Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 118

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫جامعة ‪ 08‬ماي ‪ 45‬قالمة‬

‫قسم اللغة العربية وآدابها‬ ‫كلية اآلداب و اللغات األجنبية‬

‫مذكرة تخرج لنيل شهادة ماستر تخصص لسانيات تطبيقية وتعليمية اللغة العربية‬

‫طرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬

‫السنة الثالثة ثانوي – أ نموذجا‪-‬‬

‫إشراف األستاذ‪،‬‬ ‫إعداد الطالبة‪،‬‬

‫‪ -‬بلعــز الطــاهر‬ ‫‪ -‬سماعلي سميحة‬

‫السنة الجامعية‬

‫‪2015-2014‬‬
‫ب‬
‫إهــــــــداء‬
‫أنامل تحيط بقلم أعياه التعب واألرق وال يقوى على الحراك يتكأ على‬
‫قطرات مملوءة بالحزن والفرح في آن واحد حزن يشوبه الفراق بعد‬
‫التجمع‪ ،‬و فرح لبزوغ فجر جديد من حياتي هو يوم تخرجي‪ ،‬هو‬
‫بالنسبة لي يوم ميالدي أتطلع فيه لما هو آت من همسات هذه الدنيا‬

‫إهدائي هنا ليس لتخرجي فقط بل للتحليق نحن والرفقة في السماء‬


‫مملؤة بغمام يصحبه المزن‪ ،‬هي فرص تقتنص وثمرات تقتطف عندما‬
‫تكون يانعة‪.‬‬

‫وها أنا أقف ألقطف احدى هذه الثمرات التي ينعت لي ‪ ....‬و هي‬
‫تخرجي في انتظار قطف المزيد بإذن اهلل‪.‬‬

‫إلى كل من كلله اهلل بالهيبة والوقار‪ ،‬إلى من علمني العطاء بدون‬


‫انتظار‪ ،‬إلى من أحمل اسمه بكل افتخار‪ ،‬أرجو من اهلل أن يمد في‬
‫عمرك لترى ثما ار قد حان قطافها بعد طول انتظار‪.‬‬

‫وستبقى كلها نجوم أهتدي بها اليوم وفي الغد إلى األبد‪ ....‬والدي‬
‫العزيز‪.‬‬

‫ج‬
‫إلى مالكي في الحياة ‪...‬إلى معنى الحب ومعنى الحنان إلى بسمة‬
‫الحياة وسر الوجود إلى من كان دعاؤها سر وجودي إلى من كان‬
‫دعاؤها سر نجاحي إلى أغلى الناس ‪ ........‬أمي العزيزة‪.‬‬

‫إلى من كان سندي وعوني في هذه المذكرة‪ ،‬زوجي وتاج رأسي‪ ...‬بالل‪.‬‬

‫إلى من أرى البراءة في أعينهم والسعادة في ضحكاتهم‪ ....‬إخواني‬


‫و أخواتي و باألخص شهيناز‪ ،‬و رحمة‪.‬‬

‫إلى صديقاتي باألخص نوال‪ ،‬سمية‪.‬‬

‫تقدي ار وعرفانا بالجميل ال يسعنا إال أن نتقدم بالشكر إلى كل من قدم لنا‬
‫يد المساعدة من قريب أو بعيد ولو بالكلمة الطيبة‪ ،‬و باألخص األستاذ‬
‫''بلعز الطاهر'' لمساعدته لي واشرافه على هذا العمل المتواضع‪.‬‬

‫د‬
‫مقدمـــــــــة‬

‫ه‬
‫مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ‪:‬‬

‫يمر العصر الحالي بثورة علمية ضخمة وتغيرات وتحوالت عديدة في كفة مجاالت الحياة األمر‬

‫الذي يستدعي مواكبة و مالحقة هذا التقدم ‪ ،‬ونظ ار ألن مجتمعنا يسعى إلى التقدم من خالل المؤسسات‬

‫التربوية كإحدى وسائل التقدم ‪ ،‬فقد أصبحت المدرسة الجزائرية مطالبة أكثر من أي وقت مضى أن‬

‫تبذل كل جهد ممكن لتربية اإلنسان العصري القادر على التفكير السليم البناء ‪ ،‬و التكيف مع طبيعة‬

‫عصره و خصائصه ‪ ،‬ويقع العبء األكبر على عاتق المعلم باعتباره ركيزة نشاط المدرسة و المحرك‬

‫األساسي لجهودها ‪ ،‬فلم يعد التدريس مجرد نقل المعرفة و إنما يتطلب معرفة أصوله و قواعده ‪،‬‬

‫فالتدريس عملية ذاتية تظهر فيها شخصية المعلم ‪ ،‬وتلعب فيها ذاتيته دو ار عظيما ‪.‬‬

‫و لما كانت اللغة العربية لغة القرآن الكريم ‪ ،‬فإنه كان لزاما عتى أهلها تعلمها و العمل على تعليمها‬

‫للناشئة و الكبار ‪ ،‬والحرص على تدريس فروعها التي تضمن سالمتها نطقا و كتابة وفق ما تقتضيه‬

‫من قواعد و ضوابط ‪ ،‬وكذلك االهتمام بطرائق تدريسها ‪.‬‬

‫فطرق التدريس تعتبر من مكونات المنهج األساسية و التي تحتاج إلى تدريب ‪ ،‬لذا ينبغي على‬

‫المعلم أن يجعل درسه مرغوبا فيه من طرف التالميذ من خالل طريقة التدريس التي يتبعها حيث أن‬

‫هنالك طرق متعددة للتدريس يجب على المعلم أن يتدرب عليها وأن يختار الطريقة التي تناسب مادته‬

‫العلمية ‪ ،‬والتي تساهم في استثارة فاعلية تالميذه و نشاطهم بحيث ال يكونوا سلبيين يتلقون فيه‬

‫المعلومات فقط ‪ ،‬فنجاح الموقف التعليمي و العملية التعليمية يتوقف على طريقة التدريس المتبعة ‪.‬‬

‫ومن خالل المعطيات السابقة و التي دفعتني إلى طرح هذا الموضوع قيد الدراسة النظرية و الميدانية و‬

‫المعنون "طرائق تدريس قواعد اللغة العربية –السنة الثالثة ثانوي أ نموذجا‪-‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫فلو نظرنا إلى واقع التدريس في بالدنا ‪ ،‬و خاصة في تدريس اللغة العربية وقواعدها لوجدنا قصو ار‬

‫كبي ار ‪ ،‬ويتضح ذلك في عدم اختيار الطرائق التدريسية المناسبة التي تناسب هذه المادة العلمية و‬

‫خاصة في المرحلة الثانوية التي تعتبر مرحلة هامة من حياة المتعلمين ‪ ،‬هادفة من ورائه إلى لفت‬

‫انتباه مدرسي اللغة العربية إلى أهمية طرائق التدريس ‪ ،‬هذا من خالل اإلحاطة بقدر اإلمكان بجميع‬

‫الجوانب المهمة في الموضوع ‪ ،‬وذلك من خالل فصل نظري و الثاني تطبيقي ‪ ،‬حيث تم التطرق في‬

‫الفصل النظري إلى ثالثة مباحث تمثل المحاور الرئيسية لعنوان الدراسة ‪ ،‬فقد تطرقت في المبحث‬

‫األول إلى مفهوم الطريقة والقواعد األساسية التي تنبني عليها طرائق التدريس باإلضافة إلى أنواعها ‪,‬‬

‫أهميتها‪.‬‬

‫أما المبحث الثاني فتناولت فيه مفهوم التدريس و الفرق بين التدريس و التعليم و التعلم و إلى مكونات‬

‫عملية التدريس و أهدافها و أهميتها ‪.‬‬

‫أما المبحث الثالث فقد تطرقت فيه إ مفهوم القواعد النحوية و أهميتها و أهدافها و طرائق تدريسها ‪،‬‬

‫هذا فيما يخص الجانب النظري ‪.‬‬

‫أما الجانب التطبيقي فقد ضم مبحثين ‪،‬المبحث األول فقد تناول نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد‬

‫اللغة العربية ‪ ،‬أما المبحث الثاني فقد كان لعرض و مناقشة و تحليل نتائج االستبيان ‪ ،‬و أخي ار‬

‫ملخص عام للدراسة كخاتمة للبحث و بعض التوصيات و االقتراحات ‪.‬‬

‫وفى ظل كل هذه المعطيات تأتي هذه الدراسة الموسومة ب "طرائق تدريس قواعد اللغة العربية –السنة‬

‫الثالثة ثانوي أ نموذجا‪"-‬‬

‫انطالقا من التساؤالت اآلتية ‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ ‬ما الدور الذي تلعبه طرائق التدريس في تحقيق األهداف التربوية العامة و الخاصة ؟‬

‫‪ ‬ما مدى مساهمة طرائق التدريس في نجاح الموقف التعليمي ؟‬

‫‪ ‬ما هي الطريقة الفعالة في تدريس قواعد اللغة العربية ؟‬

‫وقد وضعنا لهذه التساؤالت الفرضيات التالية ‪:‬‬

‫‪ ‬لطرائق التدريس دور أساسي وفعال في تحقيق األهداف التربوية العامة و الخاصة ‪.‬‬

‫‪ ‬تساهم طريقة التدريس مساهمة كبيرة في نجاح العملية التعليمية ‪،‬فهي عنصر أساسي في نجاح الموقف‬

‫التعليمي ‪.‬‬

‫‪ ‬الطريقة الفعالة في تدريس قواعد اللغة العربية هي الالطريقة ‪.‬‬

‫وتعود أسباب اختياري لموضوع الدراسة لعدة عوامل تتلخص في أسباب ذاتية وهي أن موضوع الدراسة‬

‫يدخل ضمن تخصصي ‪،‬ويخص جميع طلبة اللغة العربية المقبلين على عملية التدريس ‪ ،‬و بالتالي‬

‫كان من الضروري معرفة مختلف تعقيدات هذه العملية وسبل تكييفها أثناء التطبيق لدروس قواعد اللغة‬

‫العربية ‪ ،‬باإلضافة إلى أسباب موضوعية تتمثل في أهمية طرائق التدريس في عملية التعليم و التعلم ‪،‬‬

‫وبالتالي نجاح الموقف التعليمي بأساليب و طرائق تأخذ في الحسبان طبيعة و خصائص مختلف‬

‫التالميذ وهذا هو جوهر العملية التعليمية ‪.‬‬

‫كما أن الهدف من الدراسة هو معرفة الطرائق المعتمدة في التدريس و الوقوف على أهميتها في نجاح‬

‫العملية التعليمية ‪ ،‬مع اقتراح الطرائق المثلى التي تسهل عملية التعليم لقواعد اللغة العربية ‪.‬‬

‫وقد اعتمدنا في هذه الدراسة على المنهج الوصفي من خالل تطبيق أداة القياس المتمثلة في االستبيان‬

‫حيث تم توزيع االستمارة على عينة مكونة من تسعة أساتذة (‪ ) 09‬في اللغة العربية في المرحلة‬

‫‪8‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫الثانوية ‪ ،‬و خمسين تلميذا (‪ ، )50‬مستعينين أيضا بالمنهج التحليلي و موظفين تقنيات اإلحصاء‬

‫الكمي و االستداللي ‪.‬‬

‫أما بالنسبة لموضوع الدراسة فموضوعي ليس بجديد و ليس ابتكا ار لي ‪ ،‬فقد تناولته الدراسات السابقة‬

‫لكن في أطوار مختلفة ( االبتدائي ‪ ،‬المتوسط ) و بالتالي تأتي هذه الدراسة لتوجه االهتمام إلى المرحلة‬

‫الثانوية لما لها من أهمية كونها مرحلة ختامية ‪ ،‬و تتم بعض جوانب النقص للدراسات السابقة من‬

‫خالل معرفة مدى تحقق األهداف التربوية المسطرة من خالل طرائق التدريس المتبعة في تدريس قواعد‬

‫اللغة العربية في المرحلة الثانوية ‪.‬‬

‫أما فيما يخص الصعوبات فقد واجهتني عدة صعوبات أثناء إنجاز هذه الدراسة و التي منها قلة‬

‫المراجع و انعدام بعضها في جامعتنا مما حذا بنا التنقل إلى جامعات أخرى ‪.‬‬

‫وقوعنا في حرج مع األساتذة لرفضهم اإلجابة على أسئلة االستبيان مما جعل عينة الدراسة قليلة ‪،‬‬

‫باإلضافة إلى االستهزاء و عدم الجدية لدى التالميذ ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫الفصل النظ ــري‬

‫‪10‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫المبحث األول‪:‬‬
‫طرائق التدريس مفهومها وأن واعها‬
‫وأ هميتها‬

‫‪11‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ .1‬مفهوم طريقة التدريس‪:‬‬

‫أ‪ /‬لغــة‪:‬‬

‫يدور مصطلح الطريقة لغة حول عدة معاني‪ :‬السيرة و المذهب و المسلك‪.‬‬

‫وقد جاء في لسان العرب أن الطريقة‪ <<:‬السيرة‪ ،‬وطريقة الرجل‪ :‬مذهبه‪ ،‬والطريقة‪ :‬الخط في‬
‫‪1‬‬
‫الشيء‪ ،‬الطريقة جمعها طرائق>>‪.‬‬

‫و الطريقة‪ :‬الطريق و السيرة و المذهب‪.‬‬

‫و في التنزيل العزيز في قصة فرعون‪:‬‬


‫‪2‬‬
‫<< و يذهب بطريقتكم المثلى>>‪.‬‬

‫ب‪ /‬اصطالحــا‪:‬‬

‫وضع المربون تعريفات اصطالحية متنوعة لمصطلح " الطريقة‪ :‬فمنهم من عرفها بأنها‬
‫<< سلسلة من األنشطة الموجهة للمعلم‪ /‬المعلمة ينتج عنها تعلم الطلبة‪ ،‬أو هي العملية أو‬
‫اإلجراء الذي يؤدي تطبيقه الكامل إلى التعلم‪ ،‬أو هي الوسيلة التي بواسطة عناصر طريقتها‬
‫‪3‬‬
‫يصبح التدريس فعاال>>‪.‬‬

‫<< و هي سلسلة الفعاليات المنظمة التي يديرها المعلم في الصف محاوال توجيه انتباه‬
‫طالبه إليه بكل وسيلة و مشاركا في هذه الفعاليات بغرض أحداث التعلم>>‪ 4‬فهي تتأثـر اذن‬

‫بأسلوب و شخصية المعلم‪.‬‬

‫و يعرفها " زريق" ‪ 1971‬بأنها <<األسلوب أو الكيفية التي يوجه بها المعلم‪ /‬المعلمة‬
‫أنشطة طلبته و يمكنهم من أن يتعلموا بأنفسهم‪.‬‬

‫‪ 1‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مادة (ط‪ .‬رق)‪ ،‬دار صادر بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬مج ‪ ،10‬ط‪1414 ،3‬هـ‪1994 ،‬م‪ ،‬ص‪.223 ،221 ،220‬‬
‫‪ 2‬جممع اللغة العربية‪ ،‬معجم الوسيط‪ ،‬مادة (ط‪ ،‬رق)‪ ،‬دار الدعوة اسطنبول‪ ،‬تركيا‪ ،‬د‪ ،‬س‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،2‬ص‪.552‬‬
‫‪ 3‬خنبة من املتخصصني‪ ،‬طرائق التدريس والتدريب العامة‪ ،‬الشركة العربية املتحدة للتسويق والتوريدات‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،2008 ،9‬ص‪.10‬‬
‫‪ 4‬سوسن بدرخان‪ ،‬الرتبية املهنية مناهج وطرائق التدريس‪ ،‬دار جرير للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪1426 ،1‬هـ‪2006 ،‬م‪ ،‬ص‪.141‬‬

‫‪5‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫و يعرف " صالح عبد العزيز" الطريقة بأنها في أبسط معانيها ال تخرج عن سلوك أقرب‬
‫السبل في عمل األشياء‪ ،‬و يعرفها تربويا بأنها أيسر السبل للتعليم و التعلم‪ ،‬وتعد الطريقة جيدة‬
‫في أي منهاج من مناهج الدراسة عندما تسفر عن نجاح المعلم‪ /‬المعلمة في عملية التدريس و‬
‫تعلم الطلبة بأيسر السبل و أكثرها اقتصادا‪.‬‬

‫و يعرفها " النحالوي" بأنها تلك األساليب المشتركة التي يمكن أن تطبق على مواد‬
‫التدريس مهما اختلفت طبيعتها>>‪.1‬‬

‫<< فالطريقة هي الشكل التعليمي الذي يتم من خالله إنجاز درس من الدروس في إطار مادة‬
‫من المواد‪ ،‬وعلى هذا فهي تلك األنشطة التي ينبغي أن يزاولها المعلم بفضل مواد دراسية معينة‬
‫قصد جعل المتعلمين يحققون أهدافا تربوية محددة>>‪ 2‬فهي الخطة التي يبني عليها المعلم درسه‬
‫<< و هي بمعناها الضيق تكون عبارة عن خطوات محددة يتبعها المدرس لتحفيظ المتعلمين‬
‫أكبر قدر ممكن من المادة العلمية الدراسية‪ ،‬و هنا تكون الطريقة وسيلة لوضع الخطط و تنفيذها‬
‫في مواقف الحياة الطبيعية‪ ،‬بحيث يكون الصف الدراسي جزءا من الحياة و يجري في سياقها‪ ،‬و‬
‫ينمو الطالب فيها بتوجيه من المدرس و إرشاده‪ ،>>3‬فهي إذن تدخل فيها شخصية المعلم و‬
‫خبرته‪.‬‬

‫و هكذا فإن الطريقة تعني<< ترتيب الظروف الخارجية للتعلم و تنظيمها و استخدام‬
‫األساليب التعليمية المالئمة لهذا الترتيب و التنظيم‪ ،‬بحيث يؤدي ذلك إلى اإلتصال الجيد مع‬
‫المتعلمين لتمكينهم من التعلم‪.‬‬

‫وقيل عن الطريقة أيضا بأنها األسلوب المتسلسل المنظم الذي يمارسه المدرس ألداء‬
‫عملية التعليم و لتحقيق الغرض المطلوب منها في ايصال المادة أو المعلومات إلى المتعلم‪،‬‬

‫‪ 1‬خنبة من املتخصصني‪ ،‬طرائق التدريس و التدريب العامة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.10 ،10‬‬
‫‪ 2‬بشري ابرير وآخرون‪ ،‬جملة مفاهيم التعليمية بني الرتاث و الدراسات اللسانية احلديثة‪ ،‬خمرب اللسانيات و اللغة العربية‪ ،‬ص‪.133‬‬
‫‪ 3‬طه حسني الدليمي‪ ،‬سعاد عبد الكرمي عباس الوائلي‪ ،‬اللغة العربية مناهجها وطرائق تدريسه‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،2005 ،1‬ص‪.87‬‬

‫‪6‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫و يمكن أن تعني أيضا الكيفيات التي تحقق التأثير في المتعلم بحيث تؤدي إلى التعلم‬
‫‪1‬‬
‫و النماء>>‬

‫فالطريقة هي الخطوات التي يتبعها المعلم إليصال أكبر قدر ممكن من المادة الدراسية‪.‬‬

‫<<فهي وسيلة لوضع الخطط و تنفيذها بحيث يكون الصف جزءا من الحياة‪ ،‬يجري في سياقها‬
‫المتعلم‪ ،‬و ينمو بتوجيه المعلم و إرشاده و قد قيل‪ :‬أن الطريقة تعني تنظيم الظروف الخارجية‬
‫للتعلم‪ ،‬و استخدام األساليب التعلمية المالئمة لتحقيق األهداف>>‪.2‬‬

‫و من هنا نصل إلى أن طريقة التدريس هي << سلسلة من الفعاليات التي يقوم بها‬
‫المعلم ليصل بالمتعلم إلى التعلم الفعال‪ ،‬و تتضمن طريقة التدريس تحديد األهداف‪ ،‬اختيار‬
‫األساليب و األنشطة المالئمة لتحقيقها و اختيار وسائل تعليمية‪ ،‬و نمط تقويمي معين و مناخ‬
‫صفي و إدارة صفية مالئمة>>‪.3‬‬

‫و لهذا فإن طريقة التدريس تعد أفضل السبل لتحقيق تعلم فعال‪.‬‬

‫و‬ ‫و عليه فإن طريقة التدريس هي<< الكيفية التي تنظم بها المعلومات و المواقف‬
‫‪4‬‬
‫الخبرات التربوية التي تقدم للمتعلم و تعرض عليه و يعيشها لتحقق لديه األهداف المنشودة>>‬
‫و يرى البعض اآلخر أن الطريقة هي‪ <<:‬توجه فلسفي يتألف من مجموعة من الفرضيات‬
‫و تتأثر بها‬ ‫المترابطة و المتعلقة بطبيعة تعلم المادة و تعليمها‪ ،‬و أن ثمة عوامل تؤثر فيها‬
‫و‬ ‫منها األهداف نفسها و إعداد المعلمين و حماسهم و المواد التعليمية و التقنيات‬
‫االختبارات و اإلجراءات التي تتم فيها العملية التعليمية‪.‬‬

‫فالطريقة تشمل من الناحية النظرية التوجه الفلسفي و النظرة العامة‪ ،‬و من الناحية‬
‫العملية تعني طرائق اختيار المادة التعليمية التي يراد تدريسها‪ ،‬ما تعني تدرج هذه المادة‪.‬‬

‫‪ 1‬طه حسني الدليمي‪ ،‬سعاد عبد الكرمي عباس الوائلي‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.88 ،87 ،‬‬
‫‪ 2‬يوسف مارون‪ ،‬طرائق التعليم بني النظرية و املمارسة يف ضوء االجتاهات الرتبوية احلديثة و تدريس اللغة العربية يف التعليم األساسي‪ ،‬املؤسسة احلديثة‬
‫للكتاب‪ ،‬طرابلس‪ ،‬لبنان‪ ،2007 ،‬ص‪.142‬‬
‫‪ 3‬فوزي أمحد مسارة‪ ،‬التدريس مفاهيم‪ ،‬أساليب طرائق‪ ،‬مؤسسة الطريق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪2004 ،1424 ،1‬م‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ 4‬ابراهيم بن عبد العزيز الدعليج ‪،‬املناهج‪ ،‬املكونات‪ ،‬األسس‪ ،‬التنظيمات‪ ،‬التطوير‪ ،‬دار القاهرة‪ ،‬ط‪ ،2007 ،1‬ص‪.30‬‬

‫‪7‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫وفي أثناء الحديث عن معنى " الطريقة" ككلمة يقول " كلباتريك" هناك معنيان للفظ‬
‫"طريقة التدريس"‪ :‬معنى ضيق‪ :‬و المقصود به توصيل المعلومات‪ ،‬و معنى واسع و شامل‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫و هو إكساب المعلومات مضافا إليه وجهات نظر و عادات في التفكير و غيرهما>>‪.‬‬

‫و طرائق التدريس<< تمثل مجموعة من الخطوات التي يضعها ويتبعها المعلم أو‬
‫المدرس بهدف إيصال المادة العلمية إلى التالميذ مستعينا باألساليب و الوسائل المتاحة على أن‬
‫و‬ ‫تكون هذه الطرائ ق مستجيبة و منسجمة مع طبيعة المادة العلمية و طبيعة التالميذ‬
‫‪2‬‬
‫خصائصهم السلوكية و التكوين النفسي لهم وعوامل البيئة المحيطة بما فيها الضغوط>>‪.‬‬

‫<< و القيود الخارجية و التي أثرت بشأن كبير على هذه الطرائق و أوجه االختالفات بينها بما‬
‫يجعل من الصعب جدا أن تحدد طريقة واحدة لجميع المعلمين أو المدرسين و لجميع التالميذ و‬
‫المواد المختلفة و ذلك الختالف العوامل التالية‪:‬‬

‫‪ ‬اختالف خصائص التكوين النفسي للتالميذ‪.‬‬


‫‪ ‬اختالف المواد العلمية و المواضيع‪.‬‬
‫‪ ‬اختالف الوسائل التعليمية المتوفرة‪.‬‬
‫‪ ‬اختالف عوامل البيئة الخارجية و تأثيرها على مواقف و دوافع و حاجات و رغبات‬
‫التالميذ‪.‬‬

‫و لقد حدد " كـود" في كتابه " قاموس التربية" طرائق التدريس من خالل معينين هما‪:‬‬

‫المعنى األول ‪ :‬تعتبر طرائق التدريس تنظيم متوازن يقوم على أساس عقلي في ضوء معرفة‬
‫العناصر الجديدة التي تدخل في العملية التربوية وهدفها‪.‬‬

‫و‬ ‫المعنى الثاني‪ :‬طرائق التدريس تشمل عملية أو نشاط يهدف إلى عرض المادة التعليمية‬
‫‪3‬‬
‫محتوى النشاطات>>‬

‫‪ 1‬كمال عبد احلميد زيتون‪ ،‬التدريس مناذجه ومهارته‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1425 ،2‬هـ‪2005 ،‬م‪ ،‬ص‪.209‬‬
‫‪ 2‬ردينة عثمان يوسف‪ ،‬خدام عثمانيوسف‪ ،‬طرائق التدريس منهج‪ ،‬أسلوب‪ ،‬وسيلة‪ ،‬دار املناهج للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ،.2005 ،1‬ص‪.54‬‬
‫‪ 3‬ردينة عثمان يوسف‪ ،‬خدام عثمان يوسف‪ ،‬طرائق التدريس منهج‪ ،‬أسلوب‪ ،‬وسيلة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.54‬‬

‫‪8‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫وعلى هذا فطريقة التدريس هي << األداة أو الوسيلة الناقلة للعلم و المعرفة و المهارة و‬
‫و‬ ‫هي كلما كانت مالئمة للموقف التعليمي و منسجمة مع عمر المتعلم و ذكائه و قابليته‬
‫ميوله كانت األهداف التعليمية المتحققة عبرها أوسع عمقا و أكثر فائدة>>‪ 1‬فهي القناة الوسيطة‬
‫بين المعلم و المتعلم << فهي الطريقة التي يرسمها المدرس لنفسه ليسير على مقتضاها في‬
‫‪2‬‬
‫شرحه لدرسه>>‪.‬‬

‫و‬ ‫ففي ضوء ما سبق يتبين لنا أن الطريقة هي الخطة المنهجية التي يضعها‬
‫يتبعها المعلم قصد السير في درسه‪.‬‬

‫‪ .2‬القواعد األساسية التي تبنى عليها طرائق التدريس‪:‬‬

‫نظ ار للدور األساسي و الفعال الذي تلعبه طرائق التدريس في تحقيق األهداف التربوية‬
‫العامة و الخاصة‪ ،‬و ما لها من أهمية في تحقيق التعلم الفعال‪ ،‬فينبغي أن ترتكز و تنبني هذه‬
‫الطرائق على قواعد أساسية و ذلك لتحقيق فاعليتها داخل الموقف التدريسي‪.‬‬

‫<< و قد دلت التجارب و البحوث العلمية على ضرورة مراعاة القواعد العامة في طرائق‬
‫التدريس‪ ،‬ألنها تساير الطرائق التي بها يدرك اإلنسان ما حوله من األشياء وهذه القواعد مبنية‬
‫و يجدر‬ ‫في جملتها على الطرائق التي يتعلم بها الطفل و يتقدم تعلمه و تزداد فيها خبرته‪،‬‬
‫التنبيه على المعلم بأن ال يبالغ بهذه القواعد‪ ،‬ألن مبالغة المعلم في االلتزام بها من غير تبصر‬
‫يقلب فوائد القواعد أض ار ار و تصبح تكلف ظاهرا>>‪.3‬‬

‫و من هذه القواعد نذكر ما يلي‪:‬‬

‫‪ /1‬التدرج من المعلوم إلى المجهول‪:‬‬

‫‪ 1‬طه حسني الدليمي‪ ،‬سعاد عبد الكرمي عباس الوائلي‪ ،‬اللغة العربية منهاجه‪ ،‬وطرائق تدريسه‪،‬م‪،‬س‪،‬ص‪.88‬‬
‫‪ 2‬فايز مراد دندش‪ ،‬اجتاهات جديدة يف املناهج وطرق التدريس‪ ،‬دار الوفاء لدنيا النشر والطباعة‪ ،‬ط‪ ،2003 ،1‬ص‪.73‬‬
‫‪ 3‬خنبة من املتخصصني‪ ،‬طرائق التدريس والتدريب العامة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.28‬‬

‫‪9‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫<< تعمل على االستفادة من الخبرات التدريسية التي سبق للمتعلم أن تعلمها كمقدمة للخبرات‬
‫التدريسية التي سيدرسها‪ ،‬أي الربط بين التعلم القبلي و التعلم البعدي >>‪ 1‬و يعني هذا المزج‬
‫بين الخبرات القبلية و الجديدة‪.‬‬

‫<< و معنى ذلك االنتقال مما تعلمه التالميذ من قبل مما له اتصال بموضوع الدرس و اتخاذه‬
‫جس ار يعبرون عليه إلى ما يريدون تعلمه‪ ،‬و من هنا كان القديم سبيال إلى الجديد>>‪.2‬‬

‫و‬ ‫أي تكوين خبرات جديدة على ضوء خبرات سابقة و قبلية‪ ،‬فعلى أساس المعرفة السابقة‬
‫القديمة تولد معارف جديدة‪.‬‬

‫<< فإذا ارتبطت المعلومات الجديدة بالمعلومات القديمة التي يعرفها التالميذ فإنها عندئذ تفهم‪،‬‬
‫و في دروس اللغة العربية نستطيع أن نفيد من هذا المبدأ بأن نبدأ بتدريب التالميذ في القراءة‬
‫على الصورة التي يعرفها ( صورة األب و األم) ثم في تعريفه على الرمز الدال عليها و هو‬
‫المجهول>>‪.3‬‬

‫<< حيث تعهد المعلومات السابقة إلى التجديد و إلى الظروف المماثلة التي لها عالقة بها‪ ،‬فال‬
‫يدرك اإلنسان األمور الجدية إال بوساطة المعلومات القديمة التي تمثلها أو التي لها عالقة بها‪،‬‬
‫لذلك على المعلم أن يتصرف على ما لدى الطلبة من معلومات ليتخذ منها مقدمة و مدخال‬
‫لدرسه الجديد و أسلوب تشويق الطلبة لميولهم و رغباتهم>>‪ .4‬فالمعارف الجديدة هي نتاج‬
‫المعارف الجديدة‪.‬‬

‫فالمعلم يجب أن يربط المعلومات الجديدة بالمعلومات القديمة‪.‬‬

‫<< فالجديد من المعلومات الذي ال ينبني على المعلومات القديمة غريب على التالميذ و لن‬
‫يلبثوا أن ينسوه‪.‬‬

‫‪ 1‬فوزي امحد مسارة‪ ،‬التدريس‪ ،‬مفاهيم‪ ،‬اساليب‪ ،‬طرائق‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫‪ 2‬فايز مراد دندش‪ ،‬اجتاهات جديدة يف املناهج وطرق التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪ 3‬وليد أمحد جابر‪ ،‬تدريس اللغة العربية مفاهيم نظرية وتطبيقات عملية‪ ،‬دار الفكر للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪1423 ،1‬هـ‪2002 ،‬م‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ 4‬خنبة من املتخصصني‪ ،‬طرائق التدريس والتدريب العامة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.27‬‬

‫‪10‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫و لعلك تدرك اآلن قيمة المقدمة و الربط في الخطوات‪ ،‬وتطبيق هذه القاعدة ممكن في‬
‫و‬ ‫دروس كسب المعرفة‪ ،‬أما دروس كسب المهارة فليس من الممكن فيها إتباع هذه الطريقة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫يمكن إتباع طريقة من البسيط إلى المعقد‪ ،‬فيرسم الطفل القوس مثال قبل أن يرسم الدائرة>>‪.‬‬

‫فالمعرفة السابقة لها دور كبير في إنتاج و توليد معرفة جديدة‪ ،‬فالمعرفة السابقة و المعرفة‬
‫الجديدة هما بمثابة وجهان لعملة واحدة‪.‬‬

‫ب‪ /‬التدرج من البسيط إلى المركب (المعقد)‪:‬‬

‫<<إن العقل البشري يدرك األشياء ككل ثم يحاول بعد ذلك دراسة التفاصيل و األجزاء‪ ،‬فالمعلم‬
‫الناجح هو الذي يعمل على تدريب طالبه على التدرج في الخبرات و األنشطة البسيطة إلى‬
‫‪2‬‬
‫الخبرات المركبة>>‪.‬‬

‫ولهذا فمن واجب المعلم أن يتم انتقاله من األمور البسيطة السهلة إلى األمور الصعبة‬
‫المركبة‪<< ،‬و المراد بالبسيط السهل هنا ما هو واضح للطفل و مستمد من محيطه‪ ،‬لذا يبدأ‬
‫المعلم باألجزاء األ ساسية التي يراها الطفل بسيطة فيوضحها توضيحا كامال‪ ،‬ثم يزيد على‬
‫الصورة البسيطة التي تكونت في ذهن الطالب ما يريد أن يزيد عليها من دقائق و تفاصيل حتى‬
‫تأخذ شكلها الحقيقي أو قريبا منه‪ ،‬فالطفل يدرك الشجرة مثال قبل أن يعرف أجزاءها من جذر و‬
‫‪3‬‬
‫ساق وأغصان وأوراق وأزهار>>‪.‬‬

