‫مبحث‪ :‬بجوي العريس عبد السالم‬

‫ان مسألة الرسم العثماني قد استلف فيها استالمًا كبير أبين علماء معتمدين جوار‬
‫باب العلوم وكل له اولته وبراهين تؤكد صحبة كل اتجاه وال تنس ان كل االقوال‬
‫وهذه القضية ‪ -‬الرسم توقيفي ام توفيقي ‪ -‬يتبناها علماء لهم وزن في االمة‬
‫االسالمية حتى فقهاء وقراء ولى ارباب المذاهب األربعة فإننا نجدهم ال يجيزون‬
‫خالفة الرسم العثماني ومن هؤالء العلماء هو اإلمام العربي عبد السالم الذي له‬
‫رأى خاص في مسألة الرسم العثماني حيث نقل عنه انه ‪ ::‬مجز مخالفة الراسم بل‬
‫االدهى انه نقل عنه ان يمنع كتابة المصحف بالرسوم األولى ‪ -‬الرسم العثماني ‪-‬‬
‫وهذا محل جدل ومن نقل هذه الفتوى االمام الزركشي رحمه هللا في النوع‬
‫الخامس والعشرين من كتابه البرهان فى علوم القران نصها ال يجوز كتابة‬
‫المصحف اال على الرسوم األولى بإصالح األئمة ليال يوقع في تعبير الجهال‪.‬‬
‫إن الناظر في نص الفتوى بعناية قد بعث شيئا من الغرابة والغموض لماذا الن‬
‫هذا القول لم يقل به احد انواع الذين يجيزونه مخالفة الرسم وال مانع لديهم بكتابة‬
‫المصحف بالرسم االمالئي او غيرهم يقولون بان كتابة المصحف على الرسم‬
‫العثماني ال تجوز الن هذا غير معقول بالخالف في جواز كتابة على الرسم‬
‫االمالئي ال على الرسم العثماني اذ هو األصل ‪-‬‬
‫لهذا احتج كثير من العلماء وعارضوا هذه الفتوى‪ ،‬أنكروا نسبتها المام وخاصة‬
‫العالم تنقل في كتبه وال فتاويه‪.‬‬
‫فيقول اليمن السويد‪ :‬وقد بحثت عن هذه الفتوى في فتاويه فلم اجدها‬
‫‪.............‬البرهان في علوم التي ان اإلمام الزركشي دار الكتب العلمية بيروت‬
‫ص ‪375.‬‬
 ‫وبحث عندها قبل عالم قرر الدكتور عالم قدوري فلم يجدها‬
‫يقول عالم قدوري و قد بادلت العثور على رأي ابن عبد السالم في احد کتبه‬
‫الثالثة المطبوعة (الفوائد واالشارة وقواعد االحكام) فلم يوفق ‪2‬‬
‫اوال قبل أن نتعرض الى الفتوى وناقشها نتاكد من اصل القول العز وصحة نسبة‬
‫الفتوى إليه من الذين عارضوا هذه الفتوى وأنكروا سندها إلى شيخ العز بن عبد‬
‫السالم الدكتور اليمن السويد حيث قال وقد بحث هؤالء الداعین الى كتابة‬
‫المصحف باالمالء الحديث ‪ -‬عن سند يعتمدون عليه في تثبيت رايهم فلم يجدوا‬
‫أحد من العلماء األمة أجاز مخالفة رسم المصحف االمام كسره الزرکشی (ت‬
‫‪ )754‬فی کتابه البرهان في علوم القرءان ناسبا للعز بن عبد السالم (ت (‪)66‬‬
‫فتوى بعدم جواز كتابة المصحف على الرسوم األولى ‪ .‬أهـ‬
