8 2020 05 04!09 13 15 PM

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 7

‫المنيج البنيوي‬

‫كما ذكرت لكـ في المحاضرة السابقة ‪ ،‬اف مف مياـ نظرية االدب دراسة المناىج‬
‫النقدية او مناىج تحميؿ النصوص ‪ ،‬وقد وقفنا عند المنيج الشكالني بوصفو انموذجا‬
‫ميما اخذ موقعو الميـ عمى مستوى التنظير والتطبيؽ ‪ ،‬وفي ىذه المحاضر سنقؼ‬
‫عند منيج اليقؿ اىمية عف المنيج السابؽ اال وىو المنيج البنيوي ‪.‬‬

‫تعريف البنيوية‪:‬‬

‫ىي منيجية نقدية تحميمية ‪ ،‬تقوـ فمسفتيا عمى اعتبار البنية الذاتية لمظواىر بمعزؿ‬
‫عف محيطيا الخارجي والتأثيرات االخرى‪ ،‬فيي تنظر الى تمؾ الظواىر مف الداخؿ ‪،‬‬
‫وتفترض انيا مغمقة عمى ذاتيا ‪ ،‬كانت قد نشأت النظرية اساسا في مجاؿ المغة ثـ‬
‫توسعت تطبيقاتيا لتشمؿ مجاالت عدة في الظواىر االجتماعية والسياسية وغيرىا‬
‫وتوسعت حتى اصبحت مف مناىج البحث العامة ومصادر المعرفة في الفكر‬
‫الحديث‪.‬‬

‫وترى البنيوية اف عمؿ الناقد ىو عزؿ النص عف االحداث التاريخية واالجتماعية‬


‫‪،..‬فيدرسو عمى انو نص مجرد الوجود ‪ ،‬ومف خالؿ بنائو الداخمي تشكؿ بناؤه العاـ‬
‫وعالقات ىذه البنى م بعضيا البعض‪.‬‬

‫فيو منيج يدرس النص في ذاتو ومف اجؿ ذاتو ‪ ،‬ويتعامؿ معو بعيدا عما يدور‬
‫خارجو ‪ ،‬كعالقتو بالواق االجتماعي ‪ ،‬واحواؿ قائمو النفسية ‪...،‬فيو يتعامؿ م‬
‫النص باعتباره بنية مستقمة ‪.‬‬

‫فالبنيوية تسيـ في عممية التأثير والتأثر ‪ ،‬فيي عمى ىذا االساس تفسر الحدث مف‬
‫خالؿ البنية ‪ ،‬والبنية ىي ذلؾ النسؽ المتكامؿ الذي يتالؼ مف اصوات وكممات‬
‫ورموز وصور وموسيقى ‪ ،‬ولذلؾ قيؿ اف التحميؿ البنيوي يحمؿ مدلوال مكثفا ومعقدا ‪.‬‬
‫نشأة البنيوية ‪:‬‬

‫تعود بداية البنيوية الى اوائؿ القرف العشريف عندما ُنشر كتاب محاضرات في‬
‫المسانيات لفرديناند دي سوسير سنة ‪ٔ1ٔٙ‬ـ في باريس ‪ ،‬الذي يعد اوؿ مصدر‬
‫لمبنيوية في الثقافة الغربية ‪ ،‬والذي تبنتو البنيوية في الستينيات مف القرف نفسو في‬
‫فرنسا ‪.‬‬

‫وتعد ىذه الدراسات التي قاـ بيا (سوسير) االساس االوؿ لمبنيوية المغوية عند الغرب‬
‫‪ ،‬التي استفادت مف مبادئ المذىب التجريبي ‪.‬‬

‫ثـ كتب الروسي (جاكبسوف) ‪ -‬مف رواد المدرسة الشكالنية الروسية – ما سمي‬
‫بػ(االطروحات) الذي اىداه (جاكبسوف) الى تمميذه (شتراوس)‪.‬‬

