Professional Documents
Culture Documents
أسباب اكتساب الملكية مصحح
أسباب اكتساب الملكية مصحح
السنة الجامعية0202/0202:
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
الحئحة فك المختصرات:
الجزء ج:
الصفحة ص:
الطبعة ط:
ظهير التحفيظ العقاري ظ.ت.ع:
قانون المسطرة المدنية ق.م.م:
مدونة الحقوق العينية م.ح.ع:
مرجع سابق م.س:
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
مقدمة :
تعتبر الملكية ظاهرة من ظواهر المجتمع بل هي الزمة من لوازم الحياة ،ومن أجل
ذلك نظم اإلسالم الملكية من كافة جوانبها تنظيما دقيقا باعتبارها محور النشاط االقتصادي
1
في كل مجتمع وحجر الزاوية في بنيانه االجتماعي.
وعلى هذا األساس نجد المواثيق 2والدساتير الدولية أولت عناية فائقة لهذا الحق،
ومنها دستور يوليوز 31122الذي نص في الفصل 53على أنه ":يضمن القانون حق
الملكية ويمكن الحد من نطاقها وممارستها بموجب القانون ،إذا اقتضت ذلك متطلبات التنمية
االقتصادية واالجتماعية للبالد ،وال يمكن نزع الملكية إال في الحاالت ووفق اإلجراءات
التي ينص عليها القانون".
والملكية بصفتها حقا من الحقوق العينية األصلية ،تعرف بكونها السلطة المباشرة
للشخص على الشيء تخول صاحبه دون غيره بصورة مطلقة استعمال هذا الشيء
4
واستغالله والتصرف فيه وذلك في حدود القانون والنظام ودون تعسف.
أما المشرع فقد نص عليها في المادة 21من المدونة 5بقوله " :يخول حق الملكية
م الك العقار دون غيره سلطة استعماله واستغالله والتصرف فيه ،وال يقيده في ذلك إال
القانون أو االتفاق".
لكن هذه الملكية ال تثبت اعتباطيا للشخص ،وإنما يجب أن تستند إلى سبب أو مصدر
الكتسابها ،لهذا حاول الفقهاء إبراز هذه األسباب ،والتي حددها في التصرف القانوني أو
الواقعة القانونية ،وإجماال يمكن اكتساب حق الملكية بطريق االلتصاق ،الشفعة ،العقد،
الحيازة ،اإلرث ،الوصية ،االستيالء ،والنزع الجبري والحكم القضائي ،كما يمكن كسب
الملكية عن طريق إحياء األرض الموات.
ومن الوجهة التاريخية ،فقد عرف حق الملكية تطورا هاما في تنظيمه ،حيث كان بداية
ملك مشاع بين القبائل خاصة أنها كانت ذات طابع رعوي وفي حالة وقوع نزاع بين هذه
القبائل فإن المسمى (أمغار) هو الذي يتولى الفصل في هذا النزاع ،وبعد الفتح اإلسالمي
-1إدريس الفاخوري ،الحقوق العينية وفق القانون رقم ،50.13منشورات مجلة الحقوق ،سلسلة المعارف القانونية والقضائية ،دار
نشر المعرف ،مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط ،ط ،1125 ،ص.66 ،
-2المادة 17مناإلعالنالعالميمنحقوقاإلنسان:
-لكلفردالحقفيالتملكبمفردهأوباالشتراكمعغيره
-اليجوزتجريدأحدمنملكيتهتعسفا.
-3ظهير شريفرقم 2.22.02صادر في 12من شعبان 10 ( 2151يوليوز ،)1122بتنفيذ نص الدستور ،منشور بالجريدة الرسمية
عدد 3061بتاريخ ،1122/12/51ص.5611 ،
-4مأمون الكزبري ،التحفيظ العقاري و الحقوق العينية األصلية والتبعية في التشريع المغربي،الجزء الثاني ،ط الثانية ،لسنة ،2032
ص.62
-5القانون رقم 50.13الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ،2.22.223المؤرخ في 13من ذي الحجة ،)1122/22/11 (2151
الجريدة الرسمية عدد 3003بتاريخ ،1122/22/11ص .3332
1
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
أصبح النظام العقاري يخضع الزدواجية القواعد بحيث بقيت بعض العقارات تخضع
ألعراف وتقاليد القبائل (نظام أمغار) ،وفي المقابل أصبحت بعض المحاكم الشرعية تطبق
قواعد الفقه اإلسالمي خاصة الفقه المالكي.
وفي مرحلة الحماية ،وبعد أن سيطر المستعمر على أجود وأخصب األراضي،
استقدم مجموعة من القوانين الالتينية ،فأصبحت بذلك الملكية العقارية بالمغرب تخضع لهذه
القوانين مع اإلبقاء على قواعد الفقه المالكي ،6مما جعل النظام العقاري بالمغرب يخضع
لالزدواجية والتي كرسها قانون التوحيد والمغربة الصادر سنة 20637،إذ ظلت أحكامه
متراوحة بين تطبيق قواعد الفقه المالكي على العقار غير المحفظ ،وبين تطبيق ظهير
التحفيظ العقاري وظهير 1يونيو 2023المنسوخ على العقار المحفظ.
إن هذا الواقع فرض على المشرع ضرورة التفكير في تقنين نظام الحقوق العينية
الواردة على العقار غير المحفظ ،أو بصيغة أخرى وضع مدونة قانونية تحاول تقنين أحكام
الفقه اإلسالمي ،وخاصة الفقه المالكي ،هذا ما تأتى بالفعل بإصداره سنة 1122مدونة
الحقوق العينية ،والذي أكد في فصله األول على أن مقتضياته تسري على الملكية العقارية
والحقوق العينية ما لم تتعارض مع تشريعات خاصة بالعقار ،كما خصصت المواد من 111
إلى 521إلى أسباب كسب الملكية.
وتتجلى أهمية موضوعنا سواء من الناحية القانونية أو العملية ،من خالل الوقوف على
األسباب التي تؤدي إلى اكتساب الملكية العقارية ،والتي تتوزع بين ما كان مكرس في الفقه
اإلسالمي ،وبين ما هو منظم تشريعيا في المدونة ،فهذا التعدد جسد لنا مبدأ تحسين الملكية
العقارية ومعرفة الطريقة أو الوسيلة التي آلت من خاللها الملكية للشخص المكتسب لها ،هذا
ما يجعلنا نتساءل :ماهي المصادر أو األسباب المكسبة للملكية في التشريع المغربي؟
تتمخض عن هذه اإلشكالية الرئيسية مجموعة من األسئلة الفرعية من قبيل :
هل تشكل العقود العوضية مصدرا لكسب الملكية ؟
هل يمكن اعتبار الهبة والصدقة والوصية أسبابا لكسب الملكية ؟
وبصفة عامة ،هل تعد التصرفات القانونية والوقائع المادية أسبابا لكسب الملكية؟
لإلحاطة الشاملة بموضوع هذه الدراسة ،سنعمل على دراسته استنادا للمعايير
األكاديمية الصرفة ،بحيث سنستعين بمناهج متعددة وذلك في إطار ما يعرف بتكامل
المناهج ،لتفكيك ومعالجة اإلشكال المطروح واألسئلة المتفرعة عنه ،إذ سنعتمد لبلوغ هذه
-6أحمد خرطة ،الحقوق العينية األصلية والتبعية ،مطبعة القبس ،ط ،الثانية ،لسنة ،1115ص .2
-7تم تكريس هذه االزدواجية بواسطة قانون النوحيد والمغربة والتعريب والذي حافظ من خالل مقتضيات فصله الثالث على تطبيق
القواعد الفقهية والتشريع المدني ،بحيث خلص االجتهاد القضائي إلى أن نطاق تطبيق الفقه اإلسالمي يتمثل في العقار غير المحفظ
وقضايا األحوال الشخصية ،ويطبق التشريع المدني على ما دون ذلك.
2
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
الغاية على المنهج التحليلي من خالل تفكيك ومناقشة النصوص المتعلقة بالموضوع وذلك
في ضوء أحكام الفقه اإلسالمي وبعض االجتهادات القضائية ،كما سنعتمد على المنهج
المقارن من خالل الوقوف على بعض توجهات التشريعات المقارنة المتصلة بالموضوع
وذلك وفق التصميم اآلتي :
المبحث األول :الوقاحئع المادية المكسبة لحق الملكية
المبحث الثاني :التصرفات القانونية المكسبة لحق الملكية
3
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
-8أبو يحي زكرياء األنصاري ،شرح روض الطال من أسني المطالب ،ج ،1،المكتبة اإلسالمية،ص .111
4
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
وال زرع ،ولم تكن فناء ألهل قرية وال مسرحا وال موضع مقبرة ،وال مرعى دوابهم
9
وأغنامهم ،وليست بملك ألحد ،فهي موات فمن أحيا منها شيئا فهو له".
تعريف الموات عند المذهب الحنبلي :عرف ابن قدامة األرض الموات بأنها "
10
األرض الخراب الدارسة " أو األرض الدائرة التي ال يعلم أنها ملكت "
وعلى هذا األساس يقصد بالموات ما ال روح فيه أو األرض التي ال مالك لها أو التي
لم تعمر.
تعريف الموات عند المذهب المالكي :جاء في حاشية الدسوقي بأن أراضي الموات
11
هي األراضي التي ال مالك لها وال انتفاع بها " أو هي "األرض الخالية عن االختصاص"
ويدخل في حكم الموات المستنقعات التي يتعذر استغاللها بسبب المياه التي تغمرها ،
واألراضي الصحراوية التي ال تنفع للزراعة وال السكنى بسبب شدة حرارتها وقسوة
مناخها.
بينما يخرج عن الموات ما في حيازة معصوم سواء كان مسلما أو غير مسلم ،فضال
عما تعلقت به مصلحة ملك معصوم كالطرق والمقابر وأماكن العبادات والمراعي
12
والحريم.
يستخلص مما سبق أن الفقه اإلسالمي عامة يعرف أراضي الموات بأنها األرض
الميتة التي لم يسبق تعميرها وتهيئتها ،وهذا يعني أن األرض التي ال تصلح للزراعة
والسكن تسمى أرضا ميتة أو مواتا ،وهي مال مباح يملك باالستيالء عليه من خالل
اإلحياء ،استنادا إلى الحديث الشريف " من أحيا أرضا ميتة فهي له".
أما في التشريعات الوضعية ،فقد عرفها القانون المدني المصري في المادة 321منه
بأن " األراضي غير المزروعة التي ال مالك لها تكون ملكا للدولة" ،أما القانون المدني
األردني فقد أشار إليها في المادة 2131بقوله ":األراضي الموات والتي ال مالك لها تكون
ملكا للدولة ،وال يجوز تملك هذه األراضي أو وضع اليد عليها بغير إذن من الحكومة وفقا
للقوانين".
وهو النهج الذي سار عليه المشرع عندنا في المادة 111من م.ح.ع .بقوله ":
األراضي الموات التي ال مالك لها تكون ملكا للدولة ،وال يجوز وضع اليد عليها إال بإذن
صريح من السلطة المختصة طبقا للقانون".
-9أبو الحسن علي الماوردي ،كتاب األحكام السلطانية والواليات الدينية ،تحقيق سمير مصطفى رباب ،1111 ،المكتبة العصرية،
بيروت ،ص .203
-10المغني ،ط ،2035 ،دار الكتاب العربي ،بيروت.212/6 ،
-11محمد بن عرفة الدسوقي المالكي ،حاشية الدسوقي على الشرح الكبير ،دار الفكر .66/1
-12العربي محمد مياد ،الحقوق العينية األصلية والتبعية ،دراسة عملية مقارنة في التشريعات والعمل القضائي العربيين ،ط،1112 ،
ص .122
5
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
-13قرار عدد ،5503بتاريخ 21شتنبر ،1111في الملف عد ،1111/2/2/632أشار إايه العربي محمد مياد ،م.س.ص .111
-14تبيين الحقائق.56/6 ،
6
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
جمع التراب المحيط باألرض حتى يصير حاجزا بينها وبين غيرها.
سوق الماء إليها إن كانت يبسا ،وحبسه عنها إن كانت بطائح أي مستنقع.
القيام بحرثها.
* بينما قال الحنابلة :بأن إحياء األرض يتم بالتحويط عليها حائطا منيعا ال فرق أن
يكون الغاية من اإلحياء البناء أو الزرع أو إقامة حظيرة من أجل تربية الماشية.
وال يحصل اإلحياء بمجرد الحرث أو الزرع ألنه مؤقت ،بخالف الغرس فإنه معمر،
15
كما ال يحصل اإلحياء بحفر خندق حول األرض وال بشوك يحيط بها ألنه تحجيرا.
والمشرع المغربي سار على منوال فقهاء المالكية بقوله في المادة 111بأنه ":يكون
إحياء األرض الموات بجعلها صالحة لالستغالل ،ويتم إحياؤها بزراعتها أو غرس أشجار
بها أو إقامة منشآت عليها أو تفجير ماء بها أو صرفه عنها".
ج -عدم جوزا حرمان من أحيا األرض الموات من استغاللها :اعتبر المشرع أن لمن
قام بإحياء األرض مواتا حقا مكتسبا عليها ال يجوز حرمانه منها حتى لو رجعت إلى
طبيعتها األولى قبل اإلحياء ،هذا ما عبر عنه في المادة 113من م.ح.ع .بأنه ":إذا صارت
األرض الموات مستغلة من طرف من أحياها ،فال يزول حقه في استغاللها بعودتها إلى ما
كانت عليه قبل اإلحياء.
نعتقد بأن الصيغة التي أتت بها هاته المادة معيبة ،فمن خالل القراءة الحرفية والمتأنية
لها توحي بأن من أحيا األرض مرة ثم أهملها حتى ماتت مرة أخرى ال يضيع حقه في
استغاللها مهما طال الزمان ،وهو االتجاه المنافي للغاية المثلى من إقرار اإلحياء ،وكان
من المفروض القول بسحب القطعة األرضية موضوع اإلحياء من صاحبها إذا أهملها خالل
مدة معينة ،كما ذهبت إلى ذلك بعض التشريعات المقارنة ،كالقانون المدني المصري الذي
أكد في الفقرة الثالثة من المادة 321بأن من أحيا أرضا فالحية يفقد ملكيته بعدم االستعمال
مدة خمس سنوات متتابعة خالل الخمس العشرة السنة التالية للتمليك.
وأيضا المشرع األردني الذي أشار في المادة 2131بأنه " :من أحيا جزءا من أرض
اذن له بإحيائها وترك باقيها ،كان مالكا للجزء الذي أحياه دون الباقي ما لم يكن هذا األخير
محصورا وسط األراضي التي أحياها ".
د-إحياء األرض الموات يخول المنفعة وليس الملكية :لم يميز المشرع عندنا بين من
أحيا أرضا بعد استئذان الجهة المختصة أو بدون استئذان ،إذ أن وضعيته القانونية ال
تتجاوز حق االستغالل ودون أن ترقى إلى مالك ،إذ الملكية تكون للدولة ( الملك الخاص)،
وهذا عكس االتجاه الذي سار فيه بعض الفقه اإلسالمي كما أسلفنا ،وكذلك بعض التشريعات
7
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
العربية ،كالقانون المصري الذي وإن أقر أن األرض غير المزروعة والتي ال مالك لها
تعتبر ملكا خالصا للدولة ،إال أنه استدرك في نفس المادة واعتبر أنه ":إذا زرع مصري
أرضا غير مزروعة او غرسها أو بنى عليها تملك في الحال الجزء المزروع أو المغروس
16
أو المبني ولو بغير ترخيص من الدولة".
ونحن نعتقد أن هذا االتجاه سليم يتعين على المشرع المغريي االهتداء به مستقبال،
غير انه هناك تساؤل في هذا الصدد ،هل تسقط حقوق من أحيا أرضا باإلهمال؟
ال يوجد في المدونة ما يسعفنا للجواب على هذا التساؤل ،وبالرجوع إلى ق.ل.ع
يال حظ بأن المشرع ظل بعيدا عن عملية إحياء األراضي الموات ،ولم يتدخل في هذا النوع
من التصرفات عامة منذ إصداره سنة 2025إلى الوقت الحاضر ،تاركا للفقه اإلسالمي
واألعراف والتقاليد المحلية.
وبالرجوع إلى السنة النبوية ،يتأكد بأن إقرار إحياء األراضي الموات لم يكن من باب
الترف وإنما لتحقيق مصلحة عامة المتمثلة في إدخال األرض الميتة إلى الدورة االقتصادية
بجعلها مصدر عيش ورفاهية الساكنة ،وإذا وقع وحدث العكس بأن من اقتطع له الحاكم
أرضا وأهملها يفقد حقه فيها.
وقد روي عن الحارث بن بالل بن الحارث المزني عن أبيه أن رسول هللا صلى هللا
عليه وسلم 17أقطعه العقيق أجمع ،قال فلما كان زمان عمر قال لبالل ":إن رسول هللا صلى
هللا عليه وسلم لم يقطعك لتحتجزه عن الناس ،إنما أقطعك لتعمل فخذ منها ما قدرت على
عمارته ورد الباقي".
ثانيا :الحريم
إذا كان المشرع ،تغاضى عن تحديد مفهوم الحريم ،فإنه من خالل المادة 116حصر
مجال الحريم في أربعة أشياء :الجماعة أو البلدة ،الدار ،البئر ثم الشجر.
