Professional Documents
Culture Documents
بحث إجازة حول الملكية الفكرية Compressed 1
بحث إجازة حول الملكية الفكرية Compressed 1
وعلى الرغم من أهمية مصطلح (النظرية) هنا ،إال أن التداول الشائع في االستعمال
هو (قانون الملكية الفكرية) .وال شك أن ثمة فروقا ً ودالالت مهمة تكمن وراء تغييب األبعاد
النظرية ،ومن ثم وراء التأكيد واإلبراز لألبعاد القانونية التي ال تشكل إال عنصرا ً من
عناصر موضوع نظرية الملكية الفكرية ،وأتصور أننا في سياق الثقافة العربية بحاجة ماسة
إلى تأكيد واستثمار إيجابيات البعد األول في قضية الملكية الفكرية ،أي البعد النظري ،وذلك
باعتبار أن هذا المنظور يم ّكن من جعل هذه القضية نسقا ً مفتوحا ً إلعمال الفكر ،وللتخلص
من آفة التبعية الذهنية ،أي إعمال نوع من النقد الثقافي على تلك العمليات الداخلية
والخارجية التي تنتج هذه القوانين .فأي قانون هو في نهاية األمر خطاب ،أي ترجمة
لعالقات السلطة والقوة واإليديولوجيات في سياق تاريخي اجتماعي وسياسي واقتصادي
معين.
1
م -مقاااااااالملاااااااكلمة مأخوااااااارمة خلتااااااارممااااااا ك ممااااااا مة ااااااالة مة اااااااا
http://www.csmonitor.com/2006/0511/p14s01-lire.html
2
مف مة لجمر.م(سأسأرمفأس ر).م(دةرمة طأوعرم–م ولوت-م معبدمة عا -عبدمة سالمم
2001م)مص19
1
ولعل قدرا ً من التتبع والتأمل في تطور السياق التاريخي لنظرية الملكية الفكرية يمكن
أن يصل إلى جملة من االستنتاجات والدالالت التي تشير إلى ما تشهده هذه القضية –
خاصة بدءا ً من تسعينيات القرن الميالدي الماضي -من تحوالت فكرية بالغة األهمية بالنسبة
لنا ،وبخاص ة على ضوء المشكالت التي تفاقمها النظرية القائمة فيما يتعلق بسياسات
االحتكار العلمي والثقافي والمعرفي الذي تمارسه دول المركز الرأسمالي ،والترسيخ
المتنامي إلمبراطورية شركات الناشرين ،وما يترتب على كل ذلك من توسيع الفجوة في
المشاركة الثقافية في العصر الحاضر وفي المستقبل.
إن هذه الحركة الفكرية النقدية استطاعت أن تطرح للمساءلة والتمحيص مرتكزات
أساسية قامت عليها المفاهيم القانونية واالقتصادية والمعرفية في النظرية التقليدية للملكية
الفكرية ،حتى وصل األمر إلى درجة تنبؤ أحد المفكرين – خوليو كول -بموت هذه النظرية
التقليدية 3وأرجو أن نتأمل معا ً داللة عناوين عينة الدراسات التالية التي تمثل ثالثة اتجاهات
في نقد هذه النظرية:
-هل براءات االختراع وحقوق النشر مبررة أخالقياً؟ لـ :توم بالمر1990 -م.
-البراءات وحقوق الملكية :هل تفوق الفوائد التكاليف؟ لـ :خوليو كول2001 -م.
4
-ضد الملكية الفكرية .لـ :ستيفن كانسيلال2001 -م.
فالدراسة األولى تكشف عن غياب التبرير األخالقي للنظرية القائمة ،والدراسة الثانية تكشف
عن تهاوي التبرير االقتصادي لها ،والدراسة الثالثة تقدم هجوما ً نقديا شامالً.
3
Cole, Jolio: Patents and Copyrights: Do the Benefits Outweigh the Costs? , (2001) -
15 J. LIBERTARIAN STUD. p.95
4
Kensella, N. Stephan (2001): "Against Intellectual Property" Journal of Libertarian -
Studies. Vol. 15, n. 2. 1-53. in: www.mises.org
2
وفي هذا السياق النقدي يفيض عدد من المفكرين في تقويض أسس المماثلة بين الملكية
المادية والملكية الفكرية .فعالقة مالك سيارة بسيارته ال تماثل عالقة شاعر بقصيدته :في
الحالة األولى يؤدي االستعمال إلى االستنفاد واالستهالك .أما في الحالة الثانية فيؤدي
االستعمال إلى النمو واالزدياد واالنتشار .في الحالة األولى يؤدي الحصول على أي قدر من
ناتج الملكية (أجرة مقابل توصيل مثالً) إلى منع اآلخر من استعمال هذا القدر ،أو حرمانه
منه .أما في الحالة الثانية فإن ملكية القصيدة لشاعرها ال تمنع اآلخرين من قراءتها ،أو
االقتباس منها ،أو االستشهاد بأبياتها ،أو التناص مع ثيماتها وصورها .هذه الفروق قادت
5
بعض المفكرين إلى القول بأن "كل فعل من أفعال االستهالك هو عمل من أعمال التأليف"
وأن "العمل الذي ينجزه المشاهدون والمشجعون ،من القراءة إلى إعادة الكتابة ،يضيف قيمة
إلى السلعة اإلبداعية" .بل وصل األمر في الفكر الفلسفي إلى القول بأن "الترجمة ترقى إلى
مستوى الكتابة اإلبداعية ذاتها"،ولذا يفضل دريدا أن يطلق عليها مصطلح (التحويل).6
إن الحجة التي تستند إليها النظرية التقليدية في المماثلة بين الملكية الفكرية والملكية
المادية هي أن المالك في الحالتين يملك جسده وعمله ،ومن ثم فمن حقه الطبيعي أن يملك
الناتج من جسده وعمله ،وأن يكون له العائد من هذا الناتج .ولكن هذه المقارنة تغفل أمرا ً
مهما وهو اختالف أساس الملكية ومصدرها في الحالتين :فملكية قطعة أرض مثالً مستمدة
مورث ،أو متنازل ،وبعد انتقال ملكيتها تنقطع عالقتها
ِّ دائما ً من مالك محدد :بائع ،أو
بالمالك القديم .أما العمل الفكري الذي يضعه مؤلف ما فهو يستمد مكونا ً جوهريا ً في وجوده
من مصادر متعددة ومتنوعة :األفكار والمعارف والمعاني الثقافية والمعرفية واإلبداعية
السابقة في الحقل أو في المجال .فهو إذن وجود ليس منقطع العالقة عن ملكية عامة هي
تاريخ األفكار وتحوالتها في السياق المعين الذي يسميه بورديو بـ"الحقل الثقافي" حيث يشير
5
مة (االاعاتمة دةعواارم(عااا م -جااكهمرااار(أ م(م االر)م(لجماارم اادرمة سااودمسااأوماهمة لفاااع
ة معلفرم–مأ لتلم-2007مة خكتت).مص154
6
مفا مة لجمار.م(سأساأرمفأسا ر).م(دةرمة طأوعارم–م والوت-م -عبادمة ساالمم ا معبادمة عاا
2001م)مص19
3
إلى أن "تطور الحقول (الثقافية) هو عملية تاريخية مطولة ...لنوع معين من المعرفة التي
تراكمت في أعمال سابقة"7،وقد يتطرف هذا النمط من التفكير ليصل إلى حد القول بأن
اإلبداع إنما هو "نسخة منقحة" .ولكن ما يبدو أقرب إلى منطق األشياء هو ما تذهب إليه
جوليي كوهن –أستاذة القانون في جامعة جورج تاون -من أنه "ال المبدعون األفراد ،وال
النماذج االجتماعية والثقافية ،هو ما ينتج الثقافة الفكرية والفنية ،وإنما التفاعالت الحيوية
بين الطرفين" ،فاإلبداعية الفكرية والفنية في جوهرها عملية عالقية 8،أي عملية حوارية؛
ومن ثم فإن كل عمل من أعمال الفكر إنما هو "عمل مشتق"ولقد ترتب على هذه
االجتهادات المعرفية – وبخاصة تلك التي اعتمدت على استبصارات مابعد الحداثة -أن ت َّم
تقويض فكرة أساسية في النظرية التقليدية للملكية الفكرية وهي :فكرة فرادة المؤلف
وعبقريته .وهو تقويض استمد استدالالت قوية من التاريخ التحليلي لفكرة (المؤلف) في
سياق الثقافة الغربية .ففي العصور الوسطى مثالً يقدم القديس بونافينتورا التصنيف التالي:
"قد يكتب الشخص أعمال اآلخرين ،فال يضيف وال يغير ،فهو في هذه الحالة يس َّمى
(الناسخ .)scribeوقد يكتب آخر عمل آخرين مع إضافات ليست له؛ فيسمى
(المص ِنّف .) Compilerوقد يكتب آخر عمل آخرين وعمله ،ولكن الصدارة تكون لعمل
اآلخرين؛ فيسمى في هذه الحالة (المعلق) ...ويكتب آخر عمله وعمل آخرين ولكن الصدارة
لعمله مع إضافة عمل اآلخرين للتأكيد ،فهنا يجب أن يسمى (المؤلف)" 9.كذلك فإن هذا
التقويض استثمر معطيات فكرية حديثة مثل نظرية روالن بارت في (موت المؤلف)
لحساب القارئ ،ونظرية ميشيل فوكو في (المؤلف الوظيفة ،)author functionأي
المؤلف بوصفه وظيفة في الخطاب ،وليس كما جرت عادة النظر إليه "بوصفه الشخص
7
-دت واادمغليأو ا م &جااكهمريسااكهم(( لتاال)م(لجماار مد.م وأ ا مة مكسااك -مملةجعاارمد.مم ماادم
مطلقم ألؤترم(عا مة معلفرم–مة خكتت-متك وك2007م)مص.254 ة جكرل مسكسوك كجوامة
4
البطولي الذي يتعالى على التاريخ أو يخطو خارجه" فالمؤلف إذن لحظة تاريخية؛ أي أنه ال
يملك "أفكارا ً جديدة بشكل كلي" ،وتمثل له "األفكار السابقة أحجار األساس سواء بقبوله لها
أم برفضها" ولقد قدمت منهجية توماس كون في (بنية الثورات العلمية) أقوى دعم فلسفي
10
لهذه الفكرة.
نخلص من كل ذلك إلى أن نظرية الملكية الفكرية التقليدية التي انبثقت منها القوانين
واالتفاقيات الدولية القائمة حتى اآلن ال تبدي نجاعة إال في حالة واحدة وهي حالة االستيالء
والسلب؛ أي سرقة العمل بكامله ،أو سرقة جزء منه بنصه الحرفي ،دون عزو إلى صاحبه،
ومع ترتيب أثر تربحي مادي أو معنوي على ذلك .أما ما عدا ذلك من تفاعالت األعمال
الفكرية واإلبداعية ،واشتقاق بعضها من بعض ،وتعليقات بعضها على بعض ،فهو –من
جهة أولى -خاضع ألحكام القيمة الثقافية التي يتداولها ويستشرف آفاق الجدة واإلضافة فيها
أهل اختصاص الحقل الثقافي المعين ،وليس القانونيون ،وهو خاضع –من جهة ثانية -للتنقية
الذاتية التي تكرسها األخالقيات العامة؛ أي أنه خاضع لقواعد المسئولية ،وليس لقواعد
11
وفي هذا اإلطار فإن نقاد قوانين الملكية الفكرية يدعون إلى أن تنظر هذه القوانين الملكية.
إلى الثقافة الفكرية والفنية "ليس بوصفها فئة من المنتجات ،وإنما بوصفها فئة من الشبكات
12
العالقية المتبادلة االرتباطات من الفاعلين ،والموارد ،والممارسات اإلبداعية النامية"
ولعل ذلك يذكرنا بالمغزى الحواري بين النصوص الذي يتجلى في التأليف العربي
القديم حيث حوار الحواشي والتعليقات والشروح مع المتن ،فضالً عن حوار التعالق النصي
بين متون الحقل الواحد .وعلى هذا الضوء يمكن القول إننا بحاجة إلى تأسيس نظرية للملكية
الفكرية ال تقوم على مبدأ (المنافسة) الذي يفضي إلى االحتكار فالندرة فالصراع ،وإنما على
5
مبدأ (اإلتقان) الذي يفضي إلى اإلبداع ،اإلتقان بوصفه قيمة عليا مرغوبة لذاتها ،ولما
يترتب عليها من تقدم جماعي حقيقي .وهنا ال بد أن نشير إلى تلك القاعدة المنهجية:
المعرفية واألخالقية معا ً التي تقدمها الحضارة اإلسالمية" :إن هللا يحب إذا عمل أحدكم
عمالً أن يتقنه".
