني ينص المادة
اا تماما كما يقرره الحكم القضا ا ا ا ا ا ااائي" ،وعرفها البعض
نهائي ،ا
2044من القانون المدني الفرنسااي ،بخنها " :التصاار الذي يتم بموجبو الت ارضااي ،والت ارضااي يساتلزم تنازل
الوبا إلنهاء النزاع بص ا اافة ودية ،ويتكون على ذلك من ركنين أولهما الموافقة الودية أو
األط ار ،ويعتير أس ا ا ا
الرضائية ،وثانيهما التنازالت".
فيما يرع البعض ارخر()6من الفقو الفرنس ا ا ا ااي أن التعريف المقترئ للمص ا ا ا ااالحة الجزائية هو " :اتفاق
( -)1طو أحمد محمد عيد العليم ،الصا ا ا ا ا ا االح الجنائي في القانون المصا ا ا ا ا ا ااري طبقا رخر تعديزتو ،ط ،3نادي القضا ا ا ا ا ا اااة،
مصر ،2017،ص.7
( -)2منى محمد يلو حسا ا ااين"،الصا ا االح الجزائي في ضا ا ااوء القانون والة ا ا اريعة" ،مجلة الرافدين للحقوق ،المجلد ،17العدد ،60
،2014ص231
( -)3محمد سزمة يني طو ،المرجع السايق ،ص ص .81-80
)(4
- " La transaction est un instrument juridique étonnante, Soumis à la seule volonté des parties, ce mécanisme leur
permet de mettre un terme à leur différend et ce de façon définitive, comme le ferait le jugement ", jean-Baptiste
Perrier, La transaction en matière pénale, Op-Cit, p 1.
)(5
- Le page-Seznec (B): Les transactions en droit pénale, thèse, paris (3) X, 1995, p 15.
مةار إليو لدع :محمد حكيم حسين حكيم ،المرجع السايق ،ص .34
- " Un accord entre une personne susceptible de faire l’objet de poursuites et une autorité légalement investie du
)(6
droit d’engager celles-ci, au terme duquel l’acceptation et la réalisation des mesures proposées par la seconde à la
210
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
يين ة ا ا ااخص من المرجح أن يكون موض ا ا ااوع دعوع(متابعة) ،وس ا ا االطة مخولة ا
قانونا بالحق في تحريك هذه
الدعوع ،بحيث يؤدي قيول وتنفيذ التدايير المقترحة من الثاني إلى األول إلى انقضاء الدعوع العمومية ".
والواقع أن هذا التعريف وان كان ص اااحبو قد وفق فيو إلى حد بعيد ،حيث أص اااب في اة ااتمالو على
المصا ا ااالحة وةا ا ااروطها من قيول وتنفيذ محل االتفاق وارثار المترتبة على هذا اإلجراء ،إال أنو كل أط ار
تعوزه الدقة فيما يتعلق بمص ا ااطلح " التدايير ،" mesuresحيث أنو من ة ا ااخن هذا المص ا ااطلح أن يجمع كل
النظم التصالحية األخرع المتةايهة مع المصالحة الجزائية في تعريف واحد( ،)1على غرار التسوية الجزائية
والوساطة الجزائية.
المص ا ااالحة الجزائية ،أو الصا ا االح يوجو عام بخنها: ()2
أما بالنسا ا اابة للفقو الجزائري فيعر البعض منو
()3
بااخنهااا ":إجراء يتم
تسا ا ا ا ا ا ااويااة لنزاع بطريقااة وديااة " ،وهو تعريف موجز جا اادا ،فيمااا يعرفهااا البعض ارخر
معينا للطر عارض بمقتض ا ا اااه انقض ا ا اااء الدعوع العمومية من غير أن ترفع على المتهم إذا ما دفع ا
ميلغا ا
المصالحة في مدة محددة " ،والواقع أن هذا التعريف قصر إجراء المصالحة قيل تحريك الدعوع العمومية،
إال أنو يمكن إجرائها بعد تحريك الدعوع العمومية ،كما أنو أورد مصا ا ااطلح " المتهم " وفي هذه الحالة التي
يتناولها التعريف أي قيل تحريك الدعوع العمومية س ا ا اامي المتصا ا ا االح معو مخالف ،أما بعد تحريك الدعوع
العمومية سمي متهم.
بخنها " :ذلك اإلجراء الذي يجوز عرض ااو من قيل الجهات ()4
أما الفقو المص ااري فيعرفها البعض منو
المختص ا ا ااة-إذا ما رأت ذلك -والذي يحق للمتهم رفض ا ا ااو أو قيولو-حس ا ا اابما يتراءع لو -والذي يترتب عليو
حال قيولو انقضا ا ا ا اااء الدعوع الجنائية يدفع ميلغ التصا ا ا ا ااالح دونما تخثير على الدعوع المدنية " ،كما عرفها
()5
بخنها " :اتفاق يين جهة اإلدارة المجني عليها في بعض الجرائم وبين المتهم من ةا ا ا ااخنو أن يوفق البعض
أنها " :اإلجراء الذي بمقتضا اااه تعرض ()6
يين مصا االحة هذه اإلدارة ومصا االحة المجتمع " ،فيما يرع البعض
الجهة-التي حددها القانون -إنهاء اإلجراءات القضااائية في جرائم محددة ا
قانونا في مقايل دفع الجاني ميلغ
مالي ويترتب على سداد هذا المقايل انقضاء الدعوع الجنائية ".
première éteint l’action publique", Sarah-Marie Cabon, Op-Cit, p 37, et: Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-
Cousquer, Op-Cit, p 745.
( -)1ميلود دريسي ،المرجع السايق ،ص .18
( -)2أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .5
( -)3عيد الرحمان خلفي ،اإلجراءات الجزائية في التةريع الجزائري والمقارن ،ط ، 2المرجع السايق ،ص .220
( -)4مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم ،المرجع السايق ،ص .31
( -)5أنيس حس اايب الس اايد المحزوي ،الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية :د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو
اإلسزمي ،مكتبة الوفاء القانونية ،المرجع السايق ،ص .59
( -)6رامي متولي القاضي ،التصالح في قضايا المال العام ،المرجع السايق ،ص .50
211
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
()1
بخنها " :أسا االوب إلنهاء المنازعات بطريقة ودية أو إجراء يتم عن طريق الت ارضا ااي وعرفها البعض
عن الجريمة يين المجني عليو ومرتكيها " ،يراد بالمجني عليو هنا الض ا ااحية بمفهومو الواس ا ااع الذي ية ا اامل
الةخص الطييعي والمعنوي.
()2
إلى أن المصالحة" :تعيير عن إرادة فردية تتلقاه وتؤكد صحتو السلطة اإلدارية فيما ذهب البعض
المختصا ااة ،ويعني تخلي الفرد عن الضا اامانات القضا ااائية التي قررها المة ا ارع بصا اادد الجريمة التي ارتكيها
محقاقا يذلك أيض ا ا ا ا ااا تخلي الدولة عن حقها في العقاب وتنقض ا ا ا ا ااي يذلك الجريمة " ،ييد أن جانب من الفقو
ينتقد هذا الرأي على سااند من القول بخن فكرة تخلي األفراد عن الضاامانات القضااائية عند إجراء المصااالحة
أو التصالح يعني التخلي عن الحقوق الجنائية الدستورية التي تقررها الدساتير المختلفة ،وهو أمر ال يملكو
()3
تبعا لمص ا االحتو
المتهم ليملك بالتالي التنازل عنو ،فلهذا األخير الخيار يين قيول المص ا ااالحة أو رفض ا ااها ا
الةااخصااية ،فيقيلها إذا رجح جانب اإلدانة لما تحققو لو المصااالحة من مزايا ،ولو رفضااها إذا رجح اليراءة،
تجنبا للمسا ا ا ا ا اااس األديي بو من وقوفو موقف المتهم أمام السا ا ا ا ا االطات
يل وقد يقيلها حتى في الحالة األخيرة ا
القض ا ا ا ا ا ااائية( ،)4كما أن هناك خلا في هذا التعريف يين انقض ا ا ا ا ا اااء الجريمة وانقض ا ا ا ا ا اااء الدعوع العمومية،
فالجريمة ال تنقضي بالصلح أو التصالح ،يل تظل المسؤولية الجزائية قائمة(.)5
أن المص ا ااالحة " :اتفاق يين ص ا اااحب الس ا االطة اإلجرائية في مزحقة ()6
في حين يرع البعض ارخر
الجاني ،يترتب عليو إنهاء سير الدعوع الجنائية ،ةريطة قيام األخير يتنفيذ تدايير معينة ".
جانبا اخر من الفقو()7يرع أنها" :عقد رض ا ا ااائي يين طرفين ،هما جهة اإلدارة المختص ا ا ااة من
ييد أن ا
ناحية ،والمتهم من ناحية أخرع ،وبموجبو تتنازل جهة اإلدارة عن طلب رفع الدعوع الجنائية مقايل دفع
(-)1أحمد محمد محمود خلف ،الصاالح وأثره في انقضاااء الدعوع الجنائية وأحوال بطزنو ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسااكندرية،
مصر ،2008 ،ص .12
( -)2عيد الحميد الة ا اواربي ،الجرائم المالية والتجارية ،منةا ااخة المعار ،اإلسا ااكندرية ،مصا اار ،1996 ،ص ،213مةا ااار إليو
لدع :عادل عيد العال إيراهيم خراةي ،المرجع السايق ،ص .16
( -)3فايز عيد الحميد عيد أ الس االيحات ،الص االح في حل المنازعات الجزائية :د ارس ااة مقارنة يين التةا اريع األردني والتةا اريع
المصري والتةريع اإلنجليزي ،أطروحة دكتوراه الفلسفة في القانون العام ،جامعة عمان العربية ،كلية القانون ،2010،ص .9
( -)4أنيس حس اايب الس اايد المحزوي ،الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية :د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو
اإلسزمي ،دار الفكر الجامعي ،المرجع السايق ،ص .45
( -)5محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص .34
( -)6أس ااامة حس اانين عييد ،الص االح في قانون اإلجراءات الجنائية :ماهيتو والنظم المرتبطة بو-د ارس ااة مقارنة ،-رس ااالة دكتوراه،
المرجع السايق ،ص .8
( -)7نييل لوقا يباوي ،جرائم تهريب النقد ومكافحتها ،رسا ااالة دكتوراه ،أكاديمية الةا اارطة ،سا اانة ،1992ص ،226مةا ااار إليو
لدع :عيد اللطيف أيو دربالة عيد الفاضل األزرق ،المرجع السايق ،ص .24
212
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
المخالفة أو الجعل المحدد في القانون كتعويض وتنازلو عن المضيوطات" ،إال أن هذا االتجاه ال يخلوا من
مدنيا والميلغ المالي
عقدا ا
الخلا يين النزاع المدني والخصومة الجزائية ،على اعتبار المصالحة أو التصالح ا
تعويضا(.)1
ا الذي يدفعو المتهم
كما يعرفها البعض بخنها" :عمل إجرائي إ اردي يجوز بمقتضاه أن تعرضو الجهات المختصة ،ويحق
للمتهم طلبو أو رفضاو أو قيولو ،ويترتب عليو انقضااء سالطة الدولة في العقاب في مقايل دفع المتهم ميل اغا
من المال ،وذلك في جرائم حددها المةرع على سييل الحصر لتحقيق الصالح العام"(.)2
وبعد هذا العرض لتعريف المص ا ا ااالحة الجزائية ،يتض ا ا ااح للباحث مدع ص ا ا ااعوبة إيجاد تعريف جامع
مانع لهذا اإلجراء ،ومع ذلك يمكن للباحث أن يستنبا تعريف مقترئ للمصالحة الجزائية مفاده أنها " :الية
قانونية رض ا ا ا ا ااائية يديلة عن الدعوع العمومية أو االس ا ا ا ا ااتمرار فيها لتس ا ا ا ا ااوية المنازعات بطريقة ودية ،تتيح
قانونا بالمص ا ا ا ا ااالحة-االتفاق على وض ا ا ا ا ااع حد للنزاع القائم
لطرفيها-المخالف أو المتهم والس ا ا ا ا االطة المخولة ا
ماليا ،يترتب عنها انقضاء الدعوع العمومية ". ميلغا ايينهما ،متى دفع األول للثاني ا
ويتضح لنا أن عناصر التعريف تتمثل ف :
فقولنا :آلية قانونية :باعتبارها طريقة أو أداة تخضا ا ااع للقانون اسا ا ااتثناء على ميدأ عدم جواز التنازل
ار في الحاالت التي ينص عليها القانون صاراحة (المادة 6من ق إ عن الدعوع العمومية ،فهي جائزة حص اا
عاما النقض اااء
ايبا ا
ج ج ،المادة 6من ق إ ج ،المادة 1من ق إ ج م) ،لذا فإن هذه ارلية ال تة ااكل س ا ا
ايبا إجرائيا خاص ا ااا النقض ا اااء الدعوع العمومية وفي ذات الوقت إحدع وس ا ااائل حل
الدعوع العمومية يل س ا ا ا
المنازعات بالطرق اليديلة في المواد الجزائية(.)3
وقولنا :رضييائية :ية ااير إلى حق الس االطة المتمثلة في اإلدارة أو النيابة العامة في حاالت معينة في
اللجوء إلى إجراء المصالحة الجزائية ،وحرية المتصالح معها في الخيار يين قيول عرض المصالحة-وذلك
يتسا ااديد ميلغ الغرامة-أو رفضا ااو وتفضا اايل السا ااير في إجراءات الخصا ااومة الجزائية التقليدية ،كل ذلك يناء
على المصلحة التي يحققها هذا اإلجراء لكل طر .
أما قولنا :بديله عن الدعوى العمومية أو االسيييييييييتمرار فيها :نيين من خزلو طييعة هذا اإلجراء،
كون المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية تنهي الدعوع العمومية بغير الطريق الطييعي إلنهائها وأنها جائزة ق يل تحريك
( -)1أنيس حس اايب الس اايد المحزوي ،الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية :د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو
اإلسزمي ،مكتبة الوفاء القانونية ،المرجع السايق ،ص .63
( -)2أحمد محمد يراك ،العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية المعاصرة :دراسة مقارنة ،المرجع السايق،
ص.597
( -)3أس ااامة حس اانين عييد ،الص االح في قانون اإلجراءات الجنائية :ماهيتو والنظم المرتبطة بو-د ارس ااة مقارنة ،-رس ااالة دكتوراه،
المرجع السايق ،ص .8
213
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الدعوع العمومية حيث تحقق معنى اليديل بمعناه الدقيق ،كما أنها جائزة بعد تحريك الدعوع العمومية يل
وحتى بعد صدور الحكم.
أما عن قولنا :تسوية المنازعات بطريقة ودية :فنؤكد من خزلو على طابعها الرضائي على خز
الطابع القسري لإلجراءات الجزائية المعتادة.
المص ا ا ااالحة والمتمثلين في المخالف أو المتهم والس ا ا االطة كما أن هذا التعريف ييين يوض ا ا ااوئ أط ار
قانونا يإجراءاتها والمتمثلة في اإلدارة او النيابة العامة.
المخولة ا
وقولنا :االتفاق عل وضيييييييييع حد للنزاع القائم بينهما :يراد من خزلو القول أن أي اتفاق ييرم يين
نهائيا للنزاع ،األمر الذي يعكس فعالية حدا ا الطرفين ليس بالض اارورة يكون مص ااالحة ،وانما يجب أن يض ااع ا
هااذا اإلجراء ودوره في التخفيف من حاادة أزمااة العاادالااة الجزائيااة ،كمااا ييين أنااو ييرم دون تاادخاال طرفااا ثااالثاا
طا ،وذلك من خزل تنازالت يقدمها كل طر (.)1 محكما أو وسي ا
ا قاضيا أو
ا سواء كان
ماليا :فنيين من خزلو طييعة المقايل في المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية والتي يميزها عن
أما قولنا :مبل ًغا ً
معنويا ،وفي التسااوية الجزائية والذي قد يكون
ا طييعة المقايل في الوساااطة الجزائية والذي قد يكون ا
ماديا أو
أي تديير اخر بما في ذلك أداء عمل.
أخيرا :قولنا :انقضا الدعوى العمومية :ييين األثر المترتب على المصااالحة الجزائية كإجراء يديل
و ً
إلى تبسيا اإلجراءات الجزائية. يهد
الفرع الثالث :سمات المصالحة الجزائية
نظر لإلجراءات المعق اادة Procédures
دفع اات الرغب ااة إلى تخفيف الع اابء على المح اااكم الجزائي ااة اا
Complexesالمة اارع إلى إنة اااء نظام المص ااالحة في إطار إدارة الدعوع العمومية En mode de gestion
،)2(de l’action publiqueويعتير هااذا النظااام من أقاادم اإلجراءات اليااديلااة( ،)3أجااازهااا القااانون في نوع من
الجرائم للحد من إطالة اإلجراءات( ،)4في إطار ما يعر بالرضا ا ا ا ا ا ااائية وبمقايل يؤديو المخالف أو المتهم
نظير هذه التس ا ا ااوية ،األمر الذي يميز المص ا ا ااالحة الجزائية يخص ا ا ااائص عن غيرها من اإلجراءات المنهية
()1
- Jean-Baptiste Perrier, La transaction en matière pénale, Op-Cit, p 3.
)(2
- Rozenn CREN, Poursuites et sanction en droit pénal douanier, Thèse de doctorat en droit privé, spécialité: droit
pénale, Université panthéon-Assas, France, 2011, p 249.
)(3
- Sarah-Marie Cabon, Op-Cit, p 353.
( -)4معتز الس اايد الزهري ،نحو تخص اايل نظرية عامة للعدالة الرض ااائية :د ارس ااة تخص اايلية تحليلية فلس اافية مقارنة ،دار النهض ااة
العربية ،القاهرة ،2018 ،ص .16
214
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1يستمد مصطلح الرضائية من كلمة ،Consensusوهو تعيير من أصل التيني ،ويعني االتفاق ،وييرز مصطلح الرضائية
في الواقع من حرية اإلرادات ،ويس ااتلزم هذا المص ااطلح بالض اارورة روئ الرض ااا والتفاوض والتس ااوية ،ولذا فإن الرض ااائية تثير
فكرة العقااد ،ونعني يااذلااك في الواقع عقا اادا حقيقاي اا ،يقتحم مجااال الاادعوع العموميااة ،لكي يغير طواعيااة من اتجاااه مس ا ا ا ا ا ا ااارهااا
الطييعي ،حيث تختي الرض ا ااائية من الناحية العملية لتفريد المعاملة المقررة للجريمة ،وتحقق-بس ا اايب ذلك-الهد من إنس ا ااانية
العدالة الجزائية ،Une humanisation de la justice pénaleمحمد سامي الةوا ،المرجع السايق ،ص .7
( -)2محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص .45
( -)3منى محمد يلو حسين ،المرجع السايق ،ص .234
)(4
-Emilie Deschot, le caractère hybride de la composition pénale , mémoire présenté et soutenu en vue de
l’obtention du master droit-recherche-, mention: droit pénal-droit privé-, école doctorale des sciences juridiques
,politique et sociale-n 74-, université droit et santé: lille2 , faculté des sciences juridiques politiques et
sociales,2005-2006 , pp 26-27.
( -)5مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .97
215
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
وهي غير ملزمة بقيولها إذا ما طليها المتهم ،فلها الحق في قيولها أو رفضها وفق ما تقتضيو مصلحتها(،)1
فالمصالحة الجزائية ليست حاقا للمتهم حتى تلتزم اإلدارة باالستجابة إليو إذا طليها(.)2
وفي هذا المعنى قررت المحكمة اإلدارية العليا في مص ا ا ا اار أن " :التص ا ا ا ااالح يقع في نطاق المزئمة
التقديرية لإلدارة ودون تعقيب عليها من أي جهة قض ااائية إذ ليس لألخيرة الحلول محلها فيما هو داخل في
صا ااميم اختصا اااصا ااها وتقديرها "( ،)3والفقو الفرنسا ااي يؤيد هذا االتجاه ،فاإلدارة قد تمنح رخصا ااة المصا ااالحة
للبعض وترفض منحها للبعض ارخر ،مما يتمخض عنو عدم مسا اااواة في منح تلك الرخصا ااة ،ولكنها عدم
قانونا(.)4
مساواة منصوص عليها ا
كما اس ااتقر قض اااء النقض الفرنس ااي ،على أن قرار النيابة العامة الص ااادر في ة ااخن المص ااالحة ،من
الق اررات اإلدارية التي ال تحوز حجية الة اايء المقض ااي فيو ،ومن ثم فهو قرار وقتي ية ااابو القرار الص ااادر
بالحفظ ،حيث يجوز العودة للتحقيق إذا ظهرت عناصر جديدة(.)5
جدير بالذكر أن هناك اتجاه في الفقو الفرنس ا ااي اس ا ااتحس ا اان إدخال الرض ا ااائية Consensualismeفي
تسوية المنازعات الجزائية ،كالمصالحة الجزائية ،فخضحى هذا النظام موضوع اهتمام متجدد لما يمنحو من
مزايا عدة لكل طر ،من سا ا اارعة في حل النزاع إلى قلة التكلفة في كثير من األحيان عن تلك الناتجة عن
أكثر مزئمة لوضعهم(.)6 الدعوع القضائية ،ناهيك عن الحل الذي يعتيره األط ار
مجمل القول أن المصا ا ا ااالحة الجزائية إجراء رضا ا ا ااائي غير تفاوضا ا ا ااي يقتضا ا ا ااي رضا ا ا ااا متبادل يين
الطرفين.
ثانيا :قوام المصالحة الجزائية مقابل مال
س ا ا ا ا ا اايق وأن عرفنا المص ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية بخنها تنازل من الهيئة االجتماعية عن حقها في العقاب في
بعض الجرائم المنص ا ااوص عليها على س ا ااييل الحص ا اار مقايل ميلغ من المال يدفع لخزينة الدولة في بعض
الجرائم االقتص ا ا ا ا ااادية أو المخالفات التنظيمية ،وبهذا ال تنعقد المص ا ا ا ا ااالحة الجزائية إال بمقايل ،وتعتير هذه
الصفة من العناصر األسا سية المميزة لو( ،)7والعنصر هو كل ما يعد من مستلزمات الةيء ويمكن تمييزه
وتحليلو بصاافة مسااتقلة ،وال تكون لو قيمة قانونية دون االنضاامام إلى غيره من العناصاار ،ومن ثم ال تحمل
216
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
المصااالحة معنى التنازل من جانب واحد أو التيرع أو التصاار دون مقايل ،وانما هي معاوضااة يقصااد يها
حسم النزاع(.)1
فالمصا ا ا ا ااالحة الجزائية ال تكون إال بمقايل يدفعو المخالف إلى اإلدارة المختصا ا ا ا ااة وذلك في صا ا ا ا ااورة
عوض اختياري إما القتناع المخالف بمسا ا ا ا ا ا ااؤوليتو عن الفعل الذي ارتكبو ،أو لتفض ا ا ا ا ا اايلو هذا الطريق عن
المثول أمام الس ا ا ا االطة القض ا ا ا ااائية والخض ا ا ا ااوع إلجراءات المحاكمة( ،)2ولذلك كان من أهم اثار المص ا ا ا ااالحة
الجزائية أنها تولد حاقا للخزانة العامة في الحص ا ا ا ااول على الميلغ الذي أس ا ا ا اافر عنو االتفاق يين الطرفين(،)3
والمقاااياال قااد يكون ميل اغاا مااالاياا ياادفع لخزينااة الاادولااة ،وقااد يكون المقاااياال ماااداياا يتمثاال في تنااازل المتهم عن
المضا ا ا ا ا اايوطات ،والتنازل عن هذه األخيرة ال يعتير مصا ا ا ا ا ااادرة وال يخخذ حكمها ،وانما يقدمو المتهم باختياره
باعتباره الجعل المقايل لتنازل اإلدارة عن حقها في طلب رفع الدعوع أو التنازل عنها بعد تحريكها وقيل
صدور حكم بات فيها(.)4
ويعتير المقايل من مستلزمات المصالحة حتى وان أغفل المةرع النص عليو( ،)5وتحديد هذا المقايل
أمر جوهري ،إذ يجب تحديده يدقة ،والسا ا ا ا ا ا ااير الطييعي لألمور أن يكون هناك حد أدنى ال يمكن التنازل
عنو ،وحد أعلى ال يمكن أن يجاوزه والقوانين المقارنة تختلف في هذا األمر(.)6
ثالثا :حصر النطاق الموضوع للمصالحة الجزائية
األصا ا ا اال أن االختصا ا ا اااص األصا ا ا اايل في تحريك الدعوع العمومية ومباة ا ا ا ارتها للنيابة العامة ،وذلك
بالنس ا اابة لجميع الجرائم بغض النظر عن درجة جس ا ااامتها مالم توجد عقبة إجرائية تحول دون النيابة العامة
وبين ممارستها هذا االختصاص يوصفها ممثلة عن المجتمع الذي أخلت الجريمة بخمنو ،وهي يهذه الصفة
ليس لها أن تتنازل عنو قص ا اادا أو إهماالا ،وليس لها أن تمارس بة ااخنو أي س االطة في التقدير ،كما أنو ليس
لها أن تزئم يين تحريك الدعوع العمومية ،وعدم تحريكها( .)7وأس ا ا ا ا ا ا اااس ذلك كلو تعلق الدعوع العمومية
اوحا وأهمية في المواد الجزائية عنها في
بالنظام العام ،ومن المعرو أن فكرة النظام العام تيدو أكثر وضا ا ا ا ا ا
المواد المدنية( ،)8ييد أن نظام المص ا ا ا ااالحة الجزائية يعد اس ا ا ا ااتثناء من هذا الميدأ العام والذي يحظر التنازل
217
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
عن الدعوع العمومية وص ا ا اوالا إلى تحقيق العدالة دون الخوض في غمار اإلجراءات طويلة األمد( ،)1ولهذا
رحبا لتطييق المص ا ا ااالحة الجزائية بة ا ا ااخنها ،إذ أن هذه األخيرة تكون
فإنو ليس ا ا اات كل النزاعات تكون مجاالا ا
ار ينص القانون( ،)2حيث عمل المة ا اارع الجزائي على تحديد الجرائم التي مقتصا ا ارة على جرائم محددة حص ا ا اا
يجوز فيها المص ااالحة على س ااييل الحص اار وبذلك يكون قد ض اايق المجال في وجو التوس ااع فيها وفتح باب
وعموما فإنها جائزة في المخالفات
ا القياس ،إذ أنو ال قياس في الجرائم التي يجوز بةا ا ا ا ا ا ااخنها المصا ا ا ا ا ا ااالحة،
البسيطة إضافة إلى بعض االستثناءات بةخن الجنح(.)3
ومرد ذلك أن تعميم إجراء المصا ا ا ااالحة يهدم أصا ا ا اال ميدأ إجرائي هام يقضا ا ا ااي يتقرير حق الدولة في
العقاب ،وال يرتبا بحق الدفاع أو حتى قرينة اليراءة حتى يتسنى للقا ضي التوسع فيو أو القياس عليو ،فإذا
لم يقرر القانون مص ا ااالحة على جريمة يذاتها بعدم النص على ذلك صا ا اراحة ،تكون العقوبة أولى بالتطييق
ص اا النقضاااء الدعوع العمومية ترد على
ايبا خا ا
()4
من إجراء المصااالحة ،ولهذا تعتير المصااالحة الجزائية سا ا
بعض الجرائم دون غيرها بحسااب تقدير المةاارع ،ويترتب على ذلك بحكم اللزوم العقلي أن المصااالحة غير
عاما النقضا ا اااء الدعوع العمومية مثل التقادم جائزة إال إذا نص عليها القانون ص ا ا اراحة ،وال تعتير سا ا ا ا
()5
ايبا ا
La Prescriptionأو العفو .)6(L’amnistie
نظام المص ا ااالحة في المادة الجزائية والذي يعد س ا اايب عارض واس ا ااتثنائي في انقض ا اااء وعلى خز
ار ،فالص ا ا ا ا االح في المواد المدنية من الطرق
الدعوع العمومية ،حيث أجازه القانون في بعض الجرائم حص ا ا ا ا ا اا
اليديلة في كل المنازعات المدنية ،وكخص ا ا ا اال عام هو عقد جائز اإليرام في كل أنواعها ،ماعدا ما اس ا ا ا ااتثني
ينص(.)7
جدير بالذكر أن بعض الد ارسااات تضاايف خاصااية أخرع إلى هذه الخصااائص ،وهي أن المصااالحة
( -)1أيو بكر علي محمد أيو سيف ،المرجع السايق ،ص .34
( -)2جيزلي عيد الحق ،المرجع السايق ،ص .20
( -)3ندع يوالزيت ،الصلح الجنائي ،مذكرة ماجستير في القانون العام ،فرع :قانون العقوبات والعلوم الجنائية ،جامعة منتوري-
قسنطينة ،-كلية الحقوق والعلوم السياسية ،2009-2008 ،ص .24
( -)4ميلود دريسي ،المرجع السايق ،ص .34
( -)5محمد حنفي محمود ،المرجع السايق ،ص ص .93-92
()6
- Rozenn CREN, Op-Cit, p 249.
( -)7المادة 461من ق م ج ،والمادة 551من ق م م تسااتثني مسااخلتين من عقد الصاالح المدني ال يجوز فيهما إيرامو ،وهما
إذا تعلق األمر بالحالة الةا ااخصا ااية ماعدا المصا ااالح المالية الناجمة عنها ،أو ما تعلق بالنظام العام ،ميلود دريسا ااي ،المرجع
السايق ،ص .35
218
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الجزائية إجراء غير قضا ا ا ااائي في إدارة الدعوع العمومية( ،)1وييدوا للباحث أن هذه الميزة يمكن اسا ا ا ااتبعادها
بساايب أخذ العديد من التة اريعات المنظمة لهذا اإلجراء إما قيل تحريك الدعوع العمومية أي مرحلة ما قيل
رفع النزاع إلى القض ااء ،أو بعد تحريك الدعوع العمومية أي في المرحلة القضااائية( ،)2فالمصااالحة الجزائية
معا :أوالهما أنو سيب إجرائي من أسباب انقضاء الدعوع العمومية ويقايل األسباب نظام يتسم يخاصيتين ا
الموضا ا ااوعية إلنهائها ،وثانيهما أنها إحدع وسا ا ااائل حل المنازعات بالطرق اليديلة في المواد الجزائية ،وهي
إلى تبسايا اإلجراءات الجزائية ،ساواء كانت وساائل قضاائية تقع بعد دخول الدعوع في حوزة وساائل تهد
المحكمة أو غير قضااائية تتم قيل رفعها( ،)3وبهذا تكون المصااالحة الجزائية إجراء غير قضااائي إال أنو يتم
في إطار القانون( ،)4وبديل عن الدعوع العمومية ،يرتب اا
أثر غير قض ا ا ا ا ا ا ااائي يتمثل في إنهاء المتابعات
الجزائية ةاارط تسااديد ميلغ الصاالح المتفق عليو ،ويكون إجراء قضااائي إذا تم في المرحلة القضااائية ،وتكون
ايبا من أسا ا ا ااباب انقضا ا ا اااء الدعوع العمومية أي أنو ترتيب فيها وليس يديزا
المصا ا ا ااالحة في هذه الحالة سا ا ا ا ا
عنها(.)5
الفرع الرابع :المصالحة الجزائية و األنظمة المشابهة لها
ال تنفرد المصا ا ا ا ا ااالحة الجزائية بكونها اليديل الوحيد عن الدعوع العمومية ،كما أنها وان كانت تعتمد
على تزقي اإلرادات التي تتفق على تجنب اإلجراءات القضائية ومحاولة فض النزاعات الجزائية بالتراضي
عددا من األنظمة
يين أطرافها ،فإنها ليس ا ا ا اات النظام الوحيد الذي يقوم على هذا األس ا ا ا اااس ،حيث أن هناك ا
القانونية المةااايهة لها ،فقد تختلا بغيرها وتةااايهها في األثر وان كانت تختلف في طييعتها( ،)6األمر الذي
عدم الخلا وتحري يينها وبين األنظمة القانونية األخرع ،يهد يقتضا ا ااي منا ييان أوجو الةا ا اابو واالختز
الص اواب في صااياغة األحكام ،ولتخكيد ذاتية المصااالحة الجزائية وتمييزها عن غيرها من األنظمة القانونية،
وهو ما سا ا ا ا اانعمل على تناولو من خزل مقارنة المصا ا ا ا ااالحة الجزائية بالصا ا ا ا االح المدني (أوالا) ،والتنازل عن
المسيق (ثالثاا). الةكوع ( ا
ثانيا) ،والمثول يناء على االعت ار
( -)1اإلجراء القضائي لو ضمانات يجب احترامها كعزنية الجلسات وتسييب االحكام ،واحترام حقوق الدفاع وتةكيل المحكمة
وقواعد تنظيمها وطييعة القواعد اإلجرائية المعمول يها وكيفية تطييقها في الحياة العملية ،فإذا خز اإلجراء القضا ا ا ا ا ا ااائي منها
أفرغ مضاامونو ،محمد سااليمان حسااين المحاساانة ،الصاالح وأثره على الجريمة االقتصااادية ،رسااالة ماجسااتير ،المرجع السااايق،
ص .95
( -)2وهو الرأي الذي ذهب إليو الدكتور :ميلود دريسي ،نفس المرجع ،ص .20
( -)3أسامة حسنين عييد ،الصلح في قانون اإلجراءات الجنائية :ماهيتو والنظم ،...رسالة دكتوراه ،المرجع السايق ،ص .8
()4
- Jean-Baptiste Perrier, La transaction en matière pénale, Op-Cit, p 1.
( -)5ميلود دريسي ،نفس المرجع ،ص ص .21-20
( -)6رأفت عيد الفتائ حزوة ،المرجع السايق ،ص .17
219
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
220
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
إذن فالمص ا ااالحة الجزائية والص ا االح المدني يتفقان في أن كل منهما يقص ا ااد بو حس ا اام خص ا ااومة دون
اس ا ااتص ا اادار حكم قض ا ااائي( ،)1كما أنهما ية ا ااتركان فيما يتعلق بالس ا اامة التعاقدية أو االتفاقية لكل منهما(،)2
اعا ،وكذلك الةخن بالنسبة للمصالحة الجزائية فالصلح المدني كما سيق تعريفو هو عقد يحسم بو الطرفان نز ا
يين اإلدارة والمتهم فتنعقد يتزقي إرادتي الطرفين ،اإلدارة يوصا ا اافها القائمة على حماية المصا ا االحة المحمية
من جهة والمتهم من جهة أخرع( ،)3ويترتب عليها انقضاء الدعوع العمومية(.)4
-2أوجه االختالف:
رغم اإلقرار بالطابع االتفاقي للمصا ا ااالحة الجزائية ،فليس بالضا ا اارورة أن كل اتفاق مصا ا ااالحة( ،)5وان
كان من المؤكد أن المص ا ااالحة في المواد الجزائية وعقد الص ا االح المدني يتفقان في عدة أوجو ،الس ا اايما وأن
يعتير أن المصا ااالحة الجزائية تقوم على أسا اااس المادة 2044من القانون ()6
هناك اتجاه في الفقو الفرنسا ااي
متعددة تساتمد من خزلها المصاالحة الجزائية المدني الفرنساي ،فإن ذلك ال يحول دون وجود أوجو اختز
خصااوصاايتها ،مردها يرجع في األساااس إلى القاعدة التي تمت مخالفتها والتي نةااخ بسااييها هذا النزاع ،كما
النزاع(.)7 يينهما في المصلحة التي تحميها هذه القاعدة وفي أط ار ييدو الخز
فهما يختلفان من حيث طييعة النزاع ،فالص ا االح المدني يتعلق يرغبة أطرافو في إنهاء نزاع يدور حول
المصااالح الخاصااة يهم ،يينما تقتصاار المصااالحة الجزائية على المنازعات التي تنةااخ بمناساابة وقوع جريمة
يتعلق يهااا حق المجتمع من خزل الاادعوع العموميااة ،ومرد ذلااك أن الاادعوع العموميااة من حق المجتمع
وهي من النظام العام ومن ثم ال يجوز الصلح عليها( ،)8حيث تجد الدعوع العمومية سييها في االضطراب
الدعوع المدنية التي هي من النظام الخاص ،وتنةا ا ا ا ا ا ااخ عن االجتماعي الذي خلفتو الجريمة ،وذلك يخز
( -)1أنيس حس اايب الس اايد المحزوي ،الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية :د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو
اإلسزمي ،مكتبة الوفاء القانونية ،المرجع السايق ،ص .78
( -)2أمين مصطفى محمد ،انقضاء الدعوع الجنائية بالصلح :وفاقا ألحكام القانون رقم ،...174المرجع السايق ،ص .22
( -)3مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .99
( -)4حيدر المالكي ،أثر الصا ا ا ا ا االح في انقضا ا ا ا ا اااء الدعوع الجنائية في الجرائم المالية :د ارسا ا ا ا ا ااة مقارنة ،دار الجامعة الجديدة،
اإلسكندرية ،مصر ،2019 ،ص .31
()5
- jean-Baptiste Perrier, La transaction en matière pénale, Op-Cit, p 3.
()6
- Allix et Roux, les droits de douanes, Tome II, La transaction en matière douanière, Paris, 1932, p 347.
مةا ا ا ا ا ا ااار إليو لدع :مدحت عيد الحليم رمضا ا ا ا ا ا ااان ،اإلجراءات الموجزة إلنهاء الدعوع الجنائية :في ضا ا ا ا ا ا ااوء تعديزت قانون
اإلجراءات الجنائية-دراسة مقارنة ،-دار النهضة العربية ،القاهرة ،مصر ،2004 ،ص .81
( -)7رأفت عيد الفتائ حزوة ،المرجع السايق ،ص .17
( -)8ةهد أياد حازم ،المرجع السايق ،ص .44
221
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1علي محمد المييضين ،الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة في القانون األردني ،المرجع السايق ،ص .36
( -)2س ا ااعادي عار محمد صا ا اوافطة ،الص ا االح في الجرائم االقتص ا ااادية ،ماجس ا ااتير في القانون العام ،جامعة النجائ الوطنية
نايلس-فلسطين ،-كلية الدراسات العليا ،2010 ،ص .23
( -)3محمد رفيق مؤمن الةااوبكي ،محمد إيراهيم نقاسااي ،محمد ليبا " ،الصاالح يديزا للدعوع الجزائية في القانون الفلسااطيني"،
مجلة التجديد-الجامعة اإلسزمية العالمية بماليزيا ،-المجلد ،22العدد ،2018 ،43ص .83
( -)4ةهد أياد حازم ،نفس المرجع ،ص .47
( -)5محمد س االيمان حس ااين المحاس اانة ،التص ااالح وأثره على الجريمة االقتص ااادية ،رس ااالة ماجس ااتير ،المرجع الس ااايق ،رس ااالة
ماجستير ،ص .86
( -)6محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص ص .61-60
( -)7محمد سليمان حسين المحاسنة ،التصالح وأثره على الجريمة االقتصادية ،دار وائل للنةر والتوزيع ،المرجع السايق ،ص
.135
222
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
حص ا اارها القانون ،وحدد قواعد التص ا ااالح بة ا ااخنها( ،)1إذ يتميز الص ا االح المدني باتس ا اااع نطاقو ومجاالتو فهو
فيو حرية كييرة في االتفاق ،فز يقيد الص ا ا ا االح المدني إال جائز في كافة المنازعات المدنية ويملك األط ار
قانونية العقد وفكرة النظام العام وارداب العامة التي هي ذات مفهوم أرحب عنها في المسااائل الجزائية ،أما
حصر ألنها تدور في فلك الدعوع العمومية ونطاقها(.)2
اا مجال المصالحة الجزائية فهو ضيق ومحدد
ومن جهة أخرع ،فإنو إن لم يكن باإلمكان إقامة الدعوع العمومية إال على الفاعلين أو الةااركاء في
الجريمة فإن الدعوع المدنية يمكن إقامتها أيض ا ااا على الورثة واألة ا ااخاص الذين يعتيرهم القانون مس ا ااؤولين
عن حقوقو المدنية(.)3
كما يختلفان من حيث األط ار ،إذ يكون أحد طرفي الخص ااومة في المص ااالحة الجزائية جهة إدارية
النزاع محل أو سا ا ا ا االطة عامة تمثل المجتمع في الحفاظ على المصا ا ا ا ااالح العامة وحمايتها ،في حين أط ار
وهو يذلك يتفق مع الصلح الجنائي يين األفراد(.)5 ()4
الصلح المدني هم أفراد عاديون
أخير فإنهما يختلفان من حيث األثر المترتب على كل منهما ،فالمص ا ااالحة الجزائية ال يترتب عليها
و اا
حسا اام النزاع المدني واسا ااقاط الحقوق واالدعاءات التي كانت محل نزاع بصا اافة نهائية ،يل انقضا اااء الدعوع
إلى مجرد أنو يكفي لتحقيق المص ا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية أن تتجو إرادة األط ار ()6
العمومية ،وهنا يرع البعض
الواقعة القانونية المكونة لها دون أن يكون لها دور بةا ا ا ا ا ا ااخن ارثار المترتبة عليها ،فالقانون وحده هو الذي
يتولى ينفسا ا ا ا ا ااو ترتيب هذه ارثار بمجرد اتفاق طرفي الخصا ا ا ا ا ااومة على المصا ا ا ا ا ااالحة ،وبالتالي تترتب اثار
المصالحة الجزائية بمجرد تمامها ولو لم تتجو إرادة الطرفين إلى هذا األثر ،أما الصلح المدني فإنو ي ةترط
لتحققو أن يتوافر عنص ا ا ا اار اخر هو اإلرادة المتجهة إلى أثر هذا العمل بما ينطوي على تخويلو حق تعديل
هذه ارثار ،فالصلح المدني يرتب اثاره بحسب رغبة المتعاقدين بما لهم من سلطة التصر إزاء مصالحهم
الخاصة(.)7
( -)1فايز عيد الحميد عيد أ الس االيحات ،المرجع الس ااايق ،ص ص ، 23-22منى محمد يلو حس ااين ،المرجع الس ااايق ،ص
، 237عادل عيد العال إيراهيم خراةي ،المرجع السايق ،ص .23
( -)2مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص ص .100-99
( -)3محمد صزئ السيد ،المرجع السايق ،ص .60
( -)4رأفت عيد الفتائ حزوة ،المرجع السايق ،ص .18
( -)5أنيس حس اايب الس اايد المحزوي ،الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية :د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو
اإلسزمي ،دار الفكر الجامعي ،المرجع السايق ،ص .61
( -)6أحمد فتحي سرور ،الجرائم الضرييية ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،مصر ،1990 ،ص ،261مةار إليو لدع :مدحت
محمد عيد العزيز إيراهيم ،المرجع السايق ،ص ص .37-36
( -)7عائةة موسى ،مركز الضحية في الدعوع العمومية ،المرجع السايق ،ص .128
223
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1أنيس حس اايب الس اايد المحزوي ،الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية :د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو
اإلسزمي ،دار الفكر الجامعي ،المرجع السايق ،ص .74
( -)2داود زمورة ،المرجع السايق ،ص .102
( -)3أسامة أحمد محمد النعيمي ،المرجع السايق ،ص .306
( -)4محمد حنفي محمود ،المرجع السايق ،ص .106
224
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
تحريكها( ،)1فهما نظامان يتةا ا ااايهان من حيث األسا ا اااس القانوني إذ يسا ا ااتند كل منهما إلى االتجاه صا ا ااوب
دور أكثر إيجايية وفاعلية على مصااير الدعوع العمومية ،فهما من األس اباب الة اخصااية إعطاء المتقاضااين اا
النقض ا ااائها ،ومن ناحية أخرع فهما يتس ا اامان بطابع اس ا ااتثنائي ،حيث ال يحدثان هذا األثر إال في الحاالت
المنصااوص عليها ص اراحة ،إذ تكون المصااالحة جائزة عندما ينص القانون على ذلك ص اراحة ونفس األمر
فترضا لتحريك الدعوع العمومية(.)2 طا م ا بالنسبة للتنازل عن القيد اإلجرائي ،عندما يكون هذا األخير ةر ا
قانونيا يحدث أثره
ا ويتفق التنازل عن الةا ا ااكوع مع المصا ا ااالحة الجزائية في أن كليهما يعتير تص ا ا ارافا
()3
كما أن كل منهما يعتير وملزما لمن أصا اادره وال يجوز الرجوع فيو ألي سا اايب من األسا ااباب
ا فور صا اادوره
عمل إرادي(.)4
ويتفقان من حيث أن النطاق الموض ااوعي لكل منهما يقتص اار على جرائم معينة حددها المة اارع على
نظر لطابعهما االسا ا ااتثنائي ،أما نطاقهما الزمني فيجوز اللجوء إليهما في أي مرحلة كانت
سا ا ااييل الحصا ا اار اا
عليها الدعوع مادام لم يصدر فيها حكم بات ماعدا ما استثني ينص خاص(.)5
كما يترتب على كليهما ذات األثر وهو انقض ا ا ا اااء الدعوع العمومية ،وهذا االنقض ا ا ا اااء متعلق بالنظام
العام ،ومن ثم يمكن للمحكمة أن تقضا ا ا ااي بو من تلقاء نفسا ا ا ااها ولو لم يطلبو المتهم ،كما يجوز التقدم يهذا
الطلب ولو ألول مرة أمام المحكمة العليا(.)6
-2أوجه االختالف
بالرغم من أوجو التةا ااابو العديدة يين المصا ااالحة الجزائية والتنازل عن الةا ااكوع باعتبارهما من يدائل
يين النظااامين ،والتي يمكن أن تثااار في الاادعوع العموميااة ،إال أن هااذا ال يمنع من إيراز أوجااو االختز
المسائل التالية:
المص ا ااالحة الجزائية تختلف عن التنازل من حيث الطييعة القانونية لكل منهما ،فالمص ا ااالحة الجزائية
تص اار قانوني يس ااتند إلى التقاء إرادة المجني عليو وااردة المتهم على إنهاء النزاع القائم يينهما بالت ارض ااي،
ومن ثم ال ينعقد وال ينتج أثره إال باتفاقهما عليو ،فالمص ا ا ااالحة الجزائية حق مة ا ا ااترك لكل من المجني عليو
والمتهم ،وال يمكن ألحدهما أن يباة ا ا ا ا اره يإرادتو المنفردة ،ولكل واحد منهما أن يعرضا ا ا ا ااو على ارخر فيقيلو
225
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
فتنقضااي الدعوع العمومية يذلك أو يرفضااو فتظل الدعوع قائمة حتى يفصاال فيها( ،)1فالمصااالحة تصاار
قانوني تبادلي تتخذ فيو إرادة طرفيو مكانة سامية(.)2
وعلى العكس ،فإن التنازل ييدأ من المجني عليو ويصدر عنو يإرادتو المنفردة وال يتوقف على موافقة
المتهم حتى ينتج أثره القانوني في انقضاء الدعوع الجزائية(.)3
وأن المصالحة الجزائية ال تتقيد يوجوب سيق تقديم ةكوع أو طلب في حين أن التنازل يقتصر على
الحاالت التي يتطلب فيها المةرع ضرورة تقديم ةكوع أو طلب(.)4
وان كان هذا ال يمنع حصااول المجني عليو ()5
والتنازل عن الةااكوع األصاال فيو أن يكون بز مقايل
على مقايل قيل أن يقوم بالتنازل ،فقد يكون بعوض أو بغير عوض ،في حين أن المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية ال
إلى القول أن التناازل قاد يكون ينااء على ()7
تكون إال بمقاايال أياا كاانات قيمتاو( ،)6هاذا ماا دعاا بعض الفقاو
صاالح ضاامني ،ويترتب على ذلك القول بخن كل مصااالحة تتضاامن تنازالا ،يينما العكس غير صااحيح ،فليس
صلحا.
ا كل تنازل يتضمن
كما أنهما يختلفان من حيث الة ااكل ،فاألص اال أن للمة ااتكي الحق في أن يتنازل عن ة ااكواه المقدمة
إلى الجهات المختص ااة بص ااورة خطية أو ة اافوية وال يتطلب القانون ة ااكزا ا
معينا لتقديم التنازل إلى الجهات
226
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
بة اارط أن يكون قاطع الداللة على رغبة المجني عليو في وقف األثر القانوني لة ااكواه( ،)2في ()1
المختص ااة
طا جوهرايا إلثباتها( ،)3يل ال تكون إال مكتوبة(.)4
حين أن المصالحة الجزائية تعد الكتابة فيها ةر ا
()5
ثالثا :المصالحة الجزائية ونظام التفاوض عل اإلعتراف بالجرم
يعتير نظام المفاوض ا ا ااة أو المس ا ا اااومة على االعت ار ،من األنظمة التي عنيت بايتس ا ا ااار اإلجراءات
بطريق المساومة يعتير ةكزا للتفاوض ،أو المساومة يين الجزائية ،وهو نظام أمريكي النةخة( ،)6واالعت ار
الجاني على الوصاا ااول إلى تساا ااوية( ،)7ويتمثل هذا النظام في اعت ار السا ا االطات القضاا ااائية والجاني يهد
نفس ا ا ا ا ااو بارتكاب الجريمة التي تس ا ا ا ا ااندها النيابة العامة إليو نظير مزايا معينة( ،)8فقد يحكم عليو بعقوبة أقل
جس ا ا ا ا ا ا ااامة من تلك التي كان من الممكن أن يحكم يها عليو ،من خزل اإلجراءات الجزائية المعتادة ،كما
تتغاضى سلطة االتهام عن التهم المسندة إليو وتخفف من وصفها(.)9
ويقترب هذا النظام من النظام اإليطالي ،وهو تطييق العقوبة يناء على طلب األط ار ،وهو ما أكد
عليو المة ا ا ا اارع اإليطالي في قانون اإلجراءات الجزائية في المادة رقم ،444حيث تتم مناقة ا ا ا ااة االتهام يين
دفاع المتهم والنيابة العامة يدون وجود العنصا ا ا اار القضا ا ا ااائي ،ويتم االتفاق على اليراءة أو اإلدانة أو تعديل
االتهام أو العقوبة ،كما يجوز تطييق عقوبة يديلة أو عقوبة مالية أو عقوبة س ا ا ا ا ا ا ااالبة للحرية مع إنقاص
العقوبة بمقدار الثلث(.)10
ويعد هذا النظام من األنظمة الرضا ا ا ااائية التفاوضا ا ا ااية س ا ا ا اواء من جانب النيابة العامة ،أو من جانب
الجاني أو محاميو بطلب اللجوء إليو(.)11
( -)1ةا ااهد أياد حازم ،المرجع السا ااايق ،ص ، 52وطفة ضا ااياء ياسا ااين ،المرجع الس ا ااايق ،ص 69وما بعدها ،مجدي فتحي
حسين نجم ،المرجع السايق ،ص .63
( -)2محمد عيد المحساان سااعدون ،علي سااعد عمران " ،دور المجني عليو في انقضاااء الدعوع الجزائية عن طريق الصاالح "،
مجلة الكوفة للعلوم القانونية والسياسية-العراق ،-المجلد ،8العدد ،2015 ،24ص .302
( -)3فايز عيد الحميد عيد أ السليحات ،المرجع السايق ،ص .30
( -)4منى محمد يلو حسين ،المرجع السايق ،ص .240
بالجرم بة ا ا اايء من التفص ا ا اايل في الفص ا ا اال الثاني من الباب الثاني من هذه ( -)5س ا ا اانتناول نظام التفاوض على اإلعت ار
الرسالة.
( -)6محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص .26
( -)7السيد عتيق ،المرجع السايق ،ص ص .58-57
( -)8مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم ،المرجع السايق ،ص .37
( -)9أس ااامة حس اانين عييد ،الص االح في قانون اإلجراءات الجنائية :ماهيتو والنظم المرتبطة بو-د ارس ااة مقارنة ،-رس ااالة دكتوراه،
المرجع السايق ،ص .83
( -)10محمد حكيم حسين الحكيم ،نفس المرجع ،ص .26
( -)11منصور عيد السزم عيد الحميد حسان العجيل ،المرجع السايق ،ص .94
227
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
المس اايق بالجرم()1هو نظام قض ااائي إلدارة والثايت أن نظام المس اااومة أو المثول يناء على االعت ار
الدعوع العمومية ،حيث يرع جانب من الفقو الفرنسا ااي أن هذا النظام هو ةا ااكل من أةا ااكال التصا ااالح يين
االتفاق السلطة القضائية والمتهم( ،)2وتكمن حجة هذا الرأي في حضور عضو النيابة العامة ضمن أط ار
على فرض العقوبة(.)3
المس اايق بالجرم مع نظام المص ااالحة الجزائية، ويقترب يهذا المفهوم نظام المثول يناء على االعت ار
يين النظامين. األمر الذي يقودنا إلى ييان أوجو الةبو واالختز
-1أوجه الشبه بين النظامين
المسا ا ا اايق بالجرم في عدة جوانب من تتفق المصاا ا ااالحة الجزائية مع نظام المثول يناء على االعت ار
أهمها:
المرجو المس اايق بالجرم في الهد تة ااتراك المص ااالحة الجزائية مع نظام المثول يناء على االعت ار
من كل منهما وهو تبس ا ا اايا إجراءات الدعوع العمومية( ،)4وحل أزمة العدالة الجزائية ،كما أنهما ية ا ا ااتركان
في أن كل منهما يتطلب التقاء إرادتين( ،)5فكزهما يةا ا ا ا ا ا ااكل اتفاق يين طرفين( ،)6لهما حرية االختيار في
اللجوء إليهما فالمصالحة الجزائية في بعض األحيان يتم عرضها من قيل النيابة العامة أو من قيل اإلدارة
المعنية المتضااررة من الجريمة ،أو يتم طليها من المتهم أو وكيلو الخاص ،وهو حر في قيولها أو رفض اها،
المس ا ا ا اايق بالجرم فهو ارخر يتس ا ا ا اام بالحرية في األخذ بو كذلك األمر بالنس ا ا ا اابة للمثول يناء على االعت ار
وقيولو من قيل المتهم أو عدم قيولو في حالة ما اثر هذا األخير س ا ا ا ا ا االوك اإلجراءات العادية لنظر الدعوع
( -)1قد تينت هذا النظام صراحة كل من إنجلت ار وكندا وأخذت بو ينفس التوسع الذي أخذت بو الواليات المتحدة األمريكية ،إذ
يكون جائ از في جميع الجرائم وخزل جميع مراحل الدعوع العمومية ،أما التة ا ا ا ا ا ا اريعات األوروبية كاإلسا ا ا ا ا ا اابانية واإليطالية
واليرتغالية ،أخذت يهذا النظام غير أنها اتسا ا اامت يتضا ا ااييقها لو ،حيث اقتصا ا اارت على صا ا اانف معين من الجرائم التي تتميز
بض اآلة الجسااامة التي يتصااف يها الساالوك اإلجرامي وتفاهة الضاارر ،طارق كور ،المصااالحة في جريمة الصاار ،أطروحة
مقدمة لنيل ةا ا ااهادة دكتوراه علوم في القانون العام ،تخصا ا ااص :قانون جنائي دولي ،جامعة اإلخوة منتوري قسا ا اانطينة ، 1
كلية الحقوق ، 2018-2017 ،ص .151
إلى تبسا اايا اإلجراءات الجزائية وسا اارعتها، -أخذ بو المةا اارع الفرنسا ااي في إطار اسا ااتحداث المزيد من الوسا ااائل التي تهد
بموجب القانون رقم 204-2004الص ا ااادر في 9مارس 2004بة ا ااخن العمل على مزئمة العدالة لتطور الظاهرة اإلجرامية،
ةريف سيد كامل ،الحق في سرعة اإلجراءات الجنائية :دراسة مقارنة ،ط ( 2معدلة) ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،مصر،
، 2018ص ، 270أما بالنسبة للقانون الجزائري ونظيره المصري فقد خز كل منهما من مثل هذا النظام.
( -)2مجدي فتحي حسين مصطفى نجم ،المرجع السايق ،ص .71
( -)3ميزد بةير ميزد غويطة ،المرجع السايق ،ص .66
( -)4مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .102
( -)5ميزد بةير ميزد غويطة ،نفس المرجع ،ص .66
( -)6ميلود دريسي ،المرجع السايق ،ص .80
228
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
229
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
بو ،يل قد يكون خيا اار للمتصا ا ا ا ا ااالح في التخلص من اثار النزاع عن طريق المصا ا ا ا ا ااالحة ال يعني االعت ار
المس ا ا اايق بالجرم فإن أس ا ا اااس ا ا ااو هو المتابعة غير المض ا ا اامونة النتائج ،أما نظام المثول يناء على االعت ار
اإلقرار بالجرم ،حيث يوفر على النيابة العامة والقاضا ا ا ا ا ا ااي البحث في ثيوت الجرم من خزل أدوات البحث
التقليدية-التحقيق االيتدائي والقضائي-إلى الفصل في العقوبة المناسبة مباةرة(.)1
الفئة المةمولة بالمصالحة الجزائية في أغلب التةريعات الجزائية ،تةمل الجرائم االقتصادية والمالية
بالجرم، وبعض المخالفات التنظيمية ،وهذه الجرائم ال يطيق بةا ا ا ا ااخنها نظام المثول على أسا ا ا ا اااس االعت ار
حيث نجد هذا األخير مجالو الحيوي في جرائم األفراد(.)2
مجمل القول ...أن نظام المصااالحة الجزائية واألنظمة األخرع من صاالح مدني وتنازل عن الةااكوع
المسا ا ا ا ا اايق بالجرم ،أنظمة تتةا ا ا ا ا ااابو في بعض الجوانب وتختلف في أخرع ،وال والمثول يناء على االعت ار
إال مزيد من التخكيد على ذاتية وخص ا ااوص ا ااية كل نظام واس ا ااتقزليتو يض ا اافي هذا االتفاق أو ذاك االختز
يذاتو عن ارخر.
230
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ولهذا تعد المص ا ااالحة الجزائية نظام قانوني قائم يذاتو متخص ا اال في معظم التةا ا اريعات المقارنة والتي
اتفقت على األخذ بو ،إال أن طييعتها القانونية ليساات محل اتفاق لدع فقهاء القانون الجنائي ،حيث تباينت
ارراء حول إضا اافاء وصا ااف قانوني معين على طييعة هذا النظام ،كما تنوعت صا ااورها وأنواعها حيث درج
خصوصا.
ا عموما والمصالحة الجزائية محل الدراسة
ا الفقو على تمييز نوعين من الصلح الجزائي
األمر الذي يقودنا إلى ييان أنواع المص ا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية(الفرع األول)والبحث في ارراء الفقهية التي
تناولت الطييعة القانونية لهذا النظام(الفرع الثاني).
الفرع األو :أنواع المصالحة الجزائية.
األصا ا ا ا ا ا اال العام للصا ا ا ا ا ا االح الجزائي هو الذي يتم يين المجني عليو والمتهم أي يين األفراد وعلى هذا
األس ا اااس ة ا اارع الص ا االح إلنهاء الض ا ااغائن واألحقاد ،وبعد تطور نظام الدولة وظهور المؤسا ا اس ا ااات المختلفة
وتة ا ا ااعب العزقات التي تربا األفراد يهذه المؤسا ا ا اس ا ا ااات والس ا ا اايما االقتص ا ا ااادية منها ،كان اليد من ظهور
النزاعات نتيجة تيلور هذه العزقات وتعارض المصا ا ا ا ا ا ااالح فيها و بالتالي ظهرت الحاجة إلى إنهاء هذه
النزاعات بخقل تكاليف وأسا اارع وقت مما أدع إلى ظهور المصا ااالحة يين الدولة واألفراد( ،)1فلقد اعتمدت في
المجال االقتص ااادي والمالي ،خاص ااة في ميدان الجمارك والص اار وجرائم الممارس ااات التجارية ،ثم توسا اع
األخذ يهذا النظام ليةمل فئة أخرع من الجرائم من الجنح البسيطة والمخالفات أو ما يصطلح على تسميتو
حديثاا بالجرائم التنظيمية ،والصلح في المادة الجزائية يخخذ صورتين أساسيتين حيث يعمد أغلب الفقو إلى
إعمال معيار يقسا ا اام الجرائم حسا ا ااب طييعة الحق المعتدع عليو ،ويفرقون في هذا الصا ا اادد يين الصا ا االح في
الجرائم التي فيها ضرر بالمصلحة العامة ،وتلك التي فيها اعتداء على المصلحة الخاصة باألفراد(.)2
أما عن هذه األخيرة ،أي جرائم األفراد الجائز فيها الصا ا االح ،فتةا ا اامل تلك االعتداءات التي تقع على
حقوق أس ا اااس ا ااية ،وجوهرية للفرد ،وال تتعداه لتمس بالمص ا ااالح االجتماعية العامة ،وهي طائفتان جرائم تهدد
بالخطر ،أو تلحق الضاارر بالحقوق اللصاايقة بةااخص المجني عليو وتةااكل عدو اانا على وجوده المادي أو
المعنوي ،وجرائم تهدد بالخطر ،أو تلحق الض ا اارر بالحقوق المالية لإلنس ا ااان أي تة ا ااكل عدو اانا على وجوده
المالي أو ذمتو المالية ،وقد اصااطلح الفقو على تساامية األولى يجرائم االعتداء على األةااخاص ،أما الثانية
فتعر يجرائم االعتداء على األموال(.)3
أما المصا ااالحة الجزائية في الجرائم المض ا ارة بالمصا االحة العامة موضا ااوع الد ارسا ااة كيديل تقليدي عن
الدعوع العمومية ،فقد درج الفقو على تقساايمها إلى صااورتين هي األخرع ،األولى تتمثل في المص االحة في
231
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الجرائم االقتصادية والمالية ،والثانية هي المصالحة في الجرائم التنظيمية ،وهو ما سنيينو فيما يلي:
أوال :المصالحة الجزائية ف الجرائم االقتصادية
()1
إلى تسمية هذا الةكل من أةكال المصالحة الجزائية ،بالمصالحة الجزائية يذهب جانب من الفقو
في الجرائم االقتص ا ااادية والمالية ،وأس ا اااس هذه التس ا اامية مرده أن النطاق الموض ا ااوعي لهذه الص ا ااورة والذي
ينحصر في إطار الجرائم االقتصادية والمالية ،وفي هذا الةخن يذهب الفقو الفرنسي إلى التفرقة يين الجرائم
المالية والجرائم االقتص ااادية ،فاألولى تنص ااب على مالية الدولة ،أما الثانية فتنص ااب على اقتصا اادها ،غير
أن التفرقة يين مالية الدولة واقتص ااادها أمر عس ااير ،القتران مالية الدولة واقتص ااادها في كيان واحد ،فمالية
الدولة تعتير فراعا من اقتص ااادها ،وبالتالي يعد اقتص اااد الدولة أعم وأة اامل من ماليتها( ،)2لذا اعتمد الباحث
تسمية المصالحة في الجرائم االقتصادية ألنها تجمع يين المال واالقتصاد.
وقد اتجهت السياسة الجزائية في العديد من التةريعات المقارنة وعلى رأسها فرنسا ،الجزائر ،مصر،
إلى االخذ يإجراء المصا ا ا ااالحة الجزائية كيديل عن الدعوع العمومية وسا ا ا اايب النقضا ا ا ااائها في بعض الجرائم
االقتصا ااادية( ،)3حيث اتجهت هذه التة ا اريعات بالسا اامائ لبعض اإلدارات يإجراء المصا ااالحة مع من يخالف
القوانين التي تقوم على تطييقها تلك اإلدارات ،بحيث تتوقف اإلجراءات الجزائية يهذه المصااالحة ،وتنقضااي
محددا( ،)4ويعر الفقو الجريمة االقتصا ا ا ا ا ا ااادية
ا الدعوع العمومية قيل المخالف الذي يوافق على دفع ا
ميلغا
بخنها " :كل فعل غير مة ااروع مض اار باالقتص اااد القومي إذا نص على تجريمو في قانون العقوبات ،أو في
القوانين الخاص ا ااة يخطا التنمية االقتص ا ااادية الص ا ااادرة من الس ا االطة المختص ا ااة "( ،)5أو هي " كل عمل أو
امتناع يقع بالمخالفة للتة ا ا ا اريع االقتصا ا ا ااادي ،إذا نص على تجريمو س ا ا ا اواء في قانون العقوبات أو القوانين
الخاصة المتعلقة يخطا التنمية االقتصادية والصادرة من السلطة المختصة لمصلحة الةعب"( ،)6والقانون
االقتصا ا ااادي يعني مجموعة النصا ا ااوص التي من خزلها تتوصا ا اال الدولة لتنمية اقتصا ا ااادها القومي وحماية
س ااياس ااتها االقتص ااادية( ،)7ويقص ااد بالس ااياس ااة االقتص ااادية للدولة بص اافة عامة كل ما يتعلق باتخاذ الق اررات
( -)1محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص 94وما بعدها.
( -)2رياض مفتائ ،الجريمة االقتصادية في إطار التقاضي والتصالح في الدول العربية :دراسة مقارنة ،مكتبة الوفاء القانونية،
اإلسكندرية ،مصر ،2019 ،ص .337
( -)3محمد خميخم " ،انقضاااء الدعوع العمومية بالصاالح في الجريمة االقتصااادية في التة اريع الجزائري" ،مجلة الفقو والقانون
المغربي ،العدد ،2013 ،14ص .103
( -)4أمين مصاطفى محمد ،انقضااء الدعوع الجنائية بالصالح:وفقا ألحكام القانون رقم ،...174المرجع الساايق،ص ص -12
13
( -)5رياض مفتائ ،نفس المرجع ،ص .337
( -)6علي محمد المييضين ،الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة ،المرجع السايق ،ص .27
( -)7محمد حكيم حسين الحكيم ،نفس المرجع ،ص .95
232
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
اقتصااادية واجتماعية معينة، الخاصااة باالختيار يين الوسااائل المختلفة التي يملكها المجتمع لتحقيق أهدا
والبحث عن أفضل الطرق الموصلة لتحقيق هذه األهدا ( ،)1وعلى العموم فإن فكرة المصالحة في الجرائم
طا وثياقا باالختيارات اإليديولوجية التي تعتنقها السلطة السياسية الحاكمة(.)2
االقتصادية ترتبا ارتبا ا
وتتميز الجرائم االقتص ا ا ا ا ا ااادية عن الجرائم العادية األخرع أن معظمها يتم التجريم فيو على أس ا ا ا ا ا اااس
ضرر وقد يحققو ،كما تخرج الجرائم االقتصادية عن بعض القواعد العامة اا الفعل الخطر ،وان كان لم يحقق
أحيانا عن فعل الغير،
ا في قانون العقوبات وخاص ا ااة عن أحكام المس ا ااؤولية الجزائية ،حيث تجري المس ا ااائلة
وأهم ما يميز هذا الص ا اانف من اإلجرام هو ازدواجية النظام اإلجرائي المتبع في نظرها ،حيث يتابع البعض
منها وفقا ألصا ا ا ا ا ا ااول اإلجراءات والمحاكمات الجزائية المقررة في القواعد العامة ،فيما يخرج عن حدود ذلك
البعض ارخر من الجرائم االقتص ااادية ،فتة ااكل الجريمة االقتص ااادية مخالفة إدارية تنقض ااي فيها المتابعات
الجزائية بالتصا ا ااالح أو المصاا ااالحة مع اإلدارة المختصاا ااة ،والسا ا اايما في القانون الخاص بالجمارك والتهريب
الجمركي(.)3
وترجع العلة في إقرار التة اريعات المقارنة لنظام المصااالحة الجزائية في التة اريعات االقتصااادية ،أن
التجريم في الجرائم االقتص ا ا ا ااادية يرمي إلى كفالة حقوق الخزينة العامة ،ومادام هناك وس ا ا ا اايلة أخرع ناجعة
مثل المص ا ا ا ا ا ا ااالحة تحقق هذا الغرض انتفت الحكمة من توقيع العقاب ،فز يهم المجتمع ما ينزل بمرتكب
الجريما ااة من األلم جراء العقوبا ااة ،بقااادر ما ااا يهم تحقيق نفع المجتمع من م ارعااااة مص ا ا ا ا ا ا ا ااالحاااو الما ااادياااة
واالقتص ا ا ااادية( ،)4وبذلك ال تكون هناك جدوع من إنفاق المال واض ا ا اااعة الوقت والجهد في س ا ا ااييل محاكمة
المتهم ،الساايما وأن هذا األخير عند طلبو إجراء المصااالحة يقترن هذا الطلب يإيداء اسااتعداده لدفع المقايل
الذي تطلبو الجهة المجني عليها(.)5
هذا وقد أخذت أغلب التةريعات االقتصادية المقارنة يهذه الصورة من المصالحة الجزائية في بعض
قوانينها الخاص ااة المتعلقة يتنظيم المجال االقتص ااادي والمالي( ،)6وعلى س ااييل المثال ال الحص اار ،التةا اريع
233
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1المااادة 265من قااانون الجمااارك الجزائريااة ،المااادة 350من قااانون الجمااارك الفرنس ا ا ا ا ا ا ايااة ،المااادة 124-119من قااانون
الجمارك الصرية.
( -)2المواد L 248و L 249من دفتر اإلجراءات الجنائية ،المادة 138من قانون الضرائب على الدخل المصري.
( -)3طو أحمد عيد العليم ،المرةد في الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو وأحكام القضاء وفقا ألحدث التعديزت ،...المرجع
السايق ،ص ، 138عيد اللطيف أيو دربالة عيد الفاضل األزرق ،المرجع السايق ،ص .52
( -)4ميلود دريسي ،المرجع السايق ،ص ص .40-39
( -)5رامي متولي القاضي ،التصالح في قضايا المال العام ،المرجع السايق ،ص ص.117-116 .
( -)6حمدي رجب عطية ،المرجع السايق ،ص ص.377-376 .
234
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
والحكمة من وراء إقرار التةريعات المقارنة إلجراء المصالحة الجزائية في الجرائم التنظيمية هي عدم
جدوع إض ا ا ا اااعة الوقت والجهد والمال في نظر دعاوع تافهة في ذاتها ،وبالتالي عدم إثقال كاهل القض ا ا ا اااء
والتخفيف عن المحاكم وافسائ الوقت للتفرغ لما هو أهم من القضايا ،خاصة وقد يقضي فيها بالميلغ نفسو
الذي تنص عليو المصا ا ا ا ااالحة ،والذي يحمل معنى العقوبة( ،)1أما الحكمة من وراء المصا ا ا ا ااالحة في الجرائم
االقتص ااادية فهي حص ااول الدولة على مس ااتحقاتها المالية وتحص اايل قيمة الض اارر الذي أص ااايها فمص االحة
الدولة المالية تقف وراء هذه المصالحة(.)2
وتخخذ أغلب التةريعات المقارنة ينظام المصالحة في هذه الجرائم التنظيمية ،ومنها التةريع الفرنسي
حيث نظم صور هذه المصالحة في بعض نصوص القوانين التنظيمية كقانون الطرق السريعة-المادة -8
L116قانون النقل بالسا ا ا ا ا ا ااكك الحديدية-المادة ،-L 2241 –3قانون النقل النهري -L4472 -2قانون
الغابات ،-L 161-25 -قانون الييئة -المادة ،-L 173-12قانون الريف والصيد البحري -المادة L -10
،-205ففي التةا ا ا ا اريع الفرنس ا ا ا ااي عدد الس ا ا ا االطات المس ا ا ا ااموئ لها باقترائ هذا النوع من اإلجراءات في تزايد
مستمر( ،)3أما بالنسبة للتةريع المصري فنجد هذه الصورة من المصالحة الجزائية في نص المادة 80من
قانون المرور ،والمادة 9في فقرتها الخامس ااة من قانون رقم 106لس اانة 2012تجيز إجراء المص ااالحة في
ة ا ا ا ااخن النظافة العامة ،أما بالنس ا ا ا اابة للتةا ا ا ا اريع الجزائري نجد أن تينيو لنظام المص ا ا ا ااالحة في مجال الجرائم
جدا إن لم نقل ة اابو معدوم على غرار نظيره المص ااري ،فقد ورث التةا اريع الجزائري عن
التنظيمية محتة اام ا
نظيره الفرنسااي فكرة المصااالحة في المخالفات التنظيمية إال أنو لم يتوسااع فيها كما فعل هذا األخير ،والتي
تخخذ صااورتين :غرامة الصاالح المنصااوص عليها في المادة 381من ق.إ.ج.ج أي مخالفات القانون العام
البسيطة ،والغرامة الجزافية المنصوص عليها في المادة 392من ق إج ج أي مخالفات قانون المرور(.)4
الفرع الثان :الطبيعة القانونية للمصالحة الجزائية
إلى جعل هذه األخيرة أكثر تيرز المصا ااالحة الجزائية كإحدع وسا ااائل السا ااياسا ااة الجزائية التي تهد
فاعلية ،وأكثر مراعاة لحقوق اإلنسان ،مما يثير جوانب ةتى ترتبا بطييعتها القانونية(.)5
ويقصا ااد يتحديد الطييعة القانونية ألي ظاهرة من الظواهر القانونية القيام بعملية تكييفها بقصا ااد اليت
في مس ا ا ا ا ا ا ااخلاة انتماائهاا إلى نظاام قاانوني ماا أكثر من انتماائهاا إلى نظاام قاانوني اخر ،وباالتاالي فاإن بحاث
( -)1طو أحمد عيد العليم ،المرةد في الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو وأحكام القضاء وفقا ألحدث التعديزت ،...المرجع
السايق ،ص .138حمدي رجب عطية ،المرجع السايق ،ص .376
( -)2نفس المرجع ،ص .376
()3
- Sarah-Marie Cabon, Op-Cit, pp 353-354.
( -)4ميلود دريسي ،المرجع السايق ،ص ص .42-41
( -)5أيو بكر علي محمد أيو سيف ،المرجع السايق ،ص .102
235
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الطييعة القانونية للمصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية يؤدي إلى مراجعة ما قيل من قيل الفقو عن النظام القانوني الذي
تنتمي إليو المصالحة أكثر من غيره(.)1
إال أن هذه الطييعة لم تكن محل اتفاق يين فقهاء القانون الجنائي ،حيث أن إضا اافاء وصا ااف قانوني
األنظمة القانونية التي نظمت موضااوع المصااالحة الجزائية، على طييعة المصااالحة وتكييفو تباين باختز
هاما في تحديد جوهر هذه المصا ا ااالحة ،مما أدع إلى تباين في
دور ا
فقد لعيت السا ا ااياسا ا ااة التة ا ا اريعية للدول اا
طييعتها القانونية(.)2
ويعد تحديد الطييعة القانونية للمص ا ا ااالحة في المواد الجزائية من المس ا ا ااائل بالغة التعقيد ،ويرجع ذلك
لعدة أسا ا ا ااباب منها أن أغلب التة ا ا ا اريعات إن لم نقل كلها لم تضا ا ا ااع تعريفا للمصا ا ا ااالحة الجزائية على غرار
د
التةاريع الجزائري والفرنسااي والمصااري ،األمر الذي انعكس على تعدد التعاريف الفقهية كما ساايق ييانو ،يل
فمنها من يسا ا ا ا اامي هذا النظام بالمصا ا ا ا ااالحة كالتة ا ا ا ا اريع الجزائري ()3
إنها اختلفت في تحديد المصا ا ا ا ااطلحات
والفرنسي Transactionومنها من سماه بالتصالح كالتةريع المصري ،كما أن السيب في ذلك يعود إلى أن
المة ا اارع الجزائري على وجو الخص ا ااوص لم يورد خطة موحدة في معالجة المص ا ااالحة الجزائية ،ولم يض ا ااع
نظرية عامة يهذا النظام ،وانما اقتص ا ا اار إيراد بعض النص ا ا ااوص التي تنظم حاالت متفرقة بحيث ال يجمع
الطييعة القانونية للمص ا ا ااالحة فيما يينها قواس ا ا اام كافية لتجعل منها نسا ا ا ااقا متماثزا مما انعكس على اختز
الزاوية التي ينظر منها إليو. الجزائية( ،)4وبذلك اختلفت طييعة هذا اإلجراء باختز
وكما ساايق ييانو يميز الفقو يين صااورتين للمصااالحة الجزائية في الجرائم المض ارة بالمصاالحة العامة،
وبذلك تختلف الطييعة القانونية للمصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية فيما إذا كانت تتعلق بالصا ا ا ا ا ا ااورة األولى أي بالجرائم
االقتص ااادية ،أو تتعلق بالص ااورة الثانية أي بالجرائم التنظيمية ،وهو ما س اانتناولو بة اايء من التفص اايل على
النحو ارتي ييانو:
أوال :الطبيعة القانونية للمصالحة الجزائية ف الجرائم االقتصادية
من المساالم بو أن الصاالح في المنازعات المدنية عقد ينهي بموجبو الطرفان ما يينهما من نزاع حاالا،
ويتوقيان بو ما قد ينةااخ يينهما من نزاع في المسااتقيل ،حيث يجد الصاالح أصاالو التاريخي في رحاب القانون
المدني ،ومن ثم فز صا ا ااعوبة في الجزم بطييعتو التعاقدية الص ا ا ارفة( ،)5إال أن األمر في المواد الجزائية جد
نظر للطييعة المزدوجة للمصا ا ااالحة الجزائية حيث تتطلب الحصا ا ااول على رضا ا ااا المتهم من ناحية،
مختلف اا
236
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
كما تتطلب الخضا ا ااوع لعقوبة جزائية من ناحية أخرع ،وهو ما أسا ا ااس لجدل عميق حول طييعتها القانونية،
نظاما ذو طييعة عقايية أم عقدية( ،)1وهو ما سنتناولو بالبحث فيما يلي:
فيما إذا كانت ا
()2
-Iالطبيعة العقدية للمصالحة الجزائية ف الجرائم االقتصادية
لقد حمل ضا ا ا اارورة توافر الرضا ا ا ااا يين مرتكب الجريمة واإلدارة إلجراء المصا ا ا ااالحة في هذا النوع من
الجرائم جانب من الفقو إلى اعتبار المص ا ااالحة الجزائية في الجرائم االقتص ا ااادية ذات ص ا اافة عقدية بما أنها
تساا ااتوجب تزقي اإلرادتين وتنازل كزهما عن جزء من حقو ،فاإلدارة تتنازل عن إقامة الدعوع العمومية أو
عن تنفيذ الحكم ،في حين يتنازل المخالف عن الضا ا ا ا ا ا اامانات القانونية التي تكفلها لو إجراءات المحاكمة
الجزائية ،هذا وان كان هذا الجانب من الفقو قد اتفق أص ا ا ا ا ااحابو على أن المص ا ا ا ا ااالحة الجزائية ذات طييعة
عقدية ،إال أنهم اختلفوا في تكييف المصالحة في الجرائم االقتصادية وفق أي نوع من العقود( ،)3فتنازع هذا
االتجاه ثزث تيارات فكرية ،األول يرع أن المصالحة الجزائية في الجرائم االقتصادية عقد مدني( ،)4والثاني
يرع أنها عقد إذعان أما الثالث فيرع أصحابو أنها عقد إداري ،وهو ما سنتناولو فيما يلي:
-1المصالحة الجزائية ف الجرائم االقتصادية عقد مدن
()5
المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية في هذا النوع من الجرائم بخنها عقد مدني بحت يكيف جانب كيير من الفقو
( -)1أس ا ااامة حس ا اانين عييد ،الص ا االح في قانون اإلجراءات الجنائية :ماهيتو والنظم المرتبطة بو-د ارس ا ااة مقارنة ،-دار النهض ا ااة
العربية ،المرجع السايق ،ص ص .46-45
( -)2يطلق بعض الفقو على هذا النوع من المصااالحة :تصااالح اإلدارة مع المتهم ،إذ يرون أن تقييد تصااالح اإلدارة مع المتهم
يهذا النوع من الجرائم فقا هو تقييد غير ميرر ،إذ أن المصا ا ااالحة الجزائية في هذا اإلطار تةا ا اامل جرائم ليسا ا اات من الجرائم
االقتصا ا ا ااادية بالمعنى الدقيق لها ،كما أن القوانين المختلفة تينت مواقف متباينة عند تنظيم الجرائم االقتصا ا ا ااادية ،وكذلك فإن
نطاق الجريمة االقتصادية لم يتحدد بعد بةكل واضح مما يؤدي إلى صعوبة كييرة في اعتبار أن تصالح اإلدارة ينحصر في
الجرائم االقتصادية ،...محمد سزمة يني طو ،المرجع السايق ،ص ص.83-82 .
( -)3رياض مفتائ ،المرجع السايق ،ص ص .379-378
( -)4يقصد بالعقد المدني في هذا المجال عقد الصلح ،مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .107
( -)5من أنصا ا ااار هذا الرأي :حسا ا اان صا ا ااادق المرصا ا اافاوي ،المرصا ا اافاوي في أصا ا ااول اإلجراءات الجنائية ،منةا ا ااخة المعار ،
اإلسا ا ا ا ا ا ااكناادريااة ،مصا ا ا ا ا ا اار ،2000 ،ص ،206عوض محمااد عوض ،المبااادئ العااامااة في قااانون اإلجراءات الجنااائيااة ،دار
المطيوعات الجامعية ،اإلسا ااكندرية ،مصا اار ،1999 ،ص ،139سا اار الختم عثمان إدريس ،النظرية العامة للصا االح الجنائي،
النظرية العامة للصا ا ا االح ،رسا ا ا ااالة دكتوراه ،جامعة القاهرة ،1989 ،ص 167وما بعدها ،نييل لوقا يباوي ،جرائم تهريب النقد
ومكافحتها ،رسا ا ا ااالة دكتوراه ،كلية الد ارسا ا ا ااات العليا ،أكاديمية الةا ا ا اارطة ،1992 ،ص ،348محمد علي سا ا ا ااالم عياد الحليي،
الوسا اايا في ة ا ارئ قانون المحاكمات األردني ،دار بغداد للنةا اار والتوزيع ،عمان( ،د س) ،ص ،177عيد الفتائ مصا ااطفى
الصا اايفي ،اإلجراءات الجنائية ،ج ،1دار الهدع للمطيوعات ،اإلسا ااكندرية ،1998 ،ص ،108مةا ااار إليهم لدع :طو أحمد
عيد العليم ،الموس ا ااوعة الة ا اااملة في ...الص ا االح الجنائي ،...المرجع الس ا ااايق ،ص ،154أحمد محمد محمود خلف ،المرجع
السايق ،ص 93وما بعدها.
-Jean PRADEl, Droit pénale, procédure pénale, Cujas, Paris, 1997, Tom II, n° 185, p 203.
237
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
يتماثل مع عقد الصلح المنصوص عليو في القانون المدني( ،)1فهو عقد تبادلي ييرم يين اإلدارة أو السلطة
( ،)2والتي تقايلها المختصا ا ااة ومرتكب الجريمة ،يخضا ا ااع لألحكام القانونية العامة للمادة 2044من ق م
اعا
المادة 549من ق م م والمادة 459من ق م ج ،وبالتالي فهو عقد ملزم لجانيين ينهي بو الطرفان نز ا
اعا محتمزا يين مرتكب الجريمة واإلدارة( ،)3فمن حيث كونو عقد فهو يتطلب اجتماعقائما أو يتوقيان بو نز ا
ا
()5 ()4
إرادتين هما إرادة المتهم وارادة اإلدارة ،إذ يقوم يتطايق اإليجاب والقيول .
وبمااا أنااو عقااد ينطوي على تنااازل تبااادلي يين الطرفين اإلدارة من جهااة والمتهم من جهااة أخرع(،)6
حيث يتنازل كل طر عن بعض حقوقو ،فتتنازل الجهة اإلدارية عن طلب رفع الدعوع العمومية ،ويتنازل
مرتكب الجريمة عن ضا ا اامانات التحقيق والمحاكمة العادلة التي يكفلها لو القانون ،ولهذا تكيف المصا ا ااالحة
الجزائية في الجرائم االقتصادية بخنها عقد رضائي كما هو حاصل في الصلح المدني(.)7
فهي وفق ااا له ااذا الرأي تصا ا ا ا ا ا اار ق ااانوني()8من ج ااانيين ،ويطلق الفق ااو على ه ااذا االتج اااه النظري ااة
التقليدية(.)9
حيث يرع أصا ا ا ا ا ا ااحاب التيار التقليدي أن المصا ا ا ا ا ا ااالحة ذات طابع مدني عقدي يتوافر فيها األركان
األسااساية لعقد الصالح المدني( ،)10فعنصار النزاع القائم أو المحتمل موجود في المصاالحة الجزائية ،يل هو
في حسا ا ا ا ا اام النزاع فهي بز ةا ا ا ا ا ااك متوافرة ويمكن متوقعا فقا ،وبخصا ا ا ا ا ااوص نية األط ار
ا نزاع مؤكد وليس
اسااتخزصااها من لجوء كل من اإلدارة والمتهم إلى إيرام مصااالحة يينهما ،إذ ال يمكن أن تتجو إرادتهما إلى
مةار إليو لدع :أمينة سماعين فراقي ،المرجع السايق ،ص .366
( -)1محمد صزئ السيد ،المرجع السايق ،ص .30
()2
- Rozenn CREN, Op-Cit, p 255.
