Professional Documents
Culture Documents
الأثر الفيزيولوجي للقرآن ومعجزة الصوت
الأثر الفيزيولوجي للقرآن ومعجزة الصوت
الأثر الفيزيولوجي للقرآن ومعجزة الصوت
فتحي زقعاـر.د
2جامعة الجزائر
Résumé : :الملخ ص
Le récit du saint coran est constitué
de sons qui sont fait d’ondes vocaux, et صوت القرآن ال كريم عبارة عن أمواج
ses ondes ont une certaine fréquence et
صوتية لها تردد محدد وطول موجة وهذه
une hauteur bien définie. Et lors du
récit du coran ses ondes vocaux se الأمواج تنشر حقولا اهتزاز ية تؤثر على خلايا
propages en créant un champ vibrant
مما يمنحها،الدماغ فتحقق إعادة التوازن لها
qui rééquilibre les cellules du cerveau,
et redonne une grande immunité à la فالتأثير،مناعة كبيرة في مقاومة الأمراض
personne pour pouvoir combattre les
بسماع القرآن على هذه الخلايا يعيد برمجتها
maladies.
Alors on peut dire qu’écouter des .من جديد
versets du coran stimule et
ولذلك فإن الله تعالى عندما يخبرنا أن
reprogramme les cellules à nouveau. Et
notre dieu nous a dit que son saint القرآن شفاء فهذا يعني أنه يحمل البيانات
coran est guérisseur car il contient les
والبرامج الكافية لعلاج الخلايا المتضررة في
données et le pouvoir suffisant pour
pouvoir guérir les cellules والسماع يؤثر في النفوس أكثر من.الجسم
endommagées du corps, et l’écoute du
القراءة لأنه يشد الانتباه أكثر وبالتالي ينفرد
coran est plus spirituelle car elle touche
l’âme de la personne plus que lors de la السامع بخاصية واحدة وهي التدبر وفي هذا
lecture du coran parce qu’il attire
l’attention de la personne en l’incitant à
.قوة على الاستيعاب أكثر
la réflexion et a là est la force de وعليه فإن القرآن علاج لقلوب
rétention.
En conclusion on peut dire que le
فبذكر ربهم تطمئن قلوبهم وتستريح،المؤمنين
coran est le remède des cœurs croyant فهوشفاء الروح من الغفلة والتشتت والضياع
de la négligence ; la dispersion ; la
préoccupation et la dépression. .والقلق والاكتئاب
د .فتحي زقعار :الأثر الفيزيزلزجي لسماع صوت القرآن ال كريم
مقدمـــة
أكد الباحثون أن حاسة السمع مهمة جدا لتوازن الجسم بالكامل ،وعندما تختل
هذه الحاسة فإن معظم أجهزة الجسد تتأثر ،ولذلك فإن أفضل طر يقة للمحافظة على
ن ظام م ستقر لع مل أج هزة الج سم أن نؤثر بأ صوات ت ستجيب ل ها خلا يا الج سد،
وتعدل ،وتصحح عملها ،وتعيد توازنها.
و لم يفهم ال طب الحديث لحد الآن سر تلك الترددات الفعلية ال كيميائية التي
تحصل عند تعرض الجسم لتلاوة من القرآن ال كريم ،ومع التسليم بأن كل ما يقوله
القرآن ال كريم حق وصدق لا ر يب فيه ول كن فهم تلك التقنيات ال كهروكيميائية
(ال كهربائ ية الع صبية) الغام ضة ال تي تح صل دا خل الج سم تمكن نا من ن شر المعال جة
بآيات من القرآن ال كريم بشكل علمي غير قابل للدحض.
