Professional Documents
Culture Documents
التناقض فى تشريع الطلاق بين القرآن والفقه السني
التناقض فى تشريع الطلاق بين القرآن والفقه السني
مقدمة:
-1هناك لغة مشتركة بين تشريع الطلق فى الفقه السنى وتشريعه فى العصر الجاهلى تتمثل فى أن الرجل يملك أن يطلق
زوجته أو زوجاته بمجرد كلمة ،وفى أدبيات العصر الجاهلى أن أشهر طبيب عربى وهو الحارث بن كلدة حين استقذر إمرأته
فقال لها (كنتى فبنتى) أى كنتى زوجة فاصبحتى بائنا أى مطلقة بينونة قاطعة ؛ فخرجت من بيته وانتهت علقتها به .
وهذا التشريع الجاهلى ألغاه القرآن الكريم فى تشريعاته التفصيلية فى الطلق ،ولكن مالبث الفقه السنى أن تجاهل تشريع
القرآن الكريم وأرجع التشريع الجاهلى الذى يؤكد على حق الرجل فى التطليق بكلمة دون شهود ،وتحت هذا الطار اختلفوا فى
فروع كثيرة .
ومع السف الشديد فان الطلق على الطريقة السنية هو أهم ما تم تطبيقه من التشريعات فى مجتمعات المسلمين ،ول يزال
تطبيقه مستمرا .والنتيجة المحققة هى خراب البيوت وظلم المرأة قديما وحديثا ،وقيام تلك الفجوة الهائلة بين تشريع الطلق
فى القرآن وتشريعه لدى الفقهاء .
-2أساس التناقض بين تشريع الطلق السلمى فى القرآن وتشريعه فى الفقه السنى يكمن فى تناقض المقصد التشريعى
بينهما .ان تشريع الطلق فى القرآن له هدف أو مقصد أساسى هو الحرص على رعاية السرة ومن خلل هذا الهدف صيغت
تشريعات الزواج والطلق وفى عقوبة الزنا والقذف والزى والستئذان ..الخ .بل أن الدارس لتشريعات القرآن يلحظ قلة
التشريعات القرآنية والتزامها فى الغلب الى وضع القواعد الكلية دون الدخول فى التفصيلت الدقيقة ال فى موضوعات الطلق
والحوال الشخصية ،تجد فيها التفصيلت التشريعية مع ذكر القواعد والحتكام للعرف أى المتعارف على أنه عدل وحق وانه
مناسب للحال ،هذا مع التأكيد المستمر فى كل آيةعلى مراعاة التقوى والخوف من ال تعالى حتى يلتزم المسلمون بهذه
التشريعات وتطبيقها أفضل تطبيق ابتغاء مرضاة ال تعالى عز وجل .كل ذلك حتى ل يحدث ظلم للمرأة ـ وهى الطرف الضعيف ـ
الذى ظلمه العصر الجاهلى ونزل القرآن الكريم لرفع الظلم عن جميع المظلومين ومنهم المرأة .
تناسى الفقه السنى كل هذه التفصيلت وكل الوصايا والتحذيرات لن تشريعات فقهائنا السنيين فى العصور الوسطى غلب عليها
هدف أساسى هو التشريع الذكورى الذى يراعى متطلبات الرجل ول يرى فى المرآة إل مخلوقا من الدرجة الثانية ناقصا العقل
والدين حسبما قال البخارى فى أحاديثه المفتراة .
-2إل أن المهم أن السائد فى الفقه السنى هو أن الطلق من حق الرجل يمارسه كيف يشاء وبدون إشهاد إى شهود ؛ فإذا قال
لها أنتى طالق باللسان أو الشارة أو بالكتابة أو بالكناية أو بأى طريقة وبأى لفظ ينوى به الطلق أصبحت طالقا وتخرج من
بيته ومن حياته .ثم قاموا بالتفريع واختلفوا فى التفريعات ؛ مثل طلق المكره ـ بضم الميم وسكون الكاف ـ وطلق السكران
وطلق الهزل وطلق الغضبان وطلق الغافل والساهى والمدهوش والطلق المعلق على شرط ؛والطلق التنجيزى السريع .
وفى أغلب الحوال فالطلق يقع لنه فى يد الزوج وبمشيئته.
ومن المحزن أن الفقهاء السنيين توسعوا فى اباحة الطلق بالشارة ؛ أى يشير لزوجته فتصبح طالقا دون أن يتكلم ،واختلفوا
فى مثل هذه التفريعات مع اتفاقهم على أن لفظ الطلق ومعانيه المختلفة يقع بها الطلق بمجرد النطق ؛ وبدون شهود .بل أنه
إذا تلفظ بالطلق بالثلث أجاز بعضهم أن تقع الطلقات الثلث بمجرد النطق بحيث ل ترجع إليه إل بعد أن تتزوج غيره .وأحكام
الطلق فى هذه التفريعات ل حصر لها ؛ وهى فى صالح الرجل ؛ والضحية هى المرأة والولد والسرة .واذا انهارت السرة
من الداخل وتفكك البناء بالطلق السهل السريع الظالم انتشر العداء بين الخوة والقارب أصيب المجتمع بالوهن .وهو ما ينعم
2من 16
الفقه السنى ركز على موضوع الضرب وأفاض فيه ليحقق رغبته الذكورية فى امتهان المرأة ،متناسيا أن الضرب "أمر" جاء
فى سياق الصلح – وهو "أمر" استثنائى مرتبط بظروفه اذ يخضع لقاعدة تشريعية واجبة ومستمرة تؤكد على معاملة
الزوجة بالمعروف حتى لو كان الزوج كارها لها.
والكارهون للسلم ركزوا على الكلمة القرآنية الوحيدة(وَاضْرِبُوهُنّ ) وأقاموا عليها مناحة مستمرة ،متجاهلين ما جاء فى
عشرات اليات الخرى من حفظ لحقوق المرأة ورعاية لها ،وأن هذا الحفظ والرعاية ل تعنىالحصانةالمطلقة للمرأة من
3من 16
التوجيه والتهذيب اذا كانت محتاجة لذلك ،ومتجاهلين أن الحقوق ل بد أن تقابلها واجبات ،فاذا تمتعت المرأة بحقوقها واكلت
حقوق الزوج وسممت حياته فل بد من علجها .الضرب هنا وسيلة للتأديب ونوع من الرعاية والهتمام وليس للكراهية أو
النتقام لن الحياة الزوجية ل مجال فيها للكراهية والنتقام ،ومتجاهلين ان الضرب هنا محاط بتشريعات قبله وبعده تجعله
استثناءا للضرورة لمن يستحق فى ظرف من الظروف وليس قاعدة مستمرة ،ومتجاهلين أن أحدهم اذا رزق بزوجة من النوع
الناشز المستحق للضرب وفق تشريعات القرآن فانه لن يكتفى بضربها بل ربما يرتكب فى حقها جريمة .بل وتناسوا المكتوب
فى معاملة المرأة فى كتبهم من تحقير للمرأة واساءة لمعاملتها لمجرد كونها امرأة ،ول نريد الخوض فى المزيد مما يخرج عن
موضوعنا ،ومتناسين ما يحدث الن من انتهاك لحقوق المرأة وضرب لها فى أرقى المجتمعات سواء كانت زوجة شرعية أو
فى ظل معاشرة مستمرة بدون سقف الزواج الشرعى الذى يحمى المرأة ويصون كرامتها وآدميتها فى شبابها وشيخوختها،
ومتناسين أن هذه التشريعات القرآنية المتقدمة فى رعاية المرأة سبقت العصر الذى نزلت فيه ،وكانت ثورة تشريعية فى
المجتمع البدوى العربى الذى ل يرى فى المرأة ال مجرد متاع مملوك للرجل ،والدليل ان الفقه السنى نفسه جاء متسقا مع ثقافة
العصور الوسطى فى ظلم المرأة وانتهاك حقوقها فاتيح له التطبيق بينما تجاهل معظم المسلمين تشريعات القرآن عن المرأة
لنها كانت تتناقض مع ثقافة العصور الوسطى السائدة ،وهم أيضا تجاهلوا أن الفقه السنى ذاته مع قسوته على المرأة فقد كان
أرحم بها من ثقافة الروربيين فى العصور الوسطى ،وأن المرأة الغربية حتى فى عصرنا ل تزال اقل حقوقا مما يتيحه لها
القرآن الكريم.
ثانيا :نشوز الزوج :بأن تشكو الزوجة من مجرد إعراضه عنها أو انشغاله عنها أو بالتعبير المصرى شديد الدللة ":مش
بيديها وشه " ،فعليها وعليه معا أن يعقدا بينهما صلحا يقوم على أساس التخلى عن النانية وشح النفس (وَإِنِ امْرََأةٌ خَافَتْ
ت الَْنْ ُفسُ الشّحّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَ َتتّقُوا
خيْ ٌر وَأُحْضِرَ ِ
صلْحُ َ
صلْحًا وَال ّ
صلِحَا َبيْ َنهُمَا ُ
علَ ْيهِمَا أَنْ يُ ْ
مِنْ َب ْع ِلهَا نُشُوزًا َأوْ إِعْرَاضًا فَلَ جُنَاحَ َ
لّ كَانَ بِمَا َتعْ َملُونَ خَبِيرًا ) النساء .)128 نا َ َفإِ ّ
الملحظ هنا أن اعراض الزوجة عن زوجها ل يعتبره القرآن الكريم نشوزا ،لن نشوز الزوجة هى أن تحيل حياته الى خلفات
مستمرة تستدعى ان يتدخل لصلحها بالطرق الثلثة السالفة – وهو الزوج الذى يتقى ال تعالى فى تعامله معها فل يظلمها ول
يقصر فى حقوقها .نشوز الزوج هو مجرد اعراضه عن زوجته ،لن من حق الزوجة على زوجها ان يقبل عليها بوجهه
ويوليها اهتمامها ،فاذا تجاهلها أو أهملها أو فقد اهتمامه بها كان ذلك نشوزا منه ل بد من علجه بجلسة مصارحة حميمة
يتعهد فيها الطرفان بالتخلى عن النانية أو بالتعبير القرآنى ( شح النفس ) ،وهما اذ يفعلن ذلك ل بد أن يتذكرا أن رب العزة
جل وعل شاهد عليهما باعتبارهما مسئولين أمامه على حفظ بيتهما ورعايته.
