Professional Documents
Culture Documents
1 SM3
1 SM3
1 SM3
net/publication/343837067
ﻣﻔﻬﻮم اﻷﻣﻦ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﺪى ﻧﻈﺮﻳﺎت اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺿﻮء اﻟﻤﺘﻐﻴﺮات اﻟﺪوﻟﻴﺔThe concept of
International Security within the Theories of International Relations in light
of Global chan...
CITATIONS READS
0 24,254
3 authors:
SEE PROFILE
All content following this page was uploaded by Khalid Issa Aladwan on 30 September 2021.
مفهوم األمن الدولي لدى نظريات العالقات الدولية في ضوء المتغيرات الدولية ما بعد أحداث الحادي
عشر من أيلول2001
ملخـص
تناولت الدراسة مفهوم األمن الدولي لدى نظريات العالقات الدولية في ضوء المتغيرات الدولية ما بعد أحداث الحادي عشر من ايلول
وتغير اإلفتراضات
،2001إذ هدفت إلى الكشف عن طبيعة هذه العالقة واتجاهها من خالل اإلفتراض بوجود عالقة بين تلك المتغيرات ّ
النظرية لمفهوم األمن الدولي وموضوعاته ،إذ تم استخدام منهج النظام الدولي للكشف عن طبيعة تغيرات بنية النظام الدولي ،والمنهج
التحليلي والمنهج المقارن لتوصيف طبيعة التغيرات في إطروحات النظريات التأسيسية للعالقات الدولية وبيان أوجه الشبه واالختالف
بينها ،و توصلت الدراسة إلى أن تلك العالقة كانت طردية وإيجابية،وكان لها األثر األكبر في وجود تقارب بين النظريات من الناحية
المعرفية والمنهجية حول مفهوم األمن الدولي وموضوعاته ،إذ اتفقت النظريات على مقاربات تتجاوز في تحليليها المفاهيم التقليدية
لألمن باتجاه االعتقاد بأن األمن الدولي بات يتطلب النظر بوضع ترتيبات جماعية جديدة له.
الكلمـات الدالـة :المتغيرات الدولية ،األمن الدولي ،نظريات العالقات الدولية ،النظريات األمنية.
المقدمة:
الدولية من اعتبارها البيئة التي تم ّكن الباحثين من فهم وتفسير واقع النظام الدولي وتغيراته، ّ أهمية عملية التنظير للعالقات تبرز ّ
ّ
تفسر ظواهر النظام الدولي تحتاج لكن وضع نظرّية عامة شاملة ال تتم عبر فترة زمنية قصيرة؛ إذ إن الوصول إلى نظرّية مفسرة ّ َّ
ّ
إلى رصد متواصل ومتابعة حثيثة من قبل الباحثين ،كما أن تناولها للتحليل من زاوية واحدة بات يثير كثي ار من الجدل حول إمكانية
الدولية الهامة كاألمن الدولي ،كان ال بد من عرض المنظورّ تعميم نتائجها ،ولذلك وبهدف الوصول إلى تفسير وتحليل مقنع للظواهر
ّ
التقليدي للنظريات التأسيسية ،وثم العمل على تناول المنظور النظري الجديد لها ،والمعروف بنيو_نيو ،والذي يعد نتاج التغيرات
وتنوع موضوعاته منذ عام .0222 الدولي ،وتعدد فاعليه ّ الدولية ،وإضافة هامة للنظريات في تفسير تعّقد هيكل النظام ّ
ّ
الدولية منذ مطلع القرن الحادي والعشرين ،إلى انعكاس تأثيرها ّ العالقات حقل يدرسها التي الموضوعات عوتنو د تعد
ّ أدى ولقد
لدولية ،وقد بدا ذلك واضحا في منهج النظريات ووحدة التحليل، ّ ا العالقات اقع
و ل ة
ر المفس يات ر للنظ المعرفيةو المنهجية في األطر
وتغير االفتراضات األساسية للنظريات في عالم تسوده االعتمادية الدوليّ ، ولذلك هدفت الدراسة للبحث في العالقة بين تغيرات النظام
ّ
الدولية ،انطالقا من االفتراض بأن تلك المتغيرات قد دفعت نظريات ّ عمليات التشابك والتداخل للعالقات ّ المتبادلة ،وتتصاعد فيه
الدولية للوصول إلى توافق عام حول مفهوم األمن الدولي وعناصره وموضوعاته ،وفي ظل تنوع مصادر التهديد ،سواء ّ العالقات
ّ
أكان من قبل الدول ،أم من قبل التنظيمات في مناطق مختلفة من العالم.
وإيقاناً بأن مجال التنظير األمني قد شهد كثي ار من التغيرات بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول ، 0222وإعالن التحالف
ّ
األمنية من اإلطار للقضايا المعرفي اإلطار توسيع جاهّالدولي الحرب على اإلرهاب ،فقد بدأ االنتقال في تحليل العالقات الدولية ِّ
بات
ّ ّ ّ
الدولية ،حيث أدرج هذا الموضوع في دائرة
ّ العالقات يات ر لنظ ية ر الفك اتز تكر الم في ر
ا تغي
ّ أحدث مما الكالني، اإلطار إلى ئي الجز
البنائيين ،وهو ما اتضح في المحور الثاني من
اقعيين والليبراليين و ّ الدولية الجدد من الو ّ ّ إعادة البحث عند عدد من منظري العالقات
الدراسة ،وفي الوقت الذي يرى فيه تيار ما بعد الحداثة بأنها ما زالت تواجه صعوبة التكيف مع التغيرات التي شهدها النظام الدولي،
ّ
سواء على المستوى الهيكلي أم على المستوى القيمي ،ولكن هذا التحدي كان حاف از للدراسة ليؤكد أن النظريات التأسيسية في العالقات
تغيرات النظام الدولي ،مما ساهم في تكيفها واستمرارها،الدولية ،قد سعت إلى تغيير أنساقها الفكرية وأطرها المنهجية وبشكل يواكب ّ ّ
ّ
________________________________________________
* جامعة اليرموك .تاريخ استالم البحث ،0202/3/8وتاريخ قبوله .0202/8/03
© 0202عمادة البحث العلمي /الجامعة األردنية .جميع الحقوق محفوظة. - 044 -
دراسات ،العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،المجّلد ،84العدد 0202 ،3
الدولية واالنتقال نحو تبني األبعاد المنهجية التوافقية من خالل تبنيها ّ إذ أعادت النظر باإلطار المفاهيمي والمنهجي لظواهر العالقات
أطر مناسبة له ،وهذا ما اتضح في المحور الثالث من الدراسة. لمفهوم توافقي جديد لألمن الدولي ،وقدمت ًا
ّ
مشكلة الدراسة:
ٍّ
تحد كبير يتعلق بقدرتها
الدولية التأسيسية أمام ّ ّ وضعت تداعيات أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 0222نظريات العالقات
الدولية ولعل من أهمها مفهوم األمن الدولي ،إذ عمد بعض منظري العالقات ّ على تفسير عدد من المفاهيم األساسية في العالقات
ّ
أهمية التركيز على مسألة القوة ،في الوقت الذي وجد فيه الدولية و ّ
ّ الدولية للتركيز على المنظور الواقعي في تحليل واقع العالقات ّ
ّ
دولية ،وفي حين
أنصار التيار الليبرالي أن مفهوم األمن لم يعد قاص ار على حدود أمن الدولة باعتبارها الفاعل الرئيس في العالقات ال ّ
البنائيون محكوماً بمسائل اجتماعية وثقافية أكثر تنوعاً وأكثر ارتباطاً بمسائل الجماعات والفئات االجتماعية. ّ اعتبره
أن التغيرات التي شهدتها بنية النظام وعلى الرغم من سيادة المفهوم التقليدي لفكرة األمن بالتحرر من التهديد العسكرّي ،إال َّ
الدولي ببروز الفواعل الجدد ما دون الدولة وما فوقها ،واالنتقال السريع من القطبية األحادية إلى التعددية القطبية المرنة نهاية العقد
ّ
الدولية ،فقد عمد بعض منظري ّ للعالقات التأسيسية ة ي
ر
ّ النظ ات ر للتيا ئيسية ر ال األفكار تباين إلى أدت وقد الحالي، نالقر من الماضي
المتغير ،حيث باتت األطروحات ّ ة الدولي
ّ العالقات اقعو الدولية إلى الدعوة إلعادة النظر بالمنظور التقليدي لألمن في تحليل ّ العالقات
اقعية تهتم بفكر األمن الجماعي أكثر من اهتمامها بمسألة تعظيم القوة ،في حين اهتمت الليبرالية الجديدة بربط مفهوم الجديدة للو ّ
ّ
إنسانية أكثر تنوعاً وتشعباً مع
الدولي بات محكوما بمسائل اجتماعية و ّ البنائية أن التعاون
ّ األمن الدولي بالتعاون الدولي ،كما وجدت
ّ ّ ّ
ماهية المقاربات النظرّية الجديدة األكثر تفسي اًر ّ عن ال
ً ؤ تسا أثار ما وهو فوقها، وما الدولة ندو ما الجدد ين الدولي
ّ الفاعلين دخول
دوليا متعدد األطراف ضد الدولي في الفترة ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 0222الذي خلق تحالفاً ّ لمفهوم األمن
ّ
مية.
