Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 223

‫اجلىهورية العربية السورية‬

‫جاوعـة دوشـق‬
‫كميـة العموً السياسية‬
‫قسي الدراسات السياسية‬

‫التهديد اإلسرائيلي لألمن البيئي العربي‬


‫"دراسة حتليلية نقدية حىل املفبعالت النىوية والنفبيبت اإلسرائيلية‬
‫وتأثريهب يف املنطقة العربية"‬
‫‪Israeli Threat To the Arab Environmental Security‬‬
‫‪" acritical analytic study about the Israeli reactors and‬‬
‫" ‪leavings and their affect in the arab region‬‬

‫دراسة أعدت لنين درجة الدكتوراه يف العموً السياسية‬

‫إعــداد‬
‫حمىد أمحد عتىة‬

‫املشرف العمىي‬ ‫املشرف العمىي املشارك‬


‫‪ .‬د صابر بمُّوه‬ ‫‪ .‬د مسري حسن‬
‫األستاذ المساعد في قسم اإلقتصاد الدولي‬ ‫األستاذ في قسم الدراسات السياسية‬
‫في كلية العلوم السياسية بجامعة دمشق‬ ‫في كلية العلوم السياسية بجامعة دمشق‬
ً2015

-2-
‫تصريح‬

‫أصرح بأن ىذا البحث بعنوان "التهديد اإلسرائيلي لألمن البيئي العربي" لم يسبق أن قُبل للحصول‬
‫ِّ‬

‫على أية درجة علمية‪ ،‬وأنو غير مقدم حالياً للحصول على أية درجة علمية أخرى‪.‬‬

‫المرشح‬
‫محمد أحمد عتمة‬

‫‪-3-‬‬
‫شهادة‬
‫نشهد بأف العمل اؼبقدـ ىو نتيجة حبث علمي قاـ بو اؼبرشح ؿبمد أضبد عتمة‪ ,‬بإشراؼ الدكتور صابر بلُّوؿ‬
‫(اؼبشرؼ العلمي) األستاذ اؼبساعد يف قسم االقتصاد الدكِف يف كلية العلوـ السياسية جبامعة دمشق‪ ,‬كالدكتور‬
‫ظبري حسن (اؼبشرؼ اؼبشارؾ) األستاذ يف قسم الدراسات السياسية يف كلية العلوـ السياسية جبامعة دمشق‪ ,‬كإف‬
‫أية مراجع أخرل ذيكرت يف ىذا العمل يموثقة يف نص البحث‪.‬‬
‫المشرف العلمي‬ ‫المشرف المشارك‬ ‫المرشح‬
‫د‪.‬صابر بلُّول‬ ‫د‪.‬سمير حسن‬ ‫محمد أحمد عتمة‬

‫‪-4-‬‬
‫نُوقشت ىذه الرسالة وأُجيزت بتاريخ ‪ ,2015/9/16‬من قبل لجنة الحكم المؤلفة من السادة‪:‬‬
‫د‪.‬وجيو الشيخ‪ :‬األستاذ يف قسم الدراسات السياسية يف كلية العلوـ السياسية جبامعة دمشق‪ ,‬اختصاص‬
‫ععوان‪:‬‬ ‫الدعاية السياسية‪.‬‬
‫د‪.‬إبراىيم سعيد‪ :‬األستاذ يف قسم اعبغرافيا يف كلية اآلداب جبامعة دمشق‪ ,‬اختصاص أقاليم اقتصادية‬
‫ععوان‪:‬‬ ‫كسياسية‪.‬‬
‫د‪.‬صابر بلُّول‪ :‬األستاذ اؼبساعد يف قسم االقتصاد الدكِف يف كلية العلوـ السياسية جبامعة دمشق‪.‬‬
‫ععوان مشرفان‪:‬‬ ‫اختصاص التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد دعاس‪ :‬اؼبدرس يف كلية االقتصاد الثالثة يف القنيطرة جبامعة دمشق‪ ,‬اختصاص إدارة كتسويق‪.‬‬
‫ععوان‪:‬‬
‫د‪.‬كريم أبو حالوة‪ :‬اؼبدرس يف قسم الدراسات السياسية يف كلية العلوـ السياسية جبامعة دمشق‪.‬‬
‫ععوان‪:‬‬ ‫اختصاص علم اجتماع‪.‬‬

‫‪-5-‬‬
‫إهداء‬

‫إنٗ رٔذ أت‪ٔ ٙ‬أي‪ ٙ‬انهذ‪ ٍٚ‬كُد ٔيا سند أسرُ‪ٛ‬ز تذعائًٓا ألرٖ انُٕر ف‪ ٙ‬ز‪ٛ‬اذ‪ ...ٙ‬إنٗ يٍ‬
‫كاَد شفآْى ٔأنسُرٓى ٔقهٕتٓى ذهٓس رطثح تذكز هللا ٔدعائٓى ن‪....ٙ‬‬
‫إلى روحهما الطاهرة‬
‫أبً وأمً‬

‫إنٗ يٍ كإَا ن‪ ٙ‬سُذاً ٔعَٕا ً ٔأيالً تانٕطٕل إنٗ انُٕر ٔانس‪ٛ‬اج‪....‬‬


‫إنٗ يٍ عهًَٕ‪ ٙ‬انظثز ٔانعش‪ًٚ‬ح ٔاإلرادج‪....‬‬
‫أخىتً األحبت‬

‫إنٗ يٍ شدعُ‪ٔ ٙ‬زفشَ‪ٔ ٙ‬ذٕاطم يع‪ٔ ٙ‬عاش آيان‪....ٙ‬‬


‫أصدقائً‬

‫إنٗ يٍ عاش ٔيشٗ يع‪ ٙ‬ف‪ ٙ‬ن‪ٛ‬م طٕ‪ٚ‬م‪ ...‬ن‪ٛ‬طم فد ٌز ٔطث ٌر يثً ٌز تانعهى ٔانًعزفح‪ .....‬إنٗ‬
‫رف‪ٛ‬قح انذرب ٔسز انُداذ ٔيُثع اإلخالص ٔذٕأيح انزٔذ ٔيثعس انسة ٔانطًٕذ‬
‫ٔاأليم‪....‬‬
‫زوجتً أم طاهر‬

‫إنٗ األيم انقادو ٔانشْز انًفعى تانس‪ٛ‬اج ٔانثسًح انًزسٕيح عهٗ انشفاِ ٔفهذاخ انزٔذ‬
‫ٔانقهة‪ ....‬إنٗ سْٕر٘ ٔر‪ٚ‬از‪ُ ٔ ُٙٛ‬يٓح قهث‪....ٙ‬‬
‫أبنائً األع َّساء‬
‫محمد طاهر وأحمد وأبرار وعبد الهادي‬

‫‪-6-‬‬
‫بطاقت شكر‬

‫‪ٚ‬سعذَ‪ٚٔ ٙ‬شزفُ‪ ٙ‬أٌ أذقذو ٔتكم فخز تانشكز إنٗ عًادج كه‪ٛ‬ح انعهٕو انس‪ٛ‬اس‪ٛ‬ح‪...‬‬
‫كًا ‪ٚ‬سعذَ‪ٚٔ ٙ‬شزفُ‪ ٙ‬أٌ أذقذو تانشكز انكث‪ٛ‬ز إنٗ ندُح انرسك‪ٛ‬ى انًٕقزج انر‪ ٙ‬ذفضهد‬
‫تاإلشزاف عهٗ يُاقشح رسانر‪...ٙ‬‬
‫ٔ‪ٚ‬سعذَ‪ ٙ‬أٌ أذقذو تانشكز انعً‪ٛ‬ق ألساذذذ‪ ٙ‬األفاضم ف‪ ٙ‬كه‪ٛ‬ح انعهٕو انس‪ٛ‬اس‪ٛ‬ح‪ٔ .‬أخض‬
‫تانشكز اندش‪ٚ‬م اندش‪ٚ‬م انذكرٕر طاتز تهٕل انذ٘ ذفضم تاإلشزاف عهٗ رسانر‪ٔ ٙ‬انذ٘ كاٌ‬
‫خ‪ٛ‬ز يع‪ٔ ٍٛ‬يف‪ٛ‬ذ ن‪ٔ ,ٙ‬انذكرٕر سً‪ٛ‬ز زسٍ انذ٘ شارك تاإلشزاف ٔانرٕخ‪.ّٛ‬‬

‫محمد أحمد عتمت‬

‫‪-7-‬‬
‫مخطط البحث‬

‫‪18‬‬ ‫تاريخ المشروع النووي اإلسرائيلي وتطوره‬ ‫الفصل األول‬

‫‪21‬‬ ‫ظركؼ إنشاء الكياف الصهيوٓف‬ ‫المبحث األول‬

‫‪28‬‬ ‫بدايات التعاكف النوكم اإلسرائيلي الغريب‬ ‫المبحث الثاني‬

‫‪37‬‬ ‫تطور اؼبنشآت النوكية اإلسرائيلية كتعددىا‬ ‫المبحث الثالث‬

‫‪51‬‬ ‫النفايات اإلسرائيلية السامة واستراتيجيات التخلص منها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪54‬‬ ‫ماىية النفايات اإلسرائيلية كاختبلفها‬ ‫المبحث األول‬

‫‪64‬‬ ‫األساليب اؼبتبعة من قبل "إسرائيل" للتخلص من نفاياهتا‬ ‫المبحث الثاني‬

‫‪74‬‬ ‫اؼبناطق الفلسطينية اليت تعرضت للنفايات اإلسرائيلية السامة‬ ‫المبحث الثالث‬

‫‪82‬‬ ‫النشاطات النووية والنفايات السامة اإلسرائيليةوخطرىا على البيئة العربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪84‬‬ ‫مفهوـ األمن البيئي العريب‬ ‫المبحث األول‬

‫‪95‬‬ ‫تلوث البيئة داخل األراضي كاؼبياه الفلسطينية‬ ‫المبحث الثاني‬

‫‪110‬‬ ‫تلوث البيئة يف األراضي كاؼبياه العربية احملتلة (سورية‪-‬األردف –لبناف –مصر )‬ ‫المبحث الثالث‬

‫‪120‬‬ ‫الغموض النووي اإلسرائيلي ودورالمجتمع العربي والدولي في مواجهةترسانة "إسرائيل" النووية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪123‬‬ ‫الرؤية اإلسرائيلية المتبلؾ السبلح النوكم كاؼبراىنة على البقاء‬ ‫المبحث األول‬

‫‪130‬‬ ‫جهود اجملتمع الدكِف عبعل منطقة الشرؽ األكسط خالية من األسلحة النوكية‬ ‫المبحث الثاني‬

‫‪139‬‬ ‫إمكانية الردع العريب كالسيناريوىات احملتملة يف مواجهة الرتسانة النوكيةاإلسرائيليةكملوثاهتا‬ ‫المبحث الثالث‬

‫‪155‬‬ ‫نتائج ومقترحات‬

‫‪160‬‬ ‫المالحق والمراجع‬

‫مقدمة‬

‫‪-8-‬‬
‫تعد الطاقة النوكية من أىم االكتشافات العلمية اؽبائلة اليت توصل إليها اإلنساف ‪ ,‬حيث أحدثت تغريان جذريان‬
‫يف اؼبفهوـ التقين لدكؿ العاَف دبختلف اعبوانب اليت تسهم يف خدمة الشعوب كتطورىا‪.‬‬
‫كلكن استخداـ ىذه الطاقة اػباطىء قد يؤدم إُف مشكبلت هتدد احمليط اغبيوم كسبلمتو من خبلؿ التلوث‬
‫البيئي للهواء كاؼباء كالرتبة كالتلوث الناتج عن اإلشعاعات النوكية كـبلفاهتا كنفاياهتا اػبطرة‪.‬‬
‫كقد شهد منتصف القرف العشرين كربديدان أكائل عاـ ‪ ،1950‬اىتماـ كل دكؿ العاَف كبشكل كبري كمتزايد‬
‫بآثار اإلشعاع كالتلوث الناجم عنو‪ ,‬كالسبب يف ذلك ال يعود فقط للرعب اؼباثل يف ذاكرة الناس نتيجة قصف‬
‫جراء اختبار أجهزة‬
‫مدينيت "ىريكشيما كناغازاكي " بالقنبلة الذرية‪ ,‬كإمبا التساع انتشار اؼبواد اؼبشعة يف العاَف من َّ‬
‫نوكية جديدة يف الغبلؼ اعبوم من قبل الدكؿ النوكية الكربل‪.‬‬
‫لقد أصبحت اغبوادث كالنكبات اليت وبدث فيها التعرض لئلشعاع‪ ،‬من القعايا ذات اإلىتماـ الشعيب‬
‫الواسع‪ .‬كفبا زاد يف أنبية التقارير اليت تناكلت ىذا اؼبوضوع‪ ،‬ىي أهنا ‪ -‬أم التقارير – َف تقتصر على تأكيد‬
‫األخطار التدمريية للحرب النوكية فحسب‪ ,‬بل عززت اػبوؼ من أكبئة السرطاف اليت يبكن أف ربدث بني الناس‬
‫بالسويات اؼبنخفعة جدان‪.‬‬
‫كنتيجة للتعرض لئلشعاع حح ِّ‬
‫كقد أدل سوء التداكؿ كالطرح غري اؼبقصود للمخلفات اػبطرة‪ ,‬إُف العديد من الكوارث يف العاَف‪.‬‬
‫ففي منطقة الشرؽ األكسط كعلى كجو اػبصوص منطقة فلسطني كما حوؽبا‪ ,‬تتواجد اؼبفاعبلت النوكية‬
‫اإلسرائيلية كخاصة مفاعل ( "ديبونا") كما تنفثو من إشعاعات نوكية خطرية‪ ,‬كما زبلفو من نفايات سامة ملوثة‬
‫تعر ببيئة اؼبنطقة العربية ككل منذ إنشائو يف منتصف القرف العشرين اؼباضي كبوجود العديد من األدلة اليت سيتم‬
‫عرضها الحقان‪ .‬حيث تبقى ىذه اؼبخلفات نشطة يف إشعاعاهتا آالؼ السنني‪ ,‬علمان أف التخزين اآلمن ؽبا صعب‬
‫كباىظ التكاليف‪.‬‬
‫كتعمل "إسرائيل"‪ ،‬على تثبيت كياهنا الصهيوٓف باألسلحة النوكية كاؼبفاعبلت النوكية إلهباد التوازف مع دكؿ‬
‫منطقة الشرؽ األكسط من جهة‪ ,‬كلتهدد أمنها – كأمنها البيئي – من جهة أخرل‪ ,‬كذلك من خبلؿ اؼبساعدات‬
‫العسكرية كاالقتصادية كالسياسية األمريكية كالغربية إلضعاؼ اؼبنطقة العربية كمنع قياـ أم ؿباكلة عربية للتعامن‬
‫العريب‪ ,‬بل كإخراج بعض األنظمة العربية من دائرة اؼبواجهة يف الصراع العريب اإلسرائيلي‪ ,‬كانتقالو للجانب اآلخر‬
‫يف ىذا الصراع‪.‬‬
‫كىذا يشكل هتديدان خطريان كمصرييان ؿألمة العربية‪ ,‬كضماف حقها يف اغبياة كالوجود كاألمن كالسيادة‪ ,‬كتتفاقم‬
‫خطورة امتبلؾ العدك الصهيوٓف للرتسانة النوكية بإصراره على عدـ التوقيع على معاىدة منع انتشار األسلحة‬
‫النوكية‪ ,‬كالتهرب من استحقاقات السبلـ العادؿ كالشامل‪ ,‬كاالستخفاؼ بالرأم العاـ العاؼبي‪ ,‬كيف الوقت ذاتو‬
‫ؿباكلتو هتديد كضرب أم قطر عريب وباكؿ تطوير كسائل دفاعو أك امتبلؾ أسلحة الدمار الشامل يف مواجهة خطر‬

‫‪-9-‬‬
‫الرتسانة النوكية اإلسرائيلية كـبلفاهتا‪ ,‬كاليت أصبحت هتدد ليس فقط اؼبنطقة العربية‪ ,‬كإمبا منطقة الشرؽ األكسط‬
‫بأكملها‪ ,‬كهتدد ؿبيطو اغبيوم من خبلؿ ما تفرزه ىذه الرتسانة كنفاياهتا من إنبعاثات كغازات سامة خطرية تنتقل‬
‫إُف أنسجة جسم اإلنساف عن طريق تلويث الطعاـ هبذه النفايات‪ ,‬كتلويث اؽبواء اعبوم‪ ,‬كتلويث مياه األمطار‪,‬‬
‫كبالتاِف تلويث الرتبة كاؽبواء كاؼباء كالقعاء على احمليط اغبيوم للمنطقة العربية‪.‬‬
‫كىذا بدكره يعد هتديدان خطريان لؤلمن البيئي العريب كالذم يعد جزءان ال يتجزأ من األمن القومي العريب‪.‬‬

‫أووً‪ -‬أىمية البحث‪:‬‬


‫تنطلق أنبية البحث من خبلؿ تسليط العوء على إحدل كسائل التهديد اإلسرائيلي لؤلمن البيئي العريب‪ ,‬كىو‬
‫هتديد اؼبنطقة العربية كهتديد اغبياة فيها بتلويثها بالغازات السامة اليت تنبعث من مفاعبلت "إسرائيل" النوكية‬
‫كـبلفات نفاياهتا‪ ,‬بشح أنواعها‪ ,‬كبشح صناعاهتا‪ ,‬بدفنها كإرساؽبا إُف تربة كمياه الدكؿ العربية اجملاكرة ؽبا كغري‬
‫اجملاكرة‪.‬‬
‫ائيلي من نوع جديد للمنطقة العربية‪ ,‬يؤثر على مكونات النظاـ البيئي كاحمليط‬
‫كىذا بدكره يعد هتديد ان إسر ان‬
‫يعرض‬
‫اغبيوم العريب دبا وبتويو من كائنات حية‪ ,‬كجعلو يف حالة عدـ استقرار كاختبلؿ يف توازنو‪ .‬األمر الذم ٌ‬
‫األمن البيئي العريب للخطر كالذم ىو جزء من األمن القومي العريب‪.‬‬

‫انياً‪ -‬مشكلة البحث وتساؤوتو‪:‬‬


‫انطبلقان من أنبية البحث يرل الباحث أف مشكلة البيئة بشكل عاـ يف العاَف أخذت تتصدر اؼبشكبلت‬
‫نظران الزدياد االنبعاثات الغازية السامة‪ ,‬كاحرتار األرض‪ ,‬كنقص‬ ‫العاؼبية اليت هتدد أمن اإلنساف كحياتو‪,‬‬
‫األككسجني بسبب كجود ثقب يف طبقة األكزكف‪ ,‬ككذلك ازدياد التجارب النوكية اليت تطلق الغازات اؼبلوثة‪ ,‬كدفن‬
‫النفايات النوكية كنفايات اؼبصانع السامة يف اؼبياه كالرتبة‪.‬‬
‫كىذا ما ييبلحظ من خبلؿ امتبلؾ الكياف الصهيوٓف اؼبفاعبلت كالرؤكس النوكية‪ ,‬حيث تنطلق كميات كبرية‬
‫كجراء صناعاتو الكيميائية كالدكائية كالبرتككيماكية‪ ,‬ـبلِّفة كميات ىائلة من‬
‫جراء ذلك‪َّ ,‬‬
‫من الغازات السامة َّ‬
‫النفايات السامة‪ ,‬ييدفن كثري منها يف كثري من اؼبناطق العربية‪ ,‬فبا يؤثر سلبان على صحة كسبلمة اإلنساف العريب‬
‫كـبتلف ألواف اغبياة على األرض العربية‪ٌ .‬إال أنو َف تيواجو مثل ىذه األعماؿ من العرب بأية سياسات كال برامج‬
‫بيئية كال اجتماعية كال تربوية كال سياسية‪ ,‬لذلك يتوجو البحث كبو التصدم ؽبذه اؼبشكلة على أسس علمية دبا‬
‫يتوافق مع األىداؼ اؼبرجوة من البحث‪.‬‬
‫كبناءن على ذلك‪ ,‬إؼف مشكلة البحث تطرح اؿتسا ؤؿ الرئيسي التاِف‪:‬‬

‫‪- 10 -‬‬
‫إلى أي مدى وصل التهديد اإلسرائيلي للبيئة والحياة على األرض العربية من خالل تأ ير مفاعالتها‬
‫النووية ونفاياتها السامة ؟ وبالتالي ىل تهدد "إسرائيل" فعالً األمن البيئي العربي والذي ىو جزء من األمن‬
‫القومي العربي ؟؟‪.‬‬
‫كتتفرع أسئلة البحث من السؤاؿ الرئيس للمشكلة حيث وباكؿ الباحث عرضها كالوصوؿ إُف إجابات تفيد‬
‫موضوع البحث‪ ,‬كاألسئلة ىي‪:‬‬
‫إُف أم مدل يعد اؼبشركع النوكم اإلسرائيلي هتديدان ألمن كسبلمة البيئة العربية ؟‬ ‫‪- 1‬‬
‫ؼباذا تدفن "إسرائيل" نفاياهتا النوكية السامة اؼبختلفة يف األراضي كاؼبياه اإلقليمية العربية ‪ ,‬كما‬ ‫‪- 2‬‬
‫تأثري ذلك على مكونات الطبيعة كاغبياة يف اؼبنطقة العربية ؟‬
‫ؼباذا استخدمت "إسرائيل" بعض األسلحة كالقنابل الباعثة للغازات السامة احملرمة دكليان يف‬ ‫‪- 3‬‬
‫حركهبا األخرية مع العرب (بدايات القرف الواحد كالعشرين) ؟ كىل يعد ذلك رسالة هتديد للحركب‬
‫القادمة ؟!‪.‬‬
‫ما مدل التزاـ "إسرائيل" باؼبعاىدات كاالتفاقيات الدكلية للحد من انتشار أسلحة الدمار‬ ‫‪- 4‬‬
‫الشامل كاتفاقيات دفن النفايات اؼبشعة كالسامة ؟‬
‫ما دكر اجملتمع العريب ك الدكِف كغريىا من اؼبنظمات اغبكومية كاألىلية يف العغط على‬ ‫‪- 5‬‬
‫"إسرائيل" النوكية كنفاياهتا السامة ؟‬

‫الثاً‪ -‬أىداف البحث‪:‬‬


‫يهدؼ ىذا البحث إُف ربقيق اآليت‪:‬‬
‫‪- 1‬ربديد حجم التهديد النوكم اإلسرائيلي على األمن البيئي العريب ‪.‬‬
‫‪- 2‬تقدير مستول ذباىل "إسرائيل" للمحيط البيئي العريب ك جرأهتا على استخداـ األسلحة النوكية‬
‫كالغازات السامة مح شاءت يف حركهبا القادمة‪.‬‬
‫‪- 3‬ربديد مدل خطورة تأثري ا إلشعاعات اؼبنبعثة من اؼبفاعبلت النوكية كالنفايات السامة اإلسرائيلية على‬
‫الكائنات اغبية‪ ,‬كإمكانية اؼبعاعبة‪.‬‬
‫‪- 4‬العمل على زيادة الوعي العريب كقناعتو خبطورة التهديد اإلسرائيلي لؤلمن البيئي العريب ؾهتديد مباشر‬
‫لؤلمن القومي العريب‪.‬‬
‫‪- 5‬رصد الدكر الذم يلعبو اجملتمع الدكِف كمنظماتو اغبكومية كاألىلية يف اغبد من تأثري نوكية "إسرائيل"‬
‫كنفاياهتا السامة على البيئة العربية‪.‬‬

‫‪- 11 -‬‬
‫رابعاً‪ -‬فرضيات البحث‪:‬‬
‫تبَّن الباحث ؾبموعة من الفرضيات على النحو التاِف‪:‬‬
‫بناءن على مشكلة البحث كالتساؤالت اؼبطركحة‪َّ ,‬‬
‫ظهر كيؤكد‬ ‫م‬
‫تعمد "إسرائيل" دفن نفاياهتا السامة يف اؼبياه اإلقليمية العربية كاألراضي العربية ي‬ ‫‪َّ - 1‬‬
‫إف ُّ‬
‫عنصريتها كتعصبها كعدائها للبيئة العربية كالعاؼبية‪.‬‬
‫إف عدـ التزاـ "إسرائيل" كتوقيعها على معاىدات اغبد من انتشار األسلحة النوكية كالنفايات السامة‬ ‫‪َّ - 2‬‬
‫يئ العربية‬
‫سوؼ يعطيها مربران دائمان يف استخداـ صبيع أنواع األسلحة احملرمة دكليان‪ ,‬كاليت هتدد الب ة‬
‫كسبلمتها‪.‬‬
‫اؿرنامج النوكم اإلسرائيلي ‪ ,‬يعزز من‬
‫إف تفعيل العغط الدكِف كاألىلي (يف إيقاؼ أك اغبد) من ب‬ ‫‪َّ - 3‬‬
‫فرص التوصل إُف اتفاقيات التزاـ كإلزاـ "إسرائيل" باغبد من انتشار األسلحة النوكية كخطر النفايات‬
‫السامة‪.‬‬
‫‪- 4‬إف تواج د دكر عريب فاعل‪ ,‬كبالتعاكف مع اؼبنظمات الدكلية كاجملتمعية يف العغط على "إسرائيل"‪,‬‬
‫سوؼ وبد من قوة "إسرائيل" النوكية‪ ,‬كعدـ إلقائها لنفاياهتا السامة يف اؼبنطقة العربية‪.‬‬

‫خامساً‪ -‬منهج البحث‪:‬‬


‫يعتمد البحث على اؼبنهج الوصفي التارىبي التحليلي كمنهج اؼبشكبلت كمنهج النظم‪ ,‬حيث وباكؿ‬
‫الباحث عرض اَفكضوع كتطوره تارىبيان‪ ,‬كخاصة تطور الرنامج النوكم اإلسرائيلي منذ منتصف القرف العشرين‬
‫اؼباضي كحح بدايات القرف الواحد كالعشرين كما طرأ عليو من ربوالت‪ ,‬باإلضافة إُف ربليلو ربليبلن دقيقان من‬
‫خبلؿ تأثري ىذا الربنامج على احمليط اغبيوم الفلسطيين كالعريب اجملاكر‪ ,‬كما يسببو من ملوثات كإشعاعات هتدد‬
‫البيئة العربية بشكل مباشر كهتدد أمنها‪.‬‬
‫سادساً‪ -‬إطار البحث‪:‬‬

‫اإلطار الزماني‪ :‬يتناكؿ البحث تلك الفرتة من الزمن اليت شرعت فيها "إسرائيل" بإنشاء مفاعبلهتا النوكية ابتداءن‬
‫من عاـ ‪ 1950‬كحح العقد األكؿ من القرف الواحد كالعشرين‪.‬‬
‫اإلطار المكاني‪ :‬يركز موضوع البحث على التهديد اإلسرائيلي لؤلمن البيئي العريب على منطقة‬
‫جغرافية ؿبددة كىي منطقة فلسطني احملتلة كما هباكرىا من الدكؿ العربية‪ ,‬سورية كمصر كاألردف‬

‫‪- 12 -‬‬
‫كلبناف‪ ,‬من خبلؿ مدل تأثر ىذه اؼبناطق باؼبلوثات اإلسرائيلية السامة من خبلؿ األسلحة النوكية‬
‫كالنفايات اإلسرائيلية السامة‪...‬‬

‫سابعاً‪ -‬بعض الدراسات السابقة‪:‬‬


‫‪ - 1‬بيتر براي‪ :‬ترسانة "إسرائيل" النووية‪ ،‬مؤسسة األبحاث العربية‪,‬بيروت‪.1989 ,‬‬
‫حيث يقدـ اؼبؤلف دراسة تفصيلية حوؿ القدرات النوكية اإلسرائيلية‪ ،‬مشريان إُف دكر كل من الواليات‬
‫اؼبتحدة األمريكية كفرنسا يف تطوير "إسرائيل" للسبلح النوكم‪ ،‬معتربان أف تلك األخرية ىي صاحبة الفعل األكرب‬
‫يف حصوؿ "إسرائيل" على السبلح النوكم‪.‬‬
‫كيؤكد اؼبؤلف أف "إسرائيل" سبتلك عددان غري قليل من القنابل النوكية اؼبصنوعة من اليورانيوـ اؼبخصب‬
‫اؼبسركؽ كليس اؼبنتج داخليان‪.‬‬
‫كىبلص "برام" إُف أف "إسرائيل" لديها تصميم قاطع على منع العرب من امتبلؾ القدرات النوكية‪ ،‬كأهنا‬
‫قامت كستقوـ بتخريب أم ذبهيزات هتدؼ للوصوؿ إُف السبلح النوكم مثلما فعلت مع مفاعل "أكزيراؾ" العراقي‬
‫عاـ ‪.1981‬‬
‫المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ,‬بيروت‪,‬‬ ‫‪ - 2‬تيسير الناشف‪ :‬األسلحة النووية في "إسرائيل"‪،‬‬
‫‪.1990‬‬
‫تناكؿ اؼبؤلف بدايات التعاكف اإلسرائيلي األكركيب المتبلؾ السبلح النوكم اإلسرائيلي من خبلؿ إيفاد أفعل‬
‫الطبلب اليهود إُف أكركبا‪ ،‬كذلك ركز اؼبؤلف على استعراض اؼبفاعبلت النوكية كمنها مفاعل "ديبونا" كمفاعل‬
‫"ناحاؿ سوريك" كخطورهتا على اؼبناطق الفلسطينية كالعربية اجملاكرة‪.‬‬
‫‪ - 3‬سيمور ىرش‪ :‬الخيار شمشون‪ ،‬دار الهالل‪ ,‬القاىرة‪.1991 ,‬‬
‫كالذم عاًف فيو الكيفية اليت أصبحت فيها "إسرائيل" نوكية‪ ،‬مبينان أف ذلك كاف معركفان من قبل كبار‬
‫اؼبسؤكلني السياسيني كالعسكريني األمريكيني كالفرنسيني‪ ،‬كالذين أسهموا بشكل أساسي يف بناء القدرات‬
‫كاؼبفاعبلت النوكية اإلسرائيلية ‪ ،‬كقد حاكؿ اؼبؤلف يف دراستو اإلجابة عن العديد من التساؤالت كمن أنبها‪:‬‬
‫ما ىي طبيعة كحجم ترسانة "إسرائيل" النوكية؟ كما ىو حجم التهديد النوكم الذم تشكلو تلك الرتسانة على‬
‫األمن البيئي العريب كاستقراره‪ ،‬سواءن أمن الدكؿ العربية القريبة من "إسرائيل" أك البعيدة عنها؟‬
‫‪ - 4‬فرانك برنابي‪ :‬القنبلة الخفية ‪ ,‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ,‬بيروت‪.1991 ,‬‬

‫‪- 13 -‬‬
‫تناكلت الدراسة اؼبشركع النوكم اإلسرائيلي كتارىبو كالتعاكف اإلسرائيلي األؼبآف ككذلك التعاكف اإلسرائيلي مع‬
‫اغبكومة النركهبية لتزكيد "إسرائيل" باؼباء اؿ ثقمؿ لتشغيل مفاعل " ديبونا"‪ ،‬كيركز الكاتب على حصوؿ "إسرائيل"‬
‫على اليورانيوـ اؼبخصب بطرؽ رظبية كغري رظبية كذلك لصناعة القنابل النوكية حيث جرل ذبريبها عاـ ‪ 1979‬يف‬
‫جنوب احمليط اؽبادم‪.‬‬
‫‪ ,‬الهيئة العامة للكتاب‪,‬‬ ‫‪ - 5‬ممدوح حامد عطية‪ :‬البرنامج النووي اإلسرائيلي واألمن القومي العربي‬
‫القاىرة‪.1996 ,‬‬
‫تناكؿ الكاتب الرتسانة النوكية اإلسرائيلية مركزان على عناصر القدرة النوكية اإلسرائيلية‪ ،‬كمشريان إُف أف السبلح‬
‫النوكم اإلسرائيلي يعترب حقيقة معركفة يف اؼبيزاف اإلسرتاتيجي للشرؽ األكسط‪.‬‬
‫كيرل أف "إسرائيل" سبتلك أعدادان ضخمة من الرؤكس النوكية إُف جانب كسائل إطبلقها اؼبتعددة معتربان ذلك‬
‫يشكل هتديدان كاضحان لؤلمن القومي العريب كاألمن القطرم البيئي لكل دكلة عربية على حدة‪ ،‬ليؤكد اؼبؤلف أنو‬
‫البد أف يكوف لدل العرب رادع فوؽ تقليدم كهدؼ مؤقت ‪ ،‬كاغبصوؿ فيما بعد على الرادع النوكم‪.‬‬
‫‪- 6‬محمد علي السرحان ‪ :‬اللوبي الصهيوني العالمي والحلف اإلستعماري ‪ ,‬اتحاد الكتاب العرب‪,‬‬
‫دمشق‪.2002 ,‬‬
‫حيث تناكؿ فيو الكاتب ظركؼ إنشاء الكياف الصهيوٓف منذ نشأتو ‪ ,‬كانعقاد اؼبؤسبر الصهيوٓف األكؿ ‪,‬‬
‫كتأسيس اغبركة الصهيونية على يد تيودكر ىرتزؿ ‪ ,‬كالتآمر على العرب كفلسطني ‪ ,‬كمن مث قرار التقسيم عاـ‬
‫‪ 1947‬بدعم من بريطانيا ‪ ,‬كمن مث الواليات اؼبتحدة األمريكية ‪ ,‬ككذلك ركزت الدراسة على دعم الواليات‬
‫اؼبتحدة األمريكية للربنامج النوكم اإلسرائيلي كجعل "إسرائيل" الدكلة األبرز يف حوض اؼبتوسط كدكؿ الشرؽ‬
‫األكسط‪ ،‬كما يعرض الكاتب يف ىذه الدراسة خطة ىامة عبعل منطقة الشرؽ األكسط خالية من األسلحة‬
‫النوكية‪ ,‬كأف تكوف الربامج النوكية يف اؼبنطقة برامج سلمية فقط ‪ ،‬كبالتاِف التوقيع على معاىدة عدـ انتشار‬
‫األسلحة النوكية‪.‬‬
‫‪ ,‬مجلة الفكر العسكري‪,‬‬ ‫‪ - 7‬ىيثم الكيالني‪ :‬السالح النووي اإلسرائيلي (خطر يهدد الجميع )‬
‫العدد‪ ,2‬دمشق‪.2005 ,‬‬
‫امتبلؾ‬ ‫تناكؿ اؼبؤلف السبلح النوكم اإلسرائيلي كهتديده اػبط ير لؤلمن البيئي العريب من خبلؿ تأكيده‬
‫"إسرائيل" ألكثر من (‪ )400‬رأس نوكم‪.‬‬
‫كما يتناكؿ يف كتابو مفهوـ األمن القومي العريب الصادر عاـ ‪ ،1996‬تعريفان عامان لؤلمن القومي العريب ‪،‬‬
‫لكن يؤكد أف ىذا اؼبفهوـ ما زاؿ مفهومان متحركان من حيث اإلتفاؽ على تعريفو كربديده كرسم معاؼبو ‪ ,‬كما زالت‬
‫صلتو باألمن القطرم ربيطها ضبابية غائمة‪.‬‬

‫‪- 14 -‬‬
‫‪ - 8‬دوف حنين‪ :‬أحمر أخضر(عالقة تكامل)‪ ،‬المكتب البرلماني "اإلسرائيلي" للنائب دوف‪.2007 ,‬‬
‫تناكؿ اؼبؤلف (ععو الكنيست اإلسرائيلي)‪ ،‬التلوث الصادر عن اؼبنشآت الصناعية اإلسرائيلية كخاصة‬
‫صناعة اغبجر كالرخاـ ‪ ،‬كاليت تلوث اؼبناطق الفلسطينية لقرهبا من اؼبناطق اػباضعة للسلطة الوطنية الفلسطينية‪،‬‬
‫مسببة حاالت متزايدة من سرطاف الرئة بسبب تنفس السكاف ىواءن مشبعان بالغبار كاعبسيمات السامة‪ ،‬معتربان‬
‫‪!! .‬‬ ‫"الدكلة" دبسائلة كؿباسبة اؼبل ًوثني‬ ‫العرب من أبناء الشرائح اؼبستععفة دكف أف تقوـ‬
‫جراء إصابة القذائف اإلسرائيلية غباكيات النفط‪،‬‬ ‫كذلك يؤكد (دكؼ) يف كتابو ‪ :‬حصوؿ كارثة بيئية ضربت لبناف َّ‬
‫كذلك إباف عدكاف سبوز ‪ 2006‬على لبناف‪.‬‬
‫‪ - 9‬أحمد مجدي رمضان‪ :‬تلوث المياه في البحر الميت‪ ،‬جامعة القاىرة‪.2008 ,‬‬

‫تناكؿ فيها الكاتب النفايات كاؼبلوثات اليت يلفظها مفاعل "ديبونا" النوكم كاليت تشكل خطران كهتديدانكبريان‬
‫للبيئة كاؼبياه يف الشرؽ األكسط‪ ،‬حيث مت دفن جزء من ىذه النفايات يف أراضي اعبوالف السورم احملتل على‬
‫اغبدكد السورية‪ ،‬مؤكدان أف اإلسرائيليني ارتكبوا خطئان كبريان يف اختيار موقع مفاعل "ديبونا" فوؽ بركة ضخمة‬
‫من اؼبياه اعبوفية كىو قريب من البحر اؼبيت ‪ ،‬كالذم ىو امتداد طبيعي لنهر األردف ‪ ،‬فبا يعين حبسب الكاتب‬
‫أف التسرب اإلشعاعي من مفاعل "ديبونا" يؤدم إُف التلوث يف اؼبياه اعبوفية يف باطن األرض كالذم يؤدم‬
‫إُف تلوث نوكم يف اؼبناطق اجملاكرة مثل‪ :‬األردف كمصر كالسعودية‪.‬‬
‫‪- 10‬مجدي كامل‪ :‬األسرار النووية‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ,‬دمشق والقاىرة‪.2008 ,‬‬
‫حيث تناكؿ اؼبؤلف الربنامج النوكم اإلسرائيلي كتطوره منذ بداياتو‪ ،‬كربدث عن مفاعل "ديبونا" كخطورتو‬
‫على بيئة اؼبنطقة العربية ‪ ،‬كذلك رَّكز اؼبؤلف على اغبديث عن النفايات اإلسرائيلية اؼبشعة كتصنيفها‬
‫كمستوياهتا كطرؽ التخلص منها بدفنها يف األراضي كاؼبياه الفلسطينية كالعربية اجملاكرة كخاصة يف قرل ؿبافظة‬
‫اػبليل كمناطق النقب الصحراكم كالقرل اجملاكرة ‪ ،‬مسببة بإشعاعاهتا السامة األمراض اػبطرية يف اؼبنطقة العربية‬
‫مثل سرطاف الدـ كالعقم كغريىا‪.‬‬
‫كما دعا اؼبؤلف إُف ضركرة إخبلء منطقة الشرؽ األكسط من األسلحة النوكية كضركرة توقيع "إسرائيل" على‬
‫معاىدة عدـ إنتشار األسلحة النوكية‪.‬‬
‫‪- 11‬نبيل السمان‪ :‬القنبلة النووية بين طهران وتل أبيب ‪ ,‬مركز األبحاث والتو يق‪ ,‬دمشق‪.2008 ,‬‬
‫تناكؿ اؼبؤلف الربنامج النوكم اإلسرائيلي كاإليرآف‪ ،‬كاحملاكالت العربية المتبلؾ السبلح النوكم يف اؼباضي‬
‫كقدرهتا اغبالية المتبلؾ ىذا السبلح يف اؼبستقبل‪.‬‬

‫‪- 15 -‬‬
‫كيف الربنامج النوكم اإلسرائيلي ركز اؼبؤلف على مفاعل "ديبونا" كالتسريبات اإلشعاعية اليت تنطلق منو‬
‫كآخرىا ظهور سحابة كبرية من الدخاف األصفر عاـ ‪.2007‬‬
‫كما أشار اؼبؤلف يف ىذه الدراسة إُف بعض الدكؿ العربية اليت تقوـ باؼبراقبة اإلشعاعية للمفاعبلت النوكية‬
‫اإلسرائيلية كلو كانت بسيطة‪ ،‬كما أكد اؼبؤلف يف ىذه الدراسة على الدعم األمريكي البلؿبدكد للنوكم‬
‫اإلسرائيلي كؿباكلة العغط على برنامج إيراف النوكم كؿباكلة العغط على سورم ة كبراؾبها التسليحية غري‬
‫التقليدية‪ ،‬كذلك من أجل اغبفاظ على تفوؽ "إسرائيل" كالسيطرة األمريكية على منطقة الشرؽ األكسط‪.‬‬
‫‪- 12‬حافظ محمد‪ :‬القدرة النووية اإلسرائيلية‪ ،‬وزارة الدفاع‪,‬كلية الدفاع الوطني‪ ,‬دمشق‪.2010 ,‬‬
‫تناكلت الدراسة القدرات النوكية اإلسرائيلية ككسائطها كتأثريىا على األمن البيئي العريب ‪ ،‬كما أكد اؼبؤلف أف‬
‫"إسرائيل" سعت المتبلؾ السبلح النوكم باستخداـ أسلوب الردع بالشك‪ ،‬كبعد ذلك ربولت إُف أسلوب الردع‬
‫بالتلميح كإُف أسلوب اؼبعلومات جبرعات ؿبسوبة تثري هبا زعزعة يف فكر القيادات العربية كخوؼ على حياة‬
‫اإلنساف يف اؼبنطقة العربية‪.‬‬
‫إف كل دراسة من الدراسات السابقة تناكلت جانبان معينان من جوانب التهديد النوكم كالنفايات اإلسرائيلية‪.‬‬ ‫َّ‬
‫"إلسرائيل"‪ ,‬كالبعض تناكؿ‬ ‫فمنها ما تناكؿ تاريخ اؼبشركع النوكم اإلسرائيلي‪ ,‬كمنها ما تناكؿ الرتسانة النوكية‬
‫التهديد النوكم اإلسرائيلي لؤلمن القومي العريب‪ ,‬كمنها ما أكد على استخداـ "إسرائيل" أسلحة ؿبرمة دكليان‪,‬‬
‫ائيلي سامة يف اؼبناطق العربية احملتلة أك بالقرب منها‪ ,‬ككجود تسريبات نوكية كإشعاعات‬
‫كعلى كجود نفايات إسر ة‬
‫ملوثة من بعض اؼبفاعبلت النوكية اإلسرائيلية‪ ,‬كعدـ توقيع "إسرائيل" على اؼبعاىدات اليت سبنع انتشار األسلحة‬
‫النوكية كالنفايات السامة‪.‬‬
‫كجديد الباحث يف ىذا اؼبوضوع ىو التهديد النوكم كالنفايات السامة اإلسرائيلية كأثرىا على مكونات اغبياة‬
‫كالبيئة العربية كأنبها اإلنساف العريب‪ .‬حيث وباكؿ إلقاء العوء على الرتسانة النوكية اإلسرائيلية كأخطارىا على‬
‫البيئ العربية‪ .‬كذلك موضوع النفايات اإلسرائيلية السامة كطرؽ التخلص منها‪ ,‬كدفنها يف األراضي كاؼبياه‬‫ة‬
‫اإلقليمية العربية‪ ,‬كتأثري ذلك على الكائنات البحرية كالربية‪ ,‬دبا يف ذلك اإلنساف العريب‪ ,‬مهددان ؿبيطو اغبيوم‬
‫كعناصره اليت تساعده على البقاء‪ ,‬كبالتاِف مهددان أمنو كاستقراره كحياتو‪.‬‬
‫كما وباكؿ الباحث معاعبة مشكلة التهديد النوكم اإلسرائيلي لؤلمن البيئي العريب‪ ,‬من خبلؿ تسليط العوء‬
‫على الدكر الذم يقوـ بو اجملتمع الدكِف كمنظماتو اغبكومية كاألىلية بالعغط على "إسرائيل" النوكية‪ ,‬كانصياعها‬
‫للقرارات الدكلية‪ ,‬باغبد أك إيقاؼ انتشارأسلحتها النوكية كملوثاهتا‪ ,‬كاالستحقاقات العربية ػبلق توازنات ؽبذه‬
‫اؼبهددات كخطر نفاياهتا السامة كاليت باتت هتدد ليس فقط أمن البيئة كاحملي ط العريب‪ ,‬كإمبا األمن القومي العريب‬
‫بكاملو‪.‬‬

‫‪- 16 -‬‬
‫امناً‪ -‬صعوبات البحث‪:‬‬
‫يعد موضوع البحث من اؼبواضيع اؽبامة‪ ,‬حيث تناكؿ اعبانب البيئي كأثره على البيئة العربية‪ ,‬كلعل اغبديث‬
‫عن اؼبشركع النوكم اإلسرائيلي كنفاياتو كملوثاتو كتأثريه على دكؿ اعبوار العريب‪ ,‬أشبو ما يكوف نادران‪ ,‬كذلك لقلة‬
‫تناكؿ ىذا اؼبوضوع من قبل الباحثني كاؼبؤلفني كالكتَّاب‪ ,‬كبالتاِف كاف ىناؾ صعوبة يف اغبصوؿ على اؼبراجع‬
‫كالدراسات اليت تفيد موضوع البحث‪ ,‬كتبني خطورة ىذا السبلح النوكم على البيئة العربية‪ ,‬كهتديده للمكونات‬
‫اغبيوية كاحمليط اغبيوم العريب كانتشار األمراض اليت هتدد حياة اإلنساف العريب منذرة بفنائو من الوجود‪ ،‬لذلك فقد‬
‫سعى الباحث إُف االستعانة بالكتب ‪ ،‬باإلضافة إُف عدد من اؼبواقع اإللكرتكنية كالصحف كاجملبلت اليت رباكؿ‬
‫كشف تكتم "إسرائيل" لربناؾبها النوكم كسريتو ‪ ,‬حيث أف "إسرائيل" حح بدايات العقد الثآف من القرف الواحد‬
‫كالعشرين َف تعلن يف أم تصريح رظبي بوجود السبلح النوكم اإلسرائيلي‪.‬‬
‫كذلك كانت ىناؾ معاناة يف الوصوؿ إُف حقائق ما هبرم داخل األراضي احملتلة ‪ ،‬حيث وبيط هبا السرية‬
‫كالتكتم كالتعتيم اإلعبلمي ‪ ،‬كلكن كانت ىناؾ ؿباكالت جادة كجيدة من كثري من اؼبواقع اإللكرتكنية الفلسطينية‬
‫يف الداخل كاحملظورة يف اػبارج ‪ ،‬لتنقل حقيقة التلوث اإلسرائيلي للمنطقة العربية ‪ ،‬كتكشف مدل اػبطر الذم‬
‫يهدد األمن البيئي العريب‪.‬‬
‫تاسعاً‪ -‬تقسيم البحث‪:‬‬
‫تناكؿ البحث أربعة فصوؿ كيف كل فصل ثبلثة مباحث تركز جلها على موضوع التهديد اإلسرائيلي لؤلمن‬
‫البيئي العريب‪.‬‬
‫ٌأما الفصل األكؿ‪ ,‬فقد كاف بعنواف تاريخ اؼبشركع النوكم اإلسرائيلي كتطوره‪ ,‬حيث تناكؿ ظركؼ إنشاء‬
‫الكياف الصهيوٓف كالدكؿ اليت ساندت اليهود على إقامة دكلتهم اؼبزعومة‪ ,‬كبدايات تعاكف ىذه الدكؿ مع‬
‫"إسرائيل" لبناء مشركعها النوكم‪ ,‬كمن مث تطوره كتطور منشآتو شيئان فشيئان‪.‬‬
‫كالفصل الثآف كاف بعنواف النفايات اإلسرائيلية السامة كاسرتاتيجية التخلص منها‪ ,‬حيث درس ماىية‬
‫النفايات اإلسرائيلية كاختبلفها‪ ,‬كاألساليب اؼبتبعة من قبل "إسرائيل" للتخلص منها‪ ,‬كمن مث اؼبناطق العربية اليت‬
‫تعرضت ؽبا‪.‬‬

‫‪- 17 -‬‬
‫كالفصل الثالث بعنواف النشاطات النوكية كالنفايات السامة اإلسرائيلية كخطرىا على البيئة العربية‪ ,‬حيث‬
‫تناكؿ مفهوـ األمن البيئي العريب‪ ,‬كتلوث البيئة داخل األراضي كاؼبياه الفلسطينية‪ ,‬كتلوثها يف األراضي كاؼبياه‬
‫العربية احملتلة‪.‬‬
‫ٌأما الفصل الرابع كاألخري فقد تناكؿ دكر اجملتمع العريب كالدكِف يف مواجهة ترسانة "إسرائيل" النوكية‪ ,‬كالذم‬
‫ركز على جهود اجملتمع الدكِف عبعل منطقة الشرؽ األكسط خالية من األسلحة النوكية‪ ,‬خاصة بعد تنامي دكر‬
‫الربنامج النوكم اإلسرائيلي كاؼبراىنة على البقاء‪ ,‬كما ىو الرد أك الردع العريب كالسيناريوىات احملتملة يف مواجهة‬
‫الرتسانة النوكية اإلسرائيلئة كملوثاهتا‪.‬‬
‫مث يتم عرض خاسبة تتعمن أىم النتائج اليت توصل إليها الباحث‪ ,‬كبعض اؼبقرتحات‪ ,‬كأخريان مبلحق البحث‬
‫اليت تشري إُف بعض اؼبراكز كاؼبعاىد كاؼبفاعبلت النويية اإلسرائيلية‪ ,‬كبعض اؼبعاىدات كاالتفاقيات اليت عقدت يف‬
‫العاَف ؼبنع انتشار األسلحة النوكية كاليت عقدت بشأف التحكم يف نقل النفايات اػبطرة ‪.‬‬

‫‪- 18 -‬‬
‫الفص ــل األول‬
‫تاريخ المشروع النووي اإلسرائيلي وتطوره‬

‫المبحث األول‪ :‬ظروف إنشاء الكيان الصهيوني‪.‬‬


‫اؼبطلب األكؿ‪ :‬النشاط اليهودم يف فلسطني قبل كالدة الكياف الصهيوٓف‬
‫اؼبطلب الثآف‪ :‬االستيطاف اليهودم يف فلسطني بعد اغبرب العاؼبية الثانية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬بدايات التعاون النووي اإلسرائيلي الغربي ‪.‬‬
‫اؼبطلب األكؿ‪ :‬الرؤية اإلسرائيلية حوؿ السبلح النوكم كامتبلكو‬
‫اؼبطلب الثآف‪ :‬التكنولوجيا النوكية اإلسرائيلية كتطورىا‬
‫المبحث الثالث‪ :‬تطور المنشآت النووية اإلسرائيلية وتعددىا‪.‬‬
‫اؼبطلب األكؿ‪ :‬مراكز البحث النوكية كالذرية اإلسرائيلية‬
‫اؼبطلب الثآف‪ :‬اؼبفاعبلت النوكية اإلسرائيلة‬

‫‪- 19 -‬‬
‫تقوـ اإلسرتاتيجية النوكية اإلسرائيلية – كما يدَّعي زعماء "إسرائيل" – على دفع عدكاف قائم أك ؿبتمل من‬
‫قبل الدكؿ العربية عليها‪ ,‬كذلك على اعتبار أف قدرة "إسرائيل" على حشد اؼبوارد البشرية التقليدية مقيدة‪ ,‬فعبلن‬
‫يبكن العرب من اغبصوؿ على األسلحة اؼبتقدمة‬ ‫على أف تنامي فائض األمواؿ العربية الناذبة عن استثمار البرتكؿ‪ِّ ،‬‬
‫"إسرائيل" يف ؾباؿ األسلحة التقليدية‪ ,‬كمن مث فبل خبلص أماـ‬ ‫اليت يبكن أف تردـ اؽبوة اليت بينهم كبني‬
‫"إسرائيل"سول السبلح النوكم‪ ،‬للدفاع ضد اؽبجوـ العريب احملتمل أك لردع العرب يف حالة توافر البيئة ؽبذا‬
‫اؽبجوـ‪.‬‬
‫كىذا يعكس بصورة ال ينقصها الوضوح‪ ,‬ىدؼ "إسرائيل" يف إخعاع العرب على القبوؿ بػ "إسرائيل"‬
‫كحقيقة مسلَّم هبا‪ ,‬مع عدـ التفكري يف الوقت نفسو بازباذ أية خطوات تعين استعادة األراضي العربية احملتلة أك‬
‫دبعارضة األىداؼ كاؼبخططات اإلسرتاتيجية اؼبستقبلية لػ "إسرائيل"‪.‬‬
‫سبتلك "إسرائيل" منظومة كاملة من أسلحة الدمار الشامل دبختلف أنواعها‪ ,‬فعبلن عن كسائل ضبلها‬
‫كإطبلقها دبستوياهتا التكتيكية كاإلسرتاتيجية اؼبختلفة‪.‬‬
‫كاؼبفهوـ اإلجرائي ؼبنظومة أسلحة الدمار الشامل اإلسرائيلية‪ ,‬يتمثل يف اإلمكانات النوكية كاؼبقدرة اؼبالية اليت‬
‫تتكوف من اػبامات النوكية كالقاعدة العلمية كالتكنولوجية‪ .‬كذلك يتمثل يف القدرة على إنتاج السبلح النوكم‬
‫الذم يتكوف من الرؤكس النوكية – القنابل الذرية كاؽبيدركجينية كقنابل النيرتكف – كتوافر قواعد اإلطبلؽ‪ ,‬ككسائل‬
‫التوصيل اؼبتمثلة يف الصواريخ كالطائرات اغبربية كمنظومات القيادة كالسيطرة كاالتصاؿ كأجهزة التشويش‬
‫االلكرتكٓف‪.‬‬
‫كمنذ نشأهتا سعت "إسرائيل" كبو امتبلؾ السبلح النوكم يف ظل إيباف من القيادة السياسية هبذا األمر‪,‬‬
‫كخباصة يف ضوء توِف ( حاييم كايزمن ) (‪ )‬رئاسة دكلة "إسرائيل"‪ ,‬كأيعان اقتناع رئيس الوزراء آنذاؾ ( دافيد بن‬

‫‪ ‬حاييم كايزمن‪ :‬أكؿ رئيس للكياف الصهيوٓف عاـ ‪ ,1948‬كىو عاَف الكيمياء اغبيوية كاستحدث دائرة ألحباث النظائر يف معهد‬
‫كايزمن ‪ ,‬كالذم ىو أحد اؼبؤسسات العلمية الرئيسية يف فلسطني احملتلة‪.‬‬

‫‪- 20 -‬‬
‫غوريوف ) (‪ )‬الذم يقوؿ من خبلؿ بيرت برام يف كتابو ترسانة "إسرائيل النوكية"‪" :‬إف العلم يف ىذه الفرتة ىو‬
‫الطريق إُف القوة العسكرية‪ ,‬كإف شبابنا النابو الذم يدرس القانوف بدالن من العلوـ كالتكنولوجيا ىو رأس ماؿ‬
‫بشرم يمبىدَّد‪ ,‬كىو رأس ماؿ نفيس للببلد‪.‬‬
‫كمع بدء إعبلف نشأة "إسرائيل" بدأ قادهتا يعدكف لربنامج تسليح نوكم‪ ,‬مستلهمني فكرة امتبلؾ ىذا السبلح من‬
‫التأثريات اؼبصاحبة الستخدامو الذم سبثل يف قنبليت "ىريكشيما كناغازاكي" يف الياباف مع هناية اغبرب العاؼبية‬
‫الثانية‪ .‬لذلك فقد قامت "إسرائيل" بتشكيل ؾبلس – عبنة – أعلى للطاقة النوكية‪ ,‬كما لبث أف أصبح ىيئة أك‬
‫كزارة للطاقة النوكية‪ ,‬تتبع مباشرة لرئيس الوزراء‪ ,‬كربت اإلشراؼ اؼبباشر لوزارة الدفاع‪.‬‬
‫كقد استطاع اجمللس اؼبذكور أف وبقق نشاطان ملموسان يف صبيع اعبامعات كمعاىد العلوـ التطبيقية اإلسرائيلية‪،‬‬
‫كيف كثري من اعبامعات كاؼبؤسسات كاؼبعاىد كاؼبنظمات العلمية خارج "إسرائيل" ‪ .‬كاستطاع ىذا اجمللس أف وبقق‬
‫نقلة نوعية ككمية يف إطار اكتساب اؼبعرفة العلمية كالتكنولوجيا يف النصف األكؿ من طبسينيات القرف اؼباضي‬
‫نتيجة للتعاكف بني "إسرائيل" كفرنسا‪.‬‬

‫‪ ‬دافيد بن غوريوف‪ :‬كزير الدفاع اإلسرائيلي عاـ ‪ ,1948‬أكؿ رئيس حكومة للكياف الصهيوٓف‪ ,‬كمن الزعماء اؼبتحمسني للسبلح‬
‫النوكم اإلسرائيلي‪.‬‬
‫‪- 21 -‬‬
‫المبحث األول‬
‫ظروف إنشاء الكيان الصهيوني‬
‫لقد اعرتؼ تيودكر ىرتزؿ ‪ ،‬بأف فكرة الدكلة اليهودية ىي فكرة بسيطة كباىتة بالنسبة لو كلغريه‪ ,‬سرعاف ما‬
‫شجعتها األكساط االستعمارية اؼبتعاكنة مع شركة "آؿ ركتشيلد" كغريىا ‪(.‬أنظر الملحق رقم ‪ ،)1‬كسبخعت عنها‬
‫‪ )1917‬كاغبركة الدبلوماسية‬ ‫‪ )1917‬ك(كعد بلفور تشرين الثآف‬ ‫كعود كثرية‪ ،‬مثل (كعد كامبو أيار‬
‫الربيطانية األمريكية بتشجيع االستيطاف اليهودم على أرض فلسطني ألسباب ترتاءل اآلف بعد عشرات السنني‬
‫من التآمر‪ .‬كىكذا َّ‬
‫فإف اؼبتتبع لظركؼ إنشاء الكياف الصهيوٓف ييبلحظ أف الصهاينة فعَّلوا يف دعواهتم‬
‫االستيطانية استخداـ كلمة "كطن" ًعوضان عن "الدكلة"‪ ,‬نظران ألف كلمة "دكلة"ستثري اعرتاض جهات دكلية‬
‫عديدة‪ ,‬كوف فكرة الدكلة كمقوماهتا َف تتبلور بعد‪.‬‬
‫كبعد رسم ىذه السياسة االستيطانية الصهيونية اؼبنظمة يف اؼبؤسبر األكؿ عاـ ‪ ,1897‬عمد الصهاينة إُف‬
‫ربعري أدكات استيطانية على ثبلثة مستويات‪ :‬األرض‪ ,‬كاالستيطاف اؼبنظم‪ ,‬كاؼبفاكضات‪.‬‬
‫"إسرائيل" يف اػبامس عشر من أيار‬ ‫األمر الذم قاد إُف انتزاع اؼبزيد من األراضي الفلسطينية‪ ,‬كتيوج بإقامة‬
‫‪.1948‬‬
‫المطلب األول‪ :‬النشاط اليهودي في فلسطين قبل وودة الكيان الصهيوني‬
‫بالعودة للوراء قليبلن‪ ،‬فإنو حح عاـ ‪َ ,1855‬ف يكن لليهود أية أمبلؾ يف اؼبدف كالقرل الفلسطينية‪ ,‬باستثناء‬
‫قبل(موشي‬ ‫مدينة القدس‪ ,‬كاعبليل‪ ,‬كصفد‪ ,‬كطربيا‪ ,‬حيث بدأت عمليات امتبلؾ األراضي يف ذلك العاـ من‬
‫منتفيورم)‪ ،‬كىو ثرم يهودم‪ ،‬قاـ بشراء قطعة أرض كىي عبارة عن بستاف مساحتو ( ‪ )100‬دكّف قرب يافا‪,‬‬
‫اض بطرؽ ـبتلفة يف (موزا ) قرب القدس عاـ ‪ ,1859‬كيف ملبس اليت أصبح اظبها ( بتاح‬ ‫كبعده مت شراء أر و‬
‫تكفا) عاـ ‪ ,1878‬كيف عيوف قارة (ريشو ليصيوف )‪ ,‬كزمارين ( زخركف يعقوب)‪ ,‬كاعباعونة ( ركش بينا ) عاـ‬

‫‪ ‬تيودكر ىرتزؿ‪ :‬صحفي يهودم مبساكم مؤسس اغبركة الصهيونية من خبلؿ اؼبؤسبر الصهيوٓف األكؿ عاـ ‪ 1897‬يف مدينة باؿ‬
‫بسويسرا كصاحب كتاب الدكلة اليهودية‪.‬‬

‫‪ ‬كعد كامبو‪ :‬كامبو ىو سكرتري كزارة اػبارجية الفرنسية عاـ ‪ 1917‬حيث كعد اليهود دبساندة فرنسا بقياـ الكياف الصهيوٓف‬
‫كدعم اتفاقية سايكس بيكو عاـ ‪ 1916‬اليت قسمت اؼبنطقة العربية‪.‬‬

‫‪ ‬كعد بلفور‪ :‬بلفور ىو كزير خارجية بريطانيا عاـ ‪ 1917‬كاؼبشهور بوعده اؼبشؤكـ من خبلؿ حكومتو الربيطانية بإنشاء كياف‬
‫كدكلة للعدك الصهيوٓف‪.‬‬
‫‪- 22 -‬‬
‫‪ )418‬ألف دكمبان من‬ ‫‪ .1882‬كحح هناية اغبرب العاؼبية األكُف‪ ,‬استطاعت اغبركة الصهيونية امتبلؾ كبو (‬
‫(‪)1‬‬
‫أراضي فلسطني بطرؽ ـبتلفة‪.‬‬
‫ليأيت بعد ذلك الدكر الكبري لبلستعمار الربيطآف يف نقل ملكية كبرية من األراضي الفلسطينية على حساب‬
‫العرب الفلسطينيني‪ ,‬كمساعدهتم للمنظمات كاغبركات اإلرىابية اليهودية‪ ,‬كضم اؼبزيد من األراضي الفلسطينية‬
‫لليهود حح قياـ اغبرب العاؼبية الثانية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬امتالك اليهود لألراضي الفلسطينية بعد الحرب العالمية الثانية‬
‫انتقلت مراكز الصهيونية العاؼبية كقياداهتا من أكركبا إُف الواليات اؼبتحدة األمريكية بعد اغبرب العاؼبية الثانية‬
‫(‪ ,)1945-1940‬كحصلت عمليات تقارب كاسعة بينها كبني األجهزة السياسية كالدعائية كاالقتصادية‬
‫للواليات اؼبتحدة األمريكية بعد اختيارىا كمركز للصهيونية العاؼبية‪ ,‬كذلك بسبب كجود اؼبنظمات اليهودية‬
‫الصهيونية فيها‪ ,‬كىي األكثر تعدادان‪ ,‬كاألضخم نفوذان من النواحي السياسية كاؼبالية‪ ,‬كمكنها ذلك التزاكج مع‬
‫اجملمع األمريكي الصناعي اغبريب‪ ,‬القياـ بنشاط كاسع جدان‪ ،‬ألف األمريكيني من أصل يهودم يبلكوف كيديركف‬
‫الشركات العخمة كالبنوؾ كاؼبصارؼ العاؼبية كشركات االتصاؿ كالتأمني‪ ,‬فهم يسيطركف فعليان على أىم الشركات‬
‫اؼبتلفزة‪ ,‬كأىم الصحف األمريكية (الواشنطن بوست )‪ ,‬إضافة إُف أضخم جهاز إدارم‪ ,‬كأشهر اؼبنظمات‬
‫اليهودية ( يونيتد جويش إبل )‪ ,‬ك ( بنام بريث ) ك ( إيباؾ )‪ ,‬كربويل مركز الصهيونية العاؼبية إُف الواليات‬
‫اؼبتحدة األمريكية‪ ,‬كوهنا استفادت من ربويل الشركات كاالستثمارات كالبنوؾ من أكركبا إليها قبل كخبلؿ اغبرب‬
‫العاؼبية الثانية‪ ,‬كبالتاِف اختيار الرؤية السياسية اليت تبنتها الدكائر األمريكية كالكنيسة اؼبورمانية األمريكية‪ ,‬فتغري مع‬
‫(‪)2‬‬
‫ذلك قوة تأثري اليهود كالصهاينة على اؼبسرح العاؼبي‪.‬‬
‫كلكن رغم ىذا التغري كىذا اإلنتقاؿ ؼبراكز النشاط كالقوة يف الواليات اؼبتحدة األمريكية‪ ,‬فقد تقدمت‬
‫بريطانيا عاـ ‪ 1947‬دبشركع اقرتاح تقسيم فلسطني إُف ثبلثة أقساـ بتأكيد من األمم اؼبتحدة‪ :‬قسم عريب‪,‬‬
‫كقسم يهودم‪ ,‬كالقدس منطقة دكلية‪ .‬ليعلن بعد ذلك كفد من الواليات اؼبتحدة األمريكية يف األمم اؼبتحدة‬
‫موافقتو الرظبية على مشركع التقسيم‪ ,‬حيث أعلن الرئيس (تركماف) مساندتو ؽبذا القرار‪ ,‬كالعغط على الدكؿ‬
‫اؼبعنية للموافقة‪.‬‬
‫كهبذا الشكل ضمنت بريطانيا كالواليات اؼبتحدة األمريكية‪ ،‬آفاقان جديدة لتوزيع األدكار لئلعرتاؼ الدكِف‬
‫بالكياف الصهيوٓف‪ ,‬كأسقطت من حسابات اجملتمع الدكِف حقوؽ العرب كمصري الشعب الفلسطيين‪ ,‬ليأيت بعد‬

‫(‪ )1‬عبد الرضبن أبو عرفة‪ :‬اوستيطان التطبيق العلمي للصهيونية‪ ,‬اؼبؤسسة العربية للدراسات كالنشر‪ ,‬دار اعبليل للنشر‪ ,‬عماف‪,‬‬
‫‪ ,1981‬ص‪.10‬‬
‫(‪ :)2‬ؿبمد أضبد النابلسي‪ :‬ؾبلة الكفاح العريب‪ ,‬اللوبي اليهودي‪ ,‬بريكت‪ , 2001/1/19 ,‬ص‪.11‬‬
‫‪- 23 -‬‬
‫ذلك (آيزهناكر) كيقوؿ بصراحة عاـ ‪( :1951‬ليس ىناؾ‪ ,‬فيما يتعلق بالقيمة اػباصة لؤلرض منطقة أكثر‬
‫أنبية من الناحية اإلسرتاتيجية مثل فلسطني كسورية كلبناف كمصر‪ .‬فهذه اؼبنطقة عظيمة لتلبية مصاٌف الواليات‬
‫(‪)1‬‬
‫اؼبتحدة األمريكية كالصهيونية‪ ,‬كىي تساىم يف بناء ؾبهودنا العاؼبي)‪.‬‬
‫كمع قرار التقسيم يف عاـ ‪ ,1947‬سبكن اليهود من امتبلؾ ( ‪)1425000‬دكمبان من مساحة فلسطني‪,‬‬
‫كمع إنشاء الكياف الصهيوٓف‪ ,‬سبكنت اغبركة الصهيونية يف "إسرائيل" من السيطرة على ( ‪ )%84.8‬من مساحة‬
‫فلسطني‪ ,‬أم على كبو( ‪ )22920000‬دكمبان‪ ,‬منها ( ‪ )425‬ألف دكمبان ىي دبثابة يرقىع مائية‪ ,‬كتوزعت‬
‫(‪)2‬‬
‫اؼبساحة الباقية على النحو التاِف‪:‬‬
‫‪ 17675000 - 1‬دكمبان‪ ,‬ىي دبثابة أمبلؾ أمريية‪.‬‬
‫‪ 800 - 2‬ألف دكمبان‪ ,‬فبلوكة للصندكؽ القومي اليهودم‪.‬‬
‫‪ 450 - 3‬ألف دكمبان‪ ،‬فبلوكة للجمعيات اليهودية كاألفراد‪.‬‬
‫‪ 3175000 -4‬دكمبان‪ ،‬كىي أمبلؾ الفلسطينيني الذين طيردكا من قراىم ً‬
‫كخىرهبم كمدهنم يف عامي‬
‫‪ 1947‬ك‪ ,1948‬كقيدِّر عددىم بنحو ‪ 850‬ألف الجئ فلسطيين آنذاؾ‪.‬‬
‫‪ ,1967‬تابعت السلطات اإلسرائيلية توسعها يف األرض‬ ‫كبعد احتبلؽبا العفة ك القطاع يف عاـ‬
‫الفلسطينية من خبلؿ القوة العسكرية‪ ,‬كالدعم الغريب‪ .‬كلتنفذ سياستها التهويدية كاالستيطانية‪ ,‬صادرت‬
‫السلطات اإلسرائيلية أكثر من ( ‪)20‬ألف دكمبان من منطقة اللطركف‪ ,‬بعد تدمري ثبلث من القرل العربية‪,‬‬
‫كعمدت على كضع يدىا على كبو ‪ %25‬من مساحة العفة الغربية‪ ,‬باإلضافة إُف ( ‪)400‬ألف دكمبان سبثل‬
‫‪ %8‬من مساحة العفة‪ ,‬ىي أراضي العرب الذين طيردكا إباف احتبلؿ "إسرائيل" للعفة عاـ ‪.1967‬‬
‫أما يف قطاع غزة فتصل نسبة األراضي اليت صادرهتا "إسرائيل" إُف ‪%33‬من ؾبموع مساحة قطاع غزة‪,‬‬
‫‪%52 ,1987‬من العفة‪ ,‬ككبو‬ ‫كتشري مصادر أخرل أف السلطات اإلسرائيلية صادرت حح هناية عاـ‬
‫‪ %35‬من مساحة قطاع غزة لتبلغ يف هناية عاـ ‪ ،2001‬كبو ‪ %60‬من مساحة العفة ك ‪ %40‬من‬
‫(‪)3‬‬
‫مساحة قطاع غزة‪.‬‬

‫(‪ )1‬ؿبمد علي السرحاف‪ :‬اللوبي الصهيوني العالمي والحلف اوستعماري‪ ,‬ارباد الكتاب العرب‪ ,‬دمشق‪ ,2002 ,‬ص‪.70‬‬
‫(‪ )2‬عبد الرضبن أبو عرفة‪ :‬اإلستيطان التطبيق العلمي الصهيوني‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.13 -11‬‬
‫(‪ )3‬نبيل السهلي‪ :‬اوستيطان الصهيوني في فلسطين اإلدارة والهدف ‪ ,‬ؾبلة باسم‪ ,‬اؽببلؿ األضبر الفلسطيين‪ ,‬تشرين الثآف‬
‫‪ ,1989‬العدد ‪ ,173‬ص‪.62‬‬
‫‪- 24 -‬‬
‫‪ ,1948‬سلسلة‬ ‫كذبدر اإلشارة أف السلطات اإلسرائيلية ازبذت منذ إنشاء الدكلة الصهيونية يف عاـ‬
‫إجراءات قانونية‪ ,‬أعطت من خبلؽبا اغبق لنفسها‪ ,‬يف أف تصدر النص القانوٓف الذم يتناسب مع مصاغبها‬
‫لتثبيت عبلقتها باألراضي اليت تسيطر عليها‪ ,‬كأصدرت السلطات اإلسرائيلية عدة قوانني تنقسم إُف قسمني‪:‬‬
‫قسم يتعلق بتثبيت ارتباط اليهود باألرض كباألطر الداعمة لذلك‪ ,‬كقسم يتناكؿ إلغاء أحقية السكاف‬
‫(‪)1‬‬
‫العرب باألرض ‪ .‬أما الوسائط اليت تكتسب هبا اعبنسية اإلسرائيلية فهي‪.‬‬
‫ائيلي‪.‬‬
‫‪ -1‬العودة‪ ,‬حيث وبق لكل مهاجر دبوجب ىذا القانوف أف يكوف مواطنان إسر ان‬
‫‪ -2‬اإلقامة‪.‬‬
‫‪ -3‬الوالدة‪.‬‬
‫ائيلين عائدان إُف دكلتو حاؼبا يطأ‬
‫‪ -4‬التجنس‪ ,‬كيصبح اليهودم اؼبهاجر إُف "إسرائيل" مواطنان إسر ا‬
‫أرضها‪.‬‬
‫أما إذا ما مت البحث يف اؼبستوطنات‪ ,‬فإف زحف اليهود إُف فلسطني قد ضاعف يف عددىا كفق اؼبراحل‬
‫(‪)2‬‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬المرحلة األولى‪ :‬سبتد ما بني عامي ‪ 1840‬ك‪ ,1882‬كذلك مع خركج ؿبمد علي باشا كابنو إبراىيم‬
‫باشا من فلسطني كعودة فلسطني للسلطة العثمانية‪ ،‬حيث أنشأ خبلؿ تلك الفرتة ست مستوطنات يهودية‪.‬‬
‫‪ -‬المرحلة الثانية ‪ :‬سبتد مابني عامي ‪1882‬ك ‪ ,1920‬إذ كصل عدد اؼبستوطنات حح هناية عاـ‬
‫‪ 1920‬إُف ( ‪ )44‬مستوطنة‪ ,‬أقيم ‪ 16‬منها على طوؿ اػبط اغبديدم بني يافا كالقدس‪ ,‬ك ‪ 4‬مستوطنات‬
‫على هنر العوجا الذم يصب مشاؿ يافا‪ ,‬ك ‪ 24‬مستوطنة يف اعبليل كالسهل الساحلي‪.‬‬
‫‪ -‬المرحلة الثالثة ‪ :‬سبتد بني عامي ‪ 1920‬كحح أيار ‪ ,1948‬كخبلؿ تلك الفرتة كاف الدعم غري‬
‫ؿبدكد من قبل سلطات االنتداب الربيطآف‪ ,‬حيث كصل عدد اؼبستوطنات يف فلسطني إُف( ‪ )110‬مستوطنات‬
‫يف عاـ ‪ ,1927‬كارتفع ليصل إُف (‪ )291‬مستوطنة زراعية حح عاـ ‪.1948‬‬
‫‪ -‬المرحلة الرابعة ‪ :‬كسبتد خبلؿ الفرتة ‪ ,1967 -1848‬كقد استطاعت السلطات الصهيونية حح عاـ‬
‫‪ 1967‬إقامة ( ‪ )419‬مستوطنة يهودية‪ ,‬كقد اعتمد الكياف الصهيوٓف يف زبطيطو إلقامة اؼبستوطنات خبلؿ‬

‫‪ ,1973-1948‬اإلرباد العاـ للكتاب كالصحفيني‬ ‫(‪ )1‬كماؿ اػبالدم‪ :‬األرض في الفكر اوجتماعي الصهيوني‬
‫الفلسطينني‪ ,‬الطبعة األكُف‪ ,1984 ,‬ص‪.53‬‬
‫(‪ )2‬ؾبلة شؤكف فلسطينية‪ :‬العدد ‪ ,103‬حزيراف ‪,1980‬ص‪.125‬‬
‫‪- 25 -‬‬
‫الفرتة اؼبذكورة على عامل السياج األمين كاالقتصادم معان‪ ,‬كقد رافق إنشاء اؼبستوطنات جذب مزيد من يهود‬
‫العاَف إُف فلسطني‪ ،‬عرب هتيئة ظركؼ للهجرة الطاردة من دكؿ اؼبنشأ باذباه فلسطني‪.‬‬
‫‪1967‬إُف بدايات القرف الواحد كالعشرين اغباِف‪ ,‬ففي‬ ‫‪ -‬المرحلة الخامسة ‪ :‬كسبتد ىذه اؼبرحلة بني‬
‫‪ ,1967/6/5‬احتل اعبيش الصهيوٓف باقي األراضي الفلسطينية‪ ,‬شرعت خبلؽبا قوات االحتبلؿ يف بناء‬
‫اؼبستوطنات‪ ,‬من أجل إقامة سياج أمين‪ ,‬كاغبؤكؿ دكف التواصل اعبغرايف كالديبوغرايف بني مدف العفة كاألراضي‬
‫الفلسطينية كافة‪ ,‬ليصل العدد إُف آالؼ اؼبستوطنات كاليت تتزايد بازدياد السيطرة األمنية اإلسرائيلية على األراضي‬
‫الفلسطينية كالعربية‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كهبذا يتم التوصل إُف تركيبة بشرية غريبة يف اجملتمع اإلسرائيلي تتوزع على النحو التاِف‪:‬‬
‫أ‪ %40-‬أكركبيوف كأمريكيوف (يهود غربيوف أك شرقيوف)‪.‬‬
‫ب‪ %20-‬أفارقة (يهود سود)‪.‬‬
‫ج‪ %17 -‬من اليهود العرب‪.‬‬
‫د‪ %23-‬من الشعب الفلسطيين‪.‬‬
‫لقد شكل الكياف الصهيوٓف كمنذ نشأتو‪ ،‬ربديان كبريان كهتديدان عبميع دكؿ منطقة الشرؽ األكسط‪,‬‬
‫كخصوصان الدكؿ العربية‪ ,‬حيث مثلت اؼبنطقة العربية ىدفان مركزيان على اعبدكؿ االستعمارم الصهيوٓف‪ ,‬كقاـ‬
‫ىذا العدك بتنفيذ خطة مربؾبة يف اذباه ذبزئة ىذه اؼبنطقة‪ ,‬كذبيري جرياهنا كثركاهتا لصاغبو‪ ،‬منفذان ما جاء يف‬
‫(‪)‬‬
‫أشعيا يف كتاهبم اؼبسمى التوراة‪.‬‬
‫كبناءن على ذلك يتبني مركر الكياف الصهيوٓف دبجموعة من اػبطوات لعماف الوصوؿ إلقامة "إسرائيل‬
‫التوراتية الكربل" دبا يتبلئم مع مصلحة الصهيونية مستخدمة كل ما لديها من كسائل كعلى ىذا األساس كاف‬
‫(مؤسبر كامبل بنرماف) ك (اتفاقية سايكس بيكو ) ك (كعد بلفور )‪ ,‬كمؤسبر الصلح الباريسي اؼبتوج دبعاىدة‬
‫فرسام‪ ,‬مث مؤسبر ساف ريبو‪ ،‬سبهيدان لقياـ ىذا الكياف على أرض فلسطني‪ ,‬كصوالن إُف إقامة "إسرائيل التوراتية"‪,‬‬
‫"إسرائيل‬ ‫ىذه الدكلة اليت جنَّد ؽبا الصهاينة منابر اإلعبلـ اؼبختلفة يف العاَف لتعليل الناس‪ ,‬كإلظهار أف‬
‫التوراتية" ىي ربقيق لنبوءات (إلو اليهود يهوه)‪.‬‬

‫(‪ )1‬صحيفة اجملد األردنية‪" :‬إسرائيل" من الداخل‪ ,2001/1/8 ,‬اغبلقة اػبامسة‪ ,‬خدمة القدس برس‪0‬‬
‫‪‬‬
‫)كبنو الغريب يبنوف أسوارؾ‪ ,‬كملوكهم ىبدمونك (بنو "إسرائيل" )‪ ,‬كتنفتح أبوابك دائمان‪ .‬هناران كليبلن ال تغلق‪ ,‬ليؤتى إليك‬
‫بغَّن األمم كتقاد ملوكهم‪ .‬ألف األمة كاؼبملكة اليت ال زبدمك تيباد‪ ,‬كخرابان زبرب األمم )) (الكتاب اؼبقدس‪ ,‬أشعياء‪,‬‬
‫اإلصحاح الستوف‪.)11-10 ,‬‬

‫‪- 26 -‬‬
‫كذلك ماجاء يف اإلصحاح السابع عشر من التوراة‪ ,‬كالذم ينص ما يلي‪)) :‬أقيم عهدم بيين كبينك‬
‫كبني نسلك من بعدؾ‪ ,‬عهدان أبديان‪ ,‬ألكوف إؽبان لك كلنسلك من بعدؾ‪ ,‬كأعطي لك كلنسلك من بعدؾ أرض‬
‫(‪)‬‬
‫غربتك‪ ,‬كل أرض كنعاف ملكان أبديان))‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫"كقد أكد رجاؿ السياسة يف الكياف الصهيوٓف معموف ىذه اؼبفاىيم التوراتية‪.‬‬
‫فقد قاؿ (جوبتنسكي)‪ ,‬كىو مؤسس ما يسمى باليمني الفاشي داخل الكياف الصهيوٓف‪ (:‬هبب إفهاـ‬
‫العرب بصراحة أف المكاف ؽبم يف الدكلة اليهودية)‪.‬‬
‫أما (بن غوريوف) مؤسس ما يسمى باليسار الصهيوٓف‪ ,‬فهو القائل‪(:‬حدكدنا الشمالية ىي جباؿ كبادككيا‬
‫يف تركيا‪ ،‬كاغبدكد اعبنوبية حح قناة السويس)‪.‬‬
‫ككذلك قالت ( غولدا مائري) زعيمة اؼبابام السابقة ـباطبة اليهود اؼبستوطنوف‪َ( :‬ف تيعني لنا حدكد كلن تيعني‪,‬‬
‫كبن الذين نعني اغبدكد يف أم مكاف ‪ ,‬كأعلموا جيدان أف أم مكاف تستوطنونو كتدافعوف فيو عن األرض‪ ,‬سيكوف ىو‬
‫حدكدنا)‪.‬‬
‫أما ( بيغن) رئيس حزب حريكت السابق فقد قاؿ‪" :‬إننا نرل مشالنا يف سهوؿ سورية كلبناف اػبصيبة‪,‬‬
‫كشرقنا يف كدياف دجلة كالفرات الغنية‪ ,‬كيف الغرب ببلد مصر"‪.‬‬
‫"كحدد (آريل شاركف ) (‪ )‬بوضوح دائرة اؼبصاٌف اإلسرتاتيجية اإلسرائيلية يف ؿباضرة أعدىا لندكة يف مركز‬
‫الدراسات االسرتاتيجية يف تل أبيب عاـ ‪ ,1981‬حني كاف كزيران للدفاع‪ ,‬ذاكران أف ىذه الدائرة تشمل كل الببلد‬
‫العربية‪ ,‬مع تركيز خاص على منطقة اػبليج كأجزاء من اعبزيرة العربية‪ ,‬إضافة إُف بلداف أخرل مثل تركيا مشاالن‪ ,‬كإيراف‬
‫كباكستاف شرقان‪ ,‬كإفريقيا كالسيما إفريقيا الشمالية كالوسطى كربديدان إُف ما بعد كينيا جنوبان‪.‬‬
‫أما (إسحق شامري )‪ ،‬فقد حدد أىداؼ "إسرائيل" يف اجتماع لليكود يوـ ‪ ,1990/1/14‬بعدما‬
‫كصف اؽبجرة اعبماعية الواسعة لليهود السوفييت‪ ،‬بأهنا ( ذبديد للمعجزات الكربل) فقاؿ‪:‬إف ىناؾ حاجة إُف‬

‫‪‬‬
‫الكتاب اؼبقدس‪ :‬سفر التكوين‪ ,‬اإلصحاح السابع عشر (‪.)8-7‬‬
‫(‪ )1‬ناىض منري الريس‪ :‬رجال السياسة األحياء في الكيان الصهيوني‪ ,‬مطبعة النصر‪,1986 ,‬ص‪.146‬‬
‫‪‬‬
‫آرييل شاركف‪ :‬استلم كزارة األمن كالدفاع عاـ ‪ ،1981‬كاجتاح بريكت عاـ ‪ ،1982‬كخاض حربو العدكانية على غزة عاـ‬
‫‪ ، 2003‬كارتكب العديد من اجملازر أثناء تسلمو رئاسة اغبكومة اإلسرائيلية‪،‬تويف يف ‪ ،2014\1\11‬بعد غيبوبة كسبات‬
‫داـ (‪)8‬أعواـ‪.‬‬

‫‪- 27 -‬‬
‫(إسرائيل الكربل) كإُف مزيد من األرض‪ ,‬متعهدان حبزـ أف تتغري ( إسرائيل) خبلؿ طبس سنوات حبيث‬
‫(‪)1‬‬
‫يصبح كل شيء فيها أكرب كأقول"‪.‬‬
‫إف لليهود الصهاينة ـبططات أصبحت اليوـ معركفة كمكشوفة بعد أف كانوا يعتربكهنا أسراران ال هبوز ألحد أف‬
‫يطلع عليها‪ ,‬بل أصبحوا اليوـ‪ ,‬ىم الذين يسعوف إُف كشفها كالتباىي بقدرهتم على تنفيذىا كربقيقها‪.‬‬
‫كفبا عيرؼ عنهم‪ ،‬أهنم عقدكا ثبلثة كعشرين مؤسبران لدراسة اػبطط اليت تؤدم إُف تأسيس دكلة "إسرائيل‬
‫الكربل"‪ ,‬منذ عاـ ‪ 1897‬حح عاـ ‪ ،1951‬فكاف أكؿ مؤسبر ؽبم يف مدينة باؿ بسويسرا عاـ ‪ 1897‬بزعامة‬
‫ىرتزؿ‪ ,‬حيث قبح ىرتزؿ يف صبع حكماء صهيوف (‪)‬الذين صدرت عنهم أخطر اؼبقررات( ‪ )PROTOCOLS‬يف‬
‫تاريخ العاَف‪ ،‬كالذين قرركا فيو استعباد العاَف كلو ربت تاج ملك من نسل داكد‪ .‬فكانت الربكتوكوالت ىي‬
‫التنفيذ العملي للفكر اليهودم الصهيوٓف اؼبنبثق عن منهج عنصرم يعرب عن كرىو عبميع الشعوب كما كرد يف‬
‫توراهتم حبسب مصطفى ؿبمود يف كتابو التوراة‪.....(:‬كقد اختارؾ الرب لتكوف شعبان خاصان فوؽ صبيع الشعوب‬
‫(‪)2‬‬
‫اليت على كجو األرض)‪.‬‬
‫إذان من الواضح سبامان تركيز اليهود يف إقامة دكلتهم على األرض العربية‪ ,‬كترسيخ مفهوـ "شعب اهلل اؼبختار"‪ ,‬كأف‬
‫فلسطني كما هباكرىا ىي أرض ميعادىم بدعم أمريكي كأكركيب كاضح‪.‬‬

‫(‪ )1‬ؾبلة القوات اعبوية‪ :‬الرياض‪ ,‬العدد‪ ,1990 , 20‬ص ‪.76‬‬


‫‪‬‬
‫( كاؼبراد حبكماء صهيوف‪ ,‬ىم الدىاة من شيوخهم كمفكريهم‪ ,‬الذين يعدكف عندىم أعلى مرتبة من صبيع رجاؿ الفكر يف‬
‫العاَف ‪ ,‬كىم من منفذم تعاليم التلمود اليت يتوارثها اغبكماء جيبلن بعد جيل)‪ ,‬كذلك حبسب أبو النداء ؿبمد عارؼ يف‬
‫كتابو هناية اليهود‪ ,‬دار األصفهآف‪ ,‬جدة‪ ,1990 ,‬ص‪.59‬‬
‫(‪ )2‬أبو النداء ؿبمد عزت ؿبمد عارؼ‪ :‬نهاية اليهود‪ ,‬دار األصفهآف‪ ,‬جدة‪ ,1990 ,‬ص ‪.59‬‬
‫‪- 28 -‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫بدايات التعاون النووي اإلسرائيلي الغربي‬
‫لقد سعى الكياف الصهيوٓف المتبلؾ كل أسباب القوة كأنواعها اؼبختلفة‪ ,‬كخصوصان أسلحة الدمار‬
‫الشامل‪ ,‬بسبب خوفو الدائم من الزكاؿ‪ ,‬كإحساسو الذايت باستحالة قابليتو باؼبنطقة‪.‬‬
‫لذلك كاف لزامان عليو امتبلؾ تقنيات جديدة ذات قوة عالية تؤمن لو على األقل توازنان للقول العربية‬
‫كاألقليمية‪ ,‬كلتثبت جذكره اعبديدة من خبلؿ امتبلكو لؤلسلحة النوكية كالكيميائية كاعبرثومية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الرؤية اإلسرائيلية حول السالح النووي وامتالكو‬
‫بدأ التفكري داخل اؼبؤسسة اإلسرائيلية بانتهاج سياسة نوكية‪ ,‬كالعمل على امتبلؾ القدرة النوكية كالسبلح‬
‫النوكم مبكر جدان‪ ,‬فمنذ نشأة الكياف الصهيوٓف الغاصب يف عاـ ‪ ,1948‬الزمها سعي كتفكري اسرتاتيجي‬
‫دائم المتبلؾ السبلح النوكم‪ ,‬على اعتبار أنو من أىم أسلحة الردع‪.‬‬
‫كقد أكفدت اعبامعات اإلسرائيلية يف سنة ‪ 1949‬كما بعدىا‪ ,‬كبتشجيع مباشر من حكومة تل أبيب‪,‬‬
‫كخصوصان كزارة األمن كرئيس اغبكومة آنذاؾ ( دافيد بن غوريوف )‪ ،‬طبلبان إُف بلداف أكركبا كأمريكا للتخصص‬
‫يف الدراسات النوكية‪ ,‬ككاف كل من حاييم كايزمن‪ ,‬كموشي داياف‪ ,‬كمشعوف برييز‪ ,‬كآرييل شاركف ‪ ...‬كغريىم من‬
‫الذين كانوا من أشد الشخصيات ربمسان لسياسة "إسرائيل" النوكية‪ ,‬ككاف "موشي داياف" من أتباع "بن‬
‫غوريوف" الذم كاف أكؿ رئيس كزراء "إلسرائيل"‪ ,‬كالشخصية اؼبتحمسة البارزة يف اؼبراحل اؼببكرة من إسرتاتيجية‬
‫الكياف الصهيوٓف النوكية‪.‬‬
‫مت كضع الربنامج النوكم اإلسرائيلي كمنذ بدايتو عاـ ‪ ،1948‬ربت إشراؼ كزارة األمن‪ ,‬كالذم كاف‬
‫على رأسها "بن غوريوف"‪ ,‬كما كاف يشغل أيعان رئيس اغبكومة‪ ،‬كيشارؾ اعبهاز العسكرم اإلسرائيلي يف‬
‫اعبهود النوكية‪ .‬كقبل حلوؿ عاـ ‪ 1950‬أقامت كزارة األمن اإلسرائيلي فرعان للبحوث النوكية كالتصوير النوكم‬
‫يف معهد "كايزمن" يف مدينة تل أبيب‪ ,‬الذم أصبح بعد ذلك أحد اؼبراكز الرئيسية للبحوث النوكية يف‬
‫"إسرائيل" ‪ ,‬كترأس (آرنست بريغماف) (‪ )‬عبنة الطاقة الذرية اإلسرائيلية اليت تأسست يف حزيراف ‪ -1952‬ربت‬
‫سلطة األمن – كىو من اؼبتحمسني غبيازة الكياف الصهيوٓف على األسلحة النوكية‪.‬‬

‫‪‬‬
‫آرنست ديفيد بريغماف‪ :‬بركفسور‪ ،‬رئيس ىيئة الطاقة الذرية اإلسرائيلية عاـ ‪ ،1966 -1952‬كمكتشف اليورانيوـ يف‬
‫فوسفات صحراء النقب‪ ،‬مدير قسم الكيمياء منذ عاـ ‪ 1952‬يف معهد كايزمن‪.‬‬
‫‪- 29 -‬‬
‫أما بالنسبة "ؼبوشي داياف كمشعوف برييز"‪ ،‬فقد (اعتربا أف مفتاح بقاء "إسرائيل" يكمن يف االستفادة من‬
‫اؼبنجزات التكنولوجية اؼبتوقعة يف السبعينيات من القرف العشرين ‪ ...‬كتسليح قوات الدفاع اإلسرائيلي دبعدات‬
‫اؼبستقبل)‪.‬‬
‫كيف عاـ ‪ ,1965‬كبسبب خبلفات حزبية كسياسية كشخصية‪ ,‬انشق بن غوريوف كأتباعو‪ ،‬كعلى رأسهم‬
‫داياف كبرييز من اغبزب اغباكم مبام (حزب عماؿ أرض إسرائيل)‪ ،‬كأقاموا حزبان جديدان هدعي "رايف"( قائمة‬
‫عماؿ إسرائيل)‪ ,‬ككاف اغبزب مؤيدان للمشركع النوكم‪ ,‬لذلك يدعي فيما بعد (اغبزب اؼبؤيد للتسليح النوكم )‪,‬‬
‫كىو من أحزاب اؼبعارضة الربؼبانية حح العاـ ‪ ,1967‬حينما انعم ىذا اغبزب إُف (حكومة الوحدة الوطنية‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.1967‬‬
‫اإلسرائيلية)‪ ,‬كأصبح "داياف" بعدىا كزيران لؤلمن عشية حرب حزيراف‬
‫كيرل (شلومو آركنسوف) ( ‪ ,)‬يف مقالتو عن "الذرة كاالنتخابات" أف "مشعوف برييز"‪ ،‬الذم كاف كقتها‬
‫رئيسان غبزب العمل كللمعراخ (التجمع)‪ ،‬علىق آماالن كبرية على اػبيار النوكم‪ ,‬كأنو أكثر ضباسة من "موشي‬
‫داياف" لتبين ىذا اػبيار‪.‬‬
‫أما آرييل شاركف‪ ،‬فتحدث عن ثبلثة أنواع من اػبطوط اغبمراء أك صمامات األماف اليت لن تقبل‬
‫(‪)2‬‬
‫"إسرائيل" ‪ -‬من كجهة نظره‪ -‬اجتيازىا من جانب العرب كرتبها كما يلي‪:‬‬
‫أكالن‪ :‬حيازة األسلحة النوكية‪.‬‬
‫ائيلي‪.‬‬
‫ثانيان‪ :‬حشد جيوش عربية يف مناطق معينة على اغبدكد اإل سر ة‬
‫ثالثان‪ :‬انتهاؾ اتفاقات تتناكؿ نزع السبلح‪.‬‬
‫كقد كشف ( جريالد ستينربغ ) اػببري اإلسرائيلي يف شؤكف األمن كضبط التسلح‪ ,‬عن أسس اعبغرافية‬
‫األمنية المتبلؾ "إسرائيل" السبلح النوكم‪ ,‬حيث ذكر بأف ( االختبلفات اعبغرافية ك الديبغرافية اليت ميزت‬
‫"إسرائيل" دائماى دكلة صغرية تفتقد إُف العمق‬ ‫الصراع العريب اإلسرائيلي سوؼ تغدك أكثر بركزان‪ ,‬كستبقى‬
‫(‪)3‬‬
‫االسرتاتيجي‪ ,‬كقابلة للتأثر بأم ىجوـ مباغت)‪.‬‬
‫إف ىذه القناعات كاؼبواقف ال تقتصر فقط على النخب كالقيادات السياسية يف الكياف اإلسرائيلي‪ ,‬بل‬
‫تشكل قناعات شروبة عريعة يف ىذا اجملتمع‪ ,‬كقد نشر مركز "يايف" اإلسرائيلي للدراسات اإلسرتاتيجية يف ربيع‬

‫(‪ )1‬تيسري الناشف‪ :‬األسلحة النووية في "إسرائيل"‪ ,‬اؼبؤسسة العربية للدراسات كالنشر‪ ,‬بريكت‪ ,1990 ,‬ص‪.106-104‬‬
‫‪‬‬
‫شلومو آركنسوف‪ :‬أستاذ العلوـ السياسية يف اعبامعة العربية يف القدس كمدير مركز الدراسات األكركبية التابعة لتلك اعبامعة كمن‬
‫اؼبنتمني ؼبدرسة ضركرة امتبلؾ "إسرائيل" للسبلح النوكم‪.‬‬
‫(‪ )2‬زئيف شيف‪ :‬خطوط شارون الحمراء‪ ,‬صحيفة ىا آرتس‪.1981/11/22,‬‬
‫(‪ )3‬جريالد ستينربغ‪ :‬سياسة ضبط التسلح اإلسرائيلي‪ ,‬ؾبلة شؤكف األكسط‪ ,‬بريكت‪ ,‬العدد ‪ ,41‬حزيراف‪ ,1995/‬ص‪.16‬‬
‫‪- 30 -‬‬
‫‪ ,1991‬نتائج استطبلع كاف قد أجراىا اؼبركز اؼبذكور بعد انتهاء حرب اػبليج‪ ،‬حيث (( أكد أف ‪ %91‬فبن‬
‫يقركف أف كجود سبلح نوكم يف حوزة "إسرائيل" ىو ضمانة ألمنها‪ ,‬كأف كبو ‪ %88‬قالوا‬
‫مشلهم االستطبلع‪ ,‬ه‬
‫أنو سوؼ يتوجب عندىا استخدامو))‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التكنولوجيا النووية اإلسرائيلية وتطورىا‬
‫بدأ الكياف الصهيوٓف ىبطط للحصوؿ على تكنولوجية نوكية‪ ,‬كتدريب اػبرباء اؼبختصني لديو لذلك منذ‬
‫إنشائو مباشرة يف أيار سنة ‪ ,1948‬حيث شجع أكؿ رئيس ؽبذا الكياف ( حاييم كايزمن) علماء الذرة الصهاينة‬
‫على ذلك‪.‬‬
‫كيف العاـ نفسو‪ ,‬أرسل كزير الدفاع اإلسرائيلي آنذاؾ ( بن غوريوف ) اػبرباء اعبيولوجيني إُف صحراء النقب للبحث‬
‫(‪)1‬‬
‫السبع‪.‬‬ ‫عن أم كجود ؿبتمل لليورانيوـ‪ ,‬حيث جرت عملية اؼبسح للكشف عنو جنويب "سيدركف" كبئر‬
‫كمت اكتشاؼ اليورانيوـ من قبل إحدل الوحدات العلمية التابعة لفرع البحوث ك التدقيق يف كزارة الدفاع‬
‫اإلسرائيلية‪ ,‬حيث كانت ركاسب اليورانيوـ غري كبرية‪ ,‬إذ كاف تركيزىا يف الصخور الفوسفاتية ال يتجاكز من‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪.) % 0.2 -0.1‬‬
‫كقد بَّن ىذا الكياف منذ ذلك اغبني ثبلثة معامل إلنتاج حامض الفوسفوريك‪ .‬كيقدر اليورانيوـ الذم توفره‬
‫ىذه اؼبصانع يف تلك الفرتة حبواِف ( ‪ )100‬طن سنويان‪ ,‬حيث قدر احتياطي النقب من اليورانيوـ ما بني ( ‪-25‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ )40‬ألف طن‪.‬‬
‫كيف العاـ نفسو أيعان ( ‪ ,)1948‬قامت اعبامعات اإلسرائيلية بإرساؿ أفعل الطبلب لديها إُف كل من‬
‫سويسرا كىولندا كالواليات اؼبتحدة األمريكية كبريطانيا للتخصص يف ميداف الذرة‪ ,‬كقد مشلت ىذه اجملموعة أىم‬
‫الشخصيات اإلسرائيلية يف الربنامج النوكم اإلسرائيلي مثل‪" :‬عاموس دم شاليت‪ ,‬كغولدبرغ‪ ,‬كيفوتيئيل‪ ,‬كتالوف‪,‬‬
‫(‪)4‬‬
‫كبيبل "‪.‬‬

‫(‪ )1‬بيرت برام‪ :‬ترسانة "إسرائيل" النووية‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.30‬‬


‫(‪ )2‬ؾ‪ .‬سوبرانبانياـ‪ :‬اساطير وحقائق نووية‪ ,‬دار الشؤكف الثقافية‪ ,‬بغداد‪ ,1987 ,‬ص‪.136‬‬
‫(‪ )3‬فرانك بارنايب‪ :‬القنبلة اػبفية ( سباق التسلح النووي في الشرق األوسط ) ‪ ,‬اؼبؤسسة العربية للدراسات كالنشر‪ ,‬بريكت‪,‬‬
‫‪ ,1991‬ص‪.20‬‬
‫(‪ )4‬تيسري الناشف‪ :‬األسلحة النووية في "إسرائيل"‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪. 11‬‬
‫‪- 31 -‬‬
‫كيف عاـ ‪ ،1949‬يظبح لبعض العلماء اإلسرائيليني بدخوؿ مركز (ساكبلم ) ( ‪ )SACLAY‬اؼبخصص‬
‫لؤلحباث الذرية الفرنسية‪ ,‬كىو بالقرب من "فرسام"‪ ,‬كاؼبشاركة يف التعليم يف إنشاء مفاعل صغري للتجارب خاص‬
‫(‪)1‬‬
‫باؼبركز‪ ,‬حيث تعلم ىؤالء العلماء الكثري من ىذه التجربة‪ ,‬حسب اعتقاد الكاتب األمريكي "سيمور ىرش"‪.‬‬
‫كقبل حلوؿ عاـ ‪ ,1950‬أنشات كزارة الدفاع اإلسرائيلية قسمان للبحوث النوكية كتطويرىا يف معهد‬
‫"كايزمن" يف مدينة (راحبوت) اؼبقامة فوؽ بلدة ديراف الفلسطينية‪ ,‬كتفرغ للعمل فيو ؾبموعة من علماء الفيزياء‬
‫(‪)2‬‬
‫كالكيمياء‪ ,‬كأصبح ىذا اؼبركز التقين مهد العلوـ الذرية اإلسرائيلية‪.‬‬
‫كيف حزيراف عاـ ‪ ,1952‬قررت حكومة بن "غوريوف"‪ ،‬أف الوقت قد حاف إلقامة ككالة للتنسيق كاإلشراؼ‬
‫كشكلت الطاقة الذرية اإلسرائيلية ( ‪ )IAEC‬برئاسة عاَف الكيمياء‬
‫على كافة النشاطات اؼبتعلقة بالطاقة الذرية‪ ,‬ي‬
‫الععوية ( آرنست ديفيد بريغماف ) مدير قسم الكيمياء آنذاؾ يف معهد كايزمن‪ ,‬ككانت (‪ )IAEC‬ربت إشراؼ‬
‫كزارة الدفاع‪ ,‬كَف يعلن عنها إال بعد عامني من إنشائها‪.‬‬
‫كيف عاـ ‪ 1953‬استحدث (يسرائيل دكسرتكفسكي ) أحد األساتذة الذم كاف يعمل يف دائرة الفيزياء‬
‫النوكية يف معهد "كايزمن" للعلوـ‪ ,‬طريقة إلنتاج اؼباء الثقيل البلزـ لتشغيل اؼبفاعبلت بطريقة كيميائية‪ .‬كاؼباء االثقيل‬
‫(‪ )D2O‬ىو "أكسيد الدكتريوـ"‪ ,‬كىو كسيط ىاـ يستخدـ يف هتدئة سرعة النيوتركنات يف اؼبفاعبلت النوكية اليت‬
‫تستخدـ اليورانيوـ الطبيعي كقودان ؽبا‪ ,‬كاليت يبكن استخدامها يف توليد البلوتونيوـ‪ .‬كيف العاـ نفسو مت توقيع تعاكف‬
‫إسرائيليين يف فرنسا‪ ,‬كعلى تبادؿ‬ ‫نوكم بني الكياف اإلسرائيلي كفرنسا‪ .‬كنص االتفاؽ على تدريب علماء‬
‫اؼبعلومات التكنولوجية النوكية‪ .‬كدبقتعى ىذا االتفاؽ فتحت فرنسا مؤسساهتا النوكية يف كجو علماء "إسرائيل"‬
‫(‪)3‬‬
‫الذين تلقوا تدريبهم يف صبيع اغبقوؿ النوكية ىناؾ‪.‬‬
‫كيف عاـ ‪ 1954‬مت إدماج عبنة الطاقة الذرية اإلسرائيلية يف كزارة الدفاع‪ ,‬كما مت إنشاء معمل للماء الثقيل‬
‫يف "راحبوت"‪ ,‬كبدأ العمل بو يف العاـ نفسو‪ .‬كقد أعلن عنو رظبيان كزير اػبارجية اإلسرائيلي آنذاؾ ( أبا إيباف )‬
‫أماـ اللجنة األكُف اػباصة بنزع السبلح التابعة لؤلمم اؼبتحدة يوـ ‪.1954/11/15‬‬
‫كيف عاـ ‪ 1955‬كقىع الكياف اإلسرائيلي اتفاقان مع برنػامج ( الذرة من أجل السػبلـ ) الذم أسػسو "داكيت‬
‫ايزهناكر"‪ ,‬كىو برنامج للمساعدة اػبارجية األمريكية يهدؼ إُف تذليل مشاكل الطاقة يف الدكؿ النامية من خبلؿ‬
‫االعتماد على الطاقة النوكية‪.‬‬

‫(‪ )1‬سيمور ىرش‪ :‬الخيار شمشون‪ ,‬دار اؽببلؿ‪ ,‬القاىرة‪ ,1991 ,‬ص‪.30‬‬
‫‪(2) Fuad jabber: Israel and nuclear weapons present options and future strategies/ London/chatto‬‬
‫ص‪and windus/ 1971/ .17‬‬
‫ص‪(3( D.K .palit and p.k.s: namboodiri islemice pomb/ new delhi/ vikas publishing house/ 1974/ 41‬‬

‫‪- 32 -‬‬
‫كحسب نصوص ىذا االتفاؽ‪ ,‬التزمت الواليات اؼبتحدة األمريكية بتقدٔف اؼبادة األساسية كاؼبساعدة التقنية‬
‫المتبلؾ أسرار العلوـ النوكية إُف الكياف اإلسرائيلي‪.‬‬
‫ائيلين تدريبهم يف مراكز البحث التابعة لوكالة‬
‫كىكذا ما بني ‪ 1960 -1955‬تلقى ( ‪ )65‬عاؼبان إسر ا‬
‫الطاقة النوكية األمريكية ( ‪ )USAEC‬يف ـبترب "آرغوف القومي"‪ ،‬كيف "أكؾ ريدج"‪ ,‬ككاف ذلك ربت رعاية‬
‫الربنامج نفسو‪ .‬كاألىم من ذلك‪ ,‬فقد كافقت الواليات اؼبتحدة األمريكية عاـ ‪1955‬على بناء مفاعل ذرم‬
‫للكياف اإلسرائيلي بقوة ( ‪ )5‬ميغا كاط‪ .‬كىو من النوع الذم يستخدـ اؼباء اػبفيف‪ ,‬كأنشىء يف "ناحاؿ سوريك"‬
‫(‪)1‬‬
‫بالقرب من أسدكد‪.‬‬
‫كيف العاـ نفسو‪ ,‬عقد اتفاؽ بني الكياف اإلسرائيلي كفرنسا إلقامة مفاعل يف "ديبونا" يف النقب الشماِف‪,‬‬
‫حيث سيتخصص ىذا اؼبفاعل إلنتاج البلوتونيوـ‪ ,‬كلتوفري اػبيار النوكم للكياف اإلسرائيلي‪.‬‬
‫كقد اعرتؼ الربفسور الفرنسي (فرانسيس بريف) اؼبفوض العاـ للطاقة النوكية الفرنسية‪ ،‬من عاـ ‪ 1951‬حح‬
‫عاـ ‪ ،1970‬بأف اغبكومة الفرنسية قدمت للكياف اإلسرائيلي سران تفاصيل تكنولوجيا األسلحة النوكية دبوجب‬
‫ىذا االتفاؽ‪ ،‬حيث قاؿ ‪ ( :‬يف عاـ ‪ 1957‬كافقنا على بناء مفاعل كمعمل كيميائي إلنتاج البلوتونيوـ‪ ,‬حيث‬
‫أردنا مساعدة "إسرائيل" ‪ ,‬ككنا نعلم أف البلوتونيوـ سيستخدـ لصناعة القنبلة النوكية‪ .‬كقد أبقينا ىذا األمر سران‬
‫عن األمريكيني‪ ،‬حيث كاف بيننا إتفاؽ‪ ،‬ينص على أف العلماء الفرنسيني اؼبرتبطني بالعمل مع األمريكاف يف ؾباؿ‬
‫(‪)2‬‬
‫األسلحة النوكية يف كندا‪ ،‬يستطيعوف العودة إُف فرنسا كاستخداـ معارفهم شريطة أف وبتفظوا هبا ألنفسهم‪.‬‬
‫كيف سنة ‪ ,1957‬أكردت عدة صحف أؼبانية‪ ،‬أف األؼباف كاإلسرائيليني يعملوف سوية يف ميداف تكنولوجيا‬
‫سرعان من نوع‪:‬‬
‫القنبلة النوكية‪ .‬كذلك أشار كتاب ( احملور النوكم )‪ ،‬إُف أف أؼبانيا باعت الكياف اإلسرائيلي يم ِّ‬
‫( ‪ .)6mv- tandem-van-de-graaf‬كالذم م ىكن اإلسرائيليني من إنشاء قسم الفيزياء النوكية‬
‫(‪)3‬‬
‫التجريبية يف "معهد كايزمن"‪.‬‬
‫كيف عاـ ‪ 1958‬أقيمت أسس للتعاكف النوكم بني الكياف اإلسرائيلي كأؼبانيا بشكل رظبي خبلؿ زيارة إُف‬
‫تل أبيب قاـ هبا علماء أؼباف بارزكف من ضمنهم‪" :‬أكتوىاف‪ ,‬كفيودكرليماف"‪ ،‬اغبائزاف على جائزة نوبل‪ ,‬كالفيزيائي‬
‫"كلفكانك جنتز"‪ ,‬الذين كانوا يبثلوف معهد "ماكس ببلنك"‪.‬‬

‫(‪ )1‬فؤاد جابر‪ :‬األسلحة النووية في الشرق األوسط‪ ،‬اؼبعهد الدكِف للدراسات اإلسرتاتيجية‪ ،‬لندف‪ ,1971،‬ص‪. 27 -22‬‬
‫(‪ )2‬صحيفة الصندام تايبز‪ :‬عدد ‪. 1982/10/12‬‬
‫‪(3) Cervenka zdeenek: rogers barabara the nuclear axis/ secret collaboration between‬‬
‫ص ‪germany and south africa / new york/times/ books/1978 . 313‬‬
‫‪- 33 -‬‬
‫كيف عاـ ‪ 1959‬أصدرت اغبكومة النركهبية رخصة تصدير إُف شركة (نورسك ىيدرك) لتزكيد الكياف‬
‫اإلسرائيلي باؼباء الثقيل بناءان على اتفاؽ بني اغبكومتني‪.‬‬
‫كخبلؿ الفرتة ما بني ‪ 1963 -1959‬استورد ىذا الكياف عن طريق ىذه الشركة ( ‪ )20‬طن من اؼباء‬
‫الثقيل‪ )1(.‬كذلك باعت بريطانيا فيما بعد ( ‪ )20‬طن من اؼباء الثقيل "إلسرائيل" بني عامي ‪ 1959‬ك ‪,1960‬‬
‫(‪)2‬‬
‫كباعت أيعان ماديت الليثيوـ كالبرييليوـ لبناء كتطوير مفاعبلهتا كإنتاج أسلحة نوكية ك"انشطارية"‪.‬‬
‫كيف أكائل عاـ ‪ 1960‬بدأ يتشكل اؼبفاعل يف "ديبونا"‪ ,‬كاستدعي العديد من العلماء يف الفيزياء النوكية‬
‫كالفنيني اإلسرائيليني من فرنسا‪ ,‬حيث كانوا قد أمعوا سنوات يف التدريب يف (ساكبلم) ك(ماركوؿ )‪.‬‬
‫كما تلقى ىذا الكياف يف العاـ نفسو بععة أطناف من اؼباء الثقيل‪ ,‬يشحنت من اؼبركز الرئيس يف( ساكبلم)‬
‫إُف مفاعل "ديبونا" مباشرة‪.‬‬