و صوت ال قرآن هو مزيج من النغ مات والكل مات والم عاني فع ندما ن ستمع إ لى
ال قرآن المر تل ب صوت أ حد الم قرئين فإن خلا يا دماغ نا ت تأثر بنغ مة الت لاوة ،ول كن
الأثر الأكبر يكمن في المعاني التي تحملها الكلمات (كلمات الل ه تعالى) ،ولذلك فإن
الل ه تعالى عندما يخبرنا أن القرآن شفاء فهذا يعني أنه يحمل البيانات والبرامج الكافية
لعلاج الخلايا المتضررة في الجسم ،لأن القرآن يتميز بتناسق فر يد من نوعه لا يتوافر
في أي كلام آخر ،يقول الله تعالى (:أفَلا َ يَتَد َب َر ُونَ الْقُر ْآنَ و َلَو ْ ك َانَ م ِنْ عِندِ غَيْر ِ الله ِ
لَوَجَد ُوا ْ ف ِيه ِ اخْ ت ِلاَفًا كَث ِير ًا)(النساء)82،
و لذلك فإن الع لاج بالقرآن هو أف ضل وأ سهل طر ي قة لإ عادة ال توازن للخل ية
المتضررة ،فالله تعالى هو خالق الخلايا وهو الذي أودع فيها هذه البرامج الدقيقة ،وهو
ل
أعلم بما يصلحها ،وعندما يخبرنا المولى تبارك وتعالى بأن القرآن شفاء بقوله (:و َنُن َز ِ ُ
ن م َا ه ُو َ ش ِ ف َاء ٌ وَرَحْم َة ٌ لِل ْم ُؤْم ِنِينَ و َ لا يَز ِ يد ُ الظَ الِمِينَ ِإ لا خَس َار ًا)
ن ال ْق ُر ْآ ِ
م ِ َ
(الإسراء )82:فهذا يعني أن تلاوة القرآن لها تأثير مؤكد على إعادة توازن الخلايا.
والتساؤل المطروح في هذا البحث هو :ك يف يم كن تف سير الأثر الفيز يو لوجي
لسماع صوت القرآن ال كريم؟
إننا نح تاج إلى أن نت عرف عن ج هاز السمع لدى الإن سان ،ا لذي عن طر يقه
تنتقل الإشارات العصبية إلى الدماغ حاملة خصائص الموجات الصوتية ،ومن ثم
يتم تحليل ها دماغ يا وإر سالها للت عرف ع لى الر سالة اللغو ية إ لى منط قة بروكا ومنط قة
)speechوغالبا ما تقع منطقة فرنيكي ،وتعرف المنطقتين بمنطقة الكلام (area
الكلام في الفص الأيسر من دماغ الشخص الأيمن ،وفي معظم الحالات في الفص
ا لأيمن من د ماغ ال شخص الأي سر ل هذا ن جد كث يرا م من ي صابون بجل طة في ال فص
الأيسر من الدماغ يصابون بالحبسة (الغامدي ،2000 ،ص )140
تتكون الأذن عند الإنسان من ثلاثة أجزاء رئيسية:
-1الأذن الخارجية وهي عبارة عن صوان الأذن وقناتها.
-2الأذن الوسطى ،وتتكون من طبلة الأذن وثلاثة عظام صغيرة متصلة ببعضها
تسمى المطرقة والسندان والركاب.
-3الأذن الداخلية وتتكون من ثلاث قنوات هلالية وقوقعة( ،أنظر الشكل رقم.)1
ينتقل الصوت عبر المادة كالهواء والماء بشكل موجات تضرب المادة الداخلة
فيها بذبذبات لتؤثر عليها شكلا وتركيبا ،فكما بينت بحوث العديد من الباحثين فإن
للصوت قابلية تشكيلية خلاقة تؤثر كذلك في البناء الحيوي للخلايا الحية.
إن قدرة الصوت على التأثير هائلة فله قوة مؤثرة وأساسية يمكنها تدمير الجبال
بواسطة الإختلال ا لضغطي الناجم من التفجير الذي هو ببساطة تركيز صوتي في
زمن قليل .كما استخدمه مختصي علم الأشعة في مسح الجسم البشري بواسطة المسح
الصوتي وفوق الصوتي؛ فقد أستخدمت الطاقة الصوتية لتمز يق حصوات متواجدة
ولقد كان بدء الخلق بالصوت بكلمة الله تعالى (كن) وهو ما أثبتته البحوث
الرصدية الحديثة ،فلا عجب إذن أن يكون الصوت له دور حيوي في الشفاء كما
فقد أثبت أن الصوت لا يدخل للجسم من الأذن فحسب بل يدخل كذلك من
تلتقط الأصوات من حولها بشكل رائع أكثر تعقيدا من التقاط الرادار ،والأقراص
المستقبلة للبث ومن ثم تقوم بتحو يلها لنبضات بيوكيميائية تذهب للدماغ ليحللها
و يفهمها ويبني عليها سلوكا معينا ،فنحن كما يقول العلماء حساسون للصوت.