ثالثا :وإذا تحول النشوز الى شقاق بينهما معا أصبح على المجتمع أن يتدخل فى صورة القضاء ؛ بإنتخاب ممثل عن الزوج
حكَمًا مِنْ
حكَمًا مِنْ َأ ْهلِ ِه وَ َ
وممثل عن الزوجة يريدان الصلح بين الزوجين والتوفيق بينهما (وَإِنْ خِفْ ُتمْ شِقَاقَ بَ ْي ِنهِمَا فَا ْبعَثُوا َ
علِيمًا خَبِيرًا) النساء . )35ال تعالى هنا وضع مسئولية الصلح على لّ كَانَ َ
نا َ
َأ ْه ِلهَا إِنْ ُيرِيدَا إِصْلَحًا ُيوَ ّفقِ الُّ َبيْ َنهُمَا إِ ّ
الحكمين ،مؤكدا انهما معا اذا أرادا باخلص صلح الزوجين جاء توفيق ال تعالى مؤكدا على صدق نيتهما فى الصلح .والمعنى
ان ارادتهما الصلح يتبعها توفيق ال فى عقد الصلح ،والمعنى أيضا أن الفشل هو مسئولية الحكمين.
رابعا :
قد يكره الرجل زوجته ول يتمثل وصية ال تعالى فيها فل يعاملها بالمعروف(النساء )19وقد يصل فى كراهيته له إلى درجة
علِيّا كَبِيرًا ) النساء )34وينسى تهديد لّ كَانَ َ
نا َ سبِيلً إِ ّعلَ ْيهِنّ َ ط ْع َن ُكمْ َفلَ تَ ْبغُوا َ
الظلم والضرب تعديا ناسيا قوله تعالى ( َفإِنْ أَ َ
ال تعالى له إن هو ظلمها .هو هنا مستحق لعقاب رب العزة فى الدنيا والخرة.
وقد يصل فى نسيانه لوامرربه وكراهيته لزوجته إلى اليلء ؛ وهو هجر الزوجة جنسيا وإهمالها كليا بحيث يكون الفراق
واقعيا فى إطار زواج شكلى .هنا يتدخل تشريع القرآن ليفرض على الزوج مهلة أربعة أشهر عليه أن يعود لزوجته ويعطيها
ن الَّ غَفُورٌ رَحِي ٌم ،وَإِنْ عَزَمُوا
شهُرٍ َفإِنْ فَاءُوا َفإِ ّحقها فى الجنس؛ وإل فالطلق ( ِلّلذِينَ ُي ْؤلُونَ مِنْ نِسَا ِئ ِهمْ تَ َربّصُ أَ ْر َبعَةِ أَ ْ
علِيمٌ ) البقرة 226؛ )227طبعا تطبيق هذا التشريع يعنى لجوء الزوجة للقاضى ،فى دولة تطبق شرع ن الَّ سَمِيعٌ َ
لقَ َفإِ ّ
الطّ َ
ال تعالى الحقيقى فى القرآن وليس تشريع فقهاء التخلف والظلم .وعلى القاضى أن يحكم عليه اما أن يستأنف علقته الجنسية
بها أو يطلقها.
ومع ذلك فإن هذا الطلق ليس نهاية المطاف ..
أنه هدنة لستئناف الحياة الزوجية واصلحها ،أو مقدمة لنهائها..
الطلق الول:
-1إذا أراد الزوج الطلق فعليه بالشهاد على الطلق فكما تزوج بشاهدى عدل فعليه أن يتزوج بشاهدى عدل ،فيستحضر
الشاهدين ويعلن أمامهما أن زوجته طالق.
-2وهنا يوجب القرآن ان تظل الزوجة فى بيتها وهو بيت الزوجية طيلة مدة العدة .ويحرص القرآن الكريم على التأكيد على ان
تلك الزوجة المطلقة ل تزال فى بيتها ،وينسب ملكية البيت لها حتى مع وقوع الطلق ،ويحرم أن يطردها زوجها من بيتها
مطلقا إل فى حالة واحدة وهى ضبطها متلبسة فى واقعة زنا مثبتة ،وتلك حدود ال التى نص عليها القرآن الكريم( :يَا َأ ّيهَا
ن َولَ يَخْرُجْنَ ِإلّ أَنْ َيأْتِينَ
خرِجُوهُنّ مِنْ بُيُو ِتهِ ّ ن وَأَحْصُوا ا ْل ِع ّدةَ وَاتّقُوا الَّ َر ّب ُكمْ لَ تُ ْ
طلّقُوهُنّ ِل ِعدّ ِتهِ ّ
طلّقْ ُتمُ النّسَاءَ َف َالنّ ِبيّ ِإذَا َ
حدِثُ َب ْع َد َذلِكَ أمرا ) الطلق .) 1 ظ َلمَ نَفْسَ ُه لَ َتدْرِي َلعَ ّل الَّ يُ ْ
حدُو َد الِّ فَ َقدْ َحدُو ُد الِّ وَمَنْ يَ َت َعدّ ُبِفَاحِشَةٍ مُبَيّنَ ٍة وَ ِتلْكَ ُ
طلّقُوهُنّ ِل ِعدّ ِتهِنّ) يعنى ان مدة أو فترة الطلق هى مدة أو فترة العدة التالية لوقوع الطلق أمام الشاهدين .وفى وقوله تعالى (فَ َ
فترة الطلق/العدة ل يجوز على الطلق طرد المرأة من بيتها ال فى حالة اثبات الزنا عليها.
-3وهى فى فترة العدة تعتبر زوجته يجوز له ان يعاشرها جنسيا ،واذا عاشرها جنسيا فقد زال موضوع الطلق وأصبح كأن لم
يكن ،وعادت بينهما الحياة الى مجاريها بدون أية آثار جانبية ،عليهما فقط اشعار الشاهدين بأن الموضوع زال وانتهى.
- 4ومدة العدة التى تظل يها المطلقة فى بيت زوجها هى للمرأة العادية ثلث حيضات تطهر منهن كى تتأكدإن كانت حامل منه أم
ل ،ويحرم القرآن عليها أن تكتم حملها أو تخفيه ( البقرة ) 228فإن لم تكن تحيض أصل أو بلغت سن الياس فمدة عدتها ثلث
أشهر .فإذا ظهرت براءة الرحم من الحمل إنتهت عدتها بمرور ثلث حيضات أو ثلثة أشهر ،أما إذا ظهر أنها حامل فإن عدتها
تستمر إلى أن تضع حملها وبعده تنتهى عدتها بخلو رحمها ( البقرة ، 228الطلق ) 4
-5وبإنتهاء عدة المطلقة وهى فى بيتها مع زوجها – وبدون أن يعاشرها جنسيا ويتصالحا -تنتهى مرحلة الطلق أو تصل مدة
الطلق الى نهايتها ،وتدخل الزوجة والزوج فى وضع جديد أمام الشاهدين .
-6يأتى الشاهدان فى نهاية فترة الطلق ( العدة) ويقومان بتخيير الزوج بين شيئين :
(ا) إما أن يتمسك بالزواج ويحتفظ بالزوجة ويتعهد أمام الشاهدين بمعاملتها بالمعروف وأل يكون دافعه للتمسك بها هو
للضرار بها ،فان فعل رجعت الحياة الزوجية بينهما الى مجاريها ولكن تحسب عليه أمام الشاهدين أنه قام بتطليق زوجته
طلقة ،وتظل تلك الطلقة ترفرف فوق رءوسهما.
(ب) واما أن يتمسك بالنفصال التام عنها ،وحينئذ يتحول الطلق إلى فراق نهائى أو سراح ،وحينئذ تخرج من بيته الذى لم
يعد بيتها ،وتصبح حرة يمكن أن تتزوج بمجرد خروجها من ذلك البيت ،فقد انتهت عدتها وانتهت مرحلة طلقها بانتهاء العدة
داخل بيتها دون أن يلمسها ودون أى محاولة للتفاق والصلح .بخروجها تبدأ مرحلة جديدة تتزوج من تشاء بعقد جديد ومهر
جديد حتى لو كان زوجها السابق.
طلّ ْق ُتمُ النّسَاءَ فَ َب َلغْنَ
-7ويحرم القرآن أن يتمسك الزوج بزوجته ليوقع بها الضرر ،ويحذر ال تعالى من ذلك أشد التحذير (وَِإذَا َ
خذُوا آيَاتِ ظ َلمَ َنفْسَ ُه َولَ تَتّ ِ سكُوهُنّ ضِرَارًا لِ َتعْ َتدُوا وَمَنْ يَ ْف َعلْ َذلِكَ فَ َقدْ َ ف َولَ تُمْ ِ سكُوهُنّ بِ َمعْرُوفٍ َأوْ سَرّحُوهُنّ بِ َمعْرُو ٍ ج َلهُنّ َفأَمْ ِأَ َ
علِيمٌ ) يءٍ َ ش ْن الَّ ِب ُكلّ َ علَمُوا أَ ّظ ُكمْ بِ ِه وَاتّقُوا الَّ وَا ْ حكْمَةِ َيعِ ُ
ب وَالْ ِ
عَل ْي ُكمْ مِنَ ا ْلكِتَا ِ
عَل ْي ُكمْ وَمَا أَ ْن َزلَ َ
الِّ هُ ُزوًا وَا ْذكُرُوا ِنعْمَ َة الِّ َ
البقرة ) 231الواضح هنا أن ثلث الية فقط جاء فى التشريع ،وهو انه اذا بلغت فترة الطلق نهايتها فعلى الزوج ان يختار بين
الحتفاظ بها بالمعروف –أى بالعدل والنصاف والحسان – أو يفارقها أى ينفصل عنها بالمعروف ،مع التحذيرمن ال تعالى من
أن يحاول الزوج الحتفاظ بها للضرار بها .بعد هذا التشريع تتالت عبارات التحذير والوعظ والتنبيه على التقوى والخوف من
ال تعالى .كل ذلك لرعاية حقوق المرأة.
ج َلهُنّ
طلّقْ ُتمُ النّسَاءَ فَ َب َلغْنَ أَ َ
-7كما يحذر ال تعالى من عضل الزوجة بعد إنتهاء العلقة الزوجية بأن يمنعوها عن الزواج (وَِإذَا َ
لّ وَالْ َي ْومِ الْخِ ِر َذ ِلكُمْ أَ ْزكَى
ن كَانَ مِ ْن ُكمْ ُيؤْمِنُ بِا ِ ف َذلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَ ْ ضوْا َبيْ َن ُهمْ بِالْ َمعْرُو ِ
جهُنّ ِإذَا َترَا َ ضلُوهُنّ أَنْ يَ ْنكِحْنَ أَ ْزوَا َ فَلَ َتعْ ُ
طهَ ُر وَالُّ َي ْع َلمُ وَأَ ْن ُت ْم لَ َت ْعلَمُونَ )البقرة ) 232 َل ُكمْ وَأَ ْ
أى انه بمجرد خروجها يكون من حقها الزواج ممن يعرض الزواج عليها حتى لو كان زوجها السابق .ويحرم ال تعالى على
ولى أمرها أو أى شخص آخر ان يمنعها من حقها فى الزواج طالما تراضيا بالمعروف – أى المتعارف على أنه خير وعدل
واحسان ومناسب للطرفين .وكالعادةيأتى معظم الية فى التحذير والوعظ حتى يلتزم المسلمون بتنفيذ هذا التشريع وحفظ حق
هذه المرأة وأل يعضلها احد ،أى يمنعها من الزواج.