‫كما قاـ يف العاـ نفسو أيعان (مشعوف برييز) بتشكيل ؾبموعة خاصة من اؼبتربعني عرفوا ( باغبكماء ) كفقان‬
‫للمصادر اإلسرائيلية اك باسم ( عبنة الثبلثني )‪ ،‬من بينهم ( الباركف إدموند دم ركتشيلد ) ك( إبراىاـ فينبورغ)‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ككانت مهمة ىذه اجملموعة صبع اؼباؿ اػباص بتمويل مشركع "ديبونا"‪.‬‬
‫كيف ‪ 1960/6/16‬بدأ تشغيل مفاعل ناحاؿ سوريك بطاقة ميغا كاط كاحد‪ .‬كيف الفرتة ما بني ‪-1962‬‬
‫اؼبخصب من معمل أبولو يف بنسلفانيا‪ ,‬الذم سبتلكو‬
‫َّ‬ ‫‪ 1965‬اختفى ما يقرب من ( ‪)100‬كغ من اليورانيوـ‬
‫مؤسسة اؼبعدات كاؼبواد األكلية نيومك (‪.)NSumec‬‬
‫كأدركت ككالة اؼبخابرات اؼبركزية األمريكية بأف اليورانيوـ أخذ طريقو إُف الكياف اإلسرائيلي‪ ,‬كأف ىذه الكمية‬
‫(‪)4‬‬
‫قادرة على صنع ست قنابل نوكية‪.‬‬
‫كيف عاـ ‪ 1963‬بدأ تشغيل مفاعل "ديبونا"‪ .‬كيف منتصف عاـ ‪ ,1965‬انتهى العمل األساسي يف مصنع‬
‫إعادة اؼبعاعبة دبعاملو اليت تعمل بالتحكم عن بعد كآالتو اليت تعمل باغباسب اآلِف‪ ,‬كأصبح مستعدان لبدء إنتاج‬
‫البلوتونيوـ اؼبستخدـ يف األسلحة من قعباف كقود اليورانيوـ اليت يستهلكها اؼبفاعل‪.‬‬
‫كيف عاـ ‪ 1966‬مت إعادة تنظيم عبنة الطاقة الذرية ( اإلسرائيلية ) ككضعت ربت رئاسة رئيس الوزراء‪.‬‬

‫(‪ )1‬فرانك بارنايب‪ :‬القنبلة الخفية‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.26‬‬


‫‪(2) Anthony H.Cordesman; Israeli weapons of mass destruction, center for strategic‬‬
‫‪and international studies 6\2\2008.‬‬
‫‪a Cordesman@email.com‬‬
‫(‪ )3‬سيمور ىرش‪ :‬الخيار شمشون‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪. 69‬‬
‫(‪ )4‬فرانك بارنايب‪ :‬القنبلة الخفية‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪. 30‬‬
‫‪- 34 -‬‬
‫كقد زكدت الواليات اؼبتحدة األمريكية "إسرائيل"‪ ,‬ما بني ‪ 1966-1960‬بػ ( ‪ )50‬كغ من اليورانيوـ‬
‫اؼبخصب إُف ‪ ,%90‬كذلك كوقود ؼبفاعل "ناحاؿ سوريك"‪ ,‬كىذه الكمية تكفي لصناعة ثبلث قنابل إذا َف‬
‫ى‬
‫تستخدـ يف اؼبفاعل‪ .‬كيف عاـ ‪ 1967‬مت توقيع اتفاقية للتعاكف النوكم بني الكياف اإلسرائيلي كالربازيل‪ ,‬حصل‬
‫على أثرىا الكياف اإلسرائيلي على شحنات من اليورانيوـ‪.‬‬
‫كما كجو الرئيس األؼبآف الشرقي ( كالرتا كلربخت ) اهتامو الصريح إُف كل من أؼبانيا الغربية ك "إسرائيل"‪,‬‬
‫بأهنما أسبىتا االستعدادات الكاملة اؼبشرتكة إلنتاج األسلحة الذرية عاـ ‪ ,1963‬حيث مت تأسيس صبعية ( مينريفا )‬
‫"إسرائيل"‪ ,‬كاتفقتا على‬ ‫كفرع عبمعية ( ببلنك ) األؼبانية الغربية‪ ,‬هبدؼ اإلشراؼ على التعاكف العلمي مع‬
‫(‪)1‬‬
‫خطف سفينة( شريز‪ .‬بريغ أ) عاـ ‪ 1968‬احململة باليورانيوـ كقتها‪.‬‬
‫"كىو ما يعرؼ بفعيحة ( بلومبات ) (‪ ,)‬اليت حصل فيها الكياف اإلسرائيلي على"الكعك االصفر"‬
‫( أككسيد اليورانيوـ ) من بلجيكا بطريقة غري شرعية‪,‬كذلك من خبلؿ سفينة شحن أؼبانية‪.‬‬
‫كيعتقد أف الكياف الصهيوٓف قاـ بسرقة ىذه الكميات من اليورانيوـ ألنو َف يكن يف ذلك الوقت يبلك‬
‫التقنيات اػباصة إلنتاج كميات كافية من اليورانيوـ اؼبستخرج من النقب"‪.‬‬
‫كيف أكائل عاـ ‪ 1969‬عقد الكياف اإلسرائيلي اتفاقان سريان مع اغبكومة الفرنسية لشراء األمواؿ كاألسرار‬
‫العلمية دبزيد من اليورانيوـ‪ .‬كمت نقل اليورانيوـ سران إُف الكياف اإلسرائيلي عن طريق عملية خطف مصطنعة‬
‫كاذبة‪ .‬كقد قامت بالعملية ؾبموعة من رجاؿ اؼبوساد‪ .‬حيث قامت كحدة من الكوماندكس التابعة للموساد‪,‬‬
‫دبهاصبة شاحنة (تقدر ضبولتها ب ‪25‬طنان) كانت تنقل شحنة من اليورانيوـ اغبكومي‪ ,‬كقاـ الكوماندكس بإلقاء‬
‫القذائف اؼبسيلة للدموع يف كابينة الشاحنة لشل حركة السائق‪ ,‬مث ىربوا بالشاحنة‪ ,‬حيث مت هتريب اليورانيوـ إُف‬
‫(‪)2‬‬
‫الكياف اإلسرائيلي‪.‬‬
‫كيف عاـ ‪1969‬زيدت طاقة مفاعل "ناحاؿ سوريك" إُف ( ‪ )5‬ميغا كاط ‪ .‬كيف هناية عاـ ‪ 1971‬سبت‬
‫اؼبوافقة على طلب الكياف اإلسرائيلي لبيع الكريتونات بشكل ركتيين من جانب مكتب القوة اػباصة يف‬

‫(‪ )1‬ككالة فرانس برس‪1994/4/20 :‬‬


‫‪‬‬
‫فعيحة بلومبات‪ :‬يف ‪ 17‬تشرين الثآف عاـ ‪ ,1968‬أقلعت سفينة الشحن األؼبانية (شريز‪ .‬بريغ أ) يف رحلتها الغامعة كعلى‬
‫متنها ( ‪ )200‬طن من خاـ اليورانيوـ ككانت كجهتها كما ىو مذكور يف أكراؽ كسجبلت الشحن يف اؼبيناء ىو مدينة جنوة يف‬
‫الطرؼ الغريب األعلى من إيطاليا‪ ,‬كلكن السفينة َف تعرج قط على جنوة‪ ,‬كاختفت بعد عبورىا معيق جبل طارؽ كدخوؽبا البحر‬
‫اؼبتوسط كَف تظهر إال فارغة من ضبولتها بعد ‪ 15‬يومان يف ميناء اإلسكندرية‪ ,‬كمت تفريغ السفينة من ضبولتها يف عرض البحر‪.‬‬
‫(‪ )2‬ؾ ‪ .‬سوبرانبا نياـ‪ :‬أساطير وحقائق نووية‪ ,‬مرجع سابق‪/‬ص‪.152‬‬
‫‪- 35 -‬‬
‫البنتاغوف األمريكي‪ .‬كيعد ىذا اعبهاز ذا سرعة عالية‪ ,‬كعاد نة ما زبعع عملية تصديره لرقابة مشددة‪ ،‬كىو‬
‫يستعمل لتفجري اؼبتفجرات الكيمائية اليت تسبب االنفجار العمين يف السبلح النوكم‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كيف عاـ ‪ 1975‬مت بناء معمل ؼبعاعبة النفايات ذات النشاط اإلشعاعي يف مفاعل "ديبونا"‪.‬‬
‫كيف "‪ 22‬أيلوؿ ‪ ،1979‬سجل القمر الصناعي األمريكي فيبل ( ‪ ،)vela‬كمعة ضوئية مزدكجة مصدرىا‬
‫تفجري نوكم إسرائيلي ذبرييب يف منطقة تقع جنوب احمليط اؽبادم‪.‬‬
‫كيف العاـ نفسو أكد معهد استوكهوَف ألحباث السبلـ‪ ،‬أف مصنعان يف الكياف اإلسرائيلي بدأ بإنتاج اؼباء‬
‫الثقيل‪ ,‬كأف ىذا اؼبصنع يبكن أف يكوف قد بدأ إنتاجو عاـ ‪ 1970‬بعدما اشتدت الرقابة على تصدير اؼباء الثقيل‬
‫كبعدما توقفت النركيج يف العاـ نفسو عن تصديره"‪ )2( .‬كيف عاـ ‪ 1980‬زيدت طاقة مفاعل "ديبونا" إُف ‪70‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ميغا كاط‪.‬‬
‫كيف ‪ 16‬أيار ‪ ,1985‬كجهت ىيئة ؿبلفني كربل يف جنوب كاليفورنيا اهتامان إُف (ريتشارد ظبيث) لتهريبو‬
‫(‪ )810‬كريتونات إُف الكياف اإلسرائيلي‪ ,‬كىذه الكريتونات أنتجتها شركة تابعة ؼبؤسسة ( فاريوف )‪ ،‬كذلك مت‬
‫‪،1985\7\11‬كانت مباعة إُف لوكسمبورغ أعيد شحنها إُف‬ ‫اختفاء(‪)40‬طن من اليورانيوـ يف‬
‫(‪)4‬‬
‫"إسرائيل"‪.‬‬
‫كيف تشرين األكؿ ‪ 1988‬قبح إسرائيلياف يعمبلف يف برنامج إسرائيلي لؤلسلحة النوكية يف الدخوؿ إُف‬
‫شبكة كومبيوتر بالغ التطور يف ـبترب لؤلسلحة النوكية يف لوس أالموس يف نيو مكسيكو‪ .‬كقد استخدـ ىذاف‬
‫اإلسرائيلياف كلمات السر اػباصة بالشبكة كالكومبيوتر الشخصي لتقين ( صديق ) يعمل يف اؼبخترب نفسو‪ ,‬ككاف‬
‫(‪)5‬‬
‫اإلسرائيلياف يسعياف للحصوؿ على تصميمات معينة لصواعق نوكية‪.‬‬
‫أما عن التعاكف اؼبتبادؿ بني "إسرائيل" كجنوب إفريقيا‪ ،‬فقد أظهرت بعض اؼبعلومات كالتقارير ألجهزة‬
‫استخباراتية عاؼبية كالسيما األمريكية‪ ,‬أف ىناؾ تعاكنان قائمان بني "إسرائيل" كجنوب إفريقيا منذ أكائل السبعينيات‬
‫(‪)‬‬
‫من القرف العشرين اؼباضي(‪ ,)6‬كأف العلماء اإلسرائيليني يعملوف يف ؿبطات الطاقة الذرية يف جنوب إفريقيا‪.‬‬

‫‪(1) -Pranger, robert and tahtinen daler nuclear threat in the middle east. Washington,dc american‬‬
‫‪enterprise institute for public policy research - 1975‬‬
‫(‪ )2‬ؾبلة اسرتاتيجيا‪ :‬القاىرة‪ ,‬العدد ‪.1990 ,101‬‬
‫(‪ )3‬فرانك بارنايب‪ :‬القنبلة الخفية‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.53‬‬
‫(‪ )4‬صحيفة اغبياة‪ :‬العدد ‪ 20 ,10634‬آذار‪.1992 ,‬‬
‫(‪ )5‬صحيفة اغبياة‪ :‬العدد ‪ 23 ،10637‬آذار‪.1992 ،‬‬
‫(‪ )6‬فبدكح حامد عطية‪ :‬البرنامج النووي اإلسرائيلي واألمن القومي العربي‪ ,‬اؽبيئة العامة للكتاب‪ ,‬القاىرة‪ ,1996 ,‬ص‪.49‬‬
‫‪- 36 -‬‬
‫كلكن ىذه ليست اعبهات الوحيدة اليت ؽبا عبلقة أك دكر يف بناء القدرة النوكية اإلسرائيلية‪ ,‬بل ىناؾ‬
‫دالالت تثبت امتداد اؼبظلة اإلسرائيلية مع جهات أخرل مثل كندا‪ ,‬الربازيل‪ ,‬األرجنتني‪ ,‬كالغابوف‪ ,‬بل زبطاه‬
‫لتبادؿ اػبربات كالدعم اؼبتبادؿ لربنامج اؽبند النوكم‪ ,‬ؼبواجهة الربنامج النوكم الباكستآف‪.‬‬
‫ىذه ىي أىم اؼببلمح كاعبهات الداعية إلسرتاتيجية "إسرائيل" النوكية بكل أبعادىا كتوجهاهتا‪ ,‬ابتداءان من‬
‫دعم متبادؿ مشرتؾ‪ ,‬مركران بدعم دكؿ ؼبواجهة كردع متوازف بني دكؿ‪ ,‬انتهاءن بقيامها بعرب أم جهة تسعى ػبلق‬
‫أم نوع من التوازف معها كخاصة إذا كانت ىذه اعبهة منطقة الشرؽ األكسط‪ ,‬حيث أف "إسرائيل" طورت‬
‫منشآهتا كقدراهتا النوكية من خبلؿ السرية كالغموض يف العمل‪ ,‬كقرصنتها لكثري من اؼبواد اؼبساعدة لقياـ الربنامج‬
‫النوكم‪ ,‬كاحتياؽبا كجاسوسيتها يف ذلك‪ ,‬باإلضافة إُف ذلك كلو دعم الدكؿ األكركبية كالواليات اؼبتحدة‬
‫األمريكية‪ ,‬من خبلؿ إقامة تعاكف نوكم مشرتؾ مع عدة دكؿ ؽبا مصلحة يف هتديد اؼبنطقة العربية بالسبلح‬
‫النوكم كظبومو اؼبلوثة للبيئة العربية‪ ,‬كإبقاء اؼبنطقة يف حالة قلق كخوؼ كرعب من ىذا النوع من السبلح الذم‬
‫يهدد حياة البشر صبيعان‪.‬‬

‫‪‬‬
‫يف عاـ ‪ 1977‬تعاكنت "إسرائيل" كجنوب إفريقيا يف اإلعداد لتفجري نوكم يف صحراء كلهارم كذلك قامت دالئل قوية‬
‫على قياـ "إسرائيل" بإجراء ذبربة نوكية باالشرتاؾ مع جنوب إفريقيا يف منطقة تبعد حواِف (ألف كيلو مرت ) عن‬
‫الشواطىءاإلفريقية‪ ,‬بالقرب من جزيرة جبنوب إفريقيا تسمى ( جزيرة إدكارد ) يف احمليط اؽبندم‪ ،‬كذلك يف الساعة الواحدة‬
‫بتوقيت غرينتش‪ ،‬من صباح اليوـ الثآف كالعشرين من أيلوؿ عاـ ‪ ,1979‬كقد اكتشفو القمر الصناعي األمريكي فيبل (‬
‫‪ ،)villa‬اؼبزكد دبقاييس لرصد اإلنفجارات النوكية‪ ,‬كما رصده اؼبرصد األمريكي يف (بورتوريكو)‬

‫‪- 37 -‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫تطورالمنشآت النووية اإلسرائيلية وتعددىا‬
‫تظهر اؼبعطيات العسكرية منذ زمن بعيد‪ ,‬أف الكياف الصهيوٓف العنصرم أصبح لديو القدرة الكامنة المتبلؾ‬
‫ترسانة من األسلحة النوكية‪ ,‬كىنالك مصادر متعددة تظهر أف أكثر من( ‪ )400‬قنبلة نوكية على شاكلة قنبليت‬
‫ىريكشيما كناغازاكي‪ ,‬يبكن لػ "إسرائيل" أف تستخدمها يف حالة تعرضها ألم خطر أك عندما تقتعي اغباجة‬
‫لديها لذلك األمر‪.‬‬
‫إف الدكر األمريكي ال يستهاف بو مطلقان يف دعم "إسرائيل" المتبلؾ القاعدة التقنية اؼبادية للسبلح النوكم‪,‬‬
‫ككذلك التعاكف اؼبلحوظ مع فرنسا كأؼبانيا‪ .‬فقد عقد اتفاؽ يف ‪12‬سبوز عاـ ‪ ,1955‬أم بعد إعبلف "آيزهناكر"‬
‫بعاـ‪ ,‬إثر اتصاالت قاـ هبا السفري الصهيوٓف (أبا إيباف) مع(مورىيد باترشن) كبري اؼبفوضني األمريكيني يف الطاقة‬
‫‪ ) 2001/1/14‬نص على‪ :‬تبادؿ كاسع غري ؿبدد‬ ‫النوكية ( حسب معهد استوكهوَف الدكِف للسبلـ يف‬
‫للمعلومات اؼبتعلقة دبفاعبلت البحث النوكم‪ ,‬كاستخداماهتا اؼبختلفة دبا فيها االستخدامات العسكرية‪ ,‬كعلى‬
‫اؼبخصب بنسبة ‪%20‬كأكثر‪ .‬كبناء مفاعل‬ ‫ى‬ ‫دعم "إسرائيل" بعدد من الكيلو غرامات من اليورانيوـ ( ‪)235‬‬
‫البحث العلمي يف "ريشوف لتيسيوف"‪ .‬كبناء مفاعل "ناحاؿ سوريك" يف تل أبيب‪ .‬كما بنت الواليات اؼبتحدة‬
‫األمريكية "إلسرائيل" عاـ ‪ ،1966‬مفاعبلن نوكيان وبمل اسم "النيب ركبني"‪ .‬كذلك نص االتفاؽ على تسرب كل‬
‫ما يتعلق دبعلومات عن اؼبفاعبلت الذرية الغربية‪ ,‬كتسريب اؼبواد العركرية منها‪ .‬كالتعاكف سران كعلنان ؼبنع الدكؿ‬
‫العربية من بناء مفاعبلت ذرية‪ ,‬كضرب علمائها يف العاَف‪.‬‬
‫كؽبذا كاف البد من التعرؼ على بعض اؼبعاىد كاعبامعات من جهة‪ ،‬كعلى بعض اؼبفاعبلت النوكية‬
‫اإلسرائيلية من جهة أخرل‪ ,‬كاليت تظهر مدل االىتماـ العلمي كالعملي النوكم اإلسرائيلي‪ ،‬حح كصل إُف ما‬
‫كصل إليو الكياف اإلسرائيلي من هتديد ألمن كبيئة اؼبنطقة العربية‪.‬‬

‫‪- 38 -‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مراكز البحث النووية والذرية اإلسرائيلية‬
‫من األمور البارزة اليت تبلحظ بالنسبة للكياف الصهيوٓف‪ ,‬ىو االىتماـ الكثيف بالعلوـ اؽبندسية يف أنظمتو‬
‫التعليمية‪ ,‬كحح باؼبقارنة مع الدكؿ اؼبتطورة فإف ىذه الظاىرة يف الكياف الصهيوٓف ملفتة للنظر‪ ,‬كليس من الصعب‬
‫استخبلص اؽبدؼ من كراء ىذا التوجو‪ ,‬فقد قاؿ رئيس الوزراء اإلسرائيلي األسبق "بن غوريوف" يف كلمة حوؿ‬
‫سياستو ألقاىا يف الكنيست يف ‪ ,1955/11/2‬بعد فرتة كجيزة من توقيع الكياف الصهيوٓف مع الواليات اؼبتحدة‬
‫األمريكية اتفاؽ التعاكف النوكم‪ ,‬قاؿ‪(:‬إف التطور العلمي شرط مهم لتعزيز أمننا‪ .‬لقد أصبح العلم اليوـ ىو مفتاح‬
‫التعليم كالتطور االقتصادم كالقوة العسكرية‪ .‬إف أمننا كاستقبللنا يتطلباف أف يقوـ عدد أكرب من الشباب بتكريس‬
‫أنفسهم للعلوـ كالبحوث‪ :‬البحث الذرم كاإللكرتكٓف كما شاهبهما)‪ .‬حيث ينفق الكياف الصهيوٓف سنويان قرابة‪%1‬‬
‫من الناتج القومي اإلصباِف لديو على ميداف األحباث العسكرية كتطويرىا‪.‬‬
‫إف إنتاج السبلح النوكم من الناحية العلمية يتطلب منشآت خاصة باألحباث كالتطوير‪ ,‬ككذلك منشآت‬
‫يتطلب‬ ‫الزمة إلنتاج القلب القابل لبلنشطار‪ ،‬ككذلك منشآت إلنتاج اؼبواد العركرية لصنع الوقود النوكم‪ ,‬كما‬
‫اؼبعرفة العلمية كالقدرة التكنولوجية كاؼبالية‪ ,‬فما ىو اؼبتاح من ىذه العركريات لدل الكياف الصهيوٓف ؟‬
‫توجد يف الكياف الصهيوٓف بيَّن أساسية نوعية‪ ,‬منها طبسة معاىد جامعية رئيسية إلعداد اؼبختصني يف‬
‫الفيزياء النوكية‪ ,‬كىندسة الذرة‪ .‬كتقوـ بإجراء البحوث النوكية األساسية كتدريسها كىي‪:‬‬
‫أووً‪ -‬جامعة الهندسة التطبيقية (التخنيون) في حيفا ‪:‬‬
‫كىو اؼبعهد الصهيوٓف للتكنولوجيا ‪ ،‬كالذم أنشئ يف عهد االنتداب الربيطآف عاـ( ‪ ،)1924‬كىو يقوـ على‬
‫زبريج اؼبهندسني اؼبتخصصني يف الذرة كعلى تطوير األسلحة‪ ،‬كقد أنشئ يف ىذا اؼبعهد دائرة اؽبندسة كالعلوـ‬
‫النوكية هبدؼ تدريب العلماء كتأمني اػبرباء يف اؼبفاعبلت النوكية اليت ترعاىا الدكلة‪ ،‬كما أنو يشتمل على معهد‬
‫"آينشتاين" للذرة‪ ،‬الذم يعترب من أىم الفركع العلمية يف التخنيوف‪ ،‬حيث يتم تدريس أح د ث ما كصل إليو علم‬
‫الفيزياء‪ .‬كيعمل يف ىذا اؼبعهد حواِف ( ‪ )50‬أستاذ كؿباضر كيعمل كل الوقت‪ ،‬إُف جانب ؾبموعة من كبار‬
‫العلماء الذين يعملوف يف ـبتلف التخصصات كيشرؼ ىذا اؼبعهد على تدريب مهندسي "إسرائيل" بشكل‬
‫علمي‪ ،‬يف حني أف اؼبتخرجني من ىذا اؼبعهد هبدكف عاد نة مكانان مناسبان ؽبم يف اؼبؤسسات الصناعية كاغبكومية‬
‫(‪)1‬‬
‫كاؼبعاىد العلمية األخرل قبل غريىم من اػبريجين‪.‬‬

‫‪(1) -Robert e.harkav, spectre of middle eastern aolocoust: the strategic and diplomatic implications‬‬
‫‪of Israeli nuclear weapons program (denver ,col univ of denever graduate school of international‬‬
‫‪studies 1977-page5.‬‬

‫‪- 39 -‬‬
‫انياً‪ -‬معهد "راكاح" للفيزياء‪( ,‬الجامعة العبرية بالقدس)‪:‬‬
‫كىي أقدـ جامعة لليهود يف فلسطني ‪ ،‬حيث مت إنشائها قبل قياـ دكلة الكياف الصهيوٓف يف عهد اإلنتداب‬
‫الربيطآف على فلسطني عاـ ‪ ،1925‬كىي تشتمل على العديد من الكليات يف ؾباؿ العلوـ اإلنسانية الطبيعية‬
‫كالعلمية‪ ،‬كما تشتمل على أقساـ الفيزياء النوكية كالتطبيقية كالكيمياء الفيزيائية ‪ ،‬كزبتص ق ذه اعبامعة بكل ما‬
‫يتعلق بالذرة فيزيائيان ككيميائيان‪ .‬كقد زبرج من ىذه األقساـ لببة من العلماء اإلسرائيليني العاملني يف اجملاؿ النوكم ‪،‬‬
‫كهتتم اعبامعة أيعان باألحباث اؼبتعلقة باجملاؿ النوكم‪.‬‬
‫كتشتمل اعبامعة العربية على شعبة الطبيعة النظرية كالتجريبية اليت تبحث يف العديد من اؼبشركعات النوكية ‪،‬‬
‫كقد برزت يف ذلك أحباث يف تصنيف مستويات الطاقة يف الذرات ‪ ،‬كيرجع الفعل لتلك الشعبة يف أف أصبحت‬
‫"إسرائيل" من اؼبراكز الدكلية يف أحباث الرتكيب النوكم ‪ ،‬ككذلك هبرم البحث يف تلك الشعبة على كافة‬
‫(‪)1‬‬
‫موضوعات الطبيعة النوكية على أساس دراسة طبيعة النواة كطرؽ اكببلؽبا كتغيريىا إُف نول أخرل ـبتلفة‪.‬‬
‫الثاً‪ -‬جامعة "بن غوريون" في بئر السبع (مؤسسة الطاقة الذرية اإلسرائيلية )‪:‬‬
‫مت إنشاء ىذه اؼبؤسسة يف عاـ ‪ ،1925‬كخصصت ؽبا ميزانية مستقلة كمت تزكيدىا بأجهزة خاصة هبا‪ ،‬كمن‬
‫أىم مهمات ىذه اؼبؤسسة السعي للبحث عن صبيع الوسائل للحصوؿ على اؼبواد اؼبشعة إلنتاج الوقود النوكم‪،‬‬
‫كأيعان البحث عن اؼباء الثقيل الذم يستعمل كمهدئ يف اؼبفاعبلت النوكية‪ ،‬كما كاف على ىذه اؼبؤسسة سبثيل‬
‫"إسرائيل" يف اؼبؤسبرات الدكلية يف اجملاؿ النوكم‪ ،‬كقد قامت بتحعري البعثات العلمية إلرساؽبا إُف مراكز األحباث‬
‫يف فرنسا كالواليات اؼبتحدة األمريكية‪ ،‬حسب اإلتفاقيات اؼبربمة فبا سبخض عنها إنشاء صبيع اؼبفاعبلت النوكية‬
‫اإلسرائيلية‪.‬‬
‫كقد أعيد تشكيل مؤسسة الطاقة الذرية يف عهد رئيس الوزراء اإلسرائيلي ليفي أشكوؿ عاـ ‪ ،1966‬حيث‬
‫توُف رئاستها رئيس الوزراء ‪ ،‬كزاد عدد أععائها إُف سبعة عشر ععوان كسحبت من إ شراؼ كزارة الدفاع ككضعت‬
‫(‪)2‬‬
‫ربت إشراؼ رئيس اغبكومة‪.‬‬
‫كتتألف ىذه اؼبؤسسة من عدة عباف فرعية أنبها ‪ :‬عبنة األحباث النوكية ‪ ،‬كعبنة التنمية البشرية ‪ ،‬كعبنة الطاقة‬
‫للقول الكهربائية كاؼبائية ‪ ،‬كعبنة التشريعات النوكية ‪ ،‬كدراسة ما يتعلق فيها بالتشريعات اػباصة بتنسيق اعبهود‬
‫النوكية يف "إسرائيل" ‪ ،‬كأيعان دراسة التشريعات الدكلية ذات الصلة النوكية للرقابة الدكلية كإعداد الردكد القانونية‬
‫يف ىذا اجملاؿ‪ ،‬كما تشمل ىذه اؼبؤسسة على عبنة خاصة بتقدير اؼبخاطر النوكية كتوفري عنصر األماف النوكم‪.‬‬

‫(‪ )1‬ؿبمود عبد الظاىر‪ :‬الخيار النووي اإلسرائيلي‪ ،‬ؾبلة اؼبستقبل العريب‪ ،‬العدد‪ ،2001 ،270‬ص‪. 73‬‬
‫(‪ 0 Robert e.harkav )2‬مرجع سابق ص‪.6‬‬
‫‪- 40 -‬‬
‫كهتتم اؼبؤسسة حاليان بدراسة اؼبسائل اؼبتعلقة باؼبفاعبلت كاألسلحة النوكية ‪ ،‬كتعترب منشآ ت كـبتربات تلك‬
‫اؼبؤسسة من أىم اؼبراكز النوكية يف "إسرائيل" كأخطرىا ‪ ،‬فهي تشرؼ على صبيع األحباث النوكية يف اعبامعات‬
‫كاؼبعاىد‪ ،‬باإلضافة إُف أهنا تشرؼ على إدارة صبيع اؼبفاعبلت النوكية ‪ ،‬كسبتلك ـبتربات سرية مهمة يف "ديبونا"‬
‫ك"ناحاؿ سوريك" كغريىا من اؼبدف اإلسرائيلية ‪ ،‬بععها ربت األرض كىي ؾبهزة بأحدث أنواع األجهزة كاؼبعدات‬
‫(‪)1‬‬
‫العلمية الدقيقة‪ ،‬كىي اؼبسؤكلة عن تقدٔف التوصيات كالتخطيط بعيد اؼبدل كالتعاكف مع اؼبؤسسات العاؼبية‪.‬‬
‫رابعاً‪ -‬معهد وايزمن للعلوم‪:‬‬
‫مت تأسيس ىذا اؼبعهد يف مستوطنة (را حبوت) عاـ ‪ ،1934‬كاؼبقامة فوؽ بلدة ديراف الفلسطينية كاليت تبعد‬
‫عن مدينة القدس ما يقرب من األربعني كيلومرت كىو مركز للبحوث الفيزيائية كالنظرية ‪ ,‬حيث أشرؼ (حاييم‬
‫كايزمن) أكؿ رئيس لدكلة الكياف الصهيوٓف على إدارة ىذا اؼبعهد لفرتة طويلة ‪ ,‬ككاف كايزمن من الفيزيائيني اؼبعركفني‬
‫داخل الكياف الصهيوٓف ‪ .‬كيعد ىذا اؼبعهد أكرب مركز لؤلحباث العلمية يف "إسرائيل" على اإلطبلؽ ‪ ،‬كمن أىم‬
‫دبسرع نوكم‬
‫معاىدىا العلمية كالتكنولوجية ‪ ،‬كىو ؾبهز باألجهزة كاؼبعدات كالعقوؿ اإللكرتكنية اؼبتطورة ‪ ،‬ككذلك ِّ‬
‫حديث لقذؼ النويات الذرية‪ ،‬كتعد أحباثو العلمية من األحباث اؼبهمة اليت تنشرىا اجملبلت العلمية العاؼبية‪ ،‬كما‬
‫(‪)2‬‬
‫أنو وبتوم على عشر كليات معظمها زبتص يف اجملالني النوكم كالكيميائي‪.‬‬
‫كوبتوم قسم األحباث الذرية يف ىذا اؼبعهد على أكثر من ( ‪ )130‬ـبتربان كقاعة لدراسة الفيزياء الذرية‪ ،‬كما أف‬
‫فيو أجهزة علمية لؤلحباث الذرية من بينها ما يستخدـ الكتشاؼ مادة اليورانيوـ أك ؿ تفتيت الذرة‪ ،‬أك إلنتاج‬
‫اؽبيليوـ السائل كإنتاج اؼبياه الثقيلة‪ ،‬باإلضافة إُف استخراج مادة اليورانيوـ اػباص للقنابل الذرية من الفوسفات‬
‫(‪)3‬‬
‫اؼبعدنية اؼبتوفرة بكميات كبرية يف "إسرائيل"‪.‬‬
‫"كقد أقيم يف سنة ‪ 1949‬دائرة لبحوث النظائر يف ىذا اؼبعهد‪ .‬كيف عاـ ‪ 1953‬يك ِّسعت ىذه الدائرة‬
‫فأصبحت (دائرة الفيزياء النوكية ) عندما بدأ الطبلب اعبامعيوف الصهاينة يف العودة من الغرب بعد زبرجهم‪.‬‬
‫كقد ذيكر أف ىذه الدائرة تعم ـبتربات الفيزياء النوكية كالتطبيقية‪ ,‬كاإللكرتكنات كعلم الطيف‪ ,‬كالرنني النوكم‬
‫اؼبغناطيسي‪.‬‬
‫كيف حلوؿ عاـ ‪ 1950‬أقامت كزارة الدفاع الصهيونية فرعان للبحوث النوكية كالتطوير يف ىذا اؼبعهد‪ ,‬كالذم‬
‫يعمل فيو ؾبموعة كبرية من الفيزيائيني كالكيميائيني كاؼبهندسني كعلماء الذرة‪.‬‬

‫(‪ )1‬فبدكح حامد عطية‪ :‬البرنامج النووي اإلسرائيلي واألمن القومي العربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.74-73‬‬
‫(‪ )2‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.77‬‬
‫(‪ )3‬ىيثم الكيبلٓف‪ :‬المذىب العسكري اإلسرائيلي ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬منظمة التحرير الفلسطينية‪ ،‬مركز األحباث‪ ،‬بريكت‪،1965 ،‬‬
‫ص‪.198-197‬‬
‫‪- 41 -‬‬
‫كأقيم يف الكياف الصهيوٓف عبنة للطاقة الذرية تابعة لوزارة الدفاع‪ ,‬كما أف لوزارة الدفاع شعبة تسمى ( شعبة‬
‫اؼبشاريع العلمية كتطويرىا)‪ ,‬تشارؾ يف اختيار مواقع اؼبفاعبلت كأقسامها‪ ،‬كاليت تػي ىقيِّم تشغيلها ‪ ,‬كإمدادىا جبميع‬
‫(‪)1‬‬
‫احتياجاهتا‪.‬‬
‫خامساً‪ -‬جمعية األشعة اإلسرائيلية‪:‬‬
‫زبتص ىذه اعبمعية يف ؾباؿ الصحة النوكية كالوقاية من اإلشعاع‪ ،‬كىي ععو يف العديد من اؼبنظمات‬
‫الدكلية اػباصة بالوقاية من األشعة كالسبلمة النوكية‪ ،‬كتشرؼ على سياسة الرصد الذرم للمراقبة كالتحذير من‬
‫اإلشعاعات الذرية‪ ،‬كتنتشر يف "إسرائيل" كلها إبصباِف (‪ )21‬ؿبطة رصد موزعة يف اؼبناطق اؼبختلفة كالتاِف‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪ 7‬ؿبطات) يف اؼبنطقة الشمالية‪ 9 ( ،‬ؿبطات) يف اؼبنطقة الوسطى‪ 5 ( ،‬ؿبطات) يف اؼبنطقة اعبنوبية‪.‬‬
‫كتعد تلك اعبمعية ذات ثقل علمي كبري يف عدة منظمات دكلية‪ ،‬كما أهنا تشارؾ يف اؼبؤسبرات كالبحوث اؼبتعلقة يف اجملاؿ‬
‫(‪)3‬‬
‫اؼبفاعبلت الذرية‪.‬‬ ‫النوكم‪ ،‬كمن ناحية أخرل فهي تعم صبيع العلماء كاػبرباء العاملني يف ؾباؿ قياس األشعة يف‬
‫كما يوجد يف الكياف الصهيوٓف اجمللس الوطين للبحث كالتطوير‪ ,‬كيقوـ ىذا اجمللس مع عبنة الطاقة الذرية‬
‫اإلسرائيلية بتشغيل مراكز كمعاىد للبحوث كاإلشراؼ عليها‪ ,‬كمنها‪" :‬معهد كايزمن‪ ,‬كمعهد التخنيوف‪ ,‬كمركز‬
‫البحوث النوكية يف ناحاؿ سوريك‪ ,‬كمركز ديبونا النوكم"‪.‬‬
‫كعن طريق ىذه اللجنة تشرؼ اغبكومة اإلسرائيلية على ىذه اؼبراكز كاؼبعاىد برئاسة رئيس الوزراء‬
‫(‪)4‬‬
‫اإلسرائيلي مباشرنة‪.‬‬
‫كيوجد كذلك يف "إسرائيل" ثبلثة مصانع إلنتاج حامض الفوسفوريك‪ :‬مصنع جبوار حيفا‪ ,‬كالثآف قريب‬
‫من مفاعل "ديبونا" يف سهل (ركنيم )‪ ,‬كالثالث يف منطقة "أكركف"‪ ,‬حيث يستخرج من ىذه اؼبصانع اليورانيوـ‬
‫(‪)5‬‬
‫الطبيعي بكمية(‪ )100‬طن سنويان‪.‬‬
‫كما يوجد أيعان مصنع لتجميع األسلحة النوكية يف حيفا‪ ،‬كؾبمع للتخزين النوكم مزكد بتحصينات جيدة‬
‫يف قاعدة تل النوؼ‪ ,‬بالقرب من بلدة ديراف الفلسطينية ( راحبوت)‪ ,‬كاليت زبعع للحراسة الدائمة كاؼبشددة‬

‫(‪ )1‬تيسري الناشف‪ :‬األسلحة النووية في "إسرائيل" ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬ص‪.17‬‬


‫(‪ )2‬ؿبمود عبد الظاىر‪ :‬الخيار النووي اإلسرائيلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 73‬‬
‫(‪ )3‬فبدكح حامد عطية‪ :‬البرنامج النووي اإلسرائيلي واألمن القومي العربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.78‬‬
‫(‪ )4‬بيرت برام‪ :‬ترسانة "إسرائيل" النووية‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.42‬‬
‫(‪ )5‬ؾبلة اسرتاتيجيا‪ :‬القاىرة‪ ,‬العدد ‪ ,101‬سبوز‪ -‬آب‪.1990 ,‬‬
‫‪- 42 -‬‬
‫بواسطة أنظمة التعقب اإللكرتكٓف‪ ,‬كشاشات الرادار اؼبرتبطة ببطاريات الصواريخ‪ .‬كما يوجد لديها حساسات‬
‫(‪)1‬‬
‫كأنظمة قادرة على إدراؾ معارؾ لصد اؽبجوـ عند اإلنذار أك شن ىجوـ معاكس‪.‬‬
‫كذلك يوجد قاعدة حبرية نوكية لصواريخ حبرية كبالستية منتشرة على غواصتها من نوع الدكلفني‬
‫(‪ (DOLFHIN‬كجزء من القدرات النوكية لصد ىجوـ ؿبتمل‪ .‬كما سبتلك "إسرائيل" أيعان معمل أحباث‬
‫رئيسي على األقل مع نظاـ أمين فعاؿ كقدرة إنتاج كبلن من األسلحة الكيميائية كالبيولوجية‪ ,‬كأف مركز(‬
‫‪ (Hemel Beit‬قد بُّدؿ عاـ ‪ 1952‬دبعمل حبث أسلحة بيولوجية يف اؼبؤسسة اإلسرائيلية لؤلحباث البيولوجية‬
‫يف ( ‪ )Nes-tona‬حواِف(‪)12‬ميل جنوب تل عفيف‪ ,‬كىذا اؼبعمل نفسو عمل على تطوير اختبار غاز‬
‫األعصاب كبعض ظبوـ مواد اعبمرة اػببيثة‪ ,‬كىذا ما فعلتو اؼبخابرات اإلسرائيلية يف استخدامها ؽبذه اؼبواد يف‬
‫احملاكلة اليت جرت مع قائد منظمة ضباس يف األردف عاـ ‪( )2(.1997‬أنظر اؼبلحق رقم ‪)2‬‬
‫كقد قاـ الكياف الصهيوٓف باستقطاب أكرب عدد من اػبرباء النوكيني اليهود اؼبنتشرين يف صبيع دكؿ العاَف‪,‬‬
‫كما دعا الكثري من العلماء النوكيني اليهود ليحاضركا يف اعبامعات كاؼبعاىد اإلسرائيلية‪ ,‬ػبدمة الربنامج النوكم‬
‫اإلسرائيلي‪ ,‬كعمل ىذا الكياف على تنظيم بعض العلماء الصهاينة سواء بالتفرغ للعمل دبؤسساتو‪ ,‬أك التجسس‬
‫لصاغبو‪ ,‬أك تزكيده بآخر التقنيات اؼبكتشفة كاألحباث كاألجهزة اؼبتطورة اليت تتوفر لدل ـبتلف الدكؿ يف ىذا‬
‫اجملاؿ‪ ,‬دبا يف ذلك اإلقداـ على سرقتها كهتريبها إُف الكياف اإلسرائيلي‪.‬‬

‫إف الكياف اإلسرائيلي ال يبلك القاعدة الفنية لبناء اؼبفاعبلت النوكية‪ ,‬لذلك عبأ إُف الدكؿ األكثر تقدمان‬
‫من أجل اؼبساعدة الفنية كالتقنية‪ ،‬كىذا ما حصل بالفعل من خبلؿ قياـ الواليات اؼبتحدة األمريكية ببناء‬
‫مفاعل "ناحاؿ سوريك" كعدة مفاعبلت أخرل‪ ,‬ككذلك فرنسا ببناء مفاعل "ديبونا"‪ .‬فالعبلقة األمريكية‪-‬‬
‫اإلسرائيلية‪ ،‬تتجاكز يف حرارهتا حح اليوـ كل التصورات كالتحليبلت‪ ،‬كااللتزاـ األمريكي دبا يسمى (أمن‬
‫إسرائيل) ىو التزاـ عقائدم كسياسي‪ ،‬كيبس كافة اجملاالت لبناء كتقوية الدكلة العربية‪ .‬كقد عرب الرئيس األمريكي‬
‫األسبق(نيكسوف) عن ذلك عندما ذكر يف كتابو(الفرصة الساكبة)‪" :‬إف التزامنا كبو "إسرائيل" عميق جدان‪،‬‬
‫فنحن لسنا ؾبرد حلفاء‪ ،‬كلكن مرتبطوف ببععنا بأكثر فبا يعنيو الورؽ‪ ،‬ككبن مرتبطوف معهم ارتباطان أخبلقيان‪.‬‬
‫ككرد ىذا االلتزاـ أيعان على لساف الرئيس األمريكي األسبق(كلينتوف)‪ ،‬عندما صرح يف كلمتو أماـ‬
‫الكنيست اإلسرائيلي يف آذار ‪ ،1995‬مبشران دبستقبل جديد لػ "إسرائيل"‪ .‬كردبا كاف يقصد الرئيس األمريكي‬
‫مشركع الشرؽ األكسط الكبري أك اعبديد‪ ,‬كدكر "إسرائيل" فيو من خبلؿ بسط سيطرهتا على اؼبنطقة العربية‬

‫(‪ )1‬سيمور ىرش‪ :‬الخيار شمشون‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.131‬‬


‫‪(2(-Anthony H.Cordesman 2008‬‬ ‫مرجع سابق‪.‬‬

‫‪- 43 -‬‬
‫كاإلقليمية‪ ,‬سياسيان كاقتصاديان كعسكريان دبساعدة الواليات اؼبتحدة األمريكية كالدكؿ األكركبية اليت رباكؿ دائمان‬
‫زعزعة االستقرار يف اؼبنطقة كإضعافها‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المفاعالت النووية اإلسرائيلية‬
‫َف تعلن "إسرائيل" عن برنامج تسليحها النوكم‪ ,‬كتنفي قيامها بإجراء أم ذبارب نوكية أك بناء ألم مفاعل‬
‫نوكم‪ ,‬كما تيصر على أهنا لن تكوف الدكلة البادئة بإدخاؿ األسلحة النوكية إُف اؼبنطقة‪ ,‬إال أف "إسرائيل" تعطي‬
‫‪ -‬عرب أنشطتها كعرب تصروباهتا الغامعة‪ ,‬كرفعها االنعماـ ؼبعاىدة خطر انتشار األسلحة النوكية‪ ,‬كعدـ قبوؿ‬
‫أية رقابة دكلية – انطباعان قويان بأهنا سبتلك األسلحة النوكية كاؼبفاعبلت النوكية‪.‬‬
‫بناءن على ذلك فإف الوصوؿ إُف حقيقة اإلسرتاتيجية النوكية اإلسرائيلية صعب للغاية‪ ,‬كذلك بسبب السرية‬
‫الشديدة اليت ربيط هبا نشاطها النوكم‪ .‬كلكن من اؼبمكن استنباط إسرتاتيجية "إسرائيل" النوكية اعتمادان على ما‬
‫يتوفر من معلومات حوؿ سياسة "إسرائيل" يف اؼبنطقة بدءان من قيامها كدبساعدة الغرب كالواليات اؼبتحدة‬
‫األمريكية كمركران باغبركب العديدة اليت قامت يف اؼبنطقة‪ ,‬كاعتمادان على ما هبرم على األرض كيف اؽبواء كاؼباء من‬
‫ملوثات‪ ،‬بناءن على معطيات كتأكيدات الكثري من العلماء كالساسة كأصحاب الشأف يف ذلك‪ ،‬كسوؼ يلحظ‬
‫ذلك يف الفصوؿ البلحقة‪.‬‬
‫أووً‪ -‬مفاعل ريشيون ليتسيون‪:‬‬
‫تنبع أنبيتو من كونو أكؿ مفاعل نوكم يقاـ يف "إسرائيل" بالتعاكف مع الواليات اؼبتحدة األمريكية‪ ،‬حيث بدأ‬
‫ىذا التعاكف منذ بداية اػبمسينيات من القرف العشرين اؼباضي‪ ،‬عندما قاـ الرئيس األمريكي آنذاؾ(آيزهناكر)‬
‫بإشراؾ الكياف اإلسرائيلي يف برناؾبو النوكم الذم ضبل اسم (الذرة من أجل السبلـ)‪ ،‬كىو مشركع مساعدة‬
‫(‪)1‬‬
‫أجنبية أمريكية للتخفيف من مشكلة الطاقة باالستفادة من الطاقة النوكية‪.‬‬
‫قاـ الكياف الصهيوٓف ببناء ىذا اؼبفاعل يف عاـ ‪ ،1954‬مشاِف "ريشيوف ليتسيوف" على الطريق الذم يصل‬
‫ىذه اؼبدينة دبستعمرة (ناحبلت يهودا)‪ ،‬كانتهى من بناءه يف عاـ ‪ ،1956‬كمت تدشينو رظبيان يف ‪،1957/2/12‬‬
‫حيث قامت شركة (أ‪.‬ـ‪.‬ؼ أتومكس) ( ا‪ (A.M.F-Atomics‬األمريكية‪ ،‬بوضع التصميمات البلزمة ؽبذا اؼبفاعل‪.‬‬
‫كتبلغ طاقتو اإلصبالية ( ‪ )8‬ميغا كاط حرارم‪ ،‬كاؽبدؼ من تشغيلو ىو البحث العلمي كإنتاج النظائر اؼبشعة‪ .‬أما‬
‫‪ ،)%80‬كيورانيوـ ‪ 235‬بنسبة( ‪،)%20‬‬ ‫الوقود اؼبستخدـ يف ىذا اؼبفاعل فهو اليورانيوـ الطبيعي بنسبة(‬
‫(‪)2‬‬
‫كيستخدـ اؼباء الثقيل كمعدؿ كمهدلء للتفاعبلت اعبارية يف قلب اؼبفاعل‪.‬‬

‫(‪ )1‬بيرت برام‪ :‬ترسانة "إسرائيل" النووية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.122‬‬


‫(‪ )2‬فبدكح حامد عطية‪ :‬البرنامج النووي اإلسرائيلي واألمن القومي العربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.83‬‬
‫‪- 44 -‬‬
‫انياً‪ -‬مفاعل ناحال سوريك‪:‬‬
‫أقيم ىذا اؼبفاعل يف منطقة ( ناحاؿ سوريك ) اؼبقامة على بلدة كادم النيب ركبني الفلسطينية‪ ,‬كاليت تقع‬
‫على بعد(‪)25‬كم جنوب تل أبيب‪ ,‬كىو قريب من ساحل البحر يف منطقة كثباف رملية إُف الغرب من بلدة يفنة‬
‫الفلسطينية‪ ،‬كقامت الواليات اؼبتحدة األمريكية بإنشاء ىذا اؼبفاعل تنفيذان لبلتفاؽ اؼبربـ مع الكياف اإلسرائيلي‬
‫ربديدان يف ‪ ,1955/7/12‬كىو من طراز ( ‪ ) ERR-I‬من النوع الربكي الصهرهبي‪ ,‬كالذم يستخدـ اؼباء العادم‬
‫(‪)1‬‬
‫للتربيد‪.‬‬
‫بدأ العمل يف إنشاء ىذا اؼبفاعل يف ‪ ،1957\1\17‬كمت تشغيلو يف ‪ 1959\1\18‬بطاقة( ‪ )5‬ميغا‬
‫اؼبخصب بنسبة ‪ ( % 90‬نسبة نظري اليورانيوـ – ‪235‬‬
‫ى‬ ‫كاط‪ ،‬مث إُف ( ‪ )8‬ميغا كاط‪ .‬كيستعمل اؼبفاعل اليورانيوـ‬
‫يف اليورانيوـ )‪.‬‬
‫اؼبخصب بنسبة ‪90‬‬
‫ى‬ ‫ككانت الواليات اؼبتحدة األمريكية قد زكدت الكياف اإلسرائيلي بػ (‪)50‬كغ من اليورانيوـ‬
‫‪ ,%‬كذلك كوقود ؽبذا اؼبفاعل‪ ,‬كىذه الكمية تكفي إلنتاج ثبلث قنابل نوكية من طراز ( ‪ ) LITTLE BOY‬كىي‬
‫(‪)2‬‬
‫القنبلة النوكية اليت دمرت مدينة ىريكشيما‪.‬‬
‫إالَّ أف الكياف اإلسرائيلي َف يستطع ربويل ىذه الكمية كتصنيعها يف القنابل‪ ،‬نظران لئلجراءات الوقائية اليت‬
‫نصت عليها االتفاقية مع الواليات اؼبتحدة األمريكية‪ ,‬كاليت تؤكد على االمتناع عن استخداـ ىذا اؼبفاعل‬
‫لؤلغراض العسكرية‪ ,‬كالسماح لوكالة الطاقة الذرية األمريكية كفيما بعد للوكالة الدكلية للطاقة الذرية بالتفتيش على‬
‫اؼبفاعل‪.‬‬
‫كما كاف اإلسرائيلي ملزمان دبوجب ىذه االتفاقية على أف يعيد كل كمية الوقود النوكم اؼبستخدمة يف مفاعل‬
‫"ناحاؿ سوريك" إُف الواليات اؼبتحدة األمريكية‪ ,‬فبا هبعل استخداـ ىذه الكمية لصناعة أسلحة نوكية أمران بالغ‬
‫الصعوبة‪ )3(.‬إذ عندىا يوبرـ الكياف اإلسرائيلي من تشغيل مفاعلو الذم ال يستطيع أف يعمل دكف ىذه الكمية‬
‫اؼبخصب‪.‬‬
‫َّ‬ ‫من اليورانيوـ‬
‫بقي ىذا اؼبفاعل حح عاـ ‪ 1965‬خاضعان للتفتيش من قبل الواليات اؼبتحدة األمريكية‪ ,‬حيث أفادت‬
‫بعض التقارير الصحفية أف مفتشني أمريكيني كانوا يزكركنو كل ستة أشهر مرة كاحدة‪ .‬كبعد عاـ ‪ 1965‬تولت‬
‫الوكالة الدكلية للطاقة الذرية اؼبسؤكلية عن العمانات دبوجب اتفاؽ مربـ بني الواليات اؼبتحدة األمريكية‪ ,‬كالوكالة‬

‫(‪ )1‬ؿبمود متوِف‪" :‬إسرائيل" والقنبلة الذرية‪ ,‬كتاب مصر اليوـ‪ ,‬القاىرة‪ ,1987 ,‬ص ‪.92‬‬
‫(‪ )2‬قناة عيوف العرب اإلخبارية‪.2007 ,‬‬
‫(‪ )3‬بيرت برام‪ :‬ترسانة "إسرائيل" النووية‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.33‬‬
‫‪- 45 -‬‬
‫الدكلية للطاقة الذرية يف ‪ .1965/6/18‬كيف ‪ ،1975/4/4‬استيعيض عن ىذا االتفاؽ باتفاؽ فباثل يم ًد ىد‬
‫(‪)1‬‬
‫بربكتوكوؿ مؤرخ يف ‪.1977/4/7‬‬
‫فعبلن عن اليورانيوـ الذم كفرتو الواليات اؼبتحدة األمريكية للكياف اإلسرائيلي كعمانات ؽبذا اؼبفاعل‪,‬‬
‫دفعت اغبكومة األمريكية مبلغان ماليان معينان لسد نفقات إقامتو‪ .‬كما قامت بريطانيا ببناء خبليا حػ ػػارة ( ـبتربات‬
‫ساخنة ) يف ىذا اؼبفاعل ؼبعاعبة الوقود اؼبستهلك‪ ,‬كشاركت الواليات اؼبتحدة األمريكية يف ذبهيز ىذه اؼبختربات‪,‬‬
‫خصوصان يف قطاعي اغباسبات اإللكرتكنية كالتوجيو‪.‬‬
‫ككاف الغرض من ىذا اؼبفاعل ىو تطوير البحوث يف إنتاج النظائر اؼبشعة بطرؽ أكثر أمنان‪ ,‬حيث يستفاد من‬
‫ىذه النظائر يف مبو أمور شح كتطويرىا داخل الكياف اإلسرائيلي‪ ,‬كقد حقق بالفعل مفاعل "ناحاؿ سوريك"‬
‫اػبربات األكلية يف ؾباؿ التعامل مع اؼبواد النوكية كذبهيزاهتا‪ ,‬ك ٌأىل العلماء اإلسرائيليني ػبوض غمار مشاريع أكثر‬
‫طموحان‪ ,‬كىذا ما دفع عاَف الذرة اإلسرائيلي ( مشعوف يفتاح ) إُف كضع خطة لزيادة طاقة مفاعل "ناحاؿ‬
‫(‪)2‬‬
‫سوريك" إُف (‪)10‬ميغاكاط‪.‬‬
‫كما حقق ىذا اؼبفاعل اػبربات العلمية يف ؾباؿ فصل البلوتونيوـ كتنقيتو من الوقود اؼبستهلك‪ ,‬خصوصان يف‬
‫اؼبختربات الساخنة اؼبوجودة يف اؼبفاعل‪ ,‬كاليت يبكن أف تتم فيها عملية فصل البلوتونيوـ‪ ,‬لكن ال يبكن بأم حاؿ‬
‫من األحواؿ استخداـ اؼبفاعل ذاتو إلنتاج مادة البلوتونيوـ‪ ،‬نظران لقلة النظريمن(اليورانيوـ – ‪ )238‬يف الوقود‬
‫النوكم‪ ,‬فلذلك ال هبوز التقليل من أنبية ىذا اؼبفاعل‪ ,‬إال إذا كاف غرضو ىو إنتاج النظائر اؼبشعة بطرؽ أكثر‬
‫أمنان‪ ,‬كتطوير البحوث يف ىذا اجملاؿ‪.‬‬
‫إال َّ‬
‫أف البيانات كاألرقاـ اليت تينشر عن معدؿ إنتاج ـبتلف النظائر اؼبشعة اليت يتطلبها برنامج الطاقة الذرية‬
‫كاؼبعاىد العلمية بالكياف اإلسرائيلي كىو حواِف ( ‪ 9‬كورم) (‪ )‬يف العاـ‪ ,‬يبني بأف ىذا اؼبفاعل كما يزكد بو من‬
‫إمكانات كذبهيزات‪ ،‬ال يبكن أف يكوف قد أنشئ لغرض تطوير البحوث يف ؾباؿ إنتاج النظائر اؼبشعة فقط‪ ,‬بل‬
‫إلسباـ عملية فصل البلوتونيوـ الذم أنتجو مفاعل "ديبونا"‪ ,‬كذلك يف فرتة ما قبل االنتهاء من بناء اؼبختربات‬
‫الساخنة أك اؼبعمل الكيميائي يف مفاعل "ديبونا"‪ .‬كالذم ابتدأ عملو يف هناية عاـ ‪ ,1963‬حيث َف يكن‬
‫اؼبصنع الكيميائي فيو قد أنشئ‪ ,‬كحسب ما كرد يف ؾبلة (التايبز ) استنادان إُف مصادر كتقارير استخباراتية غربية‪,‬‬
‫فإف الكياف اإلسرائيلي أمتَّ بناء مصنعو للفصل الكيميائي يف "ديبونا" عاـ ‪ .1969‬كما يؤكد صحة ذلك ىو أف‬
‫اػببليا اغبارة اؼبوجودة يف مفاعل "ناحاؿ سوريك" منشأة من الصلب الذم ال يصدأ‪ ,‬ذات ظبك ـبتلف‪ ،‬لدرجة‬

‫(‪ )1‬تيسري الناشف‪ :‬األسلحة النووية في "إسرائيل" ‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.20‬‬
‫‪(2) Simha flapan (( Israels Altitud Towards The Npt )) In Stocholm International Peece Research‬‬
‫‪Institute , Nuclear Proliferation Problems, Cambridge , Mass MI T Press – 1974 , Page 273.‬‬
‫‪‬‬
‫الكورم‪ :‬ىو النشاط اإلشعاعي الذم ينتج من غراـ كاحد من عنصر الراديوـ(‪،)226‬أم الكورم كحدة إلنتاج النظائر اؼبشعة‪.‬‬

‫‪- 46 -‬‬
‫أف بععها يسمح بتداكؿ ما ال يقل عن( ‪ )100000‬كورم من اؼبصادر اإلشعاعية‪ .‬كىذه اؼبصادر اإلشعاعية‬
‫(‪)1‬‬
‫موجودة يف الوقود النوكم اؼبستهلك‪.‬‬
‫كىذا يؤكد تواطؤ الواليات اؼبتحدة األمريكية كبريطانيا كفرنسا يف مساعدة الكياف اإلسرائيلي للحصوؿ على‬
‫البلوتونيوـ اػباص يف صناعة القنبلة النوكية اإلسرائيلية‪.‬‬
‫كما أكد ( ليوناردك بيتوف ) (‪ )‬بأنو يبكن إنتاج البلوتونيوـ يف اؼبعامل اغبارة يف مفاعل ناحاؿ سوريك عندما‬
‫قاؿ‪ " :‬إف عملية صنع القنبلة النوكية ال ربتاج بالعركرة إُف مصنع ضخم للفصل الكيميائي‪.‬‬
‫كإف عملية فصل البلوتونيوـ الصاٌف لصناعة األسلحة النوكية كربعريه يبكن إسبامها يف اؼبعامل اغبارة اؼبوجودة‬
‫(‪)2‬‬
‫يف "ناحاؿ سوريك"‪.‬‬
‫الثاً‪ -‬مفاعل النبي روبين‪:‬‬
‫قيدـ ىذا اؼبفاعل ىدية "إلسرائيل" من الرئيس األمريكي(ليندكف جونسن) عاـ ‪ ،1965‬كبدأ العمل فيو‬
‫يف‪ 1966/1/27‬يف منطقة النيب ركبني الواقعة على هنر ركبني‪ .‬كتشري التصميمات اليت كضعتها شركة(آتوميكس‬
‫إنرت ناشيوناؿ)(‪ ،)‬إُف أف طاقة اؼبفاعل يف حدكد( ‪ )250‬كيلو كاط‪ ،‬كاؽبدؼ منو ربلية مياه البحر كإنتاج الطاقة‬
‫الكهربائية‪ ،‬كيستخدـ اليورانيوـ الطبيعي كوقود‪ ،‬كالغرافيت كمعدؿ‪ ،‬كثآف أكسيد الكربوف كاؽبواء اؼبعغوط كمربد‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫كىو قادر على إنتاج(‪ )417. 5‬مليوف لرت مكعب من اؼباء العذب يوميان‪.‬‬
‫إذان بات من اؼبؤكد أف الواليات اؼبتحدة األمريكية كاف ؽبا الدكر الكبري يف مساعدة الكياف اإلسرائيلي يف‬
‫تطوير أحباثو كذباربو النوكية من خبلؿ بناء مفاعل "ريشيوف ليتسيوف" ك "ناحاؿ سوريك" ك"النيب ركبني"‪ .‬كبالتاِف‬
‫يبكن توزيع الدكر األمريكي ؼبساعدة "إسرائيل" يف ىذا اجملاؿ إُف دكرين‪:‬‬
‫‪ -1‬دور إيجابي‪ :‬حيث أمدَّت الواليات اؼبتحدة األمريكية "إسرائيل" خبربهتا النوكية‪ ,‬عن طريق علماء الذرة‬
‫األمريكيني‪ ,‬كعن طريق البعثات اليت كانت تستقبلها اؼبعاىد كاؼبختربات األمريكية‪.‬‬
‫‪,1954‬‬ ‫كلكن األىم ىو بناء أكؿ مفاعل نوكم حبثي‪ ,‬اؼبعركؼ دبفاعل ( ريشوف ليتسيوف ) عاـ‬
‫بقوة(‪ )8‬ميغاكاط‪ ,‬إلنتاج النظائر اؼبشعة‪ ,‬مث بناء مفاعل حبثي آخر ىو مفاعل ( النيب ركبني ) بطاقة( ‪)250‬‬

‫(‪ )1‬بيرت برام‪ :‬ترسانة "إسرائيل" النووية‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.62‬‬
‫‪‬‬
‫عاَف نوكم إسرائيلي‪.‬‬

‫‪(2) Beaton , Leonard" Why Israel Does Not Need The bomb new middle east - 1969‬‬
‫‪‬‬
‫كىي الشركة اليت بنت كبلن من مفاعل ناحاؿ سوريك كمفاعل ريشيوف ليتسيوف‪.‬‬
‫النووية ‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪77‬‬ ‫(‪ (3‬بيرت برام‪ :‬ترسانة "إسرائيل"‬
‫‪- 47 -‬‬
‫كيلوكاط‪ ,‬إلنتاج الطاقة الكهربائية كربلية مياه البحر‪ ,‬كبناء اؼبفاعل الذرم ( ناحاؿ سوريك ) كمعمل الفصل‬
‫النوكم اغبار التابع لو‪.‬‬
‫‪ -2‬دور تضليلي‪ :‬عندما أبدت بعض األكساط العربية كالدكلية ـباكفها كقلقها إزاء تصاعد احتماالت‬
‫امتبلؾ "إسرائيل" للسبلح النوكم‪ ,‬فقد استمرت الواليات اؼبتحدة األمريكية يف دكرىا التعليلي‪ ,‬كإثر ذلك قاـ‬
‫كزير اػبارجية األمريكي آنذاؾ ( دين راسك )يف ‪ 15‬أيار عاـ ‪ ،1961‬بإرساؿ رسالة سرية إُف كزير اػبارجية‬
‫اؼبصرم آنذاؾ الدكتور ( ؿبمود فوزم )‪ ,‬قاؿ فيها‪ (( :‬على الرغم أف مفاعل "ديبونا" ينتج كميات صغرية من‬
‫"إسرائيل" لديها نية إلنتاج السبلح النوكم‪,‬‬ ‫البلوتونيوـ‪ ,‬فإف العلماء األمريكيني َف هبدكا أم دليل على أف‬
‫(‪)1‬‬
‫كيسعدٓف أف أكرر لكم تأكيدايت الشخصية ))‪.‬‬
‫رابعاً‪ -‬مفاعل "ديمونا"‪:‬‬
‫أسفر التعاكف الفرنسي اإلسرائيلي منذ العاـ ‪ 1953‬كحح العاـ ‪,1967‬يف ظل حكوميت (جي موليو‪,‬‬
‫(‪)‬‬
‫كشارؿ ديغوؿ) يف فرنسا عن امتبلؾ الكياف اإلسرائيلي ؼبفاعل "ديبونا"‪.‬‬
‫صمم ىذا اؼبفاعل إلنتاج البلوتونيوـ الذم يستعمل يف صناعة القنابل النوكية‪ ,‬كنفذت ىذا اؼبشركع‬
‫كقد ي‬
‫‪ ) AEC‬التابعة‬ ‫شركة ( ‪ ،) SGN‬كىي معركفة اليوـ ربت اسم عبنة الطاقة الذرية‪ ,‬كاليت سبتلك فيها شركة (‬
‫(‪)2‬‬
‫للحكومة الفرنسية حصة تبلغ ‪.% 66‬‬
‫كقد مت البدء يف تشغيل ىذا اؼبفاعل يف كانوف األكؿ ‪ 1963‬بطاقة قدرىا ( ‪ ) 26‬ميغاكاط‪ ,‬فبا يعطيو‬
‫القدرة على إنتاج حواِف(‪) 8‬كغ من البلوتونيوـ سنويان تكفي لصناعة قنبلة نوكية كاحدة‪.‬‬
‫كيف عاـ ‪ ،1982‬مت زيادة طاقة اإلنتاج القصول يف مفاعل "ديبونا" إُف حواِف ‪ 70‬ميغاكاط‪ ،‬كإُف( ‪ )150‬ميغا‬
‫(‪)1‬‬
‫كاط عاـ ‪ ،1987‬كاليت سبثل القدرة نفسها حح هناية القرف العشرين اؼباضي‪.‬‬

‫(‪ )1‬ؿبمد عبد السبلـ‪ :‬القوة النووية اإلسرائيلية ‪ ,‬مركز البحوث كالدراسات السياسية‪ ,‬اجمللد الثالث‪ ,‬العدد الثآف‪ ,‬القاىرة‪,‬‬
‫‪ ,1995‬ص‪.97‬‬
‫‪‬‬
‫كقد أقيم ىذا اؼبفاعل على بعد (‪)14‬كم عن مستوطنة "ديبونا" اؼبقامة فوؽ أرض ( يكرنىب ) الفلسطينية كاليت تبعد عن مدينة‬
‫بئر السبع مسافة(‪)40‬كم‪ .‬كمن كجهة نظر الدكتور خليل الشقاقي – اػببري االسرتاتيجي يف الشؤكف األمنية اإلسرائيلية ‪,‬‬
‫ائيلي‪ ,‬كىو من النوع‬
‫كاؼبنشورة يف دراستو‪ ( :‬الردع النوكم يف الشرؽ األكسط )‪ ,‬إف مفاعل "ديبونا" ىو أىم منشأة نوكية إسر ة‬
‫الذم يستخدـ اؼباء الثقيل ( ‪ ,) D2O‬ككقوده اليورانيوـ الطبيعي‪ ,‬كىو مقر مركز النقب لؤلحباث النوكية‪ ,‬كاظبو الرظبي ىو ( كريا‬
‫– لو – ؿبيكا – جارٓف )‪ ,‬أم مركز النقب لؤلحباث النوكية‪ ,‬كيرمز لو باغبركؼ ( ‪ .) KMG‬كيعترب اؼبعهد الرئيسي اؼبخصص‬
‫لعلوـ الذرة يف الكياف اإلسرائيلي‪.‬‬
‫‪(2) Wissman steve: krosney Herbert " the islamic bomb " new york . times book – 1981 , bage 113.‬‬

‫‪- 48 -‬‬
‫كحبسب اعرتافات التقين اإلسرائيلي ( موردخام فعنونو ) (‪ ، )‬فقد أكد بأف "إسرائيل" قد أنتجت حواِف‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪ )100‬قنبلة نوكية‪ ،‬كأف مفاعل "ديبونا" ينتج(‪)40‬كغ من البلوتونيوـ سنويان‪.‬‬
‫كعند البدء ببناء مفاعل "ديبونا" كعلى جناح السرعة‪ ,‬مت تطويق منطقة شاسعة بعمق ( ‪ )12‬ميبلن خارج‬
‫بلدة "ديبونا"‪ ,‬كما مت شق طريق جديدة توصل "ديبونا" ببئر السبع على بعد ( ‪ )25‬ميبلن إُف الشماؿ من اؼبنطقة‬
‫اليت مت تطويقها كذبهيزىا دبا يوفر األمن فيها‪ ,‬كتسهيبلن لنقل صبيع األجهزة كاالحتياجات للمفاعل النوكم‪.‬‬
‫كيستخدـ مفاعل "ديبونا" – كما ذكر سابقان – اليورانيوـ الطبيعي الذم وبتوم على نسبة زبصيب تصل‬
‫إُف ‪ , % 1.5‬كىو على شكل قعباف أسطوانية من اؼبعدف الصلب‪.‬‬
‫كقد أعلنت "إسرائيل" منذ البداية‪ ،‬أف ىذا اؼبفاعل ما ىو إال مصنع للمنسوجات مث ؿبطة زراعية مث منشأة‬
‫للبحوث العسكرية‪ ،‬كاستمر على ذلك حح عاـ ‪ ،1960‬حينما صرح رئيس الوزراء اإلسرائيلي (دافيد بن‬
‫غوريوف)‪ ،‬بأف منشأة "ديبونا" ىي مركز حبثي نوكم ـبصص لؤلغراض السلمية‪ ،‬كذلك بعد أف التقطت الواليات‬
‫"ديبونا" عاـ‬ ‫اؼبتحدة األمريكية من خبلؿ طائراهتا التخصصية صورة لعمليات اإلنشاء اليت كانت ذبرم يف‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.1958‬‬
‫كحسب تقرير األمم اؼبتحدة لعاـ ‪ ,1993‬ربت عنواف ( دراسة حوؿ التسلح النوكم اإلسرائيلي )‪ ،‬كاف‬
‫اؼبفاعل اإلسرائيلي حباجة إُف ما يقرب من ( ‪ )25 -20‬طنان من اليورانيوـ للبدء بالعمل‪ ,‬جاء منها ( ‪ )10‬أطناف‬
‫من معامل إنتاج حامض الفوسفوريك يف حيفا كمن صحراء النقب كناتج ثانوم يف عملية إنتاج الفوسفات‪ ,‬كمت‬
‫شراء الكمية اؼبتبقية من اػبارج‪ ,‬حيث استورد الكياف اإلسرائيلي من األرجنتني كفرنسا ( ‪ 4‬أطناف ) سنويان‪ ,‬كمن‬
‫جنوب إفريقيا( ‪ 10‬أطناف)‪ ,‬ككاف اليورانيوـ الوارد من جنوب إفريقيا ينقل يف شحنات تبلغ ( ‪ 10‬أطناف )‪ ,‬لعدـ‬
‫(‪)4‬‬
‫خعوع مثل ىذه الكمية ؼبراقبة الوكالة الدكلية للطاقة الذرية يف فيينا‪.‬‬
‫إف ىذا اؼبفاعل مصنف ضمن اؼبفاعبلت العسكرية اؼبخصصة إلنتاج البلوتونيوـ بدرجة نقاكة عالية‪ ,‬ألف‬
‫البلوتونيوـ اؼبنتج يف اؼبفاعبلت النوكية اػباصة بإنتاج الطاقة الكهربائية بأفعل الطرؽ اإلقتصادية ال وبتوم على‬
‫أكثر من (‪ % 60‬بلوتونيوـ – ‪ )239‬كحواِف (‪ % 25‬بلوتونيوـ – ‪.)241‬‬

‫(‪ )1‬رفيق العملة‪ :‬حسم الصراع في ظل البعد النووي اإلسرائيلي ‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الفرقاف للنشر كالتوزيع‪ ،‬عماف‪،1999 ،‬‬
‫ص‪.41‬‬
‫‪‬‬
‫موردخام فعنونو‪ :‬عمل ؼبدة عشر سنوات يف مركز األحباث النوكية يف "ديبونا"‪ ,‬ككاف قد ىرب من "إسرائيل" كاختطفتو‬
‫اؼبخابرات اإلسرائيلية ( اؼبوساد ) يف ايطاليا عاـ ‪ ,1986‬كقعى مدة حكم شبانية عشر عامان بتهمة إفشائو أسرار عسكرية نوكية‪.‬‬
‫(‪ )2‬صحيفة الصاندم تايبز‪.1986/10/5 :‬‬
‫‪(3) Charnysh, V. (2009); Israel s Nuclear Program. www. Wagingpeac. Org 23.1.2010‬‬
‫(‪ )4‬بيرت برام‪ :‬ترسانة "إسرائيل" النووية‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.118‬‬
‫‪- 49 -‬‬
‫كىذا ال يتأتى إال من خبلؿ اؼبسرعات النوكية كاؼبعامل اغبارة (‪ ،)‬حيث سبتلك "إسرائيل" معملني يف ناحاؿ‬
‫(‪)1‬‬
‫سوريك ك"ديبونا"‪.‬‬
‫لقد عبأ اإلسرائيليوف منذ البداية على أف ال يكوف مفاعل "ديبونا" ـبصصان إلنتاج الكهرباء ( لؤلغراض‬
‫السلمية )‪ ,‬بل لؤلغراض العدكانية العسكرية‪ ,‬إذ أنو ينتج مادة البلوتونيوـ اػباصة بصنع األسلحة النوكية‪ .‬كنظران‬
‫ػبطورة اؼبفاعل كسرية عملو‪ ،‬تفرض "إسرائيل" عليو إطارانكبريان من السرية كاألمن‪ ،‬لدرجة أهنا أسقطت طائرة ؽبا‬
‫عندما اقرتبت بطريق اػبطأ من اؼبفاعل‪ ،‬كما أهنا ترفض إخعاع ىذا اؼبفاعل لرقابة الوكالة الدكلية للطاقة‬
‫(‪)2‬‬
‫الذرية‪.‬‬
‫كقد منعت "إسرائيل" بادلء األمر السماح لعلماء أمريكيني بزيارتو‪ ،‬إال أهنا عادت ربت العغط األمريكي‬
‫‪،1962‬‬ ‫فسمحت لعدد من اؼبفتشني األمريكيني بزيارتو مرتني يف العاـ‪ ،‬حيث بدأت عملية التفتيش عاـ‬
‫كاستمرت حح عاـ ‪ ،1969‬حيث ظبح للمفتشني برؤية أجزاء اؼبفاعل اؼببنية فوؽ األرض كاليت تشتمل على‬
‫غرؼ التحكم كاحملاكاة‪ .‬أما اؼببآف اؼبوجودة ربت األرض كاليت تشتمل على مصنع إعادة معاعبة البلوتونيوـ فلم‬
‫(‪)3‬‬
‫يتسن لؤلمريكيني الوصوؿ إليها‪.‬‬
‫كبالرغم من القيود اليت كانت تععها "إسرائيل" يف كجو اؼبفتشني‪ ،‬إال أف ضخامة اؼبفاعل جعلتهم ينظركف‬
‫إليو على أنو مفاعل ليس لؤلغراض اؼبدنية كما تدعي "إسرائيل"‪ ،‬كإمبا لؤلغراض العسكرية‪ ،‬كمع ذلك َف هبدكا‬
‫دليبلن على األنشطة اؼبتعلقة باألسلحة النوكية‪ ،‬كيرجع ذلك لصعوبة حركتهم داخل اؼبفاعل الناذبة عن تلك‬
‫(‪)4‬‬
‫القيود‪.‬‬

‫‪‬‬
‫اؼبسرعات النوكية‪ :‬ىي جزء مكمل للمفاعل النوكم‪ ،‬كتستخدـ إلسراع النيوتركنات الستخدامها يف قذؼ الوقود النوكم داخل‬ ‫َّ‬
‫قطب اؼبفاعل‪ ،‬كمن اؼبسرعات يف "إسرائيل"‪ :‬اؼبسرع النوكم يف حيفا كاؼبسرع النوكم يف راحبوت كيف اعبامعة العربية(القدس)‬
‫‪ 239‬عن‬ ‫كيف تل أبيب يف القدس‪ .‬أما اؼبعامل اغبارة‪ :‬فهي معامل للفصل الكيميائي من أجل استخبلص البلوتونيوـ‬
‫نظائر‪ 241 ،240‬اؼبوجودين يف الوقود احملرتؽ ليصل البلوتونيوـ ‪ 239‬بعد فصلو كتنقيتو إُف نسبة(‪ )%90‬فأكثر‪ ،‬ككذلك‬
‫إثراء اليورانيوـ‪ 235‬من نسبة (‪ )%70‬حح (‪ )%90‬لتكوف كسبلح نوكم انشطارم‪.‬‬
‫(‪ )1‬ؿبمد عبد السبلـ‪ :‬حدود القوة‪ ,‬استخدامات األسلحة النووية اإلسرائيلية ‪ ،‬مركز الدراسات االسرتاتيجية يف صحيفة‬
‫األىراـ‪ ،‬ط‪ ,1‬القاىرة‪،1996 ،‬ص‪.65‬‬
‫(‪ )2‬فبدكح حامد عطية‪ :‬البرنامج النووي اإلسرائيلي واألمن القومي العربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.87‬‬
‫‪(3) Farr, W. (1999): The third temples holy of holies: Israeli Nuclear Weapons , USAF‬‬
‫‪Contreproliferation Center, Alabama. Page (7).‬‬
‫‪(4) BBC news, 2003 .‬‬

‫‪- 50 -‬‬
‫‪ )(.‬كلعل ما يدعم ىذا الرأم‬ ‫من الواضح أف الغاية من بناء ذلك اؼبفاعل ىو إنتاج األسلحة النوكية‬
‫باإلضافة إُف تصروبات فعنونو‪ -‬رغم سرية التجارب اليت ذبريها "إسرائيل" باألسلحة النوكية – االنفجار الداخلي‬
‫الذم كقع يف صحراء النقب بتاريخ ‪ 2‬تشرين الثآف عاـ ‪ ،1966‬الناتج عن اؼبفاعل‪ ،‬باإلضافة إُف إجراء‬
‫االختبار التجرييب اؼبشرتؾ بني "إسرائيل" كجنوب إفريقيا يف جنوب احمليط اؽبادم بتاريخ ‪ 22‬إيلوؿ عاـ ‪،1969‬‬
‫كعلى الرغم أف "إسرائيل" نفت ذلك‪ ،‬إال أ ن كزير خارجية جنوب إفريقيا(عزيز ديلي) قد أكد ذلك فيما بعد‬
‫(‪)1‬‬
‫بتاريخ ‪ 20‬نيساف عاـ‪ 1997‬يف تصريح لصحيفة ىآرتس اإلسرائيلية‪.‬‬
‫إف "إسرائيل" َف تكتف فقط هبذه اؼبفاعبلت اليت ذيكرت‪ ،‬فهناؾ العديد العديد من اؼبواقع كاجملمعات‬
‫كاؼبراكز كاؼبخابر العسكرية اإلسرائيلية السرية لتصنيع أسلحة الدمار الشامل‪( .‬أنظرالملحق رقم ‪.)2‬‬
‫إف اؼبتابع للمشركع النوكم اإلسرائيلي يبلحظ النمو اؼبتسارع كالتطور الكبري من خبلؿ اؼبفاعبلت كاؼبواقع كاؼبراكز‬
‫النوكية كخاصة مفاعل "ديبونا"‪ ,‬كاليت تشكل خطران دائمان ضد البيئة كاؼبنطقة العربية‪ ,‬فاألسلحة النوكية ىي أسلحة‬
‫اؼببلحظ أف "إسرائيل" ال تتوقف عن تطويرىا ؽبذه األسلحة‪ ,‬كبالتاِف‬‫غري تقليدية هتدد حياة اإلنساف باستمرار‪ .‬ك ى‬
‫تزايد التهديد لوجود اإلنساف العريب يف ىذه اؼبنطقة‪ .‬كالسبب يف ذلك ىو كقوؼ الواليات اؼبتحدة األمريكية‬
‫كالغرب إُف جانب "إسرائيل" كبرناؾبها النوكم‪ ,‬كىذا ما هبعل من ىذه القول شريكان حقيقيان كالعبان اسرتاتيجيان‬
‫ضمن منطقة الشرؽ األكسط‪ ,‬كبالتحديد فلسطني كما هباكرىا من الدكؿ العربية كهتديد ؿبيطها اغبيوم‪ ,‬كلذلك‬
‫فإف اجملتمع الدكِف كاؼبنظمات كاؽبيئات اإلنسانية مطالىبة بوضع حد ؽبذا اؼبشركع النوكم اإلسرائيلي‪ ,‬كتوجيو‬
‫التحذيرات من اعبميع إُف حكومة الكياف اإلسرائيلي من مغبة االستمرار يف ىذا اؼبشركع اؼبخصص فقط لؤلعماؿ‬
‫العسكرية‪ ,‬كهتديد األمن كالبيئة كالسبلـ يف ىذه اؼبنطقة‪.‬‬

‫يتألف مفاعل "ديبونا" من عشرة و‬ ‫‪‬‬


‫مباف‪ ،‬كيعترب مبَّن رقم(‪ )1‬ىو اؼبفاعل ذك القبة الفعية اللوف‪ ،‬كاليت يبكن رؤيتها بوضوح من‬
‫الطريق العاـ القريب‪ ،‬أما مبَّن رقم(‪ ،)2‬فهو عبارة عن كحدة إعادة اؼبعاعبة الكيميائية‪ ،‬كمبَّن رقم(‪ ،)3‬يقوـ دبعاعبة اليورانيوـ‬
‫الطبيعي للمفاعل‪ ،‬أما مبَّن رقم( ‪ ، )4‬فيتعمن كحدة معاعبة النفايات للفعبلت اؼبشعة الناذبة عن كحدة إعادة اؼبعاعبة‬
‫الكيميائية‪ ،‬أما مبَّن رقم(‪ ، )5‬فهو يشتمل على قعباف اليورانيوـ اؼبغطاة باألؼبنيوـ الستهبلكها يف اؼبفاعل‪ ،‬أما مبَّن رقم(‪،)6‬‬
‫فهو يوفر اػبدمات األساسية كالطاقة ؿ "ديبونا"‪ ،‬كوبتوم مبَّن رقم( ‪ ،)8‬على ـبترب لفحص العينات كإجراء التجارب على‬
‫أساليب جديدة لئلنتاج‪ ،‬كما توجد منشآت إلعادة معاعبة النظائر بالليزر إلغناء اليورانيوـ يف مبَّن رقم( ‪ ،)9‬أما اليورانيوـ‬
‫اؼبنخفض التخصيب فيعزؿ كيميائيان يف مبَّن رقم( ‪ )10‬ليشحن يف النهاية إُف اعبيش اإلسرائيلي الستخدامو يف الطلقات‬
‫كقذائف اؼبدفعية كالقنابل‪ ،‬كقد ذكر فعنونو أنو َف يكن يوجد مبَّن رقم(‪ )7‬خبلؿ األعواـ اليت اشتغل فيها يف "ديبونا" (‪)3‬‬

‫(‪ )1‬داككد الشراد‪ :‬مخاطر التصنيع النووي الصهيوني‪،‬‬


‫‪http;//www aqsaonline. Info/le...14.2.2010 , 2009‬‬

‫‪- 51 -‬‬
‫الفصل الثـاني‬
‫النفايات اإلسرائيلية السامة وإستراتيجيات التخلص منها‬

‫المبحث األول‪ :‬ماىية النفايات اإلسرائيلية واختالفها‬


‫اؼبطلب األكؿ‪ :‬النشاط اإلشعاعي كأنواعو‪.‬‬
‫اؼبطلب الثآف‪ :‬مصادر النفايات اإلسرائيلية كتصنيفها‪.‬‬
‫اؼبطلب الثالث‪ :‬أنواع النفايات اإلسرائيلية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬األساليب المتبعة من قبل "إسرائيل" للتخلص من نفاياتها السامة‬
‫اؼبطلب األكؿ‪ :‬النفايات اؼبشعة كمستوياهتا‪.‬‬
‫اؼبطلب الثآف‪ :‬التخلص من النفايات النوكية اإلسرائيلية‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬المناطق الفلسطينية التي تعرضت للنفايات اإلسرائيلية السامة‪.‬‬
‫اؼبطلب األكؿ‪ :‬اؼبناطق الفلسطينية اليت تعرضت للنفايات السامة اؼبختلفة (غري النوكية)‪.‬‬
‫اؼبطلب الثآف‪ :‬اؼبناطق الفلسطينية اليت تعرضت للنفايات النوكية السامة‪.‬‬

‫‪- 52 -‬‬
‫مع استغبلؿ اإلنساف للطاقة النوكية كاإلشعاع‪ ,‬سواء كاف ذلك يف ؾباؿ الطاقة الكهربائية‪ ,‬أـ يف أم ؾباؿ من‬
‫اجملاالت اغبيوية األخرل‪ ,‬كالزراعة كالصناعة كالبحوث الطبية ‪....‬إٍف‪ ,..‬فقد تواكب ذلك مع التطور الكبري يف‬
‫ؾباؿ العلوـ كالتقنيات النوكية‪ ,‬لكن ىذا النمو َف يقنع الكثريين بإمكانية التحكم يف النواتج كاآلثار اؼبرتتبة على‬
‫ىذه التقنيات‪.‬‬
‫إف قدرة االنساف على التحكم كالسيطرة على اؼبخلفات كالنفايات اؼبشعة اؼبتولدة عن استخداـ اؼبصادر‬
‫اؼبشعة‪ ،‬ىي من أىم اؼبواضيع اليت تثري الشكوؾ لدل الرأم العاـ يف الكثري من الدكؿ‪ .‬كما أهنا تقف يف الوقت‬
‫ذاتو‪ ،‬كإحدل العقبات األساس يف كجو اإلستغبلؿ األمثل للطاقة النوكية‪.‬‬
‫كبالتعمق أكثر‪ ,‬فإنو ال يوجد أية عملية أك أسلوب إلنتاج الطاقة أيان كانت إال كؽبا آثارىا السلبية على‬
‫اإلنساف كالبيئة‪ ,‬من خبلؿ ما زبلفو من نفايات سامة ربتاج بالنهاية إلهباد حلوؿ كطرؽ مبلئمة للحماية‪ ,‬إال أف‬
‫تلك النفايات زبتلف من حالة إُف أخرل‪ ,‬كالسيما حجمها اؼبتولد مع مركر الزمن‪.‬‬
‫فعلى سيبل اؼبثاؿ ككما كرد يف كتاب ؾبدم كامل‪ ,‬األسرار النوكية‪ ,‬فإف توليد ( ‪ )1000‬ميغا كاط من‬
‫الطاقة الكهربائية‪ ,‬وبتاج يوميان إُف ( ‪)1000‬طن من الفحم اغبجرم‪ ,‬كينتج عن ىذه العملية انطبلؽ ( ‪)300‬طن‬
‫من ثآف أكسيد الكربيت‪ ,‬ك( ‪ )5‬أطناف من الرماد‪ ,‬الذم وبتوم على عناصر أخرل مثل الكلور كالكادميوـ‬
‫كالزرنيخ كالزئبق كالرصاص‪ ,‬إضافة إُف بعض العناصر اؼبشعة‪ .‬كيف اؼبقابل ينتج عن توليد الطاقة الكهربائية نفسها‬
‫يف ؿبطة قول نوكية (‪)500‬ـ‪ 3‬من النفايات يف العاـ‪.‬‬
‫كوبدث تأثري التلوث اإلشعاعي على األفراد‪ ،‬نتيجة تأثري إشعاعات "جاما كدقائق بيتا كألفا" اليت زبرج من‬
‫اؼبواد اؼبشعة‪ ,‬كمع التعرض ؽبذه اإلشعاعات يصاب الفرد دبرض اإلشعاع‪ ,‬كوبدث اؼبرض نتيجة نفاذ اإلشعاعات‬
‫خبلؿ اعبلد‪ ,‬أك تواجد دقائق مشعة داخل اعبسم نفسو‪ ,‬كبقائها كمصدر دائم لئلشعاع من الداخل‪ .‬كتنتج‬
‫اإلصابة باإلشعاعات اػبارجية من إشعاعات "غاما"‪ ,‬كيكوف تأثريىا العار على األحشاء الداخلية‪ ،‬كعادة تظهر‬
‫أعراض اؼبرض اإلشعاعي سواءن كاف حادان أك مزمنان خبلؿ أياـ قليلة‪.‬‬
‫كمن العركرم ىنا التعرؼ على النفايات النوكية اإلسرائيلية‪ ،‬فالنفايات النوكية يف عرؼ القانوف الدكِف ىي‬
‫ليست أمران ىبص الدكلة صاحبة الشأف كحدىا‪ ,‬ألف انعكاسو اليبقى على ىذه الدكلة نفسها‪ ,‬ىو شأف الىبص‬
‫الدكلة كحدكدىا‪ ,‬كليس شأف اعبيل اغباِف كحده‪ ,‬كإمبا شأف األجياؿ البلحقة‪.‬‬
‫فمن أجل استخراج القنبلة النوكية‪ ,‬ىناؾ عملية استخراج البلوتونيوـ‪ ,‬كالنفايات اؼبرتبطة هبذه العملية ىي‬
‫نفايات قادرة على العيش كالتفاعل‪ ,‬خبلؿ آالؼ السنني القادمة‪ ،‬كىي قابلة للتحرؾ كالتفاعل كل الوقت‪ ,‬كبث‬
‫إشعاعات قاتلة‪ .‬كَف تستطع االنسانية حح اآلف ابتكار كسيلة ناجعة بإمكاهنا أف ربفظ ىذه اؼبواد بشكل هنائي‪.‬‬

‫‪- 53 -‬‬
‫كلكن يوجد كسائل غبفظها لفرتات معينة‪ ،‬فمنها ما وبفظها ؼبدة سنتني‪ ,‬أكعشر سنوات‪ ,‬أك عشرين سنة‪ ,‬أك‬
‫مائة سنة‪ ،‬حبسب التكاليف اليت تدفع لقاء ذلك‪.‬‬
‫كمعركؼ اآلف عن إحدل الوسائل اليت ربفظ ىذه اؼبواد ألطوؿ كأقصى فرتة فبكنة‪ ,‬كىي براميل من الزجاج‬
‫الكثيف كالدائرم اليت تستعمل كىي اغبد األقصى اليت ربفظ دكف أف تتسرب‪ ,‬لكن ىذه الطريقة تكلف ( ‪)3‬‬
‫آالؼ دكالر‪ ,‬غبفظ الربميل الواحد من النفايات‪ ,‬كيبكن أف تبلغ تكلفتها ( ‪ )30‬ألف دكالر‪ ,‬غبفظها بشكل‬
‫أفعل حبسب ما ذكره عصاـ ـبوؿ يف ؿباضرة ألقاىا يف مقر رابطة اعبامعيني يف ؾبدؿ مشس (كىو النائب العريب‬
‫يف الكنيست اإلسرائيلي)‪.‬‬
‫كبالتاِف يبكن القوؿ أنو ال هبب االعتماد فقط على قرار أصحاب الشأف كال حح االعتماد على رئيس‬
‫أعظم كأقول كأغَّن دكلة يف العاَف‪ ،‬من أف وبافظ على بركتوكوؿ‪ ,‬كقعت عليو دكلتو‪ ,‬ألنو يريد أف يوفر كأف يربح‬
‫أكثر‪ ،‬من خبلؿ سياسة التعتيم اليت تتبعها حكومتو‪ ,‬اليت ال تأبو ؼبصري الناس‪ ,‬كلؤلجياؿ القادمة‪ ,‬كأمراضها‪,‬‬
‫كانعكاس اإلشعاع عليها‪ .‬فهذه النفايات عندما تتفكك ال تنتهي كإمبا تواصل التفاعل كتنتهي يف اؼبياه اعبوفية‪,‬‬
‫كتنتهي يف األعشاب كالنبات‪ ,‬ككل شيء حوؽبا‪ .‬لذلك ىناؾ معركة حقيقية لفتح ىذا اؼبلف حح النهاية‪ .‬كىذه‬
‫ليست معركة ضد "إسرائيل"‪ ,‬أك مع "إسرائيل"‪ -‬مع العلم أهنا ىي اؼبسبب الرئيس ؽبذه الكوارث‪ ,‬بسبب تعنتها‬
‫كرفعها أم تعاكف يف ىذا اجملاؿ‪ ,‬بل على العكس ىي تفعل ذلك عامدة متعمدة ‪ -‬بل معركة زبص اإلنسانية‬
‫بالدرجة األكُف‪ ،‬زبص السوريني‪ ,‬كزبص الفلسطينيني‪ ,‬كزبص اللبنانيني‪ ,‬كزبص اعبميع‪ .‬كىذه اؼبعركة تتطلب‬
‫ربدم اغبركات اليت تدَّعي أهنا حركات بيئة كسبلـ‪ ,‬خاصة إذا ارتبطت القعية باألراضي العربية احملتلة‪.‬‬
‫كبالتاِف هبب استنهاض كافة اغبركات كاؼبنظمات كاألحزاب احمللية كالعربية كالدكلية اليت تنادم بالسبلـ‬
‫األخعر كنظافة البيئة كسبلمة ؿبيطها اغبيوم العريب كالعاؼبي‪ ,‬كمنع من ييلوثها بكافة الوسائل‪.‬‬

‫‪- 54 -‬‬
‫المبحث األول‬
‫ماىية النفايات اإلسرائيلية واختالفها‬
‫إف اؽبدؼ األساسي ألم برنامج إلدارة النفايات كالتحكم فيها‪ ,‬ىو الوصوؿ إُف الوضع الذم يتعمن‬
‫ضباية اإلنساف كالبيئة من معار تلك النفايات ‪ ...‬كىذا يعين – السيما يف بعض حاالت النفايات ذات مستول‬
‫اإلشعاعي اؼبنخفض – معاعبتها مث إطبلقها يف البيئة‪ ,‬حيث أف معاعبتها أك حفظها‪ ,‬أك كليهما معان‪ ,‬قد يؤدم‬
‫إُف خفض مستواىا اإلشعاعي‪ ,‬إُف حد يقل عن مستواىا اإلشعاعي الطبيعي يف البيئة‪.‬‬
‫إف كاقع األرضي الفلسطينية احملتلة يثبت أف اإلحتبلؿ اإلسرائيلي‪ ,‬شكل كاليزاؿ حح اللحظة‪ ,‬أخطر عامل‬
‫م ً‬
‫دمر للبيئة الفلسطينية كما هباكرىا‪ ,‬دبا الييقارف مع التلوث الذم تسببو الصناعات الفلسطينية الععيفة كاؽبشة‪.‬‬ ‫ي‬
‫ككما ىو معركؼ‪ ,‬فإف غالبية اؼبستعمرات اإلسرائيلية تقع على قمم التبلؿ‪ ,‬كتقوـ بتصريف مياىها العادمة‬
‫إُف األكدية كاؼبناطق الزراعية الفلسطينية‪ .‬كحسب معدالت إنتاج اؼبياه العادمة اؼبتوافرة‪ ,‬يبني معهد األحباث‬
‫‪ ,2001‬فإف كمية اؼبياه‬ ‫التطبيقية بتقريره حوؿ االنتهاكات البيئية اإلسرائيلية يف منطقة الشرؽ األكسط عاـ‬
‫العادمة الناذبة من ؾبموع اؼبستعمرات اإلسرائيلية (حواِف ‪ 30‬مليوف مرت مكعب يف السنة )‪ ,‬يعادؿ تقريبان ما‬
‫تنتجو التجمعات الفلسطينية يف العفة الغربية قاطبة ( ‪ 31‬مليوف مرت مكعب يف السنة)‪.‬‬

‫ليس ىذا فقط‪ ,‬بل إف كثريان من اؼبياه العادمة تصب يف األراضي الزراعية الفلسطينية‪ ,‬ؿبدثة تلفان‬
‫للمزركعات‪ .‬ككمثاؿ فقط كليس للحصر‪ ،‬ما وبدث يف مزارع العنب يف بلدة (بيت أمر)‪ .‬ككذلك فإف بعض‬
‫اؼبستعمرات تيصرؼ مياىها العادمة بالقرب من مصادر اؼبياه الفلسطينية معرضة إياىا للتلوث‪ ،‬كما ىو اغباؿ يف‬
‫ؾبارم مستعمرة (أرائيل)‪ ,‬كاليت ذبرم يف ؾبرل دبحاذاة بئر اؼبياه اػباص دبدينة (سلفيت )‪ ,‬كال يبعد عنها أكثر من‬
‫عرض الطريق (‪4‬ـ)‪.‬‬
‫أما النفايات الصلبة فهي بأنواعها اؼبختلفة‪ ،‬من اؼبلوثات الرئيسية للبيئة الفلسطينية كالعربية احملتلة‪ ,‬كتتكوف‬
‫من النفايات اؼبنزلية الناذبة عن استخداـ األفراد يف اؼبنازؿ كغريىا‪ ,‬كـبلفات النشاط الزراعي كاغبيوآف‪ ,‬كىي‬
‫ـبلفات ععوية نباتية كحيوانية‪ ,‬ككذلك اؼبخلفات عن عمليات التعدين كالصناعات كـبلفات عمليات البناء‬
‫كالتشييد‪.‬‬
‫كباؼبقارنة حوؿ النفايات الصلبة حبسب تقرير معهد األحباث‪ ,‬فإف ما تنتجو اؼبستعمرات اإلسرائيلية من‬
‫ـبلفات صلبة يصل إُف حواِف ( ‪ )614‬طن يف اليوـ‪ ,‬يف حني ما ينتجو ؾبموع سكاف العفة الغربية قاطبة يصل‬
‫إُف ( ‪ )1370‬طنان يف اليوـ‪ ,‬كللمقارنة أيعان‪ ,‬يينتج اؼبستوطنوف كالذين يبثلوف ما يعادؿ سدس سكاف العفة‬
‫الغربية‪ ,‬ما يعادؿ نصف ما ينتجو سكاف العفة الغربية من اؼبخلفات الصلبة‪.‬‬

‫‪- 55 -‬‬
‫كَف تقف اؼبستوطنات اإلسرائيلية عند حد إلقاء النفايات الصلبة يف األراضي العربية احملتلة‪ ,‬بل إهنا تلقي‬
‫النفايات اػبطرة اؼبكونة من اؼبواد الكيماكية السامة مثل‪ ,‬الرصاص‪ ,‬كالزنك‪ ,‬كالنيكل‪ .‬كإضافة إُف النفايات‬
‫اؼبشعة‪ ،‬فهناؾ ما ال يقل عن سبع مناطق صناعية‪ ,‬مت إقامتها يف أجزاء ـبتلفة من األراضي الفلسطينية‪ ,‬كيتم‬
‫إدارهتا بالكامل من قبل اؼبستعمرين اإلسرائليني‪ ,‬كيف غياب تاـ للسلطة الفلسطينية أك أية جهة مراقبة أخرل‪.‬‬
‫كمن خبلؿ دراسة نوعية الصناعات يف ىذه اؼبناطق‪ ,‬فإهنا تتعمن العديد من الصناعات اؼبتباينة‪ ,‬فمنها‬
‫مصانع األؼبينيوـ‪ ,‬كدبغ اعبلود‪ ,‬كاإللكرتكنيات‪ ،‬كالغزؿ‪ ،‬كالنسيج‪ ،‬كصناعات البطاريات كالفيرب غبلس كالببلستيك‬
‫كاألظبدة كالدىاف على األسطح كتشكيل اؼبعادف كإعادة تدكير الزيوت‪ ,‬باإلضافة إُف العديد من الصناعات كاليت‬
‫ال يوجد مصدر لشرح ىويتها‪ ,‬أك أهنا صناعات عسكرية حربية (سرية) حبسب موقع فلسطني برس‪ ,‬كالذم يبني‬
‫البيئة الفلسطينية كما تتعرض لو من اعتداءات احتبللية بتاريخ ‪.2005/2/25‬‬
‫كللتعرؼ على ماىية النفايات اإلسرائيلية كاختبلفها – كاليت ال زبتلف كثريان عن نفايات غالبية دكؿ العاَف‬
‫كالسيما النوكية منها – ال بد من إلقاء العوء على أنواع اإلشعاع الذم يصدر عن ىذه النفايات‪ ،‬مث معرفة‬
‫مصادر ىذه النفايات السامة كتصنيفها‪ ،‬كمن مث التعرؼ على أنواعها كتأثريىا على اغبياة البيئية يف اؼبناطق العربية‬
‫كالسيما احملتلة منها‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬النشاط اإلشعاعي وأنواعو‬
‫أووً‪-‬تعريف النشاط اإلشعاعي‪:‬‬
‫النشاط االشعاعي ىو أحد أشكاؿ الطاقة النوكية‪ ,‬كىو عبارة عن اعبسيمات أك اؼبوجات الكهركمغناطيسية‬
‫اليت تشكلها النول غري اؼبستقرة للذرات‪ ,‬سعيان طبيعيان منها لبلستقرار‪.‬‬
‫كتوجد اإلشعاعات يف كل جزء من حياة البشر‪ ,‬كاإلشعاعات قد ربدث بطريقة طبيعية يف األرض‪ ,‬كيبكن‬
‫أف تصل لئلنساف من اإلشعاعات القادمة من الفعاء احمليط‪ ,‬ككذلك يبكن أف ربدث اإلشعاعات طبيعيان يف اؼباء‬
‫الذم يشرب‪ ،‬أك الرتبة‪ ,‬أك يف مواد البناء‪ ,‬كقد ربدث اإلشعاعات نتيجة صناعتها بواسطة اإلنساف مثل األشعة‬
‫السينية‪.‬‬
‫عرؼ اإلشعاع بأنو العملية اليت ينتج عنها انطبلؽ طاقة على شكل جسيمات أك موجات‪ .‬كيتلقى‬
‫كيي َّ‬
‫الشخص العادم جرعات من اإلشعاع مقدارىا ( ‪360‬ميلي رٔف ) (‪ )‬يف العاـ‪ ,‬كتعترب نسبة التعرض لئلشعاعات‬
‫(‪)1‬‬
‫الطبيعية (‪ )%80‬كال ػ ػ (‪ )%20‬الباقية من اإلشعاعات صناعية‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪1010 ×3،7‬‬ ‫كحدات قياس اإلشعاع‪ :‬الراد‪ ،‬كالركنتجن كالذم يستخدـ أساسان لؤلشعة السينية‪ ،‬كالكورم الذم يساكم‬
‫اكببلؿ يف الثانية‪،‬كالرٔف كىو كحدة قياس التأثري البيولوجي لئلشعاع اؼبمتص‪ ،‬كالسيفرت =‪ 100‬رٔف‪.‬‬

‫‪- 56 -‬‬
‫انياً‪-‬أنواع اوشعاع‪:‬‬
‫يتواجد نوعاف أساسياف لئلشعاع نبا (‪ :)2‬إشعاع مؤين‪ ،‬كإشعاع غري مؤين‪:‬‬

‫اإلشعاع المؤين‪ :‬ىناؾ أنواع رئيسية من اإلشعاع اؼبؤين‪ ,‬قد توجد يف اإلشعاعات اليت يعيفها اإلنساف‪,‬‬

‫ككذلك يف اإلشعاع الطبيعي كىي‪:‬‬

‫‪- 1‬دقائق ألفا‪:‬ىي نوع ذرات اؽبيليوـ‪ ,‬موجبة الشحنة‪ ،‬تساكم ضعف شحنة االلكرتكف‪ ,‬كيبكن إيقاؼ‬

‫مسار أشعة ألفا بواسطة قطعة من الورؽ‪ ,‬كلكن لومت االستنشاؽ من أخبرة اؼبادة اليت تشع منها دقائق‬

‫ألفا‪ ,‬أك بلعها كدخوؽبا إُف اعبسم نتيجة كجود جرح بو‪ ,‬فإهنا تكوف مؤذية جدان‪.‬‬

‫‪- 2‬دقائق بيتا‪ :‬ىي إلكرتكنات سالبة أك بوزكتركنات موجبة‪ ,‬كال يبكن إيقاؼ دقائق بيتا بواسطة قطعة‬

‫الورؽ‪ ,‬كيبكن إيقاؼ سرياف ىذه األشعة بواسطة قطعة من اػبشب‪ ,‬كقد تسبب أذل جسيم إذا‬

‫اخرتقت اعبسم‪.‬‬

‫‪- 3‬أشعة غاما‪ :‬ىي إشعاع كهركمغناطيسي أبمواج قصرية جدان‪ ,‬من أخطر أنواع اإلشعاعات كؽبا قوة اخرتاؽ‬

‫عالية جدان‪.‬‬

‫‪- 4‬أشعة إكس‪ :‬تتكوف من موجات تشبو اؼبوجات العوئية‪ ,‬كىي أقصر منها كربمل طاقة أكرب‪ ,‬كؽبذه‬

‫األشعة القدرة على اخرتاؽ اعبسم‪ ,‬خصوصان األجزاء اللحمية فيو‪ ,‬كتستطيع األشعة السينية اليت ربمل‬

‫طاقة قليلة نسبيان‪ ،‬أف تسبب حركقان يف اعبلد عند التعرض لكميات منها‪.‬‬

‫‪- 5‬األشعة النرتكنية‪ :‬ىي أشعة جسيمية تتكوف من النرتكنات اؼبقذكفة من النواة الذرية خبلؿ عملية‬

‫االنشطار‪ ,‬كال ربمل شحنة كهربائية‪ ,‬كسبتلك قدرة عالية على اإلخرتاؽ‪ ,‬تسبب أضرارانكبرية عند اخرتاؽ‬

‫أنسجة اعبسم‪.‬‬

‫(‪ )1‬مصطفى ؿبمد هبراف‪ :‬الطاقة النووية نظرة إلى المستقبل‪ ,‬دار الكتب‪ ,‬صنعاء‪ ,2006,‬ص‪.103‬‬
‫(‪ )2‬حسن طيفور عكرمة‪ :‬أسلحة الدمار الشامل – ج‪ ,1‬مركز الدراسات االسرتاتيجية‪ ,‬دمشق‪ ,2009 ,‬ص ‪.86‬‬
‫‪- 57 -‬‬
‫اإلشعاع غير المؤين‪ :‬مثل اإلشعاعات الكهركمغناطيسية كمنها موجات الراديو كالتلفزيوف كموجات الرادار‬
‫كاؼبوجات اغبرارية ذات األطواؿ اؼبوجبة القصرية كاؼبوجات دكف اغبمراء كاألشعة فوؽ البنفسجية كالعوء العادم‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مصادر النفايات اإلسرائيلية وتصنيفها‬
‫أووً‪ -‬مصادر النفايات اإلسرائيلية‪:‬‬
‫إف مصادر النفايات كثرية يف "إسرائيل"‪ ,‬فهي إما ناذبة عن نفايات صناعات صلبة أك سائلة أك غازية‬
‫كغريىا‪.....‬‬
‫أما مصادر النفايات اؼبشعة اإلسرائيلية فإف مصادرىا تتنوع كفقان لنوع العمليات التصنيعية اليت تنجم عنها‬
‫تلك النفايات‪ ،‬كمن تلك اؼبصادر‪:‬‬
‫ؿبطات القول النوكية‪ ,‬كصبيع عمليات كمراحل دكرة الوقود النوكم‪ ,‬كاستخراج اػبامات النوكية مثل اليورانيوـ‬
‫كالثوريوـ‪ ,‬كاستخداـ النظائر اؼبشعة يف البحث العلمي كيف الصناعات كالتعدين كالزراعة‪ ,‬كالطب النوكم دبا‬
‫(‪)1‬‬
‫فيو التشخيص كالعبلج‪ ,‬كإنتاج العقاقري كاؼبصادر اؼبشعة‪.‬‬
‫كعلى الرغم من أف صبيع األنشطة اؼبرتبطة هبذه اؼبصادر يتولد عنها نفايات‪ ,‬إال أف حجم ىذه األنشطة‬
‫ىبتلف من دكلة ألخرل‪ ,‬ففي حني توجد صبيع األنشطة اؼبذكورة يف الدكؿ الصناعية النوكية – كمنها "إسرائيل"‬
‫– تكاد ال زبلو دكلة نامية من صبيع أك معظم األنشطة الثبلثة األخرية‪.‬‬
‫انياً‪-‬تصنيف النفايات اؼبشعة‪:‬‬
‫ليس ىناؾ تصنيف دكِف موحد للنفايات اؼبشعة‪ ,‬ألف ذلك يعتمد إُف حد كبري على أنظمة كل دكلة‪ ,‬كعلى‬
‫اؼبعايري اليت استخدمت كأساس لتعريف النفايات اؼبشعة‪ ,‬كما يعتمد كذلك على مدل تطور الصناعة النوكية يف‬
‫تلك الدكلة كحجم األنشطة كنوعها‪.‬‬
‫كبالنظر إُف "إسرائيل" فإف ىناؾ تطورانكبريان يف الصناعة النوكية كحجمها كنوعها بالرغم من سرية برناؾبها‬
‫النوكم كنفاياهتا السامة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫كمن العوامل اليت تدخل يف تصنيف النفايات اؼبشعة اإلسرائيلية ما يلي‪:‬‬
‫‪- 1‬نوع النويدات اؼبشعة كتركيزىا يف النفايات‪.‬‬
‫‪- 2‬العمر النصفي للنويدات اؼبشعة‪.‬‬

‫(‪ )1‬خالد ؿبمد السليماف‪ :‬النفايات النووية‪ ,‬ؾبلة كلية اؼبلك خالد العسكرية‪ ,‬السعودية‪ ,‬العدد ‪.2003 ,75‬‬
‫(‪ )2‬ؾبدم كامل‪ :‬األسرار النووية‪ ,‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.200‬‬
‫‪- 58 -‬‬
‫‪- 3‬اغبالة الفيزيائية للنفايات من حيث السيولة كالصبلبة كالغازية‪.‬‬
‫‪- 4‬طرؽ اؼبعاعبة كاغبفظ‪.‬‬
‫‪- 5‬احتماؿ االنتشار يف البيئات اجملاكرة‪.‬‬
‫‪- 6‬مصدر النفايات‪.‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫كيبكن تصنيف النفايات اؼبشعة حسب مايلي‪:‬‬
‫أ ‪-‬نفايات ذات مستول إشعاعي و‬
‫عاؿ‪ :‬كىي النفايات اؼبشعة الناذبة عن الوقود النوكم اؼبعاًف أك‬
‫اؼبستنزؼ كتتميز بأهنا ذات أعمار طويلة‪ ,‬كينبغي حفظها يف مطامري دائمة‪ ,‬كيف تكوينات‬
‫جيولوجية مستقرة‪.‬‬
‫ب ‪-‬نفايات ذات مستول إشعاعي متوسط‪ :‬كتنتج عن عمليات إنتاج اك استخداـ بعض النظائر‬
‫اؼبشعة‪ ,‬كىنا يؤخذ باغبسباف نوع اإلشعاع الصادر كالعمر النصفي للمادة كظبيتها‪.‬‬
‫ج‪ -‬نفايات ذات مستول إشعاعي منخفض‪ :‬كتشمل صبيع النفايات اليت ال تدخل ضمن‬
‫التصنيفني السابقني‪ ,‬كتشكل اعبزء األكرب من النفايات اؼبشعة‪ ,‬حيث تصل يف بعض األحياف‬
‫إُف ما اليزيد عن ‪ %70‬من إصباِف النفايات‪ ,‬كتنتج بشكل أساسي من استخداـ النظائر ك‬
‫اؼبصادر اؼبشعة يف الطب‪ ,‬كالبحث العلمي‪ ,‬كالتطبيقات الصناعية مثل‪ :‬صناعة اؼببلبس‪,‬‬
‫كالقفازات‪ ,‬كاغبقن كأدكات التنظيف كالوسائل اليت ربتوم على موادمشعة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع النفايات اإلسرائيلية‬
‫تعد فلسطني جزءن من منطقة اؽببلؿ اػبصيب الذم يطلق عليو ببلد السمن كالعسل‪ ,‬ػبصوبتو‪ ,‬كإنتاجيتو‪,‬‬
‫غري أف "إسرائيل" قامت بسلسلة من اإلجراءات كاؼبمارسات أدت إُف هتديد اغبياة العامة يف اؽببلؿ اػبصيب‬
‫(‪)2‬‬
‫بشكل عاـ كاغبياة يف فلسطني بشكل خاص‪ ,‬كفيما يلي أبرزىا‪:‬‬
‫‪- 1‬استخداـ اؼبركبات كخاصة الثقيلة منها‪ ,‬كاليت تستخدـ من قبل اإلحتبلؿ اإلسرائيلي‪ ،‬حيث تقوـ بتدمري‬
‫الغطاء النبايت كتدىور البيئة‪ ،‬من خبلؿ اؼبلوثات اليت تنبعث منها‪ ،‬كغالبان ماتتكوف من جزيئات الرصاص‪،‬‬
‫كأكاسيد النرتكجني‪ ،‬كاؽبيدرككربونات‪ ،‬كأكؿ أكسيد الكربوف‪ ،‬كثآف أكسيد الكربيت‪.‬‬