‫بؿ ذىب بعضيـ الى اف الشكمية الروسية ىي البنيوية المبكرة ‪ ،‬إذ كاف أوؿ مف‬
‫استخدـ لفظة (ابنية) ىو الفيمسوؼ الروسي (تيتانيوؼ) وتبعو (جاكبسوف) وىو اوؿ‬
‫مف استخدـ لفظ البنيوية ألوؿ مرة عاـ ‪ٔ1ٕ1‬ـ‬

‫يتضح مف ذلؾ اف البنيوية مف تأسيس (سوسير) لكنيا لـ تعرؼ بعذا االسـ ‪،‬‬
‫وتظير في الفكر الغربي اال عمى يد الروس في بداية القرف العشريف ‪ ،‬ولعؿ ما يؤكد‬
‫ذلؾ مجموعة مف االسباب منيا ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬إف سوسير لـ يستخدـ لفظ البنيوية ‪ ،‬بؿ كاف يستخدـ لفظ النسؽ منظومة)‬
‫ٕ‪ -‬اف اوؿ مف اطمؽ لفظ (بنية) ىو الروسي (تيتانيوؼ) وأوؿ مف اطمؽ لفظ‬
‫البنيوية ىو الروسي (جاكبسوف)‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬اف شتراوس كاف قد اخذ المنيج البنيوي مف كتاب (االطروحات) الذي اىداه‬
‫لو استاذه الروسي (جاكبسوف)‬
‫ٗ‪ -‬اف كثي ار مف البنيوييف ذىبوا الى القوؿ بأف الشكمية الروسية ىي البنيوية ‪ ،‬كما‬
‫تقدـ ‪.‬‬
‫وصارت منيجا منش ار واشتير في فرنسا في الستينيات‬ ‫ثـ ذاع صيت البنيوية‬
‫عمى يد الفرنسي (كمود ليفي شتراوس)‬

‫والبنيوية عند ظيورىا ال تعد اتجاىا مماثال وموازيا لالتجاىيف الرئيسيف‬


‫الموجوديف آنذاؾ في اوربا(الشكالنية الماركسية) بؿ تعد منيجا تفرع عف أحد‬
‫االتجاىيف السابقيف او كمييما ‪.‬‬

‫وكانت بداية استخداـ المنيج البنيوي محصورة في عمـ المغة ‪ ،‬كما كاف عند‬
‫(سوسير) في بداية التأسيس ‪ ،‬ثـ صار التطور بعد اكتشاؼ البنية في عمـ المغة‬
‫الى الكشؼ عف عناصر النظاـ في االدب‪.‬‬

‫ولما كانت البنيوية عند سوسير في المغة فقط كانت عنده قاعدة التفريؽ بيف المغة‬
‫واالقواؿ ‪ ،‬او بيف المغة كنظاـ وبيف المغة كاستعماؿ (كالما) حيث جعؿ المغة‬
‫مؤسسة اجتماعية بينما الكالـ او التعبير عمؿ فردي ‪ ،‬م العمـ اف سوسير لـ‬
‫يستخدـ كممة بنية ‪ ،‬وانما استخدـ كممة نسؽ ‪ ،‬او منظومة وىي بالمعنى نفسو‪.‬‬

‫ومف االسس التي قاـ عمييا (سوسير )غ البنيوي ىو ثنائية الداؿ والمدلوؿ ‪ ،‬اراد‬
‫بذلؾ اف المغة ليس نظاما مستق ار ومف االمور الجوىرية ‪ ،‬بؿ ىي مف االشكاؿ‬
‫غير المستقرة ‪ ،‬وقد قاؿ سوسير عف ذلؾ ‪( :‬لبياف اف المغة اليمكف اف تكوف اال‬
‫منظومة مف قيـ مجردة يكفي في الحسباف اعتبار العنصريف المذيف يشاركاف في‬
‫وظيفتيما وىما االفكار واالصوات ‪..‬فكؿ شيء انما يتـ بيف الصورة السمعية‬
‫والتصور وذلؾ ضمف حدود الكممة مقدرة كمجاؿ مغمؽ موجود في ذاتو ‪.‬‬