‫ومن هنا نخلص أن<< المراد بالبسيط كل ما هو واضح للطفل إدراكه كوحدة مرة واحدة‪،‬‬
‫فأي شيء يراه الطفل كالجمل أو الشجرة أو المنضدة أو العصفور‪ ،‬يظهر له كوحدة بسيطة أول‬
‫األمر‪ ،‬ثم يبدأ في إدراك األجزاء و التفاصيل و األعضاء بعد ذلك‪ ،‬و قد يكون إدراكه بعض من‬
‫هذا من تلقاء نفسه و إدراكه بعضها اآلخر بمساعدة الغير‪ ،‬فالطفل يعرف حصانه الخشبي مثال‬
‫جملة واحدة قبل أن يعرف أن له ذيل و أربعة أرجل و رقبة و أذنين صغيرين‪ ،‬وهذا ما يتفق مع‬

‫‪ 1‬فايز مراد دندش ‪ ،‬اجتاهات جديدة يف املناهج وطرق التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.73‬‬
‫‪ 2‬فوزي امحد مسارة‪ ،‬التدريس مفاهيم‪ ،‬أساليب‪ ،‬طرائق‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫‪ 3‬خنبة من املتخصصني‪ ،‬طرائق التدريس والتدريب العامة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.28‬‬

‫‪11‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫نظرية " الجشطالت" في علم النفس‪ ،‬وقد أثرت هذه النظرية في التربية باعتبار أن البداية بالكل‬
‫‪1‬‬
‫أسهل كثي ار من البداية بالجزء>>‪.‬‬

‫مما سبق يتضح لنا أن المعرفة الكلية هي أساس تكوين المعرفة الجزئية لدى اإلنسان‪.‬‬

‫جـ‪ /‬التدرج من المحسوس إلى المجرد‪:‬‬

‫<<إن الطفل ال يدرك المعنى إال بعد بلوغه الحسي‪ ،‬و المعاني المجردة كالحرية و الفضيلة و‬
‫"المساواة" ال يدركها الطفل‪ ،‬لذا البد من وسائل إيضاح يستعان بها في التدريس لنقل الطفل عن‬
‫طريقها من اإلدراك الحسي إلى اإلدراك المجرد وما لم يعتمد التدريس على األمور الحسية فإن‬
‫المدركات المجردة تكون مجرد ألفاظ ال معنى لها في نظر الطفل>>‪.2‬‬

‫<< لذا فعلى المعلم أن يسير في تدريسه من األمثلة و التجارب الحسية التي يمكن أن يستخدم‬
‫فيها المتعلم حواسه لبناء الخبرات ثم الوصول إلى الخبرات الكلية غير محسوسة و عليه أن‬
‫يكثر من األمثلة المحسوسة و التجارب بعد ذلك يمكن استخالص التعميمات و التعاريف‬
‫‪3‬‬
‫العامة>>‪.‬‬

‫<< فالطفل يدرك األشياء حوله بهذه الطريقة فهو يعرف حيوانات البيئة عن طريق رؤيته لها في‬
‫البداية‪ ،‬ثم في مرحلة تالية يعرفها عن طريق الصورة و أخي ار يستطيع إدراك األشياء إدراكا‬
‫مجردا حين سماعها أو ذكرها‪.‬‬

‫و من أمثلة هذه القاعدة في دروس اللغة العربية‪ ،‬عرض كلمة "كتاب" أو " قلم" مقرونة‬
‫برمزها ثم االنتقال إلى عرض صورة الشيء ( الكتاب أو القلم) غير مقرونة برمزها‪ ،‬ثم الوصول‬
‫‪4‬‬
‫بعد ذلك إلى تدريب التلميذ على قراءة المفردة أو الجملة المجردة من الصورة>>‪.‬‬

‫‪ 1‬فايز مراد دندش ‪ ،‬اجتاهات جديدة يف املناهج وطرق التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.74‬‬
‫‪ 2‬خنبة من املتخصصني‪ ،‬طرائق التدريس والتدريب العامة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ 3‬فوزي امحد مسارة‪ ،‬التدريس مفاهيم‪ ،‬أساليب‪ ،‬طرائق‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ 4‬وليد أمحد جابر‪ ،‬تدريس اللغة العربية مفاهيم نظرية وتطبيقات عملية‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.16‬‬

‫‪12‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫و‬ ‫لذلك فللوسائل و الصور اإليضاحية أهمية كبيرة في إدراك المجردات و المعارف الكلية‪،‬‬
‫عليه فالتدريس يجب أن يستند إلى أمور توضيحية حسية و تطبيقات ميدانية عملية‪.‬‬

‫<< فالمعروف أن فهم أدوار نمو التالميذ األولى يكون قاص ار على ما يحسونه بحواسهم‬
‫المختلفة‪ ،‬ففهم مدلول كلمة " كرة" أو " أرض" أو " بيت" تسهل بالنسبة لهم ألنها واقعة في دائرة‬
‫حسهم‪ ،‬و لكن المدركات الكلية و التعاريف العامة يصعب عليهم إدراكها‪ ،‬و لذلك يجب أن‬
‫نعطي األ مثلة الحسية و التجارب العلمية في تدريسنا ثم بعد ذلك نستخلص التعريف العام أو‬
‫القاعدة أو الحقيقة العامة‪ ،‬فالقانون العام مثال‪" :‬مجموع طول ضلعين في المثلث أكبر من طول‬
‫الضلع الثالث" فهذه كلها نظريات ال يمكن للتالميذ أن يستنتجوا بأنفسهم ما يمكن استنتاجه عقال‬
‫‪1‬‬
‫من هذه التجارب>>‪.‬‬

‫د‪ /‬التدرج من الخاص إلى العــام‪:‬‬

‫<< نعني بالخاص شيئا حسيا يمكن إدراكه بالحواس‪ ،‬أما العام فهو معنى معقول مجرد‪.‬‬

‫تتماشى هذه القاعدة مع الطريقة التي يتم بها فحص األشياء و الحقائق الخاصة و مالحظة ما‬
‫بينهما من أوجه تشابه‪ ،‬أو تضاد‪ ،‬ثم اطالق حكم يصدق عليها و يميزها عن سواها‪ ،‬فالطفل‬
‫يدرك شكل المربع و شكل المستطيل لما بينهما من تشابه في عدد األضالع و الزوايا القائمة‬
‫لكنه ال يدرك المعنى العقلي للمربع للوهلة األولى‪ ،‬بل إن تدرجه في المفارقة و في اإلدراك‬
‫‪2‬‬
‫العقلي يمكنه شيئا فشيئا من إدراك المربع من حيث هو معنى عام و كلي>>‪.‬‬

‫لذا فيجب على المعلم االنتقال بالمتعلم من الخاص إلى العام و ذلك قصد تيسير‬
‫و تحقيق اإلدراك و التعلم السريع الذي يبقى راسخ في ذهن المتعلم‪.‬‬

‫د‪ /‬التدرج من الكل إلى األجزاء‪:‬‬

‫فهذا المبدأ يمثل سالح المعلم في العملية التعليمية فبه يضمن المعلم فهم التالميذ‬
‫و استيعابهم لمادة تعليمية ما‪.‬‬

‫‪ 1‬فايز مراد دندش ‪ ،‬اجتاهات جديدة يف املناهج وطرق التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.74‬‬
‫‪ 2‬خنبة من املتخصصني‪ ،‬طرائق التدريس والتدريب العامة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪13‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫<< فالتدرج من الكل إلى األجزاء يعني تقديم األحكام و القوانين و المفاهيم ثم التدرج إلى‬
‫األمثلة و التطبيق‪ ،‬و من أمثلة ذلك إدراك الفرد الشجرة ككل ثم معرفته أجزاء هذه الشجرة بعد‬
‫ذلك‪ ،‬من جذور و ساق و ورقة‪ ،‬و كما هو مالحظ فإن هذه القاعدة تنسجم مع طريقة االستنتاج‬
‫في التفكير‪ ،‬و مما هو جدير بالذكر أننا قد نستخدم القاعدتين معا‪ ،‬و في آن واحد‪ ،‬فنعلم مفهوم‬
‫‪1‬‬
‫شيء باالستقراء أو نعلمه باالستنتاج>>‪.‬‬

‫<< فهذا المبدأ يساير طبيعة الذهن في إدراك األشياء‪ ،‬فالناظر إلى الشجرة يراها كال متكامال‬
‫قبل أن يبدأ في النظر إلى جزئياتها ( الساق‪ ،‬الفروع‪ ،‬األوراق‪.)....‬‬

‫ومن األمثلة على هذه القاعدة في الدروس العربية قراءة الكلمة أو الجملة ومن ثم تحليلها‬
‫إلى أجزائها وهي المقاطع و الحروف في حالة الكلمة‪ ،‬و المفردات و الحروف في حالة‬
‫‪2‬‬
‫الجملة>>‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫و يبين الشكل اآلتي هذه القواعد‪:‬‬
‫من الكل إلىاألجزاء‬

‫من الخاص إلى العام‬

‫من المحسوس إلى‬

‫من المحسوس إلى‬

‫من المعلوم إلى‬


‫المجرد‬

‫المجرد‬

‫المجهول‬

‫و باإلضافة إلى القواعد التي تنبني عليها طرائق التدريس هناك عوامل كثيرة يجب‬
‫مراعاتها عند اختيار طريقة التدريس المناسبة‪ ،‬لذا فالمعلم الناجح البد له من معرفة هذه العوامل‬
‫حتى يمكنه اختيار الطريقة التدريسية المناسبة و التي بواسطتها يستطيع المتعلمون االستفادة من‬
‫الخبرات التعليمية‪.‬‬

‫و من هذه العوامل‪:‬‬

‫‪ 1‬خنبة من املتخصصني‪ ،‬طرائق التدريس والتدريب العامة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ 2‬فايز مراد دندش ‪ ،‬اجتاهات جديدة يف املناهج وطرق التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ 3‬خنبة من املتخصصني‪ ،‬طرائق التدريس والتدريب العامة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.27‬‬

‫‪14‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ -1‬الهدف التعليمي‪:‬‬

‫<< إن للهدف التعليمي الذي يسعى المعلم لتحقيقه األثر البالغ في اختيار طريقة التدريس‬
‫المالئمة‪ ،‬فبحسب الهدف التعليمي تكون طريقة التدريس‪ ،‬فال توجد طريقة تدريسية بعينها يمكن‬
‫بها تحقيق أي هدف تعليمي‪ ،‬فالهدف المعرفي يحتاج إلى طريقة تدريسية مغايرة لتلك التي‬
‫تستخدم لتحقيق الهدف االنفعالي الوجداني أو الهدف النفسي الحركي‪ ،‬لذا على المعلم الناجح أن‬
‫‪1‬‬
‫يحدد األهداف التعليمية التي يزيد تحقيقها و من ثم اختيار الطريقة المالئمة>>‪.‬‬

‫<< فالطريقة الجيدة هي الطريقة التي تراعي األهداف التربوية و التعليمية المنوي تحقيقها في‬
‫العملية التعليمية>> ‪.‬‬

‫<<فلكل هدف من األهداف طريقة خاصة بتدريسه‪ ،‬و األهداف التعليمية عامل أساسي يؤثر في‬
‫ق اررات المعلم المتصلة بالطريقة التي سبقتها لتحقيقه هذه األهداف‪ ،‬فطريقة التدريس التي‬
‫تستخدم في تدريس المعلومات و الحقائق تختلف عن الطريقة التي تتبع في تدريس المفاهيم و‬
‫االتجاهات و المهارات‪ ،‬فإذا كان المعلم يهدف إلى اكتساب الطالب بعض المفاهيم أو تكوينها‬
‫لديهم‪ ،‬فإذن يمكن أن يستخدم التعليم عن طريق االكتشاف كمدخل في التدريس واذا كان يهدف‬
‫إلى تحصيل الطالب مقدا ار من الحقائق‪ ،‬فيمكن أن يستخدم طريقة اإلبقاء أو الق اررات‬
‫الخارجية>>‪ 2.‬فطريقة التدريس تختلف باختالف طبيعة المادة‪.‬‬

‫‪-2‬طبيعة المــادة (المحتوى)‪:‬‬

‫<< يجب أن تتالءم الطريقة مع محتوى المادة الدراسية‪ ،‬إذ يجب أن يتعرف الطالب على‬
‫محتوى المادة الدراسية التي تقدم لهم‪ ،‬و مدى صعوبتها‪ ،‬و نوع العمليات التي يتطلبها منهم هذا‬
‫المحتوى قبل التخطيط لطريقة التدريس‪ ،‬و تختلف المواد من حيث طبيعتها من مجال إلى آخر‪،‬‬
‫فالتاريخ مثال يضمن حقائق و أهداف تنتمي إلى الماضي و ال يمكن اثباتها تجريبيا في المعمل‬

‫‪ 1‬فوزي أمحد مسارة‪ ،‬التدريس مفاهيم‪ ،‬أساليب‪ ،‬طرائق‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.21 ،20‬‬
‫‪ 2‬خنبة من املتخصصني‪ ،‬طرائق التدريس والتدريب العامة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.290‬‬

‫‪15‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫ولكن معرفتها تتم عن طريق التحقيق و الدراسة و النقد و التحليل للوثائق التاريخية و لذلك‬
‫تختلف طرق تدريس التاريخ عن طرق تدريس العلوم التي يمكن أن تتم في المعامل من خالل‬
‫‪1‬‬
‫التجارب المعملية>>‪.‬‬

‫فالطريقة الجيدة يجب أن تراعي طبيعة المادة الدراسية‪.‬‬

‫<< فطريقة التدريس المتبعة تختلف تبعا الختالف المادة الدراسية‪ ،‬فالمواد الدراسية منها المواد‬
‫النظرية و منها المواد العملية المخبرية و لكل منها طريقة تدريسية مناسبة‪ ،‬كما أن المادة‬
‫الدراسية الواحدة تحتاج إلى طرائق تدريسية مختلفة و ذلك تبعا للموضوعات الدراسية إلى‬
‫الوحدات الدراسية‪ ،‬و المعلم الناجح هو الذي يقوم باإلطالع على المادة الدراسية‪ ،‬و من ثم يتم‬
‫‪2‬‬
‫اختيار الطريقة التدريسية المناسبة لها>>‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫<< فالطريقة الناجحة يجب أن تراعي طبيعة مادة الدرس و طبيعة الموضوعات الدراسية>>‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫<< كما أن الطريقة التعليمية الجيدة هي التي تراعي المناهج المقررة في كل مادة دراسية>>‪.‬‬

‫فمن هنا تتبين لنا أ همية التنسيق بين المادة التعليمية و طريقة التدريس في نجاح العملية‬
‫التعليمية‪.‬‬

‫‪-3 -2‬طبيعــة المتعلم‪:‬‬

‫<< بمعنى أن تكون الطريقة المختارة مناسبة لمستوى الطالب و قدراتهم‪ ،‬و أن تكون قادرة على‬
‫جذبهم‪ ،‬و لفت انتباههم‪ ،‬و تنشيط تفكيرهم و أن تتناسب مع خبراتهم السابقة‪ ،‬و أن تراعي‬
‫‪5‬‬
‫الفروق الفردية الموجودة بينهم‪ ،‬فالطريقة التي ال تناسب مجموعة فهم قد ال تناسب الباقين>>‪.‬‬

‫‪ 1‬خنبة من املتخصصني‪ ،‬طرائق التدريس والتدريب العامة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.291 ،290‬‬
‫‪ 2‬فوزي أمحد مسارة‪ ،‬التدريس مفاهيم‪ ،‬أساليب‪ ،‬طرائق‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ 3‬طه حسني الدليمي‪ ،‬سعاد عبد الكرمي عباس الوائلي‪ ،‬اللغة العربية مناهجها وطرائق تدريسه‪،‬م‪،‬س‪،‬ص‪.89‬‬
‫‪ 4‬يوسف مارون‪ ،‬طرائق التعليم بني النظرية و املمارسة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.142‬‬
‫‪ 5‬خنبة من املتخصصني‪ ،‬طرائق التدريس والتدريب العامة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.290‬‬

‫‪16‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫<< فالطلبة يختلفون و بينهم فوارق في مستوى القدرة و اإلدراك و الميول و الحاجات و‬
‫االستعداد‪ ،‬فالمعلم الناجح هو الذي يلجأ إلى الطريقة التدريسية المناسبة لمراعاة هذه الفروق‬
‫‪1‬‬
‫الفردية و تجاوزها>>‪.‬‬

‫لذلك فالطريقة الجيدة هي التي تراعي الفروق الفردية بين المتعلمين‪ ،‬عقليا ونفسيا‪.‬‬

‫<<فالمعلم يتعامل مع كائنات بشرية لهم من الميزات و الخصائص ما يميزهم عن غيرهم من‬
‫و ميوله‬ ‫الكائنات الحيـة‪ ،‬و الشك أن هناك فروقا واضحة بين الطالب‪ ،‬فكـل طالب له رغبـاته‬
‫و استعداداته و طريقة تفكيره‪ ،‬و الشك أن كل من هذه األنواع تناسبه طريقة معينة في‬
‫التدريس‪.‬‬

‫و على أية حال فإن الطريقة الجيدة في التدريس تراعي األموراآلتية فيما يتعلق بخصائص‬
‫المتعلمين‪:‬‬

‫‪ ‬تأخذ بالحسبان دافعية الطالب نحو التعلم‪.‬‬


‫‪ ‬تراعي فعالية الطالب و نشاطه الذاتي في التعلم و التحصيل‪.‬‬
‫‪ ‬أن الطريقة الجيدة البد أن تراعي مستويات الذكاء المختلفة عند الطالب‪.‬‬
‫‪ ‬تنمي الطريقة االنضباط الذاتي عند الطالب‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬تراعي الطريقة الجيدة في التدريس الصحة الجسمية العامة للطالب>>‪.‬‬

‫لذا فيجب أن ندرك أن للطريقة التدريسية دورها البالغ في جذب و استمالة الطالب نحو التعلم و‬
‫التحصيل ما إن عملت على مراعاة مستوى الطالب و خصائصهم‪.‬‬

‫‪-4 -3‬خبرة المعلم (نظرة المعلم إلى التعليم) و شخصيته‪:‬‬

‫<< يختلف أداء المعلم لطريقة التدريس باختالف كفاءته و مهاراته‪ ،‬و بحسب شخصيته‪،‬‬
‫و لكل معلم أسلوبه الخاص في التدريس‪ ،‬و كذلك فإن الطريقة التي تناسب معلما ما قد ال تكون‬
‫مناسبة مع معلم آخر‪ ،‬و تتحدد طريقة التدريس التي يختارها بنظرته إلى عملية التعليم‪ ،‬و نوع‬

‫‪ 1‬فوزي أمحد مسارة‪ ،‬التدريس مفاهيم‪ ،‬أساليب‪ ،‬طرائق‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ 2‬خنبة من املتخصصني‪ ،‬طرائق التدريس والتدريب العامة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.449 ،448 ،447‬‬

‫‪17‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫الفلسفة التربوية التي يستخدمها فإذا كان يرى التعليم عملية ذاتية يقوم بها الطالب‪ ،‬فإن طريقته‬
‫و أساليبه‬ ‫في التدريس ستنسجم مع هذه الطريقة‪ ،‬و لذلك يجب التنوع في طرق التدريس‬
‫‪1‬‬
‫حتى يؤدي ذلك إلى اهتمامهم و دافعيتهم>>‪.‬‬

‫<< فلشخصية المعلم أثر مهم في اختيار الطريقة التدريسية‪ ،‬فالمعلم المتسلط يختار طريقة‬
‫و‬ ‫تدريسية تالئم شخصيته و بالتالي فهي تختلف عن تلك التي يختارها المعلم الديمقراطي‬
‫‪2‬‬
‫يحسن تنفيذها>>‪.‬‬

‫<< فالطريقة الناجعة هي التي تراعي شخصية المدرس و إبداعه و ابتكاره‪ ،‬فشخصية المدرس‬
‫‪3‬‬
‫تتجلى في طريقته و في أعماله األخرى>>‪.‬‬

‫لذلك فشخصية المعلم و خبرته لها دخل كبير في نجاحه في اختيار الطريقة التدريسية‬
‫المناسبة‪.‬‬

‫و من هنا نخلص إلىأن الطريقة التدريسية لكي تحقق غرضها المطلوب و لكي تكون‬
‫ناجحة و جيدة يجب أن تراعي بعض العوامل و المتمثلة في الهدف التعليمي و طبيعة المادة‬
‫العلمية و طبيعة المتعلم و شخصية المعلم و خبرته باإلضافة إلى المرحلة الدراسية و عدد‬
‫التالميذ و موقع الحصة في جدول الحصص و وقت الحصة و الوسائل المتاحة‪...‬الخ‪.‬‬

‫فالطريقة الجيدة و الناجحة داخل الموقف التدريسي هي التي‪:‬‬

‫‪ << ‬تأخذ بالترتيب المنطقي في عرض المادة فيجب أن يراعي المعلم بعض القواعد‬
‫العامة في معالجته للدروس مثل‪:‬‬

‫و‬ ‫التدرج من المعلوم إلى المجهول‪ ،‬و من السهل إلى الصعب‪ ،‬و من البسيط إلى المركب‪،‬‬
‫من المحدد للمبهم‪ ،‬و من المحسوس للمعقول‪ ،‬و من المألوف إلى غير المألوف‪ ،‬و من المباشر‬
‫إلى غير المباشر‪.‬‬

‫‪ 1‬خنبة من املتخصصني‪ ،‬طرائق التدريس والتدريب العامة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.291‬‬
‫‪ 2‬طه حسني الدليمي‪ ،‬سعاد عبد الكرمي عباس الوائلي‪ ،‬اللغة العربية مناهجها وطرائق تدريسه‪،‬م‪،‬س‪،‬ص‪.89‬‬
‫‪ 3‬فوزي أمحد مسارة‪ ،‬التدريس مفاهيم‪ ،‬أساليب‪ ،‬طرائق‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.23‬‬

‫‪18‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ ‬أن تأخذ الطريقة في االعتبار الفروق الفردية بين المتعلمين‪.‬‬


‫و‬ ‫‪ ‬أن تراعي الطريقة سن التالميذ‪ ،‬مراحل نموهم‪ ،‬ظروفهم االجتماعية و االقتصادية‬
‫‪1‬‬
‫األسرية‪ ،‬وأن تكون مرنة و صالحة للتكيف إذا اقتضت الظروف الصعبة الطارئة لذلك>>‪.‬‬
‫‪ << ‬و أن تستند الطريقة إلى علم النفس لدراسة الميول و مراحل النمو و القابليات‬
‫و طرائق التفكير‪.‬‬
‫‪ ‬مراعاة صحة الطالب العقلية و البدنية مثل‪ :‬عدم التخويف‪ ،‬و تنمية االنضباط الذاتي‪ ،‬و‬
‫إيجاد رغبة في العمل بالتعاون‪.‬‬
‫‪ ‬مراعاة األهداف التربوية المطلوب تحقيقها في التعلم‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪<< ‬استخدام وسائل اإليضاح>>‪.‬‬
‫‪ << ‬تراعي الخصائص النمائية للمتعلمين‪.‬‬
‫‪ ‬تراعي األسس الفلسفية و القيمية و االجتماعية للتربية‪.‬‬
‫‪ ‬تكسب المتعلمين المهارات و الكفايات األدائية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬توظف تطورات المادة الدراسية العلمية>>‪.‬‬

‫‪<< ‬أن تكون مناسبة لمستوى الطالب التحصيلي والعقلي‪.‬‬


‫‪4‬‬
‫‪ ‬أن تشير الدافعية و التشويق و االنتباه عند الطالب>>‪.‬‬

‫فهذه األسس تؤدي إلى ضمان نجاح الطريقة التدريسية داخل الموقف التدريسي‪.‬‬

‫‪ .3‬أنــواع الطرائق التدريسـية‪( :‬قديمة‪ /‬حديثة)‪.‬‬

‫قسم المربون طرائق التدريس إلى طرائق قديمة و ط ارئق حديثة‪.‬‬

‫‪ /1‬الطرائق القديـمة‪:‬‬

‫‪ 1‬كمال عبد احلميد زيتون ‪ ،‬التدريس مناذجه ومهاراته‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.291‬‬
‫‪ 2‬طه حسني الدليمي‪ ،‬سعاد عبد الكرمي عباس الوائلي‪ ،‬اللغة العربية مناهجها وطرائق تدريسه‪،‬م‪،‬س‪،‬ص‪.89‬‬
‫‪ 3‬خنبة من املتخصصني‪ ،‬طرائق التدريس والتدريب العامة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.18 ،17‬‬
‫‪ 4‬فوزي أمحد مسارة‪ ،‬التدريس مفاهيم‪ ،‬أساليب‪ ،‬طرائق‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.28 ،27‬‬

‫‪19‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫<< فهي تلك التي اتبعها األوائل قبل نشأة المدارس‪ ،‬و تسمى أيضا بالطرائق المسجدية نسبة‬
‫إلى الحلقات التي كانت تعقد في المساجد‪ ،‬و قد تنوعت هذه الطرائق و تعددت بتعدد األساليب‬
‫‪1‬‬
‫التي اتبعها الشيوخ في أداء دروسهم>>‪.‬‬

‫<< فالطريقة التقليدية (القديمة) كانت تقوم على االستظهار في جميع المواد و المراحل الدراسية‬
‫‪2‬‬
‫الجامعية>>‪.‬‬

‫<< ولو حللنا طرق التدريس في الماضي وحددنا مسارها‪ ،‬لوجدناها متأثرة تأثي ار كليا بالمفهوم‬
‫و‬ ‫التقليدي للمنهج‪ ،‬اذ كانت تعمل هذه الطرق على إكساب التالميذ‪ ،‬الحقائق‬
‫المعلومات و المفاهيم و القوانين و النظريات التي يتضمنها المنهج‪ ،‬أي كانت تركز على‬
‫‪3‬‬
‫توصيل المعرفة للتالميذ عن طريق المعلم>>‪.‬‬

‫<< فالمدرس في الطرق التقليدية يمثل العنصر اإليجابي و الفعال في العملية التعليمية و أن‬
‫و‬ ‫مستوى التفاعل ما بين التالميذ و المدرس و مستوى المشاركة يعتمد على المدرس نفسه‬
‫الطريقة التي يتبعها و تعرف طريقة التدريس على أنها تنظيم و توازن يقوم على أساس عقلي‬
‫في ضوء معرفة العناصر العديدة التي تدخل في العملية التربوية و هدفها و هذه العناصر هي‬
‫طبيعة التلميذ‪ ،‬مواد التعليم و موقف التعليم الكلي و هنالك من يجد بأنها تمثل كل ما يقوم به‬
‫‪4‬‬
‫المدرس فعال خطوة بعد خطوة و في أي موقف تعليم و تعلم>>‪.‬‬

‫فالطرائق القديمة (التقليدية) كانت تقوم بدرجة كبيرة على المعلم‪ ،‬فقد كأن للمعلم األثر‬
‫البالغ في نجاح العملية التعليمية التعلمية على الجهد الذي يقوم به‪.‬‬

‫و من طرائق التدريس التقليدية( القديمة)‪:‬‬

‫‪ /1‬طريقة المحاضرة‪( :‬طريقة اإللقاء)‪.‬‬

‫‪ 1‬طه حسني الدليمي‪ ،‬سعاد عبد الكرمي عباس الوائلي‪ ،‬اللغة العربية مناهجها وطرائق تدريسه‪،‬م‪،‬س‪،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ 2‬يوسف مارون‪ ،‬طرائق التعليم بني النظرية و املمارسة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪ 3‬حلمي أمحد الوكيل‪ ،‬حسني بشري حممود‪،‬االجتاهات احلديثة يف ختطيط وتطوير مناهج املرحلة األوىل‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاهرة‪1461 ،‬هـ‪2001 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.90‬‬
‫‪ 4‬ردينة عثمان يوسف‪ ،‬خدام عثمان يوسف‪ ،‬طرائق التدريس منهج‪ ،‬أسلوب‪ ،‬وسيلة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.67‬‬

‫‪20‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫<< و هي من أقدم طرق التدريس‪ ،‬و كانت مرتبطة بعدم وجود كتب تعليمية‪ ،‬و الكبار هم‬
‫الذين يقومون بالتعليم للصغار و هي ال تزال من أكثر الطرق شيوعا حتى األن‪.‬‬

‫و‬ ‫و هي عبارة عن قيام المعلم بإلقاء المعلومات و المعارف على الطالب في كافة الجوانب‬
‫‪1‬‬
‫تقديم الحقائق و المعلومات‪ ،‬و التي قد يصعب الحصول عليها بطريقة أخرى>>‪.‬‬

‫فطريقة المحاضرة من أقدم و أكثر طرق التدريس استخداما‪ << ،‬وقد وصفت بأنها ملمح‬
‫الطرق و األساليب التدريسية األخرى المتبعة في تدريس المواد العلمية و اإلنسانية سواء بسواء‪،‬‬
‫و تكاد ال تخلو أي طريقة تدريسية – قليال أو كثي ار‪ -‬من المحاضرة أو اإللقاء المباشر من حين‬
‫آلخر‪.‬‬

‫وقد كانت و ما تزال تحتل مكانا بار از في التربية العلمية و تدريس العلوم‪ ،‬فهي طريقة و‬
‫أسلوب تدريسي شائع في الجامعات و الكليات و المدارس‪.‬‬

‫و تقوم طريقة المحاضرة على مبدأ اإللقاء( المباشر) و الشرح أو العرض النظري للمادة‬
‫(أو‬ ‫العلمية و اإلنسانية سواء بسواء من جانب المعلم‪ ،‬فهو ( أي المعلم) يقوم بنقل‬
‫(أو‬ ‫تلقين) المعلومات و المعارف العلمية بأشكالها المختلفة‪ ،‬و من الكتاب المدرسي‬
‫الجامعي) إلى الطلبة‪ ،‬ويشرح المفاهيم و المبادئ و القوانين العلمية‪ ،‬مستعينا من حين آلخر‬
‫بالسبورة و الطباشير‪ ،‬لشرح ما يعتقد أنه غامض على الطلبة‪ ،‬بينما يسمع الفرد المتعلم‬
‫‪2‬‬
‫(الطالب) بهدوء أو يسجل المالحظات أو بعض ما يقوله و يشرحه المعلم‪>>.‬‬

‫<< فالمحاضرة تمثل عرضا شفويا للمادة أو الموضوع دون مناقشة أو إشراك للتالميذ فيها وانما‬
‫دورهم االستماع و الفهم و تدوين المالحظات و ال يجوز توجيه أي سؤال إال بعد أن ينتهي‬
‫‪3‬‬
‫المدرس من إلقائها و إنهاء حديثه>>‪.‬‬

‫فهي تقوم على جهد المعلم‪ ،‬فهو يمثل محور العملية التعليمية التعلمية فيها‪.‬‬

‫‪1‬اميان حممد عمر‪ ،‬طرق التدريس‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪ ،2010 ،1‬ص‪.298‬‬


‫‪ 2‬كمال عبد احلميد زيتون‪ ،‬التدريس مناذجه ومهاراته‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.214‬‬
‫‪ 3‬ردينة عثمان يوسف‪ ،‬خدام عثمان يوسف‪ ،‬طرائق التدريس منهج‪ ،‬أسلوب‪ ،‬وسيلة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.77‬‬

‫‪21‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫و تعد هذه الطريقة من أوائل الطرائق المستخدمة في التدريس منذ وقت طويل‪.‬‬

‫<< و من مزايا "المحاضرة" أنها تساعد على تغطية حجم كبير من المادة الدراسية المقررة من‬
‫جهة وال تتطلب إنشاء مختبرات أو شراء مواد و أدوات و أجهزة تعجز اإلمكانيات عن توفيرها‬
‫بشكل مناسب من جهة أخرى>>‪ 1،‬أي أنها توفر للمتعلم الكثير من المعلومات‪.‬‬

‫‪ ‬كما يستطيع المدرس التحكم في الوقت و في إنجاز المنهج المقرر و في الوقت المحدد‬
‫من خالل عرض و شرح األفكار و المعلومات و ربطها و إضافة معلومات و أفكار ال يستطيع‬
‫التالميذ الحصول عليها من الكتاب المقرر‪.‬‬
‫‪ ‬و فيها يقوم المدرس بتوضيح جميع أجزاء المادة و بذلك يستطيع التالميذ االستماع و‬
‫فهم ما هو موجود في المقرر و فهم الفقرات الصعبة و التي لم يستطيعوا فهمها من خالل‬
‫قراءات الكتاب المقرر‪.‬‬
‫‪ ‬بما أن االستماع يعتبر مصد ار أساسيا من مصادر التعلم فإن هذه الطريقة توفر‬
‫للتالميذ إمكانية استغالل حاسة السمع من أجل فهم الموضوع‪.‬‬
‫‪ ‬إذا أحسن المدرس تقديم المحاضرة و استطاع توفير عنصر اإلثارة و جذب االنتباه‬
‫لدى التالميذ فإنها سوف تكون محاضرة مثيرة و ناجحة و مفيدة‪.‬‬
‫‪ ‬إكساب التالميذ المفاهيم و المعلومات بطريقة فعالة بالشكل الذي يجعلها تمثل نقطة‬
‫البدء في خبرتهم و التي على ضوئها يستطيع التالميذ ترتيب و تنظيم المعارف و الحقائق‬
‫‪2‬‬
‫الجديدة حولها>>‪.‬‬