الخلصة:
أنه بمجرد أن يختار الزوج الفراق وإطلق سراح الزوجة بعد إتمام عدتها فى بيته فإن الزوجة تخرج من بيتها وهى بريئة
الرحم من أى شبهة حمل ،وتستطيع الزواج بعدها مباشرة بمن تشاء .وحتى لو أراد الزوج السابق أن يرجع اليها فلن يتمكن
إل بعقد جديد وصداق جديد .
وهنا يكون الطلق مجردمرحلة – هى مرحلة العدة – يأتى بعدها النفصال التام وهو الفراق أو السراح.
ويكون الطلق أيضا مجرد مرحلة لعادة الوئام فى حالتين إذا حدث صلح او مجرد لقاء جنسى بين الزوجين أثناء العدة ،وهنا
تكمن الحكمة فى وجوب أن تظل الزوجة فى كنف زوجها وفى بيتها أى بيته ،ينفق عليها ويرعاها فإذا حدث الصلح إنهار
موضوع الطلق من أساسه كأنه لم يكن ،اما اذا استمرت القطيعة بينهما الى انتهاء العدة وجاء الشاهدان وتم تخيير الزوج
فأختار امساك الزوجة حينئذ يكون الطلق ايضا طريقا لستبقاء الحياة الزوجية ؛ ولكن تحلق فوق رأسيهما تلك الطلقة السابقة
التى يعرفها الشاهدان والمجتمع والناس.
5من 16
الطلق الثانى
فاذا عادا الى النزاع والشقاق وعزم على تطليقها للمرة الثانية ؛ فعلية ان يسير فى نفس الجراءات ؛ استحضار الشاهدين
واعلن الطلق امامهما ؛ وتظل فى بيته فترة العدة ؛ فاذا تصالحا قبل انتهاء العدة -أى مدة الطلق -اصبح الطلق الثانى لغيا
ويبلغا الشاهدين بانتهاء الطلق والغائه قبل تمام العدة وقبل احتساب طلقة عليهما .أما اذا استمرا بدون صلح وبدون مراجعة
الى ان تنتهى عدة الطلق أو أجل الطلق وحضر الشاهدان يتم تخييرالزوج بين امساكها بالمعروف او فراقها بالمعروف؛ فاذا
اختار امساكها كانت عليه طلقة ثانيا وأستأنفا حياتهما الزوجية .اما اذا اختار فراقها خرجت من بيتها واصبح من حقها الزواج
لقُ َمرّتَانِ َفإِمْسَاكٌ بِ َمعْرُوفٍ َأوْ تَسْرِيحٌ ِبإِحْسَانٍ ) البقرة ) 229أى فى كل .يقول تعالى عن الطلق الول والطلق الثانى (الطّ َ
مرة من المرتين يتم تخيير الزوج بين أن يمسكها بالمعروف أو ان يفارقها بالحسان .ويختلف المر فى الطلق الثالث حيث ل
يستطيع الحتفاظ بها وارجاعها لعصمته ال بعد أن تتزوج شخصا آخر ثم تطلق من ذلك الشخص الخر.
الطلق الثالث
ونفترض انه امسكها بعد الطلقة الثانية وأستأنفا حياتهما الزوجية للمرة الثالثة ؛ ولكن احتدم الشقاق بينهما كالعادة وأراد أن
يطلقها للمرة الثالثة ،فان الجراءت تتم كالسابق من حضور الشاهدين ليسمعا اعلن الطلق ؛ وبقاء الزوجة فى بيت الزوجية
الى ان تتم عدتها .ولكن بعد ان تتم العدة ل يكون له حق الخيار؛ اذ تخرج من بيته ،وتتزوج من تشاء ال هو ،اذ ل يستطيع ان
يتزوجها ال بعد ان تتزوج شخصا اخر ؛ ثم يطلقها ذلك الشخص الخرويتم النفصال النهائى بينهما بالفراق أو السراح بانتهاء
حتّى َت ْنكِحَ َزوْجًا
ح ّل لَهُ مِنْ َب ْعدُ َ
طلّ َقهَا فَلَ تَ ِ
فترة الطلق أو العدة .بعدها يمكن للشخص الول ان يسترجعها بعقد جديد ( َفإِنْ َ
حدُودُ الِّ ُيبَيّ ُنهَا لِ َق ْومٍ َي ْعلَمُونَ البقرة ) .230 لّ وَ ِتلْكَ ُ
حدُو َد ا ِ
جعَا إِنْ ظَنّا أَنْ يُقِيمَا ُ
علَ ْيهِمَا أَنْ يَتَرَا َ
طلّ َقهَا فَلَ جُنَاحَ َ
غَيْ َرهُ َفإِنْ َ
الخلصة:
ومن هنا يتضح أن إجراءات الطلق يمكن أن تؤدى إلى إعادة الحياة الزوجية إلى مجاريها كما يمكن أن تؤدى إلى الفراق
ن وَأَحْصُوا ا ْل ِع ّدةَ وَاتّقُوا الَّ َر ّب ُكمْ لَ تُخْ ِرجُوهُنّ طلّقُوهُنّ ِل ِعدّ ِتهِ ّ
طلّقْ ُتمُ النّسَاءَ َف َ
النهائى ؛ وذلك معنى قوله تعالى (يَا أَ ّيهَا النّ ِبيّ ِإذَا َ
حدِثُ َب ْعدَ ظ َلمَ نَفْسَ ُه لَ َتدْرِي َل َع ّل الَّ يُ ْ
حدُودَ الِّ فَ َقدْ َلّ وَمَنْ َي َت َعدّ ُحدُودُ ا ِ ن َولَ يَخْرُجْنَ ِإلّ أَنْ َيأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ ُمبَيّ َن ٍة وَ ِتلْكَ ُ
مِنْ ُبيُو ِتهِ ّ
َذلِكَ أمرا ) الطلق )1:أى أن آلية الطلق تشمل إحصاء مدة العدة وهى تعيش فى كنف زوجها أو بتعبير القرآن فى (بيوتهن)
ع ْدلٍ
ش ِهدُوا َذ َويْ َ سكُوهُنّ بِ َمعْرُوفٍ َأوْ فَارِقُوهُنّ ِب َمعْرُوفٍ وَأَ ْ ج َلهُنّ َفأَمْ ِ
ثم إذا تمت العدة وبلغ الجل يكون التخيير ( َف ِإذَا َب َلغْنَ أَ َ
سكُوهُنّ بِ َمعْرُوفٍ َأوْ سَرّحُوهُنّ بمعروفٌ :البقرة )231ولعل ال تعالى ج َلهُنّ َفأَمْ ِ طلّقْ ُتمُ النّسَاءَ َف َب َلغْنَ َأ َ
مِ ْن ُكمْ ) ا لطلق ( )2وَِإذَا َ
يحدث أمرا فتعود الحياة لمجاريها ،وإلخرجت بعد إنقضاء العدة إمرأة حرة صالحة للزواج بعدها بدقائق.
متعة الطلق
اذا طلق زوجته قبل الدخول بها وبدون أن يكون لها شرط مفروض فى عقد الزواج – أى مؤخر صداق -فليس الزوج مطالبا
بالجراءات السابقة ول بالمؤخر .عليه فقط أن يدفع لها متعة -أى مبلغا من المال -تتمتع به مقابل طلقها وانفصالها عنه.
هذه المتعة المالية حق للمطلقة حتى لو لم يدخل بها الزوج ولم تكن قد فرضت لنفسها مؤخر صداق .هذه المتعة يمكن تقديرها
سعِ َقدَ ُرهُ
علَى الْمُو ِ طلّقْ ُتمُ النّسَاءَ مَا َلمْ تَمَسّوهُنّ َأوْ تَفْ ِرضُوا َلهُنّ فَرِيضَ ًة وَمَ ّتعُوهُنّ َ علَ ْي ُكمْ إِنْ َحسب حالة الرجل المالية .لَ جُنَاحَ َ
علَى الْمُحْسِنِينَ ) البقرة ) 236 علَى الْمُقْ ِترِ َقدَ ُرهُ مَتَاعًا بِالْ َمعْرُوفِ حَقّا َ وَ َ
واذا طلق زوجته قبل الدخول بها ولكن كان قد فرض لها مؤخر صداق فعليه أن يدفع نصف المؤخر المفروض عليه فى عقد
الزواج ،ال اذا تنازلت المرأة أو ولى أمرها عن حقها فى نصف المؤخر .ويدعو رب العزة الى ايثار العفو والتسامح والفضل
ض ُتمْ َلهُنّ فَرِيضَةً َفنِصْفُ مَا َفرَضْ ُتمْ ِإلّ أَنْ َيعْفُونَ طلّقْتُمُوهُنّ مِنْ قَ ْبلِ أَنْ َتمَسّوهُنّ َو َقدْ فَرَ ْ فى هذه القضية لتصفو النفوس (وَإِنْ َ
ن الَّ بِمَا َتعْ َملُونَ بَصِيرٌ ) البقرة ) 237 ضلَ بَ ْي َن ُكمْ إِ ّ
سوُا الْ َف ْ
ب لِلتّ ْقوَى َولَ تَنْ َ
ح وَأَنْ َتعْفُوا أَقْرَ ُ َأوْ َيعْ ُفوَ اّلذِي ِب َي ِدهِ عُ ْق َدةُ ال ّنكَا ِ
وفى كل الحوال فل بد للمطلقة من متعة طلق ،سواء كان الطلق بدون عدة – اذا لم يدخل بها -أو كان الطلق بعد الدخول
علَى الْ ُمتّقِينَ)
طلّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْ َمعْرُوفِ حَقّا َوانتهى الى فراق وانفصال .كل مطلقة انتهت علقتها بزوجها لها متعة طلق ( َو ِللْمُ َ
) 241يقول ال تعالى -بعد أن جاء بالتفصيلت الخاصة بالطلق وغيره -يخاطب المسلمين بأهمية هذا الشرح والبيان
لّ َل ُكمْ آيَاتِ ِه َل َعّل ُكمْ َتعْ ِقلُونَ ) البقرة ) 242لكن فقهاء السنة لم يعقلوا بيان ال نا ُ والتفصيل فى تشريع القرآن الكريم ( َك َذلِكَ ُيبَيّ ُ
تعالى فى القرآن الكريم!!.
نفقة المطلقة
نفقة المطلقة تعنى الطعام والملبس والسكن وسائر النفقة المعتادة لها باعتبارها زوجة لزوجها الذى ينفق عليها .هذه النفقة
تجب للمطلقة اثناء اقامتها فى بيت الزوجية الذى هو بالتعبير القرآنى بيتها هى .وتستمر هذه القامة مدة العدة التى هى مدة
الطلق ،فاذا كانت حامل استمرت عدتها ومدة الطلق الى أن تضع مولودها واستمرت النفقة طيلة هذه المدة .فاذا وضعت طفل
6من 16
وانتهت عدتها بالوضع خرجت من بيته ولكن يكون على المولود له نفقة الرضاع والرضيع ونفقة المطلقة المسرحة المنفصلة
عن زوجها السابق طالما كانت ترضع الطفل .وطالما ظل الطفل فى حضانتها فعليه نفقة الطفل مع انتهاء النفقة للم.