()3
- NAAR Fatiha, La transaction pénale en matière économique, Thèse pour le doctorat en science, Spécialité:
Droit, Université Mouloud Mammeri de TIZI-OUZOU, Faculté de droit et science politique, 2013, p 115.
( -)4إيراهيم حامد طنطاوي ،المرجع السايق ،ص ص .28-27
( -)5طزل جديدي ،المرجع السايق ،ص .202
( -)6ة ااهد أياد حازم ،المرجع الس ااايق ،ص ،38محمد س االيمان حس ااين المحاس اانة ،التص ااالح وأثره على الجريمة االقتص ااادية،
رسالة ماجستير ،المرجع السايق ،ص ص .100-99
( -)7س االيمان ين ناص اار ين محمد العجاجي ،أحكام التص ااالح الجنائي ،بحث مقدم كورقة عمل لندوة التحكيم الجنائي ،جامعة
نايف العربية للعلوم األمنية ،2012 ،ص .17
في مجال القانون الخاص ،ييد أن الفقو المقارن ،دأب على اسااتخدامو في مجال القانون ( -)8اسااتخدام هذا المصااطلح مخلو
الجنائي ،ويقص ااد بالتصا ار القانوني :عمل إرادي ص ااادر عن اإلنس ااان لترتيب اثار قانونية وفي المجال الجنائي يقص ااد بو:
اإلرادة لترتيب اثار جنائية ،محمد حكيم حسين حكيم ،المرجع السايق ،ص .97 انص ار
( -)9أحمد محمد يراك ،العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية المعاصرة :دراسة مقارنة ،المرجع السايق،
ص.603
( -)10طارق كور ،المرجع السايق ،ص .155
238
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1ليلى قايد ،الصلح في جرائم االعتداء على األفراد :فلسفتو وصوره وتطييقو في القانون الجنائي المقارن ،المرجع السايق،
ص ص.107-106 .
( -)2أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق،ص .260
)3(-
Bertrand de Lamy, " Chronique de droit pénal constitutionnel: France", Revue de science criminelle et de droit pénal
comparé, Vol 3, N 3, 2015, p 716.
( -)4محمد سزمة يني طو ،المرجع السايق ،ص ، 85وطفة ضياء ياسين ،المرجع السايق ،ص .177
( -)5سعادي عار محمد صوافطة ،المرجع السايق ،ص .47
( -)6محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص .98
239
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
األهلية المةترطة لعقد الصلح هي أهلية التصر بعوض في الحقوق التي يةملها الصلح(.)1
وقد أيدت المحكمة الدس ااتورية العليا في مص اار هذا االتجاه حيث قض اات بخن المص ااالحة في الجرائم
الجمركية عقد مدني يستند إلى إرادة المتعاقدين اللذين تزقيا على التصالح فيما يينهما(.)2
هذا وقد تعرض هذا االتجاه إلى نقد كيير ألنو ال يمكن التسا ا ا االيم للمصا ا ا ااالحة الجزائية يذات الطييعة
موض ا ا ا ااوع كل من الص ا ا ا االحين ،فالمص ا ا ا ااالحة في المواد الجزائية القانونية للص ا ا ا االح المدني ،وذلك الختز
( -)1قضاء إداري ،في 20و06و ،1965مجموعة المكتب الفني لمبادئ محكمة القضاء اإلداري ،مةار إليو لدع :علي محمد
المييضين ،الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة في القانون األردني ،المرجع السايق ،ص .10
( -)2دس ااتورية عليا ،القض ااية رقم 6لس اانة 17قض ااائية 4 ،ماي ،1996الجريدة الرس اامية ،العدد 16 ،19ماي ،1996ص
871وما بعدها ،مةار إليو لدع :محمد صزئ السيد ،المرجع السايق ،ص .32
( -)3أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .266
( -)4أمينة سماعين فراقي ،المرجع السايق ،ص .367
( -)5أنيس حس اايب الس اايد المحزوي ،الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية :د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو
اإلس ا اازمي ،مكتبة الوفاء القانونية ،المرجع الس ا ااايق ،ص ص ،180-179س ا االيمان ين ناص ا اار ين محمد العجاجي ،المرجع
السايق ،ص ص .18-17
240
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)5أحمد محمد يراك ،العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية المعاصرة… ،المرجع السايق ،ص.605
( -)6محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص .99
()7
- Bertrand de Lamy, IBID , p 717.
241
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
طييعة الرضااا واإللزام في المصااالحة الجزائية ،عن الرضااا الموجود في العقود وبذلك يتضااح اختز
المدنية( ،)1فمن الصاعوبة بمكان وضاع المصاالحة الجزائية عن جريمة ما مع اإلدارة ضامن إطار العزقات
ميلغا من المال كخثر لجريمتو في
الحرة التعاقدية بسيب أن المصالحة الجزائية تقوم على أساس دفع المتهم ا
مقايل عدم قيام اإلدارة المعنية بطلب تحريك الدعوع العمومية ضده(.)2
ونظر ألنها مقيدة
اا ونظر للطابع االس ا ااتثنائي الذي يميزها،
اا أخير يمكن القول أن المص ا ااالحة الجزائية
و اا
حصر ينص القانون صراحة ،وهي على ضيق نطاقها تنصب على اا إذ ال يسمح يها إال في حاالت محددة
الدعوع العمومية التي ال يجوز فيها الصاالح المدني رغم مجالو الواسااع ،وقد عير األسااتاذ " Dupréدوبريه"
عن اليون الة ا اااس ا ااع الذي يفص ا اال الص ا االح المدني عن المص ا ااالحة الجزائية بقولو " :إن مجال الص ا االح في
القانون المدني رحب غير أنو موصا ا ا ا ا ا ااد أمام الدعوع العمومية ،وبالمقايل فإن مجال المصاا ا ا ا ا ااالحة الجزائية
ينحصر في الدعوع العمومية فحسب"(.)3
العديدة يين الص االح المدني والمص ااالحة الجزائية والتي تبعد يينهما أكثر وبالرغم من أوجو االختز
مما تقربهما ،فإن أص ااحاب النظرية العقدية لم يس ااتس االموا ألوجو النقد العديدة التي وجهت للنظرية التقليدية،
حيث ظهر تيار يقول بخن المصالحة الجزائية عقد من عقود االذعان ،األمر الذي سنتناولو فيما يلي:
-2المصالحة الجزائية ف الجرائم اإلقتصادية عقد إ عان
دفعت االنتقادات السايق اإلةارة إليها ،بعض الفقهاء من أنصار الصفة العقدية للمصالحة الجزائية،
عقدا من عقود اإلذعان( )4التي يفرض
السيما منها المصالحة الجزائية في الجرائم االقتصادية إلى اعتبارها ا
فيها أحد الطرفين ةروطو على ارخر دون أن يكون لهذا األخير التفاوض على تلك الةروط.
242
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
وظهر اصا ااطزئ عقود اإلذعان ألول مرة في نهاية القرن التاسا ااع عةا اار ،في وقت لم تكن فيو فكرة
المساااواة يين المتعاقدين قد تيلورت على نحو كا ،ذلك أنو قد يحدث في إطار بعض العزقات التعاقدية،
قدر ضئيزا من الحرية في تكوين العقد ،فيذعن لمجموعة
نفسو في وضع يمارس فيو اا أن يجد أحد األط ار
من الينود التي تكون من إمزء الطر ارخر ،نتيجة لما يحظى بو من امتياز غير متوافر للطر ارخر،
فز يكون هناك محزا للتفاوض أو مناقةة ةروط العقد(.)1
ولم يتفق الفقهاااء على تعريف واحااد لعقااد اإلذعااان غير أنهم يجمعون على أن مااا يميزه عن باااقي
العقود هو عدم وجود حوار أو مناقةا ا ا ا ا ا ااة لينوده إذ يحدد محتواه ومضا ا ا ا ا ا اامونو يإرادة واحدة وال يبقى للطر
ارخر إال االنضمام إلى تلك اإلرادة المنفردة(.)2
ويقص ااد بعقد اإلذعان " العقد الذي يس االم فيو القايل بة ااروط مقررة يض ااعها الموجب وال يقيل مناقة ااة
فيها ،وذلك يتعلق بسا ا ا ا االعة أو مرفق ضا ا ا ا ااروري محل احتكار قانوني أو فعلي أو تكون المناقةا ا ا ا ااة محدودة
النطاق في ةخنها "(.)3
فهو العقد الذي يفرض فيو أحد الطرفين ةروطو على ارخر ،دون أن يملك الطر ارخر مناقةتو
في ذلك ،كعقد العمل الذي يفرض فيو رب العمل ةا ا ا ا ا ا ااروطو على العامل ،وفي المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية في
الجرائم االقتصا ا ااادية تفرض الجهة اإلدارية كطر قوي كل ةا ا ااروطها على المتهم الذي يطلب المصا ا ااالحة
دون أن يملك هذا األخير إال أن يذعن لتلك الة ااروط( ،)4وذلك بالنظر إلى أن عزقة اإلدارة مع المتهم في
إيرام المص ا ا ا ااالحة تعاني من عدم التوازن وانعدام المس ا ا ا اااواة يين طرفيها( ،)5ألن أحدهما يوجد في وض ا ا ا ااعية
اقتصا ااادية أفضا اال تسا اامح لو يوضا ااع كل ينود وةا ااروط العقد مسا ااباقا من غير أن يكون للمتعاقد-المتهم أو
المخالف -أن يناقةا ااها فهو مخير يين القيول أو عدم القيول( ،)6إال أنو في الغالب ال يسا ااع هذا األخير إال
أن يقيل ،حيث ال غنى لو عن التعاقد إذا أراد تجنب العقوبة اليدنية( ،)7ومع ذلك يبقى لو خيار اخر يتمثل
( -)1أس ا ااامة حس ا اانين عييد ،الص ا االح في قانون اإلجراءات الجنائية :ماهيتو والنظم المرتبطة بو-د ارس ا ااة مقارنة ،-دار النهض ا ااة
العربية ،المرجع السايق ،ص ص .79-78
( -)2أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق،ص .272
( -)3منصور عيد السزم عيد الحميد حسان العجيل ،المرجع السايق ،ص .72
( -)4طو أحمد عيد العليم ،المرة ا ا ااد في الص ا ا االح الجنائي في ض ا ا ااوء اراء الفقو والقض ا ا اااء وفقا ألحدث التعديزت ،...المرجع
السايق ،ص .157
( -)5أمينة سماعين فراقي ،المرجع السايق ،ص ص .368-367
( -)6جيزلي عيد الحق ،المرجع السايق ،ص ص .346-345
( -)7رياض مفتائ ،المرجع السايق ،ص .380
243
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
في قيولو المثول أمام القضاء ،وقد ييدو هذا الوضع األخير أفضل لو إذا قدر هو ذلك(.)1
وأهم ما يميز هذا النوع من العقود أنها(:)2
-عقود عامة وغير ة ا ا ااخص ا ا ااية فاإليجاب فيها موجو إلى كل الناس وهو واحد للجميع وان رفض ا ا ااو
ةخص فإن غيره قد يقيلو.
-عقود دائمة وتوضا ا ا ا ااع بةا ا ا ا ااكل مسا ا ا ا ااتمر كعقود نموذجية وفي الغالب تكون مطيوعة ومدتها غير
محددة.
عقودا نموذجية تقرر ةااروطها مسااباقا وال يمكن تغييرها أو
اير ضااياقا لكونها ا
-عقود دقيقة تفساار تفسا اا
تبعا لةخص القايل.تعديلها ا
وتتمثل فكرة األس ااتاذ J. GHESTINفي أن عدم المس اااواة يين الطرفين وعدم حرية تقريره مض اامون
االتفاق في المسائل الجزائية ال يستبعدان مفهوم العقد عن المصالحة الجزائية ،ألنها تتم من خزل الرضا،
وألن األمر األس ا اااس ا ااي هنا هو أن التس ا ااوية تنة ا ااخ في النهاية من اتفاق اإلرادات وليس عن قرار من طر
اإليجاب ،-حتى وان كان وزن إحدع اإلرادات ثقيزا بة ااكل خاص واحد -المهم أن يص اادر قيول يص اااد
في هذا االتفاق ،ورغم أن موافقة الطر ارخر كانت نتيجة إذعان ،فإن هذا ال ينفي الص اافة التعاقدية عن
الية المصالحة الجزائية( ،)3بمعنى أنو يكيف العقد في هذه الحالة على أنو عقد إذعان.
()4
من فيما يذهب رأيي في الفقو إلى أن المص ا ا ا ا ااالحة الجزائية في الجرائم االقتص ا ا ا ا ااادية عمل قانوني
جانيين ،يتماثل مع عقود اإلذعان المنصا ا ا ا ا ا ااوص عليها في المواد المدنية ،فتتم يتوافق إرادتين وال عيرة لما
يقال بخن أحد المتعاقدين ضعيف أمام الطر ارخر(.)5
إال أن هذا الرأي هو ارخر كان محل نقد ،حيث أنو افترض أن جهة اإلدارة هي الطر القوي في
المصااالحة ،في حين أن جهة اإلدارة لها مصاالحة تسااعى إلى تحقيقها من هذه المصااالحة ال تقل أهمية عن
مصا االحة المتهم ،وهي تحصا اايل مساااتحقات الخزينة العمومية ،وهي الغاية من إجازة المصا ااالحة في الجرائم
( -)1أمين مصطفى محمد ،انقضاء الدعوع الجنائية بالصلح :وفقا ألحكام القانون رقم 174لسنة 1998يتعديل بعض أحكام
قانون اإلجراءات الجنائية ،....المرجع السايق ،ص.20
( -)2أحسن يوسقيعة ،نفس المرجع ،ص .273
()3
- Sarah-Marie Cabon, Op-Cit, p 368.
أثر دون النظر إلى اإلرادة المتجهة
( -)4األعمال القانونية Faits Volontairesبالمعنى الضيق :هي التي يرتب القانون عليها اا
إلى تحقيق ارثار ،يل العيرة فقا باتجاه اإلرادة إلى الواقعة المكونة للعمل ويطلق عليها أيضا ا ا ا ا ا ااا أعمال مادية ،على خز
التص ا ا ا ا ا ا ارفات القانونية :وهي أعمال إرادية يرتب القانون عليها ارثار التي يرع أنها الزمة لتحقيق هذه اإلرادة ،أي أن اإلرادة
لها دخل في تحديد هذه ارثار ،لمزيد من التفاصيل أنظر :أمينة سماعين فراقي ،المرجع السايق ،ص .363
( -)5علي محمد المييضين ،الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة ،المرجع السايق ،ص .31
244
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
االقتصادية مما يجعل طرفي المصالحة على قدم المساواة( ،)1وأن طرفي المصالحة في الجرائم االقتصادية
ال تتدخل في ترتيب اثار التصا ا ااالح إذ أن هذه ارثار عادة يرتيها المةا ا اارع بالنص الذي يجيز المصا ا ااالحة،
كثير عن المتهم بالنسبة لترتيب اثار
وبالتالي فإن الجهة اإلدارية أو النيابة العامة ليست في مركز مختلف اا
المصااالحة ،وهو ما ينفي أن تكون المصااالحة الجزائية في الجرائم االقتصااادية عقد إذعان( ،)2ويضااا إلى
ذلك أن الموجب في عقد اإلذعان يعرض إجابو في ةاكل إذعان أي ال يقيل مناقةااة فيو ،فز يسااع الطر
ارخر إال أن يقيل ،حيث ال غنى لو عن التعاقد ،أما في المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية فإن المتهم ليس ملزم في
جميع األحوال بقيولها ،إذ أنو يملك خيار اخر يتمثل في قيولو أن يسلك طريق اإلجراءات القضائية العادية
والمثول أمام القضاء(.)3
وبذلك يتخكد مدع صااعوبة القول بخن المصااالحة الجزائية عقد إذعان ناهيك عن الصاالح المدني ،مما
يؤكد خصوصيتها وذاتيتها المستقلة عن اإلجراءين.
-3المصالحة الجزائية ف الجرائم اإلقتصادية عقد إداري
في إطااار تطور رأي الفقااو في التكييف القااانوني للمص ا ا ا ا ا ا ااالحااة الجزائيااة ،وبعااد أن انتقاال الفقااو بعقااد
المصالحة الجزائية من نطاق العقد المدني الرضائي إلى عقد اإلذعان ،تطورت النظرة إلى صفة المصالحة
الجزائية لتصل يها إلى مرتبة العقد اإلداري(.)4
فاتجو جانب من أنصار الصفة العقدية للمصالحة الجزائية في الجرائم االقتصادية( ،)5والتي تتم يين
عقدا إدارايا( ،)6فهي وسيلة إدارية ذات طييعة إدارية
اإلدارة من جانب واألفراد من جانب اخر ،إلى اعتبارها ا
ثنائية األط ار إلنهاء المتابعة القضااائية( ،)7حيث يذهب الفقيو j. F. Dupréإلى تمثيل المصااالحة الجزائية
في الجرائم االقتص ااادية يوجو خاص بالعقد اإلداري باعتبار أن أحد طرفيها-اإلدارة-ة ااخص من أةا اخاص
( -)1طو أحمد عيد العليم،المرةد في الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو والقضاء،...المرجع السايق ،ص ص158-157
( -)2أحمد محمد يراك ،العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية المعاصرة ،...المرجع السايق ،ص.606
( -)3مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .110
( -)4فايز عيد الحميد عيد أ السليحات ،المرجع السايق ،ص .46
( -)5مدحت عيد الحليم رمضان ،المرجع السايق ،ص .83
-Merle (R) et Vitu (A), traite de droit criminel, procédure pénale, CUJAS, 5 ed, 2001, n° 65, p84.
مةار إليو لدع :رامي متولي القاضي ،التصالح في قضايا المال العام ،المرجع السايق ،ص .57
-Jean-François Dupré, La transaction en matière pénale, librairies techniques, paris, 1997, p185.
مةار إليو لدع:طو أحمد عيد العليم ،المرةد في الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو والقضاء،...المرجع السايق،ص .158
( -)6محمد صزئ السيد ،المرجع السايق ،ص .32
( -)7رامي متولي القاضي ،نفس المرجع ،ص .57
245
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .276
() 2
-dans la mesure où l’une parties à la transaction est une personne publique, le contrat est alors qualifié
d’administratif ", NAAR Fatiha, Op-Cit, p 117.
( -)3أس ااامة حس اانين عييد ،الص االح في قانون اإلجراءات الجنائية :ماهيتو والنظم المرتبطة بو-د ارس ااة مقارنة ،-رس ااالة دكتوراه،
المرجع السايق ،ص .59
( -)4محمد سااليمان حسااين المحاساانة،التصااالح وأثره على الجريمة االقتصااادية،دار وائل للنةاار والتوزيع ،المرجع السااايق،ص
.101
( -)5أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .276
( -)6أس ااامة حس اانين عييد ،الص االح في قانون اإلجراءات الجنائية :ماهيتو والنظم المرتبطة بو-د ارس ااة مقارنة ،-رس ااالة دكتوراه،
المرجع السايق ،ص .60
طا غير مخلوفة -اسا ا ا ااتثنائية -تلك التي ال نجدها عادة في العقد الميرم يين
( -)7تعتير في نظر مجلس الدولة الفرنسا ا ا ااي ةا ا ا اارو ا
المتعاقدين حقوقا وتحملهم األفراد ،فيما عرفت الةااروط غير المخلوفة في عقود القانون الخاص بانها تلك التي تمنح األط ار
التزامات غريبة بطييعتها عن تلك التي يمكن أن يوافق عليها بحرية أي منهم في نطاق القوانين المدنية والتجارية ،وبصا ا ا ا ا اافة
طا غير مخلوفة تلك التي تتضا اامن منح امتيازات السا االطة العامة في مواجهة الطر المتعاقد معها ،أحسا اان
عامة تعتير ةا اارو ا
يوسقيعة ،نفس المرجع ،ص .277
( -)8ميلود دريسي ،المرجع السايق ،ص .145
246
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
معرض المص ا ا ااالحة الجزائية ،نجد أن الطر األقوع هو س ا ا االطة عامة تتمتع بامتيازات القانون العام ،التي
تمكنها من إمزء ةااروطها على المتهم ،وهي بحق ةااروط غير مخلوفة في عقد الصاالح المدني كفرض دفع
ميلغ من المال للخزانة العامة(.)1
وال ريب أن المصا ا ا ااالحة الجزائية تسا ا ا اااهم في إدارة والتخفيف عن مرفق القضا ا ا اااء ،بما يكفل للجهات
القض ااائية الجزائية القدرة على التخلص من تض ااخم القض ااايا على مس ااتوع المحاكم وازديادها بص ااورة كييرة،
األمر الذي من ةخنو أن يثقل كاهلها ،وللمصالحة الجزائية من خزل العقود التي تيرمها مساهمة فعالة في
إدارة وتسا ا ا ا اايير مرفق القضا ا ا ا اااء ،ومن ثم يمكن النظر إليها على أنها عقد إداري( ،)2ويخلص أنصا ا ا ا ااار هذا
عقدا يين أحد أةااخاص القانون العام ( الدولة ) اتجاه االتجاه إلى طرئ مفاده أن المصااالحة الجزائية تعتير ا
ة ا ا ا ا ااخص القانون الخاص (المخالف) ،ويتم االتفاق يينهما على أداء ميلغ المص ا ا ا ا ااالحة الجزائية وفقا إلرادة
الطر األول ،وبدون تدخل إلرادة المخالف ،األمر الذي تعتير بو المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية بمثابة عقد إداري
بالمعنى القانوني والفقهي(.)3
ويرع جانب اخر من الفقو الفرنس ا ااي ،أن المص ا ااالحة الجزائية في الجرائم االقتص ا ااادية عقد إداري ذا
طييعة جزائية ،وتتمثل تلك الخاصا ااية في قيام اإلدارة المعنية يتحديد ميلغ المصا ااالحة بقرار منها ،ويرضا ااخ
المتهم لتنفيذ هذا القرار ودفع الميلغ دون مناقةا ا ا ا ا ا ااة ،وفي حالة رفض المتهم المصا ا ا ا ا ا ااالحة تتخذ اإلجراءات
الجزائية قيلو وفق اإلجراءات العادية ،فض ا ا ا ا ا ازا عن تمتع اإلدارة بسا ا ا ا ا االطة تقديرية واسا ا ا ا ا ااعة في تحديد ميلغ
المصالحة حسب جسامة الجريمة وظروفها(.)4
وقد قوبل هذا التوجو بالرفض ،حيث لم يسلم من سهام النقد لعدة اعتبارات أهمها:
ال يمكن اعتبار المص ا ا ااالحة الجزائية في ص ا ا اانف العقود اإلدارية ،ألن مناط العقد اإلداري هو خدمة
مصا ا ا ااالح اإلدارة لتحقيق احتياجاتها لذا فهي تفرض الةا ا ا ااروط على المتعاقد ،لكن المص ا ا ااالحة الجزائية هي
امتياز تقدمو اإلدارة للمخالف وبإمكان هذا األخير رفضا ا ااو ،كما أن الطابع االسا ا ااتثنائي لينود العقد اإلداري
غير متوفر في المصا ا ااالحة الجزائية( ،)5على أسا ا اااس أن الةا ا ااروط التي ترد في هذا العقد ليسا ا اات من قييل
الةا ا ا ا ا ا ااروط غير المخلوفة في القانون الخاص ،وانما هي محاولة إليجاد أفضا ا ا ا ا ا اال الحلول لإلدارة من خزل
حصولها على حقوقها(.)6
( -)1أس ا ااامة حس ا اانين عييد ،الص ا االح في قانون اإلجراءات الجنائية :ماهيتو والنظم المرتبطة بو-د ارس ا ااة مقارنة ،-دار النهض ا ااة
العربية ،المرجع السايق ،ص .84
( -)2طارق كور ،المرجع السايق ،ص .162
( -)3جيزلي عيد الحق ،المرجع السايق ،ص .349
( -)4محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص ص .102-101
( -)5سعادي عار محمد صوافطة ،المرجع السايق ،ص .50
( -)6محمد سزمة يني طو ،المرجع السايق ،ص .86
247
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
كما أنو إذا س ا ا ا ا االمنا بخن المص ا ا ا ا ااالحة الجزائية هي عقد إداري ،فهذا يجعلنا نوكل االختص ا ا ا ا اااص في
المنازعات التي تنةا ااخ عنها يين اإلدارة والمخالف إلى القضا اااء اإلداري ،ولكن بالرجوع إلى واقع المصا ااالحة
الجزائية نجد أن االختصا اااص في هذا النوع من المصا ااالحة التي تكون اإلدارة طرافا فيها ،يسا ااتبعد ص ا اراحة
اختصاص القضاء اإلداري بالفصل في هذه المسائل وجعلها من اختصاص القضاء العادي(.)1
ضا ا ااف إلى ذلك أن اإلدارة وما لديها من سا ا االطة قادرة على فرض جزاءات على الطر ارخر غير
األمر في المص ااالحة الجزائية التي ال تملك في ة ااخنها النيابة العامة أو الملتزم بة ااروط العقد ،على خز
اإلدارة المتصا ا ا ااالحة مع المخالف سا ا ا ااوع التحول إلى إجراءات المتابعة العادية في حالة إخزل هذا األخير
يواجباتو التعاقدية اتجاه اإلدارة المعنية أو النيابة العامة ،وهذا ما يجعلنا ننفي صا ا ا ا ا ا اافة العقد اإلداري على
المصالحة الجزائية(.)2
أما النقد الموجو ألص ا ااحاب الرأي القائل بخن المص ا ااالحة الجزائية في الجرائم االقتص ا ااادية عقد إداري
ذو طييعة جزائية ،يسااتند إلى أن ةااروط المصااالحة الجزائية ومقايلها محددان سا االفا بموجب القانون( ،)3وأن
اجال دفع غرامة المص ااالحة كذلك محددة من قيل المة اارع عن طريق النص ااوص القانونية وليس من طر
اإلدارة ،كذلك اةا ا ا ا ا ا ااتراط إيداع كفالة من طر المخالف إلتمام إجراءات المصا ا ا ا ا ا ااالحة ينص عليها القانون
أخير نفس المزحظة بالنسا ا اابة للتخلي عن محل الجريمة ووسا ا ااائل النقل
وليسا ا اات محل اقترائ من اإلدارة ،و اا
المستخدمة في التهريب مثز ،فإنها محددة بموجب النصوص القانونية وليست تابعة لزختصاص التقديري
لإلدارة( ،)4كما أن هذا الرأي أغفل الطابع الجزائي للمصا ا ااالحة باعتبارها من األسا ا ااباب الخاصا ا ااة النقضا ا اااء
العقد اإلداري هو تس ا اايير مرفق عام أو القيام بخة ا ااغال لص ا ااالح مرفق عام، الدعوع العمومية( ،)5وأن هد
يينما غاية المصالحة الجزائية هي توقيع عقوبات مالية على المخالف خارج ساحة القضاء(.)6
خزص ا ااة القول ...أن المص ا ااالحة الجزائية في الجرائم االقتص ا ااادية قد تة ا ااترك مع العقد اإلداري في
بعض الخصا ا ا ااائص إال أنو ال يمكن إخضا ا ا اااعها لذات النظام القانوني الخاص يهذا اإلجراء ،فاألمر يتعلق
فقا بمسخلة روئ اإلجراء وليس اإلجراء نفسو.
-IIالطبيعة القانونية الجزائية للمصالحة الجزائية ف الجرائم االقتصادية
المصااالحة في المسااائل الجزائية وان كانت تنتسااب من حيث المرجعية إلى القانون المدني ،فإنها من
( -)1منصور عيد السزم عيد الحميد حسان العجيل ،المرجع السايق ،ص ص .75-74
( -)2جيزلي عيد الحق ،المرجع السايق ،ص .351
( -)3ةهد أياد حازم ،المرجع السايق ،ص ، 39أمينة سماعين فراقي ،المرجع السايق ،ص . 367
()4
- NAAR Fatiha, Op-Cit, p 128.
( -)5رامي متولي القاضي ،التصالح في قضايا المال العام ،المرجع السايق ،ص .58
( -)6طارق كور ،المرجع السايق ،ص .163
248
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
حيث مص ا ا اادرها اإلجرامي وانتهاء بخثرها المس ا ا ااقا للدعوع العمومية تحمل ص ا ا اافة ردعية متميزة ذات طابع
العقايية في الجرائم االقتصا ا ا ااادية ذات طييعة مزدوجة ،فيحمل العقاب معنى جزائي( ،)1ولما كانت األهدا
الردع الجزائي والردع اإلداري في ذات الوقت ،األمر الذي حذا بخص ا ا ا ااحاب هذا االتجاه إلى االنقس ا ا ا ااام إلى
اءا إدارايا ،أما الثاني ،فيرع
فريقين األول يكيف المص ا ا ا ااالحة الجزائية في الجرائم االقتص ا ا ا ااادية إلى أنها جز ا
أنها عقوبة جزائية( ،)2وفيما يلي سنعرض هذه االتجاهات من أجل الوصول إلى االتجاه األقرب للصواب:
()3
-1المصالحة الجزائية ف الجرائم االقتصادية ج از إداري
صوب تكييف المصالحة في الجرائم االقتصادية ()4
يتجو الرأي الغالب في الفقو المصري و الفرنسي
أن ()6
اءا إدارايا توقعو اإلدارة المعنية يإرادتها المنفردة()5حيث يرع جانب من الفقو المصا ا ا ا ا ا ااري
باعتبارها جز ا
المص ا ااالحة في المس ا ااائل الجزائية في الجرائم االقتص ا ااادية بمثابة جزاء إداري إذا قيلها المتهم ،فإن رفض ا ااها
تطرئ قضيتو على القضاء وفق إجراءات الدعوع العمومية ،وعندها يتحول من جزاء إداري إلى جنائي.
وان اإلدارة بموجب نظام المصا ا ااالحة الجزائية تتمكن من تخفيف قسا ا ااوة النصا ا ااوص العقايية وتجنيب
المتهم اإلجراءات القضائية مقايل سداد ميلغ من المال حدده القانون(.)7
وقد ميز جانب من هذا االتجاه في ص ا ا ا ا ا اادد تحديد الطييعة القانونية للمص ا ا ا ا ا ااالحة الواقعة قيل الحكم
البااات ،من حيااث اعتبااارهااا بمثااابااة جزاء أو عقوبااة إداريااة إحزليااة حلاات محاال الاادعوع العموميااة والعقاااب
الجزائي ،أما التصا ا ااالح الحادث بعد الحكم البات فقد وصا ا ااف بخنو نوع من العفو الصا ا ااادر من جهة اإلدارة
( -)1أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .287
( -)2محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص ص .107-106
( -)3حاول الفقو الفرنس ااي التعريف بالجزاء اإلداري غير أنو لم يتوص اال إلى اتفاق حول معايير التعريف التي يجب اعتمادها،
ونتيجة لذلك فإن مصااطلح" الجزاء اإلداري" يسااتعمل في الفقو لتعيين زجر غير واضااح المعالم بساايب التردد الذي يطبع هذه
المعايير ،إذ يفضاال البعض المعيار العضااوي ومؤداه أن الجزاء اإلداري هو ذلك الجزاء الذي يصاادر من ساالطة إدارية ،فيما
وتبعا لذلك ال يدخل في
يفض ا ا اال البعض ارخر المعيار المتعلق بالة ا ا ااخص الذي يتلقى الجزاء destinataire de la sanctionا
نظر هؤالء ،ض اامن ص اانف الجزاءات اإلدارية إال الجزاءات التي تفرض ااها اإلدارة على األة ااخاص الذين تربطهم يها عزقات
سااابقة ،يينما يخخذ البعض بمعيار متعلق بمضاامون الجزاء فيعرفون الجزاء اإلداري بخنو جزاء ينطيق على محل العزقة ذاتها
التي تربا اإلدارة بمن يتلقى الجزاء ،...أحساان يوسااقيعة ،المصااالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو
خاص ،المرجع السايق ،ص 314وما بعدها.
( -)4لم يتناول القضاء الجزائري والفقو الجزائري هذه المسخلة بالنقاش.
( -)5محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص .107
( -)6عيد أ عادل خزنة كاتيي ،المرجع السايق ،ص .98
( -)7م ارد يلولهي ،المرجع السايق ،ص ، 111رياض مفتائ ،المرجع السايق ،ص .384
249
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
عن بعض العقوبات( ،)1وينكر الفقو الفرنسا ا ا ا ا ااي على هذا التصا ا ا ا ا ااالح الطييعة العقدية( ،)2إذ يرع األسا ا ا ا ا ااتاذ
كثير من الصا ا ا االح في القانون المدني بالنسا ا ا اابة للجرائم
Boitardأن المصا ا ا ااالحة الجزائية وان كانت تقترب اا
مخففا توقعو اإلدارة يناء على اتفاقها مع المتهم( ،)3ويس ا ا ااتند في
اءا إدارايا ا
الجمركية والضا ا ا ارييية ،فتعتير جز ا
ذلك إلى ما جاء في المذكرة التفساايرية للقانون الصااادر ساانة 1858والقانون الصااادر في 21أكتوبر ساانة
1941بةااخن األسااعار ،من أن المصااالحة وساايلة إدارية يمكن يها لإلدارة أن تخفف من صارامة النصااوص
العقايية ،ومن جهة أخرع يرع أن الغرامة إذا ما حللت يتض ااح أنها تتض اامن العقاب ،فهي ليس اات تعوي ا
ض ا اا
ص ا ا اا ،وبذلك فإن التصا ا ااالح الذي يعقده المتهم مع اإلدارة إنما هو يديل لتلك العقوبة ،ويخلص األسا ا ااتاذ
خال ا
اءا إدارايا(.)4
Boitardفي النهاية إلى أن المصالحة الجزائية في هذه الجرائم تعتير جز ا
محددا جز ائيا بموجب
ا ويعتير البعض أن المصا ا ا ا ا ا ااالحة إجراء إداري ،حتى ولو كان نظامها القانوني
نص المادة 2044من ق م ،لذلك فهي ذات طييعة إدارية ،وموضا ا ا ا ا ا ااوعها جزائي ألنها متعلقة يتحديد
جزاء جريمة( ،)5ويؤيد القضااء الفرنساي في بعض أحكامو هذا االتجاه ،حيث قضاى مجلس الدولة الفرنساي
ار إدارايا ،ولكن ال يمكن الطعن في هذا القرار إال أمام
بخن فرض الغرامة عن طريق المصا ا ا ا ا ا ااالحة يعتير قراا
()6
اءا إدارايا يترتب عليو
أيضا القضاء الفرنسي اعتبار المصالحة في هذا اإلطار جز ا محكمة الجنح ،وقد أيد ا
Nîmesالفرنسااية في حكم لها صاادر في 6 انقضاااء الدعوع العمومية وهذا ما أخذت بو محكمة اسااتئنا
جوان ،)7(1958حيث عرفت فيو المصا ااالحة الجزائية بخنها" :عمل إداري انفرادي غير تنظيمي ألنو يفسا ااخ
كما يفس ا ااخ قرار إداري انفرادي"( ،)8وتض ا اايف بقولها " :أنها تنطوي على ص ا اافة جزائية إذ تتمكن اإلدارة من
مجازاة مرتكب هذه الجرائم يدون اللجوء إلجراءات القانون الجنائي"( ،)9وكذلك محكمة النقض الفرنسا ا ا ا ا ا ااية
اءا إدارايا(.)10
دوما جز ا
والتي ذهيت في العديد من ق ارراتها ،إلى أن المصالحة في الجرائم الجمركية ا
( -)1محمود ساامير عيد الفتائ ،النيابة العمومية وساالطاتها في إنهاء الدعوع الجنائية يدون محاكمة ،الدار الجامعية ،ييروت،
لينان ،1991 ،ص .305
( -)2محمد حكيم حسين الحكيم ،نفس المرجع ،ص .108
( -)3أس ا ااامة حس ا اانين عييد ،الص ا االح في قانون اإلجراءات الجنائية :ماهيتو والنظم المرتبطة بو-د ارس ا ااة مقارنة ،-دار النهض ا ااة
العربية ،المرجع السايق ،ص ، 49حمدي رجب عطية ،المرجع السايق ،ص .372
( -)4عيد اللطيف أيو دربالة عيد الفاضل األزرق ،المرجع السايق ،ص .44
()5
- Rozenn CREN, Op-Cit, p 257.
( -)6محمد حكيم حسين الحكيم ،نفس المرجع ،ص .109
( -)7فايز عيد الحميد عيد أ السليحات ،المرجع السايق ،ص .57
( -)8جيزلي عيد الحق ،المرجع السايق ،ص .364
( -)9مجدي فتحي حسين مصطفى نجم ،المرجع السايق ،ص .349
( -)10علي محمد المييضين ،الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة في القانون األردني ،المرجع السايق ،ص .14
250
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
وقد انتقد هذا االتجاه هو ارخر ،على أسا ا ا ا ا ا اااس أن الجزاء اإلداري قد يترتب كرد فعل ناة ا ا ا ا ا ا ا عن
()1
،كما يؤخذ على هذا الرأي أن ارتكاب مخالفة إدارية ،أما المصا ا ا ا ااالحة فتتعلق يجريمة ذات طابع جزائي
المصا ا ااالحة الجزائية التي ال تنتج الجزاء اإلداري-بحسا ا ااب طييعتو -ال يتطلب موافقة المتهم عليو ،يخز
اثارها إال يتوافق إرادتي المتهم والجهة اإلدارية( ،)2كما أن القول بخن المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية في هذه الجرائم
لها طييعة الجزاء اإلداري ،يدعو إلى التسا ا ا ا ا ا اااؤل حول تنظيمها في منظومة القانون الجنائي وليس القانون
الحا نص عليو القانون اإلجرائي اإلداري ،إذ من الطييعي تنظيمها في إطار القانون الجنائي ،كونها صا ا ا ا ا ا ا ا
ومحلااو جرائم نص عليهااا قااانون العقوبااات أو القوانين المكملااة لااو ،السا ا ا ا ا ا اايمااا اعتبااارهااا يااديز عن الاادعوع
العمومية تساااهم في الفصاال في القضااايا البساايطة دون إرسااالها إلى القضاااء ،مما يساااهم في التخفيف عن
كاهل القضا ا ا ا ا ا اااء الجزائي وليس اإلداري( ،)3باعتبار المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية تكون في جرائم جزائية تختص
المحاكم العادية ينظرها.
كما أن القول بخن المصااالحة هي اتفاق بموجبو تنقلب الجريمة المعاقب عليها جزائيا إلى مجرد خطخ
إداري يترتب عليو انقضاء الدعوع العمومية مردود عليو بخن المصالحة الجزائية ال تنزع التجريم عن الفعل
ألن التجريم يلحق بالفعل فور ارتكابو(.)4
-2المصالحة الجزائية ف الجرائم االقتصادية عقوبة جزائية
إلى أن المصالحة الجزائية ال تعتير مجرد جزاء إداري ،وانما هي ()5
يذهب جانب من الفقو على قلتو
وأن اإلدارة توقع الجزاء المنااس ا ا ا ا ا ا ااب من يين الجزاءات التي ينص عليهاا القاانون ،أي أن ()6
عقوباة جزائياة
251
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
اإلدارة تحل محل القض اااء ،إذ أنها تحكم يهذا الجزاء يناء على اختص اااص ااها يرعاية مص ااالح الدولة المالية
()1
وأن خضا ا ااوع المتهم ألحكام ورعاية المصا ا االحة العامة ،وتحكم يها بموجب قرار تصا ا اادره يإرادتها المنفردة
اإلدارة ال ينفي عن هذه األحكام صاا ا ا ا اافة العقوبة( ،)2وعليو فإن المصا ا ا ا ا ااالحة في هذا النوع من الجرائم ذات
طييعة جزائية.
ويرع األس ا ااتاذ Mazardأن المص ا ااالحة في المواد االقتص ا ااادية من طييعة عقايية ،اا
مقرر أنها إحدع
العقوبات التي أنةخها المرسوم رقم 1483-45الصادر في 30جوان سنة ،1945وهذه العقوبة يمكن أن
تتمثل في دفع ميلغ من النقود ،ويس ا ا ااتتبع ذلك أن يعتد بالص ا ا االح كس ا ا ااابقة في العود ،وتنقضا ا ا اي بو الدعوع
العمومية في ضوء ميدأ عدم جواز معاقبة الةخص عن ذات الفعل مرتين(.)3
فضا ا ا ا ا ازا عن ذلك يعلل هذا الجانب من الفقو رأيو ،بخن قيول المخالف للعقوبة الص ا ا ا ا ااادرة من اإلدارة
المعنية ال ينفي عنها الطييعة العقايية( ،)4ويضا ا اايف جانب اخر من الفقو ،أن الدافع إلى المصا ا ااالحة يرجع
طا من السلطة القضائية في أداء وظيفتها،
في المقام األول إلى الجريمة الجزائية ،وتملك اإلدارة المعنية قس ا
عند إجراء المصا ا ا ااالحة ،فالت ارضا ا ا ااي يتعلق بالعقوبة ،والعقوبة الموقعة بطريقة المصا ا ا ااالحة من المنطقي أن
تكون من نفس الطييعة الجزائية ،ألن تلك الجرائم تمثل اعتداء على مالية الدولة ،والتي تعد بمثابة خرق
للنظام االجتماعي ،ومن ثم فالمصالحة قد تكون أقرب ما تكون للحكم الصادر باإلدانة(.)5
وييين األسااتاذ اإليطالي" روكو" أن المصااالحة تتضاامن عقوبة جزائية نجمت عن خرق المتهم لقاعدة
جزائيااة ،يينمااا تطييق العقوبااة ال يتم من خزل إجراءات جزائيااة ياال من خزل إجراءات إداريااة ،ياادفع ميلغ
يقينا تمثل عقوبة جزائية(.)6
من المال يمثل العقوبة ذاتها ،وينتهي إلى أن المصالحة الجزائية ا
ويؤكد أصااحاب هذا الرأي أن كل مصااالحة تقوم على حالة مرتبطة بالجريمة تجد أساااسااها في نص
-تتسم العقوبة بخنها جزاء مؤلم يوقع بحق مرتكب الجريمة أو من ساهم فيها وهي مقررة بحكم القانون ،وهي ةخصية ال توقع
إال على الة ااخص الذي ارتكب الجريمة وية ااترط فيها التناس ااب مع جس ااامة الجريمة وأن تكون عادلة ،محمد س االيمان حس ااين
المحاسنة ،التصالح وأثره على الجريمة االقتصادية ،دار وائل للنةر والتوزيع ،المرجع السايق ،ص .161
( -)1أحمد محمد يراك ،العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية المعاصرة :دراسة مقارنة ،المرجع السايق،
ص.611
( -)2عيد اللطيف أيو دربالة عيد الفاضل األزرق ،المرجع السايق ،ص .45
( -)3أس ا ااامة حس ا اانين عييد ،الص ا االح في قانون اإلجراءات الجنائية :ماهيتو والنظم المرتبطة بو-د ارس ا ااة مقارنة ،-دار النهض ا ااة
العربية ،المرجع السايق ،ص .50
( -)4سعادي عار محمد صوافطة ،المرجع السايق ،ص ص .53-52
( -)5محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص .116
( -)6أحمد محمد يراك ،العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية المعاصرة :دراسة مقارنة ،المرجع السايق،
ص.612
252
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
جزائي يؤدي تنفيذها إلى انقضاء الدعوع العمومية ،مما يسمح باستنتاج أنها ترقى إلى العقوبة ،وهكذا يرع
األستاذ M. Van de Kerchoveأنو من خزل مصالحة اإلدارات يظهر ةكل من أةكال تحويل رد الفعل
الجزائي إلى مال ،أي اسا ا ا ا ا ا ااتيدال العقوبات التي تنطوي على الحرمان من الحرية بالعقوبات المالية ،وأن
هناك العديد من العناصاار التي تؤكد وجود التةااابو مع العقوبة في العديد من الجوانب ،فالمةاارع من خزل
احدا
المصالحة يعير عن ةكل جديد من العقاب يةير لنا إلى أن العدالة الجزائية ال يمكن أن تخخذ ةكزا و ا
وفقا للصيغة الكزسيكية :جريمة-متابعة -حكم -عقوبة .)1(incrimination-poursuite-jugement peine
ومماا يؤياد وجهاة النظر العقاايياة المحض ا ا ا ا ا ا ااة في تكييف المص ا ا ا ا ا ا ااالحاة الجزائياة اعتباار قيول المتهم
بالتهم المنسااوبة إليو ،وهو ما ذهب إليو القضاااء الفرنسااي في الكثير من أحكامو، للمصااالحة بمثابة اعت ار
وما نص عليو المرس ااوم بالقانون الفرنس ااي الص ااادر في 11جانفي 1941من وجوب أن يتض اامن الص االح
اعت ارافا من قيل المتهم بالتهمة المنسوبة إليو(.)2
هذا وقد قض ا ا ا اات محكمة النقض الفرنس ا ا ا ااية بخن العقوبات المالية في قانون الجمارك ،تحوي الطييعة
الزجرية ،وان كان ذلك يتعلق بالتعويضات المالية(.)3
أما بالنسبة للمجلس الدستوري الفرنسي فقد حدد أحد معايير العقوبة ،بخنها إجراء يفرض على الفرد،
جير ،أي أن العقوبة مفروض ا ا ااة وواجبة النفاذ( ،)4وفي إطار وص ا ا اافو والذي يجب أن يكون تنفيذه قس ا ا ا اا
ار أو اا
لطييعة المصا ا ا ا ا ا ااالحة فيما إذا كانت تعاقدية ألنها تتم في إطار اإلرادة الحرة ،أو ذات طييعة جزائية ألنها
تتعلق بالجريمة( ،)5اعتير المجلس الدس ا ا ا ا ا ااتوري الفرنس ا ا ا ا ا ااي في ق ارره رقم 416 –2014الص ا ا ا ا ا ااادر في 26
ونظر للخصا ا ااائص التقنية للمصا ا ااالحة الجزائية ،Caractéristiques Techniquesفهي
اا سا ا اايتمير 2014بخنو
إجراء تسا ا ا ا ا ا ااوية ال يحمل في حد ذاتو أي طابع إلزامي واجب التنفيذ ،وال ينطوي على أي حرمان أو تقييد
لحقوق الطر المعني ،ي اال يج ااب أن يجريه ااا ه ااذا األخير طواعي ااة ،Volontairementويخلص المجلس
الدستوري في ق ارره إلى أن " :التدايير المحددة في إجراء المصالحة ال تتسم بخي طابع جزائي أو عقايي"(،)6
بمعنى أن المصالحة الجزائية ليست من طييعة جزائية مادامت تقوم على رضا المعني ،فهي تفرض مسباقا
()1
- Wilfrid EXPOSITO, la justice pénale et les interférences consensuelles, Thèse pour le doctorat, université.
Jean Moulin-Lyon III, Faculté de droit, France, 2005, pp 335-336.
.51 ( -)2فايز عيد الحميد عيد أ السليحات ،المرجع السايق ،ص
( -)3سعادي عار محمد صوافطة ،المرجع السايق ،ص .53
()4
- Bertrand de Lamy, Op-Cit , pp 713-715.
() 5
-Le Bot Olivier, Magnon Xavier, Vidal-Naquet Ariane. France. In : Annuaire international de justice
constitutionnelle, 30-2014, 2015. Juges constitutionnels et doctrine - Constitutions et transitions. 2015, p 800. sur
le site : https://bit.ly/3B7UUaA , consulté le 10 octobre 2021, à :20 :14.
- Jean-Baptiste Perrier, Sophie de cacqueray, Carine David, " jurisprudence du conseil Constitutionnelle", Revue
()6
253
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
()1
- Bertrand de Lamy, IBID , p 715.
()2
- Jean-Baptiste Perrier, Sophie de cacqueray, Carine David, IBID, p 215.
( -)3سعادي عار محمد صوافطة ،المرجع السايق ،ص ص .55-54
( -)4علي محمد المييضين ،الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة في القانون األردني ،المرجع السايق ،ص .15
( -)5طو أحمد عيد العليم ،المرةد في الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو وأحكام القضاء ،...المرجع السايق ،ص .162
( -)6أس ا ااامة حس ا اانين عييد ،الص ا االح في قانون اإلجراءات الجنائية :ماهيتو والنظم المرتبطة بو-د ارس ا ااة مقارنة ،-دار النهض ا ااة
العربية ،المرجع السايق ،ص .51
254
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
بغير مرافعة التي تعد يدائل للعقوبة وليس عقوبة حقيقية "( ،)1فضزا على أن دافع المخالف إلى المصالحة
هو تفادي العقوبة الجزائية ،هذه األخيرة التي تقتضاا ا ا ااي صاا ا ا اادورها عن محكمة جزائية مختصاا ا ا ااة وفق ميدأ
قضائية العقوبة ،كما أن العقوبة ةخصية وال تصدر إال في مواجهة المتهم ،أما المصالحة فمن الجائز أن
أحيانا مع وكيل المخالف أو ممثلو القانوني ،وقد تمتد اثارها إلى الغير ،كما أن المص ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية
ا تعقد
تخلو من الصفة التهديدية التي تتسم يها العقوبة(.)2
إال أن الرأي القائل بخن المص ا ا ااالحة يديل للعقوبة كان هو ارخر محزا للنقد من الدكتور سيييير الختم
عثمان إدريس بقولو :أن الجزاءات المالية المقررة لهذه الجرائم ليس ا ا ا ا ا اات كلها ذات ص ا ا ا ا ا اافة عقايية بحتة إذ
ااءا أن الغرامة الض ا ا ا ا ا ا ارييية مثزا ذات طييعة مختلطة تجمع يين خصا ا ا ا ا ا ااائص العقوبة
فقها وقضا ا ا ا ا ا ا ا
الراجح ا
معا ،فإذا كان أصااحاب هذا الرأي يرجحون الصاافة العقايية ويعتيرون المصااالحة في وخصااائص التعويض ا
هذه الجرائم يديزا للعقوبات ومن ثم يضفون عليها هذه الصفة فماذا يمنع من ترجيح الصفة التعويضية-أي
المدنية -واعتبارها يديزا لتلك الجزاءات واسااباغ الصاافة المدنية عليها( ،)3وقد ثيت بةااكل خاص أن الغرامة
الضرييية تتميز بطييعة مزدوجة سواء من زاوية العقاب أو زاوية التعويض ،وقد أثيتت العديد من الدراسات
ذلك ،فالغرض األس ا اااس ا ااي من العقوبة المالية التي تنفذ في إطار المص ا ااالحة الضا ا ارييية هو التعويض عن
الضرر الذي لحق بالدولة(.)4
إال أن الرأي األخير ،منتقاد هو ارخر ،من حياث تكييف الغ ارماة باخنهاا ذات طييعاة مختلطاة ،حياث
إن القول يهذا يجمع في جزاء واحد يين وظيفتي العقوبة الجزائية والتعويض المدني ،والفرق يينهما ة ا اااس ا ااع
والجمع يينهما إنما هو جمع يين نقيض ا ااين ال يمكن التس ا االيم بو في منطق القانون فالجريمة أس ا اااس العقوبة
أما التعويض فخساسو الخطخ والضرر(.)5
ثانيا :الطبيعة القانونية للمصالحة الجزائية ف المخالفات التنظيمية
تعددت ارراء الفقهية التي قيلت بةا ا ا ا ااخن الطييعة القانونية لهذه المصا ا ا ا ااالحة على غرار المصا ا ا ا ااالحة
الجزائية في الجرائم االقتصادية ،األمر الذي سنتطرق لو على النحو التالي:
-1المصالحة الجزائية ف المخالفات التنظيمية خضوع اختياري
يرع جانب من الفقو أن طييعة المصا ا ا ااالحة في هذا الصا ا ا اانف من الجرائم هو خضا ا ا ااوع اختياري من
المتهم في تسااديده لغرامة المصااالحة( ،)6بمعنى أن النظام الذي تنقضااي بو الدعوع العمومية يدفع ميلغ من
( -)1أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .329
( -)2سعادي عار محمد صوافطة ،نفس المرجع ،ص ، 54مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .112
( -)3أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .304
()4
- Wilfrid EXPOSITO, Op-Cit, p 334.
( -)5محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص .325
( -)6ميلود دريسي ،المرجع السايق ،ص .153
255
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
النقود يندرج تحت نظام الخضوع االختياري ،فالمصالحة هنا وفاقا لهذا الرأي تتوافر بعرض دفع ميلغ معين
على المتهم وقيول هذا األخير لذلك العرض من خزل خضوعو في أداء هذا الميلغ لإلدارة(.)1
وبذلك تعتمد المصا ا ااالحة وفق هذا الرأي على إرادة المتهم وحدها ،وذلك باعتبار أن حق هذا األخير
في المصاالحة حق أصايل يثيت لو من وقت ارتكاب الجريمة ،وال يرتبا نةاوؤه بعرضاو عليو من أي جهة،
فهو ال يقتضا ا ا ااي تزقي إرادة المتهم وارادة الجهة التي أوجب عليها القانون عرض المصا ا ا ااالحة عليو ،وانما
تقع المصااالحة يإرادة المتهم المنفردة وحدها ،وذلك بصاار النظر عن موقف رجال الضاابطية القضااائية أو
النيابة العامة ،فالمص ا ا ااالحة تتم حتى ولو لم يتم عرض ا ا ااها من جانب رجل الض ا ا اابطية القض ا ا ااائية أو النيابة
العامة ،يل حتى ولو تم االعتراض على إجرائها من جانيها(.)2
وفي ذات اإلطار يرع جانب من الفقو المصا ا ا ااري ،أن هذا التصا ا ا ااالح أو الخضا ا ا ااوع االختياري يعتير
عمزا من األعمال اإلجرائية ،يترتب عليو انقضاء الدعوع العمومية(.)3
-2المصالحة الجزائية ف المخالفات التنظيمية تصرف قانون
ذهب جانب من الفقو إلى أن المص ا ا ااالحة الجزائية في المخالفات التنظيمية تص ا ا اار قانوني ،إال أن
أصحاب هذا االتجاه اختلفوا فيما إذا كان عبارة عن تصر قانوني من جانب واحد أو من جانيين.
فمنهم من يرع أن المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية في هذا النوع من الجرائم عبارة عن تصا ا ا ا ا ا اار قانوني من
جانيين ،هما المتهم وممثل السلطة العامة ،وتحديد القانون لةروط واثار هذا التصر ال ينفي عنو طييعة
تماما
العقد ،وذلك بساايب اكتمال أركان هذا األخير ،ويعد طلب تسااديد الغرامة من المتهم أو عرضااها عليو ا
كاإليجاب والقيول في ركن الرضا ا ااا المتطلب في العقود( ،)4فهذه المصا ا ااالحة تتوافر بعرض دفع ميلغ معين
على المتهم من قيل رجل الة ا ا ا ا اارطة أو النيابة العامة وقيول المتهم لهذا العرض ،وأن إلزام ممثل الس ا ا ا ا االطة
العامة يتقديم هذا العرض ال يفقده صا ا ا ا ا ا اافتو القانونية كإيجاب موجو إلى المتهم ،وأن دور هذا األخير ال
يتعدع قيول اإليجاب المقدم إليو من الجهة المعنية(.)5
أن المص ا ا ا ا ا ااالحة في المخالفات التنظيمية عبارة عن تص ا ا ا ا ا اار قانوني إجرائي من ()6
ومنهم من يرع
256
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
جانب واحد وهو المتهم ،ألن القانون يحدد أسا ا اااس وةا ا ااروط المصا ا ااالحة منها الميلغ الواجب دفعو في هذه
الج ارئم وال دخل للمخالف أو اإلدارة في تحديد وتغيير تلك الةا ا ااروط( ،)1والمتهم إما أن يقيلها أو يرفضا ا ااها،
ٍ
وحينئذ ال تتم المصا ا ا ا ااالحة وتسا ا ا ا ااير إجراءات الدعوع في طريقها الطييعي ،فاإلدارة أو النيابة العامة ال تعد
طرافا في هذا التصا اار ،فز يجوز ألي منهما رفض طلب المص ااالحة-كقاعدة عامة -مما يني على عدم
قانونيا من جانيين ،إذ أن ذلك ال يجد لو محزا في المسائل
ا جواز اعتبار المصالحة في هذه الجرائم تصرافا
الجزائية ،فالخصومة الجزائية ال تقيل بطييعتها ألن تكون محزا لمثل هذا االتفاق(.)2
هذ ولم يسلم هذا االتجاه من النقد ،فإن كان قد عيب على الرأي األول بخنو ال يمكن التسليم بالطابع
العقدي الخالص للمص ااالحة الجزائية في هذه الجرائم وان كانت تقوم على الت ارض ااي ،فإن الرأي الثاني انتقد
يدعوع أن التص ا ا اار القانوني من جانب واحد يتطلب توجيو إرادة المتص ا ا اار إلى التص ا ا اار مع تدخلها-
اإلرادة-في تحديد اثاره ،وهو األمر الذي يفتقد في المصا ااالحة الجزائية في هذا الصا اانف من الجرائم ،فإرادة
المتهم ال تتدخل في تحديد اثار المصالحة(.)3
-3المصالحة الجزائية ف المخالفات التنظيمية ج از إداري
ذهب أنصا ااار هذا االتجاه إلى أن المصا ااالحة في المخالفات التنظيمية جزاء إداري حل محل العقوبة
هذا النظام توقيع جزاء فعال وسا ا اريع ،في جرائم تتس ا اام بعدم الجزائية ولم يكن تطيياقا لها( ،)4حيث أن هد
الخطورة ،وبمعنى اخر طريقة مبسطة للردع فرضها القانون ،ويترك الخيار ييد المتهم فإن ةاء دفع الغرامة
أو رفضااها( ،)5ويضاايف أنصااار هذا االتجاه بخن المصااالحة الجزائية في المخالفات التنظيمية اتفاق بموجبو
ائيا إلى مجرد خطخ إداري ،ويترتب على هذا االتفاق انقضا ا ا ا ا ا اااء الدعوع
تنقلب الجريمة المعاقب عليها جز ا
العمومية(.)6
ويجد أنص ا ااار هذا االتجاه تيريره في أن اإلدارة في المص ا ااالحة في المخالفات التنظيمية تنفرد يتحديد
ميلغ المصا ا ا ا ا ااالحة ووضا ا ا ا ا ااع تعريفة ثايتة لكل جريمة وللمتهم الخيار يين أن يقيل المصا ا ا ا ا ااالحة كما هي أو
ار بالخض ا ا ااوع للتعريفة المذكورة Soumission Contentieuseبمقتض ا ا اااه
يرفض ا ا ااها ،وهو في العادة يوقع إقراا
يلتزم يدفع ميلغ المص ا ا ااالحة الذي تقرره اإلدارة ،وااللتزام الناةا ا ا ا عن هذا اإلقرار ال يعتير عقوبة بالنس ا ا اابة
إليهما لدع :طو أحمد عيد العليم ،المرةااد في الصاالح الجنائي في ضااوء اراء الفقو وأحكام القضاااء ،...المرجع السااايق ،ص
.160
( -)1رياض مفتائ ،المرجع السايق ،ص .377
( -)2طو أحمد عيد العليم ،نفس المرجع ،ص .160
( -)3ميلود دريسي ،المرجع السايق ،ص ص .156-155
( -)4محمد صزئ السيد ،المرجع السايق ،ص .40
( -)5محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص .134
( -)6نفس المرجع ،ص .135
257
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ضا ا ا ا ا اا لتهديد القانون الجنائي ،يل أن مثل هذا االتفاق أض ا ا ا ا اافى على المخالفة الطييعة
للمتهم وال يكون معر ا
اإلدارية بكل ميزاتها ومساوئها(.)1
هذا وقد انتقد جانب من الفقو هذا الرأي ،من حيث أن النيابة العامة والض ا ا ا ا اابا القض ا ا ا ا ااائي ال يمكن
اعتبارهما إدارة بالمفهوم اإلداري حتى يمكن القول بخن هذا الجزاء ذو طييعة إدارية ،ضف إلى ذلك أن هذه
الغرامات محددة في القوانين الجنائية وليس القوانين اإلدارية ،والقول بخنها جزاء إداري ال يتزءم ومص ا اادرها
القانوني( ،)2كما أن المصالحة الجزائية في المخالفات التنظيمية ليس من ةخنها أن تؤدي إلى إسقاط صفة
الجريمااة عن الفعاال لتنقلااب بعااد ذلااك إلى مجرد مخااالفااة إداريااة ألن التجريم وصا ا ا ا ا ا ااف يلحق بااالفعاال بمجرد
ارتكابو ،وال يرتفع عنو إال إذا توافر سيب لإلباحة معاصر لو(.)3
-4المصالحة الجزائية ف المخالفات التنظيمية عقوبة جزائية
يذهب جانب من الفقو الفرنسي ،إلى أن المصالحة في المخالفات التنظيمية إجراء ميني على الردع،
أو باألحرع إجراء عقايي خارج نطاق القض ا ا ا ا ا ا اااء ،يجد نطاقو في مخالفات اليوليس ،والمخالفات المتعلقة
بمرافق النقل العامة ،وباإلجمال فهي من طييعة قمعية( ،)4ويض ا ا ا ا اايف أص ا ا ا ا ااحاب هذا الرأي بخنو وان كانت
المصا ااالحة في هذا الصا اانف من الجرائم تيدوا للوهلة األولى أنها قائمة على الت ارضا ااي ،إال أن الغرامة فيها
تنبع في الواقع من منطق أمر قمعي ،D’une logique répressive impérativeويمكن مزحظا ااة ها ااذا
المنطق القمعي والتنفيذ في اإلجراء نفسا ا ا ا ا ا ااو ،خاصا ا ا ا ا ا ااة أثناء التنفيذ في حالة عدم السا ا ا ا ا ا ااداد خزل ارجال
المحددة( ،)5فالعقوبة المتضا ا ا ا ا ا اامنة في طيات المخالفات التنظيمية هي عقوبة مالية جزائية لما تحويو هذه
المصالحة من معنى اإليزم(.)6
هذا ويعتير جانب من الفقو الفرنسااي ،أن المصااالحة في المخالفات التنظيمية من طييعة عقايية ،ييد
أن هذا التكييف يصا ا ااطدم بطييعة العقوبة ،فالمتهم ال يوقع العقوبة ينفسا ا ااو ،وان كانت هذه المص ا ا االحة تعد
ةكزا من أةكال اإلسهام في العدالة الجزائية ،وربما أكثر فاعلية من العقوبة التي يوقعها القضاء الجزائي،
يقينا عقوبة مالية
وان خلت من الضاامانات القضااائية ،وينتهي هذا الرأي إلى أن المصااالحة في هذه الجرائم ا
رضائية ،أو باألحرع نموذج مبسا لعقوبة معتدلة وسريعة(.)7
وينتقد جانب من الفقو هذا االتجاه بحجة أن الغرامة التي يدفعها المتهم ال تعتير غرامة جزائية إذ
( -)1علي محمد المييضين ،الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة في القانون األردني ،المرجع السايق ،ص .19
( -)2ميلود دريسي ،نفس المرجع ،ص .154
( -)3مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .114
( -)4محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص .136
- jean-Baptiste Perrier, La transaction en matière pénale, Op-Cit, p 127.
()5
258
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1علي محمد المييضين ،الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة ،المرجع السايق ،ص .42
( -)2عيد أ عادل خزنة كاتيي ،المرجع السايق ،ص .98
()3
- Bertrand de Lamy, Op-Cit , pp 711-715.
()4
- Rozenn CREN, Op-Cit, pp 255-257.
( -)5أسااامة حساانين عييد ،الصاالح في قانون اإلجراءات الجنائية :ماهيتو والنظم المرتبطة بو-د ارسااة مقارنة ،-المرجع السااايق،
ص .143
( -)6سعادي عار محمد صوافطة ،المرجع السايق ،ص .58
259
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
مرفق القضا ا ا ا ا ا اااء ،وتحقيق مناط التجريم إذ يرع المةا ا ا ا ا ا اارع أن المصا ا ا ا ا ا ااالحة في بعض الجرائم تحقق ذات
من المصا ا ا االحة التي قصا ا ا ااد الةا ا ا ااارع حمايتها ينص التجريم ،دون إغفال االعتبار النفعي حيث أن الهد
القااانون هو تحقيق المصا ا ا ا ا ا االحااة االجتماااعيااة وتغلييهااا على أي اعتبااار اخر ،وعناادئااذ يكون القااانون نفعاي اا
.)1(Utilitaire
ويس ا ا ااتند نظام المص ا ا ااالحة الجزائية في جوهره إلى العدالة الرض ا ا ااائية ،وهي تعني أن يكون للمخالف
الخياار يين الض ا ا ا ا ا ا امااناات اإلجرائياة التي توفرهاا لاو العادالاة التقليادياة والم ازياا التي تكفلهاا لاو المص ا ا ا ا ا ا ااالحاة
الجزائية(.)2
وباعتبار المصا ااالحة الجزائية كسا ااييل النقضا اااء الدعوع العمومية ،يل كيديل عنها ،قديم النةا ااخة دائم
التطور في المجال القانوني بص ا ا اافة عامة والقانون الجنائي بص ا ا اافة خاص ا ا ااة( ،)3واس ا ا ااتثناء لميدأ عدم جواز
التنازل عن الدعوع العمومية( ،)4فهي تقتصاار على بعض الجرائم فقا كما يتطلبو ص اراحة كل من المةاارع
،-والمصا ااري-م 1من ق إج 3من ق إ ج 4من ق إ ج ج ،-والفرنسا ااي-م 6 الجزائري -م 6
ونظر ألن نظام المصا ا ا ا ااالحة الجزائية يخخذ صا ا ا ا ااورتين كما سا ا ا ا اايق ييانو وهما المصا ا ا ا ااالحة في الجرائم
اا م،-
االقتص ا ااادية ،والمص ا ااالحة في الجرائم التنظيمية ،ولتحديد األحكام القانونية لهذا النظام ،فإننا سا ا انتولى ييان
هذه األحكام من خزل أحد أهم التطييقات لهذا النظام في الجرائم االقتصا ا ا ا ا ا ااادية في مطلب أول ،في حين
نخصص المطلب الثاني لبعض التطييقات األخرع للمصالحة الجزائية السيما الجرائم التنظيمية.
( -)1فايز السيد اللمساوع ،أةر فايز اللمساوع ،المرجع السايق ،ص 15وما بعدها.
( -)2رياض مفتائ ،المرجع السايق ،ص .393
( -)3أمينة سماعين فراقي ،المرجع السايق ،ص .356
- "Elle constitue donce une exception au principe d’indisponibilité de l’action publique ", Rozenn CREN, Op-
()4
Cit, p 250.
( -)5محمد خميخم ،المرجع السايق ،ص .103
( -)6محمد السيد عرفة ،المرجع السايق ،ص .210
260
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
والعقاب في الجرائم االقتصا ا ا ا ا ا ااادية يرمي إلى كفالة حقوق الخزينة العامة ،ومادام هناك الية أخرع ناجعة
وفعالة مثل المصا ا ا ا ا ا ااالحة انتفت الحكمة من توقيع العقاب ،فز يهم المجتمع ما ينزل بمرتكب الجريمة من
األلم المتمثل في العقوبة بقدر ما يهمو تحقيق نفع المجتمع من مراعاة مص ا ا ااالحو المادية واالقتص ا ا ااادية(،)1
( ،)3والمااادة األولى من وتطيياقاا لنص المااادة األولى مكرر من ق إ ج ج( ،)2والمااادة األولى من ق إ ج
ق إ ج م( ،)4يحق لبعض اإلدارات تحريك الدعوع العمومية ،هذه الص اازحية االس ااتثنائية عهدت يها العديد
من التةريعات المقارنة على غرار التةريع الفرنسي ،المصري والجزائري ،إلدارة الجمارك ،وادارة الضرائب،
وادارة الطرق والجس ا ا ا ااور ،وادارة اليريد واالتص ا ا ا اااالت ... ،وذلك لمتابعة الجرائم التي تتس ا ا ا اايب في اإلخزل
بالمصااالح المسااؤولة عن حمايتها ،بعد تقديم طلب()5مساايق من اإلدارة المعنية ،فهذه اإلدارة لديها الحق في
تحريك الدعوع العمومية ،كما لها أيض ا ااا س ا االطة المص ا ااالحة مع مرتكب الجريمة ،وهذه المص ا ااالحة لها أثر
مكرر من ق إ
4من ق إ ج ج 18 ،اا 6، 3من ق إ ج انقضا ا ا ا اااء الدعوع العمومية(،)6ينص المواد6
ج م.
وبذلك تكون التةريعات المقارنة محل للدارسة قد أخذت ينظام المصالحة الجزائية في بعض الجرائم
261
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
االقتصا ا ا ااادية ،ويختي على أرسا ا ا ااها المصا ا ا ااالحة الجمركية( ،)1والمصا ا ا ااالحة في جرائم الصا ا ا اار ( ،)2والجرائم
الضرييية( ،)3وغيرها.
ونظر لتعدد ص ا ااور المص ا ااالحة في الجرائم االقتص ا ااادية يتعدد هذه الجرائم ،وباعتبار المص ا ااالحة في
اا
الجرائم الجمركية أقدم هذه الص ااور وأة ااهرها والتي تجمع التة ااريعات المقارنة محل الد ارسا اة على األخذ يها
باعتبارها يديل عن الدعوع العمومية يتساام بالفاعلية والساارعة في هذا المجال ،فالباحث يقتصاار في د ارسااة
هذه على المصالحة الجزائية في الجرائم الجمركية فقا ،من خزل الفرعين التاليين:
الفرع األو :ضوابط المصالحة الجمركية
إذا كانت الموارد الضا ا ارييية من ة ا ااخنها تحقيق موارد مالية لس ا ااد نفقات الدولة ،فإن الميدان الجمركي
أهم من ذلك بكثير ،إذ لو هدفان مزدوجان في نفس الوقت :األول يتمثل في تحقيق موارد مالية ،أما الهد
الثاني فيظهر في حماية الثروات الوطنية االقتصادية ومنع المنافسة غير المةروعة(.)4
اتثناءا عن القواعد العامة في
ائيا ،جاء اسا ا ا ا ا ا ا ا
قانونيا إجر ا
ا نظاما
عموما ا
ا وباعتبار المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية
القانون الجنائي ،التي تلزم النيابة العامة يتحريك ومباةا ا ا ارة الدعوع العمومية باعتبارها ممثلة عن المجتمع،
وهي يذلك ال تملك إيقافها أو تعطيل سيرها أو التنازل عنها بعوض أو بغير عوض إال في األحوال الميينة
262
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1علي محمد المييضين ،الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة ،المرجع السايق ،ص .92
الجريمة الجمركية بخنها " :كل إخزل بالقوانين واللوائح الجمركية والتي يترتب عليها عقوبة ،أو هي كل عمل يتم ( -)2تعر
خراقا للنصوص الجمركية القاضية بقمعها " ،مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .130
( -)3يعر الفقيهان Trémeauو Berrالمنازعات الجمركية بخنها" :مجموعة القواعد المتعلقة ينةخة الخصومات ومجراها واليت
فيها ،التي ترمي إلى تخويل وتطييق القانون الجمركي" ،ويعرفها Hoguetبخنها " :كل النزاعات التي يحتمل رفعها إلى القضاء
من جراء سااير مرفق الجمارك " ،أحساان يوسااقيعة ،المنازعات الجمركية ،ط ،8دار هومة للطباعة والنةاار والتوزيع ،الجزائر،
،2016-2015ص .6
( -)4المادة 2من المرسا ا ااوم التنفيذي رقم ،136-19المؤرخ في 29أفريل ،2019يتضا ا اامن إنةا ا اااء لجان المصا ا ااالحة ويحدد
تة ا ااكيلها وس ا اايرها وكذا قائمة مس ا ااؤولي إدارة الجمارك المؤهلين إلجراء المص ا ااالحة وحدود اختص ا اااص ا ااهم ونس ا ااب اإلعفاءات
الجزئية ،ج ر ج عدد ،29صادرة في 5ماي ،2019ص .7
( -)5إلياس الهواري احبايو " ،التكريس القانوني واالقتصااادي لنظام المصااالحة في المادة الجمركية" ،مجلة االجتهاد للد ارسااات
القانونية واالقتصادية ،المجلد ،7العدد ،2018 ،2ص ص.105-104 .
263
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1نادية عمراني ،محمد أمين زيان " ،المصا ا ا ااالحة الجمركية عقوبة جديدة أم طريقة ودية لحل النزاع " ،مجلة جيل األبحاث
القانونية المعمقة ،العدد ،2018 ،22ص .72
()2
- Rozenn CREN, Op-Cit, p 259.
( -)3حييبة عيدلي ،حمزة جبايلي " ،المص ا ا ا ااالحة الجمركية كيديل للمتابعة القض ا ا ا ااائية" ،مجلة العلوم االجتماعية واإلنس ا ا ا ااانية،
المجلد ،6العدد ،2013 ،2ص .343
- Rozenn CREN, Op-Cit, p 259.
()4
264
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1أيو بكر علي محمد أيو سيف ،المرجع السايق ،ص .124
( -)2نادية حزاب ،المرجع السايق ،ص .97
( -)3الم ااادة 265من ق ااانون رقم ،04-17مؤرخ في 16فيفري ،2017يع اادل ويتمم الق ااانون رقم 07-79المؤرخ في 21
جويلية ،1979والمتضمن قانون الجمارك ،ج ر ج عدد ،11الصادرة في 19فيفري ،2017ص .37
() 4
- "L’administration des douanes et autorisée à transiger avec les personnes poursuivies pour infraction
douanière…", L’article 350, code des douanes française, codifié par: Décret n° 48-1958, du 08 décembre 1948,
Modifié par: Loi n°77-1453 du 29 décembre 1977, accordant des garanties de procédure aux contribuables en
matière Fiscale et douanière (1) JORF; N° 302, 109° année, du 30 décembre 1977 .
265
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
المعدل بالقوانين 175لس اانة )1(1998و 160لس اانة ،)2(2000و 13لس اانة )3(2001و 14لس اانة ،)4(2004
و 95لسنة ، )5(2005وبذلك يتفق كل من المةرع الجزائري ،ونظيريو الفرنسي والمصري على إجازة إجراء
المصالحة في الجرائم الجمركية.
ب-موافقة السلطة القضائية عل المصالحة
األص ا ا ا ا اال أن المص ا ا ا ا ااالحة الجزائية تعتير وجوبية وتقع بقوة القانون متى توافرت ة ا ا ا ا ااروط ص ا ا ا ا ااحتها
الموضا ا ااوعية واإلجرائية ،دون أن يتوقف ذلك على موافقة السا ا االطة القضا ا ااائية ،باعتبارها يديل عن الدعوع
العمومية ،السيما في الجرائم االقتصادية ،إال أن بعض التةريعات االقتصادية المقارنة على غرار التةريع
هاما لمةروعية المصالحة في تلك الطائفة من الجرائم ،وهو ضرورة موافقة السلطة
طا االفرنسي تتضمن ةر ا
القضائية على ميدأ إجراء المصالحة ،مثال ذلك ما نصت عليو المادة 350من ق ج ( ،)6غير أن الفقو
الفرنساي يرع بخنو من األهمية تحديد نطاق دور السالطة القضاائية السايما النيابة العامة ،فالمصاالحة تتعلق
يجريمة جزائية وبقواعد المساااؤولية الجزائية والعقوبة وفي نطاق السا االطة المخولة لها ،فقد تمنح موافقتها وقد
ترفض ،ييد أن الحق في المصا ااالحة خاص باإلدارة المعنية وليسا اات السا االطة القضا ااائية ،ومع ذلك ال تملك
اإلدارة إجراء المص ا ا ا ا ااالحة مع مرتكب الجريمة بقرارها المنفرد ،ومرد ذلك أن المص ا ا ا ا ااالحة تتعلق بمص ا ا ا ا ااير
الدعوع العمومية واج ارءاتها ،حيث يترتب عليها انقضا ا ا ا ا ا اااء الدعوع العمومية ،والنيابة العامة هي األمينة
وحدها على هذه الدعوع ،غير أن تلك الموافقة تقتصر على حالة تحريك الدعوع العمومية(.)7
ويتم الحص ا ااول على هذه الموافقة من طر النيابة العامة إذا كان من المحتمل أن تخض ا ااع الجريمة
لعقوبات جبائية وأخرع جزائية ،أما إذا كانت الجريمة ال تخض ا ا ااع إال لعقوبات جبائية فقا ،فيتم الحص ا ا ااول
( -)1قانون رقم 175لسا ا اانة ،1998صا ا ااادر في 23ديسا ا اامير ،1998متعلق يتعديل بعض أحكام قانون الجمارك الصا ا ااادر
بالقانون رقم 66لسنة ،1963ج ر م عدد ( 51مكرر-أ ،)-صادرة في 23ديسمير .1998
( -)2قانون رقم 160لس ا ا ا ا اانة ،2000ص ا ا ا ا ااادر في 18جوان ،2000متعلق يتعديل بعض أحكام قانون الجمارك الص ا ا ا ا ااادر
بالقانون رقم 66لسنة ،1963ج ر م عدد ( 24مكرر) ،صادرة في 18جوان .2000
( -)3قانون رقم 13لسنة ،2001صادر في 29مارس ،2001متعلق يتعديل بعض أحكام قانون الجمارك الصادر بالقانون
رقم 66لسنة ،1963ج ر م عدد ( 13تابع) ،صادرة في 29مارس .2001
( -)4قانون رقم 14لساانة ،2004صااادر في 21أفريل ،2004متعلق يتعديل بعض أحكام قانون الجمارك الصااادر بالقانون
رقم 66لسنة ،1963ج ر م عدد 17تابع (د) ،صادرة في 22أفريل .2004
( -)5قانون رقم 95لساانة ،2005صااادر في 20جوان ،2005متعلق يتعديل بعض أحكام قانون الجمارك الصااادر بالقانون
رقم 66لسنة ،1963ج ر م عدد ( 24مكرر) ،صادرة في 21جوان .2005
()6
- "b-après mise en mouvement par l’administration des douanes on le ministère public d’une action judiciaire,
l’administration des douanes ne peut transiger que si l’autorité judiciaire admet le principe d’une transaction …",
l’article 350, CDF, Op-Cit.
266
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1أمين مصطفى محمد ،انقضاء الدعوع الجنائية بالصلح في قانون اإلجراءات الجنائية ،المرجع السايق ،ص .85
( -)2محمد حكيم حسين الحكيم ،نفس المرجع ،ص ص .210-209
( -)3نفس المرجع ،ص .210
( -)4محمد سليمان حسين المحاسنة ،التصالح وأثره على الجريمة االقتصادية ،دار وائل للنةر والتوزيع ،المرجع السايق ،ص
.109
( -)5عيد أ عادل خزنة كاتيي ،المرجع السايق ،ص .78
267
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
العنص ا ا ا ا اار يخرجنا من دائرة المص ا ا ا ا ااالحة ويدخلنا في دائرة نظام اخر ،كالتنازل أو العفو مثزا( ،)1والس ا ا ا ا ااير
الطييعي لألمور أن يكون هناك حد أدنى ال يمكن النزول عنو وحد أعلى ال يمكن تجاوزه ،والقوانين تختلف
في ذلك(:)2
فالمةا اارع المصا ااري حرص على النص على حد أدنى ال ينبغي لإلدارة النزول عنو عند تقدير مقايل
المص ا ا ا ا ا ا ااالحااة في الجرائم الجمركيااة ،بااخن يكون مقاااياال التص ا ا ا ا ا ا ااالح ماااال يقاال عن الحااد األدنى للغ ارمااات
والتعويضات المنصوص عليها في المواد 118 ،117 ،116من قانون الجمارك المصري.3
أما جرائم التهريب فإنو عمزا بخحكام المادة 124من ق ج م فإنو ال يجوز أن يقل مقايل المصااالحة
الممنوعة أو المحظور عن ميلغ التعويض كامزا ،فإذا كانت البض ا ا ا ا ا ا ااائع محل الجريمة من األصا ا ا ا ا ا اانا
اس ا ااتيرادها يتم احتس ا اااب التعويض على أس ا اااس الضا ا اريبة الجمركية أو قيمة البض ا ااائع محل الجريمة أيهما
أكير ،ويضا ا اااعف التعويض في الحاالت السا ا ااابقة إذا كان التصا ا ااالح عن جريمة تهريب مع متهم سا ا اايق لو
ارتكاب جريمة تهريب أخرع خزل الس ا اانوات الخمس الس ا ااابقة والتي ص ا اادر فيها حكم باإلدانة أو انقض ا اات
الدعوع العمومية فيها بالمصالحة(.)4
المةاارع المصااري الذي حدد مقايل المصااالحة في الجرائم الجمركية في قانون الجمارك وعلى خز
نفس ااو ،فإن التةا اريع الفرنس ااي ومثلو الجزائري لم يحددا مقايل المص ااالحة الجمركية ينص صا اريح في قانون
()5
،والمةا ا ا ا ا ا اارع الفرنسا ا ا ا ا ا ااي يحدد قيمة مقايل الجمارك ،وبالتالي فاإلدارة غير مقيدة في هذا الخصا ا ا ا ا ا ااوص
()6
عاما ،مفاده أال يتجاوز هذ المقايل العقوبات القانونية المنصوص عليها تحديدا ا
ا المصالحة
وتحديد هذا المقايل يعتمد على التقييم الس ا ا اايادي لإلدارة ،وبوجو خاص يؤخذ بعين االعتبار القصا ا ا اد
االحتيالي ،وس ا ا اوايق مرتكب الجريمة ،ووضا ا ااعو المالي والعائلي وما إلى ذلك ،واألمر الوحيد الذي يحد من
اءا
قانونا جز ا
ا سا ا ا ا ا ا االطة اإلدارة التقديرية هو أن ميلغ المصا ا ا ا ا ا ااالحة ال يجوز أن يتجاوز ميلغ الغرامة المقررة
للجريمة الجمركية ،وال يقل عن ميلغ الرسااوم والض ارائب المتملص من دفعها إلدارة الجمارك ،وفي الواقع ال
يترتب على المص ااالحة اإلعفاء أو التنازل عن تحص اايل الرس ااوم والضا ارائب التي لها طابع الضا اريبة العامة
(.)7
طباقا لنص المادة 4-369من ق ج
وقد س ا ااار المة ا اارع الجزائري على نهج نظيره الفرنس ا ااي من حيث عدم تحديد قيمة مقايل المص ا ااالحة
( -)1علي محمد المييضين ،الصلح الجنائي وأثره في الدعوع العامة ،المرجع السايق ،ص .95
( -)2عيد أ عادل خزنة كاتيي ،نفس المرجع ،ص .78
( -)3وذلك ينص المادة 119من ق ج م.
( -)4المادة 124من ق ج م ،معدلة بالقانون رقم 95لسنة ، 2005المرجع السايق.
( -)5جيزلي عيد الحق ،المرجع السايق ،ص .371
( -)6محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص .215
)(7
- Rozenn CREN, Op-Cit, pp 285-259.
