EidAlAdhaa MeritsOfIslam

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 10

‫‪1‬‬ ‫حماسن اإلسالم | خطبة عيد ألضحى‬

‫(‪)1‬‬
‫إلسْالمِ‬
‫مَحَاسِ ُن ا ِ‬
‫ال َّله أكبر‪ ،‬ال َّله أكبر‪ ،‬ال َّله أكبر‪ ،‬ال َّله أكبر‪ ،‬ال َّله أكبر‪ ،‬ال َّله أكبر‪ ،‬ال َّله أكبر ما الح صباح ٍ‬
‫عيد‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫أشر َقت ِ‬
‫البيت‬
‫َ‬ ‫بوار ُق اإلسعاد عىل َمن َ‬
‫قصدَ‬ ‫هل ُمه ِّل ٌل وك َّبر‪ ،‬ال َّله أكبر ما َ‬ ‫وأس َفر‪ ،‬ال َّله أكبر ما َّ‬
‫ِ‬ ‫العظام‪ ،‬ال َّله أكبر ما حدَ ت هبم مطايا‬‫المشاعر ِ‬
‫ِ‬ ‫الذاكِرون عند‬
‫األشواق‬ ‫ذكره َّ‬‫الحرام‪ ،‬ال َّله أكبر ما َ‬
‫ِ ِ‬
‫وح َّطت عنهم السيئات‪.‬‬ ‫إىل عرفات‪ ،‬وما ابت ََه ُلوا يف ذلك الموقف ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تقر ُب به‬ ‫لربه واستَكان‪ ،‬ال َّله أكبر عد َد ما ُي َّ‬
‫وخض َع ِّ‬‫َ‬ ‫العتيق‬ ‫بالبيت‬ ‫طاف‬‫ال َّله أكبر عد َد َمن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضحون‪.‬‬‫الم ُّ‬‫وطاف الطائ ُفون‪ ،‬وأهدَ ى ُ‬ ‫َ‬ ‫إىل ال َّله من ُقربان‪ ،‬ال َّله أكبر ما ل َّبى ُ‬
‫المل ُّبون‪،‬‬
‫وض َع‪ ،‬وال مانِ َع لما أع َطى‪ ،‬وال ُمعطِ َي لما منَع‪،‬‬ ‫واض َع ل ِ َما ر َف َع‪ ،‬وال رافِ َع لما َ‬‫الحمدُ ل َّله ال ِ‬

‫فوق مجي ِع مخ ُلوقاتِه وارت َفع‪ ،‬و َف َط َر المصنوعات عىل ما شا َء فأت َق َن ما‬ ‫دره وذاتِه َ‬ ‫هره و َق ِ‬ ‫عَل ب َق ِ‬
‫َ‬
‫نعمه ِ‬ ‫الفضل يرتجى‪ ،‬والكرم يبت َغى‪ ،‬نحمدُ ه سبحانه عىل ِ‬
‫الغزار‪ ،‬ونش ُك ُره عىل‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫صن ََع‪ ،‬مشنه‬
‫ف فضلِه ِ‬
‫المدرار‪.‬‬ ‫تراد ِ‬
‫م ِ‬
‫ُ‬
‫مواس َم أفراحِ الطائِ ِعين‪ ،‬وأيا َم‬
‫جعل األعياد ِ‬
‫َ‬ ‫شريك له‪َ ،‬‬‫َ‬ ‫وأشهدُ أن ال إله إال ال َّل ُه وحدَ ه ال‬
‫والهدى أعظِم به نب ّي ًا‪ِ ،‬‬
‫وأكرم‬ ‫ِ‬
‫أن نب َّينا محمد ًا عبدُ ه ورسو ُله ُّ‬
‫نبي الرمحة ُ‬ ‫المتع ِّبدين‪ ،‬وأشهدُ َّ‬
‫ُسرور ُ‬
‫ِ‬
‫ال‪ ،‬ص َّلى ال َّله عليه وعىل آله وأصحابِه ُبدور الدُّ َجى‪ ،‬وأعَل ِم ُ‬
‫الهدَ ى‪.‬‬ ‫رسو ً‬
‫به ُ‬

‫أ ُّيها المسلمون‪:‬‬
‫األشجار واألحجار‪ ،‬ويد ُعون‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫وضَلل‪ ،‬يع ُبدُ ون‬ ‫عثة الن َِّّبي ﷺ يف جاهل َّي ٍة‬
‫عاش النَّاس قبل بِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ويحس ُبون أهنم‬ ‫َ‬ ‫ياطين أوليا َء مِن ُدون ال َّله‬
‫َ‬ ‫الش‬ ‫مِ ْن دون ال َّله ما ال َينف ُعهم وال َي ُض ُّرهم‪ ،‬وا َّت ُ‬
‫خذوا َّ‬
‫طاردي رمحه ال َّله‪ُ « :‬كنَّا‬ ‫ٍ‬
‫رجاء ال ُع‬ ‫مهتَدُ ون‪ ،‬حتى ُط ِمست معالِم الدِّ ين‪ ،‬وان َت َكست ِ‬
‫الف َطر‪ ،‬قال أبو‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫اس ِم و َّف َقه ال َّله‪ ،‬يوم الجمعة‪ ،‬العاشر من شهر ذي ِ‬


‫الحجة‪،‬‬ ‫(‪ )1‬ألقاها الشيخ د‪َ .‬عبدُ المح ِس ِن ب ِن محم ٍد ال َق ِ‬
‫َ ُ ُ‬ ‫ْ ُ َ َّ‬ ‫ْ ُ ْ‬
‫الرسول‪.‬ﷺ‪.‬‬
‫سنة ثمان وثَلثين وأربع مئة وألف من الهجرة‪ ،‬يف مسجد َّ‬
‫حماسن اإلسالم | خطبة عيد ألضحى‬ ‫‪2‬‬

‫اآلخر‪َ ،‬فإِ َذا َلم ن ِ‬ ‫ِ‬


‫َجدْ َح َجر ًا َج َم ْعنَا‬ ‫ْ‬ ‫الح َج َر‪َ ،‬فإِ َذا َو َجدْ نَا َح َجر ًا ُه َو َأ ْخ َي ُر منْ ُه َأ ْل َق ْينَا ُه‪َ ،‬و َأ َخ ْذنَا َ َ‬ ‫َن ْع ُبدُ َ‬
‫اة َف َح َل ْبنَا ُه َع َل ْي ِه‪ُ ،‬ث َّم ُط ْفنَا بِ ِه» (رواه البخاري)‪.‬‬ ‫الش ِ‬
‫اب‪ُ ،‬ث َّم ِج ْئنَا بِ َّ‬ ‫ُج ْث َو ًة مِ ْن ُت َر ٍ‬
‫بعضهم‬ ‫طاب ُع حياهتم‪ ،‬وال غاي َة نبيل َة لهم‪ ،‬يقت ُُل ُ‬ ‫أمورهم‪ُّ ،‬‬ ‫كانوا َح َي َارى يف ِ‬
‫الشؤم والتَّط ُّير َ‬
‫ناقة‪ ،‬ال شريع َة تح ُك ُمهم فيأ ُك ُلون الميت َة‪ ،‬ويأ ُتون‬ ‫س أو ٍ‬ ‫الحروب ألج ِل َف َر ٍ‬ ‫ِ‬
‫وتستع ُر‬ ‫بعض ًا‪،‬‬
‫ُ‬
‫خوف ال َفقر‪،‬‬ ‫َ‬ ‫بالبيت ُعراةً‪ ،‬يق ُت ُلون أوال َدهم‬ ‫ِ‬ ‫والخمر‪ ،‬وي ُطو ُفون‬ ‫ويشر ُبون الدَّ َم‬ ‫ِ‬
‫الفواح َش‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ويدفنُون بنا َتهم خشي َة ِ‬
‫يم﴾‪.‬‬ ‫﴿وإِ َذا ُب ِّش َر َأ َحدُ ُه ْم بِاألُ ْن َثى َظ َّل َو ْج ُه ُه ُم ْس َو ّد ًا َو ُه َو كَظ ٌ‬ ‫العار َ‬
‫ث‪ ،‬و ُتقت َُل‪ ،‬ال ُّظ ِ‬ ‫ث وال َت ِر ُ‬ ‫بتذل ٌة َم ِهينة‪ُ ،‬تع َّل ُق و ُت َ‬
‫عارهم‪،‬‬ ‫لم ش ُ‬ ‫ُ‬ ‫ور ُ‬ ‫عض ُل‪ ،‬و ُت َ‬ ‫المرأ ُة عندهم ُم َ‬
‫اح َش ًة َقا ُلوا َو َجدْ نَا َع َل ْي َها َآبا َءنَا َوال َّل ُه َأ َم َرنَا بِ َها﴾‪.‬‬‫والجهل ِدثارهم ﴿وإِ َذا َفع ُلوا َف ِ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫خرج زيدُ‬ ‫درك؛ َ‬ ‫ب يندُ ُر وجو ُده وقد ال ُي َ‬ ‫حيح مِن بقايا أهل الكتا ِ‬ ‫الص ُ‬ ‫ين َّ‬ ‫أزمن ٌة ُمظلِ َمة‪ ،‬والدِّ ُ‬
‫ِ‬