ن َوكِسْوَ ُتهُنّ
علَى الْ َم ْولُودِ لَهُ رِ ْز ُقهُ ّ ن لِمَنْ َأرَادَ أَنْ يُ ِتمّ الرّضَاعَ َة وَ َ ن كَا ِملَيْ ِح ْولَيْ ِضعْنَ َأ ْو َلدَهُنّ َ يقول ال تعالى (:وَا ْلوَالِدَاتُ ُيرْ ِ
علَى ا ْلوَارِثِ ِم ْثلُ َذلِكَ َفإِنْ أَرَادَا فِصَالً عَنْ تَرَاضٍ س َعهَا لَ تُضَا ّر وَا ِل َدةٌ ِب َو َل ِدهَا َولَ َم ْولُودٌ لَهُ ِب َو َلدِ ِه وَ َ ف لَ ُت َكلّفُ نَفْسٌ ِإ ّل وُ ْ بِالْ َمعْرُو ِ
ف وَاتّقُوا الَّ سلّ ْم ُتمْ مَا آ َتيْ ُتمْ بِالْ َمعْرُو ِ
علَ ْي ُكمْ ِإذَا َ
جنَاحَ َ ضعُوا َأ ْو َل َدكُمْ فَلَ ُ ستَرْ ِ علَ ْيهِمَا وَإِنْ أَ َردْ ُتمْ أَنْ تَ ْ
مِ ْنهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَ جُنَاحَ َ
ن الَّ بِمَا َتعْ َملُونَ بَصِيرٌ) البقرة ) 233 علَمُوا َأ ّوَا ْ
مع أن سياق الحديث عن المطلقات ال ان التعبير القرآنى جاء بوصف (الوالدات ) ليجعل التشريع عاما للمطلقة والزوجة العادية
وليؤكد أن المطلقة اذا ولدت لزوجها فلها نفس حقوق الزوجة فى موضوع الرضاعة – بأن ترضعه سنتين كاملتين اذا ارادت ان
تعطيه حقه التام فى الرضاعة الطبيعية – وفى النفقة على الم والرضيع ،اذ تشمل النفقة سائر ما تحتاجه الوالدة ورضيعها مع
الكسوة طيلة العامين ،وأن يتم تقدير المتعة بالمتعارف على أنه عدل ومناسب لحال الرجل بحيث ل يحدث اضرار بالرجل الب
أو بالم الوالدة ،فاذا مات الوالدان أو أحدهما كان على الوارث القيام بالمسئولية نفسها .واذا جاء وقت الفطام وانفصال الطفل
عن صدر أمه والكف عن الرضاع فان تحديد هذا الوقت يجب أن يكون بالتراضى والتشاور بين الب والم .واذا أراد الب أن
يؤجر مرضعة للوليد فل بأس اذا كان ذلك بالمعروف ،وفى كل الحوال فال تعالى يراقب الجميع وعليهم أن يتقوه ويخشوه .
وفى تفصيلت أخرى يقول تعالى فى التأكيد على أن حقوق المطلقة فى النفقة تساوى حقوق الزوجة العادية ،وبنفس المستوى
الذى يعيش فيه زوجها ،ويحرم رب العزة التضييق فى النفقة على المطلقة والضرار بها ،ويؤكد على تدخل المجتمع ممثل
فلى الهيئات المختصة
ضعْنَ حَ ْم َلهُنّ
حتّى َي َ علَ ْيهِنّ َن وَإِنْ كُنّ أُولَتِ حَ ْملٍ َفَأنْفِقُوا َ عَل ْيهِ ّ
ج ِد ُكمْ َولَ ُتضَارّوهُنّ ِلتُضَيّقُوا َ ن وُ ْ س َكنْ ُتمْ مِ ْ
سكِنُوهُنّ مِنْ حَيْثُ َ (أَ ْ
ضعُ لَهُ ُأخْرَى ) الطلق ،) 6هنا دعوة للمجتمع أو ف وَإِنْ َتعَاسَ ْر ُتمْ فَسَتُ ْر ِ ن وَأْتَمِرُوا َبيْ َن ُكمْ بِ َمعْرُو ٍ ضعْنَ َل ُكمْ فَآتُوهُنّ أُجُو َرهُ ّ َفإِنْ أَ ْر َ
من يمثل المجتمع فى عقد مؤتمر أو جلسة للفصل فى هذه الموضوعات طبقا للمعروف المتعارف على أنه حق وخير وعدل
ويسر وتيسير .
وفى نفس الوقت يترفق رب العزة بالرجل فيؤكد على أن تكون النفقة على قدر قدرته المالية ،مشجعا اياه على ان يكون كريما
س َعتِهِسعَةٍ مِنْ َ ق ذُو َ فى النفقة مع اعساره على وعد بأن يجعل ال تعالى عسره يسرا ،فى هذا المجال .يقول ربى جل وعل (ِليُنْ ِف ْ
ج َع ُل الُّ َب ْعدَ عُسْرٍ يُسْرًا ) .الطلق ) 7 ف الُّ نَفْسًا ِإلّ مَا آتَاهَا سَيَ ْ علَ ْيهِ رِزْقُهُ َفلْيُ ْن ِفقْ مِمّا آتَا ُه الُّ لَ ُي َكلّ ُ
وَمَنْ ُقدِرَ َ
وفى هذا دعوة ضمنية تؤكد على ما أشرنا له من قبل وهو أن آيات التشريع القرآنى دائما تدعو الى مراعاة التقوى وأهمية أن
يتعامل المؤمن مع ربه مباشرة فيخشاه وحده ويتقيه وحده ،وبذلك يقوم بتطبيق هذا التشريع ويعطى حق المرأة وهى الطرف
الضعيف المعرض للظلم دائما ،لذا كان على الطرف القوى وهو الرجل أن يتذكر من هو أقوى منه وهو رب العزة جل وعل
فيتقيه ويخشاه ويطمع فى فضله وفى رزقه .
أخيرا
-1كما قلنا فان الملحظ بوجه عام فى كل التشريعات الخاصة بحقوق الزوجة أن ال تعالى يخاطب ضمير الرجال ويحذرهم بكل
الساليب من إيقاع الضرر بالزوجة ؛ إذا كان الزوج يكرهها أو يضربها ظلما أو يريد إستبقائها (كالرض الوقف) أويمنعها
حقها فى المتعة الجنسية ،أو كان يريد منعها عن حقها فى الزواج أو العودة لزوجها ..بل إن بعض اليات –كما قلنا من قبل -
يأتى ثلثها فقط فى الحكم التشريعى ويأتى ثلثا الية فى الوعظ والتحذير (البقرة )231ونحو ذلك فى نفس الموضوع فى سورة
الطلق (آية 2؛ ) 3كما تكررنفس المنهج فى النهى عن عضل النساء ( البقرة )232
كما ان حرص التشريع القرآنى على حقوق المرأة يتجلى أيضا فى جعل المجتمع شاهدا وحكما ومراقبا وقاضيا فى كل المشاكل
التى تحدث بين الزوجين اذا عجزا عن معالجة النشوز بينهما وتحول النشوز الى شقاق وصراخ يستدعى تدخل المجتمع
وسلطته المخولة باصلح السرة وحماية المرأة .ورأينا تدخل المجتمع فى موضوع اليلء وفى الشهاد فى مدة الطلق
والعدة ،وفى تحول الطلق الى انفصال وفراق وسراح ،وتدخل المجتمع فى الثار الجانبية للنفصال والطلق من تقدير للمتعة
والنفقة وسائر حقوق المرأة والمولود ،وسريان ذلك كله بالمعروف والحسان .
ومن أسف أن بعض المجتمعات المتحضرة – كما فى أمريكا – قد سنت مثيل لهذه التشريعات القرآنية فى قوانينها لحماية
السرة وعلج المشاكل النفسية والجتماعية بين الزوجين ،ومناصرة الزوجات المظلومات ..ألخ .بينما أضاع الفقه السنى
وأئمته كل هذا العجاز القرآنى فى التشريع ،والسابق لوانه .
- 2إن حرص التشريع القرآنى على القسط مع النساء ل يعدله إل حرص فقهاء العصور الوسطى على ظلم المرأة .واذا كان
السلم قد كفل حقوق المرأة فى أشد العصور الوسطى ظلما وفى أكثر بقاع الرض وحشية وجاهلية فان المسلمين السنيين فى
عصر حضارتهم ما لبثوا أن أضاعوا تشريعات القرآن الكريم بما قاله أئمة الفقه السنى .بدأ ذلك بالمام مالك ثم الشافعى ثم ابن
حنبل والبخارى ومسلم وأشباههم ،وأرسوا ظلما للمرأة المسلمة ل يزال سائدا ومستمرا ومطبقا بدليل الستغراب الذى يصاحب
القارىء لهذا المقال.
جاءت تفصيلت الكتاب العزيز تغطى كل المطلوب فى موضوع الحياة الزوجيةوالطلق والفراق والسراح وحقوق المرأة فى أقل
من عشرين آية فقط شديدة الوضوح لكل من أقبل على القرآن الكريم بعقل مفتوح يريد الهداية والتعلم منه ،بينما كتب أئمة
الفقه السنى فى الطلق وتفريعاته آلف الصفحات ملئت ظلما وتزويرا وأكاذيب وتخلفا واختلفا وحمقا بحيث ل يخرج العاقل من
قراءتها ال بالقرف .المشكلة أن الماعز فى عصرنا ل تقرأ واذا قرأت ل ترى ول تفهم ..لنها ماعز!!.
انه عداء حقيقى للسلم أرساه أولئك الئمة فى العصور الوسطى ،ثم جاءت النكبة الوهابية السلفية لتؤكد هذا العداء للسلم
7من 16
تحت شعار السلم .ولهذا فان السلم يواجه نفس العداء ويعانى اتهامات جديدة بالرهاب والتطرف والتعصب والجمود بفضل
شيوخ السنة القدامى والجدد .
-3كان مفترضا للنهضة الصلحية التى بدأها المام محمد عبده أن تستمر وتثمرتحريرا لحياتنا الجتماعية والدينية وعتقا
للمرأة بالذات من أفكار التخلف السنى ،ولكن جاء رشيد رضا تلميذ محمد عبده ليعمل خادما للسعودية وينشىء من أجلها
حركة الخوان المسلمين عن طريق تلميذه حسن البنا .وعمل الخوان المسلمون على اجهاض المشروع الصلحى لمحمد
عبده لصالح الحاكمية والوصول للسلطة على أساس الوهابية ،وهى أشد أنواع الفقه الحنبلى تعصبا وتخلفا وتزمتا .وبذلك تم
تعليب المرأة المسلمة فى كفن أسود ذى عين واحدة يقال له نقاب ،لتصبح مجرد جثة متحركة تسعى على قدمين يصرخ من
مرآها الطفال .