‫فبداية المنيج البنيوي ىو نموذج مستعار مف عمـ المغة ‪ ،‬وكانت البنيوية في‬
‫بداية ظيورىا تيتـ بكثير مف نواحي المعرفة االنسانية كػ (عمـ االجتماع ‪ ،‬وعمـ‬
‫النفس)‬

‫ولـ تدـ البنيوية طويال ‪ ،‬فقد لفظت انفاسيا االخير في فرنسا والعالـ الغربي‬
‫عموما في اواخر السبعينات واوائؿ الثمانينات تقريبا ‪ ،‬بؿ اف تمؾ النياية قد بدأت‬
‫بعد جاؾ دريدا التي القاىا في مؤتمر جونز ىوبكنز ‪ ،‬مفسحة بذلؾ البنيوية‬
‫المجاؿ لمتفكيكية ‪.‬‬

‫مصارد البنيوية وروافدها‪:‬‬

‫أوؿ وأىـ مصادر البنيوية ىي حركة الشكالنييف الروس‪ ،‬والتي ظيرت في روسيا بيف‬
‫عامي ٘ٔ‪ ٔ1‬وٖٓ‪ ،ٔ1‬وقد دعت إلى العناية بقراءة النص األدبي مف الداخؿ‪ ،‬ألف‬
‫نظاما أ ْل ُسنًِيا ذا وسائط إشارية (سيميولوجية) لمواق ‪ ،‬وليس‬
‫ً‬ ‫عد‬
‫األدب مف منظورىـ ُي ّ‬
‫انعكاسا لمواق ‪ .‬ولذلؾ استبعدوا عالقة األدب باألفكار والفمسفة والمجتم والتاريخ‪.‬‬
‫ً‬
‫أما المصدر الثاني فػ (ىوالنقد الجديد (الذي ظير في أربعينات وخمسينات القرف‬
‫أعالمو أف الشعر ىو نوع مف الرياضيات الفنية (عز ار‬
‫ُ‬ ‫العشريف في أمريكا‪ ،‬فقد رأى‬
‫باوند)‪ ،‬وأنو ال حاجة فيو لممضموف وانما الميـ ىو القالب الشعري (ىيوـ)‪ ،-‬وأنو ال‬
‫ىدؼ لمشعر سوى الشعر ذاتو (جوف كرو رانسوـ)‬

‫م‬ ‫وأما المصدر الثالث فيو ذيوع صيت عمـ المسانيات الحديث‪ ،‬والذي يتقاط‬
‫المدرسة الشكالنية الروسية‪ ،‬ولعؿ ىذا المصدر ىو أىـ مصادر البنيوية‪ ،‬وال سيما‬
‫"ألسنية دي سوسير" الذي ُيعد رائد األلسنية البنيوية‪ ،‬بسبب محاضراتو (دروس في‬
‫األلسنية العامة) التي نشرىا تالمذتو عاـ ‪ ٔ1ٔٙ‬بعد وفاتو‪ .‬وعمى الرغـ مف أنو لـ‬
‫ألسنيتو‪ ،‬فيكوف‬
‫ّ‬ ‫يستعمؿ كممة (بنية) إال إف االتجاىات البنيوية كميا قد خرجت مف‬
‫وفرؽ بيف المغة‬
‫لغويا خاصًّا‪ّ .‬‬
‫نظاما ً‬
‫ً‬ ‫ىو قد ميّد الستقالؿ النص األدبي بوصفو‬
‫حدث‬
‫والكالـ‪ :‬فػ(المغة) عنده ىي نتاج المجتم لمممكة الكالمية‪ ،‬أما (الكالـ) فيو َ‬
‫فردي متصؿ باألداء وبالقدرة الذاتية لممتكمـ‪.‬‬