‫هم إنِّي لو أع َل ُم‬ ‫الشام ِ‬ ‫عمرو ِ‬ ‫بن ِ‬


‫الوجوه‬
‫أحب ُ‬
‫َّ‬ ‫الحق‪ ،‬وكان يقول‪« :‬ال َّل َّ‬
‫باحث ًا عن ِّ‬ ‫بن ُن َفي ٍل إىل َّ‬ ‫ُ‬
‫راحلتِه‪.‬‬
‫إليك عبد ُتك به‪ ،‬ولكنِّي ال أع َلم»‪ ،‬ثم يسجدُ عىل ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نبي اإلسَلم؛ قال سبحانه‪:‬‬ ‫المشركين وال ُك َّفا ِر ببعثة ِّ‬‫وأهل الكتاب يستنص ُرون عىل ُ‬ ‫ُ‬
‫لما َجا َء ُه ْم َما َع َر ُفوا َك َف ُروا بِ ِه﴾‪ ،‬قال الن َُّّبي ﷺ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ون َع َلى ا َّلذ َ‬
‫ين َك َف ُروا َف َّ‬ ‫﴿وكَانُوا مِ ْن َق ْب ُل َي ْس َت ْفتِ ُح َ‬ ‫َ‬
‫ض‪َ ،‬ف َم َق َتهُ ْم ‪َ -‬ع َر َبهُ ْم َو َع َج َمهُ ْم ‪ ،-‬إِ َّّل َب َقا َيا ِم ْن َأ ْه ِل الكِ َت ِ‬
‫اب» (رواه‬ ‫إن ال َّل َه َن َظ َر إِ َلى َأ ْه ِل ا َ‬
‫أل ْر ِ‬ ‫« َّ‬
‫مسلم)‪.‬‬
‫فبعث ال َّله نبيه محمد ًا ﷺ عىل ِ ٍ ِ‬
‫فشع‬
‫الر ُسل‪َّ ،‬‬
‫حين فترة من ُّ‬ ‫َ ُ َّ ُ َ َّ‬ ‫األرض ظَل ُمها‪،‬‬
‫َ‬ ‫جاهل َّي ٌة أط َب َق‬
‫األرض بنُور الهدى والب ِّينات؛ قال سبحانه‪َ ﴿ :‬قدْ‬ ‫ُ‬ ‫وأشر َقت‬
‫َ‬ ‫ُور اإلسَلم‪ ،‬وان َق َش َع ال َّظَلم‪،‬‬ ‫ن ُ‬
‫َاب َأن َْز ْلنَا ُه إِ َل ْي َك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الناس من ال ُّظلمات إىل النُّور ﴿كت ٌ‬ ‫ين﴾‪ ،‬وبِه َ‬
‫خر َج ُ‬ ‫َاب ُمبِ ٌ‬
‫ُور َوكت ٌ‬ ‫َجا َءك ُْم م َن ال َّله ن ٌ‬
‫ُّور﴾‪.‬‬ ‫لِت ُْخ ِرج النَّاس مِن ال ُّظ ُلم ِ‬
‫ات إِ َلى الن ِ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬

‫ال َّله أكبر‪ ،‬ال َّله أكبر‪ّ ،‬ل إله إّل ال َّله‪ ،‬ال َّله أكبر‪ ،‬ال َّله أكبر‪ ،‬ول َّله الحمد‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫حماسن اإلسالم | خطبة عيد ألضحى‬

‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫مر بن‬‫دين ال كان ولن يكون مث ُله‪ ،‬قال ُع ُ‬ ‫أنعم ال َّل ُه عىل عباده؛ فهو ٌ‬ ‫ظم نعمة َ‬ ‫اإلسَل ُم َأ ْع ُ‬
‫ِ‬
‫األرض دي ٌن‬ ‫اإل ْس ََل َم»‪ ،‬وليس ل َّل ِه يف‬ ‫ف ِ‬ ‫اهلِ َّي َة َال َي ْع ِر ُ‬‫ف الج ِ‬
‫َ‬
‫الخ َّطاب رضي ال َّله عنه‪« :‬من َلم يع ِر ِ‬
‫َ ْ ْ َْ‬
‫اإل ْس ََل ُم﴾‪.‬‬ ‫﴿إن الدِّ ي َن ِعنْدَ ال َّل ِه ِ‬
‫حق ِسواه؛ قال سبحانه‪َّ :‬‬ ‫ٌّ‬
‫اإل ْس ََل َم ِدين ًا﴾‪ ،‬ال‬
‫يت َل ُكم ِ‬
‫ُ‬ ‫﴿و َر ِض ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سبيل ال َّله وصرا ُطه المستقيم‪ ،‬رض َيه لعباده؛ فقال‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫هو ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿وم ْن َي ْب َت ِغ َغ ْير ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫حب سبحانه‬ ‫اإل ْس ََل ِم دين ًا َف َل ْن ُي ْق َب َل منْ ُه﴾‪ ،‬وال ُي ُّ‬ ‫َ‬ ‫يق َب ُل ال َّله من الخلق دين ًا سواه َ َ‬
‫ح ُة» (رواه‬
‫ين إِ َلى ال َّل ِه‪ِ ِ َ :‬‬ ‫ول ﷺ‪َ « :‬أ َح ُّب ِّ‬ ‫ِ‬
‫الحنيف َّي ُة َّ‬
‫الس ْم َ‬ ‫الد ِ‬ ‫الر ُس ُ‬‫من األد َيان إ َّال اإلسَلم؛ قال َّ‬
‫﴿و َقا ُلوا َل ْن َيدْ ُخ َل‬ ‫ِ‬
‫يدخ ُل أحدٌ الجنَّ َة َّإال َمن كان من أه ِل اإلسَلم؛ قال عز وجل‪َ :‬‬ ‫البخاري)‪ ،‬وال ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين * َب َلى َم ْن‬ ‫َان ُهود ًا َأ ْو ن ََص َارى ت ْل َك َأ َمان ُّي ُه ْم ُق ْل َها ُتوا ُب ْر َها َن ُك ْم إِ ْن ُكنْت ُْم َصادق َ‬
‫الجنَّ َة إِ َّال َم ْن ك َ‬ ‫َ‬
‫َأ ْس َل َم َو ْج َه ُه ل ِ َّل ِه َو ُه َو ُم ْح ِس ٌن﴾‪.‬‬
‫الوجوه؛ قال سبحانه‪﴿ :‬ال َي ْو َم َأك َْم ْل ُت َل ُك ْم ِدينَ ُك ْم‬‫ُ‬ ‫بوجه مِن‬
‫ٍ‬
‫دين كام ٌل ال َ‬
‫نقص فيه‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬
‫َّاس دين ًا؛ قال سبحانه‪َ :‬‬
‫﴿و َم ْن‬ ‫أحسن الن ِ‬
‫ُ‬ ‫وأتباع ُه‬
‫ُ‬ ‫أحسن األديان‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َو َأ ْت َم ْم ُت َع َل ْي ُك ْم نِ ْع َمتِي﴾‪ ،‬هو‬
‫ولحسنِه َيو ُّد الكافِ ُر أن يكون مِن أهلِه‪ ،‬قال‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َأ ْح َس ُن دين ًا م َّم ْن َأ ْس َل َم َو ْج َه ُه ل َّله َو ُه َو ُم ْحس ٌن﴾‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َك َف ُروا َل ْو كَانُوا ُم ْسلِم َ‬
‫ين﴾‪.‬‬ ‫﴿ر َب َما َي َو ُّد ا َّلذ َ‬
‫تعاىل‪ُ :‬‬
‫َاب ُأ ْحكِ َم ْت آ َيا ُت ُه ُث َّم ُف ِّص َل ْت مِ ْن َلدُ ْن‬ ‫ِ‬
‫فص ٌل‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬كت ٌ‬‫تاب ُمح َك ٌم ُم َّ‬
‫ِ‬
‫براسه ك ٌ‬
‫ِ‬
‫أص ُله ون ُ‬
‫َاب مِ ْن َش ْي ٍء﴾‪،‬‬
‫أمور الدُّ نيا والدِّ ين‪ ،‬قال تعاىل‪َ ﴿ :‬ما َف َّر ْطنَا فِي الكِت ِ‬ ‫يم َخبِ ٍير﴾‪ ،‬شامِ ٌل لجمي ِع ِ‬
‫َحكِ ٍ‬
‫َاب تِ ْب َيان ًا ل ِ ُك ِّل َش ْي ٍء﴾‪.‬‬ ‫ِ‬
‫﴿ون ََّز ْلنَا َع َل ْي َك الكت َ‬
‫تحتاجه البشر َّية؛ قال عز وجل‪َ :‬‬
‫ُ‬ ‫جامِ ٌع ِّ‬
‫لكل ما‬
‫َص‬
‫َّاس‪ ،‬ال يخت ُّ‬‫سهل لجمي ِع الن ِ‬ ‫لكل األج َيال‪ٌ ،‬‬ ‫لق‪ ،‬صال ِ ٌح ِّ‬
‫الخ ِ‬ ‫دين اإلسَلم دين ٍ‬
‫هاد لجمي ِع َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫َّاس إِنِّي َر ُسو ُل ال َّل ِه إِ َل ْي ُك ْم َج ِميع ًا﴾‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫نس‪ ،‬وال زمان أو مكان‪ ،‬قال تعاىل‪ُ ﴿ :‬ق ْل َيا َأ ُّي َها الن ُ‬ ‫ون أو ِج ٍ‬‫ب َل ٍ‬