واذا كان فقهاء السنة القدامى يعبرون عن اتجاه سائد فى ثقافة العصور الوسطى المتعصبة المتطرفة المتزمتة بطبيعتها فكيف
نجد عذرا لفقهاء السنة الحنبلية الوهابية وقادة الحركة السلفية فى عصرنا وهو عصر حقوق النسان والديمقراطية والقرية
الكونية الواحدة ؟
أكل ذلك من أجل أن يركبوا أكتافنا ويصلوا الى الحكم ؟ أمن أجل تطبيق ذلك الفقه السلفى السنى الحنبلى المتخلف يؤفعون شعار
" :تطبيق الشريعة"؟ .لو كانت شريعة القرآن هى التى يقصدون لجعلونى اماما لهم وما كان عداؤهم الشديد لمن يكتفى
بالقرآن مصدرا للتشريع ،ولكنها شريعة الفقه السنى وأئمته القدامى والجدد .
ل رضى ال تعالى عنهم جميعا.
التعليقات ()1
07-03-2008 - [ ]17867تعليق بواسطة ابوسلطان النجدي
السلم دين محبه
بسم ال الرحمن الرحيم
الحقيقه اشكرك جزيل الشكر على ماتقوم به لوجه ال تعالى وجعل ال هذا في ميزان حسناتك
لقد قمت بالبحث في محرك القوقل وبي هذه الصدفه ومن حسن الحظ اذا هي تذهب بي الى موقعكم الجميل
دكتورني الفاضل يعلم ال اني معجب بكلمك الجميل مع اني اجهل بكثير من المور ولقد قمت بالحث عن جميع الردود التي
توجهت اليك ووجد با حدى المنتديات كلم يقل فيه ادب الحوار السليم واسمحلي ان انقله اليك كالتالي لكي تجيب عليه ويطمئن
قلبي مع احترامي لشخصكم الكريم على اسلوب ذلك الشخص
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3710
نكاح المحلل
بقلم :احمد صبحي منصور
لم تكن الحياة الزوجية على ما يرام بين السيدة نعمات وزوجها عبده بيه ،شجارهما وصراخهما مل الفاق المحيطة بالقصر
وأصبح مثار السخرية بين الخدم والجيران .كانت أعصاب عبده بيه تثور دائما على أتفه السباب بسبب تسلط الست نعمات
عليه وغرورها بمالها وقصرها .فى احدى نوبات غضبه طلقها فقام المأذون بارجاعها اليه ،فى مرة أخرى القى عليها الطلق
للمرة الثانية فجاء المأذون وقام برد يمين الطلق وأعاد الزوجة لزوجها للمرة الثانية .فى المرة الخيرة صرخ عبده بيه فى
وجهها بأنها طالق بنت طالق .بعد الهدوء والعتاب المعتاد استدعيا المأذون لرجاعهما كالعادة ال انه تمرد عليهما وأعلن أنه
–أى عبد بيه – قد أوقع الطلقة الثالثة فل يمكن أن ترجع الست نعمات له ال عن طريق محلل" .أى أن تتزوج من شخص جديد
يدخل بها وتدخل به ،ويذوق عسيلتها وتذوق عسيلته طبقا للحديث النبوى " هذا ما قاله المأذون الذى أردف قائل " :ثم
يطلقها هذا الشخص ،وبعد تمام عدتها منه يمكن أن يتزوجها عبده بيه" .تعقدت المشكلة ،وانتهت الى حل هو ”:أن تتزوج
8من 16
الست نعمات من السائق بخيت ،وبعد ليلة واحدة من الزواج يقوم بخيت بتطليقها وهو ل يستطيع عصيان الوامر”.
تم عقد الزواج ودخل الخ بخيت بسيدته الست نعمات ،فلما ذاقت عسيلته انبهرت وأكتشفت أنها أضاعت عمرها هباء مع ذلك
الرجل الطرى اللمس المسمى عبده بيه والذى يعيش على خيرها ول يعترف بجميلها عليه ،ثم يكون الكتشاف الخير وهو ان
عبده بيه (ل هنا ول هناك ول يباع فى سوق الرجالة بنص ريال ) .وهكذا طبقا لعشرات الفلم المصرية تمسكت الست نعمات
بزوجها الشاب واعطت لعبده بيه صابونة تزحلق عليها الى خارج القصر ..ول يزال!!..
تلك قصة خيالية بالطبع تشرح معنى المحلل ،ال انها قصة تتكرر كثيرا فى حياتنا الجتماعية وفى العمال الدرامية .البطل فيها
ليس الست نعمات أو عبده بيه أو المأذون ،وحتى ليس الفتى بخيت ..البطل هو ذلك الحديث الكاذب ذو المعنى الجنسى الفاضح
،والذى ينص على وجوب أن يذوق الزوج – المحلل – عسيلة زوجته الجديدة وان تذوق هى عسيلته لكى يصح زواجه
وطلقه.
بعد هذا الفاصل الفكاهى ندخل فى الموضوع اصوليا وتاريخيا لتقعيد موضوع زواج المحلل ،ونضعه على شكل سؤال وجواب
لتسهيله على القارىء .
س : 1نعرف أن موضوع المحلل مرتبط بالطلق – أى طلق الزوجة ثلث مرات .فأين صالح السرة فى هذا الموضوع ؟
ج - 1أن تشريع الزواج والطلق فى السلم هدفه الحرص على السرة ومعالجة الخلفات الزوجية او الشقاق بين الزوجين ،
فإذا تعذرت الحياة بينهما جاء تشريع الطلق ليحاول بقدر المكان إسترجاع الوئام بينهما وذلك بجعل الطلق على مرحلتين ؛
وفى كل مرحلة تظل الزوجة فى بيت زوجها ينفق عليها .؛ فإذا اتصل بها جنسيا أو تصالحا قبل العدة بطل الطلق ؛ فإذا ظل
هكذا إلى العدة -وهى نهاية فترة الطلق -يتم تخيير الزوج المطلق بين المساك بها بالمعروف أو تسريحها وفراقها
بالمعروف؛ وفى كل الحوال فلبد من وجود شاهدى عدل يمثلن المجتمع لحفظ كيان السرة وحقوق المرأة .وهكذا يعطى
الزوجان فى حالة الطلق فرصتين ؛ فإذا عادا وتم الطلق الثالث استحالت العودة بينهما إل بعد أن تنكح زوجا غيره ؛ فإذا
طلقها الزوج الجديد عادت إلى الزوج الول إذا أرادا ذلك .
س : 2من الواضح انه اذا تم تطبيق التشريع القرآنى فى الطلق بحيث يكون وسيلة للصلح بين الزوجين فسيكون من النادر
اللجوء للطلق الثالث والمحلل .اذن ما هو السبب فى انتشار هذه الظاهرة؟
ج -2الطلق فى تشريع الفقه السنى هو السبب لمخالفته للقرآن الكريم .ومع السف فأنه هو الذى لذى تم ويتم تطبيقه حتى
الن .
الطلق فى الفقه السنى يقع بمجرد أن ينطق الزوج كلمة الطلق أو ما يدل عليها ولو بالشارة ،وعليه يطرد زوجته من البيت
.ويقع الطلق فى الفقه السنى بدون شهود وبدون أى حماية للزوجة وحقوقها .وبسبب سهولة الطلق فى التشريع السنى
وبسبب تطبيقه عمليا منذ أكثر من ألف عام أسهم الفقه السنى فى خراب مليين البيوت و تشريد مليين الطفال وتطليق مليين
المهات الزوجات لدنى خلف عادى بين الزوجين وبمجرد النطق بكلمة الطلق أو ما يدل على معناها سواء كان الزوج عابثا
أو جادا .من هنا كان سهل أن يتم تطليق الزوجة مرات ثلثة وتحتاج الى محلل كى تعود للزوج الول .بل أن أغلب الفقهاء
السنيين يجعل قول الزوج لزوجته :أنت طالق بالثلثة يوقع الطلقات الثلثة معا وفى وقت واحد ،وعليه فل يمكن أن ترجع اليه
بعد هذه الكلمة – على حسب تشريعهم – ال بأن تتزوج من شخص آخر ثم يطلقها لتعود للول .
س – 3اذن فقد احدث تطبيق هذا الفقه السنى فى الطلق فوضى وخرابا للحياة السرية فى المجتمع ،ول بد للفقه السنى أن
يحاول اصلح هذا الفساد .فهل فعلوا ذلك ؟
ج - 3لعلج هذا الموضوع – جزئيا – قام الفقه السنى نفسه باختراع موضوع المحلل ليسهل عودة الزوجة المطلقة ثلث
مرات الى زوجها الول بالتفاق والتراضى بين الطراف على عمل تمثيلية الزواج من شخص آخر ليقوم بتحليل عودة الزوجة
الى زوجها الول .وحتى يستفيد الشخص القائم بدور المحلل من هذه المهمة الطارئة فقد روعى تشجيعه على الموضوع
باشتراط الدخول بالزوجة ومعاشرتها جنسيا ،وزيفوا ذلك الحديث القائل حتى تذوق عسيلته ويذوق عسيلتها.
باختصار فان الفقه السنى هو الذى خلق موضوع المحلل لرجاع زوجة طلقها زوجها للمرة الثالثة ،بل وطبقها فى العصور
الوسطى .
س 4ما الذى دفع الفقه السنى الى انتقاص حقوق المرأة التى جاءت فى القرآن فيما يخص الطلق ؟
ج - 4الساس هو إنتقاص العصور الوسطى لحقوق المرأة وإنعكاس ذلك على رؤية الفقهاء وقتها -مع تناقض ذلك مع تشريع
القرآن .والمثلة كثيرة فى تشريع المسلمين من السبى للنساء والطفال فى المعارك الحربية الى أهمال الصداق للزوجة
وتضييع حقوقها إذا كانت جارية مملوكة لسيدها وكل ذلك يناقض القرآن الكريم .والمثل الواضح فى موضوعنا هنا هو جعل
الطلق بلسان الرجل وبدون شهود وبمجرد النطق ثم يطردها من بيته .ولن الخلفات الزوجية ل تنتهى كان من السهل أن
يصل الطلق إلى الطلقة الثالثة ويحتاجان الى محلل.
س : 5ألم تكن هناك طريقة أخرى للفقهاء السنيين لصلح هذا الخلل غير المحلل ؟
ج - 5المصيبة الكبرى التى وقع فيها الفقه السنى هو انكاره لوجوب الشهاد فى الطلق .بانكارهم الشهادة فى الطلق أتيح
للرجل ان يطلق زوجته كيف يشاء وبل رقيب من المجتمع .ومع اشتراط الشهود فى الطلق فى التشريع القرآنى " وأشهدوا
ذوى عدل منكم :الطلق "2إل أن الفقه السنى أغفل ذلك تماما ؛ بل إن فقيها مصلحا سلفيا مثل ابن القيم تعرض لموضوع
9من 16
الطلق واجتهد فى الفتاء بأن الطلق بلفظ الثلثة ل يقع إل طلقة واحدة ؛ ومع أنه استشهد بسورة الطلق ؛ وتحدث فى
موضوع الطلق فى أكثر من خمسين صفحة فى كتابه (إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان( ) 1/283:338مع ذلك فقد تجاهل
شرط الشاهدين فى الطلق.