‫فظاهر كالم الدكتور يدل على أنه يذكر أصال أنها للعز وقد ألف رسالة سماها ‪.‬‬
‫خضوع التعريف بفتوى العز بن عليه السالم في رسم المصحف الشريف ‪ .‬حيث‬
‫ذكر فيها نقاط كثيرًا وقال بأنها أدلة علمية تبين أن الفتوى محرفة سيأتي بيانها ان‬
‫شاء هللا‬
‫اعلم أخي المسلم أن موضوعنا األساسي ليس هو التحقق من نسبة الفتوى صراع‬
‫كانت مؤيدة لمذهب التوقيف او مذهب التوفيق فكال الحالتين فانها ال تو شرع هذه‬
‫المسألة والتي يبقي الخالف فيها قائما وال يرتفع ألنه سبقه ثلة من العلماء تكلموا‬
‫في المسألة خرجوا بأقوال كثيرة وانتباهات متعددة وال يفهم من قولنا هذا ان قول‬
‫العز ليس معتبرا ألن ماسنراه من خالف في صحتها ‪ -‬الفترى ‪ -‬دفعنا الى هذا‬
‫وكذلك المسألة لن يستطاع الفصل فيها بقول العز حتى ولو أخذنا بكال الرأيين‬
‫‪....................................................‬‬
‫(‪ )1‬رسم المصحف و نقطه للدكتور عبد الحي حسين الفرماوي ط ‪ 1‬سنة‬
‫‪ 2004‬مقدمة الحى سرين على الكتابة‬
‫‪ 2‬رسم المصحف عام قدوري ط ‪982 1‬‬
‫وقوع التعريف أو التصحيف في فتوى العز بن عبد السالم هذا مابل كده الدكتور‬
‫أيمن السويد في رسالة حيث قال ولنا مع هذا النص وقفات ‪:‬‬
‫ايعقل أن يغرق سلطان العلماء العز بن عبد السالم (‪ )66‬ما أجمعت عليه االمة‬
‫خالل سبعة قرون من وجوب اتباع رسم المصحف االمام وهو العالم المتبحر‬
‫الورع ‪.‬‬
‫هذه النقطة األولى التي ذكرها الدكتور والنقاط االنهى المتبقية تخص نص الفتوى‬
‫نفسه ألنه يرى ان كلمة (االن) هي الي غيرت مسار الفتوى وساتي بيانه ان شاء‬
‫هللا اليه‬
‫نرى ان الدكتور استهل قوله باستفهام انكاري ‪ -‬أيعقل ‪ -‬وهذا يدل على‬
‫االستغراب الشديد الذي يجده أيمن السويد أنها مستحيل تكون للعزو خاصة أنها‬
‫تخالف االجتماع أما سماه هو واال فمعروف أنا خيل العز علماء کثرا في مخالفة‬
‫الرسم كاالمام البغالفي المالكي االشعري‪ .‬واالمام ابن حزم‪.‬‬
‫يقول ابن حزم " فمن أين وجب ان يراعى خط المصحف وليس هو من يعلم‬
‫رسول هللا النه كان يقرأ وال يكتب واتباع عمل من دونه من غير توقيف منه‬
‫عليه السالم البعث فيه وال يجب قبوله" اه ‪3‬‬
‫ولعل الدكتور بقصد بكلمة االجماع ان االجماع كان على عدم مخالفة الرسم بل‬
‫االجتماع على جواز كتابة المصحف بالرسم العثماني وهللا أعلم‬
‫‪.............................‬‬
‫‪ 1‬رسم المصحف ونقطه عبد الحي حسين فرماوي ط ‪ 1‬سنة ‪2004‬‬
 ‫ويمكننا ان نلخص هذا المطلب في احتماالت عدة‬