وهكذا جاء في كتاب األحكام السلطانية والواليات الدينية أن الحريم ما أحياه من
الموات للسكنى أو زرع ،وهو عند الشافعي معتبر بما ال يستغنى عنه تلك األرض من
طريق وفن ائها ومجاري مائها ،بينما قال أبو حنيفة إن حريم أرض الزرع ما بعد منها ولم
18
يبلغه ماؤها ،وقال أبو يوسف حريمها ما انتهى إليه صوت المنادي من حدودها.
8
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
أو بصيغة أخرى الحريم ،هو حد العمارة التي يمنع أن يحدث فيها أحد ما يضر بها،
19وذلك على الشكل التالي:
* حريم الدار :من أجل تحديد حريم الدار ،ينبغي بداية التمييز بين حالتين:
الحالة األولى :وهي التي تكون الدار أو المنزل مستقال ،فقي هذه الحالة يكون الحريم
هو كل ما يحيط بالدار من مسالك ومنشآت وأغراس وبصفة عامة كل ما يعتمده سكانها في
إقامتهم بها.
وهذه الوضعية يختص بها العالم القروي ،ذلك أنه من أحيا أرضا من أجل السكن
يكون لها بالضرورة حريما يبعد عنه فضول وأيدي الجوار.
الحالة الثانية :وهي المتعلقة بالملكية المشتركة األفقية حيث يكون حريم المنزل كل
ما يعتبر ملكية مشتركة مخصصة لالنتفاع واالستعمال من طرف المستغلين المشتركين
جميعهم أو بعضهم ،ويدخل في عداد الحريم المشترك ،الساحات والحدائق ،األماكن
المخصصة لوضع النفايات المنزلية ،والمداخن…20
* حريم الجماعة أو البلدة :وهي مداخلها ومخارجها المؤدية إلى هذه الجماعة أو
البلدة.
وفي اعتقادنا أن هذا التوجه لم يعد معموال به في الوقت المعاصر ،ألن حدود الجماعة
الترابية وكذا الساللية تحكمها القوانين والمراسيم والوصاية اإلدارية والمالية ،ولم تعد
خاضعة لقوة الجماعة.
* حريم البحئر :أو الثقب أو أي مورد من موارد المياه السطحية أو الجوفية هو ما يسع
واردها ويكون إحداث شيء فيه ضارا به أو بمائه.
وحدد الفقه اإلسالمي حريم البئر بين 13و 31ذراعا ،حيث روى سعيد بن المسيب
عن النبي صلى هللا عليه وسلم أن ":حريم البئر البدئ خمسة وعشرون ذراعا نواحيها
كلها ،وحريم العادية خمسون ذراعا نواحيها كلها ،وحريم بئر الزرع ثالثمائة ذراع من
21
نواحيها كلها".
ومما ينبغي اإلشارة إليه ،أن بعض التشريعات العربية المتأثرة بالفقه اإلسالمي نصت
على أن حفر اآلبار يكون سببا مباشرا من أسباب الملكية وهذا ما نصت عليه المادة 2131
ظن القانون المدني األردني على أنه ":من حفر بئرا تامة في أرض موات بإذن من السلطة
المختصة فهو ملكه".
9
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
غير أنه في وقتنا الحاضر أن حفر اآلبار يتطلب بالضرورة الحصول على رخصة
بذلك من لدن وكالة الحوض المائي ،انسجاما مع مقتضيات المادة 26من القانون رقم
56.2322المتعلق بالماء.
* حريم الشجرة :يقصد بحريم الشجرة كل مل تحتاج إليه في سقيها ومد جذورها
وفروعها شريطة عدم إلحاق ضرر بالجوار.23
ويترتب عن الحريم ما يلي :
اختصاص أهله به.
منع غيرهم من استغالله أو إحداث أي شيء به ،ولوعن طريق اإلحياء
24
إزالة كل ما يضر به.
واستنادا إلى السنة النبوية الشريفة فإن حريم الشجرة محددة ،حيث جعل النبي صلى
هللا عليه وسلم الشجرة 3أذرع ،وهو ما سار عليه بالحرف الفقه المالكي الذي جعل حريم
الشجر خمسة أذرع من كل جانب ،حتى ال يملك غيره أن يغرس شجرا في حريمه ،بينما
25
قال الحنفية بأن حريم الشجر ما تمتد إليها أغصانها حواليها ،وفي النخلة مد جريدها.
الفقرة الثانية :االلتصاق
لقد عرف الفقه االلتصاق بأنه :26اندماج شيئين متميزين مملوكين لمالكين مختلفين،
بحيث يتعذر الفصل بينهما دون تلف ،ويجب لتحقق االلتصاق أن يكون الشيئان متميزان
عن بعضهما البعض وذلك كما في بناء يحدثه أحد األشخاص على أرض مملوكة للغير،
وااللتصاق على نوعين ،التصاق طبيعي (ثانيا ) وآخر بفعل اإلنسان أو االلتصاق الصناعي
(ثانيا).
-22ظهير شريف رقم ،2.26.225صادر في 6ذي القعدة 2152بتنفيذ القانون رقم 56.23المتعلق بالماء ،الجريدة الرسمية ،عدد
،6101بتاريخ 13أغسطس ،1126ص.6513 ،
-23راجع المواد ،63-62-66والمواد من 22إلى 23من م.ح.ع.
-24أحمد خرطة ،م.س.ص .10
-25المغني ،م.س .ص .303/3
-26عبد الرزاق السنهوري :أسباب كسب الملكية ،الجزء التاسع ،دار النهضة العربية ،2063 ،ص.115 ،
11
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
المياه ،حيث نجد أن المادة 113من مدونة الحقوق العينية قد أحالت على هذه الفصول .من
القانون 21.03المنسوخ بالقانون المذكور أعاله.
-1التغيير في مجرى النهر:
يترتب على تغيير مسيل مجرى مائي بفعل الطبيعة تحول حدود الضفاف الحرة
انطالقا من حدود الحافات ،موازاة للمجرى الجديد ،وذلك حسب العرض المحدد قانونا
في:
ستة أمتار على المجاري المائية أو مقاطع المجاري المائية التالية :ملوية من مصبه
إلى منابعه ،سبو من مصبه إلى منابعه اللوكوس من مصبه إلى منابعه ،أم الربيع من مصبه
إلى منابعه ،وأبي رقراق من مصبه إلى سيدي محمد بن عبد هللا.
مترين على المجاري المائية أو مقاطع المجاري المائية األخرى.
وفي حالة تقدم المياه ،فإن المنطقة الموجود بين الحدود القديمة والحدود الجديدة
للضفاف الحرة ،تضم إلى الملك العمومي المائي بقوة القانون ،إذ تصبح من أمالك الدولة
العامة مع تعويض مناسب يحدد وفق المساطر المطبقة على نزع الملكية ألجل المنفعة
العامة للمالك المجاور عن األرض المغمورة مع حفظ حقه في إزالة المنشآت واإلنشاءات
المشيدة من قبله ،وكذا جني المحصول الموجود.
أما في حالة تراجع المياه ،فإنه يتعين تسليم المنطقة المذكورة إلى المالك المجاور بغير
عوض ،ولكن بشروط معينة ،وهي :
إثبات ملكيته لها قبل أن تغمرها المياه.
27
احترام االرتفاقات الناتجة أو التي قد تنتج عن القوانين واألعراف.
-2اتخاذ النهر مجرى جديدا:
عالج المشرع أحكام هذه الحالة في المادة 2من قانون 56.23بقوله ":يضم إلى
الملك العمومي المائي المسيل الجديد الذي يشقه المجرى المائي بشكل طبيعي والضفاف
الحرة التي يحتويها.
إذا لم تهجر المياه كلية المسيل القديم ،يحق لمالكي العقارات التي يخترقها المسيل
الجديد مطالبة اإلدارة بتعويض مناسب يحدد ،وفق المساطر المطبقة على نزع الملكية ألجل
المنفعة العامة.
كما أنه،إذا تركت المياه كليا المسيل القديم ،يكون للمالك الحق في التعويضات التالية:
11
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
*إذا عبر المسيل الذي هجرته المياه والمسيل الجديد على امتداد عرضهما نفس العقار
الواحد ،يخرج األول من هاذين المسيلين وضفافه الحرة ويسلم مجانا لمالك هذا العقار؛
*حينما يجتاز المسيالن،القديم والجديد،عقارات في ملكية مالكين مختلفين ،يخرج
المسيل القديم وضفافه الحرة من الملك العمومي المائي ،ويمكن للمالكين المجاورين
اكتساب ملكيته عن طريق حق الشفعة بالنسبة إلى كل واحد منهم إلى حدود محور هذا
المسيل ،.ويحدد ثمنه من قبل خبراء يعينهم رئيس المحكمة المختصة بطلب من اإلدارة.
وإذا لم يعبر المالكون المجاورون للمسيل القديم في ظرف ثالثة أشهر من تاريخ
التوصل باإلشعار الموجه إليهم من قبل اإلدارة عن نيتهم في االكتساب باألثمان المحددة من
قبل الخبراء ،فإنه يتم بيع هذا المسيل وفق القواعد التي تحدد بيع األمالك الخاصة للدولة.
يوزع الثمن الناتج عن البيع على مالكي األراضي التي يحتلها المجرى الجديد ،عل
ىسبيل التعويض ،حسب نسبة قيمة األرض التي فقدها كل واحد منهم.
إذا تعذرت عملية البيع المذكورة في الفقرة أعاله ،يتم تعويض مالك األراضي التي
يحتلها المجرى الجديد بالتراضي أو في حالة تعذر ذلك بحكم المحكمة المختصة.
ثانيا :االلتصاق بفعل اإلنسان
جاء في المادة 152من المدونة على " :إن ثمار األرض الطبيعية أو الصناعية
والثمار المدنية ونتاج الحيوان هي ا للمالك بطريقة االلتصاق".
لقد حددت المدونة حكم الثمار الطبيعية أو الصناعية أو المدنية ونتاج الحيوان ،على
أنها تعو د للمالك بطريق االلتصاق ،وهذا األخير هو الذي يتم بفعل اإلنسان وذلك كأن يقوم
الشخص ببذر حقل غيره ،أو يقوم ببناء أو غرس أرضه بمواد مملوكة للغير ،وكأن يبني أو
يغرس أرضا مملوكة لغيره سواء بمواد يملكها هو ،أو غيره ،وقد نظمت المدونة حاالت
االلتصاق الصناعي في فرضيات متعددة من المواد 152إلى 153كاآلتي:
-1قيام شخص ببذر أرض الغير:
تعرض المشرع لهذه الحالة ضمن المادة 151من المدونة وميز فيها بين الزارع سيئ
لبنية والزارع حسن النية ،حيث جاء فيها" :إذا زرع شخص أرضا مملوكة للغير بسوء نية،
فإن أخذها مالكها قبل فوات وقت الزراعة فهو مخير بين المطالبة بقلع الزرع مع التعويض
إذا كان له ما يبرره ،وبين تملك الزرع مع دفع نفقاته إلى الزارع منقوصا منها أجرة القلع،
وإن أخذها بعد فوات وقت الزراعة فله الحق في أجرة المثل مع التعويض إن كان له ما
يبرره.
12
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
أما إذا زرع شخص أرض غيره بحسن نية كمن استأجر أرضا من غير مالكها ،فإن
استحق المالك أرضه قبل فوات وقت الزراعة فللزارع أجرة المثل ،وإن استحق المالك
أرضه بعد فوات وقت الزراعة فليس له إال الحق في المطالبة بالتعويض عما لحقه من
ضرر من المتسبب فيه".
ومن مستجدات المدونة في هذا الصدد التكريس التشريعي لصاحب األرض في
المطالبة بالتعويض عند االقتضاء ،إذ الشك أن تقدير التعويض في هذه الحالة يكون على
أساس ما لحق بالمتضرر من خسارة وما فاته من كسب ،وعلى المحكمة أن تبرز ما
اعتمدته في تقدير التعويض حتى تتمكن محكمة النقض من بسط رقابتها بشأن حقيقة الضرر
الذي لحق بالمدعي.28
-2بناء وغرس المالك في أرضه بمواد مملوكة للغير:
المبدأ حسب المدونة أن كل البناءات واألغراس الموجودة فوق األرض أو داخلها تعد
محدثة من طرف مالكها ما لم تقم بينة على خالف ذلك 29حيث جاء في المادة 153منها ما
يلي" :كل البناءات واألغراس والمنشآت الموجودة فوق األرض أو داخلها تعد محدثة من
طرف مالكها وعلى نفقته وتعتبر ملكا له ما لم تقم بينة على خالف ذلك".
لكن إذا ما أقام المالك بناءات أو أغراس ومنشآت بمواد ليست له يجب عليه أداء
القيمة التي كانت لتلك المواد وقت استعمالها وذلك بغض النظر عما يمكن أن يطالب به من
تعويضات وليس لصاحب المواد الحق في أخذها بعدما أدخل عليها تغييرا طبقا لنص المادة
156من المدونة.
وبالتالي فمدونة الحقوق العينية أسست لفرضية تملك الغرس أو البناء من قبل صاحب
العقار إذا ما تبدلت معالم المواد المستعملة كما في األعمدة الرخامية التي اسند إليها السقف
وكما في الخشب الذي صنعت منه النوافذ واألبواب الملصق بها البناء ومثل االسمنت
والرمل التي شيدت بها الجدران ،لكن هذا التملك يكون مقابل أداء قيمة المواد لصاحبها
وتعويضه عن الضرر عند االقتضاء كان يثبت أن قيمة تلك المواد قد ارتفعت عما كانت
عليه يوما استيالء مالك األرض عليها.30
-28قرار رقم ،1210بتاريخ ،11/22/2033منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى ،عدد ،50ص 211 :وما بعدها.
-29المادة 153من مدونة الحقوق العينية ،نفس الشيء تبناه القانون المدني المصري في المادة 011التي تنص على ما يلي" :كل ما
علي األرض أو تحتها من بناء أو أغراس أو منشآت أخرى يعتبر من عمل صاحبه أرض أقام على نفقته ويكون مملوكا له ويجوز
مع ذلك أن يقام الدليل على أن أجنبيا في أقام هذه المنشآت على نفقته كما يجوز أن يقام الدليل على أن مالك األرض قد خول أجنبيا
ملكية منشآت كانت من قبل أو خوله الحق في إقامة المنشآت أو تملكها".
-30محمد ابن معجوز :م.س ،ص.103 :
13
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
وبمفهوم المخالفة ،إذا ما كانت المواد المستعملة يمكن نزعها مثل المرايا المعلقة
بالجدران والرفوف المتحركة واألقفال فيجب لصاحبها أن يستردها وإذا تطلب نزع المواد
من البناء مصاريف فيمكن إلزام صاحب البناء أو باألرض بأدائها.31
-3البناء أو الغرس في أرض الغير بمواد مملوكة للباني أو الغارس:
نصت على هذه الحالة المادة 152من المدونة بقولها" :إذا قام أحد بإحداث أغراس أو
بناءات أو منشآت عن سوء نية وبدون علم مالك العقار فلهذا األخير الحق إما في االحتفاظ
بها مع أداء قيمة المواد وإما إلزام محدثها بإزالتها على نفقته مع إرجاع حالة األرض إلى ما
كانت عليه قبل إحداث األغراس أو البناء أو المنشآت.
أما إذا أحدثت األغراس أو البناءات أو المنشآت من طرف شخص انتزعت منه
األرض في دعوى استحقاق و لم يحكم عليه برد ثمارها نظرا لحسن نيته فان مالك العقار ال
يمكنه أن يطالب بإزالة المنشآت أو األغراس أو البناءات المذكورة ،غير أنه يمكن له الخيار
بين أن يؤدي قيمة المواد مع أجرة اليد العاملة أو أن يدفع مبلغا يعادل ما زيد في قيمة
الملك".
ومما تجدر اإلشارة إليه في هذا المقام أن المشرع سمح لمالك العقار باالحتفاظ بالبناء
أو الغرس أو المنشآت المقامة على أرضه من طرف الغاصب سيء النية مقابل أداء قيمتها
فان الحكم بها مقيد حسب القضاء المغربي بمطالبة الغاصب سيء النية ،حيث قضت محكمة
النقض بنقض قرار استئنافية مراكش التي بنت قرارها على ضرورة أداء قيمة المواد دون
أن يطالب بها الغاصب.32
أما إذا ا ختار المالك إرجاع الحالة إلى سابق عهدها فان ذلك يبقى معلقا على إمكانية
نفاذ هذا االختيار ،مما يعني انه لو كان أمرا مستحيال كما إذا تصرف المالك في أرضه
ببيعها وما عليها من منشآت أدى للغارس أو الباني السيئ النية قيمة البناء أو الغرس.33
هذا على خالف الباني أو الغارس حسن النية ،بحيث ال يمكن مطالبته بأي حال من
البناء وإعادة األمور إلى حالتها وهي القاعدة التي كرسها القضاء المغربي في األحوال بهدم
العديد من قراراته من ذلك ما قضت به محكمة النقض في إحدى قراراتها مما جاء فيها":
14
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
الباني في ملك الغير في عقار محفظ عن حسن نية ال يطالب بهدم البناء وإزالة األغراس
وغيرها مما يكون قد أحدثه في ملك الغير.34"...
