Professional Documents
Culture Documents
325 e 51 A 588 BD 0 e 86
325 e 51 A 588 BD 0 e 86
امللخص:
تعكس التوجهات واملواقف بين الدول طبيعية العالقات بينها ومدى اهميتها بالنسبة
للطرفين وفقا للمصالح الخاصة اوال ومن ثم املصلحة املتبادلة ،ومن خالل دراسة سياسة
ايران تجاه تركيا في املدة 1980-1960يتبين لنا مدى التوافق واالختالف في السياسات العامة
بين الدولتين ،من خالل طبيعة السياسة العامة والداخلية وما تمثله طبيعة نظام الحكم في
كال الدولتين ،كون هذه املدة تمثل حدوث تطورات خطيرة في تركيا بدأت بانقالب وانتهت
بانقالب جر وراءه متغيرات سياسية مهمه في تاريخ تركيا املعاصر .
ومن الطبيعي ان املوقف االيراني وما تاله من سياسة ايرانية تجاه الجارة تركيا جاء
متأثرا بطبيعة العالقات االيرانية التركية خالل العهود السابقة وان ايران تنظر الى تركيا على
انها الدولة االكثر منافسة لها في االهمية االقليمية وقوة عالقتها بالغرب االمريكي واالوربي،
ومدى تأثير هذه العالقة على كليهما .
لقد كانت الدولتان تتعاونان فيما بينهما فقط عندما تتالقى مصالحهما ،السيما وان
تاريخهما املعاصر قد بدأ في فترة متقاربة باعالن الجمهورية التركية عام 1923واململكة
البهلوية عام ،1925وجاء ذلك على اثر تاريخ طويل مليئ بالتنافس والصراع على املصالح في
املنطقة املجاورة بينهما ولذلك فأن ايران املعاصرة كانت تحاول دائما تجاوز تركيا في عالقتها
مع الغرب بما يحقق أهدافه في جعل إيران الدولة األهم واألقوى في منطقة الشرق األوسط،
وكانت إيران تنظر إلى عالقاتها مع تركيا على أساس ما تراه مناسبا ملصلحتها الوطينة ،وكذلك
األمر بالنسبة لتركيا ،فكان مثال القلق في بداية انقالب ،1960تم الهدوء ،ثم التوتر بعد
انقالب ،1971ومن ثم الصدام بعد الثورة اإلسالمية في ايران ،وما يبرهن ذلك الصدام
الشديد بين األيديولوجية العلمانية في تركيا والنظام الديني للجمهورية اإلسالمية في ايران،
وعلى الرغم فأن العالقات بين الدولتين لم تتدهور إلى حد ارتكاب األعمال العدوانية وضلت
العدد الثامن -كانون االول2021- مجلة إكليل للدراسات االنسانية 276
السياسة االيرانية في املجمل محافظة على دور محايد وقاومت االنزالق في القضايا السياسية
املعقدة .
التمهيد :
من املعروف أن تحديد املكانة اإلقليمية ألية دولة يرتبط بمدى قربها أو بعدها عن
موقع الدولة املركز أو اإلقرار بها كقوة إقليمية ،والعالقات اإليرانية التركية تحتل أهمية
كبرى ،في سياسة كل منهما وعلى مر العصور ،فهما دولتان تمتلكان ثقال كبيرا في املنطقة،
بسبب الخصائص الجيوسياسية ملوقعهما االستراتيجي ،باإلضافة لقدراتهما العسكرية
والبشرية واملادية ما يمنحهما قوة تستطيعان من خاللها التأثير على مختلفة أحداث املنطقة
اإلقليمية املحيطة بهما ،وتاريخيا تمتاز العالقات فيما بين الدولتين بالتعقيد بسبب تبني كلتا
الدولتين الستراتيجية التنافس في ظل التعاون ،وتعتبر كل منهما في أدبيات علم السياسية
بـ(الدولة املفتاحية واملحورية) ،والسبب لتمتعهما بنفس األهمية الجيوبوليتكية ،كما أن
إيران بوابة تركيا إلى الشرق وتركيا بوابة ايران إلى الغرب ،وشهدت العالقات فيما بينهما
العديد من التقلبات بسبب املتغيرات التي طرأت داخل البلدين وما صاحب ذلك من متغيرات
إقليمية ودولية مختلفة.
ان املتتبع لسياسة تركيا الخارجية على مدى عقود يلحظ التوجه الغربي على الدوام
لتركيا ،إذ اتجهت في سياستها نحو الغرب بصفتها العضوية في مجلس أوروبا عام ،1949وهو
جزء من سياسة العمق االستراتيجي التي دأبت تركيا على اتبعاها ( ،)1كذلك مشاركتها في
حلف شمال األطلس ي عام ،)2(1952وتم توقيع اتفاق انقرة بين الجماعة األوروبية وتركيا عام
،1963حيث تم االتفاق على إمكانية انضمام تركيا مستقبال إلى اإلتحاد األوروبي( ،)3وهو ما
تسعى إليه تركيا حتى اليوم.
ومن اهم العناصر التي يمكن اإلشارة إليها فيما يخص العالقات اإليرانية التركية هي
بداية عالقة الجوار ،والتي تعد من اهم نقاط التقارب بين البلدين ،وحاجة البلدين لبعضهما
البعض من أجل الوصول إلى بلدان أخرى ،وطول الحدود املشتركة بين الدولتين والتي تبلغ
حوالي ( )454كم وبالتالي من األهمية املحافظة على أمن الحدود بإقامة العالقات السياسية
واالقتصادية والثقافية الجيدة ،كما أن أليران أهمية اقتصادية لتركيا كونها تعتبر ثاني دولة
في العالم من حيث انتاج الغاز الطبيقي ،في حين أن تركيا تعد من الدول املستهلكة لهذه
الطاقة (.)4
بدأت إيران بتطوير عالقاتها مع الحكومة التركية بعد توقيع معاهدة للصداقة في
/22نيسان ،1926/والتي كانت بطلب من انقرة وبوساطة االتحاد السوفييتي ،وركزت تلك
املعاهدة على عدم االعتداء والحياد ،كما تضمن مبادئ أساسية تحكم العالقات فيما بينهما،
277 العدد الثامن -كانون االول2021- مجلة إكليل للدراسات االنسانية
وعدم االخالل باألمن والتصدي لعمليات التهريب عبر الحدود ( ،)5تبع ذلك توقيع اتفاقية
()6
تجارية في العام 1927وفتح خط للتلغراف في العام .1927
ومع هذه البداية الحسنه في العالقات الثنائية بدأت مجموعة من املؤثرات االقليمية
تلعب دورا في التأثير عليها وفي مقدمتها النشاط الكردي على الحدود االيرانية التركية واملوجه
ضد الدولتين وكان من املمكن ان يكون سببا في توتر العالقات االيرانية التركية اال طبيعة
النظامين كانت بالضد من هذا النشاط جعل من الوضع يستقر بينهما بتوقيع تفاهمات
مشتركة ملواجهة النشاط الكردي ومنها ماتم في العام 1931بالسماح لقوات البلدين بتعقب
املسلحين االكراد( ،)7وجاء توقيع اتفاقية 1932لترسيم الحدود بين ايران وتركيا ليضع
العالقات في مستوى اكثر تقاربا ليشهد اتفاقات اخرى في الجوانب السياسية واالقتصادية
والعسكرية مع زيارات مسؤولي الدولتين كان من اهمها زيارة رضا شاه الى تركيا في العام 1934
واستمرت لشهر كامل تمخض عنها الكثير من التفاهمات واالتفاقات ولقيت ترحيبا تركيا كبيرا
قابله اعجاب شديد من قبل شاه ايران بشخصية الرئيس التركي مصطفى كمال اتاتورك
وبتجربته السياسية في بناء دولة تركية حديثة( )8ونتج عن هذا التوجه التقارب دخول
الدولتين في عضوية حلف سعد اباد عام . )9(1937
ساهم هذا الحلف في زيادة التقارب بين هذه الدول السيما بين ايران وتركيا وتأييد
احداهما االخر في املواقف الدولية ومنها الحياد في الحرب العاملية الثانية 1945-1939اال ان
ذلك لم يصل الى درجة منع او التأثير على بعض املتغيرات التي وقعت في كال الدولتين ومنها
تأثر الدولتين بالحرب العاملية وتنحي رضا شاه عن السلطة في ايران عام 1941على اثر
تطورات الحرب العاملية الثانية والتدخل البريطاني السوفيتي في الشأن الداخلي اليران ومنع
انجرافها نحو املعسكر االملاني في الحرب (.)10
بعد الحرب العاملية الثانية وحتى نهاية عقد الخمسينيات تطورت العالقات االيرانية
التركية بشكل متسارع وجاءت السياسة االيرانية تجاه تركيا اول االمر متوافقة مع تقارب كال
الدولتين للسياسة االمريكية والغربية وبالضد من التوجهات السوفيتية واملد الشيوعي نحو
املنطقة( ،)11السيما بوصول الحزب الديمقراطي الى زعامة السلطة في تركيا عام 1950
واالعالن عن الرغبة في زيادة التعاون مع الدول االسالمية والسيما الجارة ايران ( ،)12اال نجاح
االصالحيين في ايران بزعامة الدكتور محمد مصدق في السيطرة على اغلبية مقاعد البرملان
االيراني وتشكيلة الحكومة بين عامي 1953-1951قلب هذه املوازين بعداء حكومة مصدق
للمصالح الغربية في ايران وسيطرتها على موارد البالد والسيما النفط وهو ما ادى الى تأميم
النفط االيراني( ،)13مما اثر كثيرا على طبيعة العالقة االيرانية مع تركيا بعد بيان املوقف
التركي من قرار حكومة محمد مصدق وتأميم النفط االيراني مغايرا للتوجه العام في العالقات
العدد الثامن -كانون االول2021- مجلة إكليل للدراسات االنسانية 278
بينهما رغم محاولتها الحياد في بادئ االمر اال انها اعلنت تأييدها لبريطانيا ولحقوق شركة
االنكلوفارسية التي تسيطر على امتيازات النفط في ايران وبالتالي فقد ايدت تركيا القرار
االمريكي باالطاحة بحكومة مصدق بانقالب 1953والذي تم بالتعاون مع الجيش االيراني
بقيادة الجنرال زاهدي(.)14
بعد االطاحة بحكومة مصدق شهدت العالقات االيرانية التركية تعاونا كبيرا وعودة الى
التفاهمات املشتركة اقليميا ودوليا وتقارب سياس ي كبير بينهما تبناه الطرفان وفي مقدمته
رفض التوجه الشيوعي للمنطقة( ،)15ودخولها املنضومة الغربية وتحت رعاية بريطانية
وامريكية ومنها انضمام الطرفين لحلف بغداد عام ،)16( 1955وشمولهم بالدعم السياس ي
واالقتصادي الذي تبناه مشروع الرئيس االمريكي دوايت ايزنهاور الذي اطلقه في العام 1957
()17
لدعم دول املواجهة مع املد الشيوعي والسيما اعضاء حلف بغداد.