‫اوال‪ :‬ان العز بن عبد السالم يرى بعدم توقيفية الرسم العثماني فلو‬
‫لم يكن كذلك لما قال بعدم جواز كاتبة المصحف به وهذا ما يروج‬
‫له و سند اليه اتجاه ان الرسم توفيقي‬
‫ثانيا ‪ -‬أن العز لم يتطرق إلى المسألة وخاصة انها لحد االن لم‬
‫توجد في كتبه و فتاويه وليس هي بالفتوى المينة التي ال يعرف بها‬
‫العز بن عبد السالم‬
‫ثالثا ‪ -‬ان العز بن عبد السالم من اصحاب القول بالوقفية وهذا ما‬
‫دعى اليه الدكتور ايمن السويد ولكي هذا يحتاج الى ادلة أكبر وال‬
‫يمكن ان نسب الى شخص أمرًا سكت عنه والسكون ال يعن الرضا‬
‫في كل االوقات وال يدخل تحت االجما ع السكوتي‬
‫فيبقى أن االعمال األول أو الثاني ونحن نأخذ باألول ونقبله جد‬
‫وسنناقشه ان شاء هللا بأدلة علمية تؤكد بطالن تلك الفتوى حتى ولو‬
‫قلنا بعدم توقيفية الرسم‬
‫ال مجوز كتابة المصحف‪ .........‬لكن ال يبني اراء هذا عدد‬
‫اطالقة‪...........‬‬
‫للشيخ العز بن عند السالم ص ‪ 201‬عام‬
‫قول العز بن‪.............‬مباحث في علوم القرءان ‪ ....280‬ص‪19‬‬
‫مذاهب العلماء‪.‬‬
 ‫مذهب التحريم ‪ :‬ص‪ 382‬رسم المصحف ونقطه‬
‫مطلب ‪ - 2‬نقد و منافشة فتوى العز بن عبد السالم كما راينا في‬
‫المطلب السابق مالباسات حول فتوى العزبن عبد السالم في قصة‬
‫الرسم القرءاني و شذوذها وانصح لنا عدة احتماالت حولها فان‬
‫كان مذهبه رحمه هللا مذهب التوقيف وتحريم مخالفة الرسم فسيبقى‬
‫مع االتجاه المعروف الذي علیه جمهور االمة وهو حرمة مخالفة‬
‫الرسم وان كان مذهب العكس أال وهو جواز مخالفة الرسم‬
‫العثماني فكذالك سيدخل مع ثلة من علماء االمة الذين افتو بجواز‬
‫مخالفته و يرد عليه اما رد على اصحاب هذا المذهب ولم يكن‬
‫مخصوصا هو فقط بها‪.‬‬
‫وان سكت عن المسألة رحمه هللا فذلك أسلم من أن تنفس إليه مالم‬
‫يعرف عنه وهو العالم المشهور المعروف بفتاويه واجتهاداته‪.‬‬
‫أما الفتوى التي بين ايدينا تدل على ان العزبن عبد السالم أي‬
‫تحرم كتابة الشرع أن على الرسوم االولى – الرسم العثماني‪-‬‬
‫فبغض النظر عن نسبتها لإلمام فتحاول التعقيب عليها وبيان‬
‫فسادها وعندما يتضح بطالنها ال يهما ان كان صاحبها لشيخ‬
‫االسالم العز بن عبد السالم أو ال ألن اإلمام معروف بعلمه الواسع‬
‫وورعه و ستبقى زلة من الزالت التي ال يسلم منها اي انسان اال‬
‫المعصومون و ان لم تكن له فيها نعمة‪.‬‬
 ‫الن نص الفتوى غريب نوعًا ما كأن يقول ال يجوز كتابة المصحف بالرسم‬
‫العثماني فیه شيء من ‪ ...‬هذا الذي ظہر لي من كالم الدكتور وهللا اعلم في حین‬