-4حالة البناء أو الغرس في أرض الغير بمواد مملوكة للغير :
لم تتعرض مدونة الحقوق العينية ،لهذه الحالة ،ولكن من خالل ما تناوله الفقه على
ضوء ظهير 20رجب ،2555يمكن التمييز بين بعض الحاالت:
أ -عالقة الباني أو الغارس مع صاحب المواد:
ال يمكن هنا لصاحب المواد استرداد مواده ألنها اندمجت بعقار بطبيعته وفقدت
ذاتيتها ،ويحق له مطالبة الباني بتعويض يوازي قيمتها وإذا أصيبت بضرر فيمكن مقاضاة
الباني طبقا لقاعدة اإلثراء بال سبب ويكون له توقيع حجز تحفظي على ما يترتب في ذمة
المالك إزاء الباني أو الغارس من تعويض.35
أما إذا أحدثت األغراس أو البناءات أو المنشآت من طرف شخص انتزعت منه
األرض في دعوى استحقاق ولم يحكم عليه برد ثمارها نظرا لحسن نيته فإن مالك العقار ال
يمكنه أن يطالب بإزالة المنشآت أو األغراس أو البناءات المذكورة غير أنه يمكن له الخيار
بين أن يؤدي قيمة المواد مع أجرة اليد العاملة ،أو أن يدفع مبلغا يعادل ما زيد في قيمة
الملك .هذه الحالة ميز فيها المشرع بين الباني أو الفارس سيئ النية الذي يعلم أن األرض
مملوكة لغيره وبين ما إذا كان حسن النية يعتقد أن له الحق في إقامة المنشآت:
-الباني أو الغارس سيء النية:
وهو الذي ال يستند في وضع يده على األرض التي أقام عليها بناء أو غرس فيها
أشجارا ،إلى أي سبب ناقل للملكية كما في حالة النصب ،36فإنه يكون لمالك األرض الخيار
بين أمرين:
إما االحتفاظ بتلك المنشآت مقابل أداء قيمة المواد إلى الباني أو الغارس سيء النية؛
أو يلزم الباني أو الغارس بإزالتها على نفقته وإرجاع األرض إلى ما كانت عليه.
-الباني أو الغارس حسن النية:
معنى حسن النية ،هنا أن يعتقد الباني أو الغارس أن له الحق في إقامة المنشآت وليس
معناه حتما أنه يملك األرض.37
-34قرار ،361بتاريخ ،11/11/1116ملف مدني عدد ،5300/11مجلة قضاء المجلس األعلى عدد ،1111 ،62ص 30 :وما
بعدها.
-35محي الدين إسماعيل علم الدين ،الحقوق العينية ،دار الجيل للطباعة ،لسسنة ،2022ص.560 ،
-36مأمون الكزبري :م.س ،ص.265 :
37إدريس السماحي :الحقوق العيني ونظام التحفيظ العقاري ،مطبعة أمرين للطباعة والتلفيف ،الطبعة األولى ،1115 ،ص.31 :
15
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
16
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
أ -العنصر المادي :وهو عبارة عن جملة من األعمال المادية التي يقوم بها الحائز ،أي
ما يسمى بوضع اليد 39،كزراعة العقار محل الحيازة أو حرثه أو غرسه أو بالسكن في
منزل أو كرائه.
ب -العنصرالمعنوي :ويراد به نية الحائز في اكتساب حق عيني ،وبالتالي صيرورته
حائزا بصفته مالكا له.
إن نية الحائز تجسد العنصر المعنوي الذي يميز الحيازة االستحقاقية عن الحيازة
العرضية 40،هذه األخيرة التي ينعدم فيها هذا العنصر ،فالشخص الذي يضع يده على شيء
وهو ال يقصد اكتسابه ال يكون عندئذ حائزا قانونيا ،بل حائزا عرضيا كالمكتري أو الوديع
أو الوكيل فهؤالء على التوالي جميعهم ال يمارسون الحيازة لحسابهم ،بل لحساب المكري أو
المودع أو الموكل.
ثانيا :شروط الحيازة االستحقاقية
يشترط لصحة حيازة الحائز مجموعة من الشروط أوردتها المادة 111من المدونة
وسنقوم بالتطرق لها كما يلي:
-1أن يكون الحاحئز واضعا يده على الملك:
ويقصد بوضع اليد على الشيء المحوز تلك السيطرة الفعلية و الواقعية عليه ،فوضع
اليد هو مجرد الحوز بنية التملك،وبذلك تخرج الحيازة العرضية من هذا اإلطار ألنها ال
تثبت الملك كالكراء و العارية وغيرها من األعمال التي تبيح الحوز مؤقتا.41
فكما يباشر اإلنسان الحيازة لنفسه ،يمكن له ذلك أيضا عن طريق الغير بالوساطة متى
كان وكيال أو ممثال له في ذلك ،إذ القاعدة أن الحائز يفترض فيه أنه حائز لنفسه إلى أن
يقوم الدليل على أنه حائز لغيره أو لشخص يأتمر بأمره.42
ويجب أن يكون الحائز واضع اليد على الملك مغربي الجنسية ،ألن حيازة األجنبي
عن طريق وضع اليد على الملك ال تكون لها أية قيمة مهما طال أمد وضع اليد وذلك تماشيا
مع الفقرة 1من المادة 150من م.ح.ع التي تنص صراحة على ما يلي ...":وال تقوم هذه
الحيازة لغير المغاربة مهما طال أمدها".
17
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
-43جاء في قرار المجلس األعلى ما يلي" :إن التصرف عام ال ينحصر في الحرث والغرس بل يشملها وغيرهما من الرعي والحفر
وغير ذلك".
-قرار المجلس األعلى رقم ،515صادر ،12/15/2062 1مجلة قضاء المجلس األعلى ،عدد ،6ص.25 :
-44إدريس الفاخوري ،م.س .ص . 216
-45قرار المجلس األعلى ،عدد ،120ملف مدني بتاريخ ،2021/11/10منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد ،20ص.12 :
-46محيي الدين إسماعيل علم الدين :م.س ،ص.522 :
18
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
إذ ال يكفي بالنسبة لحيازة األجنبي الشريك ثبوت حيازته إال إذا كانت متسمة ببعض
التصرفات التي من شأنها أن تعمل على تغيير العين المدعى فيها تغييرا واضحا ،أي أن
تكون حيازته بأقوى أوجه التصرف كالهدم والبناء وغيرهما ،47وبالتالي فحيازة األجنبي
الشريك بهذه الصفة وبتوافر الشروط األخرى تكسبه ملكية العقار المحوز إذا حازه عشر
سنين ،لقول الشيخ خليل":كشريك أجنبي حاز فيها إن هدم وبنى".
حيازة األجنبي غير الشريك:
إن حيازة األجنبي غير الشريك لملك حيازة مستوفية لشروطها دون انقطاع ومرور
مدة 21سنوات كاملة وقام بالتصرف فيه مطلق التصرف ،فإن هذا األجنبي يكسب بحيازته
هذه ملكية العقار 48حيث تنص المادة 131من المدونة على ما يلي" :إذا حاز شخص أجنبي
غير شريك ملكا حيازة مستوفية لشروطها واستمرت دون انقطاع عشر سنوات كاملة
والقائم حاضر عالم ساكت بال مانع وال عذر فانه يكتسب بحيازته ملكية العقار".
ب -حيازة األقارب:
بداية تجدر اإلشارة إلى أنه ال يعتد بالحيازة الواقعة ضد األصول والفروع مهما طالت
مدتها.49
أما بخصوص الحيازة بين غيرهم من األقارب من أعمام وإخوة وأصهار فإنها تتحدد
في أربعين سنة إذا انتفت بينهم عداوة أو خصومة ،في حين تتحدد مدة الحيازة ،دائما حسب
هذه الحالة في 21سنوات عند ثبوت هذه العداوة.50
مجمل القول إن مدد الحيازة بالشكل الذي بيناه هي مدد كاملة 51تبتدئ في السريان من
تاريخ وضع الحائز يده على الملك بنية التملك ،وفي حالة توالي التفويتات من تاريخ بداية
حيازة أول مفوت ،كما أنه ال يجوز مطلقا االتفاق على تعديل مدة الحيازة سواء بالزيادة أو
النقصان وكل اتفاق على ذلك يقع باطال كما نصت ذلك المادة 130من المدونة.
-6شرط عدم العلم بالتفويت في حالة وفاة الحاحئز:
ومضمون هذا الشرط يتلخص في عدم علم الشهود بتفويت العقار المشهود فيه لغيره
أو هبة أو صدقة أو غير ذلك من أسباب نقل الملك للغير.
-47عبد العلي العبودي ،الحيازة فقها وقضاء ،مركز الثقافة العربي -الدار البيضاء ،الطبعة األولى ،2006 ،ص.30 :
-48قرار المجلس األعلى عدد ،10بتاريخ 22يناير ،2031منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى ،عدد 53و ،56ص.213 :
وهو ما أكدته المادة 133من مدونة الحقوق العينية.
-49قرار المجلس األعلى عدد ،2163ملف شرعي رقم ،6512/36منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى ،عدد ،15-11ص.223 :
-50تنص المادة 132من القانون رقم 50-13على ما يلي":تكون مدة الحيازة بين األقارب غير الشركاء الذين ليس بينهم عداوة
أربعين سنة ،وعشر سنوات إذا كان فيما بينهم عداوة".
-51المادة 131من مدونة الحقوق العينية.
19
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
21
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
-54نصت المادة 32من مدونة األوقاف على أنه ":يترتب عن اكتساب المال لصفة الوقف العام عدم جواز حجزه أو كسبه بالحيازة
أو بالتقادم ،وعدم جواز التصرف فيه."....
-55الفصل 65من ظهير التحفيظ العقاري.
21
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
22
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
لكن إذا كانت الملكية تنتقل بفعل الوفاة إلى الوارث ،فإنه مع ذلك ينبغي أن نميز بين
الحالة التي يكون فيها المال منقوال أو عقارا غير محفظ ،والحالة التي يتعلق األمر فيها
بعقار محفظ.
فعندما يتعلق األمر بمنقوالت أو عقارات غير محفظة ،فإن الملكية تنتقل بفعل واقعة
الوفاة ،بعد أداء الحقوق المتعلقة بالتركة ،والتي تقدم على حق الوارث ،كنفقات الجنازة ،أو
60
أداء ما كان بذمته من ديون أو تنفيذ وصاياه.
لكن ما يالحظ أن هذه المبادئ تصطدم والقاعدة المنصوص عليها في الفصل 110من
ق.ل.ع61،و التي جاءت مخالفة لما هو متعارف عليه في الفقه اإلسالمي وخاصة في الفقه
المالكي ،إذ أنه وتبعا لمقتضيات الفصل ،110فالورثة ملزمون مبدئيا بتسديد ديون المورث
في حدود مناب كل واحد منهم ،أما إذا رفضوا التركة فإنهم ال يلتزمون بتسديد هذه الديون.
أما عندما يتعلق األمر بعقارات محفظة ،فيطرح التساؤل حول الوقت الذي تنتقل فيه
التركة إلى الورثة ،ما دام أن نظام التقييدات الوارد على العقار المحفظ يستند إلى مجموعة
من المبادئ التي رسخها نظام التحفيظ العقاري ،أهمها مبدأ األثر اإلنشائي أو التأسيسي
للتقييد ،أي أن الحق الوارد على العقار المحفظ ال يعد موجودا بين األطراف أو اتجاه
األغيار إال بتقييده على الرسم العقاري ،وهو ما يستفاد من مقتضيات الفصلين 66و 62
من .ظ.ت.ع .وإن كان هاذين الفصلين تسري على التصرفات المبرمة بين األحياء.
أما بالنسبة للحقوق المكتسبة عن طريق اإلرث ،فقد تولى تنظيمها الفصل 31من
ظ.ت.ع .الذي خضع لتعديل هام في مقتضياته بموجب القانون 21.12المغير والمتمم
لظهير 21غشت .2025
إن الصياغة السابقة كانت متوافقة مع ما استقر عليه الفقه اإلسالمي عامة ،من حيث
انتقال الحقوق اإلرثية بفعل الوفاة ،ألن الفصل 31قبل تعديله 62،كان يترك الخيار للورثة
بشأن تقييد الحقوق اإلرثية ،وأيضا الموصى لهم ،خالفا للصيغة اآلمرة التي جاءت بها
الفصول 62 - 66 -63بشأن تقييد الحقوق المبرمة بين األحياء.
لقد ترتب على الصيغة التي جاء بها الفصل 31قبل التعديل إجماع لدى الفقه المغربي
بأن الحقوق اإلرثية أو الوصايا المتعلقة بعقارات محفظة أو حتى في طور التحفيظ ،تنتقل
-60محمد خيري ،الملكية ونظام التحفيظ العقاري بالمغرب ،دار نشر المعرفة ،الرباط،ط ،الثانية ،2001ص.152 ،
-61ينص الفصل 110من ق.ل .ع بأنه ..... ":ومع ذلك فالورثة ال يلتزمون إال في حدود أموال التركة وبنسبة مناب كل واحد
منهم ،وإذا رفض الورثة التركة لم يجبروا على قبولها وال تحمل ديونها وفي هذه الحالة ليس للدائنين إال أن يباشروا ضد التركة
حقوقهم".
-62ينص الفصل 31قبل تعديله ":إذا رغب الورثة في الحصول على تسجيل في اسمهم للحقوق العينية العقارية المنجزة لهم باإلرث
فعليهم إن يدلوا زيادة على شهادة الوفاة بما يثبت حالتهم واستحقاقهم اإلرث وحظوظهم فيه،إذا كان الحق ناتجا عن وصية فإنه على
طالب التسجيل الموصى له أن يدلي بصك الوصية أو نسخة منه".
23
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
بفعل واقعة الوفاة وليس بفعل التقييد ،إذ الورثة خلف عام تنتقل إليهم التركة بفعل صفتهم
هذه ،فقط أن التقييد يبقى ضروريا من أجل تمكين الوارث من التصرف في حقوقه اإلرثية
63
بالبيع أو غيره من التصرفات القانونية.
وبالرجوع إلى الفصل 31من ظ.ت.ع بعد التعديل نجده ينص على أنه ":لتقييد
الحقوق العينية العقارية المترتبة عن اإلرث يجب على الورثة أو الموصى لهم أن يقدموا
للمحافظ على الملكية العقارية طلبا للتقييد مدعما بكل الوثائق المثبتة النتقال الحق لفائدتهم
بصفة قانونية".
من خالل القراءة المتأنية لمقتضيات هذا الفصل يتبين لنا أن الحقوق اإلرثية تنتقل في
ظل النص الحالي بفعل الوفاة أيضا وليس بفعل التقييد كما قد يوحي بذلك نص الفصل 31
ألول وهلة ،وبالتالي فإن الحقوق اإلرثية تظل مستثناة من مبدأ األثر اإلنشائي للتقييدات
الواردة على السجالت العقارية.
وقد عرفت مسألة انتقال الحقوق اإلرثية على مستوى القضاء نوعا من التضارب ،هل
تتم بفعل الوفاة أم التقييد ،إال أن محكمة استقرت في العديد من قراراتها على أن الوريث
يحل محل المورث بحكم الشريعة منذ وفاته ،وهذا ما أكدته في قرار لها والذي ورد فيه ":
حيث صح ما عابه الطاعن على القرار ،ذلك أنه بمفهوم الفصل 63من ظ.ت.ع أن الحقوق
الناشئة عن اإلرث ترتب أثارها حتى قبل إشهارها بالرسم العقاري ،ولما كان كذلك ،وكان
الطاعن قد دفع بأنه شريك مع الشفيعة باعتبارها وارثا في والدته المسجلة بالرسم العقاري
وأدلى بإراثتها ،فإن المحكمة مصدرة القرار المطعون فيه لما ردت دفعه بعلة أن الحق
المزعوم انتقاله إليه إرثا غير مقيد بالرسم العقاري ،وأن العبرة في العقار المحفظ بتقييد
الحق العيني لترتيب أثره بين األطراف ،ولم تبحث فيما هو مثبت بشهادتي الملكية واإلراثة
المستدل بهما لترتيب أثارهما على دعوى الشفعة على سند القاعدة أعاله ،تكون قد عللت
64
قرارها فاسدا ،وهو بمثابة انعدامه مما يتعين نقضه".
الفقرة الثالثة :االستيالء
إن دراسة االستيالء كسبب من أسباب كسب الملكية في التشريع المغربي يقتضي
التوقف بداية عند تعريفه (أوال) ،وبيان شروطه ( ثانيا).
24
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
25
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
ب -األشياء المباحة أو الخالية :وهي تلك التي ليست في األصل ملكا ألحد كالطيور
في الجو واألسماك في البحار واألنهار والحيوانات غير األليفة مادامت طليقة.68
ويقصد بهذه األشياء على العموم األشياء المنتفع بها من قبل العامة باعتبار األصل
فيها أنها تخرج عن التعامل بحكم طبيعتها وال يستأثر بها أحد لوحده إذ من يستأثر بقدر منها
يمتلكه بإحرازه ،ومن أمثلة هذه األشياء كما سبق قوله الحيوانات غير األليفة طالما هي
حرة ،وهو ما سارت عليه بعض التشريعات العربية.69
-2أن يكون المنقول شيحئا ً ماديا :على أساس أن األشياء المادية وحدها من يجوز
تملكها عن طريق االستيالء ،أما األشياء المعنوية فال يمكن تملكها بهذه الكيفية.