268
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الجمركية ،واكتفى بالنص في المادة 265من ق ج ج على أنو ال يمكن أن تتضا ا ا ا ا ا اامن المص ا ا ا ا ا ا ااالحة إال
إعفاءات جزئية ،حددت هذه األخيرة ينص المادة 18من المرسا ا ااوم التنفيذي رقم 136-19المؤرخ في 29
ارتكايها ،وميلغ الغرامة المس ا ا ااتحقة أفريل ،)1(2019والتي تتعلق أس ا ا ااا اسا ا ا اا يدرجة خطورة الجريمة وظرو
والنظام القانوني للمخالف أو صفتو ،ودرجة مسؤولية المخالفين(.)2
نقدا( ،)3ومع ذلك يمكن ميلغا من المال يدفع ا وجدير بالذكر أن األصا ا اال أن يكون مقايل المصا ا ااالحة ا
أن تنصا ا ا ااب المصا ا ا ااالحة على كافة العقوبات المالية ،وعليو نخلص أن كل من المةا ا ا اارع الفرنسا ا ا ااي ونظيره
الجزائري قد تركا لإلدارة المعنية مسا ا ا اااحة تقديرية واسا ا ا ااعة في تحديد مقايل المصا ا ا ااالحة ،ولم يسا ا ا اااي ار منهج
جامدا(.)4
تحديدا ا
ا المةرع المصري في تحديد المقايل
-3الشروط المتعلقة بالجريمة الجمركية
تتضاااح فكرة المصاااالحة في الجرائم الجمركية يتحديد نطاقها القانوني ،فلهذا النظام القانوني حدود ال
ينبغي تجاوزها من خزل تحديد الجرائم التي يجوز إجراؤها فيها ،فخي جريمة لم ينص القانون على جواز
المصااالحة فيها تكون المصااالحة بةااخنها باطلة ،ذلك أن المصااالحة الجزائية بةااكل عام تسااتمد مةااروعيتها
امتياز ،فز تجوز دون االسا ا ااتناد للنص
من خزل اإلجازة التة ا ا اريعية كما سا ا اايق ييانو يوصا ا اافها اسا ا ااتثنا اءا و اا
القانوني الذي يحدد الجرائم موضا ا ااوعها ،وفيما يتعلق بالجرائم الجمركية القايلة ألن تكون محزا للمصا ا ااالحة
فهي تنحصاار في تلك التي ينص عليها قانون الجمارك دون س اواها ،ولذلك فإن حق ممارسااتها ال يمتد إلى
جرائم خارج هذا القانون(.)5
واألص ا اال العام في الجرائم الجمركية أنها قايلة للمص ا ااالحة مهما كان وص ا اافها الجزائي ،سا ا اواء كانت
جنحة أو مخالفة( ،)6ماعدا ما استثني ينص خاص ،األمر الذي سنتناولو فيما يلي:
-1 -3المبدأ
،والمواد 119و 124من ق ج باس ا ا ااتقراء نص المادة 265من ق ج ج ،والمادة 350من ق ج
م ،يتض ا ا ا ا ا ااح لنا أن األص ا ا ا ا ا اال أو القاعدة العامة تفيد بخن كل الجرائم الجمركية قايلة للمص ا ا ا ا ا ااالحة ،والجرائم
وعموما يمكن تقس ا ا اايمها حس ا ا ااب معيارين :باالس ا ا ااتناد إلى
ا الجمركية كثيرة في عددها ومتنوعة في طييعتها،
طييعة الجريمة أو على أسا ا ا اااس وصا ا ا اافها الجزائي ،فحسا ا ا ااب المعيار األول تصا ا ا اانف الجرائم الجمركية إلى
269
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
مجموعتين رئيس اايتين :أعمال التهريب والتي تة ااكل أة ااهرها ،وأعمال االس ااتيراد أو التص اادير يدون تصا اريح،
وهي األعمال التي عير عنها المة ا اارع الجزائري في قانون 1998بمص ا ااطلح :المخالفات التي تض ا اابا في
المكاااتااب الجمركيااة أثناااء عمليااات الفحص والمراقبااة عزوة على مخااالفاات أخرع متنوعااة ،وتكيف الجرائم
الجمركية حسب المعيار الثاني إلى جنح ومخالفات(.)1
والمة ا ا اارع الجزائري أجاز المص ا ا ااالحة في الجرائم الجمركية ينص المادة 265من ق ج ج ،وكقاعدة
عامة فكل الجرائم الجمركية يمكن أن تكون محزا إلجراء المصااالحة ،ماعدا ما اسااتثني ينص خاص ،ومن
أمثلة هذه الجرائم :المخالفات التي تضا اابا بمناسا اابة اسا ااتيراد أو تصا اادير البضا ااائع عير المكاتب الجمركية
منها االستيراد والتصدير يدون تصريح ،واالستيراد والتصدير يتصريح مزور(.)2
أما المةاارع الفرنسااي فقد أطلق إجازة إجراء المصااالحة في جميع الجرائم الجمركية ينص المادة 350
،حيث ييين هذا النص أنو يمكن إجراء المصااالحة قيل تحريك الدعوع العمومية ،ولكن أي ا
ض اا من ق ج
بعد مباة ا ارة الدعوع القضا ااائية ،طالما أنو لم يصا اادر حكم نهائي-بات ،-فللمصا ااالحة في الجرائم الجمركية
مجال تطييق واس ا ا ا ا ااع وعام ،بحيث يمكن اقتراحها بالنس ا ا ا ا اابة لجميع الجرائم Pouvant être proposé pour
،toute infractionواإلدارة تتمتع بقاادر كيير من الحريااة في ذلااك ،حيااث يمكنهااا أن تقرر ينفس ا ا ا ا ا ا اهااا إجراء
طبعا بعد أخذ موافقة مرتكب الجريمة -مالم يتم تحريك الدعوع العمومية ،حيث أن موافقة المصا ا ا ا ا ا ااالحة -ا
السا ا ا ا االطة القضا ا ا ا ااائية ال تكون مطلوبة إال عندما يتم تحريك الدعوع العمومية( ،)3ومن ثم فالمصاا ا ا ااالحة في
التةا ا ا اريع الفرنس ا ا ااي جائزة في كافة الجرائم الجمركية( ،)4ويمكن أن نة ا ا ااير هنا يبس ا ا اااطة إلى أمثلة ألنو من
الصعب حصر كل الجرائم الجمركية فمثز :استيراد وتصدير البضائع المحظورة ،االستيراد دون التصريح
بالبضااائع الخاضااعة للرسااوم ،التص اريح الكاذب في االسااتيراد المقصااود منو التهرب من الرسااوم ،التهريب،
...فالمصالحة هي الوسيلة المفضلة لتسوية المنازعات في المسائل الجمركية ،وهي تمثل نسبة %95من
القضايا الجمركية ،حيث أنها تسمح لإلدارة يتسوية المنازعات بفاعلية وسرعة ،وقد دعا هذا النجائ المةرع
الفرنسااي إلى عدم قصاار المصااالحة على الجرائم الجمركية والضارييية فقا ،يل تمديدها إلى جميع اإلدارات
كيير من الجرائم البسيطة(.)5
عددا اا
التي يحتمل أن تواجو ا
أما المة ا اارع المص ا ااري فقد توس ا ااع في تحديد نطاق التص ا ااالح في الجرائم الجمركية على غرار نظيره
المة ا اارع الجزائري الذي قلص من نطاق المص ا ااالحة بعدة اس ا ااتثناءات ،حيث أجاز الفرنس ا ااي ،وعلى خز
( -)1أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .58
( -)2المادة 75من ق ج ج.
)(3
- Jean-Baptiste Perrier, La transaction en matière pénale, Op-Cit, pp 143-144.
( -)4محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص .342
()5
- Jean-Baptiste Perrier, IBID, pp 143-144.
270
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
المصااالحة أو على حد تعييره التصااالح في جرائم التهريب الجمركي ينص المادة 124من ق ج م( ،)1وفي
غيرها من المخالفات الجمركية ينص المادة 119من ق ج م(.)2
المة اارع الجزائري ونظيره الفرنس ااي اللذان اس ااتخدما مص ااطلح " الجرائم جدير بالذكر أنو على خز
الجمركية ،" infraction douanièreفإن المة ا ا اارع المص ا ا ااري اس ا ا ااتخدم اص ا ا ااطزئ " المخالفات الجمركية "
كعنوان للباب الس ا ا ااابع من قانون الجمارك المعدل بالقانون رقم 160لس ا ا اانة -2000الواردة ض ا ا اامنو المادة
119من ق ج م -وهو ما يعتيره الباحث اص ا ا ا اطزئ وارد في غير محلو ،فكان من األجدر أن يحل محلو
مص ااطلح " الجريمة الجمركية " ألن هذا األخير يتض اامن المخالفات والجنح ،وان كان المة اارع المص ااري ال
يقص ااد يهذا االص ااطزئ هنا المخالفات حس ااب مفهومها في المادة 12من قانون العقوبات المص ااري( ،)3إذ
أن الجرائم المنص ا ا ا ااوص عليها في هذا الباب جميعها من الجنح في مفهومها المنص ا ا ا ااوص عليو في المادة
11من قانون العقوبات المص ا ا ااري( ،)4يل المقص ا ا ااود يهذا االص ا ا ااطزئ في رأي الفقو المص ا ا ااري هو تمييز
الجرائم المنصا ا ا ااوص عليها في هذا الباب– السا ا ا ااابع -عن جرائم التهريب الجمركي المنصا ا ا ااوص عليها في
" -ال يجوز رفع الدعوع الجنائية في جرائم التهريب المنص ا ا ا ااوص عليها في المواد الساا ا ا ااابقة إال ا
يناء على طلب من وزير ()1
المالية أو من يفوضا ا ااو .ولوزير المالية أو من يفوضا ا ااو التصا ا ااالح في أي من هذه الجرائم في أي مرحلة كانت عليها الدعوع
الممنوعة أو المحظور اسااتي اردها الجنائية مقايل أداء ميلغ التعويض كامزا ،فإذا كانت البضااائع محل الجريمة من األصاانا
يتم احتس اااب التعويض على أس اااس الضا اريبة الجمركية أو قيمة البض ااائع محل الجريمة أيهما أكير .وفى حالة التص ااالح ترد
البض ا ااائع المض ا اايوطة بعد دفع الضا ا ارائب المس ا ااتحقة عليها ما لم تكن من األنواع الممنوعة أو المحظور اس ا ااتيرادها ،كما ترد
وسائل النقل واألدوات والمواد التي استخدمت في التهريب ،"...المادة 124من قانون الجمارك المصري ،معدلة بالقانون رقم
95لسنة ،2005المرجع السايق.
(" -)2يقض ا ا ااى بالغرامات والتعويض ا ا ااات المنص ا ا ااوص عليها في المواد 118 ،117 ،116 ،114 ،115من هذا القانون بخمر
جنائي وفقا للقواعد واإلجراءات المنصا ااوص عليها في قانون اإلجراءات الجنائية يناء على طلب رئيس مصا االحة الجمارك أو
من ينيبو.
ويجوز لرئيس مصاالحة الجمارك أو من ينيبو قيول التصااالح إلى ما قيل صاادور حكم بات في الدعوع مقايل سااداد ما ال يقل
عن الحد األدنى للغرامات والتعويضات المةار إليها ،ويترتب على التصالح انقضاء الدعوع الجنائية.
وتحص اال الغرامات والتعويض ااات لص ااالح مص االحة الجمارك ،وفى جميع األحوال تكون البض ااائع ض ااامنة الس ااتيفاء الغرامات
والتعويضات" ،المادة 119من قانون الجمارك المصري ،معدلة بالقانون رقم 160لسنة ،2000المرجع السايق.
( " -)3المخالفات هي الجرائم المعاقب عليها بالغرامات التي ال يزيد أقصى مقدار لها على مائة جنيو " ،المادة 12من قانون
رقم 58لسنة ،1937الصادر في 21جويلية ،1937المتضمن قانون العقوبات المصري ،المعدلة بالقانون رقم 169لسنة
،1981الصادر في 4نوفمير ،1981بةخن تعديل بعض أحكام قانون العقوبات ،ج ر م عدد ( 44مكرر) ،صادرة في 4
نوفمير .1981
( " -)4الجنح هي الجرائم المعاقب عليها بالعقوبات األتية -1 :الحبس -2 .الغرامة التي يزيد أقص ا ا ا ا ااى مقدار لها عن مائة جنيو"،
المادة 11من قانون العقوبات المصري ،المعدل بالقانون رقم 169لسنة ،1981نفس المرجع.
271
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
-طو أحمد محمد عيد العليم،الصا ا االح الجنائي في القانون المصا ا ااري ا
طبقا رخر تعديزتو،المرجع السا ا ااايق،ص ص -290 ()1
.291
( -)2حاتم عيدالرحمان محمد عطية ،المرجع السايق ،ص .262
( -)3أحمد محمد يراك ،العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية المعاصرة ،...-المرجع السايق ،ص.648
( -)4المادة 212من القانون رقم 20لس ا اانة 1998المتض ا اامن قانون الجمارك األردني ،المعدلة بموجب المادة 8من القانون
رقم 10 :لسنة ،2019المعدل لقانون الجمارك األردني ،ج ر أردنية رقم 5572الصادرة في 1ماي ،2019ص .2428
( -)5المادة 210من قانون الجمارك السوداني لسنة ،1986الصادر في 24أفريل ،1986المعدل والمتمم.
( -)6المادة 207من قانون رقم 14لس اانة 1990بة ااخن الجمارك اليمني الص ااادر في 15أكتوبر ،1990معدل بالقانون رقم
12لسنة ،2010صادر في 21أوت .2010
( -)7المادة 210من قانون الجمارك الليناني ،الصادر في 15ديسمير .2000
( -)8حمدي رجب عطية ،المرجع السايق ،ص ص .392-391
272
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
حكما وذلك بحيازة البض ااائع األجنيية داخل إخراج الس االعة من إقليم الجمهورية أو إدخالها فيو ،واما أن يقع ا
البزد بقصا ا ا ا ااد االتجار مع العلم أنها مهربة دون أن يقدم الحائز السا ا ا ا ااندات الدالة على سا ا ا ا ااداد الض ا ا ا ا ارائب
الجمركية وغيرها من الضا ا ارائب والرس ا ااوم المقررة ،وهي الص ا ااورة األولى من التهريب الحكمي ،أما الصا ا اورة
الثانية فتتحقق إذا لم تكن الس ا ا ا االعة الخاض ا ا ا ااعة للرس ا ا ا اام أو التي فرض عليها الحظر قد اجتازت بعد الدائرة
اعتبار بخن من ةا ا ا ااخن هذه األفعال
اا الجمركية ،ولكن صا ا ا اااحب جليها أو إخراجها أفعال نص عليها الةا ا ا ااارع
المجرمة أن تجعل إدخال أو إخراج البضاا ااائع قريب الوقوع في األغلب األعم من األحوال فحظرها الةاا ااارع
ايتداءا ،وأجرع عليها حكم الجريمة التامة ولو لم يتم للمهرب ما أراد( ،)1وقد عمدت أغليية التة ا ا اريعات إلى
تجريم هذه الصور بالحيلولة دون وقوعها ،لئز تتطور وتصبح تهريب فعلي أو حقيقي ،وبالتالي فهي أفعال
مجرمة بحكم القانون يصطلح عليها يجرائم السلوك المحض(.)2
جمركيا أحد السييلين :فبعض الدول قصرت
ا وقد سلكت التةريعات المعاصرة في ييان ما يعد تهر ايبا
التهرب على األفعال التي يتم يها التخلص دون حق من الضرائب الجمركية المستحقة وهذا ما سلكو قانون
الجمارك اإليطالي الصادر سنة ،1940والقانون النمساوي الصادر سنة ،1955فاعتيرت هذه التةريعات
أن مخالفة قوانين االسا ااتيراد والتصا اادير جرائم مسا ااتقلة عن جرائم التهريب الجمركي ،وبعض الدول وسا ااعت
ض ا اا إدخال البضا ااائع إلى البزد أو إخراجها منها بالمخالفة لقوانين
من مفهوم التهريب الجمركي فاعتيرت أي ا
جمركيا ،ومن هذه التة اريعات قانون الجمارك الفرنسااي الصااادر ساانة ،)3(1948 ا االسااتيراد والتصاادير تهرابا
المعدل بالقانون رقم 2012-387الص ا ا ااادر في 22مارس 2012بة ا ا ااخن تيس ا ا ااير القانون وتخفيف العبء
اعتيرت في فقرتها األولى أن المقصا ا ا ا ا ا ااود من التهريب Contrebande اإلداري ،فالمادة 417من ق ج
هو :الص ا ا ااادرات والواردات خارج مكاتب الجمارك ،وكذلك أي مخالفة ألحكام التةا ا ا اريع أو التنظيم المتعلقة
بحيازة ونقل البضا ا ا ا ا ا ااائع داخل النطاق الجمركي( ،)4وقانون الجمارك المصا ا ا ا ا ا ااري فالمادة 121منو اعتيرت
التهريب الجمركي إدخال البضا ا ااائع من أي نوع إلى الجمهورية واخراجها منها بطرق غير مةا ا ااروعة يدون
أداء الض ا ارائب الجمركية كلها أو بعضا ااها أو بالمخالفة للنظم المعمول يها في ةا ااخن البضا ااائع الممنوعة(،)5
وكذلك قانون الجمارك الجزائري ينص المادة 324منو المعدلة ينص المادة 130من قانون رقم 04-17
( -)1طو أحمد محمد عيد العليم ،الصالح الجنائي في القانون المصاري طباقا رخر تعديزتو ،المرجع الساايق ،ص ص -294
.295
( -)2ميلود دريسي ،المرجع السايق ،ص .182
( -)3حمدي رجب عطية ،المرجع السايق ،ص .392
- " La contrebande s’entend des importations ou exportations en dehors des bureaux ainsi que de toute violation
)(4
des dispositions légales ou réglementaires relatives à la détention et au transport des marchandises à l’intérieur du
territoire douanier …", l’article 417 du CDF, Modifie par la loi n° 2012-387 du 22 mars 2012-art 61 relative à la
simplification du droit et à l’allégement des démarches administratives, JORF n° 0071 du 23 mars2012.
( -)5المادة 121من قانون الجمارك المصري رقم 66لسنة ،1963معدلة بالقانون رقم 175لسنة ،1998المرجع السايق.
273
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
المعاادل والمتمم لقااانون الجمااارك الجزائري ،والتي عااددت هي األخرع أفعااال التهريااب الجمركي والتي يااختي
على رأسها :استيراد البضائع أو تصديرها خارج مكاتب الجمارك(.)1
-2 -3االستثنا
األصل أن جميع الجرائم الجمركية يمكن أن تكون محزا للمصالحة ،إال أن المةرع الجمركي السيما
الجزائري ،لم يترك األمر على إطزقو لئز يفلت مرتكيو أخطر الجرائم الجمركية من العقاب ،ن اا
ظر لتخثيرها
على المجتمع ومص ا ا ا ااالح الخزينة العامة( ،)2فاس ا ا ا ااتثنى بعض الجرائم الجمركية من نطاق هذا اإلجراء ،كما
اسااتثنى االجتهاد القضااائي هو ارخر بعض الجرائم من نطاق المصااالحة الجمركية ،وهو ذات األمر الذي
سار عليو تنظيم إدارة الجمارك ،وسنتطرق فيما يلي لكل هذه االستثناءات:
-1-2 -3االستثنا ات الواردة ف القانون
ميدئيا كما سا ا ا ا ا ا اايق ذكره ،المصا ا ا ا ا ا ااالحة جائزة في جميع الجرائم الجمركية التي تقع في نطاق الدائرة
ا
الجمركية الفرنسا ااية ،وهو ذات النهج الذي سا االكو التة ا اريع المصا ااري والذي أجاز المصا ااالحة في الجرائم
()3
الجمركية منها جرائم التهريب الجمركي ،أما بالنسا ا ا ا ا ا اابة للقانون الجزائري فنجده أقر اسا ا ا ا ا ا ااتثناءان عام واخر
خاص لهذا الميدأ:
أ -االسييييييييتثنا العام :تحظر الفقرة الثالثة من المادة 265من ق ج ج ص ا ا ا ا ا اراحة وبصا ا ا ا ا اافة مطلقة
المصااالحة في الجرائم المتعلقة بالبضااائع المحظورة عند االسااتيراد والتصاادير ،حسااب مفهوم المادة 21من
ق ج ج في فقرتها األولى ،وتعر البضا ا ا ا ا ا اااعة الممنوعة في قانون الجمارك الجزائري ينص المادة 1-21
في فقرته ااا األولى هي من ق ج ج( ،)4وفي ق ااانون الجم ااارك الفرنسا ا ا ا ا ا ااي ينص الم ااادة 38من ق ج
( -)1المااادة 324من القااانون رقم ،07-79المؤرخ في 21جويليااة ،1979المتضا ا ا ا ا ا اامن قااانون الجمااارك الجزائري ،المعاادلااة
والمتممة بالمادة 130من قانون رقم ،04-17المرجع السايق ،ص ص.43-42 .
( -)2نادية عمراني ،محمد أمين زيان ،المرجع السايق ،ص .81
( -)3أحمد محمد يراك ،العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية المعاصرة ،...المرجع السايق ،ص.648
( -)4تعر المادة 21من ق ج ج البضائع المحظورة ينصها على:
كانت. "-1لتطييق هذا القانون ،تعد بضائع محظورة كل البضائع التي منع استيرادها أو تصديرها بخية صفة
-2ال يسمح يجمركة البضائع إال يتقديم رخصة أو ةهادة أو إتمام إجراءات خاصة ،تعتير البضاعة المستوردة أو المعدة
للتصدير محظورة إذا تعين خزل عملية الفحص ما يختي:
-إذا لم تكن مصحوبة بسند أو ترخيص أو ةهادة قانونية،
-إذا كانت مقدمة عن طريق رخصة أو ةهادة غير قايلة للتطييق،
". إذا لم تتم اإلجراءات الخاصة بصفة قانونية
274
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
األخرع( ،)1وفي قااانون الجمااارك المصا ا ا ا ا ا ااري ينص المااادة 15من ق ج م( ،)2وهي يااذلااك تجمع على أن
البضاااعة الممنوعة تعر بخنها :كل البضااائع التي تحظر أو ال يساامح باسااتيرادها أو تصااديرها بخي صاافة
كانت ،وباستقراء نص المواد المذكورة ساباقا ،يتضح لنا أن الحظر يخخذ ةكلين أو صورتين(:)3
-الصييييييييورة األول :وهي التي تعر بالحظر المطلق والتي ورد ذكرها في الفقرة األولى من المادة
،م 15من ق ج م ،ويتعلق األمر بالبض ا ا ا ا ا ااائع المحظورة عند 1-21من ق ج ج ،م 1-38من ق ج
حظر مطلقا.
االستيراد أو التصدير اا
-الصيييييورة الثانية :وهي التي ورد ذكرها في الفقرة الثانية من م 2-21من ق ج ج ،م 1-38من
،م 15من ق ج م ،وهي الحظر المتعلق يبعض البضا ا ا ا ا ااائع التي ال يسا ا ا ا ا اامح يجمركتها بسا ا ا ا ا اايب قج
خضوعها إلى قيود ،حيث يجوز استيرادها وتصديرها بمعنى جمركتها ،لكنها موقوفة على تقديم رخ صة أو
ةهادة أو إتمام إجراءات خاصة ،وتعر هذه الصورة من الحظر بمصطلح " الحظر الجزئي"(.)4
والحظر الذي تقصا ا ا ا ااده المادة 3-265من ق ج ج ،هو الحظر المطلق أي المنصا ا ا ا ااوص عليو في
الفقرة األولى من المادة 21من ق ج ج ،أي البضااائع التي يمنع اسااتيرادها أو تصااديرها بخي صاافة كانت،
ومن ثم فإن المص ا ا ا ا ا ااالحة غير جائزة في الجرائم المتعلقة يهذا الص ا ا ا ا ا اانف من البض ا ا ا ا ا ااائع ،وبالمقايل تجوز
المص ااالحة في الجرائم المتعلقة بالبض ااائع التي تنتمي إلى الحظر المص اانف في الص ااورة الثانية أي الحظر
الجزئي والمنصا ا ا ا ا ا ااوص عليو في الفقرة الثانية من المادة 21من ق ج ج ،ويتعلق األمر بالبضا ا ا ا ا ا ااائع التي
يخضع استيرادها أو تصديرها إلى قيود(.)5
ونؤكد في هذا الص اادد أن كل من المة اارع الفرنس ااي ونظيره المص ااري لم يحظ ار المص ااالحة إذا كانت
الممنوعة ،وفي هذا الةااخن طرئ إةااكال في الفقو المصااري يتمثل في البضااائع محل الجريمة من األصاانا
فرض مفاده ض ا اابا المتهم حال تهريبو مواد أو مص ا اانفات منافية لآلداب العامة ،األمر الذي من ة ا ااخنو أن
يطرئ مسا ا ا ا ا ااخلة تنازع يين النصا ا ا ا ا ااوص ،أولها نص المادة 178من قانون العقوبات المصا ا ا ا ا ااري( ،)6وثانيها
- "Pour l’application du présente code, sont considérées comme prohibées toutes marchandises dont l’importation
)(1
ou l’exportation est interdite à quelque titre que ce soit, …", L’article 38 du CDF, modifié par ordonnance n° 2016-
128 du 10 février 2016 portant diverses dispositions en matière nucléaire, JORF n° 0035 du 11 février 2016, Texte
n° 8 .
( " -)2تعتير ممنوعة كل بضاعة ال يسمح باستيرادها أو تصديرها ،واذا كان استيراد البضائع أو تصديرها خاضع ا لقيود من
أية جهة كانت فز يسمح يإدخالها أو إخراجها ما لم تكن مستوفية للةروط المطلوبة" ،المادة 15من ق ج م.
( -)3ميلود دريسي ،المرجع السايق ،ص .177
( -)4أحسن يوسقيعة ،المنازعات الجمركية ،المرجع السباق ،ص .276
( -)5أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .60
(" -)6يعاقب بالحبس مدة ال تزيد على سا ا اانتين وبغرامة ( )...كل من صا ا اانع أو حاز بقصا ا ااد االتجار أو اللصا ا ااق أو العرض
اوما يدوية أو فوتوغرافية أو إةاااارات
اور محفورة أو منقوةاااة أو رساا ا
مطيوعات أو مخطوطات أو رس ااومات أو إعزنات أو ص ا اا
275
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
نصااوص قانون الجمارك ،هذا األخير الذي لم تحظر نصااوصااو التصااالح إذا كانت البضااائع من األصاانا
الممنوعة ،حيث ورد بالفقرة الثانية من المادة 124من ق ج م المعدلة بالقانون رقم 95لس ا ا ا ا اانة 2005أنو
في حالة التصا ا ا ااالح ترد البضاا ا ااائع المضاا ا اايوطة بعد دفع الض ا ا ا ارائب المس ا ا ااتحقة عليها مالم تكن من األنواع
الممنوعة أو المحظور اساااتيرادها ،وحساااب رأي الدكتور محمد حكيم حسيييين الحكيم فإنو باعتبار أن قانون
الجمااارك يعااد القااانون العااام بااالنس ا ا ا ا ا ا ابااة لجرائم التهريااب الجمركي ،والمااادة 178من قااانون العقوبااات تعتير
القانون الخاص في هذا الفرض ،ومن ثم وطبقا للقاعدة األص ا ااولية الخاص يقيد العام ،فز يجوز التص ا ااالح
الممنوعة ،أي أن حيازتها تة ا ا ا ا ااكل جريمة ،كالمخدرات، في حالة ما إذا كانت البض ا ا ا ا اااعة من األص ا ا ا ا اانا
والسا ا اازئ والمواد المنافية لآلداب( ،)1وهو الرأي الذي يؤيده الباحث اا
نظر لقيامو على قاعدة أصا ا ااولية ثايتة،
والذي أيده القضاء المصري( ،)2وحسب هذا الرأي فإن المصالحة في البضائع الممنوعة بصفة مطلقة غير
جائزة سواء في التةريع الجزائري أو المصري .
جدير بالذكر أن المادة 21من ق ج ج ،لم تحدد قائمة البضااائع المحظورة ولم تحل بةااخنها إلى أي
نص تنظيمي خزافا لما كانت عليو قيل تعديلها بموجب القانون رقم 10-98المؤرخ في 22أوت ،1998
حيث كانت تحيل يهذا الخصوص إلى مرسوم تنفيذي(.)3
وفي هذا اإلطار صا ا ا اادر المرسا ا ا ااوم التنفيذي رقم ،)4(126-92والذي عر الحظر ينوعيو :المطلق
والجزئي ،دون أن يتضا ا اامن قائمة بالبضا ا ااائع المحظورة ،ويتطلب هذا المرسا ا ااوم ينص المادة الثالثة منو أن
منصوصا عليو صراحة ينص ذي طابع تةريعي أو تنظيمي ،ويجب أن يوضح هذا
ا يكون الحظر أو القيد
النص نوع الحظر وكيفيات تنفيذه(.)5
ومن أمثلة البضائع المحظورة حسب التقسيم المذكور أعزه:
رمزية أو غير ذلك من األةا ا ااياء أو الصا ا ااور عامة إذا كانت منافية لآلداب العامة ،ويعاقب يهذه العقوبة كل من اسا ا ااتورد أو
ايئا مما تقدم للغرض المذكور "...المادة 178من قانون العقوبات المصا ااري ،المعدلة عمدا ينفسا ااو أو بغيره ةا ا ا
صا ا دادر أو نقل ا
بالقانون رقم 16لس ا ا اانة ،1952الص ا ا ااادر في 24فيفري ،1952بة ا ا ااخن تعديل بعض أحكام قانون العقوبات ،نة ا ا اار يجريدة
الوقائع المصرية ،العدد ،43الصادرة في 28فيفري .1952
( -)1محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص ص .323-322
( -)2نقض 11و10و ،1973مجموعة األحكام ،س ،24رقم ،168ص ،808نقض 13و02و ،1985مجموعة األحكام ،س
،36رقم ،39ص ،242مةار إليو لدع :محمد حكيم حسين الحكيم ،نفس المرجع ،ص .343
( -)3أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .60
( -)4مرسا ا ا ا ا ا ااوم تنفيذي رقم ،126-92مؤرخ في 28مارس ،1992يحدد كيفيات تطييق المادة 21من القانون رقم 07-79
المؤرخ في 21جويلية 1979والمتض ا ا اامن قانون الجمارك ،ج ر ج عدد ،24الس ا ا اانة ،29ص ا ا ااادرة في 19مارس ،1992
ص.714
( -)5المادة 3من المرسوم التنفيذي رقم ،126-92نفس المرجع ،ص .714
276
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
مطلقا :والتي تة ا اامل المنتجات المادية (البض ا ااائع المتض ا اامنة عزمات
حظر ً -البضيييائع المحظورة ًا
منةا ا ااخ مزورة ،وبضا ا ااائع مزيفة ،البضا ا ااائع التي منةا ا ااؤها يلد محل مقاطعة ،قطع الغيار المسا ا ااتعملة وأجزاء
ولواحق الساايارات ،وأجزاء ولواحق الساايارات ،وكل بضاااعة تخل باألمن والنظام العام واألخزق) ،أما النوع
حظر مطلاقا فتة ا ا ا ا اامل المنتجات الفكرية (الكتب والمطيوعات والنةا ا ا ا ا اريات
الثاني من البض ا ا ا ا ااائع المحظورة اا
والدوريات والصور والرسومات المخالفة لآلداب العامة)(.)1
جزئيا :وهي البض ااائع التي أوقف المة اارع اس ااتيرادها أو تص ااديرها على حظر ً -البضييائع المحظورة ًا
أساسا ي ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اا " :العتاد الحربي ،واألسلحة والذخيرة ،المواد
ترخيص من السلطات المختصة ويتعلق األمر ا
المتفجرة ،المخدرات والمؤثرات العقلية ،التبغ المص ا ا اانع والمواد التبغية بكل أص ا ا اانافها ،تجهيزات االتص ا ا ااال،
الممتلكات الثقافية المنقولة.)2()...
استثناءا
ا المةرع الجزائري إلى االستثناء المتعلق بالبضائع المحظورة ب-االستثنا الخاص :أضا
اخر يرد على الميدأ العام الذي يقض ا ااي يجواز المص ا ااالحة في جميع الجرائم الجمركية ،إثر ص ا اادور األمر
رقم 06-05المتعلق بمكافحة التهريب(.)3
المةا ا اارع الفرنسا ا ااي ونظيره المصا ا ااري اللذين أجا از إجراء المصا ا ااالحة في جرائم التهريب وعلى خز
الجمركي ،اسااتثنى المةاارع الجزائري هذا الصاانف من الجرائم من نطاق المصااالحة الجمركية ،ينص المادة
21من األمر رقم 06-05المتعلق بمكافحة التهريب ،ينصااها على " :تسااتثنى جرائم التهريب المنصااوص
عليها في هذا األمر ،من إجراءات المصالحة الميينة في التةريع الجمركي"(.)4
والمزحظ أنو باسا ا ااتقراء نص المادة 21المذكورة سا ا ا االفا ،يفهم أن المةا ا اارع منع المصا ا ااالحة بالنسا ا اابة
للجرائم المنصا ا ا ا ا ا ااوص عليها في األمر 06-05المتعلق بمكافحة التهريب فقا ،إال أنو بالرجوع إلى نص
المادة 2من نفس األمر في فقرتها " أ " يتضا ا ااح أن المقصا ا ااود بالتهريب األفعال الموصا ا ااوفة بالتهريب في
معا(.)5
التةريع والتنظيم الجمركيين المعمول يهما ،وكذلك في األمر المذكور ا
(-)1ليلي اللحيااني " ،مادع فعاالياة طرق تسا ا ا ا ا ا ااوياة المناازعاات الجمركياة في مكاافحاة الجرائم الجمركياة" ،مجلاة دفااتر البحوث
العلمية ،المجلد ،4العدد ،2016 ،1ص .188
-س ا ا ا ا ا ااعادنة العيد العايش ،اإلثبات في المواد الجمركية ،بحث لنيل ة ا ا ا ا ا ااهادة الدكتوراه في القانون ،جامعة باتنة ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،قسم الحقوق ،2006 ،ص ص .53-52
( -)2أحس اان يوس ااقيعة ،المص ااالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع الس ااايق ،ص 63
وما بعدها.
( -)3أمر رقم ،06-05مؤرخ في 23أوت ،2005يتعلق بمكافحة التهريب ،ج رج ،عدد ،59صا ا ااادرة في 28أوت ،2005
ص ص .8-3
( -)4المادة 21من أمر رقم ،06-05نفس المرجع ،ص .6
( -)5مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .131
277
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
هذا ،وقد عدد المة ا اارع الجمركي الجزائري أفعال التهريب ينص المادة 324من ق ج ج ينص ا ااها" :
يقصد بالتهريب لتطييق األحكام ارتية ،ما يختي:
-استيراد البضائع أو تصديرها خارج مكاتب الجمارك.
-خرق أحكااام المواد 51و 53مكرر و 60و 62و 64و 221و 222و 223و 225و 225مكرر
و 226من هذا القانون.
-تفريغ وةحن البضائع غةا.
-ال تعااد األفعااال المااذكورة في هااذه المااادة أو خرق احكااام المواد أعزه ،تهرياب اا ،عناادمااا يقع على
بضائع قليلة القيمة في مفهوم المادة 288من هذا القانون"(.)1
من وراء تجريم التهرب الجمركي هو تحقيق مصا ا ا ا ا ا ا ااالح ال اادول ااة ذات الطييع ااة الم ااالي ااة أو واله ااد
االقتص ا ا ا ااادية( ،)2أما عن األس ا ا ا ااباب التي دفعت المة ا ا ا اارع الجزائري إلى اس ا ا ا ااتبعاد جرائم التهريب من إجراء
المصا ا ااالحة بموجب األمر رقم 06-05المتعلق بمكافحة التهريب ،في سا ا ااياق سا ا ااياسا ا ااة التصا ا اادي لظاهرة
التهريب ومكافحتها ،فتتمثل في خطورتها وتناميها يل واستفحالها ،باإلضافة إلى اعتبارها كظاهرة اقتصادية
موما فهي
حقيقيا لخيرات البزد ،وع ا
ا تؤدي إلى حرمان خزينة الدولة من موارد جبائية معتيرة ،واسا ا ا ا ا ا ااتنزاافا
مؤكدا على صحة األفراد وأمنهم(.)3
خطر اتةكل اا
والباحث يرع أن المةا ا اارع الجزائري كان يإمكانو إجازه المصا ا ااالحة في جرائم التهريب الجمركي على
غرار نظيريو الفرنس ا ااي والمص ا ااري ،بما يحقق لو مص ا ااالح الدولة االقتص ا ااادية والمالية مقايل أو نظير وفاء
المتهم بالمسا ا ا ا ا ا ااتحقات المالية للدولة كاملة ،حتى يكون الجزاء من جنس العمل ويحقق الردع الفعال لتلك
الجرائم.
-2-2 -3االستثنا ات الخاصة :ويتعلق األمر بما يلي:
أ-ف اجتهاد القضييا :اسااتقر قضاااء المحكمة العليا في حالتي االزدواج أو االرتباط أن المصااالحة
التي تتم في الجريمة الجمركية ال ينصر أثرها إلى جريمة القانون العام المقرونة أو المرتبطة يها(:)4
فبالنسبة للجرائم المزدوجة أو ما يعر بالتعدد الصوري أو المعنوي ،Concours idéalفيقصد بو أن
ويخض ا ااع من حيث الجزاء إلى أكثر من نص ،وذلك كخن احدا يقيل عدة أوص ا ااا
يرتكب الة ا ااخص فعزا و ا
( -)1المااادة 130من قااانون رقم ،04-17تعاادل وتتمم أحكااام المااادة 324من القااانون رقم 07-79المؤرخ في 21جويليااة
،1979المتضمن قانون الجمارك ،المرجع السايق ،ص ص.43-42 .
( -)2حمدي رجب عطية ،المرجع السايق ،ص .393
( -)3لمزيد من التفاص ا ا ا اايل ،أنظر :عرض أس ا ا ا ااباب القانون المتض ا ا ا اامن الموافقة على األمر رقم 06-05المؤرخ في 23أوت
، 2005والمتعلق بمكافحة التهريب ،المجلس الةااعيي الوطني ،الجريدة الرساامية للمدلوالت ،الفترة التة اريعية الخامسااة ،الدورة
العادية الثامنة ،السنة الرابعة رقم ،178الصادرة في 21دسيمير ،2005ص 3وما يعدها.
( -)4أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .86
278
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
يةا ا ا ا ا ا ااكل الفعل جريمة في نظر قانون الجمارك وجريمة في نظر قانون اخر ،فنكون أمام حالة يخخذ فيها
الفعل وصفين وينطيق عليو نصين(.)1
ويس ااتة ااف من قض اااء المحكمة العليا أن التعدد الص ااوري يين الجرائم الجمركية وجرائم أخرع يتحقق
على وجو الخصوص في جريمة :استيراد وتصدير مخدرات بطريقة غير ةرعية بحيث تعد المخدرات من
البضا ا ا ااائع المحظورة ،ومن ثم ال تجوز المصا ا ا ااالحة فيها( ،)2وجريمة وضا ا ا ااع للسا ا ا ااير مركبة ذات محرك أو
مقطورة مزودة يلوحة تس ا ا ااجيل أو تحمل كتابة ال تتطايق مع المركبة أو مس ا ا ااتعملها ( المادة 77من قانون
رقم 14-01المتض اامن تنظيم حركة المرور عير الطرق وس اازمتها وأمنها المعدل والمتمم ) ،والتي تتداخل
مع جريمة استيراد يدون تصريح في صورة وضع لوحات ترقيم على وسائل نقل من أصل أجنيي من ةخنها
قانونا بالجزائر دون القيام باإلجراءات التي ينص عليها التنظيم الجاري العمل بو أن توهم بخنها قد سا ا ااجلت ا
( المادة 8 -325من ق ج ج ) ،وهي يذلك تخض ا ا ا ا ااع من حيث الجزاء للعقوبات المنص ا ا ا ا ااوص عليها في
القانونين(.)3
ونتيجة لذلك فإن المص ا ا ا ا ا ااالحة في الجرائم المزدوجة ينحص ا ا ا ا ا اار أثرها في الجريمة الجمركية التي يتم
التصالح بةخنها وال ينصر إلى جريمة القانون العام أو أي قانون خاص اخر.
وهو نفس االتجاه الذي سلكو القضاء الفرنسي منذ زمن بعيد حيث قضى باستقزل الدعوع العمومية
المؤسا ا ا اس ا ا ااة على مخالفة التةا ا ا اريع المتعلق باألس ا ا ااعار عن الدعوع المالية المؤسا ا ا اس ا ا ااة على مخالفة قانون
الضرائب ،فإذا كانت المصالحة التي وقعت في المتابعة األولى ذات الطابع االقتصادي تؤدي إلى انقضاء
الدعوع العمومية بالنسبة لهذه الجريمة فإنها مع هذا تبقي على العناصر المكونة للجريمة المالية التي تظل
قائمة وال تتخثر بالمصالحة التي وقعت في المتابعة من أجل مخالفة التةريع المتعلق باألسعار(.)4
أما بالنس ا ا اابة لجرائم القانون العام-السا ا ا ارقة ،االحتيال ،االتجار بالمخدرات ،التزوير ...إلخ ،المرتبطة
يجرائم جمركية تجوز فيها المصا ااالحة ،وهي الصا ااورة التي يرتكب فيها الةا ااخص جريمتين أو أكثر إحداهما
على األقل جريمة جمركية ال يفصا اال يينهما حكم قضا ااائي ،ويعير الفقو عن هذه الحالة بالتعدد الحقيقي أو
المادي( ،)5فإذا كانت إدارة الجمارك قادرة على إنهاء الدعوع العمومية الخاصا ا ا ا ا ا ااة بالجريمة الجمركية عن
طريق المص ا ا ا ا ااالحة ،فز يمكنها بخي حال من األحوال التص ا ا ا ا اار في الدعوع العمومية الخاص ا ا ا ا ااة يجريمة
279
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
القانون العام( ،)1كما لو ض ا ا اابا ة ا ا ااخص من طر أعوان الجمارك متلب اسا ا ا اا بارتكابو جريمة جمركية فيقوم
المخالف بالتعدي بالعنف على عون الجمارك أو يحاول أن يقدم لو رةا ا ا ا ااوة ،فإذا ما اسا ا ا ا ااتفاد المخالف من
إجراءات المصالحة فيما يتعلق بالجريمة الجمركية فإن ذلك ال ينصر أثره إلى جريمة االعتداء أو الرةوة
التي تبقى قائمة ويتم متابعتو من طر النيابة بةا ا ا ا ااخنها( ،)2وهو ذات االتجاه الذي سا ا ا ا االكتو المحكمة العليا
بالنساابة للجرائم المزدوجة ،حيث أن المصااالحة التي تتم في الجريمة الجمركية ال ينصاار أثرها إلى جريمة
القانون العام( ،)3ألن انقضا ا ا اااء الدعوع العمومية عن إحدع الجريمتين ينهي حالة االرتباط يينهما فز يوجد
أمام القاضي سوع جريمة واحدة مطلوب منو الحكم فيها(.)4
ولقد طرحت هذه المس ا ااخلة على القض ا اااء الفرنس ا ااي في مجال مماثل يتعلق بارتكاب جريمة ضا ا ارييية
مرتبطة يجريمة من القانون العام ،فس االمت محكمة النقض في هذا الة ااخن أن الجريمتين مس ااتقلتان وقض اات
تبعا لذلك بخن المصالحة التي تتم على أساس الجريمة الضرييية ال ينصر أثرها إلى جريمة القانون العام
ا
()5
التي تظل متابعتها قائمة .
أما بالنسا ا ا اابة للمةا ا ا اارع المصا ا ا ااري ،فتتفق أحكام القضا ا ا اااء والفقو على أن انقضا ا ا اااء الدعوع العمومية
بالمصالحة في إحدع الجرائم ال يمنع من نظر الجرائم األخرع المرتبطة يها( ،)6وقد جرع التةديد في قيول
حالة االرتباط ويتة اادد أكثر عندما يتعلق األمر يجريمة جمركية مع جريمة من القانون العام ،وهكذا قض ااي
تماما عن جريمة التهريب الجمركي ،فلكل بخن جريمة السا ا ا ا ا ا ارقة التي تتم داخل النطاق الجمركي مس ا ا ا ا ا ااتقلة ا
منهما أركانها القانونية التي تميزها عن األخرع بما تجعل منهما جريمتين مسا ا ا ا ا ا ااتقلتين ومن ثم فز أثر لما
انتهت إليو المحكمة من يراءة المتهم عن واقعة الساا ا ا ارقة التي توافرت في حقو على مس ا ا ا ااؤوليتو عن جريمة
التهرب الجمركي ،ونتيجة لذلك ،وبالمفهوم المعاكس ،يمكن القول أن المص ا ا ا ا ا ااالحة التي تتم على أس ا ا ا ا ا اااس
( -)2ين ددوش س ا اايد أحمد " ،المص ا ااالحة الجمركية حق للمخالف أم امتياز إلدارة الجمارك" ،المجلة الجزائرية للقانون البحري
والنقل ،المجلد ،4العدد ،2017 ،1ص .303
( -)3ليلى اللحياني ،المرجع السايق ،ص .189
( -)4إيراهيم حامد طنطاوي ،المرجع السايق ،ص .74
- Crim 3-05-1957: Bull. Crim n° 355.
()5
280
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
التهريب الجمركي ال يمتد أثرها إلى جريمة السرقة متى ثيتت في حق المتهم(.)1
األمر الذي أكدتو محكمة النقض المص ا ارية أيضا ااا في قرار اخر لها بخن " :قيام االرتباط أي ا ما كان
وص ا ا ا اافو يين جرائم التعامل في النقد األجنيي واس ا ا ا ااتيراد الس ا ا ا اابائك الذهيية بغير ترخيص وعدم عرض النقد
األجنيي ،وهي ذات العقوبة األة ا ا ا ا ا ا ااد وبين جريمة التهريب الجمركي ذات العقوبة األخف ،ال توجب الي تة
الحكم بانقضاء الدعوع الجنائية عن تلك الجرائم الثزث تبعا للحكم بانقضائها في جريمة التهريب الجمركي
هنا بكون الجرائم المرتبطة قائمة لم يجر على إحداها حكم من األحكام المعفية من المسئولية
للتصالح …،ر ا
أو العقاب ،ألن تماسا ااك الجريمة المرتبطة وانضا اامامها بقوة االرتباط القانوني إلى الجريمة المقرر لها أةا ااد
العقاب ال يفقدها كيانها وال يحول دون تص ا ا ا ا اادع المحكمة لها والتدليل على نس ا ا ا ا اايتها ثيوت ا ونفي ا ،فز محل
()2
إلعمال حكم المادة 32من ق ع عند القضاء باليراءة في إحدع التهم أو سقوطها أو انقضائها"
نخلص مما تقدم إلى عدم وجود اختزفات في االتجاهات الفقهية والقض ا ا ااائية في الجزائر ،وفرنس ا ا ااا،
ومصاار ،فالقضاااء الجزائري يطيق نفس القواعد التي يطبقها القضاااء الفرنسااي والمصااري في حالة االرتباط
واالزدواج ،ومن ثم فخثر التصالح في حالة ارتباط الجرائم يكون متماثزا(.)3
ب-االستثنا ات الواردة ف النصوص التنظيمية الجمركية
استثنت المذكرة الصادرة عن المدير العام للجمارك الجزائري رقم 303المؤرخة في 31جانفي1999
المتضا اامنة التوجيهات العامة لحسا اااب الغرامات في إطار المصا ااالحة الموجهة إلى مسا ااؤولي إدارة الجمارك
المؤهلين إلجراء المصالحة حاالت ال تجوز فيها المصالحة وهي:
-أعمال التهريب المرتكبة باسااتعمال أساالحة نارية-والتي تم اسااتثنائها فيما بعد (ساانة )2005ينص
المادة 21من األمر رقم 06-05المتعلق بمكافحة التهريب ،حسب ما سيق ييانو.
-الجرائم المتعلقة بالبضا ا ا ااائع المةا ا ا ااار إليها في المنةا ا ا ااور الوزاري رقم 353المؤرخ في 29مارس
1994المتعلق يتعزيز اليات مكافحة تهريب المواد ذات االستهزك الواسع(.)4
-المخالفات الجمركية المرتكبة من قيل أعوان الجمارك أو أي عون من األعوان المؤهلين لمعاينة
( -)1نقض جنائي ،1959-12-21مجموعة أحكام النقض ،س ،10ص ،1029رقم 212نقض جنائي ،1963-12-17
المحاماة ،س ،44العددان 8و ،9ص ،686رقم ،507مةااار إليهما لدع :أحساان يوسااقيعة ،المصااالحة في المواد الجزائية
يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .93
( -)2نقض جلسااة 12و5و ،1969المكتب الفني ،الساانة 20رقم ،139ص ،685نقض 4و6و ،1986مجموعة األحكام ،س
،37ص ،646مةار إليهما لدع :جمال ةديد علي الخرباوي ،المرجع السايق ،ص .330
( -)3محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص .301
( -)4ويتعلق األمر بالبضائع ارتية:
السا ا ااميد ،الفرينة ،العجائن الغذائية ،الخضا ا اار الجافة ،الزيت ،السا ا ااكر ،القهوة ،الةا ا اااي ،الحليب ،الطماطم المصا ا اايرة ،اللحوم
الحمراء ،األدوية ،القمح ،غذاء األنعام ،الوقود.
281
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية ،...المرجع السايق ،ص ص.94-93
()2
- Rozenn CREN, Op-Cit, p 253.
( -)3محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص .224
282
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
عليو أي اثار ملزمة لإلدارة ،فالمص ا ااالحة التي تتم مع موظف غير مختص ال يملك س ا االطة الت ارض ا ااي مع
المتهم ال ترتب اثارها القانونية ،كما أن اغتص ا ا ا اااب الس ا ا ا االطة أو عدم االختص ا ا ا اااص أو عدم مراعاة القواعد
اإلدارية يترتب عليو بطزن التصااالح( ،)1ويسااتثنى من ذلك ما يساامى بالموظف الفعلي ،والذي يعر بخنو:
عيينا
" ذلك الةا ااخص الذي يعتر القضا اااء بصا ااحة تص ا ارفاتو في مجال المرافق العامة ،رغم أنو لم يعين ت ا
العادية واالستثنائية على ظا على استمرار سير المرافق العامة بانتظام واضطراد في الظرو صحيحا حفا ا
ا
()2
معيبا أو لم يصا ا اادر تعيينو قرار إطزاقا،
تعيينا ا
حد الس ا ا اواء" ،ويعر أيضا ا ااا بخنو ":الةا ا ااخص الذي يعين ا
والقاعدة العامة في هذا الة ا ااخن ،هي بطزن كافة األعمال الص ا ااادرة عنو"( ،)3غير أن القض ا اااء اإلداري في
فرنسااا ومصاار والجزائر أقر على سااييل االسااتثناء ساازمة هذه األعمال والتص ارفات ،وذلك حماية لمص االح
اعتمادا على حالتو الظاهرة لهم وعمزا بميدأ اسا ا ا ا ااتمرار سا ا ا ا ااير المرفق العام
ا من تعاملوا مع هذا الةا ا ا ا ااخص
بانتظام واطراد ،وال عيرة إذا كان الموظف حسن أو سيء النية(.)4
وفيما يلي س ا ا ا اانتناول ييان األة ا ا ا ااخاص المؤهلين إلجراء المص ا ا ا ااالحة في التةا ا ا ا اريعات المقارنة محل
الدراسة:
-1-1 -1المس ولين الم هلين إلج ار المصالحة
نظر للطابع االسا ااتثنائي للمصا ااالحة في الجرائم الجمركية حرصا اات التة ا اريعات على تحديد السا االطة اا
المختص ا ا ا ا ااة يإيرامها ،حيث وقع تيرير ذلك بمعرفة هذه األخيرة بخدق تفاص ا ا ا ا اايل المادة الجمركية موضا ا ا ا ا اوع
المصالحة ،ومدع تخثير هذه الجرائم الجمركية المقترفة على االقتصاد الوطني(.)5
وعلى هذا األساس فصحة المصالحة مةروطة بمدع اختصاص ممثل إدارة الجمارك ،كما يجب أن
يحا ،وبمقتض ااى نص تةا اريعي وتكون الس االطات المختص ااة
يكون الترخيص لإلدارة يإجراء المص ااالحة صا ار ا
وتبعا لذلك تكون سلطة إجراء المصالحة مسندة بصورة ضيقة تعيينا دقياقا وفق تدرج رتيهم ،ا
يإجرائها معينة ا
لموظفين معينين ،وتكون اختصا ا ا ا اااصا ا ا ا اااتهم تدر ا
يجيا ومحددة بحسا ا ا ا ااب أهمية القضا ا ا ا ااية وجسا ا ا ا ااامة الجريمة
الجمركية(.)6
وتطيياقا ألحكام المادة 265من قانون الجمارك الجزائري ،صا ا ا ادر المرس ا ا ااوم التنفيذي رقم 136-19
المؤرخ في 29أفريل ،2019الذي يتضمن إنةاء لجان المصالحة وتةكيلها وسيرها ،وكذا قائمة مسؤولي
283
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
إدارة الجمارك المؤهلين إلجراء المصالحة وحدود اختصاصهم ،ونسب اإلعفاءات الجزئية(.)1
وقد حددت المادة 13من هذا المرسوم قائمة مسؤولي إدارة الجمارك المؤهلين إلجراء المصالحة مع
األةخاص المتابعين بسيب ارتكايهم جرائم جمركية ،والتي تضمنت كل من :المدير العام للجمارك ،المدير
الجهوي للجمارك ،رئيس مفتة ا ا ا ااية أقس ا ا ا ااام الجمارك ،رئيس المفتة ا ا ا ااية الرئيس ا ا ا ااية للجمارك ،ورئيس المركز
الحدودي اليري للجمارك( ،)2وقد حدد اختصاص كل منهم حسب طييعة وميلغ الحقوق والرسوم المتغاضى
عنها أو المتملص منها ،أو قيمة البضائع القايلة للمصادرة في السوق الداخلية( ،)3وقد تولت المادة 15من
المرسوم المذكور أعزه ييان اختصاص كل مسؤول مؤهل إلجراء المصالحة بالتفصيل(.)4
أما في التةريع الفرنسي فتقع مسؤولية إجراء المصالحة المنصوص عليها في المادة 350من ق ج
،على المديرين الجهويين للجمارك ،والمديرين المحليين للجمارك ،ورؤس ا اااء األقس ا ااام ذات االختص ا اااص
الوطني ،والمدير العام للجمارك ،والوزير المكلف بالجمارك ،عمز بخحكام المادة األولى من المرسا ا ا ا ا ااوم رقم
1297-78المؤرخ في 28ديسمير ،1978المتعلق بممارسة حق المصالحة في المسائل الجمركية والذي
عدة تعديزت كان اخرها بموجب المرسا ا ا ااوم رقم 532-2019المؤرخ في 27ماي ،)5(2019وعند ةا ا ا ااهد د
االقتضا اااء يجوز للمديرين الجهويين والمديرين المحليين ورؤسا اااء األقساااام المتخص ا اصاااة ،في ظل الةا ااروط
المحددة ،تفويض األعوان الخاض ااعين لس االطتهم لتوقيع المص ااالحات بالنس اابة للحاالت المحددة ينص المادة
1-1من المرسوم رقم 1297-78المذكور أعزه(.)6
وقد تم االس ا ا ا ااتناد في تحديد اختص ا ا ا اااص كل واحد منهم في إجراء المص ا ا ا ااالحة الجمركية إلى طييعة
الجريمااة ،أو حس ا ا ا ا ا ا ااب الميلغ محاال التهرب أو الغش( ،)7وجاادير بااالااذكر أن وزير الماااليااة يملااك حق إجراء
المص ااالحة في المنازعات الجمركية الكيرع ،الس اايما بعض الملفات والمس ااائل بس اايب حس اااس اايتها الخاص ااة،
284
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ومتوسا عدد ملفات المصالحة التي يتم دراستها على المستوع الوزاري حوالي عةرة ملفات ا
سنويا(.)1
وقد أناطت المادة 119من قانون الجمارك المصا ا ا ا ا ا ااري المعدلة بالقانون رقم 160لسا ا ا ا ا ا اانة ،2000
يرئيس مص ا ا ا االحة الجمارك أو من ينيبو كخص ا ا ا اال عام إجراء المص ا ا ا ااالحة في المخالفات أو باألحرع الجرائم
الجمركية ،وعلى غرار التة ا اريعات المقارنة والتي درجت على إسا ااناد والية المصا ااالحة مع المتهم في جرائم
التهريب الجمركي إلى وزير المالية ،وهو ما نجده في التة ا اريع المصا ااري حيث أسا ااندت المادة 124من ق
ج م والية التصا ا ااالح في تلك الطائفة من الجرائم لوزير المالية أو من ينيبو ،وباعتبار المةا ا اارع قد اسا ا ااتخدم
عاما لممارساة هذا
ض اا ا
مصااطلح " أو من ينيبو" فإن المختص يإجراء المصااالحة يحق لو تفويض غيره تفوي ا
االختصاص وال يلزم لو تفويض خاص يصدر بمناسبة كل جريمة(.)2
وبذلك يكون كل من المة ا اارع الجزائري ،والفرنس ا ااي ،والمص ا ااري قد عنى يتوزيع س ا االطة واختص ا اااص
إجراء المص ا ااالحة في الجرائم الجمركية يين عدة أة ا ااخاص ،لعدم تركيز االختص ا اااص في يد س ا االطة واحدة
األمر الذي من ةخنو المساهمة في تجنب تراكم القضايا أمام اإلدارة الواحدة ،وتفعيل دور هذا النظام كيديل
عن الدعوع العمومية ،وأحد أهم حلول أزمة العدالة الجزائية لما تحققو المص ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية من س ا ا ا ا ا اارعة
وفاعلية في حل المنازعات الجمركية.
-2 -1األهلية اإلجرائية لألشخاص المرخص لهم بالتصالح مع اإلدارة
قانونا يذلك ،وبهذا الخص ا ا ااوص أوض ا ا ااحت ال يجوز التص ا ا ااالح في الجرائم إال مع الة ا ا ااخص المؤهل ا
المادة 2 -265من ق ج ج أنو باإلمكان إجراء مصا ا ا ا ا ا ااالحة مع األةا ا ا ا ا ا ااخاص المتابعين بسا ا ا ا ا ا اايب الجرائم
والتي أجازت إلدارة الجمارك إجراء الجمركية ،وهو ما يتطايق مع ما نصت عليو المادة 350من ق ج
المصا ا ا ااالحة مع األةا ا ا ااخاص المتابعين يجرائم جمركية L’administration des douanes est autorisée à
،transiger avec les personnes poursuivies pour infraction douanièreأما المةرع المصري فلم يةير
إلى صاا ا ا ا اافة الةاا ا ا ا ااخص المرخص لو بالتصا ا ا ا ا ااالح مع إدارة الجمارك في نص المادة 119من ق ج م ،مع
اسا ا ااتعمالو لمصا ا ااطلح " متهم " في الفقرة الرابعة من نص المادة 124من ق ج م المعدلة بالقانون رقم 95
لسنة .2005
فكل من المةا ا ا اارع الجزائري ونظيره الفرنسا ا ا ااي لم يسا ا ا ااتعمز مصا ا ا ااطلح المتهم أو مرتكب المخالفة أو
المةرع المصري الذي استخدم مصطلح " متهم " ينص المادة 124من ق ج م ،يل الجريمة ،على خز
عمدا إلى اسا ا ا ااتعمال مصا ا ا ااطلح أعم يصا ا ا االح ألن ينطيق على مرتكب الجريمة أو أي ةا ا ا ااخص اخر جدير
()3
نظر لخصوصية هذا اإلجراء.
اا بالمساءلة الجزائية أو المالية المترتبة عن الجريمة الجمركية
( -)2أحمد محمد يراك ،العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية ،...المرجع السايق ،ص ص .630-629
( -)3أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .162
285
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
والباحث يرع أن كز المة ا ا ا اارعين الجزائري والفرنس ا ا ا ااي قد وفقا في اختيار مص ا ا ا ااطلح " األة ا ا ا ااخاص
المتابعين بس ا ا اايب ارتكايهم جرائم جمركية " ،باعتباره أعم وأنس ا ا ااب في المجال الجمركي الس ا ا اايما وأن إجراء
المص ا ا ااالحة يمكن أن يتم قيل تحريك الدعوع العمومية وبعدها ،في حين أن المة ا ا اارع المص ا ا ااري اس ا ا ااتعمل
مصا ا ا ا ا ااطلح " المتهم" ينص المادة 124من ق ج م ،إال أن هذا المصا ا ا ا ا ااطلح ال يعير عن المركز القانوني
للةخص قيل تحريك الدعوع العمومية.
متهما يل يتعين تحريك الدعوع العمومية قيلو إذ ال يكفي ارتكاب الةا ا ا ا ا ا ااخص للجريمة حتى يعتير ا
حتى تلحقو هذه الصا ا ا ا ا ا اافة ،فمن األهمية بمكان مراعاة الدقة في اسا ا ا ا ا ا ااتعمال لفظ " المتهم" ،ألن ذلك يعني
تحريك الدعوع العمومية قيلو وبالتالي نة ا ا ا ا ا ااخة الخص ا ا ا ا ا ااومة الجزائية مما يترتب عليو تخويلو بعض الحقوق
وتحميلو بعض الواجبات ،ويرجع بعض الفقو المصا ا ااري ذلك إلى عدم تمييز القانون المصا ا ااري أصا ا ااز يين
المتهم في كافة مراحل الدعوع العمومية (مرحلة جمع االسا ا ا ا ا ا ااتدالالت ،مرحلة االتهام ،مرحلة المحاكمة)،
وهو يحمل هذه الصفة اأيا كانت المرحلة التي تمر يها الدعوع(.)1
وفيما يلي نتعر أوالا على قائمة األة ااخاص المرخص لهم يإجراء المص ااالحة مع إدارة الجمارك ،تم
التطرق لألهلية اإلجرائية المطلوبة إلجراء المصالحة:
-1-2 -1قائمة األشخاص المرخص لهم بالتصالح مع إدارة الجمارك
اتنادا لعمومية العبارة التي تض ا اامنتها كل من اور عدة ،اس ا ا ا يتخذ المس ا ااؤول عن الجريمة الجمركية ص ا ا اا
المادة 2-265من ق ج ج ،والمادة 350من ق ج ينصا ا ا ا ا ا ااها على " :األةا ا ا ا ا ا ااخاص المتابعين يجرائم
()2
ائيا عن الجرائم الجمركية،
جمركية " ،فمن المساالم بو أن هذه العبارة تتضاامن عدة أصاانا للمسااؤولين جز ا
وتخسيسا على ذلك فإنو يرخص ألي
ا هم الفاعل األصلي ،الةريك ،والمستفيد من الغش ،والمسؤول المدني،
ةخص يدخل ضمن هذه الفئات التصالح مع إدارة الجمارك(:)3
اميا
طابعا إجر ا
أ-مرتكب الجريمة :أو الفاعل األص ا ا االي ،وهو من قام باألعمال المادية التي تكتس ا ا ااي ا
ماديا ساهم مساهمة مباةرة في تنفيذ الجريمة ،واما في نظر التةريع الجمركي ،والفاعل قد يكون إما فاعزا ا
معنويا حمل غيره على ارتكايها ،ويعر مفهوم الفاعل المادي توسا ا ا ا ااعا في التة ا ا ا اريع الجمركي إذ ال
ا فاعزا
-يونس النهاري " ،خص ااوص اايات المص ااالحة الجمركية" ،مجلة منازعات األعمال ،العدد ،6س االس االة المعار القانونية للنة اار
والتوزيع ،المغرب ،2016 ،ص ص .56-55
( -)1أنيس حس اايب الس اايد المحزوي ،الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية :د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو
اإلسزمي ،مكتبة الوفاء القانونية ،المرجع السايق ،ص ص .239-238
( -)2نادية عمراني ،محمد أمين زيان ،المرجع السايق ،ص .83
- "Il est admis que cette expression concerne aussi bien les auteurs principaux que les complices, les intéressés à
)(3
la Fraude, les civilement responsables tels que les cautions, ainsi que les propriétaires de marchandises de Fraudes
ou de moyen de transport dont la confiscation est encourue ", Rozenn CREN, Op-Cit, p264.
-ميلود دريسي ،المرجع السايق ،ص .188
286
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
()2
صاا اخرين()1هم :حائز
يقتصاار على من ساااهم مساااهمة مباةارة في تنفيذ الجريمة ،يل يمتد ليةاامل أةااخا ا
وناقل( )3البضاعة محل الغش ،والوكيل لدع الجمارك( ،)4وكذا المتعهد لدع الجمارك(.)5
تماما ،مثلما هو عليو الوضا ا ااع في
ويعاقب على الةا ا ااروع في الجنح الجمركية بعقوبة الجريمة التامة ا
قانون العقوبات ،وال يعاقب على الةا ااروع في المخالفات الجمركية ،وهو ما أكدتو المادة 318مكرر من ق
ج ج ،والتي تقايلها المادة 409من قانون الجمارك الفرنسي ،ولقد قضي في فرنسا بخن التوجو نحو الحدود
يدءا في التنفيذ لجريمة التهريب ،حيث أن
الفرنسااية يإرادة ص اريحة السااتيراد ساالع مهربة نحو فرنسااا ،يعتير ا
الفعل لم يوقف إال بعد تدخل لمصالح الةرطة(.)6
ائيا على الة ا ا ااروع في جريمة التهريب أما بالنس ا ا اابة للمة ا ا اارع المص ا ا ااري فص ا ا ااحيح أنو كان يعاقب جز ا
مكرر من ق ج م ،إال أنو بعد ص ا ا اادور القانون رقم 95لس ا ا اانة 2005بة ا ا ااخن
اا الجمركي ينص المادة 124
تعديل بعض أحكام قانون الجمارك رقم 66لس ا ا ا ا ا اانة ،1963خلت نص ا ا ا ا ا ااوص القانون الجديد من أي تخثيم
صا ا ا اا عليها في المادة س ا ا ااالفة الذكر الملغاة ،ومن ثم فقد أض ا ا ااحت تلك
لجريمة الة ا ا ااروع والتي كان منص ا ا ااو ا
التةريع الجزائري ونظيره الجريمة أي الةروع فعزا غير مجرم في التةريع الجمركي المصري()7على خز
الفرنسي.
،وفي التةريع ب -الشريك :ويعر الةريك في التةريع الفرنسي ينص المادة 7-121من ق ع
المص ااري ينص المادة 40من ق ع م ،وفي التةا اريع الجزائري ينص المادة 42من ق ع ج بخنو " :يعتير
ار ،ولكنو سا اااعد بكل الطرق أو عاون الفاعل أو الفاعلين
اكا مباةا ا اا ة ا اريكا في الجريمة من لم يةا ااترك اةا ااتر ا
على ارتكاب األفعال التحض ا ا ا ا ا اايرية أو المس ا ا ا ا ا ااهلة أو المنفذة لها مع علمو يذلك"( ،)8وخزافا لما تنص عليو
( -)1أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .163
( -)2فالحائز يعتير مسؤوالا عن الغش ،ويقصد بالحيازة مجرد اإلحراز المادي ال الحيازة بالمعنى الحقيقي ،واألصل أن المالك
حائز
حائز للبضاااعة مالم يثيت تنقل الحيازة لغيره عن طريق التنازل المؤقت أو النهائي ،أما في فرنسااا فالةااخص يعتير اا
يعد اا
مالكا ،ميلود دريسي ،نفس المرجع ،ص ص .191-190 عندما ال يكون ا
( -)3ال ينحص اار مفهوم الناقل في ة ااخص مالك المركبة التي اكتة اافت فيها البض اااعة محل الغش يل يمتد لية اامل أيض ااا كل
عموميا.
ا خصوصيا أو
ا ةخص منوط بو بخي صفة حراسة المركبة وقيادتها ويستوي في ذلك أن يكون الناقل
( -)4الوكيل لدع الجمارك :يحملو قانون الجمارك مسؤولية المخالفات التي تضبا في التصريحات الجمركية.
هذا التعهد إلى ضاامان الوفاء بااللتزامات التي تقع على ( -)5المتعهد :يقصااد بو الةااخص الذي يحرر التعهد باساامو ،ويهد
عاتق مسا ااتفيد من نظام من النظم االقتصا ااادية الجمركية ،لمزيد من التفاصا اايل أنظر :أحسا اان يوسا ااقيعة ،نفس المرجع ،ص
163وما بعدها.
( -)6ميلود دريسي ،نفس المرجع ،ص .189
( -)7طعن رقم 16371لسنة 4القضائية ،جلسة 9جويلية ،2014على الموقع:
http://bit.ly/3ov31bV,Consulter le 26 octobre 2020, à: 19: 20.
( -)8المادة 42من القانون رقم ، 04-82المعدل والمتمم لقانون العقوبات الجزائري ،المرجع السايق ،ص .318
287
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
()1
معظم التة ا ا ا ا اريعات المقارنة كالتة ا ا ا ا اريع الفرنسا ا ا ا ااي ينص الفقرة الثانية من المادة 7 -121من ق ع
والتةا ا ا اريع المص ا ا ااري ينص الفقرة األولى من المادة 40من ق ع م( ،)2وتةا ا ا اريعات يلدان المغرب العربي،
تعتير المادة 41من ق ع ج( ،)3المحرض على ارتكاب الجريمة فاعزا وليس ةريكا(.)4
ج-المسيييييييتفيد من الغش :وهو مفهوم خاص بقانون الجمارك ويتض ا ا ا ا اامن هذا المفهوم في ان واحد
االة ا ااتراك يدون نية إجرامية وكذا االة ا ااتراك مع توافر نية إجرامية ،ولكنو أوس ا ااع من االة ا ااتراك في القانون
العام ألنو يمتد إلى السلوك الزحق لتمام الجريمة(.)5
د-المسييييييي و المدن :يحمل قانون الجمارك مالك البضا ا ا ا اااعة المسا ا ا ا ااؤولية المالية عن تص ا ا ا ا ارفات
مستخدميو ،كما يحمل الكفيل نفس المسؤولية عن عدم وفاء المدين يدينو(.)6
ومع ذلك فإن الممارسااة اإلدارية تحد من نطاق المصااالحة من حيث األةااخاص ،على سااييل المثال
ال الحص ا ا اار ،حالة العود" récidivistes" ،متعهدي الغش ،Les entrepreneurs de Fraudeأو األة ا ا ااخاص
الذين لديهم سوايق قضائية Les personnes ayant des antécédents judiciairesكما تؤكد خطورة الجريمة
ارتكايها بعين االعتبار ،والسا ا ا اايما ما يتصا ا ا اال منها يجريمة القانون العام أو إخفاء بضا ا ا ااائع مهربة وظرو
باسااتعمال وسااائل خفية ،وفي حالة تعدد الجناة ،وعند طليهم تسااوية مسااتقلة قيل صاادور حكم نهائي ،فتخخذ
إدارة الجمارك بعين االعتبار خطورة األفعال ومدع أو درجة مساهمة كل واحد منهم في الجريمة عند تقييم
ةروط المصالحة(.)7
- " Est complice d’un crime ou d’un délit la personne qui sciemment, par aide ou assistance, en a facilité la
)(1
préparation ou la consommation, Est également complice la personne qui par don, promesse, menace, ordre, abus
d’autorité ou de pouvoir aura provoqué à une infraction ou donné des instructions pour la commettre ", L’article
121-7, du loi n° 92-683 du 22 juillet 1992, portant réforme des dispositions générales du code pénale, JORF n°
169, du 23 juillet 1992.
288
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم ،المرجع السايق ،ص ص .109-101
( -)2عماد دمان ذييح ،حقاص أسماء " ،الصلح الجزائي كسيب النقضاء الدعوع العمومية" ،مجلة الحقوق والعلوم السياسية،
المجلد ،4العدد ،2017 ،2ص .743
( -)3مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم ،نفس المرجع ،ص.109
( -)4ين طيفور نس ا اايمة ،بحري فاطمة " ،العدالة الجنائية التص ا ااالحية في مجال المال واألعمال-الص ا االح والوس ا اااطة الجنائيين
نموذجا" ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية والسياسية واالقتصادية ،المجلد ،57العدد ،2020 ،4ص .204
ا
( -)5سعادي عار محمد صوافطة ،المرجع السايق ،ص .80
( -)6محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص .221
()7
-"Le mineur est l’individu de l’un ou l’autre sexe qui n’a point encore d’Age de dix-huit ans accomplis",
L’article 388,CCF,Modifié par loi n° 2016-297, du 14 mars 2016-art.43,relative à la protection de l’enfant,op-cit.
()8
- L’article 122-8, du CPF, Modifié par loi n° 2002-1138, du 9 septembre 2002-art. 11, D’orientation et de
programmation pour la justice, JORF du 10 septembre 2002.
289
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
القانون المدني( ،)1وتكتمل األهلية لمباةا ارة الحقوق المدنية في التةا اريع المص ااري ييلوغ س اان الرة ااد المدني
والمحدد ي ا إحدع وعةرون-21-سنة كاملة(.)2
أما س ا اان المس ا ااؤولية الجزائية في القانون المص ا ااري فيحددها يثمانية عة ا اار-18-س ا اانة كاملة ،ينص
المادة الثانية من قانون الطفل المصري(.)3
التة ا اريع الفرنسا ااي ،يميز يين سا اان أما التة ا اريع الجزائري فعلى غرار نظيره المصا ااري ،وعلى خز
الرةد المدني المحدد يا ا ا ا اا 19 :سنة كاملة ينص المادة 2-40من ق م ج ،وسن الرةد الجزائي والمحدد يا ا ا
18سا ا ا اانة ينص المادة 2من قانون رقم 12-15المتعلق بحماية الطفل ،األمر الذي من ةا ا ا ااخنو أن يطرئ
إةا ااكال بالنسا اابة للتة ا اريعين الجزائري والمصا ااري ،أي سا اان يعتد يها إلجراء المصا ااالحة ،باعتبار التة ا اريع
الفرنسي يوحد يين الرةد المدني والجزائي ،ويعينو يا ا 18سنة.
فالراجح لدع الباحث ،وبعض الفقو الجزائري( ،)4والمصا ا ا ااري( ،)5والفرنس ا ا ااي()6هذا األخير الذي يرجح
الطييعة الجزائية للمصااالحة أن الساان القانونية التي يتطليها إجراء المصااالحة هي ساان الرةااد الجزائي كون
مس ااخلة المص ااالحة وثيقة الص االة بالمادة الجزائية سا اواء من حيث مص اادرها الذي يفترض ارتكاب جريمة ،أو
من حيث مرماها ،إذ تنقضي يها الدعوع العمومية ،وهذا بغض النظر عن طييعتها القانونية.
ذلك ،من ةخنو أن يؤدي ينا إلى التناقض ،فمن ناحية يسخل الةخص ويعاقب كما أن القول يخز
بالغا يتمام الثامنة عةاار من عمره (في التة اريع الجزائري ،المصااري ،الفرنس اي) ،ومن ناحية
ائيا بصاافتو ا
جز ا
أخرع ال يمكنو إجراء المصااالحة لعدم يلوغو ساان الرةااد المدني ( 18ساانة في التة اريع الفرنسااي 21 ،ساانة
في التةريع المصري 19 ،سنة في التةريع الجزائري)(.)7
وبذلك يكون الة ااخص أهزا إلجراء المص ااالحة الجمركية في التةا اريع الجزائري ،الفرنس ااي والمص ااري
ييلوغو ساان الرةااد الجزائي يتمام الثامنة عةاار من عمره ،أما في حالة عدم يلوغو الساان القانونية والمحددة
290
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ي ا 18سنة فإنو يمكن إجراء المصالحة هنا مع الطفل على أن يحل محلو في إجرائها مسؤولو المدني(.)1
وكااذلااك يجوز إجراء المصا ا ا ا ا ا ا ااالحااة من خزل الوكياال فقااد يجري الوكياال الخاااص لفاااعاال الجريمااة
المص ا ا ا ااالحة ،ومن الض ا ا ا ااروري في هذه الحالة التزام الوكيل بحدود الوكالة ،ومن ثم ال يجوز لو تجاوز هذه
الحدود ،فالوكيل يجري المص ا ااالحة باس ا اام ولحس ا اااب فاعل الجريمة ،وأن يتض ا اامن التوكيل التفويض يإجراء
291
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
وبذلك يتفق كل منهما ،مع المةاارع المصااري الذي اعتد بالمسااؤولية الجزائية لألةااخاص المعنوية في
نطاق الجرائم الجمركية ،كما أقر ميدأ المسااؤولية الجزائية التضااامنية عن التعويضااات التي يحكم يها ينص
المادة 122من ق ج م المعدلة بالقانون رقم 95لس ا اانة ،2005والمادة 118مكرر من ق ج م المض ا ااافة
ينص القانون ،ومن ثم فيجوز لألة ا ا ا ااخاص المعنوية في الجرائم الجمركية التص ا ا ا ااالح في المخالفات والجنح
التي تقع بالمخالفة للقانون الجمركي ،مع عدم اإلخزل بمسا ا ا ا ا ا ااؤولية األةا ا ا ا ا ا ااخاص الطييعيين الفاعلين أو
الةركاء لذات الفعل(.)1
ويجمع يين التةريعات المقارنة محل الدراسة باإلضافة إلى أنها تعتد بالمسؤولية الجزائية لألةخاص
المعنويااة في نطاااق الجرائم الجمركيااة ،أنهااا تتم من خزل ممثلهااا القااانوني الااذي يكون دائ اماا ةا ا ا ا ا ا ااخ ا
صا ا ا ا ا ا ا اا
طييعيا(.)2
ا
كما أن إجراء المص ا ا ا ااالحة ينطيق على الفاعلين األص ا ا ا االيين والة ا ا ا ااركاء ،األة ا ا ا ااخاص الطييعيين أو
األةخاص المعنوية ،والبالغين أو القصر(.)3
-2النطاق الزمن للمصالحة الجمركية
نعني يهذا الةاارط اإلجرائي المدة التي يقيل خزلها التصااالح ،فإذا انقضاات ال يقيل التصااالح بعدها،
القوانين ارخذة ينظام المصالحة أو التصالح ،فمنها من يحددها بخجل قصير، وهذه المدة تختلف باختز
اضعا في االعتبار أن المصالحة ال تكون إال في الجرائم قليلة األهمية التي ال تستدعي كثير من الروية، و ا
ومنها ما يطيل المدة إلتاحة الفرص ااة للمتهم لإلقدام على المص ااالحة إلنهاء القض ااية بس ااهولة ويس اار كيديل
عن متابعة الدعوع(.)4
واذا تتبعنا موقف المةا اارع الجزائري فيما يتعلق بميعاد إجراء المصا ااالحة نجده غير ثايت ،حيث كان
قانون الجمارك الجزائري قيل تعديلو بموجب القانون رقم )5(10 -98يحص ا ا ا اار المص ا ا ا ااالحة في ميعاد محدد
وهو قيل صا ا ا ا ا ا اادور حكم نهائي -المادة 5 -265من ق ج ج ،-وعلى إثر تعديل قانون الجمارك بالقانون
رقم 10-98سالف الذكر ،صارت المادة 265في فقرتها الثامنة تجيز المصالحة قيل صدور حكم نهائي
وبعده ،على أن ينحص ا ا ا ا ا اار أثرها في الحالة الثانية أي بعد ص ا ا ا ا ا اادور حكم نهائي في العقوبات ذات الطابع
292
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الجبائي وهما الغرامة والمصا ا ا ا ا ا ااادرة الجمركيتين دون أن يكون لها أثر على العقوبات ذات الطابع الجزائي
كالعقوبات السااالبة للحرية( ،)1وبما أن المةاارع الجزائري يعدل من موقفو بةااخن هذه المسااخلة كل مرة ،تدخل
وعاادل قااانون الجمااارك بااالقااانون رقم 04 –17ومنااو المااادة )2(6 -265وتينى مرة أخرع قاااعاادة عاادم جواز
إجراء المصااالحة بعد صاادور حكم نهائي ،األمر الذي يعكس أن نظرة المةاارع الجزائري إلجراء المصااالحة
الزال يطبعها نوع من التخو ،ويمكن إرجاع ذلك إلى رغيتو في عدم المس ا ا ا ا اااس باألحكام القض ا ا ا ا ااائية بعد
اكتس ااايها قوة الة اايء المقض ااي فيو ،كما يعود س اايب تيني المة اارع الجزائري لهذه القاعدة حتى يكفل احترام
الناس للقانون الجمركي واضفاء الطابع القمعي بمظهر المصالحة الجمركية الذي يوحي بخن المحكوم عليو
ال يسا ا ا ااتطيع أن يدفع مقابزا لمنع ما قضا ا ا ااي بو عليو من عقوبة سا ا ا ااالبة للحرية أو سا ا ا ااالبة لحقو في مزاولة
نةاطو(.)3
وهو نفس نهج المةا ا ا ا اارع الفرنسا ا ا ا ااي حيث كان قانون الجمارك الفرنسا ا ا ا ااي قيل تعديلو بموجب القانون
رقم 1453 –77المؤرخ في 29ديس ا ا ا اامير ،1977المتعلق بمنح ض ا ا ا اامانات إجرائية لدافعي الضا ا ا ا ارائب في
المسا ا ااائل الجبائية والجمركية( ،)4يجيز هو ارخر المصا ا ااالحة بعد حكم قضا ا ااائي نهائي ويحصا ا اار أثرها في
العقوبااات الماااليااة وحاادهااا دون العقوبااات المقياادة للحريااة( ،)5مثاال مااا كااان معمول بااو في قااانون الجمااارك
ينص المادة 16من الجزائري رقم 10 –98الس ا ا ا ا ااايق ذكره ،أما بعد تعديل نص المادة 350من ق ج
القانون رقم 1453 –77المذكور أعزه ،نصاات على جواز إجراء المصااالحة الجمركية قيل تحريك الدعوع
ض ا ا ا ا ا ا اا بعد تحريكها مالم يصا ا ا ا ا ا اادر حكم نهائي( ،)6فبعد الحكم النهائي لم يعد من الممكن أن
العمومية ،وأي ا
تخضا ا ااع العقوبات الض ا ا ارييية التي تقضا ا ااي يها المحكمة للمصا ا ااالحة ،منذ تعديل المادة 350من ق ج
بالقانون رقم 1453-77المؤرخ في 29ديسمير.)7(1977
( -)1علي أحمد صا ا ا ا ا ا ااالح " ،المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجمركية في القانون الجزائري" ،حوليات جامعة الجزائر ،1المجلد ،33العدد ،4
،2019ص ص ، 187-186ليلى اللحياني ،المرجع السايق ،ص .191
( " -)2ال تجوز المصااالحة بعد صاادور حكم قضااائي نهائي" ،الفقرة السااادسااة من المادة 265من قانون رقم ،04-17المرجع
السايق ،ص .37
( -)3حسيبة رحماني ،المرجع السايق ،ص ص .188-187
()4
- Loi n°77-1453 du 29 décembre 1977, op-cit, pp 6279-6282.
( -)5أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .234
()6
-" La transaction peut être mise en over avant le déclenchement de l'action publique, mais aussi après la mise
en mouvement d'une action judiciaire, tant qu'un jugement définitif n'a pas été rendu ", Jean-Baptiste Perrier, La
transaction en matière pénale, Op-Cit, pp. 143-144.
()7
- "après jugement définitif, Les sanctions Fiscales prononcées par les tribunaux ne peuvent faire l'objet de
transaction ", L'article 350 CDF , modifié par l'article 16 de la loi n° 77-1453, du 29 décembre 1977, accordant
des garanties de procédure aux contribuables en matière Fiscale et douanière (1) , Op-Cit, p 6281.