‫يرد عليه بعضهم بما ذكرته سابقا أنه ما سماه إجماع ليس جماع ‪.‬‬
‫قال السالم جنكي لما قيل عنه اجماع االمة و كان إجماع االمة في هذه المسألة لم‬
‫يقل بخالفه أحد قبل العز من عبد السالم ‪1‬‬
‫أما النقاط األخرى التي ذكرها الدكتور سعى فيها إلى بيان انها فتوى معرفة‬
‫وليست هي عين ما أفتى به سلطان العلماء العزبن عبد السالم‬
‫يقول المن السويد ان هذه العبارة ‪ -‬ال تجوز كتابة المصحف اآلن على الرسوم‬
‫االولى‪" ...‬هل هذه صياغة عالم فقيه ‪ :‬فكما ذكرت سابقًا أن لعبارة فيها نوع من‬
‫الغرابة ألن اإلفتاء بعدم جواز كتابة المصحف بالرسم العثماني لم يقل به أحد‬
‫على حد علمي ‪ .‬ولهذا اضطر االمام الزركشي ناقل الفتوى إلى التعليق عليها‬
‫واستكلها كثير من العلماء كما ذكر ذلك الدكتور المن السويد في رسالته حيث‬
‫قال‪" :‬ومازال العلماء والباحثون إلى يومنا هذا يستسألون فتوى العز بن عبد‬
‫السالم كما اوردها الزركشي ويلتمسون لها االعذار والتأويالت الباردة «‬
‫ثم ان السؤال المطروح كيف لعالم وفقيه مثل االمام الزركشي يقع في هذا‬
‫المأزق وليس من من مثله من يقعون في مثل هذه الزالت‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
 ‫كما علمنا ان هذا المذهب يقترض جواز كتاب القرءان بالرسوم اإلماليية بل‬
‫ويحهم كتابة على الريم االمال بي الحديث‬
‫صورة الكتابة با‬
‫بال اہم‬
‫العثماني‬
‫القرءان‬
‫ولكن منهم حصة حجة من الرأى ‪ :‬اى كتابة الفرع‬
‫حقه‬
‫األولى ‪ -‬الم‬
‫العثمان ‪ -‬قد يؤدي الى الليس والتعليم‪.‬‬
‫وحق اليوم ولد من فى القراءة وهي نفس الحجمة التي يد عدها‬
‫‪.1‬‬
‫ووقوع بھیجوا اجباب اتجاه ودعوى الى كتابت القرعان الرسم االمالجي علیکم‬
‫وجوب کہ الرسم العثماني واته واعلى ذلك ہو لھم یا الحامة فى انتقد كتاب هللا‬
‫تعالى الخط ال يكتب به‬
‫زادوا عليهم‬
‫اليوم أى كتاب " ی ‪2‬‬
‫ويت حلولون في الرد‪ .‬مووجوبه ‪ .‬يتولهم‬
‫د علی‬
‫می‬
‫و‬
‫ت کاله در‬
 ‫أصاب التول باتباع رسم المصريف ان كان ذلك في الصدر االول والعلم فضا‬
‫اما االن قته حتى االلتباس ‪32‬‬
‫رد هذا القول ‪:‬‬
‫دانت متعلق بالقر‬
‫المروحف مما‬
‫أكرمها فاجة هذا العلم وأن‬
‫أبى العلوم و اوال بحر الدمع ان ولذلك يجب أن ال يعمل و يعطى اهتماما بالغا‬
‫حتى تعلم مثًال كيد كتب هذا التمر فإن ومن كتبه‬
‫المصحف‬
‫سادتنا الوحاته الترعة العظيم الن العلم برم مسلم أن يجرى ذلك مما يتعلق بتاريخ‬
‫التي ‪ TC‬المصاحف و حقیت عمل آل مسلم عالم‬
‫له‬
‫نے یہ ون أن له عن عاف‬