ولفهم هذه الصورة نفترض مثال أن فنانا قام بنحت تمثال أو رسم لوحة ثم بعد ذلك قام
بإتالف ما أنتجه وتخلى عن بقاياه قاصدا سد الطريق أمام الغير لالنتفاع بهذا الشيء ،فإن
مستولي ومحرز هذه البقايا المادية يتملكها باالستيالء باعتبارها بدون مالك ،ولكنه ال
يكتسب الحق األدبي الذي يقع على اإلنتاج الفني لكونه لصيقا بشخص صاحبه.70
26
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
-71مأمون الكزبري ،نظرية االلتزامات في ضوء قانون االلتزامات والعقود المغربي ،المجلد األول ،مصادر االلتزامات ،بيروت،
ط ،الثانية ،لسنة ،2021ص .51
-72عبد السالم أحمد فيغو،العقود المسماة في البيع والمعاوضةـ ط ،األولى ،مطبعة فاس بريس لسنة ،2006ص.23 ،
27
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
أيضا 73وبمعنى آخر أن البيع يطلق على إعطاء المثمن وأخذ الثمن كما يطلق الشراء على
إعطاء الثمن واخذ المثمن فهو في اللغة عبارة عن مطلق المبادلة والمقابلة.74
وكلمة البيع وردت في كتاب هللا تعالى بقوله َ۬ ":الذِين يا ُكلُون َ۬ا ِلرب ٰواْ ال يقُو ُمون ِإ اال كما
ا َ۬ َ۬ َ۬ طهُ َ۬ا ُل ا
يقُو ُم َ۬ا ُلذِے يتخبا ُ
شي ْٰط ُن ِمن َ۬ا ْلم ِّۖ ِس ٰذ ِلك بِأنا ُه ْم قالُ ٓواْ إِناما َ۬ا ْلب ْي ُع ِمثْ ُل ا ُ ِلرب ٰو ِّۖاْ وأحل ا
َُ۬ ا ُ ْلبيْع
َ۬ وم ْن عاد وح ارم َ۬ا ِلرب ٰو ِّۖاْ فمن جآءهُۥ م ْو ِعظ ٞة ِمن اربِ ِهۦفانت ۪ه ٰي فلهُۥ ما سلف وأ ْم ُرهُۥٓ ِإلي َ۬ ا ِّۖ ِ
ٰ َ۬ ٓ
ِّۖ 75
ار ُه ْم فِيها ٰخ ِلدُون". ب ا ُ ۪لن ِ فأ ُ ْو ٰلئِك أ ْ
صح ُ
أما اصطالحا فيراد به التمليك والتملك ،أي تمليك المبيع وهو المقصود من عقد
البيع ،وامتالك الثمن وهو الوسيلة إليه.
وقد عرف فقهاء الشرع اإلسالمي البيع بأنه مبادلة مال بمال ،مع تحقق التراضي بين
عاقديه واشترطوا لنفاذه أن يكون البائع مالكا للمبيع.76
أما في التشريعات الوضعية ،فقد عرفه المشرع المصري في المادة 123من التقنين
المدني بان " البيع عقد يلتزم البائع ان ينقل للمشتري ملكية شيء أو حقا ماليا آخر مقابل
ثمن نقدي".
ونفس النهج سار عليه المشرع عندنا في الفصل 77123بقوله بأن " البيع عقد
بمقتضاه ينقل أحد المتعاقدين لآلخر ملكية شيء أو حق في مقابل ثمن يلتزم هذا اآلخر بدفعه
له".
وعقد البيع له عدة خصائص مميزة له ،منها أنه عقد يقوم على الرضائية،
والمعاوضة ،وكونه من العقود الملزمة لجانبين ،فضال عن اعتباره عقدا محدد القيمة أي أن
كال عاقديه يعلم أو بإمكانه أن يعلم وقت إبرام العقد؛ قيمة ما سيعطيه وما سيأخذه ،وأيضا
عقدا ناقال للملكية هذا ما سنحاول توضيحه في الفقرة الموالية.
-2عقد البيع كسبب من اسباب اكتساب الملكية:
إن انتقال الملكية عن طريق عقد البيع ،يقتضي منا التميبز بين المنقول (أ) ،والعقار
(ب).
-73ابن منظور ،لسان العرب ،دار لسان العرب ،المجلد األول ،ط ،1121 ،ص 103 ،وما بعدها.
-74محمد العروصي ،المختصر في بعض العقود المسماة ،عقد البيع والمقايضة والكراء ،ط ،السادسة ،لسنة ،1120-1123ص
.23
-75سورة البقرة ،اآلية .121
-76أنور سلطان،العقود المسماة ،شرح عقدي البيع والمقايضة ،دار النهضة العربية لسنة ،2035ص.2 ،
-77ظهير 9رمضان 12 ( 2552أغسطس ) 1913المتعلقبقانونااللتزاماتوالعقود،المنشوربالجريدةالرسميةعدد 4222بتاريخ 29
سبتمبر.2025
28
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
29
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
يكون موضوعها عقارا غير محفظ أو محفظا أو في طور التحفيظ وفق محرر رسمي أو
ثابت التاريخ يحرره محامي مقبول للترافع أمام محكمة النقض.
أما بالنسبة للعقار المحفظ أو في طور التحفيظ ،فإن انتقال الملكية يخضع لمقتضيات
خاصة منظمة في ظهير التحفيظ العقاري المؤرخ في 21غشت ،802025سيما مقتضيات
الفصول 6681و 62و ،3182من ظ.ت.ع والتي تكرس مبدأ أساسيا يقوم عليه نظام
السجالت العقارية ،أال وهو مبدأ األثر اإلنشائي للتقييد.
وهكذا يؤكد الفصل 62من ظ.ت.ح على ان األفعال اإلرادية واالتفاقات التعاقدية
الرامية إلى تأسيس حق عيني أو نقله إلى الغير أو اإلقرار به أو تغييره أو إسقاطه ال تنتج
أي أثر ولو بين األطراف إال من تاريخ التقييد بالرسم العقاري.
نستخلص إذن ،أن هناك شكلية أساسية تقوم عليها كافة التصرفات الواردة على
العقار المحفظ والمتمثلة في شكلية التقييد ،مع العلم أن الفصل 63من ظ.ت.حقد عمل على
تحديد التصرفات والوقائع القابلة للتقييد بالسجالت العقارية ،بذلك فملكية العقار المحفظ ال
تنتقل إال بالتقييد على الرسم العقاري.
أما بالنسبة للعقار في طور التحفيظ ،فإن التقييدات الواردة عليه ينظمها الفصل 31
المذكور من ظ.ت.ع ،والمالحظ أن المشرع تناول ذلك ضمن القسم الخاص بالتقييدات
الواردة على العقارات المحفظة ،وهذا يعني أن التقييدات التي تتم طبقا لهذا الفصل تخضع
لنفس القواعد التي تخضع لها التقييدات الواردة على العقار المحفظ سواء من حيث المبادئ
أو من حيث الحقوق القابلة للتقييد ما عدا كون التقييدات الواردة على العقار في طور
التحفيظ طبقا للفصل 31من ظ.ت.ع تبقى موقوفة على اتخاذ قرار التحفيظ.
ثانيا :عقد المعاوضة
المعاوضة في اللغة ،مفاعلة من العوض ،ومعناه البدل يقال عاوض البائع المشتري
مثال ،أي بادله وذلك ألن كل واحد يأخذ مقابال لما أعطى.
- 80الظهير الشريف الصادر في 0رمضان 21 (2552أغسطس ،)2025المتعلق بالتحفيظ العقاري كما وقع تغييره وتتميمه
بالقانون رقم 21.12الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 2.22.222في 13من ذي الحجة 11 (2151نوفمبر ،)1122الجريدة
الرسمية عدد 3003بتاريخ 12ذو الحجة 11 ( 2151نوفمبر ،)1122ص .3323
-81نص الفصل 66منظ.ت.ع على أن ":كل حق عيني متعلق بعقار محفظ يعتبر غير موجود بالنسبة للغير إال بتقييده ،وابتداء من
يوم التقييد في الرسم العقاري من طرف المحافظ على األمالك العقارية."....
-82نص الفصل 31من ظ.ت.ع .على أنه ":إذا نشأ على عقار في طور التحفيظ حق خاضع لإلشهار أمكن لصاحبه ،من أجل
ترتيبه والتمسك به في مواجهة الغير ،أن يودع بالمحافظة العقارية الوثائق الالزمة لذلك ،ويقيد هذا اإليداع بسجل التعرضات.
يقيد الحق المذكور عند التحفيظ بالرسم العقاري في الرتبة التي عينت له إذا سمحت إجراءات المسطرة بذلك".
31
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
ويراد بها في االصطالح الفقهي ،تلك العقود التي تقوم على أساس المبادلة وإنشاء
83
التزامات متقابلة بين المتعاقدين.
وعرف المشرع عقد المعاوضة في الفصل 620من ق.ل.ع بأنه " عقد بمقتضاه
يعطي كل من المتعاقدين لآلخر على سبيل الملكية شيئا منقوال او عقاريا أو حقا معنويا في
مقابل شيء أو حق آخر من نفس نوعه او من نوع آخر".
يظهر من هذا التعريف أن عقد المعاوضة يعد من العقود الناقلة للملكية على سبيل
التبادل بين الطرفين ،بدليل العبارة التي جاءت غي نص الفصل أعاله " ….يعطي كل من
المتعاقدين لآلخر ،"..واإلعطاء ال يكون مقابال بالنقود ،لذلك يمكن اعتبار الطرفان
المقايضان وفي وقت واحد مشتريان وبائعان.
فالمقايض مشتري للشيء الذي قايض به ،وبائعا للشيء الذي قايض به ،84بدون وجود
مقابل نقدي ،إذن المقابل هنا الشيء ال النقود ،وحتى إن وجد المقابل النقدي ووجد كمعدل
فارق للشيء المعاوض به ،فيكيف العقد معاوضة إن كان قليال ،وأيا كان الوضع
فالمعاوضة تتحقق بنقل ملكية شيء للحصول على شيء آخر ،كمبادلة قطعة أرضية بقطعة
أرضية أخرى ،أو منزال بمنزل ،أو سيارة بسيارة ،أو قطعة أرضية بمنزل ،أو مجموعة
كتب بكتب أخرى.
ويتشابه عقد المعاوضة بالبيع من حيث كونه من العقود الرضائية ،وكونه ملزما
لجانبين ،وأنه من العقود التي تنشئ التزاما بنقل الملكية أو الحقوق بصفة عامة.
كما تنطبق جل أحكام عقد البيع على عقد المعاوضة إن في نقل الملكية ،أو قواعد
التسليم ،أو قواعد الضمان.
وهكذا يلتزم كل متعاقد في المعاوضة بالقيام باإلجراءات الالزمة لنقل ملكية الشيء
الذي قايض به ال متعاقد اآلخر ،فإذا كان محل المعاوضة منقوال معينا بالذات انتقلت الملكية
بمجرد التعاقد ،أما إذا كان المنقول معينا بالنوع فال تنتقل الملكية إال بعد إفرازه.85
وإذا كان محل المعاوضة عقارا فال يحتج بنقل الملكية بين المتعاقدين وال بالنسبة للغير
إال بالتسجيل ،ولهذا ينص الفصل 611من ق.ل.ع على أنه :تتم المعاوضة بتراضي
المتعاقدين ،إال أنه إذا كان محل المعاوضة عقارات أو أشياء أخرى يجوز رهنها رهنا
رسميا ،وجب تطبيق الفصل ."130
-83أنور محمود دبور ،أثر مرض الموت في عقود المعاوضات في الفقه اإلسالمي ،بحث مقارن ،منشور في مجلة الشريعة
والقانون ،عدد ،5لسنة ،2030ص .13
-84أنور سلطان ،م.س .ص .532
-85محمد العروصي ،م.س.ص .110
31
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
ثالثا :المغارسة
ثبتت المغارسة بالسنة ،فالرسول صلى هللا عليه وسلم قال (( :سبع يجري للعبد
أجره ن وهو في قبره بعد موته :من علم علما أو أجرى نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخال
86
أو بنى مسجدا أو ورث مصحفا أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته)).
وقد تنبه المشرع المغربي ألهمية المغارسة باعتبارها من بين أسباب كسب الملكية ،إذ
خصها بالمواد من 163إلى 121من م.ح.ع ،والتي باستقرائها يتضح أن المشرع قام
بتعريف المغارسة وتحديد أسباب إنشائها ( ،) 2كما تولى بيان آثارها ( .)1
-1تعريف المغارسة وإنشاؤها
عرف الفقه اإلسالمي المغارسة بما يلي ":أن يدفع الرجل إلى الرجل أرضه ليغرسها
ثمرا فإذا أطعم فيكون بينهما على جزء معلوم ".87
وجاء في المادة 163منم.ح.ع .ما يلي " :المغارسة عقد يعطي بموجبه مالك أرضه
آلخر ليغرس فيها على نفقته شجرا مقابل حصة معلومة من األرض والشجر يستحقها
الغارس عند بلوغ الشجر حد اإلطعام.
ال يمكن أن يكون محل المغارسة حقوقا مشاعة".
وعرفها بعض الفقه 88بأنها " عقد شركة يبرم بين صاحب األرض وشخص يقوم
بغرسها ،فيسلم األول أرضه للمغارس على أساس غرسها أو تربية الغراس والعناية به
وإنشاء ما يلزم من الوسائل خالل مدة معينة وذلك طبقا لإلتفاق".
وهكذا فالمغارسة تقتضي تسليم المالك أرضه إلى شخص آخر يسمى الغارس ،ليقوم
بغرسها على نفقته با لشجر مقابل الحصول على حصة في األرض والشجر يتم االتفاق
عليها مسبقا في العقد ،تصبح مستحقة للغارس عند بلوغ الشجر حد اإلطعام أي مرحلة إنتاج
الغلة.89
والمغارسة تنشأ بموجب عقد يلزم توثيقه في وثيقة رسمية حسب المادة 163من
م.ح.ع.
-86محمد عليش ،شرح منح الجليل على مختصر العالمة خليل ،وبهامشه حاشية ":تسهيل منح الجليل" ،الجزء الثالث ،مكتبة
النجاح ،طرابلس ليبيا ،ص .216-213
-87برهان الدين أبو الوفاء إبراهيم ،تبصرة الحكام في أصول األقضية ومناهج األحكام ،الجزء الثاني ،مصر ،ص .15
-88محمد بونبات ،في الحقوق العينية ،دراسة مقاربة للحقوق العينية وجدواها االقتصادية واالجتماعية ،ط ،األولى ،لسنة ،1111
المطبعة والوراقة الوطنية ،مراكش ،ص،151 ،
-89حليمة بنت المحجوب بن حفو ،القانون العقاري وفق آخر المستجدات ،دراسة نظرية تطبيقية معززة باجتهادات قضائية ،ط،
الثالثة ،لسنة ،1111المطبعة والوراقة الوطنية ،مراكش ،ص.221 ،
32
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
ويلزم لصحة العقد ،أوال تعيين نوع الشجر المراد غرسه مثال شجر الزيتون أو شجر
أركان من جهة أولى ،وثانيا تحديد حصة الغارس في األرض والشجر مثال ثلث األرض
والشجر أو نصف األرض والشجر ،فاألطراف لهما الحرية في تحديد الحصة المستحقة لكل
واحد منهما في األرض والشجر.
وكذلك ينبغي تضمين عقد المغارسة بمجموعة من البيانات من ضمنها ما يتعلق
بتحديد تاريخ الشروع في الغرس ،وفي حالة إغفال هذا البيان ،يجب على الغارس القيام
بالتزاماته الخاصة قبل انصرام سنة من تاريخ إبرام العقد ،وإال تعرض هذا األخير للفسخ
بقوة القانون ،وذلك طبقا للمادة 160من م.ح.ع.
غير أنه ال يجوز تضمين عقد المغارسة بأجل مخالف لتمام اإلطعام سواء بالزيادة فيه
أو بالنقصان منه ،تحت طائلة البطالن ،وذلك وفقا للمادة 166من م.ح.ع.
وتجدر اإلشارة إلى أن بعض العقارات ال تجوز فيها المغارسة بنص القانون ،ومثال
ذلك عقارات الوقف وذلك وفقا للمادة 211من مدونة األوقاف 90التي نصت على ما يلي ":
ال يجوز إعطاء أرض الوقف بالمغارسة".
وأيضا ال تجوز المغارسة في الحقوق المشاعة ،وذلك وفقا للفقرة الثانية من المادة من
163من .م.ح.ع.
-2آثار المغارسة:
يعد عقد المغارسة من العقود الملزمة للجانبين ،ولذلك فإنه إذا لم يوف الغارس
با لتزامه المتجلي في غرس عدد الشجر المتفق عليه في العقد ،أو المحدد حسب العرف،
وذلك بأن قل عدد الشجر بنسبة الثلثين ،فإن لمالك األرض الخيار بين االستمرار في العقد
أو إنهائه مع تعويض الغارس عند اإلقتضاء ،وذلك استنادا للمادة 121من م.ح.ع.