و حتى يسهل علينا الوقوف على مفهوم الملكية الفكرية بشكل أدق ،لنصل بعد ذلك إلى
إستجالء أهم التطورات التي وصلت إليه هاته األخيرة من خالل قوانينها (المبحث األول) و
بالتالي إستخالص أبرز مظاهر الحماية القانونية للملكية الفكرية التي وصلنا إليها (المبحث
الثاني) ،وهو ما سنحاول الغوص فيه عبر معالجة اإلشكالية المحورية التالية :إلى أي حد
يمكن القول أن المغرب شهد تطورات إيجابية و ملموسة على مستوى الحماية القانونية
للملكية الفكرية؟
و اإلجابة عن هاته اإلشكالية إقتضت منا تجزيئها إلى إشكاليات جزئية كالتالي :
ما هي أهم التطورات و التغييرات التي شهدتها الملكية الفكرية عبر التاريخ ؟
و إلى أي حد يمكن القول أن التغييرات التي عرفتها إيجابية من خالل إنعكاساتها على
على الفرد و المجتمع؟
و ماهي أبرز مظاهر الحماية القانونية للملكية الفكرية على ضوء التشريع المغربي؟
و ما الذي يمكن تكهنه في ظل التطورات المستمرة التي مازالت تشهدها الملكية الفكرية
في المغرب؟
6
المبحث األول :اإلطار المفاهيمي و القانوني للملكية الفكرية
مما الجدال فيه أن مفهوم الملكية الفكرية يعرف تعقيدات كبيرة ،بالنظر إلختالف مبادئه
و أسسه و معاييره من دولة إلى أخرى و من حضارة إلى أخرى و حتى من منطقة إلى
أخرى ،و يبقى المحدد القانوني هو األساس العلمي و العملي ألي دولة للوقوف على حدود
الملكية الفكرية ،و بالنظر لتشعب مفهوم الملكية الفكرية سنعمل على إستجالء هذا األخير
محاولين تقريب المهتمين عبر إعطاء صورة نوعا ما واضحة لمفهومه (المطلب األول) ،ثم
التطرق لإلطار القانوني للملكية الفكرية عن طريق جرد أهم مراحل تطور مسلسل
اإلصالحات القانونية في هذا الصدد و بالت الي محاولة مقاربة المفهوم المعمول به حاليا
إعتبارا لكون النصوص القانونية عادة ما تكون مصدرا من مصادر إستخالص المفهوم
المعتد به داخل الدولة (المطلب الثاني).
7
و عليه ظهر فن الطباعة ألول مرة بالصين في الفترة ما بين (1401-1048م)،
ويرجع الكثير من الباحثين الفضل إلى الصينيين في صناعة الورق ،التي كان لها أثر بالغ
في نشر اإلنتاج الفكري.
ويدل تاريخ الطباعة على أن اليونانيين القدماء قد تنبهوا إلى ضرورة حماية الملكية
الفكرية ف أصدر حكامهم براءات للمؤلفين تحمي حقوقهم على إنتاجهم الفكري لقاء إيداع عدد
من نسخ إنتاجهم في مكتبة الدولة الوطنية … حيث كان يودع في مكتبة أثينا نسخ رسمية
من مسرحيات كبار المسرحيين اليونان وذلك بهدف عدم تسرب نصوص هذه المسرحيات
خارج البالد ،وعدم السماح بسرقتها أو سوء استعمالها.14
وعرف الرومان حق الملكية باعتباره حقا ً ذا طابع شعبي يلقي قبوالً من كافة الناس .. ،كان
الناشرون يبرمون اتفاقات مع المؤلفين يشترون بموجبها أصول كتبهم ،كما كانوا يدونون
الكثير من نسخ المصنفات لطرحها في السوق ..لذا كان المؤلفون يفقدون حقوقهم ،ألن
المصنف بمجرد صدوره ،يعتبر في متناول الجميع ..ومما الشك فيه أن االعتداء على حق
المؤلف باالستنساخ من إنتاجه الفكري ونشره بدون موافقته ،قد تسبب في بعض المشاكل،
مما أدى إلى وضع بعض االقتراحات من أهمها إعطاء المؤلف الحق في التظلم من االعتداء
عرف باالعتداء الذي يكون فيه مساس بكبرياء الغير (
على إنتاجه الفكري؛ أو ما ُ
) ،Injurious Actionألن معيار الحفاظ على هذه الحقوق وحمايتها كان يرجع إلى مكان
أصحابها ونفوذهم ..وقد تأثرت باألفكار الرومانية هذه؛ القوانين الفرنسية التي صدرت بعد
15
الثورة الفرنسية والخاصة بالملكية الفكرية .
-14حقوووق المؤلووف فووي الوووطن العربووي بووين التشووريع والتطبيووق :المنظمووة العربيووة للتربيووة
والثقافة والعلوم ،إدارة و ثقافة.
-15عصووام محموود عبوود الماجوود – .الخرطوووم :دار جامعووة السووودان للعلوووم والتكنولوجيووا،
-.1998أصوول هووذه األبحوواث قوودم فووي نوودوة عوون التووأليف والنشوور ( 19نوووفمبر – .)1997
8
ويرجع الكثير من الباحثين تاريخ نشأة حق المؤلف إلى تاريخ اختراع الطباعة في
أوربا في القرن الخامس عشر ،على يد الطابع األلماني يوهان جوتنبرغ الذي يعتبر نقطة
تحول في تاريخ الملكية الفكرية وحمايتها.
وأدرك الحكام أهمية وخطورة اآلثار التي ترتبت على طباعة الكتب الذي جاء نتيجة
لتطور الطباعة في أوربا إذ رأوا في المطبعة أداة قوية وخطيرة لها تأثيرها السياسي
واالجتماعي الذي يهدد سلطانهم ،فبدءوا يوجهون اهتمامهم إلى كيفية الرقابة والسيطرة على
إنتاج المطابع ..وبادر بعض الحكام إلى منح االمتيازات الخاصة بمطبوعات معينة إلى
أصحاب مطابع معينين .. ،مما أدى إلى أن يصبح نظام امتيازات الطباعة في نهاية القرن
16
الخامس عشر وسيلة الحتكار نسخ مصنفات معينة ووسيلة لحمايتها في نفس الوقت.
نُظمووت بواسووطة جامعووة السووودان للعلوووم والتكنولوجيووا باالشووتراك مووع جامعووة جوبووا – .ص.
.48-39
-16محمد عزت بوابكر ،الملكيوة الفكريوة :الماضوي والحاضور والمسوتقبل (واحود) – .مجلوة
مدارات -2000 .ص .8-5
9
الفكر هو الوسيلة التي يستخدمها اإلنسان في المجاالت العلمية واألدبية المختلفة ،وعن
طريق الفكر يتحقق اإلبداع والتطور والتنمية ،وقد تنامى الفكر وثارت المعرفة بشكل كبير
في زماننا ،وبخاصة المعرفة التكنولوجية ،حتى ظهر ما يعرف بـ (اقتصاد المعرفة) ،حيث
أصبح رأس المال الفكري من العناصر األساسية في اإلنتاج ،وأصبح يزاحم عناصر اإلنتاج
األخرى المادية .ومن هنا جاءت أهمية المحافظة على حقوق الملكية الفكرية ،وحماية
أصحابها من السرقة والتعدي والتطاول.
تعرف الملكية الفكرية بأنها :حق يمتلكه شخص معين أو مجموعة أشخاص أو جهة ما،
ويحفظ هذا الحق ألصحابه األعمال الفكرية اإلبداعية التي ينتجونها وبشتى أنواعها،
كالمؤلفات األدبية والعلمية واالختراعات والعالمات التجارية وغير ذلك.
قامت الكثير من الدول برعاية وحماية حقوق الملكية الفكرية ،وأصدرت العديد من القوانين
التي تكفل هذا األمر ،باإلضافة لوجود العديد من المعاهدات واالتفاقيات الدولية التي أبرمت
من أجل التعاون على حماية حقوق الملكية الفكرية ونشر الوعي حولها ،ويوجد في األردن
17
ما يقارب العشرة قوانين التي تم إصدارها والعمل بها لحماية حقوق الملكية الفكرية.
و عليه فالملكية الفكرية بمعناها الواسع و بعد المسلسل الطويل من التطورات التي عرفها
هذا المفهوم أضحى من الممكن مقاربة مفهومها على أنه الحقوق القانونية التي تنتج من
األنشطة الفكرية في المجاالت الصناعية والعلمية واألدبية والفنية .وقد أصدرت دول العالم
المختلفة قوانين لحماية الملكية الفكرية لسببين رئيسيين .السبب األول هو حماية الحقوق
المعنوية واالقتصادية للمبدعين وتنظيم وتسهيل سبل استفادة المجتمع من هذه اإلبداعات،
والسبب اآلخر لضمان ممارسات ومعامالت تجارية عادلة تسهم في التنمية االقتصادية
واالجتماعية للشعوب ،وعموما ً فإن قوانين الملكية الفكرية تهدف إلى حماية المبدعين
والمنتجين للمنتجات والخدمات الفكرية عن طريق إعطائهم حقوقا مقننة ومحددة بمدد زمنية
للتحكم في استخدام هذه المنتجات.
-17أزهوور محموود :حقوووق المؤلووف فووي القووانون المغربي:دراسووة مقارنووة للملكيووة األدبيووة و
الفكرية ص.17
10
و نجد أن مفهوم الملكية الفكرية ،بدأ يتردد ويرتفع صداه كثيرا ً فى المغرب ،وفى دول العالم
المختلفة ،وأيضا ً فى صدارة المفاوضات االقتصادية والسياسية ،ومفاوضات اإلصالح
االقتصادى فى العالم أجمع منذ سنوات قليلة .وبدأت الكثير من الدول المختلفة ،خاصة
الدول الموقعة على اتفاقية منظمة التجارة العالمية ،إعادة النظر وترتيب أوراقها ،ومراجعة
قوانينها المحلية للتعامل مع هذا المفهوم بمستوى حضارى ،بدالً من العشوائية فى مجال
حقوق الملكية الفكرية ،فالملكية الفكرية هى عبارة عن "خالصة المعلومات المعرفية النافعة
للجنس البشرى" والملكية الفكرية بمفهوم القانون الدولى :هى "حصة فى ملكية معلومات
نافعة ،أو معرفة نافعة " ،وكلمة نافعة هنا تعنى أنه يمكن استخدامها لتحقيق مكاسب مادية
ألصاحب تلك الحقوق .فقد خلق هللا اإلنسان ،وحباه بنعمة العقل عن سائر المخلوقات ،وهو
يعمل ذلك العقل فى تطويع الطبيعة للحفاظ على حياته واستمرارها ،وهو كان ومازال
األقوى ،برغم ضعفه البدنى بالمقارنة بقسوة الطبيعة والكثير من المخلوقات األخرى ،وذلك
بفضل تميزه بالعقل ،ولذلك فإن اإلنسان دون سائر المخلوقات يحركه عقله ،وحاجاته
الضرورية .وهذان العنصران العقل والحاجة محركان رئيسيان للمواهب واإلبداعات
البشرية ،وهما من العناصر األساسية لدفعه فى طريق االبتكارات واإلبداعات
واالختراعات ،وتطوير الوسائل التى تمكنه من االستمرار فى حياته ،وهو ما أسهم بشكل
جذرى فى انتقال اإلنسان وتطويره لوسائل حياته ،من العصر الحجرى إلى العصر المذهل
18
الذى نعيشه اآلن فى القرن الحادى والعشرين.