اإلرهاب العابر للحدود القو ّ
أسئلة الدراسة:
ماهية أثر هذه التغيرات على ّ وتنوع موضوعاته وتعّقد تفاعالته ،وبرزت عدة تساؤالت عن الدولي ّ إن مع تغير بنية النظام َّ
ّ
الدولية وانعكاسها على األمن الدولي؟ ّ المفسرة لطبيعة التفاعالت ّ الدولية؟ وما ماهية أطروحاتها ّ النظريات المفسرة لواقع العالقات
ّ
الدوليين
ّ والسيما وأن تلك التفاعالت أصبحت متداخلة األبعاد ما بين بين داخل الدولة وخارجها ،فضال عن تداخل أدوار الفاعلين
وتنوعهم ،سواء أكانوا أفراداً أم جماعات أم دوالً ،مما انعكس في بروز تساؤل آخر عن أثر نتائج تلك المعطيات في أطروحات
الدولية بعد عام 0222؟ وقد رافق ّ الدولية ،وقدرتها على إعادة تعريف مفهوم األمن الدولي في ظل تعقد المسائل ّ نظريات العالقات
ّ
ذلك عدد من التساؤالت منها:
تغير األطروحات النظرّية لمفهوم األمن الدولي؟ الدولي أث اًر في ّ -هل كان لتغيرات النظام
ّ ّ
الدولية في تطور مفهوم األمن الدولي؟ ّ -كيف ساهمت المنظورات الجديدة لنظريات العالقات
ّ
-ما االفتراضات األساسية الجديدة التي تستند إليها النظريات في تفسير مفهوم األمن الدولي؟
ّ
-ما مدى التقارب واالختالف بين النظريات في تفسير مفهوم األمن الدولي؟
ّ
فرضية الدراسة:
الدولية،
ّ وتغير مفهوم األمن الدولي لدى نظريات العالقات الدولية بعد عام ّ 0222 ّ تفترض الدراسة وجود عالقة بين المتغيرات
ّ
وبما يدفع نحو إعادة تعريف مفهوم األمن الدولي بمنظور جديد ،مع تأكيد وجود تباينات معرفية ومنهجية بين برادايمات التنظير
ّ
الدولية غير ثابتة ،وغير مستقرة نتيجة وجود تسارع في ّ العالقات في ة) ي
ّر (النظ للنظريات نفسها ،انطالقاً من اإليقان بأن سمة
مما ينعكس بشكل واضح في المفاهيم التي تتناولها النظريات نفسها من خالل بعدين :بعد مفاهيمي التغيرّ ،
األحداث وتسارع في ّ
وبعداً ميتافيزيقيا مرتبطاً بوجودهامتعلق بالمفردات التي تستخدمها نظرّية معينة ،وتعطيناً تفسي اًر أكثر دقة من المفاهيم األخرىُ ،
أصالً ،وقد صيغت فرضية الدراسة على النحو التالي:
الدولية ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 0222وإعادة تعريف مفهوم ّ "هناك عالقة طردية إيجابية بين المتغيرات
الدولية التأسيسية"
ّ األمن الدولي لدى نظريات العالقات
ّ
الدولية التأسيسية حول مفهوم
ّ وبذلك تم اعتبار تغيرات بنية النظام الدولي متغي اًر مستقالً ،وتم اعتبار أطروحات نظريات العالقات
ّ
األمن الدولي متغي ار تابعا ،مع االفتراض أيضاً بوجود اتفاق بين منظري النظريات على تحديد مفهوم مشترك لألمن الدولي نظ ار
ّ ّ
الدولية في كل منها عند توصيف معطيات األمن الدولي؛ مما ينعكس بشكل واضح على تفسير واقع العالقات ّ ات ر لتأثير المتغي
ّ
مفاهيم الدراسة
.1مفهوم األمن:
يشير مفهوم األمن في اللغة إلى األمن والطمأنينة ،وهو ضد الخوف (أبو خزام ،0222 ،ص ،)67وفي االصطالح يشير إلى
الداخلية التي من أبرزها المؤامرة واالعتداء والجرائم السياسية والتجسس والخيانة ّ جية و تأمين سالمة الدولة ضد األخطار الخار ّ
واالتصاالت مع األعداء والنيل من هيبة الدولة (الكيالي ج ،2221 ،2ص ،)032كما يربطه بعض الدارسين بأمن البالد في الجانب
المعنوي ،إذا اطمئن أهلها ،وسلم من فيها من الشرور(العايب ،0224 ،ص ،)23ولألمن مجموعة من المقومات األساسية تتعلق
القومية والتكوين الديموغرافي واالجتماعي (قشوط، ّ بالجغرافيا السياسية للدولة واالقتصاد والنظام السياسي والتاريخ الحضاري واللغة
،0228ص ،)62-62ويشار إلى أن له ستة مستويات أساسية هي :أمن األفراد ،واألمن اإلنساني ،واألمن القومي ،واألمن اإلقليمي،
ّ ّ
واألمن الدولي واألمن السبراني (العلي ،0226 ،ص ،)007-027وهكذا وفي ضوء ما سبق؛ فإن المفهوم اإلجرائي لألمن يرتبط
ّ
صور تعبر عنه قد تكون سياسية وعسكرّية واقتصادية واجتماعية وثقافية اً بعناصر القوة المادية وغير المادية في الدولة ،كما أن له
وغيرها ،مع اإلشارة إلى تنوع مصادر التهديد واألنشطة غير المشروعة التي أوجدتها العولمة ،وباتت تهدد األمن البشري.
الدولية التأسيسية:
ّ .2نظريات العالقات
اقعية والنظرّية الليبرالية ،وتجديداتهما النظرّية التي
الدولية التأسيسية في هذا البحث كل من النظرّية الو ّ ّ يقصد بنظريات العالقات
البنائية التي ظهرت كجسر بين تلك النظريات التأسيسية ّ انطلقت منذ أواخر العقد األخير من القرن الماضي ،إضافة إلى النظرّية
والنظريات التأملية ما بعد الحداثة منذ عام .0228
الدراسات السابقة
الدولية
ّ تتميز هذه الدراسة عن غيرها من الدراسات السابقة باهتمامها باألطر التوافقية لالفتراضات األساسية لنظريات العالقات
التأسيسية حول مفهوم األمن الدولي في سياق بعده الفكري والتطبيقي ،إذ تتناول التقارب بينها من حيث وحدة التحليل والموضوعات،
ّ
وتعمل على ربطها بالتغيرات البنيوية للنظام الدولي ،ولذلك تأتي هذه الدراسة كمحاولة توفيقية بين الدراسات النظرّية التي رفضت
ّ
الدولية ،ولعل دراسة توفيق بوستي( )2112بعنوان مفهوم األمن في منظورات العالقات ّ التقارب التحليلي بين نظريات العالقات
الدولية من الدراسات المهمة التي أشارت إلى أن هناك تقاربا في تعريف األمن الدولي بين المنظور الواقعي الجديد القائم على حماية ّ
ّ ّ
أهمية التركيز على التفاعالت المدنية البنائي القائم على ّ جية ،والمنظور الداخلية والخار ّ
ّ المجتمع السياسي في الدولة من التهديدات
ّ
الدولية ،وهو ما عزز من قوة االفتراضات األساسية لهذه الدراسة ،لكن دراسة سليم قسوم ()2112 ّ ما دون الدولة ،ونتيجة للمتغيرات
األمنية ،وقد أنكرت قدرة النظريات التأسيسة على تفسير المقاربات الجديدة للموضوعات ّ بعنوان اال ِّّتجاهات الجديدة في الدراسات
اإلنسانية االتّجاهات التأملية التي تركز على النوع االجتماعي والخطاب العالمي والنزعة في العالقات الدولية ،إذ ركزت على ِّ
ّ ّ ّ
كمرتكزات أساسية جديدة في مفهوم األمن الدولي ،في حين حاولت هذه الدراسة أن تقارب بين تلك النظريات.
ّ
وفي ناحية أخرى؛ قدمت )2112( Clara Eroukhmanoffدراسة بعنوان ،International Relations Theory
اقعية الجديدة قد جعلت من مسألة توازن القوى البعد األهم في سلوك الدول الخارجي ،وفي حين أن الليبرالية الجديدة حيث تجد بأن الو ّ
ّ
باتت تهتم أكثر بمسألة األمن الجماعي في مواجهة التهديدات من غير الدولة ،كذلك ّبينت دراسة )2112( John Baylisبعنوان
ّ
اقعية والليبرالية بشأن تفسير األمن
ّ و ال بين النظر وجهات في دائم خالف وجود ، International and Global Security
الدولي ،إذ المعضلة الدائمة تتعلق بالتوتر المستمر بين األمن الوطني واألمن الدولي ،على الرغم من االرتباطات الكبيرة التي خلقتها
ّ ّ ّ
الدولية :دراسة في المنطلقات واألسس ،وأشار فيها ّ العولمة ،كما قدم عديله ( )2112دراسة بعنوان تطور الحقل النظري للعالقات
إلى أن مفهوم األمن الدولي بدأ ينتقل من مفهومه العسكرّي إلى األمن الجماعي إلى األمن العالمي مدفوعا باألطروحات الليبرالية
ّ ّ ّ
الدولية ،وأما دراسة Steven L.
ّ العالقات يات ر نظ في ئيس ر ان و كعن يتضح بدأ هام عموضو وهو المتبادل، نحو التعاون واالعتماد
)2112( Lamyبعنوان Contemporary Mainstream approaches: New-Realism and New-liberalism
النظرية التقليدية
ّ أوالً :مفهوم األمن الدولي في اال ِّّتجاهات
ّ
مر بها النظام الدولي في نهاية القرن الماضي عن حدوث تغيرات في بنية النظام وحدود تفاعله ،كما أسفرت األحداث التي ّ
ّ
برزت موضوعات جديدة ،تمثلت بتنوع مصادر التهديد وظهور المشكالت الكبرى ما فوق الدولة التي أفرزتها العولمة بجوانبها
المختلفة ،إذ ظهرت هناك صور جديدة لمفهوم الخطر والتهديد في النظام الدولي.
ّ
.1المفهوم العام لألمن الدولي وتمييزه عن المفاهيم المرتبطة به
ّ
أ .المفهوم العام لألمن الدولي:
ّ
الدولية منذ نهاية الحرب الباردة وحتى الوقت الراهن ،حيث بدا أن المفهوم تتجاذبه ّ شغل موضوع األمن الدولي أجندة العالقات
ّ
أهمية تحقيق توازن القوى ،ومنها ما يربطه بأمن المجتمع الدولي ( Acharya, 2016, ّ و الدولة بأمن بطه عدة متناقضات ،منها ما ير
ّ
هابية ،أو من
الدولي ،سواء من قبل الحكومات المستبدة أم من قبل الجماعات اإلر ّ ،)p449وبدا البحث في مصادر التهديد لألمن
ّ
قبل الدول الخارجة عن القانون الدولي (الدول المارقة) التي تمارس االنتهاك الشديد لحقوق اإلنسان وتهدد السالم العالمي أم ار هاما
ّ ّ
دولياً.
ظمة له ّ القانونية المن ّ
ّ ال بد من وضع القواعد
الدولية القائمة ،هل هي صراعية أم تعاونية ،فمن وجدها بيئة ّ وفي ناحية أخرى اختلف الباحثون حول اإلقرار بطبيعة البيئة
ِّ
أمنية ،وهؤالء هم أنصار فكرة نظام توازن القوى ،ومن أنصار هذا االتّجاه Hans صراعية جعل من االعتداء أم اًر مبر اًر لغايات ّ
Henry Kissinger، Friedrich Hayek،dward H. Carr،Morgenthauوغيرهم ،وفي حين وجدها البعض تتضمن انسجاماً
نسبياً في المصالح ،وهؤالء هم أنصار فكرة نظام األمن الجماعي ،مما أنكر اإلقرار بمسألة االعتداء ،ورأى فيها انتهاكاً للمنظومة
ّ
الفكرية ذاتها ،وهذا نجده عند .Steve Smith ، Josef Nye ،Woodrow Wilson ،Immanuel Kan
ولذلك اهتم الطرف األول بالتركيز على مسألة "نظام توازن القوى" ،باعتباره الحالة التي يتسم بها توزيع القوة بين عدد من الدول
نسبيا ،إذ ال تكون ألية دولة القدرة على فرض هيمنتها على ما عداها من الدول(سليم ،2224 ،ص ،)016وقد يتطلب بشكل متعادل ً
دولية للتحالف ومحاربة التهديد أو اإلخالل بالوضع القائم من طرف آخر ،في الوقت الذي نجد فيه الطرف هذا النظام إيجاد محاور ّ
الثاني مهتماً وداعماً لفكرة نظام األمن الجماعي؛ إذ دعا إلى تعزيز االستقرار لوحدات النظام الدولي وعدم تعرضها لالعتداءات ،إذ
ّ ّ
دولية ،والعمل على تأمين كيان النظام الدوليّ مات ظ
ّ من أم سياسية وحدات ا
و أكان اءو يتحمل جميع األطراف مسؤولية رد العدوان ،س
ّ
والمجتمع الدولي من األخطار التي تهدده على صعيد الفكر والمعتقد والممارسة (اللحيدان ،)0222 ،وبهذا المعنى فإن األمن الدولي
ّ ّ
الوطنية للدول وال يتقيد بالمتغيرات التي تتحكم في تحديد األمن القومي لها ،إذ يشير المفهوم إلى أمن جميع ّ يجب أن يتخطى الحدود
ّ
الدول بغض النظر عن الحواجز بينها ،أو اختالف نظمها السياسية واالقتصادية واالجتماعية ،وبما يساهم ي تحقيق األمن الجماعي
ّ
لجميع الحكومات ومجتمعاتها السياسية.