وقد يحدث أن يتعرض جميع الشجر أو معظمه للهالك الكلي بسبب قوة قاهرة أو
حادث فجائي بعد بلوغه مرحلة اإلطعام ،فإن الغارس يكون قد وفى بالتزاماته ،وتبعا لذلك
يستحق الحصة المتفق عليها في األرض ،أما إذا هلك الشجر قبل بلوغه حد اإلطعام ،فإن
الغارس يبقى من حقه مقيدا بحدود المتفق عليه في العقد ،أو بما يقضي به العرف ،وذلك
طبقا لما نصت عليه المادة 122من م.ح.ع.
وتجدر اإلشارة إلى أن عقد المغارسة يرتب حقا عينيا لفائدة الغارس بشرطين هما :
تحقق اإلطعام ،أي بلوغ الشجر حد اإلطعام.
-90ظهير شريف رقم،2.10.156 ،صادر في 3ربيع األول 15 ( ،2152فبراير ،)1121يتعلق بمدونة األوقاف. ،الجريدة
الرسمية عدد ،3312بتاريخ فاتح رجب 21 ( 2152يونيو ،)1121ص.5231 ،
33
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
اإلشهاد بتحقق اإلطعام في محرر رسمي ،يتم توثيقه من طرف ذوي االختصاص
كالعدول ،أو ثبوت اإلشهاد عن طريق خبرة قضائية مصادق عليها من طرف المحكمة،
ويعد الحكم النهائي القاضي بالمصادقة على هذه الخبرة بمثابة عقد نهائي ناقل للملكية إلى
الغارس.
ولكن ينبغي تقييد هذا العقد النهائي بالرسم العقاري في حالة تعلق محل المغارسة
بعقار محفظ أوإيداعه عندما يتعلق األمر بعقار محفظ.
كما أنه بإمكان الغارس أن يطلب إجراء تقييد احتياطي لالحتفاظ بحقه مؤقتا طبقا
للفصل 33من ظ.ت.ع ،وقد قضت محكمة النقض في قرار صادر عنها بأنه " :حيث إن
عدلية المغارسة عدد 35/163نصت على أنه إذا نضجت األشجار المزمع غرسها وبدأت
تثمر يحوز أحد المذكور مقابل أعماله ،ثلث األشجار المذكورة التي سيغرسها والثلثان لرب
المالك المذكور وهو معنى قول المتحف واالغتراس جائز لمن فعل فمن له البقعة أو له
العمل والحد من خدمته أن يطعما ويقع القسم بجزء علما ومعلوم وأن العقد شريعة
المتعاقدين و مادامت بعض األشجار لم تثمر والبعض ما يزال صغيرا والبعض قد مات ،
فإن ادعاء القسم والحال ما ذكر لم يثبت بموجب الثبوت كما بين ألن المغارسة ثابتة بعقد
تنتفي إال بعقد عدلي ومن المعلوم أن الذمة عامرة بيقين فال تبرأ إال بيقين.
وحيث كان األمر كما ذكر وكانت الورقة المعبر عنها بالتعاقد األصلي ال تفيد وال يبلغ
المدلى بها ما يريد لكونها غير واضحة في بابها وغير معرف بما فيها من أسماء فهي بذلك
محضر زمام حسبما يعلم ذلك من الوقوف عليها.
وحيث كان من الواجب إجراء معاينة أو خبرة حتى يكون الحكم مؤسسا على أسس
سليمة".91
رابعا :نزع الملكية الجبري ( محضر إرساء المزايدة)
إن نزع الملكية الجبري يتم بناء على بيع عقار أو منقول بالمزاد العلني إثر حجز
تحفظي قد يتحول إلى حجز تنفيذي ،ثم إلى بيع بالمزاد العلني ،على أن هذا البيع ال يتم إال
بعد اتخاذ مجموعة من التدابير حفاظا على حقوق المدين انطالقا من إعداد دفتر
التحمالت ،92كما يشير إلى ذلك الفصل 121من ق.م.م ،93وإن كان المشرع لم ينظم
-91القرار رقم 033الصادر بتاريخ 13دجنبر ، 2005ملف عقاري رقم ،33/2210منشور بقضاء المجلس األعلى عدد ،13
السنة الثانية عشرة ،يناير ،2006ص .112
-92عبد العالي الدقوقي ،حق الملكية والضمانات العينية والشخصية ،دراسة في قانون رقم 50.13بمثابة مدونة الحقوق العينية،ط،
،1120-1123ص .222
-93راجع الفصل 121من ظهير شريف بمثابة قانون رقم 2.21.112بتاريخ 22رمضان 13( 2501شتنبر ،)2021بالمصادقة
على نص قانون المسطرة المدنية ،منشور بالجريدة الرسمية عدد 5151مكرر بتاريخ 25رمضان 51 (2501شتنبر ،)2021ص،
.1212
34
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
بالتفصيل البيانات المضمنة به وآجال إعداده ،ثم بعد ذلك يتم اإلعالن عن يوم المزاد من
أجل دعوة أكبر عدد ممكن من المزايدين مما يسمح ببيع العقارات المحجوزة بثمن يخدم
94
مصالح أطراف الحجز ،لينتهي األمر بإجراء عملية السمسرة.
ومحضر البيع بالمزاد العلني يترتب عنه بطبيعة الحال مجموعة من اآلثار الهامة،
ذلك أنه إذا كان هذا المحضر يعتبر بمثابة عقد بيع فإنه يؤدي إلى انتقال إلى الراسي عليه
المزاد مطهرا من كافة الرهون واالمتيازات.95
ع لى أن هناك بعض المقتضيات الخاصة بنظام العقارات المحفظة ،فعندما يتعلق األمر
ببيع عقار مرهون بالمزاد العلني ،فإن ذلك يتم بعد إدالء الدائن بشهادة خاصة بتقييد الرهن
لفائدته مسلمة له من طرف المحافظ على األمالك العقارية طبقا لمقتضيات الفصل 121من
م.ح.ع التي نصت على أنه " يمكن للدائن الحاصل على شهادة خاصة بتقييد الرهن لفائدته
مسلمة له من طرف المحافظ العقاري أن يطلب بيع الملك المرهون بالمزاد العلني عند عدم
الوفاء بدينه في األجل.
تكون للشهادة الخاصة المذكورة قوة سند قابل للتنفيذ".
كما أن محضر البيع بالمزاد العلني يتم تقييده على الرسم العقاري شأنه في ذلك شأن
باقي التصرفات القانونية الواردة على العقار المحفظ ،وذلك حتى يرتب آثاره ،مع العلم أن
تقييد هذا المحضر يؤدي طبقا لمقتضيات الفصل 111من م.ح.ع .إلى تطهير الرسم
العقاري من كافة الحقوق واالمتيازات.96
هذا ونشير إلى أن تقييد محضر البيع بالمزاد العلني يثير بعض اإلشكاالت القانونية
عندما يتعلق األمر بالعقار في طور التحفيظ ،من بينها على سبيل المثال ال الحصر مدى
إمكانية اتخاذ قرار التحفيظ بمجرد تقييد محضر البيع بالمزاد العلني.
اعتقد أن محضر البيع بالمزاد العلني يقيد كباقي العقود األخرى طبقا لمقتضيات
الفصل 31من ظ.ت.ع ،بحيث ال يتخذ قرار التحفيظ إال بعد استيفاء كافة اإلجراءات
المسطرية ،فهو يعتبر كغيره من التقييدات المصاحبة لمسطرة التحفيظ ،حيث يؤخذ بعين
االعتبار بعد اتخاذ قرار التحفيظ.
-94زكرياءالرجراجي ،الحجز العقاري ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،كلية الحقوق بجامعة موالي إسماعيل مكناس،
السمة الجامعية ،1121-1110ص .210
-95عبد العالي الدقوقي ،م.س.ص .221
-96تنص المادة 111من المدونة بأنه ":ال تسلم كتابة ضبط المحكمة محضر إرساء المزايدة إال بعد أداء الثمن المستحق أو إيداعه
بصندوق المحكمة إيداعا صحيحا لفائدة من له الحق فيه.
يترتب على تقييد محضر إرساء المزايدة بالرسم العقاري انتقال الملك إلى من رسا عليه المزاد وتطهيره من جميع االمتيازات
والرهون وال يبقى للدائنين حق إال على الثمن".
35
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
وعرفها الحنابلة بأنها :تمليك جائز التصرف ماالً معلوما ً أو مجهوالً تعذر علمه،
موجوداً ،مقدورا ً على تسليمه ،غير واجب ،في الحياة ،بال عوض ،بما يعد هبة عرفاً99.
36
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
-الموهوب له :بما أن الهبة تصرف نافع نفعا محضا بالنسبة للموهوب له فإنه يكفي
أن تكون له أهلية الوجوب ،وقد نصت المادة 126من المدونة على أنه " :إذا كان الموهوب
له فاقد األهلية ،فيقبل الهبة عنه نائبه الشرعي فإن لم يكن للموهوب له نائب شرعي عين له
القاضي من ينوب عنه في القبول ،أما إذا كان الموهوب له ناقص األهلية فقبوله الهبة يقع
صحيحا ولو مع وجود النائب الشرعي" 82.ورغم أن الهبة تنعقد باإليجاب و القبول إال أن
العقد يبقى متوقفا على حصول الحوز حتى تترتب آثار الهبة وهو ما يسمى بالقبض في
الشريعة اإلسالمية.
-الشيء الموهوب :منها ،أن يكون مملوكا ً للواهب فال تصح هبة ملك الغير بدون
إذنه.
فإذا وهب شخص ملك غيره لم تنعقد الهبة بخالف ما إذا باع ملك غيره فإنه ال يقع
صحيحا ً إال إذا أجازه المالك.
كذلك يتعين أن يكون الموهوب من األشياء القابلة للنقل من ملك إلى ملك في نظر
الشارع ،فهبة االستمتاع بالزوجة غير جائزة ألن نقل هذا االستمتاع ممنوع شرعاً ،وتصح
هبة جلود األضاحي ألنها وإن كانت ال يصح بيعها فال تقبل النقل بالبيع ولكن يصح إهداؤها
والتبرع بها فتصح هبتها.
وال يشترط في الموهوب أن يكون معلوما ً فيجوز أن يهب مجهول العين والقدر ولو
كان يظن أنه يسير فظهر له أنه كثير وهب من عمه لشخص وكان ال يعرف قدره ويظن أنه
يسير فاتضح أنه كثير فإن الهبة تصح.103
37
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
وفي هذا اإلطار نصت المادة 125من المدونة على أنه يمكن لكل شخص أن يهب
لغيره العقارات أو الحقوق العينية أو العقارية ،بشرط أن يكون الواهب مالكا للمحل كما
نصت ذلك المادة 123من المدونة.
-الصيغة :فهي كل ما يدل على التمليك من لفظ أو فعل وال فرق بين أن تكون داللة
اللفظ صريحة أو ال .مثال اللفظ الصريح ملكت .ومثال اللفظ الذي يدل على التمليك فهما ً ال
.
صراحة خذ هذه الدار مثال ً
وتنعقد الهبة بأي صيغة تفيد تمليك المال بال عوض كوهبتك ،أو أهديتك ،أو أعطيتك،
وبكل عطية دالة عليها ،وتجوز هبة كل عين يصح بيعها ،ويكره ردها وإن قلت104.
وال يمكننا الحديث عن الهبة وإغفال القبض كشرط من شروطها،هو أهم الشروط،
وهو شرط لزوم وتمام الهبة ،فالقبض في الهبة :أن يكون الموهوب مقبوضاً ،فال يثبت الملك
للموهوب له قبل القبض بل ال تتحقق الهبة إال بالقبض ،فبالقبض توجد الهبة.105
وقال المالكية :ال يشترط القب ض لصحة الهبة ،وإنما هو شرط لتمامها ،أي لكمال
فائدتها ،بمعنى أن الشيء الموهوب يملك بمجرد العقد أي القول ،على المشهور عندهم.
والقبض أو الحيازة لتتم الهبة ،ويجبر الواهب على تمكين الموهوب له من الموهوب ودليلهم
تشبيه الهبة بالبيع وغيره من سائر التمليكات ،ولقول األصحاب :الهبة جائزة إذا كانت
106
معلومة ،قبضت أو لم تقبض
والخالصة :أن غير المالكية يرون أن الموهوب يملك بالقبض ال بالعقد ،وعند
المالكية :يملك بالعقد.107
وقد أكدت المدونة على ذلك في المادة 121على أن الهبة تنعقد باإليجاب و القبول،
كما جعلت الكتابة في الهبة شرط صحة و انعقاد ،و اشترطت أن تأتي في محرر رسمي
تحت طائلة البطالن.
-2آثار عقد الهبة:
ترتب الهبة عدة آثار سواء بالنسبة للواهب أو الموهوب له.
38
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
إن القراءة المتأنية لمقتضيات المادة السالفة الذكر ،تفيد بأن الواهب ال يلتزم بضمان
استحقاق الملك الموهوب من يد الموهوب له ،بمعنى أنه ليس من حق الموهوب له الرجوع
على الواهب في الحالة التي يتم فيها استحقاق الملك الموهوب ،ألنه عقد تبرع.
كما أن الواهب ال يلتزم بضمان العيوب الخفية ،المنصبة على العقار الموهوب
والمقصود بهذه العيوب تلك التي ال يمكن التعرف على وجودها إال بإجراء خبرة أو نتيجة
تغيير في طبيعة العقار الموهوب بسبب القدم أو غش في المباني أو غير ذلك.
أما بالنسبة لتسليم الشيء الموهوب ،فيكون طبقا للقواعد العامة وال يتحقق إال بإخالء
المحل الموهوب ،ووضعه تحت تصرف الموهوب له بحيث يمكن حيازته بدون عائق ،كما
يلتزم الواهب بتسليم العقار بالحالة التي هو عليه مرفقا بتوابعه و مشتمالته حسب العقد أو
ما جرى العرف عليه .و المالحظ أن المشرع لم يشترط لصحة الهبة ،أن يقع تسليم
الموهوب ماديا بل يكفي التسليم الحكمي ،ويكون ذلك إما عن طريق التقييد في السجالت
العقارية أو إيداع مطلب التحفيظ لدى المحافظة العقارية لموقع العقار الموهوب إذا كان
العقار غير محفظ.109
ب -آثار الهبة على الموهوب له:
نصت المادة 131منم.ح.ع على هذه اآلثار بقولها" :نفقات عقد الهبة و مصروفات
تسليم الملك الموهوب و نقل ملكيته تكون على الموهوب له ،ما لم يتفق على غير ذلك".110
و هذا ما سنحاول تبيانه كالتالي:
اإللتزام بتحمل نفقات عقد الهبة و نقل ملكية الموهوب:
يقصد بنفقات عقد الهبة ،نفقات تحرير المحرر الرسمي و كذا مصروفات التسجيل
لدى مصالح الضريبة باإلضافة إلى مصاريف التقييد أو التحفيظ .و في الحالة التي يكون
الموهوب متكفل بتحمالت عقارية ،يكون الموهوب له ملتزما بالتشطيب على هذه التحمالت
و أداء الديون التي كانت سببا لرهنه .و قد أحسن المشرع حينما جعل طبيعة اإللتزامات
39
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
ليس من القواعد اآلمرة ،فنص بالعبارة التالية في المادة السالفة الذكر" :ما لم يتفق على غير
ذلك ألن األصل الغالب في الهبة المحضة أن يكون الواهب قد أراد تحمل هذه النفقات
فتتحقق رغبته ،فيلتزم بذلك ،و يعفي الموهوب له من ذلك و خاصة إذا كانت معسرا.
اإللتزام بمصروفات التسليم:
إذا كان الواهب ملزما بتسليم العقار الموهوب ،فإنه في المقابل يكون الموهوب له
ملزما بمصاريف هذا التسليم و مصاريف التسليم أو التملك هي باإلضافة إلى مصاريف
الحيازة الفعلية أو القانونية ،المصروفات القضائية التي قد ينفقها على دعوی الضمان و كذا
الخسائر المترتبة عن االستحقاق في الحالة التي ال پسند للواهب أي خطأ أو تقصير ،ما لم
يتفق على خالف ذلك.
-3الحوز في الهبة وأنواعه:
لقد ذهب المشرع المغربي في االتجاه الذي سار عليه الفقه المالكي ،حيث اعتبر
الحوز شرط تمام في عقدي الهبة والصدقة ،وهذا ما يتضح نص المادة 121التي جاء فيها:
"تنعقد الهبة باإليجاب والقبول".
تؤكد هذه المادة بشكل جلي توجه المشرع إلى اعتبار عقد الهبة ينعقد بإيجاب من
الواهب أو الموهوب له وقبول من الطرف اآلخر ،وال يوجد ضمنها ما يفيد ضرورة توفر
شرط الحوز في انعقاد العقد ،وكما أن المادة 123ال تتضمن ما يفيد شرط الحوزحيث
جاء فيها "يشترط لصحة الهبة أن يكون الواهب كامل األْهلية مالكا للعقار الموهوب وقت
الهبة".
والحوز يمكن تصنيفه إلى نوعين:
أ -الحوز المادي:
نقصد بالحوز المادي الحوز الفعلي الملموس الذي يقوم به المتبرع عليه على المال
المتبرع به ،وقد أوجب المشرع المغربي توفر الحوز المادي لنفاذ عقدي الهبة والصدقة،
كلما تعلق األمر بعقار غير محفظ ،ما عدا تقديم مطلب التحفيظ سواء من قبل المتبرع أو
المتبرع عليه أو نائبه ،حسب المادة 476من المدونة.