‫َاك إِ َّال َر ْح َم ًة‬


‫﴿و َما َأ ْر َس ْلن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫البشر عىل تعا ُق ِ‬ ‫رمح ٌة لجمي ِع‬
‫ب األزمان والدُّ هور‪ ،‬قال عز وجل‪َ :‬‬
‫إفراط فيه وال تفريط‪ ،‬وال غ ُل َّو‬ ‫َ‬ ‫وس ٌط يف عقائِ ِده وعباداتِه‪ ،‬و ُمعامَلته وأخَلقِه‪ ،‬فَل‬ ‫ين﴾‪َ ،‬‬
‫ِ ِ‬
‫ل ْل َعا َلم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ماحة‪ ،‬فَل مش َّق َة‬ ‫والس َ‬ ‫﴿وك ََذل َك َج َع ْلنَاك ُْم ُأ َّم ًة َو َسط ًا﴾‪ ،‬قائ ٌم عىل ال ُيسر َّ‬ ‫وال ج َفاء؛ قال عز وجل‪َ :‬‬
‫فيه وال عنَت؛ قال سبحانه‪ُ ﴿ :‬ي ِريدُ ال َّل ُه بِ ُك ُم ال ُي ْس َر َو َال ُي ِريدُ بِ ُك ُم ال ُع ْس َر﴾‪.‬‬
‫حماسن اإلسالم | خطبة عيد ألضحى‬ ‫‪4‬‬

‫حرجٍ ‪ ،‬تكالِي ُفه منُوط ٌة‬


‫ين من َ‬
‫جعل يف الدِّ ِ ِ‬ ‫اآلصار واألغَلل‪ ،‬وما َ‬ ‫َ‬ ‫رفع ال َّل ُه به عن األ َّم ِة‬
‫َ‬
‫حرم مع‬ ‫ب مع ال َع ْجز‪ ،‬وال ُم َّ‬
‫ف نفس ًا َّإال ُوس َعها‪ ،‬فَل ِ‬
‫واج َ‬ ‫باألهل َّية واالستِطاعة‪ ،‬وال َّل ُه ال ُيك ِّل ُ‬
‫األمر فيه ا َّت َسع‪ ،‬وع َفا ال َّل ُه عن هذه األُ َّمة ما حدَّ َثت هبا أن ُف َسها ما مل َ‬
‫تعم ْل‬ ‫ضاق ُ‬ ‫الض ُرورة‪ ،‬وك َّلما َ‬‫َّ‬
‫ُوح‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الخطأ والنِّسيان وما است ِ‬
‫َ‬ ‫أو تتك َّلم‪ ،‬ورف َع عنها‬
‫وباب التَّوبة يف اإلسَلم مفت ٌ‬
‫ُ‬ ‫ُكرهوا عليه‪،‬‬
‫وهي سهل ٌة ُ‬
‫ميسورةٌ‪.‬‬
‫موض فيها وال َخفاء‪،‬‬ ‫ظاهرةٌ‪ ،‬وأحكا ُمه ب ِّين ٌة ال ُغ َ‬ ‫ِدين جلِي يف مصدَ ِره وغاياتِه‪ ،‬معالِمه ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ ٌّ‬
‫آن لِت َْش َقى﴾‪ُ ،‬متوافِ ٌق َم َع‬ ‫الشقاء؛ قال سبحانه‪َ ﴿ :‬ما َأ ْن َز ْلنَا َع َل ْي َك ال ُق ْر َ‬ ‫ويمحو َّ‬
‫ُ‬ ‫السعادة‬ ‫يهدي إىل َّ‬
‫ِ‬

‫الخبِ ُير﴾‪ ،‬أحكا ُمه وشرائِ ُعه‬ ‫يف َ‬ ‫والف َطر؛ قال عز وجل‪َ ﴿ :‬أ َال َي ْع َل ُم َم ْن َخ َل َق َو ُه َو ال َّلطِ ُ‬ ‫قول ِ‬
‫ال ُع ِ‬