293
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ولكنها أبقت على إمكانية إعفاء المحكوم عليو من أداء العقوبات الجبائية كلها أو جزء منها( ،)1وهو
أمر اسااتثنائي في المسااائل الجمركية في التةاريع الفرنسااي من صاازحيات إدارة الجمارك التي تمنح اإلعفاء
إال أنها ملزمة يرأي الس ا ا ا ا ا االطة القض ا ا ا ا ا ااائية ،إذ ال يجوز إلدارة الجمارك أن تمنح إعفاء إال بعد أن تكون قد
قامت بالتحقيق في الطلب مس ا ااباقا ثم تقديمو إلى رئيس المحكمة التي أص ا اادرت الحكم ،وموافقة هذا األخير
عليو ،واألسباب التي يمكن اعتمادها لقيول هذا الطلب محددة ينص المادة 390مكرر من ق ج ،وكما
كليا أو جز ائيا ،وفي هذه الحالة يكون مة ا اارو ا
طا يتس ا ااديد الميلغ المتبقي س ا اايق ذكره ،يمكن أن يكون اإلعفاء ا
المسااتحق على الجاني ،والذي إذا لم يساادد دينو خزل المواعيد المحددة ،يفقد ميزة الخصاام الذي ينعدم أثره
في هذه الحالة(.)2
واذا كان كل من المةا اارعين الجزائري والفرنسا ااي قد فصا ااز في مسا ااخلة ميعاد إجراء المصا ااالحة وذلك
معا،
بحص ا ا ا اره في مرحلة ما قيل صا ا ا اادور حكم نهائي بصا ا ا اافة مطلقة بالنسا ا ا اابة للعقوبات الجبائية والجزائية ا
وتوحيده بالنساابة لجميع الجرائم الجمركية التي تقيل إجراء المصااالحة فيها ،فإن المةاارع المصااري ميز فيما
يتعلق بميعاد التص ا ااالح الجمركي يين طائفتين من الجرائم ففيما يتعلق يإجراء التص ا ااالح في جرائم التهريب
الجمركي ،فقد أجاز إجراء التص ااالح فيها ينص المادة 124من ق ج م في أي مرحلة كانت عليها الدعوع
ميعادا إلجراء التصا ا ا ا ااالح في جرائم التهريب الجمركي حيث أنو كما يجوز إجراؤه ا العمومية ،وبذلك لم يحدد
قيل تحريك الدعوع العمومية وأثناء نظرها ،فإنو يجوز كذلك أن يت ارض ا ا ا ااى إلى ما بعد الفص ا ا ا اال فيها بحكم
بات(.)3
وليس هناك ما يمنع من إجراء التصا ا ا ا ا ا ااالح في هذه الج ارئم بعد إتمام تنفيذ العقوبة الجزائية ،إذ يبقى
للمحكوم عليو مصلحة في التصالح ،منها إلغاء ارثار المترتبة على الحكم(.)4
أما بالنس اابة للمخالفات الجمركية والتي أجاز المة اارع المص ااري التص ااالح فيها ينص المادة 119من
ق ج م ،فإن هذا األخير أجاز التصا ا ااالح فيها إلى ما قيل ص ا ا ادور حكم بات في الدعوع فقا ،فإن صا ا اادر
ذلك الحكم أصاابح التصااالح غير جائز ،والمقصااود بالحكم البات هنا ،هو ذلك الحكم الذي ال يجوز الطعن
فيو بخي طريق من طرق الطعن العادية أو غير العادية ،أي أنو يعتير عنو اانا للحقيقة ،فز يجوز مع وجوده
العودة لنفس الموضوع ونفس األةخاص(.)5
( -)1أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .234
- Rozenn CREN, Op-Cit, pp 726 -728 .
()2
( -)3عيد الفتائ مراد ،ةرئ قوانين التصالح ،نةر خاص ( د .د .ن) ،اإلسكندرية ،مصر ، 2011 ،ص .101
( -)4طو أحمد محمد عيد العليم ،الصلح الجنائي في القانون المصري طبقا رخر تعديزتو ،المرجع السايق ،ص .299
( -)5عيد أ أوهاييية ،ةرئ قانون اإلجراءات الجزائي الجزائري ،ص ص.160-159 .
294
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
والتفرقة التي أقامها المة ا ا اارع المص ا ا ااري فيما يخص ميعاد إجراء التص ا ا ااالح يين المخالفات الجمركية
وجرائم التهريب الجمركي محل نظر من الفقو المصا ا ا ا ااري ،إذ يترتب على تلك التفرقة أن المتهم في مخالفة
جمركية-والذي لم يتص ااالح حتى بعد ص اادور حكم بات في الدعوع العمومية ،يص اابح في وض ااع أسا اوأ من
نظيره المتهم في جريمة من جرائم التهريب الجمركي ،إذ يسا ااتطيع هذا األخير التصا ااالح بعد صا اادور الحكم
البات في حين أن األول ال يمكنو ذلك بعد صا ا ا ا اادور مثل هذا الحكم ،رغم أن جرائم التهريب الجمركي هي
الجرائم األة ااد خطورة على االقتص اااد الوطني ،ولذلك يرع البعض ضا ارورة تدخل المة اارع المص ااري واجازة
التصالح في المخالفات الجمركية حتى بعد صدور حكم بات أسوة يجرائم التهريب الجمركي(.)1
ذلك ،ويدعوا المة اارع المص ااري لقص اار قيول التص ااالح مع مرتكيي جرائم إال أن الباحث يرع خز
التهريب الجمركي على المرحلة السااابقة لصاادور حكم بات على غرار ميعاد إجراء التصااالح في المخالفات
الجمركية ،لحث مرتكيي الجرائم الجمركية بص ا ا ا ا اافة عامة على التص ا ا ا ا ااالح وعدم إطالة أمد النزاع من جهة،
وتوحيد ميعاد التصالح بالنسبة لجميع الجرائم الجمركية ،أسوة ينهج المةرعين الجزائري والفرنسي الذي يرع
الباحث أنهما وفقا فيو.
وبذلك يتفق يل يتطايق كل من المة ا ا اارعين الجزائري والفرنس ا ا ااي بة ا ا ااخن ميعاد إجراء المص ا ا ااالحة في
الجرائم الجمركية ،والذي حدداه قيل صا ا اادور حكم نهائي ،وكذلك يتفقان مع المةا ا اارع المصا ا ااري بةا ا ااخن هذا
الميعاد بالنس ا ا ا اابة للمخالفات الجمركية فقا ،أما بالنس ا ا ا اابة لجرائم التهريب الجمركي والتي هي مس ا ا ا ااتثناة من
إجراء المصاالحة في التةاريع الجزائري أصازا ،فهما يختلفان ،ذلك أن المةارع المصاري مد هذا الميعاد إلى
ما بعد صدور حكم بات.
ويرجع الباحث انطزاقا مما ساايق ذكره تحديد المةاارعين الجزائري والفرنسااي ميعاد المصااالحة بمرحلة
ما قيل صا ا ا ا ا ا اادور حكم بات ،إلى أن إجازة المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجمركية بعد الحكم النهائي تمس بحجية األحكام
القضااائية ،وتهدر قيمتها ،أما المةاارع المصااري يإق ارره إجراء المصااالحة بعد الحكم البات يخصااوص جرائم
التهريب الجمركي ،في حين قص ا ا ا ا اار هذا الميعاد فيما يتعلق بالمخالفات الجمركية في مرحلة قيل ص ا ا ا ا اادور
حكم نهااائي ،يكون قااد حاااول التوفيق يين حق الاادولااة في العقاااب والردع من جهااة ،واألغراض النفعيااة في
تحصا ا ا ا ا ا اايل حقوق مالية لخزينة الدولة من جهة أخرع( ،)2ولهذا فتح الباب على مص ا ا ا ا ا ا اراعيو أمام األط ار
إلجراء التصالح بةخن جرائم التهريب الجمركي.
القائل بخن المة اارع الجزائري ونظيره الفرنس ااي قد فعز حس ا اانا بعدم إجازة إجراء ()3
ويؤيد الباحث الرأي
( -)1طو أحمد عيد العليم ،الموسوعة الةاملة في ...الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو وأحكام القضاء ،...المرجع السايق،
ص.492
( -)2يونس النهاري ،المرجع السايق ،ص .69
( -)3سعادي عار محمد صوافطة ،المرجع السايق ،ص ، 95ةهد أياد حازم ،المرجع السايق ،ص .131
295
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
المصالحة بعد صدور حكم نهائي ،ألن المصالحة في هذا الوقت تفقد األحكام قيمتها الردعية وتحقيق فكرة
العدالة ،فهي إذن ال تتفق مع الغاية من نص المةاارع عليها ،كما أن تخخير المصااالحة إلى ما بعد صاادور
حكم نهائي يجعل المخالف يتباطخ في طلب إجراء المصالحة مع اإلدارة إلى ما بعد صدور الحكم أمزا في
ساان قانون لصااالحو أو يخفف عنو مقايل المصااالحة أو صاادور حكم باليراءة ،فمثل هذا المخالف يجب أن
إلى ذلك إطالة اإلجراءات المتبعة في الدعوع ،بما يخالف مقاصا ا ا ااد يرد عليو بمثل قصا ا ا ااده ،كما يضا ا ا ااا
يدائل الدعوع العمومية من سرعة وفاعلية.
ومن يين التةا ا ا ا ا اريعات التي حددت ميعاد المص ا ا ا ا ااالحة بمرحلة قيل ص ا ا ا ا اادور حكم نهائي على غرار
التة ا ا اريع الجزائري والفرنسا ا ااي والمصا ا ااري بالنسا ا اابة للمخالفات الجمركية فقا ،نجد التة ا ا اريع األردني ،حيث
أجازت المادة -212أ-من قانون الجمارك رقم 20لس ا ا ا ا اانة 1998المعدلة بالقانون رقم 10لس ا ا ا ا اانة 2019
لوزير المالية أو من يفوضا ااو عقد التسا ااوية الصا االحية في جرائم التهريب أو ما في حكمو ،س ا اواء قيل إقامة
الدعوع أو خزل النظر فيها وقيل اكتساب الحكم القضائي الصادر بالدعوع الدرجة القطعية.
ومن يين التة ا اريعات التي أطالت ميعاد التصا ااالح الجمركي ،كالتةا ااريع الجمركي المصا ااري بالنس ا ابة
لجرائم التهريب الجمركي ،إذ أعطت لإلدارة الجمركية قيل صاادور حكم نهائي وبعده أن تصااالح األةااخاص
المتابعين من أجل أفعال مخالفة للقوانين واألنظمة الجمركية ،نجد التة اريع الجمركي المغربي ،ينص المادة
273منو(.)1
وهناك تة اريعات لم تجز المصااالحة إال قيل رفع الدعوع ،منها قانون الجمارك اليلجيكي ،فإذا رفعت
الدعوع فإنو ال يجوز إجراء المصالح بخي حال من األحوال(.)2
-3شرط الكتابة
ذهب البعض إلى القول بخن المصا ا ا ا ا ا ااالحة الجزائية من العقود الرضا ا ا ا ا ا ااائية التي تنعقد بمجرد تطايق
اإليجاب والقيول ،وال يةا ااترط النعقادها ةا ااكل خاص( ،)3إال أن الكتابة تعد من الةا ااروط األسا اااسا ااية إلتمام
المصالحة وان كانت أغلب التةريعات على غرار التةريع الجزائري ،الفرنسي والمصري لم تنص عليها(،)4
المصا ا ااالحة ،السا ا اايما للمتهم من ومع ذلك يبقى ةا ا اارط الكتابة أمر جوهري ،ترجع أهميتو بالنسا ا اابة ألط ار
حيث إمكانية إنكار اإلدارة المعنية طلب المتهم يإجراء المص ااالحة ،ييد أن ما يجري العمل بو هو أن ييدي
296
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
طبعا ،فهي إذن ةرط يديهي(.)1المتهم رغيتو في المصالحة بمحضر ضبا الواقعة وهذا ثايت بالكتابة ا
نظر ألهميتها في اإلثبات ،وان كان
وحتى في غياب النصا ا ااوص التي تتطلب الكتابة ،فإنها مطلوبة اا
هناك من يري أنو يمكن إثبات المصالحة الجزائية بكل طرق اإلثبات دون اةتراط توافر أركان عقد الصلح
المدني ،فز تةترط المصالحة أن تكون ثايتة بالكتابة أو موثقة بمحضر رسمي(.)2
كثير أن يثيت تقديم طلب المص ا ااالحة
وة ا اارط الكتابة يحقق مص ا االحة الة ا ااخص المزحق الذي يهمو اا
حتى يتوقى اتخاذ اإلجراءات ض ا ا ا ا ااده( ،)3وحتى يتجنب تنكر اإلدارة لطلبو ،كما أن هذا األخير عندما يتقدم
بطلب إجراء المصا ا ا ا ا ا ااالحة إلى اإلدارة المعنية ،فإن هذا الطلب يحوي في ثناياه اعت ارافا ضا ا ا ا ا ا ا ا
امنيا بالجريمة
المرتكبة( ،)4حيث أن المصالحة تنطوي بالضرورة على االعت ار بالجريمة وهو ما أكده المجلس الدستوري
الفرنسي في ق ارره رقم 2014 –416المؤخر في 26سيتمير ،)5(2014وال ريب أن ذلك يمثل أهمية لإلدارة
عند عدم إتمام المصالحة(.)6
الفرع الثان :الشروط اإلجرائية للمصالحة الجمركية وآثارها
تكتسي إجراءات المصالحة الجمركية مكانة هامة يين األحكام القانونية لهذا النظام ،باعتباره استثناء
وبديل عن الدعوع العمومية أو االس ااتمرار فيها ،ولقد تض اامنت التةااريعات الجمركية المقارنة محل الد ارس ااة
جملة من اإلجراءات التي يتعين احترامها أثناء س ااير المص ااالحة الجمركية حتى يتس اانى لها أن ترتب اثارها
القانونية السيما ما يتعلق منها بانقضاء الدعوع العمومية.
ولييان إجراءات المصالحة الجمركية واثارها نعتمد التقسيم التالي:
أوال :الشروط اإلجرائية للمصالحة الجمركية
يدءا من تاريخ يترتب على وقوع الجريمة الجمركية ،تحرير محضا اار بالواقعة يضا اام كافة العناصا اار ،ا
وس ا اااعة وقوعها ،وبيان مقدار ونوع البض ا اااعة محل الجريمة ،تقدير قيمة البض ا اااعة والضا ا ارائب المس ا ااتحقة
ضا اا األس االوب الذي ارتكيت بو الجريمة( ،)7وبالتالي فمعاينة الجريمة تعد اللينة األولى في ص اارئ
عليها ،وأي ا
المنازعات الجمركية ،فمنها تنطلق المتابعات وتسلك أحد المسلكين :فإما يحال النزاع إلى الهيئات القضائية
297
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
التي تيت في المس ا ا ااائل الجزائية ،أو تس ا ا ااوع إدارايا بص ا ا اافة ودية عن طريق المص ا ا ااالحة( ،)1وعليو فارتكاب
الجريم ااة الجمركي ااة هو المنطلق لقي ااام إجراء المص ا ا ا ا ا ا ا ااالح ااة ،ولتم ااام ه ااذه األخيرة يتعين اتخ اااذ جمل ااة من
قانونا إلجرائها،
اإلجراءات ،يتقدمها طلب إجراء المصااالحة يوجو إلى أحد مسااؤولي إدارة الجمارك المؤهلين ا
إيجابا منو ،وأن يوافق هذا األخير على هذا الطلب ،مالم تكن الجريمة الجمركية تتطلب عرضا بما يمثل
هذا الطلب على لجنة معينة إليداء رأيها ،األمر الذي سنتناولو فيما يلي:
-1طلب الشخص المتابع بالجريمة الجمركية
تةا ااترط قوانين الجمارك إلجراء المصا ااالحة أن يتم طليها من مرتكب الجريمة الجمركية أو المسا ااؤول
عنها بخي صاافة كان ،ولهذا اليد أن يكون هذا الةااخص كامل األهلية ،وأن يكون طالب المصااالحة ارضا اايا
يها دون أي إكراه أو تدليس أو غلا ،وتكون المص ااالحة ة ااخص ااية ولو تعدد المس ااؤولون عن الجريمة إذ ال
تتعداه لتةاامل الةااركاء أو المسااتفيدون ،لذلك يجب على كل من أراد المصااالحة أن يتقدم بطلبو الةااخصااي
إلدارة الجمارك(.)2
وبالرجوع إلى التة ا ا اريع الجمركي الجزائري نجده يتطلب ص ا ا اراحة ينص الفقرة الثانية من المادة 265
من ق ج ج تقديم طلب من الةا ا ااخص المتابع بارتكاب جريمة جمركية مما تجوز المصا ا ااالحة بةا ا ااخنها كما
س ا اايق ييانو ،إذ تنص على" :غير أنو يرخص إلدارة الجمارك يإجراء المص ا ااالحة مع األة ا ااخاص المتابعين
بسيب الجرائم الجمركية ،يناء على طليهم"(.)3
وهو مااا أكاادتااو المااادة الثااالثااة من المرسا ا ا ا ا ا ااوم التنفيااذي رقم 136 –19المؤرخ في 29أفرياال 2019
ينصها على أنو يجب على األةخاص المتابعين بسيب ارتكاب جرائم جمركية والذين يرغيون في االستفادة
من إجراء المصا ااالحة تقديم طلب كتايي ،إال أنها اسا ااتثنت في هذا الخصا ااوص ربان السا اافينة وقائد المركبة
الجوية والمس ا ااافر من ذلك ،وأجازت لهم تقديم طلب ة ا اافهي ،وفي هذه الحالة فإن المص ا ااالحة النهائية تقوم
مقام محضر الجمارك(.)4
والةا ا ا ااخص المتابع في هذه الحالة يمكن أن يكون مرتكب الجريمة أي الفاعل األصا ا ا االي ،الة ا ا ا اريك،
المستفيد من الغش ،المصرئ ،الوكيل لدع الجمارك ،الموكل والكفيل(.)5
هذا ويمكن إلدارة الجمارك أن تقترئ على مرتكب الجريمة الجمركية إجراء المصالحة أو تنييهو لحقو
298
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
في هذا اإلجراء متى كانت الجريمة من الجرائم الجمركية التي تجوز فيها المصالحة.
أما بالنسا اابة للتة ا اريع الجمركي الفرنسا ااي ،فإن التة ا اريعات االقتصا ااادية والمالية الفرنسا ااية في صا اادد
إجراءات التصا ا ا ااالح تنص على تقديم المخالف طلب التصا ا ا ااالح لإلدارة المعنية( ،)1وان كان قانون الجمارك
"... الفرنس ا ا ااي لم يتض ا ا اامن مثل هذا النص صا ا ا اراحة ،فإنو يس ا ا ااتة ا ا ااف من نص المادة 461من ق ج
تس ااتدعي اللجنة ...لدعم طلبو إلجراء المص ااالحة"( ،)2بخن الطلب الزم إلجراء المص ااالحة وأنو يخخذ ة ااكل
الكتابة السا ا ا اايما في الحاالت التي تتطلب فيها المصا ا ا ااالحة أخذ رأي لجنة التقاضا ا ا ااي للض ا ا ا ارائب والجمارك
،أو أخذ موافقة الس ا ا االطة القض ا ا ااائية على ميدأ والص ا ا اار المنص ا ا ااوص عليها في المادة 460من ق ج
المصالحة بعد تحريك الدعوع العمومية(.)3
كما يمكن إلدارة الجمارك الفرنسا ا ا ا ااية في الحاالت التي ينص فيها قانون الجمارك على ذلك ،وعندما
هااذا ترع ذلااك مزئ اماا ،أن تقترئ على مرتكااب الجريمااة إنهاااء المتااابعااة عن طريق عقااد يتم بموجبااو اعت ار
قانونا،
األخير بالوقائع المنسا ااوبة إليو ،والموافقة على دفع غرامة تحددها اإلدارة في حدود العقوبات المقررة ا
فقانون الجمارك الفرنس ا ا ا ا ا ا اي ال يحدد إال اإلطار العام للمصا ا ا ا ا ا ااالحة ،واإلدارة حرة نسا ا ا ا ا ا ا ا
اييا في تحديد كيفية
تطييقها(.)4
299
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الواقعة ويرسا ا ا ا اال المتهم مرفاقا بالمحضا ا ا ا اار للعرض على النيابة العامة ،وعرض التصا ا ا ا ااالح على المتهم من
300
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ومن المستقر عليو أن تقدير قيام المصالحة من عدمو من المسائل الواقعية التي تفصل فيها محكمة
الموضا ا ااوع دون معقب على قرارها من محكمة النقض متى كانت المقومات التي أس ا ا اسا ا اات عليها قولها فيو
تؤدي إلى النتيجة التي خلصت إليها(.)1
واألةااخاص الذين طليوا إجراء مصااالحة مع إدارة الجمارك إما أن يكتساايوا مصااالحة مؤقتة في حالة
عرض ميلغ نقدي مضا ا ا ا ا ا اامون يتقديم كفالة من ميلغ الغرامات المسا ا ا ا ا ا ااتحقة ،واما إذعان منازعة مكفوالا(،)2
وباكتتاب المصااالحة المؤقتة أو اإلذعان للمنازعة soumission contentieuseيترتب على ذلك إرجاء تقديم
الةكوع للنيابة العامة إذا لم تكن القضية قد أحيلت للقضاء من أجل المتابعة القضائية ،واذا كانت القضية
أمام القض ا ا ا اااء سا ا ا ا اواء على مس ا ا ا ااتوع جهة التحقيق أو جهات الحكم يتعين على إدارة الجمارك طلب إرجاء
الفص اال في الدعوع إلى حين اتخاذ قرار بة ااخنها ،واذا كان للمخالف ة ااركاء يلتمس من قاض ااي التحقيق أو
جهة الحكم المختص ا ااة فص ا اال القض ا ااية عن باقي المتهمين وتخجيل النظر فيها إلى حين ص ا اادور قرار إدارة
الجمارك بةخن طلب المصالحة الجمركية(.)3
-2موافقة إدارة الجمارك
قد ييدي المخالف رغيتو في إجراء المصالحة في المحضر الرسمي المحرر بالواقعة ،وقد يقدم طلب
إلدارة الجمارك الحاقا ،يتضاامن إجراء المصااالحة ،وبمجرد تلقي اإلدارة المعنية طلب المصااالحة والتخكد من
اساتيفائو ألوضااعو الةاكلية ،تحولو مصالحة الجمارك التي عاينت الجريمة ،بعد تةاكيل الملف إلى السالطة
()4
قانونا يإجراء المصا ا ااالحة بحسا ا ااب طييعة
السا ا االمية المؤهلة يإجراء المصا ا ااالحة ،أي المسا ا ااؤولين المؤهلين ا
الجريمة الجمركية وميلغ الحقوق والرسوم المتملص منها أو المتغاضى عنها ،حسب ما تم ييانو فيما سيق.
إال أن اإلة ا ا ا ا ا ا اكااال المطروئ في هااذا الص ا ا ا ا ا ا اادد ،هاال أن إدارة الجمااارك ملزمااة بااالموافقااة على طلااب
المصالحة أم ال
باعتبار المص ا ا ا ا ا ا ااالحة عقد تبادلي( ،)5ورض ا ا ا ا ا ا ااائي ،واذا كانت إدارة الجمارك ال تملك فرض إجراء
المص ا ا ا ا ا ااالحة على المخالف المتابع بالجريمة الجمركية ،باعتبار مة ا ا ا ا ا اااركتو في عملية المص ا ا ا ا ا ااالحة تكون
( -)1عيد الفتائ مراد ،المرجع السايق ،ص ، 94حيدر المالكي ،المرجع السايق ،ص .76
( " -)2إذا قام المخالف يتنفيذ االلتزام الوارد في طلب اإلذعان بالمنازعة ،فإنو ية ا ا ااكل تخلي عن اإلجراءات الجزائية المعتادة،
ويكتس ا ا ا ا ااب عقد اإلذعان بالمنازعة طييعة العقد الذي يكون لو قوة األمر المقض ا ا ا ا ااي فيو عندما يتم التص ا ا ا ا ااديق عليو من قيل
الس ا االطة اإلدارية المخولة يإجراء المص ا ااالحة ،أما في حالة عدم الوفاء بااللتزامات التي تعهد يها يجوز لإلدارة أن تة ا اارع في
اسااترداد المبالغ المسااتحقة (الرسااوم والض ارائب المتهرب منها وغرامة المصااالحة) ،يمكن إجراء ذلك عن طريق اللجوء لإلكراه
اليدني".Rozenn CREN, Op-Cit, p259 ،
( -)3جيزلي عيد الحق ،المرجع السايق ،ص .108
( -)4أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .115
()5
- "La transaction et un contrat synallagmatique ", Rozenn CREN, IBID, p255.
301
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
طوعية( ،)1فإنها غير ملزمة بقيول طلب هذا األخير( ،)2أي أنها إجراء اختياري لإلدارة وليس وجوبي ،ناتج
عن اتفاااق يين إدارة الجمااارك والمخااالف إلنهاااء النزاع بطريقااة وديااة ،ياال هو أمر جوازي متروك لتقاادير
مصلحة الجمارك(.)3
وهذا الحكم محل اتفاق يين التة ا ا اريعات المقارنة محل الد ارس ا ااة ،والتي تقرر بخن المصاا ااالحة ليس ا ا ات
ضا ا ا ا اا على الس ا ا ا االطة اإلدارية المختص ا ا ا ااة ،وال حاقا للمخالف اأيا كانت المس ا ا ا ااخلة التي تتعلق يها
اما مفرو ا
التز ا
الجريمة( ،)4وهو ما اسا ا ا ااتقر عليو قضا ا ا اااء المحكمة العليا ،والتي اعتيرت المصا ا ا ااالحة ليسا ا ا اات حاقا لمرتكب
الجريمة وال هو إجراء مسا اايق ملزم إلدارة الجمارك يتعين عليها اتباعو قيل رفع الدعوع إلى القضا اااء ،وانما
ممكنا لمن يطليها(.)5
ا هي مكنة أجازها المةرع إلدارة الجمارك لمنحها متى رأت ذلك
وهو ذات المنحنى الذي سارت عليو المحكمة اإلدارية العليا في مصر ،إذ اعتيرت أنو بقصد حماية
المصا ا االحة العامة وصا ا ااالح اإلدارة س ا ا اواء فيما يتعلق يإقامة الدعوع العمومية أو إجازة إجراء التصا ا ااالح في
الجرائم الجمركيااة-تحااديا اادا في هااذه القض ا ا ا ا ا ا ايااة جريمااة التهريااب الجمركي-من قيياال أعمااال اإلدارة الااداخليااة
المتعلقة يتنظيم عملها وكيفية ممارستها إياه والتي ال يجوز لألفراد الطعن فيها أمام القضاء(.)6
تماما مع نظيره الجزائري والمصاري بةاخن حرية اإلدارة الجمركية في
واذا كان المةارع الفرنساي يتفق ا
قيول أو رفض طلب إجراء المصا ااالحة المقدم لها من قيل المخالف المتابع بالجريمة الجمركية ،قيل تحريك
الدعوع العمومية ،فإنو ينص على قيد بة ا ا ا ا ا ا ااخن هذه الحرية متى تم تحريك الدعوع العمومية ،يتمثل في
ضا اارورة حصا ااول إدارة الجمارك على موافقة السا االطة القضا ااائية على ميدأ المصا ااالحة ،عمزا بخحكام المادة
،األمر الذي سنتناولو ينوع من التفصيل في العنصر التالي. 350من ق ج
وبمااا أن الطلااب عبااارة عن مجرد إيجاااب ،وال ينتج أثره في مواجهااة الطرفين ،إذ لإلدارة أن تااخخااذه
باالعتبار أو تتجاهلو ،كما يمكن للمتصا ا ا ا ا ا ااالح أن يتراجع عنو ،واذا كان هذا هو الميدأ العام ،فإن تطييقاتو
تكون في غير ص ااالح المتص ااالح ،وتدعم مركز اإلدارة ،فالمتص ااالح ال يمكنو أن يحتج بالطلب كدليل لقيام
()1
- Wilfrid EXPOSITO, Op-Cit, p 320.
(-)2جمال دريسي ،المرجع السايق ،ص .90
ص ا اا وتطيياقا ،رسا ااالة دكتوراه علوم في القانون الخاص ،قانون
-ةا اايرو نهى ،الجريمة الجمركية في التة ا اريع الجزائري :ن ا
()3
أعمال ،جامعة منتوري-قسنطينة ،-1كلية الحقوق ،قسم القانون الخاص ،2018-2017 ،ص ص .333
-" La transaction n'est pas une obligation qui s'impose à l'autorité administrative compétente, Ainsi, le bénéfice
()4
de la transaction n'est ni un droit pour la contrevenant, ni une obligation qui s'impose à l'administration et ce, quelle
que soit la matière à laquelle se rattache l'infraction ", NAAR Fatiha, Op-Cit, pp 216-217.
( -)5غرفة الجنح والمخالفات بالمحكمة العليا ،القس ا اام الثالث ،ملف رقم ،140314قرار مؤرخ في 30ديس ا اامير ،1996غير
منةور ،مةار إليو لدع :أحسن يوسقيعة ،المنازعات الجمركية ،المرجع السايق ،ص .281
( -)6طعن رقم 2920لس اانة 30القض ااائية ،جلس ااة 23جانفي ،1988مجلس الدولة ،المكتب الفني ،مجموعة أحكام المحكمة
اإلدارية العليا ،مصر ،السنة -33ج ،1ص .691
302
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
المصالحة وسقوط حق الدولة في العقاب ،فبمجرد عرض المتهم المصالحة وسداد الميلغ المستحق أو جزء
ذلك قيوالا من المس ا ا ا ااؤول المؤهل ال يرتب األثر الذي نص عليو القانون بانقض ا ا ا اااء منو دون أن يص ا ا ا اااد
الدعوع العمومية ،يينما يمكن لإلدارة في حالة تراجع المعني عن طلبو أو عدم تنفيذ التزاماتو ،أن تعتمد
بارتكاب الجريمة المةمولة بالمصالحة. عليو للدفع أمام القضاء بكونو يفيد االعت ار
وعليو يمكن القول أن للمخالف دور سا ا ا ا ا ا االيي في هذه اإلجراءات ،إذ بمجرد أن يختار هذا الطريق
إال الموافقة على المصالحة التي بادر إليها ،أو يفقد السيطرة على األحداث ،وال يبقى لو في نهاية المطا
مجير على الموافقة عليها ألنو يعلم بخن حظو مع اإلدارة أوفر اا رفضا ا ا ا ا ا ااها ،غير أنو في حقيقة األمر يكون
بكثير من حظاو مع القض ا ا ا ا ا ا اااء( ،)1وهو ماا يؤكاد ص ا ا ا ا ا ا احاة القااعادة المعروفاة في المجاال الجمركيUne :
mauvaise transaction mieux qu'un bon jugement(2).وعمو ام اا في حااالااة موافقااة إدارة الجمااارك على
إجراء المص ااالحة فإن هذه الموافقة تخخذ ة ااكل قرار مص ااالحة ،غير أنو قيل ذلك تقوم إدارة الجمارك يتهيئة
الملف وعرضو على الجهة المختصة(.)3
وفيمايلي سنحاول التطرق لجميع هذه النقاط وفق التفصيل التالي:
أ-تهيئة الملف وعرضه عل الجهة المختصة
يتطلب التنظيم الجمركي في هذا الص اادد عرض بعض الحاالت من المص ااالحة الجمركية على لجنة
أو سلطة معينة ،إليداء رأيها بةخن هذا اإلجراء:
-1الجرائم الجمركية الت تستوجب فيها المصالحة رأي لجان المصالحة
تعد وترساال مصاالحة الجمارك التي عاينت الجريمة ملف المنازعة مرفقة بطلب المصااالحة واإلذعان
303
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
بالمنازعة( ،)1أو المصا ا ا ا ا ااالحة المؤقتة( ،)2حسا ا ا ا ا ااب الحالة ،وكذا وصا ا ا ا ا اال إيداع ميلغ الكفالة ،إلى السا ا ا ا ا االطة
المختصا ا ا ا ااة ،في أجل معين ،إلحالتو على اللجنة المختصا ا ا ا ااة( ،)3وهذا اإلجراء معمول بو في التة ا ا ا ا اريعات
المقارنة محل الدراسة ،وتتمثل لجان المصالحة الجمركية في التةريع الجزائري في:
-لجنة وطنية للمصالحة ،على مستوع مقر المديرية العامة للجمارك(،)4
-لجنة محلية للمصالحة ،على مستوع مقر كل مديرية جهوية للجمارك(،)5
-لجنة محلية للمصالحة ،على رأس مستوع مقر كل مفتةية أقسام الجمارك(،)6
وتتحدد الجرائم الجمركية التي تسا ا ا ا ااتوجب أخذ رأي هذه اللجان على أسا ا ا ا اااس قيمة البضا ا ا ا ااائع القايلة
للمص ااادرة في الس ااوق الداخلية بالنس اابة للجنح ،وميلغ الحقوق والرس ااوم المتغاض ااى عنها أو المتملص منها
بالنسبة للمخالفات(.)7
أما في التةريع المصري والذي يطيق هو ارخر فكرة التصالح النهائي ،فقد صدر قرار وزير المالية
( -)1يتمثل اإلذعان بالمنازعة في ة ا ا ااكل محرر أو نموذج يتض ا ا اامن رقم المنازعة وتاريخها ،وأس ا ا ااماء وألقاب ورتب وص ا ا اافات
واإلقامة اإلدارية لألعوان المحررين للمخالفة ،هوية الةا ا ا ااخص المعني س ا ا ا اواء أكان ةا ا ا ااخص طييعي أو معنوي ،وفي الحالة
األخيرة يتعين ذكر الهوية الكاملة للةا ااخص الطييعي الممثل القانوني لو مع تحديد صا اافتو ،وعرض للوقائع وتكييفها القانوني
المخالف باألفعال المنس ا ااوبة إليو ،وايداع ض ا اامان مالي من ميلغ قانونا لها ،واعت ار
والنص ا ااوص الرادعة ،والعقوبات المقررة ا
قانونا ،واعزن عن رغيتو في إنهاء النزاع عن طريق المصا ا ااالحة ،كما يلتزم يتنفيذ الةا ا ااروط التي سا ا ااتقرر
الغرامة المسا ا ااتحقة ا
بةا ااخنو من طر المسا ااؤول المؤهل ،تختم يإمضا اااء قابض الجمارك ،أعوان الجمارك المحررين ،المخالف أو ممثلو القانوني،
مقرر مؤرخ في 14نوفمير ،2019يحدد نماذج المصا ا ا ا ا ااالحة المؤقتة واإلذعان بالمنازعة والمصا ا ا ا ا ااالحة النهائية ومحضا ا ا ا ا اار
المصالحة والمصالحة التي تقوم مقام محضر الجمارك ،ج ر ج عدد ،8صادرة في 16فيفري ،2020ص ص .27-26
( -)2تتمثل المصا ااالحة المؤقتة في ةا ااكل محرر أو نموذج يتضا اامن الييانات السا ااابقة ،حيث يتم االتفاق على إنهاء النزاع إلى
غاية مص ااادقة المس ااؤول المؤهل ،وفق الة ااروط المؤقتة المحددة في المحرر ،مع اإلة ااارة أنو في حالة مص ااادقة هذا األخير
على المصا ااالحة المؤقتة أو تعديل ةا ااروطها تصا اابح نهائية ،وفي حالة رفض المص ا ااالحة من طرفو ،تعد المصا ااالحة المؤقتة
ملغاة وبدون أثر ،وفي هذه الحالة يتم تس ا ا ااوية النزاع عن طريق القض ا ا اااء ،ويبقى الميلغ المودع كض ا ا اامان إلى غاية الفصا ا اال
قانونا ،نفس المرجع ،ص ص
النهائي في القض ا ااية ،يمض ا ااى من طر مس ا ااؤول إدارة الجمارك ،والمخالف أو ممثلو المؤهل ا
.25-24
( -)3المادة 22من مرسوم تنفيذي رقم ،136-19المرجع السايق ،ص .10
( -)4المادة 5من مرسوم تنفيذي رقم ،136-19نفس المرجع ،ص .7
( -)5المادة 6من مرسوم تنفيذي رقم ،136-19نفس المرجع ،ص .7
( -)6المادة 7من مرسوم تنفيذي رقم ،136-19نفس المرجع ،ص .7
( -)7لزطزع على هذه المبالغ بالتحديد ،ينظر :المادة 15من المرسوم التنفيذي رقم ،136-19المرجع نفسو ،ص ص
.9-8
304
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
رقم 27لس ا ا ا اانة 1988يتاريخ 11فيفري ،1988يتة ا ا ا ااكيل لجنة عليا للتص ا ا ا ااالح( ،)1تختص يبحث طلبات
التصالح في الجرائم التي تقع بالمخالفة ألحكام قانون الجمارك.
أما في التة ا ا ا ا ا اريع الجمركي الفرنسا ا ا ا ا ااي ،فالمادة 20من القانون رقم 1453-77الصا ا ا ا ا ااادر في 29
ديساامير 1977المتضاامن ضاامانات إجرائية لألةااخاص الخاضااعين للضاريبة في المواد الجبائية والجمركية،
أنة ا ااخت لجنة منازعات للضا ا ارائب والجمارك والص ا اار ،إليداء الرأي بة ا ااخن المص ا ااالحة التي تتجاوز حدود
اختص اااص المص ااالح الخارجية للمديرية العامة للجمارك( ،)2ففي حالة عدم تحريك الدعوع العمومية ،يجب
عرض أي مصا ا ا ااالحة تدخل في اختصا ا ا اااص المدير العام للجمارك ،أو الوزير المكلف بالجمارك على هذه
(.)3 اللجنة ،المنصوص عليها في المادة 460من ق ج
أما عن سااير عمل هذه اللجان فتكاد تكون واحدة في التة اريعات المقارنة محل الد ارسااة ،حيث تحال
القضية إلى إحدع لجان المصالحة حسب االختصاص المحدد ينص المادة 15من المرسوم التنفيذي رقم
136-19المؤرخ في 29أفريل ،2019بالنساابة للمصااالح الجمركية في الجزائر ،أو اللجنة العليا للتصااالح
بمصا اار ،أو لجنة المنازعات الجمركية والض ا ارييية والصا اار بفرنساااا ،من طر الس االطة الجمركية المخولة
باتخاذ قرار المصا ا ا ا ا ا ااالحة ،التي ترسا ا ا ا ا ا اال الملف ومزحظاتها إلى اللجنة( -)4تجتمع هذه اللجان يناء على
استدعاء من رؤسائها ،تتولى اللجنة المختصة دراسة الطلب وتصدر رأيها بعد مداولة أعضائها باألغليية،
مرجحا ،طبقا لنص المادة 10من المرس ااوم التنفيذي رقم
ا وفي حالة تعادل األصا اوات يكون ص ااوت الرئيس
136-19المذكور أعزه ،والمادة 460من ق ج (.)5
تحرر مداوالت اللجان في محض ا اار يوقعو كل األعض ا اااء الحاضا ا ارين ويلحق مس ا ااتخرج منو بالملف،
ويقرر المس ا ا ااؤولون المؤهلون إلجراء المص ا ا ااالحة ،على أس ا ا اااس اراء اللجان ما يجب تخص ا ا اايص ا ا ااو لطلبات
المصالحة(.)6
( -)1تتكون هذه اللجنة من :رئيس مصا االحة الجمارك ،رئيس مصا االحة الض ا ارائب ،رئيس مصا االحة الض ا ارائب على المييعات،
مدير مباحث الضرائب والرسوم ،المستةار القانوني لوزير المالية ،محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص .232
()2
- "Il est institué un comité du contentieux fiscal, douanier et des changes chargé d'émettre un avis sur les
transactions ou remises excédant les limites de compétence des services extérieurs de la direction générale des
impôts ou de la direction générale des douanes ", L'article 20 du loi n° 77-1453, Op-Cit, p 6281.
اافيا ،يعينون من يين مساتةااري مجلس -تتكون هذه اللجنة يرئاساة مساتةاار للدولة ،من 12عض ااوا ا
دائما و 12عض ااوا إض ا
()3
الدولة ،ومحكمة النقض ،ومجلس المحاسبة ،سواء كان في الخدمة أو متقاعدين ،باإلضافة إلى ةخصيتين مؤهلتين يعينهما
رئيس اليرلمان ،ومثلهما يعينهما رئيس مجلس األمة ،يعينون بمرسوم لمدة ثزث سنوات.
L’article 460, CDF, Modifié par LOI n° 2013-1117 du 6 décembre 2013-art.8, relative à la lutte contre la fraude
fiscale et la grande délinquance économique et financière (1), JORF n° 0284 du 7 décembre 2013. Jean-Baptiste
Perrier, La transaction en matière pénale, Op-Cit, p 144.
()4
- Rozenn CREN, Op-Cit, p 263.
( -)5أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .118
(-)6ليلي اللحياني ،المرجع السايق ،ص .193
305
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
والساؤال الذي يطرئ نفسااو في هذا الصاادد هو :هل رأي هذه اللجان إلزامي للساالطات المخولة باتخاذ
قرار المصالحة
تتفق التة ا ا اريعات الجمركية المقارنة محل الد ارسا ا ااة على أن اسا ا ااتةا ا ااارة اللجان المذكورة إلزامية بحكم
القانون ،في حاالت محددة ينص صا ا ا ا اريح ،إال أنها ال تتض ا ا ا اامن أي نص يفيد بخن اراء لجان المص ا ا ا ااالحة
ملزمة للمسؤولين المؤهلين لمنح المصالحة(،)1
وتجدر اإلة ا ا ا ااارة إلى أنو بموجب تعديل قانون الجمارك الجزائري بمقتض ا ا ا ااى القانون رقم 10-98تم
تحويل رأي هذه اللجان من رأي إلزامي (ضا اارورة مطابقة المصا ااالحة لقرار اللجنة) إلى رأي اسا ااتةا اااري فقا
وبالتالي الحد من السلطة الواسعة التي كانت ممنوحة لهذه اللجان ساباقا(.)2
أما عن رأيها في القانون الجمركي الفرنسااي فهو اسااتةاااري فقا ،وتظل إدارة الجمارك حرة في األخذ
بو أو عدم األخذ بمةروع المصالحة الذي أصدرتو لجنة المنازعات الجمركية ،الضرييية ،والصر (.)3
أما بالنس اابة للتةا اريع الجمركي المص ااري فإنو ال يترتب على مة ااروع التص ااالح أي أثر إال من تاريخ
ص ا ا اادور موافقة الجهة المختص ا ا ااة بالتص ا ا ااالح ،ومع ذلك فقد ذهب البعض إلى أن التص ا ا ااالح يرتب أثره في
انقضاء الدعوع بمجرد صدور موافقة اللجنة العليا للتصالح بمصر(.)4
ييد أن هذا الرأي محل نظر ،إذ أن اللجنة العليا للتصا ااالح بمصا اار ،والمةا ااكلة بالقرار رقم 27لسا اانة
،1988تختص يبحث طلبات التص ا ا ا ا ا ااالح في الجرائم التي تقع بالمخالفة لبعض القوانين ،ومن يينها قانون
الجمارك المص ا ا ااري ،وتص ا ا اادر تلك اللجنة توص ا ا اايات ال تنفذ إال بعد اعتمادها ا
قانونا من الجهة المختص ا ا ااة
يإجراء التص ااالح ،ولهذه الجهة مخالفة تلك التوص اايات إن كان لذلك وجو ،فرأيها إذن اس ااتة اااري غير ملزم،
والقول بغير ذلك يترتب عليو أن تص اابح تلك اللجنة هي ص اااحبة الس االطة في إجراء التص ااالح ،وهو ما يعد
مخالفة ص اريحة لقانون الجمارك المصااري ،والتي أسااندت تلك الساالطة حصا اا
ار لرئيس مصاالحة الجمارك أو
من ينيبو ،أو وزير المالية ،ومن ينيبو ،ولم يرد في القرار المذكور أعزه ما يفيد إنابة اللجنة المةا ا ا ا ا ا ااكلة
بموجبو في إصدار الموافقة النهائية على التصالح(.)5
وال يةااترط تسااييب الق اررات الصااادرة عن هذه اللجان( ،)6يل يجب أن يؤةاار يبساااطة عندما يتم تيليغ
306
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
مرتكب الجريمة بقرار المصا ا ااالحة أنو تم اتخاذ هذا القرار بعد اسا ا ااتطزع رأي لجنة المصا ا ااالحة( ،)1باعتبار
هذا اإلجراء الزم ينص القانون.
وفض ا ا ا ازا عن تطلب إجراء المصا ا ا ااالحة في حاالت معينة أخذ رأي لجان المصا ا ا ااالحة ،فإن المةا ا ا اارع
الفرنس ا ا ا ااي ينفرد دون المة ا ا ا اارع الجزائري ونظيره المص ا ا ا ااري منذ تعديلو لقانون الجمارك بموجب القانون رقم
77-1453المؤرخ في 25ديسمير ،1977أصبح يتطلب موافقة السلطة القضائية على ميدأ المصالحة،
متى تم تحريك الدعوع العمومية ،طبقا لنص المادة 16من القانون سا ا ا ا ا ا ااالف الذكر ،المعدلة لنص المادة
(.)2 350من ق ج
ميدئيا مع نظيره الجزائري والمصري بةخن حرية اإلدارة الجمركية في
ا فإذا كان المةرع الفرنسي يتفق
قيول أو رفض طلب إجراء المص ا ا ا ااالحة المقدم لها من قيل المخالف المتابع بالجريمة الجمركية قيل تحريك
الدعوع العمومية ،فإنو يورد قيد على هذه الحرية متى تم تحريك الدعوع العمومية ،يتمثل في ض ا ا ا ا ا ا ارورة
) وعليو نميز يين فرضين: الحصول على موافقة السلطة القضائية على ميدأ المصالحة(م 350ق ج
-الفرض األو :في حالة عدم اتخاذ أي إجراء قضااائي( :)3أي عدم تحريك الدعوع العمومية ،ففي
هاذه الحاالاة إلدارة الجماارك التص ا ا ا ا ا ا ااالح بحرياة وفقاا لسا ا ا ا ا ا االطتهاا التقاديرياة ،فهي وحادهاا تقادر وتقرر إجراء
المصا ا ا ااالحة من عدمو ،والرأي الوحيد الذي يتعين عليها الحصا ا ا ااول عليو عندما ينص قانون الجمارك على
ذلك ،هو رأي لجنة التقاض ااي للضا ارائب والجمارك والص اار ،ورأيها اس ااتة اااري فقا ،ولذلك يس ااتنكر جانب
من الفقو الفرنس ااي تمتع إدارة الجمارك يهذه الخاص ااية ،فاألمر ال يتوقف على معاينة الجرائم ،وامكانية رفع
الدعوع بة ا ا ا ااخنها أمام الجهات القض ا ا ا ااائية ،يل يتعداه إلى تمتع إدارة الجمارك بالقدرة على التفاوض بة ا ا ا ااخن
العقوبات الجمركية مع ةا ااخص يعتر بخنو مرتكب الجريمة الجمركية ،ولهذا أةا ااار األسا ااتاذ " M.Gassim
أن إحدع ساامات القانون الجنائي االقتصااادي تتمثل في الساالطات أو الصاازحيات الهامة الممنوحة لإلدارة
في متابعة وقمع الجرائم االقتصادية على حساب السلطة القضائية "(.)4
-الفرض الثان :طلب إجراء مصالحة جمركية بعد تحريك الدعوع العمومية:
بعد اتخاذ أي إجراء قضا ا ا ا ا ا ااائي من قيل إدارة الجمارك أو النيابة العامة ،فإنو ال يجوز لإلدارة إجراء
()1
- Rozenn CREN, IBID, p 264.
()2
- "Après mise en mouvement par l'administration des douanes ou le ministère publique d'une action judiciaire,
l'administration des douanes ne peut transiger que si l'autorité judiciaire … ", L'article 16 du loi n° 1453-77, Op-
Cit, P 681.
()3
- " a) lorsqu'aucune action judiciaire n'est engagée, Les transactions excédant des limites de compétence des
services extérieurs de l'administration des douanes doivent être soumises pour avis au comité du contentieux fiscal,
douanier et des changes prévu à l'article 460 du présent code ", L'article 350 du code des douanes Française.
- M. Gassim notait que: " L'un des traits du droit pénal économique consiste dans les pouvoirs importants
()4
données à l'administration dans la poursuite et la répression des infractions économiques au détriment de l'autorité
judiciaire ", Rozenn CREN, Op-Cit, p 265.
307
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
المصا ااالحة إال بعد موافقة السا االطة القضا ااائية المختصا ااة ،ويحصا اال على هذه الموافقة من النيابة العامة إذا
كان من المحتمل أن تخضا ا ا ا ا ا ااع الجريمة لعقوبات جبائية وجزائية ،أما إذا كانت الجريمة ال تخضا ا ا ا ا ا ااع إال
لعقوبات ضرييية ،فيتم الحصول على هذه الموافقة من طر رئيس المحكمة المختصة(.)1
وفي هذه الحالة األخيرة ،فإذا كانت القضا ا ااية على مسا ا ااتوع المحكمة اسا ا ااتوجب التماس موافقة رئيس
اسا ا ااتوجب التماس موافقة رئيسا ا ااها ،واذا كانت على المحكمة ،واذا كانت على مسا ا ااتوع محكمة االسا ا ااتئنا
مسا ا ا ا ااتوع محكمة النقض ،اسا ا ا ا ااتوجب التماس موافقة الرئيس األول لمحكمة النقض ،أما إذا قدم الطلب بعد
اكتس اااب الحكم لقوة الة اايء المقض ااي فيو ،ففي هذه الحالة لم يعد يس اامح بالمص ااالحة وانما يمكن للمحكوم
عليو أن يقدم طلب اإلعفاء الكلي أو الجزئي من دفع الجزاءات المالية ،كما س ا ا ا ا اايق ييانو ،وفي هذه الحالة
يتعين على إدارة الجمارك عرض الطلب على رئيس الجهة التي أصدرت الحكم أو القرار ،وال يسوغ لإلدارة
االستجابة إليو إال بعد أخذ الرأي الملزم لهذه الهيئة(.)2
وبمجرد منح الساالطة القضااائية الموافقة على ميدأ المصااالحة ،فإن هذه األخيرة ال تتدخل في مراجعة
ة ااروط المصا االحة ،ومن ثم تس ااتعيد اإلدارة اختص اااص ااها الكامل والحص ااري لتحديد مض اامونها ،ولذلك فإن
تماما عن نطاق االختصااص القضاائي ،ومع ذلك، مراجعة عقوبة الجريمة المقررة يإجراء المصاالحة تخرج ا
فإن نص المادة 350من ق ج يثير التس ا ا اااؤل في حالة رفض الس ا ا االطة القض ا ا ااائية منح اإلدارة إمكانية
التسااوية عن طريق المصااالحة( ،)3هل يجوز إلدارة الجمارك الطعن في هذا القرار أمام جهة قضااائية أعلى
أم ال
ال ينص قانون الجمارك الفرنسي وال السوايق القضائية على أي إجابة فيما يتعلق بالطييعة القضائية
لقرار السلطة القضائية ،وما إذا كان يجوز لإلدارة أن تطعن فيو أمام جهة قضائية أعلى أم ال ،عزوة على
ذلك يتم استةارة السلطات القضائية على أساس ميدأ المصالحة فقا وليس على قيمتها(.)4
واألمر الذي يفسا اار ضا اارورة موافقة السا االطة القضا ااائية هو أن إجراء المصا ااالحة يؤدي إلى انقضا اااء
ضاا ،فيما إذا كان قرار التسااوية في الواقع يمكن أن يسااند في المقام الدعوع العمومية ،وهنا يطرئ إةااكال أي ا
األول لهذه السا االطة ،وبالتالي فهذا التحليل يعيد السا االطة القضاااائية إلى دور رئيسا ااي في إجراء المصاااالحة،
اميا ،فإن
فإذا كانت الق اررات التي يتم التوصا ا اال إليها يإجراء المصا ا ااالحة تتم من قيل اإلدارة المختصا ا ااة رسا ا ا ا
()1
-" b) après mise en mouvement par l'administration des douanes ou le ministère publique d'une action judiciaire,
l'administration des douanes ne peut transiger que si l'autorité judiciaire admet le principe d'une transaction.
L'accord de principe est donné par le ministère public lorsque l'infraction est passible à la fois de sanctions fiscales
et de peines, par le président de la juridiction saisie, lorsque l'infraction est passible seulement de sanctions fiscales
" , L'article 350 du code des douanes Française.
( -)2أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .120
()3
- Rozenn CREN, Op-Cit, p 266.
()4
- IBID, p 266.
308
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الواقعية وتقدير اإلجراءات الواجب اتخاذها ،وهي عناصر أساسية النيابة العامة مسؤولة عن تقييم الظرو
ألي سلطة تقديرية تتمتع في واقع األمر بسلطة اتخاذ القرار ،وبالتالي في الواقع أن قرار المصالحة ينسب
إلى النيابة العامة بةا ا ا ا ااكل أكير ،ألنو ال يمكن فصا ا ا ا االو عن التقدير الذي أجراه هذا األخير بةا ا ا ا ااخن مزئمة
المتابعة ،مادامت المصالحة تؤدي إلى انقضاء الدعوع العمومية ،وبعد موافقة السلطة القضائية على ميدأ
إجراء اإلدارة الجمركية للمص ا ا ا ااالحة ،فإن هذه األخيرة لديها الحق في مراجعة العقوبة ،وهو أمر ة ا ا ا ااائع في
المسائل الجبائية(.)1
-2بالنسبة للجرائم الجمركية الت ال تستوجب فيها المصالحة رأي لجان المصالحة :إن م صلحة
الجمارك التي عاينت الجريمة تعد الملف وترس ا ا ا ا االو مرفاقا حس ا ا ا ا ااب الحالة بالمص ا ا ا ا ااالحة المؤقتة أو اإلذعان
قانونا يإصدار قرار المصالحة ،والمسؤول المؤهل إلجراء المصالحة في هذه
بالمنازعة إلى السلطة المخولة ا
الحالة يقرر دون الرجوع إلى لجان المصالحة(.)2
وبعد تةااكيل الملف ود ارسااة الطلب من قيل المسااؤولين المؤهلين لمنح المصااالحة والموافقة عليو بعد
اسا ااتطزع رأي لجان المصا ااالحة أو السا االطة القضا ااائية ،تختي مرحلة الحسا اام وهي اتخاذ القرار ،األمر الذي
سنتناولو فيما يلي:
ب-قرار المصالحة :يصدر المسؤول المختص بعد استيفاء إجراءات المصالحة السايق ذكرها ،قرار
المصااالحة ،وييلغو إلى مقدم الطلب ،ويكون القرار في الحاالت التي يسااتوجب فيها القانون اسااتةااارة اللجنة
متضمنا اإلةارة إلى ذلك.
ا أو السلطة القضائية
محددا لدفع الميلغ المعين
ا يتم التيليغ عادة يرسااالة موصااى عليها بعلم الوصااول ،ويمنح الطالب أجزا
في القرار ،فإن لم يمتثل وفات هذا األجل يحال الملف إلى القضاء من أجل المتابعة(.)3
المتص ا ااالحة ،تاريخ انعقاد المص ا ااالحة، يتض ا اامن قرار المص ا ااالحة الييانات التالية :إمض ا اااء األط ار
المتصالحة ومقر إقامتهم ،وصف المخالفة المثيتة والنصوص المطبقة عليها وكذا أسماء وصفات األط ار
مقدم الطلب بارتكاب المخالفة ،قرار إدارة الجمارك العقوبات المقررة لها ،االتفاق المتوص ا ا ا ا ا اال إليو ،اعت ار
النهائي بةا ااخن ةا ااروط المصا ااالحة وقيولها من طر مقدم الطلب ،رقم إيصا ااال دفع الميلغ المتصا ااالح عليو
وتاريخو(.)4
جدير بالذكر أنو يراعى في تحديد ميلغ المص ااالحة ضا اوابا معينة ،كحس اان نية المخالف ،الوض ااعية
()1
- IBID, p 267.
( -)2جيزلي عيد الحق ،المرجع السايق ،ص .113
( -)3أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .121
( -)4زعباط فوزية ،المرجع السايق ،ص .213
309
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
()2
إلى اعتبار االجتماعية ،السا ا ا ا اوايق ،أهمية الحق المتهرب منو( ،)1األمر الذي دفع بعض الفقو الفرنس ا ا ا ااي
المص ا ااالحة الجزائية الية تجعل من الممكن تكييف الجزاء بة ا ااكل أفض ا اال مع خطورة الجريمة ،واألخذ بعين
ارتكاب الجريمة ،بمعنى أن إضا ا ا ا ا ا اافاء االعتبار من حيث الميدأ :اإلمكانيات المالية للجاني وكذلك ظرو
الطابع الة ااخص ااي على الجزاء الذي يمارس ااو عادة القاض ااي الجزائي ،موجود في النظام التص ااالحي اليديل،
بالذنب ،أو الوساطة الجزائية(.)3 سواء في إطار مصالحة اإلدارات ،كإدارة الجمارك ،أو االعت ار
وتقيد المص ا ااالحة النهائية في محض ا اار يس ا اامى محض ا اار المص ا ااالحة والذي يوقع عليو المس ا ااتفيد من
فور نسااخة منو بمجرد إمضااائو إلى إقليميا ،ترساال اا
ا المصااالحة أو ممثلو القانوني وقابض الجمارك المختص
إقليميا ،وفي حالة عدم تنفيذ المصا ااالحة خزل األجل المحدد تنفذ طباقا للتة ا اريع
ا وكيل الجمهورية المختص
والتنظيم المعمول يهما ،باعتبارها سا ا ا ا ااند دين( ،)4وهو ذات اإلجراء في فرنسا ا ا ا ااا ،حيث أنو يجوز لإلدارة في
حالة عدم الوفاء بااللتزامات التي تم التعهد يها ،أن تةاارع في اسااترداد المبالغ المسااتحقة عن طريق اللجوء
لإلكراه اليدني(.)5
-3ضمانات مرتكب الجريمة ف إج ار المصالحة الجمركية
تعتير ضا ا اامانات مرتكب الجريمة في المصا ا ااالحة الجمركية في القانون الجزائري والمصا ا ااري ضا ا اائيلة
بالمقارنة بالتةا ا اريع الفرنس ا ااي ،الذي أوجب ض ا اارورة موافقة الس ا االطة القض ا ااائية على المص ا ااالحة بعد تحريك
،وتقتص ا اار الض ا اامانة في التةا ا اريعين األول والثاني والتي الدعوع العمومية ينص المادة 350من ق ج
يةاركهما فيها التةريع الفرنسي أيضا ،على عرض المصالحة على لجان مصالحة معينة(.)6
ناهيك على أن الةااخص المسااؤول في التة اريع الفرنسااي يتمتع بضاامانة هامة تتعلق بحقو في إطار
احترام إجراءات الخصا ااومة أن يدعى من قيل لجنة المنازعات الض ا ارييية والجمارك والصا اار في أجل 30
يوما ،إلى تقديم مزحظات مكتوبة ،يرع أنو من المفيد تقديمها لدعم طلبو بةا ا ا ا ا ااخن المصا ا ا ا ا ااالحة ،أو لتقديم
ا
مزحظات ة اافوية في الجلس ااة التي يس ااتدعى لها ،للنظر في قض اايتو من طر اللجنة س ااابقة الذكر ،والتي
يمكن أن يحضرها بمساعدة مستةار أو ممثل من اختياره (والذي يمكن أن يكون محام) ،لدعم طلبو خةية
أن ترفضو هذه اللجنة ،ويكون هذا األخير ملزم يواجب السر المهني( ،)7وان كان القانون لم ينص صراحة
()3
- IBID, p 454.
( -)4المادة 25من المرسوم التنفيذي رقم ،136-19المرجع السايق ،ص .10
()5
- Rozenn CREN, Op-Cit, p 259.
310
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
التسااوية الجزائية( ،)1حيث ال تنص ال المادة 350من ق ج على الحق في مساااعدة محام على خز
وال األحكام التنظيمية على هذا الحق ،على الرغم من العواقب المالية الكييرة أحيانا المترتبة على الموافقة
على المصا ا ا ا ا ااالحة (غرامة ،التخلي عن البضا ا ا ا ا ااائع تعادل المصا ا ا ا ا ااادرة) ،فض ا ا ا ا ا ازا عن تداعياتها فيما يتعلق
بالجرم ،فإن إدارة الجمارك من الناحية العملية ال تيلغ المخالف بحقو في االس ا ا ا ا ا ااتعانة بمحام(،)2 باالعت ار
إال أن المجلس الدستوري الفرنسي في ق ارره المؤرخ في 26سيتمير 2014يقضي بخن االستعانة بمحام في
إجراء المصا ا ا ا ا ا ااالحة ممكنة( ،)3األمر الذي أكده هذا األخير في قرار الحق تحت رقم ،569-16مؤرخ في
23سا ا ا ا اايتمير 2016يتعلق بالمصا ا ا ا ااالحة الجزائية ،حيث اعتير أنو لضا ا ا ا اامان حقوق الدفاع في إطار إجراء
المص ا ااالحة التي يترتب عنها انقض ا اااء الدعوع العمومية ،يتعين أن تسا ا اتند إجراءاتها إلى اتفاق حر ال لبس
فيو ،وخلص إلى حق الةااخص المعني بالمصااالحة في مساااعدة محام( ،)4األمر الذي ال نجد لو أي إةااارة
ال في القانون الجمركي المصري وال الجزائري.
عموما والجمركية
ا ويؤيد الباحث الرأي القائل بخن الض ا ا ا ا اامانة األس ا ا ا ا اااس ا ا ا ا ااية في المص ا ا ا ا ااالحة الجزائية
صا اا تتمثل في عدم قيول مرتكب الجريمة لها إذا كان واثاقا من يراءتو( ،)5ويض اايف الباحث أنو حتى خص ااو ا
ولو تم قيول هذا اإلجراء اليد أن يتم يناء على موافقة المعني موافقة حرة ال لبس فيها في ضا ا ا ا ا ا ااوء علمو
التام بالوقائع المنسوبة إليو وتكييفها القانوني ومضمون هذا اإلجراء ونتائجو ،وبالحق في رفضو لهذه ارلية
أو حتى رفض تنفيذها ونتائج ذلك أيضا( ،)6وهذه الضمانات المحيطة بالموافقة هي األكثر أهمية.
مجمل القول فيما يتعلق يإجراءات المصا ا ااالحة الجزائية في الجرائم الجمركية أن التة ا ا اريعات المقارنة
محل الد ارس ا ا ا ا ااة تتفق من حيث إمكانية اقترائ اإلدارة على المخالف إجراء المص ا ا ا ا ااالحة ،وتطليها تقديم هذا
األخير لطلب التصالح والذي حتى في غياب النص يخخذ ةكل الكتابة ،وأن اإلدارة الجمركية تتمتع بسلطة
المزئمة في قيول أو رفض هذا الطلب مما يحقق المصا ا ا ا ا ا االحة العامة ،فهذا النظام عبارة عن مكنة لإلدارة
ليس ا ا ا ا اات ملزمة بو ،وال المخالف مجير على إجرائها ،فهي الية تدخل في إطار العدالة الرض ا ا ا ا ااائية ،وكذلك
تتفق هذه التةا ا ا ا اريعات على وجوب عرض الطلب على لجان معينة معنية بالمص ا ا ا ااالحة في حاالت محددة
قانونا ،كما أن المص ا ااالحة قد تخخذ ة ا ااكل إذعان بمنازعة ،المص ا ااالحة المؤقتة والمص ا ااالحة النهائية ،وتتفق
ا
()1
- Rozenn CREN, IBID, pp 259-263.
()2
- Matthieu HY, Saisie douanière: Les effets du règlement transactionnel, Article publié sur la page: Village de
la justice-La communauté des métiers du droit, parution: 2 février 2018, disponible sur le site:
https://bit.ly/2TrBuO2 , Consulter le 12 novembre 2020, a: 16: 54.
()3
- Bertrand de Lamy, Op-Cit , p 717.
311
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
أيضا في تحديد المسؤول المؤهل يإصدار قرار المصالحة الذي يترتب عليو اثار قانونية في غاية األهمية،
نيينها في العنصر التالي.
تتعلق وبالرغم من هذه األوجو الكثيرة المتة ا ا ا ااايهة ،إال أن هذا ال يمنع من تس ا ا ا ااجيل مواطن اختز
ايتداءا بالمركز القانوني للمتصالح الذي يمكن أن يخخذ صفة المحكوم عليو في التةريع الجمركي المصريا
في المصااالحة بةااخن جرائم التهريب الجمركي ،باعتبارها جائزة بعد صاادور حكم بات ،األمر الذي ال يجيزه
المةا ا اارعين الجزائري والفرنسا ا ااي ،كما أن هذا األخير يتميز وينفرد باةا ا ااتراطو عرض طلب المصا ا ااالحة بعد
تحريك الدعوع العمومية على السلطات القضائية إليداء رأيها بةخن ميدأ المصالحة ،هذا الرأي الذي يحمل
صفة اإللزام لإلدارة الجمركية.
ثانيا :اآلثار اإلجرائية للمصالحة الجمركية
لقمع الجرائم الجمركية تنةا ا ا ا ا ا ااخ دعوع عمومية تمارسا ا ا ا ا ا ااها النيابة العامة ،ترمي إلى تطييق العقوبات
قانونا ،وأخرع جبائية تمارسا ا ا ا ا ا ااها إدارة الجمارك ترمي لتطييق الجزاءات الجبائية ،كما يجوز للنيابة
المقررة ا
تلقائيا في جميع
ا العامة أن تمارس الدعوع الجبائية بالتبعية للدعوع العمومية ،وتكون إدارة الجمارك طرافا
الدعاوع التي تحركها النيابة العامة ،ولصالحها(.)1
وترتب المص ا ا ا ا ااالحة الجزائية في الجرائم الجمركية اثار قانونية تتعلق أس ا ا ا ا ااا اسا ا ا ا ا اا بالدعويين العمومية
والجبائية وأطرافها ،متى تمت في إطار الةروط القانونية ،وانتفت أسباب بطزنها ،ونقصد بآثار المصالحة
الجزائية في الجرائم الجمركية ،تلك المترتبة على نجائ المساعي في إنجازها( ،)2وسنحاول في هذا العنصر
تحديد اثار المصالحة الجمركية من خزل التقسيم التالي:
-Iآثار المصالحة الجمركية تجا طرفيها
صاا من اثار بالنساابة لطرفيها هو
عموما والجمركية خصااو ا
ا إن أهم ما يترتب على المصااالحة الجزائية
تماما ،ويترتب على ذلك نتيجتان أساسيتان هما :انقضاء ما نزل عنو كل من المتصالحين عن حسم النزاع ا
ادعاءاتو ،وتثييت ما اعتر بو كل منهما لآلخر من حقوق(:)3
-1أثر االنقضا
على الرغم من أن إدارة الجمارك ليس لها أن تمارس الدعوع العمومية على غرار النيابة العامة ،إال
أن أثر االنقضاء المترتب على المصالحة الجمركية يتعلق بكل من العقوبات الجزائية والعقوبات المالية(،)4
312
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
معا.
وعليو فخثر االنقضاء يتعلق بالدعويين العمومية والجبائية ا
ومما الة ااك فيو أن انقض اااء الدعويين العمومية والجبائية ،هو أهم أثر يترتب على إجراء المص ااالحة
يين إدارة الجمارك والمس ااؤول المتابع بالجريمة الجمركية ،وهذا األثر يترتب بمجرد توافر الة ااروط المطلوبة
قانونا ،فيس ا ااقا حق الدولة في العقاب على الجريمة التي تمت المص ا ااالحة بة ا ااخنها( ،)1ولكن المص ا ااالحة ال
ا
طلبا يذلك يل اليد أن يفي بالتزاماتو المالية والمتمثلة بس ا ا ا ا ا ا ااداد ميلغ
ينتج أثرها بمجرد أن يقدم المخالف ا
المص ااالحة( ،)2وقد نص اات على هذا األثر صا اراحة الفقرة األخيرة من المادة الس ااادس ااة من ق إج ج المعدلة
()3
والتي تتط ااايق مع الفقرة الث ااالث ااة من الم ااادة ب اااألمر رقم 02 -2015المؤرخ في 23جويلي ااة 2015
( ،)4ويتسا اام هذا األثر بالعمومية ،حيث أن أي قانون يجيز المصا ااالحة يرتب ذات السا ااادسا ااة من ق إ ج
ماليا أو أي قانون اخر( ،)5بمعنى يكفي أن يجيز المةاارع المصااالحة
ااديا أو ا
يعا اقتصا ا
األثر س اواء كان تة ار ا
في قانون ما كي يترتب عليها األثر المسقا للدعوع العمومية(.)6
جدير بالذكر أن المةاارع الجزائري كان ينص ص اراحة في الفقرة الثامنة من المادة 265من ق ج ج
بموجااب القااانون رقم 10-98على أثر االنقضا ا ا ا ا ا ا اااء ،إال أنااو عناادمااا عاادل هااذه المااادة بموجااب القااانون
رقم 04 -17المؤرخ في 16فيفري 2017لم يعد ينص في قانون الجمارك على هذا األثر ،ة ا ا ااخنو ة ا ا ااخن
المةاارع الفرنسااي ،األمر الذي يراه الباحث غير مسااتحب ألن من ةااخن التنصاايص في قانون الجمارك على
انقضا ا ا ا اااء الدعوع العمومية تجنب أي تخويل ودرء ألي لبس أو غموض( ،)7ولذا يرع الباحث أن المةا ا ا ا اارع
نظيريو الجزائري والفرنسااي ،حيث نص على هذا األثر صااراحة المصااري وفق في هذه النقطة على خز
()8
والمادة 124من ق ج م المتعلقة يجرائم ينص المادة 119من ق ج م ،المتعلقة بالمخالفات الجمركية
( -)1مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم ،المرجع السايق ،ص .177
( -)2محمد سااليمان حسااين المحاساانة ،التصااالح وأثره على الجريمة االقتصااادية ،دار وائل للنةاار والتوزيع ،المرجع السااايق،
ص .204
ج. ( " -)3كما يجوز أن تقضي الدعوع العمومية بالمصالحة إذا كان القانون يجيزها صراحة " ،المادة 6من ق إ ج
()4
-"Elle peut, en outre, s'éteindre par transaction lorsque la loi en dispose expressément ", L'article 6 du loi n° 57-
1426, du 31 décembre 1957, instituant un code procédure pénale (1), op-cit, p 258, Déplacé par loi n° 2011-939
du 10 août 2011-art. 1, sur la participation des citoyens au fonctionnement de la justice pénale et le jugement des
mineurs (1), op-cit.
( -)5محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص .276
( -)6أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .225
( -)7نفس المرجع ،ص .286
(" -)8ويترتب على التصا ا ا ااالح انقضا ا ا اااء الدعوع الجنائية" ،المادة 119من ق ج م ،معدلة بالقانون رقم 160لسا ا ا اانة ،2000
المرجع السايق.
313
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
التهريب الجمركي(.)1
وبهذا تتفق التةريعات المقارنة محل الدراسة بصريح نص المواد 4-6من ق إج ج 3-6 ،من ق إ
119 ،و 124من ق ج م ،أن قرار المص ا ااالحة يؤدي إلى ترتيب األثر المتمثل في انقض ا اااء الدعوع ج
العمومية(.)2
المرحلة الزمنية التي تتم فيها: وتختلف اثار المصالحة الجمركية باختز
أ-قبل صدور حكم بات :وتتعلق بالمراحل التالية:
غالبا ما تتم المصا ا ا ا ااالحة الجمركية قيل إخطار السا ا ا ا االطات القضا ا ا ا ااائية ،فتيرم
-1المرحلة اإلدارية :ا
المص ا ااالحة الجمركية بمجرد معاينة المخالفة من قيل أعوان الجمارك أو عناص ا اار الة ا اارطة القض ا ااائية ،وقد
تيرم بعد تحرير محضا ا ا اار حجز أو محضا ا ا اار تحقيق ايتدائي( ،)3ويترتب على المصا ا ا ااالحة التي تتم في هذه
المرحلة من اإلجراءات حفظ القض ا ا ا ا ا ااية على مس ا ا ا ا ا ااتوع اإلدارة ،بحيث تحتفظ إدارة الجمارك بالملف كوثيقة
إدارية وال ترسل أية نسخة منو إلى النيابة( ،)4وعلى ذلك إذا وقعت المصالحة قيل تحريك الدعوع العمومية
فإنو ال يجوز تحريكها( ،)5فإن حركت رغم ذلك وجب الحكم بعدم قيولها(.)6
-2المرحلة القضييائية :يمكن أن تيرم المصااالحة الجمركية بعد إخطار الساالطات القضااائية ودخول
الجهة الدعوع في حوزتها ،مالم يصا ا ا اادر حكم نهائي ،وفي هذه المرحلة تختلف اثار المصا ا ا ااالحة باختز
التي تكون قد وصلت إليها اإلجراءات:
فإذا كانت القض ا ا ا ااية في حوزة النيابة العامة ،ولم تتخذ بة ا ا ا ااخنها أي إجراء ،وتمت المص ا ا ا ااالحة بكافة
حدا للمتابعة الجزائية( ،)7وذلك يإصاا ا ا ا اادار أمر
ةا ا ا ا ا ااروطها القانونية ،فيتعين على النيابة العامة أن تضا ا ا ا ا ااع ا
بالحفظ( ،)8أما إذا كانت النيابة العامة قد تصرفت في الملف إما يرفع القضية إلى التحقيق ،أو إحالتها إلى
المحكمة ،ففي هذه الحالة يتحول اختصاص اتخاذ القرار المناسب لهاتين الجهتين(:)9
ار بخال
أمر أو قراا
فإذا كانت القضا ااية أمام قاضا ااي التحقيق أو غرفة االتهام تصا اادر الجهة المختصا ااة اا
( " -)1ويترتب على التص ا ا ا ااالح انقض ا ا ا اااء الدعوع الجنائية وجميع ارثار المترتبة على الحكم فيها " ،المادة 124من ق ج م،
معدلة بالقانون رقم 95لسنة ،2005المرجع السايق.
()2
-"La décision portant transaction éteint l'action publique" , Fatiha NAAR, Op-Cit, p 228.
( -)3جيزلي عيد الحق ،المرجع السايق ،ص .406
( -)4يلقاسم سويقات ،المرجع السايق ،ص .201
( -)5عادل عيد العال إيراهيم خراةي ،المرجع السايق ،ص .107
( -)6طو أحمد عيد العليم،الموسوعة الةاملة في...الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو وأحكام، ...المرجع السايق ،ص.241
( -)7عماد دمان ذييح ،حقاص أسماء ،المرجع السايق ،ص .744
( -)8مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص ، 142عادل عيد العال إيراهيم خراةي ،نفس المرجع ،ص .108
( -)9جيزلي عيد الحق ،المرجع السايق ،ص .407
314
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
وجو إلقامة الدعوع بس ا ا اايب انعقاد المص ا ا ااالحة الجمركية ،واذا كان المخالف رهن الحبس االحتياطي يخلى
فور بمجرد انعقاد المصالحة الجزائية(.)1
سييلو اا
أما إذا تمت المصا ا ااالحة بعد تحريك الدعوع العمومية وكانت القضا ا ااية في حوزة جهات الحكم ،وقيل
صدور حكم نهائي فيها فعلى المحكمة أن تحكم بانقضائها بالمصالحة ،سواء أكانت الدعوع أمام المحكمة
االيتدائية أم في مرحلة االستئنا ،أو أمام محكمة النقض( ،)2فز يسقا هذا الحق يرفع الدعوع وال بالحكم
فيها ،مادام هذا الحكم قابزا للطعن فيو ،إذ يكون للمخالف مباة ارة حقو في المصااالحة في أي مرحلة كانت
عليها الدعوع مالم يسقا هذا الحق بصدور حكم نهائي(.)3
باإلدانة بالرغم من حدوث المصا ااالحة ،تعين على محكمة النقض أن واذا قضا اات محاكم االسا ااتئنا
تقضااي بانقضاااء الدعوع العمومية( ،)4ويترتب على المصااالحة أيضااا اإلفراج عن المتهم إذا كان محيو اس اا،
أو وقف تنفيذ العقوبة المقضا ااي يها إذا كان القانون يجيز المصا ااالحة بعد الحكم البات على غرار التة ا اريع
الجمركي المصا ااري في جرائم التهريب الجمركي ،وتجيز بعض التة ا اريعات الجمركية عند اتخاذ اإلجراءات
التصا ااالحية تحصا اايل ضا اامانات مالية ،تغطي المبالغ التي تنةا ااخ عن اإلجراء التصا ااالحي ،أو باألحرع عن
المصااالحة ،ويجري العمل يتلك الضاامانات في الجرائم الجمركية في الجزائر ،مصاار وفرنسااا ،حيث تحصاال
على ذمة المص ا ا ا ااالحة ،ويدخل في تقديرها قيمة البض ا ا ا ااائع أو األموال موض ا ا ا ااوع الجريمة ،وال ريب أن تلك
الضمانات تحقق فائدة للخزينة العمومية(.)5
وفي حالة المصا ا ا ااالحة المؤقتة ،تيلغ إدارة الجمارك القضا ا ا اااء يتعليق القضا ا ا ااية إلى غاية أن يفصا ا ا اال
المسؤول المؤهل في مسخلة المصالحة النهائية(.)6
واإلة ااكال الذي يثار في هذا الص اادد هو :ما هو منطوق الحكم الذي س اايص اادر في مثل هذه الحالة،
هل تقضي المحكمة بانقضاء الدعوع العمومية بالمصالحة ،أم تقضي بانقضائها وبيراءة المتهم
لقد انقسم الفقو والقضاء في ذلك إلى اتجاهين:
فالقض ا ا ا اااة غير متفقين على الص ا ا ا اايغة التي يجب أن يكون عليها منطوق الحكم أو القرار فمنهم من
يحكم بانقضاء الدعوع العمومية بسيب المصالحة ومنهم من يحكم باليراءة للمصالحة ،فالمحكمة العليا في
315
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الجزائر تدخلت لحس ا ا اام الموقف فقض ا ا اات بخن المص ا ا ااالحة تؤدي إلى انقض ا ا اااء الدعوع العمومية وليس إلى
اليراءة( ،)1أما في مصر فلقد قضي بخن الحكم الصادر بانقضاء الدعوع العمومية هو في واقع األمر حكم
صا ا ا ا ااادر في موضا ا ا ا ااوع الدعوع إذ أن معناه يراءة المتهم لعدم وجود وجو إلقامة الدعوع عليو( ،)2وفي هذا
االتجاه قض ااي ييراءة المتهم النقض اااء الدعوع العمومية في عدة قض ااايا( ،)3وكذلك قض ااي في فرنس ااا ييراءة
المتهم بسيب انقضاء الدعوع العمومية بفعل المصالحة(.)4
ضاا بخن تصاالح المتهم مع مصالحة الجمارك وساداد التعويض وعلى خز ذلك قضاي في مصار أي ا
المقرر وتقديم ما يفيد ذلك ،واخطار النيابة العامة من قيل مص ا ا ا االحة الجمارك يذلك ،ينيني عليو انقض ا ا ا اااء
الدعوع العمومية بالتصالح(.)5
أما بالنسا ا ا ا ا ا اابة للفقو فلقد ذهب بعض الفقهاء( ،)6إلى أنو إذا تمت المصا ا ا ا ا ا ااالحة بعد تحريك الدعوع
العمومية وكانت القضااية في حوزة جهة الحكم وجب الحكم ييراءة المتهم النقضاااء الدعوع اسا ا
اتنادا إلى أن
القوانين المتعلقة بقيود رفع الدعوع العمومية ومباة ا ا ا ا ا ارتها ذات طييعة موضا ا ا ا ا ااوعية لتعلقها بحق الدولة في
العقاب ،ويضاايف أنصااار هذا الرأي( ،)7أن اليراءة بالمصااالحة يراءة قانونية ،ألن اليراءة القضااائية يجب أن
تس ا ا ا اابقها محاكمة تحرر من خزلها ورقة اتهام ،ويكفل للمتهم خزلها الدفاع عن نفس ا ا ا ااو( ،)8أي ض ا ا ا اامانات
المحاكمة العادلة.
( -)1القسم الثالث من غرفة الجنح والمخالفات بالمحكمة العليا ،قرار 9جوان ،1991ملف رقم .71509
( -)2نقض جنائي 19فيفري ،1963س ق ،14ص ،135رقم .29
( -)3نقض جنااائي 20مااارس ،1962س ق ،13ص ،256رقم ،65نقض جنااائي 11جوان ،1980س ق ،31ص
،761رقم .146
()4
- Crim 11-02-1941,Bull. cont. ind 3.
-نقال عن :أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص
ص .228-227
( -)5نقض رقم ،2370جلسة 6ديسمير ،1988س ق ،56أحكام النقض ،المكتب الفني ،جنائي ،السنة ،39ص .1223
-نقض رقم ،919جلسا ا ا ا ااة 16ديسا ا ا ا اامير ،1963س ق ،33أحكام النقض ،المكتب الفني ،جنائي ،العدد ،3السا ا ا ا اانة ،14
ص.927
( -)6إدوار غالي الذهيي ،الصلح في جرائم التهرب من ضريبة االستهزك ،مجلة إدارة قضايا الحكومة ،السنة ،28العدد ،3
،1984ص ،156مةااار إليو لدع :طو أحمد محمد عيد العليم ،الصاالح الجنائي في القانون المصااري طبقا رخر تعديزتو،
المرجع الس ا ا ا ااايق ،ص ، 562إيراهيم حامد طنطاوي ،المرجع الس ا ا ا ااايق ،ص ، 141حيدر المالكي ،المرجع الس ا ا ا ااايق ،ص
.118
( -)7محمد محي الدين عوض ،حقوق المجني عليو في الدعوع العمومية ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،مصر ،1989 ،ص
.45مةار إليو لدع :طو أحمد محمد عيد العليم ،نفس المرجع ،ص .562
( -)8نفس المرجع ،ص ص .563-562
316
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
في حين ذهب البعض ارخر( ،)1وهو الرأي الذي يؤيده الباحث إلى أن الص ا ا اايغة األنس ا ا ااب لمنطوق
الحكم أو القرار هي انقضاء الدعوع العمومية بالمصالحة ،وذلك لسييين:
األو :أن القض ا ا ا اااء باليراءة يعني أن الواقعة غير معاقب عليها أو أن الجريمة غير متوافرة األركان
القانونية أو أن أدلة اإلدانة غير كافية وقد ال يتحقق أي أمر من هذه األمور عند المصالحة.
الثان :أنو إذا سلمنا جدالا بخن المحكمة لها أن تحكم باليراءة في حالة تنازل اإلدارة عن طليها ،كما
ذهيت إليو محكمة النقض المصا ا ارية ،فإنو من غير المقيول أن تحكم باليراءة أيض ا ااا في حالة المص ا ااالحة،
خاص ااة إذا وض ااعنا في االعتبار ما ذهب إليو بعض الفقهاء بخن رض ااا المتهم بالمص ااالحة يفترض تس االيمو
بمسا ا ا ااؤوليتو عن الفعل المسا ا ا ااند إليو ،ألنو لو كان يعتقد في يراءتو لما كان قد تصا ا ا ااالح مع اإلدارة ،وكذلك
المتهم يجريمتو ،فكيف تحكم المحكمة بعد ذلك باليراءة اةا ااتراط اإلدارة الجمركية إلتمام المصا ااالحة اعت ار
ضمنيا أو صراحة يجريمتو. ا على متهم معتر
المتهم الثاااياات قياال إحااالااة الاادعوع إلى ويثور إة ا ا ا ا ا ا اكااال في هااذا المقااام يتعلق بماادع حجيااة اعت ار
المحكمة
المتهم ص ا ا ا ا ا اراحة أمام الجهة اإلدارية بارتكاب الجريمة يذهب جانب من الفقو إلى القول بخن اعت ار
ال يعول عليو .إذ قد يكون قد ص اادر يناء على خطخ وقع فيو ص اااحب الة ااخن ،مما يس ااتدعي عدم االعتماد
الذي تض ا اامنو عليو تحقياقا للض ا اامانات الفردية ،كما أن س ا ااقوط المص ا ااالحة يترتب عليو محو أثر االعت ار
()2
غيا
التص ا ااالح ،وبالتالي فإنو يجوز للمتهم الرجوع عن اعترافو أمام القاض ا ااي ،فطالما أص ا اابح التص ا ااالح ال ا
أيضا على االعت ار (.)3
لعدم وفاء المتهم بالتزاماتو فإن هذا اإللغاء ينسحب ا
وهذا ما أيده القضاء المصري ،حيث قضى بخن مجرد إيداء المتهم الرغبة في المصالحة ال يكةف
بالتهمة إذ ال يعدو أن يكون من قييل إبعاد ةا ا ا اابح االتهام عن نفسا ا ا ااو ،أما بالنسا ا ا اابة للقض ا ا ا ااء عن اعت ار
في حالة الجزائري وعلى حد قول الدكتور أحسيين بوسييقيعة فإنو لم تطرئ مسااخلة مدع حجية هذا االعت ار
بطزن المصالحة إذا أنكره أمام القضاء( ،)4أما موقف القضاء الفرنسي ،وبما أنو في إطار المصالحة التي
ص ا ا ا ا ا ا اراحة ،ولكن يتم التخكد منو في تتم من قيل إدارات معينة ،ال ينص القانون على ةا ا ا ا ا ا اارط االعت ار
317
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الممارسة اإلدارية( ،)1فقد اتجو القضاء الفرنسي إلى أنو يسمح للقاضي عند بطزن المصالحة االستناد إلى
طا من ةروط
بالمخالفة ال يعد ةر ا المخالف بمحضر المصالحة لتكوين اقتناعو ،إذا كان االعت ار اعت ار
طا من ةا ا ااروط المصا ا ااالحة ،كما ييدو ذلك من اللوائح
بالمخالفة ةا ا اار ا المصا ا ااالحة( ،)2أما إذا كان االعت ار
بالمخالفة يزول يبطزن المصا ا ا ا ااالحة ،ألن المصا ا ا ا ااالحة في هذه التنظيمية في القانون الجزائري ،فاالعت ار
ض ا اا باالعتداد
الحالة كل ال يتج أز تنطيق عليو قاعدة عدم تجزئة الصا االح عند بطزنو ،وحتى ولو سا االمنا فر ا
يهذا االعت ار ،فإنو غير ملزم للقاضا ا ا ا ا ا ااي وانما يترك لو حرية تقديره ،وهذا ما ذهيت إليو محكمة النقض
الفرنسا ا ااية بةا ا ااخن اإلذعان للمنازعة ،Soumission Contentieuseحيث قضا ا اات بخن هذا اإلجراء متى كان
ار يثيت االعترافات والتصا اريحات المس ااجلة فيو مالم
خاليا من عدم الص ااحة أو عدم الص اادق يص االح محض ا اا
ا
()3
يدحضو دليل عكسي .