‫أضبد إبراىيم ؿبمود‪ :‬تعاظم التهديد النووي اإلسرائيلي‪ ,‬صحيفة األىراـ اؼبصرية‪ ,‬العدد ‪.2003/10/20 ,42382‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪ )2‬دكؼ حنني‪ :‬أحمر‪ -‬أخضر (عالقة تكامل)‪ ,‬كراسة حوؿ األزمة البيئية‪ ,‬ترصبة أؾبد شبيطة‪ ,‬إصدار اؼبكتب الربؼبآف للنائب‬
‫دكؼ‪.2007 ,‬‬

‫‪- 59 -‬‬
‫‪- 2‬قطع أشجار الغابات بسبب الزحف العمرآف على اؼبناطق اػبعراء‪ ،‬كذلك إلنشاء اؼبستعمرات‬
‫اإلسرائيلية‪ ،‬كألسباب اقتصادية – كاف لو أكرب األثر على تدمريالتنوع اغبيوم‪ ،‬كعلى زيادة نسبة ثآف أكسيد‬
‫الكربوف يف اؽبواء كنقصاف األكسجني‪.‬‬
‫‪- 3‬الرعي اعبائر كالذم ترتب نتيجة سياسة إغبلؽ اؼبناطق من قبل "إسرائيل" أماـ الفلسطينيني ‪ ,‬فبا جعل‬
‫مساحات األراضي اؼبتاحة للرعي صغرية‪ ,‬كبالتاِف ساعد يف انقراض الكثري من النباتات كتفاقم ظاىرة التصحر‪.‬‬
‫‪- 4‬استنزاؼ اؼبوارد اؼبائية‪ ,‬فبا يهدد بتلوث األحواض اؼبائية اعبوفية‪ ,‬ىذا باإلضافة إُف نقص يف اؼبياه البلزمة‬
‫لتطوير الزراعة‪ ,‬فبا ساىم يف ازدياد التصحر‪.‬‬
‫‪- 5‬خطر تلوث الطبقات األرضية كاؼبياه اعبوفية ألجياؿ عديدة‪ ,‬خصوصان يف مواقع التخلص من اؼبخلفات‬
‫كالنفايات اؼبشعة‪ ,‬الناذبة عن اؼبفاعبلت النوكية كإشعاعها (مفاعل ديبونا)‪.‬‬
‫حيث أف معظم اغباكيات كاؼبستوعبات اؼبستعملة للتخلص من اؼبخلفات النوكية اؼبشعة‪ ،‬ذات عمر يرتاكح‬
‫بني ثبلثني كطبسني عامان يف اغباالت القصول‪.‬‬
‫ىذه األسباب كلها جعلت من البيئة الفلسطينية كما هباكرىا من األرض العربية احملتلة‪ ,‬مهددة بتناقص‬
‫مكونات اغبياة فيها‪ ,‬نتيجة ازدياد نسب اؼبلوثات كالنفايات على اختبلفها‪ ,‬كخطرىا على اإلنساف كالنبات‬
‫كاغبيواف‪ ,‬مع أخذ العلم أف فلسطني كما هباكرىا‪ ،‬سبييز بتنوع حيوم ىائل‪ )( ,‬كبتعدد للنظم اؼبناخية‪ ,‬كوهنا مركز‬
‫إلتقاء القارات الثبلت (آسيا كأكركبا ك إفريقيا )‪.‬‬
‫لذلك من العركرم التعمق أكثر يف معرفة معوقات اغبياة على األرض الفلسطينية كمؤثراهتا‪ ،‬من خبلؿ‬
‫التعرؼ على النفايات اإلسرائيلية كأنواعها‪.‬‬
‫كمن أنواع النفايات اإلسرائيلية السامة ما يلي‪:‬‬
‫أووً‪ -‬النفايات الناتجة عن استخدام المبيدات‪:‬‬
‫لقد أحدثت اؼببيدات ثورة يف عاَف الزراعة‪ ,‬حيث ساعدت على زيادة اإلنتاج الزراعي بدرجة كبرية‪ ,‬فبا أدل‬
‫إُف استخداـ اؼببيدات بشكل مكثف بالرغم فبا ربويو من مواد خطرة على البيئة كالصحة العامة‪.‬‬

‫‪‬‬
‫يبلغ عدد أنواع النباتات الربية فيها حواِف ( ‪ ,)2384‬منها أكثر من (‪ )140‬صنف ال تتواجد يف أم منطقة أخرل يف العاَف‬
‫‪ ,‬كما كيوجد فيها ( ‪ )95‬نوع من الثدييات‪ ,‬ك ( ‪ )6‬أنواع من الربمائيات‪ ,‬ك( ‪ )93‬نوع من الزكاحف ك ( ‪ )470‬نوع من‬
‫الطيور‪ ,‬كتشهد فلسطني أكرب ىجرة للطيور‪ ,‬إذ سبر يف ظباء فلسطني كما هباكرىا سنويان‪ ،‬اؼببليني من الطيور أثناء ىجرهتا من‬
‫الشماؿ إُف اعبنوب‪ ،‬كمن اعبنوب إُف الشماؿ يف فصل الربيع‪.‬‬

‫‪- 60 -‬‬
‫إف اؼببيدات اؼبستخدمة يف فلسطني يتم اغبصوؿ عليها بواسطة "إسرائيل"‪ ,‬كبالتاِف فإف اؼبزارع الفلسطيين‬
‫ي‬
‫يفتقر للمعلومات الكاملة عن تلك اؼببيدات من حيث كمية كأسلوب استخدامها الصحيح‪ ,‬كطرؽ التخزين‪,‬‬
‫كالتخلص من العبوات‪ ،‬كاحتياطات السبلمة كاألمن عند االستخداـ‪ ,‬كذلك بسبب كتابة التعليمات باللغة العربية‬
‫اليت ال يتقنها معظم اؼبزارعني‪ )1( .‬ىذا باإلضافة إُف غياب اإلرشاد الزراعي البلزـ من قبل اؼبؤسسات الوطنية‪ ,‬فبا‬
‫هبعل الرتبة كاؼبزركعات أحيانان عرضة للتلوث كاألمراض اليت تنتقل بدكرىا لئلنساف‪ ،‬الذم هبهل قوانني اؼبواد‬
‫الزراعية كاؼببيدات‪ ,‬كبالتاِف ينتج عدـ توازف يف اؼبواد الكيماكية يف اؼبياه كالرتبة‪ ,‬فبا يعر بالبيئة كمكوناهتا‪.‬‬
‫انياً‪ -‬النفايات الصلبة‪:‬‬
‫إف إنتاج النفايات الصلبة يف ؾبتمع ما‪ ،‬ىو انعكاس كاضح ؼبعدالت االستهبلؾ‪ ,‬كترتاكح إنتاجية الفرد‬
‫الفلسطيين من النفايات الصلبة يوميان ما بني ( ‪ )1 -0،7‬كغ تقريبان‪ ,‬بينما يبلغ معدؿ إنتاج الفرد يف "إسرائيل"‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪ )1.6‬كغ‪ ,‬كيف الواليات اؼبتحدة االمريكية ( ‪ )2.5‬كغ يوميان‪.‬‬
‫إف صبع النفايات يف الدكؿ اؼبتطورة يتم مرة أسبوعيان‪ ,‬أك مرتني يف األسبوع‪ ,‬كالسبب يف ذلك يعود إُف‬
‫مستول الوعي البيئي‪ ,‬كمشاركة اؼبواطنني يف ربمل األعباء اؼبادية مقابل خدمة التجميع‪ ,‬حيث يدفع اؼبواطن‬
‫مقابل كل كيلوغراـ من النفايات‪ .‬كقد أدل ىذا األسلوب إُف ؿباكلة اؼبواطنني التقليل قدر اإلمكاف من كمية‬
‫النفايات الناذبة عن طريق فصلها من أجل إعادة استخدامها كالتقليل من استخداـ اؼبواد اؼبنتجة للنفايات‪.‬‬
‫ىذا باإلضافة إُف كعيو دبواد التغليف‪ ,‬كاىتمامو بتلك اليت يبكن إعادة استخدامها‪ ,‬كالتقليل من استخدامو‬
‫للمواد الببلستيكية‪ ,‬كىذا كلو بسبب تولد القناعة التامة عند األفراد كاؼبؤسسات العامة كاػباصة‪ ،‬بأف اغبل األمثل‬
‫ؼبشكلة النفايات الصلبة يأيت من خبلؿ فصل النفايات من اؼبصدر‪ ,‬كإعادة استخداـ ما أمكن منها‪.‬‬
‫يوجد يف "إسرائيل" (‪ )72‬مكب كبري كقدٔف يف صبيع أكباء الببلد‪ ,‬كييلوث مصادر اؼبياه اعبوفية‪ ,‬حسبما كرد‬
‫من مصادر كزارة جودة البيئة اإلسرائيلية‪ ,‬كاليت حذرت من أف جزءانكبريان من تلك اؼبكبات من شأنو إغباؽ‬
‫األضرار الكبرية ؼبصادر اؼبياه اعبوفية دكف أف ذبد برامج ؼبعاعبة القعية‪.‬‬
‫كتبني أنو خبلفان ؼبواقع القمامة اعبديدة كاليت تعزؿ القمامة عن الرتبة‪ ,‬تقع اؼبكبات القديبة على أرض‬
‫مكشوفة رغم أهنا ال تعمل منذ سنوات طويلة‪ ,‬كخطورهتا تكمن يف أف مياه األمطار اليت هتطل عليها‪ ,‬ذبرؼ‬
‫معها اؼبواد اؼبلوثة‪ ,‬كتتغلغل معها يف باطن األرض‪ ,‬فبا يشكل خطران على اؼبياه الصاغبة للشرب‪.‬‬

‫(‪ )1‬كفيوليت جاد إسحق‪ :‬التنمية البشرية والبيئة في فلسطين‪ ،‬معهد األحباث التطبيقية‪ ،‬القدس‪ ,1997 ،‬ص‪.43‬‬
‫(‪ )2‬اؼبرجع السابق‪ ,‬ص‪.45‬‬

‫‪- 61 -‬‬
‫كأشارت مصادر جودة البيئة إُف كجود ( ‪ )6‬مكبات كبرية حوؿ حوض اؼبعاصر يف حبرية طربيا‪ ,‬كىو اؼبنطقة‬
‫األكثر حساسية يف الدكلة‪ ,‬كىناؾ ( ‪ )22‬مكب قائم فوؽ ؾبمعات اؼبياه اعبوفية الرئيسية‪ ,‬ك ( ‪ )40‬مكب فوؽ‬
‫ؾبمعات مياه جوفية ـبتلفة كثانوية‪ )1( .‬كمن األفعل ربويل ىذه اؼبكبات إُف حدائق عامة أك مناطق مفتوحة‪,‬‬
‫كمعاعبة تلك اؼبواقع يكوف لصاٌف اعبمهور كالبيئة‪ ,‬كيقلل اإلصابة باألمراض‪ ,‬كيبنع تشويو الطبيعة كتلوث البيئة‪.‬‬
‫الثاً‪ -‬النفايات الصناعية‪:‬‬
‫إف صناعة قص اغبجر تعد من الصناعات اغبيوية يف "إسرائيل" كاألراضي العربية احملتلة‪ ,‬حيث ربتاج ىذه‬
‫الصناعة إُف كميات كبرية من اؼبياه‪ ,‬كاليت غالبان ما يذبمع كتيلقى يف اؼبكبات‪ ,‬كاؼبناطق الزراعية الفلسطينية احملتلة‪,‬‬
‫مسببة أضراران بالغة للرتبة كالنباتات‪ ,‬ىذا باإلضافة إُف البقايا الصلبة اليت تيلقى على جنبات الطرؽ كاألماكن‬
‫الزراعية‪.‬‬
‫إف احملاجر اإلسرائيلية سواءان اليت أنشئت أك اؼبراد إنشاؤىا فوؽ أراضي العفة الغربية‪ ،‬تبلغ مساحتها‬
‫اؼبصادرة ما يزيد على ( ‪ )18700‬دكّف‪ ,‬حيث مت مؤخران مصادرة ( ‪ )9685‬دكّف‪ ,‬من أراضي ؿبافظة طولكرـ‪,‬‬
‫(‪)2‬‬
‫كالواقعة يف كادم التنب‪ ,‬إلنشاء ؿبجر إسرائيلي عليها‪.‬‬
‫كتظهر الدراسات اؼبيدانية اؼبتخصصة يف ىذا اجملاؿ‪ ,‬كاليت أعدهتا مؤسسات حكومية كأىلية‪ ,‬أف صبيع‬
‫‪24‬‬ ‫التجمعات السكانية اجملاكرة ؽبذه اؼبنشآت‪ ,‬تعآف من السحب الكثيفة من الغبار اؼبتصاعد يف اعبو ؼبدة‬
‫ساعة يوميان‪ ,‬حيث كشفت سجبلت اؼبستشفيات يف اػبليل أف ازديادان ملحوظان طرأ يف حاالت السرطاف لدل‬
‫السكاف الذين يتنفسوف ىواءاٌ مشبعان بالغبار كاعبسيمات السامة‪ ,‬كاليت تؤدم إُف انتشار أمراض اعبهاز التنفسي‬
‫(‪)3‬‬
‫كسرطاف الرئة‪ ,‬خصوصان بني األطفاؿ الذين يعيشوف يف ؿبيط احملاجر كالكسارات‪.‬‬
‫رابعاً‪ -‬النفايات الطبية‪:‬‬
‫تعد النفايات الطبية من أخطر اؼبلوثات البيئية إذا َف يتم التخلص منها بالشكل السليم‪ ,‬كيتم التخلص من‬
‫النفايات الطبية اػبطرة يف العفة الغربية كقطاع غزة‪ ,‬إما عن طريق اغبرؽ‪ ,‬فبا يؤدم إُف تلوث اؽبواء بالعناصر‬
‫الثقيلة كالزئبق كالرصاص‪ ,‬أك عن طريق التخلص منها بواسطة حاكيات النفايات‪ ,‬حيث يذبمع مع ـبلفات اؼبنازؿ‬
‫اض‪ ,)4‬كيف مطلع‬‫(‬
‫لتنتهي يف اؼبكبات العامة‪ ,‬تاركة اجملاؿ إُف العبث دبحتوياهتا مع ما ربملو من أخطار يف نقل األمر‬

‫(‪ )1‬تقرير كزارة البيئة اإلسرائيلية‪ 72 :‬مكب قدٔف يهدد اؼبياه اعبوفية يف صبيع أكباء الببلد‪ ,‬حيفا( مكتب االرباد)‪,‬‬
‫‪. 2005/5/30‬‬
‫(‪ )2‬كفيوليت جاد اسحق‪ :‬التنمية البشرية والبيئة في فلسطين‪ ،‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.56‬‬
‫(‪ )3‬صحيفة كفا‪ :‬اػبليل‪.2003/12/26 ,‬‬
‫(‪ )4‬كفيوليت جاد اسحق‪ :‬التنمية البشرية والبيئة في فلسطين‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.65‬‬
‫‪- 62 -‬‬
‫العاـ ‪ 2004‬مت تزكيد مشفى أروبا اغبكومي حبارقة خاصة باؼبخلفات الطبية‪ ،‬كما مت إحعار أربع حارقات‬
‫أخرل يف قطاع غزة‪.‬‬
‫كما بينت كزارة البيئة اإلسرائيلية‪ ,‬انبعاث كميات كبرية من أكسيد اإلثيلني‪ ,‬اؼبسبب للسرطاف من اؼبركزين‬
‫الطبيني (رمباـ )يف حيفا‪ ,‬ك ( ىليل يافيو ) يف اػبعرية‪ .‬كحسب الوزارة‪ ,‬إف ىذه الكمية اؼبنبعثة من ىذين‬
‫اؼبشفيني تتجاكز الكمية اؼبتعارؼ عليها بآالؼ النسب اؼبئوية‪ ,‬حيث كصلت الكمية يف (رمباـ) إُف‬
‫(‪)34.3‬ملغم‪ ,‬كيف (ىليل يافيو) إُف ( ‪ )29‬ملغم‪ ,‬أما الكمية الطبيعية ألكسيد اإلثيلني اؼبسموح بانبعاثها يف‬
‫(‪)1‬‬
‫اعبو هبب أال تتجاكز (‪ )5‬ملغم للمرت اؼبكعب الواحد‪.‬‬
‫كىذا ما يؤكد عدـ اكرتاث "إسرائيل" بالتلوث البيئي كاألمراض اؼبزمنة اليت قد تصيب السكاف الفلسطينيني‬
‫كتعرض حياهتم للخطر‪.‬‬
‫خامساً‪ -‬النفايات النووية المشعة‪:‬‬
‫كىي تصدر عن ؿبطات الطاقة النوكية كاؼبفاعبلت النوكية كغريىا ‪ ،....‬كىي فعبلت مشعة ربمل يف‬
‫طياهتا‪ ,‬أخطاران بيئية جسيمة‪ ,‬كىي تفرز دكريان‪ ,‬كبصورة عرضية مواد مشعة يف البيئة تعر باإلنساف‪.‬‬
‫إف ما يهدد اؼبنطقة العربية‪ ,‬ىو مفاعل "ديبونا" النوكم اإلسرائيلي منذ عاـ ‪ ,1963‬كالذم ذباكز عمره‬
‫اػبمسني عامان‪ ,‬كتسبب بتسرب إشعاعات نوكية هتدد مبليني من العرب‪ .‬كتتميز القدرة اإلنتاجية للمفاعل بأهنا‬
‫عالية جدان‪ ,‬فبا يعين أف نفاياتو تقدر باألطناف‪ ,‬بعد أف ذباكز عمر اغباكيات الثبلثني عامان ( أم ذباكز عمره‬
‫التشغيلي بسنوات )‪ ,‬كأف مواقع دفن النفايات قريبة من شق جيولوجي يتميز بالنشاط اإلشعاعي‪ ,‬فبا يعين تلوث‬
‫اؼبخزكف اؼبائي باؼبواد اؼبشعة (‪ ,)2‬كىذا بدكره يشري إُف أف نفايات مفاعل "ديبونا" النوكم‪ ،‬تيشكل خطرانكبريان على‬
‫البيئة كاؼبياه يف الشرؽ األكسط‪ ,‬كفبا يزيد األمر تعقيدان‪ ،‬ىو استمرار اإلسرائيليني يف دفن النفايات ككل يف‬
‫حاكيات حديدية قديبة تعآف من التلف كالصدأ‪ ,‬كىذا بدكره يزيد من احتماؿ التلوث يف اؼبنطقة كهتديدىا حمليطها‬
‫اغبيوم‪.‬‬
‫من خبلؿ ما سبق يتبني مدل تعدد النفايات اإلسرائيلية كتنوعها كمدل الكميات الكبرية اليت تطرح‬
‫باؼبقارنة مع سكاف اؼبنطقة الفلسطينيني بالنسبة للكم كالنوع‪ .‬كفبا يزيد األمر تعقيدان‪ ,‬ىو إلقاء ىذه النفايات‬
‫كتوجيهها كبو اؼبياه كاألراضي العربية دكف معاعبة‪ .‬كيزداد أكثر بتطور الصناعة كالتكنولوجيا اإلسرائيلية كخاصة‬
‫النوكية‪ ,‬كبالتاِف ازدياد نفاياهتا النوكية السامة كاػبطرية‪ ,‬كعدـ معاعبتها بالطرؽ الصحيحة‪ ,‬فبا يهدد اؼبناطق العربية‬
‫اجملاكرة كبيئتها بازدياد األمراض اؼبزمنة كاليت تؤدم إُف اؼبوت احملتم‪.‬‬

‫(‪ )1‬صحيفة يديعوت أحرنوت‪.2004/11/24 :‬‬


‫(‪ )2‬مقابلة مع اػببري اإلسرائيلي النوكم مردخام فعنونو‪ :‬قناة اعبزيرة‪.2004/9/1 ,‬‬
‫‪- 63 -‬‬
‫كل ذلك يستوجب ضركرة العمل اعبماعي العريب القائم على بلورة اسرتاتيجية موحدة ؼبواجهة خطر ىذه‬
‫النفايات كالربنامج النوكم اإلسرائيلي باألصل‪ ،‬ألف العمل القطرم غري و‬
‫كاؼ‪ ,‬بل يكاد يكوف معدكمان ؼبواجهة‬
‫ذلك اػبطر كيععف من قدرة العرب‪ .‬كاؼبقصود ىنا بالعمل اعبماعي‪ ،‬ليس ربقيق الوحدة العربية كخلق كياف‬
‫عريب موحد خاضع لقيادة كاحدة‪ ،‬بل ما ىو مطلوب ىو االتفاؽ على اغبد األدْف اؼبتمثل يف التنسيق بني الدكؿ‬
‫العربية‪ ،‬ألف التهديد النوكم اإلسرائيلي ال يشكل هتديدان لؤلمن القطرم فحسب‪ ،‬كإمبا يهدد األمن القومي العريب‬
‫بشكل عاـ‪.‬‬

‫‪- 64 -‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫األساليب المتبعة من قبل "إسرائيل" للتخلص من نفاياتها السامة‬
‫قامت "إسرائيل" بنقل العديد من الصناعات ذات األضرار البيئية من مناطقها إُف مناطق حدكدية‪ ,‬بني‬
‫العفة الغربية كغزة من جهة‪ ,‬كبني "إسرائيل" من اعبهة األخرل‪ .‬كيف أغلب األحياف‪ ,‬كاف الدافع كراء النقل ىو‬
‫شكول السكاف احملليني من أثر تلك الصناعات على حياهتم أك مساكنهم‪ ,‬فكاف أف مت نقل معظمها للمناطق‬
‫‪‬‬
‫اغبدكدية‪ ,‬كليس مصنع (جيشورم) يف منطقة طولكرـ َّإال كاحدان منها‪.‬‬
‫تنتج صبيع ىذه الوحدات الصناعية ـبلفات‪ ،‬منها ما يكوف على شكل سائل أك غازم أك صلب‪ ،‬ك صبيع‬
‫ىذه اؼبخلفات ببل استثناء يتم تصريفها للبيئة الفلسطينية‪ ,‬كبالتاِف فإف اؼبناطق الفلسطينية ىي األكثر تأثران‬
‫باؼبخلفات الصناعية اإلسرائيلية كخاصة القريبة منها‪.‬‬
‫ككمثاؿ على ذلك كليس اغبصر‪ ,‬فقد كجد يف دراسة أعدىا معهد األحباث التطبيقية‪ ,‬حوؿ االنتهاكات‬
‫البيئية اإلسرائيلية يف منطقة الشرؽ األكسط لعاـ ‪ ,2001‬أف اؼبياه العادمة الناذبة عن اؼبنطقة الصناعية (برقاف) يف‬
‫ؿبافظة (سلفيت)‪ ,‬قد تركت على األرض ترسبان للمعادف الثقيلة‪ ،‬كتتعدل عشرات األضعاؼ عن تركيز نفس‬
‫اؼبعادف يف اؼبناطق اجملاكرة‪ ,‬كاليت َف تصلها اؼبياه العادمة ىذه‪.‬‬
‫يتم التخلص من النفايات اإلسرائيلية عن طريق التخزين يف اؼبناجم اؼبهجورة‪ ,‬أك الدفن يف آبار عميقة جدان‪,‬‬
‫أك اغبفظ يف حاكيات معدنية أك خرسانية‪ ,‬كطمرىا يف باطن األرض‪ ,‬أك البحار‪ ,‬أك الدفن يف الصحارل كاؼبناطق‬
‫اعبافة‪ ,‬أك اؼبعاعبة بالتخفيف ‪ ‬قبل الدفن‪ ,‬أك التبادؿ األيوٓف ‪ ,‬أك حفظها يف مستوعبات معدنية أك خرسانية‪،‬‬
‫كرميها يف أعماؽ البحاركاحمليطات‪ -‬يف الشواطئ اللبنانية – كردبا تكوف معاعبة اؼبخلفات اؼبشعة بالتخفيف‬
‫كحفظها يف حاكيات معدنية أك خرسانية كدفنها يف أماكن عميقة ربت سطح األرض‪ ,‬أك أعماؽ البحار‪ ,‬من‬
‫أكثر الطرؽ انتشاران‪.‬‬
‫كىذا ما تلجأ إليو "إسرائيل" للتخلص من نفاياهتا النوكية السامة‪ ,‬لكن حح اآلف ما زالت غري مؤكدة نتائج‬
‫ىذه الطريقة يف اؼبستقبل كتأثريىا يف الرتبة أك اؼبياه اعبوفية‪.‬‬

‫‪ ‬جيشورم‪ :‬اسم مصنع يف منطقة طولكرـ يف فلسطني احملتلة‪.‬‬


‫‪ ‬اؼبعاعبة بالتخفيف‪ :‬كذلك عن طريق معاعبتو باؼباء الذم يقلل من شدة التلوث للنفايات اؼبشعة‪( .‬حبسب اؼبوسوعة الشاملة‬
‫كيكيبيديا)‬
‫‪ ‬التبادؿ األيوٓف أك الشاردم‪ :‬كىو عملية كيميائية وبدث خبلؽبا تبادؿ األيونات‪ ,‬أم تبادؿ الشوارد يف ؿباليل كهرلية (مادة حالة‬
‫كمادة منحلة)‪ ,‬مثبلن بني اؼباء كملح الطعاـ‪ ,‬كيستخدـ التبادؿ األيوٓف يف التنقية كفصل الشوائب من اؼبياه كالسوائل األخرل‬
‫(اؼبوسوعة الشاملة كيكيبيديا)‬
‫‪- 65 -‬‬
‫كينبغي معرفة أف ـباطر اإلشعاع للفعبلت ال تزكؿ باؼبعاعبة‪ ،‬لذا فإف اغباكيات اؼبستخدمة غبفظ ىذا النوع‬
‫من الفعبلت ينبغي أف تكوف مصنوعة من مواد مقاكمة للتآكل أك التلف لفرتات زمنية طويلة سبتد إُف مئات‬
‫السنني‪ .‬كما أف بعض طرؽ اؼبعاعبة تعمل على تركيز اؼبواد اؼبشعة‪ ,‬األمر الذم هبعل اؼبادة اؼبعاعبة أكثر خطورة‬
‫منها عن البداية‪ .‬كذلك سوؼ تتولد ك بصورة مستديبة‪ ,‬حرارة ىائلة ناذبة عن ربلل النظائر اؼبشعة‪ ,‬كىو ما‬
‫هبعلها خطران قائمان يهدد اؼبستوعبات بالتلف كالتخريب يومان ما‪.‬‬

‫كىذا هبعل إمكانية تلوث الطبقات األرضية كاؼبياه اعبوفية خطران قائمان كمستمرأ ألجياؿ عديدة‪ ,‬خصوصان‬
‫يف مواقع التخلص من اؼبخلفات اؼبشعة‪ ,‬كأف معظم اغباكيات كاؼبستوعبات اؼبستعملة للتخلص من اؼبخلفات‬
‫النوكية اؼبشعة ذات عمر يرتاكح ‪ 50-30‬عامان‪ ,‬يف اغباالت القصول‪ ،‬حيث زبرج بعدىا اؼبواد اؼبشعة‪ ,‬كتنتقل‬
‫خبلؿ الرتكيبات األرضية كبواسطة اؼبياة اعبوفية‪ ,‬أك التيارات اؼبائية إذا ما كانت اؼبستوعبات ملقاة يف أعماؽ‬
‫البحر‪.‬‬
‫كيف العقد األكؿ من القرف الواحد كالعشرين‪ ،‬أصبحت اؼبنطقة احمليطة دبفاعل "ديبونا" النوكم اإلسرائيلي‬
‫مهددة بالتلوث النوكم أكثر من ذم قبل‪ ,‬كذلك نتيجة غبصوؿ تسرب من اؼبستوعبات اؼبستخدمة للتخلص من‬
‫اؼبخلفات النوكية اؼبطمورة ربت األرض يف اؼبنطقة العربية القريبة من اؼبفاعل‪ .‬حبسب حسين اغبايك يف كتابو‪,‬‬
‫مفاعل ديبونا كالتلوث يف اؼبنطقة يف ‪ ,2009/9/20‬كمن اؼبؤكد أف شبح خطر التلوث النوكم اإلسرائيلي‬
‫سيظل قائمان ما داـ الكياف الصهيوٓف يرفض الكشف عن منشآتو النوكية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬النفايات المشعة ومستوياتها‬
‫يتوقف تأثري اإلشعاعات على درجة اإلشعاع‪ ,‬كطاقتو‪ ,‬كفرتة التعرض‪ ,‬كنوع كعدد اػببليا اؼبصابة‪ ,‬حيث يتم‬
‫تدمري اػببليا اؼبصابة أك موهتا‪ .‬كما تتأثر اػببليا الوراثية‪ ,‬كتؤدم إُف تشوىات خلقية تستمر لعدة أجياؿ‪ .‬أما‬
‫األمراض اليت تنتج عن اإلشعاعات فكثرية منها‪ :‬الغثياف‪ ,‬تساقط الشعر‪ ,‬العجز‪ ,‬السرطاف‪ ,‬العقم‪ ,‬أمراض‬
‫العيوف‪ ,‬التقرحات اعبلدية‪ ,‬تأثر جهاز اؼبناعة ؼبقاكمة األمراض‪.‬‬
‫كيبكن التخلص من النفايات اؼبشعة حبسب اؼبستويني التاليني‪:‬‬
‫أووً‪ -‬النفايات ذات المستوى العالي‪:‬‬
‫ىناؾ عدة طرؽ مقرتحة غبفظ النفايات ذات اؼبستول اإلشعاعي العاِف‪ ،‬كإضافة إُف أف الكثري منها ال يزاؿ يف‬
‫طور التجربة‪ ,‬فهي باىظة التكاليف‪ .‬كمن ىذه الطرؽ ما يلي‪:‬‬
‫‪- 1‬الدفن يف مطامري دائمة يف أعماؽ ـبتلفة‪ ,‬كيف تكوينات جيولوجية مستقرة‪.‬‬
‫‪- 2‬تغيري الرتكيب الذرم من خبلؿ قذؼ النفايات جبسيمات يف ً‬
‫معجبلت أك مفاعبلت انشطارية‪ ,‬أك‬
‫اندماجية‪.‬‬

‫‪- 66 -‬‬
‫‪- 3‬الدفن ربت اعبليد يف أعماؽ بعيدة ربت احمليط اؼبتجمد‪.‬‬
‫‪- 4‬الطرح يف الفعاء‪.‬‬
‫‪- 5‬الدفن ربت قاع احمليطات‪.‬‬
‫كاعبدير بالذكر أف الدفن يف تكوينات جيولوجية مستقرة‪ ,‬ال يزاؿ ىو الطريقة اليت ربظى باىتماـ كثريين يف‬
‫الوقت اغباضر‪ ،‬كهبب عند تبين ىذه الطريقة األخذ يف اغبسباف عوامل عديدة مثل‪ :‬نوع الصخور‪ ,‬كنشاط‬
‫الزالزؿ يف اؼبنطقة‪ ,‬كالتكونيات اؼبائية اؼبوجودة يف اؼبنطقة أك القريبة منها‪ ,‬باإلضافة إُف العوامل النفسية‪ ,‬كتىقبيل‬
‫الرأم العاـ لوجود مثل ىذه اؼبدافن‪.‬‬
‫انياً‪ -‬النفايات ذات المستوى اإلشعاعي المتوسط والمنخفض‪:‬‬
‫يبكن التخلص من أثرىا اإلشعاعي حسب حالتها سواء أكانت سائلة أـ صلبة حسب ما يلي‪:‬‬
‫‪- 1‬النفايات المشعة السائلة‪:‬‬
‫ربدد عادة اعبهة اؼبختصة باغبماية من اإلشعاع يف كل دكلة‪ ,‬مستول النشاط اإلشعاعي الذم هبب أف‬
‫تصل إليو النفايات اؼبشعة السائلة قبل السماح بإلقائها يف شبكة الصرؼ الصحي العامة‪ ،‬كسبر عملية إدارة‬
‫‪‬‬
‫النفايات اؼبشعة السائلة باػبطوات كاؼبراحل التالية‪ :‬التجميع كاؼبعاعبة‬
‫‪- 2‬النفايات المشعة الصلبة‪:‬‬
‫‪‬‬
‫فيما يتعلق بالنفايات اؼبشعة الصلبة فإهنا سبر باؼبراحل التالية‪ :‬التجميع كالفصل‪ ،‬كاؼبعاعبة اليت تشمل‪:‬‬
‫اؼبعاعبة اؼبؤقتة كاغبرؽ كالدفن‪.‬‬

‫‪( ‬نفايات سائلة) التجميع‪ :‬كيعمل بو يف حالة كوف النفايات اؼبشعة السائلة ذات مستول إشعاعي منخفض‪ ،‬كلكنو أعلى من‬
‫اؼبسموح بو من اعبهة اؼبختصة إللقائو يف شبكة الصرؼ الصحي العامة‪ ,‬فإنو يتم ذبميعها يف أكعية من الببلستيك ذات‬
‫أحجاـ ـبتلفة‪ ,‬أك أكعية زجاجية يف حالة كجود مواد ععوية عالقة‪ ,‬كيتم بعد ذلك القياس الدكرم ؼبستول اإلشعاع‪ ,‬كعند‬
‫كصولو إُف اؼبستول اؼبسموح بو فإنو‪ ,‬يتم تصريف النفايات من خبلؿ شبكة الصرؼ الصحي‪ .‬كعندما يكوف حجم‬
‫النفايات كبري جدان‪ ,‬يتم حفظها يف خزانات متصلة بععها ببعض‪ .‬كعندما يبتلئ أحد اػبزانات يتم ربويل النفايات إُف خزاف‬
‫آخر‪ ،‬كيتم مراقبة اؼبستول اإلشعاعي يف اػبزانات السابقة‪.‬‬
‫اؼبعاعبة‪ :‬يف حالة احتواء النفايات السائلة على نويدات ذات عمر نصفي طويل‪ ,‬فإف ذلك يستدعي معاعبتها‪ ,‬مثل‬
‫التخلص منها‪ ,‬كاؼبعاعبة الكيميائية ىي األكثر شيوعان‪ ,‬كتستخدـ يف معاعبة اؼبياه مثل الرتسيب كالتبخري كالتبادؿ األيوٓف‪,‬‬
‫كتتميز ىذه الطرؽ بكلفتها القليلة كإمكاف معاعبة عدد كبري من النويدات اؼبشعة‪.‬والنويدة المشعة‪ :‬لها نشاط إشعاعي‪,‬‬
‫وىي مصطلح عام يشمل جميع العناصر الكيميائية‪.‬‬

‫‪( ‬نفايات صلبة) أ‪ -‬التجميع كالفصل‪ :‬حيث يتم ربديد مركز للتجميع‪ ,‬ذبلب إليو النفايات الصلبة‪ ,‬كمن مث يتم فرزىا كتصنيفها‬
‫من حيث قابليتها لبلحرتاؽ من عدمو ‪ ,‬كمن حيث قابليتها النكماش اغبجم ‪ ,‬كذلك لتسهيل اؼبعاعبة كاالتخلص ‪ ,‬كما‬
‫يتم فرز تلك اليت ال تزاؿ نشطة إشعاعيان من غريىا ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اؼبعاعبة‪ :‬كتشمل مايلي‪:‬‬
‫ً‪-1‬اؼبعاعبة اؼبؤقتة‪ :‬كذلك يف حالة النفايات اليت تشمل نويدات ذات عمر نصفي قصري‪ ،‬كاليت يبكن حفظها حح كصوؿ‬
‫نشاطها اإلشعاعي إُف اغبد اؼبسموح بو من قبل اعبهة اؼبختصة الختيارىا مادة غري نشطة ‪.‬‬
‫‪- 67 -‬‬
‫إذا كانت النفايات بصفة عامة تشمل ((كل اؼبواد اليت تتخلف من نشاط اإلنساف‪ ،‬كاليت َف يعد ؿبتاجان‬
‫إليها‪ ،‬كإمبا وبتاج بدالن من ذلك إُف التخلص منها‪ ,‬كىي تعترب يف ىذه اغبالة من ملوثات البيئة‪ ,‬إال إذا أمكن‬
‫التخلص منها بطريقة الترتؾ آثاران ضارة))‪ ،‬فإف بعض الدكؿ اؼبتقدمة‪ ,‬كجدت طرقان للتخلص من نفاياهتا بأنواعها‬
‫اؼبتعددة بدكف ترؾ آثار ضارة على بيئتها‪ ,‬كإف كانت يف اؼبقابل تقوـ بتلويث بيئات أخرل تتمثل يف بيئات العاَف‬
‫(‪)1‬‬
‫الثالث‪ ,‬كىو ما يعرؼ بتصدير النفايات من العاَف اؼبتقدـ إُف العاَف النامي ‪.‬‬
‫كتعد النفايات النوكية من أكؿ كأخطر أنواع النفايات اليت تقوـ الدكؿ اؼبتقدمة بتصديرىا للعاَف النامي‪.‬؟؟‬
‫فمع بداية اػبمسينيات من القرف العشرين‪ ،‬بدأ استخداـ الطاقة النوكية يتوسع سواء يف األغراض السلمية أك‬
‫العسكرية‪ ,‬كمن أىم اؼبشكبلت اليت صاحبت ىذا االتوسع‪ ,‬مشكلة التخلص من النفايات النوكية‪ ,‬نظران ألف‬
‫النفايات النوكية‪ ,‬ؽبا طبيعة خاصة تتمثل يف عدـ اختفاء آثارىا السلبية على البيئة كاإلنساف‪ ,‬كحح مع دفنها يف‬
‫مسافات عميقة ربت سطح األرض‪.‬‬
‫لذلك فإف "إسرائيل" أيعان تقارف نفسها مع الدكؿ اؼبتقدمة( كوهنا دكلة نوكية) كتبحث عن حلوؿ إلبعاد‬
‫كدفن نفاياهتا خارج "أرضها" يف األراضي العربية اجملاكرة ؽبا‪ ،‬ضاربة حقوؽ اإلنساف كصحتو كاحمليط اغبيوم‬
‫دبكوناتو عرض اغبائط‪.‬‬
‫أما أين ككيف تدفن "إسرائيل" نفاياهتا النوكية‪ ,‬فإف شركة( كيما كنرتكؿ ) الدامباركية كبالتعاكف مع البنك‬
‫الدكِف‪ ,‬يقرراف أنو يف عاـ ‪ ,1990‬كاف لدل "إسرائيل" (‪)100‬ألف طن نفايات سامة (عاـ كاحد )‪ ,‬كقد‬
‫زبلصت من (‪)48‬ألف طن يف األماكن الرظبية‪ ,‬كَف تستطع ربديد مكاف التخلص من ( ‪)52‬ألف طن‪.‬‬
‫‪ -‬كيتبني من خبلؿ د‪ .‬سفياف التل (‪ ,)‬أف "إسرائيل" يبكن أف تكوف قد انتجت خبلؿ ( ‪ )40‬سنة‪ ,‬دبعدؿ‬
‫(‪)100‬ألف طن سنويان‪ )4( ,‬مبليني طن من ىذه النفايات‪.‬‬
‫فإذا دفنت ( ‪ )%48‬منها‪ ,‬بصورة رظبية‪ ,‬فيبقى ( ‪ ,)%52‬دفنت بصورة غري رظبية‪ ,‬كىذه الكمية تساكم‬
‫(‪)2‬‬
‫(مليوناف كشبانوف ألف )طن‪.‬‬
‫كقد ثبت أف "إسرائيل"‪ ,‬دفنت كتدفن نفاياهتا يف فلسطني احملتلة‪ ,‬كأراضي السلطة كالنقب (‪ ,)‬كيف األردف‪,‬‬
‫كيف مصر (سيناء) كيف سورية (اعبوالف)‪ ،‬كيف لبناف (الشواطئ كاعبنوب)‪.‬‬

‫ً‪ -2‬اغبرؽ‪ :‬يؤدم إُف زبفيض شديد يف حجم ىذه اؼبواد‪ ,‬ك بالتاِف إُف سهولة اغبفظ‪ ,‬إال أف ذلك ال ىبفض من احملتول‬
‫اإلشعاعي الكلي‪.‬‬

‫(‪ )1‬ؾبدم كامل‪ :‬األسرار النووية‪ ,‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.206-200‬‬


‫‪‬‬
‫سفياف التل‪ :‬باحث يف الشؤكف البيئية الدكلية‪.‬‬
‫(‪ )2‬موقع ‪ ,http :\\www.4eco >com‬خاص بأخبار البيئة ‪.2004/10/6 ,‬‬
‫‪- 68 -‬‬
‫كىناؾ تقرير للكنيست اإلسرائيلي يقوؿ‪ :‬إف النفايات تيدفن يف مناطق غري معركفة كبالكثري من السرية‪ ,‬كما‬
‫أهنا تيدفن يف صحراء النقب يف البحر األضبر‪ .‬كما مت اكتشاؼ ( ‪ )223‬برميبلن‪ ,‬فيها مواد مشعة كمسرطنة يف‬
‫منطقة جنني‪ ,‬ك(‪ )29‬برميبلن يف منطقة خاف يونس‪ ,‬ألقاىا اؼبستوطنوف يف مناطق السلطة‪.‬‬
‫كحسب تصريح كزير البيئة الفلسطيين عاـ ‪ ،2004‬فإف "إسرائيل" تدفن نفاياهتا يف األراضي القربية من‬
‫أراضي السلطة‪ ,‬كيف أراضي أردنية كمصرية‪ .‬كيؤخذ بعني اإلعتبار إذباه ؾبرل اؼبياه‪ ,‬حبيث ال ذبرم كبو‬
‫"إسرائيل"‪.‬‬
‫كما مت دفن ( ‪ )50‬ألف طن‪ ,‬نفايات كيماكية كسامة كصناعية يف قطاع غزة‪ ,‬على عمق ( ‪ )30‬ـ‪ ,‬دبساحة‬
‫(‪ )5000‬ـ ‪ 2‬كىناؾ ( ‪)150‬ألف ـ ‪ ,3‬نفايات سامة‪ ,‬مدفونة يف السفوح الشرقية غري التابعة "إلسرائيل"‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كعكس اذباه ؾبرل اؼبياه اعبوفية‪.‬‬
‫كما أشارت القناة اإلسرائيلية الثانية‪ ,‬إُف أنو مت دفن نفايات يف ـبيم الربيج كدير البلح‪ .‬كذلك فقد دفنت‬
‫نفايات حوؿ اػبليل‪ ,‬كقد ظهر ارتفاع كاضح يف حاالت السرطاف يف قرل اػبليل‪ ,‬حيث يف الظاىرية كحدىا‬
‫(‪ )70‬حالة‪ ,‬كما أف ىناؾ ( ‪ )500‬يمراجع سنويان ؼبشفى اغبسني ىناؾ‪ ,‬كتتعرض حاكيات ىذه النفايات للتلف‬
‫كالتآكل كتسرب اإلشعاعات بفعل عوامل الطبيعية كالزمن‪ ،‬كتنتقل اؼبواد اؼبشعة عن طريق التعرض اؼبباشر أك‬
‫السلسلة الغذائية أك اؼبياه‪.‬‬
‫كيبدك أف "إسرائيل" قد اختارت الطريقة السهلة للتخلص من نفاياهتا النوكية‪ ,‬بدفنها يف األراضي العربية‬
‫احملتلة‪ ،‬ألف اتباعها معايري السبلمة الدكلية باىظة الثمن‪ ،‬باإلضافة إُف صغر حجم الكياف الصهيوٓف‪ ،‬كبالتاِف فإف‬
‫طريقة زبلص "إسرائيل" من النفايات النوكية يف اعبوالف السورم مثرية للمخاكؼ‪ ،‬فالطريقة اليت دفنت فيها تلك‬
‫النفايات غري سليمة‪ ,‬ألف عمرىا الزمين ال يتعدل عدة عقود تتصدع فيها الغرؼ اإلظبنتية اؼبسلحة‪ ,‬نتيجة‬
‫العوامل الطبيعبية كاؼبناخية‪ ,‬كبالتاِف تسرب اؼبواد اؼبشعة‪ ,‬حيث تنقل إُف الطبقات األرضية بواسطة اؼبياه اعبوفية‪,‬‬
‫فبا قد ينتج عنو تسرب اليورانيوـ اؼبنعب (‪ ,)2‬كىي من أخطر اؼبواد اؼبشعة اليت تسبب مرض السرطاف كغريه من‬
‫األمراض الكبدية كالتشوه اػبلقي كتلوث مصادر اؼبياه‪.‬‬

‫‪‬‬
‫كفبا يذكر أنو قبل زيارة (يوسي سريد) كزير البيئة اإلسرائيلي السابق‪ ,‬للتحقيق يف أمر إخفاء النفايات النوكية يف منطقة مفاعل‬
‫"ديبونا"‪ ,‬قاؿ أحد العماؿ اؼبصابيني‪ :‬لقد نزلت إُف اعبرف اعبغرايف‪ ,‬كمهدت األرض‪ ,‬كطمرت النفايات كاؼبلوثات السامة‬
‫بطبقة ترابية مث زرعنا األشتاؿ‪ ,‬كعندما جاء الوزير‪ ,‬رأل كل شيء نظيف‪.‬‬

‫(‪ )1‬موقع ‪ ,http :\\www.4eco >com‬خاص بأخبار البيئة‪.2004/10/6 ,‬‬


‫(‪ )2‬صحيفة اغبياة‪" :‬إسرائيل" توزع أقراصان ضد اإلشعاعات‪ ,‬العدد ‪ ,15472‬حزيراف ‪.2005 ,‬‬
‫‪- 69 -‬‬
‫كمن العركرم معرفة أف "إسرائيل" قامت يف بداية العاـ ‪ ,2009‬بإنشاء أنفاؽ أرضية يف مدينة حيفا‬
‫الساحلية االسرتاتيجية‪ ,‬اليت تعم العديد من اؼبنشآت االسرتاتيجية‪ ,‬ال سيما مصفاه البرتكؿ كغريىا من اؼبصانع‬
‫(‪)1‬‬
‫الكيماكية كأنابيب النفط‪ ،‬كذلك خشية تعرضها لقصف صاركخي يف أم حرب مقبلة‪.‬‬
‫كيف السياؽ ذاتو‪ ,‬عقد يف معهد اؽبندسة التطبيقية اإلسرائيلية (التخنيوف)‪ ,‬يف حيفا مؤسبران دكليان حوؿ إقامة‬
‫أنفاؽ منفردة جبوار الشوارع يف ـبتلف أكباء "إسرائيل"‪ ,‬دبشاركة كزير البَّن التحتية (بنيامني بن اليعازر) دكف أف‬
‫يكشف عن اؽبدؼ من ىذه األنفاؽ‪.‬‬
‫كتبقى السرية كالتكتم اإلسرائيلي على العديد من مواقع مكبات التفايات‪ ,‬شعاران كأساسان حح ال ينكشف‬
‫للرأم العاـ‪ ,‬باإلضافة إُف سيطرة اعبيش على ىذه اؼبناطق كاؼبواقع‪ ,‬حيث يشكل ذلك خطورة ربوؿ دكف‬
‫الكشف اؼبيدآف عن ىذه اؼبكبات‪ ,‬إال أف بعض السكاف من مناطق ـبتلفة‪,‬كاف يبلغ عن قياـ اعبيش بتطويق‬
‫منطقة معينة‪ ,‬كتأيت سيارات خاصة تنقل ىذه النفايات‪ ,‬كيتم إخفاء ىذه اؼبواد‪ ,‬دبواد إظبنتية شبيهة بالصخور‪,‬‬
‫(‪)2‬‬
‫حح يصعب التعرؼ عليها‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التخلص من النفايات النووية اإلسرائيلية‬
‫يوجد يف "إسرائيل" قسم الرتخيص كالسبلمة يف عبنة الطاقة الذرية اإلسرائيلية‪ ,‬كمهمة ىذا القسم‪ ,‬التفتيش‬
‫على"السبلمة" الذرية يف اؼبراكز ك اؼبنشآت الذرية‪ ,‬كعلى سبلمة معاعبة النفايات اإلشعاعية يف "إسرائيل"‪ ,‬كتقدٔف‬
‫اؼبشورة لسلطات الدكلة يف ىذا اجملاؿ‪.‬‬
‫كتفرض عبنة الطاقة الذرية تكتمان تامان على كل ما يتعلق دبسألة النفايات الذرية اليت تعترب من أكثر اؼبسائل‬
‫حساسية‪ ,‬نظران ألنو يبكن من خبلؿ اؼبعطيات حوؿ ىذه اؼبسألة‪ ,‬استنتاج كمعرفة ما يتم إنتاجو بالتحديد يف‬
‫اؼبفاعل النوكم‪ ,‬كحبسب تقديرات خاصة ػبرباء أجانب‪ ,‬يبكن اإلفرتاض أف مفاعل "ديبونا"‪ ,‬أنتج خبلؿ أربعني‬
‫عامان من عملو منذ عاـ ‪ 1963‬حح عاـ ‪ ،2004‬كبو (‪ )8000‬ـ‪ ,3‬من النفايات النوكية اؼبشعة ( ما يعادؿ‬
‫(‪)3‬‬
‫سعة حواِف ((‪50‬ألف ))برميل نفط معيارم )‪.‬‬
‫كبالتاِف فإف "إسرائيل" تسعى جاىدة للتخلص من النفايات النوكية ؼبفاعل "ديبونا" يف التجمعات السكنية‬
‫العربية مبتعدة عن التجمعات اإلسرائيلية‪.‬‬

‫(‪ )1‬صحيفة فلسطني‪ :‬القدس‪.2009/3/13 ,‬‬


‫(‪ )2‬ؾبلة أخبار النقب‪ :‬اػبليل‪.2004/7/6 ,‬‬
‫(‪ )3‬يوسي ميلماف‪ :‬مفاعل "ديمونا" ( أَف وبن أكاف خركجو إُف تقاعد )‪ ،‬صحيفة ىآرتس‪.2005/5/27 ,‬‬

‫‪- 70 -‬‬
‫كىناؾ بعض اإلشارات اؼبقلقة‪ .‬فقد حذر مدير اؼبكتب اإلقليمي لربنامج األمم اؼبتحدة للبيئة ؿبمود‬
‫عبدالرحيم عاـ ‪ ,1999‬من األخطار الناصبة عن اإلشعاعات النوكية الصادرة عن مفاعل "ديبونا"‪ ,‬كقاؿ‪ :‬إهنا‬
‫تؤثر بشكل خطري على حياة اإلنساف يف اؼبنطقة‪ ,‬كلكن الغريب يف األمر أنو َف يتم حبث مسألة األخطار الناصبة‬
‫يتلق شكاكل أك احتجاجات رظبية من الدكؿ‬ ‫عن اؼبفاعل بشكل رظبي‪ ,‬ألف برنامج األمم اؼبتحدة للبيئة‪َ ,‬ف ى‬
‫(‪)1‬‬
‫العربية اجملاكرة ل ػ"إسرائيل" ‪ ,‬باعتبارىا أكثر األطراؼ تعرران من اإلشعاعات النوكية الصادرة عن اؼبفاعل‪.‬‬
‫كىذا ما يعع عبلمة كبرية من الشك كاالستفهاـ حوؿ حقيقة اؼبوقف الرظبي العريب كالسبب كراء ىذا‬
‫التجاىل ألخطار "ديبونا"‪ ,‬علمان أف األردف كاف قد طلب رظبيان من "إسرائيل" عاـ ‪ ,1999‬إغبلؽ اؼبفاعل بعد‬
‫أف تنبهت اغبكومة األردنية لوجود تسرب إشعاعي خطري يف جنوب األردف ناجم عنو ‪,‬كلكن َف يتم تنفيذ خطة‬
‫عمل عربية موحدة يف ىذا الشأف‪.‬‬
‫يف اؼباضي كانت النفايات يربفظ يف حاكيات ضخمة‪ ،‬كتيدفن ربت األرض يف منطقة اؼبفاعل كجوارىا‪ ,‬لكن‬
‫ذبارب ( يف اػبارج ) أثبتت أف النفايات الذرية تتسبب يف تآكل يؤدم إُف تصدع يف اغباكيات‪ ,‬ما يؤدم‬
‫بالنتيجة إُف تسرب النفايات كتلويث ؿبيطها‪ ,‬دبا يف ذلك مصادر اؼبياه‪ .‬كقد أبدل أععاء اللجنة الربؼبانية‬
‫اإلسرائيلية اػباصة‪ ،‬اىتمامان خاصان دبسألة معاعبة النفايات‪ ,‬كاستمعوا إُف شركحات قيل ؽبم فيها‪ ,‬إنو يف أعقاب‬
‫التقدـ التكنولوجي كاؼبعدات اغبديثة‪ ,‬فإف زبزين كمعاعبة النفايات الذرية أصبح اليوـ آمنان أكثر فبا كاف عليو قبل‬
‫عشرين عامان‪.‬‬
‫لكن الربكفسور (عوزم إيباف ) (‪ ,)‬ييؤكد "بأف اؼبفاعل النوكم خطري‪ ,‬كغريآمن‪ ,‬كهبب إغبلقو خبلؿ فرتة‬
‫قريبة‪ ,‬أك على األقل البدء خبطوات تؤدم إُف إغبلقو (( قبل كقوع الكارثة ))‪ ،‬معيفان أف اؼبفاعل ( خطط لو يف‬
‫األصل أف يعمل ( ‪ )30‬عامان‪ ,‬كلكن مر عليو بالفعل ( ‪)40‬عامان‪ ,‬كذكرت الصحيفة اإلسرائيلية يديعوت أحرنوت‬
‫يف ‪ ,2000/7/9‬مربرةن طلب اإلغبلؽ‪ ,‬أف مفاعبلت نوكية فباثلة يف أرجاء ـبتلفة يف العاَف مت إغبلقها ألسباب‬
‫أمنية‪ ,‬كلتشكيلها خطران على البيئة‪.‬‬
‫كخبلفان ؼبا يعتقده الكثريمن أف اؼبفاعل يف "ديبونا" ال يتعمن خطران مثل ذلك الذم تسبب بو مفاعل‬
‫تشرينوبل الذم انفجر عاـ ‪ ,1986‬لكن كفقان ؼبعلومات نشرهتا مصادر أجنبية‪ ,‬عمل طوؿ السنوات السابقة‪,‬‬
‫بطاقة أعلى بكثري فبا ىبطط يف مفاعبلت مشاهبة‪ .‬كيؤدم التشغيل بطاقة كبرية إُف شيخوخة مبكرة للمفاعل‪,‬‬
‫(‪)2‬‬
‫كؽبذا من العركرم إعادة دراسة النتائج اؼبرتتبة على استمرار عملو"‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬تقرير برنامج األمم اؼبتحدة للبيئة ( يونيب)‪.1999 :‬‬


‫‪‬‬
‫عوزم إيباف‪ :‬ىو أحد كبار العلماء اإلسرائيليني سابقان يف "ديبونا"‪.‬‬
‫(‪ )2‬صحيفة يديعوت أحرنوت‪.2000\7\9 :‬‬
‫‪- 71 -‬‬
‫كللتعرؼ أكثرعلى برنامج اؼبفاعل النوكم "ديبونا" كعملو يف صناعة األسلحة النوكية‪ ،‬ككيفية معاعبة النفايات‬
‫النوكية السامة ( أنظر الملحق رقم ‪ ,) 3‬من أجل دراسة اؼبفاعل النوكم دراسة معمقة كمفصلة‪.‬‬
‫أما خطر التلوث الواضح كالصادر من مفاعل "ديبونا"‪ ,‬فهو ما يطلقو اؼبعمل الكيماكم يف اعبو من غازات‬
‫ملوثة كمشعة‪ ,‬حيث ربمل الرياح السائرة ىذه الغازات‪ ,‬عرب اغبدكد األردنية كاليت تبعد ( ‪ )40‬كم‪ ,‬عن "ديبونا"‪.‬‬
‫كيتم إطبلؽ ىذه الغازات بعد أف تتأكد مصلحة األرصاد اعبوية اإلسرائيلية‪ ,‬أف الرياح هتب يف اذباه األراضي‬
‫(‪)1‬‬
‫األردنية ‪ .‬لكن اغبكومة اإلسرائيلية أدركت كتدرؾ أف استمرار مفاعل "ديبونا" يف اإلنتاج بعد مركر أربعني عامان‬
‫على إنشائو‪ ,‬يشكل خطورة كبرية على اؼبناطق اجملاكرة للمفاعل‪ ,‬بل على منطقة الشرؽ األكسط‪ ,‬كقد أدركت‬
‫السلطات اإلسرائيلية أنبية تسرب اإلشعاعات النوكية‪ ,‬فقامت بتوزيع اغببوب اؼبعادة لئلشعاعات‪ ,‬كؿباكلة‬
‫االعتناء بوضع السكاف الصحي‪ ,‬كلكن إجراءات فباثلة َف تتخذ بالنسبة للدكؿ اجملاكرة‪.‬‬
‫كمن ذلك‪ ,‬فقد حدث تسرب إشعاعي من اؼبفاعل اإلسرائيلي يف ‪ ,2007/12/7‬دفع حراس من اعبنود‬
‫للهرب من مواقعهم‪ ,‬بعدما شاىدكا انتشار (سحابة دخاف أصفر )‪ ,‬غطت منطقة اؼبفاعل‪ ,‬كشعركا حبرقة يف‬
‫عيوهنم‪ ,‬كرائحة مؤذية‪ .‬كمن ناحية أخرل‪ ,‬صرحت كزارة ضباية البيئة اإلسرائيلية أهنا‪ ,‬تلقت شكول حوؿ ابنعاث‬
‫غاز أصفر من مصنع (بريكبلس )‪ ,‬موضحة أف أفراد طاقم اؼبواد اػبطرية التابعة للوزارة‪ ,‬كانوا على اتصاؿ مع‬
‫اؼبسؤكلني يف اؼبصنع (‪ .)2‬كىذا ما يؤكد صحة التقرير الذم بثتو القناة الثانية من التلفزيوف اإلسرائيلي بتاريخ‬
‫‪ ،2003/7/1‬حوؿ حدكث حرائق بشكل يومي يف مفاعل "ديبونا"‪ ،‬كانبعاث غيوـ صفراء سامة داخل اؼبفاعل‪،‬‬
‫فبا أدل لوفاة عشرات العماؿ بالسرطانات‪ ،‬كأف اؼبياه الثقيلة اؼبشبعة بالنفايات النوكية قد تسربت إُف جرؼ‬
‫(‪)3‬‬
‫جغرايف طبيعي‪ ،‬باإلضافة لتسربات إشعاعية نتيجة قياـ "إسرائيل" بتجارب نوكية ربت األرض‪.‬‬
‫فبا زاد يف ارتفاع عدد اؼبصابني بامراض السرطاف يف منطقة الظاىرية‪ ,‬كجنوب العفة الغربية عمومان نتيجة‬
‫تسرب إشعاعات نوكية من مفاعل "ديبونا" (كما ذكر سابقان)‪ .‬كذلك بسبب تشقق جدراف مفاعل "ديبونا"‬
‫بسبب اؽبزات األرضية اليت أصابت اؼبنطقة‪ ,‬إضافة إُف اىرتاء األجهزة اليت تعمل فيو‪ ,‬حيث مت تشغيل اؼبفاعل‬
‫النوكم دبا يزيد عن طاقتو اؼبعهود هبا ؽبذا النوع من اؼبفاعبلت‪ ,‬حيث مت تشغيل اؼبفاعل يوميان ؼبا يقارب ( ‪)16‬‬
‫عامان يف أكاخر القرف العشرين اؼباضي‪ ,‬كىذا يتناىف مع إجراءات السبلمة النوكية اليت حددهتا ككالة الطاقة النوكية‬
‫بػ ػ ػ (‪ )8‬ساعات فقط‪ ,‬كىذا ما أدل إُف تآكل يف البيئة اؼبعدنية اليت تغلق اؼبفاعل بسبب مستول اإلشعاع العاِف‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫كالنتيجة تقليص عمره اإلفرتاض دبا يزيد عن طبسة عشر عامان‪.‬‬

‫(‪ )1‬فرانك بارنايب‪ :‬القنبلة الخفية‪ ,‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.68‬‬


‫(‪ )2‬نبيل السماف‪ :‬القنبلة النووية بين طهران وتل أبيب‪ ,‬مركز األحباث كالتوثيق‪ ,‬دمشق‪ ,2008 ,‬ص‪146-145‬‬
‫‪(3) www. Alasra. Net 15\1\2010‬‬
‫(‪ )4‬سفياف التل‪ :‬مفاعل "ديمونا"‪ ,‬ؿباضرة يف ؾبمع النقابات اؼبهنية‪ ,‬عماف ‪2005/9/11‬‬
‫‪- 72 -‬‬
‫إف اختيار موقع مفاعل "ديبونا"‪ ,‬كاقرتابو من مركز دفن النفايات عالية اإلشعاعية ؼبسافة كيلو مرت كاحد‪ ,‬ىو‬
‫جريبة خطرية على البيئة كاإلنساف يف اؼبنطقة العربية‪ ,‬كخطأ علمي كبري ارتكبتو القيادة السياسية العلمية البحثية يف‬
‫(‪)1‬‬
‫"إسرائيل"‪ ،‬كذلك لؤلسباب التالية‪:‬‬
‫أووً‪" :‬أقيم مفاعل "ديبونا" يف منطقة غري مستقرة جيولوجيان‪ ,‬ككذلك ىو حاؿ مركز دفن النفايات الذم يبعد‬
‫كيلو مرت كاحد عن جدار اؼبفاعل حيث‪:‬‬
‫‪- 1‬اؼبوقعاف معرضاف لتأثري الزالزؿ حح العيقة منها‪ ,‬نظران لقرهبما من البحر اؼبيت‪ ,‬كتؤدم ىذه الزالزؿ إُف‬
‫تقصري عمر اؼبفاعل‪ ,‬علمان أف العمر االفرتاضي ؼبفاعل "ديبونا" ىو ثبلثوف سنة‪ ,‬كيبكن أف يعمل طبس سنوات‬
‫إضافية أخرل‪ ,‬إذا توافرت لو صيانة فوؽ عادية حيث ابتدأ مفاعل "ديبونا" بالعمل منذ هناية ‪ ,1963‬ىذا اذا مت‬
‫استبعاد تأثري الزالزؿ‪ ,‬فكيف ىو اغباؿ باستمرار العمل باؼبفاعل حح اآلف يف منطقة تتعرض للزالزؿ بشكل‬
‫مستمر‪ ,‬كإُف تفجريات نوكية اختبارية‪ ,‬كىذا ما يقصر عمر اؼبفاعل فعبلن‪ ,‬كيعرضو ؼبخاطر التشققات كالتسرب‬
‫االشعاعي‪ ,‬كاذا ما انفجر وبدث كارثة يف اؼبنطقة كلها‪.‬‬
‫‪- 2‬إف اؼبفاعل النوكم يعآف من ضرر خطري سببو إشعاع نرتكٓف‪ ,‬يؤدم إُف أضرار بالغطاء احملكم اؼبستخدـ‬
‫لسد اؼبفاعل‪ ,‬كىذا يعيق عمل قعباف الكادميوـ اؼبسؤكلة عن تنظيم عمل االنشطار النوكية‪ ,‬كبالتاِف اؼبسؤكلة عن‬
‫تنظيم اغبرارة مع اؼباء الثقيل داخل اؼبفاعل‪ ,‬كاحملافظة على عدـ ارتفاعها إُف الدرجة اليت تؤدم إُف انفجاره‪ ,‬كما‬
‫حدث باؼبفاعل الركسي تشرينوبل‪ ,‬كأكدت ىذه اؼبعلومات‪ ,‬الصور اليت بثها القمر الصناعي (ميكي ‪) 4 -‬عاـ‬
‫‪ ,1989‬كاليت تظهر أف اؼبنشأة تعآف من مشكلة تلوث خطرية‪.‬‬
‫‪ -3‬إف "إسرائيل" رباكؿ أف زبلط النفايات النوكية ذات النشاط اإلشعاعي بالقطراف‪ ،‬كتعبأ يف براميل ؿبكمة‬
‫السد بسعة( ‪ )200‬لرت‪ ،‬كتدفن بالصحراء على بعد كيلو مرت كاحد من "ديبونا"‪ ،‬كاػبطر الكبري ىو أف‬
‫تتسرب اؼبواد اإلشعاعية من الرباميل مع مركر الوقت‪ ،‬كتيل ًوث اؼبياه اعبوفية يف صحراء النقب"‪.‬‬
‫انياً‪" :‬اػبطأ العلمي اآلخر الذم كقع بو اإلسرائيليوف‪ ,‬ىو يف اختيار موقع مفاعل "ديبونا" فوؽ بركة ضخمة من‬
‫اؼبياه اعبوفية‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫فمثبلن لومت أخذ مقطعان لفلسطني من البحر اؼبتوسط إُف هنر االردف‪ ,‬يلوًجد مايلي‪:‬‬
‫‪- 1‬ىناؾ ظبات جيولوجية ـبتلفة للطبقات األرضية‪ ,‬كىذا ما يؤدم إُف اختبلفات ىامة يف الشركط‬
‫اؽبيدركلوجية لفلسطني من جزء يف منطقة‪ ،‬عبزء آخر يف منطقة أخرل‪.‬‬

‫(‪ )1‬أضبد ؾبدم رمعاف‪ :‬تلوث المياه في البحر الميت‪ ,‬رسالة ماجستري (منشورة )‪ ,‬قسم اعبغرافية‪ ,‬جامعة القاىرة‪,2008 ,‬‬
‫ص ‪.72‬‬
‫(‪ )2‬اؼبرجع السابق‪ :‬ص‪26-25‬‬
‫‪- 73 -‬‬
‫السمك بغرب هنر األردف ( اؼبنطقة اليت تدفن هبا النفايات )‪ ,‬كتستمر‬
‫‪- 2‬إف كحدات الصخور سبيل إُف ي‬
‫بالسمك باذباه البحر اؼبتوسط‪ ,‬كإف كحدات الصخور تشققت‪ ,‬كأحدثت الطبقات الربكانية كمتدفقات سطحية‪،‬‬
‫ككأعناؽ بركانية يف اؼبناطق السطحية‪ ،‬كاؼببلحظ كذلك أنو كلما مت االقرتاب من هنر األردف أك البحر اؼبيت‪ ,‬كلما‬
‫اقرتبت اؼبياه اعبوفية من سطح األرض‪ ,‬كىذا يثبت أف مفاعل "ديبونا" القريب من البحر اؼبيت‪ ,‬كالذم ىو امتداد‬
‫طبيعي لنهر األردف‪ ,‬يقع فوؽ خزاف ضخم من اؼبياه اعبوفية‪ .‬كيعين ذلك أف التسرب اإلشعاعي من مفاعل‬
‫"ديبونا" نتيجة نفاياتو اليت تقدر باألطناف‪ ,‬يؤدم إُف التلوث يف اؼبياه اعبوفية يف باطن األرض‪ .‬لذلك عملت‬
‫"إسرائيل" كتعمل بشح الوسائل على التخلص من نفاياهتا النوكية السامة باذباه اؼبناطق الفلسطينية كاؼبناطق العربية‬
‫اجملاكرة حسب اذباه الريح كحركة اؼبياه اعبوفية اليت ال تعرؼ اغبدكد اؼبصطنعة‪ .‬كذلك من أجل القعاء على أكرب‬
‫نسبة من العرب اجملاكرين "إلسرائيل"‪ ,‬كاحملافظة على سبلمة كأمن "مواطنيها"‪.‬‬
‫إف "إسرائيل" تتعمد دفن نفاياهتا النوكية كغريىا بالقرب من اؼبناطق الفلسطينية كالعربية‪ ,‬حح تبعد عن سكاهنا‬
‫األذل‪ ,‬كما إنباؽبا يف اإلفراط يف عمل مفاعل ديبونا كما يسببو من نفايات نوكية سامة يف جوؼ األرض كالصخور‬
‫اؼبتشققة ربتو‪َّ ,‬إال دليبلن كاضحان على مسؤكليتها اؼبباشرة يف تفشي األمراض كتعرض صحة السكاف ؼبزيد من‬
‫األخطار‪ ,‬كبالتاِف هتديدىا اؼبباشر للبيئة العربية‪.‬‬

‫‪- 74 -‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫المناطق الفلسطينية التي تعرضت للنفايات اإلسرائيلية السامة‬
‫تقوـ بعض الدكؿ للتخلص من نفاياهتا السامة بدفنها ربت األرض أك يف قاع احمليطات‪ ،‬كتوضع بعد‬
‫تربيدىا يف باطن األرض بعيدان عن التجمعات البشرية‪.‬‬
‫أما الطريقة اإلسرائيلية فهي خببلؼ ذلك‪ ،‬حيث أشارت مصادر يف ككالة الطاقة الدكلية‪ ,‬كتقارير ؼبنظمات‬
‫ضباية البيئة الدكلية‪ ,‬بأهنا تدفن نفاياهتا يف أراض عربية ؿبتلة مأىولة بالسكاف يف فلسطني كاعبوالف السورم احملتل‬
‫كاغبدكد األردنية كاؼبصرية كاللبنانية‪.‬كسيتم توضيح ذلك الحقان‪.‬‬
‫كابتكرت "إسرائيل" استخدامان لنفاياهتا‪ ،‬كىو تصنيع بعض األسلحة العسكرية اليت تطلق من صواريخ ؿبملة‬
‫بالطائرات‪ ,‬كقنابل تقذؼ عن قرب‪ ,‬أك من مدافع الدبابات‪ ,‬ربوم مادة اليورانيوـ اؼبنعب‪ ,‬حبسب مركز دمشق‬
‫للدراسات النظرية كاغبقوؽ اؼبدنية لعاـ ‪.2004‬‬
‫لقد استخدمت "إسرائيل" األراضي الفلسطينية كالعربية احملتلة‪ ،‬طواؿ سنوات احتبلؽبا‪ ،‬كملجأ للتخلص من‬
‫نفاياهتا اػبطرية أكثر من ( ‪)50‬موقعان‪ ،‬األمر الذم يعرض األراضي العربية احملتلة ألخطار ىذه النفايات‬
‫بشكل مباشر كغري مباشر‪ ،‬إذ تتعرض األراضي الفلسطينية كالعربية احملتلة للغازات السامة اؼبنبعثة من اؼبصانع‬
‫اإلسرائيلية القريبة من اغبدكد بفعل الرياح‪ ,‬كبالفعل سجلت العديد من حاالت تسريب النفايات اػبطرة يف‬
‫األراضي الفلسطينية‪ ،‬كما حدث على سبيل اؼبثاؿ عاـ ‪ ,1987‬حيث يدفنت نفايات صلبة خطرة يف‬
‫أراضي قرية (عزكف ) قرب قلقيلية‪ ,‬كاكتشاؼ كميات من بقايا كيماكيات سامة بالقرب من قرل عزكف‬
‫كجيوس كغريىا ‪ ....‬كذلك اكتشفت ( ‪ )250‬برميبلن‪ ،‬ربتوم على مواد سامة مهربة من "إسرائيل" إُف قرية‬
‫أـ التوت يف جنني‪ ,‬كذلك حبسب موقع فلسطني برس يف ‪.2005/2/25‬‬
‫كمثل ىذه النفايات اػبطرة اؼبهربة كاؼبدفونة يف األراضي الفلسطينية كالعربية احملتلة‪ ,‬تعطي مؤشران لتزايد بعض‬
‫األمراض الغامعة‪ ,‬كأمراض السرطاف اليت تزايدت بشكل ملحوظ يف اؼبناطق اليت مت الكشف عنها دبعدؿ يزيد‬
‫عما ىو موجود يف البلداف اجملاكرة‪ .‬كىذا يدؿ على كجود كميات كبرية من النفايات اؼبشعة من خبلؿ تأثريىا يف‬
‫اؼبنطقة‪ ،‬حيث تيعد "إسرائيل" الدكلة السادسة عاؼبيان يف قعية تأثري اؼبواد اؼبشعة بالنسبة لعدد السكاف‪ ,‬كرباكؿ‬
‫بصناعاهتا العسكرية النوكية‪ ,‬استعماؿ األراضي الفلسطينية كالعربية احملتلة‪ ,‬كمواقع فيها‪ ,‬كمكبَّات كمقابر لنفاياهتا‬
‫النوكية كإشعاعاهتا‪.‬‬

‫‪- 75 -‬‬
‫إف كل ما تعرضت لو األراضي الفلسطينية احملتلة للنفايات من قبل "إسرائيل" ىي بالطبع سامة‪ ,‬كلكن إما‬
‫أف تكوف ناذبة عن مصادر صناعية كطبية كزراعية كغري ذلك‪ ,‬أك أف تكوف ناذبة عن مفاعبلت نوكية سامة‪.‬‬
‫كبالتاِف سيتم تناكؿ النوعني كل على حدل‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المناطق الفلسطينية التي تعرضت للنفايات السامة المختلفة (غير النووية)‪:‬‬
‫تعد منطقة ( برقاف )‪ ,‬من أكرب اؼبناطق الصناعية اإلسرائيلية داخل العفة الغربية‪ ,‬حيث تقوـ منذ مدة‬
‫طويلة بتفريغ ـبلفاهتا السائلة دبا ربتويو من ملوثات خطرية على البيئة كالصحة العامة كاؼبياه اعبوفية يف الوادم‬
‫القريب‪.‬‬
‫كقد أدل ىذا إُف تلوث الوادم‪ ,‬كظهور الركائح الكريهة‪ ,‬كييقدر كجود ما يزيد على ( ‪ )80‬مصنع يف منطقة‬
‫(برقاف )‪ ,‬حيث يتم تفريغ ما يقارب ( ‪ )800‬ألف مرت مكعب سنويان‪ ,‬من اؼبياه العادمة الصناعية غري اؼبعاعبة يف‬
‫(‪)1‬‬
‫الوادم‪.‬‬
‫أما اؼبخلفات الصلبة الناذبة عن ىذه اؼبناطق الصناعية‪ ,‬كاليت تتعمن بدكف أدْف شك‪ ,‬ـبلفات خطرة‬
‫كسامة‪ ,‬يتم التخلص منها يف مواقع التخلص من اؼبخلفات اؼبنزلية الصلبة يف اؼبناطق الفلسطينية‪ ,‬كاليت ىي أساسان‬
‫تفتقر ألم مقاييس بيئية‪.‬‬
‫كعلى الرغم من أف التقارير اؼبتوافرة عن ىذه الظاىرة غري كاضحة‪ ,‬فإف الدالئل تشري إُف أف السلطات‬
‫اإلسرائيلية‪ ,‬أك على األقل جهات معينة فيها‪ ,‬تتبع أسلوب مدمر للبيئة الفلسطينية‪ ,‬كذلك بتسهيل هتريب‬
‫ـبلفات كيماكية كطبية‪ ,‬أك غريىا سامة أك ضارة إُف اؼبناطق الفلسطينية كدبساعدة حفنة من ضعفاء النفوس‬
‫الفلسطينيني‪.‬‬
‫كىناؾ العديد من اغباالت اليت مت الكشف عنها يف مناطق السلطة الوطنية‪ ,‬ناىيك عن اغباالت اليت يتم‬
‫كشفها‪ ,‬فقد مت اكتشاؼ ( ‪ )29‬برميبلن‪ ،‬من النفايات اػبطرة يف منطقة خاف يونس قاـ اؼبستوطنوف بإلقائها يف‬
‫(‪)2‬‬
‫مناطق السلطة الوطنية‪.‬‬
‫كيف حادثة أخرل مت التحقق من طبيعة بعض النفايات‪ ,‬كجدت أهنا ربوم ـبلفات الصناعات العسكرية‬
‫كبعض اؼبواد اؼبشعة كاؼبواد اؼبسرطنة‪ ,‬كترفض السلطات اإلسرائيلية تطبيق ميثاؽ (بازؿ ) الذم وبظر على الدكؿ‬
‫األععاء نقل أم مواد خطرة إُف أراضي دكلة أخرل حبجة أف اؼبناطق الفلسطينية َف يعرتؼ هبا كدكلة بعد‪.‬‬
‫كتتخلص "إسرائيل" حاليان من ـبلفاهتا اػبطرة يف منطقة ( رامات حوفاؼ ) الواقعة يف صحراء النقب‪ ,‬كاليت‬
‫تعآف من مشاكل بيئية كبرية تتعح من خبلؿ معاناة السكاف ىناؾ من الركائح الكريهة‪.‬‬

‫‪(1) http;\\ Gawlan. org‬‬ ‫‪20\12\2003‬‬


‫(‪ )2‬معهد األحباث التطبيقية‪ :‬تقرير بعنواف النتهاكات البيئية اإلسرائيلية يف منطقة الشرؽ األكسط‪ ,‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 76 -‬‬
‫كما كىناؾ زبوؼ بني األكساط اإلسرائيلية‪ ,‬من احتماؿ تلوث اؼبياه اعبوفية يف اؼبنطقة باؼبواد اػبطرة‪ ,‬ىذا‬
‫(‪)1‬‬
‫باإلضافة إُف تلوث الرتبة احمليطية يف اؼبوقع‪.‬‬
‫كيف قطاع غزة يدفن اإلسرائيليوف حواِف(‪)50‬ألف طن‪ ،‬من النفايات الكيماكية السامة كالصناعية على عمق‬
‫(‪)30‬ـ‪ ،‬دبساحة ( ‪)5000‬ـ‪ ،2‬حيث سرقوا الرتبة الزراعية‪ ,‬كنقلوىا إُف داخل "إسرائيل"‪ ,‬مث دفنوا مكاهنا‬
‫نفايات صناعية‪ .‬أم أف ىناؾ ( ‪)150.000‬مرت مكعب من النفايات السامة‪ ,‬كىذا رقم كارثي‪ ,‬ك "إسرائيل" ال‬
‫تتأثر بو‪ ،‬ألنو عكس اذباه ؾبرل اؼبياه اعبوفية‪.‬‬
‫كيف العفة الغربية فإف معظم ما يتم دفنو‪ ,‬ىو باذباه سفوح اعبباؿ الشرقية‪ ,‬ألهنا تعد ضمن األراضي التابعة‬
‫لنفوذ اإلحتبلؿ اإل سرائيلم ‪ ,‬بعكس السفوح الغربية‪ ,‬فاؼبناطق الشرقية أصبحت اآلف ملوثة دببيدات كيماكية‪.‬‬
‫كذلك مت اكتشاؼ بعض األجهزة الصغرية اؼبوجودة يف طائرات اؽبيلو كبرت اليت تعبط عمل اؼبركحة‪ ,‬كؽبا مهاـ‬
‫تقنية أخرل‪ ,‬حيث تزكد الطيار ببعض اؼبعلومات‪ ,‬كىذه األجزاء لو تعرض ؽبا شخص‪ ,‬أك عبث هبا األطفاؿ‪ ,‬من‬
‫(‪)2‬‬
‫اؼبمكن أف تؤدم إُف الوفاة‪ ,‬أك يصاب اؼبتعرض ؽبا دبشاكل يف الدـ‪ ،‬أك اعبينات نتيجة اؼبواد اؼبشعة‪.‬‬
‫كيف مدينة اػبليل تبني كجود شحنة نفايات إسرائيلية تقدر حبواِف ( ‪ )80‬برميل‪ ،‬ك ( ‪ )120‬برميل يف‬
‫(العيزرية ) قعاء القدس احملتلة‪ ,‬عبلكة على ذلك‪ ,‬فقد أدخلت قوات االحتبلؿ شحنو مكونة من ( ‪)2500‬‬
‫يجرعة مشعة‪ ,‬كفور فحصها مت التأكد من أهنا ربوم إشعاعات‪ ,‬ككانت قادمة من إيطاليا على منت سفينة‪,‬‬
‫كعندما اكتشفت كزارة البيئة اإلسرائيلية أف حدة اإلشعاع الذم ربتويو الشحنة أعلى أربع مرات من اغبد اؼبسموح‬
‫(‪)3‬‬
‫بو دكليان‪ ،‬مت ربويلها كبطرؽ غري شرعية إُف مدينة غزة‪.‬‬
‫لقد تبني من خبلؿ اعرتاؼ كبار خرباء البيئة اإلسرائيليني‪ ,‬أف السلطات اإلسرائيلية تدفن كبو( ‪ )80‬طنان من‬
‫النفايات النوكية كالكيماكية شديدة اػبطورة‪ ,‬يف مناطق العفة الغربية كغزة‪ ,‬خاصة قرب اؼبدف الكربل‪ :‬نابلس‬
‫كاػبليل كغزة‪ ,‬يف سياؽ سياسة تلويث فبنهجة كمتعمدة‪ ,‬بدأت منذ بدء احتبلؿ ىذه اؼبناطق يف حزيراف من العاـ‬
‫‪ ,1967‬لتدمري اغبياة اجملتمعية الفلسطينية‪ ,‬كدفع أكرب عدد من الفلسطينني‪ ,‬إُف اؼبنايف للخبلص من ظركؼ‬
‫معيشة تكاد اغبياة تستحيل يف ظلها‪ .‬ىذا التلويث اؼبتعمد لتلك األراضي الفلسطينية‪ ,‬أدل إُف تشعب النفايات‬
‫النوكية ربت السطح‪ ,‬كتدمري خبليا الرتبة‪ ,‬كجعلها غري صاغبة للزراعة‪ ,‬أك لبلستخداـ اآلدمي أك اغبيوآف‪ ,‬فبا دمر‬
‫مساحات كاسعة جدان من األراضي الزراعية‪ ,‬كأتلف احملاصيل كأضر باغبيوانات‪.‬‬

‫(‪ )1‬معهد األحباث التطبيقية‪ :‬اإلنتهاكات البيئية اإلسرائيلية يف منطقة الشرؽ األكسط‪ ,‬القدس‪.2001,‬‬
‫(‪ )2‬اؼبركز الصحفي الدكِف‪ :‬لقاء خاص مع د‪ .‬يوسف أبو صفية‪ ،‬كزير سلطة جودة البيئة‪ ،‬غزة‪.2002،‬‬
‫(‪ )3‬اؼبرجع السابق‪.‬‬
‫‪- 77 -‬‬
‫ليعاؼ ىذا التدمري إُف اقتبلع قوات اإلحتبلؿ أكثر من نصف مليوف شجرة‪ ,‬من اؼبزارع الفلسطينية بذريعة‬
‫احتياجات األمن اإلسرائيلية‪ ,‬كذبريف مزركعات فلسطينية على مساحات مئات اآلالؼ من اؽبكتارات‪ ,‬كما أف‬
‫التسرب اإلشعاعي قد طاؿ اؼبياه اعبوفية يف العديد من اؼبناطق اؼبكتظة بالسكاف الفلسطينيني الذين يستخدموف‬
‫تلك اؼبياه مصدران كحيدان للشرب‪.‬‬
‫كتتعمد قوات االحتبلؿ اإلسرائيلي إلقاء أجساـ شديدة اإلشعاع ربتوم على اليورانيوـ اؼبنعب بالقرب من‬
‫اؼبخيمات كالتجمعات السكنية الفلسطينية األخرل‪ ,‬لكي تلفت نظر األطفاؿ كتغويهم باللعب هبا‪ ,‬فتسبب فوران‬
‫لكل من يلمسها انفجار األكعية الدموية‪ ،‬كتدفق الدماء من الفم كالعينني كاؼبوت احملتَّم‪.‬‬
‫كمن ذلك فقد قيتل طفل كطفلة هبذه الطريقة فور التقاطهما جسمني من أجساـ غريبة‪ ،‬ألقتهما سيارة‬
‫عسكرية إسرائيلية ضخمة على مشارؼ ـبيم جنني‪ ،‬كعلى ىذا فإف دفن النفايات النوكية كالكيماكية اإلسرائيلية‬
‫‪)35‬ألف فلسطيين‪ ,‬فبا جعلها‬ ‫يف أراضي العفة الغربية كغزة قد أدل حح اآلف إُف كفاة أك إصابة أكثر من (‬
‫(‪)1‬‬
‫أخطر سبلح إسرائيلي هبرم استخدامو ضد الفلسطينني‪ ,‬كأشدىا فتكان‪.‬‬
‫إف حيازة "إسرائيل" لليورانيوـ اؼبنعب ليست جديدة‪ ،‬فطائرة شركة طرياف العاؿ اإلسرائيلية‪ ,‬كاليت اصطدمت‬
‫يوـ ‪ 1992/10/4‬بإحدل البنايات بعد تزكدىا بالوقود يف مطار أمسرتداـ اؽبولندم أثناء رحلتها من نيويورؾ‬
‫إُف تل أبيب‪ ,‬كانت ربمل كمية كبرية من اليورانيوـ اؼبنعَّب‪ ,‬كمادة أكلية لصنع غاز األعصاب ( أشهر األسلحة‬
‫الكيماكية ىي دام ميثيل فسفونيت )‪ .‬كقد استخدمت "إسرائيل" اليورانيوـ اؼبنعب من خبلؿ قذائف طائرات‬
‫أباتشي ككوبرا العمودية‪ ،‬كقذائف الدبابات صابرا اؼبماثلة للدبابة اليت أطلقت على ذبمعات الفلسطينيني‪ ،‬كذلك‬
‫يف يوـ ‪ .2000/11/28‬كقد صبع أععاء كفد ااؼبعهد العاؼبي اؼبعركؼ باسم(معهد العمل‪ -‬أكشن)‬
‫برئاسة(فلوندرز)‪ ،‬عينات من بقايا القذائف كالصواريخ اليت ربتوم على اليورانيوـ اؼبنعب لتحليلها يف مراكز‬
‫أصرت على مصادرة تلك العينات لدل تفتيش أععاء‬ ‫ـبتصة يف أكركبا‪ ،‬لكن السلطات العسكرية اإلسرائيلية ى‬
‫(‪)2‬‬
‫الوفد يف مطار بن غوريوف‪.‬‬
‫كَف يقتصر األمر على استخداـ معتمد للنفايات النوكية سبلحان ضد السكاف الفلسطينني‪ ,‬كإمبا امتد إُف‬
‫اؼبتعمد للسكاف الفلسطينني‪.‬‬
‫استخداـ منهجي مدركس للنفايات الصناعية كغريىا‪ ,‬لئليذاء َّ‬
‫"إسرائيل" إُف أراضي العفة‬ ‫حيث قررت اغبكومة اإلسرائيلية أكؿ مرة نقل النفايات اليت تتجمع داخل‬
‫"إسرائيل" استخداـ تلك األراضي‬ ‫الغربية يف عاـ ( ‪ , )1967‬على الرغم من أف القانوف الدكِف وبظر على‬

‫(‪ )1‬معهد الشؤكف العامة حملاربة االنتهاكات يف اؼبناطق الفلسطينية‪ ،‬تقرير بعنواف‪ :‬نفايات يف اؼبناطق الفلسطينية‪،‬‬
‫‪.2005/5/18‬‬
‫(‪ )2‬كاركؿ كلياـ‪ :‬صحيفة لوس أقبلوس تايبز‪.2001/1/5 ،‬‬
‫‪- 78 -‬‬
‫ألغراض التعود بالنفع على السكاف الفلسطينيني‪ ,‬حيث كاف اػبرباء يف شؤكف التلوث كفساد البيئة قد حذركا من‬
‫استخداـ مقالع ؾبورة يف (كيدكـ ) بالقرب من مدينة نابلس‪ ,‬كموقع لدفن النفايات ألف ىذا يلوث مياه الشرب‬
‫يف تلك اؼبنطقة‪ .‬كرباكؿ "إسرائيل" دبوجب خطة معدة‪ ,‬زبزين ما يزيد على عشرة أطناف من النفايات اليت يتم‬
‫صبعها كل شهر من منطقيت( داف ك شاركف) بالقرب من تل أبيب ( أكرب ذبمع سكآف إسرائيلي)‪ ،‬كدفنها قرب‬
‫نابلس ( أكرب ذبمع سكآف فلسطيين يف العفة الغربية)‪ ،‬كتنفذ اػبطة شركة ( باؾ باركف ) الصناعية التابعة جمللس‬
‫مستوطنات "كيدكـ كشومركف ككارنيو مشومركف"‪.‬‬
‫كتنقل إُف ىذا اجملمع نفايات زبرج من ؿبطة "حادارٔف"‪ ,‬اليت تديرىا شركة ( ‪ ,)DSH‬اؼبملوكة من عائلة‬
‫"فالينسي" اإلسرائيلية‪ ,‬برتخيص كتسهيبلت من السلطة اإلسرائيلية‪ ،‬على الرغم من أف ىذا اؼبشركع ىبرؽ القوانني‬
‫الدكلية‪ ,‬كىبرؽ القوانني كاألنظمة اليت كضعتها كزارة البيئة اإلسرائيلية‪ ,‬كعبنة اؼبياه اإلسرائيلية ‪ .....‬سوؼ تتلوث‬
‫(‪)1‬‬
‫اؼبياه اعبوفية اؼبوجودة يف أسفل اؼبنطقة اعببلية‪ ،‬اليت تشكل أكرب خزاف مياه طبيعي يف العفة الغربية‪.‬‬
‫لقد قامت السلطات اإلسرائيلية يف بدايات العقد األكؿ من القرف الواحد كالعشرين اغباِف‪ ,‬بدفن كمياة‬
‫ضخمة من النفايات السامة كالكيماكية يف كبو طبسني موقعان يف العفة الغربية كغزة‪ ,‬منها موقع جنوب مدينة‬
‫اػبليل‪ ،‬طردت سكانو البدك‪ ,‬كمنعت الدخوؿ إليو أك التجوؿ قريبان منو‪ ,‬بعدما دفنت فيو حاكيات ضخمة مغلقة‪.‬‬
‫كذلك مت افتعاح أمر عبوء سلطات االحتبلؿ اإلسرائيلي كقواتو إُف تسميم آبار اؼبياه يف العديد من القرل‬
‫الفلسطينية‪ ,‬أك تلويثها دبواد كيميائية ـبتلفة‪ ،‬الختبار منتجات مصانع األسلحة الكيميائية اإلسرائيلية‪ .‬حيث‬
‫تسببت بنشر إصابات بالعقم أك بالشلل‪ ,‬أك االضطرابات اؽبعمية‪ ،‬أك االضطربات التفسية‪ ,‬بني سكاف القرل‬
‫اليت مت تلويث مصادر اؼبياه فيها‪.‬‬
‫بتعمد إلقاء أطعمة أطفاؿ فاسدة أك ملوثة‪ ,‬دبا فيها‬
‫كما هبب اإلشارة إُف تكرار قياـ قوات االحتبلؿ ي‬
‫حلول لؤلطفاؿ‪ ,‬كرقائق البطاطا (تشيبس )‪ ,‬كعلب عصري‪ ,‬تتسبب بتسميم األطفاؿ الذين يلتقطوهنا كيتناكلوهنا‪.‬‬
‫فمثبلن‪ ,‬مت ربليل مواد غذائية‪ ,‬ألقتها كحدات عسكرية إسرئيلية يف ؿبيط قرييت رمانة كالطيبة الفلسطينيتني‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫القريبتني من مدينة جنني يف شهر شباط عاـ ‪ ,1999‬فثبت فسادىا كتلوثها‪.‬‬
‫كذلك يتهدد خطر اؼبوت آالؼ األسر الفلسطينية‪ ,‬كخاصة يف جنوب العفة الغربية‪ ,‬نتيجة غاز الرادكف‬
‫اؼبشع‪ ,‬إضافة إُف ارتفاع نسبة التلوث البيئي يف منطقيت جنوب اػبليل كصحراء النقب بعد أف حولتهما سلطات‬
‫االحتبلؿ اإلسرائيلي إُف مكب للنفايات النوكية من "ديبونا" ك"ناحاؿ سوريك"‪ ,‬كربديدان شوائب اليورانيوـ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ديفيد راتنري‪ :‬صحيفة ىآرتس‪.2005/5/17 ،‬‬


‫(‪ )2‬ؾبدم كامل األسرار النوكية‪ :‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪214‬‬
‫‪- 79 -‬‬
‫إف خارطة غاز الرادكف اؼبشع ترتكز بصورة مرتفعة يف اؼبناطق الواقعة شرقي مدف اػبليل كبيت غبم كالقدس‬
‫كراـ اهلل‪ ,‬كقد ذباكز تركيز الرادكف يف تلك اؼبناطق ( ‪ )10‬آالؼ بيكريل لكل مرت مكعب‪ ,‬بل كصل يف بعض‬
‫اؼبناطق إُف ( ‪ )50‬الفان‪ ,‬علمان أف مستول الرادكف اؼبقبوؿ يف الواليات اؼبتحدة األمريكية يف داخل اؼببآف ىو‬
‫(‪ )200‬بيكريل‪ ,‬كيف أكركبا (‪ )150‬بيكريل‪.‬‬
‫كيينتىج غاز الرادكف اؼبشع الذم اللوف لو كالرائحة‪ ,‬يف أماكن مكبات النفايات كاإلشعاعات كخاصة النوكية‪،‬‬
‫كىبرتؽ اؼببآف كيرتاكم على مستول األرضيات يف الغرؼ ذات التهوية العيقة‪ ,‬كقد يؤدم التعرض عبرعات كبرية‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ )%5‬من اغباالت إُف سرطاف الدـ‪.‬‬ ‫منو لفرتات فبتدة‪ ،‬إُف اإلصابة بسرطاف الرئة‪ ,‬كيف (‬
‫كبفعل التأثريات الصحية كالبيئية اؼبدمرة‪ ,‬الناذبة عن تلويث "إسرائيل" لؤلجواء كاألراضي الفلسطينية باإلشعاع‪،‬‬
‫أصبحت حياة األطفاؿ الفلسطينيني عامة‪ ,‬كيف منطقيت اػبليل كغزة خاصة‪ ,‬مباحة ؼبعاكؿ التدمري اإلشعاعي‬
‫اإلسرائيلي‪ ,‬كذلك بعد أف حولت "إسرائيل" منطقيت جنوب اػبليل كصحراء النقب إُف مكب للنفايات النوكية‪,‬‬
‫كربديدان شوائب اليورانيوـ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المناطق الفلسطينية التي تعرضت للنفايات النووية السامة‪:‬‬
‫بعد سقوط نظاـ جنوب إفريقيا العنصرم‪ ،‬مت نقل كميات كبرية من األسلحة كاؼبواد اؼبشعة اليت كانت زبزهنا‬
‫الواليات اؼبتحدة األمريكية يف إفريقيا إُف الدكلة العربية لدفنها ربت األرض يف منطقة قرية زكريا‪ ،‬كىي قرية ؿبتلة‬
‫(‪)2‬‬
‫عاـ ‪ ،1948‬كتقع بني القدس كبيت شيمش‪.‬‬
‫كذلك ىبزف الكياف الصهيوٓف سبلحو النوكم يف مناطق أخرل مثل خليج حيفا كجبل عيلبوف كبيت‬
‫شيمش‪ ،‬معرتفان بأف "إسرائيل" لن تكوف الدكلة األكُف اليت تدخل السبلح النوكم إُف الشرؽ األكسط‪ ،‬كأف‬
‫"إسرائيل" معنية دبنع انتشار مثل ىذه األسلحة كفق معايريىا كمعايري الواليات اؼبتحدة األمريكية بعد أف يتغري‬
‫(‪)3‬‬
‫الشرؽ األكسط‪!!...‬‬
‫لقد بات الشارع الفلسطيين يهتم أكثر ليس فقط باألخطار البالغة اليت تنجم عن مفاعل "ديبونا" كتسرباتو‬
‫اإلشعاعية منذ إنشائو عاـ ‪ ،1963‬كإمبا أيعان بدفن "إسرائيل" نفاياهتا النوكية يف األراضي الفلسطينية كالتسبب‬
‫بأمراض ال حصر ؽبا لسكاف ىذه األراضي يف مقدمتها‪ :‬سرطاف الدـ‪ ,‬الذم تقوؿ التقارير إنو يستفحل كبصفو‬
‫خاصة يف قرل ؿبافظة اػبليل‪ ,‬كربديدان مناطق الظاىرية‪ ,‬كالسموع‪ ,‬كيطا‪ ,‬كمناطق النقب الصحراكم‪ ,‬كالقرل‬
‫اجملاكرة‪ ,‬فبا أدل إُف ارتفاع نسبة العقم إُف ما نسبتو ‪ , %62‬كالسبب يف ذلك ىو اإلشعاعات النوكية‪ ،‬لقرب‬

‫(‪ )1‬موقع منارة‪ :‬آالؼ األسر الفلسطينية يتهددىا اؼبوت‪2003/12/29 ,‬‬


‫)‪(2‬‬ ‫‪http;\\ www.beth lehem. Com‬‬ ‫تلفزيوف بيت غبم ‪2\6\2004‬‬
‫(‪ )3‬ؿبمد عواد‪ :‬ؾبلة الصنارة‪ ،‬القدس‪2003/7/4 ،‬‬
‫‪- 80 -‬‬
‫اؼبنطقة من مفاعل "ديبونا"‪ ,‬كلوجود العديد من مكبات النفايات النوكية ىناؾ (‪ ,)1‬فعبلن عن عدـ كجود حواجز‬
‫إظبنتية توضع حوؿ اؼبفاعل أك اؼبكب‪ ,‬لصد ىذه اإلشعاعات‪ ،‬األمر الذم قد ىبفف أثرىا‪ ,‬لكن الىبفيها هنائيان‬
‫‪.....‬‬
‫كترفض "إسرائيل" ازباذ االجراءات العركرية لفحص اإلشعاعات يف اؼبنطقة‪ ,‬فيما تبني أف مادة السيزيوـ‬
‫‪ 137‬اؼبشعة‪ ,‬موجودة يف مناطق غرب الظاىرية بالنسبة نفسها لتلك اؼبوجودة يف اؼبناطق اليت تقع على بعد‬
‫(‪) 30‬كم من مفاعل تشرينوبل يف اإلرباد السوفيييت السابق (‪ ,)2‬بعد تسرب اإلشعاعات منو عاـ ‪ ,1986‬ما‬
‫أدل إُف كارثة بشرية كربل‪.‬‬
‫كذلك يقوـ مفاعل (ناحاؿ سوريك ) بدفن نفاياتو النوكية بالقرب من قرية (صوريف) غرب مدينة اػبليل‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫األمر الذم أدل إُف تلويث اؼبياه اعبوفية يف اؼبنطقة‪.‬‬
‫َف يكتف اإلحتبلؿ الصهيوٓف بتلويث اؼبنطقة الفلسطينية بنفاياتو السامة اؼبختلفة‪ ،‬كإمبا طاؿ ىذا التلوث‬
‫اؼبناطق العربية اجملاكرة‪ ،‬ليؤثر على صحة اؼبواطنني الفلسطينيني كالعرب اجملاكرين‪ .‬كبناءان على ذلك‪ ،‬فقد ازبذ‬
‫(‪)‬‬
‫على اإلسرائيليني‬ ‫‪ ،2004/6/26‬يقعي بتوزيع أقراص (األلغوؿ )‬ ‫الكنيست اإلسرائيلي قراران بتاريخ‬
‫أنفسهم‪ ،‬كحرـ منها العرب القريبني من مفاعل "ديبونا"‪ ،‬ك يرٌك ىج ؽبذه األقراص بأهنا ربمي سكاف اؼبنطقة من‬
‫(‪)4‬‬
‫السرطانات اليت تسببها اؼبواد اإلشعاعية‪.‬‬
‫أما الدكؿ العربية كمن خبلؿ اؽبيئة العربية للطاقة الذرية‪ ،‬فقد بينت أنو يوجد( ‪ )5‬دكؿ عربية تقوـ باؼبراقبة‬
‫(‪)5‬‬
‫اإلشعاعية للمفاعبلت النوكية اإلسرائيلية‪:‬‬
‫‪ -1‬لبناف‪ ،‬كلديها ؿبطة إنذار مبكر‪.‬‬
‫‪ -2‬مصر‪ ،‬كلديها شبكة تتكوف من ( ‪ )86‬ؿبطة إنذار مبكر‪ ،‬منها ( ‪ )15‬ؿبطة رصد مائية‪ ،‬ك( ‪)15‬‬
‫لقياس العوائق اؽبوائية‪.‬‬
‫‪ -3‬سورية‪ ,‬كلديها (‪ )9‬ؿبطات إنذار مبكر كؿبطتني لقياس العوائق اؽبوائية ك( ‪ )11‬ؿبطة رصد مائية‪.‬‬
‫‪ -4‬السعودية‪ ,‬تتكوف شبكتها من(‪ )23‬ؿبطة إنذار‪ ,‬ك (‪ )5‬ؿبطات لقياس العوائق الكهربائية‪.‬‬

‫(‪ )1‬ؾبدم كامل‪ :‬األسرار النووية‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.169‬‬


‫(‪ )2‬آماؿ شحادة‪ :‬صحيفة اغبياة‪ ,‬لندف‪. 2007/10/17 ,‬‬
‫‪(3) http www. Alasra. Net 15\1\2010‬‬
‫‪( ‬أقراص األلغوؿ)‪ :‬معاد إشعاعي وبمي من سرطانات الغدة الدرقية‪.‬‬
‫(‪ )4‬صحيفة القدس‪ 26 :‬أيار ‪.2005‬‬
‫(‪ )5‬نبيل السماف‪ :‬القنبلة النووية بين طهران وتل أبيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.146‬‬
‫‪- 81 -‬‬
‫‪ -5‬األردف‪ ,‬تتكوف شبكتها من ( ‪ )14‬ؿبطة إنذار مبكر ك( ‪ )3‬لقياس األشعة‪ ,‬كلكن ليست كافية اللتقاط‬
‫معلومات تفيد بتسرب إشعاعي‪.‬‬
‫كلكن اؽبيئة طالبت بوضع خطة ؼبواجهة اؼبخاطر اإلشعاعية‪ ,‬يف حاؿ حدكث تسرب نوكم يف اؼبفاعبلت‬
‫اإلسرائيلية‪.‬‬
‫كإذا كاف ال بد من دراسة اؼبناطق العربية احملتلة األخرل اليت تعرضت للنفايات السامة اإلسرائيلية‪ ،‬فإنو‬
‫يستوجب معرفة الكثري من اؼبعلومات‪ ,‬ككشف الكثري من اؼبستور‪ ,‬كالذم ليس باإلمكاف معرفتو‪ ,‬بسبب تعامل‬
‫"إسرائيل" السرم مع ىذا اؼبلف‪ .‬كبالتاِف يبكن إلقاء العوء على بعض اؼبناطق العربية اليت تعرضت للنفايات‬
‫اإلسرائيلية السامة يف سورية‪ ,‬كاألردف‪ ,‬كمصر‪ ,‬كلبناف‪ ,‬كغريىا‪ ,‬يف الفصل التاِف‬
‫فبا سبق ييستنتج أف النفايات اإلسرائيلية السامة اؼبختلفة تساىم يف تدمري اإلنساف كالبيئة الفلسطينية كالعربية‬
‫دكمبا أم تدخل من اجملتمع الدكِف أك حح شكول عربية منظمة كمركزة ذباه التجاكزات اإلسرائيلية اؼبلوثة للبيئة‬
‫تتلق أم طلب مساعدة من البلداف العربية اجملاكرة‬ ‫العربية‪ .‬كىذا ما تؤكده الوكالة الدكلية للطاقة الذرية‪ ،‬بأهنا َف ى‬
‫"إلسرائيل" باستنثناء سورية (حيث مت ذكر ذلك سابقان)‪ – ,‬يف إشارة إُف البلداف اليت تعرضت ػبطر التسربات‬
‫اإلشعاعية من مفاعل "ديبونا" – ليؤكد بعد ذلك مدير الوكالة آنذاؾ(ؿبمد الربادعي)‪ ،‬بأف الوكالة مستعدة‬
‫إلرساؿ بعثات لرصد اإلشعاع على اؼبناطق اغبدكدية اؼبصرية كاألردنية مع "إسرائيل"‪ .‬لذا كاف البد من مراقبة‬
‫"إسرائيل" لتصرفاهتا يف نفاياهتا اؼبشعة‪ ,‬كعدـ دفنها يف األراضي العربية احملتلة‪ ,‬كإرغامها بشكل أك بآخر بالتزامها‬
‫باإلتفاقيات كاؼبعاىدات اليت ربد من االنتشار النوكم كدفن نفاياهتا بطرؽ صحيحة سليمة‪ ,‬دكف االلتفاؼ بشكل‬
‫علين أك سرم على دكؿ اعبوار‪.‬‬

‫‪- 82 -‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫النشاطات النووية والنفايات السامة اإلسرائيلية وخطرىا على البيئة العربية‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم األمن البيئي العربي‬


‫اؼبطلب األكؿ‪ :‬تعريف األمن البيئي العريب‬
‫اؼبطلب اؿثآف‪ :‬الواقع البيئي العريب كأىم معوقاتو‬
‫اؼبطلب الثالث‪ :‬التهديدات النوكية اإلسرائيلية لؤلمن البيئي العريب‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تلويث البيئة داخل األراضي والمياه الفلسطينية‬


‫جراء اؼبفاعل النوكم "ديبونا"‬
‫اؼبطلب األكؿ‪ :‬تلوث البيئة الفلسطينية ٌ‬
‫جراء اؼبلوثات اإلسرائيلية األخرل‬
‫اؼبطلب الثآف‪ :‬تلوث البيئة الفلسطينية ٌ‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تلوث البيئة في األراضي والمياه العربية المحتلة‬


‫اؼبطلب األكؿ‪ :‬التلومث اإلسرائيلي لؤلراضي اؿسورية كاعبوالف السورم‬
‫اؼبطلب الثآف‪ :‬التلومث اإلسرائيلي لؤلراضي األردفية‬
‫اؼبطلب الثالث‪ :‬التلومث اإلسرائيلي لؤلراضي اَفصرية‬
‫اؼبطلب الرابع‪ :‬التلومث اإلسرائيلي لؤلراضي اؿؿبنافية‬

‫‪- 83 -‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫النشاطات النووية والنفايات السامة اإلسرائيلية وخطرىا على البيئة العربية‬
‫لقد تعرضت األراضي الفلسطينية كاألراضي العربية اجملاكرة لكثري من النفايات كاالشعاعات النوكية اإلسرائيلية منذ‬
‫بدايات القرف العشرين اؼباضي كحح الوقت اغباِف بدايات القرف الواحد كالعشرين‪ ,‬ؿباكلة من "إسرائيل" السيطرة‬
‫على اؼبنطقة العربية‪ ,‬كإغباؽ سكاهنا خطر ىذه النفايات كاالشعاعات‪.‬‬
‫فقد عمدت "إسرائيل" قبل كبعد تأسيس "الدكلة" عاـ ‪ ,1948‬إُف قصف القرل الفلسطينية من اعبو‬
‫باؼبواد الكيميائية دبساعدة القوات الربيطانية آنذاؾ‪ ,‬كإُف تسميم مياه الكثري من القرل الفلسطينية بقصد احتبلؽبا‬
‫كمنع سكاهنا من العودة إليها‪ .‬كما قامت القوات اليهودية بنشر الكولريا يف مصر يف تشرين الثآف عاـ ‪.1947‬‬
‫كيف القرل السورية قرب اغبدكد السورية الفلسطينية يف شباط عاـ ‪ .1948‬كذلك قامت إسرائيل باستعماؿ‬
‫‪, 1968‬‬ ‫أسلحة كيميائية( ‪ )CBW‬يف مناسبات عدة يف األراضي الفلسطينية‪ ,‬دبا فيها(عني نديا) عاـ‬
‫‪Karash,‬‬ ‫كقرية(أرتلها) يف عاـ ‪ ,1972‬ك(قبدؿ بين فاضل) عاـ ‪.1978‬حبسب كتاب بني اغبرب السبلـ ل ػ‬
‫‪ Efhvaim‬عاـ‪.1996‬‬
‫‪ ,1982‬باستخداـ غاز‬ ‫كما استعملت األسلحة الكيميائية خبلؿ االجتياح اإلسرائيلي للبناف عاـ‬
‫األعصاب كالقنابل الفوسفورية‪.‬‬
‫كرباكؿ "إسرائيل" يف بدايات القرف الواحد كالعشرين بطريقة غري مباشرة‪ ,‬استمرارىا يف نفي حصوؽبا على‬
‫السبلح النوكم رظبيان‪ ,‬لتخدر العاَف العريب من جديد‪ ,‬بتقادـ مفاعلها النوكم يف "ديبونا"‪ ,‬كالذم يعود بناؤه إُف‬
‫النصف الثآف من القرف العشرين اؼباضي ‪ ,‬حبسب ؿبمد علي السرحاف يف كتابو اللويب الصهيوٓف العاؼبي كاغبلف‬
‫اإلستعمارم ‪ ,2002‬كينفث ملوثاتو كإشعاعاتو على سكاف اؼبنطقة العربية احمليطة دبنطقة النقب‪ ,‬فبا يؤثر سلبان‬
‫على مبو اغبياة الطبيعية يف اؼبنطقة كمهددان بفنائها‪.‬‬

‫‪- 84 -‬‬
‫المبحث األول‬
‫مفهوم األمن البيئي العربي‬
‫إف األمن البيئي يتعامل مع أخطار تتطور ببطء شديد‪ ,‬مقارنة باألخطار العسكرية‪ .‬لذلك‪ ,‬فإف اؼبدل‬
‫الزمين اؼبطلوب لتخطيط سياسات ضباية البيئة طويل جدان‪ ,‬ككذلك نتائج ىذه السياسات‪ ,‬ال تظهر إال يف األجل‬
‫الطويل‪ ,‬فإذا كاف من اؼبمكن لسياسة دفاعية تقوـ على قوة عسكرية مقتدرة كمسلحة بأسلحة عالية التقنية‬
‫كجيدة التدريب‪ ,‬أف تؤيت شبارىا يف فرتة ؿبدكدة يف اغبفاظ على أمن كسيادة الببلد ذباه عدكاف خارجي‪ ,‬فإف‬
‫السياسات الرامية إُف إصبلح طبقة األكزكف قد تستغرؽ ( ‪ )100‬عاـ‪ ,‬للحصوؿ على نتائج‪ ,‬ككذلك السياسات‬
‫اػباصة بإبطاء درجة حرارة األرض‪ ,‬كاليت قد تستغرؽ كقتان أطوؿ من ذلك‪ ,‬كىذه اآلفاؽ الزمنية سبثل عقبة كربل‬
‫يف طريق أكلئك الساعني إُف إدخاؿ األمن البيئي يف عملية صنع السياسات العامة‪.‬‬
‫كيبكن إهباد طرقان أسرع للحصوؿ على األمن البيئي‪ ,‬إذا كانت اؼبشكبلت البيئية ناذبة عن نزاعات‬
‫كصراعات بني دكؿ كمناطق حدكدية‪ ,‬كمنها الصراع على اؼبياه‪ ,‬كالصراع من خبلؿ امتبلؾ االسلحة النوكية (اليت‬
‫كهتديدىا للمنطقة العربية دبلوثاهتا النوكية‬ ‫تؤدم يف النهاية‪ ,‬إُف تلوث البيئة‪ ,‬كما ىو حاصل يف "إسرائيل"‬
‫كنفاياهتا السامة) ‪ ,‬كاستنزافها للمياه كاؼبوارد اؼبائية العربية‪ ,‬كالنزاع القائم على هنر األردف‪ ,‬الذم تتقاسم مياىو كل‬
‫من األردف ك"إسرائيل" كلبناف‪.‬‬
‫كىكذا فإف اذباه األمن البيئي يعطي بديبلن كاضحان للمفهوـ التقليدم بشأف النزاعات الدكلية حوؿ اؼبوارد‬
‫الطبيعية اؼبتجددة‪ ,‬كىذا يعين أف اؼبشكلة الرئيسية ىي كيفية احملافظة على ىذه اؼبوارد كعدـ استنزافها‪ ,‬كذلك‬
‫لتظل قادرة على سد احتياجات البشر مستقببلن‪ ,‬بدالن من ؿباكلة السيطرة على موارد ىي يف طريقها للنعوب‪.‬‬
‫كيف إطار ذلك سيكوف ىناؾ ؿباكلة إللقاء العوء على بعض القعايا اليت يبكن أف توضح بشكل أكرب‬
‫األمن البيئي العريب من خبلؿ‪ :‬تعريف األمن البيئي العريب‪ ,‬ك تناكؿ كاقع البيئة العربية كأىم معوقاهتا‪ ,‬كالتهديدات‬
‫اإلسرائيلية كخاصة النوكية لؤلمن البيئي العريب‪ ,‬باإلضافة إُف االسرتاتيجية كالتدابري البيئية العربية اليت يبكن أف‬
‫تسهم يف الوصوؿ إُف اغبد األدْف من ربقيق أمن بيئي عريب مستقر ‪!!.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف األمن البيئي العربي‬