‫يه ا ْختِ ََلف ًا كَثِير ًا﴾‪.‬‬


‫َان مِن ِعن ِْد َغي ِر ال َّل ِه َلوجدُ وا فِ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫﴿و َل ْو ك َ ْ‬ ‫غير ُمختلِفة؛ قال تعاىل‪َ :‬‬ ‫ِ‬
‫ُمؤتلف ٌة ُ‬
‫ض‬‫أل ْر ِ‬‫رسول ﷺ‪َّ « :‬ل َي ْب َقى َع َلى َظهْ رِ ا َ‬ ‫األرض والنُّ ُفوذ؛ قال ُ‬ ‫ِ‬ ‫كتب ال َّل ُه لهذا الدِّ ين البقا َء يف‬
‫َ‬
‫س ََلمِ‪ ،‬بِ ِع ِّز‬ ‫والحواضر ‪ -‬إِ َّّل َأ ْد َخ َل ُه ال َّل ُه َكلِ َم َة ِ‬
‫اإل ْ‬
‫ِ‬ ‫كل ٍ‬
‫بيت يف البوادي‬ ‫َب ْي ُت َم َد ٍر‪َ ،‬و َّل َو َبرٍ ‪ -‬أي‪َّ :‬‬
‫َع ِز ٍيز َأ ْو ُذ ِّل َذلِ ٍ‬
‫يل» (رواه أمحد)‪.‬‬
‫﴿إن ال َّل َه َي ْأ ُم ُر بِال َعدْ ِل‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫واإلحسان؛ قال سبحانه‪:‬‬ ‫العدل والر ِ‬
‫محة‪ ،‬واإلصَلحِ‬ ‫ِ‬ ‫مج ََع بين‬
‫َّ‬
‫راجحٍ ‪.‬‬‫حض أو ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ينهى َّإال عن ٍّ‬
‫شر َم‬ ‫ص أو ِ‬
‫راجحٍ ‪ ،‬وال َ‬ ‫بخير خال ِ ٍ‬
‫ان﴾‪ ،‬مل يأ ُم ْر َّإال ٍ‬‫اإلحس ِ‬ ‫ِ‬
‫َو ْ َ‬
‫﴿ه َو ا َّل ِذي َأ ْر َس َل َر ُسو َل ُه‬‫أقوم؛ قال عز وجل‪ُ :‬‬ ‫ِ‬
‫علم وعم ٍل يهدي يف ذلك ل َّلتي هي َ‬ ‫دين ٍ‬ ‫ُ‬
‫ين ُك ِّل ِه﴾‪،‬‬
‫الح ِّق﴾ أي‪ :‬العمل الصالِح ﴿ل ِ ُي ْظ ِه َر ُه عىل الدِّ ِ‬ ‫ين َ‬ ‫﴿و ِد ِ‬
‫الهدَ ى﴾ أي‪ :‬العلم النافع َ‬ ‫بِ ُ‬
‫المؤْ ِم ِن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫المؤْ م ُن ال َق ِو ُّي َخ ْي ٌر َو َأ َح ُّب إِ َلى ال َّله م َن ُ‬
‫والقوة؛ قال الن َُّّبي ﷺ‪ُ « :‬‬ ‫َّ‬ ‫يدعو إىل الكمال‬
‫عار ُض الحقائِ َق العقلي َة ِ‬
‫والفطر َّية‪ ،‬أ َّلف بين‬ ‫األصول الدِّ ين َّية‪ ،‬وال ُي ِ‬
‫َ‬ ‫قر ُر‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫َّ‬ ‫الضعيف» (رواه مسلم)‪ُ ،‬ي ِّ‬
‫السَل ُم مبدَ ُؤه‬ ‫ِ‬
‫ويدعو إىل الحضارة وعمارة األرض‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫الروح والما َّدة‪ ،‬ومج ََع بين العقل والعلم‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫عاره وتح َّيتُه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وخاتمتُه‪ ،‬وهو ش ُ‬
‫مقاص ِده ومطالِبِه‪ ،‬واقِ ِع ٌّي يف أحكامِه وتشريعاتِه‪ ،‬يفت َُح‬
‫بِ ِه استِقام ُة الدُّ نيا واآلخرة‪ ،‬حكِيم يف ِ‬
‫ٌ‬
‫الص ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُس ُ‬
‫ول ﷺ‪:‬‬ ‫َّصيحة؛ قال َّ‬
‫دق والن َ‬ ‫والفأ ِل‪َ ،‬‬
‫وينهى عن ال َي ِ‬
‫أس وال ُقنُوط‪ ،‬قائ ٌم عىل ِّ‬ ‫ْ‬ ‫باب األمل‬
‫َ‬
‫‪5‬‬ ‫حماسن اإلسالم | خطبة عيد ألضحى‬

‫ِ‬
‫المحاس َن ك َّلها‪،‬‬ ‫حذر مِنه‪ ،‬مج ََع‬‫شر َّإال َّ‬
‫دعا إليه‪ ،‬وال َّ‬ ‫ين الن َِّص َ‬
‫يح ُة» (رواه مسلم)‪ ،‬ال َخي َر َّإال َ‬ ‫« ِّ‬
‫الد ُ‬
‫مول رسالتِه‪.‬‬
‫وش ِ‬ ‫وحكمتِه‪ِ ،‬‬
‫وصدْ ِق نب ِّيه ُ‬ ‫علم ال َّله ِ‬
‫بكمال ِ‬‫ِ‬ ‫وحوى من الفضائ ِل ما َ‬
‫يشهدُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬

‫ال َّله أكبر‪ ،‬ال َّله أكبر‪ّ ،‬ل إله إّل ال َّله‪ ،‬ال َّله أكبر‪ ،‬ال َّله أكبر‪ ،‬ول َّله الحمد‪.‬‬

‫سس‬‫الخلق والخال ِ ِق‪ ،‬قا َم عىل ُأ ٍ‬‫قوق َ‬ ‫ِ‬


‫األديان عقيد ًة وشريع ًة‪ ،‬مج ََع بين ُح ِ‬ ‫دين اإلسَلم أزكَى‬ ‫ُ‬
‫ٌ‬
‫أركان‪ ،‬وبالجمي ِع‬ ‫ٍ‬
‫مرتبة‬ ‫ِّ‬
‫ولكل‬ ‫ُ‬
‫واإلحسان‪،‬‬ ‫ُ‬
‫واإليمان‪،‬‬ ‫ب‪ :‬اإلسَل ُم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ثَلث مرات َ‬ ‫وقواعد‪ ،‬له‬
‫اه ِر والباطِ ِن‪.‬‬
‫صَلح ال َّظ ِ‬
‫ُ‬
‫والمتابع ُة‬‫اإلخَلص ل َّله‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫وبرهانُه‪ ،‬وفيهما‬ ‫كن اإلسَلم األع َظم‪ ،‬ومها دلي ُله ُ‬ ‫فالشهادتان‪ُ :‬ر ُ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫كاة طهار ُة الن ِ‬ ‫الز ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والمال‪،‬‬ ‫َّفس‬ ‫والصَل ُة عمو ُد الدِّ ين‪ ،‬وصل ٌة بين العبد ِّ‬
‫وربه‪ ،‬ويف َّ‬ ‫َّ‬ ‫لنب ِّيه ﷺ‪،‬‬
‫هذب النُّفوس ويزكِّيها‪ ،‬والحج فريض ٌة يف العمر مرةً‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫رس المح َّب ِة‬
‫وبه‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ ُ‬ ‫يام ُي ِّ ُ‬
‫والص ُ‬
‫ِّ‬ ‫والرمحة‪،‬‬ ‫وغ ُ‬‫َ‬
‫وتحقيق العبودية‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يظه ُر االستِسَل ُم‬ ‫َ‬
‫وه ُك ْم قِ َب َل‬‫منش ُؤها استِقام ُة الباطِ ِن؛ قال تعاىل‪َ ﴿ :‬ل ْي َس البِ َّر َأ ْن ُت َو ُّلوا ُو ُج َ‬
‫اهر َ‬ ‫واستِقام ُة ال َّظ ِ‬