-أما إذا كانت القضااية أمام المحكمة العليا فيتعين عليها التصاريح يرفض الطعن بساايب المصااالحة
بعد التخكد من وقوعها ،كما قضا اات يذلك المحكمة العليا في مناسا اايتين( ،)4وهو نفس المسا االك الذي سا االكتو
قيلها محكمة النقض الفرنسااية( ،)5وقد يحدث في بعض القضااايا التي تتطلب اسااتةااارة لجان المصااالحة أن
تتخخر اإلجراءات بعض الةا ا ا اايء فتفصا ا ا اال المحكمة العليا في الطعن قيل حصا ا ا ااول المتهم على محضا ا ا اار
المصااالحة النهائية ،فإذا كان تاريخ مقرر المصااالحة ساااباقا على تاريخ صاادور قرار المحكمة العليا فيإمكان
هذه األخيرة يناء على التماسات النيابة العامة إبطال قرارها واستيدالو بقرار تصرئ فيو بخن ال وجو للفصل،
وهو ما قضي بو في فرنسا بالنسبة للقضايا التي تتطلب التصديق على المصالحة من طر المدير العام
للجمارك( ،)6أما إذا صاادر مقرر المصااالحة بعد صاادور قرار المحكمة العليا ففي هذه الحالة يرفض الطعن
ألنو ال محل إلبطال القرار هذا ما قضي بو في فرنسا(.)7
()1
- Wilfrid EXPOSITO, Op-Cit, p 320.
()2
- Cass. Crim 18-02-1981,
نقزا عن :أحسن يوسقيعة ،نفس المرجع ،ص .222
()3
- Cass. Crim-3-22.1982, Sapvin-Cremieux-Gurslinc / Douanes, Doc cont, n° 1707.
318
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
واذا انقض اات الدعوع العمومية بالمص ااالحة انقض اات كافة اثارها ،والتةا اريعات المقارنة محل الد ارس ااة
التنفيذ ،واالنقضاااء أعم وأةاامل وأكثر فائدة قصاادت إلى ترتيب أثر االنقضاااء على المصااالحة وليس إيقا
التنفيذ في عدة أمور ،منها بخنو-أي االنقضا ا ا اااء -يعني للمجتمع وللمتهم على الس ا ا ا اواء ويختلف عن إيقا
نسا ا ا ا ا اايان المجتمع للجريمة واعتبار كخن لم تكن ومحو اثارها وبذلك تسا ا ا ا ا ااقا كافة العقوبات الجزائية المقررة
بالنص المؤثم للجريمة أيا كانت تلك العقوبة كالمصا ا ا ا ا ااادرة وغيرها حيث يتعين بالمصا ا ا ا ا ااالحة رد األةا ا ا ا ا ااياء
المض ا اايوطة ،كذلك يس ا ااقا الغلق ودفع قيمة ما أتلف وما إلى ذلك-إذا كان قد ورد كعقوبة جزائية يتعين أو
يجوز الحكم يها ،كما أنو باالنقضاااء المترتب على المصااالحة ال تحتسااب الواقعة عند النظر في العود ،وال
تدون بصااحيفة الس اوايق القضااائية وال تخثير لها على أهلية المتهم( ،)1فز تعد المصااالحة حكما باإلدانة ،يل
إن المتصالح خضع لجزاءات إدارية يدالا من الجزاءات الجنائية(.)2
ولنا أن نتسا ا ا ا اااءل عن عدد المرات التي يمكن أن يسا ا ا ا ااتفيد فيها مرتكب الجريمة الجمركية من إجراء
المصالحة مع إدارة الجمارك
لقد خلت القوانين المقارنة محل الد ارسا ا ا ا ا ا ااة من النص على إجابة لهذا التسا ا ا ا ا ا اااؤل ،وبذلك تكون هذه
التة ا ا اريعات قد أجازت من حيث الميدأ إجراء المصاا ااالحة مع المخالف دون نظر إلى س ا ا اوابقو فيما إذا كان
من معتادي مخالفة القانون الجمركي أم ال ،اسا ا
اتنادا إلى السااياسااة االقتصااادية العقايية التي تينى في المقام
األول على األس اااس النفعي ،الذي يحقق مص ااالح الدولة المالية ،فبالنس اابة لقانون الجمارك الجزائري لم يثر
هذا األمر ،وهو ما اعتيره الدكتور :سيييعيد يوسيييف محمد يوسيييف ،نقص فيو ،ومن غير المنطقي أن يبقى
األمر يهذه المرونة والطزقة ،ألن من ةخن ذلك إزالة الصفة الردعية لقانون الجمارك(.)3
أما بالنسا اابة لقانون الجمارك الفرنسا ااي ،فلم يمنع إجراء المص ااالحة في حالة عود ،يل رتب على ذلك
في حالة ارتكاب جريمة خزل خمس ساانوات من إجراء المصااالحة أو الحكم باإلدانة التي أصاابحت نهائية،
تماما على القانون الجمركي ()4
جريمة جديدة ،مضاعفة الحد األقصى للغرامات المفروضة ،وهو ما ينطيق ا
المصري الذي لم يمنع المصالحة الجمركية في حالة العود يل رتب على ذلك مضاعفة مقايل التصالح(.)5
319
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ومع ذلك فالممارسة اإلدارية في فرنسا تحد من نطاق المصالحة فيما يتعلق بالمجرمين العائدين(.)1
وعليو فالباحث يدعو المة ا ا اارع الجزائري إلى جعل المص ا ا ااالحة أول مرة مانعة إلجرائها مرة أخرع إذا
()1
- Rozenn CREN, Op-Cit, p 264.
( -)2محمد سزمة يني طو ،المرجع السايق ،ص .312
( -)3رياض مفتائ ،المرجع السايق ،ص .440
"-الحكم الحائز لقوة الةا ا ا ا اايء المقضا ا ا ا ااي بو هو الحكم البات ،الذي لم يعد قابزا للطعن فيو بطرق الطعن وهي المعارضا ا ا ا ااة
قانونا دون أن يستعمل المحكوم عليو موما لفوات ميعاد الطعن المنصوص عليو ا واالستئنا والنقض ،ويعتير الحكم كذلك ع ا
حقو في الطعن ،أو الس ا ا ااتنفاذ طرق الطعن ،وبص ا ا اايرورة الحكم باتاا يقال إن الدعوع العمومية انقض ا ا اات وال يجوز إثارتها من
جديد ،وهذا ما يساامى بقوة االمر المقض ااي بو ،أي أن الحكم البات أصاابح حجة على الكافة بالنساابة للمتهم وبالنساابة للواقعة
التي صدر فيها" ،عادل عيد العال إيراهيم خراةي ،المرجع السايق ،ص .114
()4
- Fatiha NAAR, Op-Cit, pp 227-228.
()5
- Rozenn CREN, Op-Cit, p 270.
( -)6أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص ،230
يونس النهاري ،المرجع السايق ،ص .91
()7
- Cass. Crim7. mars 1984, n° 83-91574. On me réfère à: Matthieu HY, Op-Cit.
()8
- Rozenn CREN, IBID, pp 268-269.
320
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
()1
تماما عن تلك
بة ااخنها ،وبطييعة الحال ،فاألمر نفس ااو إذا كانت الوقائع التي تم التص ااالح بة ااخنها مختلفة ا
ائيا(.)2
التي تمت المتابعة بةخنها جز ا
ويثور التس اااؤل في حالة إذا تيين بعد إيرام المص ااالحة أن الجريمة الجمركية كانت أكثر جس ااامة مما
تمت على أساسو المصالحة
الوقائع تثيت أن الغش المقتر أكير قض ا اات الغرفة الجزائية بمحكمة النقض الفرنس ا ااية أن اكتة ا ااا
المتابعة ،يل يجب أن تكون الوقائع متعلقة يجريمة مقدر يوم إجراء المصا ا ااالحة ال يتيح اسا ا ااتئنا
مما كان اا
منفص ا االة ،والتي تس ا اامح بمتابعات قض ا ااائية جديدة ،لكن وجود مص ا ااالحة نهائية منفذه يترتب عليو انقض ا اااء
()1
- Cass. Crim12. Juin 2014, n° 13-83390; Cass. Crim10. décembre 1998, n° 98-80553, On me réfère à:
Matthieu HY, Op-Cit.
()2
- Cass. Crim.3 juin 1991, n° 90-83141, IBID.
()3
- Cass. Crim.3 mars 1951, Doc. Cont, n°961, Rozenn CREN, IBID, p 270.
( -)4أحسن يوسقيعة ،نفس المرجع ،ص .232
( -)5جيزلي عيد الحق ،المرجع السايق ،ص ص .412-411
( -)6محمد سزمة يني طو ،المرجع السايق ،ص .311
( -)7يحي إيراهيم علي ،المرجع السايق ،ص .29
( -)8نقض رقم ،2370جلسة 6ديسمير ،1988س ق ،56أحكام النقض ،المكتب الفني ،جنائي ،السنة ،39ص .1223
( -)9محمد صزئ السيد ،المرجع السايق ،ص .121
321
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الدعوع العمومية والجبائية وتمحو جميع اثار الجريمة مالم يصدر حكم بات-باستثناء المصالحة في جرائم
التهريب الجمركي في القانون المصا ااري فهي جائزة حتى بعد صا اادور حكم بات ،األمر الذي سااانتناولو فيما
يلي:
ب-بعد صدور حكم نهائ
ال تجوز المص ااالحة بعد ص اادور حكم قض ااائي نهائي سا اواء بالنس اابة للتةا اريع الجمركي الجزائري وال
الفرنساي ،ال بالنسابة للعقوبات الجبائية أو العقوبات ذات الطابع الجزائي ،وكذلك بالنسابة للتساريع الجمركي
المص ااري فيما يتعلق حص ا اا
ار بالمخالفات الجمركية ،أما بالنس اابة لجرائم التهريب الجمركي فقد أجازت المادة
124من ق ج م إجراء التصالح بةخنها حتى بعد صدور حكم بات( ،)1مقايل اداء ميلغ التعويض كامزا.
ويترتب عدة اثار على المصالحة الجمركية بعد صدور الحكم البات ،يمكن إجمالها في:
-1وقف تنفي العقوبة :يترتب على المصااالحة الجمركية سااقوط حق الدولة في العقاب ،فإذا كانت
قيل صا ا اادور حكم بات في الدعوع العمومية فإنو يؤدي إلى انقضا ا ااائها-كما سا ا اايق ييانو-أما إذا كانت بعد
ص ا ا ا اادور الحكم البات فإن المس ا ا ا ااخلة تدق ،ومرد ذلك أنو بعد ص ا ا ا اادور هذا الحكم تس ا ا ا ااتقر المراكز القانونية
ألطرافو(.)2
وقد نص ا ا ا اات المادة 5-124من ق ج م على أن تخمر النيابة العامة يوقف تنفيذ العقوبة الجزائية إذا
تم التصالح أثناء تنفيذها ولو كان الحكم بات(.)3
وال يراد يوقف تنفيااذ العقوبااة مجرد عاادم تنفيااذهااا ،وانمااا يعني إلغاااء مااا تم تنفيااذه منهااا رغم أنااو تم
احيحا( ،)4وهذا الوقف يقع بقوة القانون اأيا كانت عقوبة الحبس المحكوم يها ،وال يةا ااترط أية ةا ااروط في صا ا ا
المحكوم عليو لسا ا اريان وقف التنفيذ سا ا اواء ما تعلق منها بخخزقو أم سا ا اوابقو أم س ا اانو ،وية ا اامل وقف التنفيذ
()5
وهكذا قضا اات العقوبة الجزائية وهي الحبس والغرامة والمصا ااادرة وكذلك كافة ارثار المترتبة على الحكم
( -)1أجازت بعض التةاريعات المقارنة على غرار المةارع المصاري فيما يتعلق يجرائم التهريب الجمركي ،إجراء التصاالح بعد
ص ا ا اادور حكم نهائي ،منها التةا ا ا اريع الجمركي المغربي ينص الفص ا ا اال 273من مدونة الجمارك والضا ا ا ارائب غير المباةا ا ا ارة
المص ااادق عليها بالظهير الةا اريف بمثابة قانون رقم 1-77-399يتاريخ 9أكتوبر ،1977المعدل والمتمم بمقتض ااى القانون
رقم ،99-02المص ااادق عليو بالظهير الةا اريف رقم 222-00-1المؤرخ في 5جوان ،2000و التةا اريع الجمركي التونس ااي
ينص الفص ا ا ا ا اال 322من قانون عدد 34لس ا ا ا ا اانة ،2008مؤرخ في 2جوان ،2008يتعلق يإص ا ا ا ا اادار مجلة الديوانو ،الرائد
الرسمي للجمهورية التونسية ،عدد ،47السنة ،151صادر في 10جوان ،2008ص ص .2152-2100
( -)2طو أحمد عيد العليم ،المرةد في الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو وأحكام القضاء ،...المرجع السايق ،ص .244
( -)3المادة 5-214من ق ج م ،معدلة بالقانون رقم 95لسنة ،2005المرجع السايق.
( -)4فايز السيد اللمساوع ،أةر فايز اللمساوع ،المرجع السايق ،ص .218
( -)5عيد الفتائ مراد ،المرجع السايق ،ص .105
322
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
(" -)1مؤدع نص المادة 124من ق ج م أن لمصا ا االحة الجمارك التصا ا ااالح مع المتهم في جرائم التهريب الجمركي في جميع
األحوال سواء تم التصالح في أثناء نظر الدعوع أمام المحكمة أو بعد الفصل فيها بحكم بات ،ويترتب عليو انقضاء الدعوع
الجنائية ،أو وقف تنفيذ العقوبة حسا ا ا ا ا ا ااب األحوال ،فالصا ا ا ا ا ا االح يعد بمثابة نزول من الهيئة االجتماعية عن حقها في الدعوع
الجنائية مقايل الجعل الذي قام عليو الصلح ،ويحدث أثره بقوة القانون ،مما يقتضي من المحكمة إذا ما تم التصالح في أثناء
وجوبا وقف
ا نظر الدعوع أن تحكم بانقضاء الدعوع الجنائية ،أما إذا تراخى إلى ما بعد الفصل في الدعوع فإنو يترتب عليو
تنفيذ العقوبة الجنائية المقضاي يها" ،نقض رقم ،2370جلساة 6ديسامير ،1988س ق ،56أحكام النقض ،المكتب الفني،
جنائي ،السنة ،39ص .1223
( -)2عيد الفتائ مراد،نفس المرجع،ص ص ،106-105فايز الس ا اايد اللمس ا اااوي،أة ا اار فايز اللمس ا اااوي،نفس المرجع،ص ص
.219-218
323
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1طو أحمد محمد عيد العليم ،الصلح الجنائي في القانون المصري طبقا رخر تعديزتو ،المرجع السايق ،ص .567
( -)2فايز السيد اللمساوع ،أةر فايز اللمساوع ،المرجع السايق ،ص .219
)3(- Michel Boitard, La transaction pénale en droit Française, Revue de science criminelle et de droit
pénal, compare, paris,Tome 6 , n° 2-3 , 1941, p 176.
( -)4أحمد فتحي سا ا اارور ،الجرائم الض ا ا ارييية والنقدية ،مكتبة النهضا ا ااة المص ا ا ارية ،1960 ،ص ، 272نقز عن :طو أحمد
محمد عيد العليم ،نفس المرجع ،ص .569
( -)5نفس المرجع ،ص .219
( -)6مجدي فتحي حسين مصطفى نجم ،المرجع السايق ،ص .135
( -)7سعادنة العيد العايش ،المرجع السايق ،ص .53
( -)8مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص ص .145-144
( -)9المادة 119من ق ج م المعدلة بالقانون رقم 160لسنة ،2000المرجع السايق.
324
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
قانونا
مقيدة في هذا الخصا ااوص ،ومع هذا ال يصا ااح أن تتجاوز مقايل المصا ااالحة العقوبات المالية المقررة ا
وال تقل عن الض ا ا ا ا ا ا ارائب المتهرب منها( ،)1وتراعي اإلدارة الجمركية في تحديد مقايل المصا ا ا ا ا ا ااالحة ،خطورة
الجريمة وجسامتها والضرر الناتج عنها وكمية البضائع المهربة والوضع المالي للمخالف وسوابقو(.)2
كما قد تتضا ا ا اامن المصا ا ا ااالحة كما سا ا ا اايق ذكره ،رد األةا ا ا ااياء المحجوزة لصا ا ا اااحيها من طر اإلدارة
الجمركية دون أن يعفيو ذلك من دفع الحقوق والرس ا ااوم الواجبة التس ا ااديد( ،)3طبقا لنص المواد 336 :مكرر
من ق ج ج المعادلاة باالقاانون رقم ،04-17والماادة 124من ق ج م ،المعادلاة باالقاانون رقم 95لسا ا ا ا ا ا اانة
المعدلة بالقانون رقم 1918-2016المؤرخ في 29ديسمير.2016 ،2005والمادة 352من ق ج
وهنا تثور الصعوبة فيما لو امتنع المتهم عن تنفيذ التزاماتو بسداد مقايل المصالحة أو ماطل في ذلك
الرأي الراجح أنو في حالة صاادور أمر بالحفظ أو حكم غير بات في الدعوع ،ففي هذه الحالة يجوز
للنيابة العامة-إذا ما رأت العدول عن أمر الحفظ -تقديم الدعوع للمحكمة دون أس ا ا ا ا ااباب محددة ،مالم تكن
الدعوع العمومية قد انقض ا ا اات بمض ا ا ااي المدة ،كما يجوز إلدارة الجمارك الطعن في الحكم غير البات أمام
المحكمة المختصة ،والدفع أمامها يبطزن المصالحة لتختلف أحد ةروطها ،وهو أداء مقايل المصالحة(،)4
أما في حالة صدور أمر بخال وجو للمتابعة أو حكم بات في الدعوع العمومية ،فز تملك اإلدارة المتصالحة
مع مرتكب الجريمة الطعن في المصا ا ا ا ااالحة أو الرجوع فيها ،وال يكون أمامها سا ا ا ا ااوع اللجوء إلى القضا ا ا ا اااء
المدني إلجبار المتهم على تنفيذ التزامو مع التعويض عما أص ااايها من ض اارر إن كان لو محل ،وعلة ذلك
أن حجية الحكم الجزائي أو األمر بخال وجو للمتابعة تمنع من تحريك الدعوع العمومية أو مباة ا ا ا ا ا ا ارتها مرة
أخرع قيل المتهم ،إذ أن حجية األحكام تعلو على النظام العام ،ولتفادي هذا اإلةا ا ا ا ا ا ااكال ،عادة ما يجري
العمل على أن المتهم ال يحصل على ما يثيت المصالحة الجمركية إال بعد أداء مقايل المصالحة(.)5
-IIأثر المصالحة عل الغير
يرع األسا ا ا ا ااتاذ Gassin Rأن المصا ا ا ا ااالحة في المواد الجزائية محكومة بقاعدتين هامتين ،أولهما :أن
المصا ااالحة الجزائية ال تحقق فائدة للغير ،وثانيهما :عدم إض ا ارار المصا ااالحة بالغير( ،)6وسا اانتناول فيما يلي
اثار المصالحة الجزائية في الجرائم الجمركية على الغير في إطار هاتين القاعدتين:
-1ال ينتفع الغير بالمصالحة الجمركية
( -)1أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .237
( -)2ميلود دريسي ،المرجع السايق ،ص .221
( -)3سعادنة العيد العايش ،نفس المرجع ،ص .53
( -)4طو أحمد محمد عيد العليم ،الصالح الجنائي في القانون المصاري طبقا رخر تعديزتو ،المرجع الساايق ،ص ص -577
.578
( -)5نفس المرجع ،ص .578
( -)6محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص .279
325
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
المقصود بالمسؤول الغير في المجال الجمركي هو كل ةخص لم يتصالح مع اإلدارة بالرغم من أن
الدعوع العمومية تةملو أو تعنيو ،مثل الفاعلون ارخرون ،الةركاء ،المسؤولين المدنيين والضامنون(:)1
أ-الفاعلون اآلخرون والشيييييركا :تكاد تجمع وتتفق جل التةا ا ا اريعات الجمركية والجزائية التي تجيز
المص ااالحة الجزائية بما فيها التةا اريعات المقارنة محل الد ارس ااة في حص اار اثار هذه األخيرة فيمن يتص ااالح
مع اإلدارة الجمركية وحده وال يمتد أثرها للفاعلين ارخرين أو الةركاء في نفس الجريمة(.)2
وبما أن أثر المصا ا ا ا ا ا االحة يقتص ا ا ا ا ا اار فقا على أطرافو ،وال يحقق فائدة للغير وال يض ا ا ا ا ا ااار الغير بو،
حاجز أمام إمكانية متابعة النيابة العامة األةا ا ا ا ااخاص
اا فالمصا ا ا ا ااالحة التي تتم مع أحد المخالفين ال تةا ا ا ا ااكل
ارخرين الذين ساهموا معو في ارتكاب الجريمة أو ةاركوا في اقترافها( ،)3وهذا ما قضت بو المحكمة العليا
في قرار صدر يتاريخ 22ديسمير.)4(1997
وهو نفس االتجاه الذي استقر عليو القضاء الفرنسي منذ القرار الصادر عن محكمة النقض في 26
قضااى يإسااقاط الدعوع العمومية بالنساابة أوت 1920الذي ألغت بموجبو قرار صاادر عن محكمة اسااتئنا
للمتهم المتصا ا ا ا ااالح وغيره من المتهمين ارخرين المتابعين من أجل التهرب من أداء الرسا ا ا ا ااوم الجمركية(،)5
وكذلك القرار الصااادر عن ذات المحكمة يتاريخ 8ديساامير ،1971والذي أكد عدم إفادة المتهمين ارخرين
سا ا ا ا اواء كانوا فاعلين أو ة ا ا ا ااركاء من إجراء المص ا ا ا ااالحة ،وامكانية متابعتهم ،والذين يظلون مس ا ا ا ااؤولين عن
التعويض الكامل عن الضرر(.)6
خزصااة القول أن المصااالحة الجمركية ينحصاار أثرها فيما يخص انقضاااء الدعوع العمومية بالنساابة
للمتصالحين وحدهم دون أن يمتد إلى غيرهم غير المتصالحين سواء كانوا فاعلين أصليين أو ةركاء.
326
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
وقد أثير التساااؤل ،في المجال الجمركي ،حول إذا ما كان على القضاااء عند تقدير الجزاءات المالية
أن يخخذ بعين االعتبار ما دفعو المتهم المتصا ااالح ،أم أنو يقضا ااي على باقي المتهمين دون خصا اام حصا ااة
المتهم المتصالح مع اإلدارة
أجاب القضاء الفرنسي على هذا التساؤل في عدة مناسبات ،بقولو :على الفاعلين ارخرين والةركاء
ولإلدارة عند تحصاايل ()1
دفع الجزاءات المالية كاملة بالتضااامن فيما يينهم يدون خصاام حصااة المتصااالحين
العقوبات المالية أن تخص اام المبالغ التي س اايق أن حص االت عليها من المتهم المتص ااالح معها ،وأكدت ذلك
في ق اررين الحقين لمحكمة النقض ،األول ص ا ا اادر في 26نوفمير 1964في قض ا ا ااية س ا ا االمون ،)2(Salmon
وبالثاني صدر في 8ديسمير 1972في قضية يورليق.)3( Burleigh
وهكذا استقر القضاء الفرنسي على ميدأين(:)4
-المبدأ األو :هو أن المص ا ا ا ا ااالحة الجمركية ال يس ا ا ا ا ااتفيد منها إال من كان طرافا فيها وال يمكن أن
تةكل عائاقا أمام متابعة األةخاص ارخرين فاعلين كانوا أم ةركاء.
-المبدأ الثان :وهو أن المص ا ا ا ا ا ااالحة ال تؤخذ بعين االعتبار عند تحديد العقوبات المالية للمتهمين
غير المتصا ا ااالحين ،فعلى جهات الحكم أن تقضا ا ااي عليهم بكامل الجزءات المالية المقررة للفعل المنسا ا ااوب
إليهم ،أي من دون خصم الميلغ الذي دفعو الطر المتصالح مع اإلدارة.
األمر الذي من ة ا ااخنو أن يؤدي إلى نتائج غير مقيولة ،تتمثل في حص ا ااول إدارة الجمارك على ميلغ
قانونا ،تطييقا للميدأ المقرر ينص المادة 227من ق م ج ،والمادة 1210من ق
مقرر ايفوق بكثير ما هو اا
م ،والمادة 227من ق م م.
ولهذا فمن الناحية العملية ،تحصا اار إدارة الجمارك تنفيذ العقوبات في تحصا اايل الجزاءات المالية بعد
ونظر لتطايق التة ا ا ا اريع الجزائري
اا خصا ا ا اام القسا ا ا ااا الذي يدفعو المتهمون المتصا ا ا ااالحون مع إدارة الجمارك،
()1
- Cass. Crim 6-7-1954: Doc.cont, 1096 . مةار إليو لدع :أحسن يوسقيعة ،نفس المرجع ،ص.244
( " -)2إن المص ا ا ا ااالحة التي تمنحها إدارة الجمارك تؤدي إلى انقض ا ا ا اااء الدعوع العمومية غير أنو ال يس ا ا ا ااتفيد منو إال مرتكب
المخالفة التي تصا ااالح معها وال يمكن لهذا االنقضا اااء أن يحد من ميدأ مباة ا ارة الدعوع العمومية وال من مداها بالنسا اابة لباقي
الفاعلين أو الةركاء الذين يظلون ملزمين بموجب التضامن بالتعويض الكامل للضرر الذي لحق بالخزينة "،
-Cass. Crim. 26-11-1964: Bull. Crim, n°314, نقزا عن :أحسن يوسقيعة ،نفس المرجع ،ص .245
( " -)3بما أن المتهمين غير مرتبطين يواجب التضامن فإن المصالحة التي تمنحها إدارة الجمارك ألحدهما ينحصر أثرها في
الةخص المتصالح معها وال ينصر إلى األةخاص ارخرين وال يمكن للمصالحة أن تحد من ميدأ مباةرة الدعوع العمومية
أو من مداها يخص ا ا ا ا ااوص المتهمين ارخرين أو الة ا ا ا ا ااركاء الذين يظلون ملزمين بالتعويض الكامل عن الض ا ا ا ا اارر الذي لحق
بالخزينة " Crim 8-12-1971: D. 1972. Somm.36 et JCP, 37, II, 17516, note P. N ،مةا ااار إليو لدع :أحسا اان يوسا ااقيعة،
نفس المرجع ،ص .246
( -)4نفس المرجع ،ص .246
327
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
والفرنس ا ا ااي فالراجح أنو لو عرض ا ا اات مثل هذه القض ا ا ااايا على القض ا ا اااء الجزائري ألخذ بما أخذ بو القض ا ا اااء
الفرنسا ااي( ،)1أما المةا اارع المصا ااري فلم يواجو مثل هذا الفرض ،إال أن الرأي الراجح في الفقو المصا ااري(،)2
يرع بخنو يتعين إلزام المتهمين الذين لم يكونوا طرافا في المصالحة بخداء ميلغ الغرامة كلو بطريق التضامن،
مع خصاام الميلغ الذي يخص المتهم الذي كان طرافا في المصااالحة( ،)3تخسااي اس اا على أن مقايل المصااالحة
واحد ال يتعدد يتعدد الجناة ،حيث أنهم يكونوا متضا ا ا ااامنين في الوفاء بو ،فإذا أداه أحدهم كامزا سا ا ا ااقا عن
الباقين ،وهذا ما يتزءم مع وحدة الواقعة أو الجريمة وميدأ عينية الطلب المتنازل عنو بالتصالح(.)4
واذا كانت القاعدة في المص ا ا ااالحة الجمركية أال ينتفع يها الغير ،فلقد أورد عليها القض ا ا اااء الفرنس ا ا ااي
اسا ا ااتثناءين أولهما :هو عدم جواز حصا ا ااول إدارة الجمارك على ميلغ يفوق قيمة الجزاءات المالية المحددة
قانونا ،وبالتالي يتعين على إدارة الجمارك خص اام حص ااة المخالف المتص ااالح معها عند تحص اايل الجزاءات ا
المالية المحكوم يها على الفاعلين ارخرين والةا ا ا ا ا ا ااركاء ،وثانيهما :إذا كان الطر المتص ا ا ا ا ا ا ااالح مع إدارة
الجمارك وكيزا أو ممثزا لباقي المخالفين وكانت المصالحة تخدم مصالحهم جاز لهم أن يستفيدوا منها(.)5
وهكذا قضي بخن الةريك يستفيد من المصالحة التي أجراها مرتكب المخالفة مع إدارة الجمارك ودفع
إثرها يدل المصااالح باساامو وباساام ةاريكو ،مع إمكانية رجوع الطر المتصااالح مع اإلدارة على ةاريكو وفاقا
لقواعد القانون العام لسا ااداد نص ا اف الميلغ الذي دفعو لإلدارة على س ااييل المص ااالحة( ،)6وقضاااي أيضاااا بخن
المص ا ااالحة التي أيرمها الناقل يس ا ااتفيد منها ص ا اااحب البض ا اااعة متى كانت نافعة لو وتخدم مص ا ااالحو ،وأن
المصالحة التي عقدها الوكيل لدع الجمارك يستفيد منها موكلو متى كانت ترعى مصالحو(.)7
ب-المس ولون مدنيا والضامنون:
328
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
()1
- Rozenn CREN, Op-Cit, p 272.
()5
- IBID.
( -)6ميلود دريسي ،المرجع السايق ،ص .222
( -)7علي أحمد صالح ،المرجع السباق ،ص .192
( -)8أحسن يوسقيعة ،المنازعات الجمركية ،المرجع السايق ،ص .288
( -)9سعادنة العيد العايش ،المرجع السايق ،ص .54
329
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الجرائم االقتصا ا ا ااادية ،وأيرز نماذجها الجريمة الجمركية ،يل وتكاد تتطايق في العديد من إجراءاتها واثارها،
وذلك ليس باعتبارها س ا اايب من األس ا ااباب الخاص ا ااة النقض ا اااء الدعوع العمومية فحس ا ااب ،يل كيديل عنها،
السيما إذا تمت قيل تحريك الدعوع العمومية ،لما تحققو من بساطة وسرعة في حسم المنازعات الجمركية
عن اللجوء للقضا ا ا اااء في الغالب ،بما يوفر الجهد والمال والوقت ،للمتقاضا ا ا ااي وغيرها ،فهي تغني األط ار
والقضاء على حد السواء ،فهي يديل فعلي وفعال في حل أزمة العدالة الجزائية.
330
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ثم أصاادر المةاارع الفرنسااي قانون رقم 5-72المؤرخ في 3جانفي ،)1(1972لمواجهة العيوب التي
تكةا اافت عن تطييق نظام الغرامات الجزافية وغرامات التسا ااوية-الصا االح ،)2(-حيث أنو في عام 1968في
باريس ،تم دفع % 56فقا من غرامات التسااوية ،مما تساايب في ارتفاع عدد قضااايا المخالفات أمام محاكم
اليوليس ،باإلضا ا ااافة إلى ذلك فقد فضا ا اال عدد كيير من المخالفين إجراء المحاكمة( ،)3وهي األسا ا ااباب التي
دفعت المةاارع الفرنسااي إللغاء نظام ،L'amende de compositionواسااتيدالو ينظام األمر الجزائي ،إال أنو
أبقى بموجب هذا القانون على نظام الغرامة الجزافية(.)4
وأض ا اايف إلى هذا اإلجراء فيما بعد إجراء التعويض الجزافي ،L'indemnité Forfaitaireوالذي أدرج
في قانون اإلجراءات الجزائية الفرنس ا ااي بموجب القانون رقم 1407-85المؤرخ في 30ديس ا اامير،)5(1985
المخصص لبعض الجرائم في مجال خدمات النقل اليري العام(.)6
ينص المااادة 59من القااانون رقم كمااا ألغى المةا ا ا ا ا ا اارع الفرنسا ا ا ا ا ا ااي المااادة 1-1-41من ق.إ.ج.
222-2019المؤرخ في 23مارس 2019بةا ا ااخن اليرمجة 2022-2018واصا ا اازئ العدالة ،والتي كانت
تنص على غرامة المصالحة L'amende transactionnelleالتي يجريها ضابا الةرطة القضائية(.)7
وعليو فالمةا اارع الجزائري تينى نظام الغرامة الج ازفية من المةا اارع الفرنسا ااي( ،)8لكنو أطلق عليو اسا اام
غرامة الص االح التي يفترض أن يقايلها نظام L'amende de compositionالذي كان قد تخلى عنو المة اارع
الفرنس ا ااي كما س ا اايق ييانو ،وبذلك يكون المة ا اارع الجزائري قد تينى النظام الجديد مع اإلبقاء على التس ا اامية
()9
والتي ترجمها إلى غرامة التصا ااالح وهي في الحقيقة تسا اامية خاطئة القديمةL'amende de composition
ٍ
حينئذ بمثابة قرار قضا ا ا ا ا ااائي باإلدانة) ،أو عدم دفعها ( يسا ا ا ا ا ااتدعي المعني أمام محكمة خياران :إما دفع الغرامة (كان القرار
اليوليس).
-Xavier ANONIN, La spécialité contraventionnelle en matière pénale, Thèse pour le doctorat en droit, Université
de Aix-Marseille France, Faculté de droit et de science, politique, 2018, p230.
()1
- Loi n° 72-5, du 3 Janvier 1972, tendant à simplifier la procédure applicable en matière de contraventions (1),
JORF n° 3-104 e année-, du 5 janvier 1972, p 153.
( -)2أمين مصطفى محمد ،انقضاء الدعوع الجنائية بالصلح في قانون اإلجراءات الجنائية ،المرجع السايق ،ص .65
()3
- Xavier ANONIN, Op-Cit, p 230.
( -)4أمين مصطفى محمد ،انقضاء الدعوع الجنائية بالصلح وفقا ألحكام القانون رقم 174لسنة 1998يتعديل بعض أحكام
قانون اإلجراءات الجنائية ،...المرجع السايق ،ص.65
()5
- loi n° 85-1407 du 30 Décembre 1985, portant diverses dispositions de procédure pénale et de droit pénale (1),
JORF n° 303-117 e année-, du 30 et 31 décembre 1985, p 15509.
()6
- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, P 865.
()7
- L'article 41-1-1, CPPF, Abrogé par loi n° 2019-222, du 23 mars 2019-art. 59, de programmation 2018-222 et
de réforme pour la justice (1), JORF n° 0071, du 24 mars 2019.
( -)8ينص المةا اارع الفرنسا ااي في قانون اإلجراءات الجزائية الحالي على الغرامة الجزافية ،في الفصا اال الثاني مكرر من الباب
الثالث من الكتاب الثاني تحت عنوان " :من إجراء الغرامة الجزافية ." De La procédure de l'amende forfaitaire
( -)9داود زمورة ،المرجع السايق ،ص ص .178-177
331
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ألن الصحيح هو غرامة التسوية ثم نص على الغرامة الجزافية ،ينص المادة 392من ق إ ج ج.
ولما كانت أغلب التةاريعات المقارنة تخخذ ينظام المصااالحة الجزائية في الجرائم التنظيمية ،فالتةاريع
الفرنس ا ااي هو ارخر نظم ص ا ااورة هذه المص ا ااالحة في بعض نص ا ااوص القوانين التنظيمية يل وتوس ا ااع فيها،
كقطاع النقل بالسا ا ا ا ا ا ااكك الحديدية ،وقطاع الصا ا ا ا ا ا اايد والمياه العذبة ،وجرائم الغابات ،وحماية الييئة ،وجرائم
االتصاااالت واليريد وغيرها ،كما نجد باإلضااافة إلى هذه المجاالت كما ساايق ذكره ،تطييق اخر للمص االحة
عن طريق الغرامة الجزافية في المخالفات(.)1
وكذلك نجد المةرع المصري تينى نظام التصالح في المخالفات في الفصل الثالث الموسوم يا ا ا ا ا " في
انقض اااء الدعوع الجنائية " ،من الباب األول الوارد تحت عنوان " في الدعوع الجنائية " ،من الكتاب األول
مكرر المضافة بالقانون رقم
اا وتحديدا ينص المادة 18
ا " في الدعوع الجنائية وجمع االستدالالت والتحقيق"،
174لسنة ،1998والمعدلة بالقانون رقم 74سنة ،2007والتي تجيز إجراء الغرامة التصالحية والتصالح
الجزائي.
وعليو ،فالتةا ا ا اريعات المقارنة محل الد ارس ا ا ااة تتفق على األخذ ينظام المص ا ا ااالحة الجزائية في الجرائم
مجاالت تطييقها ،إذ تتسا ا ا ا ااع في القانون الفرنسا ا ا ا ااي ،وبدرجة أقل المصا ا ا ا ااري وبعدها التنظيمية مع اختز
الجزائري.
وبناء على ما س ا ا ا ا ا اايق ،فالمص ا ا ا ا ا ااالحة في مواد المخالفات التنظيمية تخخذ ص ا ا ا ا ا ااورتين :تتعلق األولى
بمخالفات القانون العام البسيطة (الفرع األول) ،والثانية تتمثل في الغرامة الجزافية (الفرع الثاني).
الفرع األو :هرامة الصلح
يمكن تعريف غرامة الصا االح بخنها " :قرار قضا ااائي يص اادره عض ااو النيابة العامة المختص في جرائم
يناءا على االطزع على األوراق دون حضور الخصوم ،خزل الميعاد المحدد ا
قانونا "(.)2 معينة ،وذلك ا
وعلى الرغم من أن نظام غرامة الصا ا ا ا االح يتعارض مع بعض المبادئ األسا ا ا ا اااسا ا ا ا ااية في المحاكمات
الجزائية ،كالة ا ا اافوية والعزنية والمواجهة ،ويتعارض مع ميدأ الفص ا ا اال يين س ا ا االطتي االتهام والحكم ،إال أنو
يحقق فوائد عملية كييرة ،كما أن ثمة جرائم قليلة الةا ا ا ا ا ا ااخن تعد الغرامة في حدود معينة كافية لردع العامة
وزجر الجاني فضز عن توفير وقت قضاه الحكم(.)3
وقيل ييان أحكام المصااالحة في مخالفات القانون العام البساايطة ،نذكر أن د ارسااتنا لهذه الصااورة من
332
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
المصا ااالحة يقتصا اار على التة ا اريعين الجزائري والمصا ااري ،اا
نظر ألن المةا اارع الفرنسا ااي قد تخلى عن نظام
،L'amende de compositionوألغى غرامة المصا ااالحة ،L'amende transactionnelleيإلغائو نص المادة
،كما سيق ييانو. 1-1-41من ق إ ج
ايتداء إلى الةروط الموضوعية ولإللمام باألحكام القانونية لهذه الصورة من المصالحة فإننا سنتطرق
ا
ثانيا ،وصوالا إلى ارثار المترتبة عنها-ثالثاا
لتطييقها-أوالا ،-ثم ةروطها االجرائية (إجراءاتها) -ا
أوال :الشروط الموضوعية لغرامة الصلح و أطرافها
نص المةا ا اارع الجزائري على غرامة الصا ا االح L'amende de compositionونظم أحكامها في المواد
من 381إلى 391من ق إ ج ج ،أما المةاارع المصااري فنص على الغرامة التصااالحية في صااورة تصااالح
المتهم بمخالفة أو جنحة معاقب عليها بالغرامة فقا أو بالحبس الجوازي الذي ال يزيد حده األقصا ا ا ا ااى على
مكرر من ق إ ج م.
اا ستة أةهر ،في نص المادة 18
وباسا ا ااتقراء نصا ا ااوص هذه المواد ،نجد أن المصا ا ااالحة في مخالفات القانون العام البسا ا اايطة تخضا ا ااع
لةروط موضوعية تتعلق بطييعة الجريمة محل المصالحة الجزائية ،وبعضها ارخر يتعلق بخطرافها.
-Iالشروط المرتبطة بالجريمة محل المصالحة
األص ا ا اال في التةا ا ا اريع الجزائري أن كل مخالفات القانون العام البس ا ا اايطة يجوز تس ا ا ااويتها عن طريق
غرامة المص ا ا ا ا ااالحة( ،)1فنص المادة 381من ق إ ج ج " :قيل كل تكليف بالحض ا ا ا ا ااور أمام المحكمة يقوم
()2
يتسا ا ا ا ا اام بالعمومية عضا ا ا ا ا ااو النيابة العامة المحال عليو محضا ا ا ا ا اار مثيت لمخالفة يإخطار المخالف "...
جميعا كخصا اال عام
ا فمصا ااطلح "مخالفة " ورد على إطزقو ،فالمةا اارع حدد النوع األدنى من الجرائم فخدرجها
ضمن حق المخالف في المصالحة ،ونقصد يها المخالفات(.)3
()4
أوردت عدة استثناءات على هذه القاعدة تتمثل في: غير أن المادة 391من ق إ ج ج
-1إذا كانت المخالفة المحرر عنها المحضر تعرض فاعلها لجزاء غير الجزائي المالي أو لتعويض
األضرار الزحقة باألةخاص أو األةياء أو لعقوبات تتعلق بالعود.
-2إذا كان ثمة تحقيق قضائي.
-3إذا أثيت محضر واحد بالنسبة لمتهم واحد أكثر من مخالفين.
-4في األحوال التي ينص فيها تةريع خاص على استبعاد إجراء غرامة الصلح.
وهي الحاالت التي ال يجوز فيها اللجوء إلى غرامة الص االح ،وباس ااتقراء هذه الة ااروط يتيين ص ااعوبة
333
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
إن لم نقل استحالة تطييق هذه الصورة من المصالحة ،وذلك ألن المةرع الجزائري وضع ةرو ا
طا تفرع هذا
الميدأ من محتواه( ،)1السا ا ا ا ا ا اايما األول منها ،وهو األمر الذي يرجعو الباحث إلى الطابع االسا ا ا ا ا ا ااتثنائي لهذا
اإلجراء من األصا ا اال العام وهو عدم جواز المصا ا ااالحة في الدعوع العمومية ،والذي لم يتخل عنو المةا ا اارع
الجزائري ا
نهائيا.
وتحديدا ينص المادة 27منو
ا وبالرجوع إلى المةا ا ا ا ا ا اارع الجزائري نجده قد قسا ا ا ا ا ا اام في قانون العقوبات
قانونا كمعيار للتصنيف(،)2
معتمدا العقوبة المقررة لها ا
ا تبعا لخطورتها إلى جنايات وجنح ومخالفات، الجرائم ا
وبالرجوع أيض ا ا ااا إلى المادة 5من ق ع ج نجدها نص ا ا اات على أن العقوبات األص ا ا االية في مادة المخالفات
هي:
-1الحبس من يوم واحد على األقل إلى ةهرين على األكثر.
-2الغرامة من 2.000دج إلى 20.000دج(.)3
وتحديدا الكتاب الرابع الموسوم ي ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا " المخالفات وعقوباتها "،
ا كما أنو بالرجوع إلى قانون العقوبات
المواد من 440إلى 468منو ،فإنها تعاقب على المخالفات بالغرامة وو أو الحبس أو بالغرامة مع جواز
الحكم بالحبس ،وليس ثمة أي مخالفة معاقب عليها بالغرامة فقا ،وعليو فإن جميع المخالفات المنصاااوص
عليهااا في قااانون العقوبااات قااد تعرض فاااعلهااا لجزاء غير الجزاء المااالي وهو مااا يعني اسا ا ا ا ا ا ااتبعاااد جميع
المخالفات المنصااوص عليها في هذا القانون من نطاق تطييق غرامة الصاالح ،لتبقى غرامة الصاالح تطييق
فقا على المخالفات المنصوص عليها في القوانين الخاصة(.)4
وهكذا نخلص إلى أن المادة 391من ق.إ.ج.ج ض اايقت من مجال تطييق غرامة الص االح إلى درجة
أنها حولت الميدأ الذي جاءت بو المادة 381من ق.إ.ج.ج إلى اسا ا ا ا ا ا ااتثناء( ،)5ولهذا ،يةا ا ا ا ا ا اااطر الباحث
القائل بضرورة تدخل المةرع الجزائري وتعديل نص المادة 391من ق إ ج وذلك بحذ ()6
أصحاب الرأي
334
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الةرط األول منها ،أو يتعديل نص المادة 5من ق ع ج وذلك بحصر جزاء المخالفات في الغرامة فقطا ا ا ا ا،
على غرار نظيره المصري.
واذا كان المةا ا اارع الجزائري قد ضا ا اايق من نطاق إجراء غرامة الصا ا االح في مخالفات قانون العقوبات
لدرجة اسااتحالة تطييقو من الناحية العملية ،فإن المةاارع المصااري قد وسااع من مجال تطييق المصااالحة في
مخالفات القانون العام البسيطة ،حيث أنو أجاز التصالح في مواد المخالفات على إطزقها( ،)1ينص المادة
18مكر ار المضا ا ا ا ا ااافة إلى قانون اإلجراءات الجزائية المصا ا ا ا ا ااري ينص القانون رقم 174لسا ا ا ا ا اانة 1998
()2
والمعدلة بالقانون رقم 74لسنة ،2007ينصها على" :يجوز للمتهم التصالح في المخالفات "(،)3
والمةرع المصري على غرار نظيريو الجزائري ،والفرنسي( ،)4يقسم الجرائم إلى ثزث أنواع ،الجنايات
والجنح والمخالفات ينص المادة 9من قانون العقوبات المص ا ا ا ا ا ااري رقم 58لس ا ا ا ا ا اانة ،)5(1937وعلى غرار
المة ا ا اارع الجزائري ،فالمة ا ا اارعين المص ا ا ااري والفرنس ا ا ااي اعتمدا العقوبة المقررة للجريمة كمعيار للتص ا ا اانيف،
وبالرجوع إلى نص المادة 12من ق ع م نجدها عرفت المخالفات بخنها الجرائم المعاقب عليها بالغرامة
عموما جائز فيها التصا ا ا ااالح ،س ا ا ا اواء كانت
ا التي ال يزيد أقصا ا ا ااى مقدار لها على مائة جنيو( ،)6فالمخالفات
الغرامة هي عقوبتها الوحيدة ،أو كانت هناك عقوبات تكميلية أخرع( ،)7وس ا ا ا ا اواء كانت المخالفات واردة في
قانون العقوبات العام أو في القوانين العقايية الخاصة(.)8
( -)1مصااطفى مجدي هرجة ،التعليق على قانون اإلجراءات الجنائية المعدل بالقوانين 145 :لساانة 2006و 74لساانة 2007
و 153لسنة ،2007المجلد األول :من المادة ( )1إلى المادة ( ،)109المرجع السايق ،ص .184
( -)2قانون رقم 174لسا ا ا ا اانة ،1998مؤرخ في 20ديسا ا ا ا اامير ،1998يتعديل بعض أحكام قانون اإلجراءات الجنائية وقانون
العقوبات ،ج ر م ،عدد ( 51مكرر) ،صادرة في 20ديسمير .1998
( -)3قانون رقم 74لس ا ا اانة ،2007مؤرخ في 31ماي ،2007يتعديل بعض أحكام قانون اإلجراءات الجنائية وقانون حاالت
واجراءات الطعن امام محكمة النقض ،ج ر م ،العدد ( 22تابع) ،صادرة في 31ماي .2007
تبعا لخطورتها ،جنايات وجنح ومخالفات ينص المادة
ا ( -)4المة ا اارع الفرنس ا ااي هو ارخر يص ا اانف الجرائم إلى ثزث أص ا اانا
111من ق ع .
-"Les infractions pénales sont classées, suivant leur gravité, en crimes, délits et contraventions "l’article 111 CPF,
Codifié par LOI n°92-683 du 22 juillet 1992 portant réforme des dispositions générales du code pénal (1), op-cit.
( -)5قانون رقم 58لسنة ،1937متضمن إصدار قانون العقوبات المصري ،المرجع السايق.
( -)6المادة 12من القانون رقم 58لس ا اانة ،1937المتض ا اامن إص ا اادار قانون العقوبات المص ا ااري ،المعدلة بالقانون رقم 169
لسا اانة ،1981المتعلق يتعديل بعض أحكام قانون العقوبات ،مؤرخ في 4نوفمير ،1981ج رم .عدد " 44مكرر" ،صا ااادرة
في 4نوفمير .1981
( -)7أحمد إيراهيم عطية ،أحكام الحبس االحتياطي والصا ا ا ا ا ا االح الجنائي :في قانون اإلجراءات الجنائية ،دار الفكر والقانون-
المنصورة ،-مصر ،2009 ،ص .162
( -)8إيراهيم حامد طنطاوي ،المرجع السايق ،ص ،45منصور عيد السزم عيد الحميد حسان العجيل ،المرجع السايق ،ص
.189
335
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
التة ا ا ا ا ا ا اريع الجزائري ،فالتص ا ا ا ا ا ا ااالح وفق نص المادة 18مكرر من ق.إ.ج.م جائز في فعلى خز
عموما دون اسا ااتثناء ،إذ لم يرد النص على اسا ااتثناء واحد في نص المادة سا ااالفة الذكر ،كما أن
ا المخالفات
العقوبة األص ا ا ا االية للمخالفات أص ا ا ا اابحت هي الغرامة فقا طبقا لنص المادة 12من ق ع م ،ومع ذلك فإن
عمومية النص تؤدي إلى جواز التصالح في جرائم المخالفات ولو نص فيها على عقوبة تكميلية(.)1
ويرع بعض الفقو المص ا ااري أن إجازه التص ا ااالح في المخالفات بعد تطييق نظام األوامر الجزائية يعد
اتنادا لما ورد بالمذكرة اإليض ا اااحية للقانون رقم 253لس ا اانة 1953الذي ألغى المادة
أمر عديم الجدوع ،اس ا ا ا
اا
( )19من ق إ ج م ،حيث ورد فيها " :ولما كان العمل قد دل وظهر من اإلحصائيات أن نسبة الصلح في
جدا ،مما يجعل نظام الص ا ا ا ا االح في الواقع عديم الجدوع" ،والواقع أن األخذ ينظام
مواد المخالفات ض ا ا ا ا اائيلة ا
األمر الجزائي ال ينال من أهمية إجازة التصا ا ا ااالح في المخالفات ،حيث أن النظام األخير اختياري ،ويهد
ةااخنو ةااخن األمر الجزائي إلى تبساايا اإلجراءات وتسااييرها ،وعدم نظر تلك المخالفات أمام المحاكم( ،)2بما
يحقق تخفيف العبء عنها ،ومن ثم حل أزمة العدالة الجزائية.
فالمةا ا اارع المصا ا ااري اسا ا ااتعمل وسا ا اايلتين لتقليل عدد المخالفات التي يمكن أن تعرض على المحاكم:
الوسا ا اايلة األولى تتمثل في التصا ا ااالح ،والذي-بز ةا ا ااك-سا ا ااتنخفض بو عدد المخالفات التي يمكن أن تتابع
بةخنها اإلجراءات ،ثم يختي دور النيابة العامة في تخفيض حصيلة المخالفات التي لم يتم التصالح بةخنها،
بحيث تصابح ملزمة يإصادار أوامر جزائية بةاخنها( ،)3وبالتالي فز تنظر المحاكم إال المخالفات التي صادر
بةخنها أوامر جزائية ،ولكن تم االعتراض عليها ،وهي ستكون نسبة ضئيلة من العدد الكلي للمخالفات(.)4
واذا كان المةاارع الجزائري قصاار إجراء غرامة الصاالح على المخالفات ،فإن المةاارع المصااري وسااع
عموما طائفة معينة من الجنح ،وهي الجنح التي ال ا من نطاق التصا ا ا ا ا ا ااالح ليةا ا ا ا ا ا اامل إلى جانب المخالفات
ازيا بالحبس الذي ال يزيد حده األقصا ا ا ا ا ا ااى على
وجوبا بغير الغرامة أو التي يعاقب عليها جو ا ا يعاقب عليها
ستة أةهر(.)5
والجنح في التةا ا اريع المص ا ااري هي الجرائم المعاقب عليها بالعقوبات ارتية :الحبس ،الغرامة التي ال
( -)1طو أحمد عيد العليم ،المرةد في الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو والقضاء وفقا ألحدث،...المرجع السايق،ص .300
( -)2طو أحمد محمد عيد العليم ،الص االح الجنائي في القانون المص ااري طبقا رخر تعديزتو ،المرجع الساااايق ،ص ص -51
.52
وجوبا في المخالفات
ا ( -)3النيابة العامة في التةريع المصري على خز التةريعين الجزائري والفرنسي تصدر أوامر جزائية،
والجنح المعاقب عليها بالغرامة وحدها والتي ال يزيد حدها األقصا ا ا ا ااى عن خمسا ا ا ا اامائة جنيو والتي ال يرع حفظها ا
طبقا لنص
المادة 325مكرر من ق إ ج م ،المعدلة بالقانون رقم 74لسنة ،2007المؤرخ في 31ماي .2007
( -)4طو أحمد عيد العليم،الموسوعة الةاملة في ...الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو وأحكام…،المرجع السايق ،ص.301
مكرر من قانون رقم 74لسنة ،2007المرجع السايق.
اا ( -)5المادة 18
336
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1المادة 11من ق ع م .معدلة بالقانون رقم 169لس ا اانة ،1981المتض ا اامن تعديل بعض أحكام قانون العقوبات ج ر م،
عدد " 44مكرر" ص ا ا ا ا ااادرة في 4نوفمير ،1981تقايلها المادة 5من ق ع ج " :العقوبات األص ا ا ا ا االية في مادة الجنح هي:
حدودا أخرع ،الغرامة التي تتجاوز
ا الحبس مدة تتجاوز ة ا ا ا ا ااهرين إلى خمس س ا ا ا ا اانوات ماعدا الحاالت التي يقرر فيها القانون
20.000دج " ،معدلة بالقانون رقم ،01-14المرجع السباق ،ص ،4والتي تقايلها المادة 3-131من ق ع .
( -)2أنيس حسيب السيد المحزوي،الصلح وأثره في العقوبة والخصومة الجنائية،دار الفكر الجامعي،المرجع السايق،ص.341
( -)3يحي إيراهيم علي ،المرجع السايق ،ص ص .29 .28
( -)4طو أحمد محمد عيد العليم ،الصلح الجنائي في القانون المصري طبقا رخر تعديزتو ،المرجع السايق ،ص .53
مكرر "ب"
اا نظيريو الجزائري والفرنسااي ،يإق ارره نص المادة 18 ( -)5جدير بالذكر أن المةاارع الجنائي المصااري ،وعلى خز
المضا ا ا ااافة إلى قانون اإلجراءات الجنائية بموجب القانون رقم 16لسا ا ا اانة ( 2015ج رم عدد ( 11تابع) ،صا ا ا ااادرة في 12
مارس ،)2015يكون قد أجاز التصا ا ا ا ا ا ااالح في جرائم الجنايات في طائفة معينة منها هي جرائم العدوان على المال العام،
مكرر من ق إ ج
اا خزفا لما هو سااائد من تطييق التصااالح في مجال المخالفات والجنح البساايطة المةااار إليها في المادة 18
م ،رامي متولي القاضي ،التصالح في قضايا المال العام ،المرجع السايق ،ص .116
337
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الغرامة التصا ا ا ا ا ا ااالحية أو تزيد عن حد معين( ،)1وهو يذلك يكون قد أخذ بالمعيار الموضا ا ا ا ا ا ااوعي في تحديد
الجرائم محل الغرامة التصااالحية على غرار نظيره الجزائري ،وهو معيار مادي ينظر فيو إلى جسااامة الفعل
قانونا أي الجريمة التي يثار بةخنها جواز التصالح من عدمو.المجرم ا
ومن اليديهي والمنطقي أنو ال يجوز التصااالح في الجرائم الجساايمة التي تةااكل خطورة على المجتمع
ككل ،أما الجرائم البسا ا ا ا ا ا اايطة والتي ال تةا ا ا ا ا ا ااكل خط ار على المجتمع فيجوز فيها التصا ا ا ا ا ا ااالح ،ووفقا لمعظم
التةريعات الجزائية المقارنة-بما فيها التةريع الجزائري ،المصري والفرنسي ،-فالجنايات تعد جرائم جسيمة
خطر على المجتمع ومن ثم ال يجوز التصالح فيها ،أما المخالفات مثزا وبعض الجنح التي ال تةكل تمثل اا
هذا الخطر على المجتمع فيجوز التصا ااالح فيها( ،)2وهو معيار يتسا اام بقدر كيير من المرونة والبسا اااطة(،)3
ولم تخخذ التةا اريعات المقارنة محل الد ارس ااة بالمعيار الحص ااري والذي يعني حص اار المة اارع لعدد معين من
صاا( ،)4فيلحق قائمة بالجرائم محل المصااالحة إلى النص الذي يجيز
الجرائم يجوز فيها التصااالح ويحددها ن ا
هذه األخيرة ،ويتسم هذا المعيار بقدر من الوضوئ في التطييق النفراد المةرع يتحديد الجرائم التصالحية(.)5
مكرر من اا جدير بالذكر أن الجنح التي أجاز المة اارع المص ااري التص ااالح فيها طباقا لنص المادة 18
ق.إ.ج.م المعدلة بالقانون رقم 74لس ا ا ا اانة ،2007بعض ا ا ا ااها من الجرائم العمدية التي يتعين توافر القص ا ا ا ااد
الجن ااائي لثيوته ااا ،مث ااال ذل ااك الجنح الواردة في المواد ،138 ،136 ،1 -134 ،3-133 ،124 ،120
170 ،2-1-170 ،158 ،157 ،1-150مكرر 204 ،193 ،187 ،186 ،مكرر،1-219 ،1-128 ،
229 ،229 ،228مكرر 324 ،1-310 ،287 ،مكرر،1-358 ،357 ،1-344 ،4-339 ،327 ،
373 ،371 ،1-361 ،1-360من ق ع م ،والبعض ارخر من الجرائم غير العمدية ،مثال ذلك الجنح
الواردة في المواد 1-238 ،1-204 ،163 ،151 ،147 ،2-139من ق ع م(.)6
نخلص فيما يتعلق بطييعة الجرائم محل إجراء غرامة الصاالح في التة اريعين الجزائري والمصااري إلى
( -)1أنيس حس اايب الس اايد المحزوي ،الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية :د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو
اإلسزمي ،مكتبة الوفاء القانونية ،المرجع السايق ،ص ص ، 428-427مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم ،المرجع السايق،
ص ، 154إيراهيم حامد طنطاوي ،المرجع السايق ،ص .53
( -)2هدع حامد قةااوقش ،الصاالح في نطاق قانون اإلجراءات الجنائية الجديد ،دار النهضااة العربية ،القاهرة ،مصاار-2017 ،
،2018ص .13
( -)3أس ااامة حس اانين عييد ،الص االح في قانون اإلجراءات الجنائية :ماهيتو والنظم المرتبطة بو-د ارس ااة مقارنة ،-رس ااالة دكتوراه،
المرجع السايق ،ص .217
( -)4هدع حامد قةوقش ،نفس المرجع ،ص .14
( -)5أسامة حسنين عييد ،نفس المرجع ،ص .218
( -)6أنيس حسا اايب السا اايد المحزوي،الصا االح وأثره في العقوبة والخصا ااومة الجنائية،مكتبة الوفاء القانونية،المرجع السا ااايق،ص
.447
338
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
أن األول قص ا اار هذا اإلجراء بالمادة 381من ق.إ.ج.ج على مخالفات القانون العام البس ا اايطة دون الجنح
على خز نظيره المصا ا ااري الذي أجازها في هذه األخيرة ،اا
نظر ألن المخالفات أقل أنواع الجرائم ةا ا اادة(،)1
عمليا إجراءها عمزا ينص المادة 391من ق إ ج ج، إال أنو ض ا اايق من مجالها إلى أن أص ا اابح يس ا ااتحيل ا
مكرر من
اا في حين أن المة اارع المص ااري وس ااع في إجراء الغرامة التص ااالحية الس اايما بعد تعديل المادة 18
ق.إ.ج.م بالقانون رقم 74لساانة 2007ليةاامل جميع المخالفات دون اسااتثناء ،وبعض الجنح التي يةااترط
أن تكون عقوبتها الغرامة فقا ،أو الحبس الذي ال يزيد حده األقص ا ااى على س ا ااتة أة ا ااهر جو اا
از مع الغرامة،
اير على المخالفين ،إذ يراد يذلك إعفاء المتص ا ااالحين من إجراء المحاكمة التي قد تنتهي يإلزامهم وذلك تيس ا ا اا
بالحد األقصا ا ااى للغرامة بعد تجةا ا اامهم أعباء متابعتها والطعن في األحكام فض ا ا ازا عن جلسا ا ااات المحاكمة،
وتوفير لوقت القض ا اااة( ،)2األمر الذي يؤكد بص ا اافة قاطعة أن إجراء المص ا ااالحة
اا طا لإلجراءات
وكذلك تبس ا ااي ا
الجزائية كيديل عن الدعوع العمومية حل فعلي وفعال ألزمة العدالة الجزائية.
خزصا ا ا ااة القول ...أن المةا ا ا اارع الجزائري يريد تسا ا ا االيا العقوبة على من يخالف التة ا ا ا اريع واألنظمة
القانونية المعمول يها ،والمحافظة على الدعوع العمومية في إطارها العام عكس المةا ا ا اارع المصا ا ا ااري الذي
يتجو إلى خوصصة الدعوع العمومية في الجرائم البسيطة(.)3
-IIالشروط المتعلقة بالنطاق الشخص للمصالحة
تنص المادة 381من ق.إ.ج.ج على " :قيل كل تكليف بالحضور أمام المحكمة يقوم عضو النيابة
العامة المحال عليو محضا ا ا ا ا ا اار مثيت لمخالفة يإخطار المخالف ،)4("...وتنص الفقرة الثانية من المادة 18
مكرر من ق.إ.ج.م على " :وعلى محرر المحضااار أو النيابة العامة بحس ااب األحوال أن يعرض التصا ااالح
اا
على المتهم أو وكيلو ،ويثيت ذلك في المحضر"(.)5
المصالحة وباستقراء هذين النصين يكون كز المةرعين الجزائري والمصري قد اتفقا على أن أط ار
في مخالفات القانون العام البسا ا اايطة هما :المخالف-المتهم أو وكيلو ،-والنيابة العامة ،ويضا ا اايف المةا ا اارع
المصري لهما طر اخر هو ضابا الةرطة القضائية أو كما يسميو مخمور الضبا القضائي.
-1المخالف-المتهم أو وكيله :لقد اسااتخدم المةاارع الجزائري مصااطلح " المخالف Contrevenant
نظيره المصري الذي استعمل مصطلح المتهم. "على خز
اميا في نظر
طابعا إجر ا
ويعر المخالف بخنو :الة ا ا ا ا ا ااخص الذي قام باألفعال المادية التي تكتس ا ا ا ا ا ااي ا
339
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
التةا ا ا اريع الجزائري ،وبالتالي فالمخالف ة ا ا ااخص مذنب في حق القانون مس ا ا ااتحق للعقوبة ،أي أن المخالف
ارتكب فعزا الجريمة وال مجال للةك في ذلك فهي ثايتة في حقو(.)1
فاس ااتعمال المة اارع الجزائري لمص ااطلح " المخالف" على أس اااس أن هذا األخير الزال لم تتم متابعتو
بعد وتوجيو االتهام لو من قيل النيابة العامة ،ومن ثم فهو لم يكتسا ااب صا اافة المتهم بعد في إطار التة ا اريع
الجزائري ،وعلى أساااس أن المخالف ةااخص ثايتة في حقو الجريمة على عكس المةااتبو فيو ،وهذا تخسااي اساا
على أن المحاضر التي تتلقاها النيابة العامة لها حجية في اإلثبات بما تتضمنو من وقائع ،بحيث ال يجوز
دحضااها إال يتقديم الدليل العكسااي ،وتتفق غاليية التة اريعات المقارنة ومنها التة اريعات محل الد ارسااة حول
جليا من خزل النص ا ا ا ااوص القانونية التي تتض ا ا ا اامن مدع حجية المحاض ا ا ا اار في
هذه القاعدة ،ويظهر ذلك ا
المخالفات( ،)2ينص المواد 400 :من ق إ ج ج( ،)3و 301من ق إ ج م( ،)4و 537من ق إ ج (.)5
أما استعمال المةرع المصري لمصطلح المتهم وهو " :كل ةخص تثور ضده ةيهات ارتكابو فعزا
إجراميا فيلتزم بمواجهة االدعاء بمسا ا ا ااؤوليتو عنو ،والخضا ا ا ااوع لإلجراءات التي يحددها القانون ،وتسا ا ا ااتهد
تمحيص هذه الةا ا ا ا ا ا اايهات ،وتقدير قيمتها ثم تقرير اليراءة أو اإلدانة"( ،)6يرجعو الباحث إلى أن المةا ا ا ا ا ا اارع
المصااري لم يعر التفرقة يين المتهم والمةااتبو فيو ،هذا األخير الذي يقصااد بو الةااخص الذي يقدم ض اده
بزغ أو ةكوع أو تجرع معو تحريات أو استدالالت بغية تقوية دالئل اتصالو بالجريمة المرتكبة ،فالمةرع
المص ااري أطلق لفظ المتهم على كل ة ااخص حامت حولو ة اايهات بارتكاب جريمة ،ولو لم يوجو اتهام إليو
أو يتخذ قيلو إجراء من إجراءات التحقيق ،وقد س ا ا ااايره في ذلك القض ا ا اااء المص ا ا ااري( ،)7يينما ميز التةا ا ا اريع
الفرنس ا ا ااي والجزائري يين المتهم والمة ا ا ااتبو فيو ،إذ عر المة ا ا اارع الفرنس ا ا ااي في قانون اإلجراءات الجزائية،
التمييز يين المةااتبو فيو Le présumésوهو كل من دارت حولو الةاايهات ،والةااخص الذي يخضااع إلجراء
التحقيق ،Le personne mise en examenوالةااخص الذي حركت ضااده الدعوع يوصاافو ا
متهما في جنحة
( -)1يو الزيت ندع ،المرجع السايق ،ص ،97جيزلي عيد الحق ،المرجع السايق ،ص .194
( -)2مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص ص .121-120
( -)3المادة 400من أمر رقم ،155-66المرجع السايق ،ص .661
( -)4المادة 301من قانون رقم 150لسنة ،1950المؤرخ في 3سيتمير ،1950يتضمن إصدار قانون اإلجراءات الجنائية
المصري ،المرجع السايق.
()5
- L'article 537 du, CPPF, Codifié par Ordonnance n°: 58-1296, du 23 décembre 1958, modifiant et complétant
le code de procédure pénale ,op-cit , Modifié par loi n° 2005-47, du 26 janvier 2005, relative aux compétences du
tribunal d'instance, de la juridiction de proximité et du tribunal de grande instance (1), JORF n° 22 du 27 janvier
2005, Texte n° (1).
( -)6محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار ،المرجع السايق ،ص .105
( -)7الطعن رقم 1314لسنة 36ق ،جلسة ،11.1966 .28مكتب فني ،س ،7ص ،1161مةار إليو لدع :أنيس حسيب
الس اايد المحزوي ،الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية :د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو اإلس اازمي ،مكتبة
الوفاء القانونية ،المرجع السايق ،ص .237
340
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1رامي متولي القاضي ،التصالح في قضايا المال العام ،المرجع السايق ،ص .125
( -)2عيد أ أوهاييية ،ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ،المرجع السايق ،ص .153
(-)3ندع يوالزيت ،المرجع السايق ،ص .98
( -)4نفس المرجع ،ص .98
341
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الوطني(.)1
أ -أن يكون المخالف-المتهم -إنسان :فمن حيث كونو إنسان ،فهذا ةرط ضروري إلمكان تحقيق
موضا ا ا ا ااوع الدعوع الجزائية ،وهو توقيع العقوبة أو التديير االحترازي في حالة رفضا ا ا ا ااو التصا ا ا ا ااالح ،كما أن
التنظيم القانوني للجريمة يفترض ارتكايها بمعرفة إنسان ،أي ةخص طييعي ،ألنها تتكون من أفعال مادية
ال تقع إال من إنسان( ،)2كما أنو الوحيد الذي يةعر بخلم الجزاء وأثره الرادع( ،)3وبناء على ما سيق ال ترفع
متهما ،وبالتالي ال يتصور أن يكون لو حق التصالح(،)4 الدعوع على حيوان ،ومن ثم ال يتصور أن يكون ا
واذا كان كل من المة ا ا ا ا اارعين الجزائري والفرنس ا ا ا ا ااي على غرار العديد من التةا ا ا ا ا اريعات المقارنة( ،)5يخخذان
، بالمسؤولية الجزائية للةخص المعنوي ينص المادتين 53مكرر– 7من ق ع ج و 2 -121من ق ع
ومن ثم يمكن توجيو االتهام إلى الةا ا ا ااخص المعنوي ويكون هذا األخير ممثزا بالةا ا ا ااخص الطييعي( ،)6فإن
الوض ااع على خز ذلك في التةا اريع المص ااري ،فلم يتض اامن قانون العقوبات رقم 58لس اانة 1937والذي
فقها
مازال سا ا ااارايا حتى ارن أي نص عام يقرر المسا ا ااؤولية الجزائية لألةا ا ااخاص المعنوية ،والرأي السا ا ااائد ا
ااءا ،أن المة ا ا ا اارع ال يعتر يهذه المس ا ا ا ااؤولية ،إال في الحاالت االس ا ا ا ااتثنائية التي ورد بة ا ا ا ااخنها نص
وقض ا ا ا ا ا
خاص( ،)7السيما في الجرائم االقتصادية.
مما يترتب عليو أن مباةرة اإلجراءات الجزائية إنما تكون في مواجهة من أسند إليو ارتكاب الجريمة،
ال في مواجهة ممثل الة ا ا ااخص المعنوي بص ا ا اافتو ،وعلى ذلك إذا وقعت جريمة من الجرائم التي يجوز فيها
التص ا ا ااالح ،فإن الحق في قيول التص ا ا ااالح يقتص ا ا اار على من ارتكب الجريمة باعتباره مس ا ا ااؤول عنها ج از ائيا
بةخصو ال بصفتو ممثزا للةخص المعنوي(.)8
( -)1مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم ،المرجع السايق ،ص .101
( -)2إيراهيم حامد طنطاوي ،المرجع السايق ،ص .83
( -)3علي ةمزل ،الجديد في ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية ،الكتاب األول :االستدالل واالتهام ،المرجع السايق ،ص .126
( -)4مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم ،نفس المرجع ،ص .102
( -)5من التة ا اريعات التي تقر بالمسا ااؤولية الجزائية للةا ااخص المعنوي نجد :القانون اإلنجليزي ،فهو من أقدم التة ا اريعات التي
أقرت بالمس ااؤولية الجزائية للة ااخص المعنوي ،وان مس اااءلتو ال تحول دون مس اااءلة الة ااخص الطييعي الذي ارتكب الجريمة،
وكذلك التة ا ا اريع األمريكي ،إذ تينى القانون والقضا ا اااء األمريكي نهج التة ا ا اريع والقضا ا اااء اإلنجليزي اا
مقرر المسا ا اااءلة الجزائية
عاما ،لمزيد من التفاصيل أنظر :علوي علي أحمد الةارفي ،المسؤولية الجنائية للةخص وميدءا ا
ا لألةخاص المعنوية قاعدة
المعنوي-دراسة مقارنة ،المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ،يرلين ألمانيا ،2019 ،ص
63وما بعدها.
( -)6جيزلي عيد الحق ،المرجع السايق ،ص .194
( -)7علوي علي أحمد الةارفي ،المرجع السايق ،ص .84
( -)8إيراهيم حامد طنطاوي ،المرجع الس ااايق ،ص ص ، 84-83مجدي فتحي حس ااين مص ااطفى نجم ،المرجع الس ااايق ،ص
.97-96
342
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ب-أن يكون المخالف-المتهم-عل قيد الحياة( :)1متى كان يةترط في المتهم الذي يحق لو إجراء
حيا ،ذلك أن الوفاة سا اايب عام المصا ااالحة أن يكون إنسا ااان ،فإنو يعد من مفترضا ااات هذا الةا اارط أن يكون ا
النقض ا ا ا اااء الدعوع العمومية( ،)2فإذا كان المخالف-المتهم-قد توفي قيل عرض التص ا ا ا ااالح عليو انقض ا ا ا اات
الدعوع العمومية بالوفاة بما ال توجد معو الحاجة إلى البحث عن س ا اايب اخر يتحقق بو انقض ا ااائها( ،)3كما
أن التص ااالح يقتض ااي تعيير المتهم عن إرادتو بقيولو ،والمتوفي ال تنس ااب لو إرادة منذ لحظة وفاتو( ،)4ومن
ثم ال يتصور قيولو التصالح(.)5
ج-أن يكون المخالف-المتهم-معيًنا :بما أن ميدأ ةا ا ا ا ا ا ااخصا ا ا ا ا ا ااية الدعوع العمومية هو نتيجة لميدأ
محددا( ،)6واذا كان
ا ةااخصااية العقوبة ،فإنو يجب أن يكون المتهم الذي نسااب إليو الفعل اإلجرامي ا
معينا أو
الفقو مس ا ااتقر على أنو ال ية ا ااترط في مرحلة التحقيق االيتدائي تعيين المتهم ،وانما يجوز مباةا ا ارة إجراءات
التحقيق ولو لم يكن المتهم معروافا وذلك بقصد الوصول إلى هويتو أو ةخصو(.)7
فإن األمر ليس كذلك في مجال المصا ا ا ا ا ا ااالحة ،ذلك أن المصا ا ا ا ا ا ااالحة في المخالفات تعرض من قيل
النيابة العامة على المخالف بالنس اابة للتةا اريع الجزائري ،فيما تعرض من جانب ض ااابا الة اارطة القض ااائية
على المتهم بالنساابة للتة اريع المصااري ،وهذا يقتضااي يدوره أن يكون المخالف أو المتهم ا
معينا حتى يتساانى
لعضو النيابة العامة أو ضابا الةرطة القضائية عرض المصالحة أو التصالح عليو ،فإذا ارتكيت مخالفة
ولم يتس اانى معرفة مرتكيها فإنو يندر أن تباة اار النيابة العامة تحقيق بة ااخنها للتعر على هوية مرتكيها(،)8
ما كان عليو الحال في حيا على خز -لقد أص ا ا ا اابح من المس ا ا ا ااتقر عليو أن يكون المتهم في الدعوع العمومية إنساا ا ا ا ا
اانا ا
()1
التةريعات القديمة ،عندما كانت النظم القضائية في مصر الفرعونية تتولى محاكمة األموات إذا تيين أن الميت قيل وفاتو قد
ارتكب جريمة ما أو كان لديو دين لم يساادده ،فتقضااي المحكمة بحرمانو من م ارساايم الدفن كعقوبة لو ،والمتمثلة في الطقوس
الدينية ،وبناء المقاير لألموات ،وكذلك الحال في أثينا القديمة عندما كان يلقى يجثة المتهم للتماسا ا ا ا ا ا اايح في النهر إذا وافتو
المنية قيل المحاكمة ،كما مضا ااى زمن إقامة دعوع على حيوان ومعاقيتو إذا سا اايب ضا ااراار ألحد األةا ااخاص ،علي ةا اامزل،
الجديد في ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية ،الكتاب األول :االستدالل واالتهام ،المرجع السايق ،ص .125
( -)2تعتير الوفاة سيب عام النقضاء الدعوع العمومية باتفاق التةريعات المقارنة محل الدراسة ينص المادة 1-6من ق إ ج
،والمادة 14من ق إ ج م. ج ،والمادة 1-6من ق إ ج
( -)3مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم ،المرجع السايق ،ص .103
( -)4أنيس حس اايب الس اايد المحزوي ،الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية :د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو
اإلسزمي ،دار الفكر الجامعي ،المرجع السايق ،ص .196
( -)5منصور عيد السزم عيد الحميد حسان العجيل ،المرجع السايق ،ص .169
( -)6علي ةمزل ،نفس المرجع ،ص .127
( -)7أنيس حس اايب الس اايد المحزوي ،الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية :د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو
اإلسزمي ،دار الفكر الجامعي ،ص .197
( -)8مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم ،نفس المرجع ،ص .103
343
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
نظيره الجزائري ،فإذا تعلق األمر وبما أن التة ا اريع المصا ااري يجيز التصا ااالح في بعض الجنح على خز
يجنحو مما يجوز التص ا ا ا ا ا ااالح فيها ،فإنو إذا كان المتهم غير معين ،فإن النيابة العامة في هذه الحالة تملك
اتخاذ إجراءات التحقيق بقصا ااد الوصا ااول إلى ةا ااخصا ااية مرتكيها ،وفي هذه الحالة ،ومتى تم تحديد هويتو،
يتعين عليها عرض التصالح عليو متى توافرت بقية الةروط(.)1
د-أن ينسب إليه ارتكاب الجريمة
المخالف كما سا ا ا اايق ييانو هو من ثيت في حقو ارتكاب الجريمة بالنظر إلى حجية المحاضا ا ا اار التي
تتلقاها النيابة العامة والتي ال يطعن فيها إال بالتزوير ،أما التص ااالح في التةا اريع المص ااري فز يعرض إلى
على المتهم ،وهو من توافرت ضاا ااده ةاا اايهات تفيد ارتكاب الجريمة يوص ا اافو فاعل أو ة ا ا اريك فيها( ،)2وهذه
معينا س ااهم في ارتكايها ،وبهذا يختلف دليل االتهام عن
ص اا ا الةاايهات تينى على الظن واالحتمال بخن ةااخ ا
دلياال اإلدانااة ،في أن األول يينى على الةا ا ا ا ا ا ا ااك واالحتمااال في حين أن الثاااني يينى على الجزم واليقين،
فضا ا ااابا الةا ا اارطة القضا ا ااائية أو النيابة العامة حين يعرض أحدهما التصا ا ااالح على المتهم يجب أن تتوافر
لديهما ةيهة ارتكاب المتهم للجريمة ،وهذه الةيهة أساسها توافر الدالئل الكافية(.)3
وألن المةا اارع المصا ااري ومحكمة النقض لم يحدد كل منهما معنى " الدالئل الكافية " التي وردت في
أكثر من نص قانوني ،فيرع بعض الفقهاء أن الدالئل الكافية التي تلزم إلسباغ وصف المتهم على ةخص
معينا هو مرتكب الجريمة ،وهي
ص اا ا هي مجموعة من الوقائع الظاهرة الملموسااة التي يسااتنتج منها أن ةااخ ا
تستمد من واقع الحال ،وال يرقى التيليغ عن الجريمة إلى مرتبة الدالئل الكافية ،يل يتعين أن تعززه تحريات
تجرع بمعرفة رجل الضا ا ا ا اابا تؤيد ما جاء بالبزغ( ،)4كذلك فإن مجرد الة ا ا ا ااك واالرتياب ال يعتير من قييل
الدالئل الكافية ،ألنو حدس ورجم بالغيب ،وض ا ا ا ااابا الة ا ا ا اارطة القض ا ا ا ااائية هو الذي يتولى تقدير كفاية هذه
الدالئل ،ويخضع في تقديره هذا لرقابة مزدوجة من جانب سلطة التحقيق ومن بعدها محكمة الموضوع(.)5
ويثير الفقو تس اااؤالا ،مفاده ما هو الحكم لو أن ض ااابا الة اارطة القض ااائية قد أخطخ في تقديره ،فاعتقد
الواقع توافر الدالئل الكافية ضا ا ا ا ا ااد ةا ا ا ا ا ااخص معين على الرغم من عدم توافرها ،وعرض عليو على خز
متهما ،وقيل هذا األخير ،ودفع ميلغ الغرامة التصالحية بالفعل ،وما هو كذلك الحكم لو
التصالح يوصفو ا
أخطخت النيابة العامة أيضا في تقديرها
بالنسبة لضابا الةرطة القضائية فإنهم في أدائهم ألعمال وظيفتهم يخضعون عند مباةرتها إلة ار
( -)1منصور عيد السزم عيد الحميد حسان العجيل ،المرجع السايق ،ص .170
( -)2أنيس حسيب السيد المحزوي ،نفس المرجع ،ص .199
( -)3إيراهيم حامد طنطاوي ،المرجع السايق ،ص .85
( -)4منصور عيد السزم عيد الحميد حسان العجيل ،نفس المرجع ،ص .171
( -)5مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم ،المرجع السايق ،ص .106
344
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
النيابة العامة ،باعتبارها الرئيس األعلى للضاابا القضااائي ،يسااتوي في ذلك أن يكون العمل الذي يباةاارونو
يناءا على حالة التلبس أو اتثناءا ا
يعد من إجراءات االس ا ا ا ا ااتدالل أو من إجراءات التحقيق الممنوحة لهم اس ا ا ا ا ا ا
نديهم للتحقيق ،لذا فإن النيابة العامة تملك تقدير مدع كفاية الدالئل التي اسا ا ا ا ااتند إليها ضا ا ا ا ااابا الةا ا ا ا اارطة
القضا ااائية في نسا اابة الجريمة إلى المتهم ،ومن ثم يحق لها بعد اطزعها على محضا اار جمع االسا ااتدالالت
الذي حرر ضااد المتهم بارتكاب المخالفة أن تعيد ميلغ الغرامة الذي دفعو على سااييل التصااالح متى وجدت
هذه الدالئل غير كافية لنسبة الجريمة إليو(.)1
أما بالنس اابة لخطخ النيابة العامة ،فإن المة اارع المص ااري ومثلو الجزائري لم يض ااعا ا
حكما لهذا الفرض
ة ا ااخنو ة ا ااخن الفرض الس ا ااايق ،وال يمكن القول بخن قيول المتهم التص ا ااالح يعد اعت ارافا منو بارتكاب الجريمة،
ألن ذلك يعني افتراض مسؤوليتو الجزائية وهو ما ال يمكن التسليم بو ،فالمتهم قد يقيل التصالح على الرغم
من عدم ارتكابو الجريمة مفض ا ا ا ا ا ا ازا دفع ميلغ الغرامة عن أال يقف متهما أمام المحكمة ،وما يمثلو هذا من
المساس بمكانتو االجتماعية أو تكييده نفقات قد ال يستطيع تحملها ،فالتصالح ال يتمتع بحجية إيجايية فيما
يتعلق يثيوت التهمة أو نفيها ،وانما يتمتع بحجية سليية تتمثل في انقضاء الدعوع العمومية(.)2
ذلك ،من حيث أن المخالف أو المتهم الذي يقيل المص ا ا ااالحة يدفعو ميلغ إال أن الباحث يرع خز
متخكدا من يراءتو ألختار أن يساالك طريق
ا غرامة الصاالح ،فهو بفعلو هذا يقر بارتكابو الجريمة ألنو لو كان
اإلجراءات العادية وذلك يرفض عرض التصالح المقدم لو ،باعتباره إجراء رضائي يخضع إلرادة المخالف-
المتهم-فز يجوز إجبار هذا األخير على المصااالحة ،فموافقتو ةاارط الزم لصااحة هذا اإلجراء وترتيب اثاره
القانونية.