وقد أكد المجلس األعلى سابقا محكمة النقض حاليا ضرورة الحيازة المادية لنفاذ
التبرع جاء في إحدى قراراتها ":لكن حيث إن الحيازة المادية شرط في نفاذ الصدقة قبل
111
حصول المانع بمعاينة البينة للمتصدق عليه وهو يحوز الشيء المتصدق به".
-111قرار رقم 684الصادر بتاريخ 2002/10/3في الملف رقم ،2001/1/2/295أورده عمر ااألبيض ،حوز الهبة في مدونة
الحقوق العينية ،مقال منشور بمجلة ملفات عقارية ،عدد ، 1،لسنة ،1121ص .53
.
41
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
وتجب اإلشارة إلى أن الحيازة المادية يمكن أن تتم إما من قبل المتبرع عليه أو النائب
الشرعي أو الغير الذي قد يعينه المتبرع ليحوز للمتبرع عليه سواء لفقدان أهليته أو انعدامها
أو لسبب آخر.
ب -الحوز القانوني:
تقييد عقد الهبة أو الصدقة في الرسم العقاري إذا كان العقار محفظا ،يغني عن الحيازة
الفعلية للملك الموهوب ،وعن إخالئه من طرف الواهب ،وإذا كان العقار في طور التحفيظ
،فالقيام بالخالصة اإلصالحية أو اإليداع لعقد الهبة أو الصدقة يغني أيضا عن الحوز الفعلي
و ،أما إذا كان غير محفظ فتقديم المتبرع عليه مطلب لتحفيظه يغني عن حيازته الفعلية وهذا
ما أكدته المادة 121من المدونة ،وهذا ما أكده قرار صادر عن محكمة النقض بأن ":حيازة
المتصدق عليها للمتصدق به حيازة مادية وحيازة قانونية يجعل عقد الصدقة صحيحا
بتسجيلها لرسم الصدقة المطعون فيه على الصكوك العقارية وعلى مطلبي التحفيظ وذلك
قبل وفاة المتصدق كما هو ثابت من الشواهد العقارية وكتاب المحافظ ورسم اإلراثة ،ولئن
كان فعال عقد الصدقة المطعون فيه يفتقر لمعاينة البينة للحوز ،فإن عنصر الحيازة يثبت
أيضا بشهادة استرعائية وأن الحيازة بالنسبة للعقارات المحفظة وهي التسجيل في الصك
112
العقاري قبل حصول المانع يغني عن الحيازة المادية فيها".
كما قضى بأن عدم تسجيل الهبة في الرسم العقاري في حياة الواهب لم يبق له أثر في
113
تحقق الحيازة طالما أنها تحققت فعال وقانونا بعد تفويت الموهوب لها للعقار الموهوب".
-4االعتصار في الهبة:
يراد باالعتصار رجوع الواهب في هبته ،وللتوضيح أكثر سنقف عند موقف المذاهب
الفقهية والمشرع منه (أ) على أن نتعرض ألثاره في (ب).
أ -موقف المذاهب الفقهية والمشرع من مسألة اإلعتصار:
الرجوع في الهبة أو االعتصار هو العود إلى حال ما قبل العقد وفق شروط
مخصوصة 114.ليس للواهب أن يرجع في هبته في أمور مفصلة في المذاهب.115ولكي نرى
الرجوع في الهبة بشكل أوضح من منظور الفقه اإلسالمي لن نكتفي برؤيته من زاوية
المذهب المالكي فقط بل سنتطرق إليه من منظور المذاهب األربع ألهل السنة و الجماعة:
-112قرار عدد 2313بتاريخ 15ماي 1112في الملف عدد ،1113/2/2/2056منشور بقضاء المجلس األعلى ،عدد ،20 ،دجنبر
،1113ص .21
-113قرار رقم 316بتاريخ 21يوليوز 1111في الملف عدد ،1112/111منشور بقضاء المجلس األعلى ،عدد ،1111/21 ،ص
.12
-114أنس عبد الواحد صالح الجابر ،أحكام الرجوع في العقود المالية في الفقه السلمي ،أطروحة لنيل الدكتوراه ،كلية الدراسات العليا،
الجامعة االردنية ،عمان ،2008،ص 10.
-115عبد الرحمن الجزيري ،م ،س ،ص .276
41
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
الحنابلة :قالوا ال يجوز لواهب أن يرجع في هبته المقبوضة إال األب ،ويجوز لألب
أن يأخذ من مال ولده ما ال يضره وال يحتاجه ،وليس للولد مطالبة أبيه بدين ونحوه إال
بنفقته الواجبة عليه.116
عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال :قال النا ِبي صلى هللا عليه وسلمْ :
"العائِ ُد فِي ِهبت ِه
ك ْالك ْل ِ
ب ي ِقي ُء ث ُ ام يعُو ُد فِي قيْئ ِه " .117
الحنفية :قالوا يصح للواهب أن يرجع في هبته بعد أن يقبضها الموهوب له ،ومن
باب أولى له الرجوع قبل القبض ألن الهبة ال تتم إال بالقبض ،وإذا أسقط الواهب حقه في
الرجوع ثم رجع بعد ذلك صح رجوعه ألن حقه في الرجوع ال يسقط بإسقاطه ،ويبطل حق
الرجوع في الهبة بستة أمور عندهم:
األمر األول :أن يزيد الموهوب له في العين زيادة متصلة بها كما إذا وهب له نعجة
عجفاء فعلفها حتى سمنت فليس للواهب أن يرجع في هذه الحالة حتى ولو عادت عجفاء كما
كانت ،ومثل ذلك ما إذا أهدى له حيوانا ً صغيرا ً عنده ،أو ثوبا ً فصبغه.
أما الزيادة المنفصلة فإنها ال تمنع الرجوع في أصل العين ،فإذا أهدى له بقرة فولدت
كان له حق الرجوع في البقرة ال في الولد .ومن الزيادة المنفصلة الثمر ،فإذا أهدى له
بستانا ً فأثمر كان له حق الرجوع في هبة البستان أما الثمر فهو من حق الموهوب له.
األمر الثاني :موت أحد العاقدين بعد القبض فإذا وهب شخص داره ألخيه ثم مات
الموهوب له فال حق للواهب في الرجوع وكذا إذا مات الواهب فال حق لوارثه.
األمر الثالث :العوض فإذا وهب دارا ً بشرط عوضا ً فإنه يصح وضع الرجوع ،
ويشترط في الخروج عن الملك أن يكون تاما ً من كل وجه بقي له به اختصاص فإن
الرجوع ال يسقط ،مثال ذلك ما إذا وهب له شاة فضحى بها وصارت لحما ً فإن له أن يرجع
ويأخذ اللحم فإنه في هذه الحالة لم يخرج من ملكه بالكلية.
األمر الرابع :الزوجية -فإذا وهب الزوج لزوجته شيئا ً فإنه ال يصح له الرجوع فيه،
أما إذا وهب لها قبل أن يتزوج بها ثم تزوج فإن له الرجوع.
األمر الخامس :القرابة ،فلو وهب لذي رحم منه ولو كان ذميا ً أو مستأمنا ً فإنه ال يصح
له الرجوع فإذا وهب ألبيه أو ابنه أو عمه أو غير ذلك من محارمه بالنسب فإن حقه في
الرجوع يسقط .أما إذا وهب لمحارمه من الرضاع أو المصاهرة فإن له حق الرجوع.
األمر السادس :هالك العين الموهوبة وذلك ظاهر فإذا ادعى الموهوب له الهالك
صدق بدون حلف ،وإذا قال الواهب إن العين باقية وهي هذه وأنكر الموهوب له حلف
42
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
المنكر أنهاليست هذه وال يصح الرجوع إال بتراضيهما .أو بحكم الحاكم وإذا رجع بالرضا
أو القضاء كان ذلك فسخا ً لعقد الهبة من األصل وعادت لملكه القديم ال هبة للواهب.118
* المالكية :قالوا ،يثبت الملك في الهبة بمجرد العقد ويصبح الزما ً بالقبض ،فال يحل
الرجوع بعد ذلك ،أما قبل القبض أو بعده فيصح للواهب األب فقط أن يرجع فيما وهبه
البنه ،ما لم يترتب عليه حق الغير كأن يتزوج مثالً ،والرجوع في الهبة يعرف عندهم
باالعتصار.119
واإلعتصار أو الرجوع في الهبة جائز عند المالكية فيما يهبه الوالد لولده صغيرا ً أو
كبيرا ً بشروط خمسة :وهي أال يتزوج الولد بعد الهبة ،وال يحدث دينا ً ألجل ،وأال يتغير
الموهوب عن حاله ،وأال يحدث الموهوب له في الموهوب حدثاً ،وأال يمرض الواهب أو
الموهوب له .فإن وقع شيء من ذلك يمتنع الرجوع ،هذا في هبة التردد والمحبة .أما الهبة
لوجه هللا تعالى وهي التي تسمى صدقة فال رجوع فيها أصالً وال اعتصار ،وال ينبغي
للواهب أن يرتجعها بشراء وال غيره ،وإن كانت شجرا ً فال يأكل من ثمرها ،وإن كانت دابة
فال يركبها إال أن ترجع إليه بالميراث ،وأما هبة الثواب على أن يكافئه الموهوب له فهي
جائزة عند المالكية ،والموهوب له مخير بين قبولها أو ردها ،فإن قبلها فيجب أن يكافئه
بقيمة الموهوب ،وال يلزمه الزيادة عليها ،وال يلزم الواهب قبول ما دونه.
* الشافعية :قالوا ،متى تمت الهبة بالقبض بإذن الواهب أو تسليمه للشيء الموهوب
فإن الهبة تلزم وال يصح الرجوع فيها ،إال األب وإن عال فيصح لألب أن يرجع في هبته
ومثله الجد وإن عال وكذلك األم والجدة وهكذا.120
والمشرع عندنا سار على نهج المالكية ،وأقر حق الرجوع في الهبة حيث نص في
المادة 135على أنه يراد باالعتصار رجوع الواهب في هبته ،ويجوز في الحالتين التاليتين:
فيما وهبه األب أو األم لولدهما قاصرا كان أو راشدا.
إذا أصبح الواهب عاجزا عن اإلنفاق على نفسه أو على من تلزمه نفقته.
وحتى يكون االعتصار صحيحا ال بد من تحقق ثالثة شروط وهي:
اإلشهاد على اإلعتصار :إال أن المشرع لم يبين كيفية هذا اإلشهاد ،هل عن طريق
اللفيف أو محرر كتابي عرفيا أو رسمي. .
التنصيص على إمكانية الرجوع في عقد الهبة :وفي هذه الحالة يكون االعتصار في
الهبة معلقا على شرط فاسخ وقد تحقق.
43
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
وهذين الشرطين تم استنباطهما من المادة 131من م.ح.ع التي جاء فيها " :ال يجوز
للواهب أن يعتصر ما وهب إإل إذا أشهد باإلعتصار ،وتم التنصيص عليه في عقد الهبة
وقبل ذلك الموهوب له".
قبول الموهوب له شرط اإلعتصار :وهذه الحالة تقتصر على االعتصار بالتراضي
وقد تكرس هذا االتجاه عندما أكد المشرع في المادة 136من المدونة على أنه ال يمكن
االعتصار إال بحضور الموهوب له وموافقته.
أما في حالة النزاع فالبد من الرجوع إلى القضاء للمطالبة بفسخ عقد الهبة.
وتجدر اإلشارة إلى أنه ال يقبل االعتصار إذا وجد أحد الموانع المنصوص عليها في
المادة 133من المدونة.121
ب -آثار اإلعتصار في الهبة:
يترتب عن االعتصار في الهبة رضائيا أو عن طريق القضاء ،فسخ العقد ورد الملك
الموهوب إلى صاحبه ،ويترتب على هذا االعتصار آثار سواء بالنسبة للواهب أو بالنسبة
للموهوب حددها المشرع في المواد 132و 133و 130من المدونة يمكن إجمالها فيما
يلي:
-فسخ عقد الهبة من تاريخ اإلعتصار:
من أهم النتائج المترتبة على االعتصار ،فسخ عقد الهبة ،وال يمكن االعتصار كما
سبق الكالم إال في الحالتين الواردتين في المادة 283من مدونة الحقوق العينية ،لكن تنفيذ
الفسخ يتوقف على إجراءات أو استنفاذ لطرق الطعن وصوائر يتحملها الواهب .ويسري أثر
الفسخ من تاريخ اإلشهاد به على الطرفين ،أو من تاريخ الحكم النهائي القاضي به.
-رد الملك الموهوب إلى الواهب:
بمجرد ما يقع االعتصار يتعين إرجاع حيازة الموهوب إلى الواهب بصفة تلقائية ،أما
ملكيته فال تنتقل إلى الواهب إال بعد تقييد االتفاق أو الحكم النهائي بالمحافظة العقارية متى
كان العقار محفظا أو في طور التحفيظ .و قد حدد الفصل 65مكرر من قانون التحفيظ
العقاري 106األجل القانوني إلنجاز هذا التقييد في ثالثة أشهر بالنسبة لألحكام و القرارات
القضائية ابتداء من تاريخ حيازتها لقوة الشيء المقضى به ،و العقود الرسمية ابتداء من
تاريخ تحريرها .أما الحالة التي يطالب المعتصر الموهوب له رد الموهوب و يتثاقل رغم
إنذاره ،فإنه يكون مسؤ ول عن هالك الموهوب .و في المقابل ال يمكن للمعتصر أن يسترد
44
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
الموهوب في الحالة التي ال يقع هناك اتفاق و التجأ إلى القضاء و تم رفض طلبه ،و إذا
استرده عنوة يكون مسؤوال عن هالكه مع التعويض عند االقتضاء.
-عدم إلزام الموهوب له برد الثمار:
يستفاد من الفقرة الثانية من المادة 132 122من المدونة بعدم إلزام الموهوب له برد
الثمار إال من تاريخ االتفاق أو تاريخ الحكم النهائي في الدعوى.
-رجوع الموهوب له بالمصروفات الضرورية التي أنفقها على الموهوب:
خولت الفقرة الثانية من المادة 132الموهوب له حق استرداد النفقات الضرورية التي
أنفقها على الموهوب ،أما النفقات النافعة و نفقات الزينة فال يسترد منها إال ما زاد في قيمته
و هذا يعني أنه ال شيء يمنع الموهوب له في استثمار بعض أمواله في الموهوب طالما أنه
المالك له ،غير أنه في الحالة التي يتم االعتصار في الهبة فإنه ال يمكنه المطالبة باسترجاع
كامل المصاريف التي أنفقها باستثناء النفقات الضرورية التي أنفقها حفاظا على الموهوب،
و ال يمكنه بالتالي المطالبة بالنفقات النافعة أو نفقات الزينة إال بمقدار ما أضافته من قيمة
الموهوب.
ثانيا :الصدقة
حتى نكون فكرة عن الصدقة ،يقتضي منا تعريفها وتحديد أنواعها ( ،)2ثم بيان
حكمها( ،)1وإمكانية اإلعتصار فيها (.)5
-1تعريف الصدقة وأنواعها
لباس على وجه
ٍ طعام أو
ٍ تعرف الصدقة لغة ،ما يعطى للفقير ونحوه من ما ٍل أو
القربى هلل ،ال المكرمة.123
عوض124. واصطالحا :هي تمليك ذي منفعة لوجه هللا بغير
أما المشرع فقد عرفها في المادة 101من المدونة بأنها ":ا تمليك بغير عوض لملك،
ويقصد بها وجه هللا تعالى".
والصدقة قد تكون إما:
صدقة مفروضة من جهة الشرع على األموال ،وهي زكاة المال (زكاة).
-122يترتب على اإلعتصار في الهبة ،فسخ عقد الهبة ورد الملك الموهوب إلى الواهب.
ال يلتزم الموهوب له برد الثمار إل من تاريخ االتفاق أو من تاريخ الحكم النهائي في الدعوى.
يجوز للموهوب له أن يسترد النفقات الضرورية التي أنفقها على الملك الموهوب ،أما النفقات النافعة ونفقات الزينة فال يسترد منها إال
ما زاد في قيمته".
-123ابن منظور ،لسان العرب ،م،س ، ،ص .196
-124أبو الحسن علي بن عبد السلم التسولي ،البهجة في شرح التحفة ،الجزء الثاني ،دار المعرفة ،بيروت ،الطبعة الثالثة ،1977،
ص .60
45
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
-125وزارة االْوقاف والشؤون اإلسالمية الكويتية ،الموسوعة الفقهية الكويتية ،الجزء ،18دار السلسل ،الكويت ،الطبعة
الثانية ،2001،ص .325
-126سورة البقرة ،اآلية ، 125برواية ورش عن نافع.