‫فال يجوز الندان يقرأ التي عمان بدون أنه‬
‫دهد‬
‫ا العالم‬
‫‪5‬‬
‫البيان ص ‪58‬‬
‫الم المعد نقطه ‪ 383‬محله الرسالة عندو يناير ‪ 1980‬فى ‪4140‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ 3‬ال ‪2D 1 379‬‬
‫البرد‬
‫‪ ،‬تاريع الترع‪ ،‬والمصابة فى ‪12‬‬
 ‫‪ 5‬البانے ‪28‬‬
‫می‬

‫ولذلك فقد أيج‪ .‬أقبل االداع وانت القراءة على الزوم تعلم مرسوم المصاحف فيما‬
‫تدعوا إليه الحاجة ‪ 4‬وبهذا تتبنر محنة‪ .‬من يقولون ان القراءة بالريم الثماني‬
‫تودي إلى البس والتخلي ونوع الخطأ في الزراعة ممن الدورية‬
‫والتخلي‬
‫طم به و له دبب تركه‬
‫االمالحی‬
‫اعلی مت به‬
‫عة‬
‫ان ‪ 3‬اكته ‪ -‬صدف م سالم‬
‫>‬
‫اإلصالحي أو الرسم‬
‫االمالبي للزراعة‬
‫تا شان مات شبيحة أن العوام النعرف منم العثماني ‪ .‬فيدخل عليهم الخطأ واللحن‬
‫عند المتهم برد عليكم يقوله ان العامة كذلك ال تعرفى ال تعرف الرسم وال غيره‬
‫فالقراءة والكتابة تأتي بعد التعلم باتقانهم انتعلم فى الذي يمنعهم من تعلم بعض‬
‫المصلف متى يتعلم‬
‫بالہ ہم‬
 ‫يق‬
‫عن حرية‬
‫يرا‬
‫کی‬
‫االماليي داع بعد مرسوم المرصادق ‪ .‬اذربى عليه أن الزراعة على ويهها و‬
‫تتعلم مريوم المروحنا ‪ 3‬نانا فعل ذلك اى فرا بدون تكلم فقد خالف االجماع وأما‬
‫هو اال معروف أن التي ع ان ال يشر إال مشافهة ولم يصل إلينا اال یف ذلك ولم‬
‫نكس المصاحف إال مترًا وهذا معلوم عند من يريد نون كتاب هللا يحب ان يلغته‬
‫سيفه ويحاب على من روح التي عمان مباشرة من المصحف و المعروف عند‬
‫نانی بالد المغرب االسالمي انهم يعيون حتى على من يكتب مباشرة إذ نفط التي‬
‫ع ن ع االلوان معروف في بالد الغرب فيشن مشتع الشيخ على من كتب بدون‬
‫ان يلعنه من هوا خف منه ويمليه عليه يكتب المقدار ان پر یہ حفظه‬
‫حتی‬
‫دلیل الحیران ‪3‬‬
‫من الحروف‬
‫‪2‬‬
‫البان ص ‪28‬‬
‫‪713‬‬
‫المعدن و نفخه ‪2‬‬
‫ابقاط االعالم ‪16‬‬
 ‫يقال لهم‪ :‬ال يجُب ما قلتم ألجل أّن َهَّللا ِإَّن ما أوجب على الُقّر اِء والحفظة ‪ /‬أن‬
‫يقرؤوا القرآَن وُيَؤ ُّد وُه على منهاج محدود‪ ،‬وسبيل ما أنزل [‪ ]٣٧٢‬عليه‪ ،‬وأن ال‬
‫يجاوزوا ذلك وال ُيَؤ ّخ روا منه مقّد مًا وال يقدموا مؤخرًا‪ ،‬وال يزيدوا فيه حرفًا وال‬
‫ُينقصوا منه شيئًا‪ ،‬وال يأتون به على المعنى والتعريب دون لفظ التنزيل على ما‬
‫بّيناه فيما سلف‪ ،‬ولم يأخذ على كتبة القرآِن وحفاظ المصاحف رسمًا بعينه دون‬
‫غيره أوجَب ُه عليهم وحظر ما عداه‪ ،‬ألن ذلك ال يجب لو كان واجبًا إال بالسمع‬