20إلى 20000دورة في الثانية ثم تقوم بتحو يل ها إلى مح فزات كهربائية ،ف تدخل
إلى الدماغ لتحلل كهربائيا و يحصل فيها ما يعرف بالأثر السمعي ( the hearing
،)effectوبعد ذلك يفهمها ويبني عليها الدماغ سلوكا معينا(أنظر الشكل رقم.)2
الشـــكل رقم ( )2يبين دخول الأصوات من الأذن ووصولها إلى داخل أجسامنا
و يعتقد العلماء بوجود روابط عصبية بين المتحسسات ( )mechanoreceptorوبين
أدوات السمع ومن ذلك التخصص بصوت.
(عن الموسوعة الطبية -2- 2.)biology.Clc.uc.edu/./Smel-and-taste.htm
إلتقاط الصوت من طرف الجلد والرأس:
في النسيج الجلدي تلتقط الأصوات لتدخل داخل الجسم بواسطة ما يعرف
بالمتحسسات الخاصة وهي جسيمات باسيني ( )pacinian corpusculesتحول تلك
الموجات إلى نبضات كهربائية تنتشر في الجسم ضمن موجات بين 50و 700دورة
في الثانية و يحصل فيها ما يعرف بالأثر الإهتزازي ( entry through body tissues
الشكل رقم ( :) 3يبين دخول الأصوات من خلايا الجلد يعتقد العلماء بوجود
روا بط كهربائ ية ع صبية بين المتحس سات الع صبية الجلد ية ( عن المو سوعة الطب ية
.)biology.Clc.uc.edu/./Smel-and-taste.htm
ولل صوت قوة ،ف قد و جد العل ماء أن العد يد من المخلو قات الدقي قة ت صدر
ترددات صوتية ،مثل الخلايا والفيروسات والبكتير يا ،وحتى جزيئات ADNداخل
نواة الخل ية ،و قد طور العل ماء تقن ية ت سجيل هذه الأ صوات الخف ية و ب ما أن هذه
المخلو قات ت صدر أ صواتا إذن هي ت تأثر بال صوت( ،)Keys ,1973, p9والعج يب أن
العل ماء يؤكدون أن ب عض ال ترددات ال صوتية (و هم يبح ثون عن ها) تب طل مف عول
الفيروسات و بنفس الوقت تنشط الخلايا المر يضة وهذا من عجائب الصوت ،وإنني
على يقين بأن القرآن يتميز بهذه الميزة ،كما يحاول بعض الباحثين اليوم الإستفادة من
تأثير الموجات الصوتية على المرضى حيث وجدوا نتائج مسكنة لهذه الأصوات ،في
هذه الحالة فإن الخلية وهي تهتز أصلا تتأثر بأي اهتزاز يدخل إليها عن طر يق الأذن،
وبالتالي فإن هذه الخلية والتي تعطي الأمر للجسم بأن يتوتر مثلا فإنها ستتأثر بترددات
معينة وتعطي أمر للجسم ليهدأ).(www.bbc.co.4tc, june, 2002
واكتشف العلماء كذلك أيضا أن الموجات الصوتية تؤثر على النشاط ال كهر بائي
للخلية ،حيث أن هذا النشاط إذا زاد عن حد معين ،فإنه يؤثر على الإستقرار النفسي
للإنسان وقد يؤدي إلى بعض الأمراض).(Gavin,2006,P12
أث ناء إدراك الأ صوات اللغو ية ي كون ال بدء بالمو جات ال صوتية و ي كون الإنت هاء
بإدراك الفونيمات ،لأنه بعد أن تصل الموجات الصوتية إلى الأذن ،تنتقل إشارات
عصبية من ا لأذن إلى الدماغ حاملة معها الخصائص الفيز يائية لت لك الموجات من
شدة وتردد .فتصل إلى المستوى الأكوستي (وهو مستوى تحليلي في الدماغ وتشترك
ف يه الحيوا نات مع الإن سان ،وال شيء ا لذي يتم ع لى هذا الم ستوى هو تحل يل هذه
الإشارة وإرسالها لمناطق أخرى في الدماغ لتحديد نوعية الإشارة الصوتية ومصدرها
وعلاقتها بالسامع.