‫اغبقيقة ما يزاؿ اغبديث عن (أمن بيئي عريب) حديثان‪ ,‬عن أمن يفرتض السعي إليو كإهباده‪ .‬كاغبقيقة أيعان‬
‫إف األمن القومي العريب ما زاؿ مفهومان متحركان‪ ,‬من حيث االتفاؽ على تعريفو كربديده كرسم معاؼبو‪ ,‬كما زالت‬
‫صلتو باألمن القطرم ربيطها ضبابية غائمة‪.‬‬
‫إف األمن القومي العريب كمطلب قومي عريب‪ ,‬يركز على الفكرة القومية‪ ,‬رغم غياب الدكلة العربية الواحدة‬
‫من جهة‪ ,‬كمايسكد األقطار العربية من تناقعات من جهة أخرل‪.‬‬
‫‪- 85 -‬‬
‫فاألمن القومي العريب يتمثل ىنا يف قدرة األمة العربية على ضباية الكياف الذايت العريب‪ ,‬كنظاـ القيم العربية‬
‫التارىبية‪ ,‬اؼبادية كاؼبعنوية‪ ,‬من خبلؿ منظومة الوسائل االقتصادية كالسياسية كالعسكرية‪ ,‬كضبايتها من خطر‬
‫التهديد اؼبباشر أك غري اؼبباشر‪ ,‬خارج اغبدكد(أم دكليان)‪ ,‬أك داخل اغبدكد‪ ,‬بدء ان بالتخلف كحاالت التبعية‪,‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ب "إسرائيل" كهتديدىا للمنطقة العربية سياسيان كاقتصاديان كاجتماعيان كعسكريان كجغرافيان كحيويان‪.‬‬
‫كانتهاءان ػ ػ ػ ػ‬
‫‪ .‬كيبكن من‬ ‫يوجد تعريفات متعددة ؼبفهوـ األمن القومي بشكل عاـ‪ ,‬أكثرىا ينتمي ؼبدارس كمذاىب أجنبية‬
‫خبلؿ ىذه التعريفات الوصوؿ ؼبفهوـ األمن البيئي ‪.‬‬
‫كزبتلف ىذه التعريفات باختبلؼ النظم السياسية كالتيارات الفكرية اؼبنبثقة عنها‪ ,‬كمن ىذه التعريفات‪:‬‬
‫‪- 1‬األمن‪ :‬ىو الطمأنينة‪ ,‬كانتفاء الشعور باػبوؼ‪ ,‬كىو تأمني قياـ الدكلة كاجملتمع ضد األخطار اليت هتددىا‬
‫داخليان كخارجيان‪ ,‬كإنو قدرة الدكلة على ضباية قيمها الداخلية من أم هتديد خارجي (مفهوـ اجتماعي)‪,‬‬
‫كؾبموعة اؼببادئ اليت تفرضها أبعاد التكامل القومي (مفهوـ سياسي)‪ ,‬كىو القدرة العسكرية عل ضباية‬
‫الدكلة كالدفاع عنها ضد أم هتديد خارجي (مفهوـ عسكرم)‪ ,‬كىو تأمني اغبد األدْف لسبلمة احمليط‬
‫(‪)2‬‬
‫اغبيوم للدكلة‪ ,‬كالقدرة على مواجهة ما يهدده من أخطار ؿبيطة بو (مفهوـ بيئي)‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪- 2‬األمن الوطني‪ :‬ىو قدرة األمة على ضباية قيمها الداخلية كمصاغبها الوطنية من التهديدات اػبارجية‪.‬‬

‫‪- 3‬األمن القومي‪ :‬ىو قدرة ا ألمة على مواجهة ليس األحداث أك الوقائع الفردية بالعنف‪ ,‬بل صبيع اؼبظاىر‬
‫اؼبتعلقة بالطبيعة اؼبركبة كاغبادة للعنف ‪ ,‬كذلك مواجهة كل التحديات الداخلية كاػبارجية على كافة‬
‫(‪)4‬‬
‫األصعدة‪.‬‬
‫‪- 4‬األمن العربي‪ :‬ىو ؾبموعة من اإلجراءات اليت يبكن ازباذىا للمحافظة على أىداؼ ككياف كأمن اؼبنطقة‬
‫(‪)5‬‬
‫العربية حاضران كمستقببلن‪ ,‬مع مراعاة اإلمكانيات اؼبتاحة كتطويرىا‪.‬‬
‫‪- 5‬األمن الجماعي‪ :‬ىو العماف الذم تكفل بو ؾبموعة الدكؿ أمن كل دكلة‪ ,‬كسبلمة أراضيها‪ ,‬كتلجأ يف‬
‫(‪)6‬‬
‫سبيل ذلك إُف تنسيق جهودىا اؼبشرتكة‪ ,‬كمنع أم اعتداء على السبلـ الدكِف‪ ,‬أك اإلقليمي‪.‬‬

‫(‪ )1‬ىيثم الكيبلٓف‪ :‬مفهوم األمن القومي العربي‪ ,‬مركز الدراسات العريب األكركيب‪ ,1996 ,‬ص‪.53‬‬
‫(‪ )2‬اإلدارة السياسية‪ :‬األمن القومي‪ ,‬أنبيتو كالتحديات اليت تواجهو‪ ,‬دمشق‪ ,2004 ,‬ص‪.9-8‬‬
‫(‪ ) 3‬اؼبرجع السابق‪ :‬ص‪.9‬‬
‫(‪ )4‬ياسني سويد‪ :‬كيف يتحقق األمن القومي العريب‪ ,‬ؾبلة الوحدة‪ ,‬الرباط‪ ,‬العدد ‪ ,1992 ,88‬ص‪.11‬‬
‫(‪ )5‬ؿبمد فوزم‪ :‬واقع األمن القومي العربي‪ ,‬ؾبلة الوحدة‪ ,‬الرباط‪ ,‬العدد ‪ ,1992 ,88‬ص‪.7‬‬
‫(‪ ) 6‬اؼبرجع السابق‪ :‬ص‪.8‬‬
‫‪- 86 -‬‬
‫‪- 6‬التعريف الذي اقترحتو الجامعة العربية‪ :‬األمن القومي العريب‪ :‬ىو قدرة األمة العربية يف الدفاع عن‬
‫أمنها كحقوقها‪ ,‬كصيانة استقبلؽبا‪ ,‬كسيادهتا على أراضيها‪ ,‬كتنمية القدرات كاإلمكانيات العربية يف‬
‫ـبتلف اجملاالت السياسية‪ ,‬كاالقتصادية‪ ,‬كالثقافية‪ ,‬كاالجتماعية‪ ,‬مستندة إُف القدرة العسكرية‬
‫كالدبلوماسية‪ ,‬آخذة بعني االعتبار‪ ,‬االحتياطات األمنية الوطنية لكل دكلة‪ ,‬كاإلمكانيات اؼبتاحة‪,‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كاؼبتغريات الداخلية‪ ,‬كاإلقليمية‪ ,‬كالدكلية اليت تؤثر على األمن القومي العريب‪.‬‬
‫كإذا ما مت تناكؿ األمن البيئي العريب‪ ,‬فإنو ال يبتعد كثريان عن مفهوـ األمن القومي بشكل عاـ‪ ,‬ألنو يدكر يف‬
‫النهاية ضمن استقرار األمة كتطورىا كتنميتها كبو األماـ‪.‬‬
‫فاألخطار البيئية اليت يتعرض ؽبا أم قطر عريب تصيب بصورة مباشرة أك غري مباشرة األقطار العربية األخرل‪,‬‬
‫ألهنا تتجو يف حقيقة األمر إُف األمة العربية ككل‪ ,‬لتناؿ من الوجود القومي برمتو‪.‬‬
‫فالوجود اإلسرائيلي يبثل هتديدان مباشران من التهديدات البيئية لؤلمن البيئي العريب‪ ,‬كليس ىناؾ قطر عريب‬
‫إلسرائيل"‪ ,‬كالتحرؾ‬ ‫دبنأل عن األخطار البيئية اليت قد تتعرض ؽبا أقطار عربية أخرل‪ ,‬كخاصة دكؿ اعبوار "‬
‫اإلسرائيلي يف اؼبنطقة يؤكد ذلك‪.‬‬
‫فاألقطار العربية كلها‪ ,‬غنيها كفقريىا‪ ,‬كبريىا كصغريىا‪ ,‬تواجو إما أزمة بقاء أك بقاء أزمة فيما لو استمر كاقع‬
‫التجزئة الراىن‪.‬‬
‫كيف ىذه اغبالة يبكن القوؿ بأف‪:‬‬
‫كسط كاجملاؿ اعبغرايف الطبيعي‪ ,‬الذم وبتعن‬ ‫األمن البيئي العريب‪ :‬تلك اغبالة اليت تكوف فيها ضمن اؿ‬
‫أبناءىا‪ ,‬بعيدان عن أم خطر أك هتديد داخلي أك خارجي‪ ,‬مباشر أك غري مباشر‪ ,‬لوجودىا القومي‪ ,‬أك غبركة‬
‫تطورىا كقدرهتا على القياـ بدكرىا اغبيوم كالتنموم كاغبعارم‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫كهبذا يصبح مفهوـ األمن البيئي العريب تعبريان عن ثبلثة أىداؼ البد لؤلمة العربية من ربقيقها ‪:‬‬
‫األول‪ :‬فكرة (العركرة)‪ ,‬اليت تعين حق الدفاع عن النفس‪ ,‬كما يرتبط هبا من حشد للقدرات العلمية كالتقنية‬
‫كالعسكرية ذات مواصفات عالية (تقسم بقوة كقدرة ردع عربية لتحقيق التوازف االسرتاتيجي مع "إسرائيل" على‬
‫األقل)‪.‬‬

‫(‪ )1‬اإلدارة السياسية‪ :‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.29‬‬


‫)‪ )2‬رفعت سيد أضبد‪ :‬األمن القومي بعد حرب لبنان‪ ,‬ؾبلة شؤكف عربية‪ ,‬العدد‪ ,1984 ,35‬ص‪.83‬‬
‫‪- 87 -‬‬
‫الثاني‪( :‬كحدة اإلرادة) يف مواجهة (قوة اػبطر كشدتو كتأثريه على احمليط اغبيوم العريب كنتائجو السلبية على‬
‫صحة اإلنساف)‪ .‬كيقصد بوحدة اإلرادة‪ ,‬القدرة على ازباذ القرار باذباه ربقيق الوحدة العربية النابعة من خصائص‬
‫الوجود القومي‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬حق التنمية كبناء الذات‪ ,‬انطبلقان من حقيقة التكامل بني ـبتلف أجزاء الوطن العريب‪.‬‬
‫سيكوف ىناؾ أكجو قوة كأكجو ضعف يف البيئة‬ ‫كبتفاعل ىذه األىداؼ كربويلها إُف متغريات إجرائية‪,‬‬
‫كاعبسد العريب‪ ,‬كاليت يبكن تناكؽبا الحقان من خبلؿ التعرض لواقع البيئة العريب اغباِف‪ ,‬إضافة إُف االسرتاتيجية‬
‫كالتدابري اليت هبب ازباذىا للوصوؿ ألمن بيئي عريب معاىف كسليم‪.‬‬
‫إف مفهوـ األمن بشكل عاـ ملتبس‪ ,‬متغري‪ ,‬يتعرض باستمرار لتهديدات جديدة‪ ,‬كمنو األمن االجتماعي‬
‫كاألمن اإلنسآف كاألمن اإلقتصادم كاألمن السياسي كاألمن البيئي كغريه‪ ,.....‬كما ينبثق عنو من مشكبلت‪ ,‬من‬
‫ذلك‪ ,‬االنقساـ اجملتمعي‪ ,‬تفجر العنف‪ ,‬اإلرىاب‪ ,‬كالتلوث دبختلف أنواعو‪.‬‬
‫إف مفهوـ األمن كاسع‪ ,‬سواء على مستول اؼبعَّن التقليدم لؤلمن أـ على مستول األمن البيئي‪ .‬كالتهديد‬
‫اإلسرائيلي لؤلمن البيئي العريب ىو هتديد يتجاكز األرض كالسكاف العرب‪ .‬إنو يتجاكز اغبدكد كالبلداف‪ ,‬كبالتاِف‬
‫فإف مفهوـ األمن كاألمن البيئي العريب مفهوـ كبري ككاسع هبب التفكري بو مليان‪ ,‬إلهباد حلوؿ ليس ؿبلية أك عربية‬
‫كإسبا حلوؿ دكلية‪.‬‬
‫كلقد ازداد االىتماـ العاؼبي كالقطرم دبشكبلت البيئة بشكل عاـ‪ ,‬فأصبح ييعرب عنو يف الدراسات‬
‫االسرتاتيجية دبصطلح أمن البيئة‪.‬‬
‫حيث يتناكؿ مفهوـ األمن البيئي التأكيد على اؼبفهوـ اؼبنظومي من خبلؿ النظاـ البيئي كقدراتو على العطاء‬
‫(‪)1‬‬
‫كاالستمرار كالعمل على تنميتو‪ .‬كذلك بتناكلو ـسألتني ضمن ىذا السياؽ ‪:‬‬
‫اؼبسألة األكُف‪ :‬ىي العوامل البيئية اليت تقف خلف النزاعات العنيفة بني الشعوب كاألمم كالدكؿ‪.‬‬
‫اؼبسألة الثانية‪ :‬تتمثل يف تأثري التدىور البيئي العاؼبي على رفاىية اجملتمعات كالتنمية االقتصادية‪.‬‬
‫كتتلخص الفرضية اليت انبثق عنها مفهوـ أمن البيئة‪ ,‬يف أف العغط اؼبتزايد على نظم دعم اغبياة يف الكرة‬
‫األرضية‪ ,‬كاالستهبلؾ اؼبفرط للموارد الطبيعية اؼبتجددة‪ ,‬وبمبلف أخطاران هتدد صحة اإلنساف كرفاىيتو‪ ,‬ال تقل يف‬
‫درجتها عن األخطار العسكرية التقليدية‪.‬‬

‫(‪ )1‬نادؿ عبداؽبادم‪ :‬اإلستهالك المفرط للموارد الطبيعية المتجددة‪ ,....‬متاح على اؼبوقع تاريخ ‪.2012/7/12‬‬
‫‪http;// onlinepdffind.com/search.htm/‬‬

‫‪- 88 -‬‬
‫المطلب الاني‪ :‬الواقع البيئي العربي وأىم معوقاتو‬
‫شهد الوطن العريب اىتمامان متزايدان بقعايا البيئة على الصعيد اغبكومي لدل اعبماىري العربية كمؤسساهتا‬
‫األكاديبية كالبحثية‪ ,‬كما تنوعت اؼببادرات العربية يف صياغة أساليب إدارة شؤكف البيئة إدارة فاعلة‪ ,‬كإف كانت‬
‫حصيلة ىذه اؼببادرات من دكف آثار عميقة يف ربسني قدراتنا على إدارة شؤكف البيئة‪.‬‬
‫كمن أكضح الصعوبات اليت مازاؿ الوطن العريب يواجهها‪ ,‬عدـ متكنق حح اآلف يف التعامل الفاعل مع قعايا‬
‫نوعية (اؼبياه‪ ,‬اؽبواء) عرب اغبدكد السياسية لؤلقطار العربية‪.‬‬
‫كذلك يف التعامل مع الربنامج النوكم اإلسرائيلي كملوثاتو (سيتم اغبديث عنو الحقان) باإلضافة إُف العديد‬
‫من النزاعات كالصراعات كاغبركب ألسباب متعددة كغريىا الكثري‪...‬‬
‫إف االىتماـ ببيئة سليمة أصبح أمر يهم كل الشعوب كاغبكومات كاؽبيئات على حد سواء‪ ,‬فاإلنساف أصبح‬
‫اليوـ عرضة إُف ضغوط بيئية متعددة اعبوانب‪ ,‬رغم أف اإلنساف ىو من ساىم بدكر رئيس يف خلق بعض تلك‬
‫العغوط البيئية‪.‬‬
‫كيبكن تلخيص الواقع البيئي الراىن من خبلؿ اؼبعوقات اليت تواجو اجملتمعات العربية ككذلك العاؼبية‪:‬‬
‫أووً‪ :‬نوعية الهواء‪:‬‬
‫مع استمرار تدىور نوعية اؽبواء يف اؼبدف العربية بشكل مطرد‪ ,‬كاؼبشاكل الصحية اليت تعزل إُف تلوث اؽبواء‬
‫الناتج من قطاع النقل كحده‪ ,‬تكلف البلداف العربية أكثر من طبسة ببليني دكالر سنويان‪.‬‬
‫كقد ارتفعت انبعاثات أكاسيد الكربوف للفرد الواحد بشكل مطرد يف معظم بلداف اؼبنطقة يف العقود الثبلثة‬
‫األخرية من أكاخر القرف العشرين كأكائل القرف الواحد كالعشرين ‪.‬‬
‫كرباكؿ اغبكومات العربية ربسني الكفاءة اغبرارية من خبلؿ التطور التكنولوجي‪ ,‬كاستخداـ مواد الطاقة‬
‫اؼبائية إُف أقصى حدكد كما يف مصر ‪ ,‬كاستعماؿ مصادر الطاقة اؼبتجددة‪ ,‬خصوصان الطاقة الشمسية كطاقة الرياح‬
‫على نطاؽ كاسع‪ ,‬كاستخداـ أنواع الوقود األقل تلويثان مثل الغاز الطبيعي‪ ,‬ككما تدعو إُف زبطيط اؼبدف دبا ىبفف‬
‫(‪)1‬‬
‫االختناقات اؼبركرية‪ ,‬إُف جانب تشجيع النقل العاـ كاإلنتاج األنظف يف الصناعة‪.‬‬

‫(‪ )1‬مصطفى كماؿ طلبة ‪ ,‬قبيب صعب‪ :‬البيئة العربية تحديات المستقبل ‪,‬اؼبنتدل العريب للبيئة كالتنمية‪,‬اؼبنامة‪,2008 ,‬‬
‫ص‪.26‬‬
‫‪- 89 -‬‬
‫انياً‪ :‬المياه والتصحر والزراعة‪:‬‬
‫تواجو اؼبنطقة العربية موقفان حرجان من موضوع اؼبياه‪ ,‬فباستثناء مصر كالسوداف كالعراؽ كسورية كلبناف‪ ,‬يتوقع‬
‫نقص حادان يف اؼبياه حبلوؿ سنة ( ‪ ,)2025‬خاصة كأف ىناؾ صراعات حادة بني‬ ‫ان‬ ‫أف تعآف صبيع البلداف العربية‬
‫العديد من الدكؿ على اؼبياه كالثركة البحرية كاألراضي الزراعية كمثاؽبا‪ ,‬فشل دكؿ حوض النيل حح كقت قريب‬
‫جدان‪ ,‬يف التعاكف لرتشيد استغبلؿ رصيده من اؼبياه‪ ,‬كا لنزاع الرتكي العراقي السورم‪ ,‬حوؿ منابع دجلة كالفرات‪,‬‬
‫كصراع اغبياة أك اؼبوت حوؿ مياه هنر األردف الشحيحة‪ ,‬كاػببلفات اغبادة بني سورية كاألردف ك"إسرائيل" عليها‪,‬‬
‫كاػببلفات احملتملة بني موريتانيا كالسنغاؿ حوؿ اقتساـ مياه هنر السنغاؿ الذم يبثل اغبدكد الفاصلة بينهما‪ ,‬كأثر‬
‫الصراع الدائر يف جنوب السوداف يف كقف مشركعات هتذيب ؾبرل النهر‪ ,‬كإقبلؿ الفاقد يف منطقة السدكد‪.‬‬
‫كذلك فإف التصحر يبثل التهديد األكثر إغباحان لؤلراضي اؼبنتجة يف اؼبنطقة العربية برمتها‪.‬‬
‫كهبب اإلشارة إُف أف اؼببيدات كاألظبدة تستعمل على نطاؽ كاسع يف اؼبنطقة العربية‪ ,‬كييساء استعماؽبا يف‬
‫كثري من اغباالت‪ ,‬إذ أف بعض الدكؿ العربية تستعمل أعلى كميات من األظبدة لكل ىكتار يف العاَف‪ ,‬كىذا يثري‬
‫اؼبخاكؼ حوؿ سبلمة الغذاء لقعية صحية عامة‪ ,‬كما ىو مفقود يف معظم البلداف العربية من فرض أنظمة‬
‫(‪)1‬‬
‫كضوابط على بيع اؼببيدات كتداكؽبا كاستعماؽبا‪.‬‬
‫الثاً‪ :‬تغير المناخ‪:‬‬
‫‪ )%5‬من انبعاثات الغازات اؼبؤدية إُف تغري اؼبناخ‬ ‫بالرغم من أف اؼبنطقة العربية ال تساىم بأكثر من (‬
‫العاؼبي‪ ,‬فإف تأثرياتو على اؼبنطقة ستكوف قاسية جدان‪.‬‬
‫فارتفاع مستول البحر نتيجة ارتفاع درجات اغبرارة‪ ,‬يوبتمل أف يتسبب خبسارة أجزاء جوىرية من األراضي‬
‫‪ %12‬إُف‬ ‫الزراعية يف اؼبنطقة العربية‪ ,‬فإف ارتفاع مستول البحر مرتان كاحدان فقط‪ ,‬يوبتمل أف يتسبب خبسارة(‬
‫‪ )%15‬من األراضي الزراعية يف منطقة دلتا النيل‪ ,‬كما أف ارتفاع درجات اغبرارة سوؼ يزيد موجات اعبفاؼ‬
‫كتأثريىا يف اؼبنطقة‪ ,‬فبا يهدد اؼبوارد اؼبائية كاألراضي اؼبنتجة‪ ,‬كخصوصان أف تكرار موجات اعبفاؼ ازداد فعبلن يف‬
‫(‪)2‬‬
‫بعض الدكؿ العربية‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬البيئة البحرية والساحلية‪:‬‬
‫إف البلداف العربية اليت سبتد من احمليط األطلسي إُف احمليط اؽبندم‪ ,‬كتشمل البحر اؼبتوسط كالبحر األضبر‬
‫كاػبليج‪ ,‬ؽبا خط ساحلي يزيد طولو على ( ‪ )30‬ألف كم‪ ,‬منها ( ‪ )18‬ألف كم‪ ,‬مناطق آىلة بالسكاف‪ ,‬كالبيئة‬

‫(‪ )1‬أسامة اػبوِف‪ :‬البيئة وقضايا التنمية والتصنيع‪ ,‬ؾبلة عاَف اؼبعرفة‪ ,‬العدد ‪ ,285‬الكويت‪ ,2002 ,‬ص‪.57‬‬
‫(‪ )2‬سعيد ؿبمد اغبفار‪ :‬بيئة من أجل البقاء‪ ,‬دار الثقافة‪ ,‬الدكحة‪ ,1990 ,‬ص‪.883 -880‬‬
‫‪- 90 -‬‬
‫البحرية كالساحلية يف اؼبنطقة العربية يهددىا التلوث كاإلفراط يف صيد السمك كخسارة التنوع البيولوجي كتغري‬
‫اؼبناخ كمشاكل أخرل‪.‬‬
‫كإُف جانب التلوث النفطي من الناقبلت‪ ,‬يوجد ىناؾ السياحة غري اؼبنعبطة‪ ,‬كالتنمية اغبعرية اؼبكثفة‪,‬‬
‫(‪)1‬‬
‫حيث تعداف اؼبسانبتاف الرئيسيتاف يف تدىور البيئتني الساحلية كالبحرية يف اؼبنطقة ‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬إدارة النفايات‪:‬‬
‫لقد ارتفعت مستويات تلوث اؽبواء يف غالبية اؼبدف العربية‪ ,‬كتدىور البيئة األساسية‪ ,‬من جراء تراكم القمامة‬
‫اؼبنزلية‪ ,‬كزادت مستويات النفايات الصناعية كالزراعية اػبطرة‪ ,‬كتلويثها للبحار اإلقليمية‪ ,‬ما أدل إُف آثار غري‬
‫ضبيدة على صحة اإلنساف‪ ,‬نتيجة لتدىور أحواؿ البيئة اليت يعيش فيها‪.‬‬
‫ينتج العاَف العريب كبو ( ‪ )300‬ألف طن من النفايات الصلبة كل يوـ‪ ,‬ينتهي معظمها‪ ,‬من دكف معاعبة يف‬
‫مكبات عشوائية‪.‬‬
‫كيعاًف أقل من ( ‪ )%20‬حسب األصوؿ‪ ,‬أك يتم التخلص منو يف اؼبطامر‪ ,‬فيما يعاد تدكير ما ال يزيد على‬
‫(‪.)%5‬‬
‫‪)1,5‬كغ يف‬ ‫إف إنتاج الفرد الواحد من النفايات الصلبة البلدية يف بعض البلداف العربية‪ ,‬ىو أكثر من (‬
‫اليوـ‪ ,‬فبا هبعلو من أعلى اؼبستويات يف العاَف‪ .‬لكن بعض اؼببادرات الواعدة اليت هبرم ازباذىا يف ؾباؿ إدارة‬
‫النفايات‪ ,‬مثل اؼببادرات التشريعية يف ؾبلس التعاكف اػبليجي كمصر‪ ,‬فعبلي عن االستثمارات يف بعض اؼبرافق‪,‬‬
‫تستطيع فرز النفايات اػبطرة كالتعامل معها‪ ,‬كازدياد استثمار القطاع اػباص يف صناعات إعادة التدكير‪ ,‬خصوصان‬
‫يف السعودية كاإلمارات‪.‬‬
‫كلعل أبشع مظاىر إتبلؼ البيئة كىدر مواردىا‪ ,‬ىو حرب اػبليج (مع إيراف كغزك الكويت)‪ ,‬حيث غطى‬
‫تدفق النفط من اآلبار اؼبدمرة‪ ,‬مساحة تقارب ( ‪ )600‬ميل مربع‪ ,‬كغطت السماء حح إيراف كباكستاف‪ ,‬سحب‬
‫(‪)2‬‬ ‫ي‬
‫كثيفة من دخاف النفط احملرتؽ‪ ,‬كحجبت ضوء الشمس لفرتات طويلة ‪.‬‬
‫كبناءن على ذلك فقد مت اقرتاح إنشاء صندكؽ عريب ؼبساعدة البلداف يف التعامل مع أسباب النزاع ذات‬
‫اعبذكر البيئية‪ ,‬كأيعان ؼبعاعبة التأثريات البيئية األكثر إغباحان للحرب ‪ ,‬كبعض األساليب اليت تساعد على ضباية‬

‫(‪ ) 1‬أضبد ؾبدم رمعاف‪ :‬تلوث المياه في البحر الميت‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.27‬‬
‫(‪ )2‬زكريا طاحوف‪ :‬إدارة البيئة نحو اإلنتاج األنظف‪ ,‬اؽبيئة اؼبصرية العامة للكتاب‪ ,‬القاىرة‪ ,2007 ,‬ص‪.226 -220‬‬
‫‪- 91 -‬‬
‫البيئة من التلوث كىي‪ :‬االىتماـ بالوعي البيئي‪ ,‬كإعداد الفنيني األكفاء‪ ,‬كسن القوانني البلزمة غبماية البيئة‬
‫(‪)1‬‬
‫العربية من اإلعتدائات الداخلية كاػبارجية‪.‬‬
‫كذلك رباكؿ اغبكومات العربية دبزيد من التعاكف اإلقليمي كالدكِف من أجل توفري القدرة على اإلنذار‬
‫اؼببكر‪ ,‬كتقييم الركابط بني النزاع كالبيئة‪ ,‬خصوصان يف اجملاالت اليت َف تلق اىتمامان كافيان‪ ,‬مثل تأثري الرؤكس اغبربية‬
‫اؼبصنوعة من اليورانيوـ اؼبستنفذ كاأللغاـ‪( .‬كما جرل كهبرم ذلك من قبل "إسرائيل" ‪ ,‬من خبلؿ حركهبا مع‬
‫الدكؿ العربية اجملاكرة‪ ,‬كاستخدامها اليورانيوـ‪ ,‬كزرع األلغاـ اؼبشعة على حدكدىا‪ ,‬كخاصة اعبوالف السورم احملتل‪,‬‬
‫(‪)2‬‬
‫كغريىا‪....‬‬
‫فبا تقدـ‪ ,‬يتبني أف ىناؾ عبلقة اعتمادية داخلية بني اإلنساف كبيئتو‪ ,‬فهو يتأثر كيؤثر هبا‪ ,‬كيبدك جليان أف‬
‫مصلحة اإلنساف الفرد أك اجملموعة‪ ,‬تكمن يف تواجده ضمن بيئة سليمة‪ ,‬لكي يستمر يف حياة صحيحة سليمة‪.‬‬
‫كما يبكن مبلحظتو‪ ,‬ىو اؼبعاناة اغبقيقية لواقع األرض كالبيئة العربية‪ ,‬كخطورة اؼبلوثات اؽبوائية كاؼبائية عليها‬
‫كصعوبة اؼبعاعبة الفورية‪ ,‬بسبب ازدياد مظاىر التلوث بشكل عاـ كاالفتقار ؼبزيد من اغبلوؿ يف ظل تفاقم كتعقد‬
‫مشكبلت البيئة من تصحر كجفاؼ كنقص للمياه كازدياد للسكاف كازدياد يف نسبة التلوث من الداخل كاػبارج‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬التهديدات النووية اإلسرائيلية لألمن البيئي العربي‬
‫شبة أخطار كربديات داخلية كخارجية هتدد األمن القومي العريب دبا فيو األمن البيئي العريب‪ ,‬كترتبط‬
‫بالطاقات كالثركات كاػبصائص اعبيوبوليتيكية للوطن العريب‪ ,‬كاليت جعلت منو منطقة ىامة جدان‪ ,‬اقتصاديان‬
‫كسياسيان كاسرتاتيجيان كحعاريان‪ ,‬كمن ىذه التحديات‪ ,‬كجود "إسرائيل" يف قلب الوطن العريب‪ ,‬كيف منطقة ىامة‬
‫كحيوية جدان‪ ,‬تصل بني مشرؽ الوطن العريب كمغربو‪.‬‬
‫إف كجود "إسرائيل" من أشد ما يتهدد األمن القومي العريب من ربديات‪ ,‬كمن ضمنها األمن البيئي العريب‪,‬‬
‫كخطر "إسرائيل" ال يتوقف عند احتبلؽبا ألجزاء من الوطن العريب فحسب‪ ,‬بل يف أىداؼ اغبركة الصهيونية‬
‫التوسعية كالعدكانية‪ ,‬اؼبهددة عمليان ألقطار الوطن العريب كافة (بل ألقطار إقليمية كإيراف كحح باكستاف)‪.‬‬
‫كاؼبخططات اإلسرائيلية ال تتوقف عند حدكد "إسرائيل" اغبالية‪ ,‬بل تتجاكزىا لتشمل رقعة أكسع من ذلك بكثري‪.‬‬
‫كإُف جانب التهديدات العسكرية اإلسرائيلية اؼبباشرة‪ ,‬يبكن إضافة تلك اؼبشاريع اليت تقوـ "إسرائيل"‬
‫بتنفيذىا من أجل تعييق اػبناؽ على األقطار العربية احملاذية ؽبا مباشرنة‪ ,‬مثل سورية كلبناف كاألردف كمصر‪ ,‬كاليت‬
‫تشكل هتديدان أمنيان كبيئيان مباشران للمنطقة العربية كؿبيطها اغبيوم‪.‬‬

‫(‪ )1‬أضبد النكبلكم‪ :‬أساليب حماية البيئة العربية من التلوث‪ ,‬أكاديبية نايف العربية للعلوـ األمنية‪ ,‬الرياض‪.1999 ,‬‬
‫(‪ )2‬مصطفى كماؿ طلبة‪ ,‬قبيب صعب‪ :‬البيئة العربية تحديات المستقبل‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.29‬‬
‫‪- 92 -‬‬
‫كمن ذلك‪ :‬التهديد اإلسرائيلي اؼبباشر للعرب من أسلحة نوكية كمفاعبلت نوكية كـبلفاهتا‪ ,‬كنفايات مشعة‬
‫سامة يف بعض األراضي الفلسطينية احملتلة‪ ,‬كعلى اغبدكد العربية‪ ,‬إضافة إُف زرع العديد من األلغاـ ذات‬
‫اإلشعاعات السامة العارة بصحة كبيئة اإلنساف العريب‪.‬‬
‫كذلك يبكن اإلشارة ىنا إُف أطماع "إسرائيل" باؼبياه العربية‪ ,‬كاستيبلئها على منابع اؼبياه ؾ إ سرتاتيجية بعيدة‬
‫اؼبدل‪ ,‬إضافة إُف سبتني عبلقاهتا مع تركيا‪ ,‬كعقد اتفاقيات تعاكف كتنسيق مشرتؾ بينهما على الصعد كافة‪:‬‬
‫عسكريان كأمنيان كاقتصاديان كسياحيان‪ ,‬حيث تدعم "إسرائيل" اؼبشاريع اؼبائية الرتكية العخمة على هنرم دجلة‬
‫كالفرات ضمن مشركع (الشرؽ األكسط اعبديد أك الكبري) اؼبعركؼ‪ ,‬األمر الذم يتهدد كبلن من سورية كالعراؽ‬
‫بكوارث غذائية كزراعية كاجتماعية‪.‬‬
‫كما أهنا تعمل منذ فرتة ليست قصرية على سبتني عبلقاهتا مع إثيوبيا‪ ,‬كتنفذ يف ىذا اإلطار مشركعات مائية‬
‫مشرتكة‪ ,‬كاؼبساعدات يف إقامة سدكد مائية على النيل األزرؽ‪ ,‬لنقل اؼبياه عرب قناة مغطاة أك على هنر‪ ,‬كناقبلت‬
‫مائية ذبتاز البحر األضبر‪ ,‬كصوالن إُف (إيبلت)‪ ,‬مقابل تقدٔف مساعدات عسكرية كمالية إُف اغبكومة اإلثيوبية‪.‬‬
‫كما قامت "إسرائيل" بتمتني عبلقاهتا العسكرية كاألمنية مع إريرتيا‪ ,‬بغية التوغل يف جنوب البحر األضبر‪,‬‬
‫الذم يعد ذا أنبية اسرتاتيجية خطرية‪ .‬كغريىا‪...‬‬
‫إذان شبة ربديات كأخطار عديدة هتدد األمن البيئي العريب ناشئة من الداخل‪ ,‬كىذا ما هبعلها أشد خطورة‬
‫على اؼبستقبل العريب‪ ,‬ألهنا ستتحوؿ إُف عوامل ضعف‪ ,‬من شأهنا التهيئة البنيوية لبلنقعاض اػبارجي على الوطن‬
‫العريب بصورة صباعية‪ ,‬أك عرب االستفراد بكل قطر أك ؾبموعة على حدة‪.‬‬
‫فالدكؿ العربية تتأثر بصورة سلبية من أم تدىور يف األكضاع العسكرية كالسياسية بني الدكؿ العربية ك‬
‫"إسرائيل"‪ ,‬اليت تتفرد بامتبلؾ السبلح النوكم أك أم نوع آخر من أسلحة التدمري الشامل (كما أيش ير سابقان)‪,‬‬
‫كاؼبدعومة من قبل الدكؿ الغربية عمومان‪.‬‬
‫كيف اؼبقابل ال يوجد أية دكلة عربية سبتلك ىذا السبلح أك أم نوع آخر من أسلحة التدمري الشامل‪ ,‬كما‬
‫سبتلك "إسرائيل" ترسانة كبرية من األسلحة التقليدية تفوؽ قدرات الدكؿ العربية ؾبتمعة‪ ,‬باإلضافة إُف ربالفها‬
‫العسكرم الوثيق مع الواليات اؼبتحدة األمريكية‪ ,‬اليت أصبحت متواجدة عسكريان بقوة يف اؼبنطقة العربية بعد‬
‫احتبلؿ العراؽ‪ ,‬كإقامة قواعد عسكرية يف ـبتلف دكؿ اػبليج‪ ,‬كاؼبلتزمة بأمن "إسرائيل"‪ ,‬األمر الذم هبعل األمن‬
‫القومي العريب مهددان‪ ,‬كيواجو ربديات اسرتاتيجية إقليمية كدكلية‪.‬‬
‫على األخص أف حجم األسلحة النوكية اإلسرائيلية بازدياد مستمر‪ .‬كأف لديها طائرات كصاركخ (أروبا‪,)1 -‬‬
‫مداه يفوؽ ‪500‬كم‪ ,‬كصاركخ أروبا‪ ,2‬مداه يرتاكح بني ( ‪)2000-1500‬كم‪ .‬كلديها أيعان أكثر من ( ‪)400‬‬

‫‪- 93 -‬‬
‫رأس نوكم‪ ,‬كمن بني ىذه الرؤكس النوكية قنابل ىيدركجينية (‪ ,)1‬كذلك كفق نشرة عسكرية أمريكية صادرة عن‬
‫مركز مكافحة انتشار األسلحة النوكية‪ ,‬التابع لسبلح اعبو األمريكي‪ ,‬كىذه كانت اؼبرة األكُف اليت تعلن فيها‬
‫مؤسسة أمريكية عن امتبلؾ "إسرائيل" قنابل نوكية‪ ,‬كحبسب النشرة فإف حجم الرتسانة النوكية اإلسرائيلية‪ ,‬يبلغ‬
‫(‪)2‬‬
‫ضعف حجم التقديرات االستخباراتية الشائعة‪ ,‬كاليت تتحدث عن أكثر من أربعمائة قنبلة نوكية إسرائيلية‪.‬‬
‫بينما تشري بعض اؼبصادر إُف بلوغها أكثر من ( ‪ )500‬رأس نوكم من ـبتلف العيارات ‪ )3(.‬كقد خرجت‬
‫"إسرائيل" عن صمتها بشأف برناؾبها النوكم ‪ ,‬على لساف رئيس كزرائها السابق "إيهود أكؼبرت "‪ ,‬عقب لقائو‬
‫عرضو النتقادات داخلية‬
‫‪ ,2006‬األمر الذم ٌ‬ ‫اؼبستشارة األؼبانية (إقبيبل مريكل)‪ ,‬يف شهر كانوف أكؿ لعاـ‬
‫شديدة‪ ,‬ما دعاه للرتاجع عن تصروباتو‪ ,‬بعدىا سارعت صحيفة ىآرتس للتأكيد أف ذلك كاف زلة لساف كَف‬
‫يقصد أف يقوؿ هبا "أكؼبرت"‪ :‬إف "إسرائيل" سبتلك أسلحة نوكية‪ ,‬كىذا يأيت ليؤكد سياسة الغموض اليت تعتمدىا‬
‫"إسرائيل" كاليت مت توخيها يف عاـ ‪ ,1963‬من قبل "شيموف برييز " آنذاؾ‪ ,‬الذم قاؿ إف "إسرائيل" َف تقدـ أك‬
‫(‪)4‬‬
‫تدخل أسلحة نوكية‪ ,‬كلن تكوف الدكلة األكُف اليت سبتلك السبلح النوكية يف اؼبنطقة ‪.‬‬
‫يتمثل دبا‬ ‫كتأكيدان على ما سبق‪ ,‬يتبني أف ىناؾ هتديدان قائمان لؤلمن القومي العريب كاألمن البيئي العريب‪,‬‬
‫(‪)5‬‬
‫يلي‪:‬‬
‫أووً‪ :‬استحواذ "إسرائيل" على أعداد كبرية من الرؤكس النوكية‪ ,‬ككسائل إطبلقها‪ ,‬يف ظل االحتكار النوكم‪,‬‬
‫كالتأييد من الواليات اؼبتحدة األمريكية‪ ,‬يشكل قمة التهديد للمحيط اغبيوم العريب‪.‬‬
‫انياً‪ :‬رفض "إسرائيل" ألم تقارب عريب حقيقي‪ ,‬باعتباره يبثل هتديدان ألمنها القومي‪ ,‬كتشهر رادعها النوكم‬
‫يف مواجهة ذلك‪ ,‬فقد قامت بإطبلؽ صاركخ (أروبا‪ )2 -‬عاـ ‪ ,1989‬سقط مشاؿ مدينة بنغازم‪ ,‬حيث كانت‬
‫التجربة دبثابة إشهار للسبلح النوكم كتأثرياتو اإلشعاعية اػبطرية كهتديده للبيئة احمليطة‪ .‬ليس ذلك فحسب‪ ,‬كإمبا‬
‫منع تطوير أم سبلح أك مفاعل نوكم يف اؼبنطقة العربية‪ ,‬كىذا ما فعلتو يف العراؽ بتدمريىا للمفاعل النوكم‬
‫العراقي عاـ ‪ ,1981‬كاغبفاظ على احتكارىا للقدرة النوكية‪.‬‬
‫إذان التهديد اإلسرائيلي لؤلمن البيئي العريب متعدد كمتنوع‪ ,‬انطبلقان من األسلحة التقليدية العادية‪ ,‬فاألسلحة‬
‫النوكية كنفاياهتا كاشعاعاهتا‪ ,‬مركران بسبلح اؼبياه القدٔف اعبديد‪ ,‬الذم تستخدمو "إسرائيل" من حيث منابع اؼبياه‬

‫(‪ )1‬اؼبعهد الدكِف للدراسات اإلسرتاتيجية‪ :‬اؼبيزاف العسكرم (‪،)2005 -2004‬لندف‪ ،‬تشرين أكؿ ‪.2004‬‬
‫(‪ )2‬ىيثم الكيبلٓف‪ :‬السالح النووي اإلسرائيلي‪ ,‬خطر يهدد الجميع‪ ,‬ؾبلة الفكر العسكرم‪ ,‬العدد ‪ ,2‬دمشق‪,2005 ,‬‬
‫ص‪.39‬‬
‫‪(3) www.marafea.org,10/3/2010‬‬
‫‪13/10/2009 www.aljazeera.net‬‬ ‫(‪ )4‬قناة اعبزيرة‪ :‬برنامج ما كراء اػبرب‪.‬‬
‫(‪ )5‬فبدكح حامد عطية‪ :‬البرنامج النووي اإلسرائيلية‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.175‬‬
‫‪- 94 -‬‬
‫اليت ربتلها‪ ,‬أك عقد االتفاقيات اإلقليمية لتعطيل مركر اؼبياه للدكؿ العربية اجملاكرة‪ ,‬كبالتاِف إضعاؼ اإلقتصاد‬
‫العريب كجفاؼ الرتبة كالنبات‪ ,‬فبا يهدد بشكل مباشر البيئة العربية‪ ,‬دكمبا أم رد أك رادع عريب لؤلخطار‬
‫اإلسرائيلية القائمة‪.‬‬

‫‪- 95 -‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫تلويث البيئة داخل األراضي والمياه الفلسطينية‬
‫هتدد االعتداءات اإلسرائيلية كافة مناحي اغبياة الطبيعية كالبشرية‪ ,‬كتعمل ىذه اإلجراءات على إحداث‬
‫تغيريات جوىرية يف اؼبصادر الطبيعية الفلسطينية كالعربية احملتلة‪ ,‬دبا يلحق األضرار الكبرية على البيئة الفلسطينية‬
‫كالعربية احملتلة‪.‬‬
‫كتثبت الوقائع على األرض الفلسطينية احملتلة‪ ,‬أف االحتبلؿ اإلسرائيلي شكل كال يزاؿ حح اللحظة‪ ,‬أخطر‬
‫عامل مدمر للبيئة الفلسطينية‪ ,‬دبا ال يقارف مع التلوث الذم تسببو الصناعات الفلسطينية الععيفة كاؽبشة‪ ,‬إال أف‬
‫تلك الصناعات اؼبنتشرة بشكل عشوائي‪ ,‬بسبب غياب القانوف يف ظل االحتبلؿ‪ ,‬تلحق أضراران جسيمة باؼبواطن‬
‫الفلسطيين‪.‬‬
‫كيتلوث اؽبواء بشكل مباشر‪ ,‬نتيجة انبعاث الغازات السامة اليت تطلقها اؼبصانع اإلسرائيلية الواقعة دبحاذاة‬
‫اػبط األخعر غرب اػبليل ربديدان‪ ,‬كيعاؼ إُف ذلك زيادة نسبة الرصاص كاألسيد النرتكجيين كالكربوف‬
‫كالكربيت‪ ,‬اليت ربملها الرياح الغربية من "إسرائيل" إُف العفة الغربية‪ ,‬حيث تعد أيعان من العوامل اؼبؤدية إُف‬
‫ارتفاع نسبة األمراض اؼبتعلقة باعبهاز التنفسي‪ ,‬كااللتهابات الرئوية‪ ,‬كصعوبات التنفس‪ ,‬كهتيج العيوف‪ ,‬كاغبد من‬
‫الرؤية لدل األطفاؿ إصباالن يف العفة الغربية‪.‬‬
‫إف تاريخ "إسرائيل" مليء باعبرائم‪ ,‬كأخبثها‪ ,‬استعماؿ أسلحة اإلبادة اعبماعية‪ ,‬كىو ماقامت بو "إسرائيل"‬
‫قبل إنشائها حح اليوـ‪ .‬حيث أف "إسرائيل" سبتلك اليوـ أكرب ـبزكف من األسلحة البيولوجية كالكيماكية يف أكربا ك‬
‫آسيا‪ ,‬فبا يبثل خطران بيئيان دانبان على اؼبنطقة‪ ,‬كإذا ما مت إضافة أسلحتها النوكية إُف ذلك كخاصة مفاعلها النوكم‬
‫("ديبونا") كـبلفاتو‪ ,‬فإف ذلك يشكل خطرانكبريان على البيئة الفلسطينية بشكل خاص كالعربية بشكل عاـ‪ ,‬كما‬
‫يؤكد ذلك أف العمر االفرتاضي للمفاعل قد اختزؿ للنصف بناءن على صور األقمار الصناعية اػباصة‪ ,‬كبالتاِف إف‬
‫أم انفجار أك خلل باؼبفاعل‪ ,‬قد يبتد تأثريه إُف دائرة نصف قطرىا ( ‪ )500‬كم ىوائي‪ ,‬حبسب لقاء تلفزيوٓف‬
‫على قناة اعبزيرة حعره فعنونو كسفياف التل عاـ ‪ .2004‬كىذا يعين أف التأثري قد يصل إُف قربص كيغطي كل‬
‫جراء مفاعل "ديبونا"‪ ,‬كتلوثها‬
‫اؼبنطقة احمليطة‪.‬كسوؼ يتم الرتكيز يف ىذا اؼببحث على تلوث البيئة الفلسطينية َّ‬
‫جراء اؼبلوثات كالنفايات األخرل اؼبتعددة‪.‬‬
‫َّ‬
‫جراء المفاعل النووي "ديمونا"‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تلوث البيئة الفلسطينية ّ‬
‫من الثابت أف مفاعل "ديبونا" توسع كثريان يف إنتاجو منذ العاـ ‪ ,1963‬فبا يعين زيادة أخطار التلوث‪,‬‬
‫كاؼبشكلة ال تكمن فقط يف رغبة "إسرائيل" بإنتاج مزيد من البلوتونيوـ‪ ,‬بل أيعان يف حاجتها إُف احملافظة على‬
‫ـبزكهنا من (الرتيتيوـ)‪ ,‬كىو اؼبنشط الذم يستخدـ لزيادة قوة القنبلة النوكية‪ .‬كاؼبشكلة األخرل ىي أف الرتيتيوـ‪,‬‬

‫‪- 96 -‬‬
‫وبتاج إُف معاعبة كصيانة مستمرة‪ ,‬كإال فإنو يتحلل كتتقلص فعالية القنبلة‪ .‬كمعَّن ذلك أف "إسرائيل" ذبد نفسها‬
‫ملزمة باستبداؿ (‪ ,)%5.5‬من ـبزكهنا من الرتيتيوـ كل سنة‪ ,‬من أجل احملافظة على ما لديها من السبلح‪ ,‬كىذا‬
‫(‪)1‬‬
‫ما يدفع حكومتها إُف مواصلة استخداـ مفاعل "ديبونا" رغم أخطاره ‪.‬‬
‫تتميز القدرة اإلنتاجية للمفاعل بأهنا عالية جدان‪ ,‬فبا يعين أف نفاياتو تيقدر باألطناف‪.‬‬
‫كأف عمر اغباكيات يصل إُف ثبلثني عامان على األقل‪ ,‬إضافة إُف أف مواقع دفن ىذه النفايات قريبة من شق‬
‫جيولوجي يتميز بالنشاط الزلزاِف (مت ذكره سابقان)‪ ,‬فبا يعين تلوث اؼبخزكف اؼبائي باؼبواد اؼبشعة‪.‬‬
‫ككاف اػببري النوكم اؼبصرم الدكتور (عزت عبدالعزيز)‪ ,‬قد حذر من أف (النفايات اليت يلفظها مفاعل‬
‫"ديبونا" النوكم تشكل خطرانكبريان على البيئة كاؼبياه يف الشرؽ األكسط ككل)‪ ,‬مشريان إُف أف اؼبشكلة تتفاقم شيئان‬
‫(‪)2‬‬
‫فشيئان بسبب اإلصرار اإلسرائيلي على تدىور البيئة‪.‬‬
‫كذلك ح ٌذر اػببري النوكم اإلسرائيلي (مردخام فعنونو)‪ ,‬أكثر من مرة‪ ,‬من احتماؿ حدكث ىزة أرضية‪,‬‬
‫تي ً‬
‫صدع اؼبفاعل النوكم اإلسرائيلي يف "ديبونا"‪ ,‬كالذم ذباكز عمره طبسني عامان‪ ,‬بعد أف بدأ العمل فعليان عاـ‬
‫‪ ,1963‬كأكضح إُف احتماؿ تسرب إشعاعات نوكية هتدد اؼببليني يف البلداف العربية اجملاكرة‪ ,‬فيما كصفو‬
‫بػ(تشرينوبل ثانية بعد تشرينوبل األكُف‪ ,‬اليت قبمت عن انفجار ؿبطة تشرينوبل النوكية يف أككرانيا عاـ ‪.1986‬‬
‫كراح ضحيتها أكثر من ثبلثة مبليني أككرآف)‪ .‬كدعا "فعنونو" األردف إُف إجراء فحوص طبية لسكانو اؼبقيمني يف‬
‫اؼبناطق القريبة من اغبدكد مع األراضي احملتلة‪ ,‬ؼبعرفة مدل تأثرىم باإلشعاعات‪ ,‬كتوزيع األدكية العركرية‬
‫(‪)3‬‬
‫عليهم‪.‬‬
‫إف ما كشفو "فعنونو"‪ ,‬أكدتو سياسات كتصروبات إسرائيلية فيما بعد‪ ,‬فقد أصدرت كزارة الصحة‬
‫اإلسرائيلية بيانان حوؿ ارتفاع نسبة اؼبصابني دبرض السرطاف يف اؼبناطق احمليطة باؼبفاعل يف النقب‪.‬‬
‫كأكد تقرير لوزاريت الصحة كالبيئة اإلسرائيلية‪ ,‬حبسب موقع مؤسسة األرض الفلسطينية عاـ ‪ ,2004‬أف‬
‫ىناؾ (‪ )439‬ـبزنان للمواد الكيماكية‪ ,‬تديرىا ( ‪ )182‬جهة‪َ ,‬ف تقم بتخفيض كمية اؼبواد الكيماكية اؼبخزنة لديها‬
‫يف تلك اؼبنطقة‪ ,‬كىي غري جاىزة ألكقات اغبرب أك عمليات عدائية‪.‬‬
‫كما أجرت (جامعة بن غوريوف) دراسة علمية بالتعاكف مع مصلحة اؼبياه كمركز البحوث الذرية يف (كادم‬
‫سوريك)‪ ,‬خلصت نتائجها ‪ ,‬إُف أف ىناؾ كميات ملحوظة من اؼبواد اؼبشعة يف اؼبياه اعبوفية يف منطقيت النقب‬

‫(‪ )1‬عبداهلل النعيمي‪ :‬اآل ار المترتبة على التلوث اإلشعاعي الصادر عن "إسرائيل" ‪ ,‬كلية الدفاع الوطين‪ ,‬دمشق‪,2005 ,‬‬
‫ص‪.69‬‬
‫(‪ )2‬موقع فلسطني برس‪.2004 :‬‬
‫)‪ )3‬اؼبرجع السابق‪.‬‬
‫‪- 97 -‬‬
‫كالعربة‪ ,‬فقررت السلطات اإلسرائيلية توزيع دكاء (لوغوؿ أك اإللغوؿ‪ -‬كما ذيكر سابقان) اؼبعاد لئلشعاعات الذرية‪,‬‬
‫على السكاف يف تلك اؼبنطقة‪.‬‬
‫كتقوؿ الدراسة أف اؼبياه اؼبلوثة ليست مياه شرب‪ ,‬كإمبا تستخدـ يف ؾباؿ الزراعة كبرؾ تربية األظباؾ‪ ,‬فبا يعين‬
‫(‪)1‬‬
‫اػبشية من كجود اؼبواد اؼبشعة يف األظباؾ‪.‬‬
‫أما السلطة الفلسطينية‪ ,‬فقد دعت من جانبها رظبيان إُف تدخل دكِف إلنقاذ الفلسطينيني‪ ,‬من أخطار‬
‫التسرب اإلشعاعي من مفاعل "ديبونا"‪ ,‬حيث دعا كزير الصحة الفلسطيين‪ ,‬اؼبنظمات الدكلية كمنظمة الصحة‬
‫العاؼبية‪ ,‬لبلضطبلع دبسؤكلياهتا‪ ,‬للعغط على الكياف الصهيوٓف‪ ,‬للكشف عن كل اؼبعلومات اػباصة بنسبة‬
‫التسرب اإلشعاعي من مفاعل "ديبونا" النوكم‪.‬‬

‫كأشار الوزير الفلسطيين إُف أف قياـ السلطات اإلسرائيلية بتوزيع حبوب معادة لئلشعاعات‪ ,‬يعد دليبلن‬
‫دامغان على أف التسرب قد حصل فعبلن‪ ,‬كأف اؼبنطقة برمتها على شفا كارثة نوكية كبرية‪.‬‬
‫أما مستشفى بيت غبم الفلسطيين‪ ,‬فقد أكد تقرير لو أنو يستقبل سنويان ( ‪ )500‬حالة مصابني بأمراض‬
‫غريبة‪ ,‬منها تشوىات خلقية كأكراـ(‪ ,)2‬كالتفسري الوحيد لتلك اغباالت ىو التسرب اإلشعاعي من "ديبونا"‪...‬‬
‫لكن السؤاؿ الذم يطرح نفسو اآلف ىو‪ :‬من اؼبسؤكؿ عن ىذه اإلشعاعات اليت تعر بالبيئة كاحمليط اغبيوم‬
‫للمنطقة؟‬
‫إف كزارة جودة البيئة ىي اؼبسؤكلة يف "إسرائيل" عن منع األضرار البيئية‪ ,‬كالتفتيش على تدابري السبلمة يف‬
‫مفاعل "ديبونا" حح اعبدار (أم خارج أسوار اؼبفاعل)‪ ,‬حسبما ذكر (د‪ .‬ستيلياف جلربغ) رئيس قسم منع‬
‫العجة كاإلشعاعات‪ ,‬موضحان (داخل اعبدار ليست لنا سلطة)‪ ,‬ؼبن توجد سلطة إذان ؟؟!!‪..‬‬
‫كىناؾ أربع دكائر مراقبة كتفتيش على سبلمة اؼبنشآت النوكية يف "إسرائيل"‪.‬‬
‫إحدل ىذه الدكائر تتمثل باؼبسؤكلني عن تدابري السبلمة يف اؼبنشآت ذاهتا‪ ,‬كمهمتهم مراقبة كتطبيق القواعد‬
‫يف كل ما يتعلق هبذا اجملاؿ‪ ,‬كخاصة جانب اإلشعاع‪ ,‬كيدخل يف ذلك مراقبة حاالت انكشاؼ العاملني يف ىذه‬
‫اؼبنشآت لئلشعاع‪ .‬لكن عبنة الطاقة الذرية‪ ,‬كيف ظل نظاـ السرية الصارـ‪ ,‬ال تعري اىتمامان أك رغبة للبحث أيعان‬

‫(‪ )1‬موقع قدس برس ‪ :‬حبث علمي إسرائيلي‪ :‬مواد مشعة في المياه الجوفية في النقب والعربة بسب "ديمونا" ‪ ,‬القدس‬
‫احملتلة‪.2004/7/ 14 ,‬‬
‫(‪ )2‬تصريح اؼبتحدث باسم اغبكومة األردنية (أظبى خعر) ‪ :‬يف معرض ردىا على اؼبقاالت اؼبنشورة يف الصحف األردنية حوؿ‬
‫التسرب اإلشعاعي‪.2004 ,‬‬
‫‪- 98 -‬‬
‫يف صحة العاملني‪ .‬كفبا يؤكد على ذلك‪ ,‬احملاكالت ؼبنع النشر أك اإلعبلف عن دعاكل قعائية عديدة‪ ,‬للحصوؿ‬
‫(‪)1‬‬
‫على تعويعات‪ ,‬قدمها فنيوف كمستخدموف يعملوف يف مفاعل "ديبونا"‪.‬‬
‫كقد تبني أف العشرات من عماؿ اؼبفاعل النوكم ماتوا تأثران بالسرطاف‪ ,‬يف كقت ترفض فيو إدارة اؼبفاعل‬
‫كاغبكومة اإلسرائيلية‪ ,‬ؾبرد الربط بني إصابتهم كمن مث موهتم‪ ,‬كبني إشعاعات متسربة‪ .‬حيث تقدمت عائبلت‬
‫اؼبهندسني كاػبرباء كالفنيني العاملني يف اؼبفاعل النوكم يف "ديبونا" بصحراء النقب بأكثر من ( ‪ )50‬دعوة قعائية ‪,‬‬
‫بسبب تفشي اإلصابة بالسرطاف‪ ,‬بعد اخرتاؽ اإلشعاعات النوكية ألجساده ـ‪ ,‬من خبلؿ اغبرائق اليت كانت‬
‫تندلع بشكل يومي تقريبان داخل اؼبفاعل‪ ,‬فيتم استنشاؽ خبار اؼبواد النوكية اػبطرية يف ظل غيمة صفراء من اؼبواد‬
‫(‪)2‬‬
‫السامة‪.‬‬
‫كذلك أ ظهرت معلومات عن نفوؽ قرابة ( ‪ )200‬طائر مهاجر‪ ,‬بني إفريقيا كأ كركبا يف يوـ كاحد‪ ,‬خبلؿ‬
‫توقفها قرب مفاعل "ديبونا" النوكم‪ .‬حيث أف الطيور تسممت من اؼبياه عند مصنع (ركمت) الكيميائي‪ ,‬القريب‬
‫(‪)3‬‬
‫من بلدة "ديبونا" يف صحراء النقب‪ ,‬بعد شربوا مياىان عادمة يف اؼبنطقة الصناعية‪.‬‬
‫لقد شهدت القرل يف جنويب جباؿ اػبليل يف العفة الغربية حاالت من السرطاف كالتشوىات َف يسبق ؽبا‬
‫مثيل‪ ,‬حيث أكد ـبتصوف أف سببها ال يبكن إُف أف يكوف سببان بيئيان ‪( ,‬كمن اؼبعركؼ أف قرل جنوب اػبليل ىي‬
‫اؼبناطق األقرب إُف اؼبفاعل النوكم اإلسرائيل م "ديبونا"‪ ,‬كمن ىنا سجلت أعلى نسبة أضرار للبيئة كاإلنساف يف‬
‫ىذه اؼبنطقة)‪ .‬كأف األمر ال يقتصر على جنويب اػبليل‪ ,‬بل يتعداه إُف قرل النقب اؼبتاطبة لتلك اؼبناطق اليت تشهد‬
‫حاالت من السرطاف كالعقم كالتشوىات‪ ,‬فبا ينذر خبطر كبري‪ )4( .‬ليؤكد الدكتور (ؿبمود سعادة) مؤسس اإلغاثة‬
‫الطبية الفلسطينية‪ ,‬إف انتشار األمراض‪ ,‬ككجود تشوىات كأمراض خبيثة فتاكة‪ ,‬ربصد األبرياء يف قرل جنوب‬
‫اػبليل يف السنوات األخرية من القرف العشرين كبدايات القرف الواحد كالعشرين‪ ,‬ليس ؽبا تفسري سول اإلشعاعات‬
‫النوكية‪ ,‬مشريان إُف أف ىناؾ (‪ )70‬حالة من (الظاىرية) تتعاًف يف مستشفى بيت جاال‪.‬‬
‫كأف ىناؾ أطفاؿ يولدكف دكف و‬
‫أيد‪ ,‬كمنهم من يولد بتشوه يف كجهو أك جسمو‪ ,‬كما أف األكراـ اعبلدية‬
‫تنتشر بني الناس‪ ,‬بسبب ىذه اإلشعاعات القاتلة‪ ,‬كلوحظ أف الرجاؿ يف قرل جنوب اػبليل يعانوف من تساقط‬
‫الشعر بشكل كبري‪.‬‬

‫(‪ )1‬يوسي ميلماف‪ :‬صحيفة ىآرتس‪.2005/5/27 ,‬‬


‫(‪ )2‬تقرير للقناة الثانية اإلسرائيلية‪ :‬تاريخ ‪.2003/7/1‬‬
‫(‪ )3‬مركز اإلعبلـ الفلسطيين كاؼبعلومات‪.2004/4/30:‬‬
‫(‪ )4‬ؾبلة أخبار النقب‪ :‬القدس‪.2004\7\6 ،‬‬
‫‪- 99 -‬‬
‫كمن اغباالت أيعان النمو غري الطبيعي لؤلمعاء عند أحد األشخاص‪ ,‬حيث أصبح شكلها مثل شبرة الكوسا‪,‬‬
‫كىو تشوه غريب من نوعو‪ ,‬كَف ىبف أف السبب كراء ذلك ىو اإلشعاعات النوكية اليت تصل إُف جنوب اػبليل‬
‫من اؼبكبات النوكية اليت تقيمها "إسرائيل" ىناؾ‪.‬‬
‫كذلك لوحظ ارتفاع نسبة مشاكل العقم عند كبل اعبنسني يف قرل جنوب اػبليل إُف ( ‪ )%62‬بسبب ىذه‬
‫اإلشعاعات‪ ,‬ألف ىذه النسبة غري طبيعية‪ ,‬كمن اؼبعركؼ أف "إسرائيل" تفرض تكتمان على اؼبوضوع‪ ,‬كتتعرض لكل‬
‫(‪)1‬‬
‫من وباكؿ إبراز ىذه اؼبشكلة‪.‬‬
‫ييذكر أف اإلشعاعات النوكية سبتلك طاقة كبرية‪ ,‬يصل تأثريىا إُف اعبينات الوراثية لدل اإلنساف‪ ,‬كمن ىنا‬
‫تتأثر الكركموسومات عن اإلنساف‪ ,‬فينتقل ىذا األثر عرب األجياؿ‪ .‬كخري مثاؿ على ذلك‪ ,‬ما حدث يف ىريكشيما‬
‫كناغازاكي‪ ,‬حيث أف التشوه الذم سببتو القنبلة اليت ألقيت على ىذه اؼبنطقة ما زاؿ مستمران يف الظهور حح‬
‫بدايات القرف الواحد كالعشرين‪.‬‬
‫لقد قامت بعض الدكؿ اؼباكبة اليت تساعد الشعب الفلسطيين بإحعار جهاز خاص إُف جنوب اػبليل‬
‫لبلستفادة منو يف رصد ظواىر طبيعية‪ ,‬ككضعو يف منطقة الظاىرية‪ ,‬إالَّ َّ‬
‫أف "إسرائيل" رفعت كضعو يف تلك‬
‫اؼبنطقة‪ ,‬خوفان من تسجيل إشارات نوكية‪ ,‬لذلك مت كضعو يف منطقة كادم أبو عقل يف السموع‪ ,‬كيعمل على‬
‫رصد سرعة الرياح كاألمطار كغريىا‪ ,‬كردبا كاف اعبهاز معطبلن اآلف كيصعب صيانتو بسبب سيطرة "إسرائيل" على‬
‫اؼبنطقة‪ ،‬كىذا اعبهاز كاف يظهر إشارات إلكرتكنية غامعة‪ ,‬يبدك أهنا ترصد نسبة اإلشعاعات النوكية‪ ,‬كتعطي‬
‫(‪)2‬‬
‫إشارات خبطورة النسبة يف ىذه اؼبناطق‪.‬‬
‫كذلك حذر اؼبكتب اإلقليمي لربنامج األمم اؼبتحدة للبيئة‪ ,‬من خطورة اإلشعاعات النوكية الصادرة عن‬
‫مفاعل "ديبونا" اإلسرائيلي اؼبوجود يف صحراء النقب‪.‬‬
‫كجاء يف مذكرة عممها على الدكؿ العربية‪ ,‬إف ىذه اإلشعاعات تؤثر بصورة سلبية كمباشرة على صبيع‬
‫الكائنات اغبية سواءن كاف اإلنساف أك اغبيواف أك النبات‪.‬‬
‫كأكضحت اؼبذكرة (‪ )3‬أف العديد من الدراسات كاألحباث‪ ,‬اليت أجرهتا مراكز الرصد اؼبتخصصة‪ ,‬أكدت كجود‬
‫تسرب إشعاعي نوكم من مفاعل "ديبونا" النوكم اإلسرائيلي‪ ,‬إثر تعرض اؼبفاعل ؼبشكبلت كأعطاؿ فنية مؤخران‪,‬‬
‫بسبب انتهاء فرتة العمر االفرتاضي للمفاعل النوكم الذم أقيم عاـ ‪ ,1963‬بدعم كسبويل من فرنسا‪ ,‬مشرية إُف‬

‫(‪ )1‬صحيفة الزماف‪ :‬القدس‪ ,‬العدد ‪.2004/7/7, 1855‬‬


‫(‪ )2‬صحيفة الوطن‪ :‬القدس‪www.qudsway2004/6/11 ,‬‬
‫(‪ )3‬ؾبلة أخبار النقب‪ :‬اػبليل‪.2004/7/6 ,‬‬
‫‪- 100 -‬‬
‫ضركرة قياـ الدكؿ العربية اجملاكرة لفلسطني‪ ,‬بازباذ إجراءات فاعلة لدرء األخطار الناصبة عن مفاعل "ديبونا"‬
‫اإلسرائيلي‪ ,‬بعد أف أصبحت ىذه الدكؿ عرضة للتأثري بتلك اإلشعاعات‪.‬‬
‫تؤكد أخطار‬ ‫كهبذا ىبلص الدكتور سفياف التل‪ ,‬اؼبستشار الدكِف يف شؤكف البيئة‪ ,‬إُف ؾبموعة من الوثائق‬
‫(‪)1‬‬
‫اؼبفاعل النوكم "ديبونا" كتلويثو للبيئة الفلسطينية كالبيئة احمليطة‪.‬‬
‫أووً‪ :‬تقرير بثتو القناة الثانية يف التلفزيوف اإلسرائيلي بتاريخ ‪ ,2003/7/1‬حيث أكد التقرير كفاة عشرات‬
‫العماؿ بالسرطاف‪ ,‬كأف اغبرائق تقع داخل اؼبفاعل بشكل يومي‪ ,‬كإف غيوـ صفراء سامة تنبعث من داخل اؼبفاعل‬
‫كاستنشقها العماؿ‪ .‬كأف اؼبياه الثقيلة اؼبنبعثة باإلشعاعات كالنفايات النوكية‪ ,‬قد تسربت إُف جرؼ جغرايف طبيعي‬
‫متصل بامتداده مع اؼبفاعل‪.‬‬
‫انياُ‪ :‬حبث علمي أجرتو كل من جامعة بن غوريوف كمصلحة اؼبياه اإلسرائيلية كمركز البحوث النوكية يف‬
‫كادم سوريك‪ ,‬كيؤكد البحث‪ ,‬أف اؼبواد اؼبشعة تسربت إُف اؼبياه اعبوفية يف النقب ككادم عربة‪ ,‬بسبب نشاط‬
‫"ديبونا"‪ ,‬كيف ىذا السياؽ بني أف ؾبموعة من طيور اللقلق قد شربت من بركة مياه قرب "ديبونا"‪ ,‬حيث نفق‬
‫(‪ )200‬طائر مهاجر‪ ,‬كقد مت اإلشارة لذلك سابقان‪.‬‬

‫الثا‪ :‬أشار احملاضر كذلك‪ ,‬إُف أف عبنة الصحة كالزراعة ( ‪ 15‬نائبان) يف الربؼباف اؼبصرم‪ ,‬قد كجهت نداءن‬
‫عاجبلن إُف الرئيس اؼبصرم السابق حسين مبارؾ‪ ,‬الزباذ قرار بوقف استخداـ اؼبياه اعبوفية يف النقب‪ ,‬كحذركا من‬
‫احتماؿ تلوث اؼبياه اؼبتاطبة ػؿ "إسرائيل"‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬كعن يديعوت أحرنوت عاـ ‪ ,2000‬نقل احملاضر عن العاَف اإلسرائيلي (عوزم إيباف)‪ ,‬كالذم عمل‬
‫يف مفاعل "ديبونا"‪ ,‬أف اؼبفاعل َف يعد آمنان‪ ,‬كطالب بعركرة إغبلقو قبل أف يتسبب يف كقوع كارثة‪ .‬حيث أف‬
‫مادة النيوتركنيوـ يصعب السيطرة عليها‪ ,‬كتسبب يف إحداث شقوؽ يف اإلظبنت كاغبديد‪ ,‬كما أف اؼببَّن يبكن أف‬
‫يتداعى أك تتسرب مواده اؼبشعة إُف اػبارج‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬كعن الكنيست اإلسرائيلي‪ ,‬نقل الدكتور التل‪ ,‬أنو مت مناقشة مشركع قانوف جديد‪ ,‬يطلب إغبلؽ‬
‫اؼبفاعل بعد ثبوت تقادمو‪ ,‬ك أف أععاء اعبهة العربية يف الكنيست (عصاـ ـبوؿ ك ؿبمد بركة كأضبد الطييب)‪ ,‬قد‬
‫تقدموا دبشركع يستند إُف كثائق كتقارير فنية‪ ,‬تكشف حدكث تسرب إشعاعي‪ ,‬سبب ضرران باؼبنطقة احمليطة‬
‫باؼبفاعل‪ ,‬كالذم أصبح قنبلة موقوتة هتدد اؼبنطقة بكاملها‪ ,‬كما أف الغموض أفقد "إسرائيل" قدرهتا على معاعبة‬
‫األعطاب‪ ,‬فبا فاقم اػبطر‪.‬‬

‫‪htpp;\\ www. 4eco. Com‬‬ ‫‪6\10\2004‬‬ ‫البيئة‪.‬‬ ‫(‪ )1‬خاص بأخبار‬

‫‪- 101 -‬‬


‫كقد طالب اليمني اؼبتطرؼ بطرد النواب العرب الثبلثة من الكنيست‪ ,‬بسبب كشفهم للكارثة‪ ,‬كما طالب‬
‫(آربيو أراد) ععو عبنة الطاقة بالكنيست من احملكمة اإلسرائيلية‪ ,‬إغبلؽ حزب حداش العريب‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬صحيفة (جنزانتلجنس رفيو) ‪ ,1999‬كاؼبتخصصة يف اؼبسائل الدفاعية‪ ,‬كاعتمادان على صور‬
‫األقمار الصناعية التجارية‪ ,‬تقوؿ‪ :‬إف ىناؾ أضراران جسيمة يف جسم اؼبفاعل بسبب اإلشعاعات‪.‬‬
‫سابعاً‪ :‬اػببري النوكم األمريكي (ىاركلد ىاك)‪ ,‬حصل على كثائق من داخل اؼبفاعل‪ ,‬كحلل صوران لطائرة‬
‫ذبسس ركسية‪ ,‬كاستنتج دالالت عن تسرب كبري لئلشعاعات‪ ,‬كأف ىناؾ تآكل يف البنية اؼبعدنية اليت تغلف‬
‫اؼبفاعل‪ ,‬بسبب مستول اإلشعاع العاِف‪.‬‬
‫كقارف "ديبونا" دبحطة (ىاتفورد) النوكية قرب كاشنطن‪ ,‬حيث تبلشت اؼبساحات اػبعراء يف احملطتني كقد‬
‫أغلقت ؿبطة ىاتفورد‪ ,‬ككلف تنظيفها مليارات الدكالرات‪.‬‬
‫امناً‪ :‬ىيئة اإلذاعة الربيطانية ‪ ,BBC‬كاليت عرضت فيلمان عن األسلحة النوكية اإلسرائيلية‪ ,‬صدر قرار‬
‫إسرائيلي دبقاطعتها‪ ,‬يف حني حصلت احملطة على جائزة زايد الدكلية للبيئة‪ ,‬كىي أكرب جائزة بيئية يف العاَف‪,‬‬
‫بسبب بثها للوعي البيئي بأكثر من (‪ )40‬لغة‪ ,‬كدخوؽبا كل بيت يف العاَف‪.‬‬
‫تاسعاً‪( :‬كرنر فارد) الكولنيل اؼبتقاعد‪ ,‬كالذم شغل عدة مناصب قيادية يف اعبيش األمريكي‪ ,‬يقوؿ إف‬
‫"إسرائيل" سادس دكلة نوكية يف العاَف‪ ,‬حيث أهنا سبتلك ( ‪ )400‬قنبلة ذرية كىيدركجينية‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كقارف ذلك باؼبخزكف النوكم لدل الدكؿ الكربل‪ ,‬فكانت حسب (كرنر فارد)‪:‬‬
‫‪ )10500(- 1‬رأس نوكم لدل الواليات اؼبتحدة األمريكية‪.‬‬
‫‪ )10000(- 2‬رأس لدل ركسيا‪.‬‬
‫‪ )1510(- 3‬رأس لدل باكستاف ‪.‬‬
‫‪ )464(- 4‬رأس لدل فرنسا‪.‬‬
‫‪ )410(- 5‬رأس لدل الصني‪.‬‬
‫‪ )400(- 6‬رأس لدل "إسرائيل"‪.‬‬
‫‪ )185(- 7‬رأس لدل إنكلرتا‪.‬‬
‫‪ )60(- 8‬لدل اؽبند‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق‪. 2004\10\6 :‬‬


‫‪- 102 -‬‬
‫كأشار الدكتور سفياف التل إُف ضركرة أخذ ىذه األرقاـ باغبذر الشديد‪ ,‬كخاصة أرقاـ باكستاف‪ ,‬حيث‬
‫درجت الواليات اؼبتحدة األمريكية‪ ,‬على تعخيم قوة الدكؿ اليت زبطط لعرهبا‪ ,‬كما جعلت العراؽ ثالث أقول‬
‫قوة يف العاَف‪ ,‬سبهيدان لعربو كاحتبللو‪.‬‬
‫إذانكل اؼبؤشرات تثبت بالوقائع حدكث تصدع كتسرب للمفاعل النوكم اإلسرائيلي "ديبونا"‪ ,‬كالذم يؤثر‬
‫تأثريان مباشران على الرتبة كاؼبياه كاؽبواء يف منطقة النقب كما هباكرىا من الدكؿ العربية‪ ,‬مهددان سبلمة اإلنساف‬
‫كإصابتو باألمراض اؼبزمنة‪ .‬كال يتوقف األمر عند مفاعل "ديبونا" فقط‪ ,‬بل يتعداه إُف أكثر من ذلك‪ ,‬كىو امتبلؾ‬
‫"إسرائيل" للكثري من األسلحة كالقنابل النوكية‪ ,‬كاليت هتدد مستقبل منطقة الشرؽ األكسط عامة كاؼبنطقة العربية‬
‫خاصة‪ ,‬حبياة غري مستقرة كغري آمنة‪ .‬كما يبكن عملو ىو تعافر اعبهود الدكلية إليقاؼ أك اغبد من الربامج‬
‫النوكية اإلسرائيلية اؼبتنامية‪.‬‬
‫جراء الملو ات اإلسرائيلية األخرى‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تلوث البيئة الفلسطينية ّ‬
‫تعد اؼبستوطنات اإلسرائيلية االحتبللية‪ ,‬اؼبقامة على األراضي الفلسطينية كالعربية‪ ,‬من أخطر التهديدات‬
‫على البيئة الفلسطينية كالعربية‪ ,‬إف كاف يف العفة الغربية أك قطاع غزة أك اعبوالف‪ ,...‬ألف ذلك يعين السيطرة على‬
‫األرض كمواردىا‪.‬‬
‫فقد أقامت "إسرائيل" عددانكبريان من اؼبستوطنات‪ ,‬انتشرت يف ـبتلف األراضي الفلسطينية كالعربية احملتلة مع‬
‫تركيزىا يف مناطق معينة‪ ,‬يسهل من خبلؿ االستيبلء عليها ذبزئة األراضي العربية كالفلسطينية احملتلة إُف أجزاء‬
‫يصعب معها التواصل اعبغرايف بني التجمعات السكانية الفلسطينية كالعربية احملتلة ‪.‬‬
‫كيشمل بناء اؼبستوطنات االحتبللية‪ ,‬مصادرة األراضي كذبريفها كاقتبلع األشجار اؼبثمرة كغري اؼبثمرة‬
‫كالغابات كاألحراش‪ ,‬إذ قامت باقتبلع أكثر من نصف مليوف شجرة‪ ,‬كإزاحة مساحات كاسعة من النفايات‪,‬‬
‫كىذا كلو سوؼ يهدد التنوع البيئي اغبيوم‪.‬‬
‫كذلك أدت عمليات االستنزاؼ اإلسرائيلي للمياه الفلسطينية إُف تناقص كميات ىائلة من مياه اػبزاف‬
‫اعبويف‪ ,‬كقد قيدِّر العجز السنوم يف اػبزاف اعبويف بأربعني إُف طبسني مليوف مرت مكعب‪ ,‬كىو ما من شأنو هتديد‬
‫اغبياة اغبيوانية كالنباتية‪ ,‬كيزيد من ملوحة الرتبة‪ ,‬باإلضافة إُف اؼبعاناة اليومية اليت سيواجهها السكاف‬
‫(‪)1‬‬
‫الفلسطينيني‪.‬‬

‫(‪ )1‬موقع فلسطني برس‪ :‬بعنواف (البيئة الفلسطينية كما تتعرض لو من اعتداءات احتبللية)‪.2005/2/25 ،‬‬
‫‪- 103 -‬‬
‫باإلضافة إُف نقص اؼبياه فإف عملية تلويثها‪ ,‬تعترب اؼبشكلة األخطر اليت تتعرض ؽبا اؼبياه الفلسطينية احملتلة ‪.‬‬
‫كمن أبرز اؼبلوثات‪ ,‬ىي اؼبياه العادمة‪ ,‬كاؼبخصبات الزراعية‪ ,‬كمبيدات اآلفات‪ ,‬باإلضافة إُف النفايات الصلبة‬
‫بأنواعها‪.‬‬
‫كتقوـ "إسرائيل" بتلويث اؼبياه الفلسطينية بطرؽ مباشرة كغري مباشرة‪ ,‬فمستوطناهتا اؼبنتشرة يف أرجاء‬
‫األراضي الفلسطينية احملتلة‪ ,‬تقوـ بعخ مبليني األمتار اؼبكعبة من اؼبياه العادمة يف األكدية كاألراضي الزراعية‪ ,‬كىي‬
‫مياه غري معاعبة‪ ,‬كتصرؼ يف األكدية كاألراضي الزراعية‪.‬‬
‫إف اؼبياه العادمة اؼبتدفقة عرب األكدية كاألراضي الزراعية الفلسطينية‪ ,‬تلحق أضراران بالبيئة الفلسطينية‪ ,‬إذ‬
‫تلوث مياه اػبزاف اعبويف بعد تسرهبا إليو‪ ,‬كتزيد نسبة النرتات كاألمبلح‪ ,‬فبا يؤدم إُف عدـ صبلحية اؼبياه‬
‫لبلستخداـ اآلدمي‪ ,‬باإلضافة إُف أهنا تسبب يف إحداث أضرار بيئية كبرية‪ ,‬حيث تزيد من ملوحة الرتبة بعد زيادة‬
‫نسبة الصوديوـ‪ ,‬كىذا يؤدم إُف انسداد مساماهتا‪ ,‬كعدـ قابليتها لئلنتاج‪ ,‬كمن مث تؤدم إُف التقليل من الغطاء‬
‫النبايت‪ ,‬كانتشار ظاىرة التصحر‪ ,‬اليت تؤدم إُف تدىور التنوع اغبيوم‪ ,‬باإلضافة إُف تركها آلثار بيئية ضارة‪ ,‬مثل‬
‫الركائح الكريهة اؼبزعجة‪ ,‬كانتشار األكبئة كاغبشرات‪.‬‬
‫إضافة إُف ما سبق‪ ,‬فقد طالت االعتداءات اإلسرائيلية على البيئة الفلسطينية‪ ,‬اؽبواء نتيجة التلوث الناتج‬
‫عن استخدامات كسائط النقل احمللية يف اؼبناطق اآلىلة بالسكاف‪ ,‬كعملت على زيادة معدالت ىذا التلوث عن‬
‫طريق عشرات اؼبصانع اؼبنتشرة يف مستوطناهتا بالعفة كغزة‪ ,‬إذ تنفث ىذه اؼبصانع مبليني األطناف من الغازات‬
‫السامة اليت تلحق أضراران بالصحة العامة ‪ .‬إال أف أبرز ملوثات اؽبواء‪ ,‬الغبار الناتج عن مقالع اغبجارة اإلسرائيلية‬
‫يف العفة الغربية‪ ,‬حيث تنتشر كميات ىائلة من الغبار يف اؽبواء‪ ,‬كتسبب يف إغباؽ األضرار دبساحات كاسعة من‬
‫األراضي الزراعية بعد أف تتساقط ذرات ىذا الغبار على احملاصيل الزراعية كاألشجار‪ ,‬األمر الذم يعمل على‬
‫تدمريىا‪ ,‬كبالفعل تعرضت مساحات كاسعة من األراضي الزراعية يف العفة إُف التدمري‪ ,‬ألف ىذا الغبار يبنع‬
‫النباتات كاألشجار من النمو‪.‬‬
‫كباإلضافة إُف الغبار فإف كميات كبرية من الغازات السامة كالعارة الناذبة من اؼبصانع اإلسرائيلية داخل‬
‫اػبط األخعر‪ ,‬تصل إُف األجواء الفلسطينية بفعل الرياح‪ ,‬بسبب قرب موقعها اعبغرايف من اغبدكد‪ ,‬كما كصل‬
‫الدخاف كالغازات الناذبة عن ؿبطات توليد الطاقة العاملة بالفحم بفعل الرياح‪ ,‬لتزيد من درجات تلوث اؽبواء‪.‬‬
‫كما تتعرض تعاريس الساحل الفلسطيين‪ ,‬كخاصة يف قطاع غزة‪ ,‬إُف عمليات إىدار كبرية نتيجة إزالة‬
‫كميات ىائلة من الرماؿ‪ ,‬كإلقاء النفايات الصلبة كاؼبياه العادمة على ساحل البحر‪ ,‬كلعل إزالة الرماؿ من أخطر‬
‫ما يواجهوي الساحل الفلسطيين‪ ,‬حيث تقوـ "إسرائيل" بسرقة كميات ىائلة من الرماؿ عن طريق مستوطناهتا‪,‬‬
‫كتستمر "إسرائيل" يف سرقتها للرماؿ الفلسطينية‪ ,‬إذ توجد العديد من مقالع الرماؿ يف اؼبستوطنات اإلسرائيلية أك‬

‫‪- 104 -‬‬


‫بالقرب منها ‪ .‬حيث أف إزالة رماؿ الشواطئ بشكل عشوائي سوؼ يفقده قيمتو اعبمالية‪ ,‬كخاصة كأنو اؼبتنفس‬
‫الوحيد لسكاف غزة كالعفة الغربية‪ ,‬باإلضافة إُف اػبسائر االقتصادية الكبرية‪ ,‬ألف الرماؿ أصبحت اآلف ثركة‬
‫اقتصادية ىامة‪ ,‬لبلعتماد عليها يف صناعة مواد البناء كالزجاج كغريىا من الصناعات‪ ,‬باإلضافة إُف أف إزالتها‬
‫سترتؾ كراءىا حفران سرعاف ما تتحوؿ إُف مكبات للنفايات الصلبة كاؼبياه العادمة‪.‬‬
‫لقد امتازت فلسطني على الرغم من صغر مساحتها بتنوع نباتاهتا كحيواناهتا الربية‪ ,‬فعلى صعيد النباتات‪,‬‬
‫ىناؾ (‪ )2500‬نوع من ـبتلف العائبلت النباتية‪ ,‬مثل العائلة النجيلية كالقرنية كاػبيمية كالقرنفلية كالزنبقية‪.‬‬
‫أما على صعيد اغبياة اغبيوانية الربية‪ ,‬فهناؾ ( ‪ )33‬عائلة من الثديات‪ ,‬ك ( ‪ )65‬عائلة من الطيور‪ ,‬تعم‬
‫(‪ )470‬نوعان يتكاثر فيها حواِف ( ‪ )170‬نوعان ك( ‪ )150‬نوعان من الثديات‪ ,‬كىناؾ الطيور اؼبقيمة كالطيور‬
‫(‪)1‬‬
‫اؼبهاجرة كالزائرة‪.‬‬
‫إف ىذا التنوع اغبيوم‪ ,‬إمبا يعود إُف تنوع الظركؼ اؼبناخية كالطبيعية يف فلسطني‪ ,‬إال أنو معرض للتدىور‬
‫بسبب اإلعتداءات اإلسرائيلية‪ ,‬فإزالة اؼبساحات الكبرية من الغابات سوؼ يؤدم حتمان إُف اختفاء الكثري من‬
‫أنواع النباتات الربية‪ ,‬بسبب التغيري البيئي الذم حدث بعد التدخل اإلسرائيلي دبمارستو التدمريية‪ ,‬ككذلك‬
‫اغبيوانات الربية‪ ,‬فإنو ييتوقع اختفاء أعداد كبرية منها بسبب تدمري بيئاهتا‪ ,‬كذلك طالت االعتداءات اإلسرائيلية‪,‬‬
‫اؼبوركث اغبعارم‪ ,‬حيث كانت فلسطني دكمان ملتقى اغبعارات على مر العصور‪ ,‬فقد تعرضت الكثري من اآلثار‬
‫اؼبعمارية‪ ,‬كاؼبعابد كاؼبدرجات كالكنائس كاؼبساجد كاؼبقابر كآبار اؼبياه كقنوات الرم لبلعتداءات من قبل قوات‬
‫االحتبلؿ اإلسرائيلي‪.‬‬
‫كسوؼ يتم إلقاء العوء أكثر على بعض مصادر ت ؿكث البيئة الفلسطينية من مياه عادمة كغازات‬
‫كإشعاعات ـبتلفة كملوثات مصانع إسرائيلية‪ ,‬ككذلك ملوثات اؼبقالع كاحملاجر اإلسرائيلية اؼبنتشرة بشكل كبري يف‬
‫العفة الغربية من خبلؿ ما يلي‪:‬‬
‫أووً‪ :‬التلوث الصادر عن المياه والمياه العادمة‬
‫من اؼببلحظ أف جودة البيئة يف حالة تراجع خطري‪ ,‬كخاصة إذا ما مت النظر إُف مسألة اؼبياه يف فلسطني‬
‫احملتلة‪ .‬فاؼبستعمرات اإلسرائيلية تنفث ظبوـ مياىها كبو احمليط اجملاكر الفلسطيين‪ ,‬كىذا باعرتاؼ اإلسرائيليني‬
‫أنفسهم‪ ,‬حيث نشرت منظمة (االنساف كالطبيعة كالقانوف) اإلسرائيلية‪ ,‬تقريران حوؿ البيئة يف الببلد‪ ,‬قدمتو إُف‬
‫رئيس الدكلة موشي كتساؼ (آنذاؾ)‪ ,‬تبني فيو أف جودة البيئة ىي يف حالة تراجع خطري‪ ,‬كعلى سبيل اؼبثاؿ‪ ,‬إف‬
‫مياه الشرب اليت ذبرم يف منشآت مشركع الناقل القطرم ربتوم على مواد سامة كخطرية‪ ,‬كاؽبواء ملوث دبواد‬
‫تسبب مرض السرطاف‪ ,‬كلكل إنساف يف "إسرائيل" توجد فقط سبعة أمتار مربعة من اؼبساحة اػبعراء‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق‪.‬‬


‫‪- 105 -‬‬
‫كيشري التقرير إُف أف الفرد العادم يقف عاجزان أماـ اؼببادرين كأصحاب رؤكس األمواؿ الذين يسببوف ذلك‬
‫التلوث‪ ,‬كما يكشف التقرير أف قائمة تشتمل على عدة مصانع يبلك أصحاهبا أمواالن طائلة‪ ,‬كجدت على أهنا‬
‫مسببة للتلوث البيئي‪ ,‬كرغم ذلك َف ييقدـ أصحاهبا للمحاكمة‪.‬‬
‫كاتعح من التقرير أيعان أف ‪ %48‬من آبار مياه الشرب كسط "إسرائيل" ملوثة‪ ,‬كأف ‪ ,%87‬من ؿبطات‬
‫الوقود يشتبو بأهنا تسرب كقودان لؤلرض كللمياه اعبوفية‪ ,‬إذ كجدت مركبات نفطية يف ‪ ,%11‬من مناطق اغبفر‬
‫(‪)1‬‬
‫للتنقيب عن مياه الشرب‪ ,‬كيقوؿ اػبرباء‪ ,‬إف ىذه اؼبواد قد تكوف مسببة ؼبرض السرطاف‪.‬‬
‫كذلك حذرت (اػبدمات اؽبيدركلوجية) يف سلطة اؼبياه اإلسرائيلية‪ ,‬يف تقرير تناكؿ كضع اؼبياه يف الببلد‪ ,‬من‬
‫أف "إسرائيل" سوؼ ذبد نفسها يف اؼبستقبل القريب‪ ,‬غري قادرة على استغبلؿ نسبة ملموسة من مصادر اؼبياه‬
‫الطبيعية يف الببلد‪.‬‬
‫كأشار التقرير‪ ,‬إُف أف السبب يعود إُف التدىور اؼبتواصل يف نوعية اؼبياه‪ ,‬باإلضافة إُف تغري اؼبناخ‪ ,‬كالذم‬
‫يؤدم إُف البفاض كمية الركاسب استنادان إُف معطيات العاـ ‪.2006‬‬
‫كحبسب التقرير اؼبذكور‪ ,‬باإلضافة إُف تقرير عبنة ـبتصني برئاسة الربكفسور (أفنري عدين)‪ ,‬فإف غالبية مياه‬
‫حوض الساحل ليست باعبودة اؼبطلوبة‪ ,‬حيث أف نصف كمية اؼبياه ليست بالنوعية اؼبسموح هبا‪.‬‬
‫كبعد فحص نوعية اؼبياه اليت مت ضخها من حوض الساحل‪ ,‬تبني أف ‪ %16‬بنوعية سيئة‪ ,‬كليست حبسب‬
‫اؼبواصفات اؼبطلوبة من جهة نسب أمبلح الكلورات كالنيرتات اليت تلوث اؼبياه‪ ,‬كاليت مصدرىا اؼبياه العادمة‬
‫كاألظبدة كالزراعية‪.‬‬
‫‪ %95‬من مياه اغبوض‪ ,‬فبا يعين أف‬ ‫كربصل ظاىرة التلوث كزيادة اؼبلوحة يف اؼبناطق اليت يتم فيها ضخ‬
‫مشكلة التلوث ستتفاقم‪.‬‬
‫يف اؼبقابل‪ ,‬فإف مياه حوض اعببل‪ ,‬كباؼبقارنة مع مياه حوض الساحل‪ ,‬ال تزاؿ بنوعية جيدة‪ ,‬بيد أف تقرير‬
‫اػبدمات اؽبيدرك لوجية يشري إُف حصوؿ تلوث يف منطقة طولكرـ كقلقيلية‪ ,‬كاليت كانت قد أشارت تقارير سابقة‬
‫(‪)2‬‬
‫إُف أف مصدرىا‪ ,‬ىو اؼبياه العادمة للمستوطنات اؼبقامة يف تلك اؼبناطق ‪.‬‬
‫كذلك فإف ىناؾ خطر يهدد بتلوث حبرية طربيا كالودياف كمصادر اؼبياه يف منطقة اعبليل األعلى‪ ,‬حيث‬
‫(‪)3‬‬
‫يتدفق (‪ )4000‬مرت مكعب من اؼبياه العادمة يوميان‪ ,‬إُف الودياف يف اعبليل كمنها إُف حبرية طربيا ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ديفيد ىاكوىني‪ :‬صحيفة يديعوت أحرنوت‪.2003/3/29 ,‬‬


‫(‪ )2‬موقع عرب‪www.arabs48.com :48‬‬
‫(‪ )3‬مكتب االرباد الصحفي‪ :‬حيفا‪.2005/4/22 ,‬‬
‫‪- 106 -‬‬
‫كحح زبترب "إسرائيل" منتجات مصانعها من األسلحة الكيماكية‪ ,‬عبأت إُف تسميم آبار اؼبياه يف العديد من‬
‫القرل الفلسطينية أك تلويثها دبواد كيماكية ـبتلفة‪ ,‬ككانت النتائج انتشار عدة إصابات بالعقم أك الشلل أك‬
‫االضطرابات اؽبعمية أك النفسية بني سكاف القرل‪ .‬كذلك عمدت قوات االحتبلؿ إُف إلقاء أطعمة أطفاؿ‬
‫فاسدة أك ملوثة دبا فيها حلول األطفاؿ كرقائق البطاطا كعلب العصري كليس من الغرابة ما يفعلو االحتبلؿ‬
‫اإلسرائيلي يف ىذه األياـ من تلويث للمياه‪ ,‬إذا ما مت اؿكشف كاؿحبث يف أياـ تأسيس "دكلتو" عاـ ‪ 1948‬من‬
‫فكر كحقد وبملونو للفلسطينيني كالعرب ككل‪ )1( .‬حيث حقن الصهاينة يف ‪ ,1948/4/22‬مياه الشرب يف‬
‫قناة عكا جبرثومة التيفوئيد‪ ,‬كسرعاف ما انتشرت ضبى التيفوئيد بني األىاِف كاعبنود الربيطانيني‪ ,‬كيف أكؿ إحصاء‬
‫بلغ عدد اؼبصابني ( ‪ )70‬مدٓف ك( ‪ )55‬بريطآف‪ ,‬كىذا حدث ألكؿ مرة يف فلسطني‪ ,‬حيث خلت اؼبدينة من‬
‫أىلها كىجرىا معظمهم‪.‬‬
‫كذلك عبأت "إسرائيل" إُف تطبيق نفس اػبطة يف غزة يف ‪ ,1948/5/22‬كلكنها انكشفت من قبل‬
‫القوات اؼبصرية حيث اعرتؼ عدد من اعبنود اإلسرائيليني بتسميم مصادر اؼبياه يف غزة بشكل جزئي‪ .‬كيف‬
‫‪ ,1948/7/22‬قدمت اؽبيئة العربية العليا إُف ىيئة األمم اؼبتحدة تقريران مطوالن‪ ,‬يتهم اليهود بالتخطيط كالتنفيذ‬
‫(‪)2‬‬
‫كإقامة اؼبختربات غبرب اإلبادة ضد العرب باستعماؿ اعبراثيم كالبكرتيا‪.‬‬
‫كبالتاِف فإف "إسرائيل" ضالعة يف تلويث اؼبياه كالبيئة الفلسطينية عرب صراعها مع العرب‪ ،‬كاؽبدؼ ىو قتل‬
‫اإلنساف كمكونات اغبياة على األرض‪.‬‬
‫انياً‪ :‬التلوث الصادر عن الغازات السامة والمواد المشعة‬
‫ال يبكن أف يتصور العقل البشرم أف جسم اإلنساف يبكنو ربمل ارتفاع درجة اغبرارة إُف ( ‪ )2000‬درجة مئوية‪,‬‬
‫بفعل اليورانيوـ كالرصاص‪ ,‬كالذم يعد استخدامهما ناجع أيعان يف صهر اؼبدرعات العسكرية اغبديدية‬
‫كىذا ما حدث عندما قصف الكياف اإلسرائيلي (حي الدرج) يف غزة سبوز ‪ ,2002‬بصاركخ‪ ,‬تسبب يف‬
‫ؾبزرة راح ضحيتها ( ‪ )18‬فلسطينيان‪ ,‬ىذا الصاركخ َف يكن عاديان‪ ,‬كإمبا ؿبشو حبواِف ( ‪ )70‬عنصران مشعان من‬
‫اليورانيوـ كالرصاص كالعادـ‪ ,‬كاليت ال تقل أم منها خطورة عن األخرل بالنسبة لئلنساف‪ ,‬حيث تسبب السرطاف‬
‫كاألكراـ كالتخلف العقلي لدل األطفاؿ‪.‬‬
‫كىذا ما أثبتو الفحص كالتدقيق العلمي كأطلق عليو (الطيف الغامي)‪ ,‬كىذا حبسب تقرير متخصص ؽبيئة‬
‫االستعبلمات الفلسطينية‪.‬‬

‫(‪ )1‬ؾبدم كامل‪ :‬األسرار النووية‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.214‬‬


‫(‪ )2‬موقع نداء القدس‪www.quds way.com ,2005/2/10 :‬‬

‫‪- 107 -‬‬


‫كذلك استخدمت "إسرائيل" الغازات السامة يف مدينة خاف يونس (حيث يتزعم مشعوف برييز الرئيس‬
‫اؼبؤقت غبزب العمل اإلسرائيلي)‪ ,‬كاليت أصابت العشرات من اؼبواطنني حباالت إغماء كإعياء شديدين‪ ,‬فعبلن عن‬
‫(‪)1‬‬
‫جراء استنشاقهم ؽبذه الغازات احملرمة دكليان أصبلن‪.‬‬
‫حاالت التشنج كاؽبسترييا اليت أصابت عددان آخر منهم ٌ‬
‫كىذا ما أكدتو سلطة جودة البيئة الفلسطينية على لساف رئيسها(د‪ .‬يوسف أبو صفية)‪ ،‬أف تلك الغازات‬
‫ىي غازات أعصاب‪ ,‬حيث مت فحص عينات من القنابل غري احملرتقة كليان‪ ,‬كتبني من خبلؿ الفحص أهنا تتكوف‬
‫من ؾبموعة من غازات األعصاب‪ ,‬لذا عاْف اؼبصابوف من التشنج‪....‬‬
‫كذبدر اإلشارة‪ ,‬إُف أف التعرض للمواد اؼبشعة جبرعات ضعيفة على مدل طويل‪ ,‬تشكل خطرانكبريان على‬
‫األجنة كعلى األطفاؿ‪ ,‬كما تسبب اإلصابة السرطاف‪.‬‬
‫كقد طالبت سلطة جودة البيئة‪ ,‬الوكالة الدكلية للطاقة الذرية‪ ,‬للتحقق كالتأكد من اؼبستول الذم كصل إليو‬
‫اإلشعاع يف اؼبنطقة العربية يف كل االذباىات ‪ .‬كالواضح كاؼبؤكد ىو أف "إسرائيل" ىي األكثر أمانان‪ ,‬فأماكن‬
‫التجمع السكآف يف الشماؿ‪ ,‬كىي بعيدة عن اؼبفاعل النوكم الراقد يف اعبنوب‪ ,‬إضافة إُف أف معدؿ اذباه الريح‬
‫يف فلسطني ‪ %95‬منو مشاؿ غريب‪ ,‬أم اذباه الريح معاد للتجمع السكآف اإلسرائيلي‪ ,‬كالتسرب اإلشعاعي‬
‫الناجم عن اؼبفاعل يتمثل يف أبسطو يف اليورانيوـ اؼبنعب‪ ,‬ذك التأثريات الكارثية العالية‪ ,‬كىو من العناصر الثقيلة‬
‫اليت تدمر كظائف الكلية كالكبد كاعبهاز التنفسي كتسبب الوفاة‪ ,‬حيث أف ذرة كاحدة فقط من اليورانيوـ اؼبشع‬
‫(‪)2‬‬
‫تكفي لئلصابة دبرض السرطاف اؼبميت ‪.‬‬
‫الثأ‪ :‬التلوث الصادر عن المصانع اإلسرائيلية‪:‬‬
‫أظهرت نتائج أعماؿ الفحص الفجائية‪ ,‬اليت قامت هبا كزارة البيئة اإلسرائيلية يف العاـ ‪ ,2004‬أف ‪%60‬‬
‫من اؼبصانع‪ ,‬ملوثة للبيئة كزبرؽ األنظمة اؼبسموحة لنفث األدخنة منها‪ ,‬فيما كانت نسبة اؼبصانع اؼبلوثة يف عاـ‬
‫‪ ,2003‬يف صبيع أكباء الببلد ‪ ,%58‬كذلك لوحظ يف ذلك العاـ عدد من اؼبستشفيات فد لوثت البيئة كقاـ‬
‫موظفو كزارة البيئة قبل اغبصوؿ على النتائج‪ ,‬بإجراء ( ‪ )156‬فحصان فجائيان يف ( ‪ )34‬مصنعان‪ ,‬تبني منها أف‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪ )21‬مصنعان يلوث البيئة كىبرؽ األنظمة‪.‬‬
‫كتبني من الفحوصات أف من تلك اؼبصانع اؼبلوثة انبعثت مع األدخنة مواد صغرية تتغلغل يف أجهزة التنفس‬
‫كتعر بالصحة‪ ,‬كتؤدم إُف حساسية اعبلد كسبس باعبهاز العصيب كبالعيوف كإُف االلتهابات الرئوية كأكجاع‬
‫الصدر‪.‬‬

‫‪www.alwifaq.net‬‬ ‫(‪ )1‬صحيفة الوفاؽ‪.2004 :‬‬


‫(‪ )2‬اؼبرجع السابق‪.‬‬
‫)‪ )3‬مكتب االرباد الصحفي‪ :‬حيفا‪.2005/4/19 ,‬‬
‫‪- 108 -‬‬
‫رابعاً‪ :‬التلوث الصادر عن المقالع والمحاجر‪:‬‬
‫تعد صناعة اغبجر كالرخاـ إحدل أىم الصناعات‪ ,‬كعمودان من أعمدة االقتصاد الوطين يف األراضي‬
‫الفلسطينية‪ ,‬ال سيما يف منطقة اعبليل‪ ,‬غري أف اؼبخاطر البيئية ؽبذه الصناعة‪ ,‬باتت كمنذ سنوات تدؽ ناقوس‬
‫اػبطر‪ ,‬كتتهدد آالؼ اؼبواطنني‪ ,‬بينهم عدد كبري من األطفاؿ باؼبوت‪.‬‬
‫كتؤكد دائرة التخطيط كالسياسات البيئية يف سلطة جودة البيئة الفلسطينية‪ ,‬أف سلطات االحتبلؿ تستنزؼ‬
‫على الدكاـ‪ ,‬اؼبوارد الطبيعية الفلسطينية‪ ,‬كتلحق العرر باإلنساف كاغبيواف كاألراضي الزراعية‪ ,‬كذلك عرب تشجيعها‬
‫إلقامة اؼبنشآت الصناعية يف مناطق( ‪ -)c‬كىي مناطق غري خاضعة للسلطة الوطنية الفلسطينية (‪ .-)1‬كلكن ماىي‬
‫الغاية من ذلك؟‬
‫‪ ,)c‬وبد من‬ ‫إف كجود عشرات اؼبنشآت الصناعية‪ ,‬خصوصان اؼبتعلقة بصناعة اغبجر كالرخاـ يف مناطق(‬
‫مراقبة اعبهات اؼبختصة يف السلطة الوطنية ؽبا‪ ,‬كمن السيطرة عليها‪ ,‬كمن عدـ القدرة على اغبد من انتشارىا‪.‬‬
‫كتظهر الدراسات اؼبيدانية اؼبتخصصة يف ىذا اجملاؿ‪ ,‬كاليت أعدهتا مؤسسات حكومية كأىلية‪ ,‬أف صبيع‬
‫التجمعات السكانية اجملاكرة ؽبذه اؼبشآت‪ ,‬تعآف من السحب الكثيفة من الغبار اؼبتصاعد يف اعبو ؼبدة ( ‪)24‬‬
‫ساعة يوميان‪ ,‬حيث تبني أف ازديادان ملحوظان طرأ يف حاالت السرطاف لدل السكاف الذين يتنفسوف ىواءن مشبعان‬
‫(‪)2‬‬
‫بالغبار كاعبسيمات السامة‪ ,‬كاليت تؤدم إُف انتشار أمراض اعبهاز التنفسي كسرطاف الرئة ‪.‬‬
‫كؽبذا السبب فإف "إسرائيل" أصدرت قوانني منعت دبوجبها‪ ,‬إنشاء ؿباجر جديدة ضمن أراضيها‪ ,‬كباتت‬
‫تعتمد بصورة أساسية على اغبجر اؼبستخرج من العفة الغربية لسد احتياجاهتا‪ ,‬كتتجاكز اؼبخاطر البيئية الناصبة‬
‫عن صناعة اغبجر كالرخاـ إُف البيئة الفلسطينية‪ ,‬حيث تساىم يف تغيري الطبيعة اعبغرافية الفلسطينية كيف توسيع‬
‫رقعة التصحر‪.‬‬
‫كىكذا فإف األكضاع يف البلدات العربية احملتلة‪ ,‬كذبمعات الشرائح اؼبستععفة باتت مشحونة بشكل مقلق‪,‬‬
‫فاآلفات البيئية من صناعات ملوثة كنواقص يف البَّن التحتية‪ ,‬إضافة إُف اؼبلوثات اؽبوائية اؼبختلفة اؼبعرة‪ ,‬باتت‬
‫تشكل خطران حقيقان على حياة الناس الذين يدركوف العبلقة ما بني ىذه التلوثات كارتفاع اإلصابة باألمراض‬
‫اػبطرة‪ ,‬كالسرطاف كسواىا‪ ,‬ليعيف على ذلك الدكتور دكؼ حنني (ععو الكنيست اإلسرائيلي)‪ ,‬صبلة مفيدة‬
‫بقولو‪ ":‬للمتعررين ىوية اجتماعية كاضحة‪ ,‬إهنم العرب كأبناء الشرائح اؼبستععفة‪ ,‬كلكن أيعان للمل ًوثني أيعان‬

‫)‪ )1‬موقع اؼبنارة‪ :‬القدس‪.2003/12/29 ,‬‬


‫(‪ )2‬دكؼ حنني‪ :‬أحمر‪-‬أخضر (عالقة تكامل)‪ ,‬كراسة حوؿ األزمة البيئية‪ ,‬ترصبة أؾبد شبيطة‪ ,‬إصدار اؼبكتب الربؼبآف للنائب‬
‫دكؼ‪ ,2007 ,‬ص‪.50‬‬
‫‪- 109 -‬‬
‫ىنالك ىوية اجتماعية كاضحة‪ ,‬إهنم أصحاب رؤكس األمواؿ كاؼبصانع اليت تلوث دكف أم مساءلة من قبل‬
‫(‪)1‬‬
‫الدكلة"‪.‬‬
‫كعلى ذلك فإف األراضي كاؼبياه الفلسطينية تتعرض بشكل أك بآخر للعديد من اؼبلوثات كمان كنوعان من قبل‬
‫الكياف اإلسرائيلي‪ ,‬كذلك للعغط اؼبباشر كغري اؼبباشر على السكاف الفلسطينيني‪ ,‬كهتديد حياهتم كسبسكهم‬
‫بأرضهم‪" .‬فإسرائيل" رباكؿ تلويث البيئة الفلسطينية‪ ,‬ليس فقط باؼبلوثات كاإلشعاعات النوكية‪ ,‬بل باؼبياه العادمة‬
‫كبعض الغازات السامة كما ينفثو دخاف اؼبصانع اؼبختلفة كىواء اؼبقالع كاحملاجر‪ ,‬اليت ذباكر األراضي الفلسطينية‬
‫كسكاهنا من أجل القعاء على كجودىم أك هتجريىم إُف مناطق عربية أخرل‪.‬‬

‫(‪ )1‬موقع كفا‪ :‬اػبليل‪.2003/12/26 ,‬‬


‫‪- 110 -‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫تلوث البيئة في األراضي والمياه العربية المحتلة‬
‫تزايدت التحذيرات يف بداية القرف الواحد كالعشرين ‪ ,‬اليت تنذر حبدكث كارثة بيئية كإنسانية كربل هتدد‬
‫اؼببليني يف البلداف العربية اجملاكرة‪ ,‬بسبب تسرب اإلشعاعات النوكية الصادرة عن مفاعل "ديبونا" اإلسرائيلي‪,‬‬
‫كاإلشعاعات الصادرة عن النفايات اإلسرائيلية اليت رباكؿ "إسرائيل" إلقائها يف مكبات على اغبدكد العربية‬
‫احملتلة‪.‬‬
‫كأكدت العديد من الدراسات كاألحباث اليت أجرهتا مراكز الرصد اؼبتخصصة‪ ,‬كجود تسرب إشعاعي نوكم‬
‫من اؼبفاعل‪ ,‬إثر تعرضو ؼبشكبلت كأعطاؿ فنية بدايات القرف الواحد كالعشرين ‪ ,‬بسبب انتهاء العمر التشغيلي‬
‫(‪)1‬‬
‫االفرتاضي لو‪.‬‬
‫كلعل ما قامت بو "إسرائيل" عندما كزعت أقراص اليود على اؼبستوطنني اؼبقيمني بالقرب من مفاعلي‬
‫"ديبونا" كناحاؿ سوريك النوكيني‪ ,‬يثبت خوؼ "إسرائيل" من التسرب اإلشعاعي‪.‬‬
‫كتأيت بعدىا تأكيدات اؼبكتب اإلقليمي برنامج األمم اؼبتحدة للبيئة‪ ,‬الذم حذر من خطورة اإلشعاعات‬
‫النوكية الصادرة عن مفاعل "ديبونا" اإلسرائيلي اؼبوجود يف صحراء النقب‪.‬‬
‫كبدأ علماء إسرائيليوف يؤكدكف ذلك اػبطر الذم وبدؽ دبنطقة الشرؽ األكسط‪ ,‬حيث أثبت حبث علمي‬
‫إسرائيلي أجرتو جامعة بن غوريوف‪ ,‬إضافة إُف تصروبات اػببري اإلسرائيلي مردخام فعنونو‪ ,‬الذم اعتقل لسنوات‬
‫بسبب كشفو أسراران نوكية إسرائيلية من خبلؿ مقابلتو مع صحيفة الصاندم تايبز الربيطانية عاـ ‪,1986‬حيث‬
‫كشف عن كجود تسربان إشعاعيان من مفاعل "ديبونا" يبكن أف يؤثر على اؼبنطقة العربية‪ ,‬إضافة إُف قياـ فعنونو‬
‫(‪)2‬‬
‫بتقدٔف نصيحة إُف األردف‪ ,‬بإجراء فحوصات على اؼبواطنني األردنيني القريبني من اغبدكد على األراضي احملتلة ‪.‬‬
‫كحذر ىذا التقرير من انتقاؿ ىذا التلوث من اؼبياه اعبوفية إُف اإلنساف‪ ,‬كأكضح التقرير أف ىناؾ بوادر أكلية‪,‬‬
‫لوجود تلوث يف الرتبة اليت ستعمل على نقل خطر اإلشعاعات عن طريق اؼبزركعات إُف اإلنساف‪ ,‬لكن بالنظر إُف‬
‫التقرير فإف أخطر ما أشار إليو ىو تزايد نسب التسرب اإلشعاعي يف اآلكنة األخرية‪ ,‬ال سيما مع كجود أخبار‬
‫عن تصدع يف مفاعل "ديبونا"‪ ،‬كالذم أصبح عجوزان باعرتاؼ كثري من اؼبعاىد كالشخصيات العلمية‪.‬‬