املبحث االول :سياسة ايران تجاه املتغيرات السياسية في تركيا : 1971-1960
شهدت الساحة السياسية في تركيا متغيرات سياسية خطيرة بعد وصول الحزب
الديمقراطي للحكم والذي كان نتيجة اقرار البرملان التركي للتعددية الحزبية في عام 1945
وخاللها بدأ التأزم في العالقة بين الحزب الديمقراطي وسياسيي الجيل االول من الجمهورية
من اتباع حزب الشعب الجمهوري والعسكريين والذين عدهم الحزب الديمقراطي يمارسون
الدكتاتورية في ادارة الدولة ،وهو ما ادى الى اتباع الحزب الديمقراطي سياسة مغايرة للتوجه
السابق ومنها تقربه للدول االسالمية (.)18
ونتيجة لهذا التأزم جاء انقالب 1960في تركيا وهو اول انقالب عسكري في تاريخ
الجمهورية التركية الحديثة ،والذي أدى إلى بدء عهد االنقالبات العسكرية وأثيرها على الحياة
ً
السياسية في تركيا )19(،حيث أعلنت لجنة االتحاد الوطنية ،التي تشكلت من 38جنراال
ً
وضابطا من القوات املسلحة التركية ،وضع يدها على السلطة في البالد وقامت بقيادة
الجنرال جمال غورسيل(/27 )20مايو 1960/بالسيطرة أوال على قيادة الجيش ثم اإلطاحة
بحكومة الحزب الديمقراطي املنتخبة من قبل الشعب ،وصدر الحكم باإلعدام بحق 15
()21
شخصا على رأسهم رئيس الوزراء التركي عدنان مندريس.
واعتبر ذلك أسوأ يوم في تاريخ الديمقراطية في تركيا .إذ انتهج مندريس سياسة اقتصادية
ليبرالية ،وشهدت تركيا في عهده تنمية اقتصادية ،وانتقلت إلى اقتصاد السوق الحر ،ورفعت
حكومته جميع القيود أمام الواردات ،وخفضت نسبة الفائدة لتشجيع القطاع الخاص على
()22
االستثمار.
واعتبر االنقالب افرازا دراماتيكيا ملجموعة من التدخالت السياسية واأليديولويجة من
حيث نوعية الصراع الديني القومي العلماني املتعاكس اتجاها وقدرة بين ما تتباه املؤسسة
279 العدد الثامن -كانون االول2021- مجلة إكليل للدراسات االنسانية
العسكرية التركية من جهة ،وبين الصراع السياس ي بين الحزب الديمقراطي الحاكم وحزب
الشعب املعارض ،حيث اختار مندريس وألكثر من مرة أسلوب املواجهات القمعية في التصدي
للمظاهرات واملسيرات السليمة التي نظمها اتحاد العمال وطلبة الجامعات التركية املطالبة
بمزيد من الحريات العامة ،ويشار إلى أن انتهاك الدستور وجعل الجيش إحدى أدوات الصراع
بين األحزاب السياسية واستخدام األموال العامة لتحقيق مكاسب غير مشروعة ،وتلك
االتهامات هي التي وجهها الجيش بشكل معلن لسياسة الحزب الديمقراطي بقيادة مندريس،
ولكن كان من أهداف االنقالب كبح جماح اإلسالم السياس ي الذي شهد نشاطا خالل عهد
()23
مندريس.
من جانب اخر فأن االوضاع الداخلية في إيران عام ،1960وفي ظل حكم نظام الشاه
محمد رضا ( )24( ) 1979-1941كان في وضع حرج بسبب الفساد املستشري في البالد ،إلى
جانب عدم االستفادة من املساعدات االقتصادية االمريكية والتي بلغت ( )567مليون دوالر
باإلضافة للمساعدات العسكرية ،إذ قامت الواليات املتحدة عام 1953م بتقديم
( )1.337.900.000مليار دوالر من املعدات العسكرية على شكل منح وقروض إلى أن حلت
املبيعات املباشرة عام 1969بدال من املنح والقروض( )25وما ورافق ذلك من نهب لعائدات
النفظ اإليراني والتي انعكست على األوضاع االقتصادية في البالد ،ما أصبح ينذر بوقوع أزمة
اقتصادية بسبب عدم سيطرة الدولة على الفساد املالي واإلداري في األجهزة الحكومية ( ،)26إلى
جانب سقوط النظام امللكي في العراق ،وإنهيار حكومة الحزب الديمقراطي في تركيا بسبب
()27
انقالب .1960
يشار إلى أنه مع أن ايران لم تكن مستعمرة من الناحية الفعلية ،كما هو الحال في بقية
بلدان الشرق األوسط والتي كانت تحت الحكم العثماني الفعلي ،إال أنها كانت ترزخ تحت
التنافس االستعماري البريطاني الروس ي وكانت إحدى عجالت دوامتها ،وحصلت على سلسلة
من االمتيازات والتسهيالت من الدول الرأسمالية ،وأصبحت ايران شبه مستعمرة تابعة
()28
للدول الكبرى وبطبيعة الحال لم تكن الواليات املتحدة االمريكية بمعزل عن هذا االمر.
ولكن سرعان ما ساورت الشاه املخاوف ،لقيام ثورة العراق عام 1958وأعقبها انقالب
تركيا بعد عامين والبلدين يجاوران ايران ،ما جعل الشاه يضع في حساباته احتمال حدوث
انقالب عسكري في ايران خاصة وأن بعض الصحف اإليرانية اشارت إلى وجود اتصاالت
سرية بين بعض الضباط اإليرانيين ودبلوماسيين أمريكيين وبريطانيين ،ما زاد من مخاوف
()29
الشاه.
وأثار االنقالب التركي اهتمام ايران وتم غلق الحدود التركية اإليرانية بصورة مؤقته ،إذ
خشيت ايران من انتهاج حكومة االنقالب سياسة خارجية جديدة إيجابية مع االتحاد
العدد الثامن -كانون االول2021- مجلة إكليل للدراسات االنسانية 280
السوفييتي ،بوصفه نظام معادي لكليهما وخشيتها من أن تتنصل الحكومة التركية من
تعهداتها اإلقليمية بإعالن خروجها من حلف بغداد املركزي ( ،)30وأثار ذلك قلقا إيرانيا من
امتداد هذا التأثير على عالقاتهما داخل حلف بغداد وعلى العالقات التركية السوفيتية وعلى
()31
السياسية الداخلية لتركيا.
غير ان املوقف التركي كان واضحا بعد االنقالب ،وتم التأكيد على مبدأ أتاتورك " السلم
في الداخل ،والسلم في الخارج"( )32وحاول الذين تسلموا السلطة بذل ما بوسعهم الستتباب
االمن داخليا ،مع إدخال توجهات جديدة في سياسية تركيا الخارجية عن طريق تعزيز
العالقات مع دول الجوار( ،)33ومن املؤكد أن االنقالب التركي ترك أثرا واضحا في العالقات مع
دول الجوار ،خاصة مع إيران إذ عدته حدثا مهما في العالقات ما بين البلدين ،وكان من
أسباب ترحيب الشاه باالنقالب في البداية انزعاجه الشديد من الزيارة التي كان ينوي
مندريس رئيس الوزراء التركي القيام بها إلى االتحاد السوفييتي في تموز 1960امال في وضع
خطط بديلة لإلئتمان الن املساعدات االمريكية وفق مبدأ ترومان ومشروع مارشال( )34قد
()35
نفذت.
()37 ()36
وكان الرد الذي بعث به كورسل إلى خروتشوف في /8تموز 1960/أدى إلى تهدئة
ايران من توجهات النظام الجديد ،حيث بعث خروتشوف إلى رئيس الوزاء التركي كورسيل
ذكر فيها " :سيكون حاملا تنتهج تركيا جاة الحياد ،من دواعي سرورنا العميق أن تتطور
العالقات ما بين بلدينا الجارين"( )38ورفض كورسل دعوة الحيادة تلك صراحة وأوضح في
رسالة بعثها إلى خروتشوف :أن تركيا ستحافظ على التزاماتها الدولية ،وبالذات تلك التي
تنطلق من حقيقة وجودها في حلف األطس ي والحلف املركزي"(.)39
ونتيجة ملخاوف شاه ايران من توجهات نظام الحكم الجديد ،ولرغبته بالتعرف على
السياسية الخارجية لتركيا بعد وصول العسكريين إلى الحكم قطع زيارته التي كان يقوم بها إلى
أوروبا واملرور بأنقرة في /31أيار ،1960/والتقى بقائد االنقالب كورسل ،وتباحث معه ومع
بقية القادة بشأن العالقات الثنائية بين بالده وتركيا ،واتفق الجانبين على ضرورة تعزيز
()40
العالقات الثنائية بينهما.
وانعكست الزيارة إيجابيا على العالقات التركية اإليرانية ،وعلى موقف ايران من نظام
الحكم الجديد في تركيا ،حيث وجه الشاه وزير خارجيته باستدعاء السفير التركي في طهران
وابلغه باعتراف ايران بالنظام الجديد وتمنى للقائمين باالنقالب النجاح بقيادة تركيا نحو
()41
آفاق جديدة ،وترسيخ أسس التعاون بين البلدين.
كما جاءت تأكيدات رئيس الوزراء التركي كورسل لتؤكد تعزيز العالقات التركية اإليرانية
بتصريحه بأن بالده ستلتزم باالتفاقيات الدولية التي وقعتها الحكومة السابقة ،إضافة اللتزام
281 العدد الثامن -كانون االول2021- مجلة إكليل للدراسات االنسانية
تركيا بكافة تعهداتها في حلف بغداد والدول املشاركة فيه ،األمر الذي دفع إيران لعد االنقالب
()42
مرحلة عززت عالقاتها مع تركيا.
وشهدت العالقات بين الدولتين تطورا ملحوظا ما بين البلدين عام 1962بتبادل
()43
الزيارات رفيعة املستوى بين البلدين ،والتي حثت على تفعيل وتنشيط عدد من املشاريع
وفي عام 1964اعلن رئيس الوزراء اإليراني (اسد هللا علم) قائال " :لن اكتفي بمجرد االهتمام
()44 ً
بتطوير العالقات بين ايران وتركيا ،وإنما سأجعل من تحقيق ذلك مبدأ سياسيا لي".
وهذا التصريح انعكس سريعا على العالقات ما بين البلدين وتم التوقيع عام 1964على
اتفاقية لتجارة الترانزيت لزيادة حجم التبادل التجاري بينهما ووصلت ذورة العالقات في
تأسيس منظمة للتعاون االقتصادي والثقافي والتقني سميت بمنظمة التعاون اإلقليمي
للتنمية( )45في /12تموز1964/وضمت كل من تركيا وايران وباكستان.