‫مكونة مف ثمة مف‬


‫وأما المصدر الراب فيو ما يسمى" حمقة براغ"‪ ،‬وىي حمقة دراسية ّ‬
‫عمماء المغة في براغ ‪-‬عاصمة التشيؾ‪ ،-‬وىذه الحمقة واف كاف زعيميا "ماتياس" إال‬
‫المحرؾ الرئيس ليا ىو نفسو مؤسس المدرسة الشكمية الروسية "جاكبسوف" الذي‬ ‫ّ‬ ‫أف‬
‫تن ّقؿ بيف روسيا وبراغ والسويد والواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬فكاف أينما ح ّؿ ب ّشر‬
‫فعاؿ في نشر الوعي بالنظرية الجديدة وترسيخيا في أوساط‬
‫بآرائو‪ ،‬وكاف لو َدور ّ‬
‫المثقفيف‪ .‬ومف ىنا التقط عمماء حمقة براغ مشعؿ الدراسات المغوية الحديثة الذي‬
‫يتحدثوف بشكؿ صريح متماسؾ‬
‫ّ‬ ‫ونسجت الشكمية خيوطو وأخذوا‬
‫ْ‬ ‫صب سوسير زيتو‬
‫عف بنائية المغة‬

‫أعالم النقد البنيوي‪:‬‬

‫مف أعالـ النقد البنيوي في الغرب ‪:‬روالف بارت‪ ،‬وتزفيتاف تودوروؼ‪ ،‬وجيرار جينيت‪،‬‬
‫وبميخانوؼ وغيرىـ‪.‬‬
‫أما في العالـ العربي ِ‬
‫فمنيـ عمى سبيؿ المثاؿ ال الحصر ‪:‬حميد الحميداني‪ ،‬وصالح‬
‫فضؿ‪ ،‬ومحمد مفتاح‪.‬‬

‫أف ِمف أوائؿ الذيف ُع ّربت مؤلفاتيـ‪ ،‬ىو جاف ماري أوزياس‪ ،‬فقد تـ تعريب‬
‫ُيذ َكر ّ‬
‫كتابو "البنيوية" عمى يد ميخائيؿ مخوؿ‪ ،‬ونشرتو و ازرة الثقافة السورية عاـ ٕ‪.ٔ1ٚ‬‬
‫وىو أوؿ دراسة شاممة عف البنيوية تُرجمت إلى المغة العربية‪ .‬والكتاب يق في‬
‫عرؼ فيو بالبنيوية‪ ،‬وعالقتيا بالمجاؿ الحيوي‪ ،‬وبعمـ المغة‪ ،‬وبعمـ‬
‫قسميف‪ :‬قسـ ّأوؿ ّ‬
‫برواد البنيوية في مجاالت اختصاصيـ‪:‬‬ ‫عرؼ ّ‬ ‫العالمات واإلشارات والدالالت‪ .‬كما ّ‬
‫شتراوس األنثربولوجي‪ ،‬وفوكو االبستيمولوجي‪ ،‬والكاف النفساني‪ ،‬وألتوسير الماركسي‪.‬‬
‫دراسات لبعض أعالـ البنيوية‪ :‬شتراوس (يرد عمى‬ ‫وأما القسـ الثاني فقد جم‬
‫األسئمة)‪ ،‬وجيرار جينييت (في النقد البنيوي)‪ ،‬وبوؿ ريكور في (البنية والتفسير)‪،‬‬
‫وجاف بويوف في (سارتر وشتراوس)‪ ،‬ولوقاد ىوش في (االنثروبولوجيا البنيوية)‪.‬‬

‫ما ىو ىدؼ البنيوية؟‬


‫لقد وض البنيويوف نصب أعينيـ غاية كبرى تتمثؿ في دراسة أبنية العمؿ األدبي‬
‫وعالقات بعضيا بالبعض اآلخر‪ ،‬وكيفية أدائيا لوظائفيا الجمالية‪ ،‬واختبار لغة‬
‫الكتابة األدبية عف طريؽ رصد مدى تماسكيا‪ ،‬وتنظيميا المنطقي والرمزي‪ ،‬ومدى‬
‫تعكسيا‪.‬‬ ‫التي‬ ‫الحقيقة‬ ‫عف‬ ‫النظر‬ ‫بصرؼ‬ ‫وضعفيا‬ ‫قوتيا‬
‫يضا وىو‪" :‬النص‪ ،‬وال شيء غير النص" أي البحث في داخؿ‬ ‫شعار عر ً‬‫ًا‬ ‫وقد رفعوا‬
‫النص فقط عما ُيش ّكؿ أدبيتو ‪-‬أي طابعو األدبي‪ .-‬وقد حاولوا مف خالؿ ذلؾ ع ْممن َة‬
‫عمِمية االشتغاؿ عميو‪ ،‬بقصد‬‫األدب‪ ،‬أي إضفاء الطاب العممي الموضوعي عمى َ‬
‫تشوه ىذه الممارسة النقدية –‬ ‫تجاوز األحكاـ المغرضة واإليديولوجية التي قد ّ‬
‫بزعميـ‪.‬‬