وبناء على ما تقدم ،فإن من حق اإلنسان الذى يبدع فى خلق شىء له قيمة مادية ،أن يملك
هذا الشىء ،وقيمته المادية ،وتلك الحقوق تسمى حقوق الملكية الفكرية .فإذا كانت اإلبداعات
البشرية مستمرة ،منذ خلق اإلنسان األول على وجه هذه األرض فما هو سبب االهتمام
بالملكية الفكرية فى هذا العصر بالذات؟ واإلجابة هى ما يلى :أن التطورات المذهلة التى
يشهدها العالم حاليا ً ،واختراع وسائل االتصاالت الحديثة من محطات أقمار صناعية،
11
إلرسال البرامج والمعلومات عن طريق وسائل اإلعالم المرئية والمسموعة عبر األقمار
الصناعية ،واإلنترنت ،وظهور علوم ما يسمى تكنولوجيا المعلومات ،مما قرب المسافات
بين الشعوب فتعرفت أكثر على عادات بعضها ،وأصبح االكتشاف أو االختراع أو اإلبداع
العلمى فى دولة معينة ،يعرف على مستوى العالم ،فى أسرع وقت ،وبعد سقوط النظام
الشيوعى وإتاحة استخدام الكمبيوتر واإلنترنت للعالم كله ،أدى كل ذلك إلى ما نراه اآلن من
توسعات ضخمة فى التبادل التجارى الدولى والمحلى ,وفى هجرة العمالة ورئوس األموال
بين الدول ...إلخ ,مما ساعد على سرعة إيجاد التكامل االقتصادى بين دول غرب أوروبا
19
والواليات المتحدة األمريكية ,والكثير من دول العالم األخرى.
وترتب على كل هذا نقل التكنولوجيات المتطورة من الدول الصناعية الغنية إلى الدول
النامية الفقيرة ،وبدأت الشركات والدول المتقدمة فى منح تراخيص اإلنتاج واستخدام
اختراعاتها وتقديم الخدمات المتطورة ،ليس فقط داخل دولها ،ولكن أيضا ً فى الدول
20
وعلى هذا كان البد من حماية حقوق تلك الشركات والمؤسسات والدول ،وتشمل النامية،
عناصر اإلبداعات البشرية للملكية الفكرية الحقوق المتعلقة بما يلى:
-20نبهان ،فيكتور .خبير الملكيوة الفكريوة – .مجلوة مودارات – .ع – .)2000( 2ص-74 .
.75
12
* العالمات التجارية وعالمات الخدمة واألسماء والسمات التجارية.
لذلك قامت منظمة األمم المتحدة عن طريق منظمة التجارة العالمية ) ،(WTOبإنشاء
المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية ) ،(WIPOللحفاظ على حقوق الدول واألفراد،
ولحماية حقوق الملكية الفكرية المنتشرة فى العالم بشكل لم يسبق له مثيل ،وقامت بإنشاء
اتفاقية مجلس تنظيم مظاهر التجارة فى حقوق الملكية الفكرية Trade-Related Aspects
of Intellectual Property Rights (TRIPS),وهى مرفقة كملحق اتفاقية منظمة
21
التجارة العالمية.
وتعتبر الدول األعضاء الموقعة على اتفاقية منظمة التجارة العالمية ،موقعة بالتبعية على
االتفاقيات الملحقة بها .والمغرب من الدول الموقعة على معاهدة االنضمام لتلك المنظمة،
وكان المغرب سباق فى التجاوب مع العالم المتحضر ،واستجابة للمجتمع الدولى ومنظمة
التجارة العالمية ،أصدرت عدة قوانين فى هذا الشأن ،تتوافق مع اتفاقية المعاهدة الدولية
لحماية الملكية الفكرية ) ،(WIPOوالمنظمة العالمية للملكية الفكرية.22
21
-حقوق المؤلف في الوطن العربي بين التشريع والتطبيق :المنظمة العربية للتربيوة والثقافوة والعلووم،
إدارة الثقافة – .تونس1996 ،
22
-المنظمة العالمية للملكية الفكرية – .مجلة مدارات .ع.)2000( 2
13
المطلب الثاني :اإلطار القانوني للملكية الفكرية.
تستمد حقوق الملكية الفكرية قواعدها من عدة مصادر وذلك من أجل حمايتها من
التزييف والتقليد .وتتجلى هذه المصادر في كل من التشريع الذي يعد مصدرا وطنيا
واالتفاقيات والمعاهدات الدولية اعتبارها مصدرا دوليا ،لذلك سنحاول التعرض إلى كل من
المصادر الوطنية لحقوق الملكية الفكرية ( الفرع األول ) ثم إلى المصادر الدولية لهذه
الحقوق ( الفرع الثاني ).
وعليه ،سنحاول التطرق إلى تطور قوانين الملكية الصناعية بالمغرب في (الفقرة األولى)
ثم إلى تطور قوانين الملكية األدبية والفنية بالمغرب في (الفقرة الثانية).
-23سميحة القليوبي :الملكية الصناعية ،دار النهضة العربية ،القاهرة الطبعة الخامسة 2005ص.17
14
الفقرة األولى :تطور قوانين الملكية الصناعية بالمغرب.
موع فوورض الحمايووة علووى المغوورب سوونة 1912قسوومت الووبالد إلووى ثووالث منوواطق هووي :منطقووة
الحماية الفرنسية ومنطقة النفوذ اإلسباني ومنطقوة طنجوة الدوليوة ،فوتم سون تشوريع خواص بكول
24
منطقة على حدة.
وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع المغربي قد اكتفى بإدخال تعديالت أو تغييرات على قانون
1916بمقتضى ظهائر ومراسيم وقرارات وزارية .ومما يالحظ على هذا القانون أنه قد جمع
بين جميع حقوق الملكية الصناعية فخصص لكل منها بابا مستقال.
وقد تم سن مقتضيات تشريعية أخرى كالقرار الوزيري الخاص بالمحافظة المؤقتة على
االختراعات المستحقة لفائدة االختراع في المعارض المؤقتة المؤرخ في 4ذي القعدة 1336
الموافق ل 12غشت 1918وقد تم إلغاءه بمقتضى ظهير 1أكتوبر .1920وكذا الظهير الشريف
المؤرخ في 7أكتوبر 1918الخاص بعدم إجراء العمل مؤقتا ببعض مقتضيات ظهير الملكية
الصناعية لسنة 1916بسبب الحرب العالمية .مثل ذلك ما أشار إليه الفصل 5منه على عدم
جواز استغالل براءة االختراع أو استعمال عالمة صناعية بالمغرب أثناء الحرب من طرف
25
رعايا أو محمي الدول المعادية كألمانيا والنمسا وتركيا وبلغاريا ولو أودعت بواسطة آخر.
-24
نفس المرجع السابق :سميحة القيلوبي ص .18
-25لدكتور صالح زين الدين :المدخل إلى الملكية الفكرية ،دار الثقافة األردن 2004ص .24
15
ومحافظة على النظام العام للبالد أثناء الحرب ،فإن ظهيرا مؤرخا في 14مارس 1940قد
أقر تمليك االختراعات أو التصرف فيها على سبيل الكلفة في كافة اإلقليم المغربي بما فيه المياه
اإلقليمية وذلك لسد حاجيات البالد.
إال أنه رغم التعديالت التي وردت على قانون 1916لم تساير خصائص البالد وواقعه
االقتصادي المستعمر إذ جاء ذلك الظهير متأثر بالقانون الفرنسي القديم كما هو الحال بالنسبة
لقوانين المغرب العربي كتونس والجزائر ،وإن كان القانون الجزائري الجديد لسنة 1963قد
26
حاول أن يبتعد خطوات كبيرة عن القانون الفرنسي القديم المؤرخ في 5يوليو .1844
16
مؤرخ في 19فبراير 1919المتعلق بالملكية الصناعية ،ويتضمن ثالثة فصول ،وينص على
إجراء العمل في المنطقة المذكورة بالقانون اإلسباني المؤرخ في 16ماي 1902والمقتضيات
المكملة له ،أما تسجيل حقوق الملكية الصناعية ،كان يتم بمدريد عبر المحاكم التي كانت بالمنطقة
اإلسبانية ،إال أنه بعد استقالل المغرب أصبحت المنطقة خاضعة لظهير 23يونيو ،1916إذ تم
28
تمديد مقتضيات هذا الظهير لهذه المنطقة بتاريخ 31ماي .1958
17
أما فيما يخص الملكية الصناعية فإن المشرع أصدر قانونا جديدا وهو قانون رقم 17-97المتعلق
بحماية الملكية الصناعية وذلك بمقتضى ظهير شريف رقم 1-00-19صادر في 15فبراير .2000
وقد تم وضع هذا القانون طبقا لمقتضيات االتفاق حول جوانب حقوق الملكية الفكرية المتعلقة بالتجارة
وتم إعداده وفقا لخصوصيات الواقع االجتماعي واالقتصادي للمغرب ومسايرة للتطورات الناجمة عن
تدويل المبادالت التجارية العالمية خصوصا بعد التوقيع على االتفاق النهائي لمفاوضات الكات
بمراكش في 15أبريل 1994والذي تمخض عنه ميالد المنطقة العالمية للتجارة وكذا دخول االتفاق
حول جوانب حقوق الملكية الفكرية المتعلقة بالتجارة حيز التنفيذ ال سيما وأن المغرب أصبح عضوا
29
في هذه المنظمة المذكورة.
إال أن هناك عدة مبررات أساسية دفعت بالمتهمين في التفكير في إصالح التشريع القديم
الصادر بمقتضى ظهير 23يونيو 1916وهي :
أ) عدم مسايرة التشريع القديم للتطورات التي عرفها االقتصاد العالمي في الفترات
األخيرة وبصفة خاصة بعد ميالد المنظمة العالمية للتجارة.
ب ) إن النظام القانوني لحماية الملكية الصناعية كان يعرف ازدواجية في القانون ذلك
أن هذه الحماية كانت منظمة بمقتضى قوانين ظهير 23يونيو 1916الذي يسري على إقليم
المملكة باستثناء منطقة طنجة التي يسري عليها قانون 4أكتوبر ،1938هذه االزدواجية
كانت نتيجة تلك اإلرث الذي خلفه االستعمار.
وليس من المعقول لبلد حصل على االستقالل أزيد من 45سنة يعيش في هذه الوضعية
ولهذا كان من الضروري أن يصدر هذا القانون الجديد ليضع حدا الزدواجية القوانين التي كانت
مطبقة في المغرب في ميدان الملكية الصناعية.
-29الوودكتور عبوود الوورحيم عنتوور عبوود الرحمووان ،بووراءة اإلختووراع و معووايير حمايتهووا-دار الفكوور الجووامعي
اإلسكندرية 2009م ص .70
18
وذلك بتوحيد التشريع المطبق في هذا الميدان وجعله ساري المفعول على كافة أرجاء
التراب الوطني.
ج) وضع تشريع وطني فعال يضمن حماية قانونية فعالة لحقوق الملكية الصناعية
ويوفر مناخا قانونيا مالئما للمستثمرين الوطنيين واألجانب يساعد على جلب المزيد من
30
رؤوس األموال األجنبية قصد االستثمار في المغرب.