االتّجاه؛ ال يمكن لألمن الدولي أن يتحقق حالياً بالوسائل العسكرّية فقط ،كما أنه ال يقتصر على أدوار القوى وفي ضوء هذا ِّ
ّ
العظمى فقط ،ال بل يشمل الدول الصغرى ،إذ إن هناك العديد من المشكالت الكبرى التي تتجاوز قدرات الدول ،منها ما يتعلق ُ
بالفقر والبطالة وتكافؤ الفرص والتلوث البيئي ،والنمو السكاني ،واإلرهاب ،واللجوء ،واألمراض ،وشح الموارد ،وإعادة توزيع الثروة،
يعدها بعض الباحثين من أهم اعتبارات "نظام األمن العالمي" في الوقت الراهن وتحقيق العدالة بين فقراء العالم وأغنيائهم ،وهذه ُّ
ّ
يعبر
طى مهما فيه ،وبحيث ّ اإلنساني بوصفه مع ً تعبر عن األمن(غريفيش وأوكالهان ،0224 ،ص )42الذي بات يتضمن جوانب ّ
ّ
اإلنسانية المكتسبة
ّ عن سعي المجتمعات لضمان حقها في البقاء ،مما قد يؤدي إلى تدني احتماالت الضرر بأي من القيم
(.)Acharya, 2016, p451
ب .مفهوم األمن اإلنساني
ّ
على عكس العديد من المفاهيم التي طورها الباحثون خارج إطار علم السياسة ،ويعد مفهوم األمن اإلنساني من المفاهيم األساسية
ّ
الدولية ،وقد تعددت التعريفات المقدمة لألمن اإلنساني بناء على الخلفية ّ التي تبلورت بعد نهاية الحرب الباردة في حقل العالقات
ّ
النظرّية للباحثين ،ولكن ومنذ عام 0220نجحت الجمعية العامة لألمم المتَّحدة في تبني القرار رقم A/RES /022/77حول تحديد
الدولية ،وقد أشار القرار إلى أن األمن اإلنساني يتضمن ركيزتين أساسيتين ،القضاء على ّ مرتزكات األمن اإلنساني في العالقات
ّ ّ
العوز (بمعنى تلبية الحاجات األساسية) ،والقضاء على الخوف (أي الحماية وتحقيق األمن) هذا فضالً عن حق اإلنسان في العيش
بكرامة (خفاجة ،)0224 ،وفي جانب آخر يعتقد أنصار التوجه الليبرالي بأن مفهوم األمن اإلنساني أصبح مرتبطا بشكل كبير
ّ
بالتماسك االجتماعي ،واحترام حقوق اإلنسان وسيادة العدالة وثقافة المجتمع وتحضره ،ومدى تعاون الدولة وتفاعلها اإليجابي مع
المجتمع الدولي ،إذ إن األمر يتجاوز مسألة أمن نظام الحكم واستقرار المؤسسات ،ولذلك يجد البعض أن مفهوم األمن اإلنساني هو
ّ ّ
مفهوم شامل يضم العالقات االجتماعية للجماعات في الدولة بشكل أساسي ،وأنه يرتبط بالتحرر من الخوف بغياب العنف المسلح،
وحماية حقوق اإلنسان األساسية ،وتوفير فرص التعّلم والرعاية الصحية وفرص العمل (العلي ،0226 ،ص.)024-026
ج .مفهوم األمن العالمي:
ّ
تغير المشهد الدولي بعد الحادي عشر من سبتمبر/أيلول ،0222ظهرت دعوات إلعادة النظر في االفتراضات األساسية مع ّ
ّ
أهمية كبرى في النظام الدولي،عالمي ،إذ أصبحت تطرح موضوعات جديدة ذات ّ لمفهوم األمن الدولي وإعادة تعريفه على أساس
ّ ّ ّ
ظمة ما دون الدولة، الدولية من غير الدولة ،كالجماعات المن ّ ّ دوليون ذوو تأثير كبير في العالقات كما أصبح هناك فاعليون ّ
الدولية ما فوقها ،وهو ما أدى إلى تنوع مصادر التهديد التي لم تعد عسكرّية بشكل أساسي (أبو مور ،0223 ،ص،)31 ّ ظماتوالمن ّ
الدولي ما زال يفتقر في الواقع إلى سلطة مركزّية تحول دون انتشار الصراعات العابرة للحدود ا ّ
لقومية ،إال
ّ
وعلى الرغم من أن النظام
اإلنسانية على اختالف مشاربها"،
ّ أنه يمكن تعريف األمن العالمي بأنه "ذلك األمن الذي يحقق االستقرار ،ويواجه التهديدات للقيم
ّ
العظمى والدول الصغرى في النظام ُ الدول على ة
ر كبي ضغوطا ل كّ تش الت
ز ال التي التهديدات اجهة و بم ويرتبط مفهوم األمن العالمي
ّ
الدولي للحفاظ على األمن ،والحد من مسألة انتشار العنف واإلرهاب ،لكن وعلى الرغم من ذلك؛ فال زالت هناك إشكاليات كبيرة
ّ
الدولية ،وتعزيز عمل المؤسسات التعاونية بينها لتوزيع المكاسب غير المتكافئة التي تنبع من ّ ة القانوني
ّ اعد و الق تطوير ة بأهمي
ّ تتعلق
هذا األمن التعاوني (.)Viotti, 2016, p288-293
وفي ناحية أخرى يعتقد أنصار مدرسة كوبنهاجن بأن مفهوم األمن العالمي أوسع بكثير من مفهوم األمن الدولي ،كما أنه ال زال
ّ ّ
الدوليين في المجتمع الدولي ،وبحيثّ للفاعلين تقليدية غير في طور التشكل والتكوين ،ويعرفونه أنه األمن الذي يشتمل على تهديدات
ّ
الدولية والشركات المتعددة الجنسية والتنظيمات ما دون الدولة وحتى األفراد ،ومن أمثلة تلك التهديدات ّ ظمات تتجاوز الدول والمن ّ
التغير المناخي وغيرها ،كما يعتقدون أيضا بأن الصور الفوتوغرافية العابرة؛ األمراض الفيروسية والمجاعات والمخاطر البيئية و ّ
والفيديوهات والرسوم الكاريكاتورية المثيرة للعواطف قد تسبب مصادر للتهديد عندما ينظر إليها على أنها مهينة للقيم والهويات
األساسية (.)Hansen, 2018, p595-598
النظرية التقليدية لألمن الدولي: ّ .2اال ِّّتجاهات
ّ
الدولية ،نظ اًر لكونه بات مرتبط ًا
ّ احتل موضوع األمن الدولي في النظام الدولي مساحة واسعة في موضوعات التنظير للعالقات
ّ ّ
بنتاج تفاعالت كل دولة عضو في النسق الدولي العام ،والذي يمثل مجموعة الوحدات المترابطة والمتفاعلة والمتشابكة معاً في بنية
ّ
الدولية لتقدم تفسيراتها الخاصة بها ،وعلى النحو اآلتي: ّ معولمة متغيرة ،إذ سعت نظريات العالقات
أ -اال ِّّتجاه الواقعي لألمن الدولي:
ّ ّ
اقعية بالتركيز على دراسة الوضع القائم للنظام الدولي من خالل االستدالل واالستقراء ،واالعتماد على منهج "أوجست اهتمت الو ّ
ّ
ركزكونت" المستند إلى إمكانية بناء علم لدراسة الظواهر السياسية وفق نفس األسس التي تدرس بها الظواهر الطبيعية ،حيث ّ
االتّجاه يربطون بين كشف القوانين السببية لظاهرة األمن بفكرة Morgenthauعلى الفلسفة المستخلصة من التاريخ ،وبدأ دعاة هذا ِّ
القوة (.)Morganthau, 1978, p 6-9
ولقد أدت سياسات القوى في القرن العشرين ،إلى بروز أفكار تحكمها وتحركها قواعد موضوعية تمثل انعكاسا لمجموعة القواعد
اقعية التي تضمنت العديد من المعطيات العامة التي تسلكها الدول في بحثها عن األمن ،وقد أدى هذا الطرح إلى تبلور األفكار الو ّ
األكثر قبوالً في ظل تنامي ظاهرة التشكيك بالنوايا بين الدول ،ومن أبرز ما تضمنته هذه األطروحات ما يلي ( Ned Lebow,
:)2016, p176-184
-يتم تفسير سلوك الدولة على أساس الطبيعة البشرية؛ فالدولة تسعى لتحقيق ذاتها كما يفعل الفرد.
-سيادة مفهوم القوة التي هي محدد لسلوك الدول حيث القوة بحجمها.
القومية.
ّ -تضارب المصالح بين الدول؛ لذلك فمن المهم التركيز على المصلحة
الدولية ليست إال حلبة للصراع.
ّ -توازن القوى يلعب دو اًر في االستقرار؛ إذ إن العالقات
-الفصل بين ما هو داخل الدولة وما هو خارجها ،وما بين السياسة واالقتصاد.
ب -اال ِّّتجاه الليبرالي لألمن الدولي:
ّ
جاءت األفكار الليبرالية األولى للحد من دور الدولة في النشاط اإلنساني ،على يد روادها األوائل ""Frank. H. Night
ّ
"و" "Fridrish Phone Haikو" "Emmanuel Kentو" ،"Jeremy Benthaحيث مثلت تلك األفكار تحديا كبي ار في مواجهة
الدولية لتعزيز
ّ الدولية آنذاك ،وبرغم ذلك التحدي شهدت النظرّية الليبرالية قفزات كبيرة في حقلها التنظيري مع تنامي الدعوات ّ السياسة
الدوليين مطلع القرن العشرين ،والتي تعززت بأطروحات الرئيس األمريكي " "Woodrow Wilsonعن الحرية والحقوق ّ السلم واألمن
القانونية (عقيل.)0221 ،
ّ األساسية لإلنسان والمساواة
وخالل مدة الحرب الباردة باتت تلك المسألة إحدى أهم القضايا التي تناولتها الليبرالية في أطروحاتها المنهجية ،إذ جعلت من
مسألة الحرية القيمة المثلى في العالقات السياسية على المستوى المحلي والدولي ( ،)Romaniuk, 2018لكن وإن كانت القيم
ّ
الليبرالية متجذره في مهدها الغربي إال أنها افتقرت إلى الشرعية في بقية أنحاء العالم ،وقد عّبر " "Stanley Hoffmanعن ذلك
الدولية هو
ّ الدولية في خالف دائم مع الليبرالية" ( ) Hoffman, 1987, p396في إشارة إلى أن واقع السياسة ّ بقوله":إن الشؤون
خاليية،
انعدام األمن والحرب والعدوان ،وبشكل عام استندت األفكار الليبرالية إلى مجموعة من األفكار التي تحمل معها أهدافا أ ّ
وتصورات حول القضايا التي تهم اإلنسان ،من أبرزها ما يلي (المصري ،0228 ،ص:)220-222
إن الطبيعة البشرية ليست عدوانية بشكل ثابت؛ وإنما هي متقلبة وتميل إلى الخير. َّ -
-هناك تجانس في المصالح لتصل إلى التوافق الطبيعي بين مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة.
-التعاون الدولي من األمور المهمة في تحقيق السلم الدولي ،وله فائدة مطلقة ،وهو ليس مرهوناً بقوة الدولة.
ّ ّ
الدولية.
ّ -إن مسألة الصراع والحرب ليست من المسلمات في العالقات
-صعوبة الفصل بين ما هو داخل الدولة وما هو خارجها ،وما بين السياسة واالقتصاد.
ج -اال ِّّتجاه البنائي لألمن الدولي:
ّ ّ
الدولية ال يتأثر فقط بسياسات القوة ،ولكن باألبعاد االجتماعية ،حيث إن العالقات في األمن أن البنائي جاه يرى أنصار ِّ
االتّ
ّ ّ
الدولية هي في الواقع هياكل وبنى اجتماعية ،كما أن التفاعل االجتماعي بين الدول يمكن أن يحدث تحوالً أساسي ًا ّ أساسيات السياسة
نحو المزيد من األمن الدولي ،ويعتقد Wendtبأن سياسة القوة هي فكرة تؤثر في الطريقة التي تتصرف بها الدول؛ لكنها ال تصف
ّ
كل السلوك بين الدول ،وتتأثر الدول بالهويات وبمسائل أخرى) ،) Wendt, 1992, p388-390ولذلك يجد أنصار ِّ
االتّجاه البنائي
ّ
أن األفكار إلى جانب القوة المادية تشكل أساساً في أمن وسالم البنيات االجتماعية في النظام الدولي ،إذ تساهم المكونات الثقافية
ّ
األمنية ،إذ تلعب الهوية الثقافية دو اًر في تحديد أولويات الدولة والتأثير في سلوكياتهاّ لدى صناع القرار بالتأثير في اهتمامات الدولة
تجاه اآلخرين ،وبشكل عام هناك مجموعة من األساسيات الفكرية لهذه النظرّية ،هي على النحو التالي (المصري ،0228 ،ص:)000
إن النظام الدولي يتكون من بناء مادي واجتماعي ،حيث إن البناء االجتماعي هو األهم. َّ -
ّ
الوطنية للدول من خالل التفاعل مع بنية النظام الدولي االجتماعية.
