Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 216

‫ﺓ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻭﺍﻟ‬

‫ﺔﺍ‬
‫ﺘﻨﻤﻴ‬ ‫ﺎﺩ‬
‫‪R‬‬ ‫ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﺪﻳﺪﺓ‬ ‫‪Fac‬‬
‫‪ulté des‬‬

‫ﻟﻤﺴ‬

‫ﺇﻋ‬

‫‪Le‬‬
‫ﺘﺪﺍﻣﺔ‬

‫ﻣﺨﺘﺒﺮ‬

‫‪ttres et de‬‬
‫‪E‬‬

‫‪ines‬‬
‫‪D‬‬ ‫‪taviwant n ts liwimn d tmassanin tinfganin‬‬

‫‪ma‬‬
‫ﺴ ﺎﻧ ﻴ ﺔ‬

‫ﻛ ﻠـ‬
‫‪sS‬‬
‫ﺍﻹﻧ‬

‫‪L abo‬‬

‫‪r ab le‬‬
‫‪D‬‬
‫ﺍ ﻵ ﺩ ﺍ ﺏ ﻭ ﻌ ـــ ﻠ ﻮ ﻡ‬
‫‪cience Hu‬‬

‫ــ ﻴ ﺔ‬
‫‪r at o‬‬

‫‪Du‬‬
‫‪Faculté des Lettres et des Sciences Humaines d’El-Jadida‬‬

‫ـــ‬
‫‪eR‬‬
‫ﺍﻟ‬

‫‪ire‬‬

‫‪nt‬‬
‫‪pe‬‬

‫‪me‬‬
‫‪é gé‬‬

‫‪d‬‬
‫‪lop‬‬
‫ﺍﻟ ﺠ ﺪﻳﺪ ﺓ‬
‫‪n ér‬‬ ‫‪éve‬‬
‫‪a tio n‬‬
‫‪de L'espace et d‬‬

‫أﻋﻤﺎل اﻟﻨﺪوة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﳌﻬﺪاة إﻟﻰ اﻷﺳﺘﺎذﻳﻦ ‪:‬‬

‫ﺷﻌﺒﺔ اﳉﻐﺮاﻓﻴﺎ‬
‫وﻣﺨﺘﺒﺮ إﻋﺎدة ﺗﺸﻜﻴﻞ اﺎل‬
‫واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﳌﺴﺘﺪاﻣﺔ‬
‫ﻳﻮﻣﻲ ‪ 25‬و ‪ 26‬ﻣﺎي ‪2023‬‬

‫‪1‬‬
‫عنوان الكتاب‪ :‬ديناميات اجملال املغربي‪ :‬السريورات ورهانات التنمية‪'' :‬مقاربات جغرافية''‬

‫تنسيق‪ :‬ذ‪ .‬نصر الدين عدوق وذ‪ .‬عبد الوهاب خنوس‬

‫الناشر‪ :‬كلية اآلداب والعلوم االنسانية ‪ -‬اجلديدة‬

‫الطبع‪ :‬جسر للطباعة‬

‫الطبعة‪ :‬االوىل ‪ 5441‬هـ ‪ 0202 /‬م‬

‫اإليداع القانوني‪2024MO0525 :‬‬

‫ردمك‪978-9920-687-28-7:‬‬

‫‪Residence Alae IMM, 108 Lotissement‬‬


‫‪Youssra et Zarkaa Route Mehdia Salé‬‬
‫‪+212 661 136 586 - Printjcr@gmail.com‬‬

‫‪11‬‬
‫اللجنة املنظمة‬

‫األساتذة‬
‫خياطي إسماعيل‬ ‫العباس ي حسن‬
‫لكرد أحمد‬ ‫عدوق نصر الدين‬
‫العروص ي عمر‬ ‫حيمد عبد اللطيف‬
‫الفارس ي موالي لحسن‬ ‫حمداش يوسف‬
‫بوكديرة إبراهيم‬ ‫خنوس عبد الوهاب‬

‫الطلبة الدكاترة والباحثون‬


‫بوراس لبنى‬ ‫املسعودي حمزة‬
‫كموني عبد الحق‬ ‫القواق حميد‬
‫مدهوم وديع‬ ‫لحسيبي عبد الرزاق‬
‫املكاوي جميلة‬ ‫فارس أمال‬
‫الليفي كلثوم‬ ‫بنار حليمة‬
‫عبد العزيز البطال‬ ‫السايح محمد ياسين‬
‫مفيدي عبدالهادي‬ ‫منعم وديان‬

‫اللجنة العلمية للندوة‬

‫بن خاي محمد‬ ‫ارويحا عبد اللطيف‬ ‫العباس ي حسن‬


‫اسباعي عبد القادر‬ ‫جمال عبد اللطيف‬ ‫بوكديرة ابراهيم‬
‫داود محمد‬ ‫خياطي اسماعيل‬ ‫خنوس عبد الوهاب‬
‫عدوق نصرالدين‬ ‫أبهرور محمد‬ ‫طريبق عبد اللطيف‬
‫لبزاري ملياء‬ ‫مغراني الحسين‬ ‫كرزازي موس ى‬
‫حمداش يوسف‬ ‫ملباركي حسن‬ ‫كيدو ابراهيم‬
‫لكرد أحمد‬ ‫لعربية سعيد‬ ‫حيمد عبد اللطيف‬
‫صديق عبد النور‬ ‫العروص ي عمر‬ ‫الفارس ي موالي لحسن‬
‫السامي عبد املجيد‬ ‫بوعوينات أسماء‬

‫‪22‬‬
‫فهرس الكتاب‬
‫تقديم الكتاب‪4.............................................................................................................................................................. ،‬‬
‫شهادات في حق االستاذين املحتفى بهما‪6................................................................................................................... ،‬‬
‫عوامل الهشاشة ودينامية التعرية املائية بالجبال السفلى ملقدمة الريف الشرقي‪ :‬مقاربة خرائطية‪ ،‬محمد أبهرور‪،‬‬
‫العروص ي عمر‪ ،‬يونس أبهرور‪ ،‬عبد الفتاح الكحالوي‪ ،‬محمد بوهرو‪51..................................................................‬‬
‫تقييم دقة خرائط االستشعار عن بعد إجراء منهجي من أجل مصداقية العمل الخرائطي‪ ،‬مصطفى احمامو‪ ،‬عمر‬
‫العروص ي‪03................................................................................................................... .................................................‬‬

‫بنية الخطاب الجغرافي في دينامية املجال الريفي املغربي‪ ،‬محمد األسعد‪42................................................................‬‬

‫التجارة النسوية وأثرها على التنقالت املجالية لزوجات املهاجرين املقيمات بأكادير‪ ،‬السعدية الحريري ومبارك‬
‫أوراغ‪56............................................................................................................................................................................‬‬

‫دور النبات في تثبيت الكثبان الرملية بالشريط الساحلي بين أزمور والجديدة‪ ،‬حمداش يوسف وارويحا‬
‫عبداللطيف‪78................................................................................................................................................................‬‬