‫موقع منارة‪ :‬آالؼ األسر الفلسطينية يتهددىا اؼبوت‪.2003 ,‬‬ ‫(‪) 1‬‬

‫(‪ )2‬عبداهلل النعيمي‪ :‬اآل ار المترتبة على التلوث اإلشعاعي الصادر عن "إسرائيل" ‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.62‬‬
‫‪- 111 -‬‬
‫إف ندرة اؼبعلومات اليت تأيت من األراضي الفلسطينية احملتلة‪ ,‬باإلضافة إُف تكتم "إسرائيل" كعدـ كشفها‬
‫ؼبفاعبلهتا النوكية كنفاياهتا السامة كملوثاهتا‪ ,‬هبعل من الصعوبة دبكاف تأكيد نسب التلوث داخل فلسطني كالدكؿ‬
‫العربية اجملاكرة‪ ,‬كما ينجم عنو من أضرار بيئية كبشرية‪.‬‬
‫لذلك سوؼ يتم إلقاء العوء على بعض اؼبعلومات اليسرية عن تعرض بعض دكؿ اعبوار لفلسطني احملتلة‪,‬‬
‫لئلشعاعات كالنفايات السامة‪ ,‬كبالتاِف هتديد صحة اإلنساف كؿبيطو اغبيوم‪.‬‬
‫سورم‪ ,‬األردف‪ ,‬مصر‪ ,‬لبناف‪.‬‬
‫كمن ىذه الدكؿ ‪ :‬ة‬
‫سوري والجوون السوري‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التلويث اإلسرائيلي لألراضي ال ة‬
‫حذرت سورية "إسرائيل" من زبزين النفايات النوكية يف اعبوالف السورم يف رسالة إُف اؼبنظمات الدكلية‪,‬‬
‫ككالة (الطاقة النوكية )‪ ,‬كأكدت بأف اعبنود اإلسرائيليني يقوموف حبفر األنفاؽ يف األراضي السورية من اعبوالف‬
‫احملتل‪ ,‬إللقاء نفايات نوكية‪ ،‬فبايشكل ـبالفة للقانوف الدكِف‪ ،‬كطالبوا اجملتمع الدكِف بالتدخل يف ىذه اؼبمارسة اليت‬
‫ؽبا عواقب كخيمة على البيئة السورية‪.‬‬
‫كاحتجت سورية من عدـ اإلكرتاث بالربنامج النوكم اإلسرائيلي السرم‪ ,‬يف الوقت اليت سبارس الواليات‬
‫اؼبتحدة األمريكية ضغطان من "إسرائيل" على سورية‪ ,‬باهتامها بتطوير أسلحة دمار شامل‪ ,‬كطالبت سورية اجملتمع‬
‫"إسرائيل" حبفر مكب‬ ‫الدكِف بالعغط على "إسرائيل"‪ ,‬كااللتزاـ دبعاىدة عدـ االنتشار النوكم‪ ,‬كقد قامت‬
‫نفايات نوكية يف أرض ؿباذية للحدكد السورية تعرؼ بػ ػ (نشبة اؼبقبلة )‪ ,‬كيطلق عليها عيوف الدكلة‪ ,‬نظران ؼبوقعها‬
‫االسرتاتيجي اؼبطل على مدينة دمشق كتتكوف مكبة النفايات النوكية من نفق بعمق ( ‪)100‬ـ‪ ,‬كقطره ( ‪)507‬ـ‬
‫(‪)1‬‬
‫كمصعد كهربائي كدرج لوليب الشكل من قمة النفق‪.‬‬
‫كتشكل اؼبنطقة حزامان ؿباطان بسور إظبنيت تنقل إليها شاحنات ؿبملة باؼبواد الكيمائية كاؼبشعة بصورة دكرية‪.‬‬
‫كتعترب طريقة التخلص اإلسرائيلية من اؼبواد السامة ذات تكلفة زىيدة باؼبقارنة مع اؼبستول الدكِف‪ ،‬كىو دفنها هبذه‬
‫الطريقة البدائية‪.‬‬
‫كإُف اعبانب الغريب كضعت مراكح ىوائية ضخمة يف منطقة بريقة كبئر عجم‪ ,‬تزيد سرعتها عن ( ‪)100‬كم‬
‫بالساعة‪ ,‬لتشغيلها يف حالة تسرب تلك اإلشعاعات يف اؽبواء‪ ,‬كربويلها إُف جهة الشرؽ من حدكدىا‪ ,‬ضباية‬
‫لسكاهنا من التلوث‪.‬‬
‫كتدفن "إسرائيل" جزءان من نفاياهتا النوكية يف ( ‪ )20‬موقعان على األرض السورية احملتلة من اعبوالف السورم‬
‫احملتل بناءن على اؼبصدر السابق‪ ,‬كأف ؿبطات اإلنذار اؼببكر اليت أنشأهتا "إسرائيل" يف اعبوالف‪ ،‬تتعدل يف أىدافها‬

‫(‪ )1‬أضبد ؾبدم رمعاف‪ :‬تلوث اؼبياه يف البحر اؼبيت‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.32‬‬
‫‪- 112 -‬‬
‫اغبدكد السورية‪ ,‬لتصل إُف العراؽ كغريه من الدكؿ العربية‪ ,‬ؿبذران من أف "إسرائيل" تعد للحرب يف الوقت الذم‬
‫(‪)1‬‬
‫يعد فيو العرب أنفسهم للسبلـ‪.‬‬
‫كقد عيرفت بعض مواقع مكبات النفايات كاؼبواد السامة اإلسرائيلية يف اعبوالف السورم احملتل عن طريق‬
‫ضبط حاالت كصفقات يف اؼبناطق الفلسطينية لوسطاء إسرائيليين مع ذبار فلسطينيني كعرب‪ ،‬بتكاليف أقل‬
‫كقيمة مادية أقل فبا لو يدفنت ىذه اؼبواد بطريقة منتظمة‪ ،‬حيث يكلف دفن الربميل الواحد الذم وبوم مواد سامة‬
‫(‪)2‬‬
‫خطرية بطريقة ـبالفة(‪ )500‬دكالر‪ ،‬بينما يكلف دفنو بطريقة نظامية كحسب اؼبواصفات ( ‪ )3000‬دكالر‪.‬‬
‫ككانت "إسرائيل" قد نفت يف عاـ ‪ ،2000‬أنباء ربدثت عن قيامها بدفن نفايات سامة يف مرتفعات‬
‫اعبوالف احملتلة‪ ،‬لكن اغبكومة السورية أكدت على دفن "إسرائيل" ؽبذه النفايات كخاصة يف قرية ؾبدؿ مشس‪،‬‬
‫"إسرائيل" من دفن ىذه النفايات‬ ‫كحثت األمم اؼبتحدة كأمينها العاـ(كويف عناف) على التدخل الفورم ؼبنع‬
‫(‪)3‬‬
‫السامة داخل قرل اعبوالف السورم‪.‬‬
‫إف ـباطر تلك النفايات النوكية يف اعبوالف كالطريقة اليت تدفن فيها‪ ,‬تكمن يف عمرىا الزمين‪ ,‬حيث ال يتعدل‬
‫(‪ )50-30‬عاـ‪ ,‬تتصدع بعدىا تلك اغباكيات الزجاجية‪ ,‬أك غرؼ اإلظبنت اؼبسلح‪ ,‬نتيجة للظركؼ اؼبناخية‬
‫كالطبيعية‪ ,‬حيث زبرج ىذه اؼبواد اؼبشعة كتنتقل خبل ؿ الرتكيبات األرضية بواسطة اؼبياه اعبوفية‪ ,‬كينجم عن ىذه‬
‫التصدعات‪ ,‬تسرب مادة اليورانيوـ اؼبنعب‪ ,‬ذك التأثري الكارثي العاِف‪ ,‬كىو من العناصر الثقيلة اليت تدمر كظائف‬
‫الكبد كالكلى كاعبهاز التنفسي‪ ,‬كتسبب الوفاة أك التشوه اعبيين‪ ,‬حيث أف ذرة كاحدة منو تكفي لئلصابة دبرض‬
‫السرطاف القاتل‪ ,‬كإُف فقداف خصوبة الرتبة‪ ,‬كقتل اغبيوانات كالنباتات‪ ,‬كاختفاء بعض أمباط اغبياة الربية‪ ,‬كإُف‬
‫تلوث مصادر اؼبياه‪ ,‬كتدىور صحي خطري يتفاقم تدرجيان كيسبب أمراضان خطرية ليس على من يلمسها أك‬
‫(‪)4‬‬
‫يشتمها فحسب‪ ,‬كإمبا على األجنة اؼبستقبلية للكائنات اغبية اليت تعيش يف ؿبيط اإلشعاع ‪.‬‬

‫ككفقان ؼبعلومات كتقارير إسرائيلية كدكلية‪ ,‬فقد مت تنفيذ خطة إسرائيلية‪ ,‬أقامت "إسرائيل" مبكجبها شريطان‬
‫نوكيان متعرجان‪ ,‬يف كهوؼ لولبية من صوامع نوكية‪ ,‬كعشرات الصواريخ اؼبزكدة برؤكس نوكية‪ ,‬كألغاـ نوكية تكتيكية‬
‫اليت تدمر يف ؿبيط تأثريىا‬ ‫كمواد مشعة أخرل قابلة لبلنفجار‪ ,‬كأطلق على ىذه اػبطة اسم (مقبلع داكد)‪,‬‬
‫اإلشعاعي يف حاؿ انفجارىا‪ ,‬كافة الكائنات اغبية‪ ,‬كتشرؼ على تنفيذ ىذه اػبطة كحدة ـبتارة من الصناعات‬
‫العسكرية تسمى كحدة (ىيتار)‪ ,‬حيث هبرم عملها بشكل سرم‪ ,‬غري خاضع ألم رقابة أك معايري أماف دكلية‪,‬‬

‫(‪ )1‬أضبد ؾبدم رمعاف ‪ :‬تلوث المياه في البحر الميت ‪ ,‬مرجع سابق‪ ,2008 ،‬ص‪.33‬‬
‫‪http\\ Gawlan. Org‬‬ ‫(‪ )2‬عصاـ ـبوؿ‪ :‬ؿباضرة ألقاىا يف مقر رابطة اعبامعيني‪ ,‬ؾبدؿ مشس‪20\12\2003 .2003 ,‬‬

‫(‪ )3‬مركز دمشق للدراسات النظرية كاغبقوؽ اؼبدنية‪.2004\2\4 :‬‬


‫(‪ )4‬مركز دمشق للدراسات النظرية كاغبقوؽ اؼبدنية‪ :‬دمشق‪.2004/2/4 ,‬‬
‫‪- 113 -‬‬
‫كتقعي اػبطة أيعان إعبلف حالة طوارئ قصول لدل سكاف اؼبستعمرات اإلسرائيلية لنقلهم إُف مبلجئ آمنة يف‬
‫(‪)1‬‬
‫الداخل اإلسرائيلي يف حاؿ حدكث أم تسرب ‪.‬‬
‫كرغم التحذيرات كاؼبخاكؼ اليت أثارهتا الصحف اإلسرائيلية‪ ,‬كأععاء كنيست إسرائيليني‪ ,‬كمواطنني‪ ,‬من‬
‫استمرار الربامج اعبنونية كالكارثية غبكاـ "إسرائيل"‪ ,‬كبرناؾبها النوكم‪ ,‬فإف الردكد اإلسرائيلية الرظبية كانت دكمان‪,‬‬
‫النفي اؼبطلق لوجود أسلحة دمار شامل يف ترسانتها العسكرية‪ ,‬أك كجود خركقات ػبطر انتشار األسلحة غري‬
‫التقليدية‪ ،‬األمر الذم يتناىف مع اعرتافات كشهادات عاَف الذرة اإلسرائيلي (مردخام فعنونو)‪ ,‬لصحيفة الصاندم‬
‫‪ ,1986‬ككانت "إسرائيل" قد‬ ‫تايبز الربيطانية‪ ,‬اليت كشفت فيها عن األسرار النوكية اإلسرائيلية اؼبستورة عاـ‬
‫اختطفتو‪ ,‬كحكمت عليو بالسجن ؼبدة ( ‪ )18‬عامان‪.‬‬
‫كذلك أشار تقرير ؼبؤسسة السبلـ األخعر الصادر عاـ ‪ ,1998‬أنو يف (رامات حوفاؼ)‪ ,‬ما ال يقل عن‬
‫(‪ )60.000‬طن من اؼبخلفات اػبطرة ـبزكنة يف براميل غري ؿبكمة‪ ,‬كأف السلطات اإلسرائيلية‪ ,‬بدأت منذ عاـ‬
‫(‪)2‬‬
‫بإحراؽ تلك اؼبواد داخل حارقة خاصة‪.‬‬
‫كذلك تقوـ "إسرائيل" بتلويث مياه البحر اؼبتوسط‪ ,‬على الرغم من النداءات الدكلية بعدـ إلقاء اؼبخلفات‬
‫اػبطرة يف البحار‪ ,‬فهناؾ العديد من مصانع اؼبواد الكيميائية اليت تلقي ـبلفاهتا مباشرة يف هنر (كيشوف)‪ ,‬كالذم‬
‫بدكره يصب يف مياه البحر األبيض اؼبتوسط‪ ,‬كىذا ما يهدد مياه البحر اؼبتوسط كالدكؿ الواقعة عليو كخاصة دكؿ‬
‫اعبوار مثل سورية كمصر كلبناف‪...‬‬
‫كما كتقوـ السفن اإلسرائيلية بتفريغ ضبولتها من اؼبخلفات اػبطرة يف اؼبياه الدكلية يف البحر اؼبتوسط كخاصة‬
‫جبوار الشواطئ العربية احمليطة‪...‬‬
‫إف "إسرائيل" ليست حديثة العهد يف بث ظبومها كتلويثها للمنطقة العربية‪ ,‬كإمبا ىي قديبة حديثة يف نشر‬
‫أمراضها كجراثيمها‪ )( .‬كليس غريبان على "إسرائيل" تلويث بيئة اعبوالف السورم احملتل‪ ,‬تلك البيئة اػبصبة الغنية‬
‫دبواردىا‪ ,‬كذلك للقعاء على ىوية اؼبواطن السورم‪ ,‬كهتديد أمنو كسبلمتو‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق‪.‬‬


‫(‪ )2‬معهد األحباث التطبيقية ‪ :‬القدس‪.2001 ,‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ,2001‬حبثان مطوالن من أكثر من‬ ‫حيث نشر (مركز اغبد من انتشار األسلحة) يف جامعة الدفاع الوطنية بواشنطن عاـ‬
‫(‪ )220‬صفحة‪ ,‬عن اإلرىاب البيولوجي كاستعماالتو منذ عاـ ‪ ,1900‬كجاء الكتاب ربت عنواف (اإلرىابيوف الصهاينة)‪,‬‬
‫حيث ذكر فيو كاقعة تسميم مياه عكا كغزة اليت مت ذكرىا سابقان‪ ،‬كذلك يتحدث الكتاب عن انتشار كباء الكولريا بشكل‬
‫جزئي يف سورمة يف ‪ ,1947/12/21‬حيث ضربت السلطات السورية حصاران صحيان على القرل اؼبتعررة‪ ,‬كمنعت‬
‫الدخوؿ إليها‪ ,‬إُف الطواقم الصحية كاؼبياه كاألغذية اؼبعتمدة‪ ,‬كتويف على أثر ذلك ( ‪ )18‬شخصان‪ ,‬من أصل ( ‪ )44‬إصابة‪.‬‬
‫كذكرت صحيفة األكرينت الصادرة يف بريكت‪ ,‬أف شرطة دمشق قد قبعت على عدد من الصهاينة الذين نشركا الوباء يف‬
‫‪- 114 -‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التلويث اإلسرائيلي لألراضي األردنية‪:‬‬
‫لقد دخلت النفايات اإلسرائيلية إُف األردف مثلما كصلت اإلشعاعات النوكية إليو‪ ،‬كذلك دبوجب ربليل‬
‫صور لطائرة ركسية كتأكيد اػببري النوكم اإلسرائيلي (مردخام فعنونو) لذلك‪ ،‬حيث نفت اغبكومة األردنية كجود‬
‫ىذا اإلشعاع كخاصة يف جنوبو‪ .‬كقد مت اكتشاؼ ىذه النفايات بعد بقاءىا فرتة طويلة يف ميناء العقبة‪ ،‬كرفض كل‬
‫(‪)1‬‬
‫من "إسرائيل" كاألردف فحص اؼبياه يف تلك اؼبناطق لعلمها بتلوثها‪.‬‬
‫كيتعرض البحر اؼبيت ػبطر اعبفاؼ كالنعوب‪ ,‬بسبب استنزاؼ "إسرائيل" ؼبياه هنر األردف‪ ,‬كربويل ركافده‬
‫إُف داخل "إسرائيل"‪ ,‬ما أدل إُف البفاض كميات اؼبياه الواردة إُف البحر اؼبيت‪ ,‬كىذا جعل منسوبو ينخفض‬
‫سنويان دبعدؿ (‪ )100-80‬ملم(‪ ,)2‬فبا يعرضو أف يكوف سبخة ملحية بعد زمن ليس بالبعيد‪.‬‬
‫كما كتقوـ "إسرائيل" بتطوير أسلحتها كذخائرىا باستخداـ مادة اليورانيوـ‪ ,‬كقد أجرت العديد من التجارب‬
‫النوكية يف خليج العقبة‪ ,‬كىذا أدل إُف إحداث نشاط إشعاعي خطري يف الدكؿ العربية اجملاكرة " إلسرائيل"‪.‬‬
‫كبالفعل فقد حذرت كزارة الصحة اإلسرائيلية من ارتفاع نسبة اؼبصابني بالسرطاف‪ ,‬يف اؼبناطق القريبة من‬
‫اؼبوانئ‪ ,‬كبالقرب من مفاعل "ديبونا" النوكم اؼبتهالك‪ ,‬كالذم أكدتو عدة دراسات‪ ,‬أف تأثرياتو اإلشعاعية اػبطرة‬
‫(‪)3‬‬
‫أصابت عدة مدف كمناطق يف األردف‪.‬‬
‫لكن ىناؾ من يؤكد أف مفاعل "ديبونا" ليس الوحيد يف تلويث اؼبنطقة باإلشعاعات النوكية‪ ,‬بل ىناؾ عدة‬
‫مفاعبلت نوكية إسرائيلية تبعث ظبومها يف ظباء منطقة الشرؽ األكسط‪ .‬كىذا ما أكده اػببري األردٓف يف ؾباؿ‬
‫اؼبياه الدكتور عيسى خبيص‪ ,‬كيعيف‪ ,‬إف العاملني يف اؼبفاعبلت اإلسرائيلية كخاصة يف مفاعل "ديبونا" النوكم‬
‫ىبتاركف الوقت اؼبناسب يف توجيو مداخن تلك اؼبفاعبلت‪ ,‬عندما يكوف الريح صوب األردف‪ ,‬فيفتحوف اؼبداخن‬
‫(‪)4‬‬
‫لتوجيو اإلشعاعات النوكية باذباه األردف‪ ,‬كالعديد من الدكؿ العربية احمليطة بفلسطني احملتلة ‪.‬‬
‫كعلى أثر ذلك‪ ,‬قررت كزارة البيئة األردنية تشكيل عبنة فنية لدراسة تأثريات اإلشعاعات النوكية اإلسرائيلية‬
‫على سكاف األردف‪ ,‬يف ضوء ارتفاع اإلصابات دبرض السرطاف بني سكاف األردف بنسبة عالية‪.‬‬

‫‪www.qudsway. Com‬‬ ‫(موقع نداء القدس‪.‬‬ ‫سورم‪ ,‬إلحباط خطة االعداد عبيش االنقاذ ليدخل فلسطني آنذاؾ‪.‬‬
‫ة‬
‫‪)10\2\2005‬‬

‫(‪ )1‬صحيفة الوطن‪ :‬الرياض‪. 2004/9/15 ,‬‬


‫(‪ ) 2‬اؼبرجع السابق‪.‬‬
‫(‪ )3‬ؾبدم كامل‪ :‬األسرار النووية‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.215‬‬
‫(‪ )4‬صحيفة األخبار اؼبصرية‪.2004/7/28 :‬‬
‫‪- 115 -‬‬
‫كذلك عرض الدكتور سفياف التل‪ ,‬اؼبستشار الدكِف يف شؤكف البيئة‪ ,‬يف ؿباضرة يف األردف‪ ,‬ؾبموعة من‬
‫اػبرائط‪ ,‬توضح موقع "ديبونا"‪ ,‬كؿبطات التحويل بو‪ ,‬كاؼبداخن‪ ,‬حيث تقع اؼبداخن شرقي "ديبونا"‪ ,‬أقرب إُف‬
‫اغبدكد األردنية‪ .‬حيث أكضحت اػبرائط‪ ,‬مواقع اؼبدف األردنية اليت تقع يف مهب الرياح القادمة من اؼبفاعل‪ ,‬كىي‬
‫الكرؾ كالطفيلة كالشوبك كمعاف كالبرتاء‪ ,‬ىذا باإلضافة إُف سكاف الصايف ككادم عربة كمنشآت البوتاس يف اعبزء‬
‫(‪)1‬‬
‫اعبنويب كالذم جف من البحر اؼبيت‪.‬‬
‫كعلى ىذا األساس‪ ,‬يقوؿ اػببري النوكم اإلسرائيلي مردخام فعنونو‪ ,‬أف على األردف أف ذبرم فحوصات‬
‫على الرتبة كاؽبواء كاؼبياه اعبوفية‪ ,‬خاصة كأف العلماء اإلسرائيليني يف موقع اؼبفاعل يوجهوف مراكح اؼبداخن باذباه‬
‫األردف (كما ذيكر سابقان)‪,‬األمر الذم سيؤدم إُف إصابة مبليني البشر بالسرطاف يف األردف كالسعودية كالعراؽ‬
‫(‪)2‬‬
‫كدكؿ اػبليج العريب‪.‬‬
‫كطبعان ما جاء على لساف سفياف التل كفعنونو‪ ,‬أدل إُف إحراج اغبكومة األردنية‪ ,‬اليت سارعت إُف نفي‬
‫التلوث‪ ,‬حيث صرح بعض مسؤكِف اغبكومة (إف اؼبملكة ال تشهد معدالت تلوث غري طبيعية‪ ,‬ناصبة عن نشاط‬
‫مفاعل "ديبونا")‪ ,‬كأف األردف يرصد اإلشعاعات من خبلؿ ؿبطات ـبتلفة يف أكباء األردف‪ ,‬كىذا يتعارض مع‬
‫اإلجراءات اإلسرائيلية اؼبتمثلة يف تزكيد القاطنني بالقرب من اؼبفاعل باألدكية اؼبعادة لئلشعاع (مادة اليود)‪ .‬يف‬
‫حني أف األردف يقوؿ‪ :‬ال حاجة إلعطاء اؼبواطنني القاطنني جبانب اؼبناطق اغبدكدية ؼبفاعل "ديبونا" مثل ىذه‬
‫(‪)3‬‬
‫األدكية‪ ,‬ألف مادة اليود موجودة يف ملح الطعاـ كاػبعار األخرل ‪.‬‬
‫كاؼببلحظ أف اغبكومة األردنية ال تنشر بيانات رظبية عن اإلشعاعات اإلسرائيلية كتلويثها للمنطقة‪ ,‬فمراقبة‬
‫مستويات اإلشعاع النوكم يف الدكؿ العربية عامة‪ ,‬ترتبط مباشرة باألسرار األمنية للدكلة‪ ,‬كتنفذ الدراسات كاؼبراقبة‬
‫مؤسسات رظبية حكومية‪ ,‬كتبقى نتائجها سرية‪.‬‬
‫كعلى ما يبدك‪ ,‬فإف ما هبرم يف البحر اؼبيت كعلى اغبدكد األردنية "اإلسرائيلية" من ذباكزات كـبالفات‬
‫كملوثات نوكية كإشعاعية‪ ,‬ىو بعلم اغبكومة األردنية دكف اعرتاض أك شكول رظبية‪ ,‬كىذا من شأنو تعقيد‬
‫جراء التلويث اإلسرائيلي‪.‬‬
‫اؼبشكلة‪ ,‬بدؿ من البحث عن كسائل للتخفيف من معاناة البيئة العربية ٌ‬

‫(‪ )1‬موقع أخبار البيئة‪.2004/10/6 :‬‬


‫(‪ )2‬صحيفة اللواء األردنية‪ :‬العدد ‪.2005/3/16 ,1648‬‬
‫(‪ )3‬تصريح اؼبتحدثة باسم اغبكومة األردنية (أظبى خعر) ‪ ,‬يف معرض ردىا على اؼبقاالت اؼبنشورة يف الصحف األردنية حوؿ‬
‫التسرب اإلشعاعي‪.2004 ,‬‬
‫‪- 116 -‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬التلويث اإلسرائيلي لألراضي المصرية‪:‬‬
‫تتعرض منطقة سيناء اؼبصرية لئلشعاعات النوكية اإلسرائيلية الناذبة عن إشعاعات مفاعل "ديبونا"‪ ،‬كاليت تؤدم إُف‬
‫إسرائيلي رظبي حديث‪ .‬كىذا ما‬ ‫تلوث نوكم يف اؼبياه اعبوفية يف النقب كسيناء حبسب حبث علمي أكاديبي‬
‫جعل ( ‪ )15‬نائبان يف الربؼباف اؼبصرم وبذركف من خطورة الوضع الس ًيء الذم تعيشو سيناء من احتماؿ تلوث‬
‫اؼبياه اعبوفية باؼبناطق اؼبتاطبة "إلسرائيل" باإلشعاعات اػبطرية الناذبة عن األنشطة النوكية اإلسرائيلية‪ ،‬كدعوا‬
‫اغبكومة اؼبصرية الزباذ قرار بوقف استخداـ اؼبياه اعبوفية يف صحراء النقب اؼبتاطبة غبدكد فلسطني‪ ,‬كأكد ىؤالء‬
‫كىم أععاء يف عبنيت الصحة كالزراعة‪ ,‬ضركرة ازباذ احتياطات بشأف استخداـ ىذه اؼبياه يف أغراض الزراعة‪ ,‬أك‬
‫الشرب‪ ,‬أك االستخدامات البشرية األخرل‪ ,‬عبلكة على إرساؿ فريق علمي رفيع اؼبستول يتألف من التخصصات‬
‫العلمية كالزراعية كالصحية كافة إُف سيناء‪ ,‬إلجراء حبوث كربليبلت عاجلة لعينات من اؼبياه كالرتبة‪ ,‬كاؼبزركعات ك‬
‫اؼبواشي‪ ,‬لبلحتماؿ القائم بتعررىا من اإلشعاع‪ .‬كبياف الفركؽ بني نسب اإلشعاع اغبالية‪ ,‬كالنسب اؼبسموح هبا‬
‫(‪)1‬‬
‫عاؼبيان‪ ,‬كالشركع يف ازباذ اجراءات عاجلة غبماية سيناء ضد صبيع أخطار التلوث النوكم‪.‬‬
‫لقد أظهرت معظم ككاالت األنباء العاؼبية يف مطلع العاـ ‪ ,2008‬ـباكؼ جديدة على سكاف ؿبافظة مشاؿ‬
‫سيناء اؼبصرية‪ ,‬إثر تردد معلومات بينهم عن تسرب إشعاعي مصدره مفاعل "ديبونا" اإلسرائيلي مدعومة باألدلة‬
‫اليت تؤكد صدؽ ىذه الدعاكل‪.‬‬
‫كما ذكرت صحيفة (الدستور) األردنية أف العديد من السكاف‪ ,‬سواء الوافدين على سيناء‪ ,‬أـ الذين‬
‫بدايات القرف الواحد كالعشرين ليست ؾبرد‬ ‫ينتموف إليها‪ ,‬أشاركا إُف كجود أدلة تؤكد أف األنباء اؼبنتشرة يف‬
‫شائعات كلكن ىناؾ أدلة تؤكد صحتها‪:‬‬
‫كمن أبرز تلك القرائن كاألدلة العلمية‪ ,‬تراجع نسبة اػبصوبة بني الرجاؿ كالنساء على حد سواء‪ ,‬حيث تشري‬
‫بعض اإلحصائيات‪ ,‬إُف أف معدالت اإلقباب ترتاجع بشكل ملحوظ‪ ,‬حيث تعد ؿبافظة مشاؿ سيناء ىي األقل‬
‫(‪)2‬‬
‫عددان للسكاف من بني احملافظات اؼبصرية‪.‬‬
‫كيؤكد ذلك كزارة الصحة اإلسرائيلية‪ ,‬اليت حذرت من ارتفاع نسبة اؼبصابني بالسرطاف يف اؼبناطق القريبة من‬
‫مفاعل "ديبونا" النوكم اؼبتصدع‪ ,‬حيث أصابت إشعاعاتو عدة مناطق يف مصر‪.‬‬
‫كما حذر تقرير أعده مركز اإلعبلـ كاؼبعلومات بغزة يف ‪ 6‬كانوف الثآف عاـ ‪ ,2003‬من كوارث ناذبة عن‬
‫مفاعل "ديبونا" النوكم اإلسرائيلي‪ ,‬ذلك أف ىذا اؼبفاعل الكائن كسط صحراء النقب‪ ,‬جنوب األراضي‬
‫الفلسطينية احملتلة‪ ,‬كالقريب من اغبدكد اؼبصرية‪ ,‬وبوم أخطر أسلحة دمار شامل‪ ,‬بإمكاهنا إبادة الشعوب العربية‬

‫‪(1) WWW. SANDROES. COM \abbs\showthread.php‬‬ ‫‪15\1\2010.‬‬


‫(‪ )2‬ؾبدم كامل‪ :‬األسرار النووية‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.165‬‬
‫‪- 117 -‬‬
‫صبيعان‪ ,‬بل يبكن أف يبتد إُف خارج حدكد اؼبنطقة العربية كلها‪ ,‬ىذا إُف جانب األسلحة الكيماكية كالبيولوجية اليت‬
‫‪ ,1967‬كضد االنتفاضة الفلسطينية منذ عاـ‬ ‫سبتلكها "إسرائيل"‪ ,‬كاليت استخدمتها بالفعل خبلؿ حرب‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.1987‬‬
‫كذلك فإف "إسرائيل"‪ ,‬ىي صاحبة السبق يف تلويثها لؤلرض كاؼبياه‪ ,‬كذلك بناءن على التقرير الذم قدمتو‬
‫اؽبيئة العربية العليا إُف ىيئة األمم اؼبتحدة (‪ ,)2‬كالذم يتهم اليهود بالتخطيط كالتنفيذ كإقامة اؼبختربات غبرب‬
‫اإلبادة ضد العرب‪ ,‬باستعماؿ اعبراثيم كالبكرتيا‪ ,‬كيتهم التقرير "إسرائيل" بنشر الكولريا يف مصر يف خريف‬
‫‪ ,1947‬حيث نشرت صحيفة التايبز اللندنية‪ ,‬أكؿ خرب عن ذلك يف ‪ ,1947/9/26‬كما إف جاء شهر كانوف‬
‫جراء الوباء‪.‬‬
‫الثآف ‪ ,1948‬حح تأكد اػبرب كبلغت الوفيات (‪ )10262‬شخص من ٌ‬
‫فاؼببلحظ أف التلويث اإلسرائيلي يطاؿ األراضي كاؼبياه اؼبصرية منذ عشرات السنوات‪ ,‬كيسبب أمراضان‬
‫مزمنة‪ ,‬خاصة يف منطقة سيناء القريبة من مفاعل "ديبونا اإلسرائيلي" اآليل للسقوط‪ ,‬كبالتاِف هتديده اإلشعاعي‬
‫اؼبباشر لؤلراضي اؼبصرية القريبة‪ .‬كيبكن إهباد حل من خبلؿ ربرؾ مصرم عريب كدكِف إليقاؼ أك اغبد من‬
‫االنتشار النوكم اؼبلوث للبيئة العربية‪ ,‬كبالتاِف ضباية احمليط اغبيوم العريب كسبلمة سكانو‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬التلويث اإلسرائيلي لألراضي اللبنانية‪:‬‬
‫قامت "إسرائيل" بدفن حاكيات من النفايات السامة يف اعبنوب كالشواطئ اللبنانية‪ ,‬حيث أف أم تسرب نوكم‬
‫من ىذه النفايات يف ىذه الرقعة اعبغرافية العيقة‪ ,‬سوؼ يهدد بانتشار اإلشعاعات يف معظم اؼبنطقة‪ ,‬لتصيب‬
‫دكؿ اعبوار مثل سورية كاألردف كمصر كالسعودية‪.‬‬
‫كيبكن القوؿ إف اؼبستوعبات اليت دفنت يف مواقع ـبتلفة من جنوب لبناف كالشواطى اللبنانية‪ ,‬البد أف‬
‫تتعرض للتلف كالتآكل‪ ,‬فالتقانة اليت استعملت قبل ثبلثني عامان ؼبعاعبة اؼبخلفات النوكية‪ ,‬ستبدك متخلفة مع‬
‫التطور الذم كصلت إليو التقانة يف أكاخر القرف اؼبنصرـ كأكائل القرف الواحد كالعشرين اغباِف‪ ،‬كلئن كانت تلك‬
‫(‪)3‬‬
‫النفايات غري مكتشفة يف اعبنوب اللبنآف‪ ,‬فاألمر يتعلق بعدـ القياـ دبسح للمناطق اليت كانت ؿبتلة‪.‬‬
‫كيتوقف تأثري اإلشعاع على نوع اؼبادة‪ ,‬كدرجة اإلشعاع كطاقتو‪ ,‬كالفرتة الزمنية اليت تعرض ؽبا الكائن اغبي‪.‬‬
‫كالعرر الذم يلحق باإلنساف أك الكائنات اغبية األخرل‪ ,‬يعتمد على عدد اػببليا اؼبصابة كنوعها‪ .‬فعندما تصيب‬

‫(‪ )1‬صحيفة األخبار اؼبصرية‪.2004/3/17:‬‬


‫(‪ )2‬موقع نداء القدس‪www.qudsway.com 2005/2/10 ,‬‬
‫(‪ )3‬عبداهلل النعيمي‪ :‬اآل ار المترتبة على التلوث اإلشعاعي الصادر عن "إسرائيل"‪ ,‬كلية الدفاع الوطين‪ ,‬دمشق‪,2005 ,‬‬
‫ص‪.53‬‬
‫‪- 118 -‬‬
‫جزيئات اإلشعاع أنسجة جسم االنساف كخبلياه‪ ,‬تعمل على إطبلؽ اإللكرتكنيات كربريرىا من الذرات اليت‬
‫تصيبها‪ .‬فترتؾ ذرات مؤينة‪ ,‬كينتج عن ىذا تدمري اػببليا يف ىذا النسج أك موهتا‪.‬‬
‫كما اعرتفت "إسرائيل" بأهنا استخدمت أسلحة فيها مواد يدخل يف مركباهتا اليورانيوـ اؼبنعَّب‪ ,‬الذم ىو‬
‫جزء من تصنيع كإنتاج القنبلة النوكية‪ ,‬كتبقى النفايات اليت تشكل معدف‪ ,‬لو كثافة عالية ككزنو ثقيل جدان‬
‫باألساس‪ ,‬لتدخلو "إسرائيل" لصنع صفائح ربمي أرضية دباباهتا يف جنوب لبناف ؼبواجهة األلغاـ األرضية‪.‬‬
‫كاستخدمتو يف الذخرية اغبية نفسها من أجل أف زبرتؽ أماكن صلبة أكثر‪ ,‬إضافة إُف أف ىذه اؼبواد حني‬
‫(‪)1‬‬
‫استعماؽبا‪ ,‬تطلق إشعاعات خطرية جدان على اؼبطلق عليو كعلى الذم يطلقها‪.‬‬
‫كذلك تستخدـ قوات اإلحتبلؿ اإلسرائيلي قذائف أمريكية الصنع ربتوم على يورانيوـ مستنفد‪ ,‬أطلقت‬
‫عددان منها يف العاـ ( ‪ )1985‬ضد ؾبموعة فلسطينية يف جنوب لبناف‪ ,‬كما أف قوات البحرية اإلسرائيلية تستخدـ‬
‫مثل ىذه القذائف بكثرة‪ ,‬كقد اطلقت سفنها العديد منها ضد ؾبموعات لبنانية يف جنوب لبناف‪.‬‬
‫كذلك تبني استخداـ قوات اإلحتبلؿ اإلسرائيلي قنابل عنقودية كمسمارية كانشطارية كأسلحة ؿبرمة أخرل‬
‫يف جنوب لبناف على امتداد العقود الثبلث األخرية من القرف العشرين على الرغم من طي ملفات ىذه اعبرائم‬
‫بعغوط أمريكية أساسان‪.‬‬
‫كقد أيصيب ثبلثني من أصل مئيت لبنآف يقطنوف قرية زكطر اعبنوبية القريبة من قلعة الشقيف بأمراض‬
‫سرطانية مرتبطة بكثافة القصف اإلسرائيلي‪ ،‬كىذه القرية ليست اغبالة الوحيدة‪ ،‬فهناؾ حاالت اإلصابة بسرطاف‬
‫الدـ ( اللوكيميا ) كسرطاف الكبد كالرئة كاعبهاز العظمي يف القرل اللبنانية القريبة من مشاؿ فلسطني احملتلة‪ ,‬حيث‬
‫تعاعفت ثبلث مرات عن اؼبعدالت اليت كانت سائدة قبل تكثيف القصف اإلسرائيلي كتلويث اؼبياه اعبوفية‬
‫كالسطحية كاحملاصيل الزراعية كاؽبواء يف اؼبنطقة بالغبار اؼبشع الناجم عن قذائف اليورانيوـ اؼبستنفد كاؼبستخدمة‬
‫(‪)2‬‬
‫منذ عاـ ‪ ،1967‬باعرتاؼ (إيهود باراؾ) رئيس اغبكومة اإلسرائيلية ضد الفلسطينيني كاللبنانيني‪.‬‬
‫كذلك قامت "إسرائيل" بإلقاء موادىا اؼبشعة كنقلها إُف األراضي اللبنانية عن طريق إلقائها قنابل ربوم ىذه‬
‫اؼبواد‪ ,‬أثناء عدكاهنا على لبناف عاـ ‪ ,2006‬حيث أكدت صحيفة اإلندبندت‬
‫الربيطانية‪ ,‬اكتشاؼ إشعاعات نوكية‪ ,‬ربوم مادة اليورانيوـ يف يحفر أحدثها اعبيش اإلسرائيلي أثناء عدكانو‬
‫على لبناف‪ ,‬بالتحديد اعبنوب اللبنآف‪ ,‬كخاصة يف بلديت اػبياـ كالطيبة‪ ,‬فكانت تعلو فوؽ ىذه اغبفر سحابة‬
‫(‪)3‬‬
‫سوداء تبني بعد التحليل أهنا مواد مشعة ربوم اليورانيوـ ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ؿباضرة للدكتور عصاـ ـبوؿ‪ :‬ؾبدؿ مشس‪.2003/12/20 ,‬‬


‫(‪ )2‬ؾبدم كامل‪ :‬األسرار النووية‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.210‬‬
‫(‪ )3‬صحيفة اإلندبندت الربيطانية‪.2006/10/28 :‬‬
‫‪- 119 -‬‬
‫إضافة إُف ذلك‪ ,‬فإف "إسرائيل" قامت دبحاكالت عديدة يف إلقاء نفاياهتا على الشواطئ اللبنانية كبوضع‬
‫مواد إشعاعية ضمن مدرعاهتا كمصفحاهتا من الناحية السفلية‪ ,‬أثناء اجتياحها للبناف عدة مرات (مت ذكره سابقان)‪,‬‬
‫لكن الكشف عن اؼبعلومات اإلشعاعية يف لبناف‪ ,‬ما زاؿ ضعيفان على أمل أف تشكل عباف لدراسة كاقع اؼبلوثات‬
‫كاإلشعاعات اإلسرائيلية يف الشواطئ كاألرض اغبدكدية اللبنانية اإلسرائيلية‪.‬‬
‫كفبا كشفو الدكتور دكؼ حنني ععو الكنيست اإلسرائيلي‪ ,‬أف ىناؾ كارثة بيئية حقيقية قد ضربت لبناف‬
‫جراء إصابة القذائف اإلسرائيلية غباكيات نفط‪ ,‬أدت إُف تلوث خطري يف شواطئ لبناف‪ ,‬كذلك إباف‬
‫بالفعل‪ٌ ,‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عدكاف سبوز ‪ 2006‬على لبناف‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬في موريتانيا‬
‫كذلك تعرضت األراضي اؼبوريتانية للنفايات النوكية اإلسرائيلية يف هناية القرف العشرين اؼباضي‪ ,‬كذلك‬
‫بالتعاكف بني اغبكومتني اؼبوريتانية ك"اإلسرائيلية"‪ ,‬حيث ظبحت اغبكومة العربية اؼبوريتانية بفتح أراضيها كربويلها‬
‫ؼبكبات كمقابر للنفايات النوكية اإلسرائيلية‪ .‬علمان أف ىذه العملية تكلف"إسرائيل" أمواالن كثرية كباىظة جدان‪,‬‬
‫حيث ربتاج لسفن خاصة لنقلها كزبزينها كتغليفها‪ ,‬كغري ذلك‪ )2( .‬كلكن ىذه التكاليف ال تساكم شيئان عند‬
‫اغبكومة "اإلسرائيلية" يف سبيل إبعاد اػبطر النوكم عن "أرضها كسكاهنا"‪ .‬فيما أف اغبكومة اؼبوريتانية آنذاؾ‪ ,‬ال‬
‫تعنيها البيئة السليمة ألرضها كشعبها‪.‬‬
‫كيف هناية ىذا الفصل ال بد من التأكيد كما أكد الكثري من اػبرباء‪ ,‬أف الكياف اإلسرائيلي‪ ,‬قاـ بالفعل‬
‫بإجراء ذبارب نوكية عديدة‪( ,‬أنظر اؼبلحق رقم ‪ )4‬أدت إُف تلويث اؼبنطقة كتلويث بيئتها‪.‬‬
‫إذان "إسرائيل" تعمدت كتقصدت هتديد األمن البيئي العريب بنشاطاهتا النوكية كنفاياهتا السامة‪ ,‬عرب األراضي‬
‫كاؼبياه الفلسطينية‪ ,‬من خبلؿ عنصر أساسي كىو مفاعل "ديبونا" كما ينفثو يف اؽبواء كما يلوثو داخل األرض كعرب‬
‫اؼبياه اعبوفية‪ ,‬مسببان خلبلن يف النظاـ البيئي الفلسطيين‪ ,‬باإلضافة إُف اؼبلوثات األخرل داخل األراضي الفلسطينية‬
‫من مياه إسرائيلية عادمة‪ ,‬إُف ملوثات اؼبصانع كاحملاجر كاؼبقالع‪ .‬كال يتوقف التلويث اإلسرائيلي عند األراضي‬
‫الفلسطينية فحسب‪ ,‬كإمبا لؤلراضي العربية اجملاكرة لفلسطني‪ ,‬مهددان مياىها كتربتها كىواءىا بنفاياتو كملوثاتو‪,‬‬
‫كمنذران بشكل مباشر حياة اإلنساف يف تلك اؼبناطق‪ ,‬كاحتماؿ إصابتو بالعديد من األمراض السرطانية كاؼبزمنة‬
‫كإصابة الكائنات اغبية‪ ,‬كبالتاِف القعاء على عوامل اغبياة الطبيعية للمنطقة الفلسطينية كاؼبناطق العربية اجملاكرة‪.‬‬

‫(‪ )1‬دكؼ حنني‪ :‬أحمر‪-‬أخضر (عالقة تكامل)‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.51‬‬


‫(‪ )2‬ؿباضرة للسيد عصاـ ـبوؿ يف مقر رابطة اعبامعيني‪ :‬ؾبدؿ مشس‪,‬‬
‫‪ 2003/12/20‬او ‪HTTP :\\ JAWLAN .ORG‬‬

‫‪- 120 -‬‬


‫الفصل الرابع‬
‫الغموض النووي اإلسرائيلي ودور المجتمع العربي والدولي في مواجهة ترسانة‬
‫"إسرائيل" النووية‬

‫اإلسرائيلي ومتالك السالح النووي والمراىنة على البقاء‬


‫ة‬ ‫المبحث األول‪ :‬الرؤية‬
‫المطلب األول‪ :‬مزاعم "إسرائيل" حوؿ حاجتها المتبلؾ كتطوير السبلح النوكم‬
‫المطلب الثاني‪ :‬ؿباكلة الكتماف كاؿغموض النوكم اإلسرائيلي‬

‫المبحث الثاني‪:‬جهود المجتمع الدولي لجعل منطقة الشرق األوسط خالية من األسلحة النووية‬
‫المطلب األول‪ :‬الدكر العريب يف جعل منطقة الشرؽ األكسط خالية من األسلحة النوكية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الدكر األمريكي كالغريب يف جعل منطقة الشرؽ األكسط خالية من األسلحة‬
‫النوكية‬
‫المبحث الثالث‪ :‬إمكانية الردع العربي والسيناريوىات المحتملة في مواجهة الترسانة النووية اإلسرائيلية‬
‫وملو اتها‬
‫المطلب األول‪ :‬اؼبؤسسات العربية اغبالية ذات الصلة بالبعد النوكم‬
‫المطلب الثاني‪ :‬غياب التوازف العريب اإلسرائيلي النوكم يف ظل اإلمكانيات اؼبتوافرة‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الرد (الردع) العريب كسيناريوىات اؼبواجهة‬

‫‪- 121 -‬‬


‫الفصل الرابع‬
‫الغموض النووي اإلسرائيلي ودور المجتمع العربي والدولي في مواجهة ترسانة "إسرائيل" النووية‬
‫كشف اػببري النوكم اإلسرائيلي ( موردخام فعنونو ) ‪ ,‬من خبلؿ تصروباتو يف صحيفة الصاندم تايبز عاـ‬
‫‪ ,1986‬عن أسرار النشاطات النوكية اإلسرائيلية كعن مفاعل "ديبونا" النوكم يف النقب‪ ،‬أبف "إسرائيل" تنتج‬
‫(‪40‬كغ) من البلوتونيوـ سنويان‪ ،‬أم ما يكفي حسب اػبرباء‪ ،‬إلنتاج عشر قنابل نوكية كل عاـ‪ .‬كبني عاـ‬
‫‪ 1949‬كبدايات القرف الواحد كالعشرين اغباِف‪ ،‬أنتجت "إسرائيل" عددانكبريان من الرؤؤس النوكية كالصواريخ‬
‫بعيدة اؼبدل‪ ،‬كل ذلك ربت ظبع كبصر الواليات األمريكية‪ ،‬اليت رباكؿ التسرت على ىذا األمر‪ ,‬كقد أصرت‬
‫"إسرائيل" دائمان على عدـ توقيع أم من اؼبعاىدات الدكلية اليت تنص على اغبد من انتشار السبلح النوكم‪،‬‬
‫حبماية الواليات اؼبتحدة األمريكية‪ ،‬رغم هتديد الدكؿ العربية الستة عشرة اؼبوقعة عليها‪ ،‬باالنسحاب إذا َف توقع‬
‫"إسرائيل"‪.‬‬
‫كاتعح ذلك يف قمة نيويورؾ لتجديد التوقيع على معاىدة اغبد من االنتشار النوكم‪ ،‬كرغم أف مفاعل‬
‫"ديبونا" الذم معى عليو أكثر من أربعني عامان‪ ،‬بدأ يتآكل فبا يهدد باهنياره يف أم كقت ؿبدثان بذلك كارثة‬
‫إنسانية كبيئية خطرية يف عموـ منطقة الشرؽ األكسط‪ ،‬إال أف "إسرائيل" ظلت ترفض باستمرار قبوؿ أم عبنة‬
‫للتفتيش بدعم من كاشنطن‪.‬‬
‫كىكذا تستمر كاشنطن يف الدفاع عن مبدأ ("إسرائيل" كاآلخركف) يف قعية السبلح النوكم كتظهر حقيقة‬
‫التلويح األمريكي دبخاطر انتشار أسلحة الدمار الشامل كاألسلحة النوكية يف منطقة الشرؽ األكسط‪ ،‬باعتباره‬
‫يستهدؼ القدرات العسكرية العربية كوبجب اؼبعطيات اإلسرائيلية اغبقيقية على األرض‪.‬‬
‫فهناؾ اتفاؽ سرم بني الواليات اؼبتحدة األمريكية ك"إسرائيل" فيما ىبص انتشار األسلحة النوكية يف الشرؽ‬
‫األكسط‪ ،‬مفاده أف السبلح النوكم ضركرم ألمن الدكلة العربية كاستمرار بقائها كهبب أف ال يسمح ألية دكلة‬
‫امتبلؾ‬ ‫عربية كإسبلمية بامتبلكو‪ ،‬كأف تكوف "إسرائيل" ىي احملتكر الوحيد لو يف اؼبنطقة كأف ال يطرح موضوع‬
‫"إسرائيل" للسبلح النوكم للنقاش العاـ داخل كخارج "إسرائيل"‪.‬‬
‫كيف الوقت الذم كاف مضغط فيو على العراؽ لتدمري أسلحتو عاـ ( ‪ ،)2002‬كانت "إسرائيل" تقوـ‬
‫بتطوير غواصات (كركز) جديدة التصميم‪ ،‬قادرة على ضبل رؤكس نوكية يف الرب كالبحر ما كشفو مسؤكلوف‬
‫سابقوف يف البنتاغوف لصحيفة (كاشنطن بوست) األمريكية‪ ،‬دكف أف ربرؾ الواليات اؼبتحدة األمريكية ساكنان‪ ،‬ىذا‬
‫يف الوقت الذم كانت "إسرائيل" نفسها ترافق كاشنطن يف ضبلتها على العراؽ‪ ،‬كتطلق تصروبات عن هتديد أمنها‬
‫من قبلو‪.‬‬

‫‪- 122 -‬‬


‫قد يكوف مفهومان‪ -‬كىو كذلك ‪ -‬أف ربرص الدكلة العربية على تطوير ترسانتها النوكية كالتسلح‪ ،‬فهذه‬
‫الدكلة قامت كىي قائمة اليوـ يف ؾباؿ جغرايف معاد ‪،‬ككسط غالبية من العرب كاؼبسلمني ‪.‬‬
‫كما ىو مفهوـ أيعان اغبرص األمريكي على إبعاد اؼبلف النوكم اإلسرائيلي عن دائرة التفتيش كالبحث‪،‬‬
‫كباعتبار أف كاشنطن حريصة على استمرار الوجود الصهيوٓف يف اؼبنطقة العربية كعلى قوهتا على جرياهنا‪ ،‬كلكن غري‬
‫اؼبفهوـ ىو اؿسعي العريب ؿلسبلـ مع "إسرائيل" من دكف طرح ىذه النقطة على جدكؿ اؼبباحثات‪ ،‬كالكشف عن‬
‫حقيقة التحيز األمريكي الواضح "إلسرائيل" يف ىذه النقطة‪.‬‬
‫كقد ضيع العرب حح اليوـ فرصان عدة لطرح ىذه القعية أماـ الرأم العاـ الدكِف كاألكركيب باػبصوص‪ ،‬فيما‬
‫أنو معركة مشركعة‪ ،‬كمنحت التحعريات للحرب على العراؽ‪ ،‬مث العدكاف عليو‪ ،‬فرصة كربل لطرحها باعبدية‬
‫اؼبعقولة على أساس من العدالة الدكلية ككاحدية اؼبقاييس ‪ .‬كمع اغبملة األمريكية اإلسرائيلية اليوـ على سورم ة‬
‫كإيراف يبكن أف تكوف مدخبلن لطرحها‪ ،‬كىي اختبار قوم للقدرة العربية على اغبعور الفاعل حح يف ىذا الذم‬
‫يسمى السبلـ القائم على اإلمبلءات األمريكية كالتلقي العريب اػباضع ‪.‬‬
‫كحح اليوـ ال يوجد أم ربرؾ عريب أك دكِف فعلي للعغط على برنامج "إسرائيل" النوكم كاغبد من انتشار‬
‫السبلح النوكم اإلسرائيلي‪ .‬كما هبب فعلو ىو ضركرة التفكري كالتحرؾ العريب إلمكانية إهباد توازف نوكم عريب مع‬
‫"إسرائيل"‪ ,‬كإمكانية الردع العريب ؼبواجهة ترسانة "إسرائيل" النوكية‪.‬‬
‫كيف ىذا الفصل سيتناكؿ البحث‪ :‬الرؤية اإلسرائيلية المتبلؾ السبلح النوكم بطريقة غامعة كسرية‪ ,‬كجهود‬
‫اجملتمع العريب كالدكِف عبعل منطقة الشرؽ األكسط خالية من األسلحة النوكية‪ ,‬كمن مث إمكانية الرد أك الردع العريب‬
‫يف مواجهة الرتسانة النوكية اإلسرائيلية كملوثاهتا‪.‬‬

‫‪- 123 -‬‬


‫المبحث األول‬
‫الرؤية اإلسرائيلية ومتالك السالح النووي والمراىنة على البقاء‬
‫إف التاريخ القدٔف لتطوير السبلح النوكم اإلسرائيلي يشري إُف خطني سياسيني ـبتلفني‪ ،‬يتبَّن األكؿ السبلح‬
‫النوكم كرادع اسرتاتيجي كيعم "برييز" ك "داياف" كالعاَف "برغماف"‪ ،‬بينما يدعو الطرؼ اآلخر لعركرة اإلعتماد‬
‫على التسليح التقليدم كالطرياف‪.‬‬
‫كعلى ما يبدك فإف اإلذباه األكؿ كاف لو الغلبة يف "إسرائيل"‪ ،‬كتوطدت مع تقلد اليمني اإلسرائيلي السلطة‪.‬‬
‫كاستطاعت "إسرائيل" إمتبلؾ السبلح النوكم بالتكتم اإلعبلمي كالسرية التامة كي ال يكوف ىناؾ ردة فعل عربية‬
‫ؼبواجهة السبلح النوكم اإلسرائيلي أك القياـ بشن ىجوـ كقائي على مفاعل ديبونة هبدؼ القعاء عليو‪.‬‬
‫لكن "إسرائيل" توصلت إُف السبلح النوكم يف النهاية بإعرتاؼ كثري من دكؿ العاَف‪ ،‬كأخذ اجملتمع الدكِف‬
‫كؾبلس األمن يطالبها عدة مرا ‪1‬ت كبصورة عاجلة‪ ،‬بوضع منشآهتا النوكية ربت تفتيش ككالة الطاقة الذرية‬
‫الدكلية‪ ،‬ككقعت "إسرائيل" على بركتوكوؿ اتفاقية األسلحة الكيميائية‪ ،‬كلكن َف تصدؽ عليو‪ ،‬كىي كاحدة من‬
‫أربع دكؿ َف توقع على اتفاقية حظر انتشار السبلح النوكم‪ ،‬كىي اؽبند كباكستاف ككوبا (‪ ،)1‬كلكن بقيت اؼبنشآت‬
‫النوكية اإلسرائيلية خارج نطاؽ الرقابة الدكلية للطاقة الذرية بدعم كمساندة الواليات اؼبتحدة األمريكية‪.‬‬
‫كطبعان "إسرائيل" تدعي أسباب كاىية ػبيار بنائها قدرات نوكية (سوؼ يتم ذكرىا الحقان )‪ ،‬كتتلخص دبنع‬
‫ىجوـ تقليدم أك نوكم أك كيماكم عريب كبيولوجي‪ ،‬كلكنها تعيف أسبابان غري معلنة‪ ،‬كتتناكؿ دعم ىجوـ‬
‫استباقي على مستودعات غري تقليدية نوكية أك بيولوجية أك كيماكية‪ .‬كإذا فشلت فهناؾ اػبيار األخري(خيار‬
‫(‪)2‬‬
‫مششوف) كىو التدمري الشامل "للعدك العريب"‪.‬‬
‫إسرائيل" معنية بتحقيق أىداؼ عسكرية اسرتاتيجية مع جرياهنا العرب من خبلؿ برناؾبها النوكم ‪ ,‬كاػبيار‬
‫"ؼ‬
‫النوكم يف أم حرب عربية إسرائيلية سبلح ذك حدين ‪ ,‬إذ أنو من الصعب استخداـ القنابل الذرية على البلداف‬
‫العربية القريبة دكف تعرض "إسرائيل" ؼبخاطر الغبار الذرية اؼبتساقط من أم انفجار نوكم‪.‬‬
‫كبالتاِف اىتمت "إسرائيل" بتطوير أسلحة نوكية تكتيكية‪ ،‬إُف جانب ـبزكف القنابل النوكية‪ .‬فاألسلحة‬
‫التكتيكية النوكية تتيح استخدامها على نطاؽ ضيق يف مساحة معينة دكف إغباؽ العرر هبا‪ ،‬فطاقتها التدمريية‬
‫النوكية ؿبددة‪ ،‬حبيث ال يتعدل تأثري الغبار الذرم بععة كيلو مرتات‪.‬‬

‫(‪ )1‬نشرة شؤكف فلسطينية‪ :‬مركز الدراسات الفلسطينية‪ ،‬بغداد‪ ،‬العدد ‪ ،1976 ،43‬ص‪.15 – 13‬‬
‫‪(2) Cohen , op. cit, Israel and the bomb, 273 – 274 -‬‬

‫‪- 124 -‬‬


‫كلئلحاطة أكثر دبوضوع السبلح النوكم اإلسرائيلي البد من معرفة األسباب كالدكافع اإلسرائيلية المتبلؾ‬
‫كىذا‬ ‫كتطوير السبلح النوكم كمعرفة أسباب الكتماف كالغموض اإلسرائيلي المتبلؾ كتطوير السبلح النوكم‪.‬‬
‫مكشف أكثر من سر من أسرار األسلحة اإلسرتاتيجية اإلسرائيلية ‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مزاعم "إسرائيل" حول حاجتها ومتالك وتطوير السالح النووي‬
‫بينيت االسرتاتيجية النوكية اإلسرائيلية‪ ،‬بشكل يعرب عن حقيقة اإلسرتاتيجية اإلسرائيلية يف اؼبنطقة العربية‪،‬‬
‫كأخذت يف اعتبارىا أف صبيع البلداف العربية تشكل جهة كاحدة معادة " إلسرائيل"‪ ،‬كأف القدرات النوكية اليت‬
‫سبتلكها أم من الدكؿ اإلسبلمية غري العربية يبكن أف تعاؼ إُف القدرات العسكرية العربية كمن مث فهي تععها‬
‫يف اغبسباف‪.‬‬
‫من ىذا اؼبنطق فإف "إسرائيل" تعد قوهتا النوكية ىي العامن الرئيس للحفاظ على أمنها كبقائها إذا هتددت‪.‬‬
‫كلذلك يعتقد أنو من الصعب أف تتخلى عن ىذا اػبيار يف اؼبستقبل القريب‪.‬‬
‫كتتلخص السياسة النوكية اإلسرائيلية اؼبعلنة كشبو الرظبية يف (أف "إسرائيل" لن تكوف الدكلة األكُف اليت‬
‫تدخل السبلح النوكم يف اؼبنطقة كيف الوقت ذاتو لن تكوف الدكلة الثانية)‪ ،‬كيف ىذا السياؽ‪ ،‬فهي سبارس‬
‫إسرتاتيجية (الردع بالشك)‪.‬‬
‫أما اإلستخداـ الفعلي للقوة النوكية اإلسرائيلية‪ ،‬فعلى الرغم أنو يكتنفو العديد من احملاذير‪ ،‬إال أف البقاء‬
‫كاألمن اإلسرائيلي يظبلف فوؽ كل اعتبار‪ ،‬كمن مث فإف اإلسرتاتيجية اإلسرائيلية لئلستخداـ الفعلي لقدراهتا النوكية‬
‫(‪)1‬‬
‫يبكن تصورىا فيما يلي‪:‬‬
‫إستخداـ القوة النوكية يف إدارة عبلقاهتا كأداة مساكمة أساسية‪ ،‬يبكنها من خبلؽبا اغبصوؿ على‬ ‫‪- 1‬‬
‫احتياجاهتا األمنية‪ ،‬كذلك يف مقابل ربجيم الربنامج النوكم اإلسرائيلي ‪.‬‬
‫‪ - 2‬إستخداـ القوة النوكية كأداة للتأثري النفسي على الشعوب كالقيادات العربية‪ ،‬كدفعها لعدـ ازباذ‬
‫القرارات اؼبعادة "إلسرائيل"‪.‬‬
‫‪ - 3‬إستخداـ القوة النوكية كأداة سياسية يف مواجهة البلداف العربية لدفع الشعوب كالقيادات العربية‬
‫لليأس كمن مث فرض إدارهتا السياسية لقبوؿ الرؤية اإلسرائيلية بالنسبة ؼبستقبل األمن كالسبلـ يف‬
‫اؼبنطقة‪.‬‬
‫استخداـ القوة النوكية كأداة ردع هنائي يف حاؿ تعرض (بقاء "إسرائيل") للخطر (خيار مششوف)‪.‬‬ ‫‪- 4‬‬

‫(‪ )1‬ؿبمد نبيل ؿبمد فؤاد‪ :‬اإلسترتيجية النووية اإلسرائيلية‪ ,‬القاىرة‪.1997 ,‬‬
‫‪- 125 -‬‬
‫كيؤكد الباحث األمريكي اليهودم(ركبرت ىاركايب) أف "إسرائيل" حباجة إُف سبلح نوكم لعماف بقائها‪،‬‬
‫كيعتمد ذلك على ثبلثة افرتاضات‪:‬‬
‫اإلفتراض األول‪ :‬ربقيق سبلـ دائم يف الشرؽ الوسط مستبعد يف اؼبستقبل القريب أك البعيد‪.‬‬
‫اإلفتراض الثاني‪ :‬ىزيبة "إسرائيل" يف أم حرب حاظبة تقليدية‪ ،‬سيعرض سكاهنا ؼبذحبة كاسعة النطاؽ ‪.‬‬
‫اإلفتراض الثالث‪ :‬حدكث أم ربوؿ يف اؼبيزاف العسكرم ؼبصلحة العرب‪ ،‬يعترب أمران ؿبتمبلن يف هناية األمر ‪.‬‬
‫مث كضع (ىاركايب) على أساس ىذه اإلفرتاضات بعض السيناريوىات اليت قد تدفع "إسرائيل" إُف استخداـ‬
‫(‪)1‬‬
‫سبلحها النوكم أك التلويح باستخدامو‪:‬‬
‫‪- 1‬ردع الدكؿ العربية عن التفكري يف اللجوء إُف اػبيار العسكرم لتحرير األرض احملتلة أك استخداـ‬
‫صوارىبهم األرض‪ -‬أرض ضد العمق اإلسرائيلي يف حرب قادمة أك البدء يف تبين برنامج نوكم عريب‬
‫أك اإلستمرار يف سباؽ التسلح كاغبصوؿ على أسلحة متقدمة‪ ،‬يبكن أف زبل بالتوازف القائم طبقان‬
‫للمفهوـ اإلسرائيلي‪.‬‬
‫‪- 2‬ردع الدكؿ اإلسبلمية مثل باكستاف ك إيراف على مساعدة الدكؿ العربية يف بدء برامج نوكية‪ ،‬كما أنو‬
‫كسيلة ضغط كابتزاز ضد الواليات اؼبتحدة األمريكية‪ ،‬لعماف مطالب "إسرائيل" السياسية كاؼبادية ‪.‬‬
‫‪- 3‬إستخداـ السبلح النوكم التكتيكي ضد اعبيوش العربية‪ ،‬كأىداؼ القوة اؼبعادة العسكرية يف حاؿ‬
‫كقوع ىزيبة عسكرية بالقوات اإلسرائيلية داخل األراضي العربية يف حرب تقليدية كاقرتاب القوات العربية‬
‫إُف مسافة قريبة من اغبدكد اإلسرائيلية‪ ،‬كدبا تعتربه "إسرائيل" هتديدان ألمنها ‪.‬‬
‫‪- 4‬إستخداـ السبلح النوكم ضد اؼبدف العربية كاألىداؼ اغبيوية اإلقتصادية كالسياسية كالسكانية مثل‬
‫اؼبصانع كالسدكد كمنشآت البنية األساسية كمركز القيادة كالسيطرة السياسية كالتجمعات السكانية يف‬
‫قباح العرب يف اخرتاؽ العمق اإلسرائيلي ‪.‬‬
‫‪- 5‬سيناريوىات اؼببلذ األخري‪ ،‬أم حدكث هتديد حقيقي " إلسرائيل" كاهنيار سريع يف صفوؼ القوات‬
‫اإلسرائيلية كتوغل القوات العربية داخل "إسرائيل"‪.‬‬
‫‪- 6‬اإلعبلف عن ذبربة نوكية إسرائيلية هبدؼ فبارسة ضغوط متعددة هتدؼ إُف ردع الدكؿ العربية كابتزاز‬
‫الدكؿ الكربل‪ ،‬يف حاؿ ازدياد العغوط السياسية عليها لئلنسحاب من األراضي احملتلة‪ ،‬أك عندما‬
‫تدرؾ أهنا فشلت يف سباؽ التسلح التقليدم مع العرب‪ ،‬أك يف منع دكؿ عربية ما من تطوير برنامج‬
‫نوكم‪ ،‬أك اغبصوؿ على سبلح نوكم كالتحوؿ إُف اإلستعداد النوكم العلين‪.‬‬

‫(‪ )1‬حافظ ؿبمد‪ :‬القدرة النووية اوسرائية وتأ يرىا على اومن القومي العربي‪ ,‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.61-60‬‬
‫‪- 126 -‬‬
‫إف برنامج التسلح النوكم اإلسرائيلي ناتج عن اإلعتقاد بأف ربوؿ "إسرائيل" إُف دكلة نوكية يعمن بقائها‬
‫بني دكؿ عربية معادية‪ ،‬كلكن إسرئيل ال زبشى من الدكؿ العربية كترفض السبلـ العادؿ كالشامل كتعترب السبلح‬
‫النوكم كسيلة ابتزاز للزعماء العرب الذين ىبافوف اؼبطرقة االمريكية‪ ،‬كينتظركف ربقيق السبلـ بعد تفتيت النسيج‬
‫(‪)1‬‬
‫العريب‪.‬‬
‫كخبلصة القوؿ إف برنامج "إسرائيل" النوكم قد مت‪ ،‬كهتديده للمنطقة يؤيت أكلو شيئان فشيئان‪ ،‬كَف يعد ىذا‬
‫(‪)2‬‬
‫الربنامج دفاعيان فقط‪ ،‬كإمبا مت تطويره كأداة ىجومية على ثبلثة خيارات كمبادئ ‪:‬‬
‫أ ‪-‬اػبيار النوكم‪ ،‬كىو توفري القدرات "اإلسرائيلة"‪ ،‬كصناعة السبلح النوكم يف مدة قصرية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬قنبلة (القبو) حيث مت إنتاج السبلح النوكم دكف اإلعبلف عنو ‪.‬‬
‫ج‪ -‬الرادع النوكم العلين كىو إعبلف "إسرائيل" كجود سبلح نوكم لديها كرادع نوكم‪.‬‬
‫كىكذا فإف "إسرائيل" استطاعت من خبلؿ مزاعمها‪ ,‬سبرير مفهوـ الردع بالشك‪ ,‬مث الردع باليقني اؼبؤكد بأهنا‬
‫"دكلة" صغرية نامية‪ ,‬هبب الذكد كالدفاع عن نفسها من األعداء‪ ,‬لذا بدأت بتطوير نفسها تقليديان‪ ,‬كمن مث نوكيان‪,‬‬
‫كدبا أف العرب ال يبلكوف حح السبلـ النوكم‪ ,‬فإف الردع النوكم اإلسرائيلي اؼبزعوـ يكًجد لئلعتداء على العرب‬
‫كربقيق اؼبآرب السياسية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬محاولة الكتمان والغموض النووي اإلسرائيلي‪:‬‬
‫تطلق "إسرائيل" حالة ضبابية متعمدة حوؿ سبلحها النوكم يكمن يف مبدأ الردع النوكم‪ ،‬كالذم يتحقق‬
‫بتوازف الرعب النوكم بني طرؼين يبلكاف السبلح النوكم‪.‬‬
‫فالقدرة اؼبتبادلة على إفناء الطرؼ اؼبعادم ىو األساس المتبلؾ النوكم عند الطرفني‪ ،‬كبالتاِف فإف إعبلف‬
‫"إسرائيل" امتبلكها السبلح النوكم‪ ،‬يعطي حسب القانوف الدكِف الطرؼ اآلخر امتبلؾ سبلح نوكم‪ ،‬كلكن‬
‫(‪)3‬‬
‫الطلب األمريكي بعدـ اعرتاؼ "إسرائيل" بامتبلؾ سبلح نوكم وبرج اإلدارة األمريكية أماـ حلفائها ‪.‬‬
‫إف الغموض اإلسرائيلي يف ميداف األسلحة النوكية‪ ،‬قد يساعد "إسرائيل" سياسيان‪ ،‬كإلخفاء حقيقة مصنع‬
‫ديبوف" ‪ ،‬كصفو ديفيد بن غوريوف‪ ،‬بأنو ليس سول مصنع للنسيج‪ ،‬كلكن "إسرائيل" دخلت مرحلة جديدة يف‬‫" ا‬
‫(‪)4‬‬
‫القدارت النوكية دبا وبتم عليها الظهور العلين كيفقد لسريتها أم ىدؼ إسرتاتيجي‪.‬‬

‫(‪ )1‬اإلذاعة "اإلسرائيلية"‪.2005\6\12 :‬‬


‫(‪ )2‬شام فليدماف‪ :‬الخيار النووي اإلسرائيلي‪ ,‬دار اعبليل‪ ,‬عماف‪ ,1948 ,‬ص‪.30‬‬
‫(‪ )3‬صيحفة معاريف‪ :‬توازن الرعب يقلل من خطورة الحرب ‪.1975\6\21,‬‬
‫)‪(4‬‬ ‫‪Harden,major jmas d.israel‬‬ ‫‪nuclear‬‬ ‫‪weapons‬‬ ‫‪and‬‬ ‫‪war‬‬ ‫‪in‬‬ ‫‪the‬‬ ‫‪middle‬‬ ‫‪east‬‬
‫‪,monterery,ca,decemper 1997.‬‬

‫‪- 127 -‬‬


‫كلكن ىذه السياسة ( الغموض النوكم) ذات معموف إسرائيلي‪ ،‬كلكنها ذات بعد أمريكي‪ ،‬ألف إعبلف‬
‫"إسرائيل" عن سبلحها النوكم سيكشف الدكر االمريكي يف تطويرىا‪ ،‬كىناؾ ضركرة قصول الستمرار سياسة‬
‫الغموض "االهبايب" اإلسرائيلية‪ ،‬إذ وبظر القانوف األمريكي تقدٔف مساعدات اقتصادية أك عسكرية ألم دكلة تطور‬
‫أسلحة نوكية‪ ،‬فليس من اؼبتوقع تغيري سياسة الغموض النوكم اإلسرائيلي ‪.‬‬
‫فاألىداؼ اإلسرائيلية غري اؼبعلنة من السبلح النوكم‪ ،‬ىو العغط على األمريكيني للوقوؼ جبانب‬
‫"إسرائيل" ‪ ،‬فالواليات اؼبتحدة ال تريد أف تظهر "إسرائيل" جانبها النوكم ‪ )1(.‬مث إف اغبديث بشكل علين عن‬
‫األسلحة النوكية اإلسرائيلية‪ ،‬بدأ بعد عقود من الصمت حيث نشرت صحيفة يهوديت أحرنوت اإلسرائيلية‪ ،‬صوران‬
‫ديبوف" كاضحة مع بقية اجملمع النوكم نقبلن عن صور فعائية نشرىا‬
‫لؤلقمار الصناعية ظهرت فيو‪ ،‬قبة مفاعل " ا‬
‫ارباد العلماء األمريكيني مت أخذىا يف ( ‪ 4‬سبوز عاـ ‪ ) 2000‬من القمر الصناعي اػباص ( ‪ )ikonos‬التابع‬
‫لشركة اجملسمات الفعائية‪ .‬إف "إسرائيل" سوؼ تعلن اغبرب إذا اقرتبت أم دكلة شرؽ أكسطية من قباح تطوير‬
‫قدارهتا النوكية‪ ،‬كخاصة أف "إسرائيل" لديها خطط عسكرية لوقف أم برنامج نوكم‪ ،‬حيث حصلت على طائرات‬
‫أمريكية من طراز ( ‪ )f-isi‬ذات قدرات نوكية‪ ،‬كاليت يصل مداىا ( ‪) 4000‬كم‪ " ,‬فاإلسرائيليوف" يعتربكف أف‬
‫(‪)2‬‬
‫سببكايفان إلعبلف اغبرب‪.‬‬
‫قياـ برنامج نوكم لدكلة شرؽ أكسطية يعد ان‬
‫ككانت "إسرائيل" قبل اغبصوؿ على الطائرات األمريكية اغبديثة ذات القدرات النوكية‪ ،‬تتهدد األمة العربية‬
‫بأسرىا‪ ،‬من خبلؿ سبلحها النوكم يف اؼبنطقة‪ ،‬كفبا دؿ على ىذا التهديد‪ ،‬ما جاء يف إعبلف زعماء "إسرائيل"‬
‫يف عاـ ‪ ، 1984‬بأف صبيع العواصم العربية من مراكش إُف بغداد رىينة يف يد "إسرائيل"‪ ،‬باإلضافة إُف ما أعلنو‬
‫( يوفاؿ نأماف ) كزير العلوـ األسبق‪ ،‬كاؼبلقب بأيب القنبلة النوكية اإلسرائيلة‪ ،‬بأف "إسرائيل" تستطيع أف تدمر‬
‫اؼبنطقة العربية عدة مرات‪ .‬كاؼببلحظ من خبلؿ ىذه الدراسة‪ ،‬أف "إسرائيل" رغم كشف برناؾبها النوكم من خبلؿ‬
‫عدة كسائل كجهات كىيئات كصور‪ ،‬إال أهنا تصر على التعتيم كالغموض ذباه ترسانتها النوكية‪ ،‬حيث قاؿ أحد‬
‫إنو من اؼبرجح أف تستمر‬ ‫اؼبتخصصيني االمريكيني كىو (ليوناردك سيكتور) يف كتابو االنتشار النوكم اليوـ‪:‬‬
‫"إسرائيل" يف النظر إُف أسلحتها النوكية‪ ،‬بأهنا اؼببلذ األخري‪ ،‬كاستطرد قائبل‪ :‬مهما كانت حسنات الردع النوكم‬
‫العلين فبل توجد أم مؤشرات على أف إسرئيل تتجو كبو تبين ىذا اؼبوقف‪.‬‬
‫كيعتقد معظم اؼبراقبني أهنا ستحافظ على موقفها الغامض الراىن بينما تعمل على ربسني أسلحتها النوكية‬
‫ككسائط نقلها‪.‬‬

‫(‪ )1‬مراد الدسوقي‪ :‬الغموض بين السالح النووي اإلسرائيلي ومعاىدة اونتشار النووي‪ ,‬ؾبلة السياسة الدكلية‪ ,‬العدد ‪،120‬‬
‫‪ ,1990‬ص‪.91‬‬
‫‪(2) ,Karsh,ephrim,between war and peace: dilemmas of Israel security (London) , England:frank cass‬‬
‫‪,1996,p9.‬‬

‫‪- 128 -‬‬


‫كىناؾ أسباب عديدة تدفع "إسرائيل" إُف تبين موقفها الغامض كاإلصرار عليو‪ ،‬بالرغم من أهنا تسرب‬
‫اؼبعلومات من كقت إُف آخر كما حدث يف قعية "فعنونو"‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كعلى األرجح من ىذه األسباب ‪:‬‬
‫أووً‪ :‬تسعى "إسرئيل" دائمان إُف عدـ اإللتزاـ بوضوح بالقانوف الدكِف أك القرارات الدكلية‪ ،‬فهي َف تعرتؼ‬
‫حح اآلف بأم قرار دكِف متعلق بالصراع العريب اإلسرائيلي‪ ،‬باستثناء ما كرد غامعان يف اتفاقيات كامب ديفيد‬
‫حوؿ القرارين ( ‪ 242‬ك ‪ ،) 338‬هبدؼ أف تظل "إسرائيل" غري ملتزمة بأية قيود تفرضها األكضاع الدكلية اآلف‬
‫كمستقببلن‪.‬‬
‫انياً‪ :‬ؽفاعة القادة اإلسرائيليني أف "إسرائيل" دكلة قليلة العدد كاؼبساحة‪ ،‬كال تعمن استمرار تفوقها يف ؾباؿ‬
‫اغبركب كاألسلحة التقليدية‪.‬‬
‫الثاً‪ :‬معرفة القيادة اإلسرائيلية بأف استعماؿ السبلح النوكم يف نزاع الشرؽ األكسط من جانبها‪ ،‬قد يؤدم‬
‫إُف هناية "إسرائيل" نفسها‪ ،‬فاألمة العربية اؼبنتشرة من احمليط إُف اػبليج ستقبل ىذه العربة‪ ،‬كال تنتهي هبا‪،‬‬
‫كسيكوف استخدامها من اإلسرائيليني دبثابة انتحار كىدـ اؼبعبد فوؽ رؤكسهم كرؤكس خصومهم‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬وبقق موقف الغموض للقيادة اإلسرائيلية‪ ،‬اإلفبلت من قيود اإللتزاـ الدكِف كاتفاقاتو‪ ،‬ك باؼبقابل يعمل‬
‫على هتدئة اؼبخاكؼ العربية كالتخفيف من اندفاع العرب الزباذ موقف حاسم يف مسألة امتبلؾ االسلحة النوكية ‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬يعد ىذا الغموض نوعان من الرتتيبات اؼبتفق عليها‪ ،‬بني "اسرئيل" كمن ساعدىا يف امتبلؾ القدرات‬
‫النوكية‪ ،‬لتجنيب ىؤالء اغبرج يف عبلقاهتم مع العرب كعبلقاهتم الدكلية‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬إ عرتاؼ "إسرائيل" العلين بامتبلؾ األسلحة النوكية‪ ،‬يعين أف تصبح ىذه القوة النوكية ضمن‬
‫معادالت اإلتفاقيات الدكلية‪ ،‬خاصة كأف "إسرائيل" تعد جزءان من الرتسانة النوكية األمريكية‪.‬‬
‫سابعاً‪ :‬قدـ كاتب أمريكي يدعى ( مايكل مندلبوـ) أسباب أخرل إلبقاء الغموض على األسلحة النوكية‬
‫(‪)2‬‬
‫"اإلسرائيلة" منها ‪:‬‬
‫أف يثنيهم أم‬ ‫‪-1‬اإلسرئيليوف مصمموف على القياـ بكل ماىو ضركرم الستمرارىم يف اغبياة‪ ،‬كال يبكن‬
‫ضغط أمريكي عما ىم مقتنعوف بو‪ ،‬عندما تتعرض مصاغبهم اغبيوية للخطر‪ ،‬كاإلدارة األمريكية ربرتـ‬
‫ىذا التصميم‪.‬‬

‫(‪ )1‬فبدكح حامد عطية‪ :‬البرنامج النووي اإلسرائيلي واألمن القومي العربي‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.169‬‬
‫)‪ )2‬مايكل مندلبوـ‪ :‬مشكلة "إسرائيل" األمنية‪ ،‬ؾبلة أكربس الفصلية‪ ،‬كاشنطن‪ ،‬صيف ‪ ,1988‬ص‪.6‬‬
‫‪- 129 -‬‬
‫‪ -2‬رغم أف "إسرائيل" تقوؿ باستمرار‪ ،‬أهنا السبلك أسلحة نوكية‪ ،‬فإف اإلعتقاد بأهنا سبلكها‪ ،‬أك أنو من‬
‫السهل أف ربصل عليها‪ ،‬يؤثر على السياسات يف الشرؽ األكسط كعلى عملية السبلـ ‪.‬‬
‫‪ -3‬غموض "إسرائيل" من ناحية السبلح النوكم يجعل منها عامل لردع جرياهنا العرب‪.‬‬
‫لقد أصبحت "إسرائيل" ربتل اؼبرتبة السادسة بني دكؿ العاَف‪ ،‬كاألكُف يف الشرؽ األكسط‪ ،‬كؽبا سياسة نوكية‬
‫خاصة زبتلف سبامان عن سياسة الدكؿ اػبمس اليت سبقتها يف اجملاؿ النوكم‪ ،‬باعتمادىا سياسة التعتيم النوكم‪،‬‬
‫فحح بدايات القرف الواحد كالعشرين ‪َ ،‬ف تقرر رظبيان أك تعرتؼ بامتبلكها سبلحان نوكيان‪ ،‬على الرغم من علم صبيع‬
‫العاَف "بإسرائيل" النوكية‪.‬‬
‫فالتعتيم النوكم لو فوائده‪ ،‬بعدـ إقرار رظبي بالقدرة النوكية مع اإلعرتاؼ بوجوده‪ ،‬حبيث يؤثر يف سياسات‬
‫الدكؿ اجملاكرة كالعاَف دبا ينفع الدكلة اليهودية‪ .‬كلكن كل ذلك مت دبساعدة الغرب كالواليات اؼبتحدة األمريكية‬
‫كليس دبفردىا‪ ,‬ألف "إسرائيل" مصممة على اؼبعي يف برناؾبها النوكم دكف إحراج الدكؿ الغربية رظبيان‪.‬‬
‫لقد تنامى الربنامج النوكم اإلسرائيلي دكف أف تشعر بو الدكؿ العربية ٌإال قليبلن‪ ,‬كذلك لتوفري اغبماية‬
‫للسكاف اليهود خشية تنامي القوة التقليدية العربية بعددىا كعدهتا‪ ,‬كعندىا ال تستطيع "إسرائيل" الدفاع عن‬
‫نفسها‪ ,‬فحرصت كل اغبرص على توفري الذرائع كاؼبربرات ككسب الدعم األمريكي كالغريب بشكل علين كسرم‪,‬‬
‫كالتملص من االستحقاقات الدكلية‪ ,‬كاالبتعاد عن دخوؽبا يف توقيع أية معاىدة تلزمها كتقيدىا بإيقاؼ أك اغبد‬
‫من انتشار أسلحتها النوكية‪ ,‬حبجة أهنا دكلة غري نوكية كغري معنية بالنادم النوكم‪ .‬كذلك سكوت اجملتمع الدكِف‬
‫كخاصة الواليات اؼبتحدة األمريكية‪ ,‬يساىم يف إنتاج كتطوير أسلحتها النوكية‪ ,‬كبالتاِف يسهم يف هتديدىا لؤلمن‬
‫البيئي العريب‪ .‬كإلهباد اغبلوؿ يبكن العغط على منظمات كمؤسسات اجملتمع الدكِف كاألىلي بعركرة انصياع‬
‫"إسرائيل" لتوقيع معاىدات حظر انتشار األسلحة النوكية على اؼبدل القريب كالبعيد‪.‬‬

‫‪- 130 -‬‬


‫المبحث الثاني‬
‫جهود المجتمع الدولي لجعل منطقة الشرق األوسط خالية من األسلحة النووية‬
‫بدأت "إسرائيل" العمل على إهباد القاعدة العلمية األساسية اليت سبكنها من توفري كتطوير إمكاناهتا النوكية‬
‫منذ بدأ استعمارىا لفلسطني عمليان باؽبجرة إليها‪ .‬كقد فشلت األمم اؼبتحدة حح اآلف ككل الدكؿ احملبة للسبلـ‬
‫كدكؿ اؼبنطقة الداعية ػبلوىا من أسلحة الدمار الشامل ‪ ،‬من إخعاع الربنامج النوكم اإلسرائيلي للرقابة الدكلية‪،‬‬
‫بسبب موقف الواليات اؼبتحدة األمريكية الداعم دكمان "إلسرائيل" كاؼبتمثل يف استخدامها غبق النقض‪.‬‬
‫كيبكن من خبلؿ ىذا البحث تسليط العوء على نقطتني رئيسيتني‪:‬‬
‫‪ -‬اعبهود العربية يف جعل منطقة الشرؽ األكسط خالية من األسلحة النوكية ‪.‬‬
‫‪ -‬مث "اعبهود" أك الدكر األمريكي كالغريب يف جعل منطقة الشرؽ األكسط خالية من األسلحة النوكية‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬الدور العربي في جعل منطقة الشرق األوسط خالية من األسلحة النووية‬
‫تؤكد الوقائع يومان بعد يوـ أف "إسرائيل" تصر على سياستها االستيطانية كالتوسعية خبلفان لكل ما يعلن على‬
‫ىامش عملية السبلـ كاؼبفاكضات القائمة‪.‬‬
‫كلذلك ترل الدكؿ العربية أف إخبلء منطقة الشرؽ األكسط من األسلحة النوكية‪ ،‬بل كأسلحة الدمار الشامل‬
‫ىو أكرب ضماف لعملية السبلـ‪ ،‬لذا أيدت إنشاء منطقة خالية من األسلحة النوكية يف الشرؽ األكسط‪ ،‬كىو‬
‫الطريق الذم تسلكو حاليان عبنة فنية يف إطار اعبامعة العربية من أجل صياغة مشركع معاىدة يف ىذا الشأف‪،‬‬
‫كلكن ىذه اؼبعاىدة لن ترل النور إال بانعماـ "إسرائيل" ؽبا‪ ،‬ككذلك انعمامها ؼبعاىدة عدـ انتشار األسلحة‬
‫النوكية‪.‬‬
‫كلكن "إسرائيل" ترفض االنعماـ ؽبذه اؼبعاىدة كترفض إخعاع برناؾبها النوكم للرقابة الدكلية‪ ،‬فبا هبعل‬
‫اؼبعلومات شحيحة عن مفاعل "ديبونا" اإلسرائيلي‪ ،‬كبالتاِف تبقى قدراهتا النوكية كامتبلكها ألسلحة الدمار الشامل‬
‫غري معركفة للدكؿ األخرل‪.‬‬
‫كقد عمد فبثلو السلطة الفلسطينية (‪ ,)1‬إُف إثارة موضوع تسرب إشعاعات من مفاعل "ديبونا" خبلؿ‬
‫اجتماعات فبثلي الدكؿ متعددة اعبنسيات اليت عقدت يف موازاة جوالت مفاكضات مؤسبر مدريد للسبلـ يف عاـ‬
‫‪ ،1991‬دكف أف تشكل ىذه اإلثارة أم نتيجة‪ ،‬كذلك ألف الواليات اؼبتحدة األمريكية شكلت حاجزان دكف‬
‫متابعة اؼبوضوع‪ ،‬كبسبب تعاظم اػبطر من ىذا اؼبفاعل على اؼبناطق الفلسطينية بشكل خاص بسبب قدـ عمر‬

‫‪ ،‬صحيفة اللواء‪ ،‬بريكت‪،‬‬ ‫(‪ )1‬إلياف األضبر ‪ :‬اإلشعاعات النووية اإلسرائيلية تهدد المنطقة بكار ة ترعاىا واشنطن‬
‫‪.2001\4\5‬‬
‫‪- 131 -‬‬
‫اؼبفاعل‪ ،‬قامت السلطة الفلسطينية بتقدٔف مذكرة إُف األمم اؼبتحدة هبذا اػبصوص‪ .‬كيعد مفاعل "ديبونا" مصدر‬
‫اؼبوت األكؿ يف الشرؽ األكسط‪ ،‬فقد أنتج كبو ( ‪ )200‬قنبلة نوكية كردبا أكثر‪ ،‬فبا يعين إبادة كل البشر يف الشرؽ‬
‫األكسط يف حاؿ استخدامها‪.‬‬
‫كىذه الرتسانة اليت يتجاىل العاَف كجودىا سبثل أكرب خطر على اغبياة كالبيئة كالسبلـ يف العاَف العريب‪ ،‬كقد‬
‫تتحوؿ إُف جرٔفة نوكية غري مسبوقة يف التاريخ يف الوقت الذم يكظم فيو العرب غيظهم من حاالت التفتيش‬
‫اؼبهينة على أسلحة الدمار الشامل اؼبزعومة يف مراكز أحباث الدكاجن كمصانع اغبليب يف العراؽ‪ ،‬يبقى مفاعل‬
‫ديبونة جاشبان كشبح اؼبوت يف صحراء النقب من غري أف تكرتث الدكؿ العربية لشن ضبلة سياسية كإعبلمية منظمة‬
‫لفعح ىذا اؼبفاعل كاؼبطالبة باغبلقو كضباية شعوهبا كمواطنيها من ىذا اػبطر احملدؽ بدالن من ذباىلو كالتقليل من‬
‫شأنو كحح يف حاؿ عدـ عبوء "إسرائيل" إُف اػبيار النوكم اؼبباشر فإف التسرب اإلشعاعي من اؼبفاعل ردبا أدل‬
‫(‪)1‬‬
‫دكر القنبلة النوكية كإف بشكل بطيء كتدرهبي‪.‬‬
‫كمن اآلثار اؼبعنوية المتبلؾ "إسرائيل" األسلحة النوكية ‪ ,‬فقد عبأت "إسرائيل" إُف أسلوب الردع بالشك يف امتبلؾ‬
‫السبلح النوكم حح عاـ ‪ ,1973‬كبعد ذلك ربولت إُف أسلوب الردع بالتلميح ‪ ,‬كإُف أسلوب اؼبعلومات‬
‫جبرعات ؿبسوبة ‪ ,‬تثري هبا بلبلة يف فكر القيادات العربية حوؿ امتبلؾ "إسرائيل" السبلح النوكم ( ‪ ,)2‬ىادفة من‬
‫كراء ىذه االسرتاتيجية إُف زعزعة التماسك العريب ‪ ,‬كإُف تعجيز العرب بواسطة اإلرىاب النوكم ‪ ,‬كذلك باستغبلؿ‬
‫خوؼ العرب من ـباطر الصراع على مصاغبهم ‪ ,‬حيث هتدؼ "إسرائيل" من استغبلؿ األثر اؼبعنوم لتفوقها‬
‫(‪)3‬‬
‫النوكم على العرب لتحقيق اآليت‪:‬‬
‫‪ -‬شعور الشعب العريب باليأس كاإلحباط نتيجة عجزه عن مواجهة ىذا اػبطر الرىيب اؼبتمثل بامتبلؾ‬
‫"إسرائيل" السبلح النوكم‪.‬‬
‫‪ -‬فقداف الشعب العريب الثقة بقياداتو‪ ،‬فبا يؤدم إُف زيادة الصراعات الداخلية للدكؿ العربية ‪ .‬كبذلك يزداد‬
‫التمزؽ كالتفتت العريب‪ ,‬كاستغبلؿ "إسرائيل" ؽبذا اؼبناخ األمين العريب اؼبعطرب لتحقيق أىدافها التوسعية‬
‫كتطلعاهتا يف األراضم العربية‪ ,‬كىذا هتديد كبري ؿأل من العريب‪ ,‬كلكن رغم ذلك‪ ,‬رغم امتبلؾ "إسرائيل"‬
‫لؤلسلحة النوكية كاستثارهتا النفسية كاؼبعنوية للدكؿ العربية فإف الدكؿ العربية كاإلقليمية بذلت ؿباكالت‬
‫عديدة يف العغط على اؼبشركع النوكم اإلسرائيلي من خبلؿ اؼبؤسبرات كالندكات كاؽبيئات كاؼبنظمات‬
‫الدكلية كالدعوة إلنشاء منطقة عازلة كخالية من األسلحة النوكية كمن ىذه احملاكالت العربية كاإلقليمية‪:‬‬

‫(‪ )1‬ؿبمد علي كردـ‪" :‬ديمونا" اإلرىاب النووي اإلسرائيلي‪ ،‬ؾبلة البيئة كالتنمية‪ ,‬بريكت‪ ,‬العدد‪ ,2002 ،59‬ص‪.15‬‬
‫(‪ )2‬حافظ ؿبمد‪ :‬القدرة النووية اإلسرائيلية‪ ,‬كزارة الدفاع‪ ,‬كلية الدفاع الوطين‪ ,‬دمشق‪ ,2010,‬ص‪.39‬‬
‫(‪ )3‬علي ىاشم اعبندم‪ :‬ترسانة "إسرائيل" التدميرية سبل المواجهة والتحديات ‪ ,‬ط ‪ ,1‬اعبندم للطباعة كالنشر‪ ,‬دمشق‪,‬‬
‫‪ ,2002‬ص‪.174‬‬
‫‪- 132 -‬‬
‫قدمت كل من إيراف كمصر عاـ ‪ ,1974‬تصورات ىامة رئيسة إلنشاء منطقة معزكلة كخالية من األسلحة‬
‫(‪)1‬‬
‫النوكية كذلك إُف اعبمعية العمومية ؽبيئة األمم اؼبتحدة بدكرهتا (التاسعة كالعشرين )تركزت على ثبلث نقاط‪:‬‬
‫فعاؿ إلجراء رقابة كتفتيش كمسح دكؿ اؼبنطقة دبا فيها "إسرائيل" كالتأكد من‬
‫‪ -‬كضع تصور أكِف كنظاـ ى‬
‫استخداـ الطاقة النوكية لؤلغراض السلمية فقط‪.‬‬
‫‪ -‬أف تتوقف الدكؿ اؼبنعوية يف النادم النوكم عن إرساؿ أسلحة نوكية أك شحنات فباثلة إُف دكؿ اؼبنطقة‬
‫كأف تتعهد دكليان بذلك‪.‬‬
‫‪ -‬أف سبتنع صبيع دكؿ اؼبنطقة ضمن معاىدة رظبية عن إنتاج أك حيازة أسلحة الدمار الشامل كباألخص‬
‫النوكية منها‪ ،‬فمن الواضح أف الدكؿ العربية معرضة قبل غريىا ؽبجوـ معاكس من قبل "إسرائيل" أك‬
‫ىجوـ مباغت باألسلحة النوكية قد يهدد اؼبدف كالعمق العريب يف حاؿ تعرض "إسرائيل" غبالة شديدة‬
‫على أرض اؼبعركة التقليدية أك اهنزامها سياسيان‪ ،‬حيث التزاؿ الدكؿ العربية اجملاكرة " إلسرائيل" ربتفظ‬
‫لنفسها بتصورات معلنة كأكيدة‪ ،‬أهنا لن تدخل يف سباؽ تسلح نوكم كلن تدخل إُف أراضيها أم نوع‬
‫من السبلح‪.‬‬
‫ففي عاـ ‪ ,1993‬كاف ىنالك موقف عريب رظبي بعدـ توقيع معاىدة على األسلحة الكيميائية إذا َف توقع‬
‫‪ ,1995‬ككاف ىنالك موقف عريب رظبي‬ ‫"إسرائيل" على معاىدة عدـ انتشار األسلحة النوكية يف نيساف عاـ‬
‫شار األسلحة النوكية من طرفهم‪.‬‬
‫أيعان بعدـ التمديد ؼبعاىدة عدـ ا نت‬
‫كرغم أف العديد من الدكؿ العربية تؤكد أهنا ال سبتلك األسلحة النوكية أك األسلحة الكيم مائية‪ ،‬إال أف ىنالك‬
‫أمران ٔفس األمن القومي العريب ك يحثو على امتبلؾ العناصر التكنو لوجية العسكرية الكفيلة حبماية األراضي العربية‬
‫من أجل اتباع أساليب ضاغطة على "إسرائيل" لتحقيق األىداؼ االسرت اتيجية العربية األساسية اليت تكمن يف‬
‫إهباد فرص السبلـ العادؿ كالشامل يف اؼبنطقة ‪ ,‬على اعتبار أف العرب غري قادرين على إهناء اإلحتبلؿ اإلسرائيلي‬
‫يف الوقت الراىن‪ .‬كذلك يف شهر تشرين أكؿ عاـ ‪ ,2007‬أكدت السعودية يف كلمتها أماـ اللجنة األكُف‬
‫للجمعية العامة لؤلمم اؼبتحدة يف دكرهتا الثانية كالتسعني‪ ,‬أف عدـ ربقيق تقدـ ملموس على صعيد اعبهود اؼبتعلقة‬
‫بإخبلء منطقة الشرؽ األكسط من األسلحة النوكية سببو "إسرائيل" اليت تصر على رفض اإلنعماـ إُف معاىدة‬
‫عدـ انتشار األسلحة النوكية كإخعاع كافة منشآهتا النوكية اليت هتدد سلم كأمن اؼبنطقة لنظاـ العمانات الشامل‬
‫(‪)2‬‬
‫للوكالة الدكلية للطاقة الذرية‪.‬‬

‫(‪ )1‬ؿبمد علي السرحاف‪ :‬اللوبي الصهيوني العالمي والحلف اوستعماري‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.161‬‬
‫(‪ )2‬ؾبدم كامل‪ :‬األسرار النووية‪ ,‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.221‬‬
‫‪- 133 -‬‬
‫كيف اعبانب اآلخر فإف بعض الدكؿ العربية تواجو ضغوطان من الواليات اؼبتحدة االمريكية حيث كافقت‬
‫القيادة اؼبصرية على ذبريدىا من السبلح النوكم‪ ،‬بتوقيعها اتفاقية عدـ انتشار األسلحة النوكية كرضخت للعغط‬
‫األمريكي بعد تطوير صواريخ بالستية أك تصنيع أسلحة بيولوجية كيميائية‪ ،‬كإال فإف الكونغرس األمريكي سيقطع‬
‫اؼبساعدات عن مصر كىذه أحد شركط اؼبعونات األمريكية ؼبصر‪ ،‬ككل ذلك ىبدـ بالدرجة األكُف "إسرائيل" اليت‬
‫تتوجس من مصر دائمان كرباكؿ إسكاهتا كالعغط عليها عن طريق الواليات اؼبتحدة األمريكية‪ ،‬علمان أف الرئيس‬
‫اؼبصرم األسبق (حسين مبارؾ) كاف قد دعا إُف جعل منطقة الشرؽ األكسط خالية من األسلحة النوكية‪ ،‬حيث‬
‫علقت الصحيفة اإلسرائيلية (كيفالدار)‪ ،‬أف "إسرائيل" عارضت بشكل خاص إصرار مصر على ىذه الدعوة‪،‬‬
‫كلتفادم اإلحراج اؼبصرم دعت "إسرائيل" مصر إُف حوار مغلق إليصاؿ رسالتها اإلحتجاجية‪ ،‬كبالتاِف العغط‬
‫(‪)1‬‬
‫على مصر بعدـ تكرار مثل ىذه الدعوة بطريقة مهذبة ‪.‬‬
‫كىكذا فإف السبلح النوكم ‪ -‬كىو أكثر أسلحة الدمار الشامل خطورة‪ -‬يتم دبشركعية اإلمتبلؾ لصاٌف‬
‫ؾبموعة قليلة من الدكؿ‪ ،‬يف الوقت الذم مت فيو حظر األسلحة البيولوجية كالكيماكية حظرانكليان‪.‬‬
‫ككما يؤكد اػبرباء كاؼبراقبني فإف معاعبة مسألة نزع السبلع النوكم ال ربتاج إُف توقيع مزيد من اؼبعاىدات‬
‫بقدر ما ربتاج إُف اإللتزاـ دببادئ الشفافية كاحرتاـ ما توصلت إليو اؼبعاىدات الدكلية يف ىذا الشأف من مقررات‪،‬‬
‫فإزالة السبلح النوكم إلتزاـ كليس خيار‪.‬‬
‫لقد أكدت القمم العربية اليت انعقدت قي كل من اػبرطوـ عاـ ‪ 2006‬كيف الرياض عاـ ‪ 2007‬كغريىا‬
‫من القمم‪ ,‬على أنبية جعل الشرؽ األكسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل كعلى رأسها االسلحة‬
‫النوكية‪.‬‬
‫كناقشت قمة الرياض ضركرة كضع آلية عملية إلخبلء الشرؽ األكسط من أسلحة الدمار الشامل كخاصة‬
‫لتنفيذ (قرار الشرؽ األكسط) الصارد عن مؤسبر مراجعة معاىدة منع انتشار األسلحة النوكية الذم عقد عاـ‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.1995‬‬
‫إف الدكؿ العربية ؾبتمعة تبدم اىتمامان كبريان باؼبلف النوكم الدكِف‪ ،‬كقد كقعت ىذه الدكؿ على اإلتفاقيات‬
‫الدكلية عن قناعة بأف خلو العاَف بشكل عاـ كخلو الشرؽ األكسط بصفة خاصة‪ ،‬يعد خطوة جيدة لتعزيز السبلـ‬
‫الدكِف كالسبلـ يف اؼبنطقة‪ ,‬كما أف الدكؿ العربية كانت كاضحة يف مواقفها كقراراهتا بشأف سباؽ التسلح بعد‬
‫توقيعها على اتفاقية منع االنتشار‪ ,‬كاتفاقية منع التجارب النوكية‪.‬‬

‫(‪ )1‬نبيل السماف‪ :‬القنبلة النووية بين طهران وتل أبيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫(‪ )2‬ؾبدم كامل‪ :‬األسرار النووية‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.225‬‬

‫‪- 134 -‬‬


‫كذبدر اإلشارة أف ؾبلس كزراء اػبارجية العرب كلف اؽبيئة العربية للطاقة النوكية بوضع اسرت اتيجية للعمل‬
‫العريب حح عاـ ( ‪ ،) 2020‬حبيث تكوف اسرت اتيجية عملية تقنية مع التأكيد على أف اإلستخدامات السلمية‬
‫للطاقة النوكية ىي حق أصيل للدكؿ األععاء يف معاىدة منع انتشار األسلحة النوكية‪ ،‬كغريىا من اؼبعاىدات‬
‫كاألنظمة ذات الصلة‪.‬‬
‫كبالتاِف فإف اجملتمع الدكِف‪ ,‬ىو اؼبعين األكؿ يف مراقبة دكؿ العاَف يف امتبلكها للسبلح النوكم‪ ,‬كخاصة‬
‫"إسرائيل"‪ ,‬اليت رباكؿ دائمان التنصل من توقيع اتفاقية اغبد من انتشار األسلحة النوكية‪ ,‬كالتنصل من امتبلكها‬
‫السبلح النوكم يف كثري من اؼبرات‪ ,‬علمان أنو مت ذكر العديد من اغبقائق كاؼبؤشرات على األرض‪ ,‬كتصروبات رظبية‬
‫داخل "إسرائيل" كخارجها‪ ,‬تؤكد امتبلكها للسبلح النوكم‪ ,‬لكنها َف تعرتؼ هبا صراحة‪.‬‬
‫كما يبكن فعلو ىو العغط على "إسرائيل" من قبل اجملتمع الدكِف كاؼبنظمات الدكلية من خبلؿ ؾبلس‬
‫األمن‪ ,‬بإلزامها على توقيع معاىدة أك اتفاقية اغبد من انتشار األسلحة النوكية‪ ,‬كتنفيذىا‪ ,‬كجعل منطقة الشرؽ‬
‫األكسط خالية من األسلحة النوكية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الدور األمريكي والغربي في جعل منطقة الشرق األوسط خالية من األسلحة النووية‪:‬‬
‫سعت "إسرائيل" منذ نشأهتا كما تزاؿ إُف امتبلؾ ترسانة من األسلحة النوكية كقد حصلت على الدعم‬
‫اؼبادم كالتقين لذلك من قبل الواليات اؼبتحدة األمريكية كالدكؿ الغربية‪ ،‬كقد سبكنت من تطوير برنامج نوكم أنتج‬
‫عدد كبري من الرؤكس النوكية‪ ،‬إضافة إُف ما حصلت عليو من أعماؿ التهريب كالسرقة كالتخريب كالقتل‪ ،‬متجاكزة‬
‫بذلك كل القوانني كاألعراؼ الدكلية ضاربة بعرض اغبائط كل اؼبواثيق كاؼبعاىدات كرافعة اإلعرتاؼ هبا‪.‬‬

‫أف "إسرائيل" تشكل خطران‬ ‫كيؤكد عصاـ ـبوؿ (النائب العريب يف الكنيست اإلسرائيلي) يف تصريح لو‪،‬‬
‫حقيقيان على اؼبنطقة كعلى األمن كالسلم الدكليني من خبلؿ ترسانتها النوكية‪ ،‬كما أكد على أف "إسرائيل" تبين‬
‫اسرتاتيجيتها على اإلعرتاؼ بشرعية امتبلكها ؽبذه األسلحة كيف إطار اؼبشاريع الكونية األمريكية لتهديد شعوب‬
‫العاَف‪ ،‬مشريان إُف أف قرار "إسرائيل" ب ا قتناء غواصتني نوكيتني إضافيتني كإقتناء حاملة طائرات ال بودؼ ؿباربة‬
‫(‪)1‬‬
‫حركات اؼبقاكمة الفلسطينية‪ ،‬بل إُف القياـ بدكر عاؼبي يف إطار الدكر األمريكي‪.‬‬
‫لقد‬ ‫كيشري (فرانك برنايب ) العاَف الذرم كمدير معهد أحباث السبلـ الدكِف السابق يف استوكهوَف قائبلن‪:‬‬
‫أصبح معلومان اف "إسرائيل" سبتلك أسلحة نوكية‪ ،‬كمع ذلك أنكرت "إسرائيل" ذلك كأدعت أهنا لن تكوف األكُف‬
‫يف إدخاؿ السبلح الذرم ‪.‬‬

‫(‪ )1‬مركز كفا اإلعبلمي‪ :‬تصريح عصاـ ـبوؿ‪ ،‬عماف‪.2004/7/14 ،‬‬


‫‪- 135 -‬‬
‫كال تستطيع "إسرائيل" أف تعلن امتبلكها للسبلح النوكم ألف ذلك وبرج اإلدارة األمريكية كلكن ما يقلق‬
‫اآلف ىو الكمية البلمعقولة من السبلح النوكم اإلسرائيلي‪ ،‬كبالتاِف فإف "إسرائيل" تع د السبلح النوكم أداة حرب‬
‫مقاتلة كليس للردع‪ ،‬كمهما حاكلت "إسرائيل" اإلستئثار بالسبلح النوكم فبل بد أف تظهر قوة نوكية يف اؼبنطقة‬
‫اؿعاَف اآلف متغري‪،‬‬ ‫على الرغم من احتماؿ قياـ "إسرائيل" هبجوـ استباقي على إيراف كغريىا من الدكؿ‪ ،‬ألف‬
‫فحصوؿ دكلة أك ؾبموعة دكؿ معادية ػؿ "إسرائيل" على قنبلة نوكية صغرية‪ ،‬سيقعي على شعور األمن اإلسرائيلي‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫خاصة يف ظل انتشار السبلح الكيماكم يف اؼبنطقة ‪!! .‬‬
‫لكن إذا ما مت اؿنظر إُف الواليات اؼبتحدة األمريكية‪ ،‬فإهنا ال ترضى بظهور قول نوكية إقليمية يف اؼبنطقة‪،‬‬
‫خاصة كأهنا ترتبط بعبلقات أمنية كاسرتاتيجية يف العاَف‪ ،‬مثل حلف الناتو‪ ،‬الياباف‪ ،‬كوريا اعبنوبية‪ ،‬ك"إسرائيل"‪،‬‬
‫كتركز على الدفاع ضد ظهور هتديدات من قول إقليمية‪.‬‬
‫كالعاؼبي‪،‬‬ ‫إف سياسات الواليات اؼبتحدة لوقف انتشار السبلح النوكم متناقعة على اؼبستول اإلقليمي‬
‫كتتطلب تغريان جذريان يف نظاـ ربالفها الدكِف كالتزاماهتا الدكلية‪.‬‬
‫فوقف انتشار السبلح النوكم إقليميان‪ ،‬يتطلب إعطاء ضمانات دكلية باحرتاـ سياد ة الدكؿ اؼبعنية‪ ،‬دبا فيها‬
‫التزاـ أمريكي بالتدخل‪ ،‬كيبدك ذلك التناقض كاضحان يف الشرؽ األكسط‪ ،‬حيث تدعم الواليات اؼبتحدة‬
‫"إسرائيل"‪ ،‬اليت رفعت التوقيع على اتفاقية اغبد من انتشار السبلح النوكم‪ ،‬بينما سبارس ضغوطان على بعض‬
‫(‪)2‬‬
‫كسورم‪.‬‬
‫ة‬ ‫الدكؿ يف اؼبنطقة ؾإ يراف‬
‫كيف اغبقيقة التستطيع الواليات اؼبتحدة األمريكية كحلفائها كما يبدك‪ ،‬الوقوؼ أماـ طموحات "إسرائيل"‬
‫النوكية‪ ،‬فاإلدارة األمريكية ال تستطيع تقدٔف ضمانات للدكؿ العربية ضد "إسرائيل" النوكية‪ ،‬كذلك ألسباب‬
‫عديدة منها‪ ،‬إف كجود كسيطرة "إسرائيل" النوكية ىو ضركرة أمريكية كغربية يف منطقة الشرؽ األكسط‪ ،‬كذلك‬
‫إلحكاـ السيطرة كالعماف بعدـ ظهور قول نوكية مؤثرة يف ىذه اؼبنطقة‪ ،‬كذلك ىبعع ىذا األمر غبسابات‬
‫الواليات اؼبتحدة األمريكية يف توازنات القول اإلقليمية كالدكلية كعدـ ظهور قول منافسة ؽبا عاؼبيان‪ ،‬إضافة إُف‬
‫تغلغل اللويب الصهيوٓف اليهودم يف الواليات اؼبتحدة األمريكية كالدكؿ الغربية‪ ،‬كفبارسة أشد أنواع العغوط‬
‫السياسية كاإلقتصادية‪ ،‬كبالتاِف السيطرة على القرار على األرض‪.‬‬
‫إف الواليات اؼبتحدة األمريكية يف حقيقة األمر تدعم ماديان كمعنويان الربنامج النوكم اإلسرائيلي‪ ،‬كتشري‬
‫معطيات إسرتاتيجية عسكرية كأمنية لدل األمن القومي األمريكي‪ ،‬تدلل على أنو ما سيتو افر "إلسرائيل" ال يتوافر‬
‫لدكؿ حلف الناتو أساسان‪ ،‬كأف الواليات اؼبتحدة األمريكية ستدفع ما مقداره ( ‪ )%50‬من تكلفة اػبطة النوكية‬