ّ -تتحدد المصلحة
ّ
عمليات التفاعل المستمر بين الفاعل والبناء.
-يتحدد األمن من خالل ّ
عد الهوية والثقافة من المسائل األساسية في سلوك الدول الخارجي. -تُ ُّ
ّ
التي دفعت الرئيس جورج بوش االبن لتبني سياسة "الضربة الوقائية" واعتماد نهج "من ليس معنا فهو ضدنا" (عبد العظيم،0226 ،
الداخلية للدول.
ّ وكرس سياسة التدخل والحرب واالحتالل في الشؤون دولياً ضد اإلرهابّ ،ص ،)432إذ شكل تحالفاً ّ
الدولية ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2111 ّ .1طبيعة المتغيرات
الدوليين منذ عام 0222وحتى الوقت الراهن ،وعلى النحو اآلتي: ّ شهد النظام الدولي تغيرات كبيرة على مستوى الفاعلين
ّ
أ .بروز قوى سياسية واقتصادية جديدة:
لم تدم مرحلة تفرد الواليات المتَّحدة بقيادة النظام الدولي طويالً مع حدوث هزات عنيفة لالقتصاد األمريكي عامي ،0222/0224
ّ
ورافقه توسع في عولمة السوق ،وحدوث طفرات كبيرة في اقتصاديات بعض الدول ،وبحسب إحصائيات البنك الدولي لعام 0222
ّ
أصبحت الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الواليات المتَّحدة ،بناتج محلي إجمالي بلغ 6.1ترليون دوالر أمريكي ،واستمرت
في تحقيق نمو مضطرد وصل عام 0224إلى 23ترليون دوالر ،في الوقت الذي تحسن فيه االقتصاد الياباني ليصل إلى 1ترليون
دوالر ،والهند 0.6ترليون دوالر ،وروسيا إلى 2.7ترليون دوالر ،وأما بالنسبة لمجموعة االتحاد األوروبي فقد بلغ ناتجها اإلجمالي
ّ
24ترليون دوالر بزيادة قدرها 3ترليون دوالر عن االقتصاد األمريكي ( ،)worldbank, 2019وقد انعكس ذلك النمو على زيادة
اإلنفاق العسكرّي لتلك الدول؛ ليرتفع في الصين من إلى 17إلى 032مليار دوالر ،وفي روسيا من 12إلى 78مليار دوالر ،وفي
الهند من 10إلى 77مليار دوالر ،وفي مجموعة االتحاد األوروبي من 082إلى 072مليار دوالر عام .)SIPRI, 2019( 0224
ّ
الدولية وتنامي قدراتها التكنولوجية والمعلوماتية ،وزيادة
ّ ولقد أدى التطور االقتصادي للدول الصاعدة وانغماسها الكبير في التجارة
إنفاقها العسكرّي ،إلى بروزها بوصفها دوال منافسة جديدة للقيادة األمريكية للنظام الدولي الذي بات يتسم بالتعددية القطبية ،والسيما
ّ
بعد حدوث انكفاء وتراجع للدور األمريكي في عهد الرئيس "باراك أوباما" وتبنيه الستراتيجية تحويل الواليات المتَّحدة من قوة منفردة
في ييادة النظام إلى قوة مسؤولة عن النظام (قاعود والجعب ،0226 ،ص ،)48وكذلك جاءت سياسة الرئيس دونالد ترامب لتخفيض
جية .ودعوة الدول الحليفة لتحمل نفقات أمنها ،كنتيجة واضحة لتراجع الدور األمريكي عن ييادة النظام العالمي منفردة. نفقات الخار ّ
ّ
بالمقابل برز هناك دور سياسي واقتصادي جديد للقوى الصاعدة في مجلس األمن الدولي ،فقد استخدمت روسيا والصين حق النقض
ّ
" " Vetoمرات متكرره تجاه الق اررات األمريكية التي تدين الحكومة السورية وتمنحها حق التدخل ،في الوقت الذي أعلنت فيه روسيا
عام 0221عن تدخلها العسكرّي المباشر لدعم الحكومة السورية ،وضم شبه جزيرة القرم بالقوة المسلحة ،واقتطاعها من أوكرانيا،
كما تصاعدت الدعوات الروسية-الصينية إلعادة النظر بقواعد عمل النظام االقتصادي العالمي وضرورة إصالح مؤسساته (رايدن
ّ
وريتش ،0226 ،ص ،)16-17ولذلك يجدأ انصار التيار الواقعي الجديد أن هناك مسألتين هامتين تعيقان استقرار التعاون الدولي
ّ ّ
بين الفواعل الرئيسيين في النظام الدولي على المدى البعيد ،وهما :مسألة الغش وانعدام الثقة ،ومسألة نسبة المكاسب من التفاعل
ّ
الدولي (بوستي.)0222 ،
ّ
األمنية:
ّ وتغير استراتيجياته
توسع حلف الناتو ّ ّ . ب
شهد حلف الناتو منذ نهاية العقد الماضي دعوات لتوسع إطار التعاون األمني اإلقليمي مع الدول المجاورة للحلف ،فظهرت عدة
ّ
األطلسية ،والمجلس
ّ ة األوروبي
ّ اكة
ر الش ومجلس المتوسطي، مبادرات للشراكة ،منها مبادرة الشراكة من أجل السالم ،ومبادرة الحوار
المشترك مع روسيا( )وقد سهل ذلك دخول عدد من دول أوروبا الشريية كأعضاء في الحلف كبولندا والتشيك والمجر عام ،2222
كما توسع الحلف ليضم دوال كانت فيما مضى تعد أطرافاً عدوة ،كدول البلطيق ورومانيا وبلغاريا وسلوفانيا وسلوفاكيا عام ،0228
وألبانيا وكرواتيا ،0222وتوسعت نشاطات الحلف العسكرّية في كوسوفو وأفغانستان 0222والعراق .0223
ومنذ العام 0222أضاف الحلف إلى استراتيجيته العسكرّية مسألة مكافحة اإلرهاب والقرصنة البحرية في العالم؛ إذ هاجم القراصنة
الصوماليين في خليج عدن ،وتدخل عسكرّيا في أفريقيا لقصف القوات الحكومية في ليبيا ،0222ومحاربة اإلرهاب في مالي ،0221
وبالمقابل وجه قادة الناتو تأكيدات أن أعمال الحلف خارج حدود أوروبا ال تستهدف روسيا بأي شكل من األشكال ،إال أنه وفي ضوء
العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا تجاه تدخلها في األزمة األوكرانية عام ،0228واعتبر الرئيس الروسي فالديمير بوتين أن
توسع الحلف يمثل تهديدا مباش ار لروسيا ،ورفض بأي حال انضمام جورجيا وأوكرانيا له ،ودعى إلى وضع ترتيبات جديدة لألمن
أوروبية بدال من حلف الناتو (رايدن وريتش ،0226 ،ص.)87-81 ّ والدفاع في أوروبا بهدف خلق نظام أمن جماعي ذي هوية أكثر
ّ
انظر الموقع الرسمي لحلف شمال األطلسي على شبكة اإلنترنت /https://www.nato.int
ّ
منتديات كبرى لألمن ( ،)Lamy, 2016, p127ولذلك يأتي مؤتمر ميونخ لألمن( )ليمّثل نموذجا للتعاون والتنسيق األمني
ّ
المؤسسي على المستوى الدولي ،كما تدلل بياناته وتقاريره على تنوع مصادر التهديد؛ حيث لم تعد الدولة مهددة من مثيالتها ،بل من
ّ
هابية ،ومافيا تجارة المخدرات ،وتجارة البشر ونحوها، ّ اإلر الجماعات و التمرد، وميليشيات االنفصالية، الفاعلين اآلخرين ،كالحركات
الدولية لألمن نموذجا لتعميق هذه الرؤية ،وهو ما أفرز مسألة "التنسيق األمني العالمي" بين الدول. ّ ولذلك باتت المؤتمرات
ّ ّ
األمنية والتهديدات المحتملة العابرة للحدود ،تعمقت فكرة التهديدات الموجهة في أحيان كثيرة للقيم التي ّ ومع تعقد تركيب المسألة
دولية أو المشاركة فيتحملها الدول ونمط عيشها ،بعيدا عن مسألة السعي لتوازن القوى ،وهو ما قد يدفع الدول لالنخراط بتحالفات ّ
عالمية تتجاوز حدود الدول ،وعلى رأسها اإلرهاب ،إذ ّ دولية تتبنى نفس القيم االجتماعية التي تحملها ،إذ إن هناك إشكاليات ائتالفات ّ
الدولية بينها ،وترك المصالح
ّ قد يأتي أحيانا من جماعات أو دول مخالفه للمعتقد ،وهو ما يستوجب السعي للتخفيف من آثار التناقضات
يتميز بقبول فكرة الشمولية وتوسيع اآلنية لصالح فوائد أكبر للتعاون الدائم ،وقد أدى ذلك إلى ظهور مفهوم "األمن التعاوني" الذي ّ
األمنية ،واالعتماد على الحوار بين األطراف ،والتحرك الجماعي لتوفير متطلبات األمن (بوستي ،)0222 ،وقد ّ المشاركين باألجندة
ّ
للقومية" ،كالتحالف الدولي ضد اإلرهاب ،إذ اإلقرار بوحدة الخطر ،والعالقات التعاونية األمنية العابرة باتّجاه إنشاء "التحالفات يتطور ِّ
ّ ّ ّ
وعالمية التحالف الموجه ضد الطرف المعتدي ،إال أن هناك شكاً بإمكانية إيجاد عالقات أمنّية ّ المتوازنة ،وانسجام المصالح بين الدول،
ثابته طويلة األجل .لكن وعلى الرغم من خروج بعض الدول على القوانين الدولية إال إن ذلك لم ِّ
ينف وجود "االلتزامات الدولّية". ّ
.2األمن الدولي باعتباره منظومة مصالح متشابكة من وجهة النظر الليبرالية الجديدة:
ّ
االتّجاه بين مسألة األمن الدولي وتجميع المصالح المشتركة بين الدول ،إذ إن التهديد لم يعد عسكرّيا وموجها لقد ربط أنصار هذا ِّ
ّ
فقط للدول ،إنما أصبح ذا أبعاد غير عسكرّية ،وقد يكون موجهاً لألفراد والجماعات ،وبات يشمل تهديد ييم الحرية والفردية ،إلى
جانب التهديد الفكري والثقافي الموجه للمرأة خصوصا ،والنوع االجتماعي عموما ( ،)Eroukhmanoff, 2017, p104وإذ تعد
مسألة القيم مسألة حتمية في عالقة الدولة بالفرد ،ويقع على كاهلها مسألة سالمة وأمن األفراد وحماية مصالحهم ،وهو األمر الذي
األهلية الليبرالية.
ّ قد يدفعها لالنضواء في "منظومات تعاونية ليبرالية" تشترط في عضويتها
االتّجاه فكرة السالم الديمقراطي والمصالح المتشابكة على المستوى الدولي ،ويعتقد " "Doyleبأن الدول كما يتبنى أنصار هذا ِّ
ّ
الليبرالية التي يشارك الشعب فيها باتخاذ ق ارراته السياسية؛ تميل للحفاظ على ثرائها الذي خلقته المصالح المشتركة ،في حين أن
الدول السلطوية هي دول أكثر فقرا ،وليس لديها ما تخسره فيما إذا انخرطت بصراعات مع غيرها ( ،)Doyle, 1995, p180ولذلك
عالمية القيم الليبرالية وإمكانية انتشارها في العالم ،بعكس األطروحات التي قدمها " "Huntingtonالتي أكدت ّ ال بد من التأكيد على
أصالة الليبرالية بوصفها ثقافة غربية فقط.