وتعبيرا عن عمق العالقات بينهما قام رئيس الوزراء التركي سليمان ديميرل( )46بزيارة
طهران في /6أيار ،1967/واعلن عن رغبته باستمرار التعاون بين البلدين ،وتم بحث إمكانية
إقامة حلف دفاعي يضم كال من تركيا وإيران وباكستان ،ولعبت تركيا دور الوسيط في
الصراع العراقي اإليراني عام ،1969وشرح املتحدث باسم وزارة الخارجية التركية وجهة نظر
الحكومة بقوله " :أن تركيا ترغب صادقة بانتهاء الصراع بين صديقتها وحليفتها إيران وجارتها
العراق ،ال بد من فهم املوضوع وحله قبل أن يؤدي إلى حدوث مخاطر جمة"(.)47
وشهدت العالقات التركية اإليرانية خالل الستينيات من القرن املاض ي املزيد من
التنسيق املشترك بينهما ،خاصة وأن كالهما كان مرتبطا بحلف بغداد ،وكانت ايران حليفة
لتركيا وشعرت ايران بالراحة بقرار الواليات املتحدة بسحب صواريخ (جوبيتر) من األراض ي
التركية ( )48عام 1962وأعلن وزيرا خارجية البلدين عن " تطابق وجهات نظر تركيا وإيران
بصدد تقييم الوضع الدولي ،وكانت املباحثات التركية اإليرانية ودية ومثمرة جدا"(.)49
ولكن لم تكن العالقات دائما على وفاق تام بين البلدين إذ كان هناك مسائل خالفية لها
اثرها على الدولتين ومن مسائل الخالف الهامة القضية الكردية ،وهي من أكثر القضايا تأثيرا
في الشأن السياس ي والعالقات فيما بين دول املنطقة وخاصة بين تركيا وإيران ،ملا لهذه
القضية من عالقة بقضايا املنطقة ،وهي تعتبر من املسائل األكثر تعقيدا ،نتيجة لتداخالتها
السياسية اإلقليمية املعقدة ،وكانت تلقي بتأثيراتها على سياسات هذه الدول داخليا وخارجيا
()50
في إطار التعامل مع هذه القضية في إطار السياسة تجاه الدول التي يتواجد فيها األكراد
مثل سورية والعراق ،وكانت قضية األكراد من العوامل الرئيسية في تقارب كل من تركيا
وإيران خالل املدة 1970-1960تارة وتعكير العالقات بينهما تارة أخرى ،وظهرت بوادر تعاون
الحكومة التركية مع ايران والعراق عام 1963حيث أبدت كل من تركيا وايران قلقهما بشأن
العدد الثامن -كانون االول2021- مجلة إكليل للدراسات االنسانية 282
مجرى االحداث في كردستان( )51العراق ،وتم اتخاذ تدابير عسكرية مشتركة للقضاء على
الحركة التي كانت تطالب بالحكم الذاتي ،وهو مطلب كان يشكل خطرا على كل من تركيا
وإيران ،وكانت انقرة اول املحطات لضرب الحركة الكردية املسلحة في كردستان العراق عام
،1963إذ اجتمعت وفود من تركيا و إيران والعراق لوضع خطة مشتركة ملساعدة العراق في
القضاء على الحركة الكردية في كردستان العراق( ،)52كما كانت عامال أساسيا في تعكير
العالقات التركية اإليرانية عام 1965لشعور تركيا بقلق شديد تجاه الدعم اإليراني ألكراد
العراق وكانت تركيا قد حذرت الشاه عدة مرات من النتائج السلبية املحتملة لسياسته تجاه
()53
اكراد العراق والتي قد تنعكس على البلدين سلبا.
إضافة إلى ذلك فأن الشاه استمر في التعبير عن عدم رضاه تجاه حلف بغداد كما بقيت
األحزاب اليسارية في تركيا والرأي العام قلقة من توجهات الشاه الدكتاتورية ،إذ كانت
املقاالت تنتقد نظام الشاه ،وكان نشر ذلك في الصحف التركية يعد مصدر ازعاج وعدم
ارتياح للشاه على الرغم من الجهود التي بذلتها حكومة سليمان دميرل من اجل تعزيز عالقاتها
إرضاء للشاه .كما كان هناك عدة أسباب ً مع الحكومة اإليرانية منذ تشكيلها عام 1965
للقلق اإليراني ومنها اعداد الطلبة اإليرانيين الكبير في تركيا واملعارضين لنظام الشاه ،والذين
كانوا يتلقون مساعدات من األحزاب اليسارية التركية ومن مسائل الخالف أيضا تبادل مسألة
األفيون وتجارته فتركيا كانت تبيع األفيون الطبي تحت اشراف برنامج األمم املتحدة وبسعر
( )10دوالر للكيلو غرام ،وبدأت ايران ببيع األفيون بنصف السعر في محاولة منها إلجبار تركيا
على إيقاف انتاج االفيون ،ألن أكثر من نصف املخدرات التي يستخدمها اإليرانيون كانت تأتي
بصورة غير شرعية من تركيا (.)54
املبحث الثاني :انقالب عام 1971في تركيا واملوقف االيراني :
ً
في العام 1965انتخب سليمان دميرل نائبا في االنتخابات البرملانية عن "حزب العدالة"
الذي كان أمينه العام ،ليصبح رئيس الوزراء التركي الثاني عشر ،بترؤسه الحكومة املشكلة في
العام ذاته ،ثم حكومتين أخريين عامي 1969و ،1970اال ان هذه الحكومة لم يشهد لها
االستمرار نتيجة عدم رضا العسكر عن اداءها وهو ما ادى الى حدوث انقالب في
/12أذار ،1971/وعرف بانقالب املذكرة بإشارة إلى املذكرة العسكرية التي أرسلها الجيش بدال
من الدبابات إلى رئيس الوزراء سليمان دميرل طالبا منه التنحي ،فاستقال دميرل لتتحول
()55
تركيا إلى ما عرف بـ "نظام الثاني عشر من آذار"
كانت االحداث السياسية الداخلية التي شهدتها تركيا من اإلضطربات وأعمال العنف في
ستينيات القرن املاض ي ،فضال عن أثار الركود االقتصادي قد اثارت موجة من اإلضطرابات
اإلجتماعية والتي تمثلت في املظاهرات التي جابت الشوارع ،وإضرابات العمال ،واإلغتياالت
283 العدد الثامن -كانون االول2021- مجلة إكليل للدراسات االنسانية
السياسية ،باإلضافة لتشكيل حركات عمالية وطالبية يسارية تعارضها الجماعات اليمينية
القومية املسلحة واإلسالمية ،ونفذ الجناح اليساري هجمات تفجيرية ،وعمليات سرقة،
وإختطاف .ومنذ نهاية عام 1968م ،وعلى نحو متزايد خالل عامي 1969و1970م ،كان يقابل
العنف اليساري بعنف يميني متطرف ،بل ويتجاوزه( ،)56خاصة من قبل منظمة "الذئاب
الرمادية"(.)57
وجاءت حكومة دميرل وسط جو من االضطرابات في البالد ،باإلضافة إلى تلك التي
ً ً
سيعيشها حزبه خصوصا بعد انسحاب قرابة 40نائبا من "حزب العدالة" من كتلته
البرملانية ،مما أدى إلى الحد من إغلبيته البرملانية ليسقطوا حكومة دميرل الثانية عام ،1969
ً
ما اضطره إلى تشكيل حكومة جديدة لم تصمد طويال وبالتلي توقفت العملية التشريعي(.)58
وفي يناير 1971م ،عمت الفوض ى أرجاء البالد ،وتوقفت الجامعات عن العمل ،وقام
الطالب بسرقة البنوك ،وخطف الجنود األمريكيين ،كما تم قصف منازل أساتذة الجامعات
الذين انتقدوا الحكومة من جانب نشطاء الفاشية الجديدة ،واضربت املصانع ،وتوقف
العمل منذ /1كانون الثاني وحتى /12اذار 1971 /م ،وأصبحت الحركة اإلسالمية أكثر
عدوانية وقام حزبها حزب "النظام الوطني" ،برفض "أتاتورك والفكر الكمالي"( )59علنا ،ما أثار
غضب القوات العسكرية ،وبدت حكومة دميرل ،التي أضعفتها اإلنشقاقات ،مشلولة وعاجزة
عن محاولة إيقاف ثورات الجامعات والعنف في الشوارع وغير قادرة على إصدار أي قوانين
جادة بشأن اإلصالح اإلجتماعي واملالي(.)60
وقام رئيس هيئة األركان العامة التركية ممدوح تاجماك ،في 12مارس بتسليم رئيس
الوزراء مذكرة تصل لحد إنذار أخير من القوات املسلحة وطالب فيها بتشكيل حكومة قوية
حدا للوضع الفوضوي الحالي وتطبق، ذات مصداقية في إطار املبادىء الديمقراطية ،تضع ً
من خالل وجهات نظر أتاتورك ،القوانين اإلصالحية املنصوص عليها في الدستور إلنهاء
الفوض ى ،والصراع بين األشقاء ،واإلضطرابات اإلجتماعية واإلقتصادية ،وإذا لم تتم تلبية
هذه املطالب فإن الجيش سوف يمارس واجبه الدستوري ويتولى ُ
السلطة(.)61
العدد الثامن -كانون االول2021- مجلة إكليل للدراسات االنسانية 284
املبحث الثالث :العالقات التركية اإليرانية بعد انقالب عام 1971في تركيا :
شهدت فترة السبعينيات من القرن املاض ي متغيرات عدة ساهمت في تطور العالقات
التركية اإليرانية ،وسلكت كلتا الدولتني سياسات متقاربة في توجهاتهما الخارجية نحو الدول
الغربية وذلك على الرغم من قلق تركيا من سياسة الشاه التوسعية العدوانية وطموحاته في
الخليج العربي( )62حيث أبدت تركيا إنزعاجها من االحتالل اإليراني للجزر العربية الثالثة طنب
الكبرى وطنب الصغرى وأبو موس ى عام )63(،1971إذ كانت العالقات التركية العربية جيدة في
هذه الفترة(.)64
وفي عام 1973ونتيجة للزيادة الكبيرة في أسعار النفط ،احتاجت تركيا للتعاون
االقتصادي والسياس ي مع الدول املنتجة للنفط ،إذ كانت تركيا بحاجة ماسة إلى قروض
كبيرة لتغطية التكلفة املتزايدة للطاقة ،وعندما تقدمت تركيا بطلب بيعها النفط بأسعار
رخيصة من إيران رفض شاه ايران املطلب التركي ،ما أدى الستياء السياسيين االتراك من
املوقف اإليراني(.)65
يشار إلى أن تركيا ومنذ سبعينيات القرن العشرين تبحث عن سبل لدخول منطقة
الشرق العربي وذلك نتيجة لضغط أزمة النفط العربي وارتفاع أسعاره التي أعقبت حرب
تشرين األول ،1973/إذ كانت تركيا مضطرة إلى 4-3باليين دوالر سنويا لشراء احتياجاتها من
الطاقة ،وهو ما كان يؤلف %50من قيمة مجموعة ما تصدره إلى الخارج ،وشجعت الواليات
املتحدة االمريكية هذا التوجه لتحمل دول الخليج العربي قسطا من مساعدة تركيا ،وخاصة
()66
بعد سقوط نظام شاه ايران.