‫<< ألن طريقة المحاضرة عبارة عن عرض المعلومات في عبارات متسلسلة‪ ،‬يسردها المدرس‬
‫‪3‬‬
‫مرتبة مبوبة بأسلوب شائق جذاب>>‪.‬‬

‫<< كما تتطلب طريقة المحاضرة (اإللقاء) مهارة كافية من القائم بتنفيذها و استخدامها مثل‬
‫‪1‬‬
‫الطالقة في الحديث و اللباقة>>‪.‬‬

‫‪ 1‬سهيلة حمسن كاظم الفتالوي‪ ،‬املدخل إىل التدريس‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪ ،2003 ،1‬ص‪.93‬‬
‫‪ 2‬ردينة عثمان يوسف‪ ،‬خدام عثمان يوسف‪ ،‬طرائق التدريس منهج‪ ،‬أسلوب‪ ،‬وسيلة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪ 3‬عبد اللطيف بن حسني فرج ‪ ،‬طرق التدريس يف القرن الواحد و العشرين‪ ،‬دار املسرية‪ ،‬ط‪2005 ،1‬م‪ ،‬ص‪.92‬‬

‫‪22‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫فهي تستلزم في تقديمها الصوت الواضح و الطليق و الفصيح‪.‬‬

‫كما أن األدبيات التربوية تشير إلى مزايا عديدة و مجاالت كثيرة الستخدام طريقة المحاضرة في‬
‫التدريس‪ ،‬يمكن أن يكون من بينها ما يلي‪ << :‬طريقة تدريس اقتصادية من حيث أنها‪:‬‬

‫‪ ‬تساعد على تغطية حجم كبير من المادة العلمية المقررة‪.‬‬


‫‪ ‬تسمح بعرض المادة العلمية عرضا متصال (منظما) ال مجال فيه للثغرات أو الفجوات‬
‫التي قد تشتت األفكار‪.‬‬
‫‪ ‬طريقة مناسبة لتقديم موضوعات علمية جديدة وخاصة عند عدم توافر بعض الوسائل‬
‫التعليمية و مصادر التعليم األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬تستخدم في عرض المادة العلمية التي لها طابع القصة أو الخيال العلمي أو صفة‬
‫تاريخية أو تطورية أو تلخيص أفكار علمية سابقة لموضوع درس العلوم‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن أن تستخدم في مجاالت عديدة منها ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تلخيص ما سبق للطلبة دراسته أو معرفته‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقديم موضوع علمي جديد‪.‬‬
‫ج‪ -‬تلخيص النتائج و تنظيم األفكار العلمية المستخلصة من النشاطات و التجارب‬
‫‪2‬‬
‫المخبرية>>‪.‬‬

‫<< باإلضافة إلى أنها تستخدم في شرح المعلومات الغامضة و الحقائق الصعبة‪ ،‬و نقل خبرات‬
‫المعلم إلى المتعلم فيضيف خبرات ومعلومات فضال عن المعلومات المحددة في الكتب المقررة‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫و تلخيص النتائج و تنظيم األفكار المستخلصة من النشاطات العلمية و سرد القصص>>‪.‬‬

‫<< و هذه الطريقة (المحاضرة) ال تجدي إال في الجامعات و المدارس العليا‪ ،‬أما في المدارس‬
‫االبتدائية و السنوات األولى من التعليم الثانوي فهي غير مجدية‪ ،‬ذلك أن التالميذ في هذا السن‬
‫‪1‬‬
‫ال يستطيعون تركيز انتباههم تركي از إراديا لفترة طويلة من الزمن>>‪.‬‬

‫‪1‬اميان حممد عمر ‪ ،‬طرق التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.300‬‬


‫‪ 2‬كمال عبد احلميد زيتون‪ ،‬التدريس مناذجه ومهاراته‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.215 ،214‬‬
‫‪ 3‬سهيلة حمسن كاظم الفتالوي‪ ،‬املدخل إىل التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.93‬‬

‫‪23‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫فطريقة المحاضرة تعد طريقة مجدية لطالب الجامعات و المعاهد العليا أكثر منها في‬
‫التعليم االبتدائي و الثانوي‪.‬‬

‫‪ /2‬طريقة المناقشـة‪:‬‬

‫<< تعتبر من الطرائق التدريسية التقليدية و التي تعتمد على اإللقاء و المناقشة وأن المدرس‬
‫يقوم بشرح المادة في الحصة الدراسية و خالل عملية الشرح و التقديم يقوم بإثارة مجموعة من‬
‫األسئلة و التي تفسح المجال للمناقشة ما بين المدرس باإلجابة على األسئلة المثارة من قبل‬
‫التالميذ‪.‬‬

‫و يحدد ( بدوي ‪ )1980‬هذه الطريقة بأنها أسلوب في التعليم يتم فيه تبادل اآلراء بين‬
‫المدرس و الطلبة و بتقسيم الطالب إلى مجموعات و يعين لكل مجموعة مسؤوال من بينهم يدير‬
‫‪2‬‬
‫مناقشة الموضوع المعني>>‪.‬‬

‫<< فهذه الطريقة تعتبر ضمن مجموعة العرض على الرغم من أن الطالب يقوم بدور ايجابي‬
‫مع المعلم‪ ،‬و على الرغم من أن عملية اإلتصال تأخذ اتجاهين من المعلم إلى الطالب و العكس‬
‫و ذلك ألن دور الطالب ينحصر في الرد على األسئلة التي يوجهها له المعلم‪ ،‬و التي يقم المعلم‬
‫بإعدادها مسبقا‪ ،‬و يتلقى اإلجابة عليها و يقوم بتنقيحها و تصحيحها‪.‬‬

‫أي أن المعلم هو الذي يقوم بالدور الرئيسي رغم اشتراك الطالب معه أثناء العملية‬
‫‪3‬‬
‫التعليمية>>‪.‬‬

‫<< و المناقشة هي أنشطة تعليمية تعلمية تقوم على المحادثة التي يتبعها المعلم مع طالبه‬
‫حول موضوع الدرس‪ ،‬و يكون الدور األول فيها للمعلم الذي يحرص على ايصال المعلومات‬

‫‪ 1‬فايز مراد دندش‪ ،‬اجتاهات جديدة يف املناهج وطرق التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.75‬‬
‫‪ 2‬ردينة عثمان يوسف‪ ،‬خدام عثمان يوسف‪ ،‬طرائق التدريس منهج‪ ،‬أسلوب‪ ،‬وسيلة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.68 ،67‬‬
‫‪3‬اميان حممد عمر‪ ،‬طرق التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.204‬‬

‫‪24‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫إلى الطالب بطريقة الشرح و التلقين و طرح األسئلة‪ ،‬و محاولة ربط المادة قدر اإلمكان للخروج‬
‫‪1‬‬
‫بخالصة أو تعميم للمادة التعليمية‪ ،‬و تطبيقها على أمثلة منتهية أحيانا>>‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫<< فهي السبيل إلى تحسين عقول و مدارك التالميذ>>‪.‬‬

‫و مما تقدم نخلص إلى أن المناقشة من الطرائق التدريسية التي تعتمد على المتعلم إذ‬
‫تعتبره محو ار مركزيا تدور حوله العملية التعليمية‪ ،‬فطريقة المناقشة تجعل ج َّل اهتمامها على‬
‫المتعلم‪.‬‬

‫<< كما تمثل هذه الطريقة استراتيجية النقاش و الحوار و طرح االستفسارات على بعضهم‬
‫‪3‬‬
‫البعض و على المعلم من أجل التوصل إلى الحقائق و األهداف المطلوبة>>‪.‬‬

‫أما عن أهداف طريقة المناقشة فنستطيع تلخيص بعضها باالتي‪:‬‬

‫‪<< ‬أن يكون المتعلم محو ار مركزيا تدور حوله العملية التعليمية‪.‬‬
‫‪ ‬إتاحة الفرصة لمشاركة المتعلم الفعالة في عمليتي التعليم و التعلم‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ ‬إتاحة فرصة للعمل الجماعي>>‪.‬‬

‫و تنحصر خطوات هذه الطريقة فيما يلي‪:‬‬

‫‪<< ‬تقسيم الدرس إلى عدة أجزاء‪ ،‬ثم يقوم المعلم بإعداد مجموعة من األسئلة حول كل‬
‫جزء‪.‬‬
‫‪ ‬يلقي المعلم ببعض األسئلة على التالميذ‪ ،‬و يطلب منهم اإلجابة عنها بحيث تؤدي‬
‫إجابات التالميذ إلى التوصل إلى المعلومات المطلوبة‪.‬‬
‫‪ ‬يقوم المعلم أحيانا بفتح باب الحوار و المناقشة حول موضوع من الموضوعات بحيث‬
‫‪1‬‬
‫يقود التالميذ للتوصل إلى المعلومات المطلوبة>>‪.‬‬

‫‪ 1‬كمال عبد احلميد زيتون‪ ،‬التدريس مناذجه ومهاراته‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.218‬‬
‫‪ 2‬عبد اللطيف بن حسني فرج ‪ ،‬طرق التدريس يف القرن الواحد و العشرين‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪ 3‬ردينة عثمان يوسف‪ ،‬خدام عثمان يوسف‪ ،‬طرائق التدريس منهج‪ ،‬أسلوب‪ ،‬وسيلة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.68‬‬
‫‪ 4‬سهيلة حمسن كاظم الفتالوي‪ ،‬املدخل إىل التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.116‬‬

‫‪25‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫و لطريقة المناقشة مزايا عديدة يمكن تحديد أهمها فيما يلي‪:‬‬

‫‪<< ‬تزيد من إ يجابية التلميذ في العملية التعليمية ومشاركته الفعالة في الحصول على‬
‫المعرفة‪.‬‬
‫‪ ‬تنمي لدى التلميذ مهارات اجتماعية من خالل تعويده الحديث إلى زمالئه و إلى المعلم‪.‬‬
‫و‬ ‫‪ ‬تنمي لدى التلميذ مفهوم الذات من خالل إحساسه بقدرته على المشاركة و الفهم‬
‫التفاعل االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬تؤدي إلى االقتصاد في التجهيزات الخاصة بالتدريس من ورش و مختبرات‪ ،‬إذ أنه يمكن‬
‫‪2‬‬
‫إجراء المناقشة في الفصل التقليدي>>‪.‬‬

‫و من مزايا و فوائد المناقشة أيضا‪:‬‬

‫‪<< ‬أنها توفر لهم مزايا سيكولوجية مختلفة عن التدريس المباشر‪ ،‬و تتيح لهم إشباع‬
‫الحاجات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬الحاجة للترتيب و التنظيم و البناء‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة للتغيير و االختالف و االسترخاء‪ ،‬ذلك أن المدرسين يحتاجون أحيانا للتخلي عن‬
‫القيادة و السيطرة و الوقوف أمام الصف و في مركزه‪ ،‬أنهم يستمتعون أحيانا بإتاحة الفرصة‬
‫للتالميذ للقيام بالتعليم‪ ،‬و استخدام المناقشة يتيح للمدرسين أن ينظروا عن بعد لعمل التالميذ‬
‫‪3‬‬
‫و يستمتعوا به>>‪.‬‬
‫‪ << ‬تعطي المناقشة قد ار كبي ار للتالميذ و المعلم ليعبروا عن آرائهم و أفكارهم بما يجعلهم‬
‫قادرين على‪:‬‬
‫‪ -‬تحري الحقيقة و البحث عنها و التأكد من وجودها‪.‬‬
‫‪ -‬التغيير في المعتقدات و األفكار في الوقت الذي ينصت فيه التالميذ ألفكار اآلخرين‬
‫و معتقداتهم‪.‬‬

‫‪ 1‬حلمي أمحد الوكيل‪ ،‬حسني بشري حممود‪،‬االجتاهات احلديثة يف ختطيط وتطوير مناهج املرحلة األوىل‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪ 2‬كمال عبد احلميد زيتون‪ ،‬التدريس مناذجه و مهاراته‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.323‬‬
‫‪ 3‬جابر عبد احلميد‪ ،‬اسرتاتيجيات التدريس و التعلّم‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1420 ،1‬هـ‪1999 ،‬م‪ ،‬ص‪.223‬‬

‫‪26‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬االختيار بين البدائل و االختيارات المطروحة أمامهم>>‪.‬‬

‫كما يمكن تحديد أهم مزايا طريقة المناقشة الجماعية باآلتي‪:‬‬

‫‪ << ‬يمكن استخدامها مع مختلف المراحل الدراسية بما يتالءم و مستوى نضج المتعلمين‬
‫و ميولهم و قدراتهم و حاجاتهم‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن استخدامها في مختلف المجاالت الدراسية العلمية منها و االجتماعية و اإلنسانية و‬
‫بما يتالءم و طبيعة الموضوعات ذات الطبيعة الجدلية أو المشكالت التي يمكن حلها‬
‫ببدائل متعددة‪.‬‬
‫‪ ‬تتيح فرصة العمل الجماعي و التعاون و التعبير عن الرأي بحرية‪.‬‬
‫‪ ‬تنمي اهتمام المتعلمين بالقضايا و المشكالت العامة و متابعة مجريات األحداث على‬
‫‪2‬‬
‫الصعيد المحلي و القومي و العالمي>>‪.‬‬

‫‪ << ‬كما تدفع التالميذ إلى المشاركة و االستمتاع على ذلك‪.‬‬


‫‪3‬‬
‫تنمي القدرة على الحوار و المناقشة و الجرأة>>‪.‬‬

‫فطريقة المناقشة تعمل على تحقيق األهداف المرجوة من التعليم بمستوياتها المختلفة‪.‬‬

‫‪ /3‬الطريقة االستنباطية (االستقرائية)‪:‬‬

‫<< و تنسب هذه الطريقة إلى الفيلسوف و المربي األلماني " يوحنا فريديريك هربرت"‪ ،‬و قد‬
‫‪4‬‬
‫سيطرت على التربية فكريا وعمليا حتى مستهل القرن العشرين>>‪.‬‬

‫‪ 1‬صالح الدين عرفة حممود ‪ ،‬تعليم وتعلم مهارات التدريس يف عصر املعلومات‪ ،‬عامل الكتب للنشر و التوزيع و الطباعة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1425 ،1‬هـ‪،‬‬
‫‪2005‬م‪ ،‬ص‪.297‬‬
‫‪ 2‬سهيلة حمسن كاظم الفتالوي‪ ،‬املدخل إىل التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.118 ،117‬‬
‫‪ 3‬ردينة عثمان يوسف‪ ،‬خدام عثمانيوسف‪ ،‬طرائق التدريس منهج‪ ،‬أسلوب‪ ،‬وسيلة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪ 4‬فتحي علي يونس وآخرون ‪ ،‬طرق تعليم اللغة العربية‪ ،‬مؤسسة ماهر للطباعة و النشر‪ ،‬ط ‪ ،2002 ،2001‬ص‪.148‬‬

‫‪27‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫<< و هي طريقة طبيعية تسعى للكشف عن المجهول‪ ،‬فهي تنطلق من الجزئيات للوصول إلى‬
‫الكليات‪ ،‬أي يكون االنطالق فيها من األمثلة بغية استنباط القاعدة‪.‬‬

‫و‬ ‫و الطريقة االستنباطية تقود التلميذ إلى معرفة الحقيقة و األحكام العامة بطريقة البحث‬
‫‪1‬‬
‫االستقراء و االستنباط>>‪.‬‬

‫<< و هي طريقة قديمة في التعليم فقد استخدمها أجدادنا من العلماء السابقين في استنباط قواعد‬
‫اللغة العربية و بالغتها من آيات القرآن الكريم و أحاديث النبي محمد " ص" و أشعار العرب و‬
‫‪2‬‬
‫أقوال من صحة سليقتهم>>‪.‬‬

‫<< و تقوم هذه الطريقة على النمط العقلي و ترتب الخطوات فيها ترتيبا تصاعديا و فكريا‪ ،‬و‬
‫تبدأ بدراسة الجزئيات و فحصها و مالحظة نتائجها و الموازنة بينها و التعرف على أوجه الشبه‬
‫و االختالف بينها‪.‬‬

‫و أن أساس هذه الطريقة هي نظرية تربوية ترى أن العقل البشري يتكون من مجموعة من‬
‫المدركات الفكرية‪ ،‬و هذه المدركات يتراكم بعضها فوق بعض أو يرتبط بعضها البعض اآلخر‪،‬‬
‫وأن هذه األفكار تتفاعل مع بعضها البعض فتنتج أفكار جديدة‪ ،‬و هكذا وضع "هربرت"‬
‫‪3‬‬
‫الخطوات المنطقية الخمس و هي‪ :‬المقدمة‪ ،‬العرض‪ ،‬الربط‪ ،‬االستنباط‪ ،‬التطبيق>>‪.‬‬

‫<< و الستخدام االستقراء في التدريس مزايا و قيم تربوية عديدة فهي تتيح للمتعلم فرصة‬
‫المشاهدة و المالحظة واكتشاف الحقائق و التعلم عليها تدريجيا من الجزء إلى الكل‪ ،‬كما تعوده‬
‫تطبيق ما توصل إليه على مواقف و أمثلة جديدة‪ ،‬مما ينمي مهارات التفكير السليم من دقة‬
‫‪4‬‬
‫المالحظة و التأني في االستقراء و االستنباط>>‪.‬‬

‫و من هنا فاالستقراء وسيلة مناسبة في التدريس حيث أنها تبعث في المتعلم الفاعلية‬
‫و النشاط و االعتماد على النفس‪.‬‬

‫‪ 1‬حسن شحاتة ‪ ،‬تعليم اللغة العربية بني النظرية و التطبيق‪ ،‬الدار املصرية اللبنانية‪ ،‬د‪،‬ط‪،‬د‪،‬ت‪،‬ص‪.27‬‬
‫‪ 2‬سهيلة حمسن كاظم الفتالوي‪ ،‬املدخل إىل التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫‪ 3‬طه حسني الدليمي‪ ،‬سعاد عبد الكرمي عباس الوائلي‪ ،‬اللغة العربية مناهجها وطرائق تدريسه‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ 4‬سهيلة حمسن كاظم الفتالوي‪ ،‬املدخل إىل التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.100‬‬

‫‪28‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ /4‬الطريقة القصصية ( طريقة القصة)‪:‬‬

‫<< وهي من الطرائق المسجدية أيضا و تقوم على األسلوب القصصي الذي يتصف بتأثيره‬
‫القوي على نفوس السامعين‪ ،‬لما فيه من عناصر التشويق و اإلثارة‪ ،‬و لما تحمله القصة من‬
‫الوعظ و اإلرشاد‪ ،‬و قد شاعت هذه الطريقة لدى علماء السير و التاريخ و الوعاظ‪ ،‬و يبدوا أن‬
‫هذه الطريقة إذا ما اتبعت حديثا فهي تناسب المتعلمين في المرحلة االبتدائية‪ ،‬إذ ترتبط بأذهانهم‬
‫و مداركهم‪ ،‬و توسيع دائرة معارفهم‪ ،‬و تضبط سلوكهم‪ ،‬و تحدث تعديال مهما في‬
‫‪1‬‬
‫تصرفاتهم>>‪.‬‬

‫<< و تعد طريقة التدريس القائمة على تقديم المعلومات و الحقائق بشكل قصصي‪ ،‬من الطرق‬
‫التقليدية التي تندرج تحت مجموعة العرض‪ ،‬و هذه الطريقة تعد من أقدم الطرق التي استخدمها‬
‫و خاصة‬ ‫األنسان لنقل المعلومات و العبر لألطفال‪ ،‬و هي من الطرق المثلى لتعليم الطالب‬
‫و الحقائق‬ ‫األطفال منهم؟ كونها تساعد على جذب أنتباههم وتكسبهم الكثير من المعلومات‬
‫التاريخية‪ ،‬و الخلقية‪ ،‬بصورة شيقة و جذابة‪.‬‬

‫كما أن إتباع الطريقة القصصية في التدريس‪ ،‬يتطلب أن يكون المعلم مزودا بقدر من‬
‫القصص التي تتناسب مع مستوى الطالب في المرحلة التي يعمل بها وترتبط بموضوعات‬
‫المنهج المقرر‪.‬‬

‫كما يتضح أن هذه الطريقة يمكن أن تستخدم في المواد االجتماعية‪ ،‬و خاصة في دروس‬
‫‪2‬‬
‫التاريخ‪ ،‬و في بعض فروع اللغة العربية و التربية اإلسالمية>>‪.‬‬

‫لذا فالطريقة القصصية تسهل عملية التعلم و خاصة في المراحل االبتدائية‪.‬‬

‫‪ /5‬طريقة المشاهدة التوضيحية‪:‬‬

‫<<‬ ‫و تعد هذه الطريقة من الطرق التقليدية التي تستخدم في حجرات الدرس‪،‬‬
‫و تستخدم بصورة متفاوتة في معظم المدارس الفنية و أقسام التدريب الصناعي‪.‬‬

‫‪ 1‬طه حسني الدليمي‪ ،‬سعاد عبد الكرمي عباس الوائلي‪ ،‬اللغة العربية مناهجها وطرائق تدريسه‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪2‬اميان حممد عمر‪ ،‬طرق التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.306 ،305‬‬

‫‪29‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫البدء من الكل إلى الجزء و من العموميات إلى الخصوصيات‪ ،‬و من القاعدة إلى التطبيق‪.‬‬

‫و يتم الوصول إلى حل المشكلة التعلم من خالل قياس نتائج الطالب‪ ،‬و على ضوء‬
‫المشاهد أمامه‪ ،‬و تقاس هذه النتيجة بمدى قرب أو بعد النتيجة التي توصل اليها الطالب‬
‫‪1‬‬
‫بمطابقتها على شاهده في الموقف التعليمي>>‪.‬‬

‫‪ /6‬الطريقة التلقــينيـة‪:‬‬

‫<< و هذه الطريقة من الطرق القديمة المعتمدة في التدريس‪ ،‬و تعتمد على إفراغ مجموعة من‬
‫المعلومات في ذاكرة المتعلم‪ ،‬و عليه أن يستوعبها و يحفظها استظها ار‪ ،‬أو عن ظهر قلب‪.‬‬

‫و الحقيقة أن التلقين شرط البد منه في كل عملية تعليمية‪ ،‬ألنه يزود التلميذ بمجموعة‬
‫من األفكار و المعلومات األساسية التي يحتاج إليها في تحصيله الشخصي‪ ،‬لتحقيق الهدف‬

‫‪2‬‬
‫الواجب بلوغه‪ ،‬أما اإلدارة األساسية للطريقة التلقينية فهي الكتاب>>‪.‬‬

‫ومن هنا نخلص إلى أن طرق التدريس القديمة تعد من الطرق التي لها أهمية كبيرة في‬
‫تحقيق التعلم و تكوين المعارف و الخبرات‪...‬الخ‪.‬‬

‫و من هذه الطرق‪ :‬طريقة المحاضرة‪ ،‬المناقشة‪ ،‬الطريقة االستنباطية‪ ،‬الطريقة القصصية‪ ،‬طريقة‬
‫المشاهدة‪ ،‬الطريقة التلقينية‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪ /2‬الطرائق الحديثة‪:‬‬

‫<< و هي الطرائق التي تركز على التعلم باالكتشاف و التدقيق و التحليل و التقويم و صوغ‬
‫‪3‬‬
‫االستنتاجات و المفاهيم العامة>>‪.‬‬

‫‪1‬اميان حممد عمر‪ ،‬طرق التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.202‬‬


‫‪ 2‬يوسف مارون‪ ،‬طرائق التعليم بني النظرية و املمارسة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪ 3‬يوسف مارون‪ ،‬طرائق التعليم بني النظرية و املمارسة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.78‬‬

‫‪30‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫<< و هذه الطرائق عدها المربون طرائق حديثة ألنها ارتبطت بما يمكن اتباعه لتعليم التالميذ‬
‫‪1‬‬
‫داخل المدرسة‪ ،‬و هذه الطرائق تلتزم بالنظم المدرسية>>‪.‬‬

‫<< كما شهدت أساليب و طرائق التدريس خالل القرن العشرين تطو ار كبي ار و ذلك نتيجة‬
‫للتطور الحاصل في جميع مرافق الحياة و في عوامل البيئة‪ ،‬و لكي تستطيع المؤسسات التربوية‬
‫مواكبة هذا التطور كان عليها أن تسعى من أجل إعداد جيل قادر على مواكبة هذا التطور و‬
‫و طرائق‬ ‫أن يكون فعاال و مساهما في دفع عجلة التطور إلى األمام لهذا ظهرت أساليب‬
‫‪2‬‬
‫يستطيع التربويون من خاللها إعداد جيل فعال>>‪.‬‬

‫و من أهم هذه الطرائق‪:‬‬

‫‪ /1‬طريقة حل المشكالت‪:‬‬

‫<< المشكلة بشكل عام معناها حالة شك و حيرة و تردد تتطلب القيام بعمل بحث يرمي إلى‬
‫التخلص منها إلى الوصول إلى شعور باالرتياح‪ ،‬و يتم من خاللها صياغة المقرر الدراسي كله‬
‫في صورة مشكالت يتم دراستها بخطوات معينة‪.‬‬

‫و المشكلة هي حالة يشعر فيها الطالب بأنه أمام موقف قد يكون مجرد سؤال يجهل‬
‫اإلجابة عليه أو غير واثق من اإلجابة الصحيحة‪ ،‬وتختلف المشكلة من حيث طولها ومستوى‬
‫الصعوبة و أساليب معالجتها‪ ،‬ويطلق على طريقة حل المشكالت األسلوب العملي في‬
‫‪3‬‬
‫التفكير>>‪.‬‬

‫فهي تعمل على إثارة تفكير المتعلم وانتباهه‪.‬‬

‫‪ 1‬طه حسني الدليمي‪ ،‬سعاد عبد الكرمي عباس الوائلي‪ ،‬اللغة العربية مناهجها وطرائق تدريسه‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.90‬‬
‫‪ 2‬ردينة عثمان يوسف‪ ،‬خدام عثمانيوسف‪ ،‬طرائق التدريس منهج‪ ،‬أسلوب‪ ،‬وسيلة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.91‬‬
‫‪3‬اميان حممد عمر‪ ،‬طرق التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.307‬‬

‫‪31‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫<< و قد عرفها ( األمين ‪ )1992‬بقوله‪:‬‬

‫" أن طريقة حل المشكالت تقوم على إثارة مشكلة تثير اهتمام التالميذ أو الطلبة و تستهوي‬
‫انتباههم و تتصل بحاجاتهم و تدفعهم إلى التفكير و الدراسة و البحث عن حل علمي لهذه‬
‫‪1‬‬
‫المشكلة‪>> .‬‬

‫و يمكن أن نوجز الخطوات الرئيسية التي تسير فيها الدراسة في هذه الطريقة بما يلي‪:‬‬

‫أ‪ << -‬اإلحساس بالمشكلة‪.‬‬


‫ب‪ -‬تحديد المشكلة مع تعيين مالمحها الرئيسية‪.‬‬
‫ج‪ -‬جمع المعلومات و الحقائق التي تتصل بها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫د‪ -‬الوصول إلى أحكام عامة حولها>>‪.‬‬

‫<< و طريقة "حل المشكالت" من الطرق التي يتم التركيز عليها في تدريس العلوم و ذلك‬
‫لمساعدة الطلبة على إيجاد الحلول بأنفسهم انطالقا من مبدأ هذه الطريقة التي تهدف إلى‬
‫تشجيع الطلبة على البحث و التنقيب و التساؤل و التجريب الذي يمثل قمة النشاط العلمي الذي‬
‫يقوم به العلماء‪ ،‬و عليه يصبح الغرض الساسي من طريقة حل المشكالت هو مساعدة الطلبة‬
‫على إيجاد األشياء بأنفسهم و ألنفسهم عن طريق القراءة العلمية‪ ،‬و توجيه األسئلة وعرض‬
‫‪3‬‬
‫المواقف (المشكلة) و الوصول إلى حلها>>‪.‬‬

‫فمما ذكر ندرك أن هذه الطريقة مجدي ة وفعالة في التدريس فهي تعود التالميذ على‬
‫و‬ ‫العمل و النشاط و التحري‪ ،‬و تزيد من رغبتهم في البحث و التحليل و جمع المعلومات‪،‬‬
‫تدربهم على حل المشاكل التي تواجههم في حياتهم اليومية‪.‬‬

‫‪ /2‬طريقـة الوحــدات‪:‬‬

‫‪ 1‬ردينة عثمان يوسف‪ ،‬خدام عثمانيوسف‪ ،‬طرائق التدريس منهج‪ ،‬أسلوب‪ ،‬وسيلة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪2‬اميان حممد عمر‪ ،‬طرق التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.308‬‬
‫‪ 3‬عبد اللطيف بن حسني فرج ‪ ،‬طرق التدريس يف القرن الواحد و العشرين‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.125‬‬

‫‪32‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫تمثل هذه الطريقة من أحد الطرائق التدريسية الحديثة و التي القت تطبيقا واسعا في‬
‫مجال التربية و التعليم ومن قبل التربويين وذلك للدور الكبير الذي تلعبه في تعزيز المعلومات‬
‫لدى التالميذ بشكل تفصيلي ومركز وذلك من خالل تقسيم المادة إلى وحدات ذات معنى قائم‬
‫بذاته مع االحتفاظبانتمائهاإلى المفردة األساسية و الوحدات األخرى فيها من خالل عملية الربط‬
‫ما بين هذه الوحدات‪.‬‬

‫<< و يعرف (الريان ‪ )1977‬الوحدة بأنها نقطة ارتكاز تتجمع حولها المعلومات و األفكار‬
‫المختلفة و قد تمثل مشكلة أو خبرة أو تعميم لظاهرة من ظواهر البيئة أو موقف من مواقف‬
‫الحياة و أن اختيار محتوى الوحدات يستند على الكتاب المنهجي و المادة الدراسية آخذين بنظر‬
‫‪1‬‬
‫االعتبار اهتمامات الطلبة و حاجاتهم>>‪.‬‬

‫<< فالوحدة هي عبارة عن تنظيم خاص للمادة الدراسية في طريقة تدريسها‪ ،‬و هذا التنظيم يضع‬
‫الطالب في موقف تعليمي متكامل يثير االهتمام‪ ،‬و يتطلب منهم نشاطا متنوعا يؤدي إلى تعليم‬
‫خاص‪ ،‬و إلى المرور في خبرات معينة‪ ،‬و يترتب على ذلك كله بلوغ مجموعة من األهداف‬
‫‪2‬‬
‫األساسية المرغوب فيها>>‪.‬‬

‫<< و تقوم الوحدات على أسس عديدة منها‪:‬‬

‫‪ ‬التكامل المعرفي‪.‬‬
‫‪ ‬ايجاد العالقة بين الحياة داخل المعرفة و خارجها‪.‬‬
‫‪ ‬االهتمام بأنواع النشاط‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق مبدأ شمول الخبرة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬التقويم في ضوء أسسه العلمية السليمة>>‪.‬‬

‫‪ 1‬ردينة عثمان يوسف‪ ،‬خدام عثمانيوسف‪ ،‬طرائق التدريس منهج‪ ،‬أسلوب‪ ،‬وسيلة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.97 ،96‬‬
‫‪2‬اميان حممد عمر‪ ،‬طرق التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.313‬‬
‫‪ 3‬عبد اللطيف بن حسني فرج ‪ ،‬طرق التدريس يف القرن الواحد و العشرين‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.136‬‬

‫‪33‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫أو‬ ‫<< و تصنف الوحدات وفق أسس مختلفة هي‪ :‬مدى الشمول‪ ،‬أو العنصر الموحد‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫المشتركون في تخطيطها>>‪.‬‬

‫فهذه الطريقة تعمل على إثارة انتباه و اهتمام التالميذ‪.‬‬

‫‪ /3‬طريقة االستقصاء‪:‬‬

‫تعتبر هذه الطريقة من الطرق الحديثة في مجال التربية و التعليم‪ ،‬و التي تساهم بشكل‬
‫كبير في تطوير البيئة المعرفية للعلم ألنها تمثل طريقة علمية في البحث و التفكير و التحليل‬
‫من أجل التوصل إلى االستنتاجات و إعطاء الحلول المناسبة‪.‬‬