وانطالقاً من الفكرة السائدة أن الدول الديمقراطية ذات المصالح المشتركة ال تحارب بعضها ،فقد باتت تتصاعد مسألة الرشد في
األمنية" ،حيث يمثل االتحاد
ّ اتخاذ الق اررات السياسية ،والسيما مع المحيط الجغرافي ،وهو الذي أدى إلى بروز ما يسمى "بالجماعة
األوروبي نموذجا لهذه الحالة ،وفي هذا الصدد يشير " "Buzanإلى أن دول غرب أوروبا قد تحولت إلى التكامل األمني اإلقليمي
ّ ّ
عبر تعميق عالقاتها الثنائية بعد أن خاضت حروباً عسكرّية وسباقاً في التسلح ( ،)Buzan, 1991, p188-190إذ كان ذلك ناجما
مجتمعا متسانداً وشراكة اقتصادية أرست األمن ،وحلت ً عمليات نضج سياسية واقتصادية منذ معاهدة روما ،2216والتي أنتجت عن ّ
الخالفات فيما بينها بطرق سلمية (والت .)0228 ،هذا ويتميز هذا النظام باإلقرار بتوافق المصالح واألحالف التنافسية الموجهه
ظمة في الجماعة. جية غير المن ّ للدول الخار ّ
أهمية المحافظة على الدولية ،إذ ترسخت قناعة ّ ّ األوروبية الناجحة إلى تعميم هذه الفكرة في مختلف األقاليم
ّ ولقد أدت التجربة
الوطنية من خالل االنخراط في "التكتالت االقتصادية اإلقليمية" والقائمة على القواعد الرأسمالية للتجارة الحرة، ّ مصالحة الدولة
ظمات اإلقليمية بإعادة النظر بمواثيق تأسيسها بالتركيز على البعد االقتصادي األمني اإلقليمي ،وقامت بعض المن ّ والتعاون والتكامل
ّ
للتنظيم والهوية اإلقليمية ،كرابطة اآلسيان (تم تعديل الميثاق ،)0226واالتحاد األفريقي (تم تغيير المسمى وإقرار ميثاق جديد
ظمة شنغهاي (تم تعديل المسمى وإقرار ميثاق جديد )0222واتحاد أمريكا الجنوبية (إعادة تشكيل بضم دول األنديز ،)0220ومن ّ
الدولية
ّ األمنيون من المن ّ
ظمات ّ يعقد مؤتمر ميونخ لألمن الدولي في مدينة ميونخ األلمانية كل عامين ،ويحضره رؤساء الدول والحكومات والخبراء
ّ
على المستوى الدولي ،ويناقش كافة المسائل السياسية واالقتصادية واالجتماعية التي تؤثر في األمن الدولي.
ّ ّ
مع مجموعة ميركوسور ( )MERCOSURوإق ارر ميثاق جديد ) 0224وغيرها( ،)حيث يزدهر في ظلها حالة من االستقرار
اإلقليمي ،إذ إن العالقة تبادلية بين وجودها وحالة السلم اإلقليمي ،ولذلك تبدو أطروحة الحرب غير واردة في أجندات الدول الثنائية،
كما أنه من خالل هذه المؤسسات يمكن ضبط سلوك الدول األعضاء فيها ،كما يمكن ممارسة الضغوط عليها لتعديل سياساتها
جية ،من خالل سياسة اشتراطية المساعدات االقتصادية لألعضاء وغير األعضاء. الداخلية والخار ّ
ّ
وإن تحقيق أمن الدول لم يعد متعلقا بدور الدولة وحدها ،وأصبح يستند إلى وجود ترابط واضح ما بين الدول وغير الدول على
جماعية
ّ وسع " "Charles Lamorذلك الطرح عبر رؤية الدولي ( ،)Coetzee and Hudson, 2012وقد ّ المستوى المحلي و
ّ
القومية في
ّ الدولية فوق
ّ ظمات لألمن بإطار توازني مؤسساتي بينها ( )Larmore, 1990. p344-347إذ ال يمكن إغفال أدوار المن ّ
ظمات المدنية غير الحكومية في التأثير في مسألة ضبط سلوك الدول والحد من تجاوزاتها ،وبنفس الوقت ال يمكن إغفال دور المن ّ
الحقوق األساسية لإلنسان زمن الحرب والسلم ،وإمكانية تحقيق التوازن في عالقة التفاعل اإليجابي بين الدول والجماعات داخل
األمنية".
ّ المجتمع الدولي ،وفي ضوء ذلك برز نوع من "التركيب البنيوي للمسائل
ّ
البنائية:
ّ ة النظري
ّ نظر وجهة من ة إنساني
ّ - اجتماعية منظومة ه
باعتبار الدولي األمن .3
ّ
لقد قدمت الصراعات اإلثنية رؤية هامة لدعاة البعد االجتماعي للنظام الدولي ،إذ قدموا طرحاً رائداً في تفسير مقاربات األمن
ّ
عمليات اجتماعية ّ الدولية وفق أسس اجتماعية ثقافية ،حيث اعتقدوا بأن الهوية والمصلحة تتفاعل معا عبر ّ الدولي في العالقات
ّ
جية تحدد طبيعة مسلكيات الدول ،فموضوع سعي الدول للبحث عن القوة هو في الواقع أمر مرتبط باألبعاد الثقافية لرؤية داخلية وخار ّ
ّ
اإلنسانية في ظل ظروف ّ مجتمعات الدول عن بعضها البعض ،إذ ال بد من تغيير هذه القناعات والتركيز على أمن المجتمعات
التهديد العابرة للحدود بدال من التركيز على توازن القوى(.)Barnett, 2016, p161
الدولية منذ نهاية الحرب الباردة، ّ ولقد برزت مسألة األمن المجتمعي بوصفها إحدى أهم المسائل المطروحة في أجندة السياسة
حيث حدثت تطورات مهمة في مجال حماية حقوق اإلنسان بعد التدخل الدولي لحماية األقلية الكردية شمال العراق عام 2222وفي
ّ
الداخلية
ّ ن الشؤو في التدخل عدم مبدأ على التركيز اجع يوغسالفيا السابقة وكوسوفو ،2224-2228وليبيا 0222وغيرها ،مقابل تر
للدول ،والذي يعد أحد المبادئ األساسية في هيئة األمم المتَّحدة ،إذ تشير الفقرات المتعلقة بحقوق اإلنسان في ميثاق األمم المتَّحدة
،3/2و 11و 17إلى إنشاء أساس قانوني للتدخل الدولي لحماية حقوق اإلنسان؛ حيث تجده مصلحة أكيدة للمجتمع الدولي (بيليس،
ّ ّ ّ
،0228ص ،)408وقد كان ذلك مدفوعاً بحدوث نوع من الوفاق الدولي للمسائل المتعلقة بحماية المدنيين ،وضرورة تأمين إيصال
ّ
المساعدات للمحتاجين لها في مناطق الصراع األهلي أثناء اندالع تلك األزمات.
ّ
ومنذ اندالع أحداث الربيع العربي 0222تنامت مسألة عولمة حقوق اإلنسان مقابل حدوث تراجع في مسألة السيادة ،والتي لم
تعد مبر ار النتهاك حقوق اإلنسان األساسية ،وبرزت الدعوات إلخراج المسائل المتعلقة بحقوق اإلنسان من نطاق االختصاص المطلق
للدولة ،بحجة عدم تمكن الدول المنتهكة لحقوق اإلنسان من اإلفالت من الجزاء المناسب ،مستندين إلى المادة 17من ميثاق األمم
المتَّحدة التي تنص على أن" :يتعهد جميع األعضاء بالتعاون مع الهيئة إلشاعة احترام حقوق اإلنسان والحريات األساسية للجميع
الدولية لمكافحة جريمة إبادة الجنس البشري ،والمادة 3المشتركة بين اتفاييات جنيف األربعة لعام 2282 ّ دون تمييز" وإلى االتفاييات
(بن عبيد ،0222 ،ص.)42-62
األهلية،
ّ األخاليية ،السيما في ضوء التعقيد الحاصل للصراعات ّ الدولية أكثر ارتباطا بالمعايير
ّ ووفق تلك الرؤية ،بدت العالقات
حيث بدت شرعية بعض أنظمة الحكم في العالم الثالث ،وكأنها مرهونة بطبيعة عالقتها بشعوبها (دن ،0228 ،ص ،)337وبدت
الدولي المتصاعد من جهة أخرى أم اًر واجباً ّ
اإلنسانية من جهة ،ومحاربة اإلرهاب ّ مسألة إقرار جميع الدول بحماية القيم
( ،)Eroukhmanoff, 2017, p104وبالتالي كان لهذا التطور دور هام في بروز فكرة "األمن اإل نساني".
ّ
الدولية ،والذي بات يتجلى ببروز أدوار جديدة لهيئة ّ ظمات اإلنساني للمن ّ وقد أشار " "Joseph Nyeإلى وجود دور هام للبعد
ّ
عالمية معنية بتحقيق السلم األهلي عبر فرض مزيد من القيود على حرية الدول االعضاء في التعامل
ّ ّ األمم المتَّحدة بوصفها من ّ
ظمة
مع مواطنيها ( ،)Larmore, 2001. p344-347وبذلك تتشكل الرؤية التأملية إليجاد "مجتمع عالمي جديد" يتجاوز النظام القائم
ّ
الوطنية ،حيث يمنح هذا النظام الدول المتقدمة الحق للتدخل في شؤون الدول التي تنتهك فيها القيم األساسية ّ على فكرة السيادة
الدولية ،والسيما النظرّية النسوية االتّجاه يتعاظم بشكل كبير لدى أنصار التيارات التأملية في العالقات لحقوق اإلنسان ،وقد بدا هذا ِّ
ّ
إنسانية (قسوم،
ّ ونظرّية ما بعد الحداثة ،واللتان بدت دعواتهما واضحة إلعادة التعريف بمفهوم األمن الدولي؛ انطالقا من أبعاد أكثر
ّ
،0224ص.)221-223
لكن ومنذ نهاية القرن الماضي تم التوييع على عدد من االتفاييات لتخفيض وتيرة سباق التسلح بين القوتين العظميين ،إذ وقعت
اتفايية معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى( )INFلسنة 2246وكانت أول معاهدة سعت إلى تخفيض كبير في عدد األسلحة
النووية ،والتي تجاوز مجموعها ما يقرب من 02ألف رأس حربي نووي عام ،2222ويوضح الجدول رقم ( ،)0كما جرت محادثات
بخصوص متابعة تخفيض األسلحة اإلستراتيجية ( ،)SALTووقعت بعد ذلك معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا (،)CEF
ومعاهدة الحد من الرؤوس الحربية ،وفي العام 2222جرى التوييع على معاهدة ( )START1ثم تبعتها معاهدة ( ،)START2تالها
عدة اتفاييات جرى بموجبها تخفيض آخر على عدد الرؤوس النووية المركبة على الصواريخ الباليستية (.)Potter, 2001, p9
الدولية للتوييع على حظر شامل للتجارب النووية ،حيث صادقت على المعاهدة 213دولة، ّ وفي عام 2227تكاتفت الجهود
لكن وعلى الرغم من تضاؤل المواجهة النووية بين القوى الكبرى ،إال أنه استمر انتشار األسلحة النووية وتكنولوجيا تصنيعها ،حيث
دخلت إسرئيل والهند وباكستان وكوريا الشمالية النادي النووي ،في حين تسعى ايران للحاق بها ،كذلك شهد العالم زيادة في اإلنفاق
العسكرّي مطلع القرن الواحد والعشرين ،إذ بلغ عام 0222ألف مليار دوالر أمريكي ،ثم واصل ارتفاعه ليبلغ مع نهاية عام 0224
العظمى ،ويوضح الجدول رقم إلى 2640مليار دوالر( ،)World Bank, 2019إذ يالحظ زيادة كبيرة في اإلنفاق العسكرّي للقوى ُ
(.)3
جدول رقم ()3
اإلنفاق العسكرّي للدول الدائمة العضوية في مجلس األمن بالمليار دوالر أمريكي
2112 2112 2112 2112 2111 2112 2112 2112 2112 2111 البلدان
733 720 732 632 648 626 782 723 847 802 الواليات َّ
المتحدة
032 021 222 272 236 224 44 72 16 82 الصين الشعبية
77 72 18 10 12 83 34 31 32 02 الهند
78 40 62 73 12 84 82 32 02 08 االتحاد الروسي
12 14 18 13 11 18 11 17 13 10 فرنسا
86 87 86 12 11 18 12 12 87 82 بريطانيا
المصدر :معهد استكهولم لدراسات السالم SIPRI-Milex-data-1949-2018
التدابير الرامية إلى معالجة الظروف المؤدية إلى انتشار اإلرهاب ،ثانياً :تدابير منع اإلرهاب ومكافحته ،ثالثاً :التدابير الرامية إلى
بناء قدرات الدول على منع اإلرهاب ومكافحته ،رابعاً :التدابير الرامية إلى احترام حقوق اإلنسان وسيادة القانون بوصفه الركيزة
األساسية لمكافحة اإلرهاب(.)1
الدولية ،فطالت معظم دول ّ هابية لم تتوقف على الساحة العمليات اإلر ّ ّ الدولية لمكافحة اإلرهاب إال أن
ّ وعلى الرغم من الجهود
االتحاد األوروبي والشرق األوسط وأفريقيا وغيرها من مناطق العالم المتنوعة ،وعليه فقد اعتمدت الجمعية العامة لألمم المتَّحدة في
ّ
قرارها رقم 62/022لسنة 0226إنشاء مكتب األمم المتَّحدة لمكافحة اإلرهاب ،والذي من مهامه (:)UN, 2019
-ييادة جهود مكافحة اإلرهاب من خالل الوالية الممنوحة من قبل الجمعية العامة لمنظومة األمم المتَّحدة.