وإذا كانت الإشارة لغو ية فإنها تتعدى هذا المستوى إلى المستوى الفونيتيكي ثم
الم ستوى الفونو لوجي في حا لة ما إذا كان ال سامع إن سانا .ثم تتخ طاه إ لى الم ستوى
الفونيتيكي الصوتي والذي يتم فيه تحديد الصوت بناءا على خصائصه .الأكوستين بعد
ذلك ينتقل إلى المستوى الفونولوجي ثم إلى مستو يات أعلى حيث يتم تحديد الكلمات
والتراك يب النحو ية وال صرفية لإ ستخلاص الف كرة في نها ية ا لأمر ،والخ صائص
الفيز يائية للموجات الصوتية هي التي يستخدمها السامع في إدراك الأصوات اللغو ية.
و قد تم مؤخرا ت خزين أ صوات ب عض قارئي ال قرآن ال كريم في الحا سوب ،ف هم
يحتاجون إلى معرفة الترددات التي تهم المستمع للقرآن المرتل فيتأكدون من تخزينها،
كما يحتا جون إلى معرفة الترددات التي لا تؤثر على السامع فيستبعدونها ،ذلك لأنهم
مقيدون بسعة معينة في مجال تخزين الأصوات ،والأصوات تأخذ حيزا كبيرا أثناء
التخزين ،وكلما كان التخزين على مساحة أصغر كان ذلك أسهل وأكثر فعالية عند
الحاسوبيين (الغامدي ،2000 ،ص.)160 – 159
-6وسائل القرآن ال كريم في التأثير على النفس:
ال قرآن ال كريم لا تن فد عجائ به يز خر بألوان الإع جاز الب لاغي والعل مي والت شر يعي
والغيبي ،لقد أنزله الل ه تعالى على نبيه ال كريم ليكون كتاب هداية وإعجاز ،وقد أبهرت
معجزا ته ال عرب والع جم وم لأت ال كون رح مة وكل ما إزداد الإن سان في ها تأم لا،
إزداد بها إعجابا ،فهي إلى يوم الدين لا تنقضي عجائبه (بلقاسم ،2007،ص ص-1
.)2ت قرأ الكل مات وال حروف و ترى الم عاني و هي نف سها ذات الكل مات وال حروف
والمعاني المعروفة في الإستعمال البشري ،ول كنها في السياق القرآني تحمل سحرا خاصا
و تؤثر تأثيرا وا ضحا في ا لنفس .ف هي تن فذ إ لى أق طار ا لنفس تخا طب كل نز عة في ها
(بلقاسم ،2007،ص.)11
وأول من و قف ع ند هذا ال ضرب من الإع جاز الخ طابي أ بو سليمان أح مد بن
ا براهيم و سماه ب تأثير ال قرآن ،بح يث ي قول" :و في اع جاز القرآن و جه آ خر ،ذ هب ع نه
الناس ،فلا يكاد يعرفه إلا الشاذ من أحدهم ،وذلك صنيعه في القلوب ،وتأثيره في
النفوس ،فإنك لاتسمع كلاما غير القرآن منظوما ولا منثورا إذا قرع السمع خلص
له القلب من اللذة والحلاوة في حال ،ومن الروعة والمهابة في أخرى ،مايخلص منه
إليه ،تستبشر به النفوس ،وتنشرح له الصدور (الخطابي ،1968،ص.)65
ومقا صدها ،وإدراك مرامي ها وأ هدافها وتوجيهات ها ،و قد ر غب الل ه عز و جل ف يه،
وحث عليه في مواضيع متعددة ،ودعى إلى إعمال الفكر ،وإمعان النظر مخاطبا في
ك م ُب َارَك ٌ
اب أَ نزَل ْن َاه ُ ِإلَي ْ َ
ذلك ذوي الألباب والأب صار ،ومن ذ لك قوله ت عالى( :ك ِت َ ٌ
لِيَد َب َر ُوا آي َاتِه ِ و َلِيَتَذَك َر َ ُأوْلُوا الأَ ل ْب َ ِ
اب)(ص )29:وقوله سبحانه وتعالى (:أَ فَلا َ يَتَد َب َر ُونَ
ال ْق ُر ْآنَ و َل َو ْ ك َانَ م ِنْ عِندِ غ َي ْر ِ الل ه ِ لَو َج َد ُوا ْ ف ِيه ِ اخْ ت ِلاَف ًا كَث ِير ًا)(الن ساء )82:وقال
وب أَ قْف َالُهَا)(مح مد )24:وال تدبر مر بوط
كذلك( :أف لا يَت َد َب َر ُونَ ال ْق ُر ْآنَ أَ ْم عَل َى قُل ُ ٍ
بالتأ مل في المح توى القرآ ني ،ا لذي يز خر ب جواهر الح كم والم عارف ،وح قائق الو جود
والغيبات وأسرار الحياة ،وروائع التوجيه ،وغرائب الأمثال ،وهذه ال كنوز لا تظهر
إلا بالتدبر الخالص وطول الأمد ،لا بالنظرة الخاطفة السر يعة.