‫<< و يحدد ( سكران ‪ )1989‬بأن هذه الطريقة تعتبر من طرق التدريس المهمة و الفاعلة‬
‫و‬ ‫و المعاصرة في الدراسات االجتماعية ألن التلميذ يكون فيها نقطة ارتكاز الفعاليات‬
‫األنشطة بحيث يوضع في موقف يتطلب تفكي ار عميقا بالتعاون و التوجيه من جانب المعلم أو‬
‫‪2‬‬
‫المدرس وصوال إلى األهداف المنشودة>>‪.‬‬

‫كما أن الستخدام طريقة االستقصاء في التدريس أهمية كبرى يمكن تلخيصها في‪:‬‬

‫‪ << -1‬تعود المتعلم على البحث و العمل من أجل الوصول إلى المعرفة‪ ،‬و بذلك فإن دور‬
‫المتعلم ايجابي أما دور المعلم فينحصر في توفير و تنظيم اإلمكانات و الظروف التي تساعد‬
‫المتعلم في الوصول إلى المعرفة‪.‬‬
‫‪ -2‬يكتسب المتعلم خالل عمليات و خطوات االستقصاء المهارات و االتجاهات و القيم‬
‫االستقصائية التي يتطلبها هذا النوع من التعليم و التعلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يكتسب المتعلم المستقصي مهارات التفكير العلمي في حل المشكالت التي تواجهه‪.‬‬
‫‪ -4‬أن التعليم و التعلم من خالل االستقصاء يمثل استراتيجية تدريسية تسمى باستراتيجية‬
‫التدريس االستقصائي‪ ،‬و ذلك لن المتعلمين قد يستخدمون أكثر من أسلوب أو وسيلة عند تحديد‬
‫الهدف و جمع المعلومات والبيانات و تدوينها و التحقق من صحتها و تقويم األدلة المتصلة‬

‫‪ 1‬فكري حسن ريان ‪ ،‬التدريس أهدافه‪ ،‬أسسه‪ ،‬اساليبه‪ ،‬تقومي نتائجه‪ ،‬تطبيقاته‪ ،‬عامل الكتب للنشر و التوزيع والطباعة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1999 ،4‬ص‪.215‬‬
‫‪ 2‬ردينة عثمان يوسف‪ ،‬خدام عثمانيوسف‪ ،‬طرائق التدريس منهج‪ ،‬أسلوب‪ ،‬وسيلة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.100‬‬

‫‪34‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫بها‪ ،‬و من هذه األساليب و الوسائل‪ :‬المناقشة‪ ،‬االستكشاف‪ ،‬التحليل‪ ،‬التركيب‪ ،‬التقويم‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫التعميم>>‪.‬‬

‫فهذه الطريقة تكسب المتعلم مهارات عديدة مثل‪ :‬التحليل‪ ،‬االستنباط‪ ،‬المقارنة ‪...‬الخ‪ ،‬و تنمي‬
‫القدرات الفكرية و المعرفية للتالميذ‪.‬‬

‫‪ /4‬طريقة المشروعات (الطريقة الوظيفية)‪:‬‬

‫و تعد هذه الطريقة من الطرق الحديثة المعتمدة في التدريس << و المشروع هو عمل ميداني‬
‫يقوم به الفرد و يتسم بالناحية العلمية و تحت إشراف المعلم و يكون هادفا و يخدم المادة‬
‫العلمية‪ ،‬و أن يتم في البيئة االجتماعية‪ ،‬و قد عرفه المربي األمريكي" وليام كلباتريك" بأنه‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫الفاعلية المقصودة التي تجري في وسط اجتماعي متصل بحياة األفراد>>‪.‬‬

‫<< كما أن " كلباتريك" و هو الذي وضع أساس هذه الطريقة التي بناها على أساس فلسفة‬
‫(جون ديوي)‪ ،‬و هي فلسفة الخبرة التي تعطي اهتماما لميول المتعلم و حاجاته‪ ،‬فهي تجعل‬
‫أساس التعلم مشروعا يختاره الطلبة بحسب ميولهم و احتياجاتهم‪ ،‬فكل نص أدبي مثال أو قاعدة‬
‫لغوية يحكم اختياره ميل الطالب‪ ،‬و من خالل ما يختاره الطالب يتم تعليمه المهارات اللغوية‬
‫‪3‬‬
‫المختلفة>>‪.‬‬

‫<< و ضمن المفهوم الحديث لألهداف التربوية و التي أصبح يشكل فيها التلميذ و الطالب‬
‫محور االرتكاز األساسي من حيث إكسابه المعرفة و المهارات و تطوير قدراته و تنمية مواهبه‬
‫وتوجيه سلوكه و تغيره فإن لطريقة المشروع الدور األساسي في تحقيق ذلك ألنها تمثل نشاطا أو‬
‫تجربة أو فعالية‪...‬الخ التي يقوم بها التلميذ بشكل فردي أو جماعي من أجل تحقيق هدف‬
‫معين‪ ،‬أن هذه الطريقة ظهرت في بداية القرن العشرين و لقد أصبحت في الوقت الحاضر من‬
‫و التقنيات الحديثة‪ ،‬و‬ ‫الطرائق المعتمدة بشكل واسع في المدارس و التي تمتلك الوسائل‬

‫‪ 1‬سهيلة حمسن كاظم الفتالوي‪ ،‬املدخل إىل التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.127 ،126‬‬
‫‪2‬اميان حممد عمر‪ ،‬طرق التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.309‬‬
‫‪ 3‬طه حسني الدليمي‪ ،‬سعاد عبد الكرمي عباس الوائلي‪ ،‬اللغة العربية مناهجها وطرائق تدريسه‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪35‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫لقد عرف " كلباتريك" طرقة المشروع على أنها فعالية مطبقة في مجال اجتماعي ضمن نطاق‬
‫‪1‬‬
‫المدرسة>>‪.‬‬

‫فهذه الطريقة يتوقف نجاحها على جدية و مثابرة الطلبة و استعدادهم للعمل‪.‬‬

‫‪ /5‬طريقة التعيينــات‪:‬‬

‫<< تعتبر " التعيينات" أيضا كطريقة في التدريس ثورة على األساليب القديمة في التدريس‪،‬‬
‫أساليب الحفظ والتسميع‪.‬‬

‫أما التعيينات كطريقة حديثة في التدريس‪ ،‬فتهتم بتحقيق كثير من األهداف العامة‬
‫للتربية‪ ،‬و هي بذلك ال تقتصر على تحيل المادة العلمية‪ ،‬و يمكن القول بأن المحور األساسي‬
‫لهذه الطريقة يتمثل في مراعاة الفروق الفردية بين التالميذ‪ ،‬و اعتماد التالميذ على أنفسهم في‬
‫التعليم‪.‬‬

‫و في هذه الطريقة يقوم المدرسون بتصميم تعيينات شهرية لمختلف مواد الدراسة‪ ،‬تحدد فيها‬
‫األنشطة المطلوب من التلميذ القيام بها من قراءة و إجابة عن أسئلة‪ ،‬و رسم و غير ذلك‪،‬‬
‫و يوضح في كل تعيين المراجع المناسبة لتنفيذ التعيين‪ ،‬و يراعي التصميم الجيد للتعيينات أن‬
‫تعين مجتمعة على تحقيق األهداف العامة للتربية‪ ،‬كما تعين تعيينات كل مادة دراسية على‬
‫‪2‬‬
‫تحقيق أهداف تلك المادة>>‪.‬‬

‫و من مميزات هذه الطريقة‪:‬‬

‫و‬ ‫‪ << ‬تنمي لدى الطالب القدرة على تحمل المسؤولية‪ ،‬و تدربهم على تنظيم عملهم‪،‬‬
‫وضع خطط للدراسة‪ ،‬و تعزيز الثقة بالنفس‪ ،‬و احترام العمل و الوفاء بالوعد و العمل الجماعي‬
‫التعاوني‪.‬‬

‫‪ 1‬ردينة عثمان يوسف‪ ،‬خدام عثمانيوسف‪ ،‬طرائق التدريس منهج‪ ،‬أسلوب‪ ،‬وسيلة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.109 ،108‬‬
‫‪ 2‬فكري حسن ريان ‪ ،‬التدريس أهدافه‪ ،‬أسسهن اساليبه‪ ،‬تقومي نتائجه‪ ،‬تطبيقاته‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.227‬‬

‫‪36‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫و‬ ‫‪ ‬تراعي الفروق الفردية بين الطالب‪ ،‬و تمنح الطالب قد ار من الحرية في العمل‬
‫‪1‬‬
‫استغالل إيجابيهم‪ ،‬و استعمال وقت فراغهم بما يفيد و ينفع>>‪.‬‬

‫لذا يمكننا القول أن الطرائق الحديثة فعالة و مجدية في التدريس أكثر من الطرائق القديمة فهي‬
‫تنهض بالتعليم نحو التقدم و التطور و مواكبة العصر‪ ،‬و ذلك من خالل النهوض بالمتعلم‪.‬‬

‫‪ .4‬أهمـية طريقـــة التدريـــس‪:‬‬

‫<< ال تقل أ همية طريقة التدريس عن أهمية بناء المنهج بل تفوقها حيث يتوقف فهم التالميذ‬
‫للمادة المعروضة عليهم و االستفادة منها على طريقة عرضها عليهم‪.‬‬

‫أن الفرق بين العالم و المعلم يكمن في طريقة العرض‪ ،‬فالعالم لديه المادة العلمية الغزيرة‬
‫و ليس ضروريا أن تكون لديه طريقة شيقة في عرض المادة العلمية‪ ،‬أما المعلم الماهر فلديه‬
‫المادة العلمية‪ ،‬و أيضا المهارة في طريقة عرضها أو تدريسها‪ ،‬و هذا هو الفرق بين المعلم‬
‫التربوي و غير التربوي‪ ،‬فاألول لديه المادة و الطريقة‪ ،‬و الثاني لديه المادة فقط‪.‬‬

‫و‬ ‫و لهذا تحرص و ازرات التربية و المعارف في العالم كله على توظيف المعلمين التربويين‬
‫تفضلهم على غير التربويين نظ ار ألهمية طريقة التدريس‪.‬‬

‫و ألهمية طريقة التدريس البد من إعداد المعلم و تزويده بالخبرات الجديدة في طرق‬
‫و‬ ‫التدريس‪ ،‬نظ ار ألن مهارات طرق التدريس تكتسب‪ ،‬لذا البد من التدريب عليها‬
‫‪2‬‬
‫ممارستها>>‪.‬‬

‫كما تظهر أهمية طريقة التدريس من خالل نجاح المعلم أو المدرس في عمله و على‬
‫مدى استفادة التالميذ من عمله‪.‬‬

‫و تنبثق أهميتها في‪:‬‬

‫‪ << ‬تحقيق األهداف التربوية العامة و الخاصة‪.‬‬

‫‪1‬اميان حممد عمر‪ ،‬طرق التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ص‪.361‬‬


‫‪ 2‬ابراهيم بن عبد العزيز الدعيلج‪ ،‬املناهج و املكونات‪ ،‬األسس‪ ،‬التنظيمات‪ ،‬التطوير‪ ،‬م‪،‬س‪،‬ص‪.31‬‬

‫‪37‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ ‬تمكن المعلم من رسم خططه السنوية و العطل اليومية‪.‬‬


‫‪ ‬تمكن المعلم من تنظيم الدرس بشكل مترابط و متناسق‪.‬‬
‫‪ ‬تنبه المعلم على استخدام الوسائل التعليمية المختلفة‪.‬‬
‫‪ ‬يستطيع المعلم أن يوجه طلبته نحو قبول االتجاهات الصحيحة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫من خالل التفكير الناقد أو التأمل و اإلبداع و غيرها>>‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫<< فطريقة التدريس تتعلق بالسؤال‪ :‬لماذا ندرس؟ كيف ندرس؟ بم ندرس؟>>‪.‬‬

‫و من هنا نخلص إلى أن طريقة التدريس عنصر أساسي في نجاح الموقف التعليمي‪.‬‬

‫‪ 1‬ردينة عثمان يوسف‪ ،‬خدام عثمانيوسف‪ ،‬طرائق التدريس منهج‪ ،‬أسلوب‪ ،‬وسيلة‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ 2‬حممد السيد علي‪ ،‬علم املنهاج األسس و التنظيمات يف ضوء املوديوالت‪ ،‬دار عامر للطباعة و النشر‪ ،‬منصورة‪ ،1998 ،‬ص‪.307‬‬

‫‪38‬‬
‫المبحث الثانـي‪:‬‬
‫التدريس مفهومه ومكوناته وأ هدافه‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ .1‬مفهـوم التدريــس‪:‬‬

‫أ‪ /‬لغــة‪:‬‬

‫جاء في " لسان العرب" أن<< التدريس>> مشتق من الفعل " درس"‪.‬‬

‫دروسا‪.‬‬
‫ً‬ ‫درس‪ :‬درس الشيء و الرسم يدرس‬

‫و درس الكتاب يدرسه در ًسا و دراسةً و دارسه‪.‬‬

‫درسا أي ذللته بكثرة القراءة حتى خ َّ‬


‫ف حفظه علي‪.‬‬ ‫و درست الكتاب أدرسه ً‬
‫درست السورة أي حفظتها‪.‬‬

‫و يقال سمي " إدريس" عليه السالم‪ ،‬لكثرة دراسته كتاب اهلل تعالى‪.‬‬

‫و دارست الكتب و تدارستها و ادارسها‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫و في الحديث‪ :‬تدارسوا القرآن‪ ،‬أي اقرؤوه و تعهدوه لئال تنسوه>>‪.‬‬

‫( درس) الكتاب و نحوه‪ :‬درسه‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫(تدارس) الكتاب و نحوه‪ :‬درسه و تعهده>>‪.‬‬

‫و ورد المصدر من كلمة التدريس في قوله << و إن كنا عن دراستهم لغافلين>>‪.3‬‬

‫ب‪ /‬اصطالحــا‪:‬‬

‫<< التدريس عملية ذاتية تظهر فيها شخصية المعلم و تلعب فيها ذاتيته دو ار عظيما‪ ،‬و مع ذلك‬
‫فوجد علم يقتني به له أهدافه العامة و الخاصة و أسسه و مبادئه و نظرياته‪ ،‬و يجعلنا نهتم‬
‫بهذا الموضوع لنبين كيف يعد المعلم لمهنة التدريس و أهم المبادئ التي تقوم عليها هذه المهنة‬

‫‪ 1‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مادة (د‪ ،‬ر‪ ،‬س)‪ ،‬دار صادر بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬مج‪ ،6‬ط‪1414 ،3‬هـ‪1994 ،‬م‪ ،‬ص‪.80 ،79‬‬
‫‪ 2‬جم مع اللغة العربية‪ ،‬معجم الوسيط‪ ،‬مادة (د‪ ،‬ر‪ ،‬س)‪ ،‬دار الدعوة‪ ،‬اسطنبول‪ ،‬تركيا‪ ،‬ط‪ ،2‬د‪ ،‬سنة‪ ،‬د‪ ،‬ت‪ ،‬ص‪.279‬‬
‫‪3‬األنعام ‪.106 /‬‬

‫‪40‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫و كيفية تطبيقها و أهميتها في إعداد جيل يعمل من أجل تسليم الشعلة إلى الجيل الذي‬
‫‪1‬‬
‫بعده>>‪.‬‬

‫فالتدريس عبارة عن مجموعة من األعمال يقصد بها أن تؤدي إلى التعليم‪ ،‬و عليه‬
‫فالتدريس غير التعليم‪.‬‬

‫<< و يذكر بعض من المتخصصين أن التدريس هو علم " ‪ "Science‬من حيث أنه علم قائم‬
‫على مجموعة من األسس العلمية و الدراسات و البحوث التربوية و السيكولوجية و بذلك ال‬
‫‪2‬‬
‫تقتصر على مجرد اكساب المعلومات بل تتعدى ذلك شتى متغيرات عملية التدريس>>‪.‬‬

‫و من المسلم به أن التدريس مهنة تحتاج إلى ما تحتاج إليه المهن األخرى من استعداد و تعلم‪،‬‬
‫<< و تتضمن برامج إعداد المعلمين مسافات مختلة في الثقافة العامة و الثقافة التخصصية و‬
‫و التصرف في‬ ‫الثقافة المسلكية التي تتعلق بطرائق توصيل المادة و التعامل مع المتعلمين‬
‫المواقف المختلفة‪.‬‬

‫و للتدريس قواعد عامة يجب أن يراعيها المعلم و التي من بينها‪:‬‬

‫‪ ‬أن تكون الطرق التي يختارها مالئمة للمستويات العقلية للتالميذ‪.‬‬


‫‪ ‬أن التعلم يكون أبعد األثر و أعمق إذا توصل التلميذ إليه بنفسه‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬أن التعلم ال يتأتى إال عن طريق الفهم‪ ،‬ال عن طريق التلقين و الترديد الشكلي>>‪.‬‬
‫‪ << ‬يجب أن ال يبدأ المعلم درسه قبل أن يسود النظام الغرفة الصفية‪ ،‬فقد يدخل المعلم‬
‫فيجد التالميذ حركة و أحاديث‪ ،‬فإذا بدأ المعلم فيذهب جهده بال فائدة‪ ،‬عليه أن ال يعيد‬
‫النظام بالعنف و الحدة و االنفعال‪.‬‬

‫‪ 1‬سهيلة حمسن كاظم الفتالوي‪ ،‬املدخل إىل التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪ 2‬صالح الدين عرفة حممود ‪ ،‬تفريد تعلم مهارات التدريس بني النظرية و التطبيق‪ ،‬عامل الكتب للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1425 ،1‬هـ‪،‬‬
‫‪2005‬م‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫‪ 3‬وليد أمحد جابر‪ ،‬تدريس اللغة العربية‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.15 ،14‬‬

‫‪41‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ ‬أن ال يكثر المعلم المشي داخل الصف و أن ال يكون جامدا في مكانه كالتمثال فعليه أن‬
‫يتناوب في حركته و سكونه‪.‬‬
‫‪ ‬على المدرس أن يوجه السؤال وبعدها يحدد الطالب الذي يجيب عن سؤاله ليشعر كل‬
‫طالب أنه معني باإلجابة‪.‬‬
‫‪ ‬على المعلم أن يبني عالقته بطلبته على أساس المحبة و االحترام و التقدير‬
‫‪1‬‬
‫و التسامح>>‪.‬‬

‫و هذا يعني أن للمعلم دوره الفعال في تحقيق التدريس الناجح‪.‬‬

‫<< كما يتميز مفهوم التدريس بمجموعة من السمات و الخصائص باعتباره نشاطا يرمي‬
‫إلحداث تأثير مرغوب في شخصية التلميذ و مساعدته على اكتساب خبرات محددة‪ ،‬و هذه‬
‫السمات و الخصائص هي‪:‬‬

‫‪ ‬التدريس عملية ذات أبعاد متعددة (معلم‪ ،‬تلميذ‪ ،‬خبرات تربوية‪ ،‬بيئة تعليمية‪ ،‬وسائط‬
‫متعددة)‪.‬‬
‫و‬ ‫‪ ‬التدريس سلوك اجتماعي ال ينشأ من فراغ ولكن يتضمن تفاعال بين العلم و التلميذ‬
‫الخبرات التربوية‪ ،‬ويتطلب ذلك اختيار الخبرات المالئمة و المناسبة و الطرق و األساليب‬
‫المناسبة لتعليمها وتعلمها‪.‬‬
‫‪ ‬التدريس سلوك يمكن مالحظته و قياسه و بالتالي يمكن ضبطه و تقويمه‪ ،‬و تحسينه و‬
‫تجويده‪ ،‬و هذا يفسر منحى بعض التربويين العتبار التدريس علما أكثر منه فنا و يؤكدون على‬
‫أن المعلم الجيد يضع وال يولد‪.‬‬
‫‪ ‬التدريس عملية نفس حركية تشمل فاعال ومنفعال ومفعوال به و تأثيرا‪ ،‬و تأث ار وثقة‬
‫متبادلة‪ ،‬فالمدرس يجب أن يسلم بأهمية التلميذ ودوره الفاعل في التدريس يسعى إلشراكه في‬
‫الموقف التعليمي‪ ،‬و التلميذ يجب أن يثق في قدرة معلمه على التأثير ومساعدته على تحقيق‬
‫‪2‬‬
‫أهدافه>>‪.‬‬

‫‪ 1‬فوزي أمحد مسارة‪ ،‬التدريس مفاهيم‪ ،‬أساليب‪ ،‬طرائق‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ 2‬سهيلة حمسن كاظم الفتالوي‪ ،‬املدخل إىل التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.17 ،16‬‬

‫‪42‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ << ‬كما أن التدريس عملية إنسانية تهدف إلى مساعدة المتعلمين على تلقي العلم‪.‬‬
‫‪ ‬و التدريس نشاط تعليمي مقصود‪.‬‬
‫‪ ‬فرع من التدريس وليس العكس‪ ،‬و هو حالة من حاالت التدريس التي تحصل بين طرفين‬
‫بشريين‪ ،‬هما الطالب و المدرس‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ‬يعبر التدريس عن مدى تأثير التعلم بالظروف و الوسائل المختلفة>>‪.‬‬

‫<< وكذلك عد التدريس‪ :‬بأنه الجانب التطبيقي للتعليم‪ ،‬أو أحد أشكاله و أهمها‪ ،‬والتعليم ال‬
‫‪2‬‬
‫يكون فعاال‪ ،‬اال إذا خطط له مسبقا‪ ،‬أي قد صمم بطريقة منظمة و متسلسلة>>‪.‬‬

‫‪ << ‬كما يجب على المعلم أن يبتعد في تعامله مع التالميذ عن القسوة و المحاباة‪ ،‬و أن‬
‫يكون واسع الصدر‪ ،‬و أخا و أبا لكل تلميذ‪.‬‬
‫‪ ‬و أن يوزع دوره و أدوار التالميذ في المواقف التعليمية المختلفة‪ ،‬و من األمور الهامة في‬
‫التدريس أن ينجح المعلم في توجيه نشاط التالميذ ويثير الرغبة فيهم في كل موقف تعليمي‪،‬‬
‫وذلك بأن يكون من وراء كل موقف تعليمي يعرض على التالميذ هدف يسعى المتعلم للوصول‬
‫إليه‪ ،‬و وجود مثل هذا الغرض يشعر أن ما يتعلمه شيء ذو قيمة وجزء من حياته يحتاج إلى‬
‫معرفته واإللمام به‪ ،‬هذا ويحكم على‪:‬‬

‫التدريس الصحيح بمدى نجاحه في إثارة الرغبة في التالميذ و توجيه نشاطهم إلى تحقيق غرض‬
‫‪3‬‬
‫معين‪ ،‬ومعنى هذا أن التدريس لكي يحقق هدفه البد أن يسير وفقا لقواعد خاصة أساسية>>‪.‬‬

‫‪ << ‬كما يجب أن ال يطلب المعلم عمال من طلبته قبل أن ينتهوا من العمل السابق كأن‬
‫يطلب المعلم من الطلبة قراءة الدرس قراءة صامتة و قبل أن ينتهوا منها يبدأ بمناقشتهم حول‬
‫الموضوع‪.‬‬

‫‪ 1‬اميان حممد عمر‪ ،‬طرق التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.124‬‬


‫‪ 2‬حممد حممود احليلة وآخرون‪ ،‬طرائق التدريس العامة‪ ،‬دار املسرية‪ ،‬ط‪ ،2002 ،1‬ص‪.23‬‬
‫‪ 3‬وليد أمحد جابر‪ ،‬تدريس اللغة العربية مفاهيم نظرية وتطبيقات عملية‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.15 ،14‬‬

‫‪43‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫و‬ ‫‪ ‬و على المعلم أن ال يستأثر بالكالم و يترك دور الطالب مقتص ار على التلقي‬
‫اإلصغاء بل عليه أن يعمل على تفعيل دوره بتهيئة الظروف و األغراض التي تساعد المتعلم‬
‫على ظهور شخصيته‪.‬‬
‫‪ ‬على المعلم أن ال يتبع طريقة تدريسية واحدة طوال الحصة الصفية و ذلك لتجنب الملل‪،‬‬
‫بل عليه أن ينوع في طرائق التدريس في الحصة الواحدة‪.‬‬
‫‪ ‬أن يراعي الفروق الفردية و االعتراف بأن لكل طالب له طاقات إبداعية‪ ،‬وقدرات خاصة‬
‫‪1‬‬
‫للتعلم وحاجات جسمية وفكرية وعاطفية واجتماعية يجب مراعاتها و العمل على تلبيتها>>‪.‬‬

‫<< و عليه فمهارة التدريس هي القدرة على المساعدة في حدوث التعلم وتنمو هذه المهارة عن‬
‫‪2‬‬
‫طريق األعداد التربوي الجيد‪ ،‬والمرور بالخبرات التربوية المناسبة>>‪.‬‬

‫و من هنا نستنتج أن التدريس مهارة تنبني في أدائها على كفاءة و جهد المعلم‪.‬‬

‫‪ .2‬الفـرق بين التــدريس و التعليـم و التعلّم‪:‬‬

‫ثمة خطوط فاصلة بين مفاهيم التعليم ‪ ،Instruction‬و التدريس‪Teaching‬‬


‫والتعلم‪ ،Learning‬و يختلط األمر في كثير من األحيان على الطالب و المعلمين حول تلك‬
‫المصطلحات خاصة أن معظم الكتابات في هذا المجال تخلط بين المصطلحات و تعمم بينها‪.‬‬

‫<< فمصطلح التعليم ‪ Instruction‬يعد مفهوما أعم وأشمل من مصطلح التدريس ‪Teaching‬‬
‫من حيث كونه قد يكون مقصودا أو غير مقصود وقد يقوم به المعلم أو غير المعلم وقد يتم في‬
‫المدرسة أو غير المدرسة وقد يتم من خالل أهداف محددة أو غير محددة و لذا يمكن القول أن‬
‫التعليم هو‪:‬‬

‫عملية مقصودة أو غير مقصودة مخططة أو غير مخططة تتم داخل المدرسة أو غير المدرسة‬
‫في زمن محدد أو غير محدد ويقوم بها المعلم أو غير المعلم بقصد مساعدة الفـرد على التعلم و‬
‫‪1‬‬
‫اكتساب الخبرات>>‪.‬‬

‫‪1‬فوزي أمحد مسارة‪ ،‬التدريس مفاهيم‪ ،‬أساليب‪ ،‬طرائق‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ 2‬صالح الدين عرفة حممود ‪ ،‬تفريد تعلم مهارات التدريس بني النظرية و التطبيق‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.16‬‬

‫‪44‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫<< كما عرف التدريس بأنه عملية التفاعل بين المدرس و طالبه‪ ،‬و هو في هذا المعنى غير‬
‫التعليم ألن التدريس يعني عملية األخذ و العطاء أو الحوار و التفاعل‪ ،‬في حين يعني التعليم‬
‫‪2‬‬
‫العطاء من جانب واحد هو المدرس أو المعلم>>‪.‬‬

‫<< فالتعليم هو العملية التي تؤدي إلى تمكين المتعلم من الحصول على االستجابات المناسبة و‬
‫‪3‬‬
‫المواقف المالئمة من خالل إثارة فاعليته في المواقف التي ينظمها المعلم>>‪.‬‬

‫وعلى هذا فالتعليم يتمثل في تقديم الخبرات و المعلومات للمتعلم‪.‬‬

‫و‬ ‫<< و هناك من يرى أنه العملية التعليمية‪ :‬المنهج‪ ،‬التدريس‪ ،‬التقويم‪ ،‬اإلرادة‪ ،‬واإلرشاد‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫التوجيه>>‪.‬‬

‫<< و عرفه " ايزنر" بأنه ما يحدث عندما ينجح المدرسون بحكم أنشطتهم التعليمية نجاحا كليا‬
‫في أقدر طالبهم على أن يتعلموا‪.‬‬

‫و يعرفه " باسي" بأنه‪ :‬نشاط تستخدم فيه المواد في استراتيجيات‪ ،‬لتحقيق األهداف التربوية‪،‬‬
‫بارتكازها على الحاجات‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫و التدريس يزود الطالب بالمعرفة و يمده بالوسائل واألنشطة التي توصله إلى المعرفة>>‪.‬‬

‫فهو نشاط متواصل يهدف إلى إثارة التعلم و تسهيل مهمة تحققه‪ << ،‬و يتضمن سلوك‬
‫التدريس مجموعة من األ فعال المتواصلة‪ ،‬و الق اررات المستغلة وتوظيفها بطريقة مقصودة من‬
‫المدرس الذي يعمل كوسيط في إطار موظف تربوي تعليمي‪.‬‬

‫‪ 1‬صالح الدين عرفة حممود ‪ ،‬تعليم و تعلم مهارات التدريس يف عصر املعلومات‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪7،38‬‬
‫‪2‬طه حسني الدليمي‪ ،‬سعاد عبد الكرمي عباس الوائلي‪ ،‬اللغة العربية مناهجها وطرائق تدريسه‪،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪ 3‬سهيلة حمسن كاظم الفتالوي‪ ،‬املدخل إىل التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ 4‬رمضان حممد القذايف‪ ،‬نظريات التعلّم و التعليم‪ ،‬ط‪ ،3‬طرابلس‪ ،‬منشورات اجلامعة املفتوحة‪ ،1990 ،‬ص‪.55‬‬
‫‪5‬فوزي أمحد مسارة‪ ،‬التدريس مفاهيم‪ ،‬أساليب‪ ،‬طرائق‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.20‬‬

‫‪45‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫و التدريس هو جزء من التربية‪ ،‬يهتم بتقديم الخبرات التي تعود إلى التعلم و هي خبرات‬
‫تعليمية مركزة و مقصودة و هادفة‪ ،‬ومخطط لها و معدة سلفا‪ ،‬ليتم تحقيق األهداف المرجوة‬
‫‪1‬‬
‫بصورة ناجحة>>‪.‬‬

‫كما عرف التدريس بأنه عملية التفاعل بين المدرس و طالبه‪.‬‬

‫<< و ينظر " ستيفن كوري" إلى التدريس على أنه عملية معتمدة لتشكيل بنية الفرد بصورة‬
‫تمكنه من أن يتعلم أداء سلوك محدد أو االشتراك في سلوك معين‪ ،‬يكون ذلك تحت شروط‬
‫‪2‬‬
‫موضوعة مسبقا>>‪.‬‬

‫و يمكن القول أن<< التدريس عملية اجرائية مقصودة مخططة و منظمة تتضمن‬
‫مجموعة من اإلجراءات التي يقوم بها المعلم و تالميذه و التي تهدف في النهاية لمساعدة‬
‫‪3‬‬
‫التالميذ على التعلم>>‪.‬‬

‫و من هنا نتوصل إلى أن التدريس نشاط يهدف إلى إحداث و تغيير و تعديل سلوكات‬
‫التالميذ العقلية و الفكرية‪...‬الخ‪.‬‬

‫<< و يرى " خاطر وزمالئه" أن التعليم ال ينطبق عليه شروط التدريس‪ ،‬و هو خبرة تعليمية‬
‫معينة عن طريق أي وسيلة من الوسائل التعليمية المختلفة أو مؤسسة تربوية في المجتمع دون‬
‫التقيد بوقت محدد أومكان محدد‪.‬‬

‫وتذهب الدكتورة " سهيلة محسن كاظم الفتالوي" إلى أن التعليم هو توجه كل موقف‬
‫تدريسي نحو المتعلم‪.‬‬

‫و‬ ‫و التدريس مهنة ذات بعد إنساني واجتماعي لها أصولها و قواعدها و مبادئها‬
‫‪4‬‬
‫مهاراتها األدائية و وسائل إيصالها و مسؤولياتها التي تستهدف التعليم و التعلم>>‪.‬‬

‫‪ 1‬اميان حممد عمر‪ ،‬طرق التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.126 ،124‬‬
‫‪2‬طه حسني الدليمي‪ ،‬سعاد عبد الكرمي عباس الوائلي‪ ،‬اللغة العربية مناهجها وطرائق تدريسه‪،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪ 3‬صالح الدين عرفة حممود ‪ ،‬تعليم و تعلم مهارات التدريس يف عصر املعلومات‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪4‬سهيلة حمسن كاظم الفتالوي‪ ،‬املدخل إىل التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪46‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫<< فالتدريس هو تعليم للطرق و األساليب التي يتمكن بها الدارس من الوصول إلى الحقيقة‪ ،‬و‬
‫ليس تدريس الحقائق فقط‪ ،‬و هكذا فإن التدريس أعم و أشمل من التعليم‪ ،‬فالتدريس يشمل على‬
‫اإلحاطة بالمعارف و على اكتشاف تلك المعارف‪ ،‬و قيل أنه األداءات التي يؤديها المدرس أثناء‬
‫عملية التعليم و التعلم إلحداث التعليم المباشر في أداء الطلبة لتعديل ذلك المقدار و تيسيره‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫فهو إذن يشمل تزويد الفرد بالمعلومات التي يمكن أن تؤثر في شخصيته تأثي ار علميا>>‪.‬‬