-تعزيز التنسيق والتعاون العالمي ضمن إستراتيجية األمم المتَّحدة لمكافحة اإلرهاب.
ّ
-تعزيز مساهمة األمم المتَّحدة للدول األعضاء في بناء القدرات في مجال مكافحة اإلرهاب.
األولوية
ّ -تحسين الرؤية والدعوة لتعبئة الموارد الداعمة لجهود األمم المتَّحدة في مجال مكافحة اإلرهاب ،وضمان إعطاء
الدولية لمنع التطرف.ّ لمكافحة اإلرهاب على نطاق منظومة األمم المتَّحدة ،وتعزيز الجهود
الدولية لمكافحة اإلرهاب الدولي ،التحالف الدولي برعاية األمم المتَّحدة ضد (تنظيم الدولة ّ ومن األمثلة الحديثة على الجهود
ّ ّ
الدوليين ،إذ أصدر مجلس األمن خمسة بيانات رئاسية ،واتخذ 02ق ار اًر أممي ًا ّ اإلسالمية المعروف بداعش) والذي هدد األمن والسلم ّ
طالع على كافة هذه التدابير والجهود من خالل بشأن هذا التنظيم والجماعات المرتبطة معه منذ سنة 0228ولغاية اآلن ،ويمكن اال ِّّ
تقرير األمين العام لألمم المتَّحدة رقم ( )S/2016/92تاريخ .0227/2/02
.3التوافق على مسألة حماية حقوق اإلنسان:
الدولية بين األمن الوطني واألمن الدولي في مستويات مختلفة ،كما اتفقت على أن االتّجاهات النظرّية للعالقات لقد ربطت ِّ
ّ ّ ّ
اإلنسانية في المجتمع (زهرة ،0223 ،ص ،)284إذ تقع على كاهل الدولة مسألة أمن األفراد ّ المصلحة الخاصة للفرد أساس القيمة
وحماية مصالحهم ،في ظل بروز شبكات جديدة للتفاعل اإلنساني ،والتي دفعت نحو تجريد الدولة لعدد من وسائل قوتها ،حيث نقلت
ّ
الكثير من صالحياتها إلى أجهزة المجتمع المدني ومؤسساته ما دون الدولة ،وبذلك انتقل ذلك الدور من المستوى المحلي إلى
المستوى الدولي ،إذ يبدو أن البعد اإلنساني قد تنامى في أدوار األمم المتَّحدة منذ انتهاء الحرب الباردة ،وجعلها تنتقل من االهتمام
ّ ّ
ببناء الدول إلى االهتمام بما يجري داخل الدول ،ولعل البيانات المتكررة والصادرة عن مجلس األمن منذ عام 2220م تعد مؤش ًار
على ذلك االهتمام بموضوع حقوق اإلنسان (لوكابوري ،0222 ،ص.)038
األهلية ،واندالع الصراعات ّ إنسانية زمن الحروب
ّ وقد أسهم هذا الطرح في القبول بسياسات التدخل الدولي المسلح ألغراض
ّ
الدولية ،حيث تباينت تفسيراته بين النظريات، ّ اإلثنية باعتباره أم ار واجبا ،على الرغم من االختالف على مدى مشروعيته في المواثيق
العظمى كل اإلجراءات والتدابير الالزمة لفرض تشريعات خاصة تضمن حقوق لكن جميع األطراف اتفقت على أن تتخذ القوى ُ
الوطنية في دول العالم الثالث ( دن ،0228 ،ص ،)331إذ اعتبروه أم اًر ضرورياً لتحقيق األمن الدولي ّ اإلنسان على الحكومات
ّ
الدولية أن تراعي مسائل حقوق اإلنسان ،وأن تقوم بالتدخل لفرض ّ باعتباره أحد قواعد العمل الدولي المشترك ،كما أن على المؤسسات
ّ
العالمية ،السيما إذا ما وجدت هناك انتهاكا خطي ار لحقوق اإلنسان فيها (.)Dietzel, 2017, p93 ّ العدالة باعتبارها أحد المبادئ
العظمى من مسائل التّدخل الدولي في مناطق نفوذها ،كما تبرز مسألة انتقائية التدخل
ّ وعلى الرغم من ذلك؛ تتباين مواقف القوى ُ
مقوما أساسيا لتحقيق األمن اإلنساني بوصفه ً ولية واألمن
الد ّمما قد يستوجب التَّوقف عند مسألة الشرعية َّ ومدى تحقيقه ألهدافهّ ،
ّ
ِّ
الدولي ،حيث يدعي أنصار هذا االتّجاه أن مسألة استخدام القوة المسلحة بواسطة قوات حفظ السالم التابعة لألمم المتَّحدة من أهم
ّ
عقالنية
ّ همية ،إذ تتضح
الدولي المعاصر ،كما غدت مسألة تحقيق االنسجام في المصالح أم ار في غاية األ ّ موضوعات المجتمع
ّ
الدولية (.)Folker, 2016, p301-302 ّ المصالح مع ة الوطني
ّ المصالح مطابقة ضوء في السياسية الدولة في اتخاذ ق ارراتها
.2مقاربة األمن اإلنساني كمدخل لتحقيق األمن الدولي:
ّ ّ
اقعية الجديدة فكرة جديدة لمفهوم القوة تتجاوز في تركيبها فكرة ّ وال أنصار معظم تبنى 0222 هاب اإلر الدولية على
ّ مع بدء الحرب
"شهوة القوة" باعتبار هذا المفهوم محدداً لسلوك الدول ،إذ بدأت الدول تهتم بشكل أساسي بأمنها وحماية سيادتها واستقاللها من
ظمة انظر نص القرار الذي اتخذته الجمعية العامة بتاريخ ،0227/2/4قرار رقم ،A/RES/60/288كما يمكن اال ِّّ
طالع على كامل خطة عمل المن ّ 1
إمكانياتها الذاتية (غريفيش وأوكالهان ،0224 ،ص ،)64إذ رأى " "Arnold Wolfzأن السلم واألمن ّ منظورات أوسع تتجاوز
الدولي هو "قدرة الدول على الحفاظ على كيانها المستقل عبر تكتل ضد القوى المعادية بغض النظر عما يتوفر لها من قوة
ّ
مادية"( ،)Baldwin, 1997, p23-26وهذه القدرة ال تتحقق إال من خالل التكتل إليجاد نظام أمني اجتماعي دولي ،والذي يشير
ّ ّ
أهمية التحالفات الموسعة لمنع التعدي على الحقوق األساسية لإلنسان. إلى ّ
الدولية وتحولها لميدان تكامليّ ولذلك يعتقد المجددون بأن هناك صعوبة في يياس القوة وحسابها في ظل تعقد العالقات
اإلنسانية ،والهوية الثقافية
ّ ( ،)Buzan, 1995, p390ويبررون ذلك نتيجة بروز عدد من القضايا المشتركة ،كاإلرهاب الموجهة للقيم
العالمية الواحدة ،وصعوبة الفصل بين الدولة وخارجها ،وفي هذا ّ الواحدة التي خلقتها العولمة ،والقانون الدولي اإلنساني ،والبيئة
ّ ّ
المعطى برزت مسألة األمن اإلنساني من خالل التركيز على تحقيق أمن الفرد والجماعات والمجتمع ،بدال من تركيز االهتمام على
ّ
اقعيين الجدد
إنسانية ،ولذلك ربط بعض الو ّ ّ الدولة ،وقد تعمق هذا الطرح مع تصاعد الدعوات للتدخل الدولي ألغراض
ّ
مثل" "kolderzergبين مفهوم أمن الدولة والسلم الداخلي والرفاه االقتصادي الذي يجب أن تحققه للفرد فيها ،إذ يبرر ذلك بقوله:
ّ
أهمية عن القدرة العسكرّية في إحداث اإلخالل باألمن" (قشوط ،0228 ،ص.)62-70 "إن التعقيدات االجتماعية ال تقل ّ
أن أمن المواطنين في الداخل يعد من أبرز مهام الدولة حاليا ،وبالتالي ال بد من االنتقال من فكرة ويرى "َّ "Kenneth waltz
أمن الدول إلى التركيز على فكرة أمن اإلنسان ،إذ يبدو أن بنية النظام الدولي الحالية والقائمة على األبنية االجتماعية المتعددة،
ّ
نضجا في
ً األكثر الدولة أن كما ا، جي
ّ وخار ا داخلي
ّ فاتها
وتشابك المصالح وتعقيدها ،تلعب دو ار أساسيا في تحديد سلوك الدول وتصر
النظام الدولي هي "الدولة الذكية" التي بدأت توكل ق ارراتها للعقل األداتي (الحاسوب) ،وقد بدأ يطلق على ذلك تسمية النموذج العقالني
ّ ّ
الواصف لألمن ،فالدول توزن ق اررات الحرب عندما تتوفر لديها المعلومات عن الطرف الخصم (قسوم ،0224 ،ص ،)11-10ولذلك
جية ،إذ يجب عليها أن تراعي مصالحها ومصالح عقالنية ورشدا عند اتخاذ ق ارراتها بالحرب في السياسة الخار ّ ّ أصبحت الدول أكثر
مجتمعها بالبقاء والوجود السياسي (بيليس ،0228 ،ص.)808
العالمية:
ّ .2تعزيز االعتمادية المتبادلة لمواجهة األزمات االقتصادية
العالمية من 22ترليون دوالر مطلع القرن الحادي والعشرين إلى ّ العالمية إلى ارتفاع حجم التجارة
ّ ظمة التجارةتشير مؤشرات من ّ
أكثر من 22ترليون دوالر نهاية العقد الثاني من القرن نفسه ( ،)WTO, 2019إذ تمثل الصين والواليات المتَّحدة واليابان وروسيا
والهند أكبر الشركاء التجاريين للكيانات الجيوسياسية الهامة في العالم ،ويوضح الجدول رقم ( ،)8مما يشير إلى تنامي االعتماد
المتبادل بين الدول.
