Professional Documents
Culture Documents
قصيدة كعب بن زهير
قصيدة كعب بن زهير
قصيدة كعب بن زهير
-----------------------------------------
المجموعة (أ) :}4-1{ :مقدمة غزلية (حزن الشاعر لفراق محبو بته )
في هذه األبيات يصف الشاعر حالته النفسية و الحزن الذي أصيب به لفراق محبوبته التي تخيلها و
أطلق عليها اسم سعاد ،فيقول :لق,د تركت,ني س,عاد و رحلت ع,ني ف,,دمر فراقه,ا قل,بي ،فأص,,بحت
متعلقا بها ،مقيدان ثم يصف سعاد لحظة رحيلها مع قومها بأنها بدت كغزال في صوتها غن,,ة و في
عينيها حياء و اكتحال ،ويصفها عندما تقبل بأنها خفيفة من أعالها دقيق,,ة الخص,,ر ،و عن,,دما ت,,دبر
تبدو عظيمة العج,زة كم,ا أنه,ا ك,انت معتدل,ة القام,ة فليس,ت بالطويل,ة و ال القص,يرة ،كم,ا يص,ف
اسنانها عندما تبتسم و ما فيها من ريق رطب راو كأنها مسقية بالخمر أكثر من م,,رة فهي مروي,,ة و
بياضها ناصع .
* التعليق :
بدأ الشاعر بالغزل على عادة الشعراء القدامى و يالح,,ظ أن,,ه وص,,ف حس,,ي اقتص,,ر على الوص,,ف
الخارجي للمحبوبة دون التعمق في نفسها و إبراز جمالها المعنوي ،ولقد اختار لمحبوبت,,ه الخيالي,,ة
اسم (سعاد ) وذلك ألنه مشتق من ( السعد واإلسعاد ) وهو سعيد بقبول الرس,,ول اعت,,ذاره ودخول,,ه
الدين اإلسالمي ،كما أن,ه ب,دأ ب,الغزل للفت انتب,اه الس,امعين إلي,ه و إلى ش,عره (.متب,ول /مكب,ول )
جناس ناقص إلعطاء الجرس الموسيقي وإبراز المعنى .وعلى الرغم من المقدمة الغزلية الطويل,,ة
التي تغن فيها الشاعر بسعاد إال أن الرسول (ص) لم يغضب .ألنه يدرك غلبة التقاليد الفنية و عدم
القدرة على الفكاك من سلطانها بسهولة .
باإلض,,افة الى رحاب,,ة ص,,دره (ص) ك,,انت تجعل,,ه يأخ,,ذ الن,,اس ك,,ل على ق,,در تفك,,يره و ي,,درك أن
االستهالل مجرد نم,,وذج ف,,ني ال يقص,,د لذات,,ه فش,,عراء اإلس,,الم رغم ال,,تزامهم بتل,,ك التقالي,,د الفني,,ة
الموروثة كان إيمانهم والشاعر عاش في الجاهلي,ة أك,ثر مم,ا ع,اش في اإلس,,الم مم,ا جع,ل أص,,الة
التقاليد تتمكن من نفسه و البد من مرور فترة زمنية كافية لإلفالت من جاذبيتها .
في هذا المقطع يساير الشاعر كعب بن زهير النابغة الذبياني في مزج المدح واالعتذار .وتس,,يطر
عليه عاطفة يمتزج فيها الخ,,وف و الرج,,اء و اإلعج,,اب .ومن ذل,,ك كلم,,ة خل,,وا :أس,,لوب إنش,,ائي
طلبي يفيد األمر الغرض منه االلتماس
يتضح أثر اإلسالم في معاني القصيدة فقد مثل ذلك بدروع داود عليه السالم (من نس,,ج داود )ال,,ذي
كان ماهرا في صنع الدروع ،كما تأثر بالقرآن الكريم في وصفه ألصحاب الرسول (ص) ب,,القوة و
إعداد العدة لألعداء مشيرا إلى قوله تعالى (( :وأعدوا لهم م,,ا اس,,تطعتم من ق,,وة ومن رب,,اط الخي,,ل
ترهبون به عدو هللا وعدوكم )).
كما يتصف أسلوب كعب في بساطة التركيب والمعاني ،وقدرة األلفاظ على حسن األداء ،واختيار
المعاني والصور المالئمة لموق,,ف االس,,تعطاف ،وقل,,ة المحس,,نات البديعي,,ة ،وقل,,ة الص,,ور وغلب,,ة
النزع,,ة الواقعي,,ة عليه,,ا والت,,أثر ب,,الظروف ال,,تي ص,,احبت التجرب,,ة الش,,عرية للش,,اعر ،التص,,وير
الج,,زئي والكلي والت,,أثر باإلس,,الم باإلض,,افة إلى المحافظ,,ة على الق,,ديم ،والتنوي,,ع في األس,,اليب
(النفي/الحصر /التشبيه ).
كما يتضح أث,,ر البيئ,,ة في القص,,يدة :حيث يلج,,أ كعب في رس,,م ص,,ورة إلى البيئ,,ة المحيط,,ة ،فهي
بدوية صحراوية ،ويتضح ذلك في (حي,,اض الم,,وت ،وتش,,بيه الرس,,ول بالس,,يف المهن,,د ،ووص,,ف
آالت الحرب ومالبسها والمهارة فيها ،وتشبيه سعاد ب,,الغزال ذي الص,,وت األغن ،و تش,,بيه ريقه,,ا
بالخمر ).
من خالل التحليل السابق يتضح لنا السمات الشخصية للش,,اعر وهي :ج,,ريء ش,,جاع ،ومع,,ترف
بذنبه ،وحكيم ،وذو نزعة دينية .تسيطر عليه عاطفة الخ,,وف ثم الرج,,اء يلي,,ه اإلعج,,اب ب,,النبي و
المهاجرين