-30
نفس المرجع السابق :الدكتور عنتر عبد الرحيم عبد الرحمان ص .23
-31أحمد محمد موسى :التطور الكرونولووجي للملكيوة الفكريوة بوالمغرب دار الفكور طبعوة 1سونة 1999
ص .44
19
من خالل هذا الفصل أن الحماية تشمل الوطنيين واألجانب .وهذا ربما ناتجا عن كون
المغرب لم يدخل بعد إطار االتفاقيات الدولية ،إلى أن صدر أول ظهير
بتطبيق اتفاقية برن المتعلقة بحماية المصنفات األدبية والفنية التي وقعت في برن في
09شتنبر 1886بتاريخ 16يونيو 1917ثم ظهير 09يونيو 1926المطبق في منطقة
طنجة الدولية ثم ظهير 06جمادى الثانية 1351موافق 07أكتوبر 1932المتعلق باإليداع
القانوني للمطبوعات ،من طرف صاحب المطبعة أو المنتج وكذا الناشر في اإلدارة
المخصصة بذلك في كل ناحية إدارية أو تبعت رأسا إلى المكتبة العامة للدولة فظهير 16
يوينو 1916المتعلق بتمديد الحماية لحقوق المؤلف بسبب الحرب ثم ظهير 24
دجنبر 1934الذي يعطي الصالحية للمكتب األفريقي لحقوق التأليف والمكتب األفريقي
لرجال األدب والمؤلفين وكتاب المحاضرات في إدارة حقوق المؤلفين بالمغرب ،وبعد ذلك
بدأت تصدر بين الفينة واألخرى ظهائر ومراسيم تنظيمية كظهير 10دجنبر 1963المتعلق
بتصريحات المداخيل ومراقبتها وفي 08مارس 1965يصدر وكيل الوزارة في األنباء
والسياحة والفنون الجميلة والصناعة التقليدية قرار رقم 64.721يطبق بموجبه في المنطقة
السابقة للحماية اإلسبانية وإقليم طنجة ،التشريع الخاص باإليداع القانوني للمؤلفات األدبية
والفنية وحمايتها أي ظهير 23يونيو 1916المتعلق بحقوق التأليف وظهير أكتوبر 1932
المتعلق باإليداع القانوني وكذا ظهير 24دجنبر 1943بشأن المكتب اإلفريقي لحقوق
المؤلفين ومكتبة رجال األدب وكتاب المحاضرات وظهير 18يونيو 1951بشأن تطبيق
اتفاقية برن وقد صدر هذا القرار بناء على مقتضيات ظهير 31ماي 1958بشأن توحيد
التشريع في مجموع أنحاء التراب المغربي ،ويالحظ أنه في اليوم نفسه أي 08مارس
1965وبمقتضى مرسوم رقم 2.64.406الصادر عن الوزير األول بتاريخ 8مارس
1965ثم إحداث المكتب المغربي لحقوق التأليف مكان المكتب اإلفريقي لحقوق المؤلفين
20
والمكتب اإلفريقي لرجال األدب وكتاب المحاضرات وفي 29يوليو 1970صدر ظهير
32
رقم 1.69.135بشأن حماية المؤلفات األدبية والفنية الذي ألغى ظهير 23يونيو .1916
وقد اشتمل ظهير 29يونيو 1970على 65مادة موزعة في 9أبواب يحمل كل باب
منها عنوانا.
ونظرا للتحوالت التي عرفها المجتمع الدولي على أثر التوقيع على اتفاقية الكات والتي
تمخضت عنها ميالد المنظمة العالمية للتجارة التي دعت جميع الدول النامية تحديث
ترسانتها التشريعية قام المشرع المغربي بإصدار ظهير شريف رقم 1-00-20بتاريخ 09
ذي القعدة 1420الموافق ل 15فبراير بتنفيذ القانون رقم 2-00المتعلق بحقوق المؤلف
والحقوق المجاورة الذي حل محل القانون القديم بحيث نصت المادة 71من القانون الجديد
بنسخ الظهير الشريف رقم 1-69-135الصادر بتاريخ 25جمادى األولى 1370الموافق
33
لـ 29يونيو 1970بشأن حماية المؤلفات األدبية والفنية.
الباب الثاني :حقوق فناني األداء ومنتجي المسجالت الصوتية وهيآت اإلذاعة (
الحقوق المجاورة ).
-33الدكتور حسام الدين عبد الغني الصغير ،التعريف بحقوق الملكية ندوة الويبو.
21
الباب الخامس :ميدان تطبيق القانون.
34
الباب السادس :أحكام مختلفة وختامية.
الفقرة األولى :وهو ذلك النوع الذي يشكل اإلطار العام لحماية الملكية الفكرية أو ما
يعبر عنه باالتفاقية المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية المرتبطة بالتجارة.
الفقرة الثانية :ينحصر موضوعه في االتفاقيات الخاصة بكل نوع من حقوق الملكية
الفكرية.
22
الفقرة األولى :االتفاقية المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية
المرتبطة بالتجارة.
يعتبر موضوع حماية حقوق الملكية الفكرية من أكثر المواضيع صعوبة وتشابكا
سواء أكان فيما يتعلق بالتفاوض حول التوصل إلى اتفاقية دولية بشأنها ،أو صياغة
التشريعات الوطنية الخاصة بها ،أو وضع تلك التشريعات الوطنية موضع التنفيذ وتعتبر
االتفاقية المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية المرتبطة التجارة التي أسفرت عنها جولة أورغواي
للمفاوضات التجارية المتعددة األطراف خير مثال على ذلك ويجري تطبيق هذه االتفاقية في
إطار المنظمة العالمية للتجارة التي تم إنشاءها بتاريخ 15أبريل 1994في إطار اتفاقية
مراكش ،وشرعت في العمل في فاتح يناير 1995بمدينة جنيف ويبلغ عدد الدول في هذه
المنظمة 154دولة إلى غاية 5فبراير .2003وقد أقرت االتفاقية المتعلقة بحقوق
الملكية الفكرية المرتبطة بالتجارة بمبدأين أساسين في مجال حماية الملكية الفكرية وهما
مبدأ المعاملة الوطنية وكذلك مبدأ الدولة األولى بالرعاية.
وقد نص الجزء الثاني من اتفاقية المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية المرتبطة بالتجارة،
على المعايير الدنيا لحماية حقوق الملكية الفكرية من حيث توفرها ونظامها واستعمالها.
ويحتوي هذا الجزء على ثمانية أقسام تتعلق على التوالي بحق المؤلف والحقوق
المجاورة والعالمات والبيانات الجغرافية والنماذج الصناعية والبراءات وتصاميم تشكل (
طبوغرافية ) الدوائر المندمجة وحماية المعلومات السرية والرقابة على الممارسات غير
التنافسية في التراخيص التعاقدية.36
-36عز الدين يسني :دراسوات فوي القوانون التجواري المغربوي ،الجوزء الثواني األصول التجواري مطبعوة
النجاح الجديدة الطبعة األولى .2001
23
الفقرة الثانية :االتفاقيات الخاصة بكل نوع من حقوق
الملكية الفكرية.
تتجلى االتفاقيات الخاصة بكل نوع من حقوق الملكية الفكرية ،في االتفاقيات الخاصة
بحماية حقوق الملكية الصناعية واالتفاقيات الخاصة بحماية الملكية األدبية والفنية.
-37الدكتور سعد بن عبود هللا حموود المعشوري ،حقووق الملكيوة الصوناعية ،دراسوة فقهيوة مقارنوة فوي ظول
التشريع العماني ،دار الجامعة الجديدة طبعة 2010ص 40و .41
24
فأخرجت إلى الوجود اتفاقية باريس لحماية الملكية الصناعية لسنة 1883وقد بدأ
سريانها في 7نونبر .1884
وهذه االتفاقية تشكل العمود الفقري في حماية الملكية الصناعية ،وقد تم تعديلها عدة
مرات .إن أعضاءها يتزايدون باستمرار إذ انتقل العدد من 11دولة لسنة 1883إلى 164
دولة إلى غاية 15أكتوبر ،2003وأصبح المغرب طرفا في هذه االتفاقية بتاريخ 30يونيو
.1917
إلى جانب اتفاقية باريس بشأن حماية الملكية الصناعية سمحت هذه األخيرة من خالل
مادتها 19ألعضائها بإبرام اتفاقيات أخرى فيما بينها ،شريطة أال تتعارض مع المبادئ
األساسية التي أتت بها االتفاقية.
وبالفعل فقد أبرمت عدة اتفاقيات خاصة بحماية المبتكرات الجديدة وأخرى خاصة
38
بحماية االشارات المميزة.
من بين أبرز االتفاقيات التي أبرمت لحماية المبتكرات الجديدة نذكر منها :
طرأت فكرة إعداد معاهدة التعاون الدولي في مجال البراءات على ذهن الواليات
المتحدة األمريكية في الستينات بهدف مواجهة مشكلة ازدياد طلبات براءات االختراع و
نفقات اختيار مدى جدة االختراعات ،كذلك تكرار هذه االختيارات في كل دولة يطلب
المخترع فيها حماية اختراعه لديها .وقد بادرت اللجنة التنفيذية التحاد باريس لحماية الملكية
الصناعية سنة 1966إلى دراسة الحلول الممكنة الكفيلة للقضاء على كل عمل غير مجد
ليس فقط بالنسبة للمكاتب الوطنية التي تستقبل طلبات الحصول على البراءات
-38نفس المرجع السابق :الدكتور سعد بن عبد هللا حمود المعشري ص .42
25
بل كذلك للمودعين لهذه الطلبات .وفي سنة 1967هيأت المكاتب الدولية المتحدة
لحماية الملكية الفكرية BIRPIمشروع للمعاهدة وعرضته على أنظار لجنة من الخبراء،
وبعد العديد من المفاوضات تم المصادقة على معاهدة التعاون بشأن البراءات وذلك
بالمناظرة الديبلوماسية التي تم عقدها بواشنطن بتاريخ 19يونيو .1970وقد تم تعديل هذه
المعاهدة سنة 1979وسنة 1984وكذا سنة 2001ويبلغ عدد الدول أطراف هذه المعاهدة
123دولة إلى غاية 15أكتوبر .2003ومن بينها المغرب الذي صادق على هذه المعاهدة
39
بمقتضى ظهير شريف رقم 1-99-121بتاريخ 8يونيو .1999
أبرمت هذه االتفاقية بتاريخ 27مارس 1971ودخلت حيز التنفيذ سنة ،1975
وبموجبه أصبحت المنظمة العالمية للملكية الفكرية تكفل وحدها بمسؤولية إدارة التصنيف
الدولي لبراءات االختراع دون المجلس األوروبي .وقدم تعديل هذه االتفاقية سنة .1979
ويبلغ عدد الدول األطراف في االتفاقية 54دولة ليس من بينها المغرب إلى غاية 15
أكتوبر .2003
أبرمت هذه المعاهدة في 26ماي .1989فحسب المادة 15من المعاهدة يجوز لكل
دولة عضو في المنظمة العالمية للملكية الفكرية أو في األمم المتحدة أن تصبح طرفا في
المعاهدة .وتصبح كل دولة أو منظمة دولية حكومية طرفا في المعاهدة بموجب إيداع وثائق
40
تصديقها أو موافقتها أو انضمامها لدى المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية.
-39لدكتور صالح الدين الناهي :الوجيز في الملكية الصناعية و التجارية دار العرفان عمان.
-40سووميحة القليوووبي :مرجووع سووابق :الملكيووة الصووناعية ،دار النهضووة العربيووة ،القوواهرة الطبعووة الخامسووة
2005ص.10
26
وبالرغم من عدم دخول هذه المعاهدة حيز التنفيذ فقد أدرجت في االتفاقية المتعلقة
بحقوق الملكية الفكرية المرتبطة بالتجارة باإلحالة عليها .وقد أدخلت على هذه المعاهدة عدة
تعديالت وهي على الشكل التالي:
-2أصبح حق االستثمار يشمل أيضا المنتجات التي تتضمن دوائر متكاملة فيها تصميم
محمي.
-3زاد تقييد الظروف التي يجوز فيها االنتفاع بالتصميمات دون موافقة أصحاب
الحقوق.