وفي عام 1974تم توقيع معاهدة اقتصادية بين تركيا وايران حددت بخمس سنوات
وكانت بداية لعقد معاهدة دفاعية مشتركة بين البلدين( )67وفي عام 1975اتفقتا على قيام
تعاون اقتصادي وسياس ي أكبر واوسع ،مع العلم بأن الواليات املتحدة االمريكية قد فرضت
حظرا على تصدير األسلحة إلى تركيا في أعقاب غزوها لقبرص في )86( 1974وأكد الشاه على
حسن العالقات ما بين البلدين في مقابلة له مع وكاالت االخبار االمريكية في ،)69( 1978بقوله:
" ش يء واحد يمكن للواليات املتحدة أن تقوم به من أجل مساعدة إيران وتحسين االمن في
منطقة الشرق األوسط ،يمكن إزالة حظر األسلحة ضد تركيا على الفور"(.)70
وبعد حزب السالمة الوطني ( )71من اهم املظاهر في تطور االتجاه السياس ي للتيار
اإلسالمي في تركيا خالل املدة )72(1980-1972وترجع جذور تأسيس الحزب إلى عام ،1970
بزعامة نجم الدين اربكان )73(،إال أن هذا الحزب لم يستمر طويال وتم حظر نشاطه بقرار من
املحكمة الدستورية في 1971عقب انقالب ،1971وتم السماح له بالعمل تحت اسم حزب
285 العدد الثامن -كانون االول2021- مجلة إكليل للدراسات االنسانية
السالمة الوطني عام ،1972وتمكن هذا الحزب خالل فترة قصيرة من تنظيم قواعد له في
( )67محافظة ،ومنذ تأسيسه رفع شعارات دينية مثل الدعوة إلى إلغاء العلمانية(.)74
مثل تأسيس حزب السالمة الوطني ردة فعل تجاه السياسة التركية من خالل ممارساتها
التعسفية إزاء االتجاهات اإلسالمية واتجاه زعماء الطرق الصوفية الذين اتخذوا على عاتقهم
مسؤولية حمايته على الرغم من التباين األيديولوجي بينهم ،إذ اتخذ البعض طابعا تصوفيا أو
عقائديا ،واتخذ آخرين طابعا سياسيا منظما ،بهدف الوصول إلى السلطة عن طريق
()75
الديمقراطية.
()76
وحاول زعيم الحزب اربكان وكان نائب رئيس الوزراء في حكومة بولند أجاويد التي
شكلت عام ،1974وفي أعقاب الزيادة الكبيرة بأسعار النفظ عام 1973بذل جهود عدة
لتحسين عالقات تركيا مع العالم اإلسالمي وخاصة تلك الدول املنتجة للنفط ( ،)77ووكانت
العالقات بين البلدين قد اتسمت بالفتور ألن الشاه لم يرغب في مساعدة تركيا لتجاوز ازمتها
االقتصادية ،بهدف إفشال تجربة األحزاب اإلسالمية التركية في الحكم وإظهارها بمظهر
الفشل لعدم تحقيقيها أية منجزات تزيد من شعبيتها لدى االتراك خاصة واإليرانيين عامة،
ولم تساعد ايران تركيا نتيجة لتخوف الشاه من بروز األحزاب اإلسالمية على الساحة التركية
ولدورها املهم في تشكيل الحكومات االئتالفية التركية ما انعكس سلبا على األوضاع الداخلية
في إيران ،خاصة وأن الشاه قد عانى الكثير من معارضة رجال الدين في إيران عام 1963في
أثناء الثورة البيضاء( )78وما تالها من أحداث ،كما كان متخوفا من قيام عالقات بين الحركة
اإلسالمية في تركيا واملعارضة اإلسالمية في إيران ما من شأنه أن يهدد النظام اإليراني
برمته(.)79
وفي عام 1975اقترح شاه ايران إقامة صناعة عسكرية مشتركة لتحقيق االكتفاء الذاتي
في ميدان التسلح وقدم اقتراحه إلى فخري كورتورك ( )80الرئيس التركي خالل زيارته إلى ايران
عام ،1975وكانت تركيا راغبة بذلك لتقليل اعتمادها على الدول الكبرى في هذا املجال ولكن
ظهرت مشكالت عدة ومنها الصعوبات املالية وقلة األيدي العاملة الفنية.
املبحث الرابع :سياسة ايران تجاه تركيا بعد قيام الجمهورية االسالمية 1980-1979
في عام ،1979اندلعت في ايران ثورة شعبية كبرى قادها علماء الدين بزعامة االمام
الخميني ادت الى اسقاط نظام الشاه امللكي واعالن الجمهورية االسالمية ( ،)81وكان لألحزاب
والتنظيمات اليسارية والوطنية دورا في ذلك باإلضافة لعلماء الدين املسلمين الذين أسهموا
بدور قيادي في الثورة من خالل تشكيل إدارة تعتمد على النهج اإلسالمي ومن ثم االعتماد
على الجماهير لتزويدها بالطاقة التي تضمن ديمومة الثورة .
العدد الثامن -كانون االول2021- مجلة إكليل للدراسات االنسانية 286
ومع بداية الثورة حاولت ايران تعزيز عالقاتها مع حزب السالمة الوطني ،وفي كلمة
لالمام الخميني أمام وفد من أعضاء حزب السالمة الوطني بعد أيام قليلة من اإلطاحة بحكم
الشاه قال فيها " :أرجو منكم ابالغ تحياتي وسالمي إلى السيد اربكان ،الذي نعده صديقا
عزيزا ،وإن شاء هللا سنراكم منصورين ومعززين تحت قيادته ونستنجد باهلل أن يوفقكم في
القضاء على النظام الفاسد في أنقرة"( ،)82وظهر التقارب بين الدولتين في موقف حزب
السالمة الوطني تجاه ايران وخاصة في معارضه استخدام القواعد العسكرية األمريكية في
حادثة الرهائن اإلمريكان( ،)83في بيان أصدره سليمان عارف آمرة ( )84أعلن فيه " :أن حزبه
يعارض بشكل قاطع أن تستخدم الواليات املتحدة االمريكية القواعد املوجودة على أراضيها
في حال تدخل أمريكي ضد ايران"( )85وألن حكومة دميرل بحاجة إلى تأييد حزب السالمة
الوطني في املجلس الوطني التركي بهدف االحتفاظ باألغلبية ،كان من غير املحتمل أن تقبل
الحكومة التركية باستخدام الواليات املتحدة االمريكية لقواعدها في تركيا ضد ايران.
ويشار إلى أن تركيا كانت أول من استعانت به الواليات املتحدة االمريكية للتدخل
العسكري في ايران ،إال أن تركيا منعت الواليات املتحدة من حق التزود بالوقود في األجواء
التركية ،أو استخدام قواعدها خالل هذه األزمة وأعلن دميرل في /23تشرين الثاني،1979/
بأن تركيا ستقرر سياستها تجاه هذه االزمة بعد أن تتلقى طلبا رسميا بذلك من الواليات
املتحدة األمريكية ،وأصدر حزب السالمة الوطني بيانا اعلن فيه معارضته كليا الستخدام
القواعد التركية في هذا املجال وأشار إلى أن احتجاز الرهائن يعد مخالفة دولية(.)86
كان الهدف من تقرب حزب السالمة الوطني إلى ايران هو حاجة الحزب ملساندة ايران له
لتقويته أمام األحزاب السياسية التركية األخرى ،هذا باإلضافة لوجود نظام إسالمي مجاور
لتركيا ،ما سيسهم في تقويض العلمانية في تركيا ،أما بالنسبة إليران فقد أكدت في عدة
مناسبات على أن حزب السالمة الوطني التركي هو الحزب اإلسالمي الوحيد املمثل في املجلس
الوطني التركي الكبير ،وكانت بحاجة له للتأثير في السلوك السياس ي الداخلي لتركيا خاصة وأن
للحزب صحيفة تسمى (مللي كازته) الواسعة االنتشار( )87والتي كانت موالية للثورة اإلسالمية
في ايران ،ومن ذلك مثال ما جاء فيها من تحليل ما كان يحدث في إيران مؤكدة باستخالص
النتائج من الثورة اإليرانية لالستفادة منها في تركيا ،وأكدت بأن الدولة العثمانية قد حكمت
ثالث قارات بسبب القوة التي منحها اإلسالم لها وعليه " :فإن الحكم اإلسالمي ينساب تركيا
أكثر من ايران ،أن بلدنا يستحق هذا اكثر من الدول األخرى ،دعونا ندعو هللا أن يعيد لنا تلك
األيام قريبا ....أن مثل هؤالء القادة ،اربكان والخميني يقاتلون من أجل الهدف نفسه"(.)88
ولكن بالنسبة للحكومة التركية آنذاك كان وجود دولة اسالمية مجاورة لتركيا يعد تحديا
لها وتسببت الثورة اإلسالمية في ايران موجات من الصدمة في أرجاء املنظومة السياسية
287 العدد الثامن -كانون االول2021- مجلة إكليل للدراسات االنسانية
التركية التي يسيطر عليها الجيش إذ كانت الجمهورية اإلسالمية مناقضة لجمهورية أتاتورك
العلمانية ،ليس فقط ألنها تسعى لقلب النظام الجيوسياس ي اإلقليمي ،ولكنها ألنها تهدد هوية
الدولة التركية ووجودها في نظر النخبة التركية ،ومع ذلك لم يكن ثمة تنافس مباشر ما بين
الدولتين على الصعد الجيوسياس ي( ،)89كما خشيت من ذلك ال يؤدي إلى تقويض املبادئ
العلمانية فقط بل سيسهم بتشجيع قوى املعارضة الدينية في تركيا للقيام بنشاطات اكثر
عنفا ما سيكون له اكبر األثر على السياسة الخارجية في ظل عالقات ايران بحزب السالمة
الوطني ،خاصة وأن السياسية اإلقليمية للنظام اإليراني كانت قائمة على أساس اندماج
الجماعات الدينية في الدول األخرى وخاصة الدول املجاورة(.)90
على املستوى الرسمي للحكومة التركية فقد انتاب القلق للسياسيين االتراك بعد الثورة
اإليرانية بقيادة رجال الدين ،والذي اتخذ املنهج اإلسالمي املغاير تماما للمنهج التركي
العلماني ما أدى إلى تصادم في التوجهات في بداية األمر( ،)91وخاصة بعد تبني ايران االسالمية
مبدأ نقل فكر الثورة الى املجتمعات االسالمية االخرى ،وخوف تركيا من قيام ثورة مماثلة
لثورة ايران اإلسالمية من خالل الحركات اإلسالمية املوجودة في تركيا ،خصوصا أن تركيا
كانت تعاني في تلك الفترة من اضطرابات داخلية(.)92
ومن اكبر املخاوف التي اثارتها الثورة اإليرانية هي تصريحات االمام الخميني التي دعا فيها
إلى إيجاد نماذج إسالمية للحكم في الدولة اإلسالمية بما يشبه النموذج اإلسالمي في ايران(،)93
حيث اعتبر أن ايران هي نقطة البداية وقاعدة انطالق نحو تحقيق الوحدة اإلسالمية
والحكومة اإلسالمية من خالل تطبيق شعار تصدير الثورة االسالمية( .)94كما قدم محمد
جواد الريجاني باعتبار ايران (أم القرى) )95(،وذلك يعطي ملوقع ايران الجيوبوليتيكي أهمية
قصوى في السياسة الخارجية من اجل تحقيق املد اإلقليمي وفرض الهيمنة(.)96
وكانت تركيا من أوائل الدول التي اعترفت بالنظام الجديد في ايران وصرح رئيس الوزراء
التركي أجاويد في /13شباط " : 1979/لقد حدث مؤخرا في الدولة الجارة والصديقة ايران
فصل جديد وبدورنا ننهئ الشعب اإليراني على ما حدث وأتمنى لهم الخير واملوفقية في
مسيرتهم هذه ...وكانت تركيا ترقب االحداث في ايران بشكل دقيق ،وانطالقا من قاعدة تركيا
بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول املجاورة كانت تركيا تنظر بعين الحذر وتراقب
االحداث بحساسية ...وسوف نظهر لإليرانيين أهمية هذه العالقات وأن تعزيز العالقات ما بين
البلدين -حسب معرفتي -سيكون عامل مؤثر للسالم اإلقليمي"( ،)97وأرسل أجاويد في
/14شباط 1979/برقية تهنئة إلى رئيس الوزراء اإليراني مهدي بازكان ،وفي /15شباط،1979/
تم استدعاء سفير تركيا في إيران ،وكان من بين السفراء القالئل الذي استقبلهم الخميني،
وقرأ السفير التركي رسالة رئيس الوزراء التركي امام الخميني ونشرت رسالة اجاويد في الصحف
العدد الثامن -كانون االول2021- مجلة إكليل للدراسات االنسانية 288
اإليرانية ،ورد الخميني على رسالة الرئيس التركي خالل املقابلة وقال" :لكم والى الشعب التركي
املسلم الصديق كل الشكر والتقدير" ،وفي ختام حديث الخميني مع السفير التركي قال " :إن
الدولة اإلسالمية التركية الجارة هي من ستقوم مستقبال بمساعدة شقيقتها إيران"( )98وهذا ما
جعل العالقات ما بين البلدين بعيدة عن التوتر نوعا ما.