وعلى الرغم مما أحدثته األزمة االقتصادية من تأثير واسع في االقتصاد األمريكي عام 0222/0224نتيجة لدور البنوك السلبي
القانونية عليها ،إال أن األزمة سرعان ما انتقلت
ّ في زيادة ديون الرهن العقاري للمستهلكين وتنوع المشتقات المالية ،وغياب الضوابط
إلى أوروبا وبقية دول العالم خالل االفترة ،0220-0222وذلك نتيجة ارتباط الديون السيادية لدول العالم بالبنوك األمريكية (األمير،
،0222ص ،) 322مما يدل على أن الدول قد أصبحت اليوم أكثر قابلية لالنكشاف االقتصادي ،فقد باتت التفاعالت في أية دولة
تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في دولة أخرى ،وهذا االعتماد المتبادل هو التوصيف األهم للنظام الدولي الذي أصبح أداة مهمة
ّ
الدوليين (عديلة ،0221 ،ص ،)242-244وأصبح االعتماد ّ الدولية لخلق التعاون وضبط نمط التفاعالت بين الفاعلين ّ في السياسة
أهمية
عمق من ّ العظمى على وجه التحديد ،وهو ما ّ االقتصادي المتبادل من ناحية أخرى هو البنية الحقيقية لضبط تفاعالت القوى ُ
القوة االقتصادية كمقياس من مقاييس توزيع القوة في النظام الدولي (العبدالله ،2228 ،ص.)32
ّ
العظمى فيشير الجدول رقم ( )1إلى زيادة حجم الناتج المحلي اإلجمالي للواليات المتَّحدة وأما بالنسبة لحجم اقتصاديات القوى ُ
والصين وروسيا خالل السنوات العشرين وبشكل كبير جداً ،وتعكس لنا العالقة التجارية بين المتَّحدة والصين مثاال واضحا على
مليارت
ا العظمى في النظام الدولي ،فالواليات المتَّحدة تعد السوق األولى للواردات الصينية ،إذ تضخ
عمق الترابط التجاري بين القوى ُ
ّ
الدوالرات األمريكية في السوق الصيني ،وبالمقابل باتت الصين تمتلك حصصا كبيرة من أذونات الخزينة األمريكية ،مما ضاعف
من ثروتها التي باتت تقدر بـ 0.1تريليون دوالر من احتياطي العمالت األجنبية ( ،)World Bank, 2020وقد وصف بعض
المراقبين هذا ،كتحول عظيم في ميزان القوة العالمي؛ ألن الصين باتت إلى حد ما قادرة على إخضاع الواليات المتَّحدة من خالل
ّ
العالمية التي بدأت في الواليات المتَّحدة
ّ االقتصادية األزمة تداعيات أن المالحظ التهديد ببيع حصتها (ناي ،0224 ،ص ،)223ومن
0222/0224وانتقلت إلى بقية دول العالم ،قد أسفرت عن حدوث تراجع للدور األمريكي في رعاية التجارة الحرة والعولمة االقتصادية
في الوقت الذي ظهرت به الصين كدعامة أساسية للرأسمالية الليبرالية الجديدة (األمير ،0222 ،ص ،)374إذ بدأت الواليات المتَّحدة
تهتم في عهد إدارة الرئيس أوباما بإنعاش االقتصاد المحلي وتعزيز برامج الرعاية االجتماعية ،في حين عملت إدارة الرئيس ترامب
على إعادة النظر بامتيازات الدول األكثر رعاية في الخارج ،وفرضت قوانين للحماية الجمركية.
القوة عبر إيجاد خطاب إنساني عالمي يتضمن نصا ديموقراطيا يستند إلى معتقدات أقرب للسالم ،إذ ستكون المكاسب مطلقة للجميع،
ّ ّ
وبهذا يمكن أن تتحقق رؤية المجتمع العالمي.
ّ
ووفق هذا المنطق؛ فالفرد والمجتمع السياسي والمجتمع الدولي جميعا محكومون بأنساق وعالقات اجتماعية متشابكة ومتداخلة،
ّ
الوطنية المرتبطة بالدولة وخياراتها بشكل منفرد دون غيرها من الدول
ّ ولذلك فإن فكرة تحقيق األمن القومي انطالقا من المصلحة
ّ
ليست صحيحة بالمطلق ،كما أنها ليست شيئا ثابتا ،إذ إن حالة االعتماد المتبادل نتيجة لتقسيم العمل والتخصصية في النظام الدولي
ّ
والتشابك االجتماعي خلقت مزيدا من التعاون السلمي والتكامل الدولي ،وانسجام المصالح بين جميع الفاعلين؛ مستبعدا في ذلك فكرة
ّ
الحرب (.)Nye, 2010, p77
الخـاتـمــــــــــة:
لقد أدت التغيرات في طبيعة النظام الدولي ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 0222إلى إعادة تعريف مفهوم األمن
ّ
الدولية التأسيسية من جديد ،وبشكل متزامن مع تصاعد اإلرهاب الدولي المتخطي للحدود القومّية، ّ الدولي من قبل نظريات العالقات
ّ ّ
اقعية الجديدة لتأكيد أن
ّ و بال دفع مما أساسي، وبشكل وحدها ة القومي
ّ بالدولة ة
ر بالضرو تبط ر ت ال قد مختلفة مصادر من التهديد برز إذ
الدولية الحالية؛ إنما يجب األخذ بعين االعتبار القوة المتنامية للفواعل الدو ّليين من ّ القوة ال يمكن يياسها وحسابها وفق المتغيرات
غير الدولة ،أما الليبرالية الجديدة فقد وجدت أن المفهوم يرتبط بضرورة نشر أسس العمل الديمقراطي في المجتمعات السياسية،
مقرونا بمدى التعاون الدولي القائم بين الدول في مواجهة الجماعات المناهضة للقواعد الليبرالية والتوجهات الرأسمالية ،وأما النظرّية
ّ
اقعية والليبرالية من تفسيرها لمقاربات األمن الدولي في العالقات الدو ّلية، ّ وال به قامت ما فاق ائدا
ر ا إنساني
ّ البنائية فقد قدمت طرحا ّ
ّ
البنائيون بأن الهوية والمصلحة والفئات االجتماعية في الدولة والنظام ّ اعتقد إذ تحقيقه، في االجتماعية األبعاد دور على ها وبتركيز
األمنية داخل الدولة وخارجها.ّ التحالفات أسس جية قد تعيد تركيب داخلية وخار ّ ّ عمليات
الدولي تتفاعل معاً عبر ّ ّ
االتّجاهات النظرّية الجديدة لألمن الدولي والتي كشفت عنها الدراسة ،لم تعد تعتبر الدولة وحدة التحليل وعلى الرغم من أن ِّ
ّ
المركزّية والوحيدة في النظام الدولي نتيجة لما أفرزته تغيراته البنيوية ،إال أن تغيرات النظام الدولي ما بعد أحداث الحادي عشر من
ّ ّ
سبتمبر/أيلول 0222قد أثبتت هشاشة ذلك النظام ،إذ انهار االعتقاد بأن انتقال النظام الدولي من األحادية القطبية إلى التعددية
ّ
تحول من تهديد ما بين الدول إلى تهديد داخل الدولية ،إذ إن التهديد ّ
ّ القطبية المرنة سيشهد مدة من السالم العالمي وتفعيل الشرعية
ّ
الداخلية المستقرة التي تتيح انسجاما في ّ بالعالقات فاتها
ر تص في محكومة باتت الدولة الدول ،ولذلك تجد النظريات التأسيسية بأن
المصالح المشتركة بين الفاعلين داخل الدولة ،وبما ينعكس إيجابا على النظام الدولي.
ّ
الدولية التأسيسية قد تأثرت منهجيا بتغيرات ّ وأما بالنسبة ألهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة ،فقد اتضح بأن نظريات العالقات
النظام الدولي ،وقد اتضح ذلك في وحدة التحليل األساسية للنظريات ،حيث أعادت تعريف األمن الدولي ،وربطته بضمان سالمة
ّ ّ
الدولية من غير الدولة من جميع مصادر التهديد المتنوعه ،السيما تلك الناجمة عن التعقيد الحاصل للنزاعات، ّ اعل
و واستقرار الف
التغير في موضوعات النظريات الخاصة باألمن الدولي والتي برزت في القومية للدول ،كما اتضح ّ ّ وامتداد آثارها خارج الحدود
ّ
الدولية ضد اإلرهاب التي وجدت فيها ّ األطروحات الجديدة لرسم خريطة التعاون الدولي من خالل االستناد إلى سياسة التحالفات
ّ
اقعية الجديدة الوسيلة المثلى الستقرار النظام الدولي ،أو من خالل سياسة االعتمادية المتبادلة التي تبنتها الليبرالية الجديدة ،فضال الو ّ
ّ
البنائية ،وعلى الرغم
ّ عن التوافق على مسألة حماية حقوق اإلنسان واألمن المجتمعي والسلم األهلي للفئات االجتماعية التي تراها
ّ
األمنية من خالل التحالف وحماية المصالح والتركيب المؤسسي لها ،إال أن الرؤية االجتماعية ّ من تباين بعض اآلراء ما بين رؤيتها
البنائية كانت األوضح في اإلشارة إلى أن اختالل العالقة بين السلطة وقوى المجتمع المدني ّ لبنية النظام الدولي التي تناولتها النظرّية
ّ
يمثل أحد مصادر التهديد األساسية الستقرار النظام الدولي.
ّ
تغير النظامّ بين إيجابية طردية عالقة وجود إلى المستندة لعمومية ا فرضيتها وفي ضوء ما سبق؛ توصلت الدراسة إلى إثبات
الدوليين ونوعيتهم،
ّ تغي ار في ترتيب الفواعل العالمي الجديد ّ وتغير األطروحات النظرّية لمفهوم األمن الدولي ،فقد شهد النظام الدولي ّ
ّ ّ ّ
ِّ
الدولية بجوانبها المتنوعة ،وباتّجاه االهتمام بالجوانب المتعلقة تغي ار وتطو ار فريدا في األفكار المركزّية لنظريات العالقات
ّ مما أحدث ّ
العقالنية المستندة إلى القوة والمصالح التي ّ باألبعاد القيمية واالجتماعية ،ولذلك توصي الدراسة بعدم التركيز على دراسة المنظورات
اإلنسانية في التحليل باتّجاه التركيز على األبعاد االجتماعية و تركز على األبعاد المادية لألمن بأشكاله المعروفة ،بل االنطالق ِّ
ّ
السياسي لظاهرة األمن الدولي.
ّ
ابو خزام ،ابراهيم ( ،)0222الحروب وتوازن القوى ،دار الكتاب الجديد ،بنغازي.
أبو مور ،أنعام ( ،)0223مفهوم األمن االنساني في حقل نظريات العالقات الدولية ،جامعة االزهر ،غزه.
احمد ،رفعت ( ،)2248األمن القومي العربي بعد حرب لبنان ،مجلة شؤون عربية ،العدد ،31تونس.
أمير ،فؤاد ( )0222رأسمالية الليبرالية الجديدة (النيوليبرالية) ،مراجعة ماجد عالوي ،دار الغد ،بغداد.
اوتكين ،اناتولي ( ،)0223االستراتيجية االمريكية للقرن الحادي والعشرين ،ترجمة ادور محمد ،المجلس االعلى للثقافة ،القاهرة.
بلوشوش ،طاهر( ،)0223العولمة وأثرها على األمن الفكري واألخالقي للشباب في المجتمع ،مجلة اآلداب والعلوم االجتماعية ،جامعة
سعد دحلب البليدة ،العدد ،2مايو/ايار ،الجزائر.