س : 6معنى هذا أن ابن القيم يرى أن التطليق بالثلثة ل يقع ال مرة واحدة وبالتالى ل يحتاج الى محلل .هذا تطور هام وان
كان قد أغفل سبب المشكلة وهو عدم وجود شاهدى عدل كما جاء فى القرآن .ال أن موقف ابن القيم يثبت وجود خلف بين
أئمة الفقه السنى أنفسهم .السؤال هنا عن ذلك الخلف ،متى بدأ؟ وما صلته بموضوع الطلق وزواج المحلل ؟
ج -6معلوم ان الفقه السنى منذ بدايته انقسم الى اتجاهين :اتجاه سلفى محافظ بدأ به مالك فى المدينة وتابعه الشافعى فى
العراق ومصر ،ثم برز أكثر فى المذهب الحنبلى ،وهو يعتمد على الحاديث أساسا يصنعها ليقيم عليها فتاويه وآراءه ،ثم
اتجاه عقلى بدأت به مدرسة الرأى فى العراق وتزعمها أبو حنيفة ،وتطور استعمال العقل لديها ليصل الى فقه الحيل أى
التحايل على الشرع بفتاوى تعطل التشريع القرآنى ،وهو تيار كان هائل فى الفقه الحنفى.
وفى هذه الظروف تشعبت مشكلة المحلل واختلف فيها الفقهاء السنيون حسب اتجاهاتهم المذهبية ومرجعياتهم التى لم يكن من
بينها الحتكام للقرآن الكريم..
مدرسة الرأى العقلية التى تطرفت إلى القول بالحيل الفقهيه اخترعت موضوع المحلل؛ فقابلتها المدرسة المحافظة الحنبلية
باحاديث تصطنعها تطعن المحلل وتلعنه .فلم تستنكف المدرسة العقلية عن صنع أحاديث تبرر موضوع المحلل وتجيزه.
س : 7اذن فقد تبارزوا فيما بينهم بالحاديث ،كل منهم يصنع أحاديث تؤكد وجهة نظره .نريد توضيحا فى هذه النقطة بالذات.
ج : 7دخلت المدرستان معا فى مبارزة بالحاديث ؛ فمدرسة الرأى تضع أحاديث تجيز موضوع المحلل الذى اخترعته وتوجب
أن يدخل المحلل بها ويذوق عسليتها وتذوق عسليتة ..ومدرسة الحاديث تصنع آحاديث تلعن المحلل والمحلل له .و المثلة
كثيرة أكبر من طاقة هذا المقال.
ثم تطور الصراع بين مدرسة الحيل الحنفية ومدرسة الحديث الحنبلية فى القرن الثامن الهجرى خلل الصحوة التى أحدثتها
مدرسة ابن تيمية فى عصر التقليد ؛ حيث يكتب زعيم المدرسة السلفية الحنبلية ابن تيمية احاديث تطعن فى موضوع المحلل
وتحرمه فى رسالته ":إقامة الدليل على إبطال التحليل" .ومع أنه يعترف فى نفس الكتاب بأن نكاح المحلل لم يعرفه عصر النبى
ولم يعرفه الصحابة إذن فكيف يلعن النبى شيئا لم يعرفه عصره وهو الذى ل يعلم غيب المستقبل ؟ ويقول المزنى تلميذ الشافعى
أن نكاح المحلل كانوا يسمونه فى الجاهلية التيس المستعار ،وقد نقل عنه ابن القيم هذا القول فى كتابه ( اغاثة اللهفان )1/274
ثم يتناقض ابن القيم مع نفسه فيما بعد حين يذكر طبقا لحديث فى البخارى أن نكاح المحلل ل يشبه نكاح الجاهلية( )1/279
ويقول ابن القيم " ومن العجائب معارضة هذه الحاديث بقوله تعالى " فإن طلقها فل تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره "
والذى أنزلت عليه هذه الية هو لعن المحلل والمحلل له " أى أنه يفترض بأن النبى عليه السلم لعن فعل المحلل وأبطل
نكاحه ؛ ويعتبر ذلك لغيا لحكم الية القرآنية .ويقول " وأعجب من هذا قول بعضهم :نحن نحتج بكونه سماه محلل فلول أنه
أثبت الحل لم يكن محلل ".أى أنه "حلل" لكونه "محلل" .وهى حجة وجيهة ال ان ابن القيم يتعجب منها ول يأخذ بها.
فى المقابل نجد المدرسة الحنفية فى الحيل تقابل مدرسة ابن تيمية السلفية الحنبلية بتطورجديد فى فن الحيل الفقهية يمكن بها
إسترجاع المرأة المطلقة ثلثا باستعمال المحلل؛ بإن يجعل الزواج مؤبدا فيقول لها عند النكاح إذا طلقتك فأنت طالق قبل ثلثا ...
أو أن يجعل الزواج فاسدا من أساسه بالطعن فى عدالة الوالى أو عدالة الشهود ،أو جعل الطلق خلعا ؛ أو يشترى غلما دون
البلوغ ثم يزوجة بها ؛ ويدخل بها فإذا دخل بها ظاهريا وهبه لها وانفسخ نكاحه بملكها له ؛ أو أن يستأجر محلل ويشترط عليه
أنه متى وطأها فهى طالق أو بمجرد أن تخبر المرأة بذلك يقع طلقها .
وأضاف العوام حيل أخرى لسترجاع المطلقة ثلثا ؛ أن يأمروا المحلل بوطئها بقدمه وهى قاعدة أو مضجعة بديل عن الدخول
بها جنسيا؛ وأضافوا تخاريف أخرى ذكرها ابن القيم فى كتابه السالف الذكرمثل أن تكون حامل وتلد ذكرا فطالما ولدت ذكرا
فكأنما دخل بها رجل ذكر ،أو أن يصب المحلل عليها دهنا يتشربه جسدها ؛ أو أن يفترقا بالسفر ؛ أو أن يجتمعا على عرفات
ويقف بها هناك فى الجبل .أى وصل فقه الحيل الى التخريف كما وصل فقه السلف الى التحريف والتزييف .
المهم أن هذا الرواج فى الفتاوى الفقهية وصل الى العوام ،مما يعنى أنه كان تعبيرا عن الحياة الجتماعية التى تأثرت بالطلق
السنى وطبقته بسهولة فانتشر الطلق السهل ووعم خراب البيوت ،وصار زواج المحلل صنعة رائجة يحترفها بعض الناس فى
العصر المملوكى.
س : 8هذا كلم خطير يستدعى دليل تاريخيا
ج : 8شهد العصر المملوكى فى مصر والشام والحجاز التطبيق الحقيقى للفقه السنى وشريعته .كان فيه القضاة الربعة كل
منهم يمثل مذهبا من المذاهب السنية ،وكان من آليات القضاء تعيين كتبة للقاضى وحاجبا وموقعا – بتشديد القاف وكسرها –
وحراسا وغير ذلك .الهم من ذلك كله تعيين شهود رسميين ،يقوم الشاهد بالشهادة الرسمية وتعتمد شهادته على الحدث امام
القاضى .أى أن الشاهد فى ذلك العصر كان يقوم مقام الختم الرسمى فى عصرنا .وكان لكل شاهد ( حانوت ) أو مكتب معروف
يقصده الناس ليوقع لهم على العقود أو ليسجل شهادته فيما يحتاجون لثباته .وهذا ينهض دليل على سوء النية لدى أئمة الفقه
السنى وهم الذين كانوا يشرعون ويطبقون التشريع ،اذ أنهم استعملوا الشاهد فى كل شىء ما عدا موضوع الطلق الذى أوجبه
ال تعالى فى كتابه الكريم .عصى أئمة الفقه السنى أمر ال تعالى فلم يستعملوا الشاهد فى موضوع الطلق ليؤكدوا على حق
الرجل فى طلق زوجته بمجرد كلمة أو لفتة أو بالمزاح او بمجرد النية وبدون شهود !!
لكنهم فى موضوع المحلل احتاجوا للشهود اذ ل بد من شاهدين فى عقد الزواج .وفى العصر المملوكى كان المحلل وظيفة
10من 16
يتفرغ لها بعض الرجال يقفون على أبواب الشهود أو مكاتبهم فى الشوارع ،فيأتى الذى طلق زوجته ثلثا الى مكتب الشاهد
ومعه طليقته ،فيدله الشاهد على أحد الرجال الواقفين ببابه ليكون المحلل ،فيتفق المطلق – الزوج السابق – مع المحلل على
الجرة ويدفعها له ثم يدخل الثلثة مع ولى المر على الشاهد وأعوانه فيعقد قران المطلقة على المحلل ،ويأخذ المحلل المرأة
الى خلوة قد أعدت خصيصا لهذا الغرض فيلتهم الزوجة جنسيا ،ويجلس فى انتظارهما الزوج السابق وولى المر وبقية
الشهود .وبعد اتمام اللقاء الجنسى يأتى المحلل بالمرأة للشاهد ومن معه ليشهد أنه ( حللها ) ،فيشهد المحلل والزوجة باللقاء
الجنسى الذى حدث بينهما ،ويقوم المحلل بطلقها ،وتعود الى البيت تنتظر انتهاء العدة ليعيدها الزوج السابق.
هذا ما كان يحدث فى العصر المملوكى وذكره ابن القيم نفسه فى كتابه ( اغاثة اللهفان من مكائد الشيطان ) يقول وهو يكاد
يبكى يصف ما يحدث فى حوانيت الشهود والرجال القائمين بوظيفة المحلل " :فلو شاهدت الحرائر المصونات على حوانيت
المحللين مبتذلت ..حتى إذا تشارطا( أى الزوج السابق والمحلل ) نهض ( المحلل ) واستتبعها ( أى الزوجة ) خلفه بل زفاف
ول إعلن ؛ فل جهاز ينقل ول مهر مقبوض ؛ والزوج يبذل المهر ؛وهذا التيس ( أى المحلل)يطأ بالجر .حتى إذا خل بها
وأرخى الحجاب والمطلق والولى واقفان على الباب .حتى إذا قضيا عرس التحليل فإن كان قبض أجره سلفا وتعجيل وإل
حبسها حتى تعطيه الجر ...فإذا طهرها وطيبها قال لها اعترفى بما جرى بيننا ليقع عليك الطلق ...فتأتى إلى حضرة الشهود
فيسألونها ..هل كان ذاك ؟ فل يمكنها الجحود فيأخذون منها أو من المطلق أجرا)
تخيل وصول الخوان السلفيين لحكم مصر وأرجاعهم القضاء السنى بكل مظاهره ومنها حوانيت الشهود ووظيفة المحلل ؟
تخيل معى آلف الطوابير من الشباب الذى ل يستطيع الزواج وقد تزاحموا على أبواب الشهود ليعملوا فى وظيفة المحلل لتذوق
العسيلة كل يوم مع الحصول على أجرة .تخيلهم على أبواب الشهود ينتظرون الفرج ( بفتح الراء وسكونها أيضا حسب
التساهيل ).