وفي /9حزيران /دعت ايران وزير الخارجية التركي كندوزاوكجين لزيارة طهران ،واعتبرت
تلك الزياة هي األولى لتطوير العالقات الثنائية بين البلدين ،وتم خالل اللقاء بحث املشاكل
املحتمل حدوثها بين البلدين وسبل تطوير العالقات وتنمية آفاقها املستقبلية( ،)99وهنأ اربكان
الخميني قائال " :إن دولة إيران دولة مجاورة لتركيا ولنا عالقات طيبة مع الجيران ،فمنذ أول
أيام الثورة اإليرانية ازدادت عالقتنا الطيبة معها وخاصة من الناحية التجارية ،فالثورة
()100
اإليرانية ما هي إال تحرر من االمبريالية"
وسرعان ما أدرك الخميني أن الوضع في تركيا يختلف عن أفكار اربكان بعد أن كانت
الصورة الكبيرة للخميني واملجاهد اربكان تشغل مساحات واسعة في الساحات العامة في
تركيا ، ،وأدرك الخميني أنه من املمكن إقامة دولة دينية على أنقاض املنهج العلماني ،لذا بدأ
بتوسيع نشاطه في تركيا من خالل مصادر أخرى تتناقض مع طروحات اربكان( ،)101وقام
املسؤولون اإليرانيون بتأسيس مكتب باسم املنظمات الثورية في تركيا وهو تابع لدائرة
املنظمات والحركات الثورية( ،)102وقاموا بحمالت دعائية لنشر أفكار ومبادئ ثورتهم ،وعملوا
على تجنيد وارسال املتطوعين إلى ايران بهدف تدريب املتعاطفين مع مبدأ وعقيدة الخميني
والعمل لصالح ايران(.)103
وفي خالل مدة لم تتجاوز الستة اشهر تدرب في املعسكرات اإليرانية ما يقرب من
( )500مقاتل تركي من أعضاء حزب السالمة الوطني وأعضاء الجيش األرمني السري(،)104
وشهدت اثر ذلك تركيا سلسلة من االعمال اإلرهابية واالغتياالت نسبت إلى املخربين الذين
تلقوا تدريباتهم في ايران وأعلن محافظ إقليم حكاري التركي الواقع على الحدود التركية
اإليرانية عام 1979متهما ايران بمساعدة الجماعات اإلسالمية لتهديد االمن والسلم
االجتماعي والسياس ي في تركيا بقوله " :أن تركيا لن تقف مكتوفة االيدي تجاه العدوان الذي
شنته حكومة الخميني ضد تركيا ،فصبرنا له حدود وإذا استمر هذا العدوان فسنقوم
بواجبنا تجاه وطننا الحبيب وشعب مصطفى كمال أتاتورك"( ،)105واعقب ذلك ارسال تركيا
ملجاميع من القوات الخاصة إلى داخل األراض ي اإليرانية بين فترة وأخرى بهدف ضرب االتراك
املتعاونين مع ايران ،وبإحدى هذه الهجمات قتلت القوات التركية ( )20متمردا تركيا وعددا
من أعضاء الحرس الثوري اإليراني"( ،)106واعترضت ايران على التدخل التركي في أراضيها
وانكرت اية مسؤولية لها عن تدريب ومساعدة منظمات تركية إرهابية ،وانكرت أية عالقات
289 العدد الثامن -كانون االول2021- مجلة إكليل للدراسات االنسانية
لها مع دوائر ومنظمات معادية للعلمانية في تركيا ،وقالت بأنه إن كان هناك ثمة جماعات في
()107
تركيا تميل للنموذج اإليراني فإنه ال يجوز اتهام ايران بأنها كانت وراء ذلك.
ولكن دائرة املنظمات والحركات الثورة في ايران قامت بتزويد بعض الجماعات اإلسالمية
في تركيا باالموال واألسلحة وتوزيع املنشورات بين املعارضين بهدف اثارتهم على الحكومة
التركية ،ونتيجة لذلك قامت الجماعات املوالية إليران في تركيا بسلسلة من العمليات في
()108
تركيا.
مما سبق ،نجد أن لدى كل من تركيا وإيران دوافع وتنافس بشأن مناطق النفوذ في
مناطق الجوار الجغرافي ،وعلى الرغم من وجود عناصر التوتر الكامنة في العالقات فيما بينهما
كالطموحات اإلقليمية والتناقض العقدي ومشكلة األكراد واألصوليون ،إال أنهما لم تعمدا إلى
تصعيد الخالف إلى درجة التصادم ،إلدراكهما بأن ذلك ليس في مصلحة أي منهما( ،)109إذ أن
هناك مصالح مشتركة بينهما تستلزم االتفاق املشترك والعمل على إيجاد توازن فيما بينهما،
إال أنه لم يصل إلى درجة التفاهم السياس ي املشترك فكال البلدين يسعى لتحقيق أهدافه من
خالل التنافس في الحصول على دور إقليمي مناسب له ثقله ،خاصة مع إدراكهما بأن
معطيات فترة السبعينيات أتت بمتغيرات امنية وسياسية واستراتيجية واقتصادية ال يمكن
أن يتم اغفالها وتجاهل نتائجها ،فحاولت كلتا الدولتين الحفاظ على عالقات سليمة وخاصة
تركيا والتي يشار إلى أنها لم تدخل في صراع مسلح مع ايران في التاريخ املعاصر ،إذ لم يكن
ثمة صراع جيوسياس ي إقليمي بينهما بالشكل الذي كان عليه التنافس بين إيران والسعودية،
فلطاملا اتهمت النخبة الكمالية الجمهورية اإلسالمية بإثارة الفتن في تركيا عبر دعمها ملختلف
الجماعات اإلرهابية ،في حين رأت إيران أن العلمانية التركية وعالقتها مع الواليات املتحدة
تشكل تهديدا أيديولوجيا إلسالمية الثورة ،ولكن وحكم التوجه التركي في عالقتها مع ايران
مصالحها االقتصادية معها ،إضافة لضغط الدول الغربية على الدولتين لتنسيق املواقف
والعمل معا ملنع التغلغل الروس ي في املنطقة (.)110
وعلى الرغم من مراقبة الدوليتن لبعضهما البعض بحذر بعد عام 1979إال أن العالقات
االقتصادية توسعت بينهما بشكل كبير خاصة خالل الحرب بين ايران العراق ،حيث حافظت
تركيا على عالقات اقتصادية قوية مع كال الدولتين(.)111
ً ً
في ظل هذه االجواء املضطربة شهدت تركيا انقالبا جديدا بزعامة الجنرال كنعان إيفرين
( )112مع مجموعة من الضباط في الجيش التركي في 12سبتمبر/أيلول 1980وفي نفس اليوم
حل البرملان وإيقافّاتخذ مجلس األمن القومي الذي كان يرأسه إيفرين قرارات عديدة منها ّ
وع ّد من أكثر االنقالباتالعمل بالدستور ،أعقب اإلنقالب حالة قمع سياس ي غير مسبوقةُ ،
ً
قمعا ودموية في تاريخ تركيا ،بعد قرابة سنة من االضطرابات قتل فيها العديد واعتقل
العدد الثامن -كانون االول2021- مجلة إكليل للدراسات االنسانية 290
يقدم دستور جديد لالستفتاء في 7نوفمبر/تشرين الثاني ،1982ويصبح اآلالف ،قبل أن ّ
ً
إيفرين رئيسا للجمهورية حتى عام .)113(1989
وبعد انقالب الجنرال كنعان ايفرين في /12أيلول ، 1980 /قامت الحكومة التركية
بإرسال قوات تركية خاصة إلى ايران ملتابعة االتراك املتعاونين معها ،وتم حشد خمس فرق
عسكرية تركية على الحدود التركية اإليرانية ،وقامت الحكومة العسكرية التركية بالتواصل
مع املعارضة االتراك أمثال الجنرال بهرام اريانا ( )114زعيم مجموعة (ازاديفان) ،والجنرال جواد
معين زاده قائد جيش التحرير اإليراني وتم تقديم التعهدات لهم بتقديم تسهيالت عسكرية
للقيام بثورة ضد الخميني من األراض ي التركية ،وقامت الحكومة التركية بتعبئة اإليرانيين
الفارين على الحدود التركية اإليرانية للقيام بشن هجمات على بعض املصالح الحيوية إليران
والحرس الثورة االيراني(.)115
الخاتمة:
مما سبق ،نلحظ أن الدولتين كانتا تتعاونان فيما بينهما فقط عندما تتالقى
مصالحهما ،وكان الشاه يحاول دائما تجاوز تركيا في عالقته مع الغرب بما يحقق أهدافه في
جعل إيران الدولة األهم واألقوى في منطقة الشرق األوسط ،وكانت إيران تنظر إلى عالقاتها
مع تركيا على أساس ما تراه مناسبا ملصلحتها الوطينة ،وكذلك األمر بالنسبة لتركيا ،فكان
مثال القلق في بداية انقالب ،1960تم الهدوء ،ثم التوتر بعد انقالب ،1971ومن ثم الصدام
بعد الثورة اإلسالمية في ايران ،وما يبرهن ذلك الصدام الشديد بين األيديولوجية العلمانية
في تركيا والنظام الديني للجمهورية اإلسالمية ،وعلى الرغم من إقامة نظام إسالمي إيراني
وتبخر التقارب األيديولوجي إال أن العالقات بين الدولتين لم تتدهور إلى حد ارتكاب األعمال
العدوانية ،إذ تمكنت تركيا من الحفاظ على دور محايد وقاومت االنزالق في القضايا
السياسية املعقدة ،في حين أن تركيا بالنسبة إليران لم تكن عامال رئيسيا بسبب كونها كانت
ترتكز عقائديا واستراتيجيا على أوروبا والغرب.