ائيا،
ةخصا إجر ا ا ه ا-توافر األهلية اإلجرائية :يقصد باألهلية اإلجرائية صزحية الفرد العادي العتباره
خصما في الدعوع العمومية(،)3 ا معينا من األعمال اإلجرائية أو اعتباره
نوعا ا أي تخويلو مباةرة ا
متمتعا بكامل قواه العقلية ،على أسا ا ا اااس أن المصا ا ا ااالحة
ا وهي يلوغ سا ا ا اان الرةا ا ا ااد الجزائي وأن يكون
تفترض قيول المخالف إنهاء الدعوع العمومية بغير طريق المحاكمة لتقدير أن مصا ا ا ا االحتو تقتضا ا ا ا ااي ذلك،
قادر على التعيير عن إرادتو على النحو الذي يعتد بو في القانون(.)4ومن ثم يتعين أن يكون اا
معنويا ،على أن
ا طييعيا أو
ا ص اا
واألهلية اإلجرائية للتصااالح يلزم توافرها في المخالف ساواء أكان ةااخ ا
طييعيا(.)5
ا ةخصا
ا دوما
يباةر هذا األخير إجراءات المصالحة الجزائية من خزل ممثلو القانوني وهو ا
345
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
يين التةا اريعين الجزائري والمص ااري ،حيث منح القانون بعض األة ااخاص اس ااتثناء ا
نوعا من الحص ااانة التي
( -)1رامي متولي القاضي ،التصالح في قضايا المال العام ،المرجع السايق ،ص .128
( -)2أحمد محمد يراك ،العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية المعاصرة ،...المرجع السايق ،ص.617
( -)3عيد أ عادل خزنة كاتيي ،المرجع السايق ،ص .67
346
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
اليرلمان أو عضا ا ا ا ا ا ااو مجلس األمة مخالفة مما يجوز المصا ا ا ا ا ا ااالحة فيها ،فإنو يمكن للنيابة العامة عرض
مكرر من ق.إ.ج.م إجراء
اا المصا ااالحة عليو بةا ااخنها ،في حين أن المةا اارع المصا ااري يجيز ينص المادة 18
الغرامة التصالحية في المخالفات وبعض الجنح ،هذا األخير الذي يميز يين الجريمة المتلبس يها والجريمة
غير المتلبس يها ة ا ا ا ااخنو ة ا ا ا ااخن المة ا ا ا اارع الجزائري ،ففي الحالة األولى يجوز توقيفو ،واتخاذ كافة إجراءات
التحقيق ،كما يجوز تحريك الدعوع العمومية قيلو ،وكل ذلك دون الحص ا ا ا ا ا ااول على إذن المجلس ،على أن
فور(.)1
يخطر المجلس المعنى يذلك اا
فإذا فرض أن ارتكب عض ا ا ااو المجلس أو النائب جريمة مما يجوز التص ا ا ااالح فيها طبقا لنص المادة
مكرر من ق إ ج م ،وان كان ضا ااابا الةا اارطة القضا ااائية ال يسا ااتطيع أن يقبض على المتهم أو يفتش
اا 18
مكرر ليسات من الجرائم التي تييح المسااس بالحرية الةاخصاية للمتهم طباقا اا ةاخصاو ،ألن جرائم المادة 18
للمادة 34من ق إ ج م ،إال أنو يملك عرض التص ااالح عليو ،باعتبار أن حالة التلبس تجيز مباةا ارة جميع
اإلجراءات الجزائية ،ومنها تحريك الدعوع العمومية عليو ،ولما كان التصا ا ا ا ا ا ااالح وسا ا ا ا ا ا اايلة إلنهاء الدعوع
العمومية يدالا من تحريكها وانتهائها بحكم ،فإن ضابا الةرطة القضائية يملك عرض التصالح عليو ،وهو
ما تملكو النيابة العامة من باب أولى(.)2
أما إذا كانت الجريمة المرتكبة من النائب غير متلبس يها ومما يجوز التص ا ا ا ا ا ا ااالح فيها ،فز تملك
النيابة العامة أو ضابا الةرطة القضائية عرض التصالح قيل الحصول على إذن من المجلس(.)3
ويثور التس اااؤل عن حكم التص ااالح يين ض ااابا الة اارطة القض ااائية أو عض ااو النيابة العامة في حالة
الجريمة غير متلبس يها مما يجوز التص ا ااالح فيها ،في حالة قيول المتهم التص ا ااالح ودفع ميلغ الغرامة دون
الحصول على إذن المجلس
يتفق الفقو على أن التصا ا ا ا ااالح وسا ا ا ا اايلة إلنهاء الدعوع العمومية وهو يديزا عن تحريكها ،ولما كانت
النيابة العامة ال تملك تحريك الدعوع العمومية على عضا ااو اليرلمان قيل الحصا ااول على إذن من المجلس
في حالة الجرائم غير المتلبس يها ،فإنها ال تملك عرض التص ااالح عليو ،وهو ما ال يملكو ض ااابا الة اارطة
القض ااائية ،فإذا قيل عض ااو اليرلمان التص ااالح فإن تص ااالحو يقع باطزا ألن هذا اإلجراء يتض اامن نزوالا عن
قواعد الحصانة وهو ما ال يجوز ألنها تقررت للمصلحة العامة(.)4
أما بالنسبة ألعضاء الحكومة ورجال السلطة القضائية والوالة وضباط الةرطة القضائية ،فإن المواد
من 573إلى 581من ق.إ.ج.ج نصا ا اات على إجراءات خاصا ا ااة لمتابعتهم ،وهي تقتصا ا اار على الجنايات
347
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
والجنح فقا ،وبالتالي بمفهوم المخالفة يمكن عرض المص ا ا ا ا ا ا ااالحة عليهم( ،)1وهو ما يتفق مع ما ورد في
التة اريع المصااري حيث يقرر المةاارع لرجال القضاااء حصااانة ،وذلك للحفاظ على هيبة الساالطة القضااائية،
وقد نصاات على هذه الحصااانة المادة 96من قانون الساالطة القضااائية المصااري رقم 46لساانة ،1972وقد
إذنا من المجلس القضا ا ا ا ا ااائي ،وبين إن كانت الجريمة في غير حالة فرقت يين حالة التلبس التي تسا ا ا ا ا ااتلزم ا
التلبس ،وقااد حااددت المااادة المااذكورة في فقرتهااا الثااالثااة نطاااق الجرائم التي يتقرر للقاااضا ا ا ا ا ا ااي في مواجهتهاا
الحصانة ،فجعلتها قاصرة على الجنح والجنايات دون المخالفات ،وعليو ففي حالة المخالفات يجوز عرض
التص ااالح من قيل النيابة العامة أو ض ااابا الة اارطة القض ااائية على القاض ااي ،وبالنس اابة للجنح التي يرتكيها
القضااة فتةاملها الحصاانة فز يجوز تحريك الدعوع العمومية فيها ولو كانت في حالة تلبس ،وذلك اس ا
اتنادا
لصاريح نص الفقرة الرابعة من المادة 96من ذات القانون المذكور أعزه ،وعليو ال يجوز التصااالح إال بعد
الحصول على إذن من اللجنة المعنية(.)2
-1وكيل المتهم
مكرر من ق إ ج م ،أنو يمكن إجراء
اا يضيف المةرع المصري على نظيره الجزائري ينص المادة 18
التصا ا ااالح من قيل وكيل المتهم ،وهو عادة ما يكون محاميو الذي يتولى الدفاع عنو ،إال أنو ليس بززم أن
وبناءا على ذلك فإن وكيل المتهم قد يكون المدافع عنو وقد يكون ةااخ ا
ص اا ا يكون للوكيل صاافة المحامي(،)3
اخر لديو ما يثيت أنو وكيل عنو(.)4
والوكالة عقد بمقتضا ا اااه يفوض الموكل إلى الوكيل القيام بقضا ا ااية أو بعدة قضا ا ااايا أو يإتمام عمل أو
فعل أو جملة أعمال أو أفعال ،فهو في األص ا اال عقد رض ا ااائي ينص ا اار في األس ا اااس إلى القيام يتص ا اار
قانوني معين وليس إلى إتمام عمل من األعمال المادية ،وهذا العنصا ا ا ا ا ا اار يميزه عن غيره من العقود كعقد
العمل أو المقاولة ،وهذه الوكالة االتفاقية تمكن الوكيل من إجراء التصا ا ا ا ا ااالح ،ذلك أن هذا األخير يسا ا ا ا ا ااتمد
س االطتو من المتهم يناء على اتفاق يينهم ،وبالتالي فإن س االطة الوكيل محل اعتبار في التص ااالح ألنها تمثل
إرادة المتهم( ،)5ممااا يعني أنااو إذا وجااد المتهم مع الوكياال يتعين األخااذ يااإرادة المتهم ،فااإذا قياال هااذا األخير
التصا ااالح ورفضا ااو الوكيل فز يعتد يرفضا ااو ،كذلك لو رفض المتهم التصا ااالح وقيلو الوكيل ،فز يعتد بقيولو
348
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1منصور عيد السزم عيد الحميد حسان العجيل ،المرجع السايق ،ص .175
( -)2إيراهيم حامد طنطاوي ،المرجع السايق ،ص .101
( -)3عيد اللطيف أيو دربالة عيد الفاضل األزرق ،نفس المرجع ،ص .59
( -)4محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار ،المرجع السايق ،ص ص .74-73
( -)5عيد أ عادل خزنة كاتيي ،المرجع السايق ،ص .71
349
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
التصالح في الجنح من النيابة العامة "( ،)1فيما أوكل عرض التصالح في المخالفات لمحرر المحضر وهو
ضابا الةرطة القضائية أو على حد تعيير المةرع المصري مخمور الضبا القضائي.
مكرر من ق إ ج م ،نجد كز المة ا ا ا ا اارعين
اا وباس ا ا ا ا ااتقراء نص ا ا ا ا ااي المادتين 381من ق إ ج ج ،و18
الجزائري والمصا ااري لم يتطلبا أو يحددا درجة معينة في عضا ااو النيابة العامة( ،)2والذي يرجعو الباحث إلى
أن النيابة العامة سا ا االطة واحدة ال تتج أز ،فيحق لكل عضا ا ااو من أعضا ا اااء النيابة العامة عرض المصا ا ااالحة
الجزائية على مرتكب المخالفة بالنسبة للتةريع الجزائري والجنحة بالنسبة للمةرع المصري.
محليا ،ويتحدد ويةا ا ااترط في عضا ا ااو النيابة العامة س ا ا اواء في الجزائر أو مصا ا اار أن يكون مخت ا
ص ا ا اا ا
االختص اااص المحلي لعض ااو النيابة العامة انطزاقا من الص اازحيات المخولة لو بموجب القانون ،وبالنس اابة
لعضو النيابة العامة المختص بالمخالفة أو الجنحة فيتحدد اختصاصو المحلي ينطاق المحكمة التي يباةر
في نطاق إقليمها اختصاصو( ،)3وهذا يقتضي أن تكون المخالفة أو الجنحة قد ارتكيت في دائرة اختصاصو
أو أن يكون مرتكيها يقيم يدائرة اختصاصو(.)4
وما يزحظ في هذا الصا ا ا ا اادد أن المةا ا ا ا اارع الجزائري قد قصا ا ا ا اار حق عرض المصا ا ا ا ااالحة على وكيل
الجمهورية أو أحد مساعديو فقا دون رجال الضبطية القضائية ،وهو ذات مسلك المةرع المصري بالنسبة
مكرر من ق.إ.ج.م بالقانون رقم 74لسنة ،2007
اا لعرض التصالح في بعض الجنح قيل تعديل المادة 18
حيث بعد هذا التعديل عدل المةاارع المصااري عن ذلك يإجازة عرض التصااالح من جانب محرر المحضاار
نظر ألن هذا المسا االك منتقد ألنو يناقض الغاية أو النيابة العامة س ا اواء بالنسا اابة للمخالفة أو الجنحة ،وذلك اا
والغرض من هذا اإلجراء وهو التبسا ا ا اايا والتيسا ا ا ااير( ،)5والذي يعكس خةا ا ا ااية المةا ا ا اارع الجزائري من عوائق
وصعوبات عملية تتمثل في عدم انتظام هذا األمر لو ترك لضابا الةرطة القضائية لوحده(.)6
غير أنو كان من الممكن عزج هذا األمر بفرض نوع من الرقابة عليو من قيل النيابة العامة دون
أن يس ا ا ااتدعي األمر في النهاية أن تتكفل هذه األخيرة لوحدها يهذا األمر على نحو يؤدي إلى زيادة أعبائها
واطالة أمد اإلجراءات قيل المخالف(.)7
وبناءا على ذلك ،يقترئ الباحث على المة ا ا ا ا ا اارع الجزائري أن يقتدي ينظيره المص ا ا ا ا ا ااري ،ويعدل نص
ا
المادة 381من ق إ ج ج ،بخن يجعل عرض المص ا ااالحة على المخالف من اختص ا اااص ض ا ااابا الة ا اارطة
350
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
القض ااائية دون النيابة العامة ،على أن يخض ااع في ذلك لرقابة هذه األخيرة ،ذلك أن هذه الجرائم في الغالب
هي جرائم تنظيمية بسيطة ال تكةف عن خطورة إجرامية كييرة لدع مرتكييها.
-3محرر المحضر
نظيره الجزائري لمحرر المحضر أن يعرض على كما سيق ذكره أجاز المةرع المصري على خز
المتهم أو وكيلو التصا ا ا ااالح في مواد المخالفات على أن يثيت ذلك في المحضا ا ا اار ،عمزا بخحكام المادة 18
مكرر من ق.إ.ج.م المعدلة بالقانون رقم 74لسنة .2007 اا
أساسيا في التصالح إلى جانب كل من ا وعلى ذلك فمحرر المحضر يعد في التةريع المصري طرافا
النيابة العامة والمخالف-المتهم أو وكيلو ،-فخكثر الجرائم التي تجوز فيها المصا ا ا ااالحة يقوم يإجرائها محرر
المحضر استهداافا للسرعة وكسب الوقت ،وذلك بعرض التصالح على المتهم(.)1
والمحض ا ا اار هو س ا ا اارد كتايي يقوم بو المحرر مما راه أو س ا ا اامعو أو أحس بو أثناء قيامو يواجبو بكل
موضوعية ،ومحرر المحضر هو ةخص ذو صزحيات ،أو وظيفة محددة ،وتجدر اإلةارة إلى أن المةرع
المص ااري كان يعطي ص اازحية عرض التص ااالح على المتهم في المخالفات لمخموري الض اابا القض ااائي(،)2
مكرر قيل تعديلها بالقانون رقم 74لسنة .)3(2007اا ينص المادة 18
ويراد بالض ا اابطية القض ا ااائية مجموعة الموظفين العامين الذين حددهم المة ا اارع على س ا ااييل الحصا ا ار
بموجب نصوص عامة أو خاصة أو قرار أناط يهم مهمة البحث عن الجرائم ومرتكييها وجمع االستدالالت
التي تلزم للتحقيق في الدعوع العمومية(.)4
والمةاارع هو من يحدد صاافة ضااابا الةاارطة القضااائية ،حيث ال يمكن إسااباغ صاافة ضااابا الةاارطة
القض ا ا ا ا ا ااائية أو عون بغير نص قانوني( ،)5حيث يينت المادة 23من ق.إ.ج.م من لهم ص ا ا ا ا ا اافة الض ا ا ا ا ا اابا
()6
والتي تقايلها المواد 28 ،27 ،21 ،19 ،15 ،14من ق إ ج ج. القضائي
351
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
وبذلك يتضح مدع توسع المةرع المصري في تعديل عرض التصالح من محرر المحضر( ،)1حيث
يتجو نحو تسا ااهيل إجراءات التصا ااالح وذلك يإعطاء صا اازحية عرض التصا ااالح لمحرر المحضا اار دون أن
يةترط فيو صفة مخمور الضبا القضائي ،ومسلك المةرع يتفق مع السياسة الجزائية التي انتهجها المةرع
المصري يإدخالو نظام التصالح في قانون اإلجراءات الجزائية واعتباره من الوسائل التي تنتهي يها الدعوع
ميرر ذلااك العموميااة دون محاااكمااة ياال ياادياال عن هااذه الاادعوع ،وجعاال إلرادة المتهم اا
دور في إنهااائهااا ،اا
بالتخفيف عن كاهل القض اااء الكثير من الجرائم التي ال تنم عن خطورة إجرامية وتض اايف أمواالا إلى خزينة
الدولة(.)2
ثانيا :الشروط اإلجرائية ف هرامة الصلح
تخضع المصالحة في هذا المجال إلى الةروط اإلجرائية الميينة في نص المواد 381إلى 390من
مكرر من ق.إ.ج.م على النحو ارتي ييانو:
اا ق إ ج ج ،ونص المادة 18
-1عرض المصالحة من سلطة مختصة
352
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
وفي هذا الصاادد نصاات المادة 381من ق.إ.ج.ج على " :قيل كل تكليف بالحضااور أمام المحكمة
يقوم عضااو النيابة العامة المحال عليو محضاار مثيت لمخالفة يإخطار المخالف بخنو مصاارئ لو يدفع ميلغ
قانونا لعقوبة المخالفة "(.)1 ٍ
مساو للحد األدنى المنصوص عليو ا على سييل غرامة صلح
مكرر من ق.إ.ج.م طريقة عرض التصا ا ااالح على المتهم ينصا ا ااها على " :على
اا كما يينت المادة 18
محرر المحضا اار أو النيابة العامة بحسا ااب األحوال أن يعرض التصا ااالح على المتهم أو وكيلو ،ويثيت ذلك
في محضر"(.)2
واليين من خزل نصا ا ااي المادتين ،أن إجراءات عرض المصا ا ااالحة تختلف يين التة ا ا اريعين الجزائري
والمص ااري بحس ااب ص اافة القائم بعرض ااها ،فيما إذا كان محرر المحض اار والذي يكون قاص ا اا
ار على التةا اريع
المص ااري ،أو النيابة العامة ،وهي محل اتفاق يين التةا اريعين الجزائري والمص ااري مع الفارق بة ااخن ص اانف
الجريمة المتصالح بةخنها.
فبالنس ا ا ا ا اابة للتةا ا ا ا ا اريع الجزائري يقوم عض ا ا ا ا ااو النيابة العامة على مس ا ا ا ا ااتوع المحكمة ،قيل أي تكليف
بالحضور أمام المحكمة يإخطار المخالف بخنو مصرئ لو دفع ميلغ على سييل غرامة صلح ،يحدد مقدارها
بموجب قرار( ،)3فخول إجراء فيها هو إخطار informationالمخالف يهذه اإلمكانية(.)4
يوما من القرار ،بموجب
ولهذا الغرض ،يرساال ممثل النيابة العامة إلى المخالف خزل خمسااة عةاار ا
خطاب موصااى عليو بعلم الوصااول ،يذكر فيو على وجو التحديد :موطنو ومحل ارتكاب المخالفة وتاريخها
وسا ا ا ااييها والنص القانوني المطيق بةا ا ا ااخنها ،ومقدار غرامة الصا ا ا االح والمهل وطرق الدفع المحددة في المادة
384من ق إ ج ج( ،)5وهااذا يعااد بمثااابااة ض ا ا ا ا ا ا امااانااة للمخااالف من جهااة ألنااو يحقق لااو مياادأ العلم بااالجرم
المنسا ا ا ا ا ااوب إليو ،وبالتالي يتحقق علم المخالف بالمخالفة التي حررت ضا ا ا ا ا ااده ،كما أنو يؤكد علم المخالف
يإجراء المصالحة وتنييهو في حقو في التصالح(.)6
أما بالنسا ا اابة للجهة المختصا ا ااة بعرض الغرامة التصا ا ااالحية في التة ا ا اريع المصا ا ااري تتمثل في محرر
غالبا مخمور الضابا القضاائي على حد تعيير المةارع المصاري ،والنيابة العامة ،حيث المحضار والذي هو ا
أناط المة ا اارع المص ا ااري يهاتين الجهتين عرض التص ا ااالح على المتهم سا ا اواء تعلق األمر بمخالفة أو جنحة
353
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
( -)1أمين مصطفى محمد ،انقضاء الدعوع الجنائية بالصلح في قانون اإلجراءات الجنائية ،المرجع السايق ،ص .95
-يرع الفقو المصا ا ا ا ا ا ااري-وبحق-أن هذه التفرقة كانت قليلة األهمية باعتبار أن النيابة العامة كان لها أي ا
ض ا ا ا ا ا ا اا أن تعرض ()2
أساسا ،ذلك أن من يملك األكثر التصالح على المتهم في مواد المخالفات التي تدخل في اختصاص مخمور الضبا القضائي ا
يملك األقل ،باعتبار أن التصا ااالح إجراء من إجراءات الدعوع العمومية والتي تملكها النيابة العامة بصا اافة أسا اااسا ااية ،كما أن
تجاوز مخمور الضاابا القضااائي حدود اختصاااصااو وعرض التص ااالح على المتهم في جنحة وقيل المتهم ذلك التص ااالح ودفع
ميلغ التصالح ،فإن هذا التصالح كان ال يبطل ،وعلة ذلك أن حق المتهم في التصالح حق أصيل يثيت لو من وقت ارتكاب
الجريمة ،وال يرتهن نةااوؤه بعرضااو عليو من أي جهة ،باعتبار أنو معروض على المتهم بموجب النص الذي أجاز التصااالح
إيجابا من قيل المجتمع يتزقى مع قيول المتهم ،وينعقد بو التص ا ا ا ا ا ااالح ،لمزيد من التفاص ا ا ا ا ا اايل
ا في تلك الجريمة ،وهو ما يعد
أنظر :طو أحمد محمد عيد العليم ،الصالح الجنائي في القانون المصاري طبقا رخر تعديزتو ،المرجع الساايق ،ص ص 65
وما بعدها.
( -)3طو أحمد عيد العليم ،المرةد في الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو وأحكام القضاء وفقا ألحدث التعديزت ،...المرجع
السايق ،ص .312
( -)4طو أحمد عيد العليم ،الموسوعة الةاملة في ...الصلح الجنائي في ضوء اراء الفقو وأحكام القضاء ،...المرجع السايق،
ص ص .315-314
354
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
يل يكفي أن يكون قد حرر تحت إة ا ا ا ا ارافو وذيل يتوقيعو ،ويسا ا ا ا ااخل فيو المتهم عن الواقعة المنسا ا ا ا ااوبة إليو،
ويسا ا ااتوي أن يقر المتهم بارتكاب المخالفة أو ينكر ارتكايها ،وبعد ذلك يعرض محرر المحضا ا اار التصا ا ااالح
على المتهم ويثيت ذلك كتابة في محض ا ا اره ،ثم يثيت موقف المتهم بقيولو التصا ا ااالح أو رفضا ا ااو ،فز يجوز
االكتفاء بعرض التصالح ةفاهة(.)1
أما إذا كان عرض التص ا ااالح يتم من جانب النيابة العامة ،فإن محض ا اار الجريمة يحرر أوال من قيل
مخمور الضا اابا القضا ااائي ،ثم يرسا اال إلى النيابة العامة بعد ذلك ،وفي هذه الحالة إما أن تعرض التصا ااالح
على المتهم أو وكيلو ة اافاهة ،وذلك بعد اطزعها على األوراق وتدون قيول المتهم للتص ااالح أو رفض ااو في
محض ا ا اار ،واما أن تباة ا ا اار تحقياقا في الواقعة وتعرض في نهايتو التص ا ا ااالح على المتهم أو وكيلو ،كل ذلك
مقرون يإثبات عرض التصالح في المحضر كتابة(.)2
وفي هذا الص اادد ،إذا كان المة اارع الجزائري قد أورد من يين الحاالت التي ال يجوز فيها اللجوء إلى
غرامة الصا االح ينص المادة 391من ق.إ.ج.ج إذا كان ثمة تحقيق قضاااائي ،فإن المةا اارع المصا ااري أجاز
للنيابة العامة أن تباةر تحقيقا في الواقعة وتعرض في نهايتو التصالح على المتهم(.)3
مكرر من ق.إ.ج.م المعاادلااة بااالقااانون رقم 74لس ا ا ا ا ا ا انااة ،2007أن
اا والمزحظ على نص المااادة 18
وجوبيا ينصا ا ا ااو فيها على " :على محرر ا المةا ا ا اارع المصا ا ا ااري جعل عرض التصا ا ا ااالح على المتهم أو وكيلو
تنييو المتهم إلى حقو في التص ا ااالح ،وهو ذات الغرض من إخطار المحض ا اار أو النيابة العامة ،"...يهد
المخالف في التةا ا ا اريع الجزائري ،الحتمال عدم معرفتو بو ،والتص ا ا ااالح هنا هو حق للمتهم يثيت لو من يوم
وقوع الجريمة ،وال يتوقف على إرادة محرر المحضا ا ا ا اار أو النيابة العامة( ،)4كما أن عدم عرض التصا ا ا ا ااالح
على المتهم أو وكيلو ال ينفي حق المتهم في أن يطالب بو( ،)5فز يس ا ا ا ا ااتخثر هؤالء يتقدير مزئمتو( ،)6ومن
هنا نلمس أن المةاارع المصااري قد وفق في منح الطرفين حق اسااتعمال إرادتيهما في التصااالح ،على عكس
355
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
المةرع الجزائري الذي جعل الم صالحة مكنة في يد الجهة المختصة تستعملها متى ةاءت ،دون أن يكون
للةخص المخالف أي تدخل في ذلك(.)1
وعليو فالتصا ا ااالح في التة ا ا اريع المصا ا ااري وجوبي كما في القانون الهولندي ،واللييي ،فيجب عرضا ا ااو
على المتهم إما مباة ا ا ا ا ا ارة أو يإخطار رسا ا ا ا ا اامي ،يينما في القانون اليلجيكي فهو جوازي كما هو في القانون
الجزائري(.)2
ويثور التساؤل يخصوص جزاء عدم عرض المصالحة على المخالف أو المتهم
مكرر من ق.إ.ج.م لم تقر ار أي إجراء على
اا المزحظ أن نصا ا ا ا ااي المادتين 381من ق.إ.ج.ج و18
عدم عرض التصالح على المخالف أو المتهم ،إذ ال يترتب عليو البطزن(.)3
ويرع جانب في الفقو المصا ااري أن إغفال محرر المحضا اار عن واجب عرض التصا ااالح على المتهم
أو وكيلو أو عرضو عليو ةفاهة ولم يقم بكتابة ذلك في المحضر فعلى النيابة العامة عند عرض المحضر
عليها أن تسا ا ااتدعي المتهم أو وكيلو وتنيهو إلى حقو في التصا ا ااالح ،وهي حين تقوم يذلك باعتبارها رئيسا ا ااة
على أعمالو(.)4 لمخمور الضبا القضائي وبما لها من واجب اإلة ار
ويضاايف جانب اخر من الفقو المصااري أن إغفال القيام يهذا الواجب من الجهة المختصااة ساواء من
محرر المحضا اار أو النيابة العامة يجب أن تخضا ااع إلجراءات تضا اامن التزام المختص بو بخدائو ،وحتى لو
تمثل ذلك من خزل الرقابة والتفتيش على تلك األعمال بحيث يعد إغفال القيام يهذا الواجب خطخ يتعلق
بخداء الوظيفة ،ويسا ا ا ا ااخل من صا ا ا ا اادر منو( ،)5ألن إغفال عرض هذا اإلجراء يترتب عليو اثار سا ا ا ا االيية على
الخص ا ا ااومة تتمثل في زيادة أعباء الس ا ا االطة القض ا ا ااائية ،إطالة أمد اإلجراءات، الس ا ا االطة القض ا ا ااائية وأط ار
وحرماان المتهم من أحاد حقوقاو التي كفلهاا لاو القاانون وهي رغيتاو في إنهااء الادعوع صا ا ا ا ا ا اال احاا والتي كاان
يجهلها ،كما يزيد من أعبائو المادية(.)6
-2قبو المخالف(المتهم)
باعتبار المصااالحة حق للمخالف أو المتهم-وبالتالي تكون لهذا األخير حرية االختيار يين اسااتعمالو
356
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
فتنقضا ا ا ا ا ا ااي بو الدعوع العمومية ،أو رفضا ا ا ا ا ا ااو فيحاكم وفقا لإلجراءات العامة ،وعلى ضا ا ا ا ا ا ااوء هذه الطييعة
قانونا
االختيارية ،فإن للمخالف-المتهم -أن يقيل الغرامة التص ااالحية إذا عرض اات عليو من الجهة المحددة ا
(محرر المحضا ا ا اار أو النيابة العامة) ،أو يطلبو من تلك الجهة في حالة عدم العرض عليو ،ولكن ال يكفي
مجرد قيول المتهم للتصاالح لكي ينتج أثره ،وانما يتعين أن يدفع المخالف-المتهم -ميلغ الغرامة التصاالحية
قانونا ،وخزل فترة معينة(:)1
المحددة ا
أ-دفع مقابل المصالحة
يعير مرتكب المخالفة على قيولو لعرض النيابة العامة بالمصا ا ا ا ا ااالحة يدفع ميلغ على سا ا ا ا ا ااييل غرامة
ص االح حدده المة اارع الجزائري ينص المادة 381من ق إ ج ج بخنو مس ا ٍ
ااو للحد األدنى المنص ااوص عليو
قانونا لعقوبة المخالفة.
ا
كما قرر المة اارع الجزائري أن القرار المحدد لمقدار غرامة الص االح في المخالفات ال يكون قابزا ألي
طعن من جانب المخالف( ،)2ألن يإمكان المعني أن يرفض الدفع فتحال القضية على المحكمة(.)3
مكرر من ق.إ.ج.م المعدلة بالقانون رقم 74لسا ا ا ا ا اانة 2007هي األخرع في
اا فيما أوجيت المادة 18
فقرتيها الثالثة والرابعة على المتهم الذي يقيل التصالح أن يدفع ميلغ الغرامة التصالحية ،والذي ميز المةرع
المصري في تحديده يين حالتين(:)4
-الحالة األول :وهي حالة قيام المتهم يدفع ميلغ التصالح قيل رفع الدعوع :وفي هذه الحالة يكون
ميلغا يعادل ثلث الحد األقصى للغرامة المقررة للجريمة.
مقايل التصالح ا
-الحالة الثانية :حالة التصا ااالح بعد إحالة الدعوع العمومية إلى المحكمة المختصا ااة وقيل صا اادور
حكم في الموضا ا ااوع :في هذه الحالة فإن ميلغ الغرامة التصا ا ااالحية يزيد مقداره ،فيكون ثلثي الحد األقصا ا ااى
للغرامة المقررة للجريمة أو كامل حدها األدنى المقرر لها أيهما أكثر.
ويزحظ أن كز المةا اارعين الجزائري والمصا ااري قد راعى كل منهما عند تحديد مقايل المصا ااالحة أن
يكون معقوالا بغية دفع واعزاء المخالف أو المتهم على قيول التص ااالح يدالا من المخاطرة بالس ااير في دعوع
قد تنتهي بالحكم عليو بخقص ا ااى الغرامة ،أو بغرامة تزيد عن مقايل التص ا ااالح( ،)5كما أن المة ا اارع المص ا ااري
357
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
قرر زيادة ميلغ التصالح الواجب دفعو بعد إحالة الدعوع للمحكمة رغبة منو في االستغناء عن رفع الدعوع
العمومية ،بما يحقق تبسيا اإلجراءات وسرعتها ،وتخفيف العبء الملقى على عاتق القضاء.
ب-ميعاد دفع مقابل المصالحة
حدد المةا اارع الجزائري ميعاد إجراء غرامة الصا االح ينص المادة 381من ق.إ.ج.ج بقيل كل تكليف
بالحضااور أمام المحكمة ،فيما حدد األجل الذي يتعين على المخالف خزلو أن يدفع مقايل التصااالح ينص
يوما التالية السا ا ا ااتزمو اإلخطار المةا ا ا ااار إليو في المادة 383من
المادة 384من ق إ ج ج ،وهو ثزثين ا
ق.إ.ج.ج المذكورة ساباقا(.)1
أما المةرع المصري فكان يحدد ميعاد دفع مقايل التصالح بمدة خمسة عةر ا
يوما ،إال أنو عدل عن
ذلك بموجب القانون رقم 74لساانة ،2007بخن أجاز للمتهم دفع مقايل التصااالح حتى تحريك الدعوع دون
تقييد بالمدة سااالفة الذكر ،وفي هذه الحالة يكون مقايل التصااالح معادالا لثلث الحد األقصااى للغرامة المقررة
للجريمة ،وال يترتب على تحريك الدعوع العمومية س ا ا ااقوط حق المتهم في التص ا ا ااالح( ،)2وييدوا أن المة ا ا اارع
المص ا ا ا ااري أراد إعطاء فرص ا ا ا ااة أخرع للمتهم في أن يراجع نفس ا ا ا ااو ويتص ا ا ا ااالح حتى بعد إحالة الدعوع إلى
المحكمة المختصة( ،)3ومع ذلك قرر في هذه الحالة األخيرة مؤاخذتو بالةدة يزيادة قيمة الميلغ الذي يتعين
ض ا اا أن يةا ااعره بمدع تقصا اايره وتخخره في الدفع ،حيث
عليو دفعو كمقايل للتصا ااالح ،فخراد من خزل ذلك أي ا
ألزمو يدفع ميلغ أكثر ،يعادل ثلثي الحد األقص ا ا ا ااى للغرامة المقررة للجريمة أو قيمة الحد األدنى المقرر لها
أيهما أكثر وذلك قيل صدور حكم في الموضوع(.)4
مكرر من ق.إ.ج.م المعدلة بالقانون رقم 74لسا اانة
اا وقد أثار امتداد ميعاد التصا ااالح ينص المادة 18
فقهيا يتعلق بالمقصود بالحكم الفاصل في الموضوع هل 2007إلى قيل صدور حكم في الموضوع جدالا ا
أم محكمة النقض هو الحكم الصادر عن أول درجة أم أمام محاكم االستئنا
في الرأي ص اادر قرار()5عن مجلس الدولة المص ااري جاء فيو " :إن المس ااتقر عليو وازاء هذا الخز
في فقو قانون اإلجراءات الجنائية أنو ليس كل حكم فاصا ا اال في موضا ا ااوع الخصا ا ااومة الجنائية تنقضا ا ااي بو
الدعوع الجنائية ،وانما يلزم أن تتوافر في هذا الحكم صا ا اافة معينة وهي أن يكون باتاا ،ذلك أن القانون نظم
طرق معينة للطعن في األحكام التي تصا ا ا ا ا ا اادرها جهات القضا ا ا ا ا ا اااء ،وما دام طريق الطعن في الحكم مازال
( -)1المادة 384من أمر رقم ،155-66معدلة بالقانون رقم ،03-82المرجع السايق ،ص .313
(-)2طو أحمد عيد العليم،الموسوعة الةاملة في ...الصلح الجنائي ،...المرجع السايق ،ص ص 322-321
( -)3عيد اللطيف أيو دربالة عيد الفاضل األزرق ،المرجع السايق ،ص .68
( -)4أنيس حس اايب الس اايد المحزوي ،الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية :د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي والفقو
اإلسزمي ،مكتبة الوفاء القانونية ،المرجع السايق ،ص .534
( -)5رقم 41و1و 60بالخطاب رقم 556يتاريخ 10ماي س ا ا ا ا ا اانة ،1983نقزا عن :محمد الس ا ا ا ا ا اايد عرفة ،المرجع الس ا ا ا ا ا ااايق،
ص.261
358
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
نهائيا الحتمال إلغائو أو تعديلومفتوحا فز يمكن القول بخن الحكم قد فصاال في موضااوع الخصااومة فص ازا ا ا
من المحكمة المطعون أمامها ،ومعنى ذلك أنو إذا كان الحكم مازال قابزا للطعن فيجوز نظر موضا ا ا ا ا ا ااوع
الخصا ا ا ا ااومة مرة أخرع أمام المحكمة ،أما إذا كان الحكم غير قايل للطعن أو كان قد اسا ا ا ا ااتنفذ جميع طرق
359
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ويتحقق ممثل النيابة العامة من عدم دفع الغرامة إذا لم يص ا االو تيليغ المحص ا اال بس ا ااداد ميلغ الغرامة
يوما من تاريخ استزم مرتكب المخالفة اإلخطار بالدفع(.)1 في مهلة خمسة وأربعين ا
وألن األس اااس النفعي الذي يقوم عليو نظام التص ااالح ال يتحقق إال إذا قام المتهم بالفعل بس ااداد ميلغ
قانونا وليس مجرد قيول الدفع( ،)2فحدد المةرع المصري الجهات المختصة التي
الغرامة التصالحية المقررة ا
مكرر من ق.إ.ج.م المعدلة بالقانون رقم 74لسا اانة ،2007
اا يتم دفع مقايل التص ا االح إليها ينص المادة 18
وهي :خزانة المحكمة أو النيابة العامة أو إلى من يرخص لو من وزير العدل يذلك.
فااالاادفع يكون لخزينااة النيااابااة العااامااة ماااداماات الاادعوع في حوزتهااا ،فااإذا أحيلاات إلى المحكمااة فيكون
الدفع إلى خزينة المحكمة ،إلى جانب إمكانية دفع الغرامة إلى أي موظف يرخص لو وزير العدل يذلك،
هذا في حالة قيول المتهم للتصالح ،أما في حالة رفضو فإنو يتعين السير في الدعوع العمومية باإلجراءات
العاااديااة ،وفي هااذه الحااالااة يتعين التفرقااة يين المخااالفااة والجنحااة ،فااإذا تعلق األمر بمخااالفااة ورفض المتهم
ائيا طبقا لنص المادة
أمر جز ا
التصااالح بةااخنها ،ففي هذه الحالة يتعين على النيابة العامة أن تصاادر بةااخنها اا
مكرر من ق إ ج م ،أما إذا تعلق األمر يجنحة ورفض المتهم التصالح بةخنها ،فالنيابة العامة مخيرة اا 325
يين فتح تحقيق بةخنها أو تحيلها مباةرة إلى المحكمة المختصة(.)3
وييدو أن قصد المةرع الجزائري يتنويع طرق الدفع ،والمةرع المصري يتخويل أكثر من جهة سلطة
استنادا إلى المرحلة اإلجرائية التي يحصل فيها التصالح()4يتمثل في التيسير على ا تحصيل مقايل التصالح
الراغيين في التصا ا ا ااالح ،وتزفي بعض الصا ا ا ااعوبات العملية التي يصا ا ا ااادفها المخالف أو المتهم الراغب في
التص ااالح ،خاص ااة في بعض المناطق النائية التي يكون فيها الس ااداد للمحص اال أو للنيابة العامة أو لخزينة
اير ،وهو ما أيده بعض الفقو باعتبار أن الخيرة العملية قد أثيتت صا ا ااعوبة اتباع طريقة واحدة
المحكمة عسا ا ا اا
لدفع الغرامة التصالحية في األقاليم والمدن الكيرع(.)5
ثالثا :اآلثار اإلجرائية للمصالحة ف هرامة الصلح
رتب المةا ا ا اارع الجزائري على دفع المخالف لمقدار غرامة الصا ا ا االح كامزا دفعة واحدة ضا ا ا اامن المهل
المنص ااوص عليها في المادة 384من ق إ ج ج ،انقض اااء الدعوع العمومية عمزا بخحكام المادة 389من
ق إ ج ج.
( -)1أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .139
( -)2فايز السيد اللمساوع ،أةر فايز اللمساوع ،المرجع السايق ،ص .25
( -)3مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم ،المرجع السايق ،ص .174
( -)4أمين مصطفى محمد ،انقضاء الدعوع الجنائية بالصلح في قانون اإلجراءات الجنائية ،المرجع السايق ،ص ص -106
.107
( -)5أسامة حسنين عييد،الصلح في قانون اإلجراءات الجنائية ،...دار النهضة العربية،المرجع السايق،ص ص .275-274
360
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ويترتب على ذلك قيام النيابة العامة بحفظ الملف ،وعدم متابعة المخالف بعد ذلك على أسا ا اااس هذه
الواقعة ،واذا تم تحريكها يتم الحكم بانقض اااء الدعوع العمومية يدفع غرامة الص االح طباقا لنص المادتين -6
4من ق.إ.ج.ج و 389من ق إ ج ج(.)1
وجوبا بغير
ا كما رتب المة اارع المص ااري ذات األثر على التص ااالح بمخالفة أو جنحة ال يعاقب عليها
الغرامة أو التي يعاقب عليها جوازايا بالحبس الذي ال يزيد حده األقص ااى على س ااتة أة ااهر ،إذ تنص المادة
مكرر من ق.إ.ج.م والمعدلة بالقانون رقم 74لسنة 2007في فقرتها األخيرة على " :وتنقضي الدعوع اا 18
الجنائية يدفع ميلغ التصالح .2"...
فإذا دفع المتهم ميلغ التصااالح المقرر حسااب مرحلة الدعوع التي تم فيها التصااالح ،فإنو يترتب عليو
انقضا ا ا ا ا ا اااء الدعوع العمومية في أي مرحلة كانت عليها الدعوع ،ولو كانت أمام محكمة النقض ولو كانت
مرفوعة بطريق االدعاء المباةر(.)3
ولما كان التةا اريع المص ااري يجيز إجراء الغرامة التص ااالحية حتى بعد تحريك الدعوع العمومية وقيل
نظيره الجزائري الذي قصر غرامة الصلح على مرحلة قيل تحريك صدور حكم في الموضوع ،على خز
الدعوع العمومية ،فإننا نميز يين مرحلتين في التة ا ا ا اريع المصا ا ا ااري ،فإذا تم التصا ا ا ااالح قيل تحريك الدعوع
العمومية ،تغل يد النيابة العامة وال يجوز لها تحريك الدعوع العمومية ض ا ا ا ا ا ا ااد المتهم ،ويتعين عليها أن
ار بحفظ األوراق ،أما إذا تم التصا ا ا ا ااالح بعد تحريك الدعوع ودخولها في حوزة المحكمة ،فيتعين
تصا ا ا ا اادر قراا
على هذه األخيرة أن تصاادر حكم بانقضاااء الدعوع العمومية بالتصااالح طباقا لنص المادة 18م اا
كرر من ق
إ ج م(.)4
وباإلض ا ا ااافة إلى اتفاق التةا ا ا اريعين الجزائري والمص ا ا ااري في ترتيب انقض ا ا اااء الدعوع العمومية كخثر
لغرامة الصالح ،فإنهما يتفقان في حصار اثار التصاالح بصافة أسااساية على موضاوعو ،فز يمتد أثره لوقائع
صا اا ال يتعدع أثرها إلى الجرائم المرتبطة( ،)5وبالتالي تظل
ايبا خا ا
لم ية ااملها ،حيث أن المص ااالحة تعتير س ا ا
هذه الجرائم خاضعة للقواعد العامة ،فالمصالحة في مخالفات أو بعض جنح القانون العام البسيطة ال تتخثر
( -)1مراد يلولهي ،المرجع السا ا ا ا ا ا ااايق ،ص ، 123نجيمي جمال ،قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري على ضا ا ا ا ا ا ااوء االجتهاد
القضائي( مادة بمادة ) ،ج :2من المادة 248إلى نهاية القانون ،المرجع السايق ،ص .222
مكرر من ق إ ج م ،المعدلة بالقانون رقم 74لسنة ، 2007المرجع السايق.
اا ( -)2المادة 18
( -)3أحمد إيراهيم عطية ،المرجع السايق ،ص .163
( -)4عيد اللطيف أيو دربالة عيد الفاضاال األزرق ،المرجع السااايق ،ص 73وما بعدها ،فايز الساايد اللمساااوع ،أةاار فايز
اللمساوع ،المرجع السايق ،ص .28
( -)5ومع ذلك أعطى الكتاب الدوري للنيابة العامة في مصر رقم 19لسنة ،1998سلطة تقدير مزئمة حفظ األوراق بالنسبة
للجريمة األخف في حالة التصااالح بةااخن الجريمة األةااد ،مةااار إليو لدع :مدحت عيد الحليم رمضااان ،المرجع السااايق ،ص
ص .77-76
361
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
بو الجرائم المرتبطة يها ،ولهذا تستمر اإلجراءات العادية بالنسبة للجرائم المرتبطة(.)1
واذا تم التصا ا ااالح خطخ في مخالفة أو جنحة ال يجوز التصا ا ااالح فيها أو كان الميلغ المدفوع يقل عما
هو مقرر قاانواناا ،اعتير التص ا ا ا ا ا ا ااالح فيهاا كاخن لم يكن ،وكاان للنيااباة العااماة أن تسا ا ا ا ا ا ااير في الادعوع وفقاا
لإلجراءات العادية(.)2
واذا كان المةرع الجزائري قد نص في المادة 389من ق.إ.ج.ج على أن قيام المخالف يدفع غرامة
بالمخالفة ،فإن المة اارع المص ااري لم يورد ذلك ،يل إن محكمة النقض المصاارية الص االح يتض اامن االعت ار
اعتيرت أن قيول المتهم التصالح ال يعتير اعت ارافا منو بالتهمة(.)3
كما أنو ،إذا كان المةا ا ا ا ا ا اارع الجزائري قد أخرج المخالفات التي تعرض فاعلها لتعويض األض ا ا ا ا ا ا ارار
الزحقة باألةاااخاص أو األةا ااياء ينص المادة 391من ق.إ.ج.ج من دائرة المخالفات التي يجوز تساااويتها
عن طريق إجراء غرامة الص ا ا ا ا االح ،فإن نظيره المص ا ا ا ا ااري خالفو الرأي إذ لم يس ا ا ا ا ااتبعد هذا الغرض بة ا ا ا ا ااخن
مكرر من ق.إ.ج.ج
اا المخالفات والجنح التي يجوز فيها التص ا ااالح ،إذ نص في الفقرة األخيرة من المادة 18
على ... " :وال يكون لهذا االنقضاء أثر على الدعوع المدنية " ،فحرص المةرع المصري على هذا النص
منو بمسا ا ااؤوليتو الجزائية وبالتالي خةا ا ااية حمل قيول المتهم على أداء الغرامة التصا ا ااالحية على أنو اعت ار
قاطعا يعول عليو في الدعوع المدنية المقامة عن ذات الوقائع ،فخراد يذلك منع هذا اللبس
اعتبار هذا دليزا ا
بالنص على نفي أي تخثير للتصااالح على الدعوع المدنية ،وكي يتيح فرصااة التصااالح حتى لمن يرغب في
ائيا رغم تمسكو بعدم مسؤوليتو(.)4
تجنب محاكمتو جز ا
مجمل القول ...إذا كان المةرعين الجزائري والمصري قد اتفقا على األخذ بالغرامة التصالحية بةخن
الجرائم البسا ا ا ا ا ا اايطة التي ال تعكس خطورة إجرامية كييرة لدع مرتكييها ،كما رتبا عن هذا اإلجراء أثر واحد
وهو انقض ا ا اااء الدعوع العمومية يدفع ميلغ مقايل التص ا ا ااالح ،فإنهما يختلفان في عدة نقاط منها :نطاق هذه
الجرائم حيث قصرها المةرع الجزائري على المخالفات دون الجنح ،كما أنو ضيق من مجال تطييقها ينصو
على عدة اساتثناءات( ،)5فيما وساع المةارع المصاري من مجالها لةامل جميع المخالفات دون اساتثناء واحد
وبعض الجنح ،كما أنهما يختلفان في صاا ا ا اافة الجهة المخولة بعرض التصا ا ا ا ااالح حيث قصا ا ا ا اارها المةا ا ا ا اارع
طبقت فيها هذه اإلجراءات من قيل نيابات الجمهورية،وذلك راجع إلى مجال تطييقها،مراد يلولهي،المرجع السايق ،ص.123
362
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الجزائري على النيابة العامة فيما أجاز نظيره المص ا ا ا ا ااري إج ارئها من قيل محرر المحض ا ا ا ا اار والذي هو في
الغالب مخمور الضبا القضائي على حد تعيير هذا األخير والنيابة العامة على حد السواء ،جنحة كانت أم
مخالفة ،كما أن المة اارع الجزائري حد مواعيد إجرائها بمرحلة قيل تحريك الدعوع العمومية فيما مد المة اارع
المصري هذا األجر إلى قيل صدور حكم في الموضوع:
وبناءا على ما س اايق ،يخلص الباحث إلى أن المة اارع المص ااري أحس اان تنظيم هذه ارلية اليديلة عن
ا
الدعوع العمومية بما يحقق األهدا المرجوة منها ،السيما تبسيا وتيسير اإلجراءات وتخفيف العبء على
نظيره القضا ا ا ا ا ا اااء ،بما يحقق يدوره حل أزمة العدالة الجزائية ،ويعير عن عدالة جزائية ناجزة ،على خز
معدوما.
ا الجزائري الذي ضيق الخناق على هذا اإلجراء لدرجة جعلو
ومن ثم فالغرامة التصا ا ااالحية في التة ا ا اريع المصا ا ااري أكثر ةا ا ااموالا من غرامة الصا ا االح في التة ا ا اريع
الجزائري ،وهو ما يتجلى عند مقاربة نطاق تطييق كل منهما ساواء من حيث الموضااوع-جنحة أو مخالفة-
أو الجهة الموكول لها عرض التصالح ،أو من حيث اجالها.
الفرع الثان :التصالح الجزاف ف مخالفات قانون المرور
تتعدد الغرامات التصااالحية في التة اريعات المعاص ارة ،حيث يحدد المةاارع المقايل المالي للمصااالحة
في ط ااائف ااة من الجرائم ،يجمع يينه ااا أنه ااا جرائم كثيرة الع اادد قليل ااة الخطر ،وتل ااك الجرائم ق ااد تكون من
اار في الجرائم المتعلقة
المخالفات أو من الجنح ،وتعتير الغرامة الجزائية من أكثر الغرامات التصاالحية انتة اا
بمخالفة قواعد المرور أو الجرائم التي تتعلق بالنقل العام(.)1
ويجد التصالح الجزافي مصدره في القانون الجزائري في قانون اإلجراءات الجزائية ينص المادة 392
وتحديدا في فقرتها األولى ينصها على ":يمكن أن تنقضي الدعوع العمومية الناةئة عن مخالفة ،في المواد ا
المنصا ا ا ا ااوص عليها بصا ا ا ا اافة خاصا ا ا ا ااة في القانون ،يدفع غرامة جزافية داخلة في قاعدة العود" ،كما يجد
()2
مصا اادره أسا ااا اس ا اا في قانون المرور ينص المادة 118من قانون رقم 14-01المتعلق يتنظيم حركة المرور
عير الطرق وسزمتها وأمنها( ،)3المعدل والمتمم ،بالقانون رقم 05 –17المؤرخ في 16فيفري .)4(2017
أما التص ا ااالح الجزافي في القانون المص ا ااري فيجد مص ا اادره في قانون اإلجراءات الجزائية بالمادة 18
مكرر ،المضافة إليو بموجب القانون رقم 174لسنة ،1998والمعدلة بالقانون رقم 74لسنة ،2007وعدة
اا
363
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
قوانين أخرع متفرقة(،)1منها قانون المرور،المعدل بالقانون رقم 121لسنة 2008ينص المادة 80منو(.)2
أمااا إجراء الغ ارمااة الجزافيااة في القااانون الفرنسا ا ا ا ا ا ااي ،فهو إجراء قااديم يرجع ظهوره إلى عااام ،1926
ليعكس فكرة عدم جدوع التدخل المنظم من جانب القاضا ا ا ا ااي ،لتتحول س ا ا ا ا ار ا
يعا كضا ا ا ا اارورة حقيقية لمواجهة
االنتة ا ا ااار الرهيب لمخالفات المرور ،وتكدس القض ا ا ااايا في هذه الفئة من الجرائم أمام محاكم اليوليس نهاية
.)3(1960
والتصا ا ااالح الجزافي في التة ا ا اريع الفرنسا ا ااي ،يجد مصا ا اادره في قانون اإلجراءات الجزائية ينص المواد
بالنسا اابة لمواد المخالفات، 17-495إلى 25-495بالنسا اابة للجنح ،والمادة 529وما يليها من ق.إ.ج.
تحديدا ،كما يجد مصاادره
ا وبنص المواد 7-527إلى 4-530من ق.إ.ج .بالنساابة لبعض جرائم المرور
في قانون المرور ينص المادة L .121 .5منو ،المعدلة بالقانون رقم ،222-2019المؤرخ في 23مارس
2019في المادة 58منو ،المتعلق باليرمجة 2022-2018واصزئ العدالة(.)4
ونقص ا ا اار المعالجة والتطييق في د ارس ا ا ااتنا هذه للتص ا ا ااالح الجزافي على المص ا ا ااالحة في جرائم المرور
باعتبار التةريعات المقارنة محل الدراسة تجمع على األخذ بالغرامة الج ازفية في جرائم المرور.
وتقتض ااي د ارس ااة المص ااالحة الجزائية عن طريق دفع الغرامة الجزافية في جرائم المرور التعرض إلى
ةروط تطييقها ،واجراءاتها ،وصوالا إلى ارثار المترتبة عنها.
أوال :ضوابط التصالح الجزاف ف مخالفات قانون المرور
تعر الجريمة المرورية L'infraction routièreبخنها " :كل سا االوك إنسا اااني غير مةا ااروع في قانون
المرور ،يصا اادر من قائد أو مالك المركبة ،يعرض المصا ااالح الجوهرية ألفراد المجتمع للخطر-س ا اواء أكان
جنائيا "( ،)5فالجريمة المرورية تنطوي على عدوان مباةر ا سلييا -حدد لو المةرع المروري جز ا
اءا إيجاييا أم ا
ا
على أحد المبادئ المحددة بقانون المرور ،منها ما يتعلق بالس ا ااائق أو المركبة أو الطريق ،فالمة ا اارع يراعي
في قواعد المرور تسهيل السير وعدم عرقلتو على الطرق العامة ،ولذلك أعطى لمستخدمي الطريق اا
قدر من
المزئمة أثناء تطييق قواعد المرور الخاصا ااة بالسا اارعة ،وما قد يترتب عنها من أض ا ارار مادية محتملة عند
364
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
التطييق الجامد لهذه القواعد وااللتزام يها ،فيجب أن ينعكس ذلك على اليناء القانوني لهذه الجرائم(.)1
وترجع أهمية التصا ا ا ا ا ا ااالح الجزافي في جرائم المرور إلى تزايد هذه األخيرة( ،)2األمر الذي بات يهدد
المحاكم الجزائية بالة االل وال ريب أن التص ااالح الجزافي في جرائم المرور يحقق الردع لمرتكيي تلك الطائفة
من الجرائم من ن اااحي ااة ،ومن ن اااحي ااة أخرع يخفف الع اابء عن ك اااه اال المح اااكم الجزائي ااة في جرائم كثيرة
العدد(.)3
ويتم التصا ا ا ا ا ا ااالح الجزائي في فئة معينة من جرائم قانون المرور وفق نظام الغرامة الجزافية ،وتحكمو
ةروط موضوعية تتعلق بالجرائم محل المصالحة و ةروط تتعلق بخطرافها ،األمر الذي سنتناولو فيما يلي:
-Iالشروط الموضوعية المرتبطة بالجريمة محل التصالح :تتعلق أسااا اساا يتحديد الجرائم المةاامولة
بالمصالحة عن طريق إجراء الغرامة الجزافية وهي :
-1التصيييييييالح يكون ف جرائم معينة :أجازت المادة 392من ق.إ.ج.ج كخص ا ا ا ا اال عام انقض ا ا ا ا اااء
الدعوع العمومية في مواد المخالفات يدفع غرامة جزافية ،وذلك في المواد المنصااوص عليها بصاافة خاصااة
في القانون.
وعمزا بخحكام هذه المادة والتي تقضي بخن تكون المخالفة محل المصالحة منصوص عليها صراحة
ينص القااانون ،نص ا ا ا ا ا ا اات المااادة 118من قااانون رقم 14 –01المتعلق يتنظيم حركااة المرور عير الطرق
وسا ا ا ا ا ا اازمتهااا وأمنهااا ،المعاادلااة بااالمااادة 23من القااانون رقم 16-04المؤرخ في 10نوفمير ،)4(2004على
إمكانية تسا ا ا ااوية جل مخالفات قانون المرور تسا ا ا ااوية ودية عن طريق دفع غرامة جزافية ،وقد حددت المادة
()5
مجال تطييق نظام الغرامة الجزافية فحص ا ا ا ا ا ا ارتو في مخالفات المرور المعاقب عليها 118المذكورة أدناه
حوادث المرور على المس ا ااتوع الوطني لس ا اانة 2020يلغ 54300حادثاا ،وتم إحص ا اااء 64497جر ا
يحا ،كما يلغ عدد القتلى
1504قتيزا ،موقع و ازرة ال ااداخليااة والجم اااعااات المحليااة والتهيئااة العمرانيااة ،https://bit.ly/2UIzr9a :ت اااريخ االطزع27 :
جويلية ،2021على ساعة.06 :19 :
( -)3محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص .380
( -)4قانون رقم ،16-04مؤرخ في 10نوفمير ،2004يعدل ويتمم القانون رقم 14-01المؤرخ في 19أوت 2001والمتعلق
يتنظيم حركة المرور عير الطرق وسزمتها وأمنها،ج ر ج،عدد 72السنة 45صادرة في 13نوفمير ،2004ص ص.6-3
( " -)5يمكن كل ةخص يخالف األحكام الخاصة بالتةريع أو التنظيم المتعلق بسزمة حركة المرور ،والمعاقب عليها بغرامة
ال يتجاوز ميلغها األقصى 5000دج ،أن يدفع في غضون الخمسة عةر ا
يوما التي تلى معاينة المخالفة ،غرامة جزافية.
في حالة عدم دفع الغرامة الجزافية في ارجال المذكورة أعزه يرسل المحضر إلى الجهة القضائية المختصة.
طبقا ألحكام المادة 120أدناه " ،المادة 118من قانون رقم ،14-01المتعلق
في هذه الحالة ،ترفع الغرامة إلى أقص ا ا ااى حد ا
يتنظيم حركة المرور عير الطرق وسزمتها وأمنها ،المعدلة بالمادة 23من قانون رقم ،16-04المرجع السايق ،ص .6
365
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
بغرامة ال يتجاوز حدها األقصى 5000دج( ،)1وبالتالي فالجنح تخرج من نطاق هذا اإلجراء.
وبالرجوع إلى المة ا اارع الجزائري نجده ص ا اانف مخالفات القواعد الخاص ا ااة بحركة المرور عير الطرق
إلى أربع ( )4درجات ،وحدد لها عقوبات بغرامة جزافية تتراوئ قيمتها يين 2000دج إلى 5000دج وفق
التفصيل التالي:
أ-المخالفات من الدرجة األولى ،يعاقب عليها بغرامة جزافية تحدد قيمتها يا ا 2000دج.
ب-المخالفات من الدرجة الثانية ،يعاقب عليها بغرامة جزافية تحدد قيمتها يا ا 2500دج.
ج-المخالفات من الدرجة الثالثة ،يعاقب عليها بغرامة جزافية تحدد قيمتها يا ا 3000دج.
د-المخالفات من الدرجة الرابعة ،يعاقب عليها بغرامة جزافية تحدد قيمتها يا ا 5000دج (.)2
وبإس ااقاط المادة 118من القانون رقم 14-01المتعلق بحركة المرور عير الطرق وس اازمتها وأمنها
المعاادل والمتمم ،على نص المااادة 66من نفس القااانون ،نخلص إلى أن جميع المخااالفااات المروريااة-دون
الجنح -المصا ا ا ا ا ا اانفااة إلى أربع درجااات تاادخاال في نطاااق المص ا ا ا ا ا ا ااالحااة عن طريق إجراء الغ ارمااة الجزافيااة
المنصاوص عليو في المادة 118المذكورة أعزه ذلك أن جميع صاور هذه المخالفات يعاقب عليها بغرامة
ال تتجاوز قيمتها 5000دج.
حاليا في أي قانون على إمكانية تطييق نظام الغرامة وعلى خز المةاارع الجزائري ،الذي ال ينص ا
الجزافية ،باس ا ا ا ا ا ااتثناء واحد ووحيد يتمثل في قانون المرور( ،)3فإن نظيره الفرنس ا ا ا ا ا ااي ،وان كان نظام الغ ارمة
يخيا يقتص ا اار مجال تطييقو على قانون المرور ،إال أنو ا
حاليا في التةا ا اريع الفرنس ا ااي الجزافية في فرنس ا ااا تار ا
جدا ومفتوئ لمسااائل أخرع( ،)4مثل المخالفات المتعلقة بالنقل وبحماية فنطاق تطييق الغرامة الجزافية واسااع ا
الييئة ،وبقانون الريف والصا ا اايد البحري ،وقانون اليريد واالتصا ا اااالت اإللكترونية ،وبقانون الص ا ا احة العامة،
وبالحيوانات الضااالة الخطرة ،والمخالفات المتعلقة بالضااجيج ،...ويرجع توسااع المةاارع الفرنسااي في نطاق
إجراء الغرامة الجزافية ليةاامل عديد المخالفات إلى أن نظام التصااالح الجزافي يقوم على تساريع وتبساايا رد
الفعل الجزائي لبعض الجرائم البس ا اايطة ،فهو بمثابة المثال األكثر موض ا ااوعية في س ا ااياق تجنب اإلجراءات
( -)1أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .110
( -)2المادة 66من قانون رقم ،14-01معدلة بالمادة 6من قانون رقم ،05-17المرجع السايق ،ص ص .9-7
( -)3كان المرسا ا ااوم التة ا ا اريعي رقم 13-94المحدد للقواعد العامة المتعلقة بالصا ا اايد البحري ينص على نظام الغرامة الجزافية
ينص المادة 36منو ( ،المرسا ا ا ا ا ا ااوم التة ا ا ا ا ا ا اريعي رقم ،13-94المؤرخ في 28ماي ،1994والمحدد للقواعد العامة المتعلقة
بالص ا اايد البحري ،ج ر ج .عدد -40الس ا اانة ،-31ص ا ااادرة في 22جوان ،1994ص ،)9وقد تم إلغاؤه بموجب نص المادة
104من القانون رقم 11-01المؤرخ في 3جويلية ،2001المتعلق بالص ا اايد البحري وتربية المائيات ( ،ج ر ج ،عدد -36
الس ا ا اانة -38ص ا ا ااادرة في 8جويلية ،2001ص ) ،17المعدل بموجب القانون رقم ،08-15المؤرخ في 2أفريل ( ،2015ج
رج .عدد -18السنة ،-52صادرة في 8أفريل ،2015ص ص ،)16-9 ،مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .126
()4
- Xavier ANONIN, Op-Cit, p 17.
366
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
القضا ا ا ا ااائية في طائفة معينة من الجرائم( ،)1فمن وجهة نظر قانونية تةا ا ا ا ااكل هذه الجرائم كمخالفات المرور
ومواد أخرع ،مجاالا خص ا ا اابا للغرامة الجزافية ،ليس ألنها بس ا اايطة فقا ،ولكن قيل كل ة ا اايء بس ا اايب الطابع
الموضوعي الذي أضفتو عليها طييعتها المادية القوية(.)2
وبالرجوع إلى قانون اإلجراءات الجزائية الفرنس ا ا ا ا ا ااي نجد المادة 17-495أجازت انقض ا ا ا ا ا اااء الدعوع
العموميااة في بعض الجنح ياادفع غ ارمااة جزافيااة يحااددهااا القااانون ،وذلااك عناادمااا ينص القااانون على ذلااك
()3
إجراء الغرامة الجزافية في المخالفات ،على أن تحدد ،كما أجازت المادة 529من ق.إ.ج. صا ا ا ا اراحة
قائمتها بموجب مرسوم صادر عن مجلس الدولة(.)4
وقد س ااايرت المادة L. 125.5من قانون المرور الفرنس ااي والمعدلة بموجب القانون رقم 222-2019
المؤرخ في 23مارس 2019بةا ااخن اليرمجة 2022-2018واصا اازئ العدالة في مادتو ،58أحكام المواد
ينص ا ا ا ا ا ا اهااا ص ا ا ا ا ا ا ا ارحااة على أن القواعااد المتعلقااة يااإجراء الغ ارمااة الجزافيااة 17-495و 529من ق.إ.ج.
،تطيق والمنصا ا ا ا ا ا ااوص عليها في المواد 17-495إلى 25-495و 7-529إلى 4-530من ق إ ج
على بعض جرائم هذا القانون ،أي قانون المرور الفرنسي(.)5
وعن النطاق الموض ا ااوعي إلجراء الغرامة الجزافية في التةا ا اريع الفرنس ا ااي في اليداية لم ينص قانون
اإلجراءات الجزائية الفرنس ا ا ا ا ا ااي على إجراء الغرامة الجزافية ماعدا بالنس ا ا ا ا ا اابة للمخالفات من الدرجات األربع
األولى ،ألن الدرجة الخامسة يعاقب عليها بالحبس ،هذا قيل تعديل قانون العقوبات الفرنسي(.)6
والمة ا اارع الفرنس ا ااي بموجب القانون رقم 1862-2011المؤرخ في 13ديس ا اامير ،2011عدل المادة
منها اإلة ا ا ا ا ااارة إلى " الدرجات األربع األولى" ،كما عدل المادة 7-529التي ،وحذ 529من ق إ ج
()1
- Jean-Baptiste Perrier, La transaction en matière pénale, Op-Cit, pp 123-124.
()2
- Xavier ANONIN, IBID, p 122.
()3
- "lorsque la loi le prévoit, L'action publique est éteinte par le paiement d'une amende forfaitaire délictuelle fixée
par la loi …", L'article 495-17, CPPF, Modifié par loi n° 2019-222, Op-Cit.
()4
- "Pour les contraventions dont la liste est fixée par décret en conseil d'Etat ,l'action publique est éteinte par le
paiement d'une amende forfaitaire qui est exclusive de l'application des règles de la récidive ", L'article 529, CPPF,
Codifié par Ordonnance n° 58-1296 du 23 décembre 1958, modifiant et complétant le code de procédure pénale,
op-cit, p 11733, Modifié par loi n° 2011-1862 du 13 décembre 2011-art. 29 relative à la répartition des contentieux
et à l'allégement de certaines procédures juridictionnelles (1), JORF n° 0289 du 14 décembre 2011.
()5
- "Les règles relatives à la procédure de l'amende forfaitaire applicable à certaines infractions au présent code
sont fixées aux articles 495-17 à 495-25 et 529-7 à 530-4 du code de procédure pénale ", L'article L 121-5, CRF,
Modifié par loi n° 2019-222, IBID.
()6
- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p 865.
-المةا اارع الفرنسا ااي عدل قانون العقوبات بموجب القانون رقم ،683-92المؤرخ في 22جويلية 1992بةا ااخن تعديل األحكام
،عدد ،169صا ا ا ا ا ا ااادرة في 23جويلية ،)1992والقانون رقم 297-2007مؤرخ في 5 العامة لقانون العقوبات( ،ج ر
.عدد ،56صادرة في 7مارس .)2007 مارس 2007في المادة 64منو ،والمتعلق بمنع االنح ار ( ،ج ر
367
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
تتعلق بالغرامة الجزافية المخفضة في جرائم المرور ،باستيدال مصطلح "والرابعة " et quatrièmeي ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اا"
الرابعة والخامس ا ا ا ا ا ا ااة ،quatrième et cinquièmeبموجب نص المادة 15من قانون رقم ،1547-2016
المؤرخ في 18نوفمير ،2016بةا ا ااخن عص ا ا ارنة العدالة في القرن الحادي والعة ا ا ارين( ،)1وبذلك أجاز إجراء
الغرامة الجزافية بالنسبة لجميع المخالفات المرورية كقاعدة عامة(.)2
التي تتعلق بااالغ ارمااة الجزافيااة المخفض ا ا ا ا ا ا ااة في جرائم وهو مااا تؤكااده المااادة 7-529من ق.إ.ج.
المرور ،فهي تطيق على المخالفات بما فيها المخالفات من الدرجة الخامسة(.)3
،نجاادهمااا تنصا ا ا ا ا ا ا ااان على أن تحاادد قااائمااة وبااالرجوع إلى المااادتين 529و 7-529من ق إ ج
المخالفات التي يطيق عليها إجراء الغرامة الجزافية بمرسااوم صااادر عن مجلس الدولة ،ولهذا أدرجت المادة
R.48-1ضاامن قانون اإلجراءات الجزائية الفرنسااي ،بموجب المرسااوم رقم 801-2002المؤرخ في 3ماي
،)4(2002والنس ا ا ا ااخة األخيرة من هذه القائمة محددة بالمرس ا ا ا ااوم رقم 172 –2021الص ا ا ا ااادر في 17فيفري
،)5(2021وتتس ا اام هذه القائمة بالتعديل المس ا ااتمر ،حيث تعدل في الس ا اانة الواحدة أكثر من مرة ،وما يفس ا اار
ذلك ،أنو في كل مرة يتم إدراج مخالفات جديدة ض ا ا اامن نطاق الغرامة الجزافية ،فالتوجو الرئيس ا ا ااي للمةا ا ا ارع
الفرنسي يتميز بالوضوئ من حيث التوسع المستمر لنطاق هذا اإلجراء(.)6
وتنص هذه القائمة على المخالفات التي تخضا ا ا ا ا ا ااع إلجراء الغرامة الجزافية ،وما يزحظ على نص
أنها ال تزال تحصاار مجال تطييق الغرامة الجزافية في المخالفات من الدرجات المادة R 48-1من ق إ ج
األربع األولى فقا(.)7
التةا ا ا ا ا اريع الجزائري ،فنطاق تطييق نظام الغرامة الجزافية في المخالفات في التةا ا ا ا ا اريع وعلى خز
جدا ،فهو يةمل جميع المخالفات المدرجة بةكل حصري بمرسوم صادر عن مجلس الدولة الفرنسي واسع ا
( المااادة 7-529 ،529م ق إ ج ) ،والمحااددة ينص المااادة R 48-1من ق إ ج ( )8وفيمااا يتعلق
()1
- loi n° 2016-1547 du 18 novembre 2016 de modernisation de la justice du XXle siècle (1),op-cit.
()2
- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, IBID, p 865.
-Jean-Baptiste Perrier, La transaction en matière pénale, Op-Cit, p 123.
" Pour les contraventions au code de la route des deuxième, troisième quatrième et cinquième classes doute la liste
est fixée par décret en conseil d'Etat … ", L'article 529-7, CPPF, Modifié par loi n° 2016-1547 du 18 novembre
2016, de modernisation de la justice du XXle siècle (1), IBID.
()4
- Décret n° 2002-801 du 3 mai 2002, modifiant le code de procédure pénale (décrets en conseil d'Etat), et relatif
à l'habilitation des délégués et médiateurs du procureur de la république, des contrôleurs judiciaires et des
enquêteurs de personnalité et à l'amende forfaitaire, JORF n° 105 du 5 mai 2002.
-)5(Décret n° 2021-172 du 17 février 2021 modifiant la contravention réprimant la violation par l'exploitant d'un
établissement recevant du public des mesures édictées sur le fondement du 5° du I de l'article L. 3131-15 du code
de la santé publique , JORF n° 0042 du 18 février 2021.
()6
- Xavier ANONIN, Op-Cit, p 17.
()7
- Jean-Baptiste Perrier, La transaction en matière pénale, Op-Cit, p 123.
()8
- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p 867.
368
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ينطااق مخاالفاات المرور ،طباقاا لنص هاذه الماادة فاإن إجراء الغ ارماة الجزافياة يطيق على جميع المخاالفاات
من الدرجة األولى إلى الرابعة ،س ا اواء أسااافرت عن ساااحب النقاط المخص ا اصاااة لرخص ااة السا ااياقة أم ال ،مع
،المتعلقة بالغرامة الجزافية المخفضة(.)1 مراعاة أحكام المادة R 49-8-5من ق إ ج
والمزحظ بةااخن نطاق الغرامة الجزافية في مخالفات المرور في التة اريع الفرنسااي ،أن هناك تناقض
،ذلك أن األولى تحدد مجال تطييق الغرامة الجزافية يين نصااي المادتين R 48-1و 7-529من ق إ ج
بااالمخااالفااات من الاادرجااة األولى إلى الاادرجااة الرابعااة ،ينص ا ا ا ا ا ا اهااا على Les contraventions des quatre
… premières classes pour (…) 1-contraventions réprimées par le code de la routeفي حين أن
،تنص على أن مخالفات قانون المرور من الدرجة الثانية ،الثالثة ،الرابعة المادة 7-529من ق إ ج
والخامس ااة ،التي تحدد قائمتها بموجب مرس ااوم ص ااادر عن مجلس الدولة ،باس ااتثناء تلك المتعلقة بالوقو ،
تخفض الغرامة الجزافية فيها إذا قام المخالف يدفع الميلغ في إطار الةا ا ااروط المنصا ا ااوص عليها في المادة
( ،)2فإذا كانت هذه األخيرة تجيز تخفيض الغرامة الجزافية في مخالفات المرور من 8-529من ق إ ج
الدرجة الخامس ا ااة ،فمن باب أولى فهي خاض ا ااعة أصا ا ازا لنظام الغرامة الجزافية ،ولهذا يتعين على المة ا اارع
. الفرنسي تعديل المادة R 48-1من ق إ ج
نجد المةرع الفرنسي يقسم المخالفات إلى خمس وبالرجوع إلى نص المادة 13 –131من ق ع
درجات ويعتير المخالفات هي الجرائم المعاقب عليها بغرامة ال تتجاوز قيمتها 3000يورو ،وتحدد مقدار
الغرامة بحسب درجة المخالفة كارتي ييانو:
38 -يورو كحد أقصى بالنسبة للمخالفات من الدرجة األولى.
150 -يورو كحد أقصى بالنسبة للمخالفات من الدرجة الثانية.
450 -يورو كحد أقصى بالنسبة للمخالفات من الدرجة الثالثة.
750 -يورو كحد أقصى بالنسبة للمخالفات من الدرجة الرابعة.
-ال تتجاوز 1500يورو بالنسبة للمخالفات من الدرجة الخامسة.
وهو ميلغ يمكن زيادتو إلى 3000يورو في حالة العود عندما ينص على ذلك التنظيم ،باسا ا ا ا ا ا ااتثناء
()1
-"I.-Les contraventions des quatre premières classes pour lesquelles l'action publique est éteinte par le paiement
d'une amende forfaitaire sont les suivantes :
1° Contraventions réprimées par le code de la route qu'elles entraînent ou non un retrait des points affectés au
permis de conduire sous réserve des dispositions de l'article R. 49-8-5 relatives à l'amende forfaitaire minorée ",
L'article R 48-1, CPPF, Modifié par Décret n° 2021-172 du 17 février 2021 , Op-Cit.
() 2
-"pour les contraventions au code de la route des deuxième, troisième, quatrième et cinquième classes
…l'amende forfaitaire est minorée …", L'article 529-7, CPPF, Modifié par loi n° 2016-1547-art 15, Op-Cit.
369
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
الحاالت التي ينص فيها القانون على أن العود في المخالفة يةكل جنحة(.)1
ميلغ ولدفع المخالف وتة ا ا ا ااجيعو على قيول إجراء الغرامة الجزافية تحدد المادة R 49من ق إ ج
بحسا ا ا ا ا ا ااب درجة المخالفة على النحو الغرامة الجزافية المنصا ا ا ا ا ا ااوص عليها في المادة 529من ق إ ج
ارتي(:)2
4 -1يورو بالنسبة لمخالفات أحكام قانون المرور التي يرتكيها المةاة.
قانونا للمخالفات من
11 -2يورو لمخالفات الدرجة األولى (يدالا من 38يورو ميلغ الغرامة المقررة ا
هذه الدرجة).
قانونا للمخالفات
ا 35 -3يورو لمخالفات الدرجة الثانية (يدالا من 150يورو ميلغ الغرامة المقررة
من هذه الدرجة).
قانونا للمخالفات
ا 68 -4يورو لمخالفات الدرجة الثالثة (يدالا من 450يورو ميلغ الغرامة المقررة
من هذه الدرجة).
قانونا للمخالفات
135 -5يورو لمخالفات الدرجة الرابعة (يدالا من 750يورو ميلغ الغرامة المقررة ا
من هذه الدرجة).
200 -6يورو للمخالفات من الدرجة الخامس ا ااة (يدالا من 3000-1500يورو ميلغ الغرامة المقررة
نونا للمخالفات من هذه الدرجة).قا ا
والمزحظ أن قيم ااة ه ااذه المب ااالغ أق اال بكثير من تل ااك المقررة ق ااانوانا اا للمخ ااالف ااات ،ومن خزل ه ااذا
وديا ،وبذلك تنقض ااي الدعوعالتخفيض يتم تة ااجيع المخالف على دفع ميلغ الغرامة الجزافية وتس ااوية النزاع ا
العموميااة( ،)3دون فتح المرحلااة القض ا ا ا ا ا ا ااائيااة ،هااذه األخيرة التي ال يتم اللجوء إليهااا إال في حااالااة عاادم دفع
الغرامة الجزافية المفروض ا ااة من قيل أعوان الس ا االطة العامة أو الطعن فيها ،وتجدر اإلة ا ااارة أيض ا ااا إلى أن
المرحلة القضااائية ال تعني اللجوء إلى القاضااي ،فالقضااايا المتعلقة بعدم السااداد أو الطعن يتم عرضااها أوالا
على وكيل النيابة العامة) ،L'officier du ministère publique (OMPوالذي وض ا ا ا ا ااع في قلب النظام ،وال
يتدخل القاضا ا ااي إال في المرحلة الثانية ،األمر الذي دفع بعض الفقو الفرنسا ا ااي إلى اعتبار هذا اإلجراء من
حيث الميدأ إجراء إداري بحت .)4(en principe purement administrative
()1
- L'article 131-13, CPF, Codifié par loi n° 92-683, du 22 juillet 1992 portant réforme des dispositions générales
du code pénale, op-cit, Modifié par loi n° 2005-47 du 26 janvier 2005-art.9, relative aux compétences du tribunal
d'instance, de la juridiction de proximité et du tribunal de grande instance (1), op-cit.
()2
- L’article R 49, CPPF, Modifié par Décret n° 2020-357, du 28 mars 2020-art. 1, relatif à la forfaitisation de la
contravention de la 5e classe réprimant la violation des mesures édictées en cas de menace sanitaire grave et de
déclaration de l'état d'urgence sanitaire, JORF n°77 du 29 mars 2020.
()3
- Jean-Baptiste Perrier, La transaction en matière pénale, Op-Cit, p 126.
()4
- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p 865.
370
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
واذا كان المة ا اارع الجزائري يقص ا اار إجراء الغرامة الجزافية على قانون المرور دون غيره من القوانين
األخرع ،كما أنو يحدد مجال تطييقو في هذا القانون على المخالفات دون الجنح ،فإن نظيره الفرنس ا ا ا ا ا ا اي،
عدة قوانين ،كما أنو ال يقتص اار على المخالفات في قانون المرور ،يل
يوس ااع من نطاق هذا النظام لية اامل د
يجيز إجراء الغ ارما ااة الجزافيا ااة على بعض الجنح ،حيا ااث أن نص الما ااادة L.125- 5من قا ااانون المرور
الفرنس ا ا ااي ،تنص على تطييق القواعد المتعلقة يإجراء الغرامة الجزافية المنص ا ا ااوص عليها في المواد -495
،والمتعلقة بالجنح ،ولهذا عدل المةا ا ا اارع الفرنسا ا ا ااي المادة 17-495من 17إلى 25-495من ق إ ج
بموجااب القااانون رقم 2016 –1547المؤرخ في 18نوفمير 2016في المااادة 36منااو ،ليجيز ق.إ.ج.
إجراء الغرامة الجزائية في بعض الجنح عندما ينص القانون على ذلك ،ة ا اارط أال تتجاوز قيمة هذه الغرامة
()1
وهو كما س اايق ذكره 3000 الميلغ المنص ااوص عليو في الفقرة األولى من المادة 13-131من ق ع
يورو.
التي تقضا ا ا ا ا ا ااي بخن تكون الجنحة محل المصا ا ا ا ا ا ااالحة
وعمزا بخحكام المادة 17-495من ق.إ.ج.
منصا ااوص عليها ص ا اراحة ينص القانون ،نصا اات المادة L 221-2من قانون المرور الفرنسا ااي على إمكانية
انقضاااء الدعوع العمومية يدفع مرتكب جنحة قيادة مركبة يدون رخصااة سااياقة مطابقة لفئة المركبة معاقب
عليها بالحبس لمدة عام وغرامة قدرها 15000دج ،لغرامة جزافية بميلغ 800يورو ،وحددت أيضاا ا ا ااا ميلغ
الغرامة الجزافية المخفضة ي ا 640يورو ،والغرامة الجزافية المتزايدة في هذه الجريمة هو 1600يورو(.)2
كما نصا ا اات المادة L 324-2من قانون المرور أيضا ا ااا على انقضا ا اااء الدعوع العمومية يدفع مرتكب
جنحة عدم التخمين المعاقب عليها بغرامة جزائية قدرها 3750يورو ،غرامة جزافية بميلغ 500يورو ،كما
حددت أيضا ميلغ الغرامة الجزافية المخفضة ي ا 400يورو ،والغرامة الجزافية المتزايدة في هذه الجنحة وهو
1000يورو(.)3
وبالتالي فنطاق التصا ا ااالح الجزائي في مواد الجنح المرورية في التة ا ا اريع الفرنسا ا ااي عن طريق إجراء
جدا إذا ما قارناه ينطاق نفس اإلجراء في مواد مخالفات المرور ،ويرجع الباحث الغرامة الجزافية ضا ا ا ا ا ا اايق ا
ذلك إلى خطورة الطائفة الثانية من الجرائم التي تتطلب رد فعل جزائي يتناسا ا ا ا ا ا ااب وخطورتها ،هذا وقد أقر
المة اارع الفرنس ااي اإلجراء الجديد للغرامة الجزافية بالنس اابة للجنح ،بموجب قانون 18نوفمير 2016لتبس اايا
وتعزيز كبح انعدام وجود رخصة السياقة وانعدام التخمين الخاصة بحركة المرور ،كحل يديل الستحالة " re
()1
- " lorsque la loi le prévoit, L'action publique est éteinte par le paiement d'une amende forfaitaire délictuelle
fixée par la loi, qui ne peut excéder le montant prévu au premier alinéa de l'article 131-13 du code pénal ", L'article
495-17, CPPF, Création par loi n° 2016-1547, Op-Cit, Modifié par loi n° 2019-222, du 23 mars 2019-art. 58, Op-
Cit.
()2
- L'article L 221-2, CRF, Modifié par loi n° 2016-1547, IBID.
()3
- L'article L 324-2, CRF, Modifié par loi n° 2016-1547, IBID.
371
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
()1
- Xavier ANONIN, Op-Cit, p 18.
( -)2يتطلب التص ااالح الجزافي أن تكون الغرامة محددة وثايتة ،محمد حكيم حساااين الحكيم ،المرجع الساااايق ،ص ،379دون
نظر للعقوبة المقررة للجرائم موضوع التصالح ،ودون النص على حد أدنى أو حد أقصى لذلك المقايل ،طو أحمد محمد عيد
العليم ،الصلح الجنائي في القانون المصري طبقا رخر تعديزتو ،المرجع السايق ،ص .522
( -)3عدل قانون المرور المص ا ا ا ا ا ااري بالقانون رقم 160لس ا ا ا ا ا اانة ،2013المؤرخ في 3ديس ا ا ا ا ا اامير ( ،2013ج ر م .عدد 48
(مكرر)-الس ا اانة -56ص ا ااادرة في 3ديس ا اامير ،)2013والقانون 54لس ا اانة ،2014مؤرخ في 2جويلية ،2014بة ا ااخن تعديل
بعض أحكام القانون رقم 121لساانة 2008يتعديل قانون المرور الصااادر بالقانون رقم 66لساانة ( 1973ج ر م .عدد 26
مكرر (ه ا ا ا ا ا ا ا)-السنة ،-57صادرة في 2جويلية ،)2014إال أن كز التعديلين لم يتضمن تعديل أحكام التصالح الوارد ينص
المادة 80من قانون المرور المعدلة بالقانون رقم 121لسنة ،2008طو أحمد محمد عيد العليم ،نفس المرجع ،ص .504
( -)4قانون رقم 143لس ا ا ا اانة ،1994مؤرخ في 7جوان ،1994في ة ا ا ا ااخن األحوال المدنية المص ا ا ا ااري ،ج ر م .العدد ( 23
تابع) ،صادرة في 9جوان .1994
( -)5قانون رقم 126لس اانة ،2008مؤرخ في 15جوان ،2008يتعديل بعض أحكام قانون الطفل الص ااادر بالقانون رقم 12
لسا ا اانة 1996وقانون العقوبات الصا ا ااادر بالقانون رقم 58لسا ا اانة 1937والقانون رقم 143لسا ا اانة 1994في ةا ا ااخن األحوال
المدنية ،المرجع السايق.