بن عبيد ،اخالص ( ،)0222آليات مجلس األمن في تنفيذ قواعد القانون الدولي األنساني ،رسالة ماجستير غير منشورة ،جامعة الحاج
لخضر ،باتنة ،الجزائر.
بوستي ،توفيق ( ،)0222مفهوم االمن في منظورات العالقات الدولية ،دراسات استراتيجية ،المعهد المصري ،اسطنبول ،تركيا.
بيليس ،جون ( ،)0228األمن الدولي في حقبة ما بعد الحرب الباردة ،في ،عولمة السياسة العالمية( ،تحرير) جون بيليس وستيف سميث،
ترجمة مركز الخليج ،دبي ،0228 ،ص.826
خفاجة ،رانيا حسين( )0224مهددات االمن االنساني في القرن االفريقي ،مجلة السياسة الدولية ،العدد ،020ص .223-222
سميث ،ستيف ( ،)0228مقاربات جديدة للنظرية الدولية ،في عولمة السياسة العالمية( ،تحرير) جون بيليس وستيف سميث ،ترجمة مركز
الخليج لالبحاث ،دبي،).
دن ،تيموثي( ،)0228الليبرالية،في عولمة السياسة العالمية( ،تحرير)جون بيليس وستيف سميث ،ترجمة مركز الخليج ،دبي.
رادين ،أندرو؛ وريتش ،كلينت ( ،)0226وجهات النظر الروسية بشأن النظام الدولي ،مؤسسة راند ،الواليات المتحدة.
زهرة ،عطا ( ،)0223النظريات المعاصرة في العالقات الدولية :دراسة تحليلية للنظريات ،مطابع الدستور التجارية ،عمان.
عبد العظيم ،زينب ( ،)0226االستراتيجية االمريكية العالمية واستمر الحرب ضد االرهاب ،مركز الحضارة للدراسات السياسية ،مجلة أمت
في العالم ،القاهرة.
سليم ،محمد السيد( ،)2224تحليل السياسة الخارجية ،مكتبة النهضة المصرية ،القاهرة.
شافعة ،عباس ( ،)0222الظاهرة االرهابية بين القانون الدولي والمنظور الديني ،رسالة ماجستير ،جامعة باتنه ،الجزائر.
شبلي ،سعد ( ،)0224التحديات األمنية للسياسة الخارجية في الشرق األوسط في مرحلة ما بعد الحرب الباردة ،رسالة ماجستير غير
منشورة ،جامعة الشرق الوسط ،عمان.
شيبي ،لخميس ( ،)0222األمن الدولي والعالقة بين منظمة حلف شمال األطلسي والدول العربية-فترة ما بعد الحرب الباردة ،رسالة
ماجستير غير منشورة ،معهد البحوث والدراسات العربية ،القاهرة.
العايب ،أحسن ( ،)0224األمن العربي بين متطلبات الدولة القطرية ومصالح الدول الكبرى ،رسالة دكتوراة ،جامعة يوسف بن خده،
الجزائر.
العبدالله ،رضوان ( ،)2228العرب في اإلستراتيجيات العالمية ،مركز الدراسات االستراتيجية ،الجامعة األردنية ،عمان.
عديلة ،محمد الطاهر ( ،)0221تطور الحقل النظري للعالقات الدولية :دراسة في المنطلقات واألسس ،رسالة دكتوراه في العلوم السياسية
والعالقات الدولية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم العلوم السياسية ،جامعة باتنه ،الجزائر.
عقيل ،وصفي ( ،) 0221التحوالت المعرفية للواقعية والليبرالية في نظرية العالقات الدولية ،مجلة دراسات العلوم االنسانية واالجتماعية،
المجلد ،80العدد ،2الجامعة األردنية ،ص ص .224-22
علوي ،مصطفى( ،)0221األمن اإلقليمي بين األمن الوطني واألمن الدولي ،مجلة مفاهيم األسس العلمية للمعرفة العدد . 8
العلي ،علي زياد ( ،)0226المرتكزات النظرية في السياسة الدولية ،دار الفجر للنشر والتوزيع ،القاهرة.
غريفيش ،مارتن؛ وتيري اوكالهان( ،)0224المفاهيم األساسية في العالقات الدولية ،ترجمة :مركز الخليج لألبحاث ،دبي.
الفيروز أبادي ( ،)0221القاموس المحيط ،ط ،4مؤسسة الرسالة ،بيروت.
قسوم ،سليم ( )0224االتجاهات الجديدة في الدراسات األمنية ،مركز اإلمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية ،االمارات.
قشوط ،عبد الرفيق ( ،)0228مفهوم األمن في العالقات الدولية ،مجلة الحكمة ،مؤسسة كنوز الحكمة ،العدد ،08 ،الجزائر.
كامل ،ثامر ( ،)2221دراسة في األمن الخارجي العراقي وإستراتيجية تحقيقه ،و ازرة الثقافة واإلعالم ،العراق.
الكيالي ،عبد الوهاب وأخرون (تحرير) ( ،)2241موسوعة السياسة ،المؤسسة العربية للدراسات والنشر ،بيروت.
اللحيدان ،حمد ( ،)0222مفهوم األمن الوطني ومقوماته ،جريدة الرياض ،العدد 00 - ،21780ابريل.
تقرير، حقوق اإلنسان، حدود السيادة، في كتاب النظام العالمي الجديد، عمليات األمم المتحدة لحفظ السالم،)0222( جيان،لوكابوركي
. عمان، دار الفارس للنشر والتوزيع، ترجمة صادق إبراهيم عودة، (تحرير) موتمر سيلرز،مصير الشعوب
إربد، مطبعة حالوة، النظام القانوني للمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية،)0220( محمد،مخادمة
. القاهرة، دار نهضة مصر للنشر والتوزيع، اإلرهاب صناعة عالمية،)0228( شعيب،مختار
. سوريا، دار نينوى، مدخل إلى نظرية العالقات الدولية،)0228( خالد،المصري
. دار الجندي للنشر والتوزيع: القدس، أحمد الحراحشة وخالد العدوان: ترجمة، مستقبل القوة،)0224( جززيف،ناي
، مجلة دفاتر السياسة والقانون، من التفرد إلى الهيمنة: اإلستراتيجية األمنية األمريكية بعد الحرب الباردة،) 0223( نور الدين،حشود
. الجزائر، جامعة قاصدي مرباح،2العدد
:التقارير والمواقع اإلليكترونية
phhhc=aaotht./dtuoctrr.dtnasdlrht.atad//:sptth البنك الدولي
1drodroraattor2222ro2222-arh/trthddrturarchdhlh/r dtrthtth/ndsrthlod/cor p/rtdudhtt.rnttrs/r2222
x brphhhc=aacdh.u.a38l8cTW منظمة التجارة العالمية
2_0222-2282-otht-tdu/W-taPIa معهد استكهولم لدراسات السالم
-h/ttdtdcu-sdlrh/t-nudctu-phhhc=aa///.lr.dtnasdlrh/th/ttdtdcuashdh attalr ،هيئة األمم المتحدة
References
Acharya, Amitav (2016), Human Security. In The Globalization of World Politics, (edited): John Baylis, Steve Smith and
Patricia Owens, Oxford University Press, Oxford Publishing Limited, London. UK.
Baldwin, David (1997), The Concept of Security, Review of International Studies, 23, 5-26.
Barnett, Michael,B (2016). Paternalism beyond Borders," Cambridge University Press.
Buzan, Bary (1991), peoples, states and fear; an agenda for international security stuies in the post-cold war era, Harvester
Wheatsheaf, NY.
Buzan, Bary (1995), Focus on The Present as A Historic Turning Point", Journal of Peace Research, 30(4), p390.
Coetzee, Eben, and Heidi Hudson (2012), Democratic Peace Theory and the Realist-Liberal Dichotomy: the Promise of
Neoclassical Realism?, Politikon, South African Journal of Political Studies, Vol. 39 (2,1), p257-277.
Dietzel, Alex (2017), Global Justice, in International Relations Theory,(edited): Stephen McGlinchey, Rosie Walters and Dane
Gold, , E-International Relations, Bristol, England
Doyle, M, W. (1995), On the Democratic Peace International Security, 19(4).
Dunne,Tim (2016), Lberalism. In The Globalization of World Politics, (edited): John Baylis, Steve Smith and Patricia Owens,
Oxford University Press, Oxf.Publishing Limited, London. UK.
Eroukhmanoff, Clara (2017), Securitisation theory, in International Relations Theory,(edited): Stephen McGlinchey, Rosie
Walters and Dane Gold, E-International Relations, Bristol, England.
Fukuyama, Francis (1992), The End of History and The Last Man", free press.
Folker, Jennifer (2016), Neoliberalism. In The Globalization of World Politics, (edited): John Baylis, Steve Smith and Patricia
Owens, Oxford University Press, Oxf.Publishing Limited, london. UK.
Hansen, L, (2018), Images and International Security, The Oxford Handbook of International Security,Edited by Alexandera
Gheciu and William C.Wohlforth, Published Oxford University Press.
Hoffmann, Stanly (1995), The Politics and Ethics of Military Intervention, Macmillan, London.
Kant, I (1991) Political Writings",ed. Hans Reiss, Cambridge: Cambridge University Press.
Larmore. C (2001), Political Liberalism", Political Theory, Vol.ll, No3, p344-.
Lamy, Steven (2016), Contemporary Mainstream Approaches: neo-realism and neo-liberalism. In The Globalization of World
Politics,(ed): John Baylis,Steve Smith, Patricia Owens, Oxford University Press.
Morgenthau, H. (1978) , Politics Among Nations: The Struggle for Power and Peace, N .Y, Kmopf, p6-9.
Nye. J.S , (2010), The Future of Power, Kindle Edition.
Ned Lebow, Richard (2016), Classical Realism. In International Relations Theories: Discipline and Diversity, (edited) Tim
- 327 -
0202 ،3 العدد،84 المجّلد، العلوم اإلنسانية واالجتماعية،دراسات
Dunne, Milja Kurki and Steve Smith, Oxford University Press. UK.
Potter. W.C (2001), Before The Deluge? Assessing The Threat of Nuclear Leakage From The Post-Soviet States", Arms Control
Today, USA, 25(8.
Reus-Smit, Christian (2013).Constructivism. In Theories of International Relations, Houndmills, Basingstoke, Hampshire, UK:
Palgrave Macmillan.
Scott Nicholas Romaniuk(2018), International Relations Theory, The SAGE Encyclopedia of Surveillance, Security, and
Privacy, SAGE Publications, Inc. Thousand Oaks.
Spear. J and Arms Limitations (2006),Confidence Building Measures and International Conflict", In M. Brown (ed)The
International Dimensions of Internal Conflict, Cambridge Press.
Viotti, P. R. (2016). US National Security: New Threats, Old Realities (Rapid Communications in Conflict and Security) NY,
USA: Cambria Press.
Wendt. A (1992), Anarchy What States Make of It", International Organizations, 1992, Vol. 46, N2.
The concept of International Security within the Theories of International Relations in light
of post 9\11 Global changes
ABSTRACT
The study tackles the concept of international security within the theories of international relations in
light of post 9\11 global changes. Its main hypothesis is that there is a relationship between the latest
world changes and the changes in the concept of international security. The study uses the new
international order approach to uncover the nature of changes in the structure of the international system.
In addition, it uses the comparative analytical approach to describe the nature of changes in the theories
of international relations. The findings show a positive relationship between global changes and changes
in the concept of international security. Such a relationship impacts the rapprochement on the concept of
international security between the various theories, in terms of knowledge and approach. Moreover, the
results indicate a need to transcend beyond the traditional views of international security and tackle it
from alternative and innovative perspectives.
Keywords: Global changes; international security; theories of international relations; security
theories.
________________________________________________
* Yarmouk University.
Received on 8/3/2020 and Accepted for Publication on 23/8/2020.
- 326 -