نرجع للمحلل فى العصر المملوكى ،وقد كان يمارس مهنته كبائعة الهوى – اى يتزوج بدون تمييز ،حسب التساهيل والرزاق،
ومع كثرة التطليق وكثرة زواج المحلل فقد كان المحلل يتزوج امراة كان قد سبق له الزواج من أمها بنفس الطريقة ،أو أن
يجمع فى زواجه بين أختين دون أن يدرى .يقول ابن القيم فى ذلك ( :وكثير من هؤلء المستأجرين يحلل الم وابنتها فى
عقدين ؛ ويجمع ماءه فى أكثر من أربع ؛ وفى رحم أختين) ( .....إغاثه اللهفان .)268 /1
ولو انصفوا ل تبعوا تشريع القرآن فى الشهاد على الطلق أول وجعل المجتمع من خلل الشاهدين مراقبا لسير الحياة الزوجية
.ولكنه الفقه السنى الملعون !!
س -10الفقه السنى يشترط أن يدخل المحلل بالزوجة كى يكون الزواج صحيحا .فهل يتفق ذلك مع القرآن الكريم ؟
ج - 10الفقه السنى يتحدث بمصطلحاته ومفاهيمه الخاصة المختلفة عن مصطلحات القرآن الكريم ومفاهيمه .ليس فى القرآن
الكريم مصطلح المحلل ولكن يتحدث فى الية المعنية عن (زوج) يتزوج زواجا طبيعيا عاديا من زوجة تم طلقها ثلث مرات
من زوج سابق ،ثم يطلقها الزوج الخيروينفصل عنها فتختار الرجوع الى الزوج السابق.
أما الفقه السنى فيتحدث عن (محلل) يدخل بالزوجة ويروى فى ذلك حديثا يقول ( حتى تذوق عسيلته ويذوق عسيلتها ) .ويرى
غيْ َرهُ ) يعنى الدخول بالزوجة .ولذلك فان
الفقه السنى أن مصطلح النكاح المذكور فى الية الكريمة السابقة ( :حَتّى َت ْنكِحَ َزوْجًا َ
تشريعات الفقه السنى فى موضوع الزواج والطلق والمعاشرة الزوجية والحوال الشخصية تدخل دائما تحت باب ضخم يطلق
عليه " باب النكاح" ،تراه فى كتب الفقه وفى كتب الحديث تأكيدا على أن النكاح فى مصطلحاتهم يعنى الدخول بالزوجة وليس
غيْ َرهُ " أى حتى تتزوج رجل آخر يدخل بها ،ومن هنا مجرد العقد عليها فقط .ومن هنا يفهمون قوله تعالى " حَتّى َت ْنكِحَ َزوْجًا َ
كان إشتراط الدخول بالزوجة وتزييف حديث " حتى تذوق عسيلته ويذوق عسيلتها" .وهذا يخالف التشريع القرآنى .
حتّى تَ ْنكِحَ َزوْجًا غَيْ َرهُ" ل تعنى الدخول بالزوجة وانما تعنى مجرد
س - 11معنى ذلك أن كلمة " تَ ْنكِحَ " فى قوله تعالى " َ
العقد عليها فقط ؟
ج - 11نعم ،وبالتأكيد .
س - - 12اذن ل بد من توضيح مفهوم مصطلح النكاح فى القرآن لتأكيد اختلفه عن مفهومه فى الفقه السنى .
ج - 12ان مصطلح " النكاح" فى القرآن الكريم يعنى عقد الزواج فقط ،وليس الدخول بالزوجة .
طلّ ْقتُمُوهُنّ مِنْ َق ْبلِ أَنْ تَمَسّوهُنّ
والقول الفاصل فى تحديد معنىالنكاح قوله تعالى " يَا َأ ّيهَا اّلذِينَ آ َمنُوا ِإذَا َنكَحْ ُتمُ الْ ُمؤْمِنَاتِ ُثمّ َ
ع ّدةٍ َتعْ َتدّو َنهَا َفمَ ّتعُوهُنّ وَسَرّحُوهُنّ سَرَاحًا) :الحزاب "49أى إذا تم عقد الزواج أو عقد النكاح على امرأة علَ ْيهِنّ مِنْ ِ
فَمَا َل ُكمْ َ
ثم طلقها الزوج قبل أن يدخل بها فليس عليها عدة طالما لم يدخل بها .الية هنا تتحدث بلفظ النكاح عن عقد الزواج قبل
طلّقْتُمُوهُنّ مِنْ قَ ْبلِ أَنْ تَمَسّوهُنّ "..ولنه لم يحدث ح ُتمُ الْ ُمؤْمِنَاتِ " وتذكرالطلق قبل الدخول " ُثمّ َ الدخول فتقول " ِإذَا َنكَ ْ
11من 16
دخول بالزوجة فل داعى للعدة التى تعنى استبراء الرحم من الحمل حيث لم يحدث التقاء جنسى أصل.النكاح هنا معناه عقد
الزواج وليس الدخول بالزوجة.
وبذلك يتضح زيف الفقه السنى ومخالفته للتشريع القرآنى فى تحديد المصطلحات ومفهوم الكلمات التشريعية ،وهذا هو مفتاح
الفهم لى تشريعات؛ أن تفهم المصطلحات حسب ما يقرره كتاب التشريع سواء كان بشريا أو الهيا .ان للفقه السنى مصطلحاته
الخاصة المختلفة عن كل مصطلحات القرآن ،وهذا ما أوضحناه فى أبحاث سابقة فى مفاهيم السلم واليمان والكفر والشرك
والنسخ والحدود والتأويل وغير ذلك.
هذا الختلف فى المصطلحات ينهى العلقة بين السلم والفقه السنى من البداية ،اذ يترتب على تحديد المصطلحات فهم
التشريعات ذاتها طبقا لفهم مدلول المصطلح الخاص بها .
وفى موضوعنا عن مفهوم النكاح فى القرآن الكريم يمكن لنا ان نفهم التشريعات القرآنية على حقيقتها بعد تحديد مفهوم النكاح
بدقة على أنه فى القرآن الكريم يعنى عقد الزواج وليس الدخول .ففى المحرمات فى الزواج يستعمل القرآن لفظ النكاح ليؤكد
على تحريم العقد أساسا قبل تحريم الزواج نفسه ،كقوله تعالى " َولَ تَ ْنكِحُوا مَا َنكَحَ آبَا ُؤ ُكمْ مِنَ النّسَاءِ) :النساء "22أى إذا
عقد الب على إمرأة أصبحت بمجرد العقد محرمة على إبنه حتى لو طلقها الب قبل الدخول بها لنها قد تم تحريمها على البن
بمجرد عقد زواج ابيه عليها .ويختلف الحال عن موضوع الربيبة أى بنت الزوجة التى تحرم على زوج أمها .ال تعالى يوضح
هنا شرط دخول الزوج بالم ،فاذا دخل بالم فقد حرم عليه أن يتزوج ابنتها فيما بعد .أما اذا نكح الم – أى عقد عليها -بدون
أن يدخل بها ثم طلقها فيجوز له أن يتزوج البنت فيما بعد .يقول ربى جل وعل ضمن المحرمات فى الزواج فى الية التالية(
عَل ْي ُكمْ )...النساء ) 23 جنَاحَ َ خلْ ُتمْ ِبهِنّ فَلَ ُن َلمْ َتكُونُوا دَ َ خلْ ُتمْ ِبهِنّ َفإِ ْ
وَرَبَا ِئ ُب ُكمُ اللّتِي فِي حُجُو ِر ُكمْ مِنْ نِسَا ِئ ُكمُ اللّتِي دَ َ
.ولن النكاح هو العقد فان القرآن الكريم يقرنه أحيانا بالعقد فيقول "عقدة النكاح " فيقول عن نكاح الرملة بعد تمام عدتها
جلَهُ :البقرة "235:ويقول عن الصداق المؤخر للمطلقة حتّى يَ ْبُلغَ ا ْلكِتَابُ أَ َالمختلفة عن عدة المطلقة" َولَ َتعْزِمُوا عُ ْق َدةَ ال ّنكَاحِ َ
ض ُتمْ ِإلّ أَنْ َيعْفُونَ َأوْ َيعْ ُفوَ اّلذِي ِب َي ِدهِصفُ مَا فَرَ ْ ن وَ َقدْ فَ َرضْ ُت ْم َلهُنّ فَرِيضَةً فَنِ ْ طلّ ْقتُمُوهُنّ مِنْ َق ْبلِ َأنْ تَمَسّوهُ ّقبل الدخول " وَإِنْ َ
عُ ْق َدةُ ال ّنكَاحِ) البقرة "237 /أى الولى الذى قام بالعقد.
حتّى َت ْنكِحَ
ح ّل لَهُ مِنْ َب ْعدُ َ
طلّ َقهَا فَلَ تَ ِ
غيْ َرهُ " فى قوله تعالى ( َفإِنْ َ المهم ان كلمة ( تنكح) فى قوله تعالى " حَتّى َت ْنكِحَ َزوْجًا َ
حدُودُ الِّ ُيبَيّ ُنهَا لِ َق ْومٍ َي ْعلَمُونَ) البقرة/حدُو َد الِّ َو ِتلْكَ ُجعَا إِنْ ظَنّا أَنْ يُقِيمَا ُ علَ ْيهِمَا أَنْ َيتَرَا َ
طلّ َقهَا فَلَ جُنَاحَ َ
َزوْجًا غَيْ َرهُ َفإِنْ َ
) 230تفيد مجرد العقد ،أو بتعبيرنا "كتب الكتاب" و ل تفيد الدخول بالزوجة.
التعليقات ()14
[ ]11175تعليق بواسطة عابد اسير 23-09-2007 -
شيوع الفاحشة بين المؤمنين
شيوع الفاحشة بين المؤمنين لم بغواية ابليس فقط ولكنة كان بافتراءات شيوخ الفقة السنى عندما قاموا بمهمة شياطين النس خير
قيام فى موضوع المحلل وزواج المتعة المتفشيان بين المسامين حتى اليوم.