‫‪(1) Barnaby ,frank ,the invisible Bomb: the nuclear arms race in the middle East (London :I.B- tauris,‬‬
‫‪1988) ,47 .‬‬
‫(‪ )2‬نبيل السماف‪ :‬القنبلة النووية بين طهران وتل أبيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.138‬‬
‫‪- 136 -‬‬
‫لصاٌف "إسرائيل"‪ ،‬على أف تسيطر ليس على أكركبا كالشرؽ األكسط‪ ،‬بل كعلى حوض البحر األبيض اؼبتوسط‬
‫كدكلو برمتها‪ ،‬من خبلؿ األقمار الصناعية (‪ ،)1‬كأف احتكار "إسرائيل" للسبلح النوكم كالدعم االمريكي للتفوؽ‬
‫اإلسرائيلي جعل دكؿ حوض البحر األبيض اؼبتوسط يف أكركبا كأفريقيا كالشرؽ األكسط العريب ربث اجملتمع الدكِف‬
‫للعغط على "إسرائيل"‪ ،‬عبعل ىذه اؼبنطقة خالية هنائيان من السبلح النوكم كسباؽ التسلح العسكرم‪ ،‬لصاٌف‬
‫(‪)2‬‬
‫مشاريع إقتصادية كإمبائية سلمية كذلك لعدة أسباب منها‪:‬‬
‫‪ -‬عدـ توقيع "إسرائيل"‪ -‬حح اآلف‪ -‬على معاىدة عدـ نشر كاستخداـ األسلحة النوكية ‪.‬‬
‫‪ -‬معارضتها لقياـ الوكالة الدكلية للطاقة الذرية دبراقبة كتفتيش منشآهتا النوكية‪ ،‬األمرالذم ال يزاؿ يشكل‬
‫خطران على اؼبنطقة كالعاَف بعكس ما فعلتو الواليات اؼبتحدة االمريكية كبريطانيا ذباه العراؽ ‪.‬‬
‫‪ -‬قيامها بعرب اؼبفاعل الذرم السلمي العراقي بالتعاكف مع طائرات األكاكس األمريكية اؼبوجودة يف‬
‫اؼبنطقة‪.‬‬
‫‪ -‬اعتداءاهتا اؼبتكررة على جنوب لبناف كشعبو‪.‬‬
‫كمع ذلك فإف "إسرائيل" ال تتواْف غبظة يف استخدامها أم ىجوـ مباغت إذا لزـ ذلك ‪ ،‬كأساس لردع‬
‫اعبانب العريب كالعدكاف عليو‪ ،‬كتلميح قادة "إسرائيل" مراران إُف إمكانية استخداـ السبلح غري التقليدم (النوكم‬
‫اؽبدركجيين) يف مواجهة ؿبتملة مع الدكؿ العربية للتخويف كاإلستفزاز‪ ،‬كبالتاِف فإف كل التقديرات اإلسرتاتيجية‬
‫العاؼبية كالعربية تؤكد دبا ال يدع ؾباالن للشك‪ ،‬أف اؼبنطقة باتت تشكل حالة مهمة يف اإلىتمامات اؼبختلفة‬
‫السياسية كاألمنية كاالقتصادية على السواء‪ ،‬نتيجة تفاعبلت تارىبية كطبيعية كمصلحية جعلتها سبتاز بالعديد من‬
‫(‪)3‬‬
‫النواحي أنبها‪:‬‬
‫‪ -1‬إف اؼبنطقة تشكل بؤرة خطرية لعمليات استرياد السبلح كارتفاع معدالهتا يف ـبتلف النواحي األمنية‬
‫كالعسكرية‪ ،‬كتراكم األسلحة فيها قد يعرضها على اؼبدل البعيد إُف انفجار الصراعات اؼبسلحة بني دكؽبا كخباصة‬
‫انتشار األسلحة النوكية كاعبرثومية كالكيميائية اليت تع د من أخطر عوامل نشوب اغبرب فيها كتفجري عوامل‬
‫االستقرار كاألمن‪.‬‬
‫‪ -2‬تعد األسلحة النوكية اليت حبوزة "إسرائيل" اآلف من أخطر أنواع أسلحة التدمري الشامل اؼبيدآف على‬
‫اإلطبلؽ‪ ،‬كبسبب عدـ كجود قيود دكلية سبنع استخدامها من جهة‪ ،‬كعدـ كجود منطقة عازلة‪ ،‬فإف "إسرائيل"‬

‫(‪ )1‬ؿبمد علي السرحاف‪ :‬اللوبي الصهيوني والحلف اوستعماري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.215‬‬
‫(‪ )2‬فؤاد جابر‪ :‬األسلحة النووية في الشرق األوسط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫(‪ )3‬ؿباضرة للسفري السابق يف القاىرة عيسى دركيش‪ :‬العالم العربي وآفاق المستقبل ‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.1996 ،‬‬
‫متاح على موقع جامعة اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪- 137 -‬‬
‫تتمتع دبيزة خطرية للتفوؽ على الدكؿ العربية‪ ،‬األمر الذم ىبل دبوازين القول لصاٌف "إسرائيل" على اؼبدل البعيد‪،‬‬
‫كتقف الدكؿ األععاء يف النادم النوكم مكتوفة األيدم إزاء ىذا الوضع‪ ،‬كَف تنجح جامعة الدكؿ العربية بعد يف‬
‫تسليط األضواء على خطورة السبلح النوكم اإلسرائيلي‪ ،‬أكاف على صعيد رظبي أك شعيب بالشكل العملي‬
‫اؼبناسب كازباذ خطوات عملية ذباىها حح اآلف ‪.‬‬
‫‪-3‬ألف منطقة الشرؽ األكسط تتمتع دبزايا اسرتاتيجية لدل الواليات اؼبتحدة األمريكية بالدرجة األكُف‬
‫كالدكؿ الكربل األخرل بالدرجة الثانية‪ ،‬فهي ترتبط بالقعايا اؼبصريية اغبيوية لؤلمن القومي كاالقتصاد العاؼبي‬
‫كلتدفق اؼبواد اغبيوية إليها(النفط‪ ،‬كاإلستثمارات‪ ،‬كالتجارة العاؼبية‪ ،‬كطرؽ اؼبواصبلت) فإف أم تفجريات أمنية‬
‫كتفاعبلت من ىذا القبيل تؤثر بشدة على اؼبصاٌف اعبوىرية للدكؿ الكربل‪ ،‬كما حصل منذ اغبرب اإليرانية العراقية‬
‫األكُف من أحداث‪ ،‬كبالتاِف ما حدث يف اغبرب العراقية الكويتية‪ ،‬كالتدخبلت األجنبية يف اػبليج‪ ،‬كاغبصار الذم‬
‫تعرض لو العراؽ‪ ،‬كربجيم دكره السياسي كالعسكرم يف منطقة اػبليج كالشرؽ األكسط‪ ،‬كزيادة عمليات التسليح‬
‫يف اػبليج‪ ،‬كالتغطية على التسلح العسكرم اإلسرائيلي كترسانتها النوكية ؽبا دالالت إسرتاتيجية عميقة سبس األمن‬
‫القومي العريب اؼبباشر كغري اؼبباشر‪.‬‬
‫بأيد نظيفة كيعملوف على خلق شرؽ‬ ‫كقد أشار عصاـ ـبوؿ يف مداخلتة يف نيوزيبلندا إُف الذين يأتوف و‬
‫أيديهم ملطخة باإلشعاعات‬ ‫خاؿ من األسلحة النوكية ككل أنواع أسلحة الدمار الشامل األخرل‪ ،‬إمبا‬ ‫أكسط و‬
‫النوكية‪ ،‬فليس ؽبم اغبق األديب يف مطالبة اآلخرين بنزع أسلحتهم أك براؾبهم النوكية ‪.‬‬
‫أمريكية كمبلئمتها‬ ‫كأضاؼ أف الواليات اؼبتحدة األمريكية اليت تتعاكف مع "إسرائيل" يف تطوير صواريخ‬
‫لتحمل ركؤسان نوكية إسرائيلية‪ ،‬كاليت تتغاضى عن الرتسانة النوكية اإلسرائيلية اؼبرعبة مثلها مثل أؼبانيا اليت زكدت‬
‫"إسرائيل" بغواصتني أك ثبلث غواصات قادرة على ضبل الرؤكس النوكية كاطبلقها‪ ،‬كاليت تعد العدة لتزكيد‬
‫"إسرائيل" بثبلث غواصات اضافية‪ ،‬قادرة على ضبل رؤكس نوكية فإهنما ال سبتلكاف اغبق األخبلقي يف توبيخ‬
‫(‪)1‬‬
‫كهتديد دكؿ أخرل يف اؼبنطقة مثل إيراف بسبب برناؾبها النوكم‪.‬‬
‫كقد حذر النائب ـبوؿ من انتقاؿ االسرتاتيجية األمريكية‪ ،‬كيف أعقاهبا عقلية اغبكومة اإلسرائيلية‪ ،‬من‬
‫اسرتاتيجية الردع كالعربة الثابتة‪ ،‬اليت سادت إبَّاف اغبرب الباردة‪ ،‬إُف اسرتاتيجية العربة اإلستباقية أك اؼبانعة حبجة‬
‫اغبرب على اإلرىاب‪.‬‬
‫كباسم البحث عن سبلح نوكم – كىو غري موجود يف العراؽ ‪ -‬خرجت الواليات اؼبتحدة األمريكية إُف‬
‫بسلحة دمار شامل خرجت إُف حرهبا على‬ ‫م اؼبنظمات اإلرىابية أ‬ ‫حرهبا اإلحتبللية يف العراؽ‪ ،‬كباسم خطر تزك د‬
‫أفغانستاف‪ ،‬كبإسم إفشاؿ كإسقاط اؼبشركع النوكم اإليرآف فإف الواليات اؼبتحدة األمريكية تعد العدة غبرهبا‬
‫القادمة على إيراف بتواطؤ خطري مع اغبكومة اإلسرائيلية‪.‬‬

‫(‪ )1‬مداخلة للنائب عصاـ ـبوؿ‪ :‬مؤسبر ؾبموعة العمل الربؼبانية العاؼبية لنزع السبلح النوكم‪ ،‬نيوزيبلندا‪. 2004/12/21 ،‬‬
‫متاح على اؼبوقع اإللكرتكٓف ‪http: gawlan. org‬‬
‫‪- 138 -‬‬
‫كبالتاِف فإف "إسرائيل" ىي ذراع الواليات اؼبتحدة األمريكية الطويلة‪ ,‬كأداة تنفيذ أعماؽبا‪ ,‬كسيطرهتا على‬
‫منطقة الشرؽ األكسط‪ ,‬بتفوقها نوكيان كزيادة قدراهتا باستمرار‪ ,‬فبا هبعلها تتسيد اؼبنطقة‪ ,‬مثرية اػبوؼ كالقلق لدل‬
‫حكومات كشعوب اؼبنطقة العربية كاإلقليمية‪ .‬لذا فإف الواليات اؼبتحدة األمريكية كأكركبا ال تستطيعاف العغط‬
‫على "إسرائيل"‪ ,‬أك باؼبعَّن اآلخر ال تقبل العغط على "إسرائيل"‪ ,‬إلخبلء اؼبنطقة من األسلحة النوكية‪ ,‬ألنو من‬
‫كإال فكيف تعغط على العراؽ كعلى ليبيا كعلى‬ ‫مصلحتها أف تلوح "إسرائيل" بالسبلح النوكم كبشكل دائم‪ٌ ,‬‬
‫سورية كعلى مصر كعلى إيراف الدكلة النوكية القادمة بقوة‪ ,‬كاليت تفرض على القوة النوكية اإلسرائيلية‪ ,‬ؿبققة نوعان‬
‫من الردع كالتوازف النوكم يف اؼبنطقة‪.‬‬

‫‪- 139 -‬‬


‫المبحث الثالث‬
‫إمكانية الردع العربي والسيناريوىات المحتملة في مواجهة الترسانة النووية اإلسرائيلية وملو اتها‬
‫يعود اغبلم العريب بامتبلؾ الطاقة النوكية إُف اػبمسينيات من القرف العشرين اؼباضي‪ ،‬ككانت مهيئة على‬
‫مستول العقوؿ التكنو لوجية كخاصة يف مصر كالعراؽ‪ ،‬كتبخرت نتيجة عوامل خارجية كداخلية‪ ،‬فأكقفت مصر‬
‫برناؾبها النوكم يف الثمانينيات من القرف اؼباضي ربت ضغوط أمريكية كاػبوؼ من تكرار حادثة تشرنوبل‪،‬‬
‫كحولت اؼبعدات النوكية‬‫كفجرت اغبرب األىلية يف اعبزائر اغبلم النوكم‪ ،‬كأهنت "إسرائيل" الربنامج النوكم العراقي‪ ،‬ي‬
‫الليبية إُف خردة يف الواليات اؼبتحدة األ مريكة‪ ،‬إال أف اغبلم النوكم عاد يدغدغ الوجداف العريب مؤخران‪ ،‬بإحياء‬
‫برنامج نوكم خليجي‪ ،‬بتوقيع دكلة اإلمارات مع فرنسا أكؿ إتفاقية لبناء مفاعل نوكم سلمي‪ ،‬كإعبلف مصر‬
‫رغبتها بإعادة الربنامج النوكم‪.‬‬

‫كىذا ما يدعو للتفاؤؿ من جديد باالىتماـ العريب اؼبفاجىء بالطاقة النوكية‪ ,‬كاليت يينتظر منها أف تكوف ردان‬
‫كردعان للسبلح النوكم اإلسرائيلي‪ ,‬ال أف تكوف بإيعاز خارجي للرد على إيراف‪ ،‬أ ك إرضاء غبلم عريب متأخر أك‬
‫لسبب اقتصادم بعركرة اغبصوؿ على طاقة بديلة بنعوب النفط‪.‬‬
‫كمن اؼبفارقات‪ ،‬أف الدكؿ العربية التزمت دبعاىدة عدـ انتشار األسلحة النوكية قبل أف تشرع لربنامج نوكم عريب‬
‫خاص هبا‪ ،‬بالرغم من كجود برنامج ذرم إسرائيلي متطور‪ ،‬كذلك كاف ىناؾ مطالب من بعض القيادات العربية‬
‫"إلسرائيل"‪ ،‬دبنطقة شرؽ أكسط خالية من األسلحة النوكية‪ ،‬فماذا سيقدـ العرب لئلسرائيليني مقابل ذبريدىم من‬
‫سبلحهم النوكم‪ ،‬بل على العكس‪ ،‬فإف "إسرائيل" كبالتعاكف مع الواليات اؼبتحدة األمريكية تريد‪ ،‬ذبريد "دكؿ‬
‫ؿبور الشر " اليت أعلن عنها الرئيس األمريكي السا بؽ ( جورج بوش)‪ ،‬من أم احتماؿ بامتبلكها سبلحان نوكيان‪،‬‬
‫حح تبقى الدكلة الوحيدة النوكية اليت هتيمن على منطقة سبتد من زبوـ اؽبند كباكستاف‪ ،‬إُف أكركبا‪ ،‬كسبتلك قدرات‬
‫نوكية كبيولوجية فباثلة للدكؿ الصناعية اؼبتقدمة‪.‬‬
‫كيف الوقت الذم كانت "إسرائيل" تطور براؾبها النوكية‪ ،‬كتنتج أسلحة الدمار الشامل‪ ،‬كاف جهاز ـبابراهتا‬
‫(اؼبوساد)‪ ،‬هبهز على كل عاَف عريب نابغة يف اجملاؿ النوكم‪ ،‬كَف يتوقف األمر عند ىذا اغبد‪ ،‬إمبا سبارس ضغوطان‬
‫على الدكؿ الغربية ؼبنع الطلبة العرب من دراسة النوكم يف جامعاهتا حح تقعي على عملية ظهور علماء آخرين‬
‫من اؼبنبع‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المؤسسات العربية الحالية ذات الصلة بالبعد النووي‬
‫على الرغم من ؿبدكدية ؾباالت التعاكف كجهات التنسيق كالبحوث على مستول البلداف العربية‪ ،‬إال أف‬
‫البعد النوكم كأحد اجملاالت العلمية العصرية َف يغب عن ذىن القائمني على زبطيط السياسات العربية‪ ،‬كقد‬
‫كانت جامعة الدكؿ العربية أكُف اؼبؤسسات اليت أقرت يف ؾبلس اؼبلوؾ كالرؤساء العرب يف دكرتو الثانية‬

‫‪- 140 -‬‬


‫باإلسكندرية (أيلوؿ ‪ ،)1996‬إنشاء اجمللس العلمي العريب اؼبشرتؾ الستخداـ الطاقة الذرية يف األغراض‬
‫السلمية‪ ،‬ليكوف كجهة التنسيق كالتفاعل بني اإلمكانيات العربية اؼبتاحة يف ىذا اجملاؿ لدخوؿ اؼبنطقة العربية إُف‬
‫العصر النوكم‪.‬‬
‫كعلى جانب آخر‪ ،‬ىناؾ مركز الشرؽ األكسط اإلقليمي للنظائر اؼبشعة للدكؿ العربية‪ ،‬كذلك ىناؾ بعض‬
‫القنوات غري الرظبية بني اعبهات البحثية كاعبامعات العربية لتبادؿ اػبربات كاؼبعلومات احملدكدة يف اجملاؿ النوكم‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كفيما يلي يبكن إلقاء العوء على اؼبؤسسات العربية البارزة يف ىذا اجملاؿ ‪:‬‬
‫أووً‪ :‬المجلس العلمي العربي المشترك وستخدام الطاقة الذرية في األغراض السلمية‪:‬‬
‫‪- 1‬إنشاء المجلس ومهامو‪ :‬أينشئ ىذا اجمللس بقرار من اؼبلوؾ كالرؤساء العرب يف أيلوؿ عاـ ‪ ،1964‬كقد‬
‫ازبذ اجمللس العريب اؼبشرتؾ يف دكرة اجتماعو عدة قررات‪ ،‬ربث الدكؿ العربية على كضع اتفاقية للتعاكف العريب يف‬
‫استخداـ الطاقة الذرية السلمية موضع التنفيذ‪.‬‬
‫كما قرر تشكيل عبنة علمية مؤقتة تعم رؤساء اؼبؤسسات كاؽبيئات القومية اؼبشتغلة بالطاقة النوكية يف‬
‫الببلد العربية‪ ،‬لوضع برنامج علمي للمجلس يسمح بفتح التعاكف يف اجملاؿ النوكم بني البلداف العربية‪.‬‬
‫كيف إطار اتفاقية التعاكف العريب الستخداـ الطاقة النوكية يف األغراض السلمية اؼبوقعة بني دكؿ اعبامعة‬
‫العربية‪ ،‬حددت ىذه اإلتفاقية مهاـ ككظائف اجمللس العلمي العريب اؼبشرتؾ كذلك هبدؼ اؼبسانبة يف تنمية اجملتمع‬
‫العريب باستخداـ الصناعات كالعلوـ الذرية‪ ،‬كمسايرة التقدـ العلمي يف ميداف الطاقة الذرية‪ ،‬حيث حددت‬
‫اإلتفاقية أسلوب عمل اجمللس ليشمل اجملاالت التالية‪:‬‬
‫أ ‪ -‬األحباث النوكية‪ :‬تتعافر اعبهود العربية لتشجيع كإجراء البحوث كتبادؿ اػبربات بني دكؿ اعبامعة يف‬
‫ىذا اجملاؿ‪ ،‬الستنباط البيانات كاكتساب اػبربات البلزمة يف الصناعات النوكية‪.‬‬
‫ب ‪-‬توفري الفنيني كاػبرباء كتدريبهم‪ :‬اجمللس مسؤكؿ عن إعداد التدريب يف الفركع العلمية اؼبتصلة بالطاقة‬
‫الذرية‪ ،‬كالعمل على تبادؿ اػبرباء يف الطاقة الذرية‪ ،‬بني الدكؿ األععاء يف اجمللس‪ ،‬إُف جانب إنشاء‬
‫اؼبعاىد للتدريب‪.‬‬
‫خ ‪-‬توفري اؼبعلومات‪ :‬يقوـ اجمللس باإلعبلـ كالتوثيق كالنشر العلمي للطاقة الذرية‪ ،‬كيعع نظامان لتبادؿ‬
‫اؼبعلومات اؼبتعلقة بالنشاط النوكم بني الدكؿ األععاء‪.‬‬
‫ز ‪-‬استخداـ الطاقة الذرية يف األغراض السلمية‪ :‬يعمل اجمللس على اػبامات الذرية كاستخراجها‪ ،‬كإنتاج‬
‫الوقود الذرم دبا يكفي لتشغيل اؼبنشآت التابعة للدكؿ األععاء‪ ،‬كتوفري رصيد دائم من اؼبواد الذرية‪،‬‬

‫(‪ )1‬ؿبمد نبيل ؿبمد فؤاد‪ :‬اإلمكانيات النووية العربية واإلسالمية‪ ,‬القاىرة‪ ,1998 ,‬ص‪.369‬‬
‫‪- 141 -‬‬
‫يكفي لعماف استمرار العمل يف ؾباالت الطاقة الذرية‪ ،‬كما يقوـ اجمللس بوضع سياسات استخداـ‬
‫الطاقة النوكية يف النواحي السلمية ( الزارعة‪-‬الصناعة‪-‬الطب‪-‬توليد الطاقة)‪ ،‬إُف جانب اؼبشركعات‬
‫اليت هتدؼ إُف اإلستفادة من ؾباالت الطاقة الذرية بصفة عامة باإلشرتاؾ مع الدكؿ األععاء ‪.‬‬
‫ج ‪-‬نظاـ كقواعد الوقاية من األخطار الذرية‪ :‬يقوـ اجمللس بنشر القواعد اليت تكفل الوقاية من أخطار‬
‫اإلشعاع النوكم بالنسبة للعاملني كاآلخرين‪.‬‬
‫ذ ‪-‬العبلقة بني اؼبنظمات كاؽبيئات كالدكؿ األخرل غري األععاء‪ :‬يقوـ اجمللس بإجراء التصرفات اػباصة‬
‫بالعبلقات اػبارجية إلبراـ العقود‪ ،‬أك االشرتؾ يف اؼبشركعات‪ ،‬أك تنسيق اؼبطالب اػباصة بالنشاط‬
‫النوكم مع الدكؿ األخرل غري األععاء‪ ،‬أك اؼبنظمات الدكلية األخرل اؼبختصة باستخداـ الطاقة‬
‫النوكية يف األغراض السلمية‪.‬‬
‫ىذا كوبق لكل دكلة من دكؿ اعبامعة العربية‪ ،‬أف تكوف ععوان يف اجمللس الوطين‪ ،‬كما سبثل فيو األمانة العامة‬
‫للجامعة‪ ،‬كتتبع اجمللس إدارات علمية كفنية كقانونية كمالية‪.‬‬
‫كتدير أعماؿ اجمللس عبنة تتكوف من فبثل كاحد من كل دكلة ععو فيو‪ ،‬كيكوف للجنة رئيس كنائب‪،‬‬
‫كيتناكب األععاء ىذين اؼبنصبني‪ ،‬كما تشكل عبنة إدارة اجمللس‪ ،‬عبنة علمية كفنية من اؼبختصني يف العملية‬
‫النوكية إلبداء الرأم الفين يف كافة اؼبوضوعات اليت تطرح للبحث أك التنفيذ‪.‬‬
‫كيتمتع اجمللس بكافة اؼبزايا كاغبصانات اؼبقررة عبامعة الدكؿ العربية كىيئاهتا‪ ،‬كالزبعع معامبلتو اؼبالية لقيود‬
‫النظاـ اؼباِف يف الدكؿ األععاء‪.‬‬
‫‪ -2‬أ ر المجلس في التعاون بين الدول العربية في المجال النووي‬
‫تتكلف األحباث كالصناعات النوكية كذبارهبا‪ ،‬نفقات باىظة‪ ،‬غالبان ما تؤدم إُف نتائج ال تتناسب مع‬
‫األمواؿ أك اعبهود اليت تبذؿ من أجلها‪ ،‬خصوصان يف مراحلها األكُف‪ ،‬ألهنا غالبان ما تقابل مشاكل معقدة‪ ،‬يكوف‬
‫التعاكف العريب أقدر على حلها من العمل الفردم‪ ،‬كخباصة أهنا ربتاج إُف قدرات بشرية كفنية كعلمية كمادية تعجز‬
‫عن توفريىا دكؿ عربية دبفردىا‪ ،‬األمر الذم يدعو إُف التعاكف بني البلداف العربية‪ ،‬كتكثيف جهودىا كتنظيمها‪،‬‬
‫من أجل تنمية األحباث كالصناعات النوكية على الصعيد العريب‪.‬‬
‫كما توفر اتفاقية التعاكف العريب الستخداـ الطاقة النوكية يف اجملاالت السلمية للدكؿ العربية‪ ،‬كمن خبلؿ‬
‫اجمللس‪ ،‬نظامان يساىم يف تنمية اجملتمع العريب يف اجملاؿ النوكم‪ ،‬كما توفر ؽبذه الدكؿ جهازان قادران على التخطيط‬
‫لربامج مشرتكة‪ ،‬يراعى فيها تفاكت القدرات كاالمكانيات بني دكؿ اجمللس‪ ،‬كتعمل على تكامل تلك االمكانيات‪.‬‬

‫‪- 142 -‬‬


‫كما وبقق انعماـ البلداف العربية ؽبذا اجمللس‪ ،‬مركزان قويان يف ؾباؿ التعاكف الدكِف الستخداـ الطاقة الذرية‪،‬‬
‫كما يوفر ؽبا جهازان للتفتيش كالرقابة‪ ،‬يبكنو تطبيق كل القواعد اؼبعموؿ هبا يف اؼبعاىدات كاالتفاقيات الدكلية‪.‬‬
‫انياً‪ :‬مركز الشرق األوسط اإلقليمي للنظائر المشعة للدول العربية‬
‫أينشىء ىذا اؼبركز يف مصر‪ ،‬بناءن على طلب تقدمت بو الوكالة الدكلة الذرية دبوجب اإلتفاقية اليت عقدت‬
‫بينها كبني جامعة الدكؿ العربية‪ ،‬كسبت اؼبوافقة عليو يف ‪ 14‬أيلوؿ عاـ ‪ 1964‬كتتبلور أىداؼ ككظائف ىذا‬
‫اؼبركز‪ ،‬يف القياـ بتدريب اإلختصاصني على تطبيقات النظائر اؼبشعة‪ ،‬كإجراء البحوث اػباصة باستخداماهتا دبا‬
‫يتطابق مع أىداؼ الوكالة الدكلية للطاقة الذرية‪ ،‬كتلبية حاجة الدكؿ األععاء من النظائر اؼبشعة اؼبس تخدمة يف‬
‫اجملاالت السلمية‪.‬‬
‫يقوـ اؼبركز بنشاطو‪ ،‬طبقان لربنامج ؿبدد ىبططو‪ ،‬لتحقيق األىداؼ اليت كضعت لو اإلتفاقية‪ ،‬يف سبيل ذلك‬
‫يعطي منحان دراسية‪ ،‬كيطبق القواعد اػباصة الصحية كاألماف النوكم‪ ،‬كيعد ىذا اؼبركز أحد اؼبنظمات اإلقليمية‬
‫اليت أنشأهتا الوكالة الدكلية للطاقة الذرية‪ ،‬لتعاكهنا على ربقيق أىدافها‪ ،‬كالعمل على تطوير كتنمية استخداـ الطاقة‬
‫(‪)1‬‬
‫النوكية يف األغراض السلمية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬غياب التوازن العربي اإلسرائيلي النووي في ظل اإلمكانيات المتوافرة‬
‫ال يبلك أم من البلداف العربية أم مستول من نظم التسليح النوكية‪ ،‬كإف كانت بعض منها سبلك القدرة‬
‫البشرية (علماء فنيوف)‪ ،‬كالقدرة التكنو لوجية على تصنيعها‪ ،‬غري أف الدكؿ النوكية اػبمس األساسية تقوـ بشكل‬
‫مباشر من خبلؿ اإلتفاقيات الدكلية‪ ،‬ككذلك من خبلؿ العمل غري اؼبباشر ( حظر – مساكمة – هتديد) حظر‬
‫تصنيع أك امتبلؾ األسلحة النوكية كمنع انتشارىا باإلضافة ؼبنع نقل تقنية تصنيعها‪ ،‬ككذلك منع بيع أجهزة‬
‫كمعدات تصنيعها‪ ،‬ناىيك عن اػبطر كالرقابة كاؼبتابعة الدقيقة لدكرات الوقود النوكم حوؿ العاَف‪.‬‬
‫كتأيت منطقة الشرؽ األكسط كدكؽبا يف بؤرة اىتماـ الواليات اؼبتحدة األمريكية‪ ،‬نظران ؼبصاغبها اغبيوية‬
‫كاألمنةم فيها‪ ،‬كمن ذلك العمل الدؤكب على عدـ إتاحة الفرصة ؿلبلداف العربية المتبلؾ أسلحة نوكية‪ ،‬كما تقوـ‬
‫غعها الطرؼ عن الرتسانة النوكية اإلسرائيلية‪ ،‬األمر الذم أدل إُف خلل يف‬
‫بو من الكيل دبكيالني من خبلؿ ِّ‬
‫التوازنات يف منطقة الشرؽ األكسط لصاٌف "إسرائيل"‪.‬‬
‫كعلى اؿرغم من ذلك‪ ،‬فقد بذلت بعض البلداف العربية جهودان معنية يف سياؽ حصوؽبا على السبلح‬
‫النوكم‪ ،‬أك اغبصوؿ على مفاعبلت نوكية ذات قدرات متباينة‪ ،‬ككذلك كميات من اليوارنيوـ الطبيعي أك النشط‪،‬‬

‫(‪ ) 1‬بو مهدم بلقاسم‪ :‬الخيار النووي في الشرق األوسط ‪ ,‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ,‬بريكت‪ ,‬أيلوؿ‪ ,2001‬ص‪.371‬‬
‫‪- 143 -‬‬
‫كإجراء تعاكف مع دكؿ نوكية‪ ،‬بععها غربية ( فرنسا)‪ ،‬كبععها إسبلمية(باكستاف)‪ ،‬كمع دكؿ أخرل كاإلرباد‬
‫السويفميت السابق كاؽبند‪ ،‬كما أف األمر كصل إُف حد بذؿ جهود مكثفة من أجل شراء قنابل نوكية جاىزة‪.‬‬
‫كقد كصل البعض منها إُف مراحل متقدمة يف نشاطو النوكم العسكرم‪ ،‬مثل العراؽ‪ ،‬إال أف ضربة اإلجهاض‬
‫اليت كجهتها "إسرائيل" إُف مفاعل (أكزيراؾ) باإلضافة إُف حرب اػبليج الثانية‪ ،‬قد أ َّديا إُف التدمري الكامل للبنية‬
‫(‪)1‬‬
‫النوكية العراقية‪.‬‬
‫إف ىذا التفرد اإلسرائيلي باألسلحة النوكية يف الشرؽ األكسط‪ ،‬ليدعو إُف دراسة القدرات العربية كاإلسبلمية‬
‫الرئيسية يف ىذا اجملاؿ‪ ،‬كذلك بغية التقييم الدقيق للتوازنات‪ ،‬كمن مث التحديات كالتهديدات اؼبستقبلية للبلداف‬
‫العربية من اؼبنظار النوكم‪.‬‬
‫كمع الرجوع للخيارات اؼبتاحة ؼبواجهة الرادع النوكم اإلسرائيلي‪ ،‬كمن ضمنها خيار السعي إُف إخبلء الشرؽ‬
‫األكسط من أسلحة الدمار الشامل‪ ،‬كحح يتحقق ىذا اػبيار‪ ،‬فإف مطلب امتبلؾ العرب أسلحة ردع نوكية كفوؽ‬
‫تقليدية‪ ،‬كبالتاِف قوة ردع عربية‪ ،‬قد يصبح ضركرة ملحة‪ ،‬ؼبواجهة اػببلؼ يف التوازف العسكرم‪ ،‬كذلك باإلعتماد‬
‫على القول الذاتية اليت تعترب العمود لعملية الردع‪ ،‬بالقدر الذم يصل إُف مايبكن تسميتو (الردع اؼبؤكد اؼبتبادؿ)‬
‫يوفر القدرة للطرفني العريب كاإلسرائيلي على تدمري اآلخر‪ ،‬حح بعد التعرض للهجوـ النوكم‪ ،‬أك اؽبجوـ على‬
‫اؼبستول نفسو من القول التدمريية‪.‬‬
‫كلكي يتحقق ذلك‪ ،‬على العرب السعي لعبلج فجوتني رئيسيتني‪:‬‬
‫أكالنبا‪ ،‬تتعلق بغياب اإلرادة الستخداـ (الرادع اؼبتاح)‪ ،‬حيث يبتلك العرب صواريخ ذات قوة تدمريية كبرية‬
‫تقليدية‪ ،‬كغري تقليدية‪ ،‬ذبعل من إرادة اإلستخداـ ؽبا (رادعان مصدقان)‪ ،‬هبرب "إسرائيل" على عدـ اإلقداـ على ما‬
‫تريد‪ .‬كلعل القدرات الصاركخية اليت يبتلكها العرب سبثل رادعان مناسبان لو اعتمدت على اإليباف دببدأ توزيع‬
‫األدكار‪ ،‬لتشكيل قوة ردع عربية تقليدية كغري تقليدية‪ ،‬معتمدة على الصواريخ متوسطة اؼبدل ذات الرؤكس‬
‫التقليدية كفوؽ التقليدية‪ ،‬مع بناء قوة جوية متطورة قادرة على البقاء يف اعبو فرتة طويلة ‪.‬‬
‫أما الفجوة الثانية‪ :‬فهي تتصل باإليباف الراسخ بأف الرادع النوكم اإلسرائيلي‪ ،‬ماىو إال رادع ذك قوة تدمريية‬
‫عظمى‪ ،‬يواجو أقطار عربية سبتد طوالن كعرضان كعلى طوؿ احمليط إُف اػبليج‪.‬‬
‫أما الرادع العريب كحجم القوة التدمريية اؼبطلوب للمواجهة‪ ،‬ال يستلزـ سول قوة تدمريية تكفي لشل العمق‬
‫اإلسرائيلي كربدث بو أكرب حجم من اػبسائر‪ ،‬كىذا ال وبتاج ( مرحليان) إُف قوة نوكية بالقدر الذم وبتاج إُف‬

‫(‪ )1‬ؾبدم كامل‪ :‬األسرار النووية‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.304‬‬


‫‪- 144 -‬‬
‫القدرة على اإلستخداـ كالتنسيق اعبيد بني البلداف العربية‪ ،‬الستخداـ مالديها من أسلحة كقدرات تدمريية عالية‬
‫تقليدية كفوؽ تقليدية‪.‬‬
‫كبناءن على ذلك‪ ،‬هبب تناكؿ اإلمكانات العربية لبناء قوة نوكية عربية من خبلؿ اإلعتماد على بعض الثوابت‬
‫كالركائز يف التعاكف العريب على كبو يقلق "إسرائيل" كعلى الشكل التاِف‪:‬‬

‫إقامة ؾبلس عريب قومي للبدء دبشركع نوكم موحد‪ ،‬أك إحياء اجمللس العلمي اؼبشرتؾ للطاقة الذرية‪،‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫(كالذم ذيكر سابقان) لؤلسباب التالية‪:‬‬


‫‪ - 1‬إف بلدان عربيان منفردان‪ ،‬قد ال يستطيع القياـ بالعبء‪ ،‬كإف من فوائد ذلك‪ ،‬التغلب على‬
‫العقبات االقتصادية‪ ،‬ألف التكاليف ستوزع على عدة بلداف‪.‬‬
‫‪ - 2‬تقدٔف اػبربات العلمية كاالسرتاتيجية من عدة بلداف عربية‪ ،‬حيث يكوف ىذا اجمللس خليطان من‬
‫االسرتاتيجيني العرب يف علوـ الذرة‪.‬‬
‫دبا‬ ‫ب ‪ -‬اإلستفادة من األمواؿ العربية الفائعة‪ ,‬كاستثمارىا إلعادة التوازف أماـ "إسرائيل" بكل اجملاالت‬
‫متناسب مع تطورات القرف الواحد كالعشرين‪.‬‬
‫ج‪ -‬سبسك البلداف العربية بقرار اعبمعية العامة لؤلمم اؼبتحدة‪ ،‬الذم يدعو إُف إقامة منطقة خالية من‬
‫(‪)1‬‬
‫األسلحة النوكية يف الشرؽ األكسط منذ عاـ ‪.1980‬‬
‫كقد اقرتح الرئيس اؼبصرم األسبق حسين مبارؾ يف أيار عاـ ‪ ،1990‬التأكيد على إقامة ىذه اؼبنطقة‪،‬‬
‫كعدـ إرساؿ سفن أمريكية ؿبملة باألسلحة النوكية إُف حبار اؼبنطقة كأف يتم منع أم عمل يتناىف مع نص‬
‫القرار‪ ،‬كالرتكيز على انعاـ "إسرائيل" ؼبعاىدة اغبد من انتشار األسلحة النوكية‪.‬‬
‫من خبلؿ ما سبق‪ ،‬تبني أف "إسرائيل" تتفوؽ على العرب تفوقان كبريان يف اجملاؿ النوكم‪ ،‬كأف ىذا التفوؽ يعد‬
‫هتديدان خطريان لؤلمن القومي العريب‪ ،‬كىذا ما يفرض على العرب حبث آفاؽ مواجهتو‪ ،‬نظران ؼبا وبمل يف طياتو من‬
‫ـباطر كثرية‪ ،‬كذلك لن يتحقق إال بتو افر اإلرادة السياسية‪ ،‬مث بالتخطيط العلمي اؽبادئ من خطط مرحلية‪ ،‬يبكن‬
‫أف يؤدم إُف ربقيق التوازف النوكم يف اؼبنطقة‪ ،‬كذلك يف إطار ؾبموعة من الوسائل كاإلجراءات‪ ،‬مث ؾبموعة أخرل‬
‫من الوسائل كاإلجراءات اليت ؽبا خصوصية‪ ،‬نظران للحساسية الشديدة كالسرية البالغة الواجب فرضها على أم‬
‫ربرؾ يف ىذا االذباه‪.‬‬
‫جمؿ ذلك فيما يلي‪:‬‬
‫كيبكن إ ا‬

‫(‪ )1‬فبدكح حامد عطية‪ :‬البرنامج النووي اإلسرائيلي واومن القومي العربي‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.112‬‬
‫‪- 145 -‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المجموعة األولى‪ :‬ثوابت كركائز التعاكف العريب يف اجملاؿ العسكرم ( تقليدم نوكم) ‪:‬‬

‫كل ال يتجزأ‪ ،‬كأنو يعد مطلبان قوميان‬


‫التفىم كاإلصباع اإلسرتاتيجي العريب‪ ،‬على أف األمن العريب ه‬
‫‪- 1‬ضركرة ا‬
‫حتميان كملحان من أجل ضباية اؼبصاٌف اؼبشرتكة لشعوب األمة العربية يف مواجهة اؼبعطيات كالتحديات‬
‫الدكلية كاإلقليمية‪.‬‬
‫‪- 2‬إف التكامل اإلسرتاتيجي للقدرات الشاملة للبلداف العربية كخباصة القدرات العسكرية بشكل عاـ كالنوكية‬
‫بشكل خاص‪ ،‬أصبح ضركرة ال بد منها لتعزيز األمن القومي العريب‪ ،‬كلن يتأتى ذلك إال من خبلؿ‬
‫افر‬ ‫اتفاؽ البلداف العربية على (اسرتاتيجة التعويض اؼبتبادؿ)‪ ،‬كاليت تعين تبادؿ اؼبنفعة‪ ،‬كيلزـ لذلك تو‬
‫اإلرادة السياسية العربية اؼبتفهمة لكل اؼبعطيات القومية كاؼبتغريات اعبديدة‪ ،‬كمن مث اؼبوائمة بني القطرية‬
‫كالقومية من دكف تصادـ بينها قد يؤثر يف اؼبعطيات القومية كمن مث األمن القومي العريب ‪.‬‬
‫‪- 3‬على اؿرغم من توجو األنظمة يف دكؿ اؼبنطقة كبو "السبلـ الشامل " مع "إسرائيل"‪ ،‬إال أف ذلك ال يعين‬
‫اقتصادم)‪ ،‬كمن مث فبل ؾباؿ لئلسرتخاء‬ ‫انتهاء الصراع‪ ،‬بل استمراره يف صور أخرل ( حعارم ‪-‬‬
‫العسكرم ربت أم دعاكل‪ ،‬من منظور أف أم تقدـ أك رفاىية عربية البد ؽبا من قوة ربميها‪.‬‬
‫لذلك قد يكوف من العركرم على العرب إعادة تقؤف اؼبوقف اإلسرتاتيجي حح يبكنهم يف ىذا السياؽ بناء‬
‫التوازف اإلسرتاتيجي كالعسكرم‪ ،‬كمن مث اإلتفاؽ على اإلسرتاتيجة العسكرية العربية ؼبواجهة التهديدات اؼبستقبلية‬

‫‪- 4‬إف التجمعات اإلقليمة العربية ( ؾبلس التعاكف اػبليجي كاإلرباد اؼبغريب) التشكل قدرهتا الشاملة تكامبلن‬
‫ىو النظاـ العريب‬ ‫متوازنان‪ ،‬كخباصة يف اجملاؿ العسكرم‪ ،‬كمن مث فإف البديل اؼبنطقي األصيل كاؼبكمل‬
‫كمؤسستو اؼبتمثلة يف اعبامعة العربية كتنظيماهتا‪( ،‬بعد أف فقدت الكثري من ىيبتها كمصداقيتها‪ ,‬كخاصة‬
‫بعد ما ييعرؼ أك ما يظبي "بثورات الربيع العريب" منذ عاـ ‪ ,2010‬كاغبقيقة عكس ذلك برأم الباحث‪,‬‬
‫فهي ثورات خريف كدمار عريب)‪.‬‬
‫شديد‬ ‫‪- 5‬ضركرة التوصل لرؤية عربية مشرتكة فيما يتعلق دبوضوع ضبط التسلح يف اؼبنطقة كتناكلو‪ ،‬حبذر‬
‫حح ال وبقق ميزة اسرتتيجية ألم من الدكؿ غري اؿعربية يف منطقة الشرؽ األكسط على حساب الدكؿ‬
‫العربية‪ ،‬كأال يكوف جوىر التوزاف كضبط التسلح يف اؼبنطقة على أساس توازف دكلة بعينها مع ؾبموع ما‬
‫سبلكو كل أك بعض البلداف العربية ‪.‬‬
‫كلتفادم أم معوقات أك قيود يف ؾباؿ اغبصوؿ على نظم التسلح اؼبتقدمة باألعداد اؼبطلوبة‪ ،‬هبب االتفاؽ‬
‫على سياسة عربية موحدة يف ؾباِف اإلنتاج اغبريب ( تقليدم‪ -‬نوكم) على أف ىبطط ؽبا إسرتاتيجية تنفيذية‪ ،‬ربقق‬

‫‪ -1‬ؿبمد نبيل ؿبمد فؤاد‪ :‬اإلمكانيات النووية العربية واإلسالمية‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.363‬‬
‫‪- 146 -‬‬
‫تكامل مقومات تلك الصناعة (العنصر البشرم اؼبؤىل‪ -‬اؼبوارد التمولية) مع مراعاة التوازف يف توزيع كانتشار‬
‫الوحدات اإلنتاجية على البلداف العربية‪ ،‬أك أف تتبع اؽبيئة‪/‬اؼبؤسسة اؼبناط هبا ذلك للجامعة العربية حح زبرج من‬
‫ىيمنة دكلة بعينها‪.‬‬
‫‪- 6‬امتبلؾ العديد من البلداف العربية اإلمكانيات كالقدرات البلزمة للدخوؿ يف اجملاؿ النوكم‪ ،‬كخباصة ما‬
‫يتعلق بالكوادر العلمية كالبحوث كأيعان التمويل اؼبادم‪ ،‬كتكامل تلك اإلمكانيات من خبلؿ اسرت اتيجية‬
‫للتعاكف العريب‪ ،‬كالذم ىو اؼبدخل الصحيح لدخوؿ ىذا اجملاؿ كاللحاؽ بباقي األطراؼ الدكلية اليت‬
‫سبقت الدكؿ العربية‪.‬‬
‫‪- 7‬امتبلؾ عدد من البلداف العربية لقدرات تصنيع أك تطوير األسلحة اإلسرتاتيجية كفوؽ التقليدية‪ ،‬اليت‬
‫تشمل الصورايخ أرض أرض كاألسلحة الكيماكية كاألسلحة البيولوجية ‪.‬‬
‫‪- 8‬كيف السياؽ نفسو‪ ،‬هبب التعاكف كتنسيق القدرات العربية لتطوير أسلحة متطورة يبكنها أف تشكل عوامل‬
‫توازف كاستقرار يف اؼبنطقة كذلك يف اجملاالت التالية‪:‬‬
‫أ ‪ -‬ضركرة تطوير رادع إسرتاتيجي نوكم‪ ،‬كذلك يف حالة اإلصرار ربت دعاكل على استمرار سبلك‬
‫إحدل دكؿ اؼبنطقة للقدرات النوكية‪ ،‬ؼبا يشكلو ذلك من انكشاؼ كهتديد مستمر لؤلمن‬
‫القومي العريب‪.‬‬
‫ب ‪-‬أيعان ضركرة مسايرة العصر بدخوؿ عصر الفعاء باإلمكانيات الذاتية ‪ ،‬سواءن بالنسبة لؤلقمار‬
‫الصناعية أك كسائل إطبلقها‪ ،‬سواءن كاف ذلك لئلستخدمات اؼبدنية أك العسكرية‪.‬‬
‫المجموعة الثانية‪ :‬كسائل كآليات التعاكف العريب يف اجملاؿ النوكم‪:‬‬
‫يعد دخوؿ اجملاؿ النوكم ببعديو السلمي كالعسكرم أمران يتطلب العديد من العوامل كاإلمكانيات اليت‬
‫يصعب أف تتوافر صبيعها لدكلة ما‪ ،‬إال تلك الدكؿ العظمى الكربل اليت سبتلك اإلمكانيات اؼبادية كالبشرية‪ ،‬فعبلن‬
‫عن التكنولوجيا اػباصة بالتصميم النوكم‪ ،‬ككذلك الدكؿ اليت سبتلك بعض تلك اإلمكانيات‪ ،‬كاليت يبكنها توفري‬
‫الطاقة‪ ،‬عن طريق اللجوء إُف الطرؽ اؼبشركعة كغري اؼبشركعة يف اغبصوؿ على ما ينقصها من معدات أك‬
‫تكنولوجيا أك مواد خاـ غري متاحة ؽبا ‪.‬‬
‫كيف اَفنطقة العربية تتو افر كافة اؼبتطلبات اليت سبكن دكؿ اؼبنطقة من دخوؿ اجملاؿ النوكم‪ ،‬شرط التعاكف‬
‫إسرتاتيجية سرية كغري‬ ‫كالتكامل‪ ،‬نظران لعدـ تيسر ذلك للدكلة الواحدة‪ ،‬كذلك أمر هبب أف يقوـ على كجود‬
‫معلنة‪ ،‬منسقة كصادقة (أم إرادة سياسية موحدة لدخوؿ ىذا اجملاؿ )‪.‬‬

‫‪- 147 -‬‬


‫إف ذلك ال يعين استحالة قياـ دكلة عربية منفردة بتطوير نشاطها النوكم يف اجملاؿ العسكرم‪ ،‬فهناؾ عدد‬
‫من البلداف االعربية يبلك اإلمكانيات كإف كاف ينقصو اإلرادة السياسية أك التمويل‪ ،‬كاؼبثاؿ العريب على ذلك‬
‫‪,‬‬ ‫العراؽ‪ ،‬الذم كاف قاب قوسني أك أدْف من إنتاج أكؿ قنبلة عربية‪ ،‬كعلى مستول الدكؿ النامية باكستاف‬
‫كمستقببلن إيراف ‪.....‬‬
‫(‪)1‬‬
‫من ىذا اؼبنطلق يبكن عرض أبرز كسائل التعاكف العريب‪:‬‬
‫‪- 1‬إف ربقيق التعاكف العريب يف ؾباؿ التسليح النوكم كفوؽ التقليدم‪ ،‬هبب أف يقوـ على كجود القناعة‬
‫الكاملة لدل كافة األطراؼ العربية حبجم التهديد النوكم كفوؽ التقليدم الذم يبلكو اػبصوـ كضركرة‬
‫التوازف مع ىذا التهديد‪ ،‬أك على األقل امتبلؾ عامل الردع الذم يبنع اػبصم من استخدامو إذا ما قرر‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪- 2‬كيف ظل تلك القناعة تأيت ضركرة كضع اسرتاتيجية كاضحة ربدد إطار ىذا التعاكف كأىدافو‪ ،‬كما ينبغي‬
‫أف يتحقق من خبللو‪ ،‬كذلك باستخداـ كافة اإلمكانيات لكل طرؼ عريب ‪.‬‬
‫‪- 3‬ضركرة إحياء كتنشيط كافة اؼبؤسسات كاعبهات اليت أقرهتا جامعة الدكؿ العربية‪ ،‬للقياـ بالدكر اليت‬
‫أينشئت من أجلو‪ ،‬كالعمل على تنمية أكجو البحث كالتطوير كتبادؿ اػبربات بني العلماء العرب‪.‬‬
‫‪- 4‬إستثمار الوجود العريب يف اؼبؤسسات كاعبهات العلمية اػبارجية اؼبعنية بالبحوث كاإلنتاج يف اجملاؿ‬
‫النوكم‪ ،‬كذلك من خبلؿ فتح قنوات اتصاؿ بني العلماء العرب اؼبوجودين فيها كاعبامعات كاؼبعاىد‬
‫كمراكز األحباث يف الوطن العريب‪.‬‬
‫‪- 5‬تطوير اإلمكانيات اؼبتاحة حاليان للبلداف العربية من مفاعبلت كمراكز أحباث كزيادة قدراهتا‪ ،‬ؼبا يتيح‬
‫اجملاؿ للدخوؿ إُف مرحلة اإلنتاج اك امتبلؾ القدرات لتصنيع السبلح النوكم‪.‬‬
‫‪- 6‬تبادؿ اػبربات من خبلؿ اعبماعات كاؼبراكز العلمية‪ ،‬كزيارات العلماء بني األطراؼ العربية‪ ،‬كتوفري‬
‫قاعدة للمعلومات يف ىذا اجملاؿ يبكن البناء عليها كتطويرىا‪ ،‬كتكوف متاحة الطبلع كافة الدكؿ‬
‫اؼبشاركة فيها‪ ،‬مع مراعاة عامل السرية الواجب يف ىذه اغبالة‪.‬‬
‫‪- 7‬ضركرة العمل على توفري التكامل بني البلداف العربية بالشكل الذم يوفر اغبد األدْف للبدء بالدخوؿ إُف‬
‫اجملاؿ النوكم من ناحية التمويل‪ ،‬كتوفري الكوادر العلمية كاالتصاؿ باعبهات اػبارجية كتوفري الدعم من‬
‫الدكؿ اؼبالكة للتكنولوجيات اغبرجة كاغبديثة يف ىذا اجملاؿ‪.‬‬

‫(‪ )1‬فبدكح حامد عطية‪ :‬البرنامج النووي اإلسرائيلي واألمن القومي العربي‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.116‬‬
‫‪- 148 -‬‬
‫‪- 8‬احملافظة على اؼبتاح لدل البلداف العربية من األسلحة اإلسرتاتيجية كفوؽ التقليدية (صورايخ أرض‬
‫أرض‪ -‬كيممائي‪ -‬بيولوجي)‪ ،‬كتبادؿ اػبربات يف ؾباالت التطور لتلك األسلحة بني البلداف العربية ‪.‬‬
‫‪- 9‬إستثمار اإلمكاينات اؼبادية العربية يف سبويل األحباث فوؽ التقليدية يف الدكؿ اؼبنتجة لو ( كوريا الشماية‬
‫كالصني)‪.‬‬
‫‪- 10‬تنمية ؾباالت التعاكف العسكرم مع الدكؿ األجنبية يف إنتاج التسليح فوؽ التقليدم كالصواريخ‬
‫البالستية‪ ،‬يف إطار قدرة تلك الدكؿ يف تطوير مالدمقا من تسليح أك الدخوؿ يف التعاكف اؼبشرتؾ ‪.‬‬
‫‪- 11‬تكثيف التعاكف كاإلتصاالت جبهات البحوث العلمية يف اجملاؿ النوكم كؾباؿ الفعاء لتطويع تلك‬
‫التكنولوجيا‪.‬‬
‫‪- 12‬إف كل ما سبق لن يتأتى إال من خبلؿ إسرتاتيجية شاملة لؤلمن القومي العريب‪ ،‬يتم من خبلؽبا كضع‬
‫السياسات كاإلسرتاتيجيات العربية للعمل العريب اؼبشرتؾ كخباصة بشقيو التقليدم كالنوكم‪ ،‬دبا وبقق‬
‫مستول من التوازف القومي‪.‬‬
‫‪- 13‬نظران ألف كل اؼبتطلبات العسكرية اليت مت عرضها فوؽ األمنيات‪ ،‬لتفوقها على اؼبزاج العريب الذم يبر‬
‫بأسوأ حاالتو‪ ،‬فإف العرب هبب أف يعملوا على إهناء خبلفاهتم‪ ،‬كبعث اغبياة يف نظامهم العريب‬
‫كمؤسساتو‪ ،‬حح يبكن ذبنيب اؼبنطقة احتماالت لتدخبلت دكلية كإقليمية‪ ،‬كربافظ على أمنها القومي‪.‬‬
‫‪- 14‬إف ىذه اإلسرتاتيجية العربية إذا ايتفق عليها‪ ،‬هبب أف تكوف بني عدد ؿبدكد من اؼبسؤكلني كالفنني‪ ،‬كما‬
‫هبب أف ينشأ جهاز سرم يعمل على تنظيم خطط ؿلسرية كللخداع كللتأمني‪ ،‬كما يبكن أف ينشأ‬
‫شركات متعددة يف اػبارج حح يبكنو توفري االحتياجات البلزمة للمشركع ‪.‬‬
‫‪- 15‬كما إف ىناؾ قنوات فعائية يبكن من خبلؽبا دعم اؼبشركع لسرعة ذباكز الفجوة كدخوؿ النادم النوكم‬
‫لو أحسن استخدامها‪.‬‬
‫كبالتاِف تستطيع الدكؿ العربية بناء قوة فاعلة رادعة لقوة "إسرائيل" النوكية‪ ,‬دبقوماهتا اؼبادية كاؼبعنوية إذا ما‬
‫أرادت‪ ,‬فهي سبتلك مساحة جغرافية كسكانية كاسعة كموارد اقتصادية كمالية كبرية‪ ,‬كبالتاِف العمل على إهباد‬
‫قاعدة اقتصادية كبرية‪.‬‬
‫كتبقى اإلرادة كالتصميم على إهباد تفاىم كتعاكف (سياسي عسكرم اسرتاتيجي) يرتقي من التقليدم إُف غري‬
‫التقليدم‪ ,‬كبالتاِف إُف قوة نوكية رادعة لقوة "إسرائيل" النوكية‪ ,‬أك االنعماـ ؼبظلة نوكية إقليمية‪ ,‬كلتكن إيراف‬
‫مثبلن‪ ,‬كربت غطاء أفبي‪ ,‬يف ظل تطوير الطاقة النوكية السلمية‪ ,‬كبالتاِف ضباية اؼبوارد العربية‪ ,‬كاؼبياه العربية‪,‬‬
‫كخلق بيئة كؿبيط حيوم عريب ؿبمي من اؼبلوثات كالنفايات عن طريق قول الردع النوكم العريب‪.‬‬

‫‪- 149 -‬‬


‫المطلب الثالث‪ :‬الرد (الردع) العربي وسيناريوىات المواجهة‬
‫على الرغم من التنازالت السياسية العديدة كاؼبتنوعة اليت قدمتها بعض البلداف العربية ػ ػؿ"إسرائيل"‪ ،‬فقد تبني‬
‫فشل اؼبدخل السياسي الدبلوماسي العريب يف التوصل إُف إقناع "إسرائيل" دبراجعة سياستها النوكية كاالنعماـ‬
‫التفاقية اغبد من انتشار األسلحة النوكية‪.‬‬
‫فإذا كاف السبلح النوكم عامل البلاستقرار‪ ،‬فهو يف الوقت نفسو يف حاالت معينة‪ ،‬عامل استقرار‪ ،‬كىذا ما‬
‫ينطبق على منطقة الشرؽ األكسط‪.‬‬
‫إف تبين البلداف العربية لسياسة الردع اؼبتبادؿ‪ ،‬عن طريق تطوير مشاريع عسكرية نوكية‪ ،‬كبالنظر إُف الوظيفة‬
‫السياسية للسبلح النوكم‪ ،‬سيكوف إضافة ال يستهاف هبا إُف القدرة التفاكضية العربية‪ ،‬كإعطائها كزف أفعل فبا‬
‫ىي عليو اليوـ‪ .‬كما سيمكن البلداف العربية من كسر اإلحتكار النوكم اإلسرائيلي كإدارة أفعل للعبلقات الدكلية‬
‫الشرؽ أكسطية‪ ،‬كيف حاالت قصول‪ ،‬سيدفع السبلح النوكم العريب بالدكؿ اؼبعادية للتفكري أكثر من مرة قبل‬
‫ازباذ أم إجراء غري مرغوب فيو‪.‬‬
‫إف سعي البلداف العربية المتبلؾ أسلحة الدمار الشامل‪ ،‬ال يعين بالعركرة السبلح النوكم‪ ،‬فبإمكاهنا السعي‬
‫إُف امتبلؾ أسلحة أخرل غري تقليدية‪ :‬كيميائية‪ ،‬بيولوجية‪ ،‬أك جرثومية‪ ،‬قد ال تكوف ؽبذه األخرية قدرة تدمريية‬
‫(‪)1‬‬
‫فباثلة للسبلح النوكم‪ ،‬لكنها سبتاز ىي األخرل بقدرة ردعية ال يستهاف هبا‪ ،‬فعبلن عن سهولة إنتاجها ‪.‬‬
‫كما أف سعي البلدف العربية إُف امتبلؾ األسلحة النوكية ال يعين بالعركرة بقصد االستخدامات العسكرية ‪.‬‬
‫كدبا أف اإلنتقاؿ من اإلستخدامات السلمية إُف اإلستخدامات العسكرية عملية سهلة‪ ،‬حبسب ما توصل إليو‬
‫العلماء يف ىذا اؼبيداف‪ ،‬يبكن للبلداف العربية التصديق على ـبتلف اتفاقيات اؼبراقبة كنزع السبلح من دكف أف يؤثر‬
‫ذلك يف قدراهتا الردعية‪.‬‬
‫كيبكن اؿقوؿ إف ىذا الطرح‪ ،‬ال يعين بالعركرة أف كل دكلة عربية على حدة‪ ،‬ستسعى إُف تطوير مشاريع‬
‫نوكية نظران العتبارات عدة‪ ،‬سياسية كاقتصادية على كجو التحديد‪ ،‬كإمبا يبكن للبلداف العربية أف تتفق فيما بينها‬
‫انطبلقان من اعتبارات موضوعية على دكلة أك أكثر‪ ،‬لتطوير قاعدة عسكرية ألسلحة غري تقليدية‪.‬‬
‫كبسبب الدعم اػبارجي "إلسرائيل"‪ ،‬كاإلنشقاؽ يف الصف العريب‪ ،‬يبقى السبلح النوكم مصدر قوة‬
‫"إسرائيل"‪ ،‬حيث استطاعت أف تفرض من خبللو‪ ،‬كاقعان سياسيان كاقتصاديان يف منطقة الشرؽ األكسط دبا ىبدـ‬
‫كيؤمن مصاغبها‪.‬‬

‫(‪ )1‬بومهدم بلقاسم‪ :‬الخيار النووي في الشرق األوسط‪ ,‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.154‬‬
‫‪- 150 -‬‬
‫‪ 13‬سبوز عاـ ‪:1998‬‬ ‫كيف ىذا الصدد يبكن التذؾ ير بتصريح الوزير األكؿ اإلسرائيلي مشعوف برييز يف‬
‫(أقامت "إسرائيل" اػبيار النوكم ليس باإلشارة إُف ىريكشيما بل إُف أكسلو)‪.‬‬
‫كيف انتظار امتبلؾ البلداف العربية كسائل ردعية فباثلة‪ ،‬يبقى العرب ربت رضبة الصورايخ اإلسرائيلية‪ ،‬كيف‬
‫غياب ضمانات أمنية يف مستول طموحات البلداف العربية‪.‬‬
‫م على نية "إسرائيل" العدكانية كالتدمريية‪ ،‬عندما قاؿ آرييل شاركف رئيس كزراء‬
‫كيف ضوء ذلك‪ ،‬هبب التأ ؾ د‬
‫(‪)1‬‬
‫"إسرائيل" للسفري األمريكي السابق‪ ،‬صموئيل لويس يف شباط عاـ ‪:1982‬‬
‫(إننا لن نسمح بوجود سبلح ذرم لدل جرياننا العرب‪ ،‬كلن ننتظر ىذه اؼبرة إُف أف يصل اؼبفاعل الذرم إُف‬
‫كضعو اغبار)‪ .‬كأضاؼ قائبلن‪( :‬لقد رظبت "إسرائيل" خطان أضبران لؤلسلحة اليت تسمح للعرب حبيازهتا‪ ،‬كىذا أمننا‪،‬‬
‫كلن نسمح ألم بلد عريب بقوة ذرية)‪.‬‬
‫كما جرل هتديد العلماء األؼباف الذين استقدمهم الرئيس األسبق صباؿ عبد الناصر‪ ،‬للعمل يف اؼبيداف‬
‫النوكم‪.‬‬
‫كمن ناحية أخرل‪ ،‬حصلت "إسرائيل" أك طورت كسائل ضبل كإطبلؽ للرؤكس النوكية لتصل إُف أبعد مدل‬
‫(‪)2‬‬
‫فبكن‪ ،‬كحح يصبح العاَف العريب كاإلسبلمي على مرمى أسلحتها من إيراف كالباكستاف شرقان‪ ،‬كاؼبغرب غربان ‪.‬‬
‫كما أف "إسرائيل" أصبحت قادرة على استخداـ قوهتا النوكية كرادع نوكم أماـ العاَف العريب‪ ،‬كباتت تستخدـ‬
‫اػبيار النوكم كورقة راحبة للمراىنة بالتزكد بالسبلح األمريكي التقليدم‪ ،‬مقابل عدـ استعماؿ السبلح النوكم ضد‬
‫العرب‪.‬‬
‫كالسؤاؿ‪ :‬ىل الرعب النوكم اؼبتبادؿ من العربات النوكية الصاركخية‪ ،‬سيؤدم لئلستقرار يف الشرؽ األكسط‬
‫؟ ردبا !! كما داـ ىناؾ خلل يف موازين القول النوكية لصاٌف "إسرائيل"‪ ،‬فاػبطر النوكم يهيمن على اؼبنطقة‪ ،‬كليس‬
‫ىناؾ دافع إسرائيلي لئلنسحاب من األراضي العربية احملتلة‪ ،‬كال معَّن للسبلـ دكف جعل منطقة الشرؽ األكسط‬
‫خالية من األسلحة النوكية‪.‬‬
‫كاؼبغزل األخطر ىو أف العرب الذين توجو إُف عواصمهم كمدهنم كتركزا توـ السكانية كؾباالهتم اغبيوية كبو‬
‫‪ ،) BBC‬ما تزاؿ‬ ‫(‪ ) 300‬قنبلة نوكية كصاركخ حسب اعرتافات البنتاغوف األمريكي‪ ،‬كتقرير تلفزيوف اؿ (‬
‫أمواؽبم إما هنبان للفساد‪ ،‬كإما مكرسة إلنشاء كسائل إعبلـ‪ ،‬حح كصل عدد القنوات العربية إُف ما يقارب‬
‫اؿ(‪ ) 300‬قناة عربية‪ ،‬كاألدىى كاألمر‪ ،‬أهنا موجهة للعرب ال إُف غريىم‪ ،‬كما أف علمائهم‪ ،‬إما مهاجركف أك‬
‫موظفوف بعيدان عن ؾباالت علومهم كابتكاراهتم كتطبيقاهتم‪ ،‬أك معرضوف للقتل كما حصؿ يف العراؽ‪ ،‬ككما حدث‬

‫(‪ ) 1‬ؾبدم كامل‪ :‬األسرار النووية‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.533‬‬


‫(‪ )2‬نبيل السماف‪ :‬القنبلة النووية بين طهران وتل أبيب‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.40‬‬
‫‪- 151 -‬‬
‫لكثري من العلماء اؼبصريني‪ ،‬كعلى رأسهم الدكتور وبىي اؼبشد كظبرية موسى كغريىم‪ ،‬كىو ما يؤكد أف الوضع‬
‫الرظبي العريب الراىن ال إمكانية من خبللو يف حدكث اخرتاقات اسرتاتيجية تغري ىذا التوازف اؼبختل‪ ،‬أك يزبرج‬
‫(‪)1‬‬
‫كمن خبلؿ ما سبق يبكن التوصل لبعض اػبيارات كالسيناريوىات‬ ‫العرب من دائرة اإلستهداؼ ببل رادع‪.‬‬
‫العربية يف اؼبواجهة‪:‬‬
‫الخيارات اإلستراتيجية العربية وسيناريوىات المواجهة‪:‬‬
‫الكثري من اػبيارات‬ ‫من القرف العشرين اؼباضي‬ ‫َف يكن للعرب يف الثمانينيات كبداية التسعينيات‬
‫اإلسرتاتيجية ؼبواجهة التهديد النوكم اإلسرائيلي‪ ،‬كإمبا خيارات يبكن تسميتها ( إستسبلمية كاقية) ‪ ,‬حبسب ؿبمد‬
‫(‪)2‬‬
‫سليماف مفلح يف كتابو التهديد النوكم اإلسرائيلي لؤلمن القومي العريب كمنها‪:‬‬
‫‪- 1‬الخيار (السيناريو) األول‪ :‬قبوؿ األمر الواقع كاإلستسبلـ للقدرة النوكية اإلسرائيلية ‪ .‬كالعمل على‬
‫االستمرار دبطالبة اجملتمع الدكِف بإقامة منطقة خالية من األسلحة النوكية يف الشرؽ األكسط‪ ،‬علمان أف‬
‫قياـ ىذه اؼبنطقة قد طيرح منذ أمد بعيد‪ ،‬كتتبناه اعبمعية العامة لؤلمم اؼبتحدة منذ عاـ ‪ ،1974‬كعيرض‬
‫على جدكؿ أعماؽبا السنوم منذ عاـ ‪ ،1980‬كَف تيفلح صبيع اعبهود يف العغط على "إسرائيل" بإقامة‬
‫ىذه اؼبنطقة اػبالية من األسلحة النوكية‪ ،‬فمنذ بدء مفاكضات تشرين أكؿ عاـ ‪ ،1991‬ييطرح موضوع‬
‫إخبلء اؼبنطقة من السبلح النوكم‪ ،‬لكن "إسرائيل" َف تلتزـ بأم كعود أعطتها هبذا الشأف‪ ،‬كأصبح ىناؾ‬
‫قناعة لدل األطراؼ العربية بأف ىذه اؼبنطقة اػبالية‪ ،‬لن تكوف إال بعد قياـ قدرة نوكية عربية‪ ،‬كلكن‬
‫ىذه القدرة النوكية هبب أف تقاـ على أسس ثابتة كعلمية مدركسة‪ ،‬خاصة كأف معظم اػبيارات السابقة‬
‫َف تعد تتناسب مع اؼبستجدات السياسية يف عقد التسعينيات من القرف السابق كالعقد األكؿ من القرف‬
‫الواحد كالعشرين‪ ،‬كأف الصعوبة تكمن يف عدـ كجود مؤسسات عربية للعمل االسرتاتيجي سبلك صفة‬
‫اإللزاـ‪ ،‬كأف القرار العريب يعآف التشتت كانعداـ صفتو‪ ،‬العتبارات كطنية متباينة كليست على اؼبستول‬
‫القومي‪ ،‬كمن ىنا هبب الرتكيز على دكر اؼبثقفني العرب كاػبرباء اإلسرتاتيجيني لصياغة البدائل اؼبختلفة ‪.‬‬
‫‪- 2‬الخيار (السيناريو) الثاني‪ :‬الدخوؿ يف مظلة نوكية لتأمني اغبماية للبلداف العربية بعمانات من الدكؿ‬
‫اػبمس األععاء الدائمني جمللس األمن الدكِف ‪.‬‬
‫حيث يبكن للدكؿ العربية أف تلحق بركب دكؿ الردع النوكم يف مواجهة "إسرائيل" النوكية بشكل سريع أك‬
‫متسارع‪ ,‬من خبلؿ توحيد صفوفها ككلمتها كتعاكهنا مع دكؿ إقليمية يذبارم القول النوكية يف اؼبنطقة‪ ,‬كلتكن إيراف‬

‫(‪ )1‬ؾبدم كامل‪ :‬األسرار النووية‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.535‬‬


‫(‪ )2‬ؿبمد سليماف مفلح‪ :‬التهديد النووي اإلسرائيلي لألمن القومي العربي‪ ,‬أعماؿ الندكة الفكرية‪ ,‬جامعة أسيوط‪ ,‬مركز‬
‫دراسات الوحدة العربية‪ ,‬بريكت ‪ ,2001‬ص‪.268‬‬
‫‪- 152 -‬‬
‫مثبلن (كما ذكر سابقان)‪ ,‬ألف إيراف على ما يبدك تصنع أؾبادىا النوكية مع بدايات القرف الواحد كالعشرين‪ ,‬كترتقي‬
‫إُف سلم النادم النوكم العاؼبي‪ ,‬كبالتاِف تستطيع الدكؿ العربية اختصار عشرات السنني يف الوصوؿ إُف قوة نوكية‬
‫رادعة‪ ,‬بتحالفها مع إيراف النوكية‪ ,‬أك اؼبطالبة دبنطقة خالية من األسلحة النوكية‪ .‬كالواقع أف العجلة النوكية تسري‬
‫خبطى متسارعة بالنظر للمطالب العربية كالدكلية السلمية بتوقفها‪ ,‬كبالتاِف ال خيار أماـ الدكؿ العربية ٌإال أف‬
‫تلحق بالركب النوكم بتحالف إقليمي نوكم‪ ,‬كأف تقف جنبان إُف جنب كتتكامل كتتعاكف كترسم مسارىا الصحيح‬
‫يف ظل التحالفات كاؼبصاٌف اإلقليمية كالدكلية‪ ,‬كيف ظل الصراعات كالنزاعات‪ ,‬كيف ظل مصلحتها الوطنية‬
‫كالقومية‪ ,‬كلتظلل نفسها بغطاء كمظلة نوكية توازم كتردع القوة النوكية اإلسرائيلية‪.‬‬
‫‪- 3‬الخيار (السيناريو) الثالث‪ :‬الرادع التقليدم كفوؽ التقليدم‪.‬‬
‫إف اؼبطلوب من الدكؿ العربية‪ ،‬البحث عن ـبتلف السبل كالوسائل‪ ،‬هبدؼ التصدم لؤلسلحة النوكية‬
‫اإلسرائيلية النوكية كمواجهتها كدرء أخطارىا على ـبتلف الصعد‪ ،‬كذلك باستخداـ كل الوسائل اؼبمكنة العلمية‬
‫كالتقنية كالدبلوماسية كالعسكرية‪ ،‬أك إهباد الرادع اؼبمكن الذم يبكن أف يردع "إسرائيل" عن استخداـ أسلحتها‬
‫(‪)1‬‬
‫النوكية ‪ ,‬كفق الرؤيتين التاليتين‪:‬‬
‫أووً‪ :‬الرادع الكيميائي‪:‬‬
‫إف السبلح الكيم مائي‪ ،‬نوع من أنواع اؼبواجهة غري التقليدية مع الرتسانة النوكية اإلسرائيلية‪ ,‬كالذم يبكن أف‬
‫يؤثر بشكل مباشر‪ ،‬كىبلق نوع من أنواع التوازف اإلسرتاتيجي بني العرب ك"إسرائيل"‪.‬‬
‫لقد أكد (شام فيلدماف) الكاتب اإلسرائيلي يف كتابو (اػبيار النوكم اإلسرائيلي )‪ ,‬حني قاؿ (إذا كاف‬
‫السبلح النوكم التكتيكي يبثل ضركرة " إلسرائيل"‪ ،‬فإف الدكؿ العربية قد كجدت كذلك بديبلن من نوع آخر‬
‫ألسلحتها التقليدية‪ ،‬كىو السبلح الكيم مائي‪ ،‬فإف التسلح بو كاضح يف بعض اعبيوش العربية للرد على السبلح‬
‫جراء استخداـ ىذا السبلح حح لو‬ ‫النوكم اإلسرائيلي‪ ،‬كفبا ال شك فيو أف "إسرائيل" ستتعرض لعرر بالغ من َّ‬
‫استخدمت سبلحها النوكم)‪.‬‬
‫جراء تنامي فكرة تطوير األسلحة الكيم مائية العربية‪ ،‬كرباكؿ من‬
‫كؽبذا فإف "إسرائيل" تشعر بالقلق دائمان من َّ‬
‫خبلؿ الواليات اؼبتحدة األمريكية كالدكؿ الغربية‪ ،‬العغط على ىذا اؼبلف الكيميائي كغريه من األسلحة غري‬
‫التقليدية لدل العرب‪ ,‬ؿباكلة العغط على العرب يف توقيع معاىدات عدـ استخداـ أم من ىذه األسلحة يف‬
‫اؼبنطقة‪ ،‬ألهنا تشكل بالفعل رادعان قويان كضركريان ؼبواجهة الرتسانة النوكية اإلسرائيلية‪.‬‬
‫انياً‪ :‬الرادع النووي‪:‬‬

‫(‪ )1‬ؾبلة إسرتاتيجيا‪ :‬القاىرة‪ ,‬العدد‪ ,98‬نيساف‪ ,1990‬ص ‪.36-33‬‬


‫‪- 153 -‬‬
‫َف يعد ىناؾ من خيار أماـ العرب‪ ،‬سول أف يعيدكا من جديد صياغة خططهم اؼبستقبلية‪ ،‬لتساعدىم على‬
‫بناء قاعدة إقتصادية عصرية‪ ،‬ربميها قاعدة أمينة رادعة‪ ،‬ألف "إسرائيل" عندما بدأت ب بناء اقتصادىا كتطوير‬
‫صناعاهتا اؼبتقدمة‪ ،‬خاصة الصناعات اإللكرتكنية كتركهبها كانتشارىا يف األسواؽ اػبارجية‪ ،‬كخاصة األسواؽ‬
‫األكركبية‪َ ،‬ف توقف مشركعاهتا النوكية‪ ،‬بل كثفت من نشاطها التقين يف ىذا اإلذباه‪ ،‬إُف أف أصبحت من الدكؿ‬
‫النوكية اػبطرية‪.‬‬
‫كعندما تنادم الدكؿ العربية بالتعامل مع لغة العصر‪ ،‬الذم اتسعت فيو رقعة األنظمة النوكية الدفاعية‪ ،‬كذلك‬
‫بالسعي إُف إقامة نظاـ عريب نوكم َف يكن القصد من ذلك النداء سول العمل على إهباد نظاـ دفاعي كقائي‪،‬‬
‫يردع أم مغامر من التفكري يف استخداـ ىذا السبلح اؼبدمر ضد الدكؿ العربية‪.‬‬
‫ب ىذه الدعوة الصروبة المتبلؾ القوة النوكية على اعبانب العريب‪ ،‬فإف اػبيار النوكم ليس مثل أم خيار‬
‫مقا ؿ‬
‫آخر‪ ،‬كالقعية َف تكن أبدان القدرة على بناء القنبلة الذرية كاغبصوؿ على (الفرح الشعيب ) كما حدث يف اؽبند‬
‫كباكستاف‪ ،‬كإمبا كاف ما سوؼ يأيت بعد ذلك من خطوات كتكاليف بعد أف ينتهي اإلحتفاء كاإلحتفاؿ‪ ،‬كفوؽ‬
‫كل ذلك‪ ،‬فإف ربقيق التكافؤ الكامل مع "إسرائيل" غري فبكن يف ظل عبلقات الطرفني‪ ،‬فإف ربقيق التكافؤ ال‬
‫يعين إال ذبميد األكضاع سبامان عند النقطة اليت كصلت عليها يف عاـ ‪ ،1967‬نتيجة الردع النوكم اؼبتبادؿ‪ ،‬كيف‬
‫كل األحواؿ‪ ،‬فإنو سوؼ يبقى "إلسرائيل" مزية إضافية‪ ،‬كىي مصداقية قدرهتا على اإلستخداـ‪ ،‬ألهنا تستطيع‬
‫ضرب عواصم عربية بعيدة‪ ،‬دكف أف تتأثر ىي باإلشعاع أك الغبار الذرم‪.‬‬
‫أما يف حالة "إسرائيل" كنتيجة لقلة مساحتها اعبغرافية‪ ،‬كتداخلها مع ذبمعات سكانية عربية‪ ،‬كقرهبا من‬
‫ذبمعات عربية أخرل‪ ،‬فإنو من الصعوبة ألم قيادة عربية إصدار قرار استخداـ ىذا السبلح‪ ،‬فالعرب حح كلو‬
‫تعرضوا لعربة نوكية ال يستطيعوف قصف القدس ‪ -‬دبا فيها من مقدسات‪ -‬كالسكاف الفلسطينيني ( ‪ 180‬ألف‬
‫فلسطيين )‪ ،‬أك حح تل أبيب اللصيقة بيافا‪ ،‬حيث عشرات اآلالؼ من العرب‪ ،‬فعبلن عن امتداد آثار التفجري‬
‫حح عماف كبريكت كدمشق كمع غياب ىذ ق القدرة‪ ،‬ينتفي أم أساس للردع العريب الذم يقوـ جبوىره على كجود‬
‫اإلمكانية لئلستخداـ إذا ما تعدل الطرؼ اآلخر خطوطان ضبراء بعينها‪ .‬لذلك يسعى القادة كاؼبسؤ كلوف العرب‪،‬‬
‫لعبلج ىذه اؼبسألة اػبطرية باؼبطالبة بنزع السبلح النوكم‪ .‬كإذا ما مت االتفاؽ بني دكؿ اؼبنطقة دبا يف ذلك‬
‫"إسرائيل" على نزع األسلحة النوكية ككسائل إطبلقها‪ ،‬كأنو تقرر نزعها كتدمريىا بالفعل‪ ،‬فكم من الوقت تستغرؽ‬
‫ىذه العملية‪ ،‬عشرين‪ ،‬ثبلثني عامان ؟؟؟ فماذا مفعل العرب يف ىذه الفرتة كىم معيشكف يف ظل االحتكار النوكم‬
‫اإلسرائيلي كالذم ىو احتكار جملاؿ اؼبعرفة التقنية النوكية ! ما يعين أف االحتكار النوكم سيظل قائمان عن طريق‬
‫(‪)1‬‬
‫احتكار اؼبعرفة‪.‬‬

‫ص‪.538‬‬ ‫(‪ ) 1‬ؾبدم كامل‪ :‬األسرار النوكية‪ ,‬مرجع سابق‪,‬‬


‫‪- 154 -‬‬
‫إف األمن القومي العريب ال يتحقق إال عن طريق امتبلؾ القوة الذاتية الرادعة أك الردع اؼبتبادؿ‪ ،‬كبالتاِف فإف‬
‫ؿباكالت نزع األسلحة شديدة التدمري كتطبيق نظاـ العمانات الدكلية‪ ،‬ىي ؿباكالت جيدة هبب العمل هبا‪،‬‬
‫كلكنها ال تغين أبدان عن امتبلؾ القوة الرادعة‪ ،‬كعُف العرب أف مسريكا يف النظاـ العاؼبي باذباه نزع السبلح النوكم‪،‬‬
‫ىم اؼببعثرة‬ ‫كالعمل بالتوازم على امتبلؾ الرادع‪ ،‬كتركيز اعبهود على ضركرة اؼبراجعة الشاملة كاعبدية ألكضاع‬
‫كاؼبتفرقة‪ ،‬إُف العقبلنية كالتخطيط كالرؤية االسرتاتيجية اؼبستقبيلة للبحث العلمي كالتكنولوجيا اؼبتقدمة‪ ،‬حبيث‬
‫مسبكنكا من اإلعتماد على الذات كمواجهة اإلسرتاتيجية النوكية اإلسرائيلية‪ ،‬كاستحقاقات اؼبستقبل السلمية أك غري‬
‫السلمية‪ ،‬كفق نظرة عربية متكاملة ؿلقدرات الفعلية اؼبتحققة كاؼبمكنة كاقعيان يف ميادين العلم كالعلماء‪ ،‬كالصناعات‬
‫اؼبعقدة‪ ،‬كاقتحاـ ؾباالت اؼبعلوماتية كالتكنولوجيا النوكية‪ ،‬كأحباث الفعاء كالعلوـ الدقيقة‪.‬‬
‫كىذا كلو يتطلب تطوير اعبهود الذاتية العربية‪ ،‬فاإلعتماد على الذات ىو خيار إسرتاتيجي ال ٔفلك العرب التخلي‬
‫عنو‪ ،‬كيف الوقت نفسو‪ ،‬فإف سلوؾ ىذا اػبيار هبب أف يسبقو إدراؾ تاـ كدقيق كتفصيلي لواقع القدرات العربية‬
‫اؼبستخدمة يف ميداف العلوـ كالتكنولوجيا‪ ،‬كحجم الصعوبات كالتكاليف االقتصادية الباىعة ؽبذا اػبيار‪،‬‬
‫كاالستغبلؿ األمثل للطاقات العلمية‪ ،‬كالفنية‪ ،‬كالبحثية‪ ،‬كاؼبالية اؼبتوافرة‪ ،‬لتقليص الفجوة بني العرب ك"إسرائيل"‪،‬‬
‫كإهناء االحتبلؿ اإلسرائيلي مستقببلن‪ .‬عندئذ فقط‪ ,‬يزكؿ التهديد بالسبلح النوكم كغريه من أسلحة الدمار‬
‫الشامل‪.‬‬

‫‪- 155 -‬‬


‫نتائج البحث‬
‫‪ -1‬سبتلك "إسرائيل" ترسانة ضخمة من األسلحة النوكية‪ ،‬حبيث أصبحت تصنف بأهنا سادس قوة نوكية على‬
‫مستول العاَف‪ ،‬إال أهنا على الرغم من ذلك َف تعرتؼ بذلك صراحة‪ ،‬كتصر على سياسة الغموض النوكم اعتقادان‬
‫منها أف ذلك يصب يف صاٌف سياستها اإلسرتاتيجية اؼبتمثلة بسياسة الردع بالشك‪.‬‬
‫شكلت داعمان أساسيان لبناء قوة‬ ‫‪ -2‬إف الدكؿ الغربية كعلى رأسها الواليات اؼبتحدة األمريكية كفرنسا‪،‬‬
‫"إسرائيل" النوكية ‪ ،‬كذلك إما من خبلؿ ما يلزـ من مقومات القدرة النوكية‪ ،‬أك من خبلؿ توفري الغطاء الدكِف‬
‫الداعم لتوجهات "إسرائيل" كبو امتبلؾ تلك األسلحة‪ ،‬كىذا يؤكد أف ىناؾ ازدكاجية يف التعامل يف اؼبسألة‬
‫النوكية‪ ،‬كأف اغبديث عن الشرعية الدكلية ليس أكثر من حديث عن شرعية القوة‪.‬‬

‫‪ -3‬إف إصرار "إسرائيل" على احتكار السبلح النوكم‪ ،‬كمنع الدكؿ العربية من الوصوؿ إؿ يو مشكل هتديدانكبريان‬
‫لؤلمن القومي العريب‪ ،‬ليس على الصعيد العسكرم فحسب‪ ،‬كإمبا يشتمل التهديد األبعاد السياسية كاإلقتصادية‬
‫كاإلجتماعية كالبيئية‪.‬‬

‫‪ -4‬يشكل مفاعل "ديبونا" النوكم اإلسرائيلي ‪ ،‬التهديد األكرب على حاضر اؼبنطقة العربية كمستقبلها‪ ،‬سواءن‬
‫بسبب انتهاء عمره اإلفرتاضي‪ ،‬أك بسبب النفايات الناذبة عنو‪ ،‬كاليت يتم دفنها يف أراض عربية كما ينتج عنها من‬
‫إشعاعات تفتك جبميع الكائنات اغبية‪.‬‬
‫‪ ،‬بل‬ ‫‪ -5‬ؿباكالت "إسرائيل" الدائمة كاؼبستمرة للتخلص من نفاياهتا كإبعادىا كدفنها خارج ؿبيط مستوطناهتا‬
‫رباكؿ دائمان دفنها يف األراضي كاؼبياه العربية اجملاكرة‪.‬‬
‫ؼ كالودياف ‪،‬‬
‫‪ -6‬تعرض الكثري من اؼبناطق الفلسطينية كالعربية احملتلة كاجملاكرة ‪ ،‬للتلوث يف الرتبة أك يف اؼبياه اعبو ية‬
‫بسبب النفايات اإلسرائيلية اؼبختلفة كإشعاعاهتا السامة كخاصة اإلشعاعات النوكية‪.‬‬
‫‪ -7‬ظهور العديد من حاالت اؼبرض اؼبزمن كأمراض الدـ كاؼبوت اؼبفاجئ بكثري من اؼبناطق الفلسطينية كالعربية‬
‫اجملاكرة بسبب تلوث تلك اؼبناطق باإلشعاعات النوكية السامة‪.‬‬
‫‪ -8‬اختبلؿ التوازف يف التنوع اغبيوم كنقص أك انقراض ألنواع عديدة من الكائنات اغبية من حيوانات كنباتات‬
‫كأشجار‪.‬‬
‫‪ -9‬ال يوجد أم ىيئة أك عبنة عربية علمية خاصة لدراسة كمتابعة تلوث البيئة العربية باإلشعاعات كالنفايات‬
‫اإلسرائيلية السامة‪ ،‬أك حح متابعة النشاط النوكم اإلسرائيلي بشكل عاـ‪.‬‬
‫‪ -10‬عدـ كجود ؿبطات رصد مكثفة لتحديد حاالت التلوث اغباصل كاإلببلغ عنها مباشرة‪.‬‬

‫‪- 156 -‬‬


‫‪ ،‬إلجراء‬ ‫‪ -11‬عدـ كجود أم ربرؾ أك ضغط دبلوماسي كسياسي عريب على اجملتمع الدكِف كاألمم اؼبتحدة‬
‫فحوصات كاختبار عينات من الرتبة كاؼبياه اجملاكرة للمفاعبلت النوكية اإلسرائيلية كخاصة مفاعل "ديبونا"‪ ،‬للتثبت‬
‫من حقيقة ما هبرم من تلوث للبيئة الفلسطينية كالعربية‪.‬‬
‫‪ -12‬إف "إسرائيل" لن تتخلى عن سبلحها النوكم طواعية‪ ،‬سواء من خبلؿ التوقيع على معاىدة حعر انتشار‬
‫السبلح النوكم‪ ،‬أك من خبلؿ إقامة منطقة خالية من السبلح النوكم يف الشرؽ األكسط ‪ ،‬حيث أف السبلح‬
‫النوكم يلعب دكران مهمان يف إسرتاتيجيتها األمنية كالعسكرية كالبيئية‪ ،‬كبالتاِف فإف "إسرائيل" ربرص على الربط بني‬
‫مفهوـ األمن كامتبلؾ عناصر القوة‪ ،‬حبيث أصبح الفصل بينهما غري فبكن كأف القوة النوكية اإلسرائيلية ىي أعظم‬
‫أنواع القوة بالنسبة ؽبا‪ ،‬كبالتاِف فإف التخلي عنها بسهولة يصبح من األكىاـ‪.‬‬
‫‪ -13‬إف امتبلؾ العرب للرادع النوكم سيؤدم إُف ربجيم قوة "إسرائيل"‪ ،‬كبالتاِف سيحقق ؽبم القدرة على شن‬
‫حركب تقليدية ضد "إسرائيل" الستنزاؼ قوهتا كزعزعة اقتصادىا كصوالن إُف اسرتجاع اغبقوؽ العربية دكف اػبشية‬
‫من أم رد فعل نوكم إسرائيلي‪.‬‬

‫‪- 157 -‬‬


‫مقترحات‬
‫‪ -1‬دعوة ؾبلس األمن كاؼبنظمات الدكلية إُف إجراء ربقيق فورم يشمل قياسات فنية للمستول اإلشعاعي السائد‬
‫يف موقع مفاعل "ديبونا" كاؼبفاعبلت النوكية األخرل‪ ،‬ؼبواجهة اؼبخاطر احملتملة من حدكث التسرب اإلشعاعي‬
‫كأخطاره على البيئة كاغبياة كاؼبياه اعبوفية يف اؼبنطقة‪.‬‬
‫‪-2‬تشكيل عبنة عربية أك إقليمية تكوف مهمتها رصد كمتابعة النشاط النوكم اإلسرائيلي‪.‬‬
‫‪-3‬نشر عدد كبري من ؿبطات الرصد اإلشعاعي كتزكيدىا بأجهزة حديثة كمتطورة يف اؼبناطق القريبة من اؼبفاعل‬
‫النوكم اإلسرائيلي ("ديبونا") لرصد أية حادثة قد ربدث‪ ،‬إضافة للمتابعة اؼبيدانية كبشكل متواصل كمستمر لتلك‬
‫احملطات‪ ،‬كمعرفة قراءاهتا من قبل فريق طوارئ متخصص ترتبط بو احملطات كافة‪.‬‬
‫‪-4‬إعداد قانوف عريب للطوارئ يلزـ كل دكلة بتشكيل عبنة أك ربديد جهة معينة للمراقبة كاؼبتابعة كرصد كل‬
‫التسريبات اإلشعاعية عن طريق اؽبواء كاؼباء كربديدىا كمواجهتها‪.‬‬
‫‪-5‬ضركرة إقامة أك إنشاء مركز صحي عريب متخصص ؼبعاعبة اإلصابة باإلشعاعات كالنفايات النوكية اإلسرائيلية‬
‫كتوزيع األدكية الوقائية كالعبلجية لذلك‪.‬‬
‫‪-6‬تطوير التقنيات البشرية العربية من اػبرباء من خبلؿ كرشات عمل كدكرات تدريبية تتعلق باألنشطة النوكية‬
‫كالنفايات السامة اؼبختلفة ككيفية اغبد من انتشارىا كتلويثها للمكونات اغبيوية‪ ،‬باإلضافة إُف العمل على‬
‫استقطاب العقوؿ العربية اؼبهاجرة اؼبختصة باؽبندسة كالعلوـ النوكية كاالستفادة منها بإنشاء مراكز أحباث نوكية‬
‫متخصصة كتوظيفها عربيا‪.‬‬
‫‪-7‬إقامة ربالفات كاتفاقيات مشرتكة بني الدكؿ العربية كالدكؿ اإلقليمية كالدكلية الفاعلة يف اؼبنطقة كالعاَف‪،‬‬
‫كخاصة باكستاف كإيراف اإلسبلميتني‪ ،‬لتأمني نوع من اؼبظلة النوكية اإلسبلمية يف مواجهة التهديد النوكم‬
‫اإلسرائيلي‪.‬‬
‫‪-8‬التعاكف مع إيراف كاالستفادة من خرباهتا يف اجملاؿ النوكم‪ ،‬من أجل تعزيز القدرات النوكية العربية‪ ،‬كاستغبلؿ‬
‫أزمة اؼبلف النوكم اإليرآف كربطها بالسبلح النوكم اإلسرائيلي كاؼبساكمة عليو‪.‬‬
‫‪-9‬التعاكف مع كوريا الشمالية‪ ,‬الدكلة النوكية الرائدة كاليت تقف إُف جانب القعايا العربية كالقومية‪.‬‬

‫‪-10‬هبب إعادة بناء مفهوـ القومية العربية‪ ،‬كدعم جامعة الدكؿ العربية يف بلورة إسرتاتيجية موحدة‪ ،‬لتلعب دكران‬
‫مؤثران حوؿ العاَف يف التنديد كفعح النشاط اإلسرائيلي يف اجملاؿ النوكم كتأثريه السليب على البيئة العربية‪.‬‬
‫‪-11‬ضركرة تفعيل اعبهود العربية اؽبادفة إُف إخعاع الربنامج النوكم اإلسرائيلي للرقابة الدكلية‪ ،‬كالتزاـ "إسرائيل"‬
‫يف االنعماـ إُف معاىدة منع انتشار األسلحة النوكية‪ ،‬ألنو يشكل هتديدان خطريان لؤلمن البيئي كالقومي العريب‪،‬‬

‫‪- 158 -‬‬


‫كيتم ذلك من خبلؿ العغط على الدكؿ الغربية يف اذباه نزع سبلح "إسرائيل" النوكم‪ ،‬كيف حاؿ عدـ استجابة‬
‫"إسرائيل" أك عدـ تفاعل الغرب مع اؼبطالب العربية‪ ،‬فإف ذلك يعطي مزيدان من الشرعية للدكؿ العربية المتبلؾ‬
‫السبلح النوكم‪.‬‬
‫‪-12‬سعي العرب كخبطوات ثابتة ككفق زبطيط دقيق لتطوير قدراهتم النوكية كصوالن إلنتاج السبلح النوكم ‪ .‬كذلك‬
‫على الرغم من العغوط كالعقبات اليت قد تواجههم (كما حدث مع إيراف حح اضطرت دكؿ الغرب لبلتفاؽ‬
‫معها يف ‪ ,)2013-11-24‬كتوقيع االتفاؽ النهائي بتاريخ ( ‪ ,) 2015 -6 -30‬ألف امتبلؾ العرب‬
‫للسبلح النوكم قد يكوف اغبافز الوحيد الذم يدفع باذباه إهباد منطقة خالية من األسلحة النوكية يف الشرؽ‬
‫األكسط‪ ،‬ألنو قد يؤدم إُف ربجيم السبلح النوكم كاغبد من األضرار اػبطرية اليت تواجهها البيئة العربية‪.‬‬
‫‪-13‬ضركرة أف يصبح اػبيار النوكم العريب مطلبان شعبيان ككطنيان‪ ،‬من خبلؿ تبين األحزاب العربية ؽبذا اػبيار‬
‫كالعغط على األنظمة العربية لػ تبنيو‪ ،‬حبيث تصبح شرعيتها مرتبطة بتحقيق ق ذا اػبيار أل ف قراران سياسيان كهذا‬
‫وبتاج إُف قاعدة شعبية تدعمو‪ ،‬كبالتاِف يساند تلك األنظمة يف مواجهة العغوط الدكلية‪.‬‬
‫‪-14‬يف حاؿ تبين العرب للخيار النوكم‪ ،‬هبب العمل على عدـ سبركز اؼبفاعبلت النوكية العربية يف دكلة عربية‬
‫كاحدة‪ ،‬كإمبا توزيعها يف عدة دكؿ عربية من أجل ذبنب أكرب قدر من اػبسائر يف حالة استهدافها‪.‬‬
‫‪-15‬ضركرة تفعيل سياسة منع االنتشار النوكم يف العاَف من جانب الوكالة الدكلية للطاقة الذرية‪ ،‬كبدعم من‬
‫الدكؿ الكربل‪ ،‬كفق معايري عادلة يف مواجهة اػبطر النوكم الذم يف حاؿ انتشاره سيشكل خطران يهدد بيئة العاَف‬
‫كلو‪ ،‬كبيئة اؼبنطقة العربية على كجو اػبصوص‪.‬‬

‫‪- 159 -‬‬


Abstract
At the beginning of the third millennium, the globe will be
exposed to a very dangerous trouble that is "environment problem"
which is threatening the components of the word environmental
system. Then it will threaten the life of human race and predictits end.
And since the Arab environmenal surrounding is undoubtfully and
some how exposed to this problem but what increases the exposure of
the Arab environment to danger is the direct, increasing, and recurrent
Israeli threat through the Israels possession of the nuclear weapons
and burying its remains in the Arab region, which has aserious
decisive threaton the Arab nation and ensuring its right in life
existence, security and sovereignty. And the danger of the Zionest
aggression possession of the nuclear arsenal is escalating by its
consistency on not signing the non-proliferation of nuclear weapons
treaty, and eluding from the merits of the Just and comprehensive
peace.and not giving significance to the world public opinion. And at
the same time its attempt to threaten and attack any Arab country,
trying to develop its defence or having weapons of mass destruction
in the face of the danger of the Israels, nuclear arsenal, and its
leavings which has been threatening not only the Arab region but also
the whole middle east and its vital surrounding through what this
arsenal and its remains secrete from emissions and serious poisonous
gases moving into the human bodys, tissues by polluted food, air-rain,
under ground water and demolishing the vital surrounding of the Arab
region. This is in turnconsidered a dangerous threat to the Arab
environment security, which is considered a part and a parcel of the
Arab national security.