‫أنشطة القطاع الثالث ودورها في دينامية مدينة الجديدة‪ ،‬عبدالوهاب خنوس‪ ،‬اسماعيل خياطي وموالي لحسن‬
‫الفارس ي‪95.......................................................................................................................................................................‬‬

‫التوسع الحضري وظهور املدن الجديدة (حالة مدينة تامسنا)‪ ،‬عبد النورصديق ويوسف ايت‬
‫عيس ى‪117............................................................................................................................................ ............................‬‬

‫املركز والهامش بين حركية الواقع وصالحية املفهوم(حالة العاصمة الجهوية مدينة بني مالل)‪ ،‬تورية ملبعد وأحمد‬
‫أقدار‪132.......................................................................................... ...............................................................................‬‬
‫مقاربات جيوماتية لدراسة التعرية املائية باألوساط شبه القاحلة‪ :‬حالة من سهل تفراطة (شمال شرق املغرب)‬
‫عمرمواديلي وعبد القادر اسباعي ‪148........................................................ .................................................................‬‬
‫‪Evaluation de la vulnérabilité de la lagune de Nador à l’élévation du niveau de la mer, Hicham‬‬
‫‪Lasgaa et Abdelkader Asbai………………………………………………………………………………...…………………………163‬‬
‫‪Quel rôle pour les coopératives d’argan dans l’autonomisation de la femme rurale,’ L. Maghrani, A.‬‬
‫‪Lakrade, A. Zarguef …………………………………………………………………………………………..……………………………177‬‬
‫‪Mutations spatiales du littoral méditerranéen oriental du Maroc: cas de la plaine de Saïdia – ras el‬‬
‫‪ma, A. Sbai, H. Lasgaa, O. Mouadili et M. Hlal………………………………………………………………..…..……….194‬‬

‫‪33‬‬
‫تقديم الكتاب‬
‫بسم هللا الرحمان الرحيم والصالة والسالم على أشرف املرسلين؛‬

‫لتكريس مفهوم ثقافة العرفان في األعراف الجامعية واألكاديمية نظمت شعبة الجغرافيا ومختبر‬

‫إعادة تشكيل املجال والتنمية املستدامة‪ ،‬بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ‪ -‬جامعة شعيب الدكالي –‬

‫الجديدة ‪ -‬ندوة اختير لها عنوان‪ :‬ديناميات املجال املغربي‪ :‬السيرورات ورهانات التنمية "مقاربات‬
‫ً‬
‫واحتفاء بأستاذين جليلين‪ :‬الدكتور محمد بن خاي والدكتور عبد اللطيف جمال‬ ‫جغر افية" وذلك تكريما‬

‫بمناسبة احالتهما على التقاعد املستحق‪.‬‬

‫ما يناهز ثالثة عقود من البذل والعطاء املتواصل واملجهودات املستمرة وتحمل املسؤوليات‪.‬‬

‫كانا األستاذان من الفريق األول الذي بدأ املهام التربوية والبيداغوجية داخل شعبة الجغرافيا‪.‬‬

‫ألقيا املحاضرات والدروس وباشرا األعمال التوجيهية والتطبيقية‪ ،‬ونظما الرحالت الدراسية‪ ،‬وأطرا البحوث‬

‫من مستوى اإلجازة‪ .‬لم يدخرا األستاذان جهدا في فتح سلك املاستر واالنخراط في مختبر البحث في الجغرافيا‪:‬‬

‫إعادة تشكيل املجال والتنمية املستدامة والتكوين في الدكتوراه‪ :‬املجاالت الهشة باملغرب‪ :‬الديناميات‬

‫املجالية‪ ،‬البيئة وتدبير التراب‪ .‬بذلك كانت لهما مساهمة علمية كبيرة في تأطير بحوث املاستر واألشراف على‬

‫األطاريح ومناقشة العديد منها‪ .‬لقد تحمال األستاذان مسؤوليات متعددة داخل هياكل الكلية والجامعة مما‬

‫جعلهما يحظيا بتقدير واحترام كبير من طرف األساتذة وإدارة الكلية والجامعة‪.‬‬

‫حظيا األستاذان أيضا بمكانة خاصة في الوسط الطالبي ليس ملكانتهما التربوية والعلمية فقط وانما‬

‫ملا كانا يقومان به من عمل اجتماعي اتجاه الطلبة والوقوف بجانبهم كلما قصدوهما‪ .‬فوجدوا فيهما األخ‬

‫الكبير واألب الحنون‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫من الصعب تلخيص كل ما تميز به الزميلين املكرمين من خصال وتحمل للمسؤولية خالل مسارهم‬

‫الجامعي وأدائهما للرسالة النبيلة‪ .‬لنا اليقين أن جميع املقومات متوفرة وحاضرة ليكون لهما هذا التكريم‬

‫واالعتراف الجميل‪.‬‬

‫لنا الشرف العظيم في الشعبة واملختبر أن نضع بين يدي الباحثين والطلبة في الجغرافيا من‬

‫مختلف املستويات وباقي القراء األعزاء هذين املؤلفين املحكمين‪ .‬هي أعمال مهداة لألستاذين الجليلين تكريما‬

‫لهما‪ .‬تشتمل هذه األعمال باإلضافة إلى شهادات من جهات متنوعة‪ ،‬مجموعة من املقاالت لزمالء من‬

‫األساتذة من داخل الكلية وخارجها حضروا معنا يومي التكريم‪ .‬مقاالت لطلبة حاصلين على الدكتوراه من‬

‫تكويننا أو من تكوينات في الدكتوراه من كليات أخرى‪ .‬مقاالت لطلبة باحثين هم في الطريق ملناقشة أطاريحهم‬

‫وفقهم هللا‪ .‬لقد تشرفنا باستقبالهم جميعا وكانت فرصة لهم ولنا لتبادل األفكار ومناقشة قضايا ومواضيع‬

‫تهم الجغرافيا‪.‬‬

‫ال يفوتنا أن نقدم كل الشكر الجزيل ألعضاء الجنة العلمية التي قرأت وفحصت وحكمت أعمال‬

‫الندوة‪ .‬انخراط وقبول أعضاء‪ ،‬وبكل فرح وسرور‪ ،‬القيام بذلك هو دليل على ما يكنه كل عضو من احترام‬