وعموما إن التوجه اإلقليمي إليران في مختلف عهودها هو دائما االهتمام بجوارها املباشر
وعدم إعطاء أهمية مباشرة المتدادها االستراتيجي االبعد ،ولكن على الرغم من ذلك تحظى
مكانتها االستراتيجية والعلمية بدور فاعل ومحوري في املنطقة ،وترتبط أهمية القضايا
اإلقليمية إليران بكونها تؤدي فيها دور الالعب األساس ي.
الهوامش :
( )1اصطلح على تسمية املشروع الجيوبوليتيكي كما سماه احمد داوود اوغلو مهندس
السياسية الخارجية في عهد حكومة العدالة والتنمية ،بالعمق االستراتيجي ،ينظر :احمد
داوود اوغلو ،العمق االستراتيجي ،موقع تركيا ودورها في الساحة الدولية ،الدوحة . 2010 ،
291 العدد الثامن -كانون االول2021- مجلة إكليل للدراسات االنسانية
( )2حلف شمال األطلس ي :املعروف باسم حلف الناتو ،أو حلف شمال األطلس ي هوو تحالف
عسكري دولي يتكون من 30بلد عضو مستقل في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وأوروبا.
وتشارك 21دولة أخرى في برنامج الشراكة من أجل السالم التابع ملنظمة حلف شمال
األطلس ي ،مع مشاركة 15بلدا آخر في برامج الحوار املؤسس ي ،ينظر :احمد نوري النعيمي ،
تركيا وحلف شمال االطلس ي ،الدار الوطنية ،بغداد . 1989 ،
( )3للتفاصيل ينظر ،Turkey and EU :على الرابط:
https://bit.ly/300wqzN
)4(Abdulla Karakoc , Turkeys Relations with Iran and the Unitet states , California ,
2009 , P. 56 .
)5( Dankwart Travails , Forign Affair ( An Ammerecan quarterly Review ) , Vol.58 ,
Full 1979-1980 .
( )6طارق نافع الحمداني ،العالقات التركية االيرانية في عهد كمال اتاتورك ونظيره رضا شاه
بهلوي ،ارشيف مركز الدراسات التركية ، 1989ص ص . 10- 5 ،
( )7محمد كامل عبدالرحمن ،سياسة ايران الخارجية في عهد رضا شاه ،1941-1921
جامعة البصرة ، 1988 ،ص ; 36للتفاصيل عن هذه الحركات والتفاهمات التركية االيرانية
ينظر :روبرت اولسن ،املسألة الكردية في العالقات التركية االيرانية ،ترجمة :محمد احسان
رمضان ،اربيل ، 2001 ،ص ص . 54-28 ،
( )8جهاد صالح العمر واسعد محمد زيدان الجواري ،ايران في عهد رضا شاه بهلوي -1925
، 1941جامعة البصرة ، 1990 ،ص ص . 36-18 ،
( )9وهو حلف او ميثاق وقع في قصر سعداباد قرب العاصمة االيرانية طهران في 8تموز عام
1937بين كل من ايران وتركيا والعراق وافغانستان وهو اول حلف اقليمي في الشرق االوسط
كان الغاية منه تنسيق املواقف والتعاون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ودعم استقالل
هذه الدول .للتفاصيل ينظر :صبحي ناظم توفيق ،كيف ابرم ميثاق سعد اباد وملاذا انتهى ،
دراسة منشورة على موقع كتابات في / 29مايس . 2018 /
( )10طاهر خلف البكاء ،التطورات الداخلية في ايران ،1951-1941بغداد ،2002 ،ص-50
. 55
( )11املصدر نفسه ،ص . 67-61
( )12فاز الحزب الديمقراطي في انتخابات 1950وشكل الحكومة وتولى زعيمه جالل بايار
رئاسة الجمهورية حتى اسقاطة بانقالب قاده الجيش التركي عام . 1960للتفاصيل ينظر :
العدد الثامن -كانون االول2021- مجلة إكليل للدراسات االنسانية 292
محسن حمزة حسن العبيدي ،التطورات السياسية الداخلية في تركيا ، 1960-1946رسالة
ماجستير ،كلية االداب ،جامعة املوصل . 1989
( )13فوزية صابر محمد ،التطورات السياسية الداخلية في ايران ، 1963-1951اطروحة
دكتوراة ،كلية االداب ،جامعة بغداد ، 1993 ،ص ص . 76-25 ،
( )14د.ك.و .ملفات البالط امللكي ،ت ، 311/4957تقرير السفارة العراقية في طهران ،في
. 1951 /5/7
– )15(Mary Ann Heiss , National Interests and International Concerns , Anglo
American Relations and Iranian oil crisis , Journal of Iranian Resrarch and Analysis ,
Vol.9 . pp. 25-35 .
( )16تفاصيل هذا التعاون واملشاورات واللقاءات ينظر :منهل الهام عبدال عقراوي ،
العالقات التركية االيرانية 2003-1923دراسة في العالقات السياسية واالقتصادية ،جامعة
املوصل ، 2013 ،ص ص . 34 -24 ،
( )17طبيعة هذا املشروع وابعاده السياسية على املنطقة ينظر :جمانة محمد ،الحرب
الباردة والشرق الوسط ،مبدأ ايزنهاور امنوذجا ،مجلة حوليات اداب عين شمس ،جامعة
عين شمس ،املجلد ، 45يوليو – سبتمبر . 2017 ،
( )18أحمد نوري النعيمي ،النظام السياس ي في تركيا ،عمان ،2011 ،ص . 45-24
( )19موقع ترك برس :انقالب مايو 1960اول انقالب عسكري يطيح بحكومة منتخبة في
تركيا ،للتفصيل ينظر:
https://www.turkpress.co/node/61537
( )20جمال كورسيل :ولد عام 1895و دخل الكلية الحربية باسطنبول ،شارك بمعارك
الحرب العاملية االولى ،وهو قائد القوات البرية ،قاد انقالب ، 1960و لعب دور في السياسة
التركية و رشح لرئاسة الجمهورية التركية حتى اغتياله عام 1966م ،ينظر :
George Harries, " The Role of the Military in Turkish polities, " , Middle East Journal ,
No. 2 , 1965 , p 60.
( )21عدنان مندريس :ولد علي عدنان مندريس عام 1899في والية أيدين غربي تركيا ،وكان
عضوا في حزب "الشعب الجمهوري" آنذاك بقيادة مصطفى كمال أتاتورك ،بحلول 7يناير/
كانون الثاني ،1946أسس مندريس الحزب "الديمقراطي" مع رفاقه جالل بياروفؤاد كوبريلي
ورفيق كورالتان .وعقب فوزه مندريس بمنصب رئاسة الوزراء ،قام بالعديد من اإلجراءات
التي أعادت لتركيا هويتها وكان أبرزها إعادة األذان باللغة العربية بعد أن تم تحويلها إلى
293 العدد الثامن -كانون االول2021- مجلة إكليل للدراسات االنسانية
التركية على يد حزب الشعب الجمهوري ،ترأس الحكومة التركية التي اسقطها الجيش
بانقالب . 1960ينظر نوال عبدالجبار سلطان طاهر الطائي ،التطورات السياسية الداخلية
في تركيا 1980-1960دراسة تاريخية ،اطروحة دكتوراه ،كلية التربية ،جامعة املوصل ،
،2002ص .34-15 ،
( )22موقع TRTعربي :من 1960إلى ..2016تاريخ موجز لالنقالبات في تركيا الحديثة ،نشر
بتاريخ /12آذار ،2021/الرابط:
https://bit.ly/30YgQFD
( )23حسن كغيد لواخ ،تركيا بين أإنقالبين ( ،)1980-1960دراسة تاريخية ورؤية سياسية ،
د.م ،د.ت ،ص ص . 38-33
( )24الشاه :محمد رضا بهلوي ( 26أكتوبر 1919إلى 27يوليو ،)1980ولد في مدينة طهران
اإليرانية ،وهو االبن األكبر لرضا بهلوي الذي حكم إيران في الفترة ما بين ( ،)1941-1925وقد
نودي به وريثا للعرش عام .1926وكان آخر شاه (ملك) يحكم إيران قبل قيام الثورة
اإلسالمية عام ،1979واستمر حكمه من 1941إلى 1979وكان يلقب بـ (شاهنشاه) أي ملك
امللوك.ينظر :مذكرات شاه ايران محمد رضا شاه ،ترجمة مركز دراسات الخليج العربي ،
جامعة البصرة ،الدار العربية للموسوعات . 2016 ،
( )25أنيس محمد مصطفى الكليدار ،املؤسسة العسكرية األتراك دراسة عسكرية سياسية،
رسالة ماجستير ،معهد الدراسات االسيوية واالفريقية (سابقا) ،1988 ،ص ص .89-85
( )26روبرت جراهام ،السياسة االقتصادية إليران في ظل حكم الشاه ،ترجمة :أمين سالم،
مركز دراسات الخليج العربي ،إيران في املحنة ،جامعة البصرة ،1983 ،ص.58-39
( )27ارتفعت عوائد النفظ اإليراني إثر تطبيق مبدأ مناصفة األرباح عام ،1954لتصل إلى
( )34مليون دوالر إلى ( )19مليون دوالر عام ،1968للتفاصيل ينظر :غانم باصر حسين
البديري ،الدور السياس ي للبازار في التطورات الداخلية األتراك ،1979-1963رسالة ماجستير
(غير منشورة) كلية اآلداب ،جامعة الكوفة ،2006 ،ص .75
( )28حيدر عبد الواحد ناصر الحميداوي ،املصالح االمريكية االقتصادية في ايران خالل
عهد رضا شاه بهلوي ( ، )1941-1925ص ،213بحث منشور على الرابط:
https://bit.ly/3dWSUdp
( )29فوزية صابر محمد ،املصدر السابق ،ص ص . 95-90 ،
( )30حلف بغداد املركزي :أحد األحالف التي شهدتها حقبة الحرب الباردة ،أسس عام 1955
للوقوف بوجه املد الشيوعي في الشرق األوسط ،وكان يتكون إلى جانب اململكة املتحدة من
العدد الثامن -كانون االول2021- مجلة إكليل للدراسات االنسانية 294
العراق وتركيا وإيران وباكستان .ينظر :محمد عزيز شكري ،االحالف والتكتالت في السياسة