لقد تم التوقيع على هذه االتفاقية في 6يونيو 1925ودخلت حيز التنفيذ سنة ،1928
وقد تمت مراجعة هذه االتفاقية عدة مرات خصوصا بلندن سنة 1934وبالهاي سنة
.1960وأصبح المغرب طرفا في اتفاقية الهاي لسنة 1925بتاريخ 20أكتوبر 1930ثم
أصبح طرفا في عقد لندن 1934بتاريخ 21يناير 1941ثم أصبح طرفا في كل من عقد
الهاي لسنة 1960وعقد استوكهولم لسنة 1967بتاريخ 13أكتوبر 1999وذلك بمقتضى
ظهير 19ماي ،2000وقد وصل عدد الدول في اتحاد الهاي على 36دولة إلى غاية 15
41
أكتوبر .2003
أبرمت هذه االتفاقية بتاريخ 8أكتوبر 1968ودخلت حيز التنفيذ في 28أبريل .1971
وقد بلغ عدد الدول األطراف في هذه االتفاقية 43دولة إلى غاية 15أكتوبر .2003
27
ثانيا :اتفاقيات خاصة بحماية الشارات المميزة
اتفاقية مدريد بشأن التسجيل الدولي للعالمات : -1
أبرمت هذه االتفاقية بتاريخ 14أبريل 1891ودخلت حيز التنفيذ ،1892كما عرفت
عدة تعديالت .وقد صادق المغرب على هذه االتفاقية بتاريخ 30يوليو .1917ويهدف
االتفاق إلى تيسير إجراءات تنظيم الحماية الدولية للعالمات
والتوفير في النفقات .كما وضعت المنظمة العالمية للملكية الفكرية بروتوكوال وذلك
بتاريخ 29يونيو 1989وقد صادق عليه المغرب بتاريخ 8أكتوبر .1991
اتفاقية مدريد المتعلق بمعاقبة بيانات المصدر المزورة أو الخادعة للمنتجات : -2
أبرمت هذه االتفاقية بتاريخ 14أبريل 1891وعدلت عدة مرات وقد أصبح المغرب
عضوا في اتفاق مدريد بتاريخ 30يونيو 1917وأصبح طرفا في عقد لشبونة لسنة 1958
بتاريخ 15ماي 1967وتهدف االتفاقية إلى حماية السلع والخدمات الصادرة من جهة أو
بلد أو مكان محدد ،حيث تركز في العنصر الجغرافي .وبذلك فهي تساهم في مكافحة الغش
42
الدولي في السلع والمنتجات.
-42الدكتور هاني دويرار ،القانون التجاري ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية 2004ص.217
28
والتفاق لشبونة أهمية كبرى بالنسبة للدول التي تتميز منتجاتها الزراعية أو صناعاتها
اليدوية بجودة عالية من حيث حماية تسميات مصدر المنتجات على المستوى الدولي في
43
األسواق الخارجية.
أبرمت هذه المعاهدة بتاريخ 12يونيو 1973وتنص على التسجيل المباشر من طرف
المودع إذ أن التسجيل الدولي يتم على أساس طلب دولي .وإن المغرب لم يصادق على هذه
المعاهدة كبقية الدول النامية لكونه ال يملك الوسائل التجارية والفنية والبشرية لمراقبة
صالحية عالمة أجنبية التي من شأن آثارها أن تسري مباشرة فوق ترابها والحال أنها تكون
لم تتلق على األقل ،مراقبة دولية في البلد األصلي.
أفضت الحاجة إلى نظام موحد إلى إعداد واعتماد اتفاقية برن بشأن حماية المصنفات
األدبية والفنية في 9شتنبر .1886وهي أقدم اتفاقية دولية في مجال الملكية األدبية والفنية
واالشتراك فيها متاح لجميع الدول .وتودع وثائق التصديق أو االنضمام إلى المدير العام
للمنظمة العالمية للملكية الفكرية ،لقد تعرض نص االتفاقية األصلي لمراجعات عديدة منذ
اعتمادها لتحسين النظام الدولي للحماية الذي توفره االتفاقية .وقد صادق على هذه االتفاقية
151دولة إلى غاية 15أكتوبر 2003صادق المغرب عليها بتاريخ 16يونيو .1917
-43عبد اللطيف هداية هللا :القانون التجاري ،السنة الجامعية 1984-83ص .221
29
وهدف اتفاقية برن كما هو مذكور هو حماية حقوق المؤلفين في مصنفاتهم
األدبية أقصى حد ممكن.
بعد تبني االتفاقية المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية المرتبطة بالتجارة تزايد العمل
التحضيري الخاص بالمعايير الجديدة لحق المؤلف والحقوق المجاورة في لجان الويبو وذلك
لمعالجة المشاكل التي لم يتناولها اتفاق تريبس ،ولتحقيق هذا الهدف تبنى مؤتمر الويبو
الديبلوماسي حول مسائل معينة خاصة بحق المؤلف والحقوق المجاورة عام 1996
44
والمعاهدتين هما معاهدة الويبو لحق المؤلف ومعاهدة الويبو لألداء والتسجيالت الصوتية.
تعتبر الملكية الفكرية ظاهرة حديثة مقارنة بالمواضيع االخرى التي عالجها القانون منذ
ظهوره وبسط نفوذه.
ان ظاهرة االدب والفن واالكتشافات واالختراعات سواء نظرنا اليها من حيث طبيعتها
الذاتية او من حيث الوظائف واالهداف فانها كلها تعد واحدة من التجليات االساسية للعقل
البشري منذ فجر التاريخ.
ان مرحلة الالقانون التي عرفها اانسان في تنظيم هذه الموضوعات ومانتج عنها من تقلص
في االبداع الفكري والمجهود الفردي لم تكن قدرا محتوما بل مانفك ان بسط القانون نفوذه.
30
وللغوص في مظاهر الحماية القانونية للملكية سنعمل على جرد أهميتها (المطلب األول)،
على أن نتطرق في مبحث ثاني إلى مظاهر القانونية سواء الدولية أو الوطنية للملكية
الفكرية (المطلب الثاني).
صحيح أنه كلما كبرت النفوس ضاقت األبدان ذرعا بها وتعبت في تحقيق مرادها وأمانيها.
لقد بدأ اإلنتاج الذهني لإلنسان منذ العصر السحيقة بل ومنذ استطاعته مالحظة تفهم ما يحيط
به وقبل أن يبدأ بالتعبير عن رأيه بالكالم ويتقن فن البيان.
كان لدى المجتمعات البدائية أقوام يتفوقون على غيرهم في إظهار شعورهم وإحساسا تهم عن
طريق الرقص ،وحركات العبير عن الفرح والحزن قبل أن يخترعوا ويتقنوا فن نحت
األحجار وصقلها ،وعمل شباك صيد الحيوانات وهذا البصيص األول لنور اإلنتاج الذهني
ذلك اإلنتاج الذي يسطع من الذهن ليغير باستمرار معالم المدنية ويمال على التطور والتقدم،
وهو يشمل كل إبداع ذهني سواء كان شعرا أو نثرا ..أو موسيقى أو رسما ..أو صورة ..أو
تمثاال أو اختراعا...
إن الملكية الفكرية في صورتها الراهنة قد ظهرت نتيجة التطور والتقدم العلمي
والتكنولوجي الذي يسود عصرنا الحاضر ،وأن الملكية الفكرية بفرعيها سواء ما اصطلح
على تسميته بالملكية األدبية والفنية أو حق المؤلف والحقوق المجاورة ،أو ما أصطلح على
تسميته بحق المخترع أو الملكية الصناعية ,فهي جميعها حقوق ذهنية ,من إنتاج الذهن وخلقه
31
وابتكاره ومع ذلك فلكل من نوع الملكيتين له مراحل تطوره وظهوره وخصوصيته كما
سنرى ذلك في حينه....
أما يجب توفره في الشيء محل الملكية الفكرية فيمكن اختصاره في:
-1أن ال يكون هذا الشيء خارجا عن دائرة التعامل سواء بطبيعته أو بحكم القانون ()75
ومن ثم ال يستطيع أحد أن يقوم بتسجيل اختراع أو اكتشاف جديد باسمه إذا كان ذا االبتكار
مخال بالنظام واآلداب العامة ومخالفا ألحكام القانون.
-2أن يكون محل الملكية شيأ غير مادي أي غير محسوس كاألفكار واالختراعات ،على
عكس الملكية العينية فالشيء يكون ماديا محسوسا ،كاألرض ،والمباني.
-3يشترط في محل الملكية الفكرية أن يكون منقوال ،ويدخل ضمن هذا المعني الكتب،
والمصنفات األدبية والفنية ،والموسيقية والرسومات ،والنماذج الصناعي ...وكل أنواع
الملكية الفكرية من أفكار وإبداعات ذهنية عقلية.
إن األفكار ومنتجات الذهن كثيرة ومتعددة تبعا لتعدد واختالف أوجه االبتكار اإلنساني ،منها
ما يتعلق بالجوانب الصناعية كاالختراعات ،واالكتشافات والنماذج والرسومات الصناعية...
ومنها ماله طابع تجاري كالعالمات التجارية ،واالسم التجاري والسمعة التجارية والمحل
التجاري..
إن لكل نوع من هذا اإلنتاج الفكري نظام يحكمه ويبين ماهيته وبهذا فالملكية الفكرية في
عمومها تأتي على كل شيء غير مادي ،تخول صاحبها احتكا استغالل ذلك اإلنتاج أن هذه
القيمة فهي سلطة مباشرة تمكنه من االستئثار واالنتفاع المالي لثمرة عمل أو جهد صاحب
الحق الذهني أو لنشاطه دون إعراض وذلك خالل المدة المحددة قانونا. 45
-45راجع في موضوع حماية مصنفات الفنون الجميلة :ياسر عمر أمين أبو النصر ،موسوعة ˮالجـاموـع
اليـاســر في حق المؤلـف وقانـون سـوق الفـن في مصـر وفرنسـا‟ ،الجزء األول ،ص .44
32
وإجماال :فحقوق الملكية الفكرية هي مجموعة القواعد القانونية التي تهدف إلى تنظيم طائفتين
رئيسيتين من الحقوق هما:
-1حقوق المؤلفين والمنتجين والفنانين أو ما يطلق عليه مصطلح "الملكية األدبية والفنية".
-2حقوق الملكية الصناعية ،وهي مجموعة من الحقوق المعنوية ترد على أشياء غير مادية
تخول ألصحابها الحق فيها ،حقا مانعا في استغاللها أو استعمالها ،ويدخل في نطاقها كل ما
يرد من ابتكارات صناعية جديدة كبراءات االختراع والرسوم والنماذج الصناعية التي
تستعمل لتمييز منتجات معينة من تلك المشابهة أو المنافسة لها...الخ.
-3وتبدو أهمية الملكية الفكرية على مستوى كل دولة كمؤشر لتقدم الدولة أو تخلفها .
فمتى كانت مسرحا لالختراعات واالكتشافات ،واالبتكارات األدبية والفنية والتكنولوجية،
والصناعة والتجارة تنعدم فيها مظاهر التطور واإلبداع ،كانت الدولة متطورة والعكس
صحيح ونظرا ألهمية اإلنتاج الفكري وحيويته سارعت كل دولة في إلى سن قوانين لحماية
ما تم التوصل إليه من ابداع.46
33
الفرع األول :مظاهر الحماية القانونية للملكية الفكرية
دوليا.
يمكن إبراز مظاهر الحماية القانونية للملكية دوليا عبر إنشاء العديد من المنظمات
العالمية من أجل السهر و الدفاع عن الحقوق القانونية للملكية الفكرية و تبقى أبرزها المنظمة
العالمية للملكية الفكرية (الفقرة األولى) ،ثم الهيئات الدولية الخاصة من قبيل الجمعية الفرنسية
للمؤلفين و الملحنين و ناشري الموسيقى( الفقرة الثانية) ،أما على مستوى المجتمع العربي
لحماية الملكية الصناعية و الذي أسس سنة ( 1967الفقرة الثالثة).
وقد انضمت الجزائر إلى المنظمة بمقتضى أمر رقم 2-75مكرر المؤرخ في -01-09
.1975
يقع مقر الويبو في جنيف وتعتبر إحدى الوكاالت الستة عشر التابعة لمنظمة األمم المتحدة،
وتهدف إلى :
34
-دعم الملكية الفكرية في كل أنحاء العالم بفضل تعاون الدول بعضها مع بعض
-ضمان التعاون اإلداري فيما بين اتحادات الملكية الفكرية.47
وفي 1995- 01- 01كانت الويبو تشرف على االتحادات التالية :إتحاد برن بشان حماية
المصنفات األدبية والفنية.
اتفاقية روما بشان حماية فناني األداء ومنتجي التسجيالت الصوتية وهيئات االذاعة التي تتم
ادارتها بالتعاون مع اليونسكو ومنظمة العمل الدولية واتفاقية جنيف بشان حماية منتجي
الفونوغرامات من استنساخ فونوغراماتهم دون تصحيح.
اتفاقية بروكسل بشان توزيع االشارات الحاملة للبرامج المرسلة عبر التوابع الصناعية.
وتتمثل عناصر الملكية الفكرية طبقا لنص المادة 8/2من التفاقية فيما يلي:
-4االكتشافات العلمية.
وجميع الحقوق االخرى الناتجة عن النشاط الفكري في المجاالت الصناعية والعلمية واالدبية
والفنية.