‫لألستاذين الجليلين‪.‬‬

‫شعبة الجغر افيا‬

‫مختبرإعادة تشكيل املجال والتنمية املستدامة‬

‫ذ‪ .‬نصرالدين عدوق‬

‫‪55‬‬
‫شهادة في حق االستاذين المحتفى بهما‬

‫بسم هللا الرحمان الرحيم والصالة والسالم على أشرف املرسلين‪.‬‬


‫السيد نائب رئيس جامعة شعيب الدكالي‬
‫السيد رئيس شعبة الجغرافيا‬
‫السيد منسق مختبر إعادة تشكيل املجال والتنمية املستدامة‪،‬‬
‫زميالتي‪ ،‬زمالئي األساتذة واملوظفون‬
‫عزيزاتي و اعزائي الطلبة‬
‫أيها الحضور الكريم‪.‬‬
‫ُ‬
‫إنه ملن دواعي سروري واغتباطي أن أكون معكم وبينكم اليوم وأن أتناول الكلمة خالل هذه‬
‫الجلسة االفتتاحية نيابة عن السيد العميد الذي تعذر عليه الحضور ألرحب بجميع املشاركين في هذا‬
‫ً‬
‫حتفاء‬ ‫الندوة التي تنظمها مشكورة شعبة الجغرافيا ومختبر إعادة تشكيل املجال والتنمية املستدامة‪ ،‬ا‬
‫وتكريما لزميلينا العزيزين الدكتور جمال عبد اللطيف والدكتور محمد بن خاي بمناسبة احالتهما على‬
‫التقاعد‪.‬‬
‫وتندرج هذه الندوة كتعبير صادق عن مدى االمتنان والتقدير الذي يحظيان به وسط زمالئهما‬
‫وطلبتهما‪ ،‬إنه اعتراف جميل بعطاءاتهما املتواصلة وبمجهوداتهما املستمرة طيلة ازيد من ثالثة عقود‪.‬‬
‫ً‬
‫في يوم الوفاء والعرفان هذا‪ ،‬يسعدني‪ ،‬بداية‪ ،‬أن أرحب باسمكم جميعا بضيوفنا الكرام وبكل‬
‫املشاركين في هذه الندوة‪ ،‬وخصوصا السادة األساتذة والطلبة الدكاترة الذين وفدوا الينا من جامعات‬
‫مغربية متكبدين عناء السفر والذين سيغنون هذه الندوة بمداخالتهم القيمة‪ ،‬ترحيبي أيضا موصول‬
‫للحضور الكريم على تلبية الدعوة‪.‬‬
‫وباملناسبة ال يفوتني التنويه بهده االلتفاتة الطيبة التي أقدمت عليها مشكورة شعبة الجغرافيا‬
‫و"مختبر إعادة تشكيل املجال والتنمية املستدامة"‪ ،‬في تنظيم هذه الندوة العلمية التكريمية التي اختير لها‬
‫عنوان "ديناميات املجال املغربي‪ :‬السيرورات ورهانات التنمية‪ ،‬مقاربات جغرافية "‪ .‬فنظرة خاطفة إلى‬
‫برنامجها تؤكد لنا أنها تنطوي على مجهود ضخم بذله اخواننا وأخواتنا في شعبة الجغرافيا ومختبرها‬
‫(أساتذة وطلبة) حيث أنها نظمت على مدى يومين وتتضمن أزيد من ثمانين مداخلة قيمة‪ .‬وهذا بالطبع ليس‬
‫بكثير على زميلين عزيزين وهبا حياتهما خدمة لهذه املؤسسة وألجيال عديدة من الطلبة الذين أصبحوا‬
‫بدورهم أطرا عليا في البالد‪ .‬ويعتبر االستاذان الدكتور جمال والدكتور بن خاي من أجود االساتذة الباحثين‬
‫الذين عرفتهم مؤسستنا والذين نفتخر بهما ونسعد بانتمائهما ملؤسستنا‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫من املؤكد أن كلمات التكريم هي من الكلمات التي ليس من اليسير إلقاؤها‪ ،‬ومن النصوص التي‬
‫ليس من السهل كتابتها‪ ،‬فهي تجمع بين الذاتي واملوضوعي‪ .‬وكما تعلمون‪ ،‬يصعب كثيرا اختزال مرحلة تزيد‬
‫عن ربع قرن من حياة شخص في محطات معينة حتى ولو كانت هذه املحطات قابلة للحصر والتحديد‪،‬‬
‫وتصبح الصعوبة أوعر عندما يتعلق األمر بحياة وتجربة أساتذة من طراز االستاذين الجليلين جمال عبد‬
‫اللطيف ومحمد بن خاي التي تتميز سيرتهما الحياتية بتنوع تجاربها وغنى اهتماماتها وتعدد مساراتها‪ .‬ومع‬
‫ذلك سأجازف واتحمل هذه الصعوبة أمال في أن أستطيع تقريب بعضا من ارتساماتي عن سيرة هذين‬
‫الرجلين الكثيفة من الحضور الكريم‪ ،‬حتى لو اقتض ى ذلك التركيز على بعض املحطات األساسية من‬
‫سيرتهما الذاتية والعلمية دون أخرى‪.‬‬
‫فرغم ان لكل واحد من هذين االستاذين الجليلين ما يميز أحدهما عن اآلخر على الصعيد‬
‫الشخص ي‪ ،‬إذ لكل واحد منهما طباعه وشخصيته واهتماماته وسيرته الذاتية والعلمية‪ .‬لكن على املستوى‬
‫املنهي هناك قواسم مشتركة كثيرة تجمع بينهما‪.‬‬
‫لقد التحق بالكلية االستاذ محمد بن خاي في سنة ‪ 1985‬والتحقت انا واألستاذ جمال عبد‬
‫اللطيف باملؤسسة في سنة ‪ ،1986‬فعملية حسابية بسيطة تبين لنا اننا عشنا معا كأفراد األسرة الواحدة‬
‫الصغيرة أكثر من ‪ 37‬سنة‪ ،‬ألنه كان عددنا قليل آنذاك‪ ،‬أما اآلن بعد أن توسعت قاعدة األساتذة‪ ،‬فأصبحنا‬
‫ال نعرف بعضنا البعض رغم اننا نشتغل بنفس املؤسسة‪.‬‬
‫كان االستاذان الجليالن نموذجا للعطاء بدون قيد أو شرط‪ ،‬حيث أبانا عن حركية وفاعلية‬
‫دائمتين‪ ،‬ألنهما نذرا نفساهما لخدمة هذه املؤسسة من أجل االرتقاء بها‪ ،‬وأديا الرسالة املهنية التي كرسا لها‬
‫حياتهما بكثير من الوفاء والتفاني‪ ،‬ونكران الذات‪ ،‬وكفاءة عالية يشهد لهما بها الجميع‪.‬‬
‫وقد تقلدا مهام عديدة على صعيد املؤسسة‪ ،‬حيث شاركا في العديد من املؤتمرات والندوات‬
‫الدولية باملغرب وخارجه‪ ،‬ونشرا مقاالت علمية هامة‪ ،‬وأطرا أطاريح جامعية عديدة في االجازة واملاستر‬
‫والدكتوراه‪ ،‬باإلضافة إلى مشاركتهما في إعداد وتقديم الكثير من مشاريع البحث في مجاالت تخصصهما‪.‬‬
‫االستاذ جمال عبد اللطيف واالستاذ محمد بن خاي أستاذان نموذجيان بكل ما تحمله الكلمة‬
‫من معنى‪ ،‬فقد كانا محبوبان من طرف الطلبة الذين لم يكونا يبخالن عليهم بالوقت والتأطير‪ ،‬حيث كانا‬
‫يخصصان الساعات الطوال لإلنصات لهم ومساعدتهم وتوجيههم دون كلل أو ملل‪ ،‬كما كانا محل إجماع‬
‫من طرف كافة األساتذة‪.‬‬
‫إضافة إلى خصالهما املهنية كانا يتميزان بأخالق عالية قوامها التواضع حيث كانا يتناوالن كل‬
‫األمور بجدية واحترافية نادرتين‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫مغادرتهما الجامعة لن ينجح في محو سيرتهما العطرة‪ ،‬وسيظالن بأعمالهما ومآثرهما نبراسا‬
‫وقدوة لنا جميعا‪.‬‬
‫وهنيئا لهما بحسن الختام‪ ،‬وهنيئا لهما بما تركا بين من عرفوهما من آثار زكية‪ ،‬و اقول لهما ‪:‬‬
‫كونا قريري العين والبال والضمير‪ ،‬فقد اديتما األمانة العلمية و املهنية‪ ،‬وقمتما بدوركما على أحسن وجه‪،‬‬
‫نسأل هللا أن يجعل من سيرتكما الهاما لألجيال القادمة وقدوة ملن سيأتي بعدكما من األساتذة الشباب‪.‬‬
‫قبل أن اختم كلمتي هذه‪ ،‬اسمحوا لي أن أجدد شكري لشعبة الجغرافيا خصوصا طلبة وأساتذة‬
‫مختبر "إعادة تشكيل املجال والتنمية املستدامة"‪ ،‬الذين أتاحوا لنا هذه الفرصة لنشكر زميلينا (الدكتور‬
‫جمال عبد اللطيف والدكتور محمد بن خاي) املحتفى بهما اليوم لنقول في حقهما كلمة حق عرفانا بما‬
‫اسدوه من خدمات لهذه املؤسسة‪ ،‬وأرجو أن تستمر هذه السنة الحميدة مع االجيال القادمة‪.‬‬
‫ففي تقديري‪ ،‬أن تكريم نساء ورجال العلم والفكر واألدب ليس خيارا يقوم به من يشاء‪ ،‬بل هو‬
‫واجب يلتزم به جميع االفراد واملؤسسات العلمية والثقافية‪ .‬فبقدر ما هو واجب وضروري اقامة ايام‬
‫دراسية عن علماء القرون املاضية‪ ،‬كذلك هو االمر وبالقدر نفسه يجب علينا ان نكرم علماؤنا وأساتذتنا‬
‫ورموز امتنا قيد حياتهم وبحضورهم لنتواصل معهم مباشرة ونفرح بهم ومعهم لنستفيد من تجربتهم العلمية‬
‫واملهنية‪.‬‬
‫إن كل ما ذكرته في حق هذين االستاذين الجليلين املحتفى بهما اليوم الدكتور جمال عبد‬
‫اللطيف والدكتور محمد بن خاي غيض من فيض‪ ،‬ومهما حاولت هذه الكلمات أن تكون معبرة في حقهما‬
‫فإنها ستبقى مقصرة‪.‬‬
‫أمد هللا في عمر استاذينا الكريمين‪ ،‬وأتمنى لهما موفور الصحة والعافية حتى يواصال مشوارهما‬
‫الثقافي واشعاعهما الفكري أثناء فترة التقاعد‪.‬‬
‫وفي الختام أتمنى لكم جميعا أمتع األوقات وأطيبها‪.‬‬
‫والسالم عليكم ورحمة هللا تعالى وبركاته‬
‫‪ 52‬ماي ‪5252‬‬
‫ذ‪ .‬بويلماني أحمدو‬
‫نائب العميد كلية االداب والعلوم االنسانية املكلف بالشؤون البيداغوجية‬