العاملية ،اصدارات عالم املعرفة ،السلسلة ، 1978 ، 7ص . 55- 49 ،
( )31علي قره عثمان اوغلو ،سياسة تركيا األمنية التواصل والتحول ،ترجمة :صالح سليم
علي ،ارشيف مركز الدراسات اإلقليمية (التركية سابقا) ،د.ت ،ص .51
( )32يتمثل املحور األساس ي الذي تستند إليه عقيدة الجيش التركي في مبدأ أتاتورك،
وباستثناء تدخل الجيش التركي في قبرص النهاء االنقالب العسكري املدعوم من اليونان عام
،1974لم يخض الجيش التركي اية حرب خارجية ضد أي من الجيران ،ولم يبدي أية نوانا
عدوانية لذلك ،ويعود ذلك بشكل أساس ي إلى عقيدة الجيش التركي على الرغم من وجود عدة
نزاعات مائية وبرية وجوية في حدوده والتي من املمكن أن توفر له غطاء الي تحرك عسكري
يقوم به ،للتفاصيل ينظر :محمد صادق إسماعيل ،التجربة التركية من أتاتورك إلى أردوغان،
العربي للنشر والتوزيع ،2013 ،ص .26-25
( )33سعد ارزيج ايدام سعيد ،العالقات التركية – االيرانية ، 2006- 1979الواقع
واملستقبل ،اطروحة دكتوراة ،كلية العلوم السياسية ،جامعة بغداد ، 2008 ،ص . 47 ،
( )34مشروع مارشال :مشروع اقتصادي إلعادة تعمير أوروبا بعد انتهاء الحرب العاملية الثانية
وضعه الجنرال جورج مارشال رئيس هيئة أركان الجيش األميركي أثناء الحرب العاملية الثانية
ووزير الخارجية األميركي منذ يناير 1947والذي اعلنه بنفسه في 5يونيو عام ( )1947في
خطاب امام جامعة هارفارد وكانت الهيئة التي اقامتها حكومات غرب أوروبا لالشراف على
إنفاق 12.9925مليار دوالر أميركي قد سميت " منظمة التعاون واالقتصادي االوربي" وقد
ساهمت هذه األموال في إعادة اعمار وتشغيل االقتصاد واملصانع االوربية .ينظر :
ar.m.wikipedia,org
( )35مبدأ ترومان :مبدأ ترومان الذي غدا سياسة خارجية امريكية هدفها صيانة املصالح
القومية االمريكية والنفوذ االمريكي عن طريق محاربة امتداد الشيوعية في جنوب شرق
اوروبا وغيرها من املناطق ,وتحت ستار صيانة السالم العالمي اعلنها الرئيس هاري ترومان في
مارس 1947امام الكونجرس االمريكي ملناسبة استحصاله على موافقته لتقديم عون
عسكري وشبه عسكري لتركيا واليونان بما قيمته 400مليون دوالر ،للتفاصيل ينظر
https://bit.ly/3bQzoMP
( )36جمال كورسل :رابع رؤساء الجمهورية التركية ( ، )1966-1960ولد عام 1895و دخل
الكلية الحربية باسطنبول ،شارك بمعارك الحرب العاملية االولى ،وهو قائد القوات البرية ،
قاد انقالب ، 1960و لعب دور في السياسة التركية ،اغتيل عام 1966م ،ينظر :
295 العدد الثامن -كانون االول2021- مجلة إكليل للدراسات االنسانية
George Harries, " The Role of the Military in Turkish polities, " , Middle East Journal ,
.No. 2 , 1965 , p 60.
( )37نيكيتا سير غيفيتش خروتشوف 15( :أبريل 11 – 1894سبتمبر )1971زعيم شيوعي
ورجل دولة سوفييتي ،حكم االتحاد السوفييتي من 1953إلى 1964وتميز حكمه باملعاداة
الشديدة للستالينية وبإرساء الدعائم األولى لسياسة االنفراج الدولي والتعايش السلمي .ينظر:
ar.m.wikipedia.org
( )38احمد نوري النعيمي ،تركيا وحلف شمال األطلس ي ،بغداد ،1981 ،ص .323
( )39علي قره عثمان اوغلو ،سياسة تركيا األمنية التواصل والتحول ،ترجمة :صالح سليم
علي ،مركزالدراسات اإلقليمية (التركية سابقا) ،األرشيف ،د.ت ،ص .51
”)40( David Menashri, “Iran's Regional Policy: Between Radicalism And Pragmatism
, Journal of International Affairs , March 2007 , Vol. 60, Issue 2, p153
)41(Michael B. Bishku, TurCold War;Journal of Third World Studies, Vol. 6. No.1,
1999, P.24.
( )42محمد نوري النعيمي ،السياسة الخارجية التركية بعد الحرب العاملية الثانية ،بغداد،
،1975ص .149
)43(David Menashil .op.cit ,p.155..
)44(Dankwart A.Rustow , Tureyk’s Travalls , Forein Affairs , Vol.58, Fall.1979-1980k
, p.82 .
( )45للتفاصيل ينظر :بكر البدور ،عن العالقات التركية اإليرانية على الرابط:
https://bit.ly/37WW8cS
( )46سامي سليمان غاندودو ديميرل :رجل دولة تركي وقائد سياس ي تولى منصب رئيس تركيا
التاسع من عام 1993إلى .2000تولى سابقا منصب رئيس وزراء تركيا خمس مرات بين عامي
1965و .1993كان قائد حزب العدالة من 1964إلى 1980وزعيم حزب الطريق القويم من
1987إلى ،1993ينظر :ريان ذنون محمود العباس ي ،سليمان ديميريل ،ودوره في تنمية
مشاريع املياه التركية ،مجلة التربية والعلم ،جامعة املوصل ،املجلد ، 17العدد ، 1 ،اذار ،
، 2010ص . 4-3 ،
)47(Dankwart A.Rustow , op.cit , p. 88 .
( )48في عام 1957وافق أعضاء حلف شمالي األطلس ي على نشر صواريخ متوسطة املدى
مزودة برؤوس نووية وكانت حكومة مندريس متحمسة لنشرها على األراض ي التركية،
للتفاصيل ينظر :رمضاني ،ص .342
العدد الثامن -كانون االول2021- مجلة إكليل للدراسات االنسانية 296
( )49سعد ارزيج ايدام ،العالقات التركية -اإليرانية 2006-1979الواقع واملستقبل ،أطروحة
دكتوراة غير منشورة ،كلية العلوم السياسية ،جامعة بغداد ،2008 ،ص .342
( )50األكراد أقلية عرقية كبيرة الحجم نسبيا ،ويتواجدون في مناطق حدودية متالصقة
جغرافيا تمنحهم حرية الحركة عبر هذه الحدود بين تركيا وايران والعراق وسورية،
والتواصف مع بعضهم إنسانيا وثقافيا في مواجهة التأثير والسيطرة التي تمارسها دولهم
سياسا ولغويا وثقافيا ،للتفاصيل ينظر :كوران سالم محمد ،القضية الكردية في العالقات
التركية اإليرانية (.)1939-1918
( )51كردستان :ينتشر األكراد بشكل كثيف ومتماسك في املنطقة املحصورة بين اقص ى
شمال العراق وجنوب تركيا واقص ى شمال غرب ايران وشمال شرق سوريا ومناطق اخرى
متفرقة وهو ما يطلق عليه جغرافيا بكردستان ،للتفاصيل ينظر :ديفيد مكدول ،تاريخ
االكراد الحديث ،بيروت ، 1996ص ص .57-37 ،
( )52منهل الهام عبدال عقراوي وآخرون ،املصدر السابق ،ص .110
( )53املصدر نفسه ،ص .113
)54(Dankwart A.Rustow , op.cit , p 98 .
( )55املصدر نفسه.
( )56موقع الحدث العربي ،إنقالب املذكرة 12مارس :1971ثاني انقالب عسكري في
جمهورية تركيا:
https://bit.ly/30OacRY
( )57تنظيم الذئاب الرمادية أو الذئاب الرمادية وتسمى أيضا الشباب املثالي ،وهي منظمة
تركية يمينية متطرفة تشكلت في أواخر .1960تعتبر الذراع املسلح غير الرسمي لحزب الحركة
القومية الذي تزعمه الب ارسالن توركيش السياس ي التركي اليميني املتطرف ،وكان لها دور
كبيرفي االزمات السياسية واحداث العنف السياس ي السيما ضد االقليات خالل املدة -1969
. 1980للتفاصيل ينظر :شذى فيصل رشو ،الب ارسالن توركيش ودوره في السياسة
التركية ،1980-1969مجلة كلية التربية للعلوم االنسانية ،جامعة تكريت ،العدد )8(28اب
، 2021 ،ص ص . 230-211،
( )58موقع TRTعربي ،من 1960إلى ..2016تاريخ موجز لإلنقالبات في تركيا الحديثة :
https://bit.ly/3tlhHMz
( )59الفكر الكمالي أو الكمالية :هي األيديولوجية التأسيسية للجمهورية التركية وتعرف
"الكمالية" ،التي تم تنفيذها من قبل مصطفى كمال أتاتورك ،على إنها إصالحات سياسية
واجتماعية وثقافية ودينية واسعة النطاق تهدف إلى فصل الدولة التركية الجديدة عن سلفها
297 العدد الثامن -كانون االول2021- مجلة إكليل للدراسات االنسانية
العثماني واحتضان أسلوب املعيشة الغربي ،بما في ذلك إقامة الديمقراطية والعلمانية ودعم
الدولة للعلوم والتعليم املجاني ،وقد تم تقديم الكثير منها ألول مرة إلى تركيا خالل رئاسة
أتاتورك في إصالحاته .ينظر ،اسماعيل نوري حميدي الدوري ،حركة التحديث في تركيا
، 1938-1923رسالة ماجستير ،كلية التربية ،جامعة بغداد ، 1989 ،ص ص . 64-37 ،
( )60موقع الحدث العربي ،إنقالب املذكرة 12مارس :1971ثاني انقالب عسكري في
جمهورية تركيا.
( )61املصدر نفسه.
( )62املصدر نفسه .
( )63خالد بن محمد القاسمي ،الجزر الثالث بين السيادة العربية واالحتالل اإليراني ،املكتب
الجامعي الحديث ،اإلسكندرية ،1997 ،ص.122-102
( )64منهل الهام عبدال عقراوي واخرون ،املصدر السابق ،ص .121
)65(Dankwart A.Rustow , op.cit , p.90 .