-47دراسة تحليلية وتأصيلية للنظام القانوني لألعمال الفنية (مصنفات الفنون الجميلة والفن المعاصر) في
ضووء القوانون المودني وقوانون حوق المؤلوف ،دار النهضوة العربيوة ،القواهرة ،الطبعوة األولوى ،2013ص
.67
35
مهمة المنظمة االدارية
تقوم المنظمة بالمهام اإلدارية التحاد باريس واتحاد برن بمقتضى اتفاقية باريس سنة 1883
واتفاقية برن الخاصة بحماية المصنفات األدبية والفنية سنة.1886
كما يجوز للمنظمة ان تتولى المهام اإلدارية الناشئة عن أي اتفاق دولي يهدف الى دعم حماية
الملكية الفكرية.
ان الويبو مسؤولة عن اتخاذ التدابير المناسبة طبقا لوثيقتها األساسية وللمعاهدات التي
تشرف على إدارتها من اجل تشجيع النشاط الفكري الخالق مع مراعاة اختصاصات األمم
المتحدة وهيئاتها وسائر الوكاالت المتخصصة التابعة لمنظمة األمم المتحدة ،وتسترشد الويبو
عند تخطيط وممارسة أنشطتها لمصلحة البلدان النامية بأهداف الدولي في سبيل التنمية
بالحرص بخاصة على االنتفاع بالملكية الفكرية إلى اقصى حد من أجل تشجيع النشاط
الفك ري الخالق على الصعيد المحلي وتسير اكتساب التيكنولوجية واالنتفاع بالصفقات األدبية
والفنية األجنبية وتسهيل اجراءات الحصول على المعلومات العلمية والتكنولوجية الواردة في
الماليين من وثائق البراءات ،مما يسهم في دفع عجلة التنمية الثقافية واالقتصادية
واالجتماعية في البلدان النامية.48
أجهزة المنظمة:
م قر المنظمة حاليا جنيف ،وتسير شؤونها أربعة أجهزة هي :الجمعية العامةـ المؤتمر ـ لجنة
التنسيق ـ المكتب الدولي.
-48
نفس المرجع السايق ص .68
36
.1الجمعية العامة:
تتكون الجمعية العامة من جميع الدول األعضاء في أي من االتحاد المشار إليها طبقا
لنص المادة ( )6من االتفاقية.
تعيين المدير لعام للمنظمة بناء على ترشيح لجنة التنسيق -
تنظر في تقارير المدير العام وتعتمدها ،كما تنظر في تقارير لجنة اللتنسيق وتعتقدها -
أيضا المادة (/5بند .)261
إقرار الالئحة المالية للمنظمة ،وتقرير الميزانية لمدة ثالث سنوات لتغطية النفقات -
المشتركة بين االتحادات ،المادة (/10بند )2والمادة (/6بند .3د.ز.
تحديد لغات نعمل السكرتارية. -
تحديد من يسمح لهم حضور اجتماعاتها كمراقبين. -
وطبقا لنص المادة (/3بند ـ أ،ب) تجتمع الجمعية العامة مرة كل ثالث سنوات ،وفي -
دورة غير عادية ،بناء معلى دعوة من المدير ،بتوجيه من لجنة التنسيق ،أو بناء على
طلب ربع عدد الدول األعضاء في الجمعية العامة.49
-2المؤتمر:
يتشكل المؤتمر من كل الدول األطراف في االتفاقية سواء كانت هذه الدول عضوا في
االتحادا ت الدولية السابقة الذكر أو لم تكن كذلك ،وتتمثل مهمة المؤتمر طبقا للمادة ()7
فيما يلي:
37
-مناقشة الموضوعات ذات األهمية العامة في مجال الملكية الفكرية ،واتخاذ التوصيات
في هذا الشأن.50
-ينعقد المؤتمر في دورة عادية ،بدعوة من المدير ،كما ينع عادية بطلبه ،أو بناء على
طلب أغلبية الدولة األعضاء.
-3لجنة التنسيق:
تتشكل لجنية التنسيق التي نصت عليها المادة( )8من الدول اللجنة التنفيذية التحاد باريس
أو اللجنة التنفيذية التحاد برن،
-ـ تقديم المشورة ألجهزة االتحاد والجمعية العامة ،والمؤتمر في المسائل المالية،
واإلدارة ،والفنية إلخ.
-50تقديم المستشار الدكتور /حسن عبد المنعم البدراوي والووزير المفووض الودكتورة /مهوا بخيوت زكوي،
ص .90
38
-تعد مشروع جدول أ‘مال الجمعية الجمعية العامة والمؤتمر.
-ترشح لمنصب المدير العام وتعرض اسم المرشح على تجمع لجنة التنسيق مرة مرة كل
سنة بدعوة من المدير العام وبمبادرة منه و بناء على طلب رئيس لجنة التنسيق أو ربع.
نصت المادة ( )9من االتفاقية على تشكيل المكتب الدولى يديره المدير العوام ،ويعاونوه نائبوان
أو أكثووور ،تحووودد الجمعيوووة الواجوووب توافرهوووا لتشوووغيل هوووذا المنصوووب ،لمووودة ال تقووول عووون سوووتة
للتجديووووووووووووووووووووود.وتتمثل مهوووووووووووووووووووووام المووووووووووووووووووووودير العوووووووووووووووووووووام فيموووووووووووووووووووووا يلوووووووووووووووووووووي:
هووووووووووووو الوووووووووووورئيس التنفيووووووووووووذي للمنظمووووووووووووة وهووووووووووووو الووووووووووووذي يمثلهووووووووووووا. -1
-2يقوووووووووووووودم تقريووووووووووووووره للجمعيووووووووووووووة العامووووووووووووووة ويعموووووووووووووول وفووووووووووووووق توجيهاتهووووووووووووووا.
يقوووووووووم بتعيووووووووين الموووووووووظفين الالزمووووووووين لتسوووووووويير عموووووووول المكتووووووووب الوووووووودولي -3
يعووووووووود تقوووووووووارير النشووووووووواط الدوريوووووووووة ويبلغهوووووووووا إلوووووووووى حكوموووووووووات الووووووووودول. -4
-5يترك في اجتماعات الجمعية العاموة ،والموؤتمر ،ولجنوة التنسويق أو غيرهوا مون اللجوان أو
يكلووووووووووووووووووف موووووووووووووووووون ينوبووووووووووووووووووه موووووووووووووووووون موووووووووووووووووووظفي المكتووووووووووووووووووب الوووووووووووووووووودولي.
-6يتفاوض بخصووص مقور المنظموة ،وموع المنظموات الدولوة الحكوميوة وغيور الحكوميوة مون
أجل إقامة عالقات عمل تعواون ،يتوولى التوقيوع معهوا نيابوة عون المنظموة ..ويخطور حكوموات
الدول األعضاء بهوذه التوقيعوات ..وبإيوداع وثوائق التصوديق ووثوائق االنضومام أو االنسوحاب،
وبالموافقة على تعديل االتفاقات. 51
39
الفقرة الثانية :الهيئات الدولية الخاصة لحماية حقوق
المؤلف.
-1الجمعية الفرنسية للمؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى:
-2جمعية المؤلفين والملحنين المسرحين الفرنسية :
-3الجمعية اإليطالية للمؤلفين والناشرين:
-4جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين األمريكية :
يرمز إلى هذه الجمعية باألحرف A.S.C.A.Pوينتمي إلى هذه لجمعية كثير من المؤلفين
والملحنين وناشري الموسيقى من مختلف انحاء العالم.
تتولى الدفاع عن حقوقهم الثابتة بواسطة فروعها ومكاتبها المختلفة ،وباتخاذ اإلجراءات ضد
من يعتدي على حق من حقوقهم كما تقوم بتحصيل مقابل األداء العلني من الملزمين له قانونا،
وتتولى توزيع الحصيلة على أصحابها دوريا.52
40
وكذلك تعزيز الوعي بضرورة الحماية لدى المعنيين في الوطن العربي وتوحيد التشريعات
العربية لي هذا المجال وتطوير المواثيق بما يتالءم مع نصوص اتفاقية باريس وما تالها من
مواثيق في مجال حماية الملكية الصناعية.
ومن أهداف المجتمع تنظيم المهنة الصناعية وتنشيطها ورفع مكانتها لما يخدم المنتسبين
إليها ،والعمل على توفير وسائل التدريب الالزمة إلطارات هذه المهنة ،مما يحقق بالتالي
رواجا وتنمية اقتصادية منشودة ،كما يعمل على تشجيع البحث العلمي في حقل الملكية
الفكرية بصفة عامة.
وقد تم تسجيل عدة نشاطات أقام بها المجتمع ،من األمثلة على مساهمات المجتمع في
تقديم المساعدات والمشورة الالزمة في مجال الملكية الفكرية لمختلف الدول العربية ،إبرامه
بتاريخ 1994/12/29اتفاقا مع األكاديمية العربية المتقدمة للعلوم والتكنولوجية
التابعة لجامعة الدول العربية ولتحقيق ما يصبو إليه المجتمع وهو الوصول غألى برنامج
تأهيل خبراء ملكية فكرية يتم من خالله تأهيل وتدريب وتخريج خبراء عرب في مجال
الملكية الفكرية ،كي يتسنى لهم المساهمة في إثراء النشاط بمجال حماية الملكية الفكرية
والمشاركة في سن القوانين ونشر المفاهيم المتعلقة بهذا المجال.53
-53
الدكتور محمد حسام محمد لطفي ،المالمح األساسية للحماية القانونية لبراءات اإلختراع ص .28
41
الفرع األول :الديوان الوطني لحقوق المؤلف.
تم انشاء الديوان الوطني لحقوق المؤلفين بمقتضى تشريع رقم 46-73الصادر بتاريخ 25
جوليت ،1973وذلك بناء على تشريع رقم 73ـ 14المؤرخ في 03أفريل 1973والمتعلق
بحق المؤلف الملغى بتشريع رقم 10-97المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق لمجاورة.
نصت المادة األولى منه بأنه :تحدث مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري وتتمتع
بالشخصية المدنية واالستغالل المالي ،الديوان الوطني لحق المؤلف
يوضع الديوان الوطني لحق المؤلف تحت وصاية وزارة األخبار والثقافة وتخضع عالقته مع
الغير بصفة خاثة األمر 14-73المؤر في 3أفريل سنة 1973والمتعلقة بحق المؤلف.
الجهاز اإلداري للديوان الوطني لحق المؤلف:
يرأس الجهاز اإلداري المدير العام ،ويمثله أمام المحاكم ،بعين بمقتضى مرسوم بناء على
اقتراح وزير األخبار والثقافة ويتشكل المجلس من :مدير الثقافة أو نائبه من وزارة الثقافة،
ممثلون عن رئاسة مجلس الوزراء ووزارات الداخلية ،التعليم االبتدائي والثانوي ،والتعليم
العالي ومؤلفين ،والمدير العام الوطني للتجارة وصناعة السينما.
نصت المادتي من تشريع رقم 46-73بأن موضوع المكتب الوطني لحق المؤلف يتمثل فيما
يلي:
-1أن يضمن دون غيره حماية المصالح المعنوية والمنادة لمنتجي األعمال الفكرية والذي
حقوقهم.
42
-2أن يضمن الحماية المعنوية لألعمال التابعة لمجموعة انتاجية والمستغلة سواء في الجزائر
أو في الخارج وأن يقبض جميع الحقوق.54
-3أن يقوم بإدارة وممارسة جميع الحقوق المتعلقة بالتمثيل العمومي ألعمال المؤلفين وكذلك
استغاللها بجميع الوسائل.
-4أن يقوم بتوزيع الحقوق الناتجة كمن استغالل األعمال التابعة لمجموة انتاجية بين ذوي
الحقوق.
-5أن يلتقى ويسجل هو وحده في الجزائر جميع التصريحات الخاصة باألعمال.55
-8أن يضمن حماية العمال التي تدخل ضمن التراث الثقافي التقليدي والفولكلور بالجمهورية
الجزائرية الديمقراطية الشعبية وكذلك أعمال المواطنين التابعة للملك العام.