‫أىـ مبادئ البنيوية‪:‬‬

‫ي تاـ منغمؽ‬
‫ماد ّ‬
‫نص ّ‬‫أف "األدب ّ‬
‫إف أبرز المبادئ التي قامت عمييا البنيوية ىو مبدأ ّ‬
‫عمى نفسو"‪ ،‬أي أف دراسة األعماؿ األدبية عممية تتـ في ذاتيا‪ ،‬بغض النظر عف‬
‫منغمؽ في وجو كؿ التأويالت غير البريئة‬
‫ٌ‬ ‫المحيط الذي أنتجت فيو؛ فالنص األدبي‬
‫قائما عمى‬
‫ي في كونو ً‬ ‫ماد ٌّ‬
‫أبعادا اجتماعية أو نفسية أو حتى تاريخية‪ ،‬و ّ‬
‫ً‬ ‫التي تعطيو‬
‫الج َمؿ‪ .‬باإلضافة إلى ذلؾ ىناؾ مبدأ ميـ نادى بو روالف بارت‬
‫المغة أي الكممات و ُ‬
‫ضمف ىذا التصور‬
‫أال وىو قولو‪" :‬المغة ىي التي تتكمـ‪ ،‬وليس المؤلؼ" وذلؾ حيف َّ‬
‫في مقالتو (موت المؤلؼ) مف كتابو (نقد وحقيقة)؛ وىذا يعني إلغاء شخصية الكاتب‬
‫يعد‬
‫أف بعض الدارسيف ّ‬
‫بعيدا عف كؿ المؤثرات الخارجية‪ .‬عمى ّ‬‫لكي يتولّد المعنى ً‬
‫ىذه المقالة مف أوائؿ مراحؿ ما بعد البنيوية‪.‬‬

‫ىذا‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أف البنيوية ال تُعنى بالمعنى بالدرجة األولى بقدر ما تُعنى‬
‫مسمَّـ بو مفروغ‬
‫كأمر َ‬
‫إنتاجو َ ِ ِ‬
‫وخ ْمقو‪ ،‬فػ"البنيوية تنطمؽ مف نقطة وجود المعنى ْ‬
‫ِ‬ ‫بآليات‬
‫منو‪ ،‬ومف ثـ تتحوؿ عف دراسة المعنى إلى آليات خ ْمؽ المعنى حسب قواعد عممية‪،‬‬
‫لممعنى"‬ ‫تاما‬
‫ً‬ ‫تجاىال‬
‫ً‬ ‫باعتباره‬ ‫إليو‬ ‫أشرنا‬ ‫ما‬ ‫وىذا‬
‫روف بػأنو نظاـ‬
‫بالبعد التاريخي أو التطوري لألدب‪ ،‬إذ َي ْ‬
‫ىذا وا ّف البنيوييف ال يعترفوف ُ‬
‫مف الرموز والدالالت التي تولَد في النص وتعيش فيو وال صمة ليا بخارجو‪ ،‬ليذا‬
‫معوقةً لجيود الناقد الراغب في‬
‫يعدوف أية دراسة ذات منظور تطوري أو تعاقبي ٍّ‬ ‫ّ‬
‫أف المغة‬
‫مثال‪ -‬يرى ّ‬
‫اكتشاؼ األبنية التي ينطوي عمييا العمؿ األدبي‪ .‬فروالف بارت ‪ً -‬‬
‫أساس العمؿ األدبي وعنصر نجاح كؿ إبداع‪ ،‬ويرى أف ميمة الناقد ىي تقديـ معنى‬
‫لمعمؿ األدبي‬

You might also like