وقد إشترط الغزالي أعمال قلبية ق بل الوصول إلى التدبر الصحيح وهي( :ف هم
أصل الكلام ،ثم التعظيم ،ثم حضور القلب وترك حديث النفس) .وأعقبه بشرط
آخر يحفظ التدبر وهو(:التخلي عن موانع الفهم) (أبي حامد ،ب ت.)251،
-3-1- 6التلاوة:
يعتبر السمع وسيلة تذوق للصوت الحسن الجميل ،وهو نافذة على النفس يحفزها
ع لى الإنف عال ،والتفا عل بوا سطة الم جال ال سمعي لذا حث الل ه سبحانه وت عالى ع لى
الإ ستماع والإن صات ع ند سماع ال قرآن ال كريم ،قال الل ه ت عالى :و َِإذ َا ق ُرِئ َ ال ْق ُر ْآنُ
فَاسْ ت َم ِع ُوا ْ لَه ُ و َأَ نصِ ت ُوا ْ لَع َل َك ُ ْم تُرْحَم ُون) (الأعراف :الآية .)204وبهذا يظهر أن هناك
وسيلة تساعد العقل على التدبر والقلب على التأثر بالقرآن ال كريم وتوجه النفس نحو
الحق .إنها تلاوة القرآن ال كريم التي تراعي فيه الإعتبارات الآتية:
أ-التأني والتمهل في القراءة:
ال تأني ف ضيلة المت عة ال سمعية وث بات أل فاظ وم عاني ال قرآن ال كريم في ن فوس
ُكث ونز َلناه ُ تنز يلا ً)
س على م ٍ
السامعين قال تعالى (:وق ُرءانا ً ف َر َقناه ُ لِت َقرأَ ه ُ على الن ا ِ
-2-6الوسائل الذاتية:
-1-2-6وسائل الإرشاد والتوجيه:
أ-القصص في القرآن:
القصة في القرآن ليست عملا فنيا مقصودا لذاته ،ولا سردا للحوادث التار يخية،
و لا إ ستقراء للو قائع ،و لا للب حث ال تار يخي الإ صطلاحي .إن ما هي و سيلة للإر شاد
والعظة والعبرة ،فهي تهدف إلى أعراض دينية أهمها ،إع جاز النفوس ،وتقر ير قواعد
الهدا ية في الن فوس والت شو يق ،ول فت الإنت باه ،وإ شباع الخ يال ،وإع مار الع قل.
فين صرف إلي ها الإن سان بك له؛ نف سه وعق له ،و ي صف مح مد الغزا لي وا قع الق صة ع لى
ن فس الم ستمع ل ها مؤم نا أو كافرا في قول( :وال شعور بالره بة والر قة يغ مرك وأ نت
ت ستمع إ لى ق صص ا لأولين وا لآخرين تروى بل سان ال حق ،ثم يتبع ها فيض من
ال مواعظ والح كم والم غازي والع بر تق شعر م نه الج لود ،وأ قرب الأمث لة لذلك سورة
ا لأعراف ،و هود ،والق صص ،وال هدف ا لأهم من وراء هذا ال سرد المت كرر ليس
ب يان ال حق فقط ،بل هو إلى جا نب ذ لك تعم يق م جراه في الق لوب تعمي قا ين في ما
طبع عليه الإنسان من جدل وملل (الغزالي ،ب ت ،ص.)128
ب-الترغيب والترهيب:
-توافر الترغيب والترهيب في القرآن ال كريم ليس لمجرد الإستعمال اللفضي،
بل لغرض وظيفي ،هو إستشعار محبة الل ه عز وجل وعدله ،وبعث روح الطمأنينة
والسكون عند المؤمنين ،وأما المشركين فموقفهم من الترهيب هو الخشية والخوف من
عقابه .ولقد عرض الترغيب والترهيب في القرآن بصورة جذابة ،وبأساليب مؤثرة
ع لى ا لنفس ،وبمح فزات و شروط ين قاد ل ها الم سلمون والم شركون ع لى حد سواء
(الحسين ،1991،ص.)209
هذا المضمار ،ذلك أنه لون أحاديثه للسامعين تلوينا يمزج بين إيقاظ العقل والضمير معا).