-9أن يقوم بجميع األعمال األخرى المشرو التي تساعد على تحقيق هذه األهداف بما في ذلك
وبصفة خاصة االنضمام إلى المنظمات الدولية للمؤلفين التي تضم هيئات لها مماثلة.
-11أن يبحث على الحلول اإليجابية للمشاكل المتعلقة بالنشاط المهني للمؤلفين.
-54المادتي 15و 16من تشريع رقم 46-73بأن موضوع المكتب الوطني لحق المؤلف.
-55المادتي 15و 16من تشريع رقم 46-73بأن موضوع المكتب الوطني لحق المؤلف.
43
الفرع الثاني :طرق حماية حقوق المؤلف.
الفقرة األولى :اإلجراءات التحفظية.
أوال :أحكام المادة :33
تنص المادة 33من التشريع بأنه :يتولى فضال عن ضباط الشرطة القضائية ،يؤهل األعوان
المحلفون التابعون للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة للقيام بصفة تحفيظية
بحجز النسخ المقلدة والمزروعة من المصنف و /أو من دعائم المصنفات أو االداءات الفنية
شريطة وضعها تحت حراسة الديوان.
ويخطر فورا رئيس الجهة القضائية المتصلة إقليميا استنادا إلى محضر مؤرخ وموقع يثبت
النسخ المقلدة المحجوزة.
تفصل الجهة القضائية في طلب الحجز التحفظي خالل ثالثة أيام على األكثر من تاريخ
إخطارها.
يقوم بمهمة المعاينة عند المساس بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ضباط الشرطة القضائية
وهذا دور عادي مألفوف فيقومون بتحرير محضر في حدود االختصاص اإلقليمي باعتبار
الفعل مخالفا للنظام العام إذ ال يمس الصلحة الخاصة للمؤلف ،بل ويعتبر مسا بالمصالح
الجوهرية للجماعة أي تلك التي يتوقف على مراعاتها بقاء المجتمع واستمراره ..ناهيك أن
حماية الفرد من كل اعتداء أضحي نقطة مرجعية في سلم القيم القانونية ،ويمثل استجابة
واضحة لمطلب أخالقي جماعي.
وفي ميدان حقوق المؤلف والحقوق المجاورة أجازت المادة المذكورة أعاله أن تناط نفس
المهمة بأعوان محلفين تابعين للديوان الوطني لحقوق المؤلف يقمون بصفة تحفظية بحجز
النسخ المقلدة والمزورة من المصنف ،وهم اختصاص استثنائي ،له نظير في مرافق
الجمارك ،ولدى مصالح الضرائب وفي قطاع المالية بصفة عامة والضمان االجتماعي ،وفي
تنظيم العمران ..إلخ.
44
يستفاد من أحكام المادة المذكورة أعاله أن عملية الحجز على النسؤخ المقلدة أو المزورة من
المصنف التي تعتبر صورة من صور االعتداء على حقوق المؤلف الذي قد يكون كتابا،
صورا أو رسومات أو أسطوانات أو تماثيل.56
ومن شروط صحة هذه االجراءات أن توضع النسخ المقلدة أو المزورة المحجوز تحت
حراسة الديوان ،يشترط على الفور إخطار رئيس الجهة القضائية المختصة بمحضر الحجز
مؤرخ وموقعا من طرف األعوان.
المنتدبين لهذه المهمة الذي تنحصر مهمتهم في القيام بإجراءات الحجز بعد التأكيد من صفة
صاحب الحق وحدوث صورة من صور االعتداء.
يقدم طلب الحجز من المؤلف نفسه أو لمن آلت حقوق المؤلف من وارث أو ناشر بعد القيام
بالمعاينة التي يجريها ضباط الشرطة القضائية أو األعوان الملحقون التابعون للديوان وفي
ظرف ثالثة أيام على األكثر من تاريخ اإلخطار بالحجز تفصل الجهة القضائية في طلب
الحجز التحفظي.57
45
يتضح من هذا النص أن المشرع مكن مالك الحقوق أو من يمثله بااللتجاء إلى القضاء في
حالة حصول اعتداء على مصنفة سواء كان ذلك :
1ـ عن طريق صناعته واستنساخه بدون إذن بقصد استخراج نسخ منه ،في المجموعة بشرط
أن تكون بقصد إعادة نشر المصنف ويستثنى من ذلك حسب أغلب التشريعات استبعاد الحجز
على المطبعة وعلى الحروف غير المجموعة والورق.
2ـ عن طريق األداء العلني للمصنف أمام الجمهور بإقاعه أو تمثيله أو إلقائه ،ومنع استمرار
العرض القائم أو حظره مستقبال.
كما يشمل الحجز اإليراد الناتج من النشر أو العرض واالستغالل غير المشروع للمصنف.
كما أعطى المشرع لعملية الحجز في مثل هذه األحوال صبغة استعجالة يقع بشأنها النظر
واألمر ولو خارج األوقات القانونية المحددة للعمل.
وتحديد جهة االختصاص للنظر في طبيعة النزاع أو في توقيع الحجز بمناسبة حماية حقوق
المؤلف والحقوق المجاورة ،فإنها تتحدد فيما إذا كن الحق مدنيا تكون حمايته اماما المحاكم
المدنية وإذا كان الحقوق ذات صبغة تجارية وصناعية تكون من اختصاص الفرار
التجاري...إلخ.
وبالسبة لتوقيع لحجز يتحدد االختصاص القضائي بالمكان الذي تجري فيه عملية النسيخ
المقلدة ،أو مكان البيع ،لو التوزيع ،أو مكان البث الصوتي السمعي البصري ،أو مكان أداء
58
المصنف للجمهور ..إلخ .
46
الفقرة الثانية :الدعوى الجزائية.
من المواضيع التي تحظى بعناية الباحثين ،موضوع تأصيل حماية المؤلف جنائيا،
والبحث عن طبيعة ومبررات تدخل القانون الجنائي في مجال حق المؤلف بصفة عامة،
ومجمل القول أن أهمية حماية االنتاج الفكري حق المؤلف بصفة عامة ،ومجمل القول أن
أهمية حماية االنتاج الفكري بالنسبة للمؤلف تبرز من حيث كون االنسان يسعى بطبعة ليس
فقط إألى تلبية رغابته ا لمادية ،وإنما إلى اشباع حاجاته الثقافية أيضا ،باعتبار أن االزدهار
الفكري للفرد هو أسمى مظاهر تحقيق الذات ،إن تشجيع اإلبداعات الفكرية وتأمين حمايتها
يساهمان يشكل فعال في تطوير المجتمع ثقافيا واقتصاديا.وبعبارة أخرى ،أنه يتعلق األمر
بحقوق التأليف ال يكون موضوع االهتمام منحصرة في فئة من األشخاص محدودة العدد
وإنما يرتبط بأكثر من مصلحة من مصالح المجتكمع وبمقتضى نص المادة 158يتقدم مالك
الحقوق المحمية أو من بمثله بشكوى للجهة القضائية إذا كان ضحية األفعال المنصوص
59
عليها في المواد من ( 149إلى .)152
-1تنص المادة 149بأنه :يعد مرتكبا جنحة التقليد والتزوير كل من يقوم باألعمال
األتية:
-الكشف غير المشروع عن مصنف أو أداء فني.
47
-استنساخ مصنف أو أداء فني بأي أسلوب من األساليب في شكل نشسخ مقلدة ومزورة.
-بيع نسخ مزورة من مصنف أو أداء فني.
60
-تأجير مصنف أو أداء فني مقلد أو مزور أو عرضة للتداول.
2ـ تنص المادة 150بأنه :يعد مرتكبا جنحة للتزوير والتقليد كل من يقوم بابالغ المصنف أو
األداء الفني للجمهور عن طريق التمثبل أو األداء العلني أو البث السمعي و/أو السمعي
البصري ،أو بوساطة التوزيع أو أية وسيلة أخرى لبث اإلشارات الحاملة لألصوات أو
الصور واألصوات معا أو بأي نظام من نظم المعالجة المعلوماتية."61
يتضح من نص المواد األربعة المذكورة أعاله ،أن المشرع لم يقتصر على الطريق المدني
في حماية حق المؤلف ،بل جعل جريمة التقليد والتزوير للمصنف جنحة يعاقب عليها
-60مووووووون مقوووووووال موووووووأخوذ تحوووووووت عنووووووووان الملكيوووووووة الفكريوووووووة و الموووووووأخوذ مووووووون الووووووورابط التوووووووالي:
http://ecipit.org.eg/arabic/Copyright_A_2.aspx
48
62
القانون.
أو بغلق المؤسسة التي يستغلها المقلد والمزور وشريكه لمدة ال تتعدى ستة( )6أشهر ،أو
64
بالغلق النهائي عند االقتضاء
-62عبد السعيد الشرقاوي :المشرع الحضاري الشامل( الملكية الفكرية) أبجديوة العولموة العودد األول ص
.424
-64عبد السعيد الشرقاوي :حقوق الملكية الفكرية ،أسس الحضارة و العمران و تكريم للحق و الخلق ص
.323
49
رابعا:التعويض المدني:
إذا وقع اعتداء على حق المؤلف والحقوق المجاورة جاز لصاحب الحق في التعويض وفقا
لنص المادة( )156من التشريع وبطلب أمام القضاء بنشر أحكام اإلدانة كاملة أو مجزأة في
الصحف التي تعينها وتعليق هذه األحكام في األماكن العمومية التي يحددها
كما يجوز لصاحب الحق في التعويض أن يطلب تسليمه العتاد أوالنسخ المقلدة والمزورة أو
قيمتها في جميع الحاالت المذكورة في نص المواد من 148:إلى ،150وكذا اإليرادات
وأقساط اإليرادات التي تمت مصادرتها إلى المؤلف أو أي مالك للحقوق أو ذوي حقوقها.
خاتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة:
إن الملكية الفكرية بانواعها جزء ال يتجزء من حقوق االنسان المتعلقة بالحيازة
واالمتالك ،بل هي اهم قوانين حماية الملكية الفردية ،فليس هناك اعز عل المرء من ثمرة
اخرجها بفضل جده ونشاطه واعماله الفكرية ،في سبيلها ناله السهر الطويل وأضناه العمل
الشاق والعسير ولما كانت عنده كل هذه االهمية والقيمة الروحية والمادية فانه لما يؤلم
االنسان أشد األ لم عندما يقع االعتداء على هذا النوع من الملكية بالذات ،بل االكيد انه بمجرد
شعوره بضعف او انعدام حمايتها تفتر همته وينصرف عن االبداع.65
-65صووالح الوودين النوواهي ،الوووجيز فووي الملكيووة الصووناعية والتجاريووة (ص )60؛ د .النشوومي ،الحقوووق
المعنوية ،ضمن بحوث الدورة الخامسة لمؤتمر مجمع الفقه اإلسالمي بجدة ،مجلة المجمع ،العدد الخامس
(.2286/3
50
الحاسب وقواعد البيانات واألعمال الموسيقية مثل النوت الموسيقية والفنون الجميلة كالرسم
و النحت والخرائط والصور الفوتوغرافية ،واألعمال السمعية البصرية مثل األفالم
66
السينمائية وأفالم الفيديو.
وهناك حقوق ذات صلة بحقوق المؤلف ويشار لها بالحقوق المجاورة أو الحقوق المرتبطة
بحق المؤ لف والتي يتم من خاللها منح الحماية لفناني األداء ،ومنتجي التسجيالت الصوتية
وهيئات اإلذاعة والتي تساعد المبتكرين على إيصال رسالتهم للجمهور ونشر أعمالهم .ذا
ومن المعروف أنه ال تسرى الحماية علي األفكار المجردة واإلجراءات وطرق التشغيل
والقوانين والقرارات واألحكام والمفاهيم الرياضية طالما كانت في صورتها األولية ولم
67
يترتب علي تجميعها وفهرستها وترتيبها أي جهد إبداعي أو ابتكاري.
هذا ومن المعروف أنه ال تسرى الحماية علي األفكار المجردة واإلجراءات وطرق التشغيل
والقوانين والقرارات واألحكام والمفاهيم الرياضية طالما كانت في صورتها األولية ولم
يترتب علي تجميعها وفهرستها وترتيبها أي جهد إبداعي أو ابتكاري.