- 160 -
‫ملحق رقم (‪ :)1‬ظروف إنشاء الكيان الصهيوني‬
‫يف العصر الوسيط ألكركبا‪ ،‬ايرتكبت مذابح أكربية ضد اليهود بني أعواـ ‪1350 -1328‬ـ‪ ,‬حيث أدت‬
‫الفنت اؼبشبعة باغبقد إُف نتائج رىيبة ضد يهود أكركبا‪ ,‬ك باألخص يف سرتاسبورغ بالنمسا ‪.‬‬
‫كالسبب يف ذلك‪ ،‬ىو دكر اؼبرابني اليهود كالتجار كأصحاب اؼبصارؼ كجشعهم‪ ,‬فبا دعا اعبمعيات العمالية‬
‫كاغبرفية إُف قتل اليهود أك إفنائهم‪ ،‬ألهنم وبتكركف اؼباؿ كالسلع كاالستثمار‪ ,‬كلكن فبثلي الطبقات الغنية يف ؾبلس‬
‫اؼبدينة اؼبذكورة رفعوا اغبملة ضدىم‪ ,‬ألف اليهود كفبثلي ؾبلس اؼبدينة جنوا األرباح اػبيالية من الربا كالتجارة‬
‫اليهودية‪ ,‬أما الكنيسة كاألمراء كالفرساف أيدكا اغبملة ضدىم كاليت قادهتا اعبمعيات اغبرفية للتخلص من ديوف‬
‫الربا‪ ,‬كاحتكار األسواؽ كاؼبصارؼ‪ ,‬فشبىت اغبرائق يف أمبلؾ اليهود‪ ,‬بل كأحرؽ البعض منهم أحياء يف أكباء‬
‫ألزاس كسرتاسبورغ ضمن الساحات العامة‪.‬‬
‫كيف عاـ ‪ ,1348‬كبعد أف ذحبت برجوازية اؼبدينة صبيع اليهود يف اؼبدينة اؼبسماة ( نيدلنيفن) استولوا على‬
‫صبيع أمبلكهم كطردكىم منها‪ ,‬كربرر ىؤالء من ديوف اليهود اؼبفركضة عليهم‪ ,‬كرغم أف إدارة ؾبلس اؼبدينة اؼبذكورة‬
‫قاكمت تلك األعماؿ‪ ,‬إال أهنا رضخت ألنشطة الطبقة اعبديدة ‪.‬‬
‫كيقوؿ سيسيل ركث ‪ " :‬عهود اليهود اؼبظلمة بدأت من عصر النهعة األكركبية‪ ,‬كؽبذا نؤكد أف عصر‬
‫(‪)1‬‬
‫النهعة بدأ من نقطة الفتك باليهود أنفسهم كمبلحقتهم " ‪.‬‬
‫حذر ً‬
‫مؤسس الواليات اؼبتحدة األمريكية ( بنيامني فرانكلني ) يف خطابو أماـ اجمللس التأسيسي‬ ‫كلقد َّ‬
‫األمريكي عاـ ‪ ,1789‬أم بعد إعبلف الدستور األمريكي يف عاـ ‪ ،1787‬ـباطبان السادة النببلء يف ذلك الوقت‬
‫‪ ":‬ال تظنوا أف أمريكا قبحت يف االبتعاد عن األخطار‪ ,‬دبجرد أف نالت استقبلؽبا‪ ,‬فهي ما زالت مهددة خبطر‬
‫جسيم اليقل خطورة عن االستعمار نفسو‪ ,‬كسيأيت ذلك اػبطر من تكاثر اليهود‪ ,‬كسوؼ يصيبنا ما أصاب‬
‫الببلد األكربية اليت تساىلت مع اليهود‪ ,‬الذين سعوا للقعاء على تقاليد أىلها كمعتقداهتم ‪ ,‬كفتكوا حبالتهم‬
‫اؼبعنوية كشباهبا ‪ .‬ألهنم أشاعوا الرموز كاألفكار اػباصة باؼباسونية كاإلباحية كالبلأخبلقية اليت كرسوىا بني النخب‬
‫(‪)2‬‬
‫اغباكمة‪ ,‬مث أفقدكىم اعبرأة على العمل كجعلوىم ينحوف باذباه الكسل كالتقاعس كالفوضى" ‪.‬‬

‫(‪ )1‬موسى الزعيب‪ :‬ما الذي تغير في الحضارة العربية‪ ،‬دار الشادم‪ ،‬لبناف‪ ،1995 ،‬ص ‪.25 -24‬‬
‫– ت – أميل بيدس‪ ,‬تاريخ الوويات المتحدة األمريكية ‪ ,‬األىلية للطباعة‪ ،‬بريكت‪،‬‬ ‫(‪ )2‬ىنرم كوماجور ك ألن نيفيرت‬
‫‪ ،1956‬ص‪.127‬‬
‫‪- 161 -‬‬
‫لقد استطاعت اؼبنظمة الصهيونية العاؼبية العمل باذباىات ـبتلفة رغم تناقض أفكار اؼبنظمات الصهيونية‬
‫اؼبنعوية ربت لوائها‪ ,‬فهدفها باألساس ىو دفع اليهود من أكركبا كركسيا كىنغاريا كركمانيا كبلغاريا ك"‬
‫تشيكوسلوفاكيا" قبيل كبعد اغبرب العاؼبية الثانية للهجرة للرتغيب كالرتىيب إُف فلسطني‪ ,‬كاعترب التحالف بني‬
‫الرأظبالية اليهودية كشركاهتا العاؼبية مع الرأظبالية األكركبية كاألمريكية اؼبخرج للمسألة اليهودية‪ ,‬كىم بذلك أسياد‬
‫تلك اؼبسألة كضباة االستيطاف األكركيب‪ -‬اليهودم يف جنوب إفريقيا كاؽبند كيف آسيا كإفريقيا كأمريكيا البلتينية‪,‬‬
‫ككفقان لشركات استعمارية‪ ،‬مثل شركات أسرة ركتشيلد كشافتسربم ( ‪ )1933-1850‬كآؿ الزار يف األرجنتني‬
‫كالربازيل إُف شركة ىافارا يف أؼبانيا كالنمسا‪ ,‬إضافة إُف توجهات عصبة ككاكتسكي كالبوند يف ركسيا كبولونيا‪,‬‬
‫مكن باؼبرستوف (‪ )1‬قبل ذلك يف دفػػع عمليات االستيطػػاف‪ ،‬كسػػاندت شركة "اليشوؼ" لبلستيطػػاف ( اإلرباد‬‫الذم َّ‬
‫الزراعي اليهودم االستعمارم )‪ ،‬بإنشاء اؼبستعمرات اعبديدة يف فلسطني كإثيوبيا كإيراف كتركيا كقربص كالرتكيز‬
‫على فلسطني ضمن سياسة ىذه الشركة‪.‬‬
‫ككاف ؽبا أنبية كبرية جدان يف توجيو اىتمامات يهود أكركبا كالعاَف للهجرة لفلسطني ربديدان‪ ,‬كدعم باؼبرستوف‬
‫كأسرة ركتشيلد كشركة ىافارا فيما بعد ( إرباد عماؿ صهيوف ) كشركات التجارة اليهودية‪ ,‬لذا توجب منذ بدايات‬
‫االستيطاف اليهودم يف فلسطني طرد العرب من السوؽ اعبديدة اليت ىي باألساس سوقهم كأرضهم !‪ ,‬ألهنا‬
‫ضركرة للسياسة االقتصادية كاالستيطانية للصهيونية العاؼبية ‪ )2(.‬كاليت استدعت ىيئات صهيونية متعددة‪ ,‬مثل‬
‫الصندكؽ القومي اليهودم‪ ,‬كالوكالة اليهودية‪ ,‬كغريىا من اؼبؤسسات الصهيونية‪ ,‬فعبلن عن ذلك كاف للتحالف‬
‫الصهيوٓف مع القول االستعمارية كيف طليعتها بريطانيا األثر األكرب يف ربقيق التوجهات الصهيونية ‪ ،‬كذلك من‬
‫خبلؿ كعد بلفور اؼبشؤكـ عاـ ‪.1917‬‬

‫(‪ )1‬باؼبرستوف ‪ :‬لورد بريطآف ‪ ,1865-1784‬كاف سياسيان كبريان كمدافعان نزقان عن فكرة ىجرة اليهود كاستيطاهنم يف فلسطني‪.‬‬
‫(‪ )2‬صحيفة دافارا اإلسرائيلية‪ ,1971/10/8 :‬كصحيفة ىعوالـ ىزيو‪.1971/10/13 ,‬‬
‫‪- 162 -‬‬
‫الراكز النووية اإلسرائيلية‪:‬‬
‫ملحق رقم (‪ )2‬بعض المواقع و م‬
‫تنتشر عرب "إسرائيل" مراكز كمواقع كمفاعبلت كقواعد ألسلحة الدمار الشامل ؿباطة بسرية كاملة ‪ ،‬كيعرؼ‬
‫القليل عنها ‪،‬إال أف تقارير عسكريي البنتاغوف أشارت إُف الرتسانة العسكرية للدكلة العربية يف معرض اتفاقية‬
‫العبلقة اإلسرتاتيجية األمريكية –اإلسرائيلية اليت كقعها الرئيس األمريكي السابق (ركالند ريغن) كمن ىذه اؼبواقع ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫موقع خربة زكريا ‪(Hirbat Zekharya) :‬‬
‫الذم يقع مشاؿ شرؽ مدينة عسقبلف ‪،‬كتفوؽ مساحتو ( ‪ )20‬كيلومرت مربع كىو يتألف من ( ‪ )50‬ربصينا‬
‫ربت األرض‪ ،‬يعم كبلن منها قاعدة إلطبلؽ صواريخ أروبا ‪، -2 -‬كقد أقيم ىذا اؼبوقع البالغ األنبية غبماية‬
‫"إسرائيل" حيث يفرتض أف يكوف آخر مناطق "إسرائيل" اليت يبكن أف تسقط يف أيدم أعدائها لكونو أقيم كسط‬
‫(‪)1‬‬
‫"إسرائيل"‪.‬‬
‫كمن أنبية ىذا اؼبوقع أيعان أنو بطبيعتو يصلح لبناء اؼبخازف ربت األرض‪ ،‬حيث تكثر يف ىذه اؼبنطقة‬
‫الصخرية العديد من اؼبستودعات اعبوفية اليت تستخدـ حح اآلف يف زبزين القنابل اليت تعمل بقوة اعباذبية كاليت‬
‫ربملها اؼبقاتبلت ( ‪ )F4- F16‬اؼبتمركزة على بعد كيلومرتات قليلة مشاؿ قاعدة تل نوؼ الواقعة جنوب شرؽ مدينة‬
‫(‪)2‬‬
‫تل أبيب‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫كمن اؼبواقع أيعان‪:‬‬
‫قاعدة تل نوف الجوية للسالح النووي الجوي )‪(Tel Nof Air Base‬‬
‫تقع قاعدة نوؼ اعبوية على أكتسرتاد رقم (‪ )ROUTE4‬جنوب مدينة تل أبيب كعلى بعد أمياؿ من ـبزف‬
‫تريكش لؤلسلحة النوكية كقاعدة خربة زكريا اإلسرائيلية ‪،‬حيث تعد اؼبطار الرئيسي كترابط على مدرجو مقاتبلت‬
‫من كحدة (‪ )F4-F16‬كمهمتها القياـ بعربات نوكية على مواقع معادية عربية كإقليمية كإف عددان من ىذه‬
‫الطائرات ربمل اإلنذار على مدرج اؼبطار على استعداد لئلقبلع يف أية غبظة خبلؿ أربع كعشرين ساعة‪،‬كيف عاـ‬
‫‪ 1973‬كضعت ىذه الطائرات لعرب مواقع سورية كمصرية‪.‬‬
‫كما يوجد يف القاعدة طائرات تابعة لؤلسطوؿ األمريكي ( ‪ )F-15F STRIK EAGLES 24‬كاليت طورهتا الواليات‬
‫اؼبتحدة األمريكية كقاذفة نوكية تكتيكية‪ ،‬كىي الطائرة اإلسرائيلية الوحيدة القادرة على الطرياف ذىابان كإيابان إُف‬
‫إيراف دكف التزكد بالوقود‪.‬‬

‫(‪ )1‬ؿبمد عطوم‪ :‬حروب "إسرائيل" المقبلة‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار اؽبادم للطباعة كالنشر كالتوزيع‪ ،‬بريكت‪ ،2002 ،‬ص‪.159‬‬
‫(‪ )2‬داككد الشراد‪ :‬مخاطر التصنيع النووي الصهيوني‪ ،‬مرجع سابق‪.2009 ،‬‬
‫(‪ )3‬نبيل السماف‪ :‬القنبلة النووية بين طهران وتل أبيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،2008 ،‬ص‪.153-149‬‬
‫‪- 163 -‬‬
‫مجمع نيززياونة (‪:)NESZIONAA‬‬
‫أحباث التسلح الكيميائي ك البيولوجي بل يف‬ ‫كيقع خارج مدينة تل أبيب كيعد اؼبركز الرائد ليس يف ؾباؿ‬
‫ؾباؿ تطبيقاهتا العسكرية‪ ،‬حيث يعد اجملمع القائد يف التسلح الكيميائي البيولوجي إُف جانب اؼبعهد اإلسرائيلي‬
‫للتكنولوجيا اغبيوية كالذم يعد بيت األحباث الدفاعية كاؽبجومية‪ ،‬كىو خارج نطاؽ اؼبسح اعبوم كالتصوير‪.‬‬
‫فقد جاء يف تقرير نشر عاـ ‪ 1993‬ؼبكتب تقييم التكنولوجيا للكونغرس األمريكي‪ ،‬أف لدل اؼبعهد قدرات حربية‬
‫ىجومية غري معلنة كبرنامج حريب ىجومي بيولوجي‪ ،‬بينما أشار (أنتوٓف كردظباف) للمركز اإلسرتاتيجي للدراسات‬
‫الدكلية إُف قياـ اؼبركز بأحباث متطورة غبرب الغازات كجاىزة إلنتاج أسلحة بيولوجية‪ ،‬كحسب دراسة مفصلة‬
‫ؼف اؼبعهد اإلسرائيلي لؤلحباث اإلسرتاتيجية ( ‪ )TEBR‬قد أستخرج عدد من‬
‫للصحفي اؽبولندم (كارؿ ناف)‪ ،‬إ‬
‫غازات األعصاب مثل ( ‪.)vxt sarin,tabun‬‬
‫مجمع عيلبون(‪:)EILABUN‬‬
‫كيقع قرب مدينة إيبلت الواقعة على خليج العقبة‪ ,‬كاليت يقابلها ميناء العقبة األردٓف‪ ,‬حيث كانت‬
‫تسمى قبل اإلحتبلؿ (أـ رشراش)‪ .‬كيعد اؼبخزف الثآف لؤلسلحة النوكية اإلسرائيلية من حيث ضخامة‬
‫كحجم معداتو‪ ،‬كوبتوم اؼبخزف النوكم على قذائف مدفعية نوكية‪ ،‬قذائف نوكية تكتيكية‪ ،‬ألغاـ نوكية‪،‬‬
‫كغريىا من األسلحة النوكية التكتيكية كيف حاؿ اندالع حرب مع سورية ستنتقل األلغاـ النوكية اؼبخزنة‬
‫إُف خنادؽ جاىزة الستقباؽبا تقع يف اؼبنطقة السفلية ؽبعبة اعبوالف‪.‬‬
‫إف اؽبدؼ من القذائف اؼبدفعية النوكية ىو ضرب أم تقدـ ؿبتمل لفرقة دبابات عسكرية من الشماؿ‬
‫سورم أك لبناف أك استهداؼ مواقع عسكرية يف العمق السورم اليت يتجاكز مداىا العاصمة السورية‬‫من ة‬
‫دمشق‪ ،‬أما القنابل النرتكنية فهي للردع من ناحية كىجومية من ناحية أخرل بتوجيو ضربة إ ُف قوة‬
‫عسكرية تقليدية تتقدـ من الشماؿ أك الشماؿ الشرقي ‪.‬‬
‫مخبر سوريك(‪:)SOREQ‬‬
‫يقع ـبرب سوريك النوكم قرب مدينة يافا متخفيان يف منطقة أمنية مع قاعدة بالشاـ اعبوية السرية ‪ ،‬كيقوـ‬
‫اؼبخرب بإجراء التفاعبلت النوكية بصورة كاملة كاليت ىي من متطلبات تصميم كإنتاج األسلحة النوكية‪ ،‬كتعترب‬
‫قدرات اؼبخرب لدعم برنامج حرب النجوـ كالتكنولوجيا األمريكي يف مستول اؼبخابر األمريكية يف ساندرا كليفربوؿ‬
‫كلوس أؼبس‪ .‬كتابعت دراسة للبنتاغوف يف ما يتعلق بالتكنولوجيا النوكية ‪ ،‬ؼ إ ف "إسرائيل" قد كصلت إُف مستول‬
‫‪.)FISSION‬‬ ‫الواليات اؼبتحدة األمريكية يف حقل األسلحة النوكية اإلنشطارية (‬
‫كيركز ؾبمع أحباث كمركز سوريك على اؼبفجرات النوكية كتشخيص تأثري اإلشعاع النوكم كالنرتكٓف على النظاـ‬
‫اغبي كخاصة اإلنساف‪ .‬كيوجد يف ؾبمع سوريك مفاعل نوكم بقدرة ( ‪)5‬ميغا كاط‪ ،‬زكدت الواليات اؼبتحدة‬

‫‪- 164 -‬‬


‫‪ ،1960‬كاستمرت الواليات اؼبتحدة بتزكيدىا‬ ‫األمريكية بو "إسرائيل" ربت برنامج الذرة من أجل السبلـ عاـ‬
‫بالوقود النوكم حح انتهاء العقد عاـ ‪.1977‬‬
‫مركز أسلحة سوريك‪:‬‬
‫يعد اؼبوقع األكرب كاألىم يف العاَف الختبار األسلحة الوطنية‪ ،‬كيقوـ بتصميم كإنشاء األسلحة كالبحث‬
‫عنها‪ .‬كطبقان لدراسة قامت هبا كزارة الدفاع األمريكية عاـ ‪ ،1987‬فإف اؼبركز هبرم سلسلة من التجارب النوكية‬
‫الكاملة كنشاطاتو تتطلب توفري اعبهود الكافية لتصميم األسلحة النوكية كتصنيعها‪ ،‬كيركز على إمكانيات البحث‬
‫يف التفجري النوكم كتشخيص التأثريات اإلشعاعية على األنظمة البيولوجية دبا يف ذلك البشر كمعاؼبو كفصل الوقود‬
‫النوكم اؼبتعدد حسب دراسة كزارة الدفاع األمريكية اليت صدرت منذ عاـ ‪ ،1998‬حيث مت اإلستنتاج أف‬
‫اإلسرائيليني شاركوا يف حقل السبلح اإلفؼالؽ منذ حواِف ‪ ،1960-1955‬يف الوقت الذم كانت فيو الواليات‬
‫اؼبتحدة األمريكية تتأرجح بني النوكم اغبرارم من األسلحة‪.‬‬
‫مخازن تيروش (‪:)TROSH-1‬‬
‫تقع قرب مدينة تيركش على الطريق ( ‪ ،)ROUTE3‬كيبدك اؼبركز من الفعاء كاضح اؼبعاَف‪ ،‬حيث تظهر‬
‫شبكة من الطرؽ تربط بني ( ‪ )70‬خندقا تفصل بينها مسافة ( ‪ )25‬ياردة ‪ ،‬كتعد أىم ـبزنني من ـبازف األسلحة‬
‫النوكية اإلسرائيلية‪.‬‬
‫مخازن تيروش (‪ )TROSH-2‬النووية‪:‬‬
‫كتقع قرب مدينة تريكش عند تقاطع أكسرتاد ( ‪ ،)ROUTE38‬كتقوـ كحدات عسكرية حبراستها بدرجة عالية‬
‫كىي ؿباطة بطريق التفايف كأسبلؾ أمنية شائكة كمدخل طريق اؼبخازف حيث يوجد حاجز تفتيش أمين كإشارات‬
‫ربذر السائقني من اإلقرتاب من منطقة أمنية كـبازف تريكش اليت ىي قريبة جدان من قاعدة تل نوؼ اعبوية كحقل‬
‫صواريخ خربة زكريا ‪ .‬كيعد ؾبمع تريكش ؾبمعان لؤلسلحة اإلسرتاتيجية بينما يعترب ؾبمع إ مالبوت ـبزنان لؤلسلحة‬
‫التكتيكية‪.‬‬
‫مجمع البور(‪:)THE BOR‬‬
‫يقع ؾبمع البور ربت مئات األمتار يف ربصينات من ؾبمع كزارة الدفاع اإلسرائيلية يف تل أبيب مركز إدارة‬
‫العمليات اغبربية اإلسرائيلي‪ ،‬كيستطيع القادة العسكريني إدارة اغبرب النوكية من ىذا اؼبركز فاجملمع ذا طبيعة‬
‫إسرتاتيجية‪ ،‬حيث يتم التحكم باألسلحة النوكية‪ ،‬كيعد ؾبمع البور مركز إدارة اؽبجوـ النوكم اإلسرائيلي‪.‬‬

‫‪- 165 -‬‬


‫القاعدة (الوسيلة)‪:‬‬
‫تقع ربت عقدة كزارة الدفاع يف تل أبيب كىي موقع قيادة "إسرائيل" ربت األرض حيث يبكن أف يقودكا‬
‫موظفوف إسرائيليوف اغبرب من القاعدة (الوسيلة) كىناؾ كسائل أخرل مشاهبة ؽبا طبيعة إسرتاتيجية أقل حوؿ‬
‫البلد بعد تطوير (بات رافاييل الصاركخ اإلسرائيلي)‪.‬‬
‫مركز يوديفات الحيفاوي‪:‬‬
‫ىو مركز حبث متقدـ كمنظمة متطورة إلعداد األسلحة النوكية كىو مس ؤكؿ عن ذبميع األسلحة النوكية‬
‫اإلسرائيلية كتصنيع القذائف البالستية كىو كسيلة حديثة بعيدة األثر حيث ذبمع األسلحة اليوـ‪.‬‬
‫مجمع بئر يعقوب لتصنيع الصواريخ ( ‪:)BEER YAAKOV‬‬
‫يقع ؾبمع بئر يعقوب جنوب شرؽ تل أبيب كيعترب أساسيان حيث يتم ذبميع قطع صواريخ جريكو كشاميت‬
‫يف منطقة كاحدة‪ ،‬أما صاركخ ( ‪ )ARROW‬فيتم ذبميعو يف منطقة أخرل من اجملمع‪ ،‬كقد عربت الواليات‬
‫اؼبتحدة األمريكية عن ربفظها لتجميع ىذا الصاركخ ألف تكنولوجيا تطوير ىذا الصاركخ ليس سول نسخة معدلة‬
‫لصاركخ الباتريوت اؼبعاد للصواريخ‪.‬‬
‫مؤسسة رافاييل يودفات (‪:)RAFAEL YODEFAT‬‬
‫تقع يف منطقة حيفا كاليت ىي بيت لعدة ؾبمعات رافاييل‪ ،‬أك ىي مؤسسة لتطوير كبناء السبلح النوكم‬
‫كأحباث التكنولوجيا اؼبتقدمة التابعة لوزارة الدفاع اإلسرائيلية‪ ،‬فلها اؼبسؤكلية الرئيسية لبناء األسلحة النوكية حيث مت‬
‫لديها بناء أكؿ قنبلتني نوكيتني عاـ ‪.1966‬‬
‫لكن كظائف اؼبؤسسة أضيف عليها تطوير األسلحة الصاركخية البالستية حيث تعترب اؼبؤسسة اؼبقر الرئيسي‬
‫ألحباث كتطوير األسلحة البالستية اإلسرائيلية‪ ،‬حيث يتم تطوير ؿبركات صواريخ متقدمة معادة للصواريخ‬
‫البالستية كاليت سبت ذبربتها بنجاح العاـ اؼباضي‪.‬‬
‫كما تقوـ اؼبؤسسة بتطوير رؤكس صاركخية كعربات ( ‪ )MACH7‬القابلة للعودة‪ ،‬كيقوـ علماء نوكيوف‬
‫إسرائيليوف من مؤسسة رافاييل بزيارة ـبابر األسلحة النوكية يف الواليات اؼبتحدة األمريكية كاؼبشاركة معهم يف‬
‫أحباث كمؤسبرات كؿباضرات‪ ،‬كتبادؿ التقنية‪.‬‬
‫قاعدة بلماخيم الجوية (‪:)PALMIKHIM AIR BASE‬‬
‫تقع قاعدة بلماخيم اعبوية على الساحل جنوب تل أبيب‪ ،‬كتعد قاعدة بلماخيم اعبوية اؼبركز الرئيسي‬
‫للتطوير كاألحباث للصواريخ‪ ،‬كتشري كثائق أمريكية أنو يتم يف القاعدة تطوير صاركخ عابر للقارات ( ‪،)ICBMS‬‬
‫كلكن َف تتم ذبربتو فهي قاعدة إلطبلؽ كذبريب الصورايخ ‪. .‬‬

‫‪- 166 -‬‬


‫كأشارت صور األقمار الصناعية للقاعدة إُف كجود مدرج مطار كاحد كسبع ىنغارات (مستودعات)‬
‫الستيعاب خطوط الشحن داخل اؼبنطقة األمنية كعدد من اؼبصانع ‪ ،‬حيث يظهر بناء ذبميع الصورايخ يف جنوب‬
‫اؼبنطقة األمنية من منطقة إطبلؽ الصورايخ‪.‬‬
‫كتشري الوثائق األمريكية‪ ،‬إُف أف قاعدة بلماخيم اعبوية تعترب النسخة اإلسرائيلية لقيادة اغبرب الكونية‬
‫األمريكية اليت ستنهي البشرية‪ ،‬فهي مركز قيادة اغبرب الكونية‪ ،‬كتعادؿ قاعد بلماخيم اعبوية اإلسرائيلية قاعدة‬
‫فاندربريغ اعبوية األمريكية حيث ربفظ الصواريخ داخل حلمة اإلنفاؽ يف تشكيبلت اغبجر الكلسي السائدة يف‬
‫الساحة‪ ،‬كاػبارج منها جاىز لئلطبلؽ منذ كانوف األكؿ عاـ ‪ 1990‬قبل حرب اػبليج – كما جاء يف كثيقة‬
‫كزارة الدفاع األمريكية – حيث أصبحت الصورايخ اؼبوجودة يف اؼبركز اؼبذكور قادرة على ضبل رؤكس متفجرة‬
‫كيميائية أك نوكية داخل اؼبنطقة األمنية كيقع يف القاعدة منش آ ت صناعية كبناء للتجمع الصاركخي يف الطرؼ‬
‫اعبنويب من اؼبنطقة األمنية قريبان من مواقع إطبلقها‪ .‬كأضافت بعض اؼبصادر إُف أف قاعدة اؼبخيمر ردبا تتحوؿ إُف‬
‫مركز قيادة الطرياف خبلؿ أكقات اغبرب‪ ،‬بينما تشري مصادر أخرل أف القيادة تقع يف حظرية مطار الد‪.‬‬
‫مركز ويوبت‪:‬‬
‫أظهرت صور بالقمر الصناعي مساحة ىائلة ؼبركز ربت األرض كىي آمنة كؿبمية إُف حد كبري‪ ،‬كما أف‬
‫تقرير كزارة الدفاع األمريكية عاـ ‪ 1987‬يصف رؤكسان متفجرة كعربات إعادة دخوؿ (ماتشوس ‪ )7‬بقذائف‬
‫بالستية إسرائيلية بعد تطويرىا كذبهيزىا يف رافاييل بيت الصواريخ البالستية اإلسرائيلية‪.‬‬
‫وسائط إيصال السالح النووي اإلسرائيلي‪:‬‬

‫‪ – 1‬صاروخ أريحا ‪ :‬كيتكوف من مرحلة احرتاؽ كاحدة كيزكد برأس حريب تقليدم‪ ،‬وبمل رأسان‬
‫حربيان نوكيان أك كيماكيان أك بيولوجيان كيبلغ مداه ( ‪)500‬كم ‪ ،‬كأساس تصميمو الصاركخ الفرنسي‬
‫(‪.)DASSAULT MD- 600‬‬
‫‪ – 2‬صاركخ أروبا ( ‪ :)LUZ YA-3‬كيبلغ مداه ( ‪ )1500‬كم ‪ ،‬ككزنو الصايف ( ‪ )100‬كغ ‪،‬‬
‫كبإمكانو أف وبمل رأسان حربيان كاحدان تقليديان أك نوكيان أك كيماكيان أك بيولوجيان‪ ،‬كىي نسخة مطورة‬
‫لصاركخ أروبا‪.‬‬

‫‪- 167 -‬‬


‫ملحق رقم( ‪ )3‬مفاعل "ديمونا"‬
‫وبتوم مفاعل "ديبونا" على تسع منشأت متخصصة يف برنامج صناعة القنبلة النوكية‪ ،‬أربع منها تقوـ‬
‫بصناعة اؼبواد األكلية اػباصة بصناعة األسلحة النوكية‪ ,‬كىي اؼبنشآت ‪ ،9-8-2-1 :‬أما اؼبنشآت ‪-5-4-3 :‬‬
‫‪ ،7-6‬تقدـ اػبدمات للمنشآت األكُف ( السابقة الذكر )‪.‬‬
‫إف اؼبنشأة رقم (‪ )4‬ىي معمل ؼبعاعبة النفايات النوكية السامة ذات النشاط اإلشعاعي‪.‬‬
‫تنتج ((الوحدة ‪))12‬يف مفاعل "ديبونا" زيادة على التيار السائل الذم وبتوم على البلوتونيوـ كالتيار الذم‬
‫وبتوم على اليورانيوـ ‪ ،‬تياران آخران وبتوم على منتجات اإلنشطار النوكم ذات النشاط اإلشعاعي العاِف‪ ,‬فيدفع‬
‫ىذا التيار اغبامض باألنابيب إُف ( الوحدة ‪ ) 24‬ؼبعاعبة النفايات ذات النشاط اإلشعاعي العاِف‪ .‬كىذه الوحدة‬
‫أنشئت يف عاـ ‪ )1(.1975‬حيث تسخن ىذه النفايات يف ( الوحدة ‪ )24‬يف سخاف خاص ‪ ،‬كزبلط مع السكر‬
‫برتكيز يبلغ كيلو غرامان كاحدان من السكر لكل ( ‪ ) 150‬ليرت من السائل‪.‬‬
‫كىذه الطريقة ربلل اغبامض كتزيد تركيز إشعاعية النفايات إُف ( ‪ )2000‬كورم يف الليرت الواحد‪.‬‬
‫مث يعبأ السائل يف خزاف سعتو ( ‪) 6500‬ليرت‪ ,‬ؼبدة سنتني تقريبان‪ ,‬كتسمى ىذه العملية‪ ,‬بعملية التخزين‬
‫اؼبؤقت‪ .‬كؽبذه الطريقة الفوائد التالية‪:‬‬
‫‪-‬األولى‪ :‬سبنع التلوث أك تعرض اإلنساف ؽبذه النفايات‪.‬‬
‫‪-‬الثانية‪ :‬تسمح دبعرفة خواص النفايات‪ ,‬كدراسة ربوؽبا‪ ,‬لتخزينها بصفة دائمة‪.‬‬
‫‪-‬الثالثة‪ :‬يبكن استخداـ اؼبخازف اؼبؤقتة لتخزين الوقود النوكم اؼبستهلك قبل معاعبتو‪ ,‬للحصوؿ على‬
‫مكوناتو النوكية ‪ .‬كىذه اؼبخازف تتوفر فيها شركط كقائية عالية مع استخداـ دركع كقائية من الرصاص حوؿ‬
‫اؼبخزف‪.‬‬
‫إف كل اؼبواد اليت ال تنحل كتبقى‪ ,‬تشكل خطران بعد سنتني‪ .‬حيث تبث جسيمات بيتا ( ‪ )B‬كاليت ىي عبارة‬
‫عن جسيمات ربمل شحنة سالبة‪ ,‬كتسري بسرعة تصل إُف ( ‪ )250‬ألف كم يف الثانية‪ ,‬كىي ليست ذات قوة‬
‫(‪)2‬‬
‫اخرتاؽ تذكر‪ ,‬كخطرىا يأيت إُف اإلنساف من خبلؿ الطعاـ كالشراب كاؽبواء‪.‬‬

‫(‪ )1‬فرانك بارنايب‪ :‬القنبلة الخفية‪ ,‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.66‬‬


‫(‪ )2‬حسين إبراىيم اغبايك‪ :‬التكنولوجيا النووية وصناعة القنبلة‪ ,‬الدار العربية للعلوـ‪ ,‬بريكت‪.1992 ,‬‬

‫‪- 168 -‬‬


‫أما اؼبواد ذات النشاط اإلشعاعي اؼبنخفض كاؼبتوسط فإهنا تتحلل‪ ,‬كنظران ألف اكببلؿ النظائر ذات النشاط‬
‫اإلشعاعي يولد حرارة‪ ,‬فلذلك يربد السائل اؼبعبأ يف اػبزاف السابق الذكر باؽبواء كاؼباء‪ ,‬ؼبنعو من الغلياف‪ ،‬ألنو إذا َف‬
‫يربد‪ ,‬فإف ؿبتوياتو سوؼ هتدد باإلنفجار‪ ,‬تاركة عواقب كخيمة على البيئة‪.‬‬
‫كبعد سنتني‪ ,‬تتم معاعبة ىذه اؼبواد عن طريق الرتسيب الكيميائي‪ ,‬مث عن طريق الرتشيح كاإلمتصاص‪,‬‬
‫كربوؿ إُف أجهزة التقطري لفصل مكوناهتا‪ ,‬مث ربوؿ إُف أحواض التجفيف كالكلسنة‪ .‬كللتخلص هنائيان من ىذه‬
‫النفايات‪ ,‬توضع يف أكعية رابطة من اإلظبنت‪ ,‬سعة الواحدة ( ‪ )20‬ليرت‪ ,‬كتغلف دبادة البيتومني‪ ,‬كتغلف مرة‬
‫أخرل دبادة بولومريية‪ ,‬مث تغلف كذلك مرة ثالثة دبواد زجاجية أك سرياميكية‪ ,‬كتدفن النفايات بعد ذلك يف أعماؽ‬
‫األرض‪ ,‬كرغم ذلك يبقى ىناؾ خطر كبري من تسرب أشعة بيتا من ىذه األكعية‪ ,‬إُف اؼبياه اعبوفية مع مركر‬
‫(‪)1‬‬
‫الوقت‪ ,‬كىذا وبتاج إُف تبديل اػبزانات كل (‪ 200‬سنة )‪.‬‬
‫كتراعى الشركط التالية يف زبزين النفايات السامة‪:‬‬
‫أووً‪ :‬إستقرار الطبقات اعبيولوجية مع عدـ احتماؿ حدكث ىزات أرضية‪.‬‬
‫انياً‪ :‬كجود مصدر دائم لتربيد النفايات‪ ,‬نظران للحرارة الذاتية اؼبنبعثة منها‪.‬‬
‫الثاً‪ :‬أف يعمل اؼبوقع كدرع حاجز لئلشعاع الناتج عن النفايات ( مثل مصايد اؼبلح )‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬أف يكوف مكاف التخزين خاليان من الرطوبة‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬أف يكوف مكاف التخزين يف مأمن من اغبرائق كاألخطار‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬أف يكوف مكاف التخزين قريبان من اؼبؤسسات النوكية‪.‬‬
‫سابعاً‪ :‬أف يكوف موقع التخزين بعيدان عن مصادر اؼبياه اعبوفية‪.‬‬
‫كصبيع ىذه اؼبواصفات ذبعل من منطقة اؼبفاعل نفسو على بعد كيلو مرت من اؼبنشآت‪ ,‬ىي اؼبكاف اؼببلئم‬
‫لدفن النفايات‪ ,‬فمنطقة "ديبونا" تقع فوؽ القرية الفلسطينية (كرنوب)‪ ,‬كىي مبنية على صخور جريية من العصر‬
‫الطباشريم اؼبتوسط‪ ,‬كيوجد ربت ىذه الصخور مباشرة‪ ,‬صخور ماقبل الكمربم‪ ,‬كوبيط هبا صخور مارليو‪ ,‬كىي‬
‫صخور جريية كطينية‪ ,‬كاحتماؿ كجود اؼبياه اعبوفية يف ىذه الصخور بأنواعها الثبلثة قليل نظران ألف مساماهتا‬
‫صغرية‪ ,‬كنفاذيتها منخفعة‪ ,‬كمعدؿ سرياف اؼبياه اعبوفية فيها بطيء جدان‪ ,‬كلذلك فإف ىذه الصخور غري صاغبة‬
‫(‪)2‬‬
‫طبيعيان‪ ,‬ألف تكوف خزانات مياه جوفية ‪.‬‬

‫(‪ )1‬سعود رعد‪ :‬اإلشعاع النووي – قصة تشيرنوبل ومستقبل البشرية ‪ , -‬جركس برس‪ ,‬طرابلس‪ ,1986 ,‬ص‪.96‬‬
‫(‪ )2‬فرانك بارنايب‪ :‬القنبلة الخفية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.67‬‬

‫‪- 169 -‬‬


‫(ملحق رقم ‪)4‬‬
‫لقد ذكرت ؾبلة (التأف) ربت عنواف (كيف حصلت "إسرائيل" على القنبلة)‪ ,‬أف بعض اػبرباء يف أجهزة‬
‫االستخبارات الغربية يعتقدكف أف الكياف اإلسرائيلي أجرل ذبربة ربت األرض يف منطقة النقب عاـ ‪ ,1963‬كقد‬
‫أكد ىذا اػبرب ما ذكرتو اجمللة األؼبانية الشهرية العسكرية شبو الرظبية (فرتكنيك)‪ ,‬أف اػبرباء الغربيني يعتقدكف أف‬
‫(‪)1‬‬
‫الكياف اإلسرائيلي أجرل ذبربة ربت األرض يف النقب ‪.‬‬
‫كذكر كذلك (سيمور ىرش) بأف بعض اؼبصادر اإلسرائيلية‪ ,‬أكدت لو أف الفنيني كالفيزيائيني يف "ديبونا"‬
‫أجركا على األقل اختباران كاحدان‪ ,‬ذا طاقة تفجريية منخفعة بالقرب من اغبدكد اؼبصرية يف صحراء النقب‪ ,‬كتنتج‬
‫ىذه التفجريات (اؼبعركفة بالتفجري صفر) طاقة انشطارية منخفعة‪ ,‬كلكن غري ذات جدكل‪ ,‬كتعترب مقياسان موثوقان‬
‫(‪)2‬‬
‫ىز أجزاء من سيناء ‪.‬‬
‫بو سبامان لنظاـ ذبميع األسلحة بالكامل‪ ,‬كأكد (ىرش)‪ ,‬أف االختبار َّ‬
‫كقاؿ بعض اؼبراقبني أف الكياف اإلسرائيلي‪ ,‬قاـ سران بتجربة أك ذبارب تفجري نوكم ربت سطح األرض يف‬
‫النقب إُف عمق ( ‪ ) 800‬مرت‪ ,‬يف هناية أيلوؿ أك بداية تشرين أكؿ عاـ ‪ ,1969‬كفبا يثبت ىذا اإلدعاء تقرير‬
‫يفيد بأنو قبل ذلك بوقت قصري‪ ,‬أكفدت ؾبموعة إسرائيلية مؤلفة من ( ‪ )11‬مهندسان نوكيان‪ ,‬إُف الواليات اؼبتحدة‬
‫األمريكية‪ ,‬للتدريب على تكنولوجيا التفجريات النوكية ربت سطح األرض‪ ,‬كلدل عودة ىؤالء اؼبهندسني إُف‬
‫(‪)3‬‬
‫الكياف اإلسرائيلي‪ ,‬شرعوا فوران يف العمل لبناء موقع تلك التجارب ‪.‬‬
‫كما الحظ علماء من الواليات اؼبتحدة األمريكية كصبهورية أؼبانيا‪ ,‬كانوا يقوموف بتجارب يف خليج العقبة‪,‬‬
‫ب ىؤالء العلماء ىذه الظاىرة إُف إمكاف‬
‫أف النسبة اؼبئوية للرتكيز اإلشعاعي يف تلك اؼبياه قد ارتفعت‪ ,‬كنى ىس ى‬
‫حدكث تفجري نوكم ربت سطح األرض‪ ,‬كىو ما يعرؼ بالتفجري اؼبكتوـ‪.‬‬
‫كيؤكد الدكتور (ؿبمود متوِف) يف كتابو ("إسرائيل" كالقنبلة الذرية)‪ ,‬حدكث مثل ىذا التلوث يف خليج‬
‫العقبة‪ ,‬حيث قاؿ‪( :‬ترجع ظاىرة ارتفاع تركيز اإلشعاعات يف مياه خليج العقبة‪ ,‬إُف حدكث تفجري نوكم ربت‬
‫(‪)4‬‬
‫سطح األرض أدل إُف ارتفاع مستول شدة اإلشعاعات يف مياه البحر العميقة ‪.‬‬
‫كذلك حذرت منظمة (السبلـ األخعر) من ـباطر اؼبنشآت النوكية اإلسرائيلية على سبلمة اؼبنطقة‪ ,‬حيث‬
‫جاء يف تقرير أصدرتو اؼبنظمة يف شهر حزيراف عاـ ‪ ,2007‬أف السلطات اإلسرائيلية‪ ,‬أقامت عدة منشآت‬
‫كمفاعبلت نوكية يف األراضي الفلسطينية احملتلة كعلى مقربة من اؼبدف كالقرل كاؼبخيمات الفلسطينية‪ ,‬كأكدت أف‬

‫‪(1( Rogerŝ )The Nuclear Axiss(ZedenkCervenka and Barbara.‬‬


‫(‪ )2‬سيمور ىرش‪ ,‬الخيار شمشون‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.76‬‬
‫(‪ )3‬ؿبمود عزمي‪ ,‬الخيار النووي اإلسرائيلي ضرورة استراتيجية‪ ,‬ؾبلة شؤكف فلسطينية‪ ,‬العدد‪ ,43‬آذار ‪ ,1975‬ص‪.95‬‬
‫(‪ )4‬ؿبمود متوِف‪" :‬إسرائيل" القنبلة الذرية‪ ,‬كتاب مصر اليوـ‪ ,‬القاىرة‪ ,1987 ,‬ص‪.76‬‬
‫‪- 170 -‬‬
‫أم خلل يف صحراء النقب سيؤدم إُف انبعاث مواد مشعة إُف مدف يزيد عن ( ‪ )400‬كم يف صبيع االذباىات‪,‬‬
‫األمر الذم يهدد حيا ة اؼببليني من سكاف الشرؽ األكسط‪ ,‬كجاء يف التقرير‪,‬أف مفاعل "ديبونا" ذباكز عمره‬
‫االفرتاضي‪ ,‬كىو يمهدد باالنفجار‪ ,‬كقد اعرتفت مصادر إسرائيلية مراران حبدكث تسرب إشعاعي منو‪ ,‬ما يؤدم إُف‬
‫(‪)1‬‬
‫التهديد اؼبباشر للبيئة العربية كحياة اإلنساف كؿبيطو اغبيوم‪.‬‬
‫كتقدر الوكاالت اغبكومية األمريكية كغريىا من اؼبصادر الوثيقة أف "إسرائيل" سبتلك حواِف ( ‪)200-100‬‬
‫قنبلة نوكية‪ ,‬كل قنبلة منها أقول أضعافان من تلك القنابل اليت ألقيت على ىريكشيما كناغازاكي‪ ,‬كىذا ما هبعل‬
‫"إسرائيل" القوة النوكية اؿساد سة يف العاَف‪ .‬كتشري التقديرات الغربية إُف أف "إسرائيل" سبتلك من البلوتونيوـ ما‬
‫يكفي إلنتاج (‪ )100‬قنبلة أخرل إضافية‪.‬‬
‫كلكن ىذه القوة النوكية اؼبدمرة‪ ,‬ليست خاضعة ألية مراقبة دكلية‪ ,‬حيث َف توقع "إسرائيل" على معاىدة‬
‫حظر انتشار األسلحة النوكية‪ ,‬كما أف الواليات اؼبتحدة األمريكية تتجاىل دائمان الربنامج النوكم اإلسرائيلي من‬
‫ضبلتها العاؼبية ضد انتشار أسلحة الدمار الشامل‪ .‬كبالتاِف ستبقى "إسرائيل" خارج إطار القانوف الدكِف‪ ,‬إُف أف‬
‫ربمي اغبكومات العربية شعوهبا بإجراءات معادة‪ ,‬كأف تطور سياستها حبيث تسعى ىذه اغبكومات سعيان حثيثان‬
‫‪ -‬كذلك أضعف اإليباف‪ -‬يف كل اؼبنابر الدكلية‪ ,‬عبعل اؼبنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل‪ ,‬دكف استثناء‬
‫"إسرائيل"‪.‬‬

‫(‪ )1‬ؾبلة البيئة كالتنمية (السبلـ األخعر)‪ ,‬من ـباطر اؼبنشآت النوكية اإلسرائيلية‪ ,‬بريكت‪ ،‬العدداف ‪,112,113‬ص‪12‬‬
‫‪- 171 -‬‬
‫(ملحق رقم‪)5‬‬
‫أىم اؼبعاىدات كاالتفاقيات اليت عقدت يف العاَف ؼبنع انتشار األسلحة النوكية كاليت عقدت بشأف التحكم‬
‫يف نقل النفايات اػبطرة‬
‫أووً‪ :‬معاىدات الحد من انتشار األسلحة النووية والتجارب النووية‪:‬‬
‫لقد تغريت مفاىيم القول العسكرية بعد دخوؿ العاَف يف ؾباؿ التسلح النوكم مع أكؿ تفجري اختيارم‪،‬‬
‫أجرتو الواليات اؼبتحدة األمريكية يف عاـ ‪.1945‬‬
‫كفبا ال شك فيو‪ ،‬أف ىذا اؼبفهوـ اعبديد للقوة ‪،‬كالذم طبق عمليان كأهنى اغبرب العاؼبية الثانية‪ ،‬بعد تدمري‬
‫مدينة ىريكشيما كناغازاكي اليابانيتني‪ ،‬قد ساىم يف تغيري موازيني القول كاػبريطة السياسية يف العاَف منذ أكاسط‬
‫القرف العشرين اؼباضي‪ ،‬ككاف التسابق يف ىذا اجملاؿ على أشده‪ ،‬يف فرتة اغبرب الباردة‪ ،‬فبا ساىم يف تطوير أسلحة‬
‫نوكية أشد فتكان‪ ،‬كأدل إُف تراكم السبلح النوكم يف ترسانات السبلح بني القول اؼبسيطرة على العاَف‪.‬‬
‫كقد كاف لزامان إجراء التجارب التفجريية اؼبختلفة لتطوير السبلح النوكم‪ ،‬فقد كانت البداية‪ ،‬تفجريات تتم‬
‫فوؽ سطح األرض‪ ،‬تبلىا تفجريات تتم يف الغبلؼ اعبوم‪ ،‬كربت مياه البحار كاحمليطات‪ ،‬كمن مث يف باطن‬
‫األرض‪ ،‬كقد قدرت ىذه االختبارات حح عاـ ‪ ،1998‬ما ال يقل عن ( ‪ )2050‬تفجريان‪ ،‬كاف أكثرىا للواليات‬
‫اؼبتحدة األمريكية‪ ،‬مث اإلرباد السويف ميت سابقان‪ ،‬كقد سانبت يف تلويث العاَف بنواتج اإلنشطار الذرم اؼبشعة‬
‫بدرجات ـبتلفة‪.‬‬
‫من ىنا بدأ العاَف يف ؿباكلة إيقاؼ ىذا السباؽ احملموـ غبماية البيئة من جهة‪ ،‬كإليقاؼ التسلح النوكم‬
‫كانتشاره من جهة أخرل‪ ،‬ؽبذا بذلت جهود دكلية حثيثة إلهباد اتفاقيات كمعاىدات هبذا اػبصوص‪.‬‬
‫فقد مت يف إطار حظر انتشار السبلح النوكم‪ ،‬إنشاء مناطق يف العاَف خالية من السبلح النوكم‪ ،‬من خبلؿ‬
‫اتفاقيات إقليمية لدكؿ ىذه اؼبناطق‪ ،‬كىذه اؼبعاىدات اإلقليمية تتفق يف إطارىا العاـ على حظر تصنيع أك إنتاج‬
‫أك امتبلؾ أك حيازة أك اختبار أك استبلـ أسلحة نوكية‪.‬‬
‫‪،1971‬‬ ‫كىناؾ أيعان معاىدات أخرل يف ىذا اإلطار‪ ،‬مثل معاىدة قاع البحار اليت بدأت يف عاـ‬
‫كمعاىدة الفعاء اػبارجي اليت بدأت عاـ ‪ ،1967‬كمعاىدة إنرتاكتيكا اليت بدأت عاـ ‪ ،1959‬كاليت ربظر‬
‫التفجريات النوكية اإلختبارية أك السلمية من أم نوع‪ ،‬كربظر أيعا التخلص من النفايات اؼبشعة‪.‬‬
‫تعد مسائل عدـ االنتشار كعدـ التسلح النوكم من األمور ذات األنبية على اؼبستول الدكِف‪ ،‬كيف ظل‬
‫ظلت‬ ‫التدابري الدكلية اؼبستمرة يف سبيل منع انتشار األسلحة النوكية كتفعيل عمليات (نزع السبلح النوكم)‪،‬‬
‫مسألة حظر التفجريات اؼبتعلقة بتجارب األسلحة النوكية مدرجة على جدكؿ أعماؿ اؼبفاكضات كاؼبداكالت‬

‫‪- 172 -‬‬


‫اؼبتعددة األطراؼ كالثنائية ألكثر من أربعني سنة‪ .‬كيف عاـ ‪ ،1996‬مت التوصل إُف اعتماد معاىدة اغبظر الشامل‬
‫من التجارب النوكية‪ ،‬كالذم يعد حدثان فبيزان يف تاريخ اعبهود اؼببذكلة من أجل نزع السبلح النوكم كعدـ انتشار‬
‫األسلحة النوكية‪ ،‬كىذه اؼبعاىدة هتدؼ إُف منع أم اختبارات ذبريبية لؤلسلحة النوكية‪ ،‬لغرض تطويرىا‬
‫كاستحداث أنواع جديدة منها‪.‬‬
‫كتأيت ىذه اؼبعاىدة متممة ؼبعاىدة ( ‪ )1963‬غبظر ذبارب األسلحة النوكية يف اعبو كيف الفعاء اػبارجي‬
‫كربت سطح اؼباء‪ ،‬حبيث يصبح اؼبنع شامبلن‪.‬‬
‫قبل ىذه اؼبعاىدات كانت مشاعر القلق بشأف ذبارب األسلحة النوكية قد برزت عندما تزايد إدراؾ الرأم‬
‫جراء التجارب النوكية يف الغبلؼ اعبوم‪ ،‬كىذا أدل إُف التوصل خبلؿ‬
‫العاـ لآلثار العارة للغبار الذرم اؼبتساقط ى‬
‫فرتة اغبرب الباردة إُف عقد ثبلث معاىدات بشأف التجارب النوكية‪َ ،‬ف تكن أم منها شاملة كىي‪:‬‬
‫‪ ‬معاىدة متعددة األطراؼ غبظر ذبارب السبلح النوكم يف الغبلؼ اعبوم كيف الفعاء اػبارجي كربت‬
‫اؼباء لعاـ ‪ ،1963‬أم ما يسمى دبعاىدة اغبظر اعبزئي للتجارب النوكية‪ ،‬باعتبار أف ىذه اؼبعاىدة َف‬
‫ربظر التفجريات النوكية ربت األرض‪.‬‬
‫‪ ‬معاىدتاف ثنائيتاف بني اإلرباد السوفيييت السابق كالواليات اؼبتحدة األمريكية‪ ،‬بشأف اغبد من الطاقة‬
‫التفجريية للتجارب النوكية لؤلغراض العسكرية كالسلمية‪.‬‬
‫كقد يكقًعت ىاتاف اؼبعاىدتاف يف عاـ ‪1974‬ك‪ 1976‬على التواِف‪ ،‬كدخلتا حيز التنفيذ يف عاـ ‪.1990‬‬
‫ككاف من آثار انتهاء اغبرب الباردة‪ ،‬أف ربقق قدر أكرب من االستعداد بني الدكؿ اغبائزة لؤلسلحة النوكية‬
‫لبلستجابة ؼبطلب كاسع و‬
‫كمتناـ من جانب الرأم العاـ العاؼبي بانتهاء التجارب النوكية مرة كاحدة كإُف األبد‪،‬‬
‫األمر الذم دفع يف عاـ ‪ 1993‬الدكؿ األععاء يف مؤسبر نزع السبلح دبا فيها الدكؿ اػبمس اؼبعلن عن حيازهتا‬
‫لؤلسلحة النوكية‪ ،‬إُف بدء مفاكضات بشأف معاىدة غبظر شامل للتجارب النوكية‪ ،‬تكوف عاؼبية كمتعددة األطراؼ‬
‫كقابلة للتحقق بطريقة فعالة كتسهم يف نزع السبلح النوكم كمنع انتشار األسلحة النوكية كجبميع جوانبو ‪.‬‬
‫انتهى مؤسبر نزع السبلح بعد سنتني كنصف من اؼبفاكضات‪ ،‬إُف كضع مشركع معاىدة غبظر شامل‬
‫للتجارب النوكية يف أم مكاف كألم غرض‪ ،‬كذلك يف عاـ ‪ ،1996‬كاعتمدت اؼبعاىدة يف العاشر من أيلوؿ‬
‫‪ ،1996‬من قبل أغلبية ساحقة من الدكؿ األععاء يف اعبمعية العامة لؤلمم اؼبتحدة‪ ،‬كقاـ األمني العاـ لؤلمم‬
‫اؼبتحدة‪ ،‬بصفتو الوديع‪ ،‬بفتح باب التوقيع عليها يف الرابع كالعشرين من أيلوؿ من العاـ نفسو يف مقر األمم‬
‫اؼبتحدة يف نيويورؾ‪.‬‬
‫كمت البدء يف التوقيع على ىذه اؼبعاىدة يف ( ‪ 24‬أيلوؿ ‪ )1996‬يف نيويورؾ ‪ ،‬حيث يكقًعت من قبل ( ‪)17‬‬
‫دكلة‪ ،‬دبا فيها دكؿ النادم النوكم اػبمس‪ ،‬كحح اآلف كقع على ىذه اؼبعاىدة ( ‪ )170‬دكلة من أصل ( ‪)193‬‬

‫‪- 173 -‬‬


‫دكلة يف األمم اؼبتحدة‪ ،‬كصادؽ من ىذه الدكؿ اؼبوقعة ( ‪ )108‬دكلة فقط‪ ،‬حيث صادقت الدكؿ األععاء‬
‫الدائمة يف ؾبلس األمن (دكؿ النادم النوكم األكؿ) ما عدا الصني كالواليات اؼبتحدة األمريكية‪ ،‬كما أف دكالن‬
‫مثل "إسرائيل" كإيراف كقعت كَف تصادؽ بعد‪.‬‬
‫كيتطلب لدخوؿ اؼبعاىدة حيز النفاذ‪ ،‬توقيع كمصادقة ( ‪ )44‬دكلة ؿبددة باالسم يف اؼبلحق الثآف من كثيقة‬
‫اؼبعاىدة‪ ،‬كىي الدكؿ اليت لديها نشاط نوكم‪.‬‬
‫كحح اآلف كقع كصادؽ من ىذه الدكؿ ( ‪ )32‬دكلة ‪ ،‬بينما َف توقع ( ‪ )3‬دكؿ كىي‪ :‬كوريا الشمالية كاؽبند‬
‫كباكستاف‪ ،‬ككقعت كَف تصادؽ ( ‪ )9‬دكؿ كىي‪ :‬الواليات اؼبتحدة األمريكية كفيتناـ كالصني ككولومبيا كالكونغو‬
‫كإندكنيسيا كإيراف كمصر ك"إسرائيل"‪.‬‬
‫كللتوضيح‪ ،‬تنص اؼبعاىدات اؼبتعددة األطراؼ عادة على التوقيع بشرط التصديق أك القبوؿ أك اؼبوافقة‪ ،‬كىو‬
‫توقيع يشار إليو (بالتوقيع البسيط)‪ ،‬كيف مثل ىذه اغباالت فإف الدكؿ اؼبوقعة‪ ،‬ال تأخذ على عاتقها التزامات‬
‫فعلية دبوجب اؼبعاىدة لدل توقيعها عليها‪ ،‬غري أف التوقيع يدؿ على اذباه نية الدكلة إُف ازباذ خطوات للتعبري عن‬
‫ارتعائها االلتزاـ باؼبعاىدة يف تاريخ الحق‪ ،‬كما أف التوقيع يرتب التزامان يف الفرتة ما بني التوقيع كالتصديق أك‬
‫القبوؿ أك اؼبوافقة‪ ،‬باالمتناع حبسن نية عن إثبات تصرفات من شأهنا أف تعطل موضوع اؼبعاىدة كالغرض منها‪.‬‬
‫يعد عقد معاىدة اغبظر الشامل للتجارب النوكية‪ ،‬ربقيقان ألحد التدابري كبو تنفيذ اؼبادة السادسة من‬
‫معاىدة عدـ انتشار األسلحة النوكية لعاـ ( ‪ ،)1968‬اؼبتعمنة تعهد الدكؿ األطراؼ دبتابعة اؼبفاكضات لوقف‬
‫سباؽ التسلح النوكم كتعهدىا بنزع السبلح النوكم‪.‬‬
‫أىم ما تبديو الدكؿ األطراؼ يف ديباجة اؼبعاىدة ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬تأكيدىا على أنبية التنفيذ التاـ كالسريع لبلتفاقيات الدكلية يف ميداف نزع السبلح النوكم كمنع‬
‫انتشار األسلحة النوكية‪ ،‬كعلى ضركرة بذؿ جهود منهجية كتدرهبية كمتواصلة‪ ،‬لتقليل األسلحة النوكية‬
‫يف العاَف‪ ،‬بغية الوصوؿ إُف نزع السبلح العاـ كالكامل يف ظل رقابة دكلية حازمة كفعالة‪.‬‬
‫‪ .2‬إدراكها أف كضع حد لتفجريات األسلحة النوكية‪ ،‬سيشكل خطوة معقولة يف سبيل القياـ بعملية‬
‫منهجية لتحقيق نزع السبلح النوكم‪.‬‬
‫‪ .3‬اقتناعها بأف أكثر الطرؽ فعالية للتوصل إُف كضع حد للتجارب النوكية‪ ،‬ىي عن طريق إبراـ معاىدة‬
‫عاؼبية يبكن التحقق منها دكليان بفعالية غبظر التجارب النوكية حظران شامبلن‪.‬‬
‫تتعمن االلتزامات األساسية للمعاىدة‪ ،‬تعهد كل طرؼ بعدـ إجراء أم تفجري من تفجريات ذبارب‬
‫األسلحة النوكية‪ ،‬أك أم تفجري آخر سواءن لؤلغراض السلمية أك العسكرية أك التسبب يف إجرائو أك التشجيع عليو‬
‫أك اؼبشاركة فيو بأم طريقة كانت‪.‬‬

‫‪- 174 -‬‬


‫كىناؾ بعض التدابري العركرية كاؼبتوجب على الدكؿ األطراؼ ازباذىا تنفيذان اللتزامها دبوجب اؼبعاىدة مثل‪:‬‬
‫‪ ‬منع األشخاص الطبيعيني كالقانونيني (االعتباريني) يف أم مكاف على إقليمها أك مكاف ىبعع‬
‫لواليتها أك سيطرهتا أك الذين وبملوف جنسيتها يف أم مكاف من القياـ بأم نشاط ؿبظور دبوجب‬
‫اؼبعاىدة‪.‬‬
‫‪ ‬التعاكف مع الدكؿ األطراؼ األخرل كتقدٔف اؼبساعدة القانونية ؽبا بغية تيسري تنفيذ التزامات‬
‫اؼبعاىدة‪.‬‬
‫‪ ‬قياـ كل دكلة طرؼ بتسمية أك إقامة سلطة كطنية تكوف جهة الوصل الوطنية اليت هبرم عن طريقها‬
‫االتصاؿ باألنظمة (منظمة معاىدة اغبظر الشامل للتجارب النوكية) كبالدكؿ األطراؼ األخرل‪.‬‬
‫‪ ‬إعبلـ كل دكلة طرؼ يف اؼبنظمة بالتدابري اؼبتخذة تنفيذان اللتزاماهتا ىذه اؼبستوجبة عليها‪.‬‬
‫‪ ‬يعقد بعد بدء تنفيذ اؼبعاىدة بعشر سنوات‪ ،‬ما َف تقرر أغلبية الدكؿ األطراؼ خبلؼ ذلك‪ ،‬مؤسبر‬
‫الستعراض سري العمل هبذه اؼبعاىدة كفعاليتها‪ ،‬كينظر اؼبؤسبر االستعراضي إستنادان إُف طلب مقدـ‬
‫من أم من الدكؿ األطراؼ‪ ،‬يف إمكانية السماح بإجراء تفجريات نوكية جوفية لؤلغراض السلمية‪.‬‬
‫‪ ‬يبكن بعد ذلك على فرتات‪ ،‬مدة كل منها عشر سنوات‪ ،‬عرض مؤسبرات استعراضية أخرل للهدؼ‬
‫نفسو‪.‬‬

‫كليس للمعاىدة مدة ؿبدكدة‪ ،‬إذ أف لكل دكلة طرؼ‪ ،‬اغبق يف اإلنسحاب من اؼبعاىدة إذا قررت أف أحداثان‬
‫عرضت مصاغبها العليا للخطر‪ ،‬كيتم اإلنسحاب بتوجيو إشعار مسبق قبل ستة‬‫غري عادية تتعلق دبوضوعها قد ى‬
‫أشهر إُف سائر الدكؿ األطراؼ كاجمللس التنفيذم كالوديع كؾبلس األمن التابع لؤلمم اؼبتحدة‪ ،‬كيشمل ىذا‬
‫اإلشعار بيانان باألحداث غري العادية اليت ترل الدكلة الطرؼ‪ ،‬أف مصاغبها العليا تتعرض للخطر‪ ،‬كىي هبذا تشبو‬
‫كثريان معاىدة (حظر انتشار األسلحة النوكية)‪ ،‬حيث يبلحظ أنو يصعب جدان عمليان االنسحاب من مثل ىذه‬
‫اؼبعاىدات‪ ،‬ؼبا قد يرتتب عليو من تأثري على األمن كاإلستقرار الدكليني‪ ،‬رغم أف ىذا اإلنسحاب جائز نظريان‬
‫كقانونيان‪.‬‬
‫منظمة معاىدة الحظر الشامل للتجارب النووية‪:‬‬
‫نظران لؤلنبية الكبرية ؼبعاىدة اغبظر الشامل للتجارب النوكية‪ ،‬فقد نص فيها على إنشاء جهاز دائم يسمى‬
‫"منظمة معاىدة اغبظر الشامل للتجارب النوكية"‪ ،‬لئلشراؼ على تنفيذىا بالشكل اؼبطلوب‪ ،‬كاؼبعاىدة تنحو هبذا‬
‫اػبصوص منحى بعض اؼبعاىدات كاالتفاقيات الدكلية اغبديثة ذات األنبية‪ ،‬مثل إتفاقية األسلحة الكيميائية لعاـ‬
‫‪ ،1994‬إنشاء منظمة تتعلق بتنفيذىا كغريىا من‬ ‫‪ ،1993‬كاتفاقية التجارة العاؼبية‪ ،‬حيث تقرر يف عاـ‬
‫اؼبعاىدات كاالتفاقيات‪.‬‬

‫‪- 175 -‬‬


‫أنشئت منظمة معاىدة اغبظر الشامل فعبلن‪ ،‬يف اجتماع الدكؿ اؼبوقعة على اؼبعاىدة اؼبنعقد يف نيويورؾ يف‬
‫(‪ ،)1996-11-19‬كمقر ىذه اؼبنظمة يف يف منا‪ ،‬كتكوف كل دكلة طرؼ يف اؼبعاىدة ععوان فيها‪ ،‬كتنشأ‬
‫األجهزة التالية كتكوف تابعة للمنظمة‪:‬‬
‫‪ ‬مؤسبر الدكؿ األطراؼ‪.‬‬
‫‪ ‬اجمللس التنفيذم‪.‬‬
‫‪ ‬األمانة الفنية اليت تتعمن مركز البيانات الدكِف‪.‬‬
‫تدفع الدكؿ األطراؼ سنويان‪ ،‬تكاليف أنشطة اؼبنظمة كفقان عبدكؿ األنصبة اؼبقررة لقسمة نفقات األمم‬
‫اؼبتحدة‪.‬‬
‫يتألف اجمللس التنفيذم للمنظمة من ( ‪ )51‬ععوان‪ ،‬كيكوف لكل دكلة طرؼ اغبق يف ععوية اجمللس‪ ،‬مع‬
‫مراعاة اغباجة إُف توزيع جغرايف (عادؿ)‪ ،‬كيعم اجمللس‪:‬‬
‫‪ )10( ‬دكؿ أطراؼ من إفريقيا‪.‬‬
‫‪ )7( ‬دكؿ أطراؼ من أكركبا الشرقية‪.‬‬
‫‪ )9( ‬دكؿ أطراؼ من أمريكا البلتينية كالكارييب ‪.‬‬
‫‪ )7( ‬دكؿ أطراؼ من الشرؽ األكسط كجنوب آسيا‪.‬‬
‫‪ )10( ‬دكؿ أطراؼ من أمريكا الشمالية كأكركبا الغربية ‪.‬‬
‫‪ )8( ‬دكؿ أطراؼ من جنوب شرؽ آسيا كمنطقة احمليط اؽبادم كالشرؽ األقصى‪.‬‬
‫كتعتمد اؼبعاىدة على كسائل فنية كأحد إجراءات التحقيق من اإللتزاـ باؼبعاىدة من قبل الدكؿ األطراؼ‪،‬‬
‫كترتكز ىذه الوسائل على نظاـ شبكات دكلية للرصد بأنواعها اؼبختلفة من شبكة رصد زلزاِف كشبكة رصد صويت‬
‫مائي كشبكة رصد دكف ظبعي كشبكة رصد إشعاعي‪.‬‬
‫كذلك ىناؾ نظاـ الرصد الدكِف ككظائف مركز البيانات الدكِف‪ ،‬حيث يتألف نظاـ الرصد الدكِف من‬
‫(‪ )321‬ؿبطة رصد ك(‪ )16‬ـبتربان‪ ،‬لرصد األرض‪ ،‬للتعرؼ على أم نشاط ذبارب تفجريية نوكية‪ ،‬كيستخدـ نظاـ‬
‫الرصد الدكِف أربع كسائل للتحقيق‪ ،‬باستخداـ أحدث التقنيات العلمية‪.‬‬
‫كفبا سبق يتعح‪ ،‬أف (معاىدة اغبظر الشامل للتجارب النوكية) تأيت بعد انتظار طويل‪ ،‬لتحل ؿبل‪ ،‬أك‬
‫لتكمل معاىدة (حظر ذبارب األسلحة النوكية يف الغبلؼ اعبوم كيف الفعاء اػبارجي كربت اؼباء لعاـ ‪،)1963‬‬
‫أم معاىدة اغبظر اعبزئي‪ ،‬باعتبار أهنا َف ربظر التفجريات النوكية ربت األرض‪ .‬فهل جاءت معاىدة اغبظر‬
‫الشامل شاملة حقان‪ ،‬كما جاء يف عنواهنا؟؟‬

‫‪- 176 -‬‬


‫الشك أف اؼبعاىدة ستعع هناية عبميع التفجريات النوكية يف أية بيئة كانت‪ ،‬كقد تشكل ىذه اؼبعاىدة فيما‬
‫لو أصبحت نافذة‪ ،‬خطوة جيدة‪ ،‬لكنها ليست كافية باذباه نزع السبلح النوكم‪ ،‬حيث يبكن التحقق من اإللتزاـ‬
‫بأحكاـ اؼبعاىدة باإلستناد إُف عدد من العمانات اليت سبكن كل دكلة طرؼ يف اؼبعاىدة أف تتأكد من التزاـ‬
‫الدكؿ األطراؼ األخرل بأحكامها‪ ،‬عن طريق التفتيش اؼبوقعي‪ ،‬كعن طريق نظاـ الرصد الدكِف‪ ،‬الذم يستطيع‬
‫تسجيل اإلىتزازات ربت األرضية‪ ،‬كيف البحار‪ ،‬كيف اؽبواء‪ ،‬ككشف النظائر اؼبشعة اؼبطلقة يف الفعاء‪.‬‬
‫اؼبؤمل أف يكوف اغبظر شامبلن كما جاء يف عنواف اؼبعاىدة‪ ،‬حبيث يشمل‬ ‫و‬
‫لكن ىذا غري كاؼ‪ ،‬فقد كاف ى‬
‫التجارب النوكية على اختبلؼ أنواعها‪ ،‬كليس التفجريات النوكية فقط‪ ،‬ألف إهناء التفجريات لن ينهي السباؽ كبو‬
‫تطوير كربسني تكنولوجيا األسلحة النوكية‪ ،‬عن طريق إجراء ذبارب ـبربية غري تفجريية‪ ،‬بل سيؤجج ىذا السباؽ‪.‬‬
‫كبناءن عليو فإف اؼبعاىدة قد ال تكوف( شاملة) حقان‪ ،‬كيف ىذا السياؽ هبب اإلشارة إُف أف الواليات اؼبتحدة‬
‫األمريكية ترل أف التجارب النوكية غري اغبرجة‪ ،‬ليست ـبالفة ألحكاـ اؼبعاىدة‪.‬‬
‫كللتذكري‪ ،‬فإف اٌفديث فقط ىو عن الدكؿ اؿ( ‪ )44‬اليت يشرتط تصديقها على اؼبعاىدة لكي تدخل حيز‬
‫النفاذ‪.‬‬
‫كيف اغبقيقة‪ ،‬إف اؼبعاىدات كاالتفاقيات ذات الصلة اؼبربمة حح اآلف‪ ،‬ال تؤدم إُف جعل األرض خالية من‬
‫األسلحة النوكية‪ ،‬كيكفي للداللة على ذلك‪ ،‬أف (معاىدة اغبظر الشامل للتفجريات النوكية) ال سبنع من تطوير‬
‫األسلحة النوكية كربسينها من الناحية النوعية‪ ،‬حيث يبكن للدكؿ اؼبتقدمة تكنولوجيان أف تستمر يف تطوير‬
‫ترسانتها النوكية عن طريق التجارب النوكية اؼبعملية كغري التفجريية اليت ال ربظرىا معاىدة اغبظر الشامل‪ ،‬كأف‬
‫معاىدة (عدـ انتشار األسلحة النوكية) تعامل الدكؿ اػبمس اليت سبلك األسلحة النوكية معاملة سبيزىا‪ ،‬فهذه‬
‫الدكؿ ال سبنع من امتبلؾ كتطوير األسلحة النوكية‪ ،‬كال ييطلب منها إهناء براؾبها أك أسلحتها النوكية‪ ،‬كيعاؼ إُف‬
‫(‪)1‬‬
‫ذلك كجود دكؿ سبلك كتطور أسلحة نوكية خارج نطاؽ القانوف الدكِف‪ ،‬كرقابة اؼبنظمات الدكلية اؼبعنية ‪.‬‬
‫كما أف التمييز كعدـ اؼبساكاة بني الدكؿ يبتد إُف منطقة الشرؽ األكسط يف كجود كياف يف اؼبنطقة‬
‫معتد كمغتصب أراض كحقوؽ عربية‪ ،‬كمستمر يف اعتداءاتو كل يوـ‪ ،‬كيبلك أعح ترسانات‬ ‫ؾػ"إسرائيل"‪ ،‬و‬
‫األسلحة‪ ،‬دبا فيها األسلحة النوكية‪ ،‬كيرفض اإلنعماـ إُف (معاىدة عدـ انتشار األسلحة النوكية)‪ ،‬خبلفان ؼبا‬
‫فعلت كل دكؿ اؼبنطقة‪ ،‬كما يرفض التصديق على( معاىدة اغبظر الشامل للتجارب النوكية)‪.‬‬

‫(‪ )1‬ؾبدم كامل‪ :‬األسرار النووية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.195-182‬‬


‫‪- 177 -‬‬
‫معاىدة الحد من انتشار األسلحة النووية( ‪:)NPT‬‬
‫)‪)NON PROLIFERATION TREATY‬‬
‫مت اإلتفاؽ عليها يف لندف كموسكو ككاشنطن يف أكؿ حزيراف ‪ ،1968‬كبدأ العمل هبا يف ‪ 5‬آذار ‪،1970‬‬
‫ربتفظ هبا حكومات اؼبملكة اؼبتحدة كالواليات اؼبتحدة األمريكية كاإلرباد السوفيييت سابقان‪.‬‬
‫بالنظر إُف التدمري الذم سوؼ يصيب اعبنس البشرم نتيجة اغبرب النوكية‪ ،‬كاغباجة اليت ترتتب على ذلك‬
‫لبذؿ صبيع اعبهود لتفادم خطر اغبرب‪ ،‬كأف يتم ازباذ صبيع اإلجراءات لعماف أمن الشعوب ك اإلعتقاد بأف‬
‫انتشار األسلحة النوكية سوؼ يؤدم إُف زيادة خطر اغبرب النوكية‪ ،‬كتعهدان بالتعاكف يف سبيل تطبيق العمانات‬
‫الدكلية النوكية يف النشاطات النوكية السلمية‪ ،‬كتعبريانعن التأييد لؤلحباث كالتنمية كاعبهود األخرل اليت تؤكد تطبيق‬
‫اؼببادئ اليت تعمن بفعالية تدفق اؼبصادر كاؼبوارد اإلنشطارية باستعماؿ األدكات كاألساليب الفنية األخرل يف‬
‫كتأكيدان ؼببدأ أف فوائد اإلستخدامات‬ ‫نطاؽ إسرتاتيجية معينة‪ ،‬كيف إطار العمانات الدكلية للطاقة النوكية‪.‬‬
‫السلمية للتكنولوجيا النوكية دبا فيها أف إنتاج فين تكنولوجيان تتوصل إليو الدكؿ اؼبسلحة سويان يف معرض تطوير‬
‫اؼبتفجرات النوكية‪ ،‬هبب أف تتوفر يف األغراض السلمية عبميع أطراؼ اإلتفاقية الدكؿ اؼبسلحة نوكيان كغري اؼبسلحة‬
‫نوكيان على حد سواء‪ ،‬كاقتناعان بأنو من خبلؿ نشر ىذا اؼببدأ وبق عبميع أطراؼ اإلتفاقية أف يشرتكوا إُف أقصى‬
‫درجة فبكنة يف تبادؿ اؼبعلومات الفنية من أجل اؼبسانبة (فرادل أك متعاكنني) مع دكؿ أخرل يف مزيد من التنمية‬
‫يف استخداـ الطاقة النوكية يف األغراض السلمية‪ ،‬كإعبلنان عن نيتهم يف أقرب تاريخ فبكن إُف كقف سباؽ التسلح‬
‫النوكم كازباذ إجراءات فعالة يف اذباه نزع السبلح النوكم‪ ،‬كدعوة عبميع الدكؿ للتعاكف لتحقيق ىذه األىداؼ‬
‫كاستعادة للتصميم تعرب عنو أطراؼ اتفاقية ‪ ،1963‬كاليت رب ًرـ إجراء ذبارب على األسلحة النوكية يف اعبو‬
‫كالفعاء اػبارجي أك ربت اؼباء يف معرض عملها (األطراؼ)للتوصل إُف الوقف الكامل عبميع اؼبتفجرات التجريبية‬
‫لؤلسلحة النوكية‪ ،‬كمتابعة اؼبفاكضات كبو ىذا اؽبدؼ‪.‬‬
‫كتشوقان إُف مزيد من التخفيف يف حالة التوتر الدكِف كتقوية الثقة بني الدكؿ من أجل تسهيل كقف صناعة‬
‫األسلحة النوكية‪ ،‬كالتخلص من اؼبخزكف اغباِف منها كنزع األسلحة النوكية من الرتسانة القومية‪ ،‬ككذلك كسائل‬
‫إطبلقها عن طريق التوصل إُف اتفاقية بشأف نزع السبلح العاـ كالكامل يف ظل سيطرة دكلية شديدة كفعالة‬
‫استعادة باؼببدأ كاتفاقات مع ميثاؽ األمم اؼبتحدة‪ ،‬بأف الدكؿ هبب أال تلجأ يف عبلقاهتا الدكلية إُف التهديد بالقوة‬
‫أك استخدامها الحتبلؿ أراضي أم دكلة أك ضد استقبلؽبا السياسي أك بشكل آخر ال تتفق مع أىداؼ األمم‬
‫اؼبتحدة‪ ،‬كأف تقوـ بإرساؿ دعائم احملافظة على السبلـ كاألمن الدكليني‪ ،‬كأف تنمي اؼبوارد البشرية كاالقتصادية يف‬
‫العاَف بشرط ربويل أقل قدر فبكن منها من األغراض العسكرية‪.‬‬
‫اتفقوا على ما يلي‪:‬‬

‫‪- 178 -‬‬


‫‪ ‬المادة األولى‪:‬‬
‫تتعهد كل دكلة مسلحة نوكية طرؼ يف اإلتفاقية بعدـ نقل األسلحة النوكية أك أية أجهزة نوكية متفجرة‬
‫أخرل أك السيطرة على مثل ىذه األسلحة أك األجهزة اؼبتفجرة بشكل مباشر أك غري مباشر إُف أم طرؼ آخر‬
‫مهما كاف‪ ،‬كأال تساعد أك تشجع أك ربث أية دكلة غري مسلحة نوكيان لكي تقوـ بصناعة األسلحة النوكية أك‬
‫ربصل عليها أك أم أجهزة أك السيطرة على ىذه األسلحة كاألجهزة اؼبتفجرة‪.‬‬
‫‪ ‬المادة الثانية‪:‬‬
‫تتعهد كل دكلة غري مسلحة نوكيان ‪ -‬طرؼ يف اإلتفاقية ‪ -‬أال تتلقى األسلحة‪ ،‬أك أم أجهزة نوكية متفجرة‬
‫أك السيطرة على مثل ىذه األسلحة‪ ،‬كاألجهزة النوكية‪ ،‬بشكل مباشر أك غري مباشر‪ ،‬عند نقلها بواسطة أم طرؼ‬
‫كاف‪ ،‬كبعدـ تصنيع أك اغبصوؿ على األسلحة النوكية اؼبتفجرة‪ ،‬كأال تطلب اؼبساعدة يف ؾباؿ تصنيع األسلحة‬
‫النوكية‪ ،‬أك األسلحة النوكية اؼبتفجرة األخرل‪.‬‬
‫‪ ‬المادة الثالثة‪:‬‬
‫تتعهد كل دكلة غري مسلحة نوكيان ‪ -‬طرؼ يف اإلتفاقية‪ -‬بقبوؿ العمانات اليت سوؼ تتعمنها اتفاقية يتم‬
‫التفاكض عليها‪ ،‬كعقدىا مع الوكالة الدكلية للطاقة النوكية يف إطار سلطة الوكالة الدكلية للطاقة النوكية‪ ،‬كنظاـ‬
‫العمانات اػباص بالوكالة‪ ،‬من أجل التأكد من الوفاء بالتزاماهتا الناذبة عن ىذه االتفاقية بشأف عدـ ربويل‬
‫الطاقة النوكية يف اإلستخدامات السلمية إُف صناعة األسلحة النوكية أك األجهزة األخرل‪ ،‬كسوؼ يتم تطبيق‬
‫إجراءات العمانات اليت تتطلبها ىذه اؼبادة بشأف مصادر اؼبواد اإلنشطارية (اؼبشعة) اػباصة‪ ،‬سواءن كانت ىذه‬
‫اؼبواد يتم إنتاجها أك معاعبتها أك استعماؽبا من منشآت نوكية أساسية أك خارج أية منشأة‪ ،‬كسوؼ يتم تطبيق‬
‫العمانات اليت تتطلبها ىذه اؼبادة على مصادر اؼبواد "اإلنشطارية اؼبشعة" اػبارجية يف صبيع األنشطة النوكية‬
‫السلمية يف أرض ىذه الدكلة‪ ،‬كيف ظل نظامها القانوٓف‪ ،‬كإذا مت القياـ دبهامها ربت سيطرهتا يف أم مكاف آخر‪:‬‬
‫تتعهد كل دكلة طرؼ يف االتفاقية ‪ ،‬بأال تقدـ مصادر أك مواد خاصة قابلة لئلنشطار‪ ،‬كمعدات‪ ،‬كمواد خاصة‬
‫مصممة خصيصان أك معدة ؼبعاعبة أك استعماؿ أك إنتاج مواد خاصة قابلة لبلنشطا ر‪ ،‬إُف أية دكلة مسلحة نوكية‬
‫أك أية دكلة غري مسلحة نوكيان‪ ،‬لبلستعماؿ يف األغراض السلمية إال إذا كاف اؼبصدر أك اؼبواد اػباصة القابلة‬
‫لبلنشطار موضوعان للعمانات اليت تتطلبها ىذه اؼبادة‪.‬‬
‫كسوؼ يتم تطبيق العمانات اليت تتطلبها ىذه اؼبادة بشكل يتفق مع اؼبادة الرابعة من ىذه االتفاقية‪ ،‬حبيث‬
‫تتفادل إعاقة التنمية االقتصادية أك التكنولوجيا بني األطراؼ‪ ،‬أك إعاقة التعاكف الدكِف يف ؾباؿ األنشطة النوكية‬
‫السلمية دبا فيها التبادؿ الدكِف للمواد النوكية كمعدات اؼبعاعبة أك استعماؿ أك إنتاج اؼبواد النوكية لؤلغراض‬

‫‪- 179 -‬‬


‫السلمية بشكل يتفق مع فقرات ىذه اؼبادة كمبادئ العمانات اليت سوؼ يتم إعدادىا حبيث يتم إكماؽبا ؽبذه‬
‫االتفاقية‪.‬‬
‫كسوؼ تعقد الدكؿ غري اؼبسلحة من أطراؼ اإلتفاقية‪ ،‬إتفاقية مع الوكالة الدكلية للطاقة‪ ،‬للوفاء دبتطلبات‬
‫ىذه اؼبادة بشكل صباعي مع دكؿ أخرل أك فرادل‪ ،‬بشكل يتفق مع سلطة الوكالة الدكلية للطاقة النوكية‪.‬‬
‫كسوؼ يبدأ التفاكض حوؿ تلك اإلتفاقيات بعد ‪ 180‬يومان من بدء العمل هبذه اإلتفاقية أصبلن‪.‬‬
‫كبالنسبة للدكؿ اليت سوؼ تيودع كثائق تصديقها أك توقيع انعمامها بعد فرتة ( ‪ )180‬يومان‪ ،‬يبدأ التفاكض‬
‫حوؿ تلك االتفاقيات منذ ذلك اإلبداع‪ ،‬كيبدأ العمل هبذه اإلتفاقية يف تاريخ ال يزيد على شبانية عشر شهران من‬
‫تاريخ بدء اؼبفاكضات‪.‬‬
‫‪ ‬المادة الرابعة‪:‬‬
‫ال تتعمن ىذه االتفاقية شيئان يبكن تفسريه دبا يؤثر على اغبق األصيل عبميع األطراؼ يف أف تقوـ بتنمية‬
‫مصادرىا‪ ،‬كإنتاج استعماؿ الطاقة النوكية يف األغراض السلمية دكف سبييز‪ ،‬بشكل متفق مع اؼبادة كاألكُف كالثانية‬
‫من ىذه اإلتفاقية‪.‬‬
‫يتعهد أطراؼ اإلتفاقية كؽبم اغبق يف اؼبشاركة يف أقصى درجة فبكنة من تبادؿ للمعدات كاؼبواد كاؼبعلومات‬
‫الفعلية‪ ،‬كالتكنولوجيا من أجل اإلستعماالت السلمية للطاقة النوكية‪.‬‬
‫كسوؼ يقوـ أطراؼ اإلتفاقية الذين يبكنهم ذلك‪ ،‬بالتعاكف أيعان يف اإلسهاـ كحدىم أك مع دكؿ أخرل أك‬
‫منظمات دكلية‪ ،‬لتحقيق تنمية أفعل يف تطبيق اغبالة النوكية يف األغراض السلمية‪ ،‬السيما يف أراضي الدكؿ غري‬
‫اؼبسلحة نوكيان من أطراؼ اإلتفاقية‪ ،‬آخذين يف اإلعتبار احتياجات اؼبناطق النامية من العاَف‪.‬‬

‫‪- 180 -‬‬


‫‪ ‬المادة الخامسة‪:‬‬
‫يتعهد كل طرؼ باالتفاقية‪ ،‬بازباذ اإلجراءات اؼبناسبة لعماف أنو سبشيان مع ىذه اإلتفاقية كيف ظل اإلشراؼ‬
‫الدكِف اؼبناسب كيف إطار اؼبمارسات الدكلية اؼبناسبة‪ ،‬سوؼ تتوفر اؼبزايا اؼبتوقعة من أم تطبيقات سلمية‬
‫للتفجريات النوكية ألية دكلة غري مسلحة نوكيان ‪ -‬طرؼ يف االتفاقية‪ -‬دكف سبييز‪ ،‬كأف تكوف ما تتحملو ىذه‬
‫بعاد تكلفة األحباث كالتنمية للدكؿ غري اؼبسلحة نوكيان األطراؼ يف‬
‫األطراؼ ـبفعان إُف أدْف حد فبكن مع إست‬
‫االتفاقية أف ربصل على ىذه اؼبزايا عن طريق اتفاقيات ثنائية‪.‬‬
‫‪ ‬المادة السادسة ‪:‬‬
‫يتعهد كل طرؼ يف اإلتفاقية باللجوء إُف اؼبفاكضات بنية طيبة‪ ،‬بشأف إجراءات فعالة لوقف سباؽ التسلح‬
‫النوكم يف كقت قريب‪ ،‬كنزع السبلح النوكم كبشأف اتفاقية تتناكؿ نزع السبلح العاـ كالكامل يف ظل سيطرة دكلية‬
‫قوية كفعالة‪.‬‬
‫‪ ‬المادة السابعة ‪:‬‬
‫ال يوجد يف ىذه اإلتفاقية ما يؤثر على حق ؾبموعة من الدكؿ يف أف تعقد اتفاقيات إقليمية لكي تؤكد عدـ‬
‫كجود األسلحة النوكية بشكل كامل يف مناطقها اؼبعينة‪.‬‬
‫‪ ‬المادة الثامنة ‪:‬‬
‫يبكن ألم طرؼ يف اإلتفاقية أف يقرتح تعديبلت ؽبذه اإلتفاقية‪ ،‬كيتم تقدٔف التعديل اؼبقرتح إُف اغبكومة‬
‫اليت يتم إيداع التصديقات لديها‪ ،‬حيث تقوـ بتوزيعها على صبيع أطراؼ اإلتفاقية‪ ،‬كمن مث بناءن على طلب ثلث‬
‫أك أكثر من ثلث أطراؼ اإلتفاقية‪ ،‬سوؼ تقوـ اغبكومات اليت يتم إيداع التصديقات لديها بعقد مؤسبر يدعى‬
‫إليو أطراؼ اإلتفاقية للنظر يف ىذا التعديل‪.‬‬
‫هبب اؼبوافقة على أم تعديل ؽبذه اإلتفاقية بواسطة أغلبية أصوات صبيع أطراؼ اإلتفاقية دبا فيها أصوات‬
‫الدكؿ غري اؼبسلحة نوكيان أطراؼ اإلتفاقية‪ ،‬كصبيع األطراؼ األخرل اليت كانت يف تاريخ توزيع التعديل أععاء يف‬
‫ؾبلس ؿبافظي الوكالة الدكلية للطاقة النوكية‪ ،‬كسوؼ يبدأ العمل بالتعديل بالنسبة لكل طرؼ يقوـ بإيداع كثائق‬
‫التصديق على التعديل‪ ،‬عندما يتم إيداع كثائق التصديق من جانب أغلبية األطراؼ دبا فيها كثائق التصديق من‬
‫صبيع الدكؿ اؼبسلحة نوكيان أطراؼ اإلتفاقية‪ ،‬كصبيع األطراؼ األخرل اليت كانت يف تاريخ توزيع التعديل أععاء يف‬
‫ؾبلس ؿبافظي الوكالة الدكلية للطاقة النوكية‪ ،‬كبعد ذلك يبدأ العمل بالتعديل بالنسبة ألم طرؼ عندما يودع‬
‫كثائق التصديق اػباصة بو‪.‬‬

‫‪- 181 -‬‬


‫سوؼ ينعقد مؤسبر عبميع أطراؼ اإلتفاقية يف جنيف بسويسرا بعد طبس سنوات من بدء العمل هبا‪ ،‬لكي‬
‫يعيد النظر يف عمل اإلتفاقية من أجل تأكيد أف ىدؼ اإلتفاقية بناءن على تقدٔف اقرتاح هبذا الشأف إُف الدكؿ اليت‬
‫يتم إيداع كثائق التصديق عليها‪ ،‬أف تعقد مؤسبرات أخرل كل طبس سنوات بعد ذلك بنفس ىدؼ إعادة النظر‬
‫يف عملية اإلتفاقية‪.‬‬
‫‪ ‬المادة التاسعة‪:‬‬
‫سوؼ تكوف ىذه اإلتفاقية مفتوحة عبميع الدكؿ للتوقيع عليها‪ ،‬كيبكن ألم دكلة ال توقع على ىذه‬
‫اإلتفاقية قبل بدء العمل هبا طبقان للفقرة الثالثة من ىذه اؼبادة أف تنظم إليها يف أم كقت‪.‬‬
‫سوؼ زبعع ىذه اإلتفاقية لتصديق من جانب الدكؿ اؼبوقعة‪ ،‬كسوؼ يتم إيداع كثائق التصديق االنعماـ‬
‫لدل حكومات اؼبملكة اؼبتحدة لربيطانيا العظمى كمشاؿ إيرلندا كارباد اعبمهوريات السوفييتية اإلشرتاكية كالواليات‬
‫اؼبتحدة األمريكية اليت مت اختيارىا لتكوف اغبكومات اليت توضع كثائق التصديق عليها‪.‬‬
‫كسوؼ يبدأ العمل باإلتفاقية بعد التصديق عليها من جانب الدكؿ كاغبكومات اليت مت اختيارىا‪ ،‬لكي تودع‬
‫كثائق التصديق لديها كأربعني دكلة أخرل كقعت على اإلتفاقية كأكدعت كثائق بالنسبة ألغراض ىذه اإلتفاقية‪،‬‬
‫فإف الدكؿ اؼبسلحة نوكيان ىي اليت تقوـ بتصنيع كتفجري سبلح نوكم أك أم أجهزة نوكية متفجرة أخرل قبل كانوف‬
‫الثآف للعاـ ‪.1967‬‬
‫بالنسبة للدكؿ اليت يتم إيداع كثائق تصديقها أك انعمامها بعد بدء العمل هبذه اإلتفاقية سوؼ يبدأ العمل‬
‫هبا من تاريخ إيداع كثائق التصديق كاالنعماـ‪.‬‬
‫سوؼ تقوـ الدكؿ اليت يتم إيداع كثائق التصديق لديها بإببلغ صبيع الدكؿ اؼبوقعة كاؼبنظمة فوران بتاريخ كل‬
‫توقيع‪ ،‬كذلك بتاريخ إيداع كل كثيقة تصديق أك انعماـ كتاريخ بدء العمل هبذه اإلتفاقية كتاريخ تلقي طلبات‬
‫بعقد مؤسبر أك أم مبلحظات أخرل‪.‬‬
‫سوؼ يتم تسجيل ىذه اإلتفاقية بواسطة اغبكومة اليت تودع كثائق التصديق لديها سبشيان مع اؼبادة رقم‬
‫‪ /102/‬من ميثاؽ األمم اؼبتحدة‪.‬‬
‫‪ ‬المادة العاشرة ‪:‬‬
‫لكل طرؼ اغبق يف إطار فبارستو لسيادتو القومية يف اإلنسحاب من اإلتفاقية‪ ،‬إذا قرر أف أحداثان غري عادية‬
‫تتعلق دبعموف ىذه اإلتفاقية تعر باؼبصاٌف العليا لببلده‪ ،‬كسوؼ يقوـ الطرؼ اؼبنسحب بإببلغ صبيع األطراؼ‬
‫األخرل يف اإلتفاقية بانسحابو‪ ،‬ككذلك ؾبلس األمن لؤلمم اؼبتحدة قبل ثبلثة أشهر‪ ،‬كسوؼ يتعمن ىذا اإلببلغ‬
‫ذكر األحداث غري العادية اليت يرل أهنا تعر باؼبصلحة العليا‪.‬‬

‫‪- 182 -‬‬


‫سوؼ ينعقد اؼبؤسبر بعد ‪ /25 /‬سنة من بدء العمل هبذه اإلتفاقية‪ ،‬لكي يقرر ما إذا كاف العمل هبا سوؼ‬
‫يستمر إُف غري تاريخ ؿبدد‪ ،‬أك أنو سوؼ يتم مد سرياف مفعوؽبا ؼبدة معينة أك مدد زمنية أخرل ؿبددة‪ ،‬كسوؼ‬
‫يتم ازباذ القرار بواسطة أغلبية أطراؼ اإلتفاقية‪.‬‬
‫‪ ‬المادة الحادية عشرة‪:‬‬
‫النصوص األصلية ؽبذه اإلتفاقية باللغات اإلنكليزية كالركسية كالفرنسية كاإلسبانية كالصينية‪ ،‬كىي تتمتع‬
‫بنفس األنبية ‪،‬كسوؼ يتم إيداعها يف أرشيف اغبكومات اليت تكوف كثائق التصديق لديها‪ ،‬كسوؼ يتم نقل‬
‫النسخ اؼبصدقة عليها من ىذه اإلتفاقية بواسطة اغبكومات اليت تودع كثائق التصديق لديها إُف حكومات الدكؿ‬
‫اؼبوقعة كاؼبنظمة‪.‬‬
‫قاـ اؼبوقعوف على ىذه اإلتفاقية كىم يتمتعوف بتفويض لذلك بالتوقيع أماـ الشهود‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫مت إعداده من ثبلث نسخ يف لندف كموسكو ككاشنطن يف أكؿ سبوز عاـ ‪.1968‬‬
‫انياً‪ :‬أىم اإلتفاقيات التي عقدت بشأن التحكم في نقل النفايات الخطرة‪.‬‬
‫‪ ‬إتفاقية بازل بشأن التحكم في نقل النفايات الخطرة والتخلص منها عبر الحدود‪:‬‬
‫بدأ االىتماـ الدكِف حبماية الصحة البشرية كالبيئة اإلنسانية من اآلثار الناصبة عن توليد كنقل النفايات‬
‫اػبطرة كالتخلص منها عرب اغبدكد‪ ،‬نظران لزيادة معدالت توليدىا كنقلها عرب اغبدكد‪ ،‬ففي السبعينيات من القرف‬
‫العشرين اؼباضي‪ ،‬مت فرض حظر دكِف على عمليات التخلص من النفايات اػبطرة كاؼبشعة يف البيئة البحرية‪ ،‬كذلك‬
‫بدعم من برنامج األمم اؼبتحدة للبيئة ( ‪ ،)UNEP‬كالذم يعترب من أكُف اؼبنظمات الدكلية اليت اىتمت دبشكلة‬
‫(‪)2‬‬
‫توليد النفايات اػبطرة كنقلها عرب اغبدكد كالتخلص منها بطريقة سلمية بيئيان‪.‬‬
‫كيف بداية الثمانينات من القرف العشربن اؼباضي كربديدان عاـ ( ‪ ،)1981‬يف اؼبؤسبر الدكرم ػبرباء القانوف‬
‫الدكِف البيئي الذم ينظمو برنامج األمم اؼبتحدة للبيئة ( ‪ ،)UNEP‬نيوقشت مسألة تطوير قواعد القانوف الدكِف‬
‫البيئي بشأف النفايات ‪ ،‬حيث أيقرتح تبين اتفاقية عاؼبية بشأف نقل كإدارة كالتخلص من النفايات السامة‪.‬‬
‫كيف عاـ ‪ ،1989‬ايعتمدت اتفاقية بازؿ بشأف التحكم يف نقل النفايات اػبطرة كالتخلص منها عرب اغبدكد‬
‫دبشاركة ‪ 116‬دكلة ‪ ،‬ردان على موجة عارمة من السخط العاـ أثاره ما حدث يف شبانينيات القرف اؼباضي من‬
‫اكتشاؼ ركاسب لنفايات سامة يف إفريقيا كأجزاء أخرل من العاَف النامي جرل استريادىا من اػبارج‪.‬‬

‫(‪ )1‬فبدكح حامد عطية‪ :‬أسلحة الدمار الشامل في الشرق األوسط‪ ،‬ط‪ ، 1‬اؽبيئة اؼبصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاىرة‪.1996 ،‬‬
‫القانون الدولي العام ‪ ،‬منشأة اؼبعارؼ‪،‬‬ ‫)‪ )2‬ؿبمد سامي عبد اغبميد‪ ،‬ؿبمد سعيد الدقاؽ‪ ،‬مصطفى سبلمة حسني‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،2001 ،‬ص‪.658‬‬
‫‪- 183 -‬‬
‫كقد َّأدت صحوة الوعي باؼبسائل البيئية‪ ،‬كما رافق ذلك من تشديد األنظمة البيئية يف الدكؿ الصناعية يف‬
‫السبعينيات كالثمانينيات من القرف العشرين اؼباضي ‪ ،‬إُف تزايد مقاكمة الرأم العاـ ؼبمارسة التخلص من النفايات‬
‫اػبطرة كتصاعد تكاليف التخلص منها‪.‬‬
‫كقد دفع ذلك بدكره بعض أصحاب اؼبصلحة إُف السعي إلهباد خيارات رخيصة للتخلص من النفايات‬
‫اػبطرة يف أكركبا الشرقية كالعاَف النامي‪ ،‬حيث مستول الوعي باؼبسائل البيئية أقل تطوران بكثري‪ ،‬كحيث األنظمة‬
‫كآليات اإلنقاذ غري موجودة‪.‬‬
‫كقد انصب تركيز الرأم العاـ أثناء عملية التفاكض بشأف اتفاقية بازؿ بشكل حصرم تقريبان‪ ،‬على جانب‬
‫اؼبشكلة الذم يتناكؿ"العبلقة بني الشماؿ كاعبنوب" ‪ ،‬أم التهديد الذم تتعرض لو بيئة البلداف النامية غري اجملهزة‪،‬‬
‫نتيجة استرياد نفايات خطرة بصورة غري قانونية من الدكؿ الصناعية‪ ،‬أما حقيقة أف نقل الغالبية العظمى من‬
‫النفايات الدكلية كاف هبرم حح يف ذلك الوقت‪ ،‬فيما بني الدكؿ الصناعية‪ ،‬فقد مت ذباىلها إُف حد كبري‪.‬‬
‫كقد أضفى ذلك بعدان سياسيان على عملية التفاكض‪ ،‬فبا كاف لو تأثري كبري على االذباه اليت ازبذتو‬
‫اؼبناقشات‪.‬‬
‫كاعترب الكثريكف أف عملية إعداد اتفاقية بازؿ تشكل يف اؼبقاـ األكؿ‪ ،‬فرصة لوقف النقل الدكِف غري اؼبشركع‬
‫(‪)1‬‬
‫للنفايات من الشماؿ إُف اعبنوب‪ ،‬كما تشكل دعمان قويان للمنظمات البيئية اغبكومية كغري اغبكومية‪.‬‬
‫فكانت ىذه ىي الظركؼ اليت جرل يف ظلها التفاكض بشأف اتفاقية بازؿ يف أكاخر الثمانينيات من القرف‬
‫العشرين اؼباضي ‪ ،‬ككاف الغرض منها كقت اعتمادىا ىو مكافحة (التجارة السامة) كما أصطلح على تسميتها‪،‬‬
‫كدخلت اإلتفاقية حيز النفاذ عاـ ‪ ،1992‬كحح أيلوؿ ‪ ،2010‬بلغ عدد األطراؼ يف اتفاقية بازؿ ‪ 174‬طرفان‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أما أىداؼ اإلتفاقية فهي‪:‬‬
‫‪ .1‬التقليل من عمليات إنتاج اؼبخلفات اػبطرة من حيث الكمية كاػبطورة‪ ،‬كالتخلص منها يف أقرب‬
‫موقع فبكن للجهة اؼبنتجة بالطرؽ السلمية بيئيان‪ ،‬كالتقليل من حركة نقلها عرب اغبدكد‪.‬‬
‫‪ .2‬الوقاية من ـباطر اؼبخلفات اػبطرة الناذبة عن سوء اإلدارة‪.‬‬
‫‪ .3‬التحكم يف استقباؿ كنقل اؼبخلفات اػبطرة كحصرىا‪.‬‬
‫‪ .4‬ذبنب عمليات التصريف غري القانوٓف للدكؿ اؼبنتجة للمخلفات اػبطرة‪.‬‬
‫كفيما يلي‪:‬‬

‫(‪ )1‬كاترينا كومر بايرم (األمينة التنفيذية التفاقية بازؿ)‪ :‬تقرير برنامج األمم اؼبتحدة ‪.2012‬‬
‫(‪ )2‬متاح على اؼبوقع اإللكرتكٓف ‪.www.basel.int‬‬
‫‪- 184 -‬‬
‫نص اتفاقية بازل وموادىا(‪1989/3/22‬سويسرا)‪)1(.‬‬
‫جراء النفايات‬
‫إف األطراؼ يف ىذه اإلتفاقية‪ ،‬إذ تدرؾ خطر األضرار اليت تلحق بالصحة البشرية كالبيئية من ى‬
‫اػبطرة كالنفايات األخرل كمن جراء نقلها عرب اغبدكد‪ ،‬كإذ تعع يف إعتبارىا التهديد اؼبتزايد للصحة البشرية‬
‫كالبيئة نتيجة تزايد توليد النفايات اػبطرة كالنفايات األخرل كتعقدىا كنقلها عرب اغبدكد‪ ،‬كإذ تعع يف إعتبارىا‬
‫أيعان أف أكثر الطرؽ فعالية غبماية الصحة البشرية كالبيئة من اؼبخاطر اليت تشكلها ىذه النفايات ىو تقليل‬
‫توليدىا إُف أدْف حد من حيث كميتها ك‪/‬أك اػبطر الذم تنطول عليو‪ ،‬كإقتناعان منها بعركرة أف تتخذ الدكؿ‬
‫التدابري العركرية اليت تكفل إدارة النفايات اػبطرة كالنفايات األخرل‪ ،‬دبا يف ذلك نقلها كالتخلص منها عرب‬
‫اغبدكد‪ ،‬على كبو يتفق مع ضباية الصحة البشرية كالبيئة أيا كاف مكاف التخلص منها‪ ،‬كإذ تبلحظ أف الدكؿ ينبغي‬
‫أف تعمن أداء مولد النفايات لواجباتو فيما يتعلق بنقل النفايات اػبطرة كالنفايات األخرل كالتخلص منها على‬
‫كبو يتفق مع ضباية البيئة‪ ،‬أيان كاف مكاف التخلص‪ ،‬كإذ تسلم كل التسليم بأف لكل دكلة اغبق السيادم يف حظر‬
‫دخوؿ النفايات اػبطرة كغريىا من نفايات أجنبية أك التخلص منها يف أراضيها‪ ،‬كإذ تعرتؼ أيعان بتزايد الرغبة يف‬
‫حظر نقل النفايات اػبطرة كالتخلص منها عرب اغبدكد يف دكؿ أخرل كال سيما يف البلداف النامية‪ ،‬كإقتناعان منها‬
‫بوجوب التخلص من النفايات اػبطرة كالنفايات األخرل على كبو يتفق مع اإلدارة الفعالة كالسليمة بيئيان ؽبا يف‬
‫الدكلة اليت جرل توليدىا فيها‪ ،‬كإذ تدرؾ أيعان أنو هبب عدـ السماح بنقل تلك النفايات من دكلة توليدىا عرب‬
‫اغبدكد إُف أم دكلة أخرل‪ ،‬إال كفقان لشركط ال هتدد الصحة البشرية كالبيئة كتتفق مع أحكاـ ىذه اإلتفاقية‪ ،‬كإذ‬
‫ترل أف تعزيز التحكم يف نقل النفايات اػبطرة كالنفايات األخرل عرب اغبدكد سيكوف دبثابة حافز إلدارهتا على‬
‫كبو سليم بيئيان كػبفض حجم ىذا النقل عرب اغبدكد‪ ،‬كإقتناعان منها بوجوب قياـ الدكؿ بإزباذ تدابري للتبادؿ‬
‫السليم للمعلومات عن نقل النفايات اػبطرة كالنفايات األخرل عرب اغبدكد‪ ،‬كللتحكم يف ىذا النقل من تلك‬
‫الدكؿ كإليها‪.‬‬
‫كإذ تبلحظ أف عددان من اإلتفاقيات الدكلية قد عاًف قعية ضباية البيئة كصوهنا فيما يتعلق بعبور البعائع‬
‫اػبطرة‪.‬‬
‫كإذ تأخذ يف اإلعتبار إعبلف مؤسبر األمم اؼبتحدة اؼبعين بالبيئة البشرية ( استكهوَف‪ )1973 ،‬كمباد لء القاىرة‬
‫التوجيهية كاألساسية لئلدارة السليمة بيئيان للنفايات اػبطرة اليت اعتمدىا ؾبلس إدارة برنامج األمم اؼبتحدة للبيئة‬
‫دبوجب مقرره ‪ 30/14‬اؼبؤرخ يف ‪ 17‬حزيراف ‪ ،1987‬كتوصيات عبنة خرباء األمم اؼبتحدة اؼبعنية بنقل البعائع‬
‫اػبطرة (اؼبوضوعة يف عاـ ‪ 1957‬كاليت هبرم ربديثها كل سنتني)‪ ،‬كالتوصيات كاإلعبلنات كالصكوؾ كاألنظمة‬
‫ذات الصلة اؼبعتمدة يف إطار منظومة األمم اؼبتحدة‪ ،‬كاألعماؿ كالدراسات اؼبعطلع هبا يف إطار منظمات إقليمية‬
‫كدكلية أخرل‪ ،‬كإذ تعع يف إعتبارىا ركح كمباد لء كأىداؼ كمهاـ اؼبيثاؽ العاؼبي للطبيعة الذم اعتمدتو اعبمعية‬

‫(‪ )1‬متاح على اؼبوقع اإللكرتكٓف السابق‪.‬‬


‫‪- 185 -‬‬
‫العامة لؤلمم اؼبتحدة يف دكرهتا السابعة كالثبلثني ( ‪ )1982‬بوصفو القاعدة األخبلقية فيما يتعلق حبماية البيئة‬
‫البشرية كصيانة اؼبوارد الطبيعية‪ ،‬كإذ تؤكد أف الدكؿ مسؤكلة عن أداء التزاماهتا الدكلية اؼبتعلقة حبماية الصحة‬
‫البشرية كضباية البيئة كصوهنا‪ ،‬كإهنا تتحمل ىذه اؼبسؤكلية كفقان للقانوف الدكِف‪ ،‬كإذ تسلم بأف األحكاـ ذات الصلة‬
‫يف القانوف الدكِف للمعاىدات تنطبق يف حالة كقوع انتهاؾ مادم ألحكاـ ىذه اإلتفاقية أك أم بركتوكوؿ ؽبا‪ ،‬كإذ‬
‫تدرؾ اغباجة إُف مواصلة تطوير كتطبيق تكنولوجيات سليمة بيئيان منخفعة النفايات‪ ،‬كاػبيارات اػباصة بإعادة‬
‫اإلستخداـ‪ ،‬كنظم صيانة كإدارة جيدة‪ ،‬هبدؼ تقليل توليد النفايات اػبطرة كغريىا إُف أدْف حد‪ ،‬كإذ تدرؾ أيعان‬
‫تزايد القلق الدكِف إزاء اغباجة إُف التحكم الصارـ يف نقل النفايات اػبطرة كالنفايات األخرل عرب اغبدكد‪،‬‬
‫كاغباجة إُف تقليل ىذا النقل قدر اإلمكاف إُف اغبد األدْف‪ ،‬كإذ يساكرىا القلق إزاء مشكلة اإلذبار غري اؼبشركع‬
‫يف نقل النفايات اػبطرة كالنفايات األخرل عرب اغبدكد‪ ،‬كإذ تأخذ يف إعتبارىا أيعان القدرات احملدكدة للبلداف‬
‫النامية على إدارة النفايات اػبطرة كالنفايات األخرل‪ ،‬كإذ تسلم باغباجة إُف تشجيع نقل التكنولوجيا من أجل‬
‫اإلدارة السليمة للنفايات اػبطرة كالنفايات األخرل اؼبنتجة ؿبليان‪ ،‬كال سيما إُف البلداف النامية‪ ،‬كفقان لركح مباد لء‬
‫القاىرة التوجيهية كمقرر ؾبلس إدارة برنامج األمم اؼبتحدة للبيئة ‪ 16/14‬بشأف تعزيز نقل التكنولوجيا اػباصة‬
‫حبماية البيئة‪.‬‬
‫كإذ تسلم أيعان بوجوب نقل النفايات اػبطرة كالنفايات األخرل كفقان لئلتفاقيات كالتوصيات الدكلية ذات‬
‫الصلة‪ ،‬كإقتناعان منها أيعان بعركرة عدـ السماح بنقل النفايات اػبطرة كالنفايات األخرل عرب اغبدكد إال عندما‬
‫هبرل نقل ىذه النفايات كالتخلص النهائي منها بطريقة سليمة بيئيان‪.‬‬
‫كقد عقدت العزـ على ضباية الصحة البشرية كالبيئة‪ ،‬عن طريق التحكم الصارـ من اآلثار اؼبعاكسة اليت قد‬
‫تنتج عن توليد كإدارة النفايات اػبطرة كالنفايات األخرل‪ ،‬قد إتفقت على ما يلي‪:‬‬
‫المادة ‪1‬‬
‫نطاؽ اإلتفاقية‪:‬‬

‫‪- 1‬ألغراض ىذه اإلتفاقية‪ ،‬تعترب النفايات التالية اليت زبعع للنقل عرب اغبدكد "نفايات خطرة" ‪ ،‬استنادان‬
‫إُف مصدرىا ك‪/‬أك تكوينها كخصائصها (كمرفقاهتا األكؿ كالثالث كالثامن كالتاسع)‪.‬‬
‫رؼ‬
‫ؽ‬ ‫النفايات اليت تنتمي إُف أم فئة كاردة يف اَف‬ ‫‪- 2‬ألغراض ىذه اإلتفاقية‪ ،‬تعَّن"النفايات األخرل"‬
‫الثآف(النفايات اؼبنزلية كرماد احملارؽ) كاليت زبعع للنقل عرب اغبدكد‪.‬‬
‫‪- 3‬تستثَّن من نطاؽ ىذه اإلتفاقية النفايات اليت زبعع‪ ،‬لكوهنا مشعة‪ ،‬لنظم رقابة دكلية أخرل‪ ،‬من بينها‬
‫صكوؾ دكلية مطبقة بشكل ؿبدد على اؼبواد اؼبشعة‪.‬‬

‫‪- 186 -‬‬


‫‪- 4‬تستثَّن من نطاؽ ىذه اإلتفاقية النفايات الناصبة عن العمليات العادية للسفن‪ ،‬كاليت يغطى تصريفها‬
‫صك دكِف آخر‪.‬‬
‫المادة ‪2‬‬
‫التعاريف‬
‫ألغراض ىذه اإلتفاقية‪:‬‬

‫‪-" 1‬النفايات" ىي مواد أك أشياء هبرل التخلص منها أك ينول التخلص منها أك مطلوب التخلص منها بناءن‬
‫على أحكاـ القانوف الوطين‪.‬‬
‫‪- 2‬تعين "اإلدارة" صبع النفايات اػبطرة أك النفايات األخرل كنقلها كالتخلص منها‪ ،‬دبا يف ذلك العناية‬
‫البلحقة دبواقع التخلص‪.‬‬
‫‪- 3‬يعين "نقل عرب اغبدكد" أم نقل لنفايات خطرة أك لنفايات أخرل من منطقة خاضعة للوالية القعائية‬
‫الوطنية لدكلة إُف أك عرب منطقة خاضعة للوالية القعائية الوطنية لدكلة أخرل‪ ،‬أك إُف أك عرب منطقة ال‬
‫زبعع للوالية القعائية الوطنية ألم دكلة‪ ،‬شريطة أف تشرتؾ يف النقل دكلتاف على األقل ‪.‬‬
‫رؼ الرابع ؽبذه اإلتفاقية‪.‬‬
‫‪- 4‬يعين "التخلص" أم عملية ؿبددة يف اَف ؽ‬
‫‪- 5‬يعين "موقع أك مرفق موافق عليو" موقعان أك مرفقا للتخلص من النفايات اػبطرة أك النفايات األخرل يؤذف‬
‫أك يسمح لو بالعمل يف ىذا الغرض من جانب سلطة ـبتصة يف الدكلة اليت يوجد هبا اؼبوقع أك اؼبرفق ‪.‬‬
‫‪- 6‬تعين "سلطة ـبتصة" سلطة حكومية عينها أحد األطراؼ لتكوف مسؤكلة‪ ،‬داخل مناطق جغرافية قد يراىا‬
‫ذلك الطرؼ مناسبة‪ ،‬عن إستبلـ األخطار بنقل نفايات خطرة أك نفايات أخرل عرب اغبدكد‪ ،‬كأم‬
‫معلومات تتعلق هبا‪ ،‬كعن الرد على ىذه األخطار‪ ،‬كفقان ؼبا نص عليو يف اؼبادة ‪.6‬‬
‫‪- 7‬تعين "جهة إتصاؿ" الكياف التابع لطرؼ من األطراؼ‪ ،‬اؼبشار إليها يف اؼبادة ( ‪ )5‬كاؼبسؤكؿ عن تلقي‬
‫اؼبعلومات كتقديبها كفقان ؼبا نص عليو يف اؼبادتني ‪.15 ،13‬‬
‫‪- 8‬تعين "اإلدارة السليمة بيئيان للنفايات اػبطرة أك النفايات األخرل" إزباذ صبيع اػبطوات العملية لعماف‬
‫إدارة النفايات اػبطرة‪ .‬كالنفايات األخرل بطريقة ربمي الصحة البشرية كالبيئة من اآلثار اؼبعاكسة اليت قد‬
‫تنتج عن ىذه النفايات‪.‬‬
‫‪- 9‬تعين "منطقة خاضعة للوالية القعائية الوطنية لدكلة ما" أم ؾباؿ برم أك حبرم أك جوم سبارس يف نطاقة‬
‫دكلة ما مسؤكلية إدارية كتنظيمية طبقان للقانوف الدكِف فيما يتعلق حبماية الصحة البشرية أك البيئة‪.‬‬

‫‪- 187 -‬‬


‫طرؼن ىبطط لكي يبدأ منو‪ ،‬أك بدأ منو بالفعل‪ ،‬نقل نفايات خطرة أك نفايات‬
‫‪- 10‬تعين "دكلة التصدير" ا‬
‫أخرل عرب اغبدكد‪.‬‬
‫‪- 11‬تعين "دكلة اإلسترياد" طرفان ىبطط أك يتم فيو نقل نفايات خطرة أك نفايات أخرل عرب اغبدكد بغرض‬
‫التخلص منها فيو أك بغرض شحنها قبل التخلص منها يف منطقة ال تقع يف نطاؽ الوالية القعائية‬
‫الوطنية ألم دكلة‪.‬‬
‫‪- 12‬تعين "دكلة العبور" أم دكلة عدا دكلة التصدير أك اإلسترياد‪ ،‬ىبطط أك هبرم عربىا نقل نفايات خطرة أك‬
‫نفايات أخرل‪.‬‬
‫‪- 13‬تعين "الدكؿ اؼبعنية" دكؿ التصدير أك اإلسترياد األطراؼ‪ ،‬أك دكؿ العبور سواء أكانت أطرافان أـ ال ‪.‬‬
‫‪- 14‬يعين "شخص" أم شخص طبيعي أك قانوٓف ‪.‬‬
‫‪- 15‬يعين "مصدر" أم شخص ىبعع للوالية القعائية لدكلة التصدير يعع ترتيبات لتصدير نفايات خطرة‬
‫أك نفايات أخرل‪.‬‬
‫‪- 16‬يعين "مستورد" أم شخص ىبعع للوالية القعائية لدكلة اإلسترياد يعع ترتيبات إلسترياد نفايات خطرة‬
‫أك نفايات أخرل‪.‬‬
‫‪- 17‬يعين "ناقل" أم شخص يقوـ بنقل نفايات خطرة أك نفايات أخرل ‪.‬‬
‫‪- 18‬يعين "مولد" أم شخص يؤدم نشاطو إُف إنتاج نفايات خطرة أك نفايات أخرل‪ ،‬أك إذا كاف ذلك‬
‫الشخص غري معركؼ‪ ،‬الشخص الذم وبوز تلك النفايات ك‪/‬أك يتحكم فيها ‪.‬‬
‫‪- 19‬يعين "اؼبتخلص" أم شخص تشحن إليو نفايات خطرة أك نفايات أخرل كيقوـ بتنفيذ التخلص من ىذه‬
‫النفايات‪.‬‬
‫‪- 20‬تعين "منظمة تكامل سياسي ك‪/‬أك إقتصادم" منظمة أنشأهتا دكؿ ذات سيادة كنقلت إليها دكؽبا‬
‫األععاء اإلختصاص فيما يتعلق دبسائل تنظمها ىذه اإلتفاقية‪ ،‬كرخص ؽبا على النحو الواجب‪ ،‬كفقان‬
‫إلجراءاهتا الداخلية‪ ،‬التوقيع على اإلتفاقية أك التصديق عليها أك قبوؽبا أك اؼبوافقة عليها أك تأكيدىا رظبيان‬
‫أك االنعماـ اليها‪.‬‬
‫‪- 21‬يعين "اذبار غري مشركع" أم نقل لنفايات خطرة أك لنفايات أخرل عرب اغبدكد‪ ،‬على النحو احملدد يف‬
‫اؼبادة (‪.)9‬‬

‫‪- 188 -‬‬


‫المادة ‪3‬‬
‫التعاريف الوطنية للنفايات الخطرة‬
‫‪ - 1‬على كل طرؼ‪ ،‬خبلؿ ستة أشهر من كونو طرفان يف اإلتفاقية‪ ،‬إببلغ أمانة اإلتفاقية بالنفايات‪ ،‬عدا‬
‫قني األكؿ كالثآف‪ ،‬اليت هبرل النظر إليها أك تعريفها بوصفها خطرة‪ ،‬دبقتعى‬
‫النفايات اؼبدرجة يف اَفرؼ‬
‫تشريعو الوطين‪ ،‬كبأم متطلبات تتعلق بإجراءات النقل عرب اغبدكد اؼبنطبقة على ىذه النفايات‪.‬‬
‫‪ - 2‬على كل طرؼ إببلغ األمانة بعد ذلك بأم تغيريات مهمة تطرأ على اؼبعلومات اليت قدمها عمبلن بالفقرة‬
‫(‪.)1‬د‬
‫‪ - 3‬على األمانة إببلغ صبيع األطراؼ على الفور باؼبعلومات اليت تلقتها عمبل بالفقرتني ‪ 1‬ك‪.2‬‬
‫‪ - 4‬تكوف األطراؼ مسؤكلة عن جعل اؼبعلومات احملالة إليها من األمانة دبوجب الفقرة ‪ 3‬متاحة ؼبصدريها‪.‬‬
‫المادة ‪4‬‬
‫التزامات عامة‬
‫‪( - 1‬أ) تبلغ األطراؼ اليت سبارس حقها يف حظر إسترياد النفايات اػبطرة أك النفايات األخرل بغرض‬
‫التخلص منها‪ ،‬األطراؼ األخرل بقرارىا عمبل باؼبادة ‪.13‬‬
‫(ب) ربظر األطراؼ تصدير النفايات اػبطرة أك النفايات األخرل أك ال تسمح بتصديرىا إُف األطراؼ‬
‫اليت حظرت إسترياد ىذه النفايات‪ ،‬عندما زبطر بذلك عمبل بالفقرة الفرعية (أ) أعبله‪.‬‬
‫(ج) ربظر األطراؼ تصدير النفايات اػبطرة أك النفايات األخرل أك ال تسمح بتصديرىا إذا َف توافق‬
‫دكلة اإلسترياد كتابة على عملية اإلسترياد احملددة‪ ،‬إف كانت دكلة اإلسترياد تلك َف ربظر إسترياد‬
‫النفايات اػبطرة كالنفايات األخرل‪.‬‬
‫‪ -2‬يتخذ كل طرؼ التدابري البلزمة بغية‪:‬‬
‫(أ) ضماف خفض توليد النفايات اػبطرة كالنفايات األخرل داخلو إُف اغبد األدْف‪ ،‬مع األخذ يف‬
‫اإلعتبار اعبوانب اإلجتماعية كالتكنولوجية كاإلقتصادية‪.‬‬
‫(ب) ضماف إتاحة مرافق كافية للتخلص ألغراض اإلدارة السليمة بيئيان للنفايات اػبطرة كالنفايات‬
‫األخرل تكوف موجودة داخلو قدر اإلمكاف‪ ،‬أيا كاف مكاف التخلص منها‪.‬‬

‫‪- 189 -‬‬


‫(ج) ضماف أف يتخذ األشخاص اؼبشرتكوف يف إدارة النفايات اػبطرة كالنفايات األخرل داخلو‬
‫اػبطوات العركرية ؼبنع التلوث من النفايات اػبطرة كالنفايات األخرل الناجم عن تلك اإلدارة‪،‬‬
‫كخفض آثار ذلك التلوث على الصحة البشرية كالبيئة إُف أدْف حد‪،‬‬
‫(د) ضماف خفض نقل النفايات اػبطرة كالنقايات األخرل عرب اغبدكد إُف اغبد األدْف‪ ،‬دبا يتفق مع‬
‫اإلدارة السليمة بيئيان كالفعالة ؽبذه النفايات‪ ،‬كأف هبرم النقل بطريقة توفر اغبماية للبيئة كالصحة‬
‫البشرية من اآلثار العارة اليت قد تنجم عن ىذا النقل ‪.‬‬
‫(ىػ) عدـ السماح بتصدير نفايات خطرة أك نفايات أخرل إُف دكلة أك ؾبموعة دكؿ تنتمي إُف منظمة‬
‫تكامل إقتصادم ك‪/‬أك سياسي تكوف أطرافا‪ ،‬كال سيما إُف البلداف النامية اليت حظرت دبوجب‬
‫تشريعها كل الواردات‪ ،‬أك إذا كاف لديو سبب يدعوه إُف اإلعتقاد بأف النفايات قيد النظر لن تدار‬
‫بطريقة سليمة بيئيان‪ ،‬طبقان للمعايري اليت ربددىا األطراؼ يف إجتماعها األكؿ‪.‬‬
‫(ك) إشرتاط أف تقدـ اؼبعلومات اؼبتعلقة بالنقل اؼبقرتح للنفايات اػبطرة كالنفايات األخرل عرب اغبدكد‬
‫إُف الدكؿ اؼبعنية‪ ،‬كفقان للملحق اػبامس (أ)‪ ،‬كيما يتسَّن ؽبا أف ربدد بوضوح ما للنقل اؼبقرتح من‬
‫آثار على الصحة البشرية كالبيئة‪.‬‬
‫بأف‬ ‫(ز) منع إسترياد النفايات اػبطرة كالنفايات األخرل إذا كاف لديو سبب وبملو على اإلعتقاد‬
‫النفايات قيد النظر لن تدار بطريقة سليمة بيئيان‪.‬‬
‫(ح) التعاكف يف األنشطة مع األطراؼ األخرل كمع سائر اؼبنظمات اؼبهتمة مباشرة‪ ،‬كعن طريق‬
‫األمانة‪ ،‬دبا يف ذلك نشر اؼبعلومات عن نقل النفايات اػبطرة كالنفايات األخرل عرب اغبدكد بغية‬
‫ربسني اإلدارة السليمة بيئيان ؽبذه النفايات كإنفاذ منع اإلذبار غري اؼبشركع‪.‬‬
‫‪ -3‬تعترب األطراؼ أف اإلذبار غري اؼبشركع بالنفايات اػبطرة أك بالنفايات األخرل فعل إجرامي‪.‬‬
‫‪ -4‬يقوـ كل طرؼ بإزباذ التدابري القانونية كاإلدارية كالتدابري األخرل اؼببلئمة لتنفيذ أحكاـ اإلتفاقية‬
‫كإنفاذىا‪ ،‬دبا يف ذلك تدابري ؼبنع التصرفات اؼبخالفة لئلتفاقية كاؼبعاقبة عليها‪.‬‬
‫‪- 5‬ال يسمح طرؼ بتصدير نفايات خطرة أك نفايات أخرل من أراضيو إُف جانب غري طرؼ أك بإستريادىا‬
‫إُف أراضيو من جانب غري طرؼ‪.‬‬
‫‪- 6‬تتفق األطراؼ على عدـ السماح بتصدير النفايات اػبطرة أك النفايات األخرل بغرض التخلص منها‬
‫داخل اؼبنطقة الواقعة جنويب خط عرض ‪ 60‬جنوبان‪ ،‬سواء أكانت ىذه النفايات خاضعة للنقل عرب‬
‫اغبدكد أـ َف تكن‪.‬‬

‫‪- 190 -‬‬


‫‪- 7‬كفعبل على ذلك‪ ،‬على كل طرؼ‪:‬‬
‫أف وبظر على صبيع األشخاص اػباضعني لواليتو القعائية الوطنية نقل النفايات اػبطرة أك‬ ‫(أ)‬
‫النفايات األخرل أك التخلص منها‪ ،‬إال إذا كاف ىؤالء األشخاص ـبولني أك مسموح ؽبم‬
‫بالقياـ بتلك األنواع من العمليات‪.‬‬
‫(ب) أف يشرتط أف ذبرل تعبئة النفايات اػبطرة كالنفايات األخرل موضع النقل عرب اغبدكد كلصق‬
‫البطاقات عليها كنقلها على كبو يتمشى مع القواعد كاؼبعايري الدكلية اؼبعرتؼ هبا كاؼبقبولة‬
‫بوجو عاـ يف ؾباؿ التعبئة كلصق البطاقات كالنقل‪ ،‬كأف يوُف اؼبراعاة الواجبة للممارسات ذات‬
‫الصلة اؼبعرتؼ هبا دكليان‪.‬‬
‫(ج) أف يشرتط أف تكوف النفايات اػبطرة كالنفايات األخرل مشفوعة بوثيقة نقل من نقطة بدء النقل‬
‫عرب اغبدكد حح نقطة التخلص منها‪.‬‬
‫‪ -8‬على كل طرؼ أف يشرتط إدارة النفايات اػبطرة أك النفايات األخرل اؼبصدرة بطريقة سليمة بيئيان يف‬
‫دكلة اإلسترياد أك إم مكاف آخر‪ .‬على أف تقرر األطراؼ يف إجتماعها األكؿ اؼبباد لء التوجيهية التقنية‬
‫لئلدارة السليمة بيئيان للنفايات اػباضعة ؽبذه اإلتفاقية‪.‬‬

‫‪-9‬على األطراؼ إزباذ التدابري اؼبناسبة لعماف أال يسمح بنقل النفايات اػبطرة أك النفايات األخرل عرب‬
‫اغبدكد إال إذا‪:‬‬
‫‪( -10‬أ) كانت دكلة التصدير ال سبتلك القدرة التقنية كاؼبرافق البلزمة‪ ،‬أك الوسائل أك اؼبواقع اؼبناسبة‬
‫للتخلص من النفايات قيد النظر بطريقة سليمة بيئيان‪ ،‬أك ‪.‬‬
‫(ب) كانت النفايات قيد النظر مطلوبة بإعتبارىا مادة خامان لصناعات إعادة الدكراف أك اإلسرتداد يف‬
‫دكلة اإلسترياد‪ ،‬أك‪.‬‬
‫(ج) كاف النقل قيد النظر عرب اغبدكد هبرل كفقان ؼبعايري أخرل تقررىا األطراؼ‪ ،‬شريطة أال تتعارض‬
‫تلك اؼبعايري مع أىداؼ ىذه اإلتفاقية‪.‬‬
‫‪ -11‬ال هبوز للدكؿ اليت تولد فيها نفايات خطرة كنفايات أخرل أف تنقل إُف دكؿ اإلسترياد كالعبور‬
‫اإللتزامات اليت تتحملها دبوجب ىذه اإلتفاقية فيما يتعلق بإدارة تلك النفايات بطريقة سليمة بيئيان‪.‬‬
‫‪ -12‬ليس يف ىذه اإلتفاقية ما يبنع طرفان متعاقدان من فرض شركط إضافية تتمشى مع أحكاـ ىذه‬
‫اإلتفاقية‪ ،‬كتتفق مع قواعد القانوف الدكِف‪ ،‬من أجل ضباية الصحة البشرية كالبيئة على كبو أفعل‪.‬‬