(الغزالي ،ب ت ،ص)125
ب-إقناع العقل:
بذل ك فار قريش كل ما في و سعهم لي غدروا بالرسول( صلى) ،لأ نه جاءهم
بك تاب يهدم عقا ئدهم اللاعقل ية ال تي بن يت ع لى تقل يد أع مى ،وأسس باط لة ،ولأ نه
سعى إ لى تخل ية صدورهم من أف كار ال شرك والوثن ية ،وتحليت ها بعقا ئد وأف كار عقل ية
تتقبلها الفطرة.
لذا فإن قدرا كبيرا ممن عجزت نفوسهم أمام القرآن ال كريم كان سببه قرع أوتار
العقل في نفوسهم وإشارة أفكارهم الداخلية بالحجة الدامعة ،والبرهان العقلي الساطع
والتنقيب على جانب مهم من جوانب النفس الإنسانية لإحتوائها على قوتين هما (قوة
التفكير ،وقوة الوجدان) (دراز ،1984،ص .)113وقد جاءت كل هذه الوسائل
في القرآن بطر يقة عقلية تخاطب الناس حسب عقولهم ،وهي للخاصة والعامة مقدرة
على حاجة كل منهما على السواء ،وتعطي حظ الطرفين من الإقناع العقلي.
-7الأثر الفيز يولوجي لسماع صوت القرآن ال كريم:
لصوت القرآن ال كريم أسس فيز يولوج ية ،وأثر فيز يو لوجي؛ بح يث يقوم الج هاز
الع صبي ب صفة خا صة وأج هزة الج سم المختل فة ب صفة عا مة ب عدة أدوار مه مة ،ف يذكر
الباحثين أن في جسم الإنسان مصادر للصوت نجدها في " النبض" و" التنفس" ولها
تأثير حتى وإن كانت موجات الصوت الصادرة منها غير مسموعة ،ول كنها موجودة
بدليل أن الأطباء يسمعونها بالسماعة الطبية ) .(Stéatoscopeوهذه الموجات الصوتية
الصادرة من أجهزة الجسم ،متناغمة ،وتختلف درجة التناغم بين الأفراد وتختلف في
ال فرد نف سه من و قت لآخر ،ح سب صحته وحيو ته وحال ته الإنفعال ية .و في قدر ته
الإستقبالية للصوت.
إن صوت القرآن له تأثير فيز يولوجي بحيث تتأثر وظائف أعضاء الجسم بالإستماع
إليه ،و يظهر ذلك من خلال :إغلاق العينين ،تحر يك اليد أو الرأس ،تغيير النبض
والضغط وسرعة التنفس.
إذن صوت ال قرآن ال كريم يؤثر في الإن سان ك كل (أجهز ته الع صبية والح سية
والجهاز الدوري والتنفسي والهضمي) .
والأثر الفيز يولوجي لسماع صوت القرآن ال كريم يتوسط بين ميكانيكيتين:
-1ا لأولى :صوت ال قرآن هو صوت منغم إي قاعي ( مزيج من النغ مات
والكلمات والمعاني) يحدث ذبذبات في الهواء عبارة عن موجات صوتية ،يصل إلى
الأذن و يؤثر في طبلتها ،وفي العصب السمعي الذي يحمل الرسالة الصوتية إلى المراكز
الع صبية في ال مخ ،فتج عل ال سامع يدرك ال صوت القرآ ني وي ستمتع بال لذة الح سية،
والجهاز العصبي له خاصية حفظ وتخزين الأصوات واستدعائها ،والقرآن ال كريم يؤثر
في مو جات ال مخ و يح فز إط لاق الر سائل ال كيميائ ية والهرمون ية ال تي تم لك خواص
تطبيقية وشفائية.