-127محمد بن إسماعيل أبو عبدهللا البخاري الجعفي ،صحيح البخاري ،دار طوق النجاة ،بيروت ،الطبعة الولى ،2001،الجزء
الرابع ،كتاب المناقب -عالمات النبوة ،رقم الحديث ،3586ص .196
-128أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي ،المجموع شرح المهذب (مع تكملة السبكي والمطيعي) ،دار الفكر ،دمشق ،ط
االولى ،2008،الجزء السادس ،باب زكاة الذهب والفضة ،قسم الصدقات ،ص .237
-129حمد بن صالح بن محمد العثيمين ،دار الوطن،الرياض ،الطبعة األولى ،2000،الجزء ،18كتاب الزكاة ،ص .13
46
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
-130محمد بن أحمد بن أبي سهل شمس ْاالئمة السرخسي ،المبسوط ،دار المعرفة ،بيروت ،الطبعة االولى ،1993،الجزء ،21كتاب
الهبة ،باب الصدقة ،ص .92
ْ
-131محمد بن أحمد بن أبي سهل شمس األئمة السرخسي ،م، ،س ،ص .92
-132نفس المرجع ،ص .92
-133عبد هللا بن محمد بن قدامة ،المغني ،دار عالم الكتب ،القاهرة ،الطبعة الثالثة ،1997،الجزء الخامس ،ص .684
-134ظهير شريف رقم ،2.11.11صادر في 21من ذي الحجة 5 (2111فبراير ،)1111بتنفيذ القانون رقم 21.15بمثابة مدونة
األسرة ،الجريدة الرسمية عدد 3231بتاريخ ،1111/1/3ص .123
-135ميارة ،شرح التحفة ،ج ،1ص26 ،
47
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
وقد الحظنا فيما سبق من بيان ،كيف أن الشارع تنبه للعطايا في مرض الموت فجعلها
وصية في حدود الثلث لغير الوارث ،وأبطلها في حق الوارث ما لم يجزها الورثة الرشداء.
والقبول شرط في صحة الوصية عند مالك ألن به يثبت الملك ،كذلك عند أبي حنيفة،
وروي عن الشافعي أن ا لقبول ليس بشرط ،فالوصية ال تبطل إذا ما ردها الموصى له ،ألن
الملك بالوصية عنده بمنزلة الملك باإلرث مادام بعد الوفاة ،فاإلرث ال يرد برد وارث كذلك
136
الوصية.
المطلب الثاني :باقي األسباب األخرى المكسبة لحق الملكية
تعد األسباب الكاشفة تلك العناصر التي تبين لنا الوجه الذي تم من خالله كسب ملكية
الشيء ،فهذه األسباب يمكن اختزالها في الحكم القضائي ( الفقرة األولى ) ،والشفعة
(الفقرةالثانية ).
الفقرة األولى :الحكم القضائي
تعد األحكام القضائية إحدى وسائل اكتساب حق الملكية أيضا ،على إثر النزاعات التي
قد تثار أمام القضاء بشأن حق ملكية منقول أو عقار محفظ أو غير محفظ أو في طور
التحفيظ ،أو بشأن حق من الحقوق العينية المترتبة على حق الملكية.
والحكم القضائي الصادر يطهر سبب التملك من كافة العيوب التي قد تشوبه بحيث إذا
استند شخص يطالب بملكية منقول أو عقار في طلبه إلى عقد شراء تشوبه عيوب تجعله
قابال لإلبطال ،لكنها لم تثر أثناء الدعوى ،وصدر حكم نهائي باستحقاق المدعي لذلك
الشيء ،فإن ملكية المحكوم له تصبح مطهرة من ذلك العيب ،ألن ملكيته أصبحت تستند إلى
الحكم القضائي النهائي ال إلى العقد المعيب.137
وتجدر اإلشارة إلى أن األحكام القضائية الصادرة بشأن حق الملكية أو حق عيني
متعلق بعقار محفظ أو في طور التحفيظ ال تكون نافذة إال إذا استنفذت طرق الطعن العادية
وغير العادية ،والمقصود هنا بالطعن غير العادي الطعن بالنقض.
والطعن بالنقض كما هو معلوم يوقف التنفيذ في قضايا التحفيظ العقاري سواء تعلق
األمر بالعقارات في طور التحفيظ أو العقارات المحفظة ،ومن تم فإن األحكام القضائية ال
138
تنفذ إال إذا كانت نهائية وهو ما يستفاد من مقتضيات الفصل 562من ق.م.م.
-136عبد الرحمان بلعكيد ،علم الفرائض والوصايا،ط ،األولى ،لسنة ،1121ص .122
-137محمد بن معجوز ،الحقوق العينية في الفقه اإلسالمي والتقنين المغربي،ط الثانية ،2000ص .512
-138نص الفصل 562منق.م.م على أنه ":ال يوقف الطعن أمام محكمة النقض إال في األحوال اآلتية:
-في األحوال الشخصية
-في الزور الفرعي.
-التحفيظ العقاري".
48
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
وبناء على ذلك فاألحكام القضائية الصادرة بشأن العقارات المحفظة أو في طور
التحفيظ ال تقبل التنفيذ إال إذا كانت نهائية وليس انتهائية كما هو الحال بالنسبة لقواعد التنفيذ
في إطار ق.م.م.
الفقرة الثانية :أحكام الشفعة
نظم المشرع الشفعة فيق.ل.ع من الفصول 061إلى ،032وفي المواد من 101إلى
521من المدونة محددا بذلك أركانها وأجالها ( أوال) ،وأيضا أثارها و أسباب سقوطها
(ثانيا).
أوال :أركان الشفعة وأجالها
عرفت المادة 101من المدونة الشفعة بأنها ":أخذ شريك في ملك مشاع أو حق عيني
مشاع حصة شريكه المبيعة بثمنها بعد أداء الثمن و مصروفات العقد الالزمة والمصروفات
الضرورية النافعة عند االقتضاء".
والشفعة تقتضي توافر مجموعة من األركان ( ،)2كما يلزم ممارستها داخل أجل
محدد (.)1
-1أركان الشفعة:
يمكن أن نجمل هذه األركان في أربعة وهي :
المشفوع:تسري الشفعة حسب المادة 103من المدونة على العقارات سواء كانت
قابلة للقسمة أم غير قابلة لها،وكذلك على الحقوق العينية القابلة للتداول مثل حق االنتفاع
وحق السطحية وحق الكراء الطويل األمد ،وأيضا على توابع الحصة المشاعة إذا بيعت
استقالال.
وتسري الشفعة على عقد البيع وفقا لمقتضيات المدونة ،وكذلك على عقد المعاوضة
طبقا ق.ل.ع وأحكام الفقه المالكي ،إذ جاء في البهجة في شرح التحفة ما يلي " :وشفعة في
الشقص يعطى عن عوض * والمنع في التبرعات مفترض".139
أما عقود التبرع فال شفعة فيها ما لم يكن التبرع صوريا أو تحايال ،وذلك استنادا
140
للمادة 515من مدونة الحقوق العينية .وفي هذا الصدد جاء في إحدى حيثيات قرار
صادر عن المجلس األعلى بتاريخ 13/1/1111ما يلي" :لكن حيث يتجلى من عقد التفويت
موضوع طلب الشفعة ومن مقال الطالبة نفسها أنهما نصا على أن الثمن الرمزي هو 21
-139أبو الحسن علي بن عبد السالم التسولي ،البهجة في شرح التحفة على األرجوزة المسماة بتحفة الحكام ومعه حلى المعاصم لفكر
ابن عاصم ،الجزء الثاني ،دار الكتب العلمية -بيروت ،ص.201 :
-140قرار عدد ،2511صادر عن المجلس األعلى بتاريخ ،13/1/1111في الملف المدني عدد ،2266/2/1/1112منشور بمجلة
قضاء المجلس األعلى ،العدد ،61السنة ،1115ص.11 :
49
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
دراهم ،في مقابل تفويت الدولة المغربية (الملك الخاص) لجميع واجبها في العقار موضوع
الدعوى وفي عقارات أخرى وبذلك فإن العقد هو تبرع ال شفعة فيه ،وأن هذه العلة القانونية
ال صحيحة المستمدة من الوقائع الثابتة لقضاة الموضوع ،تؤدي إلى نفس منطوق القرار
المطعون فيه ،وأن الوسيلة بالتالي غير مؤسسة".
ونفس المنحى سلكته محكمة االستئناف بالرباط في قرارها الصادر بتاريخ
26/6/1122الذي ورد فيه":وحيث إن تصريح المستأنفة بجلسة البحث تؤكده القيمة
الحقيقية للعقار والثابتة بتقرير الخبير المحدد لقيمة الواجب المشاع المبيع في مبلغ
332131111درهم ويؤكده أيضا التنازل الصادر عن الهالك لفائدة زوجته المستأنفة بنفس
تاريخ البيع أي 11نونبر 1116والمؤداة عنه رسوم التسجيل بخالف البيع المشفوع فيه
وهي قرائن قوية خلصت من خاللها المحكمة إلى صورية عقد البيع واعتباره تبرعا ال
شفعة فيه".141
وإذا كانت البيوع الرضائية ،تخول الحق في الشفعة ،فإن البيوع الجبرية ال شفعة فيها،
وذلك حسب المادة 511من مدونة الحقوق العينية التي جاء فيها":إذا بيعت الحصة المشاعة
في المزاد العلني وفق اإلجراءات المنصوص عليها في القانون فال يجوز أخذها بالشفعة".
وترد الشفعة على الكل فال يجوز للشفيع أخذ بعض الشيء المبيع وترك البعض
اآلخر ،وذلك طبقا لمقتضيات الفقرة الثانية من الفصل 021من ق.ل.ع الذي جاء
فيه":ولكل من المالكين على الشياع أن يشفع بنسبة حصته ،فإذا امتنع غيره من األخذ بها
لزمه أن يشفع الكل ،ويلزمه أن يدفع ما عليه معجال ،وعلى األكثر خالل ثالثة أيام ،فإن
انقضى هذا األجل لم يكن لمباشرة حق الشفعة أي أثر".
وهو أيضا ما أكد عليه المجلس األعلى في قراره الصادر بتاريخ 5/22/2000الذي
جاء في إحدى حيثياته" :وحيث إنه بمقتضى قواعد الفقه المالكي المطبق على النازلة ،يمنع
على الشفيع أن يطلب شفعة حصة أحد المشترين دون حصص اآلخرين أو يمارس ذلك ضد
بعضهم دون البعض اآلخر تفاديا للتبعيض مادام | المشفوع مشترى بعقد واحد من طرف
عدة مشترين وهو ما أشار إليه صاحب التحفة بقوله:
والشقص الثنين فأعلى مشترى *** يمنع أن يأخذ منه ما يرى.
والشيخ خليل بقوله" :وإن اتحدت الشفعة وترقمت الحصص والبائع ،لم تبعض :كترقم
المشتري على األصح".142
-141قرار عدد ،211صادر عن محكمة االستئناف بالرباط ،بتاريخ ،26/6/1122منشور بمجلة قضاء محكمة االستئناف بالرباط،
العدد ،6السنة ،1125ص.212 :
-142قرار عدد ،3151صادر عن المجلس األعلى بتاريخ ،5/22/2000في الملف المدني عدد ،06/6/2/5231منشور بمجلة
قضاء المجلس األعلى ،العدد ،33السنة ،1111ص.16 :
51
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
المشفوع منه :يحق ممارسة الشفعة استنادا لمقتضيات القانون المغربي ضد كل
شخص تملك حصة أحد الشركاء على الشيوع في العقار؛ أي في مواجهة الغير ،وذلك
حسب الفقرة األولى من الفصل 021من ق.ل.ع التي تنص على ما يلي":إذا أباع أحد
المالكين على الشياع ألجنبي حصته الشائعة ،جاز لباقيهم أن يشفعوا هذه الحصة ألنفسهم،
في مقابل أن يدفعوا للمشتري الثمن ومصروفات العقد والمصروفات الضرورية والنافعة
التي أنفقها منذ البيع .ويسري نفس الحكم في حالة المعاوضة."...
المشفوع به :يقصد بالمشفوع به ما يلتزم به الشفيع اتجاه المشفوع منه مقابل تملكه
موضوع الشفعة ،وحلوله محل المشفوع منه في كافة حقوقه المترتبة على العقد األصلي،
وتحمله بااللتزامات الناشئة عن هذا العقد.
الشفيع :يثبت للشفيع الحق في الشفعة إذا توفر على الشروط اآلتية:
-أن يكون مالكا على الشياع:
يجب أن يكون الشفيع مالكا على الشياع للعقار موضوع الشفعة ،وفي هذا السياق ورد
في قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ 11/2/1121ما يلي" :متى كانت الشفعة بين
الشركاء ،فإن لكل شريك األخذ بها بقدر الحصة التي يملكها قبل الشراء ،والمحكمة لما ثبت
لها من شهادة الملكية المتعلقة بالمشفوع اختالف الحصص ،وأن الشفعة بذلك تكون بينهم
على قدر حصتهم ،وقضت للطاعنة باستحقاق شفعة الحقوق المبيعة بالتساوي مع المطلوبة
دون اعتماد قاعدة التحاصص حال اختالف النسب ،تكون قد أساءت تطبيق القانون".143
وكذلك يتعين أن تستمر ملكية الشريك إلى حين ثبوت حقه في الشفعة ،وهو ما أكدت
عليه محكمة النقض في قرارها الصادر بتاريخ 13/1/1121الذي جاء فيه":من شروط
األخذ بالشفعة أن يكون طالبها مالكا لواجبه الذي يشفع به ،فإذا نوزع في استحقاقه له ،فعليه
أن يطلب واجبه األصلي استحقاقا ويأخذ الباقي شفعة لما نص عليه الشريف العلمي من أن
"من كمل له استحقاق نصيب من الملك أن يأخذ الباقي بالشفعة" ،ومتى ثبت له استحقاق
نصيبه فتح له أجل الشفعة ولو طال األمد بين تاريخ البيع وتاريخ الشفعة".144
غير أن ملكية الشفيع ال يعتد بها إال إذا كانت سابقة لحق الشخص الذي تجري الشفعة
في مواجهته.
-143قرار عدد ،101صادر عن محكمة النقض ،بتاريخ ،1/2/1121في الملف المدني عدد ،1112/2/1/1125منشور بمجلة
قضاء محكمة النقض ،العدد ،23م.س ،ص.36 :
-144قرار عدد ،2113صادر عن محكمة النقض ،بتاريخ ،13/1/1121في الملف المدني عدد ،5251/2/0/1122منشور بمجلة
ملفات عقارية ،م.س ،ص.166 :
51
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
وتجدر اإلشارة إلى أنه في حالة اختالف مراتب الشفعاء ،فإن ترتيبهم في األخذ
بالشفعة يتم وفقا لمقتضيات المادة 102من م.ح.عالتي جاء فيها" :إذا اختلفت مراتب
الشفعاء كان ترتيبهم في األخذ بالشفعة علىالشكل التالي:
يقدم من يشارك البائع في السهم الواحد في الميراث على من عداه ،فإن لم يأخذ انتقل
الحق إلى باقي الورثة ثم الموصى لهم ،ثم األجانب .ويدخل كل واحد من هؤالء مع من يليه
في شفعته دون العكس ،ويتنزل المشتري منزلة البائع ،والوارث منزلة موروثه في األخذ
بالشفعة".
-أن يتوفر الشفيع على األهلية:
تعتبر الشفعة من أعمال التصرف ،لذلك ينبغي أن يكون الشفيع كامل األهلية ،حتى
يتسنى له مباشرة الشفعة بنفسه.
-أداء الثمن وملحقاته:
بالرجوع إلى المادة 516منم.ح.ع ،فإن األخذ بالشفعة يفرض على طالب الشفعة
تقديم طلب بخصوصها إلى رئيس المحكمة االبتدائية المختصة ،يلتمس فيه اإلذن له بعرض
الثمن والمصروفات الظاهرة للعقد عرضا حقيقيا.
غير أنه إذا رفض المشفوع منه العرض العيني الحقيقي ،فإن الراغب الشفعة يجب
عليه إيداع الثمن والمصروفات بصن دوق المحكمة ،داخل في األجل القانوني وإال سقط حقه
في األخذ بها ،وفي هذا السياق قضت المحكمة االبتدائية بتارودانت في الحكم الصادر
بتاريخ 22/1/1125بما يلي" :وحيث إن المحكمة بعد رجوعها إلى المبلغ المودع بصندوق
المحكمة رهن إشارة المدعى عليه والمحدد في مبلغ 6116111درهم الذي يشمل ثمن البيع
المحدد في مبلغ 3111درهم ومبلغ 131درهم عن رسوم التسجيل ومبلغ 236درهم عن
رسوم القيد بالمحافظة العقارية ،يتضح أنه لم يشمل أجرة الكتابة ورسوم المصادقة وهي
مصاريف ظاهرة للعقد.
وحيث إن دعوى الطرف المدعي والحالة ما ذكر جاءت خرقا لمقتضيات المادة 516
من م.ح.ع باعتبار العرض العيني ناقص ومؤهلة تبعا لذلك لرفضها".145
وتجدر اإلشارة إلى أن الشفيع للعقار المبيع ملزم بأداء نفس الثمن الحقيقي المصرح به
في عقد البيع إلى المشتري ،وكذلك جميع المصاريف سواء المتعلقة بعقد البيع مثل أجرة
السمسار وأتعاب الموثق أو العدل والضرائب وما يدخل في حكمها ،أو تلك التي تعتبر
-145حكم عدد ،21/1125صادر عن المحكمة االبتدائية بتارودانت ،بتاريخ ،22/1/1125في الملف المدني عدد ،56/1121غير
منشور.
52
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
ضرورية ونافعة مثل إعادة تدعيم أساسات البناء ،وذلك طبقا للمادة 101من مدونة الحقوق
العينية.