( )66محمد خليفة ،تركيا وأزمة الخليج ،مجلة مستقبل العالم اإلسالمي ،ع ،2مركز
الدراسات العالم اإلسالمي ،مالطة ،1991 ،ص.114-113
( )67املصدر نفسه ،ص . 120
( )68الغزو التركي لقبرص :وهو ما أطلق عليه األتراك عملية السالم القبرصية ،كان اسمه
الرمزي الذي وضعته تركيا هو عملية أتيال وكانت هذه العملية غزوا عسكريا تركيا لدولة
قبرص الجزرية ،وقد بدأ الغزو في 20يوليو 1974في أعقاب االنقالب القبرص ي في 15يوليو
، 1974ينظر:
Borowiec , Andrew , Cyprus , A Troubled Island , Greenwood Published , 2000 .
( )69محمد نوري النعيمي ،املصدر السابق ،ص.273-252
( )70منهل الهام عبدال عقراوي ،وآخرون ،املصدر السابق ،ص.122
( )71شعار حزب السالمة الوطني سبابة متجهة إلى األعلى ومعناها (هللا الواحد).
(Dankwart A.Rustow , op.cit ,p.91 .)72
( )73نجم الدين اربكان 29( :أكتوبر 27 - 1926فبراير )2011مهندس وسياس ي تركي تولى
رئاسة حزب الرفاه ورئاسة وزراء تركيا من الفترة بين 1996و 1997عرف بتوجهاته
اإلسالمية .ينظر :منال الصالح ،نجم الدين أربكان ودوره في السياسية التركية ،1997-1969
الدار العربية للعلوم ناشرون ،ط ،2012 ،1ص ص . 25-5 ،
( )74مهدية صالح حسين العبيدي ،الحركة اإلسالمية في تركيا ،أطروحة دكتوراة غير
منشورة مقدمة إلى كلية العلوم السياسية ،جامعة بغداد ،1998 ،ص.153-146
العدد الثامن -كانون االول2021- مجلة إكليل للدراسات االنسانية 298
( )75فيروز احمد ،صنع تركيا الحديثة ،دار الشؤون الثقافية العامية ،ترجمة وتحقيق:
سلمان داود الواسطي وحمدي حميد الدوري ،1995 ،ص .356
( )76مصطفى بولند أجاويد ( 28مايو 5 - 1925نوفمبر ،)2006كان رئيس وزراء تركيا لعدة
مرات ،2002 ،1979 ،1977 ،1974وهو اشتراكي معتدل وملتزم التزاما صارما وصادقا
بمبادئ الديمقراطية والعدالة االجتماعية ،وبسبب ميوله االشتراكية اتهمه خصومه
بالشيوعية ،ينظر :تقرير بيوغرافي ،اعداد ،مكتب االستخبارات االمريكية في شباط 1974 ،
،منشور في :سلسلة وثائق وكر الجاسوسية ، 41 ،بيروت ، 1991 ،ص ص . 39-26 ،
( )77وليد رضوان ،العالقات العربية التركية ( بيروت ، ) 2006 ،ص ص . 152 -148 ،
( )78للتفاصيل ينظر الرابط:
https://bit.ly/37XAgOL
)79(Dankwart A.Rustow, op.cit , p. 92 .
ُ
( )80فخري ثابت كوروترك :سادس رئيس للجمهورية التركية ،وذلك من 1973إلى 1980
ً ً
متقاعدا .ينظر :جريدة اضواء االنباء 2 ،تشرين الثاني . 1989 ، وقبلها كان ضابطا
( )81روح هللا الخميني 24( :سبتمبر 21 ، 1902رجب 1320هـ 3 -يونيو 28 ،1989شوال
1409هـ) احد املرجع الدينية للشيعة االمامية الجعفرية ،وهو مفكر وفيلسوف وكاتب
وسياس ي إيراني وقائد الثورة اإلسالمية عام 1979التي شهدت اإلطاحة بامللكية البهلوية ،
وأصبح الخميني املرشد األعلى للثورة االسالمية في الفترة من ( ،)1989-1979وهو منصب تم
إنشاؤه في دستور الجمهورية اإلسالمية اإليرانية كأعلى سلطة سياسية ودينية لألمة .وخلفه
علي خامنئي في 4حزيران/يونيو .1989ينظر ar.imam-khomeini.ir :
( )82احمد نوري النعيمي ،الحركات اإلسالمية الحديثة في تركيا :حاضرها ومستقبلها :دراسة
حول الصراع بين الدين والدولة في تركيا ،دار البشير للثقافة والعلوم ،عمان ،1993 ،ص
.149
( )83نشأة هذه األزمة عندما توجه محمد رضا شاه للعالج في نيويورك ،وطالب املتظاهرين في
إيران بإعادة الشاه إلى إيران ملحاكمته في محاكم الثورة ،وكانت السفارة االمريكية تقوم
بإخفاء كبار الضباط والقياديين من اتباع الشاه ،وكانت تعتبر مركزا لنشاط الجواسيس
واملعارضين للحكومة اإلسالمية .واحتجز املتظاهرين عشرات الرهائن بداخلها ،وتحولت
ايران من حليف إلى عدو .للتفاصيل ينظر :سيهر ذبيح ،قصة الثورة اإليرانية :سرد محايد
ليوميات الثوةر اإليرانية ،ترجمة :عبد الوهاب علوب ،املجلس األعلى للثقافة ،القاهرة،
،2004ص 65وما بعدها.
299 العدد الثامن -كانون االول2021- مجلة إكليل للدراسات االنسانية
( )84سليمان عارف آمرة :السكرتير العام السابق لحزب النظام الوطني املنحل واحد قيادي
حزب السالمة الوطني التركي.
( )85منال الصالح ،املصدر السابق ،ص .112
( )86النعيمي ،املصدر السابق ،ص.135-134
( )87إف ستيفان الرابي ،العالقات التركية اإليرانية في شرق أوسط بات متغيرا ،تقرير تم
إعداده ملجلس االستخبارات الوطني ،معهد RANDللدفاع الوطني األمريكي ،2013 ،ص ،1
للتفاصيل ينظر الرابط:
https://bit.ly/3tkUAlh
( )88منال الصالح ،املصدر السابق . 113 ،
( )89إف ستيفان الرابي ،املصدر السابق ،ص . 3
( )90خليل إبراهيم الناصري ،التطورات املعاصرة في العالقات العربية التركية ،بغداد،
مطبعة الراية ،1990 ،ص.246-245
( )91جاسم محمد حاتم العزاوي ،العالقات التركية اإليرانية بعد عام ،2011املركز
الديمقراطي العربي ،ط ،2019 ،1ص .13
)92( Robert Olsan , Turkey – Iran Relations 1997 to 2000, the Kurdish and Islamic
questions , Third World Quarterly , Vol . 21 , No .5 , 2000 , P, 68 .
)93(Ibid , P .73 .
( )94لطفي صور ،االبعاد اإلقليمية للسياسات التركية اإليرانية جدلية التعاون والتنافس
على النفوذ والقيادة ،أطروحة دكتوراة غير منشورة ،جامعة الجزائر ،2017 ،ص .71
( )95للتفاصيل ينظر الرابط :محمد جواد الريجاني ،مقوالت في االستراتيجية الوطنية :شرح
نظرية ّأم ُ
القرى الشيعية. ِّ
)96( Robet Olson , op,cit , P . 87
( )97لطفي صور ،املصدر السابق ،ص . 87 ،
)98(Robert Olson , op.cit , P. 89
( )99مهدية صالح حسين العبيدي ،املصدر السابق ،1998،ص 72
( )100لينور مارتن ،االمن القومي التركي في الشرق االوسط ،ترجمة :خليل علي مراد ،
جامعة املوصل ، 2005 ،ص . 46 ،
( )101املصدر نفسه ،ص . 51
( )102منهل الهام عبدال عقراوي ،املصدر السابق ،ص139
( )103لينور مارتن ،املصدر السابق ،ص . 62
العدد الثامن -كانون االول2021- مجلة إكليل للدراسات االنسانية 300
( )104خليل ابراهيم الناصري ،التطورات املعاصرة في العالقات العربية التركية ،بغداد ،
،1990ص 144
)105(Bulent Aras , Turkey and the Greater Middle east , Istanbul,2004,P.82.
)106(Ibid , P. 85 .
)107(Ely Karmon , Radical Islamic Political Groups in Turkey , Middle east Review
of International Affairs , Vol.1,No.4,1997,P.22.
)108(Ibid ,P. 25
)109(Ramin Bashir Khodaparasti , Economic Cooperation Organization and
Regional Trad , Review of International Comparative Management ,Vol.11, No.2 ,
2010 , P. 280 . .
( )110إف ستيفان الرابي ،املصدر السابق ،ص.1
( )111موقع TRTعربي ،من 1960إلى ..2016تاريخ موجز لإلنقالبات في تركيا الحديثة.
ً ً
( )112كنعان إفرين 17(:يوليو 9 – 1917مايو ،)2015سابع رؤساء تركيا كان رئيسا مؤقتا
خب للبالد خالل فترة االنقالب العسكري في الثمانينات وذلك منذ 12سبتمبر 1980إلى أن ُ
انت َ
ً ً
رئيسا رسميا للجمهورية في 9نوفمبر 1982حيث استمر في رئاسة الدولة إلى غاية 9نوفمبر
.1989ينظر :ابراهيم خليل احمد وخليل علي مراد ،ايران وتركيا ،دراسة في التاريخ الحديث
واملعاصر ( املوصل ، ) 1992 ،ص . 308
)113( Munir Hussain , Pak-Turkry Relations , on the Common Ties , Alternatives ,
Turkish Journal of International Relations , Vol . 7, No. 2 -3 , 2008 p.69
( )114الجنرال بهرام اريانا ،رئيس اركان الجيش االيراني في عهد محمد رضا شاه ،ينظر :
imirat. Wiki
)115(Munir Hussain , op.cit, p. 70 .
301 2021- كانون االول-العدد الثامن مجلة إكليل للدراسات االنسانية
Summary :
By studying Iran policy towards Turkey in the period 1960-1980 it becomes
clear to the extent of congruence and difference in the policies of both countries .
The two countries were corroborating with each other only in the case of
having a common interest. Shah was always trying not to include Turkey in his
relationship with the western countries. This step was made for the purpose of
achieving his goals to make Iran the most important and strongest country in the
Middle East Region. Iran evaluated its relations with Turkey on the basis of what
sounds good for the sake of the country’s national interest. However، the same
thing applies to Turkey. For example، the anxiety appeared at the beginning of the
1960 Coup d'état، then calmness dominated، then tension rose after the 1971 Coup
d'état. After a while، the clash emerged after the start of the Islamic revolution in
Iran. What proves this idea is the severe clash between the secular ideology in
Turkey and the Shia revolution regime in the Iranian Islamic republic. However،
despite the establishment of an Iranian Islamic regime and the end of the ideological
rapprochement، the relations between the two countries did not deteriorate to
reach the point of perpetrating hostile acts. Iran managed to keep taking a neutral
role and resisting slipping into complex political issues.