‫و من خالل تعريف مفهومي " التعليم والتدريس" نجد ثمة فروقا ذات داللة تكمن في‪:‬‬

‫‪ << ‬السلوك المراد تعليمه مقصودا أو غير مقصود‪.‬‬


‫‪ ‬كيفية حدوث السلوك‪.‬‬
‫‪ ‬التحكم في بيئة التعلم داخل المدرسة أو خارج المدرسة‪.‬‬
‫‪ ‬الشخص القائم بعملية التدريس أوالتعلم‪ ،‬كمعلم أو غير معلم‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬غالبية الخبرة المقصودة في تعليمها وتدريسها>>‪.‬‬

‫فالتعليم غير التدريس ألن شروط التعليم ال تنطبق على شروط التدريس و العكس‬
‫صحيح‪.‬‬

‫<< كما أن الكتابات النفسية و التربوية تبين عمومية و شمول مصطلح التعليم عن مصطلح‬
‫التدريس‪.‬‬

‫فمصطلح " التعليم" يقصد به عملية مقصودة أو غير مقصودة تتم داخل المؤسسة أو‬

‫‪3‬‬
‫خارجها في أي وقت ويقوم به المعلم أو غير المعلم>>‪.‬‬

‫‪1‬طه حسني الدليمي‪ ،‬سعاد عبد الكرمي عباس الوائلي‪ ،‬اللغة العربية مناهجها وطرائق تدريسه‪،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.80‬‬
‫‪ 2‬صالح الدين عرفة حممود ‪ ،‬تعليم و تعلم مهارات التدريس يف عصر املعلومات‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪8‬‬
‫‪ 3‬عبد احلميد حسن شاهني ‪ ،‬اسرتاتيجيات التدريس املتقدمة واسرتاتيجيات التعلّم وأمناط التعلّم‪ ،‬م‪ ،‬كلية الرتبية جامعة اإلسكندرية‪،2011 ،2010 ،‬‬
‫ص‪.19‬‬

‫‪47‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫<< كما أن هناك من ينظر لتعليم على أن ه العملية التعليمية التي تتم داخل وسائل التربية‬
‫و‬ ‫النظامية معتمدا على مكونات عدة اهمها‪ :‬المنهج‪ ،‬التدريس‪ ،‬التقويم‪ ،‬اإلدارة‪ ،‬اإلرشاد‬
‫التوجيه‪.‬‬

‫و هناك من يعرف التعليم على أنه عملية التفاعل بين المعلم و المتعلمين في داخل الفصل أو‬
‫‪1‬‬
‫في خاتمة المحاضرات أو في المختبرات>>‪.‬‬

‫<< أما التدريس فهو ذلك الجهد الذي يبذله المعلم من أجل تعليم التالميذ و يشمل أيضا كافة‬
‫الظروف المحيطة ا لمؤثرة في هذا الجهد‪ ،‬مثل‪ :‬نوع النشاطات و الوسائل المتاحة ودرجة‬
‫اإلضاءة و درجة الح اررة و الكتاب المدرسي و السبورة و األجهزة و أساليب التقويم و ما قد‬
‫يوجد بين عوامل جذب االنتباه و التشتت‪.‬‬

‫فمصطلح" التدريس" يمكن القول أنه عملية مقصودة و مخططة يقوم بها المعلم داخل المدرسة‬
‫أو خارجها تحت اشرافها بقصد مساعدة التالميذ على تحقيق أهداف معينة‪.‬‬

‫و من خالل هذا نالحظ أن الفرق بين كل من التدريس و التعليم يتحدد في‪:‬‬

‫‪ ‬السلوك المراد تعلمه‪ ،‬و كيفية حدوثه‪.‬‬


‫‪ ‬درجة التحكم في بيئة المتعلم داخل المدرسة أو اي مكان آخر‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬الشخص القائم بالتعليم و التدريس>>‪.‬‬

‫و من هنا نستنتج أن التعليم غير التدريس‪ ،‬و التدريس غير التعليم‪ ،‬كما يتبين لنا أن‬
‫التعليم أعم و أشمل من التدريس‪.‬‬

‫<< أما مصطلح "التعلم" فكما تناولته البحوث النفسية في مجال علم النفس التربوي فيقصد به‬
‫تغير ثابت نسبيا في السلوك أو الخبرة ينجم عن النشاط الذاتي للفرد ال نتيجة للنضج الطبيعي‬
‫‪3‬‬
‫أو ظروف عارضة‪ ،‬أو هو مفهوم فرضي يستدل عليه من خالل نتائج عملية التعليم>>‪.‬‬

‫‪1‬سهيلة حمسن كاظم الفتالوي‪ ،‬املدخل إىل التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪2‬عبد احلميد حسن شاهني ‪ ،‬اسرتاتيجيات التدريس املتقدمة واسرتاتيجيات التعلّم وأمناط التعلّم‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.19 ،10‬‬
‫‪ 3‬عبد احلميد حسن شاهني ‪ ،‬اسرتاتيجيات التدريس املتقدمة واسرتاتيجيات التعلّم وأمناط التعلّم‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪48‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫<<أو هو مجموعة من التغيرات السلوكية التي تظهر في سلوك المتعلمين بعد مرورهم بخبرة‬
‫معينة و يستدل عليها من خالل قياس أدائهم المعرفي و النفس حركي و الوجداني في ضوء‬
‫الخبرات التي مروا بها‪.‬‬

‫و يالحظ على مفهوم" التعلم" مجموعة من االعتبارات هي‪:‬‬

‫‪ ‬أن تعديل أو تغير السلوك خالل عملية التعلم ال يتم بشكل عفوي وانما يتم التخطيط له‬
‫بشكل مدروس ويتم تنفيذه وفق اجراءات متتابعة ومنظمة ومحددة‪.‬‬
‫‪ ‬أن التعلم واسع في مداه و أغراضه‪.‬‬
‫‪ ‬أن التعلم يؤثر في البيئة الثقافية المحيطة بشكل كبير‪.‬‬
‫‪ ‬أن التغيرات السلوكية التي تظهر في سلوك التالميذ األكاديمي التحصيلي أو المهاري ال‬
‫‪1‬‬
‫تمثل سوى جزء من التعلم الذي يحدث في واقع األمر>>‪.‬‬

‫و‬ ‫<< فالتعلم يعني إحداث تعديل في سلوك المتعلم نتيجة التدريس و التعليم و التدريب‬
‫الممارسة و الخبرة‪ ،‬و مما ال شك فيه أن عملية التعلم ترتبط ارتباطا وثيقا بالعملية التعليمية التي‬
‫تعمل على تحقيقه من خالل المنهج و المعلم بما في ذلك كفاياته األكاديمية و التدريسية فهو‬
‫مسؤول مباشر عن توجيه النشء عبر اتصاله الشخصي المباشر مع المتعلم فيساعده على‬
‫تحصيل المعرفة من الكتب ومن قنوات التعلم المختلفة ويوجهه للخبرة بصبر وحكمة‪.‬‬

‫فالتعلم نتاج التدريس الفعال وقد تكون هذه النتاجات معرفية‪ ،‬وجدانية‪ ،‬مهارية‪ ،‬أخالقية‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫اجتماعية>>‪.‬‬

‫و في ذلك يعرف " التعلم" ‪ <<:‬على أنه تعديل في سلوك المتعلم نتيجة تأثير ظروف التعليم و‬
‫التدريب و الممارسة و الخبرة‪.‬‬

‫كما يقوم التعلم على الطريقة المعملية التي أصبحت جزءا ال يتج أز من طرق اكتساب‬
‫المعرفة ومن أساليب التربية الحديثة‪.‬‬

‫‪ 1‬صالح الدين عرفة حممود ‪ ،‬تعليم و تعلم مهارات التدريس يف عصر املعلومات‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪2‬سهيلة حمسن كاظم الفتالوي‪ ،‬املدخل إىل التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.30‬‬

‫‪49‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫فالتعلم قد يصاحب عملية التدريس أو يمارسه الفرد في عملية التعلم الذاتي داخل‬
‫المؤسسة التربوية وخارجها دون أن يكون هناك موقف تدريس>>‪ <<،1‬فالتعلم هو نتاج التدريس‬
‫‪2‬‬
‫الفعال‪ ،‬وتكون هذه النتائج معرفية‪ ،‬وجدانية‪ ،‬مهارية‪ ،‬أخالقية‪ ،‬اجتماعية>>‪.‬‬

‫<< ففي عملية التعلم فإن ا لمتعلم قد يكتسب بعض األشياء و الخبرات التي تصاحب عملية‬
‫التعلم وتتمثل في األفكار و العادات واالتجاهات و التي يطلق عليها المتعلمات المترافقة‪ ،‬أي ما‬
‫يصاحب التعلم من اتجاهات وأفكار واتجاهات وعادات‪.‬‬

‫و من هنا يتبين لنا أن هذه المصطلحات التربوية " التدريس‪ ،‬التعليم‪ ،‬التعلم" لها خطوط‬
‫تفصل بين معانيها‪.‬‬

‫"فالتعلم" يشترط وجود متعلم‪ ،‬مادة تعليمية‪ ،‬حيث أنه ناتج التفاعل بين المتكلم و المادة‬
‫التعليمية‪ ،‬كأن يق أر المتعلم مفهوم ما و يقيمه ويخرج أرائه الخاصة‪.‬‬

‫و " التعليم" يشترط وجود معلم‪ ،‬متعلم‪ ،‬مادة تعليمية‪.‬‬

‫و‬ ‫أما " التدريس" فيشترط وجود معلم‪ ،‬متعلم‪ ،‬مادة تعليمية‪ ،‬حجرة الدراسة‪ ،‬فهو علم و عملية‬
‫‪3‬‬
‫مهارة و فن مكتسب>>‪.‬‬

‫<<فمن خالل ما تقدم يتضح لنا أن التدريس‪ ،‬التعليم‪ ،‬التعلم‪ ،‬مصطلحات تربوية تدور كلها‬
‫و‬ ‫حول‪ :‬االكتساب‪ ،‬الخبرة‪ ،‬التدريب‪ ،...‬و هذه المصطلحات تفصل بينها خطوط فاصلة‬
‫تميزها عن بعضها‪ ،‬و على هذا نخلص أن مصطلح " التعليم" أعم و أشمل من باقي‬
‫‪4‬‬
‫المصطلحات األخرى>>‪.‬‬

‫‪ .3‬مكونــات التدريـس‪:‬‬

‫‪ 1‬سهيلة حمسن كاظم الفتالوي‪ ،‬املدخل إىل التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ 2‬سيد خري اهلل‪ ،‬علم النفس التعليمي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬األجنلو املصرية‪ ،‬د‪ ،‬ط‪،‬د‪،‬ت‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫‪ 3‬صالح الدين عرفة حممود ‪ ،‬تعليم و تعلم مهارات التدريس يف عصر املعلومات‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 4‬عبد احلميد حسن شاهني ‪ ،‬اسرتاتيجيات التدريس املتقدمة واسرتاتيجيات التعلّم وأمناط التعلّم‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.20‬‬

‫‪50‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫<< التدريس عملية تعليم مقصودة و مخططة‪ ،‬تتكون من مجموعة عناصر ديناميكية تتفاعل‬
‫مع بعضها البعض بهدف احداث تعلم جيد لدى التالميذ‪.‬‬

‫فالتدريس هو كل ما يقوم به المعلم من اجراءات وعمليات مع تالميذه ليحقق األهداف‬


‫المرجوة‪ ،‬وهو عملية تفاعل حيوي بين األفراد تتمثل في التفاعل بين المعلمين بعضهم البعض‬
‫من ناحية‪ ،‬و التالميذ و المعلمين من ناحية ثانية و التالميذ بعضهم البعض من ناحية ثالثة‪.‬‬

‫واذا نظرنا إلى التدريس كنظام متكامل نجد أنه يتكون من مكونات رئيسية هي>>‪:1‬‬

‫‪ -1‬مدخالت التدريس‪( :‬معطياته)‬

‫<< و هي تتمثل أساسا في ثالثة أنواع‪:‬‬

‫أولهما‪ :‬المدخالت البشرية‪ ،‬مثل‪ :‬المعلم و الطالب ومجموعة األقران( الزمالء) بالنسبة لكل‬
‫طالب‪.‬‬

‫و‬ ‫ثانيهما‪ :‬المدخالت البيئية مثل‪ :‬الخصائص الحسية المادية للغرفة الدراسية و المواد‬
‫التجهيزات و الوسائل التعليمية وفراغ الغرفة‪ ،‬وكيفية تنظيمها للتعليم و التعلم‪ ،‬والوقت المتوافر‬
‫لذلك‪.‬‬

‫ثالثهما‪ :‬المدخالت الخاصة بالمحتوى محل التدريس و منها الموضوعات التي يغطيها هذا‬
‫المحتوى واغراضه ومكوناته من حقائق ومفاهيم وعالقات ونظريات‪...‬الخ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ما تشمله تلك المكونات من كافة المعطيات الثقافية و االجتماعية ذات التأثير‬
‫على النظام التربوي ككل‪ ،‬بما فيه نظام التدريس‪ ،‬و من أمثلة تلك المعطيات العادات و القيم‬
‫‪2‬‬
‫االجتماعية السائدة في المجتمع باإلضافة إلى معتقداته الدينية>>‪.‬‬

‫<< وهذا يعني أن المدخالت تتمثل في المعلم‪ ،‬المتعلم‪ ،‬المادة الدراسية‪ ،‬بيئة التعلم و البيئة‬
‫‪1‬‬
‫الصفية أو بيئة الفصل>>‪.‬‬

‫‪ 1‬كوثر حسني كوجك وآخرون ‪ ،‬تنويع التدريس يف الفصل دليل املعلّم لتحسني طرق التعليم و التعلّم يف مدارس الوطن العريب‪ ،‬مكتب اليونسكو اإلقليمي‬
‫للرتبية‪ ،‬بريوت‪1429 ،‬هـ‪2008 ،‬م‪ ،‬ص‪.93‬‬
‫‪ 2‬حسن حسني زيتون‪ ،‬تصميم التدريس رؤية منظومية‪ ،‬عامل الكتب لنشر و التوزيع و الطباعة‪ ،‬ط‪1421 ،2‬هـ‪ ،2001 ،‬ص‪.54‬‬

‫‪51‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ -2‬عمليات التدريس‪( :‬الخط ـوات)‪.‬‬

‫<< و هي مجموعة العمليات التي تتناول مدخالت التدريس بالمعالجة و التحويل بغرض تحقيق‬
‫اهداف النظام‪ ،‬أي بغرض الحصول على مخرجات (النتاجات) المتوقعة‪ ،‬و تندرج هذه العمليات‬
‫تحت لواء ثالث عمليات أساسية‪.‬‬

‫أولـها‪ :‬عملية التصميم (التخطيط) ويتم مقتضاها تنظيم مدخالت التدريس في صورة خطة‬
‫تدريسية بشكل معين لتحقيق اهداف تعليمية محددة‪.‬‬

‫ثانيها‪ :‬عملية التنفيذ‪ ،‬ويتم فيها تطبيق هذه الخطة واقعيا في الفصول الدراسية‪.‬‬

‫ثالثهـا ‪ :‬عملية التقويم‪ ،‬ويتم فيها الحكم على مدى تحقيق نظام التدريس ألهدافه‪ ،‬أي يتم الحكم‬
‫فيها على كفاءة نظام التدريس أو إنتاجيته‪ ،‬و يتم ذلك إجرائيا بتقويم تحصيل الطالب ألهداف‬
‫‪2‬‬
‫التعلم و تحديد الصعوبات التي ظهرت خالل عملية التعليم>>‪.‬‬

‫<< و تشمل أيضا الطرق و األساليب التي يتم بها معالجة مدخالت النظام سواء من قبل المعلم‬
‫أو التالميذ بحيث تأتي بالنتائج التي يراد تحقيقها‪ ،‬و تنقسم العمليات التي ما يقوم به المعلم‬
‫‪3‬‬
‫إلحداث التعلم‪ ،‬و ما يفعله المتعلم لخلق المعنى مما يقدمه المعلم>>‪.‬‬

‫<< كما تتمثل هذه العمليات (الخطوات) في التدريس بأهدافه و استراتيجياته وأساليبه وطرائقه‪،‬‬
‫وبأساليب التقويم‪ ،‬وتحضير البيئة الصفية‪ ،‬و التنفيذ وتحسين التدريس من خالل التغذية الراجعة‬
‫‪4‬‬
‫لتحقيق التعليم و التعلم لدى المتعلم>>‪.‬‬

‫و‬ ‫و عليه فإن عمليات التدريس لها أهمية كبيرة في الحصول على نتاجات التدريس‬
‫إنتاجياته‪.‬‬

‫‪ -3‬المخرجات (مخرجات التدريس)‪:‬‬

‫‪ 1‬سهيلة حمسن كاظم الفتالوي‪ ،‬املدخل إىل التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ 2‬حسن حسني زيتون‪ ،‬تصميم التدريس رؤية منظومية‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ 3‬كوثر حسني كوجك وآخرون ‪ ،‬تنويع التدريس يف الفصل دليل املعلّم لتحسني طرق التعليم و التعلّم يف مدارس الوطن العريب‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪ 4‬سهيلة حمسن كاظم الفتالوي‪ ،‬املدخل إىل التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪52‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫<< تتمثل نواتج عملية التدريس في إحداث التعلم بمختلف أشكاله سواء كانت تغيرات معرفية أو‬
‫عاطفية أو اجتماعية أو حركية لدى المتعلمين‪ ،‬و يتمثل ناتج التدريس أو مخرجاته في كل من‬
‫التحصيل األكاديمي أو المعرفي‪ ،‬و التحصيل العاطفي أو الشعوري‪ ،‬و التحصيل االجتماعي‬
‫‪1‬‬
‫المتمثل في العادات و القيم االجتماعية و التحصيل السلوكي الحركي>>‪.‬‬

‫<< فمخرجات التدريس تمثل نتاجات أو منتوجات التدريس‪ ،‬ويعبر عنها بالتغيرات الحاصلة في‬
‫سلوك الطالب‪ ،‬وهي تشعل عادة ثالثة أنواع من المخرجات‪ ،‬مخرجات معرفية‪ ،‬مخرجات‬
‫‪2‬‬
‫وجدانية (انفعالية)‪ ،‬مخرجات مهارية>>‪.‬‬

‫<< فهي تتمثل في التغيرات المطلوبة في المجال اإلدراكي و العاطفي و الحركي لدى المتعلمين‬
‫‪3‬‬
‫و هو ما يطلق عليه بالتعلم>>‪.‬‬

‫و هذا يعني أن مخرجات التدريس هي التي تبين نوع و مقدار التعليم و التعلم الذي‬
‫حصل من خالل عملية التدريس‪.‬‬

‫‪ -4‬التغذيـة الراجعـة‪:‬‬

‫<< وهي العملية المستمرة التي يتم بمقتضاها مراجعة مدخالت التدريس وعملياته للتعرف على‬
‫مواطن الضعف فيها‪ ،‬وذلك على ضوء ما تفسر عنه عمليه التقويم سالفة الذكر‪ ،‬و من ثم إجراء‬
‫التعديل و التحسين فيهما حسب الالزم بغرض رفع نظام التدريس في تحقيق أهدافه المرجوة‬
‫منه‪ ،‬أي أن عملية التغذية الراجعة التدريسية تشير جماال إلى عملية مراجعة‬
‫‪4‬‬
‫التدريس و تنقيحه و تحسينه فقي ضوء توقيعنا لمخرجات التدريس>>‪.‬‬

‫‪ 1‬كوثر حسني كوجك وآخرون ‪ ،‬تنويع التدريس يف الفصل دليل املعلّم لتحسني طرق التعليم و التعلّم يف مدارس الوطن العريب‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.94‬‬
‫‪ 2‬حسن حسني زيتون‪ ،‬تصميم التدريس رؤية منظومية‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ 3‬سهيلة حمسن كاظم الفتالوي‪ ،‬املدخل إىل التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ 4‬حسن حسني زيتون‪ ،‬تصميم التدريس رؤية منظومية‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.55‬‬

‫‪53‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫<< فالتغذية الراجعة هي التي توضح نقاط القوة و نقاط الضعف في هذا النظام‪ ،‬و التي في‬
‫‪1‬‬
‫ضوئها يتم التطوير و التحسين في الموقف التعليمي>>‪.‬‬

‫و نخلص مما سبق إلى أن عملية التدريس‪ ،‬نظام من األعمال المخطط لها بهدف‬
‫إحداث عملية نمو المتعلم في جوانب الشخصية المختلفة‪ ،‬العقلية و المهارية‪ ،‬و الوجدانية‪<< .‬‬
‫و هذا النظام يتضمن أربعة عناصر هي‪ (:‬معلم‪ ،‬متعلم‪ ،‬مادة دراسية‪ ،‬بيئة التعلم)‪ ،‬تتفاعل فيما‬
‫بينها تفاعال ديناميكيا عبر وسائل اتصال لفظية و غير لفظية ومجموع من المناشط الهادفة‬
‫‪2‬‬
‫لغرض إكساب المتعلم المعارف و المعلومات و المهارات و االتجاهات و الميول المناسبة>>‪.‬‬

‫و‬ ‫وعليه فإن نظام التدريس نظام متكامل من العالقات له مدخالته وخطواته (عملياته)‬
‫مخرجاته باإلضافة إلى التغذية الراجعة التي تعد أهم مكوناته‪.‬‬

‫‪ .4‬أهداف عملية التدريس وأهميتــها‪:‬‬

‫<< أن عملية التدريس تستند إلى مجموعة من الخبرات الحيوية تستند هي األخرى في نموها و‬
‫نضجها إلى أصول معينة و أسس محددة و مقومات واضحة‪ ،‬فالتدريس بهذا المعنى ليس عمال‬
‫ارتجاليا يؤدي إلى أية صورة دون ارتباط بقاعدة أو نظام‪ ،‬و التدريس بهذا المعنى أيضا يستمد‬
‫أهميته بوصفة مهنة من المهن المرتبطة باإلرشاد و التوجيه‪ ،‬و المدرس من خالل عملية‬
‫التدريس يكتشف لطالبه طرائق الحياة‪.‬‬

‫و من هنا استمدت مهنة التدريس اهميتها‪ ،‬فبالتدريس يمكن تحقيق ما يأتي‪:‬‬

‫‪ ‬ايضاح ما غمض من المعلومات على الطالب من خالل المناقشات و المحاورات‬


‫المفيدة‪.‬‬
‫‪ ‬تفصيل ما جاء مجمال في المناهج المقررة الذي ال يمكن للطلبة معرفة تفاصيله إال من‬
‫خالل ما يؤديه المدرس من مناقشات هادفة يقودها و يديرها و يوجهها‪.‬‬

‫‪ 1‬كوثر حسني كوجك وآخرون ‪ ،‬تنويع التدريس يف الفصل دليل املعلّم لتحسني طرق التعليم و التعلّم يف مدارس الوطن العريب‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪2‬سهيلة حمسن كاظم الفتالوي‪ ،‬املدخل إىل التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪54‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫و‬ ‫‪ ‬ال يقتصر على التلقين و تزويد الذهن بالمعلومات‪ ،‬بل يمتد إلى التربية الخلقية‬
‫النفسية‪ ،‬و أن التدريس أساس يستند إلى علم النفس و علوم التربية و من هنا كأن المدرس‬
‫‪1‬‬
‫مربيا و ليس ملقنا>>‪.‬‬

‫<< كما أن أهم أهداف عملية التدريس هو تطوير القوى العقلية و القيمية و الجسمية للمتعلمين‬
‫بشكل متوازن فضال على العمل بمالئمة أساليب و اجراءات التدريس لحالة المتعلم العقلية و‬
‫الجسمية للمتعلمين بشكل متوازن>>‪ ،2‬و تهدف العملية التعليمية كذلك إلى إحداث تغيرات‬
‫سلوكية مرغوبة لدى المتعلمين سواء من الناحية العقلية و الناحية الوجدانية و الناحية النفس‬
‫حركية وما تتضمنه من مهارات‪ << ،‬وتتوقف فعالية التدريس على ما يحدث من تغيرات في‬
‫‪3‬‬
‫سلوك التالميذ في االتجاه المرغوب فقط>>‪.‬‬

‫و من هنا نستنتج أن الهدف الذي تسعى وراءه العملية التعليمية هو تكوين متعلم له‬
‫قدرات عقلية و فكرية و أخالقية و إبداعية عالية‪.‬‬

‫<< و لهذا فال توجد عملية تربوية في أي عصر أو في أي مجتمع إال و لها أهداف تسعى إلى‬
‫تحقيقها‪ ،‬و وجود تلك األهداف يعتبر أساس فلسفة التعليم و مدار سياسته و مرجع خططه‪،‬‬
‫وتحقيقها يعد مقياس نجاح ذلك التعليم وفي عكس ذلك يعد إخفاقا و فشال للعملية التعليمية‪.‬‬

‫كما يعد من أهم أهداف عملية التدريس تأهيل المتعلمين للحاضر و المستقبل مبتدئا‬
‫بتحليل خصائصهم وتحديد قدراتهم واختيار الوسائل و األنشطة و المواد التي تستجيب لتلك‬
‫الخصائص و المتطلبات‪.‬‬

‫و في ضوء يعرف التدريس على أنه‪ :‬عملية تربوية تأخذ في اعتبارها كافة العوامل‬
‫المكونة للتعليم‪ ،‬و يتعاون خاللها كل من المعلم و المتعلم لتحقيق األهداف التربوية‬
‫‪4‬‬
‫المرجوة>>‪.‬‬

‫‪1‬طه حسني الدليمي‪ ،‬سعاد عبد الكرمي عباس الوائلي‪ ،‬اللغة العربية مناهجها وطرائق تدريسه‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪2‬سهيلة حمسن كاظم الفتالوي‪ ،‬املدخل إىل التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪13‬‬
‫‪3‬صالح الدين عرفة حممود ‪ ،‬تعليم و تعلم مهارات التدريس يف عصر املعلومات‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪4‬سهيلة حمسن كاظم الفتالوي‪ ،‬املدخل إىل التدريس‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.13 ،159‬‬

‫‪55‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫<< و هكذا يمكن القول أن التدريس يعد لونا من ألوان الخبرات الحيوية‪ ،‬و قد وصف بأنه خبرة‬
‫حيوية إلعطائه تعريف الخبرة أوال‪ ،‬و أن هذه الخبرة تكون حيوية بمعنى أن التدريس يشبه الكائن‬
‫الحي في نموه وتطوره وخضوعه إلى ما تخضع اليه الكائنات الحية في نموها وتطورها‪.‬‬

‫وقيل ايضا أنه‪ ":‬عملية تفاعل فكري بين المدرس و طالبه"‪ ،‬و في هذا التعريف يتضح الجانب‬
‫التفاعلي في األفكار‪ ،‬فيتحدد أنالمدرس يرسل ما لديه من أفكار إلى مستقبل تلك األفكار وهو‬
‫الطالب ( المتعلم) وهو بدوره يمتلك أفكا ار أيضا تتفاعل مع أفكار المعلم لتكون العملية آنذاك‬
‫‪1‬‬
‫عملية تفاعل فكري>>‪.‬‬

‫و عليه فلعملية التدريس أهمية كبيرة إذ يكسب المتعلم خبرات ومعارف و أخالق‪ ،...‬كما‬
‫أن الهدف الرئيسي من التدريس يتمثل فيما يحدثه من تغيرات في سلوك المتعلم في االتجاه‬
‫الصحيح‪.‬‬

‫‪1‬طه حسني الدليمي‪ ،‬سعاد عبد الكرمي عباس الوائلي‪ ،‬اللغة العربية مناهجها وطرائق تدريسه‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.81‬‬

‫‪56‬‬
‫المبحث الثالـث‪:‬‬
‫القواعد النحوية مفهومها وأهدافها‬
‫وأهميتها‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ .1‬مفهوم القواعـد‪ :‬لغــة ‪ /‬اصطالحـا‪.‬‬

‫أ‪ /‬لغــة‪:‬‬

‫<< القاعدة‪ :‬أصل األ َّس‪ ،‬و القواعد‪ :‬األساس‪ ،‬و قواعد البيت أساسه‪.‬‬

‫و في التنزيل << واذا يرفع إبراهيم القواعد من البيت واسماعيل>>‬

‫و فيه‪ :‬فأتى اهلل بنيانهم من القواعد‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫قال الزجاجي‪ :‬القواعد أساطين البناء التي تعمده>>‪.‬‬

‫و القاعدة من البناء‪ :‬أسسه‪ ،‬و الضابط أواألمر الكلي الذي ينطبق على الجزئيات مثل‪":‬كل‬
‫‪2‬‬
‫كل صموخ بيوض‪".‬‬‫أذون ولود‪ ،‬و ُّ‬
‫ٍ‬

‫ب‪ /‬اصطالحـا‪:‬‬

‫تعددت تعريفات القواعد النحوية وتنوعت‪ << ،‬فمنهم من يرى بأنها طائفة من المعايير و‬
‫الضوابط المستنبطة من القرآن الكريم و الحديث الشريف ومن لغة العرب الذين لم تفسد سليقتهم‬
‫‪3‬‬
‫اللغوية‪ ،‬يحكم بها على صحة اللغة و ضبطها>>‪.‬‬

‫فهي ضوابط وقوان ين تحكم اللغة وتضبطها ضبطا صحيحا و سليما‪ ،‬وبخاصة عند تفشي‬
‫ظاهرة العامية في الوسط االجتماعي وتعدد لهجاته من منطقة إلى أخرى‪.‬‬

‫<< ويذهب بعض رجال التربية في العصر الحديث إلى أن قواعد اللغة بالنسبة للتالميذ تشكل‬
‫وسيلة ال غاية فال تقتصر لذاتها بل هي وسيلة إلى صحة التعبير ولذا ينبغي أن يقتصر في‬
‫دراسة النحو على ما يحتاجون إليه من القواعد الالزمة لتقويم ألسنتهم وتصحيح أسلوبهم‪.‬‬

‫و يعرف " ويبستر‪ "Webster‬النحو بأنه تلك الدراسة اللغوية التي تتعامل مع أشكال‬

‫‪ 1‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مادة (ق‪ ،‬ع‪ ،‬د)‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪ ،‬مج‪ ،3‬ط‪1414 ،3‬هـ‪1994 ،‬م‪ ،‬ص ‪.261‬‬
‫‪ 2‬جممع اللغة العربية‪ ،‬معجم الوسيط‪ ،‬مادة (ق‪ ،‬ع‪ ،‬د) دار الدعوة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪ ،‬سنة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.748‬‬
‫‪3‬وليد أمحد جابر‪ ،‬تدريس اللغة العربية مفاهيم نظرية وتطبيقات عملية ‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.340‬‬

‫‪57‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪1‬‬
‫األلفاظ و تركيبها و مع تنظيم الجمل و ترتيب كلماتها>>‪.‬‬

‫فهو اذن المقياس الذي تتكون به السليقة اللغوية عند الناطقين بالعربية‪ ،‬و تتعود ألسنتهم‬
‫على الفصحى‪.‬‬

‫و‬ ‫<< و جاء في تعريف آخر بأنه‪ " :‬علم بأصول يعرف بها أحوال أواخر الكلمة إعرابا‬
‫بناء"‪.‬‬

‫و جاء في اصطالح التربويين بأنه" قواعد يعرف بها احوال أواخر الكلمات العربية التي حصلت‬
‫بتركيب بعضها مع بعض من إعراب وبناء وما يتبعها‪ ،‬و بمراعاة تلك األحوال يحفظ اللسان‬
‫‪2‬‬
‫عن الخطأ في النطق‪ ،‬و يعصم القلم عن الزلل في الكتابة و التحرير>>‪.‬‬

‫و من ثم كان لزاما أن يدرج تعليم القواعد النحوية و تعلمها في بيئة انتشرت فيها‬
‫العامية‪ ،‬و تفشى اللحن في مختلف شرائح المجتمع‪.‬‬

‫‪ .2‬أهمية تدريس القواعد النحويــة‪:‬‬

‫تحتل القواعد النحوية مكانة بارزة في مراحل التعليم المختلفة‪ << ،‬فهي‪ :‬علم تراكيب‬
‫اللغة و التعبير بها و الغاية منه صحة التعبير وسالمته من الخطأ و اللحن‪ ،‬فهو قواعد صيغ‬
‫‪3‬‬
‫الكلمات وأحوالها حين إفرادها وحين تركيبها>>‪.‬‬

‫<< فتدريس القواعد ضرورة ال غنى عنها‪ ،‬ألنها تساعد على ضبط اللغة ألن نماذج المحاكاة‬
‫الصحيحة غير متوفرة في البيئة المدرسية‪ ،‬و أن تعليم القواعد يدرب التالميذ على دقة التفكير‬
‫واستخدام العقل و القياس المنطقي‪.‬‬

‫لذلك فتعلم القواعد أمر ضروري‪ ،‬وذلك من أجل ضبط اللغة‪ ،‬و هي وسيلة لضبط‬

‫‪ 1‬راتب قاسم عاشور ‪ ،‬حممد فؤاد احلوا مدة‪ ،‬اساليب تدريس اللغة العربية بني النظرية و التطبيق‪ ،‬دار املسرية للنشر و التوزيع و الطباعة‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ،2003‬ص‪.105‬‬
‫‪2‬زكرياء امساعيل‪ ،‬طرق تدريس اللغة العربية‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية‪ ،2005 ،‬ص‪.192‬‬
‫‪3‬يوسف مارون‪ ،‬طرائق التعليم بني النظرية و املمارسة يف ضوء االجتاهات الرتبوية احلديثة وتدريس اللغة العربية يف التعليم األساسي‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.226‬‬