-ضرورة احترام األجل القانوني لممارسة الشفعة:
يتعين على طالب الشفعة أن يمارس الشفعة داخل األجل القانوني،وإال سقط حقه.
-2أجال الشفعة
تختلف هذه اآل جال حسبما إذا كان العقار محفظا (أ) ،أو غير محفظ (ب) ،أو في طور
التحفيظ (ج).
أ -أجل الشفعة في العقار المحفظ:
تناول المشرع المغربي أجل ممارسة الشفعة في العقار المحفظ في المادة 406من
م.ح.ع التي حددته في ثالثين يوما كاملة تحسب ابتداء من تاريخ التوصل ،وذلك في حالة
قيام المشتري بتبليغ المعني بممارسة حق الشفعة.
ويلزم لصحة التبليغ ضرورة تضمينه بالبيانات اآلتية:
-ذكر هوية البائع والمشتري؛
-تحديد الحصة المبيعة وثمنها والمصروفات؛
-اإلشارة إلى رقم الرسم العقاري.
كما أنه ينبغي التوصل بهذا التبليغ من طرف من له الحق فيه وبصفة شخصية ،وذلك
تحت طائلة البطالن.
أما إذا لم يقم المشتري بالتبليغ المذكور فإن الراغب في الشفعة ،يجب عليه ممارسة
حقه داخل أجل سنة تنطلق من تاريخ تقييد عقد البيع بالرسم العقاري ،وذلك تحت طائلة
سقوط األجل.
ب -أجل الشفعة في العقار غير المحفظ:
بالرجوع للمادة 511من المدونة ،فإن أجل الشفعة في العقار غير المحفظ محدد في
سنة ابتداء من تاريخ العلم بالبيع ،وفي هذا السياق قضت محكمة النقض في القرار الصادر
بتاريخ 6/5/1121بما يلي" :إذا انصبت الشفعة على عقار غير محفظ وأنكر الشفيع علمه
بالبيع فإنه يصدق في قوله بيمينه لقول الشيخ خليل" :وصدق إن أنكر علمه" ،وال يعد سكن
53
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
المشتري في المدعى فيه قرينة على العلم بالبيع ألن من يسكن قد يكون عن طريق الكراء
أو ما شابهه".146
أما إذا لم يتحقق العلم ،فإن صاحب الحق يتعين عليه ممارسة الشفعة داخل أجل أربع
سنوات من تاريخ إبرام العقد ،وإال تعرض حقه في الشفعة للسقوط ،وفي هذا الصدد جاء
في حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بإنزكان بتاريخ 10/12/1121ما يلي":وحيث إن ما
أثاره المدعي على عدم العلم لكونه يقطن بالخارج غير مؤثر ألن أجل أربع سنوات من
تاريخ إبرام العقد قد انصرم وال يشفعه له عدم العلم بهذا األجل".147
ج -أجل الشفعة المتعلق بعقارفي طور التحفيظ:
ينطلق أجل شفعة عقار في طور التحفيظ ابتداء من تاريخ اإليداع وينتهي بمرور سنة
كاملة في حالة عدم تبليغ الشراء إلى الشفيع ،أما إذا تم التبليغ فإن حق الشفعة يسقط بانتهاء
ثالثين يوما من تاريخ التوصل بالتبليغ الذي ينبغي تضمينه بالبيانات المتعلقة بتحديد هوية
البائع والمشتري ،وبيان الحصة المبيعة وثمنها والمصروفات ،باإلضافة إلى ذكر رقم
مطلب التحفيظ ،وذلك استنادا لمقتضيات المادة 511من المدونة.
ويضاف إلى احترام األجل المذكور ضرورة التزام الشفيع بتقديم تعرضه على مطلب
التحفيظ المتعلق به ،وذلك وفقا للمادة 513من م.ح.ع.
ثانيا :آثار الشفعة وسقوطها
سنتولى من خالل هذه الفقرة تحديد اآلثار المترتبة على الشفعة ( ،)2ثم نعرض بعد
ذلك لبيان أسباب سقوط الشفعة (.)1
-1آثار الشفعة:
خص المشرع المغربي آثار الشفعة بالمواد من 512إلى 521من المدونة .
وهكذا ،فباستقراء المواد المذكورة يتضح أن الشفعة سواء كانت بالمراضاة أو بموجب
حكم قضائي يترتب على األخذ بها تملك الشفيع للحصة المبيعة ،وإلزام المشفوع منه برد
ثمار الحصة المشفوعة للشفيع ابتداء من تاريخ المطالبة بالشفعة ،وإذا انصبت الشفعة على
عقار محفظ وجب على الشفيع تقييدها بالرسم العقاري.
وقد يحدث أن يدخل المشفوع منه تعديالت على الحصة المشفوعة من ماله بأن يبني
أو يغرس فيها ،فما هي األحكام الواجبة التطبيق في هذه الحالة؟
-146قرار عدد ،2151صادر عن محكمة النقض ،بتاريخ ،6/5/1121في الملف المدني عدد ،2210/2/1/1122منشور بمجلة
ملفات عقارية ،ص.165 ،
-147حكم عدد ،56صادر عن المحكمة االبتدائية بإنزكان ،بتاريخ ،10/12/1121في الملف عدد ،21/1125غير منشور.
54
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
55
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
خاتمة:
ختاما لقد حاولنـاإبراز جميع أسباب كسب الملكية والمتمثلة في "إحيـاء األراضـي
المـوات والحـريم وااللتصاق والحيـازة والميراث والوصية والمغارسة والهبة والصدقة
والشفعة" ،وذلك على ضوء مستجدات التي جاءت بها المدونة.
وعليه فأول مالحظة يمكن تسجيلها في هذا المجال أن المشرع المغربي عمل على
تنظيم وجمع األحكام المتعلقة بأسباب كسب الملكية العقارية في قانون 13.50مستمدا
أحكامه من قواعد الفقه المالكي واالجتهاد القضائي ،وهذه خطوة مهمة تحسب للتشريع
المغربي التي أدت إلى القضاء على أهم مشكل كان يعاني منه العقار المغربي والمتجلي في
ازدواجية القوانين التي كانت يخضع لها إذ كان العقار المحفظ يخضع لظهير 21غشت
،2025وظهير 20رجب ،2525بينما كان يخضع العقار الغير المحفظ لقواعد الفقه
المالكي.
كما أن تنظيم طرق انتقال الملكية العقارية سيحسم العديد من اإلشكاالت المطروحة في
هذا المجال ومن شأنه أن يضمن استقرار المعامالت بين األفراد والمجتمع وأيضا المساهمة
في تحقيق التنمية االقتصادية.
وإذا كانت مدونـة الحقوق العينيـة مـن خـالل تنظيميهـا ألسباب كسب الملكية
العقاريةاستطاعت إلى حد ما سد العديد من الثغرات التي كانت واردة في ظهير 20رجب
2525وظهير 1يونيو 2023إالأن ذلك ال يخلو من ثغرات وعيوب كأي تشريع ،أهمها
عدم تحديد اآلثار التي تترتب على محل العقد في حالة إخالل الغارس بالتزماته ،وأيضا
الحالة التي يطلب فيها الغارس إجراء قسمة للعقار مدعيا أنه مالك على الشياع ،كما يجب
الحسم بشكل أوضح في مسألة الحوز والتي الزالت تعرف نوعا من التذبذب على مستوى
القضاء.
لذلك يتعين على المشرع أن يتدخل لتعديل بعض النصوص القانونية في المدونة،
وذلك حفاظا على حقوق األطراف وضمان استقرار المعامالت العقارية.
56
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
فهرس المراجع:
القرآن الكريم:
الكتب العامة:
-ابن منظور ،لسان العرب ،دار لسان العرب ،المجلد األول ،طبعة.1121 ،
-صحيح البخاري ومسلم .
-أبو الحسن علي بن عبد السالم التسولي ،البهجة في شرح التحفة ،الجزء الثاني ،دار
المعرفة ،بيروت ،الطبعة الثالثة .2022،
-محمد بن إسماعيل أبو عبدهللا البخاري الجعفي ،صحيح البخاري ،دار طوق النجاة،
بيروت ،الطبعة الولى ،1112،الجزء الرابع ،كتاب المناقب -عالمات النبوة.
-حمد بن صالح بن محمد العثيمين ،دار الوطن،الرياض ،الطبعة األولى ،1111،الجزء
،23كتاب الزكاة.
-محمد بن أحمد بن أبي سهل شمس ْاالئمة السرخسي ،المبسوط ،دار المعرفة ،بيروت،
الطبعة االولى ،2005،الجزء ،21كتاب الهبة ،باب الصدقة.
-عبد هللا بن محمد بن قدامة ،المغني ،دار عالم الكتب ،القاهرة ،الطبعة الثالثة ،2002،
الجزء الخامس.
-أبو يحي زكرياء األنصاري ،شرح روض الطال من أسني المطالب ،ج ،1،المكتبة
اإلسالمية.
-أبو الحسن علي الماوردي ،كتاب األحكام السلطانية والواليات الدينية ،تحقيق سمير
مصطفى رباب ،1111 ،المكتبة العصرية ،بيروت.
-المغني ،طبعة ،2035 ،دار الكتاب العربي ،بيروت.212/6 ،
-محمد بن عرفة الدسوقي المالكي ،حاشية الدسوقي على الشرح الكبير ،دار الفكر .66/1
-تبيين الحقائق.56/6 ،
-شرح مختصر ابن الحاجب تصنيف الشيخ خليل بن إسحاق الجندي المالكي ،تحقيق أحمد
بن علي الدمياطي ،مركز التراث الثقافي المغربي ،الطبعة األولى ،ج.3،
-محمد عليش ،شرح منح الجليل على مختصر العالمة خليل ،وبهامشه حاشية ":تسهيل
منح الجليل" ،الجزء الثالث ،مكتبة النجاح ،طرابلس ليبيا.
57
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
-أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شر ف النووي ،المجموع شرح المهذب (مع تكملة
السبكي والمطيعي) ،دار الفكر ،دمشق ،الطبعة االولى ،1113،الجزء السادس ،باب زكاة
الذهب والفضة.
-محمد بن إبراهيم بن عبد هللا التويجري ،مختصر الفقه اإلسالمي في ضوء القرآن
والسنة ،دار أصداء المجتمع للتوزيع والنشر،القصيم ،الطبعة الحادية عشرة .1123 ،
-مرعي بن يوسف بن الكرمي ،غاية المنتهى في جمع اإلقناع والمنتهى ،الجزء
الثاني ،دار السعيدية للنشر ،الرياض ،طبعة .1121
-محي الدين إسماعيل علم الدين ،الحقوق العينية ،دار الجيل للطباعة ،لسسنة
.2022
-محمد ْاالنصاري الرصاع أبو عبد هللا ،شرح حدود ابن عرفة ،دار الغرب
اإلسالمي ،بيروت ،الطبعة االولى. 1121 ،
-عبد الرحمان الجزيري ،الفقه على المذاهب األربعة ،دار الكتب العلمية ،بيروت،
الطبعة الثانية ،لسنة ،1115المجلد الثالث.
-وهبة الزحيلي ،الفقه اإلسالمي وأدلته ،الجزء الخامس ،دار الفكر للطباعة
والنشر،دمشق ،الطبعة الثانية ،لسنة . 1123
-محمد بن أحمد بن محمد بن رشد األندلسي ،بداية المجتهد ونهاية المقتصد ،مكتبة
ابن تيمية للنشر والطباعة ،القاهرة،الطبعة األولى ،لسنة ،2001المجلد الثاني.
-برهان الدين أبو الوفاء إبراهيم ،تبصرة الحكام في أصول األقضية ومناهج األحكام،
الجزء الثاني ،مصر.
الوقاف والشؤون اإلسالمية الكويتية ،الموسوعة الفقهية الكويتية ،الجزء -وزارة ا ْ
،23دار السلسل ،الكويت ،الطبعة الثانية.1112،
الكتب الخاصة:
-أحمد خرطة ،الحقوق العينية األصلية والتبعية ،مطبعة القبس ،الطبعة الثانية ،لسنة
.1115
-عبد الرحمان بلعكيد ،علم الفرائض والوصايا ،الطبعة األولى ،لسنة .1121
-محمد بن معجوز ،الحقوق العينية في الفقه اإلسالمي والتقنين المغربي،الطبعة
الثانية .2000
58
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
-عبد الرزاق السنهوري :أسباب كسب الملكية ،الجزء التاسع ،دار النهضة العربية،
.2063
-إدريس الفاخوري ،الحقوق العينية وفق القانون رقم ،50.13منشورات مجلة
الحقوق ،سلسلة المعارف القانونية والقضائية ،دار نشر المعرف ،مطبعة المعارف الجديدة،
الرباط ،طبعة .1125
-مأمون الكزبري ،التحفيظ العقاري و الحقوق العينية األصلية والتبعية في التشريع
المغربي،الجزء الثاني ،الطبعة الثانية ،لسنة .2032
-مأمون الكزبري ،نظرية االلتزامات في ضوء قانون االلتزامات والعقود المغربي،
المجلد األول ،مصادر االلتزامات ،بيروت ،الطبعة الثانية ،لسنة .2021
-عبد السالم أحمد فيغو،العقود المسماة في البيع والمعاوضةـ الطبعة األولى ،مطبعة
فاس بريس لسنة .2006
-محمد العروصي ،المختصر في بعض العقود المسماة ،عقد البيع والمقايضة
والكراء ،الطبعة السادسة ،لسنة .1120-1123
-أنور سلطان،العقود المسماة ،شرح عقدي البيع والمقايضة ،دار النهضة العربية
لسنة .2035
-محمد بونبات ،في الحقوق العينية ،دراسة مقاربة للحقوق العينية وجدواها
االقتصادية واالجتماعية ،الطبعة األولى ،لسنة ،1111المطبعة والوراقة الوطنية ،مراكش.
-العربي محمد مياد ،الحقوق العينية األصلية والتبعية ،دراسة عملية مقارنة في
التشريعات والعمل القضائي العربيين ،طبعة.1112 ،
-حليمة بنت المحجوب بن حفو ،القانون العقاري وفق آخر المستجدات ،دراسة نظرية
تطبيقية معززة باجتهادات قضائية ،الطبعة الثالثة ،لسنة ،1111المطبعة والوراقة الوطنية،
مراكش.
-عبد العالي الدقوقي ،حق الملكية والضمانات العينية والشخصية ،دراسة في قانون
رقم 50.13بمثابة مدونة الحقوق العينية،طبعة.1120-1123 ،
-محمد خيري ،الملكية ونظام التحفيظ العقاري بالمغرب ،دار نشر المعرفة ،الرباط،
الطبعة الثانية .2001
-عبد العلي العبودي :الحيازة فقها وقضاء ،مركز الثقافة العربي -الدار البيضاء،
الطبعة األولى.2006 ،
59
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
-إدريس السماحي ،الحقوق العيني ونظام التحفيظ العقاري ،مطبعة أمرين للطباعة
والتلفيف ،الطبعة األولى. 1115 ،
األطاريح والرساحئل :
-أنس عبد الواحد صالح الجابر ،أحكام الرجوع في العقود المالية في الفقه السلمي،
أطروحة لنيل الدكتوراه ،كلية الدراسات العليا ،الجامعة االردنية ،عمان .1113،
-زكرياء الرجراجي ،الحجز العقاري ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص،
كلية الحقوق بجامعة موالي إسماعيل مكناس ،السمة الجامعية .1121-1110
المقاالت :
-أنور محمود دبور ،أثر مرض الموت في عقود المعاوضات في الفقه اإلسالمي،
بحث مقارن ،منشور في مجلة الشريعة والقانون ،عدد ،5لسنة .2030
الظهاحئر والقوانين:
-ظهير شريف رقم 2.22.02صادر في 12من شعبان 10 ( 2151يوليوز
،)1122بتنفيذ نص الدستور ،منشور بالجريدة الرسمية عدد 3061بتاريخ .1122/12/51
-القانون رقم 50.13الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ،2.22.223المؤرخ في
13من ذي الحجة ،)1122/22/11 (2151الجريدة الرسمية عدد 3003بتاريخ
.1122/22/11
-ظهير 0رمضان 21 ( 2552أغسطس )2025المتعلق بقانون االلتزامات
والعقود ،المنشور بالجريدة الرسمية عدد 1111بتاريخ 10سبتمبر .2025
-الظهير الشريف الصادر في 0رمضان 21 (2552أغسطس ،)2025المتعلق
بالتحفيظ العقاري كما وقع تغييره وتتميمه بالقانون رقم 21.12الصادر بتنفيذه الظهير
الشريف رقم 2.22.222في 13من ذي الحجة 11 (2151نوفمبر ،)1122الجريدة
الرسمية عدد 3003بتاريخ 12ذو الحجة 11 ( 2151نوفمبر .)1122
-ظهير شريف رقم،2.10.156 ،صادر في 3ربيع األول 15 ( ،2152فبراير
،)1121يتعلق بمدونة األوقاف. ،الجريدة الرسمية عدد ،3312بتاريخ فاتح رجب 2152
( 21يونيو .1121
-ظهير شريف رقم ،2.26.225صادر في 6ذي القعدة 2152بتنفيذ القانون رقم
56.23المتعلق بالماء ،الجريدة الرسمية ،عدد ،6101بتاريخ 13أغسطس .1126
61
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
61
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
62
الفوج الثامن أسباب اكتساب الملكية في التشريع المغربي
الفهرس:
63