( -)6قانون رقم 4لس ا اانة ،2016مؤرخ في 21جوان ،2016يتعديل بعض أحكام القانون رقم 143لس ا اانة 1994في ة ا ااخن
األحوال المدنية ،ج ر م عدد ( 24د) ،السنة -59صادرة في 22جوان .2016
( -)7قانون رقم 8لسا اانة ،2018مؤرخ في 24جانفي ،2018يتعديل بعض أحكام القانون رقم 143لسا اانة 1994في ةا ااخن
األحوال المدنية ،ج ر م عدد 3مكرر ( د) ،السنة -61صادرة في 24جانفي .2018
( -)8قانون رقم 38لساانة ،1967مؤرخ في 29أوت ،1967بةااخن النظافة العامة ،ج ر م .عدد ،77صااادرة في 31أوت
.1967
372
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
373
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
األولى.
-3كل من اتفق أو ساعد أو ساهم بخي طريقة على استخراج رخصة قيادة جديدة يدالا من الرخصة
أحكام القانون. المسحوبة ،أو الملغاة على خز
-4قيادة مركبة التوك توك يدون رخص ا ا ااة تس ا ا اايير ،واس ا ا ااتخدامها في غير الغرض المخص ا ا ااص من
أجلو ،وعدم االلتزام يخطوط السير المحددة.
-5عدم قيام قائد المركبة الذي تسا اايب في وقوع حادث نةا ااخت عنو إصا ااابات لألةا ااخاص باالهتمام
بالحادث فور وقوعو أو نقل المص اااب إلى بخمر المص ااايين وابزغ أقرب رجل مرور أو ة اارطة أو إس ااعا
أقرب مكان إلسعافو.
-6امتناع قائد أية مركبة أو المرخصة باسمو أو حائزها أو المسؤول عنها عن إرةاد رجال الةرطة
والمرور عن اسم وعنوان من كان يقود المركبة في وقت معين كلما طلب منو ذلك.
-7تركيب أجهزة تنييو أو مصا ا ا ا ا ا اااييح أو تركيب سا ا ا ا ا ا اايرينو هوائية أو ما يماثلها من أجهزة بالمركبة
بالمخالفة ألحكام قانون المرور والق اررات المنفذة لو.
-8عدم حمل مركبة النقل الس اريع للوحات المعدنية المنص ارفة لها أو اسااتعمال لوحات معدنية غير
خاصة يها.
-9قيااادة مركبااة اليااة خاااليااة من الف ارماال ينوعيهااا أو كاااناات فراملهااا أو إحااداهمااا غير صا ا ا ا ا ا ا ااالحااة
لزستعمال.
-10تعمد إثبات ييانات غير صا ا ا ا ا ا ااحيحة في النماذج أو الطلبات المنصا ا ا ا ا ا ااوص عليها في قانون
المرور.
-11تعمد تعطيل حركة المرور بالطرق أو إعاقتها.
-12اعتداء قائد المركبة على أحد أفراد المرور أثناء أو بسيب تخدية وظيفتو.
-13عدم وضا ااع جهاز محدد السا اارعات بمركبات السا ااياحة والنقل ينصا ااف مقطورة ،والنقل بمقطورة
فنيا لقائدي تلك المركبات تجاوز السا ا اارعات المقررة لها على أن يكون هذا قيل نفاذ حظر تسا ا ااييرها ال يتيح ا
فنيا ومطاباقا للمواصا ا اافات المص ا ا ارية الصا ا ااادرة عن الهيئة المص ا ا ارية للمواصا ا اافات والجودة
االحا ا الجهاز صا ا ا ا
ومعتمدا من الجهات المختصة يو ازرة الصناعة.
ا
-14عدم وضا ااع جهاز خاص يتسا ااجيل جميع المعلومات الخاصا ااة (الصا ااندوق األسا ااود أو مسا ااجل
األحداث اللحظي) يتيح لرجال المرور الكة ا ا ا ا ااف عن تحركات المركبة وتصا ا ا ا ا ارفات القائد ويتم تخزينها فيو
بطريقة الية يسااتحيل التدخل اليدوي فيها وسااهل اسااتخراج المعلومات منو بالوسااائل الفنية عند الحاجة إليها
في أتوبيسات نقل الركاب (أتوبيسات عامة ،تروللي باص ،أتوبيسات مدارس ،أتوبيسات سياحة ،أتوبيسات
رحزت) ،ومركبات النقل ،والنقل ينص ا ااف مقطورة ،والنقل بمقطورة قيل نفاذ حظر تس ا ااييرها ،على أن يكون
374
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
فنيا ومطاباقا للمواص اافات المصا ارية الص ااادرة عن الهيئة المصا ارية للمواص اافات والجودة
االحا ا
هذا الجهاز ص ا ا
ومعتمدا من الجهات المختصة لو ازرة الصناعة.
ا
-15حيازة أو اساا ا ااتعمال أجهزة تكةاا ا ااف أو تنذر بمواقع أجهزة قياس سا ا ا اارعة المركبات أو تؤثر في
عملها.
هذا ،وقد ميز المةا ا ا ا ا اارع المصا ا ا ا ا ااري في تحديد مقايل التصا ا ا ا ا ااالح الجزافي يين حالتين ،بالنظر لوقت
فور أو خزل ثزثة أيام عمل من تاريخ الض ا اابا يكون مقدار الغرامة الجزافية التص ا ااالح ،فإذا تم التص ا ااالح اا
قانونا ،أما إذا تم التصا ااالح أمام النيابة العامة بعد انقضا اااء الميعاد
هو نصا ااف الحد األدنى للغرامة المقررة ا
قانونا ،طبقا لنص المادة 80 سااالف الذكر ،فيكون ميلغ الغرامة الجزافية مسا ٍ
ااو للحد األدنى للغرامة المقررة ا
من قانون المرور المصري.
طا ال
ويتعدد مقايل التصااالح يتعدد المخالفات المتصااالح فيها ،مالم تكن هذه المخالفات مرتبطة ارتبا ا
معنويا ،إذ في هذه الحالة يكفي سداد مقايل التصالح للجريمة األةد(.)1 ا يقيل التجزئة ،أو كان التعدد
وبذلك فالتصا ا ا ا ا ا ااالح في جرائم المرور في التة ا ا ا ا ا ا اريع المصا ا ا ا ا ا ااري جائز فقا حتى إحالة الدعوع إلى
المحكمة( ،)2وبذلك فهو يختلف من حيث ميعاده عن التة ا ا ا اريعين الجزائري والفرنسا ا ا ااي حيث أنو بانقضا ا ا اااء
األجل المحدد لدفع الغرامة الجزافية يرس ا اال محض ا اار عدم الدفع إلى النيابة العامة التي ترفعو إلى القاض ا ااي
مةفوعا بطلباتها(.)3
ا
وبذلك يتحقق اتفاق التة ا ا ا ا اريعات المقارنة محل الد ارس ا ا ا ا اة في األخذ بمعيار القاعدة العامة في تحديد
جرائم المرور التي يجوز التصااالح بةااخنها عن طريق نظام الغرامة الجزافية ،ذلك أن المةاارع الجزائري حدد
نطاق هذه الجرائم بالمخالفات دون الجنح ،المعاقب عليها بغرامة ال يتجاوز ميلغها األقص ا ا ا ا ااى 5000دج،
بموجب نص المادة 118من قانون رقم ،14-01المعدل والمتمم لقانون المرور الجزائري ،أما المةا ا ا ا ا ا اارع
الفرنسي وان كان اعتمد معيار التعداد الحصري ،في تحديده للجرائم التي يجوز إجراء الغرامة الجزافية فيها
بصاافة عامة س اواء في قانون المرور أو القوانين األخرع ،إذ حدد نطاق هذا اإلجراء في جرائم محددة على
،فإنو بالنسا اابة لمخالفات المرور فقد سا ااييل الحصا اار في قائمة نصا اات عليها المادة R 48-1من ق إ ج
اعتمد معيار القاعدة العامة ينص ا ا ا ا ا ااو في الفقرة األولى من هذه المادة على أن إجراء الغرامة الجزافية يطيق
على مخالفات المرور س ا اواء نتج عنها سا ااحب النقاط المخص ا اصا ااة لرخصا ااة السا ااياقة أم ال ،كما نص على
إجراء الغرامة الجزافية عن الجنح المتعلقة بانعدام رخص ا ا ا ا ااة الس ا ا ا ا ااياقة وعدم التخمين ،وكذلك فعل المة ا ا ا ا اارع
( -)2أحمد محمد يراك ،العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية المعاصرة :دراسة مقارنة ،المرجع السايق،
ص.657
( -)3المادة 3-392من ق إ ج ج ،المعدلة بالمادة 3من قانون رقم ،01-78المرجع السايق ،ص .140
375
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
بخن أجاز إجراء الغرامة الجزافية ينص المادة 80من قانون المرور المصا ا ا ا ا ا ااري في جميع ()1
المصا ا ا ا ا ا ااري
المخالفات أو الجنح المنصا ا ا ا ا ا ااوص عليها في قانون المرور عدا الجرائم المذكورة في المادة 80من قانون
المرور المصا ا ا ا ااري ،والمحددة بموجب الزئحة التنفيذية لقانون المرور الصا ا ا ا ااادر بالقرار رقم 1613لسا ا ا ا اانة
.2008
وبالرغم من االتفاق الذي نس ااجلو يين التةا اريعات المقارنة محل الد ارس ااة فيما يتعلق بالمعيار المعتمد
في تحديد نطاق الجرائم محل التصا ا ا ا ا ااالح عن طريق إجراء الغرامة الجزافية ،إال أننا نسا ا ا ا ا ااجل مجموعة من
االختزفات تتمثل في أن المةرع الجزائري يقصر نطاق إجراء الغرامة الجزافية في قانون المرور دون غيره
من القوانين األخرع في حين أن المة اارعين الفرنس ااي والمص ااري قد توسا اعا في ذلك يإجازة هذا اإلجراء في
قوانين أخرع على غرار الييئة ،النقل ،الحالة المدنية ،الصيد... ،كما أن المةرع الجزائري ضيق من نطاق
نظيريو الفرنسا ا ا ا ا ا ااي إجراء الغرامة الجزافية في جرائم المرور ليةا ا ا ا ا ا اامل المخالفات دون الجنح على خز
والمصري اللذان وسعا منو ليةمل المخالفات والجنح مع بعض االستثناءات.
-2الحاالت الت ال يجوز فيها التصالح عن طريق الغرامة الجزافية
عاما يؤدي النقض ا ا ا اااء الدعوع العمومية في جميع الجرائم المرورية، ايبا ا
باعتبار التص ا ا ا ااالح ليس س ا ا ا ا ا
ص ا اا النقض اااء
ايبا خا ا
باتفاق جميع التة ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ااة ،ولكن المةا اارع جعل من التصا ااالح سا ا ا
الدعوع العمومية لبعض الجرائم المرورية( ،)2وقد حدد كل مة ا ا ا اارع حاالت يمنع فيها التص ا ا ا ااالح عن طريق
إجراء الغرامة الجزافية وتتمثل في:
باالرجوع إلى قاانون اإلجراءات الجزائياة وتحادي اادا ينص الماادة 393مناو ،نجادهاا تنص على حااالت
محددة على سييل الحصر ال يعمل يإجراء الغرامة الجزافية فيها وهي:
-1إذا كانت المخالفة تعرض مرتكييها للقيام يإصزئ التعويضات لألةخاص واألموال.
-2في حالة ارتكاب مخالفات في ان واحد والتي ال تنطيق على إجراء الغرامة الجزافية(.)3
وجملة ...( :ال تنطيق على إجراء الغرامة الجزافية) يقصا ا ا ا ا ا ااد يها :والتي تكون إحداها على األقل ال
( -)1وخزافا لذلك(قيل تعديل قانون المرور بالقانون رقم 121لس ا ا ا ا اانة )2008كان الة ا ا ا ا اارع المص ا ا ا ا ااري يجيز التص ا ا ا ا ااالح في
المخالفات دون الجنح ،إذ كان يتبع األسلوب الحصري في تحديد هذه المخالفات والتي كان يحصرها في المخالفات الميينة
بالمادة 74من قانون المرور ،ومخالفات المةاااة ،ولم ينص على إجازة التصااالح في المخالفات المنصااوص عليها في المادة
مكرر والمادة 77من قانون المرور ،طو أحمد محمد عيد العليم ،الصا ا ا ا ا ا االح الجنائي في القانون المصا ا ا ا ا ا ااري طباقا رخر
اا 74
تعديزتو ،المرجع السايق ،ص .504
( -)2سعيد أحمد علي قاسم ،المرجع السايق ،ص .223
( -)3أمر رقم ،46-75مؤرخ في 17جوان ،1975يتض ا ا ا ا اامن تتميم وتعديل األمر رقم 155-66المؤرخ في 8جوان 1966
والمتضمن قانون اإلجراءات الجزائية ،المرجع السايق ،ص .749
376
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
تساامح يتطييق إجراء الغرامة الجزافية( ،)1وذلك بالرجوع إلى النسااخة الفرنسااية من الجريدة الرساامية الجزائرية
باعتبارها اللغة األصلية التي نقل منها النص وترجمتو إلى اللغة العربية ،ينصها على:
" 2- en cas de contraventions simultanées dont l'une au moins ne peut donner lieu à
application de la procédure de l'amende forfaitaire "(2).
وق ااد س ا ا ا ا ا ا ا ااايرت الم ااادة 119من الق ااانون رقم 14-01المتعلق يتنظيم حرك ااة المرور عير الطرق
وس ا ا ا اازمتها وأمنها( ،)3نص المادة 393من ق.إ.ج.ج ينص ا ا ا ااها على حالتين ال يمكن تطييق إجراء الغرامة
الجزافية فيهما:
-1إذا كانت المخالفة المثيتة تعرض مرتكيها إما لعقوبة أخرع غير العقوبة المالية ،وا ما لتعويض
عن الضا ا ا ا اارر المسا ا ا ا اايب لألةا ا ا ا ااخاص والممتلكات ،وهذا الةا ا ا ا اارط لم ينص عليو قانون اإلجراءات الجزائية
الجزائري( ،)4ومن ثم تس ا ااتبعد كل مخالفة تص ا اايب الغير بس ا ااوء في نفس ا ااو أو مالو ،وبمقتض ا ااى هذا الةا ا ارط
تقتصر الغرامة الجزافية على جرائم الخطر وحدها دون جرائم الضرر(.)5
وهذا االسااتثناء ينفرد بو التة اريع الجزائري دون غيره من التة اريعات المقارنة محل الد ارسااة ،ذلك أنو
لم يتعرض ال قانون اإلجراءات الجزائية المصا ا ا ا ااري وكذلك قانون المرور المصا ا ا ا ااري لةا ا ا ا اارط عدم تعريض
مرتكب المخالفة للقيام يتعويض األض ا ا ا ا ا ا ارار إلعمال إجراء التصا ا ا ا ا ا ااالح في جرائم المرور عن طريق إجراء
مكرر من ق.إ.ج.م نص ا ا ا اات على عدم تخثير التصاا ا ا ااالح
اا الغرامة الجزافية ،يل بالعكس فإن عجز المادة 18
على الدعوع المدنية ،أما المةا ا ا ا ا ا اارع الفرنسا ا ا ا ا ا ااي فقد كان ينص على هذا الةا ا ا ا ا ا اارط ينص المادة 528من
، والتي ألغيت بقانون 3جانفي ،1973كما نصا ا ا ا اات عليو المادتان 529و 530من ق إ ج ق.إ.ج.
حيث عدلت األولى بالقانون رقم 89-469الصا ا ا ا ا ا ااادر في 10جويلية ،1989والثانية عدلت بالقانون رقم
85-407الصادر في 30ديسمير ،1985وجاءت المادتان بعد التعديل خاليتين من هذا الةرط(.)6
-2ف حالة المخالفات المتزامنة والت ال يترتب عل إحداها عل األقل تطبيق اإلج ار المتعلق
بالغرامة الجزافية
المتعلقة وهو نفس االس ا ا ااتثناء الذي أورده المة ا ا اارع الفرنس ا ا ااي ينص المادة 17-495من ق.إ.ج.
( -)1نجيمي جمال ،قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري على ضا ااوء االجتهاد القضا ااائي( مادة بمادة ) ،ج :2من المادة 248
إلى نهاية القانون ،المرجع السايق ،ص .225
()2
- Ordonnance n° 75-46 du 17 juin 1975, complétant et modifiant l'ordonnance n° 66-155, du 8 juin 1966 portant
code de procédure pénale, JORA. N° 53-14 ème année-, du 4 juillet 1975, p 610.
( -)3المادة 119من قانون رقم ،14-01المرجع السايق ،ص .18
( -)4مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .126
( -)5أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .111
( -)6محمد حكيم حسين الحكيم ،المرجع السايق ،ص ص .242-241
377
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
المتعلقة يإجراء الغرامة الجزافية في مواد بالغرامة الجزافية في الجنح( ،)1ونص المادة 529من ق.إ.ج.
المخالفات.
كما أن المةرع المصري سلك نفس اتجاه المةرعين الجزائري والفرنسي إذ استثنى المخالفون الذين
يرتكيون عدة وقائع متصا ا ا االة بعضا ا ا ااها يبعض يجوز التصا ا ا ااالح في بعضا ا ا ااها دون البعض ارخر من إجراء
الغرامة الجزافية في جرائم المرور ينص المادة 3 –380من القرار رقم 1613لسا ا ا ا ا ا اانة 2008يإصا ا ا ا ا ا اادار
إال أنو رتب انس ا ا ا ااحاب أثر التص ا ا ا ااالح في الجريمة األة ا ا ا ااد على الجريمة ()2
الزئحة التنفيذية لقانون المرور
معا( ،)3وبمقتضا ا ا ا ااى ذلك ال يطيق نظام الغرامة
األخف المرتبطة يها ،متى كانتا قايلتين إلجراء التصا ا ا ا ااالح ا
الجزافية في التةا ا ا اريعات المقارنة محل الد ارس ا ا ااة-جزائري ،مص ا ا ااري ،فرنس ا ا ااي -في جرائم المرور في حالة
االرتباااط يجرائم أخرع ال يطيق على واحاادة منهااا على األق ال إجراء الغ ارمااة الجزافيااة ،إذ يتعين في ه اذه
الحالة تطييق اإلجراءات العادية.
-IIالشروط المتعلقة بالنطاق الشخص للتصالح الجزاف ف جرائم المرور
طرفا التصا ااالح في جرائم المرور عن طريق إجراء الغرامة الجزافية هما محرر المحضا اار والةا ااخص
المخالف الذي ثيت بمحضر المعاينة ارتكابو للمخالفة المرورية:
-1األعوان الم هلين لمعاينة مخالفات قانون المرور
يحدد القانون في جرائم معينة الجهة المختصااة يإيرام هذا التصااالح ،اا
نظر لما ينطوي عليو من أهمية
بالغة ،إذ يؤدي إلى انقضا اااء سا االطة الدولة في العقاب ،وتختلف هذه الجهة بطييعة الحال بحسا ااب الجريمة
التي أجيز فيها التصالح(.)4
ولهذا حتى يكون إجراء المص ا ا ااالحة عن طريق الغرامة الجزافية المنص ا ا ااوص عليو في قانون المرور
منتجا رثاره القانونية ،يتعين أن يص ا ا ا اادر عن أحد األعوان المؤهلين بمعاينة المخالفات المرورية
احيحا ا
صا ا ا ا ا
واثباتها بموجب محضا اار ،ةا اارط أن تكون هذه المعاينة قد تمت وفق قواعد االختصا اااص التي يخضا ااع لها
هذا العون ،وفي دائرة اختصاص المحكمة التي ارتكيت فيها المخالفة(.)5
()1
- " … la procédure de l'amende forfaitaire n'est pas applicable si le délit … on si plusieurs infraction, dont l'une
au moins ne peut donner lieu à une amende forfaitaire, On été constatées simultanément ", L'article 495-17, CPPF,
Op-Cit .
( -)2المادة 380من قرار رقم 1613لسا ا اانة ،2008يإصا ا اادار الزئحة التنفيذية لقانون المرور المصا ا ااري ،المرجع السا ا ااايق،
ص.145
( -)3المادة ،379نفس المرجع ،ص .144
( -)4أحمد محمد يراك ،العقوبة الرضائية في الةريعة اإلسزمية واألنظمة الجنائية المعاصرة :دراسة مقارنة ،المرجع السايق،
ص.671
( -)5ميلود دريسي ،المرجع السايق ،ص .308
378
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
وتتم معاينة المخالفات المنص ا ااوص عليها في قانون المرور الجزائري والنص ا ااوص التنظيمية المتخذة
ار ينص المواد،132 ،131 ،130 :
لتطييقو ،بموجب محض ا ا ا اار يحرر من طر األعوان المحددين حص ا ا ا ا اا
134من قانون رقم ،14-01المعدل والمتمم ،وهم :ض ا ااباط الة ا اارطة القض ا ااائية( ،)1والض ا ااباط ذوي الرتب
وأعوان الدرك الوطني ،ومحافظي الةا اارطة والضا ااباط ذوي الرتب وأعوان األمن الوطني( ،)2وتضااايف المادة
131من نفس القانون ،فئة مهندسي األةغال العمومية ورؤساء المناطق واألعوان التقنيين للغابات وحماية
األ ارضا ا ااي واسا ا ااتصا ا اازحها ،لمعاينة مخالفات قانون المرور ،عندما ترتكب على المسا ا ااالك الغايية المفتوحة
للساا ا ااير العمومي( ،)3كما يؤهل كذلك مهندساا ا ااي وتقنيي األةا ا ا ااغال العمومية ،بمعاينة األض ا ا ا ارار التي تلحق
بالمسااالك العمومية واعداد محضاار عن األعمال التخرييية المرتكبة بحضااورهم( ،)4كما يختص مفتش النقل
اليري بمعاينة المخالفات من الدرجة الرابعة ،المطتان ( 11مخالفة األحكام المتعلقة يوزن المركبات ذات
محرك غير المطابقة للمعايير المقيولة ) و ( 13مخالفة األحكام المتعلقة بالحمولة القص ا ا ا ااوع لكل محور)،
والمخالفة من الدرجة الثالثة المطة ( 12مخالفة األحكام المتعلقة بطييعة األطر المطاطية للمركبات ذات
محرك ،غير المطابقة للمعايير المقيولة وةا ا ا ا ااكلها وحالتها) من المادة 66من القانون رقم ،14-01واعداد
محضر يذلك(.)5
فيما يختص بمعاينة المخالفات الخاصا ا ااة بسا ا اازمة المرور في الطرق والمنصا ا ااوص عليها في قانون
المرور الفرنسااي والنصااوص التنظيمية المتخذة لتطييقو ،بموجب محضاار يحرر من طر األعوان المةااار
إليهم ينص المادة L 130-4من قانون المرور الفرنسا ااي ،وهم( : )6ضا ااباط وأعوان الةا اارطة القضا ااائية(،)7
موظفو الغابات ،ضا ا ا ا ا ا ااباط الحرس اليلدي ،أعوان الدولة ،اليلدية ،الدائمين أو المتعاقدين المكلفين بمراقبة
الطريق العااام ،المرخص لهم يااذلااك من طر وكياال الجمهوريااة ،أعوان خاادمااات النقاال العااام الحضا ا ا ا ا ا ااري
للمساافرين المرخص لهم من قيل وكيل الجمهورية ،ضاباط الموان وضاباط الموان المسااعدين ،موظفو أو
أعوان الدولة المكلفين بمراقبة النقل اليري الخاضعين لسلطة الوزير المكلف بالنقل ،ضباط الجمارك ،أعوان
( -)1نص ا ا اات عليهم المادة 15من ق إ ج ج ،المعدلة والمتممة بالمادة 4من أمر رقم ، 02-15المرجع الس ا ا ااايق ،ص ص
.29-28
( -)2المادة 130من قانون رقم ،14-01المرجع السايق ،ص .20
( -)3المزحظ أن هذه المادة غير دقيقة ،ذلك أن ضا ا ا ااباط الدرك الوطني ،ومحافظي الةا ا ا اارطة والضا ا ا ااباط ذوي الرتب وأعوان
األمن الوطني ،كلهم ضااباط ةاارطة قضااائية Des officiers de police judiciaireطبقا لنص المادة 15والمادة 19من ق إ
ج ج ،جيزلي عيد الحق ،المرجع السايق ،ص .208
( -)4المادة ،132قانون رقم ،14-01نفس المرجع ،ص .20
( -)5المادة 134من قانون رقم ،14-01معدلة بالقانون رقم ،05-17المرجع السايق ،ص .11
()6
- L'article L 130-4, CRF, Modifié par loi n° 2015-990 du 6 août 2015-art 20, pour la croissance, L'activité et
l'égalité des chances économiques (1), JORF n° 0181 du 7 août 2015.
،معدلة بالقانون رقم ،222-2019في المادة 47منو ،المرجع السايق. ( -)7نصت عليهم المادة 16من ق إ ج
379
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
مةااغلي الطرق أو المسااالك المفتوحة للسااير العمومي والخاضااعة لرسااوم مرخصااة من قيل الوالي ،األعوان
محرري المحاض ا ا اار المة ا ا ااار إليهم ينص المادة L 116 -2من قانون الطرق اليرية ( تة ا ا اامل س ا ا ااتة-6-
فئات) ،األعوان مةغلي المطار الذين أدو اليمين ورخص لهم يذلك من قيل الوالي بالنسبة لمخالفات قواعد
الوقو ،مساا اااعدو ضاا ااباط الةا ا اارطة القضاا ااائية ،موظفو أو أعوان الدولة ،المكلفون باسا ا ااتزم السا ا اايارات أو
أجزائها الخاض ا ا ا ااعين للوزير المكلف بالص ا ا ا ااناعة والنقل ،أعوان مة ا ا ا ااغلي المواقف العامة للس ا ا ا ااكك الحديدية
المحلفين والمعتمدين من قيل ممثل الدولة بالو ازرة ،بالنسا ا ا ا ا ا اابة لمخالفات القواعد المتعلقة بالمرور ،بالوقو
وتوقف السيارات في الحدائق العامة.
أما بالنساابة للمةاارع المصااري فقد نص في المادة 381من القرار رقم 1613لساانة 2008يإصاادار
الزئحة التنفيذية لقانون المرور ،بخن محاضا ا اار التصا ا ااالح في الجرائم المنصا ا ااوص عليها في قانون المرور
والئحتو التنفيذية يقوم يتحريرها ضباط المرور المختصون دون غيرهم(.)1
وطباقا لنص المادة 80من قانون المرور الصا ا ا ا ا ا ااادر بالقانون رقم 121لسا ا ا ا ا ا اانة 2008فإن مخمور
الضبا القضائي()2هو الذي يقوم بضبا المخالفة وتحرير المحضر ،والذي ي سدد لو المخالف ميلغ الغرامة
فور أو خزل ثزثة أيام من تاريخ الضبا(.)3 إذا قرر التصالح اا
وبالتالي فالتةا ا اريعات المقارنة محل الد ارس ا ااة تتفق على أن االختص ا اااص العام يإجراء التص ا ااالح في
جرائم المرور عن طريق إجراء الغرامة الجزافية ينعقد لض ا ا ااباط الةا ا ا ارطة القض ا ا ااائية ،باإلض ا ا ااافة إلى أعوان
اخرين يدخلون ضاامن مصااطلح "محرر المحضاار" ،كما عير عنو المةاارع الفرنسااي ب verbalisateurوهو
المصا ا ا ا ا ا ااطلح الذي كانت تنص عليو المادة 392من ق.إ.ج.ج حين صا ا ا ا ا ا اادور قانون االجراءات الجزائية
الجزائري عام .)4(1966
-2مرتكب الجريمة المرورية المتصالح معه عن طريق إج ار الغرامة الجزافية
تتفق التة اريعات المقارنة محل الد ارسااة في اسااتعمالها لمصااطلح المخالف ،ذلك أن المةاارع الجزائري
اس ا ا ااتعمل مص ا ا ااطلح "مرتكب المخالفة " ينص المادة 117من قانون رقم ،14-01المعدل والمتمم " ،وكل
ةا ا ا ا ااخص يخالف" ينص المادة 118من نفس القانون التي تجيز هذا اإلجراء ،فيما اسا ا ا ا ااتعمل المةا ا ا ا اارعين
الفرنسا ااي والمصا ااري مصا ااطلح Contrevenantوالمخالف ينص المواد 530 ،8-529 ،7-529 ،6-529
( -)1المادة 381من قرار رقم 1613لس ا ا اانة ،2008يإص ا ا اادار الزئحة التنفيذية لقانون المرور المص ا ا ااري رقم 121لس ا ا اانة
،2008المرجع السايق ،ص .145
( -)2نصت عليهم المادة 23من القانون رقم 150لسنة ،1950يإصدار قانون االجراءات الجنائية المصري.
فورا ...أو خزل ثزثة أيام عمل من تاريخ الض ا ا ا ا اابا .... ،يس ا ا ا ا اادد لمخمور الض ا ا ا ا اابا
...." -يجوز للمخالف التص ا ا ا ا ااالح ا
()3
380
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
،والمادة L 344-2من قانون المرور الفرنس ا ا ا ا ا ااي ،والمادة 80من قانون المرور المص ا ا ا ا ا ااري من ق إ ج
المعدل والمتمم ،وهو المصطلح األنسب لهذا اإلجراء(.)1
ويمكن التصا ااالح مع مرتكيي المخالفات المرورية ،ويتصا ااور أن يرتكب مخالفة ألحكام قانون المرور
ومتمتعا بكامل قواه العقلية سواء كان سائاقا أو راجزا(.)2
ا بالغا
كل ةخص طييعي مسؤول جزائيا ا
ويعد سا ا ا ا ا ااائاقا " Conducteurكل ةا ا ا ا ا ااخص يتولى قيادة مركبة بما فيها الدرجات العادية ،والدراجات
النارية أو يسااوق حيوانات الجر والحمل والركوب والقطعان عير الطريق أو يتحكم فعزا في ذلك( ،)3ويطلق
عليو المة ا اارع المص ا ااري مص ا ااطلح " القائد " ،وهو كل ة ا ااخص يتولى قيادة إحدع المركبات ،أما مص ا ااطلح
الراجل أو المةاة فيقصد بو حسب مفهوم قانون المرور " :كل ةخص يتنقل اا
سير على األقدام ،ويعد بمثابة
راجلين ،األةا ا ا ا ا ا ااخاص الذين يدفعون أو يجرون عربات األطفال أو المرضا ا ا ا ا ا ااى أو العجزة وكذلك الدراجات
العادية أو ارلية ،والعجزة الذين يتنقلون في عربات يقودونها بخنفسهم بسرعة الخطى"(.)4
إحالة:
لقد ساايق وأن تناولت الةااروط المقررة للمخالف في المخالفات ،وذلك عند تناول غرامة الصاالح ،ولما
منعا
كان المخالف عنصا ا اار مةا ا ااترك يين غرامة الصا ا االح والغرامة الجزافية ،فنحيل إلى ما ورد ذكره سا ا اااباقا ا
للتكرار(.)5
واذا كان األصا ا ا اال أن التصا ا ا ااالح يقيل من جميع المخالفين ،إال أن المادة 380من الزئحة التنفيذية
لقانون المرور المصري نصت على(:)6
يجوز التصالح في األحوال المنصوص عليها في القانون من جميع المخالفين عدا األةخاص ارتي
يياناتهم:
-1رجال القوات المسا االحة وتحول مخالفاتهم إلى النيابة العسا ااكرية المختصا ااة إال إذا قيلوا التصا ااالح
المصالحة في غرامة الصلح ،ص 338و ما بعدها. ( -)1إحالة إلى عنصر المخالف عند تناول الةروط المتعلقة بخط ار
( -)2ميلود دريسي ،المرجع السايق ،ص .309
( -)3المادة 2من قانون رقم ،14-01المرجع السايق ،ص .6
-نةير إلى أننا لم نجد تعريف للسائق ال في قانون المرور الفرنسي وال في قانون المرور المصري.
( -)4المادة 2من قانون رقم ،14-01نفس المرجع ،ص .6
-ويعر المةاارع المصااري المةاااة في القرار رقم 1613لساانة 2008يإصاادار الزئحة التنفيذية لقانون المرور يتعريف يتفق
مع تعريف نظيره الجزائري ،للراجل " :المةا اااة :األةا ااخاص الذين يسا اايرون على أقدامهم ويعتير في حكم المةا اااة األةا ااخاص
الذين يدفعون أو يجرون دراجة أو عربة يد ذات عجلة واحدة أو عربة أطفال أو عربة مريض أو ذي عاهة " ،المادة 1من
قرار رقم 1613لسنة ،2008المرجع السباق ،ص ،4فيما لم نجد تعريف للمةاة piétonفي قانون المرور الفرنسي.
( -)5يراجع ص ( )339وما يليها من هذه الرسالة.
( -)6المادة 380من قرار رقم 1613لساانة ،2008يإصاادار الزئحة التنفيذية لقانون المرور المصااري ،المرجع السااايق ،ص
.145
381
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
مانعا ،ألن قيول التصالح ةرط أساسي لقيام هذا اإلجراء االختياري.
ودفعوا قيمتو ،ومن ثم فز يعد ا
منعا إلعاقة المرور وتعطيل تلك المركبات عن
-2قائدو مركبات النقل العام (أتوبيس-ترام-مترو) ا
أداء واجيها في خدمة الجمهور ،ومع ذلك فلهم الحق في قيول التص ا ا ا ا ا ا ااالح عقب انتهاء فترة عملهم ودفع
فور على حد نص المادة 80
قيمتو ،وهو يذلك مانع ذو طابع مؤقت ال غير ،بمعنى ال يمكنهم التصا ا ا ا ااالح اا
من قانون رقم 121لسنة ،2008فيما يمكنهم التصالح الحقا.
-3المخالفون الذين يرتكيون عدة وقائع متص ا االة بعض ا ااها يبعض يجوز التص ا ااالح في بعض ا ااها دون
البعض ارخر ،وهو مانع يتعلق بطييعة الجريمة ال بالنطاق الةخصي لإلجراء في رأي الباحث.
-4أعضاء السلكين الديلوماسي والقنصلي العربي واألجنيي.
وباس ااتقراء هذا النص الذي يحدد من خزلو المة اارع المص ااري نطاق التص ااالح في جرائم المرور من
حيث األةخاص ،يتضح أن الزئحة التنفيذية لم تحظر التصالح مع أي ةخص من المخالفين عدا أعضاء
السلكين الديلوماسي والقنصلي العربي واألجنيي(.)1
واذا كان المةا ا ا اارعين الجزائري والمصا ا ا ااري لم ينصا ا ا ااا على أن العود في الجريمة المرورية يعد ا
مانعا
إلجراء التص ااالح في هذه الفئة من الجرائم عن طريق إجراء الغرامة الجزافية ،فإن المة اارع الفرنس ااي بما أنو
يحيل ينص المادة L 125-5من قانون المرور الفرنس ااي إلى تطييق القواعد المتعلقة يإجراء الغرامة الجزافية
،وبالرجوع والمنص ا ااوص عليها في المواد 17-495إلى 25-495و 7-529إلى 4-530من ق إ ج
والمتعلقة يإجراء الغرامة الجزافية في بعض الجنح ،نجدها تنص إلى نص المادة 17-495من ق.إ.ج.
على " :ومع ذل ااك ،ف ااإن إجراء الغ ارم ااة الجزافي ااة ال يطيق إذا ك ااان مرتك ااب الجنح ااة ...في ح ااال ااة عود
.)2(" Récidive
وعليو يتعين إلجراء التص ا ا ا ا ا ا ااالح في الجنحة المرورية إذا كانت من الجنح التي تقيل إجراء الغرامة
الجزافية أال يكون مرتكيها في حالة عود.
كما نص المةرع الفرنسي ينص المادة 17-495على استثناء اخر يتعلق بمرتكب الجنحة المرورية
يتمثل في اس ا ااتبعاد مرتكب الجنحة إذا كان حدث( ،)3وبالتالي ال يمكن اس ا ااتعمال إجراء الغرامة الجزافية إال
مع األةخاص البالغين
La procédure d'amende forfaitaire ne peut être utilisée qu'à l'encontre de personnes majeures(4).
( -)1طو أحمد محمد عيد العليم ،الصلح الجنائي في القانون المصري طباقا رخر تعديزتو ،المرجع السايق ،ص .509
()2
- " Toutefois, la procédure de l'amende forfaitaire n'est pas applicable si la délit a été commis …. Ou en état de
récidive légale …" l'article 495-17, CPPF, Op-Cit.
()3
- " Toutefois, La procédure de l'amende forfaitaire n'est pas applicable si le délit a été commis par un mineur
…", L'article 495-17, CPPF, Op-Cit.
()4
- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p 866.
382
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ملزم فز مجال فيو ال للزيادة أو النقصان( ،)2حيث يعرض التصالح على المخالف في مصر بعبارة " :وقد
أعلنتو بالمخالفة وعرضت عليو التصالح فقيل ( أو رفض) وسدد ميلغ ...قيمة الغرامة .)3("...
فإجراء الغرامة الجزافية في هذه الطائفة من الجرائم ييدأ يتسا االيم محرر المحض اار اإلةا ااعار بالمخالفة
في يد المخالف( ،)4س ا ا اواء كان سا ا ااائق المركبة ةا ا ااخصا ا ا اايا أو الراجل في حالة المخالفة الخاصا ا ااة بالمةا ا اااة
،)5(piétonوفي حالة غيابو يتركو لو على المركبة( )6وهو الملمح الرئيس لهذا اإلجراء الذي يجسااده " " PV
( -)1أحسن يوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،المرجع السايق ،ص .140
-المادة 379من قرار رقم 1613لسنة ،2008يإصدار الزئحة التنفيذية لقانون المرور المصري،المرجع السايق،ص.144
( -)2محمود نجيب حسني فوزية عيد الستار ،المرجع السايق ،ص .291
( -)3عيد أ عادل خزنة كاتيي ،المرجع السايق ،ص .75
()4
- " La procédure de l'amende forfaitaire débute par la remise de l'avis de contravention soit en main propre…",
Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, IBID, p 867.
( -)5ميلود دريسي ،المرجع السايق ،ص ص .310-309
( -)6جيزلي عيد الحق ،المرجع السايق ،ص .210
383
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
تحت ماسحات الزجاج األمامي للسيارات المتوقفة( ،)1أو يرسل إلى المخالف عن طريق اليريد وهذا اإلجراء
األخير يعمال باو في حاالاة معاايناة المخاالفاة المرورياة واثبااتهاا عن طريق مس ا ا ا ا ا ا اااعادة جهااز مراقباة الي أو
( ،)2وقااد كااان لتطوير الرقااابااة ارليااة على الطرق أتوماااتيكي طبقااا لنص المااادة 11-529من ق إ ج
توسيع مجال هذا اإلجراء الذي أضحى يستخدم على نطاق واسع في مجال المرور(.)3
-2رد مرتكب الجريمة المرورية :يخخذ رد مرتكب الجريمة المرورية احتمالين أو فرضاا ا ا ا ا ااين :األول
يتمثل في قيولو لعرض التصالح ،والثاني رفضو لهذا اإلجراء:
الفرض األ و :قبو مرتكب الجريمة المرورية
إذا لم ينص القانون ص ا اراحة على موافقة مرتكب الجريمة المرورية كةا اارط إلجراء التصا ااالح في هذه
الفئة من الجرائم عن طريق إجراء الغرامة الجزافية ،سا اواء في التةا اريع الجزائري أو الفرنس ااي أو المص ااري،
فإنو يفترض ذلك مسااباقا من خزل الدفع الطوعي والتلقائي لميلغ الغرامة ،واذا كان صااحيح أن المخالف ال
يملك المبادرة لهذا اإلجراء ،وأن النيابة العامة وحدها يمكنها أن تقرر اللجوء إلى إجراء الغرامة الجزافية(،)4
فدفع الغرامة المطلوبة يتضمن قرار المعني بالموافقة(.)5
ولقد حدد المة ا اارع الجزائري اجال وطرق دفع الغرامة الجزافية في جرائم المرور ،إذ تنص المادة 93
من ق ااانون رقم ،14-01المع اادل ااة بموج ااب الم ااادة 13من ق ااانون رقم ،05 –17والمتعلق يتنظيم حرك ااة
المرور عير الطرق وس اازمتها وأمنها ،على أنو في حالة ارتكاب المخالفات من الدرجة األولى إلى الرابعة،
يس ا االم العون الذي عاين وأثيت المخالفة للس ا ااائق اإلخطار بالمخالفة من أجل دفع الغرامة الجزافية في أجل
()1
- " Cette procédure qu'incarne le " PV " glissé sous l'essuie-glace des véhicules en stationnement ", Frédéric
Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p 865.
() 2
- L'avis de contravention prévu par les articles … peut être envoyé à la suite de la constatation d'une
contravention au code de la route réalisée grâce à un appareil homologué de contrôle automatique …" l'article 529-
11, CPPF, Modifié par loi n° 2005-47 du 26 janvier 2005-art. 9, relative aux compétences du tribunal d'instance,
de la juridiction de proximité et du tribunal de grande instance (1), Op-Cit.
()3
- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, IBID, p 866.
دائما في متابعة مرتكيي المخالفات
-إجراء الغرامة الجزافية ليس إلزامي على اإلطزق ،فللنيابة العامة في الواقع الحرية ا
()4
384
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
المصلحة المعينة فيو ،وهي المصلحة التي عاينت المخالفة خزل األجل المذكور أعزه(.)1
ومن ثم فالمةرع الجزائري لم ينص على دفع الغرامة الجزافية يين يدي ضابا الةرطة القضائية في
ما كان وارد ينص المادة 392من ق.إ.ج.ج أول ما صا ا ا اادر قانون اإلجراءات القانون الحالي على خز
الجزائية الجزائري ينص ا ا ا ااها على ":يجوز ...أن يقيل مباةا ا ا ا ارة دفع غرامة جزافية يين يدي محرر محض ا ا ا اار
()2
المخالفة من أعوان الضبا القضائي"
ونظر ألن النظام القانوني الفرنس ا ا ااي ية ا ا ااجع على الدفع الطوعي( ،)3والفوري للغرامة الجزافية ،حيث
اا
أنو في حالة الدفع في ارجال القانونية تنقضا ا ااي الدعوع العمومية ،ويمكن أيضا ا ااا في اجال معينة تخفيض
الغرامة ،كما أنو في الحالة العكسية فإن الغرامة تزاد(.)4
ولقد حدد المةرع الفرنسي اجال دفع الغرامة الجزافية ياا خمسة وأربعون ( )45يوما من تاريخ معاينة
الجريمة أو إرس ا ا ا ااال اإلة ا ا ا ااعار بالمخالفة( ،)5وفي حالة دفع الغرامة عن طريق اليريد يحدد هذا األجل على
ضوء تاريخ إرسال وسائل الدفع المثيت يختم الجهة المنفذة باليريد(.)6
(-)1جمال دريسي ،المرجع السايق ،ص ، 89مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .128
( -)2المادة 392من ق إ ج ج ،أمر رقم ،155-66المرجع السايق ،ص .661
( -)3تتولى ةرطة المرور عرض التصالح الجزافي في جرائم المرور ،وقد رفض القضاء الفرنسي إقرار فكرة تحصيل الغرامة
الجزافية بالقوة من جانب الةاارطة القضااائية ،فالقضاااء الفرنسااي يرع ضاارورة تحصاايلها بموافقة المخالف ،محمد حكيم حسااين
الحكيم ،المرجع السايق ،ص .245
()4
- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p 865.
()5
- L'article L 529-9, CPPF, Modifié par loi n° 2004-204, du 9 mars 2004-art 56, portant adaptation de la justice
aux évolutions de la criminalité (1), op-cit.
()6
- L'article L 530-5, CPPF, Création loi n° 2011-525, du 17 mai 2011-art 27, du simplification et d'amélioration
de la qualité du droit (1) JORF n° 0115 du 18 mai 2011.
()7
- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, IBID, p 870.
( -)8عر المةاارع الفرنسااي اإلةااعار بالمخالفة بخنو " :بطاقة دفع ،يحدد نموذجها بخمر من وزير العدل حافظ األختام ،يساالم
إلى المخالف وقت معاينة الجريمة ،يتضا ا اامن اإلةا ا ااعار ارجال واجراءات االعتراض المنصا ا ااوص عليو في الفقرة األولى من
المادة ،2-529ميلغ الغرامة الجزافية ،باإلضااافة إلى ميلغ الغرامة الجزافية المتزايدة والتي تكون مسااتحقة في حالة عدم الدفع
أو تقديم االعتراض"،
-l’article R49-1, CPPF, Modifié par Décret n° 2010-671 du 18 juin 2010-art.6, relatif à la signature électronique
et numérique en matière pénale et modifiant certaines dispositions de droit pénal et de procédure pénale, JORF n°
0141 du 20 juin 2010.
385
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
()1
- L'article 529-8, CPPF, Modifié par loi n° 2015-177, du 16 février 2015-art.14, relative à la modernisation et à
la simplification du droit et des procédures dans les domaines de la justice et des affaires intérieurs (1), JORF n°
40, du 17 février 2015.
()2
- L'article R 49-2, CPPF, Modifié par Décret n° 2018-795 du 17 septembre 2018-art.20, relatif à la sécurité
routière, JORF n° 215 du 18 septembre 2018.
()3
- L'article R 49-3, CPPF, Modifié par Décret n° 2020-357, du 28 mars 2020-art.1, relatif à la forfaitisation de la
contravention de la 5e classe réprimant la violation des mesures édictées en cas de menace sanitaire grave et de
déclaration de l'état d'urgence sanitaire, op-cit.
()4
- L'article R 49-3-1, CPPF, Création Décret n° 2008-764, du 30 juillet 2008-art.3, relatif au recouvrement des
amendes forfaitaires et certains fais de justice criminelle ou assimilés, JORF n° 0179 du 2 août 2008.
()5
- L'article R 49-9, CPPF, Modifié par Décret n° 2001-373, du 27 avril 2001-art.1, portant adaptation de valeur
en euros de certains montants exprimés en France (dispositions réglementaire issues de décrets en conseil d'Etat:
justice), JORF n° 101 du 29 avril 2001.
386
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
()1
- L'article R 49, CPPF, Modifié par Décret n° 2020-357, du 28 mars 2020-art. 1, relatif à la forfaitisation de la
contravention de la 5e classe réprimant la violation des mesures édictées en cas de menace sanitaire grave et de
déclaration de l'état d'urgence sanitaire ,Op-Cit.
( -)2يعر المةرع الفرنسي التوقف arrêtي ا ا ا ا ا ا ا ا " مكوث مركبة مؤقتاا على الطريق ،طوال المدة الززمة لركوب األةخاص أو
نزولهم ،وةااحن البضااائع أو تفريغها مع بقاء السااائق في مكان قيادة الساايارة أو على مقربة منها ،ليتمكن عند االقتضاااء من
تغيير مكانها " ،المادة R 110-2من قانون المرور الفرنسا ا ا ا ا ااي ،معدلة بالمرسا ا ا ا ا ااوم رقم 1028-2019المؤرخ في 23أكتوبر
.عدد 249صاادرة في 25أكتوبر ،2019وهذا التعريف 2019في المادة 2منو ،بةاخن مركبات نقل األةاخاص ،ج ر
يتطايق مع تعريف التوقف الذي أورده المة اارع الجزائري ينص المادة الثانية من قانون رقم ،14-01ويض اايف عليو " ويكون
المركبة لفترة زمنية محددة تستلزمها ضرورة السير أو ركوب المحرك مةتغزا دائما " ،فيما يعرفو المةرع المصري ي ا " وقو
األةخاص أو نزولهم ،أو تحميل البضائع أو تفريغها " ،المادة 12-1من الزئحة التنفيذية لقانون المرور المصري ،الصادرة
بقرار رقم 1613لسنة ،2008المرجع السايق ،ص .5
Stationnementفي نص المادة R 110-2المذكورة أعزه ي ا ا ا ا ا ا ا" مكوث مركبة في طريق ( -)3ويعر المةرع الفرنسي الوقو
المميزة للتوقف" ،ويضيف عليو المةرع الجزائري ينص المادة الثانية من قانون رقم " 14-01ويكون المحرك خارج الظرو
صااامتاا " ،فيما يعرفو المةاارع المصااري ينص المادة األولى في فقرتها 13من الزئحة التنفيذية لقانون المرور المذكور أعزه
يا ا اا" االنتظار :تواجد المركبة لفترة زمنية محددة أو غير محددة في مكان ما بغير األسباب المذكورة في اليند ( )12وفي غير
لتجنب التعارض مع مستعمل اخر للطريق أو تجنب عائق أو تطييقا ألنظمة المرور". حاالت الوقو
()4
- L'article R 49-8-5, CPPF, Création Décret n° 2002-801, Op-Cit.
()5
- Alexis MIHMAN, Contribution à l'étude de temps dans la procédure pénale: pour une approche unitaire du
temps de la réponse pénale, thèse de doctorat, Université paris sud 11, France, 2007, p 154.
مةار إليو لدع :مراد يلولهي ،المرجع السايق ،ص .128
()6
- L'article 529-8, CPPF, Op-Cit.
387
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
كما يجوز للمخالف سااداد قيمة الغرامة المذكورة أعزه ،خزل ثزثة أيام عمل من تاريخ الضاابا ،فللمخالف
فور أو أن يرج ال اادفع ليومين عزوة على اليوم ال ااذي ارتكي اات في ااو الخي ااار يين دفع الغ ارم ااة الجزافي ااة اا
المخالفة( ،)1في أحد مكاتب الهيئة القومية لليريد أو أحد إدارات أو أقسا ا ا ا ا ا ااام المرور ،على أن يقدم لمخمور
الض اابا القض ااائي اإليص ااال الدال على الس ااداد خزل تلك المدة ،وفي جميع األحوال تثيت طريقة الدفع في
تقرير المخالفة ،وترساال المحاضاار أو المبالغ المحصاالة إلى النيابة العامة المختصااة خزل ثزثة أيام على
األكثر من تاريخ تحصاايل قيمة التصااالح ،واذا لم يقم المخالف بالتصااالح خزل الثزثة أيام عمل من تاريخ
الضا ا ا اابا المةا ا ا ااار إليها ،يجوز لو التصا ا ا ااالح أمام النيابة العامة مقايل دفع ميلغ يعادل الحد األدنى للغرامة
قانونا( ،)2وهو ما ال يجوز في التة ا ا ا اريعين الجزائري والفرنسا ا ا ااي ،ذلك أن المةا ا ا اارع المصا ا ا ااري أجاز
المقررة ا
التص ااالح أمام النيابة العامة-طالما لم يص اادر أمر جزائي بة ااخن المخالفة ،-فإذا ص اادر هذا األمر ال يكون
للمخالف سوع االعتراض عليو طباقا لما هو وارد ينص المادة 327من ق.إ.ج.م(.)3
الفرض الثان :رفض مرتكب الجريمة المرورية للتصالح
بما أن نظام التصا ا ا ااالح نظام اختياري للمخالف في جرائم المرور ،باتفاق التة ا ا ا اريعات المقارنة محل
متجنبا اتخاذ اإلجراءات الجزائية ضا ا ااده ،أو الحكم عليو بعقوبة أةا ا ااد من
ا الد ارسا ا ااة ،فلو أن يقيل هذا النظام
قيمة التص ا ا ا ا ااالح في حالة ترجيح اإلدانة ،ولو أن يرفض هذا التص ا ا ا ا ااالح في حالة ترجيح اليراءة ،وان كانت
الغاليية العظمى من المخالفين ساواء كانوا سااائقين أو مةاااة يقيلون هذا النظام من خزل دفع الميلغ المحدد
للتصااالح خةااية المساااس يوض اعهم األديي( ،)4فإن هناك من يرفض هذا اإلجراء ويتمسااك بميدأ اللجوء إلى
القاضاي principe du recours au jugeألن هذا اإلجراء يخل بميدأ تفريد العقوبة l'individualisation de
ارتكاب الجريمة وةخصية la peineذلك أن الغرامة ال تحدد على أساس كل حالة على حدة وفاقا لظرو
()5
أي وفقا لمعيار جامد. الجرائم مرتكيها ،ولكن حسب أصنا
والتةاريعات المقارنة محل الد ارسااة تتفق على أنو بانقضاااء ارجال القانونية المحددة ينص المواد 93
من قااانون رقم 14-01المعاادلااة ينص المااادة 13من قااانون رقم 05 –17المتعلق يتنظيم حركااة المرور
والمادة 80من قانون رقم 121لسنة 2008 عير الطرق وسزمتها وأمنها ،والمادة 5-530من ق.إ.ج.
388
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
المعدل لقانون المرور المص ا ا ا ا ااري ،الممنوحة للمخالف كحد أقص ا ا ا ا ااى لدفع الغرامة الجزافية دون قيامو يدفع
يوما فيما يتعلق بالقانون الفرنس ا ا ا ا ا ا اي
ميلغ الغرامة الجزافية -أو تقديم طلب إعفاء خزل خمسا ا ا ا ا ا ااة وأربعين ا
حصر -يعتير ذلك بمثابة رفض من المخالف لعرض التصالح المقدم لو من قيل ممثل السلطة العامة عن اا
طريق إجراء الغرامة الجزافية ،وهنا نميز يين التةريعات المقارنة محل الدراسة:
فبالنساابة للتةاريع الجزائري ،فإن رفض المخالف لدفع الغرامة الجزافية في جرائم المرور ،يرتب إحالة
افوعا بطلباتو(،)1
محليا الذي يرفعو يدوره إلى القاضااي مةا ا
محضاار المخالفة على وكيل الجمهورية المختص ا
وفي هذه الحالة يرفع ميلغ الغرامة بحدها األقصى كما يختي(:)2
3000 -دج بالنسبة للمخالفات من الدرجة األولى (يدالا من 2000دج).
4000 -دج بالنسبة للمخالفات من الدرجة الثانية (يدالا من 2500دج).
6000 -دج بالنسبة للمخالفات من الدرجة الثالثة (يدالا من 3000دج).
7000 -دج بالنسبة للمخالفات من الدرجة الرابعة (يدالا من 5000دج).
ايتداءا من تاريخ رفع الدعوع دون مرافعة مسبقة يإصدار
ا ييت القاضي الجزائي في ظر عةرة أيام
أمر جزائي يتض ا ا ا اامن الحكم بغرامة ال يمكن أن تكون بخي حال من األحوال أقل من ض ا ا ا ااعف الحد األدنى
المقرر للمخالفة ،وال يكون األمر الجزائي قابزا للطعن(.)3
فإذا لم يقم المخالف يدفع الغرامة الجزافية يفص ا ا ا ا ا ا اال في المخالفة بموجب أمر جزائي ،ويزحظ أن
الم ااادت ااان 392و 392مكرر ق ااد ربط اات يين الغ ارم ااة الجزافي ااة وبين األمر الجزائي وجعل اات ه ااذا األخير
يقتص ا اار على الغرامات الجزافية غير المدفوعة ،يينما المفروض أن الطريقتين منفص ا االتان واألوامر الجزائية
ال تقتص ا ا ا ا اار على الغرامات الجزافية غير المدفوعة ،واذا كان األمر الجزائي غير قايل للطعن فيمكن تنفيذه
عن طريق حجز األموال واإلكراه اليدني( ،)4غير أنو يمكن للمخالف أن يرفع ةا ا ا ا ا ا ااكوع لدع اإلدارة المالية
مفادها أن الدفع قد تم في األجل القانوني وأنو اساتوفى كامل الةاروط التي يتطليها القانون ،يواساطة رساالة
موصى عليها مع طلب العلم بالوصول خزل عةرة أيام من تاريخ تيليغو بالسند التنفيذي الصادر من قيل
تنفيذ سااند األداء ،ثم تحال في ظر عة ارة أيام على القاضااي اإلدارة المذكورة ،وتؤدي الةااكوع إلى إيقا
الذي يمكنو أن يرفض الةكوع أو يلغي أمره األول في ظر عةرة أيام من رفعها إليو(.)5
( -)1المادة 392من ق إ ج ج ،المعدلة بالمادة 3من قانون رقم ، 01-78المرجع السايق ،ص .140
( -)2المادة 93من قانون رقم ،14-01معدلة ومتممة للمادة 13من قانون رقم ،05-17المرجع السايق ،ص .10
( -)3المادة 392مكرر من ق إ ج ج ،مضافة بموجب قانون رقم ،01-78المرجع السايق ،ص .140
( -)4نجيمي جمال ،قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري على ضوء االجتهاد القضائي ،ج ، 2المرجع السايق ،ص .224
( -)5المادة 392مكرر من ق إ ج ج ،نفس المرجع ،ص .140
389
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
أما بالنساابة للتة اريع الفرنسااي ،ففي حالة عدم الدفع أو عدم تقديم طلب إعفاء( ،)1خزل أجل خمسااة
يوما الممنوحة للمخالف كحد أقصا ا ا ا ا ا ااى لدفع الغرامة الجزافية ،يتم زيادة الغرامة الجزافية بقوة
وأربعين ( )45ا
القانون ،ويتم تحص اايلها لص ااالح الخزينة العمومية بموجب س ااند تنفيذي ص ااادر عن النيابة العامة( ،)2ويمثل
إص اادار هذا الس ااند نهاية المرحلة اإلدارية التص ااالحية ،ييد أن الس ااند الص ااادر عن عض ااو النيابة العامة ال
ائيا(.)3
أمر جز ا
حكما وال حتى اا
يةكل ا
ميلغ الغرامة الجزافية المتزايدة على النحو التالي(:)4 وتحدد المادة R 49-7من ق.إ.ج.
7 -أورو لمخااالفااات أحكااام قااانون المرور التي يرتكيهااا المة ا ا ا ا ا ا اااة (ياادالا من 4أورو قيمااة الغ ارمااة
الجزافية).
33 -أورو بالنسبة للمخالفات من الدرجة األولى (يدالا من 11أورو).
75 -أورو بالنسبة للمخالفات من الدرجة الثانية (يدالا من 35أورو).
180 -أورو بالنسبة للمخالفات من الدرجة الثالثة (يدالا من 68أورو).
375 -أورو بالنسبة للمخالفات من الدرجة الرابعة (يدالا من 135أورو).
450 -أورو بالنسبة للمخالفات من الدرجة الخامسة (يدالا من 200أورو).
جدير بالذكر أن المةرع الفرنسي نص على قيمة الغرامة الجزافية المتزايدة بالنسبة لمخالفات المرور
من الدرجة الخامسة في حين أنو لم ينص على الغرامة الجزافية المخفضة لهذا الصنف من الجرائم.
يوما من تاريخ إعزنو باإلةا ا ا ا ا ا ااعار الذي يدعوه لدفع الغرامة الجزافية
ويجوز للمخالف خزل ثزثين ا
-يجوز للمخالف في التةريع الفرنسي دون الجزائري والمصري خزل أجل خمسة وأربعين ا
يوما الممنوحة كحد أقصى لدفع ()1
الغ ارم ا ااة الجزافي ا ااة تق ا ااديم طل ا ااب إلعف ا ااائ ا ااو من أداء الغ ارم ا ااة الجزافي ا ااة ،في الح ا اااالت المح ا ااددة ينص الم ا ااادة 10-529
. من ق إ ج
يقدم هذا الطلب إلى المص ا ا االحة المحددة في اإلة ا ا ااعار بالمخالفة ،ويجب أن يكون مة ا ا ا ا
افوعا أو مرفاقا بخحد المس ا ا ااتندات التي
تتطليها المادة 10-529من ق إ ج ،ويحال هذا الطلب إلى النيابة العامة ،طبقا ألحكام الفقرة األولى من المادة 2-529
، من ق إ ج
()2
- L'article 529-2, CPPF, Modifié par loi n° 2004-204, du 9 mars 2004-art 56, portant adaptation de la justice aux
390
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
المتزايدة ،تقديم ةااكوع مساايبة إلى النيابة العامة إللغاء السااند التنفيذي الذي يتضاامن مخالفة قانون المرور
والمترتااب عنهااا غ ارمااة جزافيااة أدع عاادم دفعااو لهااا خزل ارجااال القااانونيااة وعاادم تقااديم طلااب إعفاااء إلى
زيادتها ،وال تقيل الةكوع بعد ثزثة أةهر عندما يتم إرسال اإلةعار بالغرامة المتزايدة يرسالة موصى عليها
مع طلب العلم بالوص ااول إلى العنوان المة ااار إليو في ة ااهادة تس ااجيل المركبات ،مالم يتمكن المخالف من
يوما قد أيلغ مصاالحة تسااجيل المركبات عن تغيير عنوانو ،وفي إثبات أنو قيل انتهاء أجل الخمسااة وأربعين ا
مطالبا إال بميلغ يس ا ا ا ا ا ا اااوي الغرامة الجزافية الواجب دفعها في أجل
ا هذه الحالة األخيرة ال يكون المخالف
يوما ،مما يؤدي إلى إلغاء الس ا ااند التنفيذي بمقدار الزيادة ،ويجب أن تكون الة ا ااكوع مرفقة
خمس ا ااة وأربعين ا
يإةااعار الغرامة الجزافية المتزايدة وكذلك عند االقتضاااء ترفق بخحد المسااتندات المنصااوص عليها في المادة
تحت طائلة عدم القيول(.)1 10-529من ق.إ.ج.
وعلى ضا ا ا ا ا ا ااوء طلب اإلعفاء الذي يتعلق بالغرامة الجزافية ،أو الةا ا ا ا ا ا ااكوع المتعلقة بالغرامة الجزافية
المتزايدة يجوز للنيابة العامة الكف عن المتابعة واصا ا ا ا اادار أمر بالحفظ أو اللجوء إلى إجراء األمر الجزائي
وفقا للمواد 524إلى 5-528أو المواد 531وما بعدها ،ويتم إخطار المخالف بعدم قيول الةا ا ا ا ا ااكوع لعدم
جدية األس ا ا ا ا ا ااباب المرفقة باإلة ا ا ا ا ا ااعار ،وفي حالة اإلدانة ،ال يجوز أن يقل ميلغ الغرامة التي تقض ا ا ا ا ا ااي يها
المحكمة المختصة عن ميلغ الغرامة الجزافية(.)2
واذا كان للنيابة العامة اليت في الةكوع المعروضة عليها والخاصة بالغرامة الجزافية المتزايدة ،وكذا
طلب اإلعفاء بقيولها أو عدم قيولها وابزغ المعني يذلك ،فهل يمكن الطعن في القرار الصادر عنها أم ال
،على أن ييين أسااباب عدم إج النيابة العامة ملزمة ينص المادة – R 49-18الفقرة 5-4من
الموافقة على طلب اإلعفاء أو الةا ا ا ا ااكوع ،في التيليغ الموجو إلى المخالف ،وتنييهو إلى إمكانية الطعن في
هذا القرار بموجب رسالة موصى عليها مع طلب العلم بالوصول ،وفي حالة إذا لم يترتب على الطعن أمر
بالحفظ ،فإن النيابة العامة تحيل القضية إلى القاضي المختص(.)3
وعندما ال يعترض الةا ا ا ا ا ا ااخص الذي يكون محزا إلجراء غرامة جزافية متزايدة ،يجوز لو أن يلتمس
بسيب صعوبات مالية من المحاسب العام المختص وليس النيابة العامة ،بموجب طلب يتعلق بآجال الدفع
ميرر ،فيمكن لهذا األخير أن يمنح المخالف أجل أو يصاادر قرار
أو التخفيض ،فإذا اعتير المحاسااب طلبو اا
خفض كلي أو جزئي ،وعند االقتضاء تخفيض ينسبة % 20من الميلغ المستحق وفقا لنص المادة -707
()1
- l’article 530, CPPF, Modifié par loi n° 2010-788, du 12 juillet 2010-art. 58, portant engagement national pour
391
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
(.)1 4من ق إ ج
وبالتالي فالنيابة العامة في حالة رفض المخالف إلجراء التصا ا ا ا ا ااالح في الجريمة المرورية عن طريق
الغرامة الجزافية تس ا ا ااترد س ا ا االطتها في مزئمة المتابعة أو إص ا ا اادار أمر بالحفظ ،أو اللجوء إلى إجراء األمر
الجزائي ،أو تحيل الملف إلى محكمة اليوليس أو قاضا ا ا ا ا ااي الجوار ،فالمخالف مخير يين الموافقة على دفع
وعندئذ يمكن نظر قضاايتو من قيل قاض( ،)2في حين أنو في التة اريع الجزائري ٍ الغرامة الجزافية أو الرفض
مةفوعا بطلباتها إلى القاضي الجزائي إلصدار هذا
ا ال يكون أمام النيابة العامة سوع رفع محضر المخالفة
األخير أمر جزائي بةااخنو ،كما أن قرار النيابة العامة في القانون الفرنسااي في حالة رفض طلب اإلعفاء أو
ٍ
فعندئذ تحيل النيابة العامة ةا ا ا ا ا ا ااكوع المخالف يكون قايل للطعن ،فإذا لم يترتب على الطعن أمر بالحفظ
القض ااية إلى المحكمة المختص ااة ،كما أنو في حالة إص اادار أمر جزائي بة ااخن المخالفة المرورية يكون هذا
،على األمر قايل للمعارض ا ا ا ا ااة سا ا ا ا ا اواء من طر النيابة أو المتهم ،طبقا لنص المادة 527من ق إ ج
األمر الجزائي في التةا اريع الجزائري الص ااادر بة ااخن المخالفة المرورية يكون غير قايل للطعن ،كما خز
أنو إذا كان التةاريع الجزائري يتفق مع نظيره الفرنسااي في مسااخلة جواز تقديم المخالف لةااكوع فإنو بالنساابة
للتة اريع الفرنسااي فالنيابة العامة هي الجهة المنوط يها اليت في هذه الةااكوع في حين أنو بالنساابة للتة اريع
الجزائري القاضااي الجزائي الذي أصاادر األمر الجزائي هو المختص ينظر تلك الةااكوع ولو أن يرفضااها أو
يلغي أمره األول.
أما بالنسا ا ا اابة للتة ا ا ا اريع المصا ا ا ااري ،فيترتب على رفض المخالف للتصا ا ا ااالح في المخالفات المرورية،
التخةا ا ا ا ا ا ااير على تقرير المخالفة بما يفيد ذلك واحالة التقرير إلى النيابة العامة ،ومن ثم يجوز توقيع عقوبة
الغرامة والعقوبة التكميلية في الجنح المرورية عن طريق األمر الجزائي ،وذلك في إطار الس ا ا ا االطة التقديرية
وجوبا
ا للنيابة العامة والقاضا ا ا ا ا ا ااي الجزائي المختص ،وغني عن الييان أن توقيع العقوبة في المخالفات يتم
باألمر الجزائي الصادر عن النيابة العامة إذا لم تر النيابة العامة حفظ المخالفة( ،)3وأجازت المادة 80من
قانون رقم 121لس اانة 2008المعدل لقانون المرور المص ااري للمخالف االعتراض على األمر الجزائي في
المواعي ااد واإلجراءات المقررة ق ااانوانا اا ،واذا اعترض المخ ااالف على األمر الجزائي اتخ ااذت الني اااب ااة الع ااام ااة
إجراءات إحالتو إلى المحاكمة خزل أساايوع من تاريخ االعتراض وعند صاادور الحكم النهائي بالغرامة يلتزم
المحكوم عليو بسدادها لخزينة المحكمة خزل ثزثة أيام عمل على األكثر(.)4
- l’article 530-4, CPPF, Modifié par Ordonnance 2010-420, du 27 avril 2010-art. 115.
()1
392
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
واذا كانت التةاريعات المقارنة محل الد ارسااة تةااترك فيما يتعلق يإجراءات التصااالح في جرائم المرور
عن طريق إجراء الغرامة الجزافية في تنويع طرق دفع الغرامة الجزافية ،وذلك لتس ااهيل وتبس اايا هذا اإلجراء
اليديل وتذليل الص ا ا ا ا ا ااعوبات التي قد تعترض المخالف في س ا ا ا ا ا ااييل ذلك عمليا ،كما أنها تتفق على أن هذا
النظام هو نظام اختياري يرجع بالدرجة األولى إلرادة المخالف الحرة في قيولو أو رفضا ااو ،فإنها تختلف في
عدة نقاط:
نظيريو الفرنسااي والمصااري لم ينص على جواز الدفع الفوري للغرامة فالمةاارع الجزائري على خز
الجزافية يين يدي محرر المحضاار ،كما أن التة اريعات المقارنة محل الد ارسااة وان كانت تتفق على أنو في
حالة رفض المخالف للتصا ا ا ا ااالح عن طريق إجراء الغرامة الجزافية في جرائم المرور يتم تساا ا ا ااوية النزاع عن
طريق إجراء األمر الجزائي ،يكون قايل للطعن في التة ا ا اريعين الفرنسا ا ااي والمصا ا ااري وغير قايل للطعن في
التةا اريع الجزائري ،فإن التةا اريع الفرنس ااي ينفرد يإمكانية إص اادار النيابة العامة لقرار الحفظ بعد قيول طلب
اإلعفاء أو الةا ااكوع ،أو إحالة القضا ااية للمحكمة المختصا ااة ،فض ا ازا عن اللجوء إلجراء األمر الجزائي كما
ينفرد التةاريع الفرنسااي يإنةاااء نظام الغرامة الجزافية المخفضااة في جرائم المرور من أجل تةااجيع المخالف
وتعزيز الدفع ورفع نس اابة تحص اايل الغرامات وتسا اريع هذا اإلجراء ،وهنا ندعوا المة اارع الجزائري إلقرار مثل
هذا اإلجراء في منظومتو التةا ا اريعية ،كما أن المة ا اارع الفرنس ا ااي ينفرد يإجراء اإلعفاء الذي يمكن للمخالف
من خزلو تقديم طلب للنيابة العامة إلعفائو من الغرامة الجزافية في حاالت معينة ،أو تقديم ةا ااكوع بةا ااخن
الغرامة الجزافية المتزايدة ،وان كان المةا ا ا ا ا اارع الجزائري أقر إمكانية تقديم المخالف لةا ا ا ا ا ااكوع لإلدارة المالية
تتعلق بالس ا ااند التنفيذي الص ا ااادر من قيل هذه اإلدارة ،كما ينفرد التةا ا اريع الفرنس ا ااي في حالة عدم اعتراض
المخالف على الغرامة الجزافية المتزايدة يإجازة تقديمو التماس يتعلق بارجال أو التخفيض الكلي أو الجزئي
ميرر دون إعمال للمادة
للمبالغ المسا ا ااتحقة للمحاسا ا ااب العام المختص ،الذي يمكنو أن يجيب طلبو متى راه اا
،بالنظر إلى الصعوبات المالية التي تواجو المخالف. 10-529من ق إ ج
إلى إجراء الغرامة الجزافية في جرائم المرور إجراء جدير بالذكر أن المةا ا ا ا ا اارع الفرنسا ا ا ا ا ااي أضا ا ا ا ا ااا
التعويض الجزافي L’indemnité Forfaitaireالذي أدرج في قانون اإلجراءات الجزائية الفرنسا ا ا ا ا ا ااي بموجب
القانون رقم 1407-85المؤرخ في 30ديساامير ،1985ووفقا لهذا االجراء المخصااص لبعض الجرائم في
مجال خدمات النقل اليري العام التي تنقض ا ااي فيها الدعوع العمومية بالمص ا ااالحة يين المة ا ااغل والمخالف،
الغرامة الجزافية، والذي أضفى عليو المةرع الفرنسي صراحة وصف المصالحة Transactionعلى خز
حيث يدفع بموجبو المخالف تعويض جزافي كما قد يدفع الميلغ المستحق عن النقل (.)1
عدة إجراءات تحول دون رفع القض ااية إلى المحكمة ،في حين
وبذلك يكون المة اارع الفرنس ااي قد أقر د
-المادة 80من قانون المرور المصري ،المعدل بالقانون رقم 121لسنة ،2000المرجع السايق.
()1
- Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Op-Cit, p865.
393
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
أن التة اريعين الجزائري والمصااري وفي حالة رفض المخالف للتصااالح يتم مباة ارة التصاادي للنزاع يإصاادار
أمر جزائي.
ثالثا :اآلثار اإلجرائية للتصالح الجزاف ف جرائم المرور
يترتب على التص ا ا ا ا ا ا ااالح الجزافي في جرائم المرور عن طريق إجراء الغرامة الجزافية ،وعندما يدفع
المخالف ميلغ الغرامة في الميعاد القانوني ،وفي الحاالت التي يقيل فيها هذا اإلجراء انقض ا ا ا ا ا ا اااء الدعوع
العمومية ،ولقد نصا ا ا اات على هذا األثر جميع التة ا ا ا اريعات المقارنة محل الد ارسا ا ا ااة ،فالقانون الجزائري نص
صراحة على هذا األثر في المادة 1-392من ق.إ.ج.ج " يمكن أن تنقضي الدعوع العمومية الناةئة عن
مخالفة ،في المواد المنص ا ا ا ا ااوص عليها بص ا ا ا ا اافة خاص ا ا ا ا ااة في القانون ،يدفع غرامة جزافية داخلة في قاعدة
العود"( ،)1وجدير بالذكر أنو من المفروض :خارج قواعد العود أو مسا ا ا ا ا ا ااتثناة من تطييق قواعد العود ،وذلك
بالرجوع إلى نص نفس المادة الوارد باللغة الفرنسا ا ا ا ااية ،)2(qui est exclusive de la règle de la récidive
وييدو أن الخطخ واقع في الترجمة فقا(.)3
وهو ما يتطايق مع ما جاء في القانون الفرنس ا ا ااي ،إذ رتب المة ا ا اارع الفرنس ا ا ااي أثر انقض ا ا اااء الدعوع
على العمومية في حالة التصا ا ا ا ا ا ااالح عن طريق دفع الغرامة الجزافية ينص المادة 17-495من ق.إ.ج.
ونص ()4
ذلك صا اراحة ..." :تنقض ااي الدعوع العمومية يدفع غرامة جزافية عن الجنح يحددها القانون"... ،
ينصا ااها على " :بالنسا اابة للمخالفات التي تحدد قائمتها بموجب مرسا ااوم صا ااادر المادة 529من ق.إ.ج.
والتي ()5
عن مجلس الدولة ،تنقضا ااي الدعوع العمومية يدفع غرامة جزافية مسا ااتثناة من تطييق قواعد العود"
تتطايق مع نص المادة 1-392من ق.إ.ج.ج المذكورة أعزه.
وقد ساالك المةاارع المصااري ذات المساالك ،إذ رتب على التصااالح في ج ارئم المرور انقضاااء الدعوع
العمومية وعدم سا ااحب التراخيص والغاء الق اررات التي صا اادرت بةا ااخنها في تلك الحاالت ،كما انفرد يترتيب
أثر انس ا ا ا ااحاب أثر التص ا ا ا ااالح في الجريمة األة ا ا ا ااد على الجريمة األخف المرتبطة يها ينص المادة 80من
قانون المرور المصااري ،المعدل بالقانون رقم 121لساانة ،2008والمادة 379من الزئحة التنفيذية لقانون
( -)1المادة 392من ق إ ج ج ،معدلة بالمادة 3من قانون رقم ،1-78المرجع السايق ،ص .140
()2
- L'article 392, CPPA, Modifié par loi n° 78-1 du 28 janvier 1978, modifiant et complétant l'ordonnance n° 66-
155 du 8 juin 1966 portant code de procédure pénale, JORA n° 6-17ème année-, du 7 février 1978, p 93.
( -)3نجيمي جمال ،قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري على ضا ااوء االجتهاد القضا ااائي( مادة بمادة ) ،ج :2من المادة 248
إلى نهاية القانون ،المرجع السايق ،ص .223
()4
- " lorsque la loi le prévoit, l'action publique est éteinte par le paiement d'une amende forfaitaire délictuelle fixée
par la loi …" l'article 495-17, CPPF, Modifié par loi n° 2019-222 du 23 mars 2019-art.58, Op-Cit.
()5
- " pour les contraventions dont la liste est fixée par décret en conseil d'Etat d'action publique est éteinte par le
paiement d'une amende forfaitaire qui est exclusive de l'application des règles de la récidive ", l'article 529, CPPF,
Modifié par loi n° 2011-1862 du 13 décembre 2011-art.29, Op-Cit.
394
بدائل الدعوى العمومية:دراسة مقارنة
ٍ
عندئذ إص ا اادار أمر بالحفظ المرور الص ا ااادرة بقرار رقم 1613لس ا اانة ،)1(2008ويتعين على النيابة العامة
النقض ا ا ا ا ا اااء الدعوع العمومية بالمص ا ا ا ا ا ااالحة ،فإذا أحيلت الدعوع إلى المحكمة رغم التص ا ا ا ا ا ااالح وجب على
المحكمة القضاء بعدم قيولها لسيق انقضاء بالمصالحة(.)2
وفي نهاية هذا الفصاال الخاص بالمصااالحة الجزائية في التةاريعات المقارنة محل الد ارسااة ،ساواء في
الجزائر ،فرنسااا أو مصاار ،بحساابانها أحد يدائل الدعوع العمومية التقليدية ،ساواء في الجرائم االقتصاادية أو
التنظيمية ،ومن خزل التطييقات التي تعرضنا لها ،يمكن القول أنها أحد صور العدالة الرضائية ،وان كان
من المبالغ فيو القول بخنها عدالة تفاوضا ا ااية يين طرفين غير متعادلين الدولة والطر الخاص المتصا ا ااالح،
كما يمكن القول أن التةاريع الفرنساي توساع في هذا اإلجراء اليديل وبدرجة أقل منو التةاريع المصاري على
التةاا اريع الجزائري الذي الزال مة ا ا ا
ادودا إلى تجريم التص ا ااالح حيث ض ا اايق من نطاقو إلى درجة تكاد خز
تعدمو.
( -)1الزئحة التنفيذية لقانون المرور ،الصادرة بقرار رقم 1613لسنة ،2008المرجع السايق ،ص .144
( -)2طو أحمد محمد عيد العليم ،الصلح الجنائي في القانون المصري طبقا رخر تعديزتو ،المرجع السايق ،ص .515
395
خامتــــــة
خامت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
مكننا البحث في موضا ا ا ا ا ااوع يدائل الدعوع العمومية في التة ا ا ا ا ا اريعات المقارنة من اإلحاطة بمختلف
جوانب أنظمة :التنازل عن الةكوع ،المصالحة الجزائية ،الوساطة الجزائية ،التسوية الجزائية ،كما سمح لنا
على أهم مزايا هذه األنظمة على العدالة الجزائية من حيث التقليل من القض ا ااايا المعروضاا ااة على بالوقو
وتفاديا لتكرار ما سايق ذكره في
ا القضااء السايما البسايطة منها لتحقيق عدالة نوعية ،وفي ختام هذا البحث
دراستنا نكتفي يييان أهم النتائج المتوصل إليها واالقتراحات المقدمة يخصوصها على النحو ارتي ييانو:
أوالً :النتائج
-1أزمة العدالة الجزائية في النظام القض ااائي الجزائري و نظيريو الفرنس ااي و المص ااري مردها عدم
ترة اايد الس ااياس ااة الجزائية في جانيها اإلجرائي والعقايي على حد السا اواء مما انجر عنو الفة اال في تحقيق
عدالة ناجزة ،بسيطة و نوعية.
-2توجو التة ا ا ا ا ا ا اريعات الجزائية المقارنة نحو يدائل الدعوع العمومية ضا ا ا ا ا ا اارورة أملتها أزمة العدالة
الجزائية إذ لم تس ااتطع اإلجراءات الجزائية التقليدية مس ااايرة الزيادة المض ااطردة في عدد القض ااايا التي تمثل
انعكاس لزيادة عدد الجرائم والذي يمثل يدوره نتيجة للتض ااخم التةا اريعي ،فاس ااتلزم األمر البحث عن اليات
يديلة لمواجهة هذه األزمة فتم التحول في ضا ا ا ااوء هذا التوجو للسا ا ا ااياسا ا ا ااة الجزائية الحديثة من عدالة عقايية
قسرية إلى أخرع تصالحية رضائية.
-3في ظل يدائل الدعوع العمومية تعاظم دور النيابة العامة بمنحها أدو اا
ار جديدة فيما تراجع دور
قاضا ا ا ااي الحكم في القضا ا ا ااايا البسا ا ا اايطة التي ال تعير عن خطورة اجرامية كييرة مع االبقاء على االجراءات
الجزائية التقليدية بالنسا ا ا اابة للجرائم الكييرة والخطيرة ،ومن ثم فالعدالة التصا ا ا ااالحية ليسا ا ا اات يديزا عن العدالة
التقليدية ،يل هي ص ا ا ا ااورة غير نمطية للعدالة تدعم وتكمل العدالة التقليدية وتعض ا ا ا اادها في مكافحة تنامي
الظاهرة اإلجرامية.
-4يدائل الدعوع العمومية أثيتت فعاليتها في الحد من أزمة العدالة الجزائية في التة ا ا اريع الفرنسا ا ااي
نظيريو الجزائري والمصري. -إلى حد كيير -على خز
-5تجمع النظم القانونية محل الد ارس ا ا ا ااة على األخذ ينظام التنازل عن الة ا ا ا ااكوع ،وهو من األنظمة
التقليدية التي تكفل تحقيق التوازن يين الحق العام (حق المجتمع كمجني عليو) والذي تمثلو النيابة العامة،
وحق الفرد (الخاص) والذي يمثلو المجني عليو.
-6المةا ا اارع المصا ا ااري أجاد في ييان وتحديد األحكام القانونية للتنازل عن الةا ا ااكوع مقارنة ينظيريو
الجزائري والفرنس ا ا ااي ،من حيث تحديد ص ا ا اااحب الحق في الة ا ا ااكوع والتنازل عنها ،ميعاد التنازل وة ا ا ااكلو،
وصاوالا إلى اثاره في حالة تعدد المجني عليهم ،وفي حالة تعدد المتهمين في ظل سااكوت التةاريع الجزائري
397
خامت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
398
خامت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
-1نناةا ا ااد المةا ا اارع الجزائري على وجو الخصا ا ااوص يتنظيم األحكام اإلجرائية للتنازل عن الةا ا ااكوع
على غرار نظيره المصري ،وكذا صفح المجني عليو من حيث كيفية إعمالو والجهة التي يعير فيها المجني
عليو عن تنازلو وكذا ةا ا ا ا ا ا ااكلو واثاره على المتابعة في حالة تعدد المجني عليهم وفي حالة تعدد المتهمين،
وكذا في حالة التعدد للوقائع (مادي أو ص ا ا ا ا ا ااوري) ،وكذا إدراج الص ا ا ا ا ا اافح في نص المادة 6من ق.إ.ج.ج
كسيب النقضاء الدعوع العمومية.
-2دعوة المة اارع الجزائري إلى التوس ااع في نطاق الوس اااطة الجزائية باعتماد أس االوب القاعدة العامة
على غرار نظيره الفرنس ااي يدالا من أس االوب التعداد الحص ااري ،ألنو أس االوب مرن يمكن على أس اااس ااو تحديد
العلة من إجازة الوساطة و من ثم تحقيق أكير فائدة من هذا النظام.
-3تدخل المةرع الجزائري يتعديل تةريعي يفصل أكثر في أحكام الوساطة الجزائية من خزل افراد
نظام قانوني خاص يها ييين فيو اجراءاتها واجالها ،وكذا تمديد النطاق الزمني للوس ا اااطة الجزائية بالنس ا اابة
نظر لخص ا ا ا ااوص ا ا ا ااية هذه الفئة إذ يكون الغرض من هذا اإلجراء
لألحداث إلى مرحلة ص ا ا ا اادور حكم نهائي اا
بالنساابة لهم اإلصاازئ والتهذيب ،وكذا إعادة ضاابا صاافة القائم يها يتيني نظام المفوضااين والوسااطاء كما
عمليا ،بةاارط
فعل المةاارع الفرنسااي وتخليو عن اسااناد دور الوساايا لوكيل الجمهورية الذي أثيت محدوديتو ا
خضوعهم لمعايير دقيقة في االختيار والرقابة القضائية على مباةرة أعمالهم.