هذا وينقسم حق المؤلف إلى شقين شق أدبي (معنوي) وهو حق ال يجوز التنازل عنه أو
سقوطه بالتقادم ،وهذا الشق يعطي مجموعة من الحقوق للمؤلف علي مصنفه وهي حق
تقرير نشر المصنف ،وحق نسبة المؤلف إلي مؤلفه ،والحق في االعتراض علي تشويه أو
تحريف المصنف وحق المؤلف في سحب مصنفه من التداول إذا كان به ما يسئ إلي سمعته
أو شرفه أو معتقداته وأفكاره .والشق األخر هو الجانب المادي أو المالي والذي يتمثل فى
الحق فى استغالل هذه اإلبداعات بأي صورة من صور االستغالل التجاري .ومنها إتاحة
المصنف للجمهور بأي وسيلة مثال ذلك النشر أو البث لمصنفه بشكل سلكي أو السلكي أو
-66محموود تقووي العثموواني ،بيووع الحقوووق المجو َّوردة ،ضوومن بحوووث الوودورة الخامسووة لمووؤتمر مجمووع الفقووه
اإلسووووووووووووووووووووووووالمي بجوووووووووووووووووووووووودة ،مجلووووووووووووووووووووووووة المجمووووووووووووووووووووووووع ،العوووووووووووووووووووووووودد الخوووووووووووووووووووووووووامس
(3/2385) .
-67األزهر ،حقوق المؤلف ( الملكية األدبيوة والفنيوة ) (ص 53وموا بعودها ) بحووث فوي فقوه المعوامالت
المالية المعاصرة (ص .436-435
51
من خالل التقنيات الحديثة مثال ذلك شبكة االنترنت ،وله أيضا الحق في أداء المصنف أمام
68
الجمهور مثال ذلك إلقاء الشعر أو المسرحيات أو المصنفات الموسيقية.
ومن الجدير بالذكر أنه يمكن أن يكون المصنف من تأليف مجموعة من األشخاص وهنا
يثور تساؤل حول نسبة إسهام كل شخص في تأليف المصنف وحقوقه ،ويتم ذلك إما
بالتساوي أو باتفاق األطراف علي نسبة مساهمة ونصيب كل منهم في المصنف.
هذا وتحدد اتفاقية برن لحماية المصنفات األدبية والفنية الحد األدنى لحماية حق المؤلف
وتشمل فترة حياة المؤلف ومدة خمسين سنة بعد وفاته ،وفي حالة اشتراك أكثر من مؤلف
في العمل الواحد فإن مدة الحماية تمتد طوال فترة حياتهم ولمدة خمسين سنة تبدأ من تاريخ
وفاة أخر شخص فيهم .إال أنه يجوز للدول أن ترفع مدد الحماية المقررة في تشريعاتها عن
69
الحد األدنى الوارد باتفاقية برن.
وجدير بالذكر أن حماية حقوق المؤلفين ال تعتمد علي إجراءات رسمية إلنفاذ هذا الحق
حيث يعتبر المصنف محميا ً بمجرد االنتهاء منه وتثبيته علي دعامة مادية سواء أكانت
مدونة علي ورق أو مثبتة علي شريط سينمائي أو علي اسطوانة ضوئية أو علي قرص
صلب أو غيرها من وسائل الحفظ المختلفة ،إال أنه يوجد في معظم الدول مكاتب وطنية
تقوم علي عملية إيداع وتسجيل تلك المصنفات كوسيلة إثبات عند إثارة منازعات قضائية
في حال ما تم انتهاك لتلك المصنفات .وجدير باإلشارة إلي إنه يتم إيداع وتسجيل برامج
الحاسب اآللي وقواعد البيانات في مصر بمكتب حماية البرمجيات وقواعد البيانات بهيئة
تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات ،ويتم إيداع المصنفات األدبية األخرى مثل الكتب
-68د .البوطي ،الحقوق المعنوية ،ضومن بحووث الودورة الخامسوة لموؤتمر مجموع الفقوه اإلسوـالمي بجودة،
مجلة المجمع ،العدد الخامس (.)2407 ،2397/3
-69األزهر ،حقوق المؤلف (ص )82-57؛ مجلة عالم الكتب ،الصادرة في الرياض ،العدد الرابع ،ربيع
الثوواني (1402هووـ) ،حقوووق المؤلووف المعنويووة فووي القووانون العراقووي (ص 9ومووا بعوودها) ؛ الحقوووق علووى
المصنَّفات (ص 9وما بعدها) ؛ فقه النوازل ( 115/2وما بعدها.
52
والمصنفات السمعية والبصرية بوزارة الثقافة ويتم الحصول علي تراخيص البث اإلذاعي
70
والتليفزيوني من وزارة اإلعالم.
من هذا المنطلق جاءت التشريعات الدولية والوطنية لحماية هذا الحق الذي به تتواصل
وتيرة النشاط واالبداع والتطور وتحفظ لصاحبه حقه المعنوي والمادي وتشعهره باالمان الذي
يدفعه دوما نحو المزيد ،إال أنه و على الرغم مما سبق وذلك بالنظر للعديد من الحقوق و
القوانين التي أنتجتها األلة التشريعية سواء الدولية أو الوطنية ،نجد أن اإلشكال خاصة على
المستوى الوطني ليس بالضرورة في األليات و القوانين بل في اإلنتاج الفكري الذي يبقى
ضعيفا ،و بالتالي فاإلنتاج الفكري مازال يحتاج إلى المزيد من التطور و التقدم و الذي
اليمكن الوصول إليه سوى عبر العمل على تحسين النظام التعليمي ،حيث فإنه اليمكن إعتبار
المغرب في الفترة الراهن سوى مستورد للفكر سواء الصناعي أو األدبي أو الفني ،و في
هذا الصدد نجد المغرب يقوم بمجموعة من التفاعالت المهمة من أجل تحسين وضعه في هذا
اإلطار و لعل أهمها تبرز من خالل اإلرادة الملكية المستمرة و التي يمكن تأكيدها عبر
الخطب الملكية األخيرة التي تدعو إلى تحسين التعليم ،إعتبار لكون هذا األخير يعتبر محور
التقدم في جميع المجاالت.
-70محموود تقووي العثموواني ،بيووع الحقوووق المجووردة ،ضوومن بحوووث الوودورة الخامسووة لمووؤتمر مجمووع الفقووه
اإلسالمي بجدة ،مجلة المجمع ،العدد الخامس( )2386/3؛ عبد الحميد طهماز ،حوق التوأليف ،ضومن حوق
االبتكار في الفقه اإلسالمي المقارن (ص .170
53
المراجع المعتمدة
الكتب القانونية بالعربية:
-)1حقوق المؤلف فيي اليوطن العربيي بيين التشيريع والتطبييق :المنظمية العربيية للتربيية
والثقافة والعلوم ،إدارة و ثقافة.
-)2عصييام محمييد عبييد الماجييد – .الخرطييوم :دار جامعيية السييودان للعلييوم والتكنولوجيييا،
-.1998أصل هذه األبحاث قدم في ندوة عن التأليف والنشر ( 19نوفمبر .)1997
-)3مديفيد إنغليز &جون هغسون (تحرير) ترجمة :د .ليلى الموسيوي -مراجعية د .محميد
الجييوهري :سوسيييولوجيا الفيين :طييرق للرؤييية (عييالم المعرفيية – الكويييت -يوليييو2007م)
ص.254
-)4انظيير إقييرار أحييد القضيياة األمييريكيين بييذلف فيييCohen, Julie E., (2007): :
."Creativity and Culture in Copyright Theory" p.1162- 1163
-)5مجون هارتلي (محرر) ترجمة بدر السيد سليمان الرفاعي :الصناعات اإلبداعية (عيالم
المعرفة – أبريل -2007الكويت).
-)6عبد السالم بن عبد العالي :في الترجمة( .سلسلة فلسفة)( .دار الطليعة – بيروت-
2001م).
-)7عبد السالم بن عبد العالي :في الترجمة( .سلسلة فلسفة)( .دار الطليعة – بيروت-
2001م
-)8سميحة القليوبي :الملكية الصناعية ،دار النهضة العربية ،القاهرة الطبعة الخامسة
2005ص.5
-)9الدكتور صالح زين الدين :المدخل إلى الملكية الفكرية ،دار الثقافة األردن 2004ص
.24
54
-)10الدكتور مصطفى كمال طه وائل أنور بندق ،أصول القانون التجاري ،دار الفكر
الجامعي.
-)12الدكتور عبد الرحيم عنتر عبد الرحمان ،براءة اإلختراع و معايير حمايتها-دار الفكر
الجامعي اإلسكندرية 2009م.
-)13الدكتور حسام الدين عبد الغني الصغير ،التعريف بحقوق الملكية ندوة الويبو.
-)14الدكتور مصطفى كمال طه وائل أنور بندق ،أصول القانون التجاري ،دار الفكر
الجامعي.
-)15الدكتور هاني دويرار ،القانون التجاري ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية 2004
ص.273
-)16عبد اللطيف هداية هللا :القانون التجاري ،السنة الجامعية 1984-83ص .221
-)17عز الدين يسني :دراسات في القانون التجاري المغربي ،الجزء الثاني األصل
التجاري مطبعة النجاح الجديدة الطبعة األولى .2001
-)18الدكتور فؤاد معالل شرح القانون التجاري الجديد الطبعة الثانية ص.208
-)20الدكتور نبيل إبراهيم سعد الحقوق العينية ،دار الجامعة للنشر اإلسكندرية.
-)21الدكتور سعد بن عبد هللا حمود المعشري ،حقوق الملكية الصناعية ،دراسة فقهية
مقارنة في ظل التشريع العماني ،دار الجامعة الجديدة طبعة 2010ص 36و .37
55
-)22الدكتور صالح الدين الناهي :الوجيز في الملكية الصناعية و التجارية دار العرفان
عمان.
-)23عماد الدين شرف الدين :إكتشافات و إختراعات بالصدفة ،دار العلم و الثقافة
القاهرة.
-)25الدكتور محمد حسام محمد لطفي ،المالمح األساسية للحماية القانونية لبراءات
اإلختراع .
- -)26محمد تقي العثماني ،بيع الحقوق المجردة ،ضمن بحوث الدورة الخامسة لمؤتمر
مجمع الفقه اإلسالمي بجدة ،مجلة المجمع ،العدد الخامس(.)2386/3
-)29البوطي ،الحقوق المعنوية ،ضمن بحوث الدورة الخامسة لمؤتمر مجمع الفقه
اإلسـالمي بجدة ،مجلة المجمع ،العدد الخامس (.2407 ،2397/3
-)30أزهر :حقوق المؤلف في القانون المغربي :دراسة مقارنة للملكية األدبية و الفنية.
56
-)31الشرقاوي الغزواني نور الدين :حقوق المؤلف و الحقوق المجاورة ،شرح -78
.347
القـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوانين:
المجالت و الجرائـــــــــــــــــــــــــــــــد:
57
2)-Kensella, N. Stephan (2001): "Against Intellectual
Property" Journal of Libertarian Studies. Vol. 15, n. 2.
1-53. in: www.mises.org.
58
الفهرس
مقدمة 1 ...............................................................................................
الفقرة الثانية :حول دالالت الواقع الراهن لمفهوم الملكية الفكرية9 ........................ .
الفقرة الثانية :تطور قوانين الملكية األدبية والفنية بالمغرب19 ............................ .
الفقرة األولى :االتفاقية المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية المرتبطة بالتجارة23 ............ .
الفقرة الثانية :االتفاقيات الخاصة بكل نوع من حقوق الملكية الفكرية24 .................. .
59
ثانيا :اتفاقيات خاصة بحماية الشارات المميزة 28 ............................................
المبحث الثاني :مظاهر الحماية القانونية للملكية الفكرية وفق التشريع المغربي30 ...... .
المطلب الثاني :مظاهر الحماية القانونية الدولية و الوطنية للملكية الفكرية33 ............ .
الفرع األول :مظاهر الحماية القانونية للملكية الفكرية دوليا34 ............................. .
الفقرة الثانية :الهيئات الدولية الخاصة لحماية حقوق المؤلف40 ........................... .
المطلب الثاني :مظاهر الحماية القانونية الوطنية للملكية الفكرية41 ........................ .
60
خاتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة50 ...................................... :
61