‫‪58‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪1‬‬
‫الكالم‪ ،‬و على هذا فيجب أن يختار من موضوعاتها ما يساعد المتعلم على ضبط لغته>>‪.‬‬

‫و عليه فللقواعد النحوية منزلة هامة بين مختلف فروع اللغة‪ ،‬فهي وسيلة لصون اللسان‬
‫من الخطأ و الزلل‪.‬‬

‫<< لذلك ينبغي تدريس قواعد اللغة العربية في مدارسنا باعتبارها وسيلة ال غاية فهي وسيلة إلى‬
‫النطق الصحيح‪ ،‬و التعبير الدقيق‪ ،‬و فهم الكالم‪ ،‬وتفهم المقروء تفهما واضحا‪ ،‬وبهذا فهي من‬
‫‪2‬‬
‫خوادم التعبير و القراءة>>‪.‬‬

‫فمعرفة القواعد النحوية ضرورة البد منها‪ ،‬وال يمكن االستغناء عنها ألنها تفيد في ضبط‬
‫الكالم لفظا وقراءة وكتابة‪.‬‬

‫<< فالقواعد النحوية مقياس دقيق تقاس به الكلمات أثناء وضعها في الجمل كي يستقيم المعنى‪،‬‬
‫وبالنحو تتبين اصول المقاصد بالداللة فيعرف الفاعل من المفعول‪ ،‬والمبتدأ من الخبر‪ ،‬و لواله‬
‫لجهل أصل اإلفادة‪ ،‬وكلما كانت اللغة واسعة ونامية ودقيقة‪ ،‬زادت الحاجة إلى دراسة قواعدها‬
‫‪3‬‬
‫واسسها‪ ،‬فالنحو هو القاعدة األساسية للبناء اللغوي>>‪.‬‬

‫<< ال سيما وأن اللهجات العامية غزت المجتمعات العربية وأفسدت األلسنة وأبعدتها عن اللغة‬
‫‪4‬‬
‫األم‪ ،‬لذلك البد من وضع هذه المعايير كي تكون ضابطا للغة و لأللسنة على حد سواء>>‪.‬‬

‫فهي تزود المتعلم بالمعايير التي تساعده على ضبط لغته‪ ،‬و لغة من يستمع اليهم أو يق أر‬
‫كتابتهم‪ ،‬كما تساعد على فهم ما يسمعه المرء وما يقرأه‪ ،‬إذ يتوقف على صحتها صحة الفهم‪،‬‬
‫وعلى فسادها قلب المعنى أو تشويشه في ذهن القارئ أو السامع‪.‬‬

‫<< وهناك أراء مختلفة حول السن التي تعلم فيها القواعد‪ ،‬وحول كم القواعد التي يجب أن‬
‫تعلمه ا الطالب في مختلف الصفوف في شتى مراحل الدراسة‪ ،‬واختالف حول ما يلزم الطالب‬

‫‪1‬وليد أمحد جابر‪ ،‬تدريس اللغة العربية مفاهيم نظرية وتطبيقات عملية‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.343‬‬
‫‪ 2‬فخر الدين عامر‪ ،‬طرق التدريس اخلاصة باللغة العربية و الرتبية اإلسالمية‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬بريوت‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1420 ،2‬هـ‪2000 ،‬م‪ ،‬ص‪.123‬‬
‫‪ 3‬راتب قاسم عاشور‪ ،‬حممد فؤاد احلوامدة‪ ،‬اساليب تدريس اللغة العربية بني النظرية و التطبيق‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪4‬زكرياء امساعيل‪ ،‬طرق تدريس اللغة العربية‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.195‬‬

‫‪59‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫من الموضوعات وما هو غير ضروري له‪ ،‬و الواقع فإن جل قواعد اللغة الزمة للطالب في سن‬
‫‪1‬‬
‫دراسته مادام الغرض النهائي منها هو ضبط لغته‪ ،‬و مساعدته على الفهم>>‪.‬‬

‫فهي اذن تتيح الفرصة أمام التالميذ و بخاصة في المرحلة االبتدائية للتدريب على‬
‫االستعمال اللغوي الصحيح‪.‬‬

‫فالبد اذن من تدريس قواعد اللغة وتعليمها و تعلمها في المدارس‪ ،‬إذ ال يمكن االستغناء‬
‫عنها مطلقا‪ << ،‬وبالرغم من كل هذا ال يعني ذلك أن النحو جميعه يجب تدريسه في مراحل‬
‫التعلم العام‪ ،‬إذ أن هناك مواضيع يمكن االستغناء عنها بسهولة لعدم الحاجة اليها في الحياة‬
‫‪2‬‬
‫المتصلة بالواقع المباشر كاالختالفات المنطقية في العلل النحوية و نظرية العامل وغيرها>>‪.‬‬

‫<< و الواقع أن الدراسات و التجارب الحديثة في ميادين النمو و التعلم أكدت الكثير من‬
‫الحقائق التي ينبغي مراعاتها في مراحل التعلم وخاصة المواقف المتعلقة بتعلم القواعد النحوية‬
‫ومن أهم هذه الحقائق‪:‬‬

‫‪ ‬أن تكون دروس النحو لها عالقة قوية و صلة دقيقة باألساليب التي تواجه التلميذ في‬
‫الحياة العامة أو التي يستخدمها‪.‬‬
‫‪ ‬تدريس القواعد في إطار األساليب التي في محيط التلميذ و دائرته و التي ترتبط بواقع‬
‫حياته و في ق اررات التلميذ أساليب كثيرة تخدم هذه الغاية‪.‬‬
‫‪ ‬االهتمام بالموقف التعليمي و الوسائل التعليمية و طريقة التدريس المناسبة و الجو‬
‫المدرسي و النشاط السائد فيه من المدرس و التالميذ لكي يتماشى مع الدراسات النفسية‪.‬‬

‫‪ ‬االهتمام الزائد بالممارسة وكثرة التدريب على األساليب المتنوعة وفي هذا تثبيت‬
‫‪3‬‬
‫للمعلومات وتحقيق لألهداف المنشودة>>‪.‬‬

‫و من هنا تعمل قواعد اللغة على تنمية الثروة اللغوية الراقية للدارسين‪ ،‬و تضبط لغتهم‪.‬‬

‫‪1‬وليد أمحد جابر‪ ،‬تدريس اللغة العربية مفاهيم نظرية وتطبيقات عملية ‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.341‬‬
‫‪2‬زكرياء امساعيل‪ ،‬طرق تدريس اللغة العربية‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.197‬‬
‫‪3‬راتب قاسم عاشور‪ ،‬حممد فؤاد احلوامدة‪ ،‬اساليب تدريس اللغة العربية بني النظرية و التطبيق‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.110‬‬

‫‪60‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫و لكي نعمل على االرتفاع بمستوى القواعد النحوية علينا أن نتبع في تقرير مناهجها و‬
‫وسائل تعليمها النقاط اآلتية‪:‬‬

‫‪ << ‬القدوة الحسنة في النطق في المرحلة االبتدائية و التدريب على النطق السليم‬
‫ومحاكاة األساليب الخالية من األخطاء النحوية دون التعرض لشرح القاعدة‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة القواعد النحوية وفق المنهج اللغوي الحديث في التفكير في اللغة و تخليص النحو‬
‫مما عابـه من خلط وأفكار فلسفية ومنطقية فالنحو يعترف باالستقراء الذي يؤدي إلى‬
‫المالحظة العامة فمن هنا ينبغي أن يتبع المعلم مع تالميذه اسلوب االستقراء في توضيح‬
‫القاعدة وفهمها‪.‬‬
‫‪ ‬تناول النصوص في تدريس النحو بحيث ال تخرج النماذج التي تعرض أمام التالميذ عن‬
‫العبارات و األساليب المألوفة في تعبيرهم‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكون الموضوعات النحوية التي يتعرض لها التالميذ من الموضوعات التي تلبي‬
‫‪1‬‬
‫حاجات التالميذ في الحياة اليومية>>‪.‬‬

‫<< هذا ألن قواعد اللغة صعبة و تحتاج إلى نضج عقلي‪ ،‬و هكذا يقتضي أن يؤجل تعليمها‬
‫بالطريقة المقصودة إلى أن يبلغ المتعلم درجة من النضج تقدره على تعلمها‪ ،‬كما يجب أن يراعى‬
‫عند البدء بتعلمها التدرج من القواعد السهلة البسيطة‪ ،‬وبناء ما يمكن أن يبنى عليها من‬
‫‪2‬‬
‫موضوعات‪ ،‬ومن ثم االنتقال إلى ما هو أصعب بشكل منطقي وطبيعي>>‪.‬‬

‫فهذا ما يجعل قواعد اللغة تنمي ثروة الطالب اللغوية‪.‬‬

‫‪ .3‬أهداف تدريس القواعد النحويــة‪:‬‬

‫تختلف أهداف تدريس النحو من مرحلة تعليمية ألخرى‪ << ،‬فالقواعد النحوية تدرس في‬
‫الصفوف العليا من المرحلة االبتدائية بهدف تعريف التلميذ ببنية اللغة العربية وتسمية الكلمات و‬

‫‪ 1‬راتب قاسم عاشور‪ ،‬حممد فؤاد احلوامدة‪ ،‬اساليب تدريس اللغة العربية بني النظرية و التطبيق‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.111 ،110‬‬
‫‪2‬وليد أمحد جابر‪ ،‬تدريس اللغة العربية مفاهيم نظرية وتطبيقات عملية ‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.344‬‬

‫‪61‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫الجمل بأسمائها‪ ،‬كالمبتدأ والخبر و المفرد و المثنى و الجمع بأنواعه المذكر السالم والمؤنث‬
‫السالم وجمع التكسير‪ ،‬وصيغة منتهى الجموع‪ ،‬و الجملة األسمية و الجملة الفعلية وغيرها‪ ،‬كما‬
‫يهدف تدريس هذه المادة في تلك المرحلة إلى تعريف التلميذ بالحركات التي تميز كال مما سبق‪،‬‬
‫عالوة على تدريبه على استعمال بعض القواعد المبسطة في صورها المختلفة كاستعمال األسماء‬
‫الخمسة و األفعال الخمسة‪ ،‬و إ دخال أدوات النصب على الفعل المضارع وحروف الجر على‬
‫األسماء وغير ذلك ايضا من األسس التي تبنى اللغة العربية عليها‪ ،‬ألن ذلك يساعد التلميذ في‬
‫حديثه و مخاطبته لآلخرين كما يساعد على الكتابة بطريقة صحيحة بعيدا عن الخطأ و‬
‫‪1‬‬
‫اللحن>>‪.‬‬

‫<< كما أن الهدف من تعلم القواعد يجب أن ينصب على الوظيفة التي تؤديها القواعد وهي‬
‫‪2‬‬
‫الفهم واإلفهام المضبوطين‪ ،‬و االبتعاد عن الجانب الشكلي في تعليمها>>‪.‬‬

‫<< هذه ألن الهدف من تعليم النحو‪ ،‬هو االحتراز عن الخطأ في الكتابة و االقتدار على‬
‫‪3‬‬
‫فهمه>>‪.‬‬

‫فالقواعد النحوية إذن تساعد على األداء الصحيح‪ ،‬و التعبير السليم‪ ،‬و تكسب المتعلم‬
‫القدرة على معرفة األخطاء اثناء الكتابة‪ ،‬كما تعينه على تحسين أسلوبه‪.‬‬

‫‪ << ‬فأهم أهداف القواعد هو عصمة األلسنة من الخطأ في الكالم‪ ،‬و صون األقالم من‬
‫الزلل في الكتابة‪ ،‬وتعويد التالميذ التدقيق في صياغة العبارات و األساليب حتى تخلو مما‬
‫يشينها و يذهب بجمالها‪.‬‬
‫‪ ‬تيسير إدراكهم للمعاني المسموعة و المقروءة‪ ،‬و التعبير عنها بوضوح ال يداخله غموض‬
‫و مواقع‬ ‫أو إبهام أو خطأ‪ ،‬و ترتيبهم أجزاء الكالم على أساس من الترابط بين المعاني‬
‫األلفاظ في التركيب‪ ،‬و بهذا يسمو الفهم على األداء األلي بغير قصد معنوي‪ ،‬فللمفعول بـه –‬
‫مثال‪ -‬أن يتأخر أو يتقدم‪ ،‬و ال يكون ذلك األحق المعنى و مقتضى الحال‪ ،‬أما األداء اآللي‬

‫‪1‬زكرياء امساعيل‪ ،‬طرق تدريس اللغة العربية‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.191‬‬
‫‪2‬وليد أمحد جابر‪ ،‬تدريس اللغة العربية مفاهيم نظرية وتطبيقات عملية ‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.341‬‬
‫‪3‬يوسف مارون‪ ،‬طرائق التعليم بني النظرية و املمارسة يف ضوء االجتاهات الرتبوية احلديثة وتدريس اللغة العربية يف التعليم األساسي‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.299‬‬

‫‪62‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫بغير وعي لذلك فال يفرق بين تأخر أو تقدم‪ ،‬و ال بين موجبات البناء للمجهول و البناء‬
‫للمعلوم‪ ،‬و ال يميز بين دواعي استعمال الجملة األسمية و الفعلية‪ ،‬وغير ذلك مما يكون للقواعد‬
‫فيه تأثير على توجيه المعنى‪.‬‬
‫‪ ‬تمرس التالميذ‪ -‬خاصة في المراحل المتقدمة‪ -‬بدقة المالحظة‪ ،‬و التمييز بين الصيغ‬
‫التعبيرية‪ ،‬ونقد األساليب‪ ،‬وصحة الحكم‪ ،‬وذلك أثر كما يقم به الدارسون من فهم وظائف‬
‫الكلمات في الجمع حسب مواقعها‪ ،‬ومراعاة العالقات بين األلفاظ بعضها بعضا‪ ،‬و التمييز بين‬
‫‪1‬‬
‫أنواع األساليب‪ ،‬و مدلوالتها‪ ،‬و التفريق بين الصواب و الخطأ فيما يقرؤونه أو يسمعونه>>‪.‬‬

‫<< و هناك من األهداف األخرى التي تتعلق بالسلوك العام الذي ال يقل أهمية عن التغيير في‬
‫السلوك المعرفي أقصد بها تربية األجيال الصاعدة تربية تستهدف تأصيل اسس العقيدة‬
‫اإلسالمية السمحة و غرس األخالق الكريمة و ترسيخ المثل العليا و المبادئ الكريمة الفكرية‬
‫و الروحية و الوطنية‪ ،‬وتنمية عواطف اإليثار و الخير و التضحية وحب العمل في نفوس‬
‫‪2‬‬
‫هؤالء األبناء ليكونوا أهال لحمل رسالة التضامن و التعاون و البناء في وطننا اإلسالمي>>‪.‬‬

‫<< و تتحقق هذه األهداف من خالل القطع النثرية التي تقدم للتالميذ و التمارين المختلفة‬
‫و التطبيقات التي يمارسها التلميذ بنفسه علما و عمال‪.‬‬

‫أما في المرحلتين المتوسطة و الثانوية‪ ،‬فإن الهدف من تدريس القواعد النحوية هو تثبيت‬
‫األسس السابقة في لغة التلميذ قراءة و مخاطبة و كتابة‪ ،‬و الهدف األساسي في هاتين‬
‫‪3‬‬
‫المرحلتين هو وضع القواعد النحوية موضوع التطبيق العملي في حياة التلميذ>>‪.‬‬

‫كما تعمل القواعد النحوية على تعويد تفكير المتعلمين على األساليب المنطقية المنظمة‪،‬‬
‫والتعليل لما يتوصلون اليه من أحكام أو نتائج‪<< ،‬ألنهم في قواعد اللغة يتناولون األلفاظ‬
‫و‬ ‫و المعاني المجردة‪ ،‬و يدركون الفروق بين التراكيب و مفرداتها‪ ،‬و أثر العوامل عليها‪،‬‬
‫هذا كله يعود عقولهم على أنماط التفكير النشيط فيما يعرض لهم‪.‬‬

‫‪ 1‬فخر الدين عامر‪ ،‬طرق التدريس اخلاصة باللغة العربية و الرتبية اإلسالمية‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.124‬‬
‫‪2‬زكرياء امساعيل‪ ،‬طرق تدريس اللغة العربية‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.191‬‬
‫‪3‬زكرياء امساعيل‪ ،‬طرق تدريس اللغة العربية‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.192‬‬

‫‪63‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫كما تعين قواعد اللغة دارسها على معرفة خصائص اللغة العربية و ثراء صيغها‪ ،‬ألن‬
‫هذه القواعد تكشف عن أوضاع اللغة المختلفة‪ ،‬و صيغها المتنوعة‪ ،‬و التغييرات التي تحدث في‬
‫ألفاظها و تراكيبها‪ ،‬و هذا ما يلفت كثي ار من الدارسين عندما يتأملون مثال تغير الصيغ مع "مـا"‪:‬‬
‫ما جاء أحد‪ ،‬ما اسمك؟ ما أجمل السماء‪ ‬سرني ما قلته‪.‬‬

‫و كذلك الصيغ المصدرة بأداة النداء ( يـا)‪ :‬يا علي‪ ،‬يا علياه‪ ‬يا لجمال الطبيعة‪ ‬و هذه كلها‬
‫صيغ لغوية تشترك فيما يتشابه لفظا و يختلف داللة و معنى‪ ،‬وهو ما يلزم الوقوف على مثله‬
‫لمن يدرس اللغة دراسة فنية في نصوصها و بالغتها و أسرار تراكيبها>>‪.1‬‬

‫فهي تساعد على تنمية قدرات المتعلم‪ ،‬مما يساهم على اكتساب عادات لغوية جديدة‪،‬‬
‫و تكوين الملكة اللسانية الصحيحة‪.‬‬

‫<< حيث أن الطفل في المرحلة االبتدائية في حاجة إلى كسب المهارات اللغوية األساسية في‬
‫و‬ ‫القراءة و الكتابة‪ ،‬فإذا أحسن اختيار ما يدرسه من قصص وأناشيد و مسرحيات‪،‬‬
‫موضوعات قرائية‪ ،‬فإنه يزوده بقدر صالح من النماذج الصحيحة لالستعماالت اللغوية السليمة‪،‬‬
‫خالل هذه المرحلة يجب أن يعطي الطفل األمن و الحربة التي تساعده على التعبير عن نفسه‬
‫بلغته العربية البسيطة‪ ،‬من غير أن تفرض عليه قيود تحد من انطالقه‪ ،‬مع امداده من وقت‬
‫‪2‬‬
‫آلخر‪ ،‬وبقدر الحاجة إلى شيء من االستعماالت اللغوية الصحيحة>>‪.‬‬

‫فالقواعد النحوية في المرحلة االبتدائية تكون لدى المتعلم العادات اللغوية الصحيحة‪،‬‬
‫و تنمي المتعلم على دقة المالحظة‪ ،‬و االستنتاج‪ ،‬مما ينمي ذوقه األدبي‪.‬‬

‫و‬ ‫<< كما تنمي قواعد اللغة الثروة اللغوية الراقية لدى الدارسين‪ ،‬و تهذب وجدانهم اللغوي‪،‬‬
‫تعلي أذواقهم الفنية‪ ،‬وذلك ناتج عن االنتقاء الجيد لألساليب والشواهد‪ ،‬و القطع الممتازة محل‬

‫‪ 1‬فخر الدين عامر‪ ،‬طرق التدريس اخلاصة باللغة العربية و الرتبية اإلسالمية‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.125 ،124‬‬
‫‪2‬علي أمحد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون اللغة العربية‪ ،‬دار الشواف للنشر و التوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.333‬‬

‫‪64‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫الدراسة‪ ،‬وموضوع القاعدة النحوية‪ ،‬و تعين طالبنا على فهم ما يعترضهم من تراكيب غامضة‬
‫‪1‬‬
‫أو معقدة‪ ،‬ثم إعادة صياغتها بما يعين على سهولة فهمها>>‪.‬‬

‫فهي تساعد إذن المتعلمين على التمييز الدقيق بين التراكيب و العبارات و الجمل‪،‬‬
‫واستيعاب المعاني و إدراكها‪.‬‬

‫<< كما أن الغرض من تدريس قواعد النحو في المرحلتين المتوسطة و الثانوية ال يختلف في‬
‫النوع عنه في المرحلة السابقة ( االبتدائية)‪ ،‬إنما االختالف في الدرجة فقط‪ ،‬و من هنا يمكن أن‬
‫نضيف إلى ما سبق من األهداف ما يأتي‪:‬‬

‫‪ ‬تعميق الدراسة اللغوية عن طريق أنماء الدراسة النحوية للتالميذ‪ ،‬اذ يحملهم ذلك على‬
‫التفكير وادراك الفروق الدقيقة بين الفقرات‪ ،‬و التراكيب‪ ،‬و الجمل‪ ،‬و األلفاظ‪.‬‬
‫و‬ ‫‪ ‬تعميق ثروتهم اللغوية عن طريق ما يدرسونه من و شواهد أدبية‪ ،‬تنمي أذواقهم‪،‬‬
‫تقدرهم على التعبير السليم كالما وكتابة‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة قدرة التالميذ على تنظيم معلوماتهم‪ ،‬و زيادة قدرتهم أيضا على نقد األساليب التي‬
‫يستمعون اليها أو يقرؤونها‪.‬‬
‫‪ ‬تعويد التالميذ دقة المالحظة و الموازنة و الحكم‪ ،‬وترقية ذوقهم األدبي‪ ،‬فدراسة النحو‬
‫‪2‬‬
‫تقوم على تحليل األلفاظ و الجمل و األساليب‪ ،‬وادراك العالقات بين المعاني و التراكيب>>‪.‬‬

‫و يمكن تفصيل األهداف العامة من تدريس النحو في المراحل الثالث كما يلي‪:‬‬

‫و‬ ‫‪ << ‬تعريف التلميذ بأساليب العربية وتعويده على إدراك الخطأ فيما يق أر ويسمع‬
‫يتجنب ذلك في حديثه و قراءاته و كتابته‪.‬‬
‫‪ ‬يهدف النحو إلى ضبط الكالم و صحة النطق و الكتابة‪.‬‬

‫‪ 1‬فخر الدين عامر‪ ،‬طرق التدريس اخلاصة باللغة العربية و الرتبية اإلسالمية‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪2‬علي أمحد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون اللغة العربية‪ ،‬دار الشواف للنشر و التوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.334‬‬

‫‪65‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ ‬مساعدة التلميذ على فهم ما يق أر أو يسمع فهما دقيقا‪.‬‬


‫‪ ‬تثقيف التلميذ و ذلك عن طريق زيادة معلوماته عن طريق األمثلة و التطبيقات المفيدة‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة ثروة التلميذ اللفظية و اللغوية وذلك باستخدام األمثلة المعطاة و التدريب على‬
‫االشتقاق واستخدام المعاجم الستخراج الكلمات المطلوبة‪.‬‬
‫و‬ ‫‪ ‬وضع القواعد النحوية و الصرفية موضع التطبيق العملي قراءة و محادثة وكتابة‬
‫‪1‬‬
‫هو الغاية من تدريس النحو>>‪.‬‬

‫‪ .4‬طرق تدريس القواعـد النحويــة‪:‬‬

‫و‬ ‫<< تطورت النظرة إلى اللغة في مطلع القرن العشرين‪ ،‬فأصبحت في نظر الخبراء‬
‫اللغويين على أنها مهارة ال تختلف عن أي مهارة من المهارات التي يكسبها اإلنسان في حياته‪.‬‬

‫هذه النظرة تسللت إلى القواعد النحوية‪ ،‬حيث أصبحت وسيلة وليست غاية‪ ،‬وسيلة‬
‫لصحة األسلوب وسالمة التراكيب وتقويم اللسان‪ .‬وفي استعراضنا الطرائق المتبعة في تعليم‬
‫‪2‬‬
‫القواعد‪ ،‬منذ مطلع القرن العشرين وجدنا ثالث طرق وهي‪.>>:‬‬

‫‪ /1‬الطريقة االستقرائية‪:‬‬

‫<< و تقوم هذه الطريقة على األمثلة التي يشرحها المعلم ويناقشها ثم يستنبط منها القاعدة وهذا‬
‫يعني أنه يبدأ من الجزء إلى الكل‪ ،‬واالستقراء أسلوب يشجع التفكير‪ ،‬ويبدأ بفحص‬

‫‪3‬‬
‫الجزئيات‪ ،‬أي األمثلة ثم الخروج من دراستها بقاعدة عامة مستنبطة منها بعد نقاش>>‪.‬‬

‫و خطوات الطريقة االستقرائية تتمثل في اآلتي‪:‬‬

‫‪ << ‬التمهيد‪.‬‬

‫‪1‬زكرياء امساعيل‪ ،‬طرق تدريس اللغة العربية‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.192‬‬


‫‪2‬يوسف مارون‪ ،‬طرائق التعليم بني النظرية و املمارسة يف ضوء االجتاهات الرتبوية احلديثة وتدريس اللغة العربية يف التعليم األساسي‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.301‬‬
‫‪ 3‬سعدون حممود الساموك‪ ،‬هدى علي جواد الشمري‪ ،‬مناهج اللغة العربية وطرق تدريسها دار وائل‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪ ،2005‬ص‪.228‬‬

‫‪66‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ ‬عرض المثلة أو النص في الكتاب‪ ،‬أو على اللوح‪ ،‬أو على بطاقة كرتون‪ ،‬و قراءة‬
‫األمثلة أو النص ومناقشة التالميذ في معناها‪.‬‬
‫‪ ‬الموازنة‪ ،‬و تسمى الربط أو المناقشة‪ ،‬و تتفاوت الصفات المشتركة و المختلفة بين‬
‫الجمل‪ ،‬وتشمل الموازنة بيان نوع الكلمة وعالقتها ووظيفتها وموقعها بالنسبة لغيرها وعالمة‬
‫إعرابها‪.‬‬
‫‪ ‬استنباط القاعدة من خالل المناقشة أو الموازنة ويشترك في استخالصها المعلم و‬
‫التالميذ‪ ،‬وال بأس أن تكتب باللغة التي هي أقرب إلى فهمهم واستعمالهم‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ‬التطبيق على القاعدة>>‪.‬‬

‫<< كما تقوم الطريقة االستقرائية على االنتقال من الجزيئات إلى القانون العام‪ ،‬حيث يستنبط‬
‫التلميذ األحكام العامة بنفسه‪ ،‬فيعمد المدرس إلى كتابة األمثلة التي تنطبق عليها القواعد العامة‪،‬‬
‫ثم يناقشها مع تالميذه حتى يصل منها إلى القاعدة بعملية استقرائية (استقراء األمثلة) هذه‬
‫الطريقة في رأي الخبراء المختصين‪ ،‬من أفضل و أهم الطرق في تعليم التالميذ القواعد‪ ،‬ألسباب‬
‫كثيرة منها‪:‬‬

‫‪ ‬حث المتعلمين ودفعهم إلى المشاركة في الدرس‪ ،‬و حفزهم إلى التفكير و البعد عن‬
‫السلبية‪ ،‬حيث تتوضح القاعدة في أذهانهم جيدا فيسهل حفظها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬عرض األمثلة الكثيرة بأساليب و تراكيب متنوعة>>‪.‬‬

‫و ال بد من التأكيد على أهمية التطبيق في هذه الطريقة‪ ،‬فهو يعزز الفهم ويسمح للتالميذ‬
‫بممارسة ما تم تعلمه‪.‬‬

‫<< ويراعى عند التطبيق‪:‬‬

‫‪ ‬أن يتدرج من السهل إلى الصعب‪.‬‬


‫‪ ‬أن تكون القطع و األمثلة المختارة فصيحة العبارة و سهلة التركيب‪.‬‬

‫‪1‬وليد أمحد جابر‪ ،‬تدريس اللغة العربية مفاهيم نظرية وتطبيقات عملية‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.344‬‬
‫‪2‬يوسف مارون‪ ،‬طرائق التعليم بني النظرية و املمارسة يف ضوء االجتاهات الرتبوية احلديثة وتدريس اللغة العربية يف التعليم األساسي‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪،303‬‬
‫‪.304‬‬

‫‪67‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ ‬أن تكون األمثلة و القطع خالية من التصنع و الغموض و أن تكون صلتها قوية بجوهر‬
‫‪1‬‬
‫المادة>>‪.‬‬

‫<< و تقوم الطريقة االستقرائية (االستنباطية) على البدء باألمثلة التي تشرح و تناقش‪ ،‬ثم‬
‫تستنبط منها القاعدة‪ ،‬وهذا هو المتبع غالبا في مناهج النحو في المرحلة الثانوية‪ ،‬في معظم‬
‫‪2‬‬
‫األقطار العربية>>‪.‬‬

‫فهذه الطريقة جد مجدية في تدريس القواعد‪ ،‬وخاصة في المرحلة الثانوية فهي تساعد‬
‫على الفهم و األدراك و االستيعاب الجيد‪ ،‬لدروس القواعد المختلفة‪.‬‬

‫‪ /2‬الطريقـة القياسيـة‪:‬‬

‫و هي من أقدم الطرق التي احتلت في الماضي مكانة عظيمة في تدريس القواعد‬


‫و‬ ‫النحوية‪ << ،‬فهي تبدأ بتقديم القاعدة النحوية ومن ثم توضيحها ببعض األمثلة المحددة‬
‫المباشرة من قبل المعلم‪ ،‬ثم يأتي بعد ذلك التطبيق‪ ،‬فتعزز و ترسخ القواعد في أذهان التالميذ‬
‫بتطبيقها على حاالت مماثلة‪.‬‬

‫أما األساس الذي تقوم عليه هذه الطريقة فهو عملية القياس االستداللي الذي يقوم على‬
‫االنتقال من الحقيقة العامة إلى الحقيقة الجزئية ومن المقدمات إلى النتائج‪ ،‬وهي بذلك إحدى‬
‫‪3‬‬
‫طرائق التفكير التي يسلكها العقل البشري>>‪.‬‬

‫<< و تقوم هذه الطريقة على انتقال الفكر من القانون العام إلى الخاص‪ ،‬و من المبادئ العامة‬
‫‪4‬‬
‫إلى النتائج‪ ،‬أو من الحقائق العامة إلى الحقائق الجزئية>>‪.‬‬

‫<< كما تقوم على حفظ القاعدة منذ البداية ثم إتيان بشواهد وأمثلة تثبتها وهذا يعني أنها تقوم‬
‫على الحفظ‪ ،‬فالطالب ملزم بحفظ القواعد أوال ثم تعرض عليه األمثلة التي توضح هذه القاعدة‬

‫‪ 1‬راتب قاسم عاشور‪ ،‬حممد فؤاد احلوامدة‪ ،‬اساليب تدريس اللغة العربية بني النظرية و التطبيق‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪2‬علي أمحد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون اللغة العربية‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.339 ،338‬‬
‫‪ 3‬راتب قاسم عاشور‪ ،‬حممد فؤاد احلوامدة‪ ،‬اساليب تدريس اللغة العربية بني النظرية و التطبيق‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪4‬يوسف مارون‪ ،‬طرائق التعليم بني النظرية و املمارسة يف ضوء االجتاهات الرتبوية احلديثة وتدريس اللغة العربية يف التعليم األساسي‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.301‬‬

‫‪68‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫أي أن الذهن يبدأ من الكل إلى الجزء‪ ،‬و إذا ما فهم التالميذ الكل أي القاعدة بدأوا بفهم النماذج‬
‫و الشواهد و األمثلة و التفصيالت التابعة لها‪.‬‬

‫فهذه الطريقة توفر الوقت في التدريس وتريح المدرس من النقاش ألن عمله يقوم على‬
‫‪1‬‬
‫التلقائية منذ البداية>>‪.‬‬

‫كما أنها تحقق فهم واستيعاب المتعلمين للقواعد‪ ،‬وتعمل على ترسيخها في أذهانهم بشكل‬
‫جيد‪.‬‬

‫<< أما خطوات السير في الطريقة القياسية فتتلخص في اآلتي‪:‬‬

‫‪ /1‬التمهيد‪.‬‬

‫و‬ ‫‪ /2‬عرض القاعدة‪ ،‬مثال‪ " :‬تدخل الحروف التالية على االسم فتجره‪ ،‬وتسمى حروف الجر‬
‫هي‪ :‬من‪ ،‬إلى‪ ،‬عن‪ ،‬على‪ ،‬في‪ ،‬الباء‪ ،‬الالم‪ ،‬الكاف‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪ /3‬عرض الجمل‪ :‬ذهب الولد إلى المدرسة‬

‫‪ -‬عدت إلى السوق‪.‬‬

‫‪ -‬كتبت بالقلم‪.‬‬

‫‪ -‬الكتاب لسعيد‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪ /4‬قراءة الجمل ومالحظة أثر حروف الجر في أواخر الكلمات‪.‬‬