فعند اسماع القرآن ال كريم برفق وهدوء و بطء للمكتئبين فإن جهازهم العصبي
يتأثر مما يؤدي بهم إلى الإسترخاء ،وبتالي تحسين وتخفيض درجة اكتئابهم.
-2الثان ية :هي ت لك المو جات ال صوتية المرت لة والم سموعة خصو صا ت لك ال تي
ت تراوح بين 50و 700دي سيبل ،وال تي ت مر من خ لال الج سم ح يث تتخ لل الن سيج
الجلدي للجسم وخلاياه مؤدية إلى تغييرات بيولوجية إ يجابية تتفاعل بذبذبتها وترددها
مع الخلية لتكوين محفزات كهربائية.
بين الطبيب الباكستاني محمد محمود خان أن الطب قفز قفزات كبيرة بين القرنين
الماضيين ،وأن أساليب التشخيص والعلاج قد تغيرت تماما ،ول كن أغلب الأساليب
العلاجية ركزت على الجانب الدوائي الصيدلاني ()the pharmaceutical industry
والذي دفع بإتجاه ما يعرف بالطب التقليدي (. )Allopathic medcineورغم ذلك
ظهر الإهتمام مؤخرا بطب الحضارات القديمة بما عرف بالطب اليدوي وطب
الأعشاب ( ،) Herbal Médecineوالطب اليوناني (،)Greek or Urani medcine
والطب الإسلامي ،والطب المثلي ( ،)Home opathyوطب الوخز بالإبر
(.)Acupuncture
كما ظهرت نماذج أخرى للطب تعتمد على العلاج بالماء والعلاج بالضوء وكذلك
العلاج بالصوت ) .(Sound Healingبحيث يؤكد الطبيب الباكستاني خان Khan
بعد 15عاما من التجارب الطبية بأنه يجب أن يكون هناك طب من نوع آخر ،طب
يأتي من مصدر الوجود نفسه الخالق تبارك وتعالى ،وهو ما صرح به كتابه ال كريم في
آيات عديدة بأن هذا القرآن هو شفاء للصدور والعقول والقلوب .ول كن هذا الطب
لم يعط حق العناية والإهتمام بشكل علمي مفصل.
إن دخول الموجات الصوتية في أجسامنا من الأذن ستذهب إلى الدماغ
لتحليلها وفهمها ،وترجمتها على شكل سلوك معين وأما الداخلة عن طر يق الجلد
والرأس كالإهتزازات فإنها تذهب لكل خلية في الجسم وتؤثر في تردداتها الإهتزاز ية
لتكون إما نافعة لها أو ضارة لها تبعا لنوع وشدة وخاصية التردد القادم (العبيدي ،
.)2010
-و من ه نا إنط لق العل ماء وال باحثون بمحاو لة ت شكيل ترددات شفائية خا صة
تساعد الخلية أو العضو المصاب من أن يتخلص من وبائه الذي هو بإختصار خلل
في التردد الرنيني التناغمي الخاص به .كما أثبتت البحوث أن الأصوات بترددات
معي نة سواء كا نت تعبير ية لفظ ية أو نغم ية ،يم كن أن ت ساهم في ع لاج الق لق
والاكتئاب والعديد من الأمراض النفسية.
-ك ما أ جرت الجمع ية الطب ية الإ سلامية ،بمدي نة بن ما سيتي بولا ية فلور يدا
الأمريك ية ،تجر بة ع لى خم سة أ شخاص لي سوا م سلمين و لا ينط قون العرب ية ومتو سط
أعمارهم 22سنة منهم ثلاثة ذكور وإمرأتان وكانت التجربة كما يلي:
أ 85-جلسة إستماع لقراءات قرآنية باللغة العربية بطر يقة التجويد.
ب 85-جلسة إ ستماع لقراءات غير قرآنية باللغة العربية بطر يقة التجو يد بإختيار
اللفظ والصورة والإيقاع ليكون متشابها لما في القرآن.
ج 40-جلسة إسترخاء وبدون أي قراءات (ثم أهملت لأنها لم تأت بأي نتيجة
إ يجابية على التوتر).