‫‪- 191 -‬‬


‫‪ -13‬ليس يف ىذه اإلتفاقية ما يؤثر بأم طريقة كانت على سيادة الدكؿ على حبارىا اإلقليمية احملددة كفقان‬
‫للقانوف الدكِف‪ ،‬كعلى اغبقوؽ السيادية كالوالية القعائية للدكؿ يف مناطقها اإلقتصادية اػبالصة‬
‫كأرصفتها القارية كفقان للقانوف الدكِف كعلى فبارسة سفن كطائرات كل الدكؿ للحقوؽ كاغبريات‬
‫اؼببلحية اؼبنصوص عليها يف القانوف الدكِف كاؼبوضحة يف الصكوؾ الدكلية ذات الصلة‪.‬‬
‫‪ -14‬تتعهد األطراؼ بأف تستعرض بصفة دكرية إمكانيات زبفيض مقدار ك‪/‬أك إحتماالت التلوث الناجم‬
‫عن النفايات اػبطرة كالنفايات األخرل اؼبصدرة إُف الدكؿ األخرل‪ ،‬كال سيما إُف البلداف النامية‪.‬‬
‫المادة ‪5‬‬
‫تعيني السلطات اؼبختصة كجهات اإلتصاؿ تقوـ األطراؼ تيسريا لتنفيذ ىذه اإلتفاقية دبا يلي‪:‬‬
‫‪- 1‬تعيني أك إنشاء سلطة ـبتصة كاحدة أك أكثر كجهة إتصاؿ كاحدة‪ ،‬كتعني سلطة ـبتصة كاحدة‬
‫إلستبلـ األخطار يف حالة دكلة العبور‪.‬‬
‫‪- 2‬إببلغ األمانة‪ ،‬خبلؿ ثبلثة أشهر من تاريخ بدء نفاذ ىذه اإلتفاقية بالنسبة ؽبا‪ ،‬بالوكاالت اليت عينتها‬
‫لتكوف جهات إتصاؿ كسلطات ـبتصة هبا‪.‬‬
‫‪- 3‬إببلغ األمانة بأم تغيريات تتعلق بالتعيني الذم أجرتو دبوجب الفقرة ‪ 2‬أعبله خبلؿ شهر كاحد من‬
‫تاريخ تقريرىا لتلك التغيريات‪.‬‬
‫المادة ‪6‬‬
‫النقل عرب اغبدكد بني األطراؼ‬
‫‪ - 1‬زبطر دكلة التصدير‪ ،‬عن طريق السلطة اؼبختصة فيها‪ ،‬أك تطلب من اؼبولد أك اؼبصدر أف ىبطر‪ ،‬السلطة‬
‫اؼبختصة يف الدكؿ اؼبعنية كتابة‪ ،‬بأم نقل مقرتح لنفايات خطرة أك نفايات أخرل عرب اغبدكد‪ .‬كعلى ىذا‬
‫رؼ اػبامس (أ)‪ ،‬مكتوبة بلغة تقبلها دكلة‬
‫األخطار أف يتعمن اإلعبلنات كاؼبعلومات احملددة يف اَف ؽ‬
‫اإلسترياد كيلزـ إرساؿ إخطار كاحد فقط إُف كل دكلة معنية‪.‬‬
‫‪ - 2‬تقوـ دكلة اإلسترياد بالرد على اؼبخطر كتابة باؼبوافقة على النقل بشركط أك دكف شركط‪ ،‬أك برفض‬
‫السماح بالنقل‪ ،‬أك يطلب معلومات إضافية كترسل نسخة من الرد النهائي لدكلة اإلسترياد إُف السلطات‬
‫اؼبختصة يف الدكؿ اؼبعنية األطراؼ‪.‬‬
‫‪ - 3‬ال تسمح دكلة التصدير للمولد أك للمصدر ببدء النقل عرب اغبدكد حح تتلقى تأكيدات رظبية دبا يلي‪:‬‬
‫(أ) أف اؼبخطر قد تلقى اؼبوافقة اؼبكتوبة لدكلة اإلسترياد‪ ،‬ك‬

‫‪- 192 -‬‬


‫(ب ) أف اؼبخطر قد تلقى تأكيدات من دكلة اإلسترياد عن كجود عقد بني اؼبصدر كاؼبتخلص وبدد‬
‫اإلدارة السليمة بيئيان للنفايات قيد النظر‪.‬‬
‫‪ - 4‬تقوـ كل دكلة عبور طرؼ بإببلغ اؼبخطر على كجو السرعة بإستبلـ اإلخطار كهبوز ؽبا أف ترد بعد ذلك‬
‫على اؼبخطر كتابة‪ ،‬خبلؿ ‪ 60‬يومان‪ ،‬باؼبوافقة على النقل بشركط أك دكف شركط‪ ،‬أك برفض السماح‬
‫بالنقل‪ ،‬أك بطلب معلومات إضافية‪ .‬كعلى دكلة التصدير أال تسمح ببدء النقل عرب اغبدكد إُف أف تتلقى‬
‫اؼبوافقة اؼبكتوبة لدكلة العبور‪ .‬بيد أنو إذا قرر طرؼ‪ ،‬يف أم كقت‪ ،‬عدـ إشرتاط تقدٔف موافقة مكتوبة‬
‫مسبقة‪ ،‬سواء بصفة عامة أك دبقتعى شركط ؿبددة‪ ،‬لنقل نفايات خطرة أك نفايات أخرل عرب اغبدكد‪،‬‬
‫أك إذ عدؿ شركطو يف ىذا الصدد‪ ،‬فإف عليو أف يقوـ يف اغباؿ بإببلغ األطراؼ األخرل بقراره عمبلن‬
‫باؼبادة ‪ 13‬كيف ىذه اغبالة األخرية‪ ،‬هبوز لدكلة التصدير‪ ،‬إذا َف تتلق ردان خبلؿ ‪ 60‬يومان من إستبلـ‬
‫دكلة العبور ألخطار معني‪ ،‬أف تسمح لعملية التصدير بأف ذبرل عرب دكلة العبور‪.‬‬
‫‪ - 5‬يف حالة نقل عرب اغبدكد لنفايات َف هبر بشأنو من الناحية القانونية تعريف تلك النفايات أك النظر إليها‬
‫بوصفها نفايات خطرة إال من جانب‪:‬‬
‫(أ) دكلة التصدير‪ ،‬فإف شركط الفقرة ‪ 9‬من ىذه اؼبادة اليت تنطبق على اؼبستورد أك اؼبتخلص كعلى‬
‫دكلة اإلسترياد تنطبق‪ ،‬على اؼبصدر كدكلة التصدير على التواِف‪ ،‬مع ما يلزـ من تعديل‪ ،‬أك‪.‬‬
‫(ب) دكلة اإلسترياد أك دكؿ اإلسترياد كالعبور األطراؼ‪ ،‬فإف شركط الفقرات ‪ 1‬ك ‪ 3‬ك ‪ 4‬ك ‪ 6‬من‬
‫ىذه اؼبادة اليت تنطبق على اؼبصدر كعلى دكلة التصدير تنطبق‪ ،‬على اؼبستورد أك اؼبتخلص أك‬
‫دكلة اإلسترياد على التواِف‪ ،‬مع ما يلزـ من تعديل‪ ،‬أك‪.‬‬
‫(ج) أم دكلة عبور طرؼ‪ ،‬فإف أحكاـ الفقرة ‪ 4‬تنطبق على تلك الدكلة‪.‬‬
‫‪ -6‬هبوز لدكلة التصدير‪ ،‬رىنان باؼبوافقة اؼبكتوبة للدكؿ اؼبعنية‪ ،‬السماح للمولد أك اؼبصدر بإستخداـ إخطار‬
‫عاـ حيثما تشحن نفايات خطرة أك نفايات أخرل ؽبا نفس اػبواص الفيزيائية كالكيميائية إُف نفس‬
‫اؼبتخلص بصورة منتظمة‪ ،‬عن طريق مكتب صبارؾ اػبركج ذاتو يف دكلة التصدير كعن طريق مكتب‬
‫صبارؾ الدخوؿ ذاتو يف دكلة اإلسترياد‪ ،‬كيف حالة العبور‪ ،‬عن طريق مكتب صبارؾ الدخوؿ كاػبركج ذاتو‬
‫يف دكلة أك دكؿ العبور‪.‬‬
‫‪ ،6‬رىنا‬ ‫‪-7‬هبوز للدكؿ اؼبعنية إبداء موافقتها اؼبكتوبة على إستخداـ األخطار العاـ اؼبشار إليو يف الفقرة‬
‫بتوفري معلومات معينة مثل الكميات الفعلية أك القوائم الدكرية للنفايات اػبطرة أك النقايات األخرل اليت‬
‫سيجرل شحنها‪.‬‬

‫‪- 193 -‬‬


‫‪ 6‬ك ‪ 7‬شحنات متعددة‬ ‫‪- 8‬هبوز أف يشمل اإلخطار العاـ كاؼبوافقة اؼبكتوبة اؼبشار إليهما يف الفقرتني‬
‫لنفايات خطرة أك نفايات أخرل خبلؿ مدة أقصاىا ‪ 12‬شهران‪.‬‬
‫‪- 9‬على األطراؼ أف تشرتط أف يقوـ كل شخص مسؤكؿ عن نقل نفايات خطره أك نفايات أخرل عرب‬
‫اغبدكد بالتوقيع على كثيقة النقل إما عند تسليم النفايات قيد النظر أك استبلمها‪ .‬كعلى األطراؼ‬
‫أيعان أف تشرتط أف يقوـ اؼبتخلص بإببلغ كل من اؼبصدر كالسلطة اؼبختصة يف دكلة التصدير‬
‫بإستبلـ اؼبتخلص للنفايات قيد النظر‪ ،‬كإببلغهما يف الوقت اؼبناسب باإلنتهاء من عملية التخلص‬
‫على النحو احملدد يف األخطار‪ .‬كإذا َف ترد مثل ىذه اؼبعلومات إُف دكلة التصدير‪ ،‬تقوـ السلطة‬
‫اؼبختصة يف دكلة التصدير أك اؼبصدر بإخطار دكلة اإلسترياد بذلك‪.‬‬
‫‪ - 10‬وباؿ اإلخطار كالرد اؼبطلوباف دبقتعى ىذه اؼبادة إُف السلطة اؼبختصة لدل األطراؼ اؼبعنية أك إُف‬
‫سلطة حكومية مناسبة يف حالة الدكؿ غري األطراؼ‪.‬‬
‫‪ - 11‬يكوف أم نقل لنفايات خطرة أك لنفايات أخرل عرب اغبدكد مشموالن بتأمني أك بسند أك بأم ضماف‬
‫آخر قد تطلبو دكلة اإلسترياد أك أم دكلة عبور طرؼ‪.‬‬
‫المادة ‪7‬‬

‫النقل عبر الحدود من طرف عبر دول ليست أطرافاً‬


‫تنطبق الفقرة ‪ 1‬من اؼبادة ‪ 6‬من اإلتفاقية‪ ،‬مع إدخاؿ ما يلزـ من تعديل حسب األحواؿ‪ ،‬على نقل النفايات‬
‫اػبطرة كالنفايات األخرل عرب اغبدكد من جانب أحد األطراؼ عرب دكلة ليست طرفان أك دكؿ ليست أطرافان‪.‬‬
‫المادة ‪8‬‬
‫واجب إعادة اإلستيراد‬
‫رىنان بأحكاـ ىذه اإلتفاقية‪ ،‬عندما يتعذر‪ ،‬اإلنتهاء من نقل لنفايات خطرة أك لنفايات أخرل عرب اغبدكد‪،‬‬
‫كاف قد مت بشأنو اغبصوؿ على موافقة الدكؿ اؼبعنية كفقان ألحكاـ ىذه اإلتفاقية‪ ،‬تعمن دكلة التصدير قياـ‬
‫اؼبصدر بإعادة النؼايات قيد النظر إُف دكلة التصدير إذا تعذر كضع ترتيبات بديلة للتخلص منها بطريقة‬
‫سليمة بيئيان خبلؿ ‪ 90‬يومان من تاريخ قياـ دكلة اإلسترياد بإببلغ دكلة التصدير كاألمانة أك خبلؿ فرتة زمنية‬
‫أخرل تتفق عليها الدكؿ اؼبعنية‪ .‬كربقيقان ؽبذه الغاية‪ ،‬على دكلة التصدير كأم طرؼ عبور عدـ اإلعرتاض على‬
‫إعادة ىذه النفايات إُف دكلة التصدير‪ ،‬أك إعاقة ىذه اإلعادة أك منعها‪.‬‬

‫‪- 194 -‬‬


‫المادة ‪9‬‬
‫اإلتجار غير المشروع‬
‫‪- 1‬لغرض ىذه اإلتفاقية‪ ،‬فإف أم نقل عرب اغبدكد لنفايات خطرة أك لنفايات أخرل‪:‬‬
‫(أ) دكف إخطار صبيع الدكؿ اؼبعنية عمبلن بأحكاـ ىذه اإلتفاقية‪ ،‬أك‬
‫(ب) دكف اغبصوؿ على موافقة الدكؿ اؼبعنية عمبلن بأحكاـ ىذه اإلتفاقية‪ ،‬أك‬
‫(ج) باغبصوؿ على موافقة الدكؿ اؼبعنية عن طريق التزكير‪ ،‬أك اإلدعاء الكاذب أك الغش من جانب‬
‫اؼبصدر أك اؼبستورد‪ ،‬حسب اغبالة‪ ،‬أك‬
‫(د) ال يتفق من الناحية اؼبادية مع الوثائق‪ ،‬أك‬
‫(ىػ) ينتج عن زبلص متعمد (مثل اإللقاء) من نفايات خطرة أك نفايات أخرل فبا يتناقض مع ىذه‬
‫اإلتفاقية كاؼببادلء العامة للقانوف الدكِف‪ ،‬يعترب إذباران غري مشركع‪.‬‬
‫‪ - 2‬يف حالة نقل نفايات خطرة أك نفايات أخرل عرب اغبدكد يعترب إذباران غري مشركع لكونو نتيجة تصرؼ‬
‫قاـ بو اؼبصدر أك اؼبولد‪ ،‬تعمن دكلة التصدير أف النفايات قيد النظر‪:‬‬
‫(أ) تتم إعادهتا من جانب اؼبصدر أك اؼبولد‪ ،‬أك ىي ذاهتا عند اللزكـ‪ ،‬إُف دكلة التصدير‪ ،‬أك إذا تعذر ذلك‬
‫من الناحية العملية‪.‬‬
‫يتم التخلص منها كفقان ألحكاـ ىذه اإلتفاقية‪ ،‬يف غعوف ‪ 30‬يومان من كقت إببلغ دكلة التصدير‬ ‫( ب)‬
‫باإلذبار غري اؼبشركع‪ ،‬أك خبلؿ أم فرتة زمنية أخرل قد تتفق عليها الدكؿ اؼبعنية‪ ،‬كربقيقان ؽبذه‬
‫الغاية‪ ،‬على األطراؼ اؼبعنية أالٌ تعارض أك تعوؽ أك سبنع إعادة تلك النفايات إُف دكلة التصدير‪.‬‬
‫‪- 3‬يف حالة نقل نفايات خطرة أك نفايات أخرل عرب اغبدكد يعترب إذباران غري مشركع لكونو نتيجة تصرؼ‬
‫قاـ بو اؼبستورد أك اؼبتخلص‪ ،‬تعمن دكلة اإلسترياد أف يتوُف اؼبستورد أك اؼبخلص أك ىي ذاهتا عند‬
‫اللزكـ التخلص من النفايات قيد النظر بطريقة سليمة بيئيان يف غعوف ‪ 30‬يومان من كقت إببلغ دكلة‬
‫اإلسترياد باإلذبار غري اؼبشركع‪ ،‬أك خبلؿ أم فرتة زمنية أخرل قد تتفق عليها الدكؿ اؼبعنية‪ .‬كربقيقان‬
‫ؽبذه الغاية‪ ،‬على األطراؼ اؼبعنية أف تتعاكف عند اإلقتعاء يف التخلص من النفايات بطريقة سليمة‬
‫بيئيان‪.‬‬
‫‪- 4‬يف اغباالت اليت ال يبكن فيها إسناد مسؤكلية اإلذبار غري اؼبشركع إُف اؼبصدر أك اؼبولد أك اؼبستورد أك‬
‫اؼبتخلص‪ ،‬تعمن األطراؼ اؼبعنية أك أطراؼ أخرل‪ ،‬حسب اإلقتعاء‪ ،‬من خبلؿ التعاكف‪ ،‬التخلص‬

‫‪- 195 -‬‬


‫من النفايات قيد النظر بطريقة سليمة بيئيان بأسرع كقت فبكن سواءن يف دكلة التصدير أك دكلة‬
‫اإلسترياد أك يف مكاف آخر‪ ،‬حسب اإلقتعاء‪.‬‬
‫‪- 5‬يعع كل طرؼ تشريعات كطنية‪/‬ؿبلية مبلئمة ؼبنع اإلذبار غري اؼبشركع كاؼبعاقبة عليو‪ .‬كتتعاكف األطراؼ‬
‫بغية ربقيق أىداؼ ىذه اؼبادة‪.‬‬
‫المادة ‪10‬‬
‫التعاون الدولي‬
‫‪- 1‬تتعاكف األطراؼ بععها مع بعض من أجل ربسني اإلدارة السليمة بيئيان للنفايات اػبطرة كغريىا من‬
‫نفايات كربقيقها‪.‬‬
‫‪- 2‬كربقيقان ؽبذه الغاية‪ ،‬على األطراؼ أف‪:‬‬
‫(أ) تتيح اؼبعلومات‪ ،‬عند الطلب‪ ،‬سواءن على أساس ثنائي أك متعدد األطراؼ‪ ،‬بغرض النهوض‬
‫باإلدارة السليمة بيئيان للنفايات اػبطرة كالنفايات األخرل‪ ،‬دبا يف ذلك إضفاء اإلتساؽ على‬
‫اؼبعايري كاؼبمارسات التقنية اؼبستخدمة يف اإلدارة الكفء للنفايات اػبطرة كالنفايات‬
‫األخرل‪.‬‬
‫تتعاكف يف رصد آثار إدارة النفايات اػبطرة على الصحة البشرية كالبيئية‪.‬‬ ‫(ب )‬
‫(ج) تتعاكف‪ ،‬كفقان لقوانينها كأنظمتها كسياساهتا الوطنية‪ ،‬يف إستحداث كتطبيق تكنولوجيات‬
‫جديدة منخفعة النفايات كسليمة بيئيان كيف ربسني التكنولوجيات القائمة هبدؼ القعاء‪،‬‬
‫كلما تسَّن ذلك من الناحية العلمية‪ ،‬على توليد النفايات اػبطرة كالنفايات األخرل كالتوصل‬
‫إُف طرؽ أكثر فعالية ككفاءة لعماف إدارهتا على كبو سليم بيئيان‪ ،‬دبا يف ذلك دراسة اآلثار‬
‫اإلقتصادية كاإلجتماعية كالبيئية إلعتماد تلك التكنولوجيات اعبديدة أك احملسنة ‪.‬‬
‫(د) تتعاكف بنشاط‪ ،‬كفقان لقوانينها كأنظمتها كسياساهتا الوطنية‪ ،‬يف نقل التكنولوجيا كنظم اإلدارة‬
‫اؼبتصلة باإلدارة السليمة بيئيان للنفايات اػبطرة كالنفايات األخرل‪ .‬كتتعاكف أيعان يف تنمية‬
‫القدرة التقنية فيما بني األطراؼ اؼبتعاقدة‪ ،‬كال سيما األطراؼ اليت قد ربتاج إُف اؼبساعدة‬
‫التقنية كتطلبها يف ىذا اؼبيداف‪.‬‬
‫(ىػ) تتعاكف يف كضع مبادئ توجيهية تقنية مناسبة ك‪/‬أك مدكنات قواعد اؼبمارسة‪.‬‬
‫‪- 3‬تستخدـ األطراؼ سببلن مبلئمة للتعاكف من أجل مساعدة البلداف النامية على تنفيذ الفقرات الفرعية (أ)‬
‫ك(ب) ك(ج) من الفقرة ‪ 3‬من اؼبادة ‪.4‬‬

‫‪- 196 -‬‬


‫‪- 4‬كمراعاة إلحتياجات البلداف النامية‪ ،‬يشجع التعاكف بني األطراؼ كاؼبنظمات الدكلية اؼبختصة من أجل‬
‫القياـ‪ ،‬ضمن صبلة أمور‪ ،‬بالنهوض بالوعي العاـ كتنمية اإلدارة السليمة بيئيان للنفايات اػبطرة‬
‫كالنفايات األخرل كإعتماد تكنولوجيات جديدة منخفعة النفايات‪.‬‬
‫المادة ‪11‬‬
‫اإلتفاقات الثنائية ومتعددة األطراف واإلقليمية‬
‫‪- 1‬هبوز لؤلطراؼ‪ ،‬بدكف اإلخبلؿ بأحكاـ الفقرة ‪ 5‬من اؼبادة ‪ ،4‬الدخوؿ يف إتفاقات أك ترتيبات ثنائية أك‬
‫متعددة األطراؼ أك إقليمية فيما يتعلق بنقل النفايات اػبطرة أك النفايات األخرل عرب اغبدكد‪ ،‬مع‬
‫أطراؼ أك غري أطراؼ‪ ،‬شريطة أالٌ تشكل ىذه اإلتفاقات أك الرتتيبات إنتقاصان من اإلدارة السليمة بيئيان‬
‫للنفايات اػبطرة كالنفايات األخرل‪ ،‬كفقان ؼبا تقتعيو ىذه اإلتفاقية‪ .‬كعلى ىذه اإلتفاقات أك الرتتيبات أف‬
‫تنص على أحكاـ ال تقل من حيث سبلمتها البيئية عن األحكاـ اليت نصت عليها ىذه اإلتفاقية‪،‬‬
‫كبصفة خاصة فيما يتعلق دبراعاة مصاٌف البلداف النامية‪.‬‬
‫‪- 2‬زبطر األطراؼ األمانة بأم إتفاقات أك ترتيبات ثنائية أك متعددة األطراؼ أك إقليمية مشار إليها يف‬
‫الفقرة ‪ 1‬كباإلتفاقات أك الرتتيبات اليت دخلت فيها قبل سرياف ىذه اإلتفاقية عليها‪ ،‬بغرض التحكم يف‬
‫عمليات نقل النفايات اػبطرة كالنفايات األخرل عرب اغبدكد اليت ذبرل كلية بني األطراؼ يف تلك‬
‫اإلتفاقات‪ .‬كال تؤثر أحكاـ ىذه اإلتفاقية على عمليات النقل عرب اغبدكد اليت ذبرل عمبلن هبذه‬
‫اإلتفاقات‪ ،‬شريطة أف تكوف ىذه اإلتفاقات متفقة مع اإلدارة السليمة بيئيان للنفايات اػبطرة كالنفايات‬
‫األخرل‪ ،‬كفقان ؼبا تقتعيو ىذه اإلتفاقية‪.‬‬
‫المادة ‪12‬‬
‫المشاورات بشأن المسؤوليات‬
‫‪- 1‬تتعاكف األطراؼ بغية إعتماد‪ ،‬يف أقرب كقت فبكن‪ ،‬بركتوكوؿ وبدد القواعد كاإلجراءات اؼببلئمة يف‬
‫ميداف اؼبسؤكليات كالتعويض عن العرر الناجم عن نقل النفايات اػبطرة كالنفايات األخرل كالتخلص‬
‫منها عرب اغبدكد‪.‬‬
‫المادة ‪13‬‬
‫إرساؿ اؼبعلومات‬

‫‪- 197 -‬‬


‫‪- 1‬تقوـ األطراؼ‪ ،‬يف حالة كقوع حوادث أثناء نقل النفايات اػبطرة أك النفايات األخرل أك التخلص منها‬
‫عرب اغبدكد‪ ،‬كاليت وبتمل أف تشكل ـباطر على الصحة البشرية كالبيئة يف دكؿ أخرل‪ ،‬بعماف إببلغ‬
‫تلك الدكؿ فوران مح مبا ذلك إُف علمها‪.‬‬
‫‪- 2‬تقوـ األطراؼ بإببلغ بععها بععان‪ ،‬من خبلؿ األمانة‪ ،‬دبا يلي‪:‬‬
‫(أ) التغيريات اؼبتعلقة بتعيني سلطات ـبتصة ك‪/‬أك جهات إتصاؿ‪ ،‬عمبلن باؼبادة ‪ 5‬من ىذه اإلتفاقية ‪.‬‬
‫(ب) التغيريات يف تعاريفها الوطنية للنفايات اػبطرة عمبلن باؼبادة ‪.2‬‬
‫كيف أقرب كقت فبكن دبا يلي‪:‬‬
‫(ج) القرارات اليت تتخذىا بعدـ اؼبوافقة الكلية أك اعبزئية على إسترياد نفايات خطرة أك نفايات أخرل‬
‫بغرض التخلص منها داخل اؼبنطقة اػباضعة لواليتها القعائية الوطنية ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫(د) القرارات اليت تتخذىا للحد من تصدير النفايات اػبطرة أك النفايات األخرل أك غبظرىا‬
‫(ىػ) أم معلومات أخرل تكوف مطلوبة عمبلن بالفقرة ‪ 4‬من ىذه اؼبادة‪.‬‬
‫‪- 3‬ربيل األطراؼ عن طريق األمانة‪ ،‬كفقان للقوانني كاألنظمة الوطنية‪ ،‬إُف مؤسبر األطراؼ اؼبنشأ دبقتعى اؼبادة‬
‫‪ ،15‬قبل هناية كل عاـ تقويبي‪ ،‬تقريران عن العاـ التقويبي السابق يتعمن اؼبعلومات التالية‪:‬‬
‫السلطات اؼبختصة كجهات اإلتصاؿ اليت عينتها عمبلن باؼبادة ‪.5‬‬ ‫(أ)‬
‫(ب) اؼبعلومات اؼبتعلقة بأم عمليات تكوف قد شاركت فيها لنقل النفايات اػبطرة أك النفايات‬
‫األخرل عرب اغبدكد‪ ،‬دبا يف ذلك‪:‬‬
‫"‪ "1‬كمية النفايات اػبطرة أك النفايات األخرل اؼبصدرة‪ ،‬كفئتها‪ ،‬كخواصها‪ ،‬ككجهتها‬
‫النهائية‪ ،‬كأم بلد عبور‪ ،‬كطريقة التخلص منها‪ ،‬على النحو الوارد يف الرد على‬
‫اإلخطار‪.‬‬
‫"‪ "2‬كمية النفايات اػبطرة أك النفايات األخرل اؼبستوردة‪ ،‬كفئتها‪ ،‬كخواصها‪ ،‬كمنشأىا‪،‬‬
‫كطرؽ التخلص منها‪.‬‬
‫"‪ "3‬عمليات التخلص اليت َف تتم على النحو اؼبستهدؼ ‪.‬‬
‫"‪ "4‬اعبهود اؼببذكلة لتحقيق خفض يف مقدار النفايات اػبطرة أك النفايات األخرل اػباضعة‬
‫للنقل عرب اغبدكد‪.‬‬
‫(ج) معلومات عن التدابري اليت إزبذهتا تنفيذان ؽبذه اإلتفاقية ‪.‬‬

‫‪- 198 -‬‬


‫(د) معلومات عن إحصائيات ؿبددة متاحة قامت جبمعها عن آثار توليد النفايات اػبطرة أك‬
‫النفايات األخرل كنقلها كالتخلص منها على الصحة البشرية كالبيئة ‪.‬‬

‫(ىػ) معلومات تتعلق باإلتفاقات كالرتتيبات الثنائية كمتعددة األطراؼ كاإلقليمية اليت عقدهتا عمبلن‬
‫باؼبادة ‪ 11‬من ىذه اإلتفاقية‪.‬‬
‫(ك) معلومات عن اغبوادث اليت كقعت أثناء عمليات نقل النفايات اػبطرة أك النفايات األخرل‬
‫كالتخلص منها عرب اغبدكد كعن التدابري اؼبتخذة ؼبواجهة ىذه اغبوادث ‪.‬‬
‫(ز) معلومات عن خيارات التخلص اؼبستخدمة داخل اؼبنطقة اػباضعة لواليتها القعائية الوطنية ‪.‬‬
‫(ح) معلومات عن تدابري إزبذت لوضع تكنولوجيات ػبفض ك‪/‬أك القعاء على إنتاج النفايات اػبطرة‬
‫أك النفايات األخرل‪.‬‬
‫(ط) أم مسائل أخرل قد يعتربىا مؤسبر األطراؼ ذات صلة‪.‬‬
‫‪ -4‬تعمن األطراؼ‪ ،‬سبشيان مع قوانينها كأنظمتها الوطنية‪ ،‬أف يتم إرساؿ نسخ من كل إخطار يتعلق بأم‬
‫نقل لنفايات خطرة أك لنفايات أخرل عرب اغبدكد‪ ،‬كمن الرد عليو‪ ،‬إُف األمانة عندما يطلب ذلك طرؼ يرل‬
‫أف بيئتو قد تتأثر هبذا النقل عرب اغبدكد‪.‬‬
‫المادة ‪14‬‬
‫اعبوانب اؼبالية‬
‫‪- 1‬تتفق األطراؼ على أنو ينبغي‪ ،‬كفقان للحاجات احملددة للمناطق كاؼبناطق دكف اإلقليمية كإنشاء مراكز‬
‫إقليمية أك دكف إقليمية للتدريب كنقل التكنولوجيا فيما يتعلق بإدارة النفايات اػبطرة كالنفايات‬
‫األخرل كتقليل توليدىا إُف أدْف حد‪ .‬كتبت األطراؼ اؼبتعاقدة يف مسألة إنشاء آليات سبويل مبلئمة‬
‫ذات طابع طوعي‪.‬‬
‫‪- 2‬تنظر األطراؼ يف إنشاء إعتماد متجدد لتقدٔف اؼبساعدة بصفة مؤقتة يف حاالت الطوار لء لتقليل العرر‬
‫الناجم عن اغبوادث اليت تقع نتيجة نقل النفايات اػبطرة كالنفايات األخرل أك خبلؿ التخلص منها‬
‫عرب اغبدكد إُف أدْف حد‪.‬‬

‫‪- 199 -‬‬


‫المادة ‪15‬‬
‫مؤسبر األطراؼ‬
‫‪- 1‬ينشأ دبوجب ىذا‪ ،‬مؤسبر لؤلطراؼ‪ .‬كيدعو اؼبدير التنفيذم لربنامج األمم اؼبتحدة للبيئة إُف عقد‬
‫اإلجتماع األكؿ ؼبؤسبر األطراؼ يف موعد أقصاه عاـ كاحد من بدء سرياف ىذه اإلتفاقية كتعقد بعد‬
‫ذلك إجتماعات عادية ؼبؤسبر األطراؼ على فرتات منتظمة وبددىا اؼبؤسبر يف إجتماعو األكؿ‪.‬‬
‫‪- 2‬تعقد إجتماعات إستثنائية ؼبؤسبر األطراؼ يف أم مواعيد أخرل قد يراىا اؼبؤسبر ضركرية‪ ،‬أك بناء على‬
‫طلب مكتوب يقدمو أم طرؼ‪ ،‬بشرط أف يؤيده ثلث األطراؼ على األقل خبلؿ ستة أشهر من‬
‫إببلغها بالطلب بواسطة األمانة‪.‬‬
‫‪- 3‬يقر مؤسبر األطراؼ كيعتمد‪ ،‬بتوافق اآلراء‪ ،‬نظامان داخليان لنفسو كألم ىيئة فرعية قد يقوـ بإنشائها‪،‬‬
‫باإلضافة إُف األحكاـ اؼبالية ليحدد على كجو التخصيص اإلشرتاكات اؼبالية لؤلطراؼ اؼبتعاقدة دبقتعى‬
‫ىذه اإلتفاقية‪.‬‬
‫‪- 4‬تنظر األطراؼ يف إجتماعها األكؿ يف أم تدابري إضافية الزمة ؼبساعدهتا على النهوض دبسؤكلياهتا فيما‬
‫يتعلق حبماية البيئة البحرية كصوهنا‪ ،‬يف إطار ىذه اإلتفاقية‪.‬‬
‫‪- 5‬يبقى مؤسبر األطراؼ التنفيذ الفعاؿ ؽبذه اإلتفاقية قيد اإلستعراض كالتقييم اؼبتواصلني‪ ،‬كيعمل باإلضافة‬
‫إُف ذلك على‪:‬‬
‫(أ) تشجيع التوفيق بني السياسات كاإلسرتاتيجيات كالتدابري اؼبناسبة لتقليل ضرر النفايات اػبطرة‬
‫كالنفايات األخرل على الصحة البشرية كالبيئة إُف اغبد األدْف‬
‫النظر يف إدخاؿ تعديبلت على ىذه اإلتفاقية كمبلحقها كإعتمادىا‪ ،‬على النحو‬ ‫( ب)‬
‫اؼبطلوب‪ ،‬مع األخذ يف اغبسباف‪ ،‬يف صبلة أمور‪ ،‬اؼبعلومات العلمية كالتقنية كاإلقتصادية‬
‫كالبيئية اؼبتاحة‬
‫(ج) النظر يف أم إجراء آخر قد يكوف مطلوبان كإزباذه لتحقيق أغراض ىذه اإلتفاقية على ضوء‬
‫اػبربة اؼبكتسبة يف تنفيذىا كيف تطبيق اإلتفاقات كالرتتيبات اؼبتوخاة يف اؼبادة ‪.11‬‬
‫(د) النظر يف بركتوكوالت كإعتمادىا حسب اغباجة ‪.‬‬
‫(ىػ) إنشاء أم ىيئات فرعية قد يراىا ضركرية لتنفيذ ىذه اإلتفاقية‪.‬‬
‫‪- 6‬هبوز أف سبثل األمم اؼبتحدة كككاالهتا اؼبتخصصة ككذلك أم دكلة غري ععو يف ىذه اإلتفاقية يف‬
‫إجتماعات مؤسبر األطراؼ بوصفها مراقبني‪ .‬كهبوز قبوؿ أم ىيئة أك ككالة أخرل‪ ،‬سواء كانت كطنية‬
‫‪- 200 -‬‬
‫أك دكلية‪ ،‬حكومية أك غري حكومية‪ ،‬مؤىلة يف ميادين تتعلق بالنفايات اػبطرة أك النفايات األخرل‬
‫كتكوف قد أبلغت األمانة برغبتها يف أف سبثل يف أم إجتماع ؼبؤسبر األطراؼ بوصفها مراقبان‪ ،‬ما َف‬
‫يعرتض على ذلك ثلث األطراؼ اغباضرة على األقل‪ .‬كىبعع قبوؿ اؼبراقبني كإشرتاكهم للنظاـ‬
‫الداخلي اؼبعتمد من جانب مؤسبر األطراؼ‪.‬‬
‫‪- 7‬يتوُف مؤسبر األطراؼ‪ ،‬بعد ثبلثة أعواـ من بدء سرياف اإلتفاقية‪ ،‬كمرة على األقل كل ستة أعواـ بعد‬
‫ذلك‪ ،‬تقييم فعالية اإلتفاقية كينظر‪ ،‬إذا لزـ األمر‪ ،‬يف فرض حظر كامل أك جزئي على عمليات نقل‬
‫النفايات اػبطرة كالنفايات األخرل عرب اغبدكد على ضوء آخر اؼبعلومات العلمية كالبيئية كالتقنية‬
‫كاإلقتصادية‪.‬‬
‫المادة ‪16‬‬
‫األمانة‬
‫‪ -1‬تتمثل كظائف األمانة فيما يلي‪:‬‬
‫(أ) ترتيب اإلجتماعات اؼبنصوص عليها يف اؼبادتني ‪ 15‬ك‪ 17‬كتقدٔف اػبدمات إليها‪،‬‬
‫(ب) إعداد كإحالة تقارير تستند إُف معلومات كاردة دبقتعى اؼبواد ‪ 3‬ك ‪ 4‬ك ‪ 6‬ك‪ 11‬ك‪ 13‬ككذلك إُف‬
‫‪ ،15‬كإُف اؼبعلومات اليت‬ ‫معلومات مستقاة من إجتماعات ىيئات فرعية أنشئت دبوجب اؼبادة‬
‫تقدمها اؽبيئات اغبكومية الدكلية كغري اغبكومية ذات الصلة‪.‬‬
‫(ج) إعداد تقارير عن أنشطتها اليت قامت هبا تنفيذان لوظائفها دبقتعى ىذه اإلتفاقية كتقديبها إُف مؤسبر‬
‫األطراؼ‪.‬‬
‫(د) كفالة التنسيق البلزـ مع اؽبيئات الدكلية ذات الصلة‪ ،‬كال سيما الدخوؿ يف إتفاقات إدارية‬
‫كتعاقدية‪ ،‬كلما لزـ األمر‪ ،‬ألداء كظائفها بفعالية ‪.‬‬
‫‪ 5‬من ىذه‬ ‫(ىػ) اإلتصاؿ جبهات اإلتصاؿ كالسلطات اؼبختصة اليت أنشأهتا األطراؼ كفقان للمادة‬
‫اإلتفاقية‪.‬‬
‫(ك) ذبميع معلومات تتعلق دبا لدل األطراؼ من مواقع كمرافق كطنية مرخص هبا‪ ،‬كمتاحة للتخلص‬
‫فيها من النفايات اػبطرة كالنفايات األخرل‪ ،‬كتعميم ىذه اؼبعلومات فيما بني األطراؼ ‪.‬‬
‫(ز) تلقي اؼبعلومات كإببلغها من األطراؼ كإليها بشأف‪:‬‬
‫‪ -‬مصادر اؼبساعدة التقنية كالتدريب ‪.‬‬

‫‪- 201 -‬‬


‫‪ -‬اؼبعرفة التقنية كالعلمية اؼبتاحة‪.‬‬
‫‪ -‬مصادر اؼبشورة كاػبربة ‪.‬‬
‫‪ -‬مدل توافر اؼبوارد‪.‬‬
‫بغية مساعدهتا‪ ،‬عند طلبها‪ ،‬يف ؾباالت مثل‪:‬‬
‫‪ -‬تناكؿ نظاـ األخطار اػباص باإلتفاقية ‪.‬‬
‫‪ -‬إدارة النفايات اػبطرة كغريىا ‪.‬‬
‫‪ -‬التكنولوجيات السليمة بيئيان اؼبتعلقة بالنفايات اػبطرة كالنفايات األخرل‪ ،‬مثل التكنولوجيا‬
‫منخفعة كعديبة النفايات‪.‬‬
‫‪ -‬تقييم القدرات على التخلص كمواقعو ‪.‬‬
‫‪ -‬رصد النفايات اػبطرة كالنفايات األخرل ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلستجابات يف حاالت الطوارلء‪.‬‬
‫(ج) تزكيد األطراؼ‪ ،‬عند طلبها‪ ،‬دبعلومات عن اػبرباء اإلستشاريني أك الشركات اإلستشارية من ذكم‬
‫اإلختصاص التقين البلزـ يف ىذا اؼبيداف كالذين يبكنهم مساعدهتا على فحص األخطار اػباص‬
‫بالنقل عرب اغبدكد‪ ،‬كمدل مطابقة شحنة النفايات اػبطرة أك النفايات األخرل لؤلخطار ذم‬
‫الصلة‪ ،‬ك‪/‬أك مدل سبلمة مرافق التخلص من النفايات اػبطرة أك النفايات األخرل من الناحية‬
‫البيئية‪ ،‬إذا كاف لدل األطراؼ سبب يدعوىا إُف اإلعتقاد بأف النفايات قيد النظر لن تدار بطريقة‬
‫سليمة بيئيان‪ .‬كال ذبرل ىذه الدراسة على نفقة األمانة‪.‬‬
‫(ط) مساعدة األطراؼ‪ ،‬عند طلبها‪ ،‬على ربديد حاالت اإلذبار غري اؼبشركع‪ ،‬كتعميم أم معلومات ترد‬
‫إليها بشأف اإلذبار غري اؼبشركع على األطراؼ اؼبعنية فوران‪.‬‬
‫(م) التعاكف مع األطراؼ كمع اؼبنظمات كالوكاالت الدكلية اؼبختصة ذات الصلة لتوفري اػبرباء كاؼبعدات‬
‫بغرض تقدٔف مساعدة عاجلة إُف الدكؿ عند حدكث حالة طوارلء‪.‬‬
‫(ؾ) القياـ دبا قد وبدده مؤسبر األطراؼ من كظائف أخرل ذات صلة بأغراض ىذه اإلتفاقية‪.‬‬
‫‪ -2‬يعطلع برنامج األمم اؼبتحدة للبيئة بوظائف األمانة بصفة مؤقتة إُف حني إنتهاء اإلجتماع العادم األكؿ‬
‫ؼبؤسبر األطراؼ‪ ،‬عمبلن باؼبادة ‪.15‬‬

‫‪- 202 -‬‬


‫‪- 3‬يعني مؤسبر األطراؼ يف إجتماعو األكؿ األمانة من بني اؼبنظمات اغبكومية الدكلية اؼبختصة اؼبوجودة اليت‬
‫أبدت إستعدادىا للقياـ بوظائف األمانة دبوجب ىذه اإلتفاقية‪ .‬كما يقوـ مؤسبر األطراؼ يف ىذا‬
‫اإلجتماع بتقييم تنفيذ األمانة اؼبؤقتة للمهاـ اؼبوكلة إليها‪ ،‬كال سيما دبوجب الفقرة ‪ 1‬أعبله‪ ،‬كيقرر‬
‫اؽبياكل اؼبناسبة لتلك الوظائف‪.‬‬
‫المادة ‪17‬‬
‫تعديل اإلتفاقية‬
‫‪- 1‬هبوز ألم طرؼ أف يقرتح أدخاؿ تعديبلت على ىذه اإلتفاقية‪ ،‬كهبوز ألم طرؼ يف بركتوكوؿ أف يقرتح‬
‫إجراء تعديبلت على ذلك الربكتوكوؿ‪ .‬كتأخذ ىذه التعديبلت يف اغبسباف على النحو الواجب صبلة‬
‫أمور منها اإلعتبارات العلمية كالتقنية ذات الصلة‪.‬‬
‫‪- 2‬تعتمد التعديبلت على ىذه اإلتفاقية يف إجتماع يعقده مؤسبر األطراؼ‪ .‬كتعتمد التعديبلت على أم‬
‫بركتوكوؿ يف إجتماع األطراؼ يف ذلك الربكتوكوؿ‪ .‬كربيل األمانة نص أم تعديل مقرتح على ىذه‬
‫اإلتفاقية أك على أم بركتوكوؿ‪ ،‬عدا ما قد ينص عليو يف ىذا الربكتوكوؿ خبلفان لذلك‪ ،‬إُف األطراؼ‬
‫قبل ستة أشهر على األقل من اإلجتماع اؼبقرتح فيو إعتماد التعديل‪ .‬كما ربيل األمانة التعديبلت‬
‫اؼبقرتحة إُف اؼبوقعني على اإلتفاقية للعلم‪.‬‬
‫‪- 3‬تبذؿ األطراؼ كل اعبهود للتوصل إُف إتفاؽ بتوافق اآلراء حوؿ أم تعديل مقرتح على ىذه اإلتفاقية‪.‬‬
‫كإذا استنفدت كل اعبهود الرامية إُف إهباد توافق يف اآلراء كؼبا يتم التوصل إُف إتفاؽ‪ ،‬يعتمد‬
‫التعديل‪ ،‬كمحاكلة أخرية‪ ،‬بأغلبية ثبلثة أرباع أصوات األطراؼ اغباضرة كاؼبصوتة يف اإلجتماع‬
‫كيقدمو الوديع إُف صبيع األطراؼ للتصديق أك اؼبوافقة أك التأكيد الرظبي أك القبوؿ‪.‬‬
‫‪- 4‬ينطبق اإلجراء الوارد يف الفقرة ‪ 3‬أعبله على التعديبلت اليت هبرل أدخاؿ على أم بركتوكوؿ‪ ،‬إالٌ إف‬
‫كانت أغلبية ثلثي األطراؼ يف ذلك الربكتوكوؿ اغباضرة كاؼبصوتة يف اإلجتماع تكفي إلعتمادىا‪.‬‬
‫‪- 5‬تودع صكوؾ التصديق على التعديبلت أك اؼبوافقة عليها أك تأكيدىا رظبيان أك قبوؽبا لدل الوديع كيبدأ‬
‫نفاذ التعديبلت اؼبعتمدة كفقان للفقرة ‪ 3‬أك ‪ 4‬أعبله بني األطراؼ اليت قبلتها يف اليوـ التسعني من‬
‫إستبلـ الوديع للصك اػباص بالتصديق أك اؼبوافقة أك التأكيد الرظبي أك القبوؿ من جانب ما ال يقل‬
‫عن ثبلثة أرباع األطراؼ اليت قبلت التعديبلت على الربكتوكوؿ اؼبعين عدا ما قد ينص عليو خبلفان‬
‫لذلك يف ىذا الربكتوكوؿ كتسرل التعديبلت فيما بعد على أم طرؼ آخر يف اليوـ التسعني بعد‬
‫إيداع ذلك الطرؼ لصك التصديق على التعديبلت أك اؼبوافقة عليها أك تأكيدىا رظبيان أك قبوؽبا‪.‬‬

‫‪- 203 -‬‬


‫‪- 6‬ألغراض ىذه اؼبادة‪ ،‬تعين "األطراؼ اغباضرة كاؼبصوتة" األطراؼ اؼبتعاقدة اغباضرة اليت تدِف بأصواهتا‬
‫إهبابان أك سلبان‪.‬‬
‫المادة ‪18‬‬
‫إعتماد المالحق وتعديلها‬
‫‪- 1‬تشكل مبلحق ىذه اإلتفاقية أك مبلحق أم بركتوكوؿ جزاءان ال يتجزأ من ىذه اإلتفاقية أك من ذلك‬
‫الربكتوكوؿ‪ ،‬حسب اغبالة‪ ،‬كتكوف أم إشارة إُف ىذه اإلتفاقية أك إُف بركتوكوالهتا إشارة يف نفس الوقت‬
‫إُف أم مبلحق ؽبا‪ ،‬ما َف ينص صراحة على خبلؼ ذلك‪ .‬كتقتصر ىذه اؼببلحق على اؼبسائل العلمية‬
‫كالتقنية كاإلدارية‪.‬‬
‫‪- 2‬ينطبق اإلجراء التاِف على إقرتاح كضع مبلحق إضافية ؽبذه اإلتفاقية أك مبلحق لربكتوكوؿ كعلى إعتمادىا‬
‫كسرياهنا‪ ،‬عدا ما قد ينص عليو خبلفان لذلك يف أم بركتوكوؿ بالنسبة ؼببلحقو‪:‬‬
‫‪2‬‬ ‫تقرتح مبلحق ىذه اإلتفاقية كبركتوكوالهتا كتعتمد كفقان لئلجراء اؼبنصوص عليو يف الفقرات‬ ‫(أ)‬
‫ك‪ 3‬ك‪ 4‬من اؼبادة ‪.17‬‬

‫(ب) على أم طرؼ ال يسعو قبوؿ ملحق إضايف ؽبذه اإلتفاقية أك ملحق ألم بركتوكوؿ يكوف طرفان‬
‫فيو‪ ،‬إخطار الوديع بذلك‪ ،‬كتابة‪ ،‬خبلؿ ستة أشهر من تاريخ إببلغ الوديع باإلعتماد‪ .‬كعلى‬
‫الوديع أف يبلغ صبيع األطراؼ دكف أبطاء بأم إخطار يتم إستبلمو‪ .‬كهبوز ألم طرؼ أف‬
‫يستبدؿ يف أم كقت‪ ،‬موافقة بإعبلف سابق باإلعرتاض‪ ،‬كمن مث تصبح اؼببلحق سارية اؼبفعوؿ‬
‫على ذلك الطرؼ‪.‬‬
‫(ج) يصبح اؼبلحق ساريان على صبيع األطراؼ يف ىذه اإلتفاقية أك يف أم بركتوكوؿ معين كاليت َف تقدـ‬
‫إخطاران كفقان غبكم الفقرة الفرعية (ب) أعبله عند إنقعاء ستة أشهر من تاريخ تعميم الوديع‬
‫للببلغ‪.‬‬
‫‪- 3‬ىبعع اإلقرتاح اػباص بإدخاؿ تعديبلت على مبلحق ىذه اإلتفاقية كمبلحق أم بركتوكوؿ كإعتماد ىذه‬
‫التعديبلت كسرياهنا لنفس اإلجراء اؼبتبع يف إقرتاح كضع مبلحق ؽبذه اإلتفاقية أك مبلحق ألم بركتوكوؿ‬
‫كإعتمادىا كسرياهنا‪ .‬كتراعى على النحو الواجب يف اؼببلحق كالتعديبلت عليها‪ ،‬يف صبلة أمور‪،‬‬
‫اإلعتبارات التقنية كالعلمية ذات الصلة‪.‬‬

‫‪- 204 -‬‬


‫‪- 4‬إذا أرتبط ملحق إضايف أك تعديل على ملحق بتعديل على ىذه اإلتفاقية أك على أم بركتوكوؿ‪ ،‬ال يسرل‬
‫اؼبلحق اإلضايف أك اؼبلحق اؼبعدؿ قبل الوقت الذم يصبح فيو التعديل على اإلتفاقية أك الربكتوكوؿ سارم‬
‫اؼبفعوؿ‪.‬‬

‫المادة ‪19‬‬
‫التحقق‬
‫هبوز ألم طرؼ لديو سبب يدعوه إُف اإلعتقاد بأف طرفان آخران يتصرؼ‪ ،‬أك قد تصرؼ‪ ،‬على كبو يشكل‬
‫إنتهاكان إللتزاماتو دبوجب ىذه اإلتفاقية أف يبلغ األمانة بذلك‪ ،‬كعليو يف ىذه اغبالة إببلغ الطرؼ اليت كجهت إليو‬
‫اإلدعاءات‪ ،‬بصورة متزامنة كفورية‪ ،‬كبشكل مباشر أك عن طريق األمانة‪ .‬كعلى األمانة إببلغ األطراؼ بكل‬
‫اؼبعلومات ذات الصلة‪.‬‬
‫المادة ‪20‬‬
‫تسوية المنازعات‬
‫‪- 1‬يف حالة كجود نزاع بني األطراؼ حوؿ تفسري أك تطبيق ىذه اإلتفاقية أك أم بركتوكوؿ ؽبا أك حوؿ‬
‫األمتثاؿ ؽبا‪ ،‬عليها أف تلتمس تسوية النزاع عن طريق التفاكض أك أم كسيلة سلمية أخرل زبتارىا ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا َف تتمكن األطراؼ اؼبعنية من تسوية النزاع القائم بينها بالطرؽ اؼبذكورة يف الفقرة السابقة‬
‫يعرض النزاع‪ ،‬إذا ما أتفقت على ذلك أطراؼ النزاع على ؿبكمة العدؿ الدكلية أك للتحكيم دبوجب‬
‫رؼ السادس‪ .‬بيد أف عدـ التوصل إُف إتفاؽ مشرتؾ على عرض النزاع على ؿبكمة‬ ‫الشركط احملددة يف اَف ؽ‬
‫العدؿ الدكلية أك للتحكيم ال وبل األطراؼ من مسؤكلية مواصلة السعي إُف تسويتو بالوسائل اؼبشار إليها‬
‫يف الفقرة ‪.1‬‬
‫‪- 2‬هبوز ألم دكلة أك أم منظمة للتكامل السياسي ك‪/‬أك اإلقتصادم أف تعلن‪ ،‬لدل التصديق على ىذه‬
‫اإلتفاقية أك قبوؽبا أك اؼبوافقة عليها أك تأكيدىا رظبيان أك اإلنعماـ إليها‪ ،‬أك يف أم كقت الحق‪ ،‬أهنا‬
‫تقر‪ ،‬بناءن على ذلك كبغري إتفاؽ خاص‪ ،‬أزاء أم طرؼ متعاقد يقبل نفس اإللتزاـ‪ ،‬دبا يلي‪:‬‬
‫(أ) عرض النزاع على ؿبكمة العدؿ الدكلية‪ ،‬ك‪/‬أك‬
‫رؼ السادس‪.‬‬
‫(ب) التحكيم كفقان لئلجراءات اؼبنصوص عليها يف اَف ؽ‬
‫كيبلغ ىذا اإلعبلف كتابة إُف األمانة اليت تقوـ بإببلغو إُف األطراؼ‪.‬‬

‫‪- 205 -‬‬


‫المادة ‪21‬‬
‫التوقيع‬
‫يفتح باب التوقيع على ىذه اإلتفاقية للدكؿ‪ ،‬كلناميبيا فبثلة بواسطة ؾبلس األمم اؼبتحدة لناميبيا‪،‬‬
‫كؼبنظمات التكامل السياسي ك‪/‬أك اإلقتصادم‪ ،‬يف بازؿ يف يوـ ‪ 23‬آذار‪ /‬مارس ‪ ،1989‬كلدل الوزارة اإلربادية‬
‫للشؤكف اػبارجية لسويسرا يف برف من ‪ 23‬آذار‪ /‬مارس ‪ ،1989‬إُف ‪ 30‬حزيراف‪ /‬يونيو ‪ ،1990‬كلدل مقر‬
‫األمم اؼبتحدة يف نيويورؾ من ‪ 1‬سبوز‪ /‬يوليو ‪ 1989‬إُف ‪ 23‬آذار‪ /‬مارس ‪.1990‬‬
‫المادة ‪22‬‬
‫التصديق أو القبول أو التأكيد الرسمي أو الموافقة‬
‫‪- 1‬زبعع ىذه اإلتفاقية للتصديق عليها أك قبوؽبا أك اؼبوافقة عليها من الدكؿ‪ ،‬كمن ناميبيا فبثلة بواسطة‬
‫ؾبلس األمم اؼبتحدة لناميبيا‪ ،‬كلتأكيدىا رظبيان أك اؼبوافقة عليها من جانب منظمات التكامل السياسي‬
‫ك‪/‬أك اإلقتصادم‪ .‬كتودع صكوؾ التصديق أك القبوؿ أك التأكيد الرظبي أك اؼبوافقة لدل الوديع‪.‬‬
‫‪- 2‬تلتزـ أم منظمة مشار إليها يف الفقرة ‪ 1‬أعبله تصبح طرفان يف ىذه اإلتفاقية دكف أف تكوف أم دكلة‬
‫من أععائها طرفان‪ ،‬جبميع اإللتزامات اليت تقتعيها اإلتفاقية‪ .‬كيف حالة ىذه اؼبنظمات اليت تكوف فيها‬
‫كاحدة أك أكثر من دكؽبا األععاء طرفان يف اإلتفاقية‪ ،‬تقرر اؼبنظمة أك الدكلة الععو مسؤكلياهتا اػباصة‬
‫بناءن على ذلك ألداء إلتزاماهتا دبقتعى اإلتفاقية‪ .‬كيف ىذه اغباالت‪ ،‬ال وبق للمنظمة كللدكؿ األععاء‬
‫فيها فبارسة اغبقوؽ دبقتعى اإلتفاقية يف آف كاحد معان‪.‬‬
‫‪- 3‬على اؼبنظمات اؼبشار إليها يف الفقرة ‪ 1‬أعبله أف تعلن يف صكوكها اػباصة بالتأكيد الرظبي أك‬
‫باؼبوافقة‪ ،‬مدل إختصاصها بالنسبة للمسائل اليت تنظمها اإلتفاقية‪ .‬كعلى ىذه اؼبنظمات أف زبطر‬
‫أيعان الوديع‪ ،‬الذم ىبطر بدكره األطراؼ‪ ،‬بأم تعديات جوىرية يف مدل إختصاصها‪.‬‬

‫‪- 206 -‬‬


‫المادة ‪23‬‬
‫اإلنضمام‬
‫‪- 1‬يفتح باب اإلنعماـ إُف ىذه اإلتفاقية للدكؿ‪ ،‬كلناميبيا فبثلة بواسطة ؾبلس األمم اؼبتحدة لناميبيا‪،‬‬
‫كؼبنظمات التكامل السياسي ك‪/‬أك اإلقتصادم من اليوـ التاِف لتاريخ أقفاؿ باب التوقيع عليها‪.‬‬
‫كتودع صكوؾ اإلنعماـ لدل الوديع‪.‬‬
‫‪- 2‬تعلن اؼبنظمات اؼبشار إليها يف الفقرة ‪ 1‬أعبله‪ ،‬يف صكوؾ إنعمامها‪ ،‬مدل إختصاصها بالنسبة‬
‫للمسائل اليت تنظمها اإلتفاقية‪ .‬كزبطر ىذه اؼبنظمات أيعان الوديع بأم تعديل جوىرم يف مدل‬
‫إختصاصها‪.‬‬
‫‪- 3‬تنطبق أحكاـ الفقرة ‪ 2‬من اؼبادة ‪ 22‬على منظمات التكامل السياسي ك‪/‬أك اإلقتصادم اليت تنعم إُف‬
‫ىذه اإلتفاقية‪.‬‬
‫المادة ‪24‬‬
‫حق التصويت‬
‫‪- 1‬لكل طرؼ يف ىذه اإلتفاقية صوت كاحد بإستثناء ما ىو نص عليو يف الفقرة ‪ 2‬أدناه‪.‬‬
‫‪- 2‬سبارس منظمات التكامل اإلقتصادم‪ ،‬يف اؼبسائل اليت تقع يف نطاؽ إختصاصها طبقان للفقرة ‪ 3‬من اؼبادة‬
‫‪ 22‬كالفقرة ‪ 2‬من اؼبادة ‪ ،23‬حقها يف التصويت بعدد من األصوات مساك لعدد الدكؿ األععاء‬
‫فيها األطراؼ يف اإلتفاقية أك الربكتوكوالت ذات الصلة‪ .‬كال سبارس ىذه اؼبنظمات حقها يف‬
‫التصويت إذا مارست الدكؿ األععاء حقوقها كالعكس بالعكس ‪.‬‬
‫المادة ‪25‬‬
‫بدء النفاذ‬
‫‪- 1‬يبدأ نفاذ ىذه اإلتفاقية يف اليوـ التسعني من تاريخ إيداع الصك العشرين بالتصديق أك القبوؿ أك التأكيد‬
‫الرظبي أك اؼبوافقة أك اإلنعماـ‪.‬‬
‫‪- 2‬يبدأ نفاذ ىذه اإلتفاقية بالنسبة لكل دكلة أك منظمة للتكامل السياسي ك‪/‬أك اإلقتصادم تصدؽ على‬
‫ىذه اإلتفاقية أك تقلبها أك توافق عليها أك تؤكدىا رظبيان أك تنعم إليها بعد إيداع الصك العشرين‬
‫للتصديق أك القبوؿ أك اؼبوافقة أك التأكيد الرظبي أك اإلنعماـ‪ ،‬يف اليوـ التسعني من تاريخ إيداع‬
‫ىذه الدكلة أك منظمة التكامل السياسي ك‪/‬أك اإلقتصادم لصكها اػباص بالتصديق أك القبوؿ أك‬
‫اؼبوافقة أك التأكيد الرظبي أك اإلنعماـ‪.‬‬
‫‪- 207 -‬‬
‫‪- 3‬كالغراض الفقرتني ‪ 1‬ك ‪ 2‬أعبله‪ ،‬ال يعد أم صك تودعو منظمة للتكامل السياسي ك‪/‬أك اإلقتصادم‬
‫صكان إضافيان للصكوؾ اليت أكدعتها الدكؿ األععاء يف ىذه اؼبنظمة‪.‬‬
‫المادة ‪26‬‬
‫التحفظات واإلعالنات‬
‫‪- 1‬ال هبوز إبداء أم ربفظ أك اعرتاض على ىذه اإلتفاقية‪.‬‬
‫‪- 2‬ال سبنع الفقرة ‪ 1‬من ىذه اؼبادة أم دكلة أك منظمة للتكامل السياسي ك‪/‬أك اإلقتصادم لدل توقيعها أك‬
‫تصديقها على ىذه اإلتفاقية أك قبوؽبا ؽبا أك موافقتها عليها أك تأكيدىا الرظبي ؽبا أك إنعمامها‬
‫إليها‪ ،‬من إصدار إعبلنات أك بيانات‪ ،‬أيا كانت صياغتها أك تسميتها‪ ،‬بغية القياـ‪ ،‬من بني صبلة‬
‫أمور‪ ،‬بتنسيق قوانينها كأنظمتها مع أحكاـ ىذه اإلتفاقية‪ ،‬بشرط أالٌ تستهدؼ ىذه اإلعبلنات أك‬
‫البيانات إستبعاد اآلثار القانونية ألحكاـ ىذه اإلتفاقية من اإلنطباؽ على تلك الدكلة‪ ،‬أك تعديل‬
‫ىذه اآلثار‪.‬‬
‫المادة ‪27‬‬
‫اإلنسحاب‬
‫‪- 1‬هبوز ألم طرؼ اإلنسحاب من ىذه اإلتفاقية بتقدٔف إخطار مكتوب إُف الوديع يف أم كقت بعد معي‬
‫ثبلث سنوات من تاريخ نفاذ ىذه اإلتفاقية على ذلك الطرؼ‪.‬‬
‫‪- 2‬يصبح اإلنسحاب نافذان بعد سنة كاحدة من تلقى الوديع إلخطار اإلنسحاب‪ ،‬أك يف أم تاريخ الحق‬
‫قد وبدد يف اإلخطار‪.‬‬
‫المادة ‪28‬‬
‫الوديع‬
‫‪ -1‬يكوف األمني العاـ لؤلمم اؼبتحدة ىو الوديع ؽبذه اإلتفاقية كألم بركتوكوؿ ؽبا‪.‬‬
‫إف اتفاقية بازؿ ىذه‪ -‬رغم التعديبلت اليت أجريت عليها كَف تدخل حيز التنفيذ – سبثل الصك القانوٓف‬
‫العاؼبي الوحيد الذم يتناكؿ نقل النفايات اػبطرية كالنفايات األخرل عري اغبدكد كإدارهتا بشكل سليم بيئيان‪.‬‬
‫كقد أصبحت ىذه االتفاقية يف السنوات العشرين اليت أعقبت اعتمادىا‪ ،‬دبثابة حجر الزاكية يف النظاـ‬
‫القانوٓف الدكِف اؼبتعلق هبذه اؼبسألة‪.‬‬

‫‪- 208 -‬‬


‫كيبكن القوؿ بأف بعض مبادئها األساسية‪ ،‬من قبيل مبادئ قرب مواقع التخلص من النفايات‪ ،‬كاإلدارة‬
‫السليمة بيئيان‪ ،‬كاؼبوافقة اؼبسبقة عن علم السترياد اؼبواد ذات اػبطورة احملتملة‪ ،‬قد سانبت يف تطوير القانوف الدكِف‬
‫العريف يف اجملاالت ذات الصلة‪.‬‬
‫كمنذ ذلك اغبني‪ ،‬قامت ؾبموعات من البلداف يف ـبتلف أكباء العاَف باعتماد عدد من اؼبعاىدات اإلقليمية‬
‫اليت تتعمن ىذه اؼببادئ من أجل تكملة النظاـ العاؼبي التفاقية بازؿ كتلبية احتياجات إقليمية ؿبددة‪.‬‬
‫كشهدت السنوات األخرية بذؿ اعبهود‪ ،‬للتعاكف مع اؼبنظمات العاملة يف اجملاالت اليت تكمل كتعزز نظاـ‬
‫اتفاقية بازؿ‪ ،‬كالسيما مع منظمة اعبمارؾ العاؼبية كاؼبنظمة الدكلية للشرطة اعبنائية يف ؾباؿ اإلنقاذ‪ ،‬كمع اؼبنظمة‬
‫البحرية الدكلية يف ؾباؿ التلوث البحرم الناجم عن اؼبواد اػباضعة للنقل عرب اغبدكد‪.‬‬
‫اتفاقية روتردام بشأن إجراء الموافقة المسبقة عن علم بخصوص بعض المواد الكيميائية ومبيدات اآلفات‬
‫الخطرة المتداولة في التجارة الكيميائية ( ‪.)PIC‬‬
‫مت اعتماد نص اإلتفاقية يف عاـ ‪ ،1998‬كدخلت حيز التنفيذ يف ‪ 24‬شباط ‪ ،2004‬مقرىا جبنيف‬
‫بسويسرا‪ ،‬كيشرؼ عليها برنامج األمم اؼبتحدة للبيئة (‪ )UNEP‬كمنظمة األغذية كالزراعة (‪.)FAO‬‬
‫كىذه اإلتفاقية تتعلق دبنع اإلسترياد الغري مرغوب للمواد الكيميائية اػبطرة كخاصة يف البلداف النامية‪ ،‬حيث‬
‫ً‬
‫سبكن ىذه اإلتفاقية من الرصد كالتحكم يف اإلذبار باؼبواد الكيميائية اػبطرة بنشر اؼبعلومات اؽبامة عن تأثري تلك‬
‫اؼبواد على الصحة كالبيئة‪ ،‬فبا يعزز اإلستخداـ اآلمن ؽبا‪ ،‬كبناءن على ذلك فإف تصدير اؼبواد الكيميائية ال يتم إال‬
‫دبوافقة مسبقة عن علم من البلد اؼبستورد‪ ،‬كذلك هبدؼ اؼبسؤكلية اؼبشرتكة بني الدكؿ اؼبصدرة كالدكؿ‬
‫(‪)1‬‬
‫اؼبستوردة‪.‬‬
‫إتفاقية استوكهولم بشأن الملو ات العضوية الثابتة (‪:)POPS‬‬
‫مت إعداد ىذه اإلتفاقية غبماية صحة البشر كالبيئة من أضرار اؼبلوثات الععوية الثابتة‪ ،‬كاليت ىي عبارة عن‬
‫مركبات كيميائية كربونية‪ ،‬مثل ثنائي الفينايل متعدد الكلور ( ‪ ،)PCBS‬كمبيدات مثل دم دم يت ( ‪،)DDT‬‬
‫كمنتجات ثانوية مثل الدايوكسني كالفيوراف‪.‬‬
‫كؽبذه اؼبلوثات خصائص عديدة منها‪ ،‬قدرهتا الفائقة على البقاء يف الوسط الذم تستقر فيو‪ ،‬كقدرهتا على‬
‫اإلنتقاؿ ؼبسافات بعيدة جدان عن مصدرىا األصلي‪ ,‬كما أهنا ترتاكم يف أنسجة الكائنات اغبية باإلضافة إُف‬
‫ظبيتها العالية‪.‬‬

‫‪WWW.PIC.INT‬‬ ‫(‪ )1‬متاح على اؼبوقع اإللكرتكٓف‬


‫‪- 209 -‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أيعتمدت اإلتفاقية يف ‪ 23‬أيار ‪ 2001‬يف استوكهوَف بالسويد‪ ,‬كدخلت حيز التنفيذ يف عاـ ‪.2004‬‬
‫أوجو التعاون (التآزر)بين اتفاقيات بازل وروتردام واستوكهولم ‪:‬‬
‫سبثل ضباية الصحة البشرية كالبيئة من اؼبواد الكيميائية كالنفايات اػبطرة‪ ،‬الغاية اؼبشرتكة بني اتفاقية بازؿ‬
‫كاتفاقية ركترداـ اؼبتعلقة بتطبيق إجراء اؼبوافقة اؼبسبقة عن علم على مواد كيميائية كمبيدات آفات معينة خطرة‬
‫متداكلة يف التجارة الدكلية‪ ،‬كاتفاقية استوكهوَف بشأف اؼبلوثات الععوية الثابتة‪.‬‬
‫كتتداخل نطاقات تطبيق ىذه اإلتفاقيات الثبلث تداخبلن جزئيان‪ ،‬من حيث أهنا تغطي مراحل ـبتلفة من‬
‫دكرة حياة بعض اؼبواد الكيميائية‪ ،‬من قبيل اؼبلوثات الععوية الثابتة‪.‬‬
‫‪ ،)2008‬كمؤسبر األطراؼ الرابع التفاقية‬ ‫كيف مؤسبر األطراؼ التاسع التفاقية بازؿ (اؼبعقود يف حزيراف‬
‫ركترداـ (اؼبعقود يف تشرين األكؿ ‪ ،) 2008‬كمؤسبر األطراؼ الرابع التفاقية استوكهوَف(اؼبعقود يف أيار ‪،)2009‬‬
‫أيعتمد ما يسمى بػ (قرارات التآزر)‪ ،‬اليت تنص على زيادة التعاكف كالتنسيق بني االتفاقيات الثبلث‪.‬‬
‫كربدد قرارات التآزر طبسة ؾباالت لتعزيز التعاكف كالتنسيق فيما بني اتفاقيات اؼبواد الكيميائية كالنفايات‪،‬‬
‫كىي ‪:‬اؼبسائل التنظيمية يف اؼبيداف‪ ،‬كاؼبسائل التقنية‪ ،‬كاؼبسائل اؼبتعلقة بإدارة اؼبعلومات كالتوعية العامة‪ ،‬كاؼبسائل‬
‫اإلدارية‪ ،‬كازباذ القرارات‪.‬‬
‫كقد عقد أكؿ اإلجتماعات اإلستثنائية اؼبتزامنة ؼبؤسبرات األطراؼ يف اتفاقيات بازؿ كركترداـ كاستوكهوَف يف‬
‫(باِف) يف الفرتة من ‪ 22‬إُف ‪ 24‬شباط ‪ ،2010‬بالتنسيق مع الدكرة االستثنائية اغبادية عشرة جمللس إدارة األمم‬
‫اؼبتحدة للبيئة‪/ ،‬اؼبنتدل البيئي الوزارم العاؼبي من أجل ازباذ اػبطوات البلزمة لزيادة تعزيز عملية التآزر‪./‬‬
‫كغالبان ما ينظر إُف عملية التآزر ىذه‪ ،‬اليت تكفل توثيق التعاكف على صبيع اؼبستويات بني ثبلث معاىدات‬
‫ذات كاليات متداخلة جزئيان‪ ،‬دكف اؼبساس باإلستقبللية القانونية الكاملة لكل منها‪ ،‬ب إ عتبارىا تطوران يفتح آفاقان‬
‫جديدة‪ ،‬كيبكن اعتباره أكؿ نتيجة ملموسة للجهود الرامية إُف تشجيع كتعزيز اإلدارة البيئية الدكلية‪.‬‬
‫كبالتاِف‪ ،‬فإهنا من اؼبرجح أف تؤدم دكران ىامان يف العملية الشاملة لئلدارة الدكلية للشؤكف الدكلية البيئية على‬
‫نطاؽ األمم اؼبتحدة‪ ،‬ككثريان ما ينظر إليها باعتبارىا مبوذجان ؿبتمبلن جملاالت أخرل من التعاكف الدكِف‪.‬‬

‫‪WWW.POPS.INT‬‬ ‫(‪ )1‬متاح على اؼبوقع اإللكرتكٓف‬


‫‪- 210 -‬‬
‫كمن الناحية القانونية‪ ،‬يشكل عقد اجتماعات استثنائية متزامنة للهيئات اإلدارية العليا لثبلث معاىدات‬
‫(‪)1‬‬
‫مستقلة‪ ،‬كازباذ ىذه اإلجتماعات قرارات متطابقة موضوعية كذلك‪ ،‬خطوة غري مسبوقة كمبتكرة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫بعض اإلتفاقيات اإلقليمية والمتعددة األطراف بشأن حظر نقل النفايات الخطرة عبر الحدود‪:‬‬
‫مت يف إطار اؼبادة ( ‪ )11‬من اتفاقية بازؿ ‪ ،‬إبراـ العديد من اإلتفاقيات كالرتتيبات اؼبتعددة األطراؼ‬
‫كاإلقليمية ‪ ،‬اليت ربظر نقل النفايات النوكية كاػبطرة عرب اغبدكد ‪ ،‬كالسيما من الدكؿ اؼبتقدمة إُف الدكؿ اآلخذة‬
‫يف النمو (النامية)‪.‬‬
‫كمن أمثلة تلك اإلتفاقيات‪:‬‬
‫‪ ‬اتفاقية لومي الرابعة لعام ‪:1989‬‬
‫مت إبراـ اتفاقية لومي الرابعة‪ ،‬بشأف التجارة كالتنمية‪ ،‬بني اإلرباد اإلقتصادم األكركيب كؾبموعة الدكؿ‬
‫اإلفريقية كدكؿ منطقة الكارييب كاحمليط اؽبادم( ‪ ،)ACPEC‬يف لومي (توغو) بتاريخ ‪ ،1989-12-15‬كرد‬
‫فعل لفشل اتفاقية بازؿ لعاـ ‪ ،1989‬يف فرض خطر كلي أك جزئي على عمليات نقل النفايات اػبطرة عرب‬
‫كصدؽ عليها اإلرباد األكركيب يف ‪ 22‬آذار ‪،1990‬‬
‫اغبدكد‪ ،‬من الدكؿ الغنية اؼبتقدمة إُف الدكؿ الفقرية النامية‪ ،‬ى‬
‫كدخلت حيز النفاذ يف األكؿ من أيلوؿ ‪ ،1991‬كرغم أف إتفاقية لومي الرابعة لعاـ ‪ 1989‬معنية بصفة أساسية‬
‫دبسألة التجارة كالتنمية بني أطرافها‪ ،‬إال أهنا دبقتعى أحكاـ اؼبادة ‪ 39‬منها‪ ،‬ربظر على الدكؿ األطراؼ تصدير‬
‫كاسترياد النفايات اػبطرة‪.‬‬
‫‪ ‬اتفاقية باماكو لعام ‪:1991‬‬
‫مت إبراـ إتفاقية باماكو لعاـ ‪ ،1991‬بشأف حظر استرياد النفايات اػبطرة إُف إفريقيا كالتحكم يف نقلها عرب‬
‫اغبدكد كإدارهتا يف داخل إفريقيا‪ ،‬يف ‪ ،1991-1-29‬كدخلت حيز النفاذ يف آذار ‪ ،1996‬ربت إشراؼ‬
‫منظمة الوحدة اإلفريقية(اإلرباد اإلفريقي حاليان)‪ ،‬نظران لتزايد العقود اؼبربمة بني اغبكومات اإلفريقية كالشركات‬
‫الصناعية األجنبية بشأف دفن النفايات النوكية كالصناعية‪ ،‬كفشل اتفاقية بازؿ لعاـ ‪ ،1989‬يف فرض حظر دكِف‬
‫على نقل النفايات اػبطرة عرب اغبدكد‪.‬‬
‫‪ ‬اإلتفاق اإلقليمي ألمريكا الوسطى لعام ‪:1992‬‬
‫أبرـ اإلتفاؽ اإلقليمي ألمريكا الوسطى بشأف نقل النفايات اػبطرة عرب اغبدكد يف (بنما) بتاريخ ‪-12-11‬‬
‫‪ ،1992‬كدخل حيز النفاذ يف ‪.1995-11-17‬‬

‫‪www.un.org\law\av\2012.all rights reserved :‬‬ ‫(‪ )1‬متاح على اؼبوقع‬


‫(‪ )2‬اؼبركز اإلقليمي للتدريب كنقل التكنولوجيا للدكؿ العربية‪ :‬جامعة القاىرة‪.2007 ،‬‬
‫‪- 211 -‬‬
‫كيستثين اإلتفاؽ من نطاؽ تطبيق أحكامو‪-‬شأنو يف ذلك شأف اتفاقية بازؿ‪-‬عمليات نقل النفايات اؼبشعة‬
‫كالنفايات الناصبة عن العمليات العادية للسفن‪.‬‬
‫‪ ‬إتفاقية وايجاني لعام ‪:1995‬‬
‫مت اعتماد اتفاقية كاهبآف بشأف خطر استرياد النفايات اػبطرة كالنفايات اؼبشعة كالتحكم يف نقل النفايات‬
‫اػبطرة عرب اغبدكد كإدارهتا داخل منطقة جنوب احمليط اؽبادم يف ‪ 16‬أيلوؿ ‪ ،1995‬كدخلت حيز النفاذ يف‬
‫‪ 21‬تشرين األكؿ ‪.2001‬‬
‫كتلتزـ الدكؿ األطراؼ حبظر تصدير النفايات اػبطرة من الدكؿ اؼبتقدمة إُف الدكؿ النامية‪ ،‬كتلتزـ الدكؿ‬
‫األطراؼ حبظر إغراؽ النفايات اػبطرة كاؼبشعة يف البحر‪.‬‬
‫‪ ‬بروتوكول أزمير لعام ‪:1996‬‬
‫مت اعتماد بركتوكوؿ أزمري بشأف منع تلوث البحر األبيض اؼبتوسط الناجم عن نقل النفايات اػبطرة‬
‫كالتخلص منها عرب اغبدكد يف مدينة أزمري برتكيا يف ‪ ،1996-10-1‬كيستهدؼ بركتوكوؿ أزمري بصفة رئيسية‬
‫حظر عمليات نقل النفايات اػبطرة عرب اغبدكد من البلداف اؼبتقدمة إُف البلداف النامية‪ ،‬لعماف عدـ إخعاع‬
‫مواطين البلداف النامية إُف ـباطر كأضرار ال يسمح بأف ىبعع ؽبا مواطين البلداف اؼبتقدمة‪.‬‬
‫‪ ‬بروتوكول طهران لعام ‪:1998‬‬
‫أعتمدت الدكؿ األععاء يف اؼبنظمة اإلقليمية غبماية البيئة البحرية ( ‪ )ROPME‬بركتوكوؿ طهراف بشأف‬
‫التحكم يف النقل البحرم للنفايات اػبطرة كالنفايات األخرل عرب اغبدكد كالتخلص منها – التابع التفاقية‬
‫‪ 17‬آذار ‪،1998‬‬ ‫الكويت لعاـ ‪ 1978‬بشأف ضباية البيئة البحرية من التلوث ‪ -‬يف مدينة طهراف بإيراف يف‬
‫أثناء اإلجتماع السادس للدكؿ األععاء يف اؼبنظمة اإلقليمية غبماية البيئة البحرية‪.‬‬
‫‪ ،1998‬خبفض توليد النفايات‬ ‫كفبا جاء يف الربكتوكوؿ‪ ،‬تلتزـ الدكؿ األطراؼ يف بركتوكوؿ طهراف لعاـ‬
‫اػبطرة كالنفايات األخرل إُف اغبد األدْف‪ ،‬مع األخذ يف اإلعتبار اعبوانب اإلجتماعية كالتكنولوجية كاإلقتصادية‪.‬‬
‫كيلتزـ كل طرؼ يف الربكتوكوؿ‪ ،‬بأف يشرتط أف ذبرم تعبئة النفايات اػبطرة كالنفايات األخرل موضع النقل‬
‫عرب اغبدكد‪ ،‬كلصق البطاقات عليها كنقلها على كبو يتماشى مع القواعد كاؼبعايري الدكلية اؼبعرتؼ هبا كاؼبقبولة‪.‬‬

‫‪- 212 -‬‬


‫المراجع‬
‫المراجع باللغة العربية‬
‫أووً‪ -‬الكتب‪:‬‬
‫‪-1‬أبو النداء ؿبمد عزت ؿبمد عارؼ‪ :‬هناية اليهود‪ ,‬دار األصفهآف‪ ,‬جدة‪. 1990 ,‬‬
‫‪-2‬أضبد النكبلكم‪ :‬أساليب ضباية البيئة العربية من التلوث‪ ,‬أكاديبية نايف العربية للعلوـ األمنية‪ ,‬الرياض‪,‬‬
‫‪1999.‬‬
‫‪-3‬اإلدارة السياسية‪ :‬األمن القومي‪ ,‬أنبيتو كالتحديات اليت تواجهو‪ ,‬دمشق‪. 2004 ,‬‬
‫‪ -4‬بومهدم بلقاسم‪ :‬اػبيار النوكم يف الشرؽ األكسط‪ ,‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ,‬بريكت‪ ،‬أيلوؿ‪. 2001 ،‬‬
‫‪-5‬بيرت برام‪ :‬ترسانة "إسرائيل" النوكية‪ ,‬مؤسسة األحباث العربية‪ ,‬بريكت‪.1989 ,‬‬
‫‪-6‬تيسري الناشف‪ :‬األسلحة النوكية يف "إسرائيل"‪ ,‬اؼبؤسسة العربية للدراسات كالنشر‪ ,‬بريكت‪. 1990 ,‬‬
‫‪-7‬حافظ ؿبمد‪ :‬القدرة النوكية اإل سرائيلية ‪ ,‬كزارة الدفاع‪ ,‬كلية الدفاع الوطين‪ ,‬دمشق‪. 2010 ,‬‬
‫‪-8‬حسن طيفور عكرمة‪ :‬أسلحة الدمار الشامل – ج ‪ ,1‬مركز الدراسات االسرتاتيجية‪ ,‬دمشق‪.2009 ,‬‬
‫‪-9‬حسين إبراىيم اغبايك‪ :‬التكنولوجيا النوكية كصناعة القنبلة‪ ,‬الدار العربية للعلوـ‪ ,‬بريكت‪. 1992 ,‬‬
‫‪-10‬ضبيدم قناص اغبميدم‪ :‬اػبيار النوكم اإلسرائيلي يف الفكر االسرتاتيجي اإلسرائيلي‪ ,‬شركة الربيعاف للنشر‬
‫كالتوزيع‪ ,‬الكويت‪. 1998 ,‬‬
‫‪-11‬دكؼ حنني‪ :‬أضبر‪-‬أخعر (عبلقة تكامل)‪ ,‬كراسة حوؿ األزمة البيئية‪ ,‬ترصبة أؾبد شبيطة‪ ,‬إصدار اؼبكتب‬
‫الربؼبآف للنائب دكؼ‪. 2007 ,‬‬
‫‪-12‬رفيق العملة‪ :‬حسم الصراع يف ظل البعد النوكم اإلسرائيلي‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الفرقاف للنشر كالتوزيع‪ ،‬عماف‪،‬‬
‫‪. 1999‬‬
‫‪-13‬ريتشارد نيكسوف‪ :‬الفرصة الساكبة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دار اؽببلؿ‪. 1992 ،‬‬
‫‪-14‬كريا طاحوف‪:‬إدارة البيئة كبو اإلنتاج األنظف‪ ,‬اؽبيئة اؼبصرية للكتاب‪ ,‬القاىرة‪.2007 ,‬‬
‫‪-15‬سعود رعد‪ :‬اإلشعاع النوكم – قصة تشرينويبؿ كمستقبل البشرية ‪ -‬جركس برس‪ ,‬طرابلس‪. 1986 ,‬‬
‫‪-16‬سعيد ؿبمد اغبفار‪ :‬بيئة من أجل البقاء‪ ,‬دار الثقافة‪ ,‬الدكحة‪.1990 ,‬‬
‫‪-17‬سيمور ىرش‪ :‬اػبيار مششوف‪ ,‬دار اؽببلؿ‪ ,‬القاىرة‪. 1991 ,‬‬
‫‪-18‬شام فليدماف‪ :‬اػبيار النوكم اإلسرائيلي‪ ,‬دار اعبليل‪ ,‬عماف‪. 1948 ,‬‬
‫‪-19‬عبد الرضبن أبو عرفة‪ :‬االستيطاف التطبيق العلمي للصهيونية‪ ,‬اؼبؤسسة العربية للدراسات كالنشر‪ ,‬دار اعبليل‬
‫للنشر‪ ,‬عماف‪. 1981 ,‬‬

‫‪- 213 -‬‬


‫"إسرائيل" ‪ ,‬كزارة الدفاع‪ ,‬كلية الدفاع‬ ‫‪-20‬عبداهلل النعيمي‪ :‬اآلثار اؼبرتتبة على التلوث اإلشعاعي الصادر عن‬
‫الوطين‪ ,‬دمشق‪. 2005 ,‬‬
‫"إسرائيل" التدمريية سبل اؼبواجهة كالتحديات‪ ,‬ط ‪ ,1‬اعبندم للطباعة‬ ‫‪-21‬علي ىاشم اعبندم‪ :‬ترسانة‬
‫كالنشر‪ ,‬دمشق‪. 2002 ,‬‬
‫‪-22‬فرانك بارنايب‪ :‬القنبلة اػبفية ( سباؽ التسلح النوكم يف الشرؽ األكسط )‪ ,‬اؼبؤسسة العربية للدراسات‬
‫كالنشر‪ ,‬بريكت‪. 1991 ,‬‬
‫‪-23‬فؤاد جابر‪ :‬األسلحة النوكية يف الشرؽ األكسط‪ ،‬اؼبعهد الدكِف للدراسات االسرتاتيجية‪ ،‬لندف‪.1971 ،‬‬
‫‪-24‬ؾ‪ .‬سوبرانبانياـ‪ :‬اساطري كحقائق نوكية‪ ,‬دار الشؤكف الثقافية‪ ,‬بغداد‪. 1987 ,‬‬
‫‪-25‬الكتاب اؼبقدس‪ ,‬أشعياء‪ ,‬اإلصحاح الستوف‪.)11-10 ( ,‬‬
‫‪-26‬الكتاب اؼبقدس‪ ,‬سفر التكوين‪ ,‬اإلصحاح السابع عشر ( ‪.)8-7‬‬
‫‪ ,1973-1948‬االرباد العاـ للكتاب‬ ‫‪-27‬كماؿ اػبالدم‪ :‬األرض يف الفكر االجتماعي الصهيوٓف‬
‫كالصحفيني الفلسطينيني‪ ,‬الطبعة األكُف‪. 1984 ,‬‬
‫‪-28‬ؾبدم كامل‪ :‬األسرار النوكية‪ ,‬دار الكتاب العريب‪ ,‬دمشق كالقاىرة‪. 2008 ,‬‬
‫– اؼبعامني كاألىداؼ – الدار العربية للدراسات‬ ‫‪-29‬ؾبموعة باحثني‪ :‬اسرتاتيجية الردع النوكم اإلسرائيلي‬
‫كالنشر كالرتصبة‪ ,‬القاىرة‪. 1992 ,‬‬
‫‪-30‬ؿبمد سامي عبد اغبميد‪ ،‬ؿبمد سعيد الدقاؽ‪ ،‬مصطفى سبلمة حسني‪ ،‬القانوف الدكِف العاـ‪ ،‬منشأة‬
‫اؼبعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪. 2001 ،‬‬
‫‪-31‬ؿبمد سليماف مفلح‪ :‬التهديد النوكم اإلسرائيلي لؤلمن القومي العريب‪ ,‬أعماؿ الندكة الفكرية‪ ,‬جامعة‬
‫أسيوط‪ ,‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ,‬بريكت ‪. 2001‬‬
‫‪-32‬ؿبمد عبد السبلـ‪ :‬القوة النوكية اإلسرائيلية‪ ,‬مركز البحوث كالدراسات السياسية‪ ,‬اجمللد الثالث‪ ,‬العدد الثآف‪,‬‬
‫القاىرة‪. 1995 ,‬‬
‫‪-33‬ؿبمد عبد السبلـ‪ :‬حدكد القوة‪ ,‬استخدامات األسلحة النوكية اإلسرائيلية‪ ،‬مركز الدراسات االسرتاتيجية يف‬
‫صحيفة األىراـ‪ ،‬ط‪ ,1‬القاىرة‪. 1996 ،‬‬
‫‪-34‬ؿبمد عطوم‪ :‬حركب "إسرائيل" اؼبقبلة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار اؽبادم للطباعة كالنشر كالتوزيع‪ ،‬بريكت‪.2002 ،‬‬
‫‪-35‬ؿبمد علي السرحاف‪ :‬اللويب الصهيوٓف العاؼبي كاغبلف االستعمارم‪ ,‬ارباد الكتاب العرب‪ ,‬دمشق‪2002 ,‬‬
‫‪.‬‬
‫‪-36‬ؿبمد نبيل ؿبمد فؤاد‪ :‬االسرتاتيجية النوكية اإلسرائيلية‪ ,‬دار اؽببلؿ‪ ,‬القاىرة‪. 1997 ,‬‬
‫‪-37‬ؿبمد نبيل ؿبمد فؤاد‪ :‬اإلمكانيات النوكية العربية كاإلسبلمية‪ ,‬دار اؽببلؿ‪ ,‬القاىرة‪. 1998 ,‬‬
‫‪-38‬ؿبمود متوِف‪" :‬إسرائيل" كالقنبلة الذرية‪ ,‬كتاب مصر اليوـ‪ ,‬القاىرة‪. 1987 ,‬‬
‫‪- 214 -‬‬
‫‪-39‬مصطفى كماؿ طلبة‪ ,‬قبيب صعب‪ :‬البيئة العربية ربديات اؼبستقبل‪ ,‬اؼبنتدل العريب للبيئة كالتنمية‪ ,‬اؼبنامة‪,‬‬
‫‪. 2008‬‬
‫‪-40‬مصطفى ؿبمد هبراف‪ :‬الطاقة النوكية نظرة إُف اؼبستقبل‪ ,‬دار الكتب‪ ,‬صنعاء‪. 2006 ,‬‬
‫‪-41‬مصطفى ؿبمود‪ :‬التوراة‪ ,‬دار العودة‪ ,‬بريكت‪. 1972 ,‬‬
‫‪-42‬فبدكح حامد عطية‪ :‬أسلحة الدمار الشامل يف الشرؽ األكسط‪ ،‬ط ‪ ،1‬اؽبيئة اؼبصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫‪. 1996‬‬
‫‪-43‬فبدكح حامد عطية‪ :‬الربنامج النوكم اإلسرائيلي كاألمن القومي العريب‪ ,‬اؽبيئة العامة للكتاب‪ ,‬القاىرة‪,‬‬
‫‪. 1996‬‬
‫‪-44‬منري الريس‪ :‬رجاؿ السياسة األحياء يف الكياف الصهيوٓف‪ ,‬مطبعة النصر‪. 1986 ,‬‬
‫‪-45‬موسى الزعيب‪ :‬ما الذم تغري يف اغبعارة العربية‪ ،‬دار الشادم‪ ،‬لبناف‪. 1995 ،‬‬
‫‪-46‬نبيل السماف‪ :‬القنبلة النوكية بني طهراف كتل أبيب‪ ,‬مركز األحباث كالتوثيق‪ ,‬دمشق‪. 2008 ,‬‬
‫– ت – أميل بيدس‪ ,‬تاريخ الواليات اؼبتحدة األمريكية‪ ,‬األىلية‬ ‫‪-47‬ىنرم كوماجور ك ألن نيفيرت‬
‫للطباعة‪ ،‬بريكت‪. 1956 ،‬‬
‫‪-48‬ىيثم الكيبلٓف‪ :‬اؼبذىب العسكرم اإلسرائيلي‪ ،‬ط ‪ ،1‬منظمة التحرير الفلسطينية‪ ،‬مركز األحباث‪ ،‬بريكت‪،‬‬
‫‪1965‬‬
‫‪-49‬ىيثم الكيبلٓف‪ :‬مفهوـ األمن القومي العريب‪ ,‬مركز الدراسات العريب األكركيب‪. 1996 ,‬‬

‫انياً‪ -‬المجالت‪:‬‬
‫‪- 1‬أسامة اػبوِف‪ :‬البيئة كقعايا التنمية كالتصنيع‪ ,‬ؾبلة عاَف اؼبعرفة‪ ,‬العدد ‪ ,285‬الكويت‪.2002 ,‬‬
‫‪ ,/1‬منظمة التحرير الفلسطينية‪ ,‬مركز‬ ‫‪- 2‬االستعمار الصهيوٓف يف فلسطني‪ ,‬سلسلة دراسات رقم ‪/‬‬
‫األحباث‪ ,‬بريكت‪ ,‬تشرين الثآف ‪.1965‬‬
‫‪,41‬‬ ‫‪- 3‬جريالد ستينربغ‪ :‬سياسة ضبط التسلح اإلسرائيلي‪ ,‬ؾبلة شؤكف األكسط‪ ,‬بريكت‪ ,‬العدد‬
‫حزيراف‪.1995/‬‬
‫‪,75‬‬ ‫‪- 4‬خالد ؿبمد السليماف‪ :‬النفايات النوكية‪ ,‬ؾبلة كلية اؼبلك خالد العسكرية‪ ,‬السعودية‪ ,‬العدد‬
‫‪.2003‬‬
‫‪- 5‬رفعت سيد أضبد‪ :‬األمن القومي بعد حرب لبناف‪ ,‬ؾبلة شؤكف عربية‪ ,‬العدد ‪.1984 ,35‬‬
‫‪- 6‬مايكل مندلبوـ‪ :‬مشكلة "إسرائيل" األمنية‪ ،‬ؾبلة أكربس الفصلية‪ ،‬كاشنطن‪ ،‬صيف ‪.1988‬‬
‫‪- 215 -‬‬
‫‪- 7‬ؾبلة اخبار النقب‪ :‬اػبليل‪.2004/7/6 ,‬‬
‫‪- 8‬ؾبلة اسرتاتيجيا‪ :‬القاىرة‪ ,‬العدد ‪.1990 ,101‬‬
‫‪- 9‬ؾبلة اسرتاتيجيا‪ :‬القاىرة‪ ,‬العدد‪ ,98‬نيساف‪.1990‬‬
‫‪- 10‬ؾبلة البيئة كالتنمية (السبلـ األخعر) ‪ :‬من ـباطر اؼبنشآت النوكية اإلسرائيلية‪ ,‬بريكت‪ ،‬العدداف ‪-112‬‬
‫‪.2006 ،113‬‬
‫‪- 11‬ؾبلة الصنارة‪ :‬القدس‪ ،‬ؿبمد عواد‪.2003/7/4 ،‬‬
‫‪- 12‬ؾبلة القوات اعبوية‪ :‬الرياض‪ ,‬العدد‪.1990 ,20‬‬
‫‪- 13‬ؾبلة شؤكف فلسطينية‪ :‬القدس‪ ,‬العدد ‪ ,103‬حزيراف ‪.1980‬‬
‫‪- 14‬ؿبمد أضبد النابلسي‪ :‬اللويب اليهودم‪ ,‬ؾبلة الكفاح العريب‪ ،‬بريكت‪.2001/1/19 ,‬‬
‫‪ - 15‬ؿبمد علي كردـ‪" :‬ديبونا" اإلرىاب النوكم اإلسرائيلي‪ ،‬ؾبلة البيئة كالتنمية‪ ,‬بريكت‪ ,‬العدد‪.2002 ،59‬‬
‫‪ - 16‬ؿبمد فوزم‪ :‬كاقع األمن القومي العريب‪ ,‬ؾبلة الوحدة‪ ,‬الرباط‪ ,‬العدد ‪.1992 ,88‬‬
‫‪ - 17‬ؿبمود عبد الظاىر‪:‬اػبيار النوكم اإلسرائيلي‪ ،‬ؾبلة اؼبستقبل العريب‪ ،‬العدد ‪.2001 ،270‬‬
‫‪ ,43‬آذار‬ ‫‪ - 18‬ؿبمود عزمي ‪ :‬اػبيار النوكم اإلسرائيلي ضركرة اسرتاتيجية‪ ,‬ؾبلة شؤكف فلسطينية‪ ,‬العدد‬
‫‪.1975‬‬
‫‪ - 19‬مراد الدسوقي‪ :‬الغموض بني السبلح النوكم اإلسرائيلي كمعاىدة االنتشار النوكم‪ ,‬ؾبلة السياسة‬
‫الدكلية‪ ,‬العدد ‪.1990 ,120‬‬
‫‪ - 20‬نبيل السهلي‪ :‬االستيطاف الصهيوٓف يف فلسطني اإلدارة كاؽبدؼ‪ ,‬ؾبلة باسم‪ ,‬اؽببلؿ األضبر الفلسطيين‪,‬‬
‫تشرين الثآف ‪ ,1989‬العدد ‪. 173‬‬
‫‪,2‬‬ ‫‪- 21‬ىيثم الكيبلٓف‪ :‬السبلح النوكم اإلسرائيلي‪ ,‬خطر يهدد اعبميع‪ ,‬ؾبلة الفكر العسكرم‪ ,‬العدد‬
‫دمشق‪.2005,‬‬
‫‪ - 22‬ياسني سويد‪ :‬كيف يتحقق األمن القومي العريب‪ ,‬ؾبلة الوحدة‪ ,‬الرباط‪ ,‬العدد ‪.1992 ,88‬‬

‫‪- 216 -‬‬


‫الثاً‪ -‬الصحف‪:‬‬
‫‪,42382‬‬ ‫‪-1‬أحمد إبراىيم سعيد‪ :‬تعاظم التهديد النووي‪ ,‬صحيفة األىرام المصرية‪,‬العدد‬
‫‪2003/10/20‬‬
‫‪"-2‬إسرائيل" من الداخل‪ :‬صحيفة المجد األردنية‪,2001/1/8 ,‬الحلقة الخامسة‪ ,‬خدمة القدس برس ‪0‬‬
‫صحيفة اللواء‪،‬‬ ‫‪-3‬إليان األحمر ‪ :‬اإلشعاعات النووية اإلسرائيلية تهدد المنطقة بكار ة ترعاىا واشنطن‪،‬‬
‫بيروت‪. 2001/4/5 ،‬‬
‫‪-4‬آمال شحادة‪ :‬صحيفة الحياة‪ ,‬لندن‪. 2007/10/17 ,‬‬
‫‪-5‬ديفيد راتنير‪ :‬صحيفة ىآرتس‪. .2005/5/17 ،‬‬
‫‪-6‬ديفيد ىاكوىين‪ :‬صحيفة يديعوت أحرنوت‪. 2003/3/29 , ,‬‬
‫‪-7‬زئيف شيف‪ :‬خطوط شارون الحمراء‪ ,‬صحيفة ىا آرتس‪. 1981/11/22 ,‬‬
‫‪-8‬صحيفة األخبار المصرية ‪. 2004/7/28 :‬‬
‫‪-9‬صحيفة اإلندبندت البريطانية‪. 2006 /10/28 :‬‬
‫‪-10‬صحيفة الحياة‪ :‬لندن‪ ،‬العدد ‪ 20 ,10634‬آذار‪.. 1992 ,‬‬
‫‪-11‬صحيفة الحياة‪ :‬لندن‪ ،‬العدد ‪ 23 ،10637‬آذار‪. .1992 ،‬‬
‫‪-12‬صحيفة الزمان‪ :‬العدد ‪. 2004/7/7, 1855‬‬
‫‪-13‬صحيفة السفير اللبنانية‪. 2004/7/2 :‬‬
‫‪-14‬صحيفة الصاندي تايمز‪. 1986/10/5 :‬‬
‫‪-15‬صحيفة الصنداي تايمز‪ :‬عدد ‪. 1982/10/12‬‬
‫‪-16‬صحيفة اللواء األردنية‪ :‬العدد ‪. 2005/3/16 ,1648‬‬
‫‪-17‬صحيفة الوطن‪ :‬الرياض‪. 2004/9/15 :‬‬
‫‪-18‬صحيفة دافارا اإلسرائيلية‪ ,1971/10/8 :‬وصحيفة ىعووم ىزيو ‪. . 1971/10/13‬‬
‫‪-19‬صحيفة فلسطين‪. 2009/3/13 :‬‬
‫‪-20‬صحيفة وفا‪ ,‬الخليل‪. 2003/12/26 :‬‬

‫‪- 217 -‬‬


‫"إسرائيل" توزع اقراصاً ضد‬ ‫‪-21‬صحيفة يديعوت احرنوت‪ 2004/11/24 :‬صحيفة الحياة ‪,‬‬
‫اإلشعاعات‪ ,‬لندن‪ ،‬حزيران ‪. 2005 ,‬‬
‫‪-22‬صيحفة معاريف‪ :‬توازن الرعب يقلل من خطورة الحرب ‪. 1975/6/21 ,‬‬
‫‪-23‬عوزي إيبان‪ :‬صحيفة يديعوت أحرنوت‪. 2000/7/9 ،‬‬
‫‪-24‬كارول وليام‪ :‬صحيفة لوس أنجلوس تايمز‪. 2001/1/5 ،‬‬
‫‪-25‬محمد حسنين ىيكل‪ :‬صحيفة األىرام المصرية ‪ ,‬تشرين الثاني ‪.. 1973 ,‬‬
‫‪-26‬وكالة فرانس برس‪. 1994/4/20 :‬‬
‫"ديمونا" ( ألم يحن أوان خروجو إلى تقاعد )‪ ,‬صحيفة ىآرتس‪,‬‬ ‫‪-27‬يوسي ميلمان‪ :‬مفاعل‬
‫‪. 2005/5/27‬‬
‫رابعاً‪ -‬الرسائل والمراكز والمعاىد والندوات والقنوات التلفزيونية وغيرىا ‪..............‬‬
‫‪- 1‬أحمد مجدي رمضان‪ :‬تلوث المياه في البحر الميت‪ ,‬رسالة ماجستير (منشورة )‪ ,‬قسم‬
‫الجغرافية‪ ,‬جامعة القاىرة‪. 2008 ,‬‬
‫‪- 2‬آدم دانييل روتفيلد‪ :‬معهد استوكهولم الدولي للسالم‪. 2001/1/14 ،‬‬
‫‪- 3‬اإلذاعة اإلسرائيلة‪. 2005/6/12 :‬‬
‫‪- 4‬بي بي سي نيوز‪2003 :‬‬
‫‪ :‬في معرض ردىا على المقاوت‬ ‫‪- 5‬تصريح المتحدث باسم الحكومة األردنية (أسمى خضر)‬
‫المنشورة في الصحف األردنية حول التسرب اإلشعاعي‪. 2004 ,‬‬
‫‪- 6‬تقرير للقناة الثانية اإلسرائيلية‪ :‬تاريخ ‪. 2003/7/1‬‬
‫‪- 7‬تقرير وزارة البيئة اإلسرائيلية‪ 72 :‬مكب قديم يهدد المياه الجوفية في جميع أنحاء البالد‪ ,‬حيفا(‬
‫مكتب اوتحاد)‪.. 2005/5/30 ,‬‬
‫‪- 8‬سفيان التل‪ :‬مفاعل "ديمونا"‪ ,‬محاضرة في مجمع النقابات المهنية‪ ,‬عمان ‪. 2005/9/11‬‬
‫‪- 9‬الشؤون العامة لمحاربة اونتهاكات في المناطق الفلسطينية‪ :‬تقرير بعنوان‪ :‬نفايات في المناطق‬
‫الفلسطينية‪. 2005/5/18 ،‬‬
‫‪ - 10‬قناة عيون العرب اإلخبارية‪. 2007 :‬‬

‫‪- 218 -‬‬


‫‪ - 11‬كاترينا كومر بايري (األمينة التنفيذية وتفاقية بازل)‪ :‬تقرير برنامج األمم المتحدة ‪, 2012‬‬
‫‪ - 12‬محاضرة للسفير السابق عيسى درويش‪ :‬العالم العربي وآفاق المستقبل‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪. . 1996 ،‬‬
‫‪ - 13‬مداخلة للنائب عصام مخول‪ :‬مؤتمر مجموعة العمل البرلمانية العالمية لنزع السالح النووي‪،‬‬
‫نيوزيالندا‪. 2004/12/21 ،‬‬
‫‪ - 14‬مركز اإلعالم الفلسطيني والمعلومات ‪. 2004/4/30:‬‬
‫‪ - 15‬المركز اإلقليمي للتدريب ونقل التكنولوجيا للدول العربية ‪ :‬جامعة القاىرة‪. 2007 ،‬‬
‫‪ - 16‬المركز الصحفي الدولي‪ :‬لقاء خاص مع د‪.‬يوسف أبو صفية‪ ،‬وزير سلطة جودة البيئة‪ ،‬غزة‪،‬‬
‫‪. 2002‬‬
‫‪ - 17‬مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية‪. 2004-2-4 :‬‬
‫‪ - 18‬مركز وفا اإلعالمي‪ :‬تصريح عصام مخول‪ ،‬عمان‪. 2004/7/14 ،‬‬
‫‪ - 19‬معهد األبحاث التطبيقية‪ :‬تقرير بعنوان‪ :‬اإلنتهاكات البيئية اإلسرائيلية في منطقة الشرق األوسط ‪,‬‬
‫القدس‪. 2001 ,‬‬
‫‪ - 20‬المعهد الدولي للدراسات اوستراتيجية‪ :‬الميزان العسكري ( ‪،)2005 -2004‬لندن‪ ،‬تشرين أول‬
‫‪. 2004‬‬
‫‪ - 21‬مقابلة مع الخبير اإلسرائيلي النووي مردخاي فعنونو‪ :‬قناة الجزيرة‪ ,‬برنامج تلفزيون(تحت‬
‫الضوء)بعنوان‪ :‬خطر مفاعل "ديمونا" ‪. 2004/9/1‬‬
‫‪ - 22‬مكتب اوتحاد الصحفي‪ :‬حيفا‪. 2005/4/22 ,‬‬
‫‪ - 23‬نشرة شؤون فلسطينية‪ :‬مركز الدراسات الفلسطينية‪ ،‬بغداد‪ ،‬العدد ‪. 1976 ،43‬‬
‫‪ - 24‬وفيوليت جاد إسحق‪ :‬التنمية البشرية والبيئة‪ :‬في فلسطين‪ ،‬معهد األبحاث التطبيقية‪ ،‬القدس‪،‬‬
‫‪. 1997‬‬

‫‪- 219 -‬‬


:‫ المراجع والكتب األجنبية‬-ً‫خامسا‬
1 -Fuad jabber: Israel and nuclear weapons present options and
future strategies/ London/chatto and windus/ 1971/
2 -D.K .palit and p.k.s: namboodiri islemice pomb/ new delhi/ vikas
publishing house/ 1974/ Cervenka zdeenek: rogers barabara the
nuclear axis/ secret collaboration between germany and south africa
/ new york/times/ books/1978
3 - Anthony H.Cordesman; Israeli weapons of mass destruction,
center for strategic and international studies 6\2\2008.
aCordesman@email.com
4 -Pranger, robert and tahtinen daler nuclear threat in the middle
east. Washington,dc american enterprise institute for public policy
research - 1975
5 -Robert e.harkav, spectre of middle eastern aolocoust: the strategic
and diplomatic implications of Israeli nuclear weapons program
(denver ,col univ of denever graduate school of international studies
1977.
6 -Simha flapan (( Israels Altitud Towards The Npt )) In Stocholm
International Peece Research Institute , Nuclear Proliferation
Problems, Cambridge , Mass MI T Press – 1974
7-Beaton , Leonard" Why Israel Does Not Need The bomb new
middle east – 1969-
8- Wissman steve: krosney Herbert " the islamic bomb " new york .
times book – 1981-
9-Farr, W. (1999): The third temples holy of holies: Israeli Nuclear
Weapons , USAF Contreproliferation Center, Alabama.
10-Karash, Efhvaim, Between war and peace:Dilemmas of Israeli
security (London<England:Frank cass,1996,82)
Rogerŝ )The Nuclear Axiss(ZedenkCervenka and Barbara
11-Barnaby ,frank ,the invisible Bomb: the nuclear arms race in the
middle East (London :I.B tauris, 1988) ,47

- 220 -
Cohen , op. cit, Israel and the bomb-

12 -Harden,major jmas d.israel nuclear weapons and war in the


middle east ,monterery,ca,decemper 1997
13 -Karsh,ephrim,between war and peace: dilemmas of Israel
security (London) , England:frank cass ,1996

:‫ المواقع اإللكترونية‬-ً‫سادسا‬
1- Charnysh, V. (2009); Israel s Nuclear Program. www.
Wagingpeac. Org 23.1.2010
2- Negev Nuclear Research, (2005); Weapons of Mass
Globalsecurity. Org Destruction. http;// www.
/wmd/world/Israel/dimona. Htm. 3.1.2010

،‫ مخاطر التصنيع النووي الصهيوني‬:‫ داوود الشراد‬-


3- http;//www aqsaonline. Info/le...14.2.2010 , 2009
‫ محاضرة ألقاىا في مقر رابطة الجامعيين وىو النائب‬،‫ سياسة "إسرائيل" النووية‬:‫عصام مخول‬-
4- http;gawlan.org .2003/12/20 ،‫ مجدل شمس‬،‫العربي في الكنيست اإلسرائيلي‬

,‫ البيئة الفلسطينية وما تتعرض لو من اعتداءات احتاللية‬,‫ بعنوان‬:‫ موقع فلسطين برس‬-5
2005/2/25
،‫ مفاعل "ديمونا" والتلوث في المنطقة‬:‫ حسني الحايك‬-6
7- http;//www. Asharqalarabi . org. uk /markaz 2009\12\20
/m abhath
8- http :\\www.4eco >com 2004/10/6 , ‫خاص بأخبار البيئة‬
9 - www. Alasra. Net 15\1\2010

10 - http;\\ Gawlan. org 20\12\2003


- 221 -
‫‪ -11‬موقع منارة‪ ,‬آوف األسر الفلسطينية يتهددىا الموت‪2003/12/29 ,‬‬
‫‪http;\\ www.beth lehem. Com 2\6\2004‬‬ ‫‪ -12‬تلفزيون بيت لحم‬
‫‪13- WWW. SANDROES. COM \abbs\showthread.php 15\1\2010‬‬

‫‪ -14‬نادل عبدالهادي‪ :‬اوستهالك المفرط للموارد الطبيعية المتجددة‪ ,....‬تاريخ ‪2012/7/12‬‬


‫متاح على الموقع‬
‫‪http;// onlinepdffind.com/search.htm/‬‬

‫‪15-www.marafea.org,10/3/2010‬‬

‫‪ -16‬قناة الجزيرة‪ ,‬برنامج ما وراء الخبر‬


‫‪13/10/2009 www.aljazeera.net‬‬
‫‪ -17‬بحث علمي إسرائيلي‪ :‬مواد مشعة في المياه الجوفية في النقب والعربة بسب "ديمونا"‪,‬‬
‫القدس المحتلة‪ ,‬موقع قدس برس‪2004/7/14,‬‬
‫صحيفة الوطن‪18-www.qudsway2004/6/11 ,‬‬
‫موقع عرب‪19-www.arabs48.com48‬‬
‫موقع نداء القدس‪www.quds 20-way.com ,2005/2/10 ,‬‬
‫صحيفة الوفاق‪www.alwifaq.net21- 2004,‬‬
‫‪ -22‬موقع المنارة‪ ,‬فلسطين‪2003/12/29 ,‬‬
‫‪-23‬موقع وفا‪ ,‬الخليل‪20003/12/26 ,‬‬
‫‪ www.basel.int‬إتفاقية بازل بشأن التحكم في نقل النفايات‬ ‫‪ -24‬الموقع اإللكتروني‬
‫الخطرة والتخلص منها عبر الحدود‪.‬‬

‫‪- 222 -‬‬


‫‪-25‬الموقع اإللكتروني ‪ WWW.PIC.INT‬إتفاقية روتردام بشأن بعض المواد الكيميائية‬
‫‪-26‬الموقع اإللكتروني ‪ WWW.POPS.INT‬إ تفاقية استوكهولم بشأن الملو ات العضوية‬
‫الثابتة (‪)POPS‬‬
‫أوجه‬ ‫‪-27‬الموقع ‪www.un.org\law\av\2012.all rights reserved‬‬
‫التعاون(التآزر) بين اتفاقيات بازل وروتردام واستوكهولم‪.‬‬

‫‪- 223 -‬‬

You might also like