‫‪ /5‬استنتاج القاعدة‪.‬‬

‫‪ /6‬التطبيق عليهــا‪.‬‬

‫فالفرق شاسع بين حفظ القاعدة اللغوية حفظا آليا شكليا‪ ،‬وبين فهم الوظيفة التي تؤديها‬
‫تلك القاعدة في االستعمال اللغوي‪ ،‬و مدى افتراقها أو توافقها مع قاعدة أخرى‪ ،‬وقدرته على‬

‫‪1‬سعدون حممود الساموك‪ ،‬هدى علي جواد الشمري‪ ،‬مناهج اللغة العربية وطرق تدريسها‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.228 ،227‬‬

‫‪69‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫محاكاتها بشكل واع واكتشاف دورها في اقداره على تعديل و تصحيح لغته أوال‪ ،‬ومن ثم الحكم‬
‫‪1‬‬
‫على صحة ما يق أر وما يسمع من األخرين>>‪.‬‬

‫<< وهذه الطريقة تتيح للمعلم التحكم بالمنهج المقرر وتوزيعه على مدار العام بيسر وسهولة‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫كما أنها تساعد التالميذ على اإللمام بالقواعد إلماما شامال>>‪.‬‬

‫فهذه الطريقة تعد من الطرق الفعالة في تدريس القواعد النحوية‪ ،‬لكنه ال يمكن استخدام‬
‫الطريقة االستقرائية وحدها أو القياسية وحدها‪ ،‬فلكل من الطريقتين إيجابيات وسلبيات‪.‬‬

‫وعليه فإذا اجتمعت الطريقة القياسية واالستقرائية في تدريس قواعد اللغة أمكننا الوصول‬
‫إلىاألهداف التربوية و التعليمية المرجوة بسهولة ويسر‪.‬‬

‫‪ /3‬الطريقة المعدلـة (النص األدبي)‪:‬‬

‫<< وهي تقوم على تدريس القواعد النحوية من خالل عرض نص متكامل المعاني‪ ،‬اي من‬
‫خالل األساليب المتصلة ال األمثلة المتقطعة المتكلفة التي ال يجمع شتاتها جامع وال تمثل معنى‬
‫يشعر التالميذ أنهم بحاجة اليه‪.‬‬

‫فتبدأ بعرض نص متكامل يحتوي على معان يود التالميذ معرفتها‪ ،‬فيكلف المعلم التالميذ‬
‫قراءة النص ومناقشتهم فيه لفهم معناه بحيث يشير المعلمإلى الجمل المكونة للنص وما بها من‬
‫خصائص ثم يعقب ذلك استنباط القاعدة و التطبيق عليها‪.‬‬

‫فالتدريس بهذه الطريقة يمكن المعلم من تدريس القواعد النحوية في ظالل اللغة واألدب من‬
‫‪3‬‬
‫خالل عبارات قيمة في موضوعات تهم التالميذ>>‪.‬‬

‫<< و رأى بعض المربين‪ ،‬أن القواعد جاءت بعد اللغة وليس قبلها‪ ،‬ولذلك وجب تعليم اللغة أوال‬
‫و‬ ‫و من ثم تدريس القواعد ثانيا‪ ،‬ومن هنا نشأت فكرة تعليم القواعد‪ ،‬من خالل القراءة‬

‫‪1‬وليد أمحد جابر‪ ،‬تدريس اللغة العربية مفاهيم نظرية وتطبيقات عملية‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.345‬‬
‫‪ 2‬راتب قاسم عاشور‪ ،‬حممد فؤاد احلوامدة‪ ،‬اساليب تدريس اللغة العربية بني النظرية و التطبيق‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.114 ،113‬‬
‫‪ 3‬راتب قاسم عاشور‪ ،‬حممد فؤاد احلوامدة‪ ،‬اساليب تدريس اللغة العربية بني النظرية و التطبيق‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.117‬‬

‫‪70‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫النصوص حيث يؤتى بنص متصل األسلوب‪ ،‬كما أوعزت المنهجية الجديدة للتعليم في دعوتها‬
‫‪1‬‬
‫إلى تطبيق الطرائق النشطة>>‪.‬‬

‫<< و هي ال تقوم على األمثلة التي قد تأتي غير مترابطة الفكرة‪ ،‬بل تقوم على عرض النص‬
‫األدبي المترابط األفكار‪ ،‬وهي تسير بكتابة النص األدبي أمام التالميذ مع كتابة األمثلة‬
‫المرغوب في دراستها بخط مميز‪ ،‬أو بوضع خطوط تحتها‪ ،‬وبعد أن يقرأها التالميذ يناقشهم‬
‫المعلم تحتها‪ ،‬وبعد أن يقرأها التالميذ يناقشهم المعلم باألمثلة المميزة حتى يصل إلى استنباط‬
‫‪2‬‬
‫القاعدة>>‪.‬‬

‫فهذه الطريقة اذن تقوم على تدريس القواعد النحوية ال من خالل األمثلة الجزئية‬
‫المنفصلة عن بعضها البعض‪ ،‬بل من خالل النصوص متكاملة الجمل و المعاني‪.‬‬

‫أما خطواتها فيمكن أن نوجزها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ << ‬كتابة نص القراءة أو نص حول موضوع واحد‪.‬‬


‫‪ ‬قراءة النص من التالميذ ومناقشته‪.‬‬
‫‪ ‬اإلشارة إلى الجمل التي تشمل القاعدة بالطبشور الملون‪.‬‬
‫‪ ‬استقراء القاعدة أو استنباطها من هذه الجمل جزءا جزًءا‪.‬‬
‫‪ ‬مرحلة التطبيق على القاعدة‪.‬‬

‫و خالصة القول أن تعليم القواعد بطريقة النصوص المتكاملة أواألسلوب المتصل يجاري‬
‫اللغة نفسها‪ ،‬فتعليم اللغة ينبغي أن يبدأ بمعالجة اللغة نفسها‪ ،‬بجملها‪ ،‬وعباراتها الصحيحة‪،‬‬
‫وعرض هذه الجمل على األسماع و األنظار‪ ،‬وتعويد التالميذ متابعتها‪.‬‬

‫‪1‬يوسف مارون‪ ،‬طرائق التعليم بني النظرية و املمارسة يف ضوء االجتاهات الرتبوية احلديثة وتدريس اللغة العربية يف التعليم األساسي‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.305‬‬
‫‪2‬سعدون حممود الساموك‪ ،‬هدى علي جواد الشمري‪ ،‬مناهج اللغة العربية وطرق تدريسه‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.230‬‬

‫‪71‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫فالعبارات الصحيحة التي تؤخذ من النص‪ ،‬فهي السبيل السهل في تعليم القواعد‬
‫النحوية>>‪ 1.‬وترسيخها أكثر في أذهان المتعلمين‪.‬‬

‫<< و يرى أنصار هذه الطريقة أنها طريقة مناسبة في تحقيق األهداف المرسومة للقواعد‬
‫النحوية‪ ،‬عن طريق مزج هذه القواعد بالتراكيب و بالتعبير السليم الذي يؤدي إلى رسوخ اللغة‬
‫‪2‬‬
‫وأساليبها>>‪.‬‬

‫و من هنا نخلص إلى أن كل من الطريقة " القياسية" و " االستقرائية" و " الطريقة‬
‫المعدلة" (النص األدبي) من الطرق المجدية في تدريس القواعد النحوية‪ ،‬و ترسيخها في أذهان‬
‫المتعلمين‪ ،‬لذلك فعلى المعلم أن يحاول المزج بين هذه الطرق في تنشيط دروس القواعد‬
‫النحوية‪.‬‬

‫‪1‬يوسف مارون‪ ،‬طرائق التعليم بني النظرية و املمارسة يف ضوء االجتاهات الرتبوية احلديثة وتدريس اللغة العربية يف التعليم األساسي‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.305‬‬
‫‪ 2‬راتب قاسم عاشور‪ ،‬حممد فؤاد احلوامدة‪ ،‬اساليب تدريس اللغة العربية بني النظرية و التطبيق‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.117‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل التطبيقي‬
‫المبحث األول‪:‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس‬
‫اللغة العربية‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫تمهـــيد‪:‬‬

‫يعتبر اإلطار المنهجي للبحث أحد الجوانب الهامة‪ ،‬بحيث ال يمكن ألي باحث االستغناء‬
‫عنه‪.‬‬

‫فالبحث العلمي ال يكتمل ما لم يستند إلى دراسة تطبيقية تسبقها دراسة نظرية‪.‬‬

‫فلكي يتم تأسيس عمل منهجي منظم البد من توضيح جميع الجوانب و اإلجراءات التي‬
‫تم القيام بها أثناء عملية الدراسة ليكون البحث موضوعي‪.‬‬

‫فقد عالجنا في الجانب النظري " طرائق تدريس قواعد اللغة العربية للسنة الثالثة ثانوي"‬
‫وفي هذا الفصل التطبيقي سنقوم بتحليل تلك الجوانب من خالل الدراسة الميدانية ونتائج‬
‫االستبيانات‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ /1‬قواعـد النحو و الصرف‪:‬‬

‫إن قواعد النحو والصرف في هذا المستوى‪ -‬السنة الثالثة من التعليم الثانوي‪ ،‬يجب أن‬
‫و‬ ‫تعزز المعرفة العملية التطبيقية بالحرص على اإلكثار من الممارسة بهدف التثبيت‬
‫الترسيخ‪.‬‬

‫أ‪-‬أهداف تدريس قواعد النحو والصرف‪:‬‬

‫من خالل ما تقدم و بالعودةإلى منهاج مادة اللغة العربية للسنة الثالثة ثانوي وتفحصه‬
‫نستكشف أن الغرض األسمى من تدريس القواعد هو تمكين المتعلم من التعبير السليم الواضح‬
‫وفق هذه القواعد في جميع الحاالت الخطابية و أن تساعده على تحليل النص وفهم الصيغ‬
‫و التراكيب الموظفة فيه و السبب الذي دفع المؤلف الستعمالها‪.‬‬

‫هذا وقد رسم المنهاج وفق منطق المقاربة بالكفاءات تدريس ظواهر النحو و الصرف من‬
‫حيث أنساقها وبنياتها‪ ،‬انطالقا من النصوص على نحو ما يمكن المتعلممن استثمار معارفه‬
‫النحوية و الصرفية والبالغية و العروضية في تفكيك رموز النص وتعميق داللته‪.‬‬

‫ويمكن ايجاز أهمية درس النحو و الصرف في هذا المستوى بتحقيق المتعلم للملكات‬
‫اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬الملكة اللغوية‪ :‬حيث يتمكن المعلم من خاللها من إنتاج و تأويل عبارات لغوية‪ ،‬ذات‬
‫بنيات متنوعة ومعقدة في عدد كبير من المواقف التواصلية المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬الملكة المعرفية‪ :‬وتتمثل في الرصيد المعرفي المنظم الذي يكتسبه المتعلم من خالل‬
‫اشتقاقه معارف من العبارات اللغوية و األنساق النحوية‪ ،‬يخزنها ويستحضرها في الوقت‬
‫‪1‬‬
‫المناسب ليؤول بها التراكيب اللغوية‪.‬‬

‫‪ -‬الملكة اإلدراكية‪ :‬و تمكن المتعلم من إدراك حقيقة وظائف النحو ليشتق منه معارف‬
‫يستثمرها في إنتاج النص وتأويله‪.‬‬

‫‪ 1‬وزارة الرتبية الوطنية‪ ،‬اللجنة الوطنية للمناهج‪ ،‬منهاج مادة اللغة العربية وآداهبا السنة الثالثة من التعليم الثانوي العام و التكنولوجي‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫‪74‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ -‬الملكة اإلنتاجية‪ :‬و تمكن المتعلم من إنتاج األثر الفكري و الفني باحترام قواعد‬
‫‪1‬‬
‫التعبير السليم ومنها قواعد النحو و الصرف‪.‬‬

‫فتدريس قواعد النحو و الصرف تهدف إلى حفظ ألسنة المتعلمين من اللحن وأقالمهم من‬
‫الخطأ و مساعدتهم على النطق الصحيح للغة‪.‬‬

‫ب‪ /‬طريقة تدريس قواعد النحو والصرف‪:‬‬

‫من خالل الزيارة الميدانية‪ ،‬ومن خالل منهاج مادة اللغة للسنة الثالثة ثانوي توصلنا إلى‬
‫"‬ ‫أن طريقة تدريس قواعد النحو والصرف في السنة الثالثة ثانوي‪ ،‬هي الطريقة‬
‫االستقرائية" ‪.‬‬

‫و التي تتمثل خطواتها في اآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬تمهيد‪.‬‬
‫و‬ ‫‪ -‬عرض األمثلة أو النص في الكتاب‪ ،‬أو على السبورة‪ ،‬و قراءة األمثلة أو النص‬
‫مناقشة التالميذ في معناها‪.‬‬
‫و‬ ‫‪ -‬استنباط القاعدة من خالل المناقشة أو الموازنة‪ ،‬ويشترك في استخالصها المعلم‬
‫التالميذ‪ ،‬و كتابة القاعدة بخط واضح من طرف المعلم‪ ،‬و قراءتها بصوت عال و واضح من‬
‫طرف المعلم أو أحد التالميذ‪.‬‬
‫‪ -‬التطبيق على القاعدة‪.‬‬
‫كما أن الدرس يتم في األغلب بطريقة حوارية‪ ،‬حيث يتناقش المعلم مع تالميذه‬ ‫‪-‬‬
‫عن طريق اجابتهم على األسئلة المقدمة لهم‪.‬‬

‫‪ 1‬وزارة الرتبية الوطنية‪ ،‬اللجنة الوطنية للمناهج‪ ،‬منهاج مادة اللغة العربية وآداهبا السنة الثالثة من التعليم الثانوي العام و التكنولوجي‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫‪75‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫ج‪ /‬محتويات القواعد النحوية و الصرفية المقرر تدريسها في السنة الثالثة ثانوي‪:‬‬

‫من خالل الكتاب المدرسي‪ ،‬ومنهاج مادة اللغة العربية نجد أن المحتويات المقرر‬
‫تدريسها في مستوى السنة الثالثة‪ -‬شعبةأدب وفلسفة‪ -‬هي كاآلتي‪:‬‬

‫شعبـ ــة آداب‪ /‬فلسف ـ ـ ـ ــة‬


‫‪ -‬اإلعراب التقديري‪.‬‬
‫‪ -‬إعراب معتل األخر‪.‬‬
‫‪ -‬إعراب المضاف إلى ياء المتكلم‪.‬‬
‫‪ -‬إعراب المسند و المسند اليه‪.‬‬
‫‪ -‬الفضلة‪.‬‬
‫‪ -‬أحكام البدل وعطف البيان‪.‬‬
‫‪ -‬أحكام التمييز و الحال وبينهما من فروق‪.‬‬
‫‪ -‬أحرف الجر ومعانيها‪.‬‬
‫‪ -‬نون التوكيد مع األفعال‪.‬‬
‫‪ -‬إذ‪ ،‬إذا‪ ،‬إذن‪ ،‬حينئذ‪.‬‬
‫‪ -‬لوال‪ ،‬لو ما‪ ،‬لو‪.‬‬
‫‪ -‬نون الوقاية‪.‬‬
‫‪ -‬أي‪ ،‬إي‪.‬‬
‫‪ -‬أما‪ ،‬إما‪.‬‬
‫‪ -‬مـا‪.‬‬
‫‪ -‬الجمل التي لها محل من اإلعراب‪.‬‬
‫‪ -‬الجمل التي ال محل لها من اإلعراب‪.‬‬
‫‪ -‬معاني األحرف المشبهة بالفعل‪.‬‬
‫‪ -‬جموع القلة وقياسها‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ -‬اسم الجنس الجمعي اإلفرادي‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫‪ -‬اسم الجمع‬
‫النـــص‪:‬‬

‫‪-‬خائفـــة‪-‬‬

‫ارجع فالليل تثير مخاوفه قلقي‬


‫و أنا وحدي و النجم بعيد في األف ٍ‬
‫ق‬
‫يخدعني أمل في فجر لم ينبثق‬
‫وصبابة دمعة باردة لم تحترق‬

‫ومددت يدي فرجعت بحفنة ظلماء‬


‫وسألت الليل فبؤت ببضعة أصداء‬
‫أصداء مغرقة في صورة إغماء‬
‫جاءت تزحف من أغور الماضي النائي‬

‫دربي حاولت سدى أن أرفع الشارة‬


‫تصخب في عتمته أشباح ثرثارة‬
‫أنكرت الدرب كأن لم أعرف أحجاره‬
‫يوما باألمس ولم أستكشف أس ارره‬

‫ارجع أواه أال تسمع صوتي الموهون‬


‫لن القى وحدي في هذا الدرب المجنون‬
‫هذا األفق المستغلق حيث النجم عيون‬
‫حيث األشجار هياكل أفكار و ظنون‬

‫‪ 1‬وزارة الرتبية الوطنية‪ ،‬اللجنة الوطنية للمناهج‪ ،‬منهاج مادة اللغة العربية وآداهبا السنة الثالثة من التعليم الثانوي للشعبتني أداب و فلسفة و لغات أجنبية‪،‬‬
‫ص‪.12‬‬

‫‪77‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫تتردد فيه أصوات تنذر حبي‬


‫أصوات غادرة تنبح ملء الرحب‬
‫صدقني وارجع أخشى أن تجرح قلبي‬
‫صدقني أني اسمعها تمأل دربي‬

‫في المعبر سعاله ترمق طيفي بفتور‬


‫و وراء المفترق المتشعب بعض قبور‬
‫خذ بيدي ولنترك هذا األفق المهجور‬
‫ال تتركني روحا صارخة في الديجور‬

‫الشاعرة‪ :‬نازك المالئكة‬


‫أنظر ديوان نازك المالئكة‪ ،‬ص‪ ،37‬دار الكتب المصرية‪.1971 ،‬‬

‫‪78‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫نموذج تطبيقي لطريقة تدريس قواعد النحو و الصرف‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫وذلك من خالل العودة إلى قصيدة " نازك المالئكة" ‪ " :‬خـائفـة"‪.‬‬

‫قواعد اللغــة‪ :‬أحرف الجــر ومعانيها‬


‫‪ -1‬أعود إلى النص واقرأ‪:‬‬
‫ومددت يدي فرجعت بحفنة ظلماء وسألت‬
‫اختيار الجمل التي تتوافر على أحكام الدرس‪،‬‬
‫الليل فبؤت ببضعة اصداء أصداء مغرقة في‬
‫بالعودة إلى القصيدة‪.‬‬
‫صورة اغماء جاءت تزحف من أغوار الماضي‬
‫النائي‪.‬‬
‫‪ -2‬عن طريق أسئلة مناسبة‪ ،‬يستدرج اذا لم تف األمثلة المستخرجة من النص‬
‫األستاذ المتعلمين إلى استخراج أحكام الدرس بجميع أحكام الدرس يمكن لألستاذ االستعانة‬
‫باستخدام المنهج الوصفي المبني على بأمثلة خارجية‪ ،‬كل حكم يستخرج‪ ،‬يشفع‬
‫بتطبيقات شفوية‪.‬‬ ‫المالحظة‬
‫في هذه المرحلة يتدرج األستاذ بالمتعلمين إلى‬ ‫‪ -3‬صوغ أحكام القاعدة‪:‬‬
‫يتم استخراج احكام القاعدة مدعومة بأمثلة من استخراج احكام القاعدة عن طريق أسئلة‬
‫استكشافية‪.‬‬ ‫إنشاء المتعلمين‪.‬‬
‫صياغة أسئلة دقيقة تهدف إلى تقييم جزئي‬
‫للموارد التي اكتسبها المتعلم من خالل الدرس‬ ‫‪ -4‬إحكام موارد المتعلمين و ضبطها‪.‬‬
‫تمهيدا الستخدامها في مواقف أكثر تعقيدا‪.‬‬

‫‪ 1‬وزارة الرتبية الوطنية‪ ،‬اللجنة الوطنية للمناهج‪ ،‬الوثيقة املرافقة ملنهاج السنة الثالثة التعليم الثانوي العام و التكنولوجي‪ ،‬ماي ‪ ،2006‬ص‪.25 ،24‬‬

‫‪79‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫مذكــرة تربويــة‬

‫‪ ‬في مجال قواعد اللغة‪ :‬الجمل التي ال محل لها من اإلعراب‬

‫نوع التقويم‬ ‫أنشطة التعليم‬ ‫المراحل‬ ‫الوضعيات‬


‫تمهيد‪ :‬عرفت فيما سبق الجمل التي لها محل من‬ ‫وضعية‬
‫تشخيصي‬ ‫األعراب‪ ،‬فمن يذكرنا بها؟‬ ‫االنطالق‬
‫وعلى هذا األساس الجمل التي ال تؤول إلى مفرد هل‬
‫يكون لها محل من األعراب؟‬
‫النماذج‪:‬‬ ‫النماذج‬
‫‪ (– 1‬لن تجعلوا) من شعبنا شعب هنود حمر‪( ...‬فنحن‬
‫باقون)‬
‫‪ -2‬قال تعالى‪ " :‬واتقوا اهلل (ويعلمكم اهلل)‪.‬‬
‫‪ -3‬قال تعالى‪ " :‬الذي (جعل لكم األرض مهادا)‪.‬‬
‫‪-4‬فلو أن ما أسعى ألدنى معيشة كفاني‬
‫‪ (-‬ولم أطلب)‪ -‬قليل من المال‪.‬‬
‫‪ -5‬حفظت ‪ (.‬أظن) القصيدة‪.‬‬
‫‪-6‬هل أدلك عن طريق السعادة (صل جميع األوقات)‪.‬‬
‫‪ -7‬قال تعالى‪ ":‬فأوحينا اليه ( أن أصنع الفلك)"‬
‫‪ -8‬أقسم باهلل ( ألبذلن جهدي) لمساعدة المحتاجين‪.‬‬
‫‪ -9‬اذاأنت أكرمت الكريم (ملكته)‬
‫وانأنت أكرمت اللئيم (تمردا)‪.‬‬
‫‪ -10‬قال تعالى‪ " :‬وصل عليهم (أن صالتك سكن‬
‫لهم)"‪.‬‬
‫‪-‬تأمل المثال األول و الجملةاألولى‪ ،‬هل يمكن تأويلها؟ تكويني‬ ‫اكتشاف‬ ‫وضعية‬
‫ماذا تستنتج؟‬ ‫أحكام‬ ‫بناء‬
‫وما رأيك في جملة " فنحن باقون"؟‬ ‫القاعدة‬ ‫التعلمات‬

‫‪80‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫هل تؤول إلى مفرد؟ ماذا تبعت؟‬


‫واذا نظرت إلى الجملة التي جاءت بعد اسم الموصول "‬
‫الذي" في المثال الثالث؟ هل تجدها تؤول إلى مفرد؟‬
‫ماذا تستنتج؟‬
‫‪-‬في المثال الرابع و الخامس ما نوع الجملة التي بين‬
‫قوسين وما محلها من األعراب؟‬
‫‪-‬في المثال السادس والسابع ما الدور الذي أدته الجملة‬
‫التي بين قوسين وما محلها من اإلعراب؟‬
‫‪ -‬في المثال الثامن تالحظ وقوع الجملة بعد القسم‪،‬‬
‫كيف نسميها ومحلها من اإلعراب؟‬
‫‪ -‬في المثال التاسع‪ :‬بما سبقت الجملة؟ وما محلها من‬
‫اإلعراب؟‬
‫‪ -‬في المثال العاشر‪ :‬ما الذي أفادته الجملة التي بين‬
‫قوسين وما محلها من اإلعراب؟‬
‫*الجملة التي ال محل لها من اإلعراب‪ :‬هي الجملة‬ ‫بناء‬
‫التي ال تحل محل المفرد‪ ،‬وال تأخذ إعرابه‪ ،‬وال يقال فيها‬ ‫أحكام‬
‫أنها في موضع رفع‪ ،‬أو نصب أو جر‪ ،‬أو جزم‪،‬‬ ‫القاعدة‬
‫وأنواعها على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ .1‬الجملة االبتدائية‪ :‬ويقصد بها الجملة التي نبتدئ‬
‫بها الكالم لفظا‪ ،‬أو تقدي ار أو سواء أكانت اسمية أم‬
‫فعلية‪.‬‬
‫‪.2‬الجملة االستئنافية‪ :‬هي التي تقع في أثناء الكالم‬
‫منقطعة عما قبلها الستئناف كالم جديد‪.‬‬
‫‪.3‬الجملة التعليلية‪ :‬هي التي تقع في أثناء الكالم‬
‫تعليال لما قبلها‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪.4‬الجملة التابعة لجملة ال محل لها من األعراب‪.‬‬


‫‪ .5‬جملة صلة الموصول‪ :‬هي الجملة التي تكون صلة‬
‫السم موصول‪ ،‬وأسماء الموصول هي‪ :‬الذي‪ ،‬التي‪،‬‬
‫اللذان‪ ،‬اللتان‪ ،‬الذين‪ ،‬األلى‪ ،‬اللواتي‪ ،‬الالتي‪ ،‬الالئي‪،‬‬
‫وما يليها يكون صلة لها ال محل له من األعراب‪.‬‬
‫‪.6‬الجملة المعترضة‪ :‬هي الجملة الواقعة بين شيئين‬
‫متالزمين‪ ،‬يحتاج كل منهما لآلخر وفائدتها تقوية الكالم‬
‫وتوضيحه‪ ،‬أو توكيده أو تحسينه ومثالها قول " زهيـر"‪:‬‬
‫سئمت تكاليف الحياة ومن يعش‬
‫ثمانينحول‪ -‬ال أبا‪ -‬لك يسأم‬
‫‪ .7‬الجملة الواقعة جوبا لشرط غير جازم‪ :‬أدوات‬
‫الشرط غير الجازمة‪ :‬إذا‪ ،‬لو‪ ،‬لوال‪ ،‬لوما‪ ،‬لما الظرفية‬
‫المتضمنة معنى الشرط‪ ،‬كيف‪.‬‬
‫كقول المتنبي‪:‬‬
‫إذا أنت أكرمت الكريم ملكته‬
‫وانأنت أكرمت اللئيم تمردا‬
‫‪ .8‬الجملة الواقعة جوابا لشرط جازم غير مقترن‬
‫بالفاء‪ ،‬أواذا الفجائية‪:‬وأدوات الشرط الجازمة هي‪ :‬أن‪،‬‬
‫أن ما‪ ،‬من‪ ،‬ما‪ ،‬مهما‪ ،‬كيفما‪ ،‬حيثما‪ ،‬أينما‪ ،‬متى‪ ،‬أبأن‪،‬‬
‫أنى‪ ،‬أي‪.‬‬
‫‪ .9‬الجملـة المفسرة‪ :‬هي جملة فضلة زائدة تفسر ما‬
‫يسبقها‪ ،‬نحو‪ ،‬هو مؤدب أي اخالقه نبيلة‪ ،‬نحو قوله‬
‫تعالى( هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم‬
‫تؤمنون باله و رسوله)‪.‬‬
‫‪ -10‬الجملة الواقعة جوابا للقسم‪ :‬نحو‪ :‬وهلل ألقولن‬

‫‪82‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫الحق‪.‬‬
‫إحكام موارد المتعلّم وضبطها‪ :‬بين في ما يلي محل تحصيلي‬ ‫ادماج‬ ‫استثمار‬
‫الجمل التي بين قوسين من اإلعراب‪:‬‬ ‫وتوظيف‬
‫‪ .1‬قال تعالى‪ " :‬اتقوا الذي (أمدكم) بما تعلمون‪ .‬أمدكم‬ ‫التعلمات‬
‫بأنعام وبنين"‪.‬‬
‫‪ .2‬األمة اإلسالمية‪ -‬أنا واثق‪ -‬منتصرة‪.‬‬
‫‪ .3‬قال تعالى‪ ":‬ولقد أرسلنا موسى بآياتنا ( أن أخرج‬
‫قومك) من الظلمات إلى النور"‬
‫‪ .4‬قال تعالى‪ ":‬وتا اهلل (ألكيدن أصنامكم)‪.‬‬
‫‪ .5‬لما حضر الضيف (أكرمته)‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ /2‬الـعروض‪:‬‬

‫بعدما تمرس المتعلم فهم المصطلحات المتعلقة بعلم العروض و القافية وتدرب على‬
‫اكتشاف البحور الشعرية التي نظمت بها القصائد الشعرية‪ ،‬يتجه االهتمام في هذه السنة –‬
‫الثالثة ثانوي‪ -‬إلى جعله يطلع على تطوير الوزن و التفعيلة و القافية في الشعر الحديث عموما‪،‬‬
‫و المعاصر خصوصا‪.‬‬

‫أ‪/‬أهداف درس العروض‪:‬‬

‫ما يجب أن يتحقق من أهداف من خالل درس العروض يمكن ايجازه فيما يأتي‪:‬‬

‫‪ ‬إتقان الكتابة العروضية‪ ،‬و تقطيع األبيات الشعرية ومعرفة تفصيالتها و بحورها‪.‬‬
‫‪ ‬إدراك التطور الذي ط أر على وزن القصيدة العربية المعاصرة و أحدثه من ايقاعات‬
‫جديدة‪.‬‬
‫‪ ‬تذوق دور الوزن و اإليقاع في جمالية النص الشعري‪.‬‬
‫‪ ‬إكمال بيت ناقص بما يناسب وزنه وقافيته‪.‬‬
‫‪ ‬إجراء مباراة بين المتعلمين حول اكتشاف األوزان سماعا‪.‬‬
‫‪ ‬ترسيخ قواعد علم العروض و مصطلحاته األساسية بطريقة السؤال والجواب انطالقا من‬
‫شواهد‪.‬‬
‫و‬ ‫‪ ‬التوقف عند مبدأ التفعيلة و التمثيل على كيفية توزيعها في الشعر ذي الشطرين‬
‫‪1‬‬
‫القافية الواحدة وفي الشعر الحديث و المعاصر‪.‬‬

‫ب‪ /‬طريقة تنشيط وتدريس درس العروض‪:‬‬

‫من خالل الزيارة الميدانية لبعض الثانويات‪ ،‬توصلنا كذلك إلىأن معظم أساتذة اللغة‬
‫العربية يميلون أكثر ويحببون المزج بين الطريقة االستقرائية و الطريقة الحوارية في تقديم درس‬
‫العروض‪.‬‬

‫‪ 1‬وزارة الرتبية الوطنية‪ ،‬اللجنة الوطنية للمناهج‪ ،‬منهاج مادة اللغة العربية وآداهبا السنة الثالثة من التعليم الثانوي العام و التكنولوجي‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪12‬‬

‫‪84‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫و في طريقة تنشيط درس العروض‪ ،‬تراعى المبادئ اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬اعتماد القصيدة التي تدرس في النص األدبي ميدانا للتدرب على التقطيع‪.‬‬
‫‪ ‬اعتماد التدرج في مواجهة الصعوبات كالبدء بتقطيع أبيات ال تكثر فيها الزحافات و‬
‫العلل‪.‬‬
‫‪ ‬بعد أن يتقن المتعلمون تقطيع األوزان التامة تعرض عليهم المجزوءة‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع المتعلمين على النظم وال سيما المتفوقين منهم بهدف اكتشاف المواهب الجديرة‬
‫بالرعاية و العناية‪.‬‬
‫‪ ‬التحسس باإليقاع بتجويد القاء النصوص الشعرية إب ار از للعنصر الموسيقي‪ ،‬وتبيان لدوره‬
‫في جمالية النص‪.‬‬
‫‪ ‬يحاول األستاذ بمشاركة المتعلمين تلمس العالقة القائمة بين جو القصيدة ووزنها‬
‫وايقاعاتها الداخلية‪.‬‬
‫‪ ‬وعلى العموم‪ ،‬يسعى األستاذ إلىأن يدرك المتعلمون بأن الوزن و المعاني و الصور‬
‫‪1‬‬
‫البالغية وحدة متكاملة ومنسجمة‪.‬‬

‫‪ 1‬وزارة الرتبية الوطنية‪ ،‬اللجنة الوطنية للمناهج‪ ،‬منهاج مادة اللغة العربية وآداهبا السنة الثالثة من التعليم الثانوي العام و التكنولوجي‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.13‬‬

‫‪85‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫ج‪ /‬محتويات نشاط العروض المقرر تدريسها في السنة الثالثة ثانوي‪ -‬شعبة آداب و فلسفة‪:‬‬

‫من خالل العودة إلى الكتاب المدرسي المقرر للسنة الثالثة ثانوي‪ ،‬توصلنا إلىأن محتويات‬
‫نشاط العروض هي كاالتي‪:‬‬