‫‪88‬‬
‫شهادة في حق عزيزين‬
‫نلتئم اليوم لالحتفاء بزملين وصديقين عزيزين‪ ،‬طبع كل واحد منهما بميسميه الخاص تاريخ كلية‬

‫االداب والعلوم االنسنانية بالجديدة منذ نشأتها إلى إحالتهما على املعاش‪.‬‬

‫الفاضالن ذ‪ .‬محمد بن خاي وذ‪ .‬عبداللطيف جمال‪ ،‬من الرعيل األول لالساتذة الباحثين العاملين‬

‫في هذه الكلية‪ ،‬ومن مؤسس ي الدرس الجغرافي فيها‪.‬‬

‫التحق ذ‪ .‬محمد بن خاي بالكلية‪ ،‬في اطار نظام الخدمة املدنية‪ ،‬في منتصف شتنبر ‪ ،5891‬وكانت‬

‫وقتذاك موجودة على الورق فقط‪ ،‬إذ لم تشيد بعد البناية االدارية والقاعات واملدرجات‪ ،‬ومن ثم باضر‬

‫التدريس‪ ،‬كغيره من أساتذة الكلية في املؤسسة املجاورة (كلية العلوم)‪.‬‬

‫ُويحسب لالستاذ بن خاي‪ ،‬أنه القى أول محاضرة في تاريخ كلية اآلداب بالجديدة‪ ،‬وذلك صباح يوم‬

‫الخميس ‪0‬أكتوبر‪ 5891‬في مدرج ابن يونس‪ ،‬بحضور عميد كلية ذ‪ .‬محمد الديباجي وعامل اإلقليم محمد‬

‫الكراوي‪ ،‬ويكفيه فخرا هذا السبق‪.‬‬

‫درس ذ‪ .‬بن خاي داخل شعبة الجغرافيا طبعا‪ ،‬وخارجها‪ ،‬من ذلك تدريسه مادة الخرائط ملدة غير‬

‫يسيرة لفائدة طلبة شعبة التاريخ‪.‬‬

‫ُعرف ذ‪ .‬بن خاي بنضاله السياس ي والنقابي‪ ،‬وقد أسهم في تأسيس املكتب املحلي للنقابة الوطنية‬

‫للتعليم العالي في نةنبر ‪ ،5899‬وظل عضوا فيه على امتداد سنوات كما مثل كليتنا أكثر من مرة في مؤتمرات‬

‫وطنية للنقابة الوطنية للتعليم العالي‪ ،‬وانتخب ممثال لألساتذة في مجلس الكلية‪.‬‬

‫اشتهر ذ‪ .‬بن خاي منذ التحاقه بالكلية باالناقة الالفتة للنظر‪ ،‬ويشهد له بالتواضع والكرم وعطفه‬

‫على الطلبة ومساعدتهم‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫أما العزيز االستاذ عبد اللطيف جمال‪ ،‬فقد التحق بمؤسستنا في املوسو املوالي (‪.)5891 – 5896‬‬

‫فهو كذلك من مؤسس ي اللدرس الجغرافي في كليتنا‪ ،‬وحينما شرع في التدريس‪ ،‬تم له ذلك ُبيسر وانسيابية‪،‬‬

‫مستفيدا من تجربته في التعليم الثانوي‪ ،‬وهو خريج املدرسة العليا لالساتذة‪.‬‬

‫ويعتبر ذ‪ .‬عبد اللطيف جمال أول ممثل ملؤسستنا في مجلس الجامعة‪ ،‬ملا كانت تابعة لجامعة الحسن‬

‫الثاني بالدار البيضاء إلى غاية املوسم الجامعي ‪ ،5898 – 5899‬وبعده مباشرة تأسست جامعة شعيب‬

‫الدكالي‪.‬‬

‫تقلب ذ‪ .‬جمال في عدة مسؤوليات‪ ،‬نذكر منها‪ ،‬رآسته شعبة الجغرافيا‪ ،‬عضويته في لجنتي النشر‬