-4توجيو نظر المةا ا ا ا اارع المصا ا ا ا ااري إلى إقرار نظام الوسا ا ا ا اااطة الجزائية كخحد ارليات اليديلة وغير
نظر لما تتسا ا ا اام بو من طابع نفعي
التقليدية في حل المنازعات الجزائية باعتبارها أضا ا ا ااحت ضا ا ا اارورة ملحة اا
لجميع األط ار .
-5دعوة المة ا اارع الجزائري إلى أهمية التوس ا ااع في األخذ باألنظمة غير التقليدية في حل المنازعات
الجزائية ،من خزل تقنين نظام التسا ا ا ا ا ا ااوية الجزائية كخحد يدائل الدعوع العمومية الحديثة التي تعتمد على
تكييف العقوبة مع ة ا ااخص ا ااية المتهم فتض ا اامن يذلك معالجة أس ا اارع وأكثر فاعلية لص ا اانف معين من الجرائم
متوسا ا ا ااطة الخطورة تتحدد بالجنح المعاقب عليها بعقوبة الحبس التي ال تتجاوز خمس سا ا ا اانوات ،وأن تكون
صزحية اللجوء إليها ييد النيابة العامة في إطار ميدأ المزئمة الذي تتمتع بو.
إلكترونيا،
ا -6دعوة الجهات المختص ا ا ا ا ااة في الجزائر إلى توفير خدمة اإلطزع على اإلحص ا ا ا ا ااائيات
للحكم يدقة على مدع نجائ يدائل الدعوع العمومية في الحد من أزمة العدالة الجزائية من عدمو.
توعية المجتمع يدور يدائل الدعوع العمومية وأهمية ما -7توفير تغطية إعزمية واسا ا ا ا ا ا ااعة يهد
تحققو من مزايا للمجتمع ككل بما فيو الجاني والمجني عليو بغرض الترغيب فيها و البال عليها.
399
قائمة املصادر واملراجع
قائمة المصادر والمراجع
بلجيكا
1. Loi n° 98-856 (S-C-98/09267) du 12 mars 1998, relative à l’amélioration de la procédure pénale
au stade de l’information et de l’instruction (1), Moniteur Belge du 2 avril 1998.
2. Code d'Instruction Criminelle BELG, Crée par la loi n° F. 2005-1801 [C − 2005/09529],
introduisant des dispositions relatives à la médiation dans le titre préliminaire du Code de
procédure pénale et dans le code d’instruction criminelle (1), Moniteur Belge N : 229-175e
ANNEE-, du 27 juillet 2005.
ابعا-االجتهاد القضائ
رً
.Iف الجزائر
.1قرار المحكمة العليا ،صادر يتاريخ 03جانفي ،1995في الملف رقم ،128928المجلة القضائية ،العدد األول.1995 ،
.2قرار المحكمة العليا ،يتاريخ 25مارس ،2009في ملف رقم ،442278مجلة المحكمة العليا ،قسا ا ا ا ا ا اام الوثائق ،العدد ،2
السنة .2009
.3قرار المحكمة العليا الص ااادر في 49أفريل 2010في الملف رقم ،574335مجلة المحكمة العليا :قسا اام الوثائق ،الجزائر،
العدد ،1السنة .2011
ف مصر .II
.1طعن رقم 894لسنة 21قضائية ،جلسة 8أكتوبر ،1951أحكام النقض ،مكتب فني .03
.2طعن رقم 440لسنة 23قضائية ،جلسة 16جوان ،1953أحكام النقض ،مكتب فني .04
.3طعن رقم 760لسنة 26قضائية ،جلسة 8أكتوبر ،1956أحكام النقض ،مكتب فني 7ق .273
1959 .4طعن رقم 726لسنة 29قضائية ،جلسة 2نوفمير ،1959أحكام النقض ،مكتب فني .10
.5طعن رقم 726لسنة 29قضائية ،جلسة 2نوفمير ،1959أحكام النقض ،مكتب فني ،العدد ،3السنة .10
.6نقض رقم ،919جلسة 16ديسمير ،1963س ق ،33أحكام النقض ،مكتب الفني ،جنائي ،العدد ،3السنة .14
.7طعن رقم 148لسنة 41قضائية ،جلسة 31ماي ،1971مكتب فني ،22 ،الجزء الثاني .رقم .105
.8طعن رقم 1369لسنة 47قضائية ،جلسة 22ماي ،1978مكتب فني 29 ،قضائية-رقم .98
.9طعن رقم 887لسنة 50قضائية ،جلسة 13نوفمير ،1980مكتب فني ،السنة 31قضائية ،رقم .192
.10طعن رقم 2091لسنة 53قضائية ،جلسة 21نوفمير ،1983مكتب فني ،سنة قضائية رقم ،34قاعدة .214
.11طعن رقم 8185لسنة 54قضائية ،جلسة 8أكتوبر ،1986مكتب فني ،السنة 37قضائية ،رقم .135
.12طعن رقم 4012لسنة 56قضائية ،جلسة 28نوفمير ،1987مكتب فني ،السنة 38جزء أول ،قضائية ،رقم .21
.13طعن رقم 2920لس اانة 30القض ااائية ،جلس ااة 23جانفي ،1988مجلس الدولة ،المكتب الفني ،مجموعة أحكام المحكمة
اإلدارية العليا-مصر-السنة -33ج .1
.14نقض رقم ،2370جلسة 6ديسمير ،1988س ق ،56أحكام النقض ،مكتب الفني ،جنائي ،السنة .39
.15طعن رقم 3300لسنة 57قضائية ،جلسة 11ماي ،1989أحكام النقض ،مكتب الفني ،جنائي ،السنة .40
.16طعن رقم 7835لسنة 59قضائية ،جلسة 9جانفي ،1990مكتب فني ،السنة 41قضائية ،رقم .7
.17طعن رقم 19319لسنة 66قضائية ،جلسة 29سيتمير ،2002مكتب فني ،سنة -53قاعدة .149
خامسا – القواميس والمعاجم
ً
أ-باللغة العربية
.1اين منظور ،لسان العرب ،تحقيق :عيد أ علي الكيير ،محمد أحمد حسن أ ،هاةم محمد الةاذلي ،دار المعار ،القاهرة،
(د .س).
.2أحمد مختار عمر ،معجم اللغة العربية المعاص ا ا ا ارة ،المجلد األول ،عالم الكتب للنةا ا ا اار والتوزيع والطباعة ،القاهرة ،مصا ا ا اار،
.2008
.3إسماعيل ين دحماد الجوهري ،الصحائ :تاج اللغة وصحائ العربية ،تحقيق أحمد عيد الغفور عطار ،ج ،1ط ،2دار العلم
للمزيين ،ييروت ،لينان.1979 ،
.4الحافظ أيو القاس اام س االيمان ين أحمد الطيراني ،المعجم الكيير ،تحقيق حمدي عيد المجيد الس االفي ،مكتبة اين تيمية ،مص اار،
(د س) ،حديث رقم ،3922ج .4
.5المعجم الوجيز ،مجمع اللغة العربية ،مطابع ةركة اإلعزنات الةرقية ،دار التحرير للطبع والنةر ،مصر.1989 ،
.6المعجم الوسيا ،مجمع اللغة العربية ،ط ،4مكتبة الةروق الدولية ،القاهرة ،مصر.2004 ،
.7جيور عيد النور ،سهيل إدريس ،المنهل :قاموس فرنسي-عربي ،ط ،7دار العلم للمزيين ،ييروت-لينان.1983 ،-
.8علي ين محمد الس اايد الةا اريف الجرجاني ،تحقيق ود ارس ااة :محمد ص ااديق المنة اااوي ،معجم التعريفات ،دار الفض اايلة للنة اار
والتوزيع والتصدير ،القاهرة ،مصر.2004 ،
الدين محمد ين يعقوب الفيروز ابادي ،القاموس المحيا ،تحقيق أنس محمد الة ا ااامي وزكرياء جاير أحمد ،دار الحديث
.9مجد د
للطبع والنةر والتوزيع ،القاهرة.2008 ،
.10محمد ين أيي بكر ين عيد القادر الرازي ،مختار الصحائ ،مكتبة لينان ،ييروت.1986 ،
ب-باللغة الفرنسية
1. Bureau des études et recherches : Collaborateurs ) F.S. ALWAN, G.L. SIMON, M. SAID, M.
SASSINE( , le Dictionnaire Français-arabe : Dictionnaire générale, linguistique technique et
scientifique, 2 ème Edition, Dar ALKOTOB AL-ILMIYAH, Beyrouth-Liban, 2004.
2. Harith Suleiman Faruqi, FARUQI’S LAW DICTIONARY: English-Arabic, 5 th. Revised
Edition, Librairie Du Liban Publishers, Beirut, 2008.
3. Munir Baalbaki, Ramzi Munir Baalbaki, Al-Mawrid Al-Hadeeth: A Modern English-Arabic
Dictionary, DAR EL-ILM LILMALAYIN, Beirut Lebanon, 2010.
)4. Serge Guinchard, Thierry Debard , Lexique des termes juridiques (édition 2017/2018
,25e Edition, Dalloz, Paris, 2017-2018.
قائمة المراجع .II
أوالً – الكتب
.1الكتب المتخصصة
أ -باللغة العربية
.1إيراهيم حامد طنطاوي ،الص ا ا ا ا االح الجنائي :في نطاق المادتين 18مكر ار و 18مكر ار (أ) إجراءات جنائية-د ارس ا ا ا ا ااة
مقارنة ،-دار النهضة العربية ،القاهرة.2000 ،
.2إيراهيم عيد نايل ،الوساااطة الجنائية :طريقة مسااتحدثة في إدارة الدعوع الجنائية :د ارسااة مقارنة في النظام اإلجرائي
الفرنسي ،دار النهضة العربية ،القاهرة.2001 ،
.3أحس ا اان يوس ا ااقيعة ،المص ا ااالحة في المواد الجزائية يوجو عام وفي المادة الجمركية يوجو خاص ،دار هومة للطباعة
والنةر والتوزيع ،الجزائر.2013 ،
،-------------- .4المناازعاات الجمركياة ،ط ،8دار هوماة للطبااعاة والنة ا ا ا ا ا اار والتوزيع ،الجزائر-2015 ،
.2016
.5أحمد محمد يراك ،العدالة التص ااالحية لألحداث في فلس ااطين :الوس اااطة الجزائية كنموذج-د ارس ااة مقارنة ،-الةا اامل
للنةر والتوزيع ،األردن.2018 ،
.6أسا ا ا ا ا ا ااامة أحمد محمد النعيمي ،دور المجني عليو في الدعوع الجزائية :د ارسا ا ا ا ا ا ااة مقارنة ،دار الجامعة الجديادة،
اإلسكندرية ،مصر.2013 ،
.7أسامة حسنين عييد ،الصلح في قانون اإلجراءات الجنائية :ماهيتو والنظم المرتبطة بو-دراسة مقارنة ،دار النهضة
العربية ،القاهرة.2005 ،
.8أمين مصطفى محمد ،انقضاء الدعوع الجنائية بالصلح :وفقا ألحكام القانون رقم 174لسنة 1998يتعديل بعض
أحكام قانون اإلجراءات الجنائية وقانون العقوبات-د ارس ا ا ااة مقارنة ،-مكتبة ومطبعة اإلة ا ا ااعاع الفنية ،اإلسا ا ااكندرية،
مصر.2002 ،
،----------- .9انقضا ا اااء الدعوع الجنائية بالصا ا االح في قانون اإلجراءات الجنائية المصا ا ااري ،دار المطيوعات
الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر( ،د.س).
.10أنيس حس اايب الس اايد المحزوي ،الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية :د ارس ااة مقارنة يين القانون الجنائي
والفقو اإلسزمي ،مكتبة الوفاء القانونية ،اإلسكندرية ،مصر.2019 ،
،-------------------------- .11الص االح وأثره في العقوبة والخص ااومة الجنائية :د ارس ااة مقارنة يين
القانون الجنائي والفقو اإلسزمي ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية.2011 ،
.12إيمان محمد الجايري ،األمر الجنائي :دراسة مقارنة ،دار الجامعة الجديدة ،مصر.2011 ،
.13جم ااال ةا ا ا ا ا ا ا اادي ااد علي الخرب اااوي ،حق المجني علي ااو في التن ااازل عن ال اادعوع الجن ااائي ااة ،ط ،2المركز القومي
لإلصدارات القانونية ،القاهرة ،مصر.2016 ،
.14رامي متولي القاض ا ااي ،إطزلة على أنظمة التس ا ااوية في الدعوع الجنائية في القانون الفرنس ا ااي :في ض ا ااوء أحكام
مةروع قانون اإلجراءات الجنائية لعام ،2010دار النهضة العربية ،القاهرة.2011 ،
،------------------ .15الوساااطة الجنائية في التة اريع المقارن ،مركز الد ارسااات العربية للنةاار والتوزيع،
مصر.2020 ،
.16سا ا ا ا االيمان عيد المنعم ،الية اإلقرار بالجرم كمظهر لتطور مفهوم العدالة التصا ا ا ا ااالحية ،دار المطيوعات الجامعية،
مصر.2015 ،
.17الس ا اايد عتيق ،التفاوض على االعت ار :قانون اإلجراءات الجنائية الفرنس ا ااي في ض ا ااوء أحدث التعديزت-د ارس ا ااة
مقارنة ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،مصر.2008 ،
.18ة ا اريف سا اايد كامل ،الحق في سا اارعة اإلجراءات الجنائية :د ارسا ااة مقارنة ،ط ( 2معدلة) ،دار النهضا ااة العربية،
القاهرة ،مصر.2018 ،
.19طو أحمد عيد العليم ،المرةااد في الصاالح الجنائي :في ضااوء اراء الفقو والقضاااء وفاقا ألحدث التعديزت :الصاالح
والتصا ااالح في قانون اإلجراءات الجنائية (المصا ااري-الفرنسا ااي-اليلجيكي-اإلنجليزي-األمريكي-السا ااوداني-اللييي-
الس ا ا ا ا ا ااوري-العراقي-األردني-اليميني-الكويتي-البحريني-الموريتااني -إلخ ،)....طبعاة ناادي القضا ا ا ا ا ا اااة ،دار عزم
لإلصدارات القانونية.2014 ،
،------------ .20الموسا ااوعة الةا اااملة في ...الصا االح الجنائي في ضا ااوء اراء الفقو وأحكام القضا اااء :األحكام
الصا ا االح وةا ا ااروطو واثاره-الصا ا االح في قانون اإلجراءات الجنائية-الصا ا االح في التة ا ا اريعات العامة للصا ا االح-أط ار
الجنائية الخاصة-الصلح في بعض الجرائم األخرع حيدر جروب لإلصدارات القانونية ،مصر.2017 ،
،------------ .21الص االح الجنائي في القانون المص ااري طبقا رخر تعديزتو ،ط ،3نادي القض اااة ،مص اار،
.2017
.22عيد الحليم فؤاد الفقي ،ة ا ااكوع المجني عليو وأثرها في اإلجراءات الجنائية ،د ارس ا ااة مقارنة يين القانون المص ا ااري
والسعودي واالماراتي والفقو اإلسزمي ،مركز الدراسات العربية للنةر والتوزيع ،الجيزة ،مصر.2019 ،
.23عيد الحليم فؤاد عيد الحليم ،الة ا ااكوع والتنازل عنها :د ارس ا ااة مقارنة ،دار الجامعة الجديدة ،اإلس ا ااكندرية ،مص ا اار،
.2014
.24عيد الحميد أةا ا ا اار ،الجرائم الجنائية :دور الوسا ا ا اااطة في إنهاء الدعوع الجنائية ،دار الكتاب الحديث ،مصا ا ا اار،
.2010
.25عيد الرحمان خلفي ،نظرة حديثة للس ا ااياس ا ااة الجنائ ية المقارنة ،س ا االس ا االة أبحاث جنائية معمقة ،المؤسا ا اس ا ااة الحديثة
للكتاب ،لينان.2018 ،
.26عيد الرحمان عاطف عيد الرحمان أحمد ،الوسا اااطة ودورها في إنهاء الدعوع الجنائية :د ارسا ااة مقارنة يين القانون
الوضعي والةريعة اإلسزمية ،المركز العربي للنةر والتوزيع ،مصر.2020 ،
.27عيد الرحمان عاطف عيد الرحمان أحمد ،خصا ا ا ااخصا ا ا ااة الدعوع الجنائية :د ارسا ا ا ااة مقارنة يين القانون الوضا ا ا ااعي
والةريعة اإلسزمية ،المركز العربي للنةر والتوزيع ،مصر.2020 ،
.28عيد الرحمن الدراجي خلفي ،الحق في الةا ا ا ا ااكوع كقيد على المتابعة الجزائية :د ارسا ا ا ا ااة تخصا ا ا ا اايلية تحليلية مقارنة،
منةورات الحليي الحقوقية ،ييروت ،لينان.2021 ،
.29عيد الس ا ا ا ا ا اازم مقلد ،الجرائم المعلقة على ة ا ا ا ا ا ااكوع والقواعد اإلجرائية الخاص ا ا ا ا ا ااة يها ،دار المطيوعات الجامعية:
اإلسكندرية ،مصر( ،د .س).
.30عيد الفتائ مراد ،ةرئ قوانين التصالح ،نةر خاص (د .د .ن) ،اإلسكندرية ،مصر.2011 ،
.31عيد القادر قائد س ا ا ا ااعيد المجيدي ،ة ا ا ا ااكوع المجني عليو مقيد من قيود تحريك الدعوع الجزائية :د ارس ا ا ا ااة مقارنة،
مؤسسة حورس الدولية للنةر والتوزيع ،اإلسكندرية ،مصر.2015 ،
.32فايز السا ا اايد اللمسا ا اااوع ،أةا ا اار فايز اللمسا ا اااوع ،الصا ا االح الجنائي في الجنح والمخالفات وقانون التجارة والجرائم
الضا ا ا ا ا ا ارييية والجمركية :الجنح والمخالفات وفاقا ألحدث تعديزت قانون اإلجراءات الجنائية والقوانين 74لس ا ا ا ا ا اانة
145 ،2007لسنة -2006وفي جرائم التهرب الضرييي في السلع المستوردة والضريبة على المييعات-وفي جرائم
التهرب الجمركي ،المركز القومي لإلصدارات القانونية ،عايدين ،القاهرة ،مصر.2009 ،
.33ليلى قايد ،الصا ا ا االح في جرائم اإلعتداء على األفراد :فلسا ا ا اافتو وصا ا ا ااوره وتطييقو في القانون الجنائي المقارن ،دار
الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،مصر.2011 ،
.34محمد حكيم حس ا ااين الحكيم ،النظرية العامة للص ا االح وتطييقاتها في المواد الجنائية :د ارس ا ااة مقارنة ،دار النهض ا ااة
العربية ،القاهرة ،مصر.2002 ،
.35محمد سا ا ا ااامي الة ا ا ا اوا ،الوسا ا ا اااطة والعدالة الجنائية :اتجاهات حديثة في الدعوع الجنائية ،دار النهضا ا ا ااة العربية،
القاهرة.1997 ،
.36محمد سا ا اازمة يني طو ،العدالة التصا ا ااالحية في السا ا ااياسا ا ااة الجنائية :د ارسا ا ااة مقارنة-الصا ا االح الجنائي-الوسا ا اااطة
الجنائية-التسوية الجنائية-المفاوضة على االعت ار ،دار الحامد للنةر والتوزيع ،عمان-األردن.2019 ،
.37محمد سا االيمان حسا ااين المحاسا اانة ،التصا ااالح وأثره على الجريمة االقتصا ااادية ،دار وائل للنةا اار والتوزيع ،عمان-
األردن.2011 ،
.38محمد سا ا ا اامير عيد الفتائ ،النيابة العمومية وسا ا ا االطاتها في انهاء الدعوع الجنائية يدون محاكمة ،الدار الجامعية،
ييروت ،لينان .1991
.39محمد صزئ السيد ،الصلح الجنائي ،المصرية للنةر والتوزيع ،مصر.2018 ،
.40محمد فوزي إيراهيم ،دور الرضا في قانون االجراءات الجنائية ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،مصر.2014 ،
.41مدحت عيد الحليم رمض ا ا ا ااان ،اإلجراءات الموجزة إلنهاء الدعوع الجنائية :في ض ا ا ا ااوء تعديزت قانون اإلجراءات
الجنائية-دراسة مقارنة ،-دار النهضة العربية ،القاهرة ،مصر.2004 ،
.42مدحت محمد عيد العزيز إيراهيم ،الصا ا ا االح والتصا ا ا ااالح في قانون اإلجراءات الجنائية :د ارسا ا ا ااة تحليلية مقارنة يين
التةا ا اريعين المص ا ااري والفرنس ا ااي طباقا ألحدث التعديزت المدخلة بالقانون رقم ( )174س ا اانة ،1998دار النهض ا ااة
العربية ،القاهرة.2004 ،
.43معتز السيد الزهري ،التفاوض على االعت ار :دراسة مقارنة ،دار النهضة العربية ،مصر.2017 ،
،------------ .44الحق في عدالة جنائية ناجزة :د ارسااة تحليلية تخصاايلية مقارنة ،درار النهضااة العربية للطبع
والنةر والتوزيع ،القاهرة ،مصر.2018 ،
،------------ .45الوساطة كيديل عن الدعوع الجنائية :دراسة مقارنة ،دار النهضة العربية ،مصر.2017 ،
، ------------ .46نحو تخص اايل نظرية عامة للعدالة الرض ااائية :د ارس ااة تخص اايلية تحليلية فلس اافية مقارنة ،دار
النهضة العربية ،القاهرة.2018 ،
.47ميزد بةااير ميزد غويطة ،الصاالح في القانون الجنائي والفقو اإلساازمي ،دار المطيوعات الجامعية ،اإلسااكندرية،
مصر.2014 ،
.48هدع حامد قة ااوقش ،الص االح في نطاق قانون اإلجراءات الجنائية الجديد ،دار النهض ااة العربية ،القاهرة ،مص اار،
.2018-2017
.49وطفة ضياء ياسين ،الصلح الجنائي :دراسة مقارنة ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،مصر.2014 ،
ب -باللغة األجنبية
1. Jean-Baptiste Perrier, La transaction en matière pénale, Bibliothèque des Science Criminelle,
Tome 61, LGDJ, L’extenso édition, France, 2014.
2. Jean-Pierre Bonafé-Schmitt, la médiation pénale en France et aux États-Unis, L.G.D.J-l’extenso
éditions, Paris, France, 2010.
3. ---------------------, La médiation sociale et pénale, Dans: Les médiations, la médiation,
Collection: Trajets (Sous la direction de Jean-Pierre Bonafé-Schmitt, Jocelyne Dahan, Jacques
Salzer, Marianne Souquet, Jean-Pierre Vouche), Editeur: Érès, Saint-Agne Toulouse, France,
2003.
4. Michèle Guillaume-Hofnung, La médiation, collection : Que sais-je ?, Editeur : Presses
Universitaires de France-PUF, 2015.
5. Mylène JACCOUD, La justice Réparatrice et médiation pénale : convergences ou
divergences ?, Edition L’Harmattan Sciences Criminelles, Paris, France, 2003.
6. Sylvie GRUNVALD, Jean DANET, La composition pénale : une première évaluation,
L’Harmattan: bibliothèque S de droit, paris, France, 2004.
7. TOEWS BARB, the little book of restorative justice for people in Prison, good books, United
States of America, 2006.
.2الكتب العامة
أ -باللغة العربية
.1أحسن يوسقيعة ،الوجيز في القانون الجزائي العام ،ط ( 14متممة ومنقحة ) ،دار هومة للطباعة والنةر والتوزيع،
الجزائر.2014 ،
.2أحمااد إيراهيم عطيااة ،أحكااام الحبس االحتياااطي والص ا ا ا ا ا االح الجنااائي :في قااانون اإلجراءات الجنااائيااة ،دار الفكر
والقانون-المنصورة ،-مصر.2009 ،
.3أحمد السيد عيد الرزاق بطور ،تساؤالت مةروعة في اإلجراءات الجنائية :طباقا ألحدث أحكام النقض ،دار النهضة
العربية للنةر والتوزيع ،القاهرة ،مصر.2020 ،
.4أحمد عيد اللطيف الفقي ،النيابة العامة وحقوق ضحايا الجريمة ،دار الفجر للنةر والتوزيع ،القاهرة.2003 ،
.5أحمد فتحي سا ا ا ا اارور ،الوسا ا ا ا اايا في قانون اإلجراءات الجنائية ،الكتاب األول :االحكام العامة لإلجراءات الجنائية-
اإلجراءات السابقة على المحاكمة ،إجراءات المحاكمة ،-ط العاةرة (مطورة) ،دار النهضة العربية ،القاهرة مصر،
.2016
.6أة اار توفيق ة اامس الدين ،ة اارئ قانون اإلجراءات الجنائية ،الجزء األول :مرحلة ما قيل المحاكمة ،طبعة خاص ااة
بالتعليم المفتوئ مزيدة وصفحة طبقا ألدنى التعديزت وأحكام القضاء (د.د.ن).2012 ،
.7أةا اار رمضا ااان عيد الحميد ،الوسا اااطة الجنائية ودورها في إنهاء الدعوع العمومية :د ارسا ااة مقارنة ،دار أيو المجد
للطباعة بالهرم ،مصر.2004 ،
.8امال عيد الرحيم عثمان ،ةا اارئ قانون االجراءات الجنائية ،مطابع الهيئة المص ا ارية العامة للكتاب ،القاهرة ،مصا اار،
.1991
.9أمجد سليم الكردي ،النيابة العامة :دراسة تحليلية مقارنة ،دار وائل للنةر والتوزيع ،عمان ،األردن.2012 ،
.10أمينة سماعين فراقي ،السياسة الجنائية اإلجرائية في التةريعات االقتصادية :دراسة مقارنة ،دار الجامعة الجديدة
للنةر ،اإلسكندرية.2015 ،
.11إيهاب عيد المطلب ،سمير صبحي ،الموسوعة الجنائية الحديثة في ةرئ القانون الجنائي المغربي في ضوء الفقو
وأحكام المجلس األعلى المغربي ومحكمة النقض المصرية ،المجلد الرابع ( الفصول ،) 621-479المركز القومي
لإلصدارات القانونية ،القاهرة ،مصر.2011-2010 ،
.12جندي عيد الملك ،الموسا ااوعة الجنائية ،الجزء الثالث :جرائم-ربا فاحش ،ط ،2دار العلم للجميع ،ييروت ،لينان،
(د.س).
الجريمة ،ط ،2دار العلم للجميع ،ييروت .13جندي عيد الملك ،الموس ا ا ا ااوعة الجنائية الجزء الرابع :رة ا ا ا ااوة-ظرو
لينان( ،د .س).
.14حس ا ااام محمد س ا ااامي جاير ،الس ا االطة المختص ا ااة يتحريك الدعوع الجنائية ،دار الكتب القانونية ،القاهرة ،مص ا اار،
.2011
.15حساان صااادق المرصاافاوي ،المرصاافاوي في أصااول االجراءات الجنائية ،الطبعة األخيرة ،منةااخة المعار :جزل
جزع وةركاه ،االسكندرية ،مصر.1982 ،
.16حيدر المالكي ،أثر الصاالح في انقضاااء الدعوع الجنائية في الجرائم المالية :د ارسااة مقارنة ،دار الجامعة الجديدة،
اإلسكندرية ،مصر.2019 ،
.17داليا قدري أحمد عيد العزيز ،دور المجني عليو في الظاهرة اإلجرامية وحقوقو في التةا ا ا ا ا ا اريع الجنائي المقارن:
دراسة في علم المجني عليو ،دار الجامعة الجيدة ،اإلسكندرية ،مصر.2013 ،
عييد ،مبادئ االجراءات الجنائية في القانون المصري ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،مصر.2006 ، .18رءو
.19رأفت عيد الفتائ حزوة ،الصلح في المواد الجنائية :دراسة مقارنة بالةريعة اإلسزمية ،د .د ن ،مصر.2003 ،
.20رامي متولي القاضا ااي ،التصا ااالح في قضا ااايا المال العام في التة ا اريع المصا ااري ،مركز الد ارسا ااات العربية للنةا اار
والتوزيع ،مصر.2020 ،
.21رياض مفتائ ،الجريمة االقتص ااادية في إطار التقاض ااي والتص ااالح في الدول العربية :د ارس ااة مقارنة ،مكتبة الوفاء
القانونية ،اإلسكندرية ،مصر.2019 ،
.22سا ا ا ا ااماتي الطيب ،حماية حقوق الضا ا ا ا ااحية في ظل األنظمة اإلجرائية وتطييقاتها في التة ا ا ا ا اريع الجزائري :التطور
التاريخي لحماية حقوق الض ا ا ا ا ا ااحية وبيان مفهومها ،دار الهدع للطباعة والنة ا ا ا ا ا اار والتوزيع ،عين مليلة ،الجزائر،
.2018
.23عادل عيد العال إيراهيم خ ارة ا ا ااي ،التص ا ا ااالح في جرائم المال العام :د ارس ا ا ااة تحليلية يين القانون الوض ا ا ااعي والفقو
اإلسزمي ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية.2016 ،
.24عادل يوسااف الةااكري ،مباحث معمقة في فقو اإلجراءات الجزائية ،منةااورات الحليي الحقوقية ، ،ييروت ،لينان،
.2014
.25عيد الرحمان خلفي ،اإلجراءات الجزائية في التةا ا اريع الجزائري والمقارن :2019-2018يتض ا اامن اخر تعديزت
قانون اإلجراءات الجزائية بموجب األمر رقم 02-15المؤرخ في 23جويلية س ا ا ا ا ا اانة ( 2015ج ر )40والقانون
رقم 07-17 :المؤرخ في 27مارس س ا ا اانة (2017ج ر )20والقانون رقم 06-18 :المؤرخ في 10جوان سا ا اانة
( 2018ج ر )34المع اادل ااة والمتمم ااة لألمر رقم 155-66 :المؤرخ في 8يونيو 1966والمتض ا ا ا ا ا اامن ق ااانون
اإلجراءات الجزائية ،ط ( 4منقحة ومعدلة) ،دار يلقيس للنةر ،دار الييضاء-الجزائر.2019-2018 ،
.26عيااد الرحمااان خلفي ،اإلجراءات الجزائيااة في التةا ا ا ا ا ا اريع الجزائري والمقااارن ،ط ( 2منقحااة ومعاادلااة) ،دار يلقيس
للنةر ،الجزائر.2016 ،
.27عيد الرزاق أحمد السا اانهوري ،الوسا اايا في ةا اارئ القانون المدني ،الجزء األول :نظرية االلتزام يوجو عام-مصا ااادر
االلتزام ،دار إحياء التراث العربي ،ييروت ،لينان.1952 ،
.28عيد أ أوهايية ،ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ،دار هومة للطباعة والنةر والتوزيع ،الجزائر-2017 ،
.2018
.29عيد أ اوهاييية ،ةرئ قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ،الجزء الثاني :في التحقيق النهائي (المحاكمة) ،ط ،2
دار هومة للطباعة والنةر والتوزيع ،الجزائر.2018 ،
.30علوي علي أحمد الة ا ا ااارفي ،المس ا ا ااؤولية الجنائية للة ا ا ااخص المعنوي-د ارس ا ا ااة مقارنة ،المركز الديمقراطي العربي
للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ،يرلين ألمانيا.2019 ،
.31علي محمد المييضا ا ا ااين ،الصا ا ا االح الجنائي وأثره في الدعوع العامة ،دار الثقافة للنةا ا ا اار والتوزيع ،عمان ،األردن،
.2010
.32عمر سالم ،نحو تيسير اإلجراءات الجنائية :دراسة مقارنة ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،مصر.1997 ،
.33عوض محمد عوض ،المبادئ العامة في قانون االجراءات الجنائية ،منة ا ا ا ا ا ااخة المعار :جزل حزع وة ا ا ا ا ا ااركاه،
االسكندرية ،مصر.2002 ،
.34لفتو هامل العجيلي ،حق السرعة في اإلجراءات الجزائية ،ط ،2دار السنهوري لينان.2019 ،
.35مخمون محمد سا ا اازمة ،اإلجراءات الجنائية في التة ا ا اريع المصا ا ااري ،الجزء األول ،دار النهضا ا ااة العربية ،القاهرة،
مصر.2001 ،
.36محمد السيد عرفة ،التحكيم والصلح وتطييقاتهما في المجال الجنائي ،االكاديميون للنةر والتوزيع ،عمان-األردن،
.2014
.37محمد حنفي محمود ،الحقوق األس اااس ااية للمجني عليو في الدعوع الجنائية :د ارس ااة مقارنة ،دار النهض ااة العربية،
القاهرة ،مصر.2006 ،
.38محمد عيد اللطيف عيد العال ،مفهوم المجني عليو في الدعوع الجنائية ،دار النهضة العربية ،القاهرة.2006 ،
.39محمد فوزي إيراهيم ،دور الرضا في قانون اإلجراءات الجنائية ،دار النهضة العربية ،مصر.2014 ،
.40محمد محمد المتولي أحمد الص ا ا ا ااعيدي ،األمر الجنائي في قانون اإلجراءات الجنائية :د ارس ا ا ا ااة مقارنة ،دار الفكر
والقانون ،مصر.2011 ،
.41محمود س ا اامير عيد الفتائ ،النيابة العمومية وس ا االطاتها في إنهاء الدعوع الجنائية يدون محاكمة ،الدار الجامعية،
ييروت ،لينان.1991 ،
.42محمود محمود مصطفى ،ةرئ قانون اإلجراءات الجنائية ،ط ،8دار ومطالع الةعب ،القاهرة ،مصر.1963 ،
.43محمود نجيب حس ااني ،ة اارئ قانون العقوبات :القس اام العام النظرية العامة للجريمة ،دار النهض ااة العربية ،القاهرة،
مصر.1962 ،
.44محمود نجيب حسااني ،فوزية عيد السااتار ،ةاارئ قانون اإلجراءات الجنائية وفقا ألحدث التعديزت التة اريعية ،دار
المطيوعات الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر.2017 ،
.45مصااطفى مجدي هرجة ،التعليق على قانون االجراءات الجنائية :المعدل بالقوانين 145لساانة 2006و 74لساانة
2007و 153لسنة ( ،2007أربع مجلدات) ،دار محمود للنةر والتوزيع ،القاهرة ،مصر( ،د.س).
.46منى محمد مراجع محمود ،المزئمة في تحريك الدعوع الجنائية ،دار النهض ا ا ااة العربية للنة ا ا اار والتوزيع ،القاهرة،
مصر.2019 ،
.47نجيمي جمال ،قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري على ضا ااوء االجتهاد القضا ااائي (مادة بمادة) ،ج :1من المادة
األولى إلى غاية المادة ،247ط ،4دار هومة للطباعة والنةر والتوزيع ،الجزائر.2018 ،
.48نجيمي جمال ،قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري على ض ا ا ااوء االجتهاد القض ا ا ااائي-مادة بمادة-ج :2من المادة
248إلى نهاية القانون طبقا رخر تعديل بالقانون رقم 06-18المؤرخ في 10جوان ،2018ط ،4دار هومة
للطباعة والنةر والتوزيع ،الجزائر.2018 ،
.49وطفة ضياء ياسين ،الصلح الجنائي :دراسة مقارنة ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،مصر.2014 ،
.50ياسا ا ااين ايت أحمد ،الوسا ا اااطة الينكية كوسا ا اايلة يديلة لتسا ا ااوية النزاعات ورهان إصا ا اازئ العدالة ،سا ا االسا ا االة البحث
األكاديمي :منةورات مجلة العلوم القانونية ،مطبعة ومكتبة األمنية ،اإلصدار الواحد والعةرون ،المغرب.2017 ،
.51يحي إيراهيم علي ،الص ا ا االح والتص ا ا ااالح وثمن الجريمة :تطييقات ،إة ا ا ااكاالت ،إف ارزات عجيبة ،دار الفكر القانوني
للنةر والتوزيع ،طنطا ،مصر.2010 ،
ب -باللغة األجنبية
1. Frédéric Desportes, Laurence Lazerges-Cousquer, Traité de procédure pénale, Quatrième
édition, ED : ECONOMICA, Paris, France, 2015.
2. Jean Lagadec, le nouveau guide pratique du droit, France loisirs, Paris, 1995.
3. Olivier MICHIELS, Géraldine FALQUE, procédure pénale : Notes sommaires et provisoires,
6 ème édition, Université de liège, Faculté de droit, Année académique : 2017-2018.
4. Philippe Conte, Patrick Maistre du Chambon, Procédure pénale, 3eme édition, Dalloz, Armand
Colin Paris, 2001, p46).
ثانيا-الرسائل والم كرات الجامعية
ً
.1رسائل الدكتو ار
أ – باللغة العربية
.1أيو بكر علي محمد أيو س ا اايف ،دور الص ا االح في انهاء الدعوع الجنائية :د ارس ا ااة مقارنة يين التةا ا اريعين المص ا ااري
واللييي ،رسالة دكتوراه في الحقوق ،جامعة عين ةمس ،كلية الحقوق ،قسم القانون الجنائي.2015 ،
.2أحمد محمد يراك ،العقوبة الرضا ااائية في الة ا اريعة اإلسا اازمية واألنظمة الجنائية المعاص ا ارة :د ارسا ااة مقارنة ،رسا ااالة
دكتوراه في الحقوق الحقوق ،جامعة القاهرة ،كلية الحقوق.2009 ،
.3أسا ااامة حسا اانين عييد ،الصا االح في قانون اإلجراءات الجنائية :ماهيتو والنظم المرتبطة بو-د ارسا ااة مقارنة ،-رسا ااالة
دكتوراه في الحقوق ،جامعة القاهرة ،كلية الحقوق.2004 ،
.4إيمان مص ااطفى منص ااور مص ااطفى ،الوس اااطة الجنائية :د ارس ااة مقارنة ،رس ااالة دكتوراه في الحقوق ،جامعة القاهرة،
كلية الحقوق ،قسم القانون الجنائي.2010 ،
.5يلقاسا اام سا ااويقات ،العدالة التصا ااالحية في المسا ااائل الجنائية ،أطروحة دكتوراه علوم في الحقوق ،تخصا ااص :القانون
الجنائي ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق.2020-2019 ،
.6ين يوعيد أ وردة ،الموازنة يين ض اامان حقوق المتهم وحقوق الض ااحية ،أطروحة دكتوراه علوم في العلوم القانونية:
ةااعبة القانون الجنائي الدولي ،جامعة باجي مختار عنابة ،كلية الحقوق والعلوم السااياسااية ،قساام الحقوق-2015 ،
.2016
.7جمال دريسا ا ااي ،دور الضا ا ااحية في إنهاء المتابعة الجزائية ،رسا ا ااالة دكتوراه في العلوم ،تخصا ا ااص :القانون ،جامعة
مولود معمري-تيزي وزو ،كلية الحقوق والعلوم السياسية-يوخالفة.2016-2015 ،
.8جيزلي عيد الحق ،نظام المص ا ا ا ا ااالحة في المس ا ا ا ا ااائل الجزائية في التةا ا ا ا ا اريع الجزائري ،أطروحة دكتوراه في القانون
اإلجرائي ،جامعة عيد الحميد ين باديس-مستغانم ،كلية الحقوق والعلوم السياسية.2017-2016 ،
.9حاتم عيد الرحمن محمد عطية ،دور المجني عليو في انهاء الدعوع الجنائية ،رس ا ا ا ا ااالة دكتوراه في الحقوق ،جامعة
القاهرة ،كلية الحقوق.2014 ،
.10حمدي رجب عطية ،دور المجني عليو في انهاء الدعوع الجنائية ،رس ا ا ا ا ا ااالة دكتوراه في الحقوق ،جامعة القاهرة،
كلية الحقوق.1990 ،
.11خالد منير حس اان ة ااعير ،األمر الجنائي :د ارس ااة تحليلية مقارنة ،رس ااالة دكتوراه في الحقوق ،جامعة القاهرة ،كلية
الحقوق.2006 ،
.12داود زمورة ،الص االح كيديل للدعوع العمومية في التةا اريع الجزائري ،أطروحة دكتوراه علوم في الحقوق ،تخص ااص
قانون جنائي ،جامعة باتنة-1-الحاج لخضر ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق.2018-2017 ،
.13رامي متولي عيد الوهاب إيراهيم القاضي ،الوساطة كيديل عن الدعوع الجنائية :دراسة مقارنة ،رسالة دكتوراه في
الحقوق ،جامعة القاهرة ،كلية الحقوق.2010 ،
.14سا ا ا ااعادنة العيد العايش ،اإلثبات في المواد الجمركية ،بحث لنيل ةا ا ا ااهادة الدكتوراه في القانون ،جامعة باتنة ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق.2006 ،
.15س ا ااعيد أحمد علي قاس ا اام ،الجرائم المرورية ،رس ا ااالة دكتوراه في الحقوق ،جامعة اإلس ا ااكندرية ،كلية الحقوق ،قس ا اام
القانون الجنائي.2009 ،
.16سماتي الطيب ،الحماية الجزائية لحقوق الضحية ،ا ااخطروحة دكتوراه في العلوم القانونية ،تخصص :قانون جنائي،
جامعة العقيد الحاج لخضر باتنة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق.2016-2015 ،
صا اا وتطيياقا ،رس ااالة دكتوراه علوم في القانون الخاص،
.17ة اايرو نهى ،الجريمة الجمركية في التةا اريع الجزائري :ن ا
قانون أعمال ،جامعة منتوري-قسنطينة ،-1كلية الحقوق ،قسم القانون الخاص.2018-2017 ،
.18طارق كور ،المص ا ا ا ا ااالحة في جريمة الص ا ا ا ا اار ،أطروحة مقدمة لنيل ة ا ا ا ا ااهادة دكتوراه علوم في القانون العام ،
تخصص :قانون جنائي دولي ،جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة ، 1كلية الحقوق .2018-2017 ،
.19طزل جديدي ،اإلجراءات الموجزة إلنهاء الدعوع العمومية في التةا ا ا ا ا ا اريع الجزائري ،أطروحة دكتوراه العلوم في
الحقوق ،ةعبة القانون العام ،جامعة العربي التبسي-تبسة-الجزائر ،-كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق،
.2017-2016
.20عاقلي فضا اايلة ،الحماية القانونية للحق في حرمة الحياة لخاصا ااة :د ارسا ااة مقارنة ،بحث مقدم لنيل ةا ااهادة دكتوراه
علوم في القانون الخاص ،جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة ،كلية الحقوق.2012-2011 ،
.21عائةااة موسااى ،مركز الضااحية في الدعوع العمومية ،أطروحة دكتوراه الطور الثالث في القانون الجنائي ،جامعة
20أوت -1955سكيكدة ،-كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق.2018 ،
.22عيد الرحمان عاطف عيد الرحمان أحمد ،الوساطة الجنائية ودورها في إنهاء وخصخصة الدعوع الجنائية :دراسة
مقارنة يين القانون الوضعي والةريعة اإلسزمية ،رسالة دكتوراه في الحقوق ،جامعة أسيوط ،كلية الحقوق.2018 ،
.23عيد القادر قائد سا ا ا ااعيد المجيدي ،ةا ا ا ااكوع المجني عليو كقيد من قيود تحريك الدعوع الجزائية في القانون اليمني
والجزائري ،أطروحة دكتوراه في القانون العام ،جامعة الجزائر ،-1-كلية الحقوق-ين عكنون.2014-2013 ،
.24عيد اللطيف أيو دربالة عيد الفاضا اال األزرق ،التصا ااالح الجنائي ودوره في إنهاء الدعوع الجنائية ،رسا ااالة دكتوراه
في الحقوق ،جامعة المنصورة ،كلية الحقوق ،إدارة الدراسات العليا والبحوث ،قسم القانون الجنائي.2016 ،
.25عيد أ عادل خزنة كاتيي ،اإلجراءات الجنائية الموجزة ،رسالة دكتوراه في الحقوق ،جامعة القاهرة ،كلية الحقوق،
.1980
.26عثامنية كوس ا اار ،دور النيابة العامة في حماية حقوق اإلنس ا ااان أثناء مراحل االجراءات الجزائية-د ارس ا ااة مقارنة،-
أطروحة مقدمة لنيل ة ااهادة الدكتوراه علوم في الحقوق ،تخص ااص :قانون جنائي ،جامعة محمد خيض اار-بس ااكرة،-
كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق.2014-2013 ،
.27عزت مصطفى الدسوقي ،قيود الدعوع الجنائية يين النظرية والتطييق ،رسالة دكتوراه في القانون ،جامعة القاهرة،
كلية الحقوق.1986 ،
.28فايز عيد الحميد عيد أ السا ا االيحات ،الصا ا االح في حل المنازعات الجزائية :د ارسا ا ااة مقارنة يين التة ا ا اريع األردني
والتةا ا ا اريع المص ا ا ااري والتةا ا ا اريع اإلنجليزي ،أطروحة دكتوراه الفلس ا ا اافة في القانون العام ،جامعة عمان العربية ،كلية
القانون ،قسم القانون العام.2010 ،
.29كمال يوةااليق ،الضاامانات القانونية لحماية الةاارعية االجرائية خزل الدعوع العمومية ،أطروحة دكتو اره علوم في
العلوم القانونية ،تخصص ،قانون جنائي ،جامعة باتنة ،-1-كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق-2017 ،
.2018
.30ليلى سا ا ا ااوياد ،التوبة في القانون الجنائي ،أطروحة دكتوراه في العلوم القانونية ،تخصا ا ا ااص :قانون جنائي ،جامعة
الحاج لخضر باتنة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق.2014-2013 ،
.31ليلى قايد الرضااائية في المواد الجنائية ،رسااالة دكتوراه في القانون الجنائي ،جامعة جيزلي الياس ساايدي يلعباس،
كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق.2015-2014 ،
.32مجدي فتحي حس ا ااين مص ا ااطفى نجم ،الص ا االح وأثره على الدعوع الجنائية :د ارس ا ااة مقارنة يين القانون الوض ا ااعي
والةريعة اإلسزمية ،رسالة دكتوراه في الحقوق ،جامعة القاهرة ،كلية الحقوق.2013 ،
.33محمد العايب ،تفريد العقوبة الجزائية يين الفقو اإلس ا ا اازمي والتةا ا ا اريع الجزائري ،بحث مقدم لنيل درجة دكتوراه في
العلوم اإلسزمية ،تخصص :ةريعة وقانون ،جامعة باتنة ،كلية العلوم اإلسزمية ،قسم الةريعة.2016-2015 ،
.34مراد يلولهي ،يدائل إجراءات الدعوع العمومية ،أطروحة دكتوراه في العلوم تخصص :علوم جنائية ،جامعة باتنة-
-1الحاج لخضر ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق.2019-2018 ،
.35منصااور عيد الساازم عيد الحميد حسااان العجيل ،العدالة الرضااائية في اإلجراءات الجنائية :د ارسااة مقارنة ،رسااالة
دكتوراه في الحقوق ،جامعة القاهرة ،كلية الحقوق ،قسم القانون الجنائي.2016 ،
.36ميلود دريس ا ااي ،الص ا االح في المادة الجزائية ،أطروحة دكتوراه علوم في القانون ،تخص ا ااص :قانون جنائي ،جامعة
باجي مختار عنابة ،كلية الحقوق ،قسم الحقوق.2019 ،
.37نادية رواحنة ،الحماية القانونية للض ا ا ا ااحية ،أطروحة دكتوراه علوم في الحقوق ،تخص ا ا ا ااص :القانون العام ،جامعة
قسنطينة ،1كلية الحقوق.2018-2017 ،
.38هة ااام مفض ااي المجالي ،الوس اااطة الجزائية وس اايلة غير تقليدية في حل النزاعات الجزائية-د ارس ااة مقارنة ،-رسااالة
دكتوراه ،جامعة عين ةمس ،كلية الحقوق ،مصر.2008 ،
ب – بالغة الفرنسية
1. Camille Miansoni, Les modes de poursuite devant les juridictions pénales, THESE pour le
Doctorat en Droit, Université Panthéon Sorbonne - Paris I, France, Institut de Recherche
Juridique de la Sorbonne - André Tunc, Département de Recherche sur la Justice et le Procès,
Submitted on 21 Sep 2018.
2. Evan Raschel, la pénalisation des atteintes au consentement dant le champ contractuel, Thèse
pour l’obtention du doctorat en droit privé, Ecole doctorale : Droit et science politique-pierre
Couvrat) Poitiers( , Université de POITIERS, Faculté de Droit et des Sciences Sociales, France,
2013.
3. Jean-Baptiste VIEU, Les Maisons de justice et du droit : une perspective de rénovation de la
justice ?, thèse pour le doctorat en Droit privé, École doctorale : Sciences juridique et politiques,
université de Toulouse, France, 2012.
4. LAURA. MESSINA, Médiation et justice réparatrice dans le système pénal des mineurs italien
et français, thèse pour le doctorat : Franco-italien, Université Paul Cézanne Aix-Marseille III,
Faculté de droit et science politique, France, 2004-2005.
5. Leonardo CARPENTIERI, La justice restaurative : Analyse Critique D’un Modèle Américain
de Règlement Alternatif des Conflits, Thèse pour le Doctorat en Droit, Université
PANTHEON-ASSAS (PARIS II), Faculté du droit Economie-sciences sociales, 2007.
6. Mamounata Agnès ZOUNGRANA, La place de la victime dans le procès pénale : Etude de
droit comparé : droit Burkinabé sous L’éclairage du droit international, thèse pour le doctorat
en droit, Spécialité : Droit pénale et science criminelles, Université de Strasbourg, Centre de
droit privé Fondamental, France, 2012.
7. Moonkwi KIM, Essai sur la justice Restaurative : illustré par les exemples de la France et de la
Corée du Sude, Thèse pour le doctorat, Université de Montpellier, Faculté de Droit et Science
politique, Spécialité : Droit privé et sciences criminelles, France, 2015.
8. NAAR Fatiha, La transaction pénale en Matière Economique, thèse pour le doctorat en
sciences, Spécialité : Droit, université Mouloud MAMMERI de TIZI-OUZOU, Faculté de droit
et sciences politiques, 2013.
9. Pascale Latreille, l'expérience des victimes : de la demande de justice au souci de régulation et
de gestion des conséquences du crime, Thèse soumise à la faculté des études supérieures des
exigences du programme de maîtrise en criminologie, Université d'Ottawa-canada, Faculté des
science sociales, Département de criminologie, 2012.
10. Rozenn CREN, Poursuites et sanction en droit pénal douanier, Thèse de doctorat en droit
privé, spécialité : droit pénale, Université panthéon-Assas, France, 2011.
11. Saoussane Tadrous, La place de la victime dans le procès pénal, Thèse pour le doctorat en
droit, Spécialité : Droit privé et sciences criminelles, Université Montpellier 1, France, 2015.
12. Sarah-Marie Cabon, La négociation en matière pénale, thèse pour le doctorat en droit (Ecole
Doctorale de Droit-E.D.41), Spécialité droit privé et sciences criminelles, université de
Bordeaux, France, 2014.
13. Wilfrid EXPOSITO, la justice pénale et les interférences consensuelles, Thèse pour le doctorat
en droit, université Jean Moulin-Lyon III, Faculté de droit, France, 2005.
14. Xavier ANONIN, La spécialité contraventionnelle en matière pénale, Thèse pour le doctorat
en droit, Université de Aix-Marseille France, Faculté de droit et de science, politique, 2018.
م كرات الماجستير والماستر.2
أ – باللغة العربية
جامعة أيو بكر يلقايد، مذكرة ماجسا ااتير في القانون الخاص، د ارسا ااة مقارنة: ميدأ تخويل العقد، بةا ااير دالي.1
.2008-2007 ، كلية الحقوق،تلمسان
مذكرة مقدمة لنيل ةا ا اهادة،" الحق في الخص ا ااوص ا ااية في التةا ا اريع الجزائري" د ارس ا ااة مقارنة، ين حيدة محمد.2
كلية ارداب والعلوم،-أدرار- الجامعة اإلفريقية العقيد أحمد دراية، حقوق وحريات: تخص ا ااص،الماجس ا ااتير
.2010-2009 ، قسم العلوم القانونية واإلدارية،اإلنسانية
.3خالد حسا ا ا ااين حواس أحمد ،الوسا ا ا اااطة في إنهاء الدعوع الجنائية ،رسا ا ا ااالة ماجسا ا ا ااتير في القانون الجنائي،
جامعة طرايلس-ليييا-كلية القانون ،قسم القانون الجنائي.2015 ،
.4رتيبة يوعزني ،حقوق الضا ااحية في المتابعة القضا ااائية الجنائية ،مذكرة ماجسا ااتير في الحقوق ،فرع :القانون
الجنائي والعلوم الجنائية ،جامعة الجزائر ،1كلية الحقوق-ين عكنون .2014-2013
.5سااعادي عار محمد صاوافطة ،الصاالح في الج ارئم االقتصااادية ،رسااالة ماجسااتير في القانون العام ،جامعة
النجائ الوطنية نايلس-فلسطين ،-كلية الدراسات العليا.2010 ،
.6س ا ا ااماتي الطيب ،حماية حقوق الض ا ا ااحية خزل الدعوع الجزائية في التةا ا ا اريع الجزائري ،مذكرة ماجس ا ا ااتير،
تخصص :قانون جنائي ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية.2007-2006 ،
.7ةا ا ا ا ا ا اااهر علي محمد المطيري ،الةا ا ا ا ا ا ااكوع كقيد على تحريك الدعوع الجزائية في القانون الجزائي األردني
والكويتي والمصااري ،رسااالة ماجسااتير في الحقوق ،تخصااص :القانون العام ،جامعة الةاارق األوسااا ،كلية
الحقوق ،قسم القانون العام.2010-2009 ،
.8ةا ا ا ااهد أياد حازم ،الصا ا ا االح وأثره في الدعوع العامة يين القانونين األردني والعراقي ،رسا ا ا ااالة ماجسا ا ا ااتير في
تخصص القانون العام ،جامعة الةرق األوسا-األردن ،كلية الحقوق ،قسم القانون العام.2016 ،
.9علي محمد المييض ااين ،الص االح الجنائي وأثره في الدعوع العامة في القانون األردني ،رس ااالة ماجس ااتير في
القانون ،الجامعة األردنية ،كلية الدراسات العليا.2005 ،
.10قراني مفيدة ،حقوق المجني عليو في الدعوع العمومية ،مذكرة لنيل ةا ااهادة الماجسا ااتير في القانون العام،
فرع العقوبات والعلوم الجنائية ،جامعة اإلخوة منتوري قساانطينة ،كلية الحقوق ،قساام القانون العام-2008 ،
.2009
.11محمد سااليمان حسااين المحاساانة ،التصااالح وأثره على الجريمة االقتصااادية ،رسااالة ماجسااتير في القانون،
الجامعة األردنية ،كلية الدراسات العليا.2007 ،
.12محمد ةاااكر ساالطان ،ضاامانات المتهم أثناء مرحلة التحريات األولية والتحقيق االيتدائي ،مذكرة ماجسااتير
في القانون ،تخصا ا ا ا ا ا ااص علم اإلجرام والعقاب ،جامعة العقيد الحاج لخضا ا ا ا ا ا اار-باتنة ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،قسم الحقوق.2013 ،
الدمياطي ،يدائل الدعوع الجزائية ودورها في تحقيق العدالة في فلس ا ا ا ا ااطين، .13محمد ص ا ا ا ا اازئ عيد الرؤو
رسالة ماجستير في القانون العام ،الجامعة اإلسزمية بغزة ،عمادة الدراسات العليا ،كلية الةريعة والقانون،
قسم القانون العام.2013 ،
.14ندع يوالزيت ،الص االح الجنائي ،مذكرة ماجس ااتير في القانون العام ،فرع :قانون العقوبات والعلوم الجنائية،
جامعة منتوري-قسنطينة ،-كلية الحقوق والعلوم السياسية.2009-2008 ،
.15ياس اار ين محمد س ااعيد بابص اايل ،الوس اااطة الجنائية في النظم المعاصا ارة :د ارس ااة تحليلية ،رس ااالة جامعية
للحصا ااول على درجة الماجسا ااتير ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،كلية الد ارسا ااات العليا ،قسا اام العدالة
الجنائية ،الرياض.2011 ،
ب – باللغة الفرنسية
1. Diane Floréancig, Les alternatives en procédure pénale, Mémoire de Master II droit Pénale et
sciences pénales, Université Paris II panthéon-Assas, 2012-2013.
2. Emilie Deschot, le caractère hybride de la composition pénale, mémoire présenté et soutenu en
vue de l’obtention du master droit-recherche-, mention : droit pénal-droit privé-, école doctorale
des sciences juridiques, politique et sociale- (ED n° 74) -, université droit et santé : lille2, faculté
des sciences juridiques politiques et sociales, 2005-2006.
3. Mélanie CADIEUX, Médiation pénale et lien sociale : étude d’un processus de médiation entre
jeunes contrevenants et personnes victimes suite à un délit jugé grave, Mémoire présenté
comme exigence partielle de la maîtrise en travail sociale, Université du QUÉBEC À
MONTRÉAL-CANADA, 2011.
ثالثا -مقاالت علمية
أ -باللغة العربية:
نموذجا ،"-المجلة
ا .1إيراهيم العسا ا ا ا ا ااري " ،العدالة التصا ا ا ا ا ااالحية :ميررات يروزها وافاقها بالمغرب-الوسا ا ا ا ا اااطة الجزائية
المغربية للدراسات واالستةارات القانونية ،العدد .2013 ،4
.2إيراهيم خليل عوسا ااج " ،الوسا اااطة الجزائية المةا ااروعة " ،مجلة جامعة األنبار للعلوم القانونية والسا ااياسا ااية ،العراق،
المجلد ،3العدد .2012 ،5
.3أحمد ييطام " ،دور وكيل الجمهورية في المص ا ا ا ا ااالحة والوس ا ا ا ا اااطة الجنائية في التةا ا ا ا ا اريع الجزائري" ،مجلة الباحث
للدراسات األكاديمية ،المجلد ،4العدد .2017 ،2
.4إلياس الهواري احبايو " ،التكريس القانوني واالقتصا ا ا ا ا ااادي لنظام المصا ا ا ا ا ااالحة في المادة الجمركية" ،مجلة االجتهاد
للدراسات القانونية واالقتصادية ،المجلد ،7العدد .2018 ،2
.5امال عيد الرحيم عثمان " ،النموذج القانوني للجريمة" ،مجلة العلوم القانونية واالقتصادية ،جامعة عين ةمس-كلية
الحقوق-مصر ،المجلد ،14العدد .1972 ،1
.6أمل فاض ا ا اال عيد خة ا ا ااان عنوز " ،العدالة الجنائية التص ا ا ااالحية :د ارس ا ا ااة قانونية مقارنة" ،المجلة األكاديمية للبحث
القانوني ،المجلد ،13العدد.2016 ،01
.7أمينة ركاب " ،الوساطة الجزائية كنظام يديل للدعوع العمومية " ،مجلة معالم للدراسات القانونية والسياسية ،المجلد
،1العدد .2017 ،2
.8إيمان محمد عمرو الجايري ،األمر الجنائي ،مجلة الفكر الةا ا اارطي ،القيادة العامة لةا ا اارطة الةا ا ااارقة-مركز بحوث
الةرطة ،المجلد ،19العدد .2010 ،74
.9إيهاب الروسان " ،يدائل الدعوع العمومية" ،سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية ،مجلة القانون واألعمال ،جامعة
الحسن األول ،المغرب ،العدد .2018 ،12
.10يدر ا لدين يونس " ،الوس ا ا ا ا ا اااطة في المادة الجزائية :قراءة تحليلية في األمر رقم 02-15المؤرخ في 23جويلية
،" 2015مجلة البحوث والدراسات اإلنسانية ،العدد .2016 ،12
.11يراء منذر كمال عيد اللطيف " ،السيل الكفيلة لضمان سرعة اإلجراءات الجزائية" ،مجلة العلوم اإلنسانية ،جامعة
بايل-كلية التربية للعلوم اإلنسانية ،العدد .2011 ،8
.12بةا اارع سا ااعيد سا االيمان سا اايف الكعيي ،محمد نور الدين سا اايد " ،نطاق تطييق الوسا اااطة الجنائية في التة ا اريعات
المقارنة " ،مجلة العلوم الةرعية والقانونية ،جامعة المرقب ،كلية القانون بالخمس ،العدد .2018 ،1
.13يلعسلي ويزة " ،الوساطة الجزائية في أمر 02-15المتضمن تعديل قانون اإلجراءات الجزائية" ،المجلة الجزائرية
للعلوم القانونية ،السياسية ،واالقتصادية ،المجلد ،55العدد .2018 ،2
.14ين الطييي مبارك " ،الوساااطة الجنائية على ضااوء األمر 02-15المتضاامن تعديل قانون اإلجراءات الجزائية "،
مجلة القانون والمجتمع ،المجلد ،4العدد .2016 ،2
.15ين النصيب عيد الرحمان " ،العدالة التصالحية اليديل للعدالة الجنائية" ،مجلة المفكر ،العدد .2014 ،11
.16ين ددوش س ا ا اايد أحمد " ،المص ا ا ااالحة الجمركية حق للمخالف أم امتياز إلدارة الجمارك" ،المجلة الجزائرية للقانون
البحري والنقل ،المجلد ،4العدد .2017 ،1
.17ين طيفور نس ا ا اايمة ،بحري فاطمة " ،العدالة الجنائية التص ا ا ااالحية في مجال المال واألعمال-الص ا ا االح والوس ا ا اااطة
نموذجا" ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية والسياسية واالقتصادية ،المجلد ،57العدد .2020 ،4
ا الجنائيين
.18يولواطة السا ااعيد " ،سا اارعة اإلجراءات في القانون اإلجرائي الجزائي الجزائري" ،المجلة األكاديمية للبحث القانوني،
العدد .2019 ،1
.19جاس ا ا اام محمد العنتلي " ،الص ا ا االح في قانون اإلجراءات الجزائية االتحادي" ،مجلة الفكر الة ا ا اارطي ،القيادة العامة
لةرطة الةارقة-مركز بحوث الةرطة ،المجلد ،18العدد .2009 ،71
.20جزول صا ااالح ،مبطوش الحاج " ،مدع فاعلية أحكام الوسا اااطة الجزائية في حل النزاعات في التة ا اريع الجزائري"،
مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ،المجلد ،2العدد .2017 ،1
.21جيزلي ييوض " ،اكتس ا اااب الة ا ااخص ا ااية المعنوية واثارها في قانون العقوبات" ،مجلة األس ا ااتاذ الباحث ا
للدرس ا ااات
القانونية والسياسية ،المجلد ،2العدد .2017 ،7
.22حييباة عيادلي ،حمزة جباايلي " ،المصا ا ا ا ا ا ااالحاة الجمركياة كياديال للمتاابعاة القضا ا ا ا ا ا ااائياة" ،مجلاة العلوم االجتمااعياة
واإلنسانية ،المجلد ،6العدد .2013 ،2
.23حسا ااني محمد السا اايد الجدع " ،تنازل المجني عليو عن ةا ااكواه " ،مجلة كلية الة ا اريعة والقانون بخسا اايوط ،مص ا ار،
العدد .1987 ،5
.24حس ا ا ا ااينة ة ا ا ا اارون " ،الوس ا ا ا اااطة الجزائية لألحداث الجانحين وفقا للقانون 12-15المتعلق بحماية الطفل" ،مجلة
البحوث القانونية واالقتصادية ،المجلد ،1العدد .2019 ،4
.25حمودي ناصا اار " ،األمر الجزائي الية لإلدانة دون محاكمة في القانون الجزائري" ،مجلة العلوم االنساااانية ،المجلد
،28العدد.2017 ،4
" ،------------- .26الوسا ا ا ا ا ا اااطة الجنائية كيديل للدعوع العمومية في القانون الجزائري" ،المجلة الجزائرية
للعلوم القانونية ،السياسية واالقتصادية ،المجلد ،55العدد .2018 ،1
" ،------------- .27الوس ا ا ا ا اااطة الجنائية كيديل للدعوع العمومية ووس ا ا ا ا اايلة حل ألزمة العدالة الجنائية والية
لتكريس العدالة الرضا ااائية في القانون الجزائري" ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية ،السا ااياسا ااية واالقتصاااادية ،المجلد
،53العدد .2016 ،3
درسا ا ا ا ا ااة في قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري" ،مجلة القانون،
.28خليفة خلفاوي " ،الوسا ا ا ا ا اااطة في المادة الجزائية -ا
المجلد ،5العدد .2016 ،6
.29رابح فغرور " ،مزمح العدالة اليديلة في التة ا اريع الجزائري لألحداث من خزل القانون -02-15الية الوسا اااطة-
نموذجا ،"-مجلة دفاتر السياسة والقانون ،المجلد ،11العدد .2019 ،1 ا الجزائية
.30ارض ااية مة ااري " ،األمر الجزائي كآلية للمتابعة الجزائية في التةا اريع الجزائري" ،مجلة الحقوق والعلوم السا اياس ااية،
المجلد ،6العدد .2019 ،12
.31رحماني حسايبة " ،الوجو الخصاوصاي للمصاالحة الجمركية من حيث نطاقها في القانون الجزائري" ،مجلة الحقوق
والعلوم اإلنسانية ،المجلد ،11العدد .2018 ،2
.32رفاه خضير جياد اإلدريسي " ،تنازل المجني عليو عن حقو في الةكوع وأثره في انقضاء الدعوع الجزائية :دراسة
مقارنة " ،مجلة المثنى للعلوم االدارية واالقتصادية-العراق ،-المجلد ،6العدد .2016 ،3
.33زعباط فوزية" ،خص ا ااوص ا ااية المص ا ااالحة في المنازعات الجمركية الجزائية كإجراء يديل عن التسا ااوية القضا ااائية "،
مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ،المجلد ،1العدد .2017 ،8
.34سامح أحمد توفيق عيد النيي " ،الصلح في الدعوع الجنائية " ،مجلة كلية الةريعة والقانون-جامعة األزهر :تفهنا
األة ار -دقهلية ،مصر ،المجلد ،21العدد .2019 ،5
.35سعد الستاتي " ،الصلح بالوساطة في مةروع قانون المسطرة الجنائية" ،مجلة المنارة للدراسات القانونية واإلدارية،
العدد .2016 ،16
.36صبا محمد موسى " ،الةكوع في جريمة زنا الزوجية في التةريع العراقي :دراسة مقارنة بالفقو اإلسزمي" ،مجلة
الرافدين للحقوق ،المجلد ،12العدد .2011 ،47
نموذجا " ،المجلة المغربية للوسااطة
ا .37العايد العمراني الميلودي " ،الوسااطة الجنائية في التةاريع الفرنساي والتونساي
والتحكيم ،العدد .2012 ،6
.38عادل علي المانع " ،الوسا اااطة في حل المنازعات الجنائية" ،مجلة الحقوق جامعة الكويت ،المجلد ،30العدد ،4
.2006
.39عادل يوس ا ا ا ا ااف عيد النيي الة ا ا ا ا ااكري " ،الوس ا ا ا ا اااطة الجزائية وس ا ا ا ا اايلة مس ا ا ا ا ااتحدثة وبديلة لحل المنازعات الجنائية
والمجتمعات" ،مجلة الكوفة للعلوم القانونية والسياسية ،عدد .2011 ،9
.40عائةا ااة موسا ااى " ،دور الضا ااحية في إنهاء الدعوع العمومية " ،مجلة العلوم االجتماعية واإلنسا ااانية ،المجلد ،10
العدد .2017 ،2
.41عيد الرحمان خلفي " ،اتجاه جديد نحو خوصا ا اص ا ااة الدعوع العمومية (حالة الة ا ااكوع نموذج ا) :د ارس ا ااة تخص ا اايلية
تحليلية مقارنة " ،مجلة كلية الحقوق يجامعة النهرين-العراق ،-المجلد ،17العدد .2015 ،1
" ،----------------- .42الحق في الة ااكوع في التةا اريع الجزائري والمقارن :اتجاه جديد نحو خوصا اصاااة
الدعوع العمومية" ،مجلة االجتهاد القضائي يجامعة محمد خيضر بسكرة ،المجلد ،6العدد .2013 ،9
.43عيد الرحمان نضا ااال النصا اايرات " ،مصا االحة المةا ااتكي عليو في اسا ااتمرار الدعوع العمومية في القانون األردني-
د ارسة مقارنة ،"-مجلة علوم الةريعة والقانون-األردن ،-المجلد ،44العدد ،4ملحق .2017 ،3
.44عقاب لزرق " ،أحكام الوس ا ا ا ا اااطة الجزائية في التةا ا ا ا ا اريع الجزائري" ،مجلة ص ا ا ا ا ااوت القانون ،المجلد ،6العدد ،2
.2019
.45علي أحمد صالح " ،المصالحة الجمركية في القانون الجزائري" ،حوليات جامعة الجزائر ،1المجلد ،33العدد ،4
.2019
.46علي عدنان الفيل " ،يدائل إجراءات الدعوع الجزائية د ارس ااة مقارنة" ،مجلة القض اااء الجنائي-الرباط ،-المجلد ،1
العدد .2015 ،1
.47عماد الفقي " ،االتجاهات الحديثة في إدارة الدعوع الجنائية :د ارسا ا ا ا ا ا ااة في النظام اإلجرائي الفرنس ا ا ا ا ا ااي" ،مجلة
الدراسات القانونية واالقتصادية ،جامعة مدينة السادات ،مصر ،المجلد ،2العدد .2016 ،1
.48عماد دمان ذييح ،حقاص أسا ااماء " ،الصا االح الجزائي كسا اايب النقضا اااء الدعوع العمومية" ،مجلة الحقوق والعلوم
السياسية ،المجلد ،4العدد .2017 ،2
النزاع ينظام العدالة الجنائية " ،مجلة الةا اريعة .49عمار فوزي " ،الوس اااطة الجنائية ودورها في تحقيق رض اااء أط ار
واالقتصاد ،المجلد ،7العدد .2018 ،2
.50عمار مزياني " ،المس ا ااؤولية الجزائية للة ا ااخص المعنوي" ،مجلة العلوم االجتماعية واإلنس ا ااانية ،المجلد 4العدد،2
.2013
.51عمران نص ا ا ا ا ا اار الدين ،عباس ا ا ا ا ا ااة الطاهر " ،الوس ا ا ا ا ا اااطة الجزائية كيديل للدعوع الجزائية " ،مجلة الحقوق والعلوم
اإلنسانية ،المجلد ،10العدد .2017 ،1
نموذجا للحماية اإلجرائية للطفل الجاني في ظل قانون حماية
ا .52العمرية يوقرة ،نسمة عبابسة " ،الوساطة الجزائية
الطفل 15و ،"12مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ،المجلد ،3العدد .2018 2
.53عودة يوسا ااف سا االمان " ،الجرائم الماسا ااة بحرمة الحياة الخاصا ااة التي تقع عير وسا ااائل تقنية المعلومات الحديثة"،
مجلة الحقوق-كلية القانون بالجامعة المستنصرية ،العراق ،المجلد ،16اإلصدار .2018 ،30-29
.54عيسى ين خدة " ،الوساطة والطفل الجانح " ،مجلة العلوم اإلنسانية ،المجلد أ ،عدد .2018 ،50
.55فاطمة الزهراء فيرم " ،يدائل الدعوع الجنائية ودورها في الحد من أزمة العدالة الجنائية " ،مجلة الحقوق والعلوم
اإلنسانية ،المجلد ،10العدد .2017 ،3
.56فاطيمة عاةور " ،فعالية الوساطة في الخصومة الجزائية" ،مجلة العلوم القانونية والسياسية ،المجلد ،9العدد ،2
.2019
.57فايز عايد الظفيري " ،تخمزت الوساااطة الجزائية يوصاافها وساايلة إلنهاء الدعوع العمومية" ،مجلة الحقوق ،مجلس
النةر العلمي جامعة الكويت ،المجلد ،33العدد .2009 ،2
.58فهد ين نايف الطريسي " ،الوساطة الجزائية في الةريعة اإلسزمية والقانون :دراسة مقارنة" ،مجلة قانون وأعمال،
العدد .2018 ،13
.59فيصا ا اال يجي " ،الوسا ا اااطة الجنائية :أية عدالة" ،مجلة العلوم القانونية :سا ا االسا ا االة فقو القضا ا اااء الجنائي ،العدد،1
.2015
.60لخضاار ز اررة " ،أثر الصاافح على تحريك الدعوع العمومية والمتابعة الجزائية " ،مجلة اإلحياء ،المجلد ،11العدد
.2009 ،1
.61ليلي اللحياااني " ،ماادع فعاااليااة طرق تس ا ا ا ا ا ااويااة المنااازعااات الجمركيااة في مكااافحااة الجرائم الجمركيااة" ،مجلااة دفاااتر
البحوث العلمية ،المجلد ،4العدد .2016 ،1
.62مبارك ين الطييي " ،الوساااطة الجنائية على ضااوء األمر 02-15المتضاامن تعديل قانون اإلجراءات الجزائية "،
مجلة القانون والمجتمع ،المجلد ،4العدد .2016 ،2
.63محادي الطاهر ،إجراءات المتابعة والمص ا ااالحة في جرائم الص ا اار في التةا ا اريع الجزائري ،مجلة المفكر ،المجلد
،10العدد .2015 ،12
.64محمد جيلي " ،الوسا اااطة الجنائية كإجراء يديل لحل المنازعات الجنائية :د ارسا ااة في ضا ااوء التعديزت المسا ااتحدثة
في قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري األمر 02.15مؤرخ في 23جويلية 2015المعدل والمتمم للقانون -66
155المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية " ،مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم اليواقي ،العدد .2018 ،10
.65محمد حزيا " ،الوس ا ا ا ا اااطة كآلية للمتابعة الجزائية في القانون الجزائري" ،حوليات جامعة الجزائر ،1المجلد ،33
العدد .2019 ،2
.66محمد خميخم " ،انقضا اااء الدعوع العمومية بالصا االح في الجريمة االقتصا ااادية في التة ا اريع الجزائري" ،مجلة الفقو
والقانون المغربي ،العدد .2013 ،14
.67محمد رةيد حسن " ،التنظيم القانوني للةكوع الجزائية :دراسة تحليلية في القانون العراقي" ،مجلة دراسات قانونية
وسياسية ،السنة األولى ،العدد األول.2013 ،
.68محمد رفيق مؤمن الة ا ا ا ا ااوبكي ،محمد إيراهيم نقاس ا ا ا ا ااي ،محمد ليبا " ،الص ا ا ا ا االح يديزا للدعوع الجزائية في القانون
الفلسطيني" ،مجلة التجديد-الجامعة اإلسزمية العالمية بماليزيا ،-المجلد ،22العدد .2018 ،43
.69محمد عيد المحسا ا اان سا ا ااعدون ،علي سا ا ااعد عمران " ،دور المجني عليو في انقضا ا اااء الدعوع الجزائية عن طريق
الصلح " ،مجلة الكوفة للعلوم القانونية والسياسية-العراق ،-المجلد ،8العدد .2015 ،24
.70محمد علي سا ا ا ااالم جاسا ا ا اام ،محمد عيد المحسا ا ا اان سا ا ا ااعدون " ،حماية حقوق ضا ا ا ااحايا الجريمة في مرحلة التحقيق
االيتدائي" ،مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية-العراق ،-المجلد ،7العدد .2015 ،4
.71محمود قادة " ،إجراءات الوس ا ا ا ا ا اااطة الجنائية وأثرها على الدعوع العمومية :د ارس ا ا ا ا ا ااة مقارنة " ،المجلة الجزائرية
للحقوق والعلوم السياسية ،العدد .2017 ،3
.72منص ا ا ا ا ا ااوري الميروك ،عقباوي محمد عيد القادر " ،دور المجني عليو في تحريك الدعوع العمومية في القانون
الجزائري :دراسة مقارنة" ،مجلة العلوم القانونية واالجتماعية ،المجلد ،3العدد .2018 ،3
.73منى محمد يلو حسين " ،الصلح الجزائي في ضوء القانون والةريعة " ،مجلة الرافدين للحقوق ،المجلد ،17العدد
.2014 ،60
.74مهند وليد إسا ا ا ااماعيل الحداد " ،التنظيم القانوني للوسا ا ا اااطة الجزائية وامكانية تطييقها في النظام اإلجرائي الجزائي
األردني :د ارسا ا ا ا ا ااة مقارنة " ،مجلة د ارسا ا ا ا ا ااات :علوم الة ا ا ا ا ا اريعة والقانون ،المجلد ،44العدد ،4ملحق ،3الجامعة
األردنية.2017 ،
.75مؤيد علي القضا اااة ،مخمون محمد سا ااعيد أيو زيتون" ،حقوق المجني عليو في مواجهة انفراد النيابة العامة بسا االطة
تحريك الدعوع الجزائية :دراسة مقارنة" ،المجلة الدولية للقانون بقطر ،المجلد ،4العدد .2017 ،1
.76نادية عمراني ،محمد أمين زيان " ،المص ا ا ا ا ا ااالحة الجمركية عقوبة جديدة أم طريقة ودية لحل النزاع " ،مجلة جيل
األبحاث القانونية المعمقة ،العدد .2018 ،22
.77نس ا ا اايمة ين طيفور ،بحري فاطمة " ،العدالة الجنائية التص ا ا ااالحية في مجال المال واألعمال :الص ا ا االح والوسا ا اااطة
نموذجا " ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية ،السياسية واالقتصادية ،المجلد ،57العدد .2020 ،4
ا الجنائيتين
.78هزل العيد " ،الوساطة في قانون اإلجراءات الجزائية " ،مجلة المحامي ،العدد .2015 ،25
.79هناء جيوري محمد يوسف " ،التسوية الجزائية طريقة مستحدثة في حسم الدعوع الجزائية" ،مجلة الكلية اإلسزمية
الجامعة-النجف األةر ،المجلد ،2العدد.40
.80هناء جيوري محمد " ،الوساطة الجنائية كطريقة من طرق انقضاء الدعوع الجزائية :دراسة مقارنة " ،مجلة رسالة
الحقوق ،المجلد ،5العدد .2013 ،2
.81وهيبة العوارم " ،الترتيبات الجديدة لعص ا ا ارنة الدعوع العمومية :الوسا ا اااطة الجنائية ...نموذجا :د ارسا ا ااة مقارنة يين
التةريع الجزائري والفرنسي" ،مجلة تنوير للدراسات األديية واإلنسانية ،المجلد ،2العدد .2018 ،2
.82ويزة يلعسلي " ،الوساطة الجزائية في أمر 02-15المتضمن تعديل قانون اإلجراءات الجزائية " ،المجلة الجزائرية
للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية ،المجلد ،55العدد .2018 ،2
.83يونس النهاري " ،خصوصيات المصالحة الجمركية" ،مجلة منازعات األعمال ،العدد ،6سلسلة المعار القانونية
للنةر والتوزيع ،المغرب.2016 ،
.1باللغة الفرنسية:
1. Benoit Gauthier, La médiation pénale : Une pratique québécoise, Revue Nouvelles pratique
sociales université du Québec à Montréal, Volume 21, N° : 2, 2009.
2. Benoît Javaux," La médiation, un changement de paradigme dans la gestion des dossiers? ",
Revue Dalloz Avocats, n° : 4 Avril 2019.
3. Bertrand de Lamy " Chronique de droit pénal constitutionnel: France",Revue de science
criminelle et de droit pénal comparé, Vol 3, N 3, 2015.
4. François Cordier, l'atteinte à l'intimité de la vie privée en droit pénal et les médias", revue
LEGICOM, Vol 4, N 20, 1999.
5. Gaëlle Rabut-Bonaldi, La mesure de justice restaurative : ou les mystères d’une voie
procédurale parallèle, revue Recueil Dalloz, n° 2/7627, 15 janvier 2015.
6. Guillaume Beaussonie, "Droit pénale", Revue de science criminelle et de droit pénale comparé,
N°4, 2014.
7. Jacques Faget, La double vie de la médiation, Revue Droit et Société, N°29, 1995.
8. ------------------ ," La médiation pénale : une dialectique de l’ordre et du désordre ", Revue
Déviance et Société, Vol 17, N° : 3, 1993.
9. Jean-Baptiste Perrier, Sophie de cacqueray, Carine David, ¨jurisprudence du conseil Revue
Française de droit constitutionnel, Vol 1, N 101, 2015. Constitutionnelle ¨,
10. Jean-Christophe Crocq, "Le pouvoir de transaction et de sanction du procureur de la
république : le Chinon Manquant", Revue de science criminelle et de droit pénale compare, Vol
3, N 3, 2015.
11. Jean-Pierre Bonafé-Schmitt , Le mouvement « Victim-Offender Médiation » : l'exemple du
Minnesota Citizen Council on Crime and Justice, Revue Droit et société, n°29, 1995.
12. ----------------------------------," Une expérience de médiation pénale à Boston", Revue
Déviance et société, Vol 17, N°2, 1993.
13. Lode Walgrave, "La justice restaurative : à la recherche d’une théorie et d’un programme",
Revue Criminologie, volume 32, N : 01, 1999.
14. Louise LALONDE, La médiation, une approche « internormative » des différends ? Analyse
comparative des approches de G. A. Legault et de R. A. Macdonald, Revue de DROIT
UNIVERSITÉ DE SHERBROOKE-RDUS-Faculté de droit, vol 33, n 1-2, 2002-2003.
15. Michel Boitard, La transaction pénale en droit Française, Revue de science criminelle et de
droit pénal, compare, paris, Tome 6, n° 2-3, 1941.
16. Michela MARZANO, "Qu'est-ce qu'une victime ? De la réification au pardon ", Revue
archives de politique criminelle, Vol 28, N°01, 2006.
17. Robert Cairo," justice Restaurative : principes et promesses ", Revue les Cahiers dynamiques,
N°59, 2014.
18. Saïda Houadfi, Steevens Têtu-Dumas, Justice Restauratrice : Vous êtes plutôt Écosse on
Finlande ? ", Revue les Cahiers Dynamiques, Vol 2, N° 51, 2011.
19. Véronique Dandonneau, Reynald Brisais, "La médiation pénale post-sententielle", Revue
trimestrielle de L’École nationale de la magistrature (ENM) Dalloz, Dossier 11 : La Visio-
conférence dans le prétoire, N° 2, 2012.
20. Xavier PIN, " les victimes l'infraction définition et enjeux", Revue Archives de politique
criminelle, Vol 28, N° : 1, 2006.
شكر وتقدير
إهييييييدا
قائمة المختصرات
مقدمييييييية 1 ..........................................................................................
، العدالة الرضائية، التشريع المصري، التشريع الفرنسي، التشريع الجزائري، بدائل الدعوى العمومية:الكلمات المفتاحية
. أزمة العدالة الجزائية،العدالة التصالحية
Abstract:
In our study, we dealt with the subject of alternatives to the public lawsuit in light of the
opinions of jurists and some judicial rulings. We have taken the Algerian law and its French and
Egyptian counterparts as a place for this study as a comparative study on every occasion.
Through this study, we tried to address the alternatives to the public lawsuit in new
dimensions and to consolidate the provisions of each system in detail, to answer a problem related
to the role of alternatives to the public lawsuit in resolving the crisis of criminal justice.
It became clear to us the importance of alternatives to the public lawsuit in resolving the
crisis of criminal justice in terms of reducing the burden on the judiciary by reducing the number of
cases brought before the courts and reducing the financial and human efforts necessary to address
them, as well as activating the role of the victim in resolving the criminal litigation without
neglecting the work to rehabilitate and reform the offender. They all represent the goals of
contemporary penal policy with a utilitarian perspective more than the philosophy of traditional
penal policy that tends to revenge and strict deterrence in all crimes without discrimination.
The study concluded that alternatives to the public lawsuit are an inevitable necessity, resulting
from the failure of the traditional penal procedures to achieve their purposes. It is not enough to
confront this crisis by increasing the human cadre or expanding the infrastructure of law enforcement
agencies.