‫العــــــــــروض‬
‫‪ -‬نشأة الشعر الحر‪.‬‬
‫‪ -‬األساليب و األوتاد في الشعر الحر‪.‬‬
‫‪ -‬التفاعيل في الشعر الحر‪.‬‬
‫‪ -‬الزحافات و العلل في الشعر الحر‪.‬‬
‫‪ -‬بحور الشعر الحر‪:‬‬
‫الوافر في الشعر الحر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الهزج في الشعر الحر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الرجز في الشعر الحر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الرمل ‪.// // //‬‬ ‫‪‬‬
‫المتقارب في الشعر الحر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المتدارك ‪.// // //‬‬ ‫‪‬‬
‫البحور المركبة في الشعر الحر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪86‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪1‬‬
‫نموذج تطبيقي لطريقة تدريس درس العروض‪:‬‬

‫العروض‪ :‬نشأة الشعر الحر‬


‫تنتقي المقاطع من النص مع مراعاة التنوع في‬ ‫أعود إلى النص وأنشد قول الشاعرة‪:‬‬
‫المقاطع و القوافي‪ ،‬بحيث يالحظ المتعلم‬ ‫ارجع أواه اال تسمع صوتي الموهون‬
‫الفرق بين القوافي المستخدمة في كل مقطع‪،‬‬ ‫لن القى وحدي في هذا الدرب المجنون‬
‫كما يالحظ اختفاء نظام البيت المقسم إلى‬ ‫هذا األفق المستعلق حيث النجم عيون‬
‫شطرين وتعويضه بنظام األسطر‬ ‫حيث األشجار هياكل أفكار وظنون‬
‫تتردد فيه أصوات تنذر حبي‬
‫أصوات غادرة تنبح ملء الرحب‬
‫صدقني وارجع أخشى أن تجرح قلبي‬
‫صدقني أني أسمعها تمأل دربي‪.‬‬
‫إنشادايراعياإليقاع‬ ‫األسطر‬ ‫األستاذ‬ ‫يدرب األستاذ التالميذ على التقطيع العروضي يق ار‬
‫لألسطر‪ ،‬ثم يدفعهم إلى اكتشاف قافية كل الصوتي لكل قافية مع محاولةإظهار التنوع في‬
‫سطر بهدف تمكينهم من إدراكاالختالفات القافية‪.‬‬
‫العروضية بين الشكل الخليلي للقصيدة العربية‬
‫و شكل الشعر الحر‪.‬‬
‫ثم يناقشهم في موضوع نشأة الشعر الحر‬
‫مستثم ار المقطع المدروس في إبراز خصائص‬
‫هذا النوع من الشعر‬
‫يواصل األستاذ تدريب تالميذه على الدراسة يركز األستاذ بعد تقطيع كل رباعية على‬
‫العروضية للمقطع حتى يمكنهم من اكتشاف اإلنشادو الجانب السماعي قصد اثبات اإليقاع‬
‫خصائص الشعر الحر‪ ،‬فقصيدة الشاعرة نازك الصوتي للقصيدة وخاصة تنوع القافية‪.‬‬
‫المالئكة جاءت على وزن بحر الخبب‪ ،‬لكن‬
‫الشاعرة تصرفت في التفعيالت بحيث لم تلتزم‬

‫‪ 1‬وزارة الرتبية ال وطنية‪ ،‬اللجنة الوطنية للمناهج‪ ،‬منهاج مادة اللغة العربية وآداهبا السنة الثالثة من التعليم الثانوي العام و التكنولوجي‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.26 ،25‬‬

‫‪87‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫بنظام البيت المقسم إلى شطرين‪ ،‬اضافة إلى‬


‫تنويعها في القافية‪.‬‬
‫ينبغي التأكيد على جانباإلنشاد المميز للشعر‬ ‫اختبـر معرفتـي‪:‬‬
‫يقترح األستاذ مجموعة مقاطع من عيون الحر‪.‬‬
‫الشعر الحر تتوافر على أهم الخصائص‬
‫العروضية لهذا النوع من الشعر‪.‬‬

‫مذكــرة تربويــة‬

‫‪88‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ ‬في مجال العروض‪ :‬بحر الرجز في الشعر الحر‬

‫نوع التقويم‬ ‫أنشطة التعلم‬ ‫المراحل‬ ‫الوضعيات‬


‫أدركت في حصة ماضية أن الشعر الحر هو ثورة تشخيصي‬ ‫وضعية‬
‫شاملة في الشكل و المضمون حيث يتبع الشاعر فيه‬ ‫تمهيد‬ ‫االنطالق‬
‫نظاما جديدا فالبيت سطر شعري واحد( وليس صد ار أو‬
‫عجزا) ويختلف البيت طوال وال قصرا‪ ،‬والشاعر حر في‬
‫استخدام عدد من القوافي دون التقيد بنظام معين‪.‬‬
‫‪ -‬تأمل المقطع التالي من قصيدة نزار‪:‬‬
‫‪0//0/0/ 0//0/0/‬‬ ‫لن تجعلوه من شعبنا‬
‫‪00/0/‬‬ ‫‪0///0/‬‬ ‫شعب هنود حمر‬
‫الطي مفعول ( علة القطع)‬
‫‪0///0/‬‬ ‫‪0//0//‬‬ ‫فنحن باقون هنا‬
‫الخبن الطي‬
‫في هذه األرض التي تلبس في معصمها‬
‫‪0///0/‬‬ ‫‪0///0/‬‬ ‫‪0//0/0/ 0//0/0/‬‬
‫‪00/0/‬‬ ‫‪0//0/0/‬‬ ‫إسواره من زهر‬

‫‪ -‬القاعدة‪ :‬إن بحر الرجز من أقرب البحور إلى النثر‪،‬‬


‫تكويني‬ ‫ولذلك نظم عليه الشعراء في فنون الشعر التعليمي‪.‬‬ ‫بناء‬ ‫وضعية‬
‫‪ -‬ومفتاحه‪ :‬في أبحر األرجاز تسهيل‬ ‫أحكام‬ ‫بناء‬
‫مستفعلنمستفعلنمستفعلن‬ ‫القاعدة‬ ‫التطلعات‬

‫وقد سمي " بحمار الشعراء" ألنه بحر سهل كثر ركوبه‬
‫في العصر الحديث‪.‬‬
‫وفي األبيات التي بين أيدينا استعمل الشاعر هذا البحر‬

‫‪89‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫ولكنه تصرف في عدد التفعيالت في كل سطر‪.‬‬


‫وقد وردت تفعيلة مستفعلن صحيحة كما وردت مزاحفة‬
‫فتحولت إلى ما يلي‪:‬‬
‫مستفعلن ـ مفتعلن بحذف الرابع الساكن وهو زحاف‬
‫(الطي)‬
‫ــمتفعلن بحذف الثاني الساكن وهو زحاف‬ ‫مستفعلن‬
‫(الخبن)‪.‬‬
‫مستفعلن فتحولت ـ ـ مفعول وهي علة ( القطع)‪ ،‬غير أن‬
‫الشاعر لم يلتزم بها على عكس العلة في الشعر‬
‫العمودي التي ال تكون إال في آخر تفعيلة من البيت‬
‫واذا جاء بها الشاعر وجب أن يلتزم بها في كل أبيات‬
‫القصيدة‪.‬‬

‫اختبار المعرفـة‪ :‬قطع هذه البيات واستنتج بحرها وأهم تحصيلي‬ ‫ادماج‬ ‫استثمار‬
‫ما ط أر على تفعيالتها؟‬ ‫وتوظيف‬
‫من قصيدة يوسف الخال (البئر المهجورة) نورد هذه‬ ‫التعلمات‬
‫األبيات‬
‫عرفت ابراهيم‪ ،‬جاري العزيز‪ ،‬من زمان‪.‬‬
‫عرفته بئ ار يفيض ماؤها‬
‫وسائر البشر‬
‫تمر ال تشرب منها‪ ،‬ال وال‬
‫ترمي بها‪ ،‬ترمي بها حجر‬
‫لو كان لي‬
‫لو كأن لي أموت أنأعيش من جديد‬

‫‪90‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫أتبسط السماء وجهها‪ ،‬فال‬


‫تمزق العقبان في الفالة‬
‫قوافل الضحايا؟‬

‫‪1‬‬
‫‪ /3‬البالغــة‪:‬‬

‫من خالل مقرر السنة األولى و الثانية من التعليم الثانوي يتوقع أن يكون المتعلم قد‬
‫تمكن اإلحاطةبأهم دروس البالغة‪ ،‬وقد تناولها ال منفصلة مجزأة ولكن انطالقا من النص أي‬

‫وزارة الرتبية الوطنية‪ ،‬اللجنة الوطنية للمناهج‪ ،‬منهاج مادة اللغة العربية وآداهبا السنة الثالثة من التعليم الثانوي العام و التكنولوجي‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.12‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪91‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫مندمجة في تراكيب النص‪ ،‬األمر الذي زاد من إدراكه لوظيفة البالغة‪ ،‬وما ورد في مقرر السنة‬
‫الثالثة من التعليم الثانوي بالنسبة لشعبة " األدب‪ /‬الفلسفة" هو تعزيز لمكتسبات المتعلم القبلية‬
‫مع التأكيد على الجانب التطبيقي العملي‪.‬‬

‫أ‪ /‬أهداف تدريس البالغة‪:‬‬

‫إناألهداف المسطرة لنشاط البالغة تتمثل في‪:‬‬

‫‪ ‬إدراك ما للبالغة من وظيفة أساسية في تنويع أساليب التعبير‪ ،‬وبنائية الصورة وتطوير‬
‫داللة األلفاظ‪.‬‬
‫‪ ‬اإلفادة من األدباء في التعبير البالغي الجمالي‪ ،‬واقتباس أساليبهم ومحاكاتها‪.‬‬
‫‪ ‬توسل المسائل البالغية للتعمق في فهم النص األدبي و التفاعل معه‪.‬‬
‫‪ ‬توظيف المفاهيم و التقنيات واألساليب البالغية في دراسة النصوص النقدية‪.‬‬
‫‪ ‬رصد الصور األدبية وترتيبها في جداول بحسب أنواعها واجراء حوار حول وظيفتها‬
‫الجمالية‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد جدول مقارنة بين صور متنوعة تعبر عن معنى واحد‪.‬‬

‫ب‪ /‬طريقة تدريس البالغة‪:‬‬

‫من خالل الزيارة الميدانية لبعض الثانويات‪ ،‬توصلنا إلىأن الطريقة األكثر تطبيقا في‬
‫تدريس نشاط البالغة هي الطريقة " التلقائية" وهي طريقة استقرائية‪ ،‬فهي أكثر انتشا ارأو شيوعا‬
‫في جميع المستويات‪ ،‬كما نجد في بعض األحيانأن بعض المدرسين يميلون إلى المزج بين‬
‫الطريقة االستقرائية و الطريقة الحوارية‪.‬‬

‫وتتمثل خطوات هذه الطريقة " اإللقائية" (االستقرائية) في اآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬تمهيـد‪ :‬ويقوم به المعلم لتحضير أذهان المتعلمين للدرس الجديد وتشويقهم لتتبع خطواته‬
‫مثل التذكير بالدرس السابق‪ ،‬أو طرح مجموعة من األسئلة‪.‬‬
‫‪ ‬عرض األمثلة‪ :‬حيث تستخرج األمثلة و الظواهر البالغية من طرف التالميذ من النص‬
‫السابق (المقاربة النصية) ومناقشتها وتحليلها‪...‬‬

‫‪92‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ ‬الربـط‪ :‬وذلك بربط المعلومات الجديدة ببعضها البعض‪ ،‬كما تربط أيضا بخبرات التالميذ‬
‫السابقة‪ ،‬وعملية الربط تكون عن طريق إدراك العالقات و المقارنة و الموازنة بين الحقائق‪.‬‬
‫‪ ‬االستنباط‪ :‬وتكون فيها إصدار القاعدة العامة‪ ،‬وهي نتيجة لتطبيق الخطوات السابقة‪.‬‬
‫القاعدة‪1.‬‬ ‫‪ ‬التطبيق على‬

‫‪ 1‬سعاد عبد الكرمي عباس الوائلي‪ ،‬طرائق تدريس األدب والبالغة والتعبري بني النظري والتطبيقي‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬ط‪،2004 ،1‬‬
‫ص‪.46‬‬

‫ج‪ /‬محتويات نشاط البالغة المقرر تدريسها في السنة الثالثة ثانوي‪ -‬شعبة آداب و فلسفة‪:‬‬

‫من خالل الكتاب المدرسي‪ ،‬ومنهاج مادة اللغة العربية نجد أن محتويات نشاط البالغة‬
‫هي كاالتي‪:‬‬

‫البالغــــــــة‬

‫‪93‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ -‬بالغة التشبيه‪.‬‬
‫‪ -‬بالغة المجاز المرسل و المجاز العقلي‪.‬‬
‫‪ -‬االستعارة وبالغتها‪.‬‬
‫‪ -‬الكناية وبالغتها‪.‬‬
‫‪ -‬التضمين‪.‬‬
‫‪ -‬اإلرصاد‪.‬‬
‫‪ -‬المشاكلة‪.‬‬
‫‪ -‬تشابه األطراف‪.‬‬
‫‪ -‬التفريق‪.‬‬
‫‪ -‬الجمع‪.‬‬
‫‪ -‬الجمع مع التفريق‪.‬‬
‫‪ -‬الجمع مع التقسيم‪.‬‬

‫مذكــرة تربويــة‬

‫‪ ‬في مجال البالغة‪ :‬بالغة التشبيه‬

‫نوع التقويم‬ ‫أنشطة التعلم‬ ‫المراحل‬ ‫الوضعيات‬


‫تشخيصي‬ ‫عد إلى النص والحظ قول الكاتب‪:‬‬ ‫النماذج‬ ‫وضعية‬

‫‪94‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ .1‬لكن مصر عين خلد‬ ‫االنطالق‬


‫‪ .... .2‬لم نخل من روح يراوحنا كأم موسى‬
‫‪ .3‬أنزل كما نزل الظل الرياحينا‬
‫‪ .4‬قال الشاعر‪:‬‬
‫و البدر في األفق السماء كغادة‬
‫بيضاء الحت في ثياب حددا‬
‫‪ .5‬قال آخر‪:‬‬
‫قد يشيب الفتى وليس عجيبا‬
‫أن يرى النور في القضيب الرطيب‬
‫‪ ‬هل تالحظ مماثلة في المثال األول‪ ،‬شبه ماذا‬ ‫اكتشاف‬
‫بماذا؟‬ ‫أحكام‬
‫‪ ‬هل يحتوي هذا التشبيه على أركان التشبيه؟‬ ‫القاعدة‬
‫‪ ‬هل تالحظ مماثلة في المثال الثاني؟ بما شبه تكويني‬
‫الشاعر حاله؟‬
‫‪ ‬كيف صور الشاعر صورة البدر في المثال الرابع؟‬
‫ما وجه الشبه بين الصورتين؟ كيف نسمي هذا النوع‬
‫من التشبيه‪.‬‬
‫‪ ‬الحظ المثال الخامس‪ :‬ما الفكرة التي أراد ابن‬
‫الرومي ابرازها؟ ما الحجة التي أوردها للبيانو اإلقناع؟‬
‫هل تالحظ مماثلة بين طرفي البيت؟ هل صرح به‬
‫صاحبه؟ كيف نسمي هذا النوع من التشبيه‪.‬‬
‫بناء‬
‫أحكام‬
‫‪ -‬عرف التشبيه‬
‫القاعدة‬
‫‪ -‬حدد أركانه‪.‬‬
‫أن‬
‫‪ -‬بين أنواعه‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ -‬ما بالغته‪.‬‬ ‫يستنتج‬


‫‪ -‬ما وظيفتها؟‬ ‫القاعدة‬
‫ويتعرف‬
‫على‬
‫التشبيه‬
‫يستنبط‬
‫يستخلص‬
‫يمثل‬
‫في مجال المعارف الفعلية‪:‬‬ ‫إدماج‬
‫‪ -‬عين نوع التشبيه فيما يأتي‪:‬‬ ‫يستخرج‬
‫‪ .1‬الناس سواسية كأسنان المشط‪.‬‬ ‫ويفسر‬
‫‪ .2‬كأن الكلمة الطيبة دواء‪.‬‬ ‫يستخلص‬
‫تحصيلي‬ ‫‪ .3‬رأي الحازم ميزان في الدقة‪.‬‬ ‫يطبق‬
‫‪ .4‬أنك شمس و الملوك كواكب‬
‫‪ .5‬ترجو النجاة ولن تسلك مسالكها‬
‫أن السفينة ال تجري على اليبس‬
‫‪ .6‬والحت الشمس تحاكي عند مطلعها‬
‫مرآة تبردت في كف مرتعش‬
‫‪ .7‬كأن مثار النقع فوق رؤوسهم وأسيافهم‬
‫ليل تهاوى كواكبه‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫الخاتمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫‪97‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫الخاتمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‪:‬‬

‫بعد أن تعرفنا على طرائق التدريس ومالها من أهمية كبرى في اكتمال نجاح العملية التعليمية ‪ ،‬و‬

‫نخص بالذكر" طرائق تدريس قواعد اللغة العربية في المرحلة الثانوية " ‪ ،‬نحاول الوقوف في األخير ‪،‬‬

‫وختاما – لبحثنا المتواضع – على أهم النتائج التي توصلنا إليها من خال ل هذه الدراسة النظرية و‬

‫الميدانية لنخرج بتوصيات نصل بها إلى الدور األساسي الذي تلعب طرائق التدريس في تحقيق األهداف‬

‫التربوية المسطرة وفي نجاح الموقف التعليمي ‪ ،‬وخاصة طرائق تدريس قواعد اللغة العربية من نحو و‬

‫صرف و بالغة و عروض في المرحلة الثانوية ‪ ،‬و أهم تلك النتائج على اإلطالق هي ‪:‬‬

‫‪ ‬أن الطرائق المتبعة في التدريس لها دور كبير في تحقيق نتائج إيجابية في عملية التدريس عامة ‪.‬‬

‫‪ ‬عدم جدوى طريقة واحدة في التدريس ‪ ،‬وهذا ما أثبتته المناهج التربوية الحديثة و مناهج علم النفس‬

‫التربوي ‪ ،‬ولذا يجب على األساتذة التنويع في طريقة التدريس ‪.‬‬

‫‪ ‬أن المعلم الناجح هو الذي يختار الطريقة األنسب لتالميذه ‪ ،‬و التي تتماشى و طبيعة المادة العلمية ‪.‬‬

‫‪ ‬انتقاء الطرائق التي لها إيجابياتها أكثر من سلبياتها و خاصة الطرائق الحديثة منها ‪.‬‬

‫‪ ‬أهمية المزج بين الطريقة االستقرائية و الحوارية في تدريس و تنشيط دروس قواعد اللغة العربية من‬

‫نحو وصرف و بالغة و عروض ‪.‬‬

‫‪ ‬ضرورة توفير الوقت الكافي لتدريس قواعد اللغة العربية كونها نشاطات تستغرق وقت طويل فهي تحتاج‬

‫إلى مناقشة و تحليل و استنتاج و تطبيق ‪.‬‬

‫‪ ‬يجب اختيار الطريقة التي تساهم في استثارة فاعلية التالميذ و نشاطهم و هذا من أجل تجنب إهمال‬

‫التالميذ و مواقفهم السلبية‪ ،‬ذلك أن الطريقة التعليمية تعد مكونا أساسيا في المنهاج التربوي إلى جانب‬

‫الوسائل التعليمية المناسبة و المساعدة في عملية التعليم و التعلم ‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ ‬أن الطريقة الفضلى في تدريس قواعد اللغة العربية في المرحلة الختامية هي التى تراعي درجة التفكير‬

‫و المستوى الذهني للتلميذ و تراعي الفروق الفردية بين التالميذ ‪،‬و دليلنا في ذلك ما ذهب إليه‬

‫المربون أن " الطريقة هي الالطريقة "‬


‫ّ‬

‫‪ ‬أن الطريقة الفعالة في تدريس قواعد اللغة العربية هي التى تعطي التطبيق حقه الكافي ‪ ،‬فالنظري ال‬

‫يرسخ المعلومة ‪ ،‬أي أن تكون مشفوعة بحصص للتقويم ‪.‬‬

‫‪ ‬االهتمام بطرائق التدريس و حسن اختيار المعلم لها فهي تعتبر العمود الفقري في عملية التدريس ‪،‬‬

‫فعليها يتوقف نجاح أو فشل األستاذ في الوصول إلى تحقيق الهدف المتوخى من الدرس ‪ ،‬فحسن‬

‫اختيارها يؤدي إلى حسن سير الدرس ‪.‬‬

‫‪ ‬التقليص من عدد التالميذ في القسم الواحد لتسهيل عملية الفهم حتى يتمكن المعلم ومن ثم التلميذ من‬

‫أداء الدور الخاص بكل منهما ‪.‬‬

‫وعودا على بدء أرجو أن تكون نتائج بحثي هذه إضافة يستفيد منها كل من إطلع على موضوع‬

‫مذكرتي‪ ،‬وال يسعني إال أن أختم هذه الخاتمة بما أوثر عن النبي صلى اهلل عليه وسلم من جوامع الكلم‬

‫‪":‬من اجتهد وأصاب فله أجران و من أجتهد و لم يصب فله أجر واحد "‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫المصــادر‪،‬‬

‫‪100‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ .1‬القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ .2‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬مج‪ ،10‬ط‪1413 ،3‬هـ‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬معجم الوسيط‪ ،‬دار الدعوة‪ ،‬اسطنبول‪ ،‬تركيا‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،2‬د‪ ،‬ت‪.‬‬
‫المراجــع‪،‬‬

‫ابراهيم بن عبد العزيز الدعليج‪ ،‬المناهج‪ ،‬المكونات‪ ،‬األسس‪ ،‬التنظيمات‪ ،‬التطوير‪ ،‬دار‬ ‫‪-4‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ط‪2007. ،9‬‬

‫‪-5‬إيمان محمد عمر‪ ،‬طرق التدريس‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪2010 ،1‬م‪.‬‬

‫بشير ابرير وآخرون‪ ،‬مفاهيم التعليمية بين التراث و الدراسات اللسانية الحديثة‪ ،‬مخبر‬ ‫‪-6‬‬
‫اللسانيات و اللغة العربية‪ ،‬د‪،‬ط‪،‬د‪،‬ت‪.‬‬

‫جابر عبد الحميد‪ ،‬استراتيجيات التدريس والتعلم‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪-7‬‬
‫‪1420‬هـ‪1999 ،‬م‪.‬‬

‫حسن حسين زيتون‪ ،‬تصميم التدريس رؤية منظومية‪ ،‬عالم الكتب للنشر والتوزيع و‬ ‫‪-8‬‬
‫الطباعة‪ ،‬ط‪1421 ،2‬ه‪2001 ،‬م‪.‬‬

‫حسن شحاتة‪ ،‬تعليم اللغة العربية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬الدار المصرية‬ ‫‪-9‬‬
‫اللبنانية‪،‬د‪،‬ط‪،‬د‪،‬ت‪.‬‬

‫‪ -10‬حلمي أحمد الوكيل‪ ،‬حسين بشير محمود‪ ،‬االتجاهات الحديثة في تخطيط وتطوير مناهج‬
‫المرحلة األولى‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪1461 ،‬هـ‪2001،‬م‪.‬‬

‫‪ -11‬راتب قاسم عاشور‪ ،‬محمد فؤاد الحوامدة‪ ،‬اساليب تدريس اللغة العربية بين النظرية و‬
‫التطبيق‪ ،‬دار المسيرة للنشر و التوزيع و الطباعة‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪2003 ،1‬م‪.‬‬

‫‪ -12‬ردينة عثمان يوسف‪ ،‬خدام عثمان يوسف‪ ،‬طرائق التدريس‪ ،‬منهج‪ ،‬اسلوب وسيلة‪ ،‬دار‬
‫المناهج للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪2005 ،1‬م‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ -13‬رمضان محمد القذافي‪ ،‬نظريات التعلم و التعليم‪ ،‬منشورات الجامعة المفتوحة‪ ،‬طرابلس‪،‬‬
‫ط‪1990. ،3‬‬

‫‪ -14‬زكرياء اسماعيل‪ ،‬طرق تدريس اللغة العربية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪2005. ،‬‬

‫‪ -15‬سعاد عبد الكريم عباس الوائلي‪ ،‬طرائق تدريس األدب و البالغة و التعبير بين النظري‬
‫والتطبيق‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪2004. ،1‬‬

‫‪ -16‬سعدون الساموك‪ ،‬هدى علي جوداد الشمري‪ ،‬مناهج اللغة العربية وطرق تدريسها‪ ،‬دار‬
‫وائل‪ ،‬عمان‪2005. ،‬‬

‫‪ -17‬سهيلة محمد كاظم الفتالوي‪ ،‬المدخل الى التدريس‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫ط‪1‬ن ‪2003‬م‪.‬‬

‫‪ -18‬سوسن بدر خان‪ ،‬التربية المهنية مناهج وطرائق التدريس‪ ،‬دار جرير للنشر و التوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬ط‪1426 ،9‬هـ‪2006 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -19‬سيد خير اهلل‪ ،‬علم النفس التعليمي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬األنجلو المصرية‪ ،‬د‪ ،‬ت‪ ،‬د‪ ،‬ط‪.‬‬

‫‪ -20‬صالح الدين عرفة محمود‪ ،‬تعليم وتعلم مهارات التدريس في عصر المعلومات‪ ،‬عالم‬
‫الكتب للنشر والتوزيع و الطباعة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1425 ،1‬هـ‪2005 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -21‬صالح الدين عرفة محمود‪ ،‬تغريد تعلم مهارات التدريس بين النظرية و التطبيق‪ ،‬عالم‬
‫الكتب للنشر و التوزيع و الطباعة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1425 ،1‬هـ‪2005 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -22‬طه حسين الدليمي‪ ،‬سعاد عبد الكريم عباس الوائلي‪ ،‬اللغة العربية مناهجها وطرائق‬
‫تدريسها‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪2005 ،1‬م‪.‬‬

‫‪ -23‬عبد الحميد حسن شاهين‪ ،‬استراتيجيات التدريس المتقدمة واستراتيجيات التعلم وانماط‬
‫التعلم‪ ،‬كلية التربية جامعة االسكندرية‪2011. ،2010 ،‬‬

‫‪102‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ -24‬عبد اللطيف بن حسين فرج‪ ،‬طرق التدريس في القرن الواحد والعشرين‪ ،‬دار المسيرة‪،‬‬
‫ط‪2005. ،1‬‬

‫‪ -25‬علي أحمد مدكور‪ ،‬تدريس فنون اللغة العربية‪ ،‬دار الشواف للنشر و التوزيع‪،‬‬
‫القاهرة‪،‬د‪،‬ط‪،‬د‪،‬ت‪.‬‬

‫‪ -26‬فايز مراد دندش‪ ،‬اتجاهات جديدة في المناهج وطرق التدريس‪ ،‬دار الوفاء لدنيا النشر‬
‫والطباعة‪ ،‬ط‪2003. ،1‬‬

‫‪ -27‬فتحي علي يونس وآخرون‪ ،‬طرق تعليم اللغة العربية‪ ،‬مؤسسة ماهر للطباعة والنشر‪،‬‬
‫‪2002. ،2001‬‬

‫‪ -28‬فخر الدين عامر‪ ،‬طرق التدريس الخاصة بالغة العربية والتربية االسالمية‪ ،‬عالم الكتب‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1420 ،2‬هـ‪2000،‬م‪.‬‬

‫‪ -29‬فكري حسن ريان‪ ،‬التدريس أهدافه‪ ،‬اسسه‪ ،‬أساليبه‪ ،‬تقويم نتائجه‪ ،‬تطبيقاته‪ ،‬عالم الكتب‬
‫للنشر والتوزيع و الطباعة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1999 ،4‬م‪.‬‬

‫‪ -30‬فوزي أحمد سمارة‪ ،‬التدريس مفاهيم‪ ،‬اساليب‪ ،‬طرائق‪ ،‬مؤسسة الطريق للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬ط‪1424 ،1‬هـ‪2004 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -31‬كمال عبد الحميد زيتون‪ ،‬التدريس نماذجه ومهاراته‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1625 ،2‬هـ‪ 2005 -‬م‪.‬‬

‫‪ -32‬كوثر حسين كوجك وآخرون‪ ،‬تنويع التدريس في الفصل دليل المعلم لتحسين طرق التعليم‬
‫و التعلم في مدارس الوطن العربي‪ ،‬مكتب اليونسكو اإلقليمي للتربية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪1429‬هـ‪2008،‬م‪.‬‬

‫‪ -33‬محمد السيد علي‪ ،‬علم المناهج األسس و التنظيمات في ضوء الموديوالت‪ ،‬دار عامر‬
‫للطباعة و النشر‪ ،‬منصورة‪1998. ،‬‬

‫‪ -34‬محمد محمود الحيلة وآخرون‪ ،‬طرائق التدريس العامة‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬ط‪2002. ،1‬‬

‫‪103‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪-35‬نخبة من المتخصصين‪ ،‬طرائق التدريس و التدريب العامة‪ ،‬الشركة العربية المتحدة للتسويق‬
‫و التوريدات‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.2008 ،9‬‬

‫‪-36‬وليد حمد جابر‪ ،‬تدريس اللغة العربية مفاهيم نظرية وتطبيقات عملية‪ ،‬دار الفكر للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪1423 ،1‬هـ‪2002 ،‬م‪.‬‬

‫‪-37‬يوسف مارون‪ ،‬طرائق التعليم بين النظرية والممارسة في ضوء االتجاهات التربوية‬
‫الحديثة وتدريسها اللغة العربية في التعليم األساسي‪ ،‬المؤسسة الحديثة للكتاب‪ ،‬طرابلس‪،‬‬
‫لبنان‪.2007 ،‬‬

‫الكتب و الوثائق المدرسية‪،‬‬

‫‪-38‬و ازرة التربية الوطنية‪ ،‬الكتاب المدرسي اللغة العربية وآدابها للسنة الثالثة من التعليم‬
‫الثانوي للشعبتين آداب وفلسفة ولغات اجنبية‪.‬‬

‫‪-39‬و ازرة التربية الوطنية‪ ،‬ا للجنة الوطنية للمناهج‪ ،‬الوثيقة المرافقة لمنهاج السنة الثالثة من‬
‫التعليم الثانوي العام والتكنولوجي‪ ،‬ماي ‪.2006‬‬

‫‪-40‬و ازرة التربية الوطنية‪ ،‬اللجنة الوطنية للمناهج‪ ،‬منهاج مادة اللغة العربية وآدابها السنة‬
‫الثالثة من التعليم الثانوي العام والتكنولوجي‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫الفهرس‬
‫الفهرس‪:‬‬

‫‪ -‬مقدمة‬

‫‪ -‬الفصل النظري‪72-5.....................................................‬‬

‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬طرائق التدريس مفهومها و أنواعها و أهميتها‪39-5.........‬‬

‫‪ .1‬مفهوم طريقة التدريس (لغة‪ /‬اصطالحا) ‪9-5.........................‬‬

‫‪105‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ .2‬القواعد األساسية التي تبنى عليها طرائق التدريس‪20-9.................‬‬

‫‪ .3‬أنواع الطرائق التدريسية (القديمة‪ /‬الحديثة) ‪37-20.......................‬‬

‫‪ .4‬أهمية طريقة التدريس‪39-38............................................‬‬

‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬التدريس مفهومه ومكوناته و أهدافه‪56-40...................‬‬

‫‪ .1‬مفهوم التدريس (لغة‪ /‬اصطالحا) ‪44-40................................‬‬

‫‪ .2‬الفرق بين التدريس و التعليم و التعلم‪51-44.............................‬‬

‫‪ .3‬مكونات التدريس‪54-51................................................‬‬

‫‪ .4‬أهداف عملية التدريس و أهميتها‪56-54.................................‬‬

‫‪ ‬المبحث الثالث‪ :‬القواعد النحوية مفهومها و أهدافها و أهميتها‪72-57.........‬‬

‫‪ .1‬مفهوم القواعد النحوية (لغة‪ /‬اصطالحا) ‪58-57.........................‬‬

‫‪ .2‬أهمية تدريس القواعد النحوية‪61-58....................................‬‬

‫‪ .3‬أهداف تدريس القواعد النحوية‪66-62...................................‬‬

‫‪ .4‬طرق تدريس القواعد النحوية‪72-66....................................‬‬

‫‪ -‬الفصل التطبيقي‪106-73..................................................‬‬

‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‪96-74...‬‬

‫‪106‬‬
‫نماذج تطبيقية لطرائق تدريس قواعد اللغة العربية‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ .1‬قواعد النحو و الصرف‪83-47.........................................‬‬

‫‪ .2‬العروض‪91-84......................................................‬‬

‫‪ .3‬البالغة‪96-92.........................................................‬‬

‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬عرض و مناقشة و تحليل االستبيان‪106-97................‬‬

‫‪ .1‬تحليل استبانة األساتذة‪102-97.........................................‬‬

‫‪ .2‬تحليل استبانة التالميذ‪106-102........................................‬‬

‫خاتمة‪108-107............................................................‬‬

‫المالحق‪111-109.........................................................‬‬

‫قائمة المصادر و المراجع‪115-112.........................................‬‬

‫‪107‬‬

You might also like