‫واملجلة (مجلة كلية اآلداب)‪ ،‬عضويته في اللجنة العلمية للمؤسسة‪ ،‬إشرافه على تكوين الدكتوراه‪ ،‬وغيرها‬

‫من املهام‪ ،‬فهو لم يتهيب قط من تحمل مسؤوليات‪ ،‬راكم من خاللها تجربة خصبة متمرسا بالقضايا‬

‫الجامعية‪ ،...‬وأطر في سلكي املاستر والدكتوراه‪ ،‬مناقشا كما معتبرا من الرسائل واالطاريح الجامعية‪ ،‬ونشر‬

‫عددا من االبحاث في دوريات وكتب جماعية‪ ،‬فضال عن أطروحته لنيل دكتوراه الدولة‪ ،‬املطبوعة واملنشورة‬

‫خارج املغرب‪.‬‬

‫تم يز ذ‪ .‬جمال بالدقة في التنظيم مع قدر غير يسير من الصرامة‪ ،‬وهو إلى جانب ذلك فنان مبدع‬

‫متنوع املواهب‪.‬‬

‫متمنياتنا للعزيزين‪ ،‬قضاء التقاعد‪ ،‬بمنآى عن املنغصات الصحية‪ ،‬واالستمرار في البحث العلمي‬

‫ونشره‪.‬‬

‫ذ‪ .‬أحمد املكاوي‬

‫‪ 52‬ماي ‪5252‬‬

‫‪10‬‬
‫‪10‬‬
‫شهادة في حق الزميلين العزيزين المكرمين سي محمد بن خاي وعبد اللطيف‬
‫جمال‬

‫يسعدني أن أبعث بتهانئي الحارة للزميلين املكرمين عن استحقاق‪ :‬س ي محمد بن خاي وعبد‬

‫اللطيف جمال‪ .‬إنها لحظة إنسانية مفعمة بالفرح والسرور والابتهاج‪ ،‬ألنها مبادرة تدخل في صميم ثقافة‬

‫الاعتراف‪ ،‬تحمس لها طلبة وباحثات وباحثون وزميالت وزمالء آلاستاذين املكرمين‪ ،‬في احتضان كامل‬

‫لهما في إطار الشعبة واملختبر والكلية بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة‪ ،‬وهو الوسط الذي اشتغال فيهما‬

‫الزميالن لعدة عقود‪ .‬إنهما من بناة هذه املؤسسة الجامعية؛ ويستحقان هذه الالتفاتة الكريمة‪.‬‬

‫لقد قاما بواجباتهما التربوية والعلمية والاجتماعية ضمن فرق العمل بالشعبة واملختبر والكلية‬

‫والجامعة‪ ،‬فألقوا املحاضرات والدروس‪ ،‬ونظموا الرحالت الدراسية‪ ،‬وأطروا البحوث من مستوى إلاجازة‬

‫إلى املاستر والدكتوراه‪ .‬فطوبى لهما‪.‬‬

‫وال زالا قادرين على العطاء‪ ،‬الستثمار تجربتهما العميقة التربوية وفي البحث العلمي‪ ،‬لفائدة الطلبة‬

‫والباحثين‪ .‬نتمنى للزميلين العزيزين دوام الصحة والعافية وراحة البال لالستفادة املشروعة بتقاعدهما‬

‫املريح‪ ،‬الذي سيعطيهما حرية في التنقل والاشتغال فيما يريدانه زمانا ومكانا‪.‬‬

‫ذ‪ .‬موس ى كرزازي‬

‫أستاذ فخري بجامعة محمد الخامس الرباط‪.‬‬

‫الرباط في ‪ 55‬ماي ‪5252‬‬

‫‪11‬‬
‫‪12‬‬
‫شهادة‬
‫يشرفني باسم الجمعية الوطنية لجغرافيي األرياف املغاربة (ج و ج ا م ) أن أشهد شهادة تقدير في‬

‫حق األستاذين محمد بن خاي وعبد اللطيف جمال‪ .‬إن الجمعية تثمن مبادرة التكريم‪ ،‬باعتباره يجسد قيمة‬

‫كونية وهي االعتراف والتقدير لألستاذين الجليلين‪ ،‬نظير ما قدماه من خدمة للجغرافيا باملغرب‪ ،‬سواء على‬

‫مستوى التدريس أو التأطير أو البحث العلمي‪ .‬لقد ساهم األستاذان في تأسيس شعبة الجغرافيا بكلية‬

‫اآلداب والعلوم اإلنسانية بمدينة الجديدة وإرساء دعائم التكوين والتأطير والبحث العلمي بها‪.‬‬

‫تثمن الجمعية الوطنية لجغرافيي األرياف املغاربة تأثير األستاذين محمد بن خاي وعبد اللطيف‬

‫جمال في محيطهما املحلي والوطني‪ .‬ساهم األستاذ محمد بن خاي بإشعاعه النضالي خارج الكلية‪ ،‬إذ ساهم‬

‫في تدبير الشأن املحلي مما أتاح له فرصة توظيف معارفه العلمية في معالجة قضايا التنمية املحلية في فترة‬

‫انتدابه من طرف السكان‪ .‬أما األستاذ عبد اللطيف جمال‪ ،‬فهو باحث رصين في جغرافية األرياف باملغرب‪.‬‬

‫وقد ساهم في تأسيس الجمعية الوطنية لجغرافيي األرياف املغاربة‪ ،‬إذ كان عضوا في لجنتها التحضيرية والتي‬

‫توجت بتأسيس الجمعية بتاريخ ‪ 55‬يونيو ‪ 0300‬بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بنمسيك بمدينة‬

‫الدارالبيضاء‪ .‬كانت مساهمة األستاذ عبد اللطيف جمال‪ ،‬فعالة في تشييد إطار عمل الجمعية وخاصة‬

‫نظامها األساس ي‪.‬‬

‫باسم الجمعية الوطنية لجغرافيي األرياف املغاربة أوجه تحية وتقدير إلى األستاذين محمد بن خاي‬

‫وعبد اللطيف جمال‪ ،‬مع متمنياتي لهما وألسرتيهما بموفور الصحة والهناء واملزيد من العطاء العلمي‪.‬‬

‫ذ‪ .‬محمد األسعد‬

‫رئيس الجمعية الوطنية لجغر افيي األرياف املغاربة ( ج و ج ا م )‬

‫)‪Association Nationale des Géographes Ruralistes Marocains (ANAGERM‬‬

‫‪12‬‬
‫‪12‬‬
‫شهادة في حق االستاذين‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‪ ،‬الحمد هلل رب العاملين‪ ،‬والصالة والسالم على سيدنا محمد رسول هللا‬

‫وعلى آله وصحبه أجمعين؛‬

‫السيد الرئيس‪ ،‬نائب الرئيس‪ ،‬السادة العميد‪ ،‬السادة نواب العميد‪ ،‬أخواتي وإخواني األساتذة‬