‫الم ََلئِ َك ِة َوالكِت ِ‬


‫َاب َوالنَّبِ ِّيي َن﴾‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َو َلك َّن البِ َّر َم ْن آ َم َن بِال َّله َوال َي ْو ِم اآلخ ِر َو َ‬
‫الم ْغ ِر ِ‬ ‫ِ‬
‫الم ْش ِرق َو َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫والعمل‪.‬‬ ‫ُ‬
‫القول‬ ‫طم ٍ‬
‫ئنان‪ُ ،‬يصدِّ ُقه‬ ‫أمن وا ِ‬ ‫ب مع ٍ‬ ‫وحقيق ُة اإليمان‪ِ :‬‬
‫تصد ُيق ال َغ ْي ِ‬
‫إخَلص وم ٍ‬ ‫ِ‬
‫راقبة‪.‬‬ ‫ٍ ُ‬ ‫كمال‬ ‫واإلحسان‪ :‬عباد ُة ال َّله عن‬
‫ِ‬ ‫وأصل ِ‬
‫ور ُسله؛‬ ‫وبنيانُه‪ :‬عبود َّي ُة ال َّله وتوحيدُ ه‪ ،‬وبذلك ب َع َث ال َّله َ‬
‫مجيع أنبيائه ُ‬ ‫دين اإلسَلم ُ‬ ‫ُ‬
‫عي‬ ‫الس ُ‬
‫وت﴾‪ ،‬وغايتُه َّ‬ ‫اجتَن ِ ُبوا ال َّطا ُغ َ‬ ‫﴿و َل َقدْ َب َع ْثنَا فِي ك ُِّل ُأ َّم ٍة َر ُسو ً‬
‫ال َأ ِن ْ‬
‫اع ُبدُ وا ال َّل َه َو ْ‬ ‫قال سبحانه‪َ :‬‬
‫أنبياء ال َّله ورسله‪ ،‬فك ُّلهم ِ‬
‫صاد ُقون ُمصدَّ ُقون‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫فر ُق بين‬ ‫كل ما ُيح ُّبه ال َّله‬
‫يف ِّ‬
‫ُ ُ‬ ‫ويرضاه‪ ،‬ال ُي ِّ‬ ‫َ‬
‫العقل ِ‬
‫والف َط َر‪ ،‬وتب َع ُث‬ ‫وأقو ُمها‪ُ ،‬توافِ ُق َ‬ ‫ِ‬ ‫وأسه ُلها‪ ،‬وأص َل ُحها‬ ‫أص ُّح العقائِ ِد‪،‬‬ ‫ِ‬
‫للخلق‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫عقائدُ ه َ‬
‫المحال والتَّنا ُقضات‪ ،‬م ِ‬
‫ناسب ٌة‬ ‫ِ‬ ‫والخرافات‪ ،‬سالِم ٌة مِن‬ ‫ُ‬ ‫القول والعملِ‪ ،‬بعيد ٌة عن ال ُغ ُم ِ‬
‫وض‬ ‫ِ‬ ‫عىل‬
‫ُ‬
‫﴿و َم ْن‬ ‫للض ِ‬
‫صَلح العباد والبَلد؛ قال تعاىل‪َ :‬‬
‫ُ‬ ‫أحسن منها‪ ،‬وهبا‬
‫َ‬ ‫والقوي‪ ،‬وأحكا ُمه ال‬ ‫ِّ‬ ‫عيف‬ ‫َّ‬
‫َأ ْح َس ُن مِ َن ال َّل ِه ُح ْكم ًا ل ِ َق ْو ٍم ُيوقِن َ‬
‫ُون﴾‪.‬‬
‫حماسن اإلسالم | خطبة عيد ألضحى‬ ‫‪6‬‬

‫مكار ِم األخَلق ‪ -‬مِن‬ ‫ِ‬ ‫ويدعو إىل‬ ‫ُ‬ ‫بمحاس ِن األعمال‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ال رهبان َّي َة يف عباداتِه وال مش َّقة‪ ،‬يأ ُم ُر‬
‫أل َت ِّم َم َصالِ َح ا َ‬
‫أل ْخ ََل ِق» (رواه‬ ‫ت ُِ‬‫والسَلم‪« :‬إِن َََّم ُب ِع ْث ُ‬ ‫دق‪ ،‬والكر ِم‪ ،‬والوفاء ‪-‬؛ قال عليه َّ‬
‫الصَلة َّ‬
‫الص ِ‬
‫ِّ‬
‫أمحد)‪.‬‬
‫ِ‬
‫الخير‬ ‫حر َم شيئ ًا َّإال وفت ََح مِن‬ ‫ِ‬
‫وحر َم الخبائ َث‪ ،‬وما َّ‬
‫ِ‬
‫حَل ُله ب ِّي ٌن وحرا ُمه ب ِّي ٌن؛ َ‬
‫أباح ال َّط ِّيبات‪َّ ،‬‬
‫لكل مخ ُل ٍ‬ ‫ِ‬
‫واإلخاء والنُّصحِ ِّ‬ ‫دق والتَّسا ُمحِ والمح َّب ِة‬‫الص ِ‬
‫وق‪.‬‬ ‫أضعا َفه‪ ،‬المعامل ُة فيه مبناها عىل ِّ‬
‫كمال ومص َلح ٌة لهم‪ ،‬تشريعا ُته‬ ‫الخلق وحاجاتِهم‪ ،‬وما فِيه ٌ‬ ‫ِ‬ ‫حفظ َضرورات‬ ‫ِ‬ ‫مقاصدُ ه يف‬ ‫ِ‬

‫َّغيير فيه‪ ،‬فأ َم َر َبرد ِع النَّاكِ ِصين‪ ،‬وغ َّل َظ‬


‫َّهي عن التَّبدي ِل والت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فظ الدِّ ين‪ ،‬وحماي ُة أصوله‪ ،‬والن ُ‬‫فيها ِح ُ‬
‫وغيرها‬ ‫َّنجيم ِ‬
‫الش ْع َوذة والت ِ‬ ‫دين اإلسَلم ‪ -‬مِن َّ‬ ‫تم ُّس َ‬
‫ٍ‬
‫كل ُخرافة َ‬ ‫حدثين‪ ،‬وهنَى عن ِّ‬‫عىل البِدع والم ِ‬
‫ُ‬
‫المن َكر‪ ،‬وبذلك َخ ُير األ َّمة‬ ‫َّهي عن ُ‬ ‫األمر بالمعروف والن ُ‬ ‫ُ‬ ‫الشياطين‪ِ ،-‬صما ُم أمانِه‬ ‫ِ‬
‫أفعال َّ‬ ‫مِن‬
‫وفَلحها‪.‬‬
‫ُ‬
‫ورغب يف ِ‬ ‫َّ‬ ‫فظ األن ُفس؛ َ‬ ‫يف أحكامِه ما يك َف ُل ِح َ‬
‫كثرة النَّسل‪،‬‬ ‫وحث عليه‪َ َّ ،‬‬ ‫فدعا للنِّكاح‪،‬‬
‫﴿و َم ْن َي ْقت ُْل ُم ْؤمِن ًا ُم َت َع ِّمد ًا َف َج َز ُاؤ ُه َج َهن َُّم‬
‫وأسبابه؛ قال سبحانه‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫وحرم َ‬
‫القتل‬ ‫ِ ِ‬
‫ورعاية األبناء‪َّ ،‬‬
‫اهد ًا؛ َل ْم َي َر ْح َرائِ َح َة‬ ‫ب ال َّل ُه َع َل ْي ِه َو َل َعنَ ُه َو َأ َعدَّ َل ُه َع َذاب ًا َعظِيم ًا﴾‪ ،‬و« َم ْن َق َت َل ُم َع َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َخالد ًا ف َيها َو َغض َ‬
‫الجن َِّة» (رواه البخاري)‪.‬‬
‫َ‬
‫ضع ُفه ويدَ نِّيه؛ ِ‬‫عد عما ي ِ‬‫العقل ويزكِّيه‪ ،‬وبالب ِ‬
‫فح ْف ُظ ال ُعقول وتزكيتُها مقصدٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫جاء بما يح َف ُظ‬
‫ويح ِر ُفها؛ قال‬ ‫ِ‬ ‫رافات الجاهل َّي ِة وأباطِيلِها‪ ،‬وهنَى عن ِّ‬ ‫ِ‬
‫كل ما ُيخ ُّل هبا ْ‬ ‫شرعي‪ ،‬فصانَها عن ُخ‬ ‫ٌّ‬
‫اب َواألَ ْز َال ُم ِر ْج ٌس مِ ْن َع َم ِل‬ ‫الخمر و ِ‬
‫ين آ َمنُوا إِن ََّما َ ْ ُ َ َ‬
‫الم ْيس ُر َواألَن َْص ُ‬
‫ِ‬
‫سبحانه‪َ ﴿ :‬يا َأ ُّي َها ا َّلذ َ‬
‫اجتَن ِ ُبو ُه َل َع َّل ُك ْم ُت ْفلِ ُح َ‬
‫ون﴾‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الش ْي َطان َف ْ‬
‫َّ‬
‫ِ‬ ‫وحر َم َ‬ ‫ِ‬
‫أكل المال بالباط ِل ‪ِّ -‬‬
‫كالربا‪،‬‬ ‫فأح َّل َ‬
‫البيع‪َّ ،‬‬ ‫صَلح األموال وحف ُظها؛ َ‬ ‫ُ‬ ‫يف اإلسَلم‬
‫َّبذير‪.‬‬ ‫والغصب‪ ،‬والس ِرقة ‪ ،-‬وأباح الت ِ‬
‫َّوسع َة عىل الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والغ ِّش‪،‬‬
‫اإلسراف والت َ‬‫َ‬ ‫وحر َم‬
‫َّفس‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫عن يف‬‫يمة‪ ،‬وال َغ ْم ِز وال َّل ْمز‪ ،‬وال َّط ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أعراض الن ِ‬ ‫وح ِف َظ‬
‫فنهى عن الغي َبة والنَّم َ‬
‫وأنسابهم؛ َ‬
‫َ‬ ‫َّاس‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫رب مِنه‪ ،‬وهنَى عن‬
‫وحذ َر ال ُق َ‬ ‫ذف ول َع َن أه َله‪ ،‬وشدَّ َد يف ِّ‬
‫الزنى‪َّ ،‬‬ ‫وحرم ال َق َ‬ ‫ِ‬
‫واألنساب‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫األحساب‬
‫‪7‬‬ ‫حماسن اإلسالم | خطبة عيد ألضحى‬