‫والتوقيف وليس في نص الكتاب وال في‬

‫مضمونه ولحنه أّن رسَم القرآِن وخطه ال يجوز إال على وجه مخصوص وحد‬
‫محدود‪ ،‬وال يجوز تجاوزه إلى غيره وال في نص الُّس َّن ِة أيضًا ما ُيوِج ُب ذلك ويدُّل‬
‫عليه‪ ،‬وال هو مّما أجمعت عليه األمة‪ ،‬وال دّلت عليه المقاييس الشرعية‪ ،‬بل الُّسنُة‬
‫قد دّلت على جواز كتبه بأي رسم سهل وسنح للكاتب‪ ،‬ألّن رسوَل ِهللا صَّلى ُهللا‬
‫عليِه كان يأمُر برسمه وإثباته على ما بيناه سالفًا‪ ،‬وال يأخذ أحدًا بخط محدود‬
‫ورسم وال يسألهم عن ذلك‪ ،‬وال ُيحفظ محصور عنه فيه حرف واحد‪ ،‬وألجل ذلك‬
‫اختلفت ُخ طوط المصاحف‪ ،‬وكان منهم من يكتب الكلمة على مطابقة مخرج اللفظ‬
‫‪ ،‬ومنهم من يحذف أو يزيد مّما يعلم أنه أولى في القياس بمطابقته وسياقه‬
‫ومخرجه‪ ،‬غير أنه يستجيز ذلك لعلمه بأنه اصطالح وأّن الناس ال يخفى عليهم‪،‬‬
‫وألجل هذا بعنيه جاز أن يكتب بالحروف الكوفية والخط األّو ل‪ ،‬وأن يجعل الالم‬
‫على صورة الكاف وأن ُيعوج األلفات‪ ،‬وأن يكتب أيضًا على غير هذه الوجوه‪،‬‬
 ‫وساغ أن يكتب الكاتب المصحف على الخط والهجاء القديمين وجاز أن يكتب‬
‫بالهجاء والخطوط الُمحدثة‪ ،‬وجاز أن يكتب بين ذلك ‪.‬‬

‫وإذا علم وثبت أّن خطوط المصاحف وكثيرًا من حروفها مختلفة متغايرة‬
‫الصورة‪ ،‬وأّن الناس قد أجازوا ذلَك أجمَع ولم ُينكر أحٌد ‪ .‬منهم على غيره مخالفة‬
‫لرسمه وصورة خطه‪ ،‬بل أجازوا أن يكتب كُّل واحٍد بما هو أنه عادته (‪)۳۷۳‬‬
‫واشتهر عنده‪ / ،‬وما هو أسهل وأولى من غير تأثيم وال تناكر لذلك‪ُ ،‬علم أنه لم‬
‫ُيوجد على الناس في ذلك حد محدود محصور‪ ،‬كما أخذ عليهم في القراءة‬
‫واألداء‪ ،‬والسبب في ذلك أن الخطوط إنما هي عالمات ورسوم تجري مجرى‬
‫اإلشاراِت والعقوِد والرموز وكّل شيء يدُّل على اللفظ وينبي عنه‪ ،‬وإذا دَّل الّر سم‬
‫على الكلمة وطريقها والوجه الذي يجب التكلم ع عليه بها‪ ،‬وجب صحته وصواُب‬
‫الكاتب له على أي صورة كان وأي سبيل كتب‪ ،‬وإذا كان ذلك كذلك بطل ما‬
‫توهموه ‪.‬‬
‫وفي الجملة فإّن كَّل من ادعى أنه قد ألَز َم الَّن اَس وَأخَذ عليهم في كتب المصحِف‬
‫رسمًا محصورًا وُصورًة محدودة ال يجوز العدول عنها إلى غيرها‪ ،‬لزمه إقامة‬
‫الحّج ِة وإيراد السمِع الّد اِل على ذلك وأنى له به‪ ،‬وإن عارضوا بمثل هذا في قراءة‬
‫القرآن على إيراد معناه أي لفظ كان وعلى أي سبيل تسنح وبوجه‪ ،‬وقد بينا من‬
‫قبل الحّج ة على فساِد ذلك بغير طريق فأغنى عن إعادته (‪. )۱‬‬