‫واملوظفون‪ ،‬أيها الحضور الكريم‪.‬‬

‫لقد تشرفت بإلقاء هذه الكلمة نيابة عن كافة السيدات والسادة األساتذة في يوم والوفاء والعرفان‪،‬‬

‫اسمحوا لي في البداية أن أشكر املنظمين والساهرين على هذا التكريم‪ ،‬وملجهوداتهم الكبيرة واملسؤولة حتى‬

‫يكون يوم الوفاء هذا في أحسن الظروف‪ ،‬اتمنى لكم كامل التوفيق في أعمالكم والنجاح األكيد لهذا امللتقى‬

‫العلمي الذي يكرس كذلك ملفهوم وثقافة العرفان بتكريم واحتفاء باألستاذين الجليلين بحمولة وقامة‬

‫العلمية الكبيرة‪.‬‬

‫فهذا احتفال بالزميلين والصديقين س ي محمد جمال وس ي محمد بن خاي‪ ،‬احتفاء وعرفان‬

‫بالخدمات الجليلة التي قدماها لخدمة لكلية اآلداب خاصة ولجامعة شعيب الدكالي وللتعليم العالي عموما‪.‬‬

‫إن الحضور املتميز اليوم في هذا املدرج إنما هو رسالة تقدير واحترام لهما‪.‬‬

‫فعلى الرغم من رمزية التكريم‪ ،‬فإنها تحمل في طياتها أكثر من داللة فهي اعتراف بالجميل وتحية‬

‫تقدير واحترام لرجاالت قدمت الكثير لهذه املؤسسة والجامعة وكذلك على املستوى الوطني والدولي‪ ،‬فأنتم‬

‫أقل ما تستحقان منا كأساتذة هما كل الثناء الشكر‪.‬‬

‫فمساهمتي اليوم‪ ،‬في هذا االحتفال البهيج‪ ،‬فإنها أرادت بذلك اإلسهام في التأسيس لثقافة جديدة‬

‫تؤسس ملفهوم آخر في االعتراف والتقدير ونكران للذات وتقدير واحترام لألخوين س ي محمد جمال وس ي‬

‫محمد بن خاي اللذان أفنيا أجمل سنوات عمرهما في خدمة الجامعة بكل مكوناتها‪ ،‬فال يمكن أن نفيهما ال‬

‫بكلمات الشكر والعرفان على املجهودات والتضحيات املقدمة‪ ،‬لقد وجدنا فيكما حب العمل وزدنا معرفة‬

‫‪13‬‬
‫‪13‬‬
‫بطبيبتكم وإخالصكم بكل روح مسؤولية‪ ،‬وقدمتم مجموعة من املجهودات والتضحيات للمؤسسة‬

‫والجامعة‪ ،‬لقد عرفنا فيكما الصدق وإلخالص في العمل‪ ،‬فأنتما اإلنسانين الخلوقين‪ ،‬الخدومين‪،‬‬

‫املتمرسين‪ ،‬فأنتما أقل ما تستحق منا كأساتذة هما كل الثناء والتكريم‪.‬‬

‫بارك هللا في باقي عمركما‪ ،‬ونسأل هللا الصحة والعافية لكما‪ ،‬والسالم عليكم ورحمة هللا تعالى وبركاته‪.‬‬

‫ذ‪ .‬عبد العزيزصاحب الدين‬

‫الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي‬

‫‪14‬‬
‫‪14‬‬
‫عوامل اهلشاشة ودينامية التعرية املائية باجلبال السفلى ملقدمة الريف الشرقي‪- :‬‬
‫مقاربة خرائطية –‬
‫محمد أبهرور* – العروصي عمر **– يونس أبهرور*** – عبد الفتاح الكححالالوي*** – محمد بوهرو***‬

‫*أستاذ باحث‪ ،‬مختبر المجال والتاريخ والدينامية والتنمية المستدامة‪ ،‬الكلية متعددة التخصصات تازة‪،‬‬

‫**أستاذ باحث‪ ،‬مختبر إعادة تشكيل المجال والتنمية المستدامة – كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬الجديدة‪،‬‬

‫***طالب باحث في سلك الدكتوراه‪ ،‬مختبر المجال والتاريخ والدينامية والتنمية المستدامة‪ ،‬الكلية متعددة‬
‫التخصصات تازة‪.‬‬

‫الملخص‬
‫يتميز مجال مقدمة الريف الشرقي بهشاشة الوسط الطبيعي‪ ،‬بفعل الدينامية القوية ألساليب وأشكال‬
‫التعرية المائية‪ ،‬الشيء الذي يساهم في إنتاج كميات مهمة من الرواسب‪ ،‬نتيجة سيادة صخور هشة صلصالية‬
‫وصلصالية كلسية بالخصوص‪ ،‬ضمن بنية جيولوجية معقدة‪.‬‬
‫تزداد هشاشة وقابلية الوسط لدينامية التعرية المائية‪ ،‬بسبب سيادة األراضي العارية‪ ،‬والتي تبقى‬
‫عرضة لكل آليات التدهور‪ ،‬نتيجة عدوانية التساقطات المطرية وعدم انتظامها في الزمن والمكان‪ ،‬علما أن‬
‫المنطقة عرفت استقرار بشري قديم والذي رافقه استغالل مكتف لجل السفوح‪ ،‬رغم قوة انحداراتها‪ ،‬الشيء‬
‫الذي ساهم في التراجع الكبير للمجال الغابوي وللمساحات الصالحة لالستغالل بفعل الضغط‪ ،‬حيث تراجعت‬
‫مساحة الزراعات السنوية لصالح األراضي الغير الصالحة لالستغالل‪ ،‬والتي تطورت مساحتها من نهاية‬
‫ثمانينيات القرن العشرين حتى اليوم بأكثر من ‪.%02‬‬
‫ساهمت هذه الدينامية القوية في تنوع أساليب وأشكال التعرية المائية‪ ،‬من تعرية غشائية والتي تعمل‬
‫على إفقار التربة وتعرية خطية والتي تؤدي إلى تراجع المساحات الصالحة لالستغالل‪ ،‬كما تساهم في إنتاج‬
‫كميات مهمة من الرواسب‪ ،‬تم الحركات الكتلية التي تغير من مورفولوجية السفوح وتهدد األنشطة البشرية‬
‫باستمرار‪.‬‬
‫لمعالجة هذه الظاهرة‪ ،‬سنعمل على دراسة عوامل الهشاشة المسؤولة عن دينامية التعرية المائية‬
‫بالمجال‪ ،‬اعتمادا على مقاربة خرائطية لتحديد دور كل عامل بمقدمة الريف الشرقي‪ ،‬من أجل تسهيل عملية‬
‫التهيئة المجالية‪.‬‬
‫الكلمات المفتاح‪ :‬مقدمة الريف الشرقي – هشاشة الوسط – التعرية المائية – مقاربة خرائطية – التهيئة‬
‫المجالية‪.‬‬
‫‪Résumé‬‬
‫‪Le domaine du Prérif oriental, est un milieu vulnérable où l’érosion hydrique est à l’origine‬‬
‫‪d’énormes pertes en terres et une production excessive de sédiments. Le contexte structural‬‬
‫‪est marqué par la prédominance de matériaux tendres, essentiellement marneux ou marno-‬‬
‫‪calcaires, dans une structure complexe.‬‬

‫‪La fragilité des matériaux et leur sensibilité à l’érosion revêtent d’autant plus‬‬
‫‪d’importance que la plupart des terrains sont dénudés et directement exposés aux effets‬‬

‫‪15‬‬
‫‪15‬‬
morphogéniques des événements pluviométriques. L’ancienneté de la sédentarisation et la
mise en valeur précoce des terrains, basée essentiellement sur la céréaliculture et l’élevage,
s'est accompagnée d'une exploitation intense des versants, ce qui a contribué au déclin
important du domaine forestier et des zones propices à l'exploitation, et par conséquent la
diminution des terres de cultures annuelles au profit des terrains incultes, dont la superficie
s'est développée de occupe actuellement plus de 60%. à la fin des années quatre-vingt à ce
jour.