‫ِ‬
‫القول‪ ،‬وسما ِع‬ ‫ِ‬
‫وفاح ِ‬
‫ش‬ ‫حرمات‪،‬‬ ‫وسائلِه وأسبابِه ‪ -‬مِن االختِ ِ‬
‫َلط‪ ،‬والت َُّّبرج‪ ،‬والن ِ‬
‫للم َّ‬
‫َّظر ُ‬
‫المعاز ِ‬
‫ف ‪.-‬‬ ‫ِ‬

‫ال َّله أكبر‪ ،‬ال َّله أكبر‪ّ ،‬ل إله إّل ال َّله‪ ،‬ال َّله أكبر‪ ،‬ال َّله أكبر‪ ،‬ول َّله الحمد‪.‬‬

‫﴿و َل َقدْ ك ََّر ْمنَا َبنِي آ َد َم﴾‪ ،‬واستو َفى‬


‫وفضله؛ كما قال سبحانه‪َ :‬‬ ‫وشر َفه َّ‬
‫اإلنسان َّ‬ ‫َ‬ ‫كرم‬
‫اإلسَل ُم َّ‬
‫ببر الوالدَ ين‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫العباد ما فِيه‬
‫قوق وأنصف أه َلها‪ ،‬وشرع بين ِ‬ ‫الح َ‬
‫صَلح معاشهم ومعادهم‪ ،‬فأ َم َر ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫والضعفاء‪ ،‬واحتِرا ِم الكبير‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫واإلحسان ِ‬
‫للجيران‬ ‫ِ‬
‫وإصَلحها‪،‬‬ ‫ور ِ‬
‫عاية ُّ‬
‫الذر َّية‬ ‫الر ِحم‪ِ ،‬‬‫وص َلة َّ‬
‫ِ‬

‫لم الجاهل َّي ِة عنها‪.‬‬


‫ودفع ُظ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وجعل لها ُحقوق ًا‬ ‫رضها‪،‬‬‫وأكر َم المرأةَ‪ ،‬ومحَى ِع َ‬ ‫ِ‬
‫ورمحة الصغير‪َ ،‬‬
‫حابة و َمن بعدَ هم مِن التَّابِ ِعين‪ ،‬ومِن‬
‫ين مِن الص ِ‬ ‫ب َن َق َل ِة هذا الدِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ومن الوفاء يف اإلسَلم‪ُ :‬ح ُّ‬
‫ِ‬
‫لوالة ِ‬
‫األمر‬ ‫والرجوع إليهم‪ ،‬وأ َم َر بالن َِّصيحة‬ ‫ِ‬ ‫إنزال الكِبار ِ‬
‫محاسنِه‪ُ :‬‬
‫ِ‬
‫لتوقير ال ُعلماء ُّ‬ ‫فدعا‬
‫منازلهم؛ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّاس يف اإلسَلم‬ ‫درهم‪ ،‬والن ُ‬ ‫لحماة الدِّ ين و ُمقدَّ ساته َق َ‬‫وطاعتهم بالمعروف والدُّ عاء لهم‪ ،‬و َي ْقدُ ُر ُ‬
‫ِ‬
‫سواسي ٌة‪ ،‬ال َ‬
‫عجمي َّإال بالت َ‬
‫َّقوى‪.‬‬ ‫ٍّ‬ ‫لعربي عىل‬
‫ٍّ‬ ‫فضل‬
‫والمح َّب ِة واألُلفة‪ ،‬قال الن َُّّبي ﷺ‪« :‬إِن َََّم‬
‫َّراح ِم والتَّكا ُف ِل َ‬
‫فق‪ ،‬يد ُعو للت ُ‬ ‫والر ِ‬ ‫ِ‬
‫دين اإلحسان ِّ‬‫هو ُ‬
‫لوب‪ ،‬ويد ُعو الجتِما ِع َ‬
‫الخ ِ‬ ‫ف بين ال ُق ِ‬‫بكل ما ُيؤ ِّل ُ‬
‫الر َح ََم َء» (متفق عليه)‪ ،‬يأ ُم ُر ِّ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫لق‬ ‫َي ْر َح ُم ال َّل ُه م ْن ع َباده ُّ‬
‫ضرار‬
‫َ‬ ‫العباد واختَلفِهم‪ ،‬وير َف ُع األَ‬
‫رقة ِ‬
‫ذات البين‪ ،‬ويح ِّذر مِن ُف ِ‬
‫ُ َ ُ‬ ‫َْ‬
‫فساد ِ‬‫ِ‬ ‫وينهى عن‬‫وائتَلفهم‪َ ،‬‬
‫ِ ِ‬

‫فسدُ ها مِن التَّش ُّبه‪،‬‬ ‫مقاص ِده و ُأصولِه‪َّ « :‬ل َضرر َو َّل ِضرار»‪ ،‬ويح َف ُظ ِ‬
‫الف َطر مما ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويد َف ُعها‪ ،‬ومِن‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬
‫والوفاء هبا‪.‬‬ ‫ود والمواثِ ِ‬
‫يق‬ ‫ويدعو الحتِرام الع ُق ِ‬
‫ُ‬ ‫األخَلق وسافِلِها‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ومن َك ِ‬
‫رات‬
‫ُ‬ ‫ُ‬

‫ال َّله أكبر‪ ،‬ال َّله أكبر‪ّ ،‬ل إله إّل ال َّله‪ ،‬ال َّله أكبر‪ ،‬ال َّله أكبر‪ ،‬ول َّله الحمد‪.‬‬