وكان معيار النتائج تهدئة النفس إعتمادا على مؤشرات التغيرات الفيز يولوجية
الآت ية :قابل ية الج لد للتو صل ال كهر بائي ،در جة حرارة الج لد ،ا لدورة الدمو ية،
التيارات ال كهربائية بالعضلات التي تعكس ردود الأفعال العصبية ،عدد ضربات
القلب وضغط الدم ،الفحص النفسي المباشر.
وتمت هذه التغيرات الفيز يولوجية بأجهزة ذات تقنيات عالية ،وجاءت النتائج
مؤكدة أن تلاوة القرآن يصحبها تغيرات فيز يولوجية ملموسة ولا مجال فيها للإيحاء؛
حيث أشارت النتائج إلى 65تأثير إ يجابي لتهدئة النفس في جلسات الإستماع القرآني
(مجلة الإعجاز القرآني ،1999،ص ص.)11-10
-9نتيجة البحث:
إن ال سماع المت كرر للآ يات القرآن ية يع طي الفوا ئد المؤكدة التال ية ال تي بينت ها
البحوث العلمية والتطبيقات العملية:
ثقتهم.
الهدوء النفسي وعلاج التوتر العصبي.
وكما نعلم فإن الصوت يصل إلى الدماغ من خلال الأذن والصوت عبارة عن
ذبذبات ،وعندما يستمع المر يض الى تلاوة الآيات فإن الذبذبات القرآنية التي تصل
إلى دماغه تحدث تأثيرا إ يجابيا في اهتزاز الخلايا فتجعلها تهتز بالترددات المناسبة التي
فطرها الله عليها .وعندما يخبرنا المولى تبارك وتعالى بأن القرآن شفاء بقوله (:و َنُنَز ِلُ
خس َار ًا)
شف َاء ٌ وَرَحْم َة ٌ لِل ْمُؤْم ِنِينَ و َلا يَز ِيد ُ الظ َالِمِينَ ِإلا َ
ن م َا ه ُو َ ِ
ن الْقُر ْآ ِ
مِ َ
(الإسراء ،)82:فهذا يعني أن سماع تلاوة القرآن لها تأثير مؤكد على إعادة توازن
الخلايا ،مما يؤدي إلى الشفاء من الأمراض بإذن الله.
قائمة المراجع:
.1القرآن ال كريم ،برواية ورش عن الإمام نافع ،مطبعة خادم الحرمين الشر يفين ،الممل كة العربية السعودية.
.2أبي حامد الغزالي( ،بدون تاريخ) ،احياء في علوم الدين ،صحح بإشراف العزيز السيروان ،دار القلم
بيروت ،لبنان.
.3الغزالي محمد( ،بدون تاريخ) ،نظرات في القرآن ،دار الشهاب ،باتنة ،الطبعة السادسة.
.4ال كبيسي عيادة بن أيوب ،)2001( ،أبرز أسس التعامل مع القرآن ال كريم ،دار البحوث للدراسات
الإسلامية واحياء التراث ،دبي ،الإمارات العربية.
.5الرافعي محمد الصادق( ،بدون تاريخ) ،إعجاز القرآن والبلاغة النبو ية ،دار الكتاب العربي ،بيروت ،الطبعة
الثامنة.
.6الخطابي أبوسليمان أحمد بن ابراهيم ،)1968( ،بيان إعجاز القرآن (في ثلاث رسائل في إعجاز القرآن)،
حققها وعلق عليها ،محمد خلف الله ،محمد زغلول سلام ،دار المعارف ،الطبعة الثانية القاهرة.
.7ال كحيل عبد الدائم ،)2006( ،اشراقات الرقم سبعة في القرآن ال كريم ،اصدار جائزة دبي الدولي
للقرآن ال كريم ،دبي.
.8العبيدي خالد فائق صديق ،)2010( ،الهندسة الصوتية واللفظية في القرآن والسنة ،جائزة دبي للقرآن
ال كريم ،دار البشائر ،بيروت.
.9الحسين جرنو محمود حلو ،)1991( ،أساليب التعزيز والتعزيز في القرآن ،مؤسسة الرسالة ،دمشق.
.10السيوطي جلال الدين ،)1988( ،معترك الأقران في اعجاز القرآن ،ظبطه شمس الدين ،دار ال كتب
العلمية ،الطبعة الأولى ،بيروت ،لبنان.