Cette forte dynamique a contribué à une diversité de modes et de formes d'érosion


hydrique, de l'érosion en nappe, qui appauvrit le sol, à l'érosion linéaire, qui réduit les
surfaces exploitables, et contribue à la production de grandes quantités de sédiments, et les
mouvements de masse modifient la morphologie des versants et menacent en permanence
les activités humaines. Dans le présent papier , nous étudierons les facteurs de fragilité
responsables de la dynamique de l'érosion hydrique dans la région, sur le terrain, en nous
basant sur une approche cartographique. L’objectif est de produire des cartes à finalités
appliquées pouvant constituer des documents pour l’aide à la décision. Pour déterminer le
rôle de chaque facteur dans le Prérif oriental, afin de faciliter le processus de
d'aménagement.
Mots clés : Vulnérabilité, Risque d’érosion hydrique, Approche cartographique, Prérif,

‫تقديم‬
‫ من بين األخطار الطبيعية األكثر انتشارا بأغلب‬،‫يعد خطر التعرية المائية وتدهور التربة‬
‫ الشيء الذي يشكل تحديا للموارد الطبيعية "الماء والتربة‬.‫ خاصة المجاالت الهشة منها‬،‫النطاقات‬
‫ بفعل‬،‫ ويؤدي إلى تراجع اإلنتاج الفالحي والضغط على األراضي الصالحة لالستغالل‬،"‫والغابة‬
.‫التزايد السكاني السريع والمستمر‬
‫ من‬،)5 ‫ويعتبر مجال الريف عامة ومقدمة الريف الشرقي شمال مدينة تازة (الشكل رقم‬
‫ حيث تسجل كميات االقتالع بفعل التعرية المائية‬،‫المجاالت األكثر هشاشة على المستوى الوطني‬
‫ وباألطلس‬،‫السنة بمقدمة الريف‬/‫هـ‬/‫ طن‬02‫ و‬52 ‫السنة وتتراوح بين‬/‫هـ‬/‫ طن‬02 ‫بالريف أكثر من‬
FIKRI ( ‫السنة‬/‫هـ‬/‫ طن‬1 ‫ وبباقي التراب الوطني أقل من‬،‫السنة‬/‫هـ‬/‫ طن‬52‫ و‬1 ‫المتوسط والكبير بين‬
‫ لكن يساهم‬،‫ من التراب الوطني‬%0 ‫ فالمجال ال يغطي سوى‬،)BENBRAHIM K. et all 2004
‫ نتيجة تظافر عوامل طبيعية وبشرية مختلفة‬،(HEUSH 1970) ‫ من الرواسب سنويا‬%02 ‫بـ‬
‫ وقوة اإلنحدارات وسيادة الصخور الصلصالية‬،‫ "خاصة التساقطات المطرية العنيفة‬،‫ومتداخلة‬
‫ وهجرة‬،‫ واألتربة الضعيفة التطور واإلستغالل المكتف لجل السفوح رغم قوة انحداراتها‬،‫الهشة‬
. ... ‫األرض التي تساهم في غياب أشكال الحماية من التعرية‬
‫ حيث‬،)5 ‫عالية حوض واد األربعاء بمقدمة الريف الشرقي يدخل في هذا اإلطار (الشكل‬
‫ الشيء الذي يؤثر سلبا على‬،‫يعتبر مجاال خصبا لتطور أساليب وأشكال التعرية المائية بكل أشكالها‬

16
16
‫الموارد الطبيعية بالمنطقة‪ .‬نتيجة تظافر عوامل طبيعية‪ ،‬خاصة عاملي التساقطات والحرارة‪،‬‬
‫بحيث أن المجال يعرف تذبذبات مناخية وتباينات واضحة من سنة ألخرى‪ .‬وما يزيد من تسريع‬
‫خطر التعرية بهذه المجاالت الهشة‪ ،‬هو اإلستغالل المكثف للمجال‪ ،‬نتيجة الكثافة السكانية التي‬
‫تتجاوز في جل الجماعات بالمنطقة المعدل الوطني ورغم ذلك تبقى نسبة النمو السكاني بالمجال‬
‫سالبة‪ ،‬مما يزيد من الضغط على الموارد ويعمل على تراجع اإلنتاج الفالحي بفعل تدهور جودة‬
‫التربة (أبهرور محمد وآخرون ‪.)0252‬‬
‫الشكل ‪ :1‬موقع مجال الدراسة‬