‫ب َأ ِو ال َع َج ِم َأ َرا َد‬ ‫ت ِم َن ال َع َر ِ‬ ‫ثمر عىل أهلِه الخيرات؛ قال النَّبي ﷺ‪َ « :‬أيَم َأ ْه ِل بي ٍ‬
‫َْ‬ ‫ُّ َ‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫اإلسَل ُم ُي ُ‬
‫ِ‬ ‫للحياة ال َّط ِّي ِبة‬
‫ِ‬ ‫ال َّل ُه بِ ِه ْم َخ ْير ًا؛ َأ ْد َخ َل َع َل ْي ِه ُم ِ‬
‫وسعادة الدُّ نيا‬ ‫ب‬‫س ََل َم» (رواه أمحد)‪ ،‬وهو س َب ٌ‬ ‫اإل ْ‬
‫واآلخرة؛ قال تعاىل‪َ ﴿ :‬م ْن َع ِم َل َصالِح ًا مِ ْن َذك ٍَر َأ ْو ُأ ْن َثى َو ُه َو ُم ْؤمِ ٌن َف َلن ُْحيِ َينَّ ُه َح َيا ًة َط ِّي َب ًة﴾‪.‬‬
‫حماسن اإلسالم | خطبة عيد ألضحى‬ ‫‪8‬‬

‫يمان َُه ْم بِ ُظ ْل ٍم ُأو َلئِ َك َل ُه ُم األَ ْم ُن َو ُه ْم‬


‫ين آ َمنُوا َو َل ْم َي ْلبِ ُسوا إِ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األمن واالطمئنان ﴿ا َّلذ َ‬
‫ُ‬ ‫وفِيه‬
‫الصدر؛ قال عز وجل‪َ ﴿ :‬ف َم ْن ُي ِر ِد ال َّل ُه َأ ْن َي ْه ِد َي ُه َي ْش َر ْح َصدْ َر ُه‬ ‫راح َّ‬
‫ِ ِ‬
‫ون﴾‪ ،‬وبِه انش ُ‬‫ُم ْهتَدُ َ‬
‫وضياء؛ قال تعاىل‪َ ﴿ :‬أ َف َم ْن َش َر َح ال َّل ُه َصدْ َر ُه ل ِ ْْلِ ْس ََل ِم َف ُه َو َع َلى ن ٍ‬
‫ُور‬ ‫ل ِ ْْلِس ََل ِم﴾‪ ،‬وهو نُور ألهلِه ِ‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫ين آ َمنُوا ُي ْخ ِر ُج ُه ْم مِ َن‬ ‫ِ ِ‬
‫ُّور؛ قال سبحانه‪﴿ :‬ال َّل ُه َول ُّي ا َّلذ َ‬
‫خرج أهله مِن ال ُّظ ِ‬
‫لمة إىل الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫م ْن َر ِّبه﴾‪ُ ،‬ي ِ ُ‬
‫ِ‬
‫وعقائدهم‬ ‫العباد يف دينِهم ودنياهم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وتقويض لجمي ِع مشاكِ ِل‬ ‫ٌ‬ ‫ُّور﴾‪ ،‬وفِيه َح ٌّل‬ ‫ال ُّظ ُلما ِ‬
‫ت إِ َلى الن ِ‬ ‫َ‬
‫وسلوكِهم ومعامَلهتم‪.‬‬
‫ٍ‬
‫دين زكاء وفَلحٍ ‪ ،‬و« َق ْد َأ ْف َل َح َم ْن َأ ْ‬
‫س َل َم‪َ ،‬و ُر ِز َق َك َفاف ًا‪َ ،‬و َقنَّ َع ُه ال َّل ُه بِ ََم آ َتا ُه»؛ قال تعاىل‪َ ﴿ :‬قدْ‬ ‫ُ‬
‫اإل َيَم ِن‪َ :‬م ْن َر ِض َي بال َّله َر ّب ًا‪،‬‬
‫ول ﷺ‪َ « :‬ذ َاق َط ْع َم ِ‬ ‫الر ُس ُ‬‫طعم وحَلوة؛ قال َّ‬ ‫َّاها﴾‪ ،‬له ٌ‬ ‫َأ ْف َل َح َم ْن َزك َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َوبِ ِ‬
‫ّل» (رواه مسلم)‪.‬‬ ‫سو ً‬ ‫س ََل ِم دين ًا‪َ ،‬وبِ ُم َح َّمد َر ُ‬
‫اإل ْ‬
‫الد ْن َيا َأ ْه َونُ َع َلى ال َّل ِه ِم ْن َق ْت ِل َر ُج ٍل‬
‫ول ﷺ‪َ « :‬ل َز َو ُال ُّ‬
‫الر ُس ُ‬ ‫ٌ‬
‫وأمان؛ قال َّ‬ ‫وهو ِعصم ٌة ألهلِه‬
‫ِِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫للع َّزة والقوة؛ قال عز وجل‪ِ ِ ِ :‬‬ ‫وجب ِ‬ ‫ِ‬
‫ين﴾‪.‬‬ ‫﴿ول َّله الع َّز ُة َول َر ُسوله َول ْل ُم ْؤمن َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُم ْسل ٍم» (رواه النسائي)‪ُ ،‬م ِ ٌ‬
‫﴿إن ال َّل َه ُيدَ افِ ُع َع ِن ا َّل ِذي َن آ َمنُوا﴾‪ ،‬قال عمر بن‬ ‫ناص ٌر أهله‪ ،‬وهو معهم‪ ،‬قال تعاىل‪َّ :‬‬ ‫وال َّله ِ‬
‫ُ‬
‫العزة يف غيره؛ أذ َّلنا ال َّل ُه»‪.‬‬ ‫أعزنا ال َّل ُه باإلسَلم‪َ ،‬‬
‫فم ْه َما ْاب َت َغ ْينَا َّ‬ ‫الخ َّطاب رضي ال َّله عنه‪« :‬نحن قوم َّ‬
‫ين َك َف ُروا إِ ْن َينْت َُهوا ُي ْغ َف ْر َل ُه ْم‬ ‫ِ ِ‬ ‫الذ ِ‬ ‫َلص مِن ُّ‬
‫نوب واآلثام؛ قال تعاىل‪ُ ﴿ :‬ق ْل ل َّلذ َ‬ ‫باإلسَلم َ‬
‫الخ ُ‬
‫ِ‬ ‫ف﴾‪ ،‬ويف الحديث‪ِ « :‬‬
‫أحس َن يف اإلسَلم‬ ‫س ََل ُم َيهْ د ُم َما َكانَ َق ْب َل ُه» (رواه مسلم)‪ ،‬و َمن ْ‬‫اإل ْ‬ ‫َما َقدْ َس َل َ‬
‫ؤاخذ بما ِ‬
‫عم َل يف الجاهل َّية‪.‬‬ ‫مل ُي َ‬

‫ُ‬
‫وبعد‪ ،‬أ ُّيها المسلمون‪:‬‬
‫وأجر أهلِه‬ ‫ُ‬ ‫بعشر أمثالِها إىل سب ِع مئة ِضعف‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫يف اإلسَلم َخ ُير الجزاء وأو َف ُره؛ فالحسن ُة‬
‫عف َم ْن س َب َقهم؛ قال سبحانه‪َ ﴿ :‬يا َأ ُّي َها ا َّل ِذي َن آ َمنُوا ا َّت ُقوا ال َّل َه َوآمِنُوا بِ َر ُسول ِ ِه ُي ْؤتِ ُك ْم كِ ْف َل ْي ِن مِ ْن‬‫ِض ُ‬
‫الد ْن َيا‪َ ،‬و ُي ْج َزى بِهَ ا فِي‬ ‫إن ال َّل َه َّل َي ْظلِ ُم ُمؤْ ِمن ًا َح َس َن ًة؛ ُي ْع َطى بِهَ ا فِي ُّ‬ ‫َر ْح َمتِ ِه﴾‪ ،‬قال الن َُّّبي ﷺ‪َّ « :‬‬
‫ول ﷺ‪« :‬إِن َُّه َّل َي ْد ُخ ُل َ‬
‫الجن ََّة‬ ‫الر ُس ُ‬ ‫ِ‬ ‫اآلخ َر ِة» (رواه مسلم)‪ ،‬وبِ ِه ُ‬
‫دخ ُ‬
‫ول الجنَّة والنَّجا ُة من النَّار؛ قال َّ‬
‫ِ‬