12من 16
إقتباس:
أن يكون قول إبن كثير التالى صحيحا فى سبب نزول الية :
13من 16
أن يكون قد تم إدخال المحلل فى المنتصف حى ل يتم إعطاء الفرصة للزوج أن يطلق ويرجع إمرآته العمر كله بدون مهرا جديدا
أو حتى بدون أن يكون لها رآيا فى رفض الرجوع ..وجميعنا يعلم انه قبل صدور قانون الخلع بمصر تم بهدله نساء كثيرات
وتركهم كالمعلقات (( عندا )) ..بمعنى ان ليس كل الرجال ملئكة ..ومن المحتمل ان يكون هذا مخرجا لمن تتزوج النذل من
الزواج ( مثل ما وصفه بن كثير ) ..وإن تاب أهل بالمحلل ومهر جديد غرامة وتعويضا منه عما صدر منه من خطا بحق
الزوجة ..لم يتوب بالسلمة ووراه كسرقله أو قل كسر زير ..
والسلم ..
[ ]22769تعليق بواسطة شريف صادق 12-06-2008 -
اشرح ببساطة ما أذهب إليه
لفد كانت أسرتى تقطن بفيل باليجار ( من شركة مصر الجديدة ) قبل أن نقوم شرائها منهم بناء على رغبتنا بعد إستجارها
منهم لمدة تزيد عن عشرون عاما حيث انهم قالوا لنا اننا سنبيع الفيل لمالك جديد ( مع إستمرا تعاقدكم كما هو مع المالك
الجديد حسب القانون ) وانه حسب قانون الشفعة من حقكم أن تكونوا أول المشترين إذا رغبتم ..وقد كان ..
الفيل بحديقة على مساحة 600متر مربع ..وعلى ناصية ..بأرقى حى بمصر الجديدة ..ثلثة أدوار ..وبدروم حجرتين وحمام
..وسطوح مستقل ..
كان العرف سابقا بمصر ان يتم تجديد العقد للورثة إلى يوم الدين ...
هل هذا معقول ؟؟ ..هل معقول ان نستمر فى دفع هذا المبلغ الصغير ( أقل من دولرين بالشهر !! ) إلى يوم الدين ؟؟..
كان لبد من صدور قانون لتصفير عدد مرات تناقل العقد للورثة لتصحيح الوضع ..
وفعل صدر قانون بمصر ينص على أن العقد يجدد للورثة مرة واحدة فقط ..
ما أقصده ..هو من فضلكم التروى والنظر فى كل الملبسات قبل اصدار الحكام ..
أما وجهه الشبهه بين ما أطرحة من مثال وبين تداخل المحلل ..
== فى حاله المحلل هذا لجعل هناك سقف لنذاله الزوج الندل فى عدد مرات طلقه لزوجته وإرجاعه لها بالقصر عن إرادتها ..
فالتصفير هنا يجئ رحمة للزوجة وجعلها المتحكم بعد الطلقه الثالثة ..
== وفى حاله إيجار الفيل أيضا لجعل هناك سقف لطول ثبات عقد اليجار بالتصفير ايضا رحمة للمالك وجعله المتحكم بعد
توريث العقد لمرة واحدة..
والسلم ..
لكننا هنا يا عزيزي نبحث عن الحقيقة وإن كنت تزعم إمتلكها كاملة هات ما عندك ..لكن دعني أجيب كلنا يسعى ورائها ولن
يجليها ال سبحانه وتعالى كاملة إل يوم لقائه رحمني وإياك من أهوال ذلك اليوم.
والجميل في هذا الموقع الذي أنا جديد عليه هو جمال ورقي الحوار بين رواده وعلى رأسهم د.أحمد صبحي الذي رغم علمه
وإطلعه الكبيرين يسمح لنا أن نجادله ونناقشه وقد نختلف معه كل على ما أوتي من علم وحجة ..إذن فل تحكم بالمطلق وتقول :
نعم ماتقوله قد يكون فيه إنصاف كبير للمرأة في جعلها متحكمة ..وهذا إعتمده القرأن حين جعل الطلق ثلث ..بعدها ينفسخ العقد
..وتصبح المرأة في إطار عقد نكاح جديد
العقد سينفسخ بعد الطلقة الثالثة أي أن المرأة أصبحت حرة وعودتها ستكون بعقد جديد لها حرية بنوده
هل "المحلل" دوره نفسي كعقاب للزوج ؟
أم أن مجرد عقد النكاح يجعلها متزوجة سابقة كما قال د.أحمد في حرمة الزواج من مطلقه الب حتى وإن لم يدخل بها أي
ثم قرار الطلق كما أوضحه د.أحمد منصور ليس قرارا إرتجاليا عصبيا كما عهدناه في الفلم إنعكاسا
لرأي المذهب السني ..بل هو نتيجة تفكير و مراجعة وشهود و هذا لثلث مرات ..أل يعكس تكرار ذلك الطلق وجود
تسائلت أطرحها باحثا عن إجابة أو جزء منها لمن يملكها ......تحياتي للجميع
هذ قول غير محمودا للسف !!! ..فهل ترمى إلى أننى متشنجا بين سطوركم ..أكرر ..بين سطوركم أم ماذا أيها المسلم
(((( الجديد هنا )))) ؟؟
أما قولكم:
{ نعم نعم قل الحق ول تبالي فهكذا هو المسلم وهو إبتلء عضيم خصوصا لو كان قول هذا الحق فيه تهديد على حياتك كمسلم
" أقسم بال أن أشهد بالحق ..لى أو على .. " ..لكننا هنا يا عزيزي نبحث عن الحقيقة وإن كنت تزعم إمتلكها كاملة هات ما
عندك ..لكن دعني أجيب كلنا يسعى ورائها ولن يجليها ال سبحانه وتعالى كاملة إل يوم لقائه رحمني وإياك من أهوال ذلك
اليوم} .
أننى أعبر عما أراه داخل نفسى وهذا حقى وأنت مرغم على أل أمنع من قوله ..أما كونك يا مسلم تأخذ به أم ل تأخذ فهذا من
حقلك ول خلف عليه ..لكن ليس من حقك أبدا أن ترغمنى على ل أفصح عما أعتقد فيه من جانبى ..وأنا لم أجبرك عليه يا
مسلم إن كنت تعلم القراءة من أساسة ..وصلت .؟؟.
{ والجميل في هذا الموقع الذي أنا جديد عليه هو جمال ورقي الحوار بين رواده وعلى رأسهم د.أحمد صبحي الذي رغم علمه
وإطلعه الكبيرين يسمح لنا أن نجادله ونناقشه وقد نختلف معه كل على ما أوتي من علم وحجة ..إذن فل تحكم بالمطلق وتقول
:ول ريحه المنطق ( من جانبى ) إل فى إحتمال واحد فقط } ..
15من 16
وال أضحكتنى حتى الثمالة ..من قال مطلق خاصتك ؟؟ ..من أين جئت بها يا محترم ؟؟ ..ليتك تتفهم ماذا عنيت بقولى (( من
جانبى )) باللغة العربية قبل ردك الغير مدركا لمعانى اللغة العربية !!!.
{ هل "المحلل" دوره نفسي كعقاب للزوج ؟ هل فعل "المحلل" يجب أن يدخل بالزوجة؟؟ رغم فضاعة الفكرة ..إلى اخر
تعليقك )
فرده برجاء الرجوع إلى القرآن يا مسلم حتى تجد الجابة فى اليات التالية :
و
و
ض ُتمْ ِإلّ أَن َيعْفُونَ َأوْ َيعْ ُفوَ اّلذِي ِب َي ِدهِ عُ ْق َدةُ ال ّنكَاحِ
طلّقْتُمُوهُنّ مِن َق ْبلِ أَن تَمَسّوهُنّ وَ َقدْ فَ َرضْ ُت ْم َلهُنّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَ ْ {وَإِن َ
ن الَّ بِمَا َتعْ َملُونَ بَصِيرٌ } ..البقرة 237 ضلَ بَ ْي َن ُكمْ إِ ّ
سوُاْ الْفَ ْ
ب لِلتّ ْقوَى َولَ تَن َ
وَأَن َتعْفُواْ أَقْرَ ُ
والسلم
لو بفرض ..أكرر ..بفرض ..أننى سأطلق زوجتى ثلت مرات ( وهذا لن يحدث "بأذن ال" ولكن فرضا حتى يصلكم الشرح )
فأننى عن نفسى سأستعين بمحلل لن يدخل بزوجتى ول شأن لى بغيرى ..أكرر ..ول شأن لى بغيرى ..أما عن حسابى فهو
عند ال وليس عندك ..أو عند الوهابيين ..أو عند الزهر ..أو عند الخوان المتأسلمين ..أو عند شيوخ الفضائيات ..أو عند
الباحثين عن الحق على النترنت ..
و اليات الكريمة التي أشرت إليها تتحدث عن حالة بعينها هي وجود طلق بدون المساس بالمرأة أي "دخول" كيف تربط ذلك
بموضوع
المحلل ؟
ثم أنا ل أناقش صحية الطلق بدون المساس بالمرأة أي فسخ عقد نكاح بدون" دخول "والذي نضمته اليات التي ذكرتها ..لكن ما
أحاول تبيانه أو الستفسارعنه هو دور" المحلل" أو عقد النكاح الذي إشترطته الية ليكون فسخه شرطا لعودة المرأة للزوج الول
هل قصدت
حدُودَ
ن يُقِيمَا ُ
ظنّا أَ ْ
جعَا إِنْ َ
ن َيتَرَا َ
جنَاحَ عََل ْي ِهمَا أَ ْ
غيْ َر ُه فَإِنْ طَلّ َقهَا فَلَ ُ
حتّى َت ْنكِحَ َزوْجًا َ
ن َبعْدُ َ
الية الكريمة ( َفإِنْ طَلّ َقهَا فَلَ َتحِلّ لَ ُه مِ ْ
لّ يُ َبّي ُنهَا لِقَ ْو ٍم َيعَْلمُونَ) البقرة) 230 / حدُودُ ا ِالِّ َوتِ ْلكَ ُ
16من 16
أن يكون الحل هو" المحلل" بمفهومه الحالي أو المحدث كما طرحه د.أحمد ..؟؟
أتمنى أن ل تغضب أو تتحسس من تعليقي ..فأنا لم أغضب من تعليقك ..رغم أنك لم تجب عن تساؤلتي وأتمني من الخوة
الخرين الدلء
بالرأي لعلنا نستأنس بنور إضافي مما أنعم ال به على عباده..
تحياتي أخي المسلم شريف صادق ونعم يزيدني شرفا أن تدعوني "يا مسلم" ..وليس من حقي أن أجبر أحدا على أي شئ إن هي
إل أفكار
وتساؤولت أطرحها رغبة في ترسيخ إيمناي بال وكتابه الكريم...تحياتي
وهذا الرابط هو ما أنا مصر عليه وحسابى عند ال وليس عندك أو عند غيرك www.ahl- :
alquran.com/arabic/show_article.php
وصلت ؟؟ ..
وما الطرح الذي يطرحه هذا الموقع إل جزء من الحقيقة وأشكر ال أن دلني عليه عن طريق مكانه على النترنت وليس في ذلك
عيب