‫إِ َّّل َن ْف ٌس ُم ْسلِ َم ٌة» (متفق عليه)‪.‬‬


‫‪9‬‬ ‫حماسن اإلسالم | خطبة عيد ألضحى‬

‫َّاس َّإال به‪ ،‬وهو‬ ‫ِ‬


‫ألحوال الن ِ‬ ‫صَلح‬
‫َ‬ ‫الخلق‪ ،‬وال ِغنَى لهم عنه‪ ،‬وال‬
‫فاإلسَل ُم سعاد ُة َ‬
‫ستهز َأ به أو‬ ‫ِ‬
‫واألحزان‪ ،‬وما ابت َعدَ عنه أحدٌ أو تن َّقصه أو ا َ‬ ‫والم َحن والمصائِ ِ‬
‫ب‬ ‫الفت َِن ِ‬
‫خرج مِن ِ‬
‫الم ِ ُ‬
‫ُ‬
‫لجهلِه به‪.‬‬
‫بأهلِه َّإال َ‬
‫لق إليه‬ ‫الخ ِ‬
‫بات عليه‪ ،‬ودعو ُة َ‬ ‫َّمس ُك به‪ ،‬واالعتِ ُ‬
‫زاز بذلك‪ ،‬وال َّث ُ‬ ‫كل ُم ٍ‬
‫سلم الت ُّ‬ ‫ف ِّ‬ ‫وشر ُ‬
‫َ‬
‫ال وفِعَلً‪ ،‬سلوك ًا ومنهج ًا‪ ،‬وإذا أراد ال َّله ِ‬
‫بعبده َخير ًا‬ ‫ِ‬
‫محاس ِن اإلسَلم َقو ً‬ ‫وإظهار‬ ‫وترغي ُبهم فيه‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫جعله مِفتاح ًا ِّ‬
‫لكل ٍ‬
‫خير‪.‬‬
‫الرجيم‬ ‫الشيطان َّ‬ ‫أعوذ بال َّله من َّ‬
‫الشي َط ِ‬
‫ان إِ َّن ُه َل ُك ْم عَدُ ٌّو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ْل ِم كَا َّف ًة َو َال َت َّتبِ ُعوا ُخ ُط َوات َّ ْ‬ ‫﴿ َيا َأ ُّي َها ا َّلذ َ‬
‫ين آ َمنُوا ا ْد ُخ ُلوا في ِّ‬
‫ُمبِ ٌ‬
‫ين﴾‪.‬‬
‫بارك ال َّله يل ولكم يف القرآن العظيم …‬
‫حماسن اإلسالم | خطبة عيد ألضحى‬ ‫‪10‬‬

‫اخلطبة الثَّانية‬
‫وأبدع الكائِنات‪،‬‬
‫َ‬ ‫الخلق‬
‫َ‬ ‫ال َّله أكبر‪ ،‬ال َّله أكبر‪ ،‬ال َّله أكبر‪ ،‬ال َّله أكبر‪ ،‬ال َّله أكبر‪ ،‬ال َّله أكبر َ‬
‫خلق‬
‫بطلب رمحتِه األصوات‪ ،‬ال َّله‬
‫ِ‬ ‫الدين وأح َك َم التشريعات‪ ،‬ال َّله ُ‬
‫أكبر كلما ارت َفعت‬ ‫َ‬ ‫ال َّله أكبر َ‬
‫شرع‬
‫يج الع َبرات‪.‬‬ ‫الح ِ‬
‫ج ُ‬ ‫ب َ‬ ‫أكبر كلما س َك َ‬

‫أ ُّيها المسلمون‪:‬‬
‫الع ِ‬
‫يد يتجدَّ ُد لهم ذلك‪ ،‬فاش ُك ُروا ال َّل َه‬ ‫بإدخال الفرحِ والسرور عىل أهلِه‪ ،‬ويف ِ‬
‫ِ‬ ‫جاء اإلسَل ُم‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ونعمه‪.‬‬ ‫عىل فضلِه‬
‫أفضل األيا ِم عند ال َّله؛ قال عليه الصَلة والسَلم‪« :‬إِ َّن َأ ْع َظ َم‬
‫ُ‬ ‫األضحى وثانِيه‬ ‫َ‬
‫ويوم ِ‬
‫عيد‬ ‫ُ‬
‫أل َّيا ِم ِع ْن َد ال َّل ِه َي ْو ُم الن َّْحرِ‪ُ ،‬ث َّم َي ْو ُم ال َق ِّر» (رواه أبو داود)‪.‬‬
‫ا َ‬
‫َّوسع ُة عىل الن ِ‬‫ويستحب فيه‪ :‬الت ِ‬
‫َّفس وااله ِل ُ‬
‫بالمباحات‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫الع ِ‬
‫يد إىل‬ ‫صَلة ِ‬
‫ِ‬ ‫بحها مِن بعد‬ ‫وقت َذ ِ‬‫العبادات يف العيد‪ ،‬ويبد ُأ ُ‬ ‫واألضاحي مِن أفض ِل ِ‬ ‫ِ‬
‫ٍ‬
‫سبعة‬ ‫الرج ِل وأه ِل بيتِه‪ ،‬والبدَ َن ُة والب َق َر ُة عن‬ ‫ِ‬
‫التشريق‪ ،‬و ُت ِ‬ ‫روب َش ِ‬‫ُغ ِ‬
‫جز ُئ الشا ُة عن ُ‬ ‫مس آخر أيام‬
‫نس أن َفسه وأغَله ثمن ًا‪ .‬والسنَّ ُة أن يذبحها المضحي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بنفسه‪ ،‬وال‬ ‫ُ ِّ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫وأفضل كل ج ٍ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ضحين‪،‬‬ ‫الم ِّ‬
‫من ُ‬
‫الجز َار ُأجر َته مِنها‪.‬‬
‫يجوز أن ُيعطِ َي َّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫وال ُي ِ‬
‫مر ُضها‪ ،‬وال ال َعورا ُء ال َب ِّي ُن َع َو ُرها‪ ،‬وال ال َعرجا ُء‬ ‫المريض ُة الب ِّي ُن َ‬
‫َ‬ ‫األضاحي‬ ‫جز ُئ يف‬
‫اله ِزي َلة التي ال ُم َّخ فِيها‪.‬‬
‫الصحيحة‪ ،‬وال َ‬ ‫المشي مع َّ‬
‫َ‬ ‫التي ال ُت ُ‬
‫طيق‬
‫ٍ‬ ‫وضة‪ ،‬ويف كل ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وحين‪.‬‬ ‫وقت‬ ‫المفر َ‬
‫ُ‬ ‫ب الصلوات‬‫التكبير عق َ‬
‫ُ‬ ‫وفي أيا ِم العيد ُي ُ‬
‫شرع‬
‫ِ‬ ‫وإذا وا َف َق ِ‬
‫حض َر العيدَ أن ُيص ِّلي ُ‬
‫الجمعة أو أن‬ ‫لمن َ‬‫جاز َ‬
‫العيدُ يوم ال ُجمعة كهذا اليوم‪َ ،‬‬
‫الجمعة‪،‬‬
‫حض َر ُ‬ ‫المسلمين‪ ،‬أما اإلما ُم ف ُيص ِّلي َ‬
‫بمن َ‬ ‫واألفضل أن ُيص ِّلي ُجمع ًة مع ُ‬
‫ُ‬ ‫ُيص ِّلي ُظهر ًا‪،‬‬
‫يحضر معه إال ِ‬
‫واحدٌ ص َّل َيا ُظهر ًا‪.‬‬ ‫فإن مل ُ‬
‫والسَلم عىل نب ِّيه …‬ ‫أن ال َّله أمركم َّ‬
‫بالصَلة َّ‬ ‫ثم اعلموا َّ‬
‫َّ‬

You might also like