‫تساهم هذه الدينامية القوية في التراجع المستمر والكبير للمجاالت الفالحية‪ ،‬في مقابل‬
‫تطور األراضي الغير الصالحة لإلستغالل‪ ،‬الشيء الذي يدفع العديد من سكان المنطقة إلى‬
‫الهجرة في اتجاهات مختلفة‪ ،‬وبالتالي تراجع وغياب أشكال حماية التربة من اإلنجراف‪.‬‬
‫تطرح هذه الوضعية عدة تساؤالت‪ ،‬حول التطور السريع والمستمر ألساليب وأشكال التعرية‬
‫المائية على حساب المجاالت الصالحة لإلستغالل‪ ،‬الذي تعاني منه سلسلة جبال الريف بشكل‬
‫عام ومقدمة الريف الشرقي بشكل خاص‪ ،‬والتي تتميز بتباين كبير على مستوى التوزيع الزمني‬
‫للتساقطات المطرية (أبهرور محمد وآخرون ‪.)0252‬‬
‫لمعالجة هذه اإلشكالية اعتمدنا المنهج الوصفي والتحليلي والمنهج المقارن‪ ،‬ثم المقاربة‬
‫الخرائطية عن طريق تطبيق المعادلة العالمية لفقدان التربة وتنضيد خريطة أشكال التعرية‬
‫المائية بخرائط العوامل المسؤولة عن ديناميتها‪ ،‬ثم المقاربة اإلحصائية لتحديد العالقة بين‬
‫العوامل والظاهرة المدروسة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -I‬الخصوصيات الطبيعية والبشرية للمجال المدروس‬
‫يتميز مجال مقدمة الريف الشرقي بالطابع التلي مع سفوح شديدة اإلنحدار بفعل كثافة‬
‫الشبكة المائية وتعمقها‪ ،‬بسبب ضعف النفاذية وسيادة التكوينات الصخارية الهشة خاصة‬
‫التكوينات الصلصالية التي تغطي معظم سفوح المجال إما منفردة أو متداخلة مع صخور‬
‫أخرى‪ ،‬كالصلصال الكلسي مشكلة صخور متوسطة الصالبة‪ ،‬وضعف األتربة وعدم توازنها‬
‫مما يساهم في التراجع المستمر لإلنتاجية الفالحية‪ ،‬ويدفع الفالح إلى التخلي عن هذه المجاالت‪،‬‬
‫وبالتالي تغيب كل أشكال الحماية من طرف السكان‪ ،‬لتتحول إلى أراضي جرداء بفعل تدهور‬
‫التربة نتيجة التطور السريع لكل أشكال وأساليب التعرية المائية‪ ،‬مما يؤدي إلى الرفع من حجم‬
‫الرواسب التي تهدد البنيات التحتية والتجمعات السكانية والمنشآت المائية الكبرى في السافلة‬
‫"سد إدريس األول على واد إيناون" (أبهرور محمد وطريبق عبد اللطيف ‪.)0252‬‬
‫ويعرف المجال سيادة تكوينات سطحية متباينة من حيث السمك والخصائص‪ ،‬ساهمت‬
‫في التطور السريع آلليات التعرية المائية‪ ،‬خاصة وأن هذه التكوينات تعرف هيمنة المواد‬
‫الطينية فوق صخور صلصالية‪ .‬أضف إلى ذلك ضعف الغطاء النباتي الطبيعي ومحدوديته‬
‫المجالية‪ ،‬فهو ال يمثل إال حوالي ‪ %1‬من المساحة اإلجمالية للمجال المدروس‪ ،‬والذي يتميز‬
‫بسيادة النباتات الشجرية القصيرة وأشكال نباتية ال تساعد على تطور التربة كالصنوبر الحلبي‬
‫(أبهرور محمد وآخرون ‪.)0205‬‬
‫وما يسرع آليات تدهور الموارد الطبيعية بهذا المجال الهش‪ ،‬سيادة مناخ شبه جاف في‬
‫معظم المحطات المتوفر بالمنطقة‪ ،‬بحيث يتميز المناخ بهذا الجزء من مقدمة الريف الشرقي‪،‬‬
‫بالتباين الكبير في التوزيع المجالي للتساقطات المطرية نتيجة التباين التضاريسي واختالف توجيه‬
‫السفوح‪ ،‬كما أن التساقطات المطرية تعرف تباينا زمنيا حسب الفصول من سنة ألخرى‪ ،‬الشيء‬
‫الذي يتضح من خالل توالي سنوات جافة وأخرى رطبة مع استثناءات من فترة ألخرى في‬
‫االتجاهين (الجفاف‪/‬الرطوبة) مع الميل في اتجاه الجفاف منذ عقد ثمانينيات القرن الماضي‪ ،‬كما‬
‫تسجل عدوانية التساقطات المطرية قيما مرتفعة في جل المحطات بالمجال(مركز السبت قيمة‬
‫‪ R=76,1‬وبتازة ‪ R=93‬وبحد امسيلة ‪ R=105‬حسب معادلة ‪ Arnoldus 1980‬والمعدلة من‬
‫طرف ‪ .)Rango et Arnoldus 1987‬أضف إلى ذلك التباينات الكبيرة في درجات الحرارة التي‬
‫تعطي مدى حراري كبير يوميا أو شهريا‪ ،‬الشيء الذي يؤثر سلبا على الموارد المائية من جهة‬
‫والترابية والغطاء النباتي من جهة ثانية‪.‬‬
‫يعرف الريف بشكل عام ومقدمة الريف الشرقي بشكل خاص‪ ،‬استقرارا بشريا قديما‪،‬‬
‫يعود حسب بعض المصادر التاريخية إلى عهد الرومان‪ ،‬وبحكم تواجد المنطقة بممر‬
‫استراتيجي يربط شرق المملكة المغربية بغربها‪ ،‬فقد عرف تحوالت مهمة خالل تعاقب‬
‫الحضارات التي عرفها المغرب منذ فترة ما قبل اإلسالم‪ ،‬مرورا بالصراعات المغربية‬
‫العثمانية إلى الفترة االستعمارية (‪ ،)Tribak A. 2000‬والفترة االستعمارية كان لها األثر الكبير‬

‫‪18‬‬
‫‪18‬‬
‫والسلبي على تراجع الغطاء الغابوي وتدهور التربة‪ ،‬نتيجة االستحواذ على المجاالت‬
‫المنبسطة‪ ،‬مما فرض على السكان المحليين اللجوء إلى المجاالت المنحدرة والتوسع على‬
‫حساب المساحات الغابوية‪ ،‬والتي أدت إلى اندثار بعضها "كدية البرية بجماعة الترايبة"‪ .‬أضف‬
‫إلى ذلك تجزؤ وصغر حجم الملكيات نتيجة اإلرث من جهة‪ ،‬بحيث أكثر من ‪ %02‬من الملكيات‬
‫الفالحية بالمنطقة مساحتها أصغر من ‪ 1‬هكتار‪ ،‬ثم إشكالية الصراعات على األرض التي‬
‫تساهم في استراحة اضطرارية لفترات طويلة (أبهرور محمد ‪.)0222‬‬
‫يعرف مجال مقدمة الريف الشرقي توزيع سكاني متباين ومتفرق‪ ،‬فمعظم الدواوير‬
‫تتركز وسط السفوح‪ ،‬الشيء الذي يساهم في خلق مسالك طرقية وسط السفوح‪ ،‬تعمل على‬
‫االنقطاع في االنحدار وانطالق أشكال تعرية أكثر قوة من العالية‪ ،‬وتساهم كذلك في اندكاك‬
‫التربة‪ ،‬مما يعمل على ازدياد حجم الجريان السطحي خاصة وأن المجال يتميز بسفوح شديدة‬
‫االنحدار‪.‬‬
‫فرغم أن كل الجماعات الترابية بمجال الدراسة تعرف نموا سكانيا سالبا منذ ثمانينيات‬
‫القرن العشرين‪ ،‬بسبب الهجرة الناتجة عن الجفاف وتراجع مردودية التربة بفعل قوة التعرية‬
‫التي تعمل إفق ار التربة باستمرار‪ ،‬ثم والتقطيع الترابي المتوالي للجماعات‪ ،‬فأغلب هذه‬
‫الجماعات تسجل كثافة سكانية أكبر من المعدل الوطني‪ .‬هذا االنخفاض في نسب النمو السكاني‬
‫بالجماعات القروية‪ ،‬أدى إلى تحول مجموعة من األراضي الفالحية إلى مجاالت أصبحت مرتعا‬
‫خصبا آلليات التعرية المائية‪ ،‬لتصبح مجاالت غير صالحة لالستغالل‪ ،‬وصلت التعرية في أجزاء‬
‫منها إلى مرحلة جد متقدمة‪ ،‬يصعب استصالحها نهائيا بسبب تخلي الفالح عنها والهجرة لمجاالت‬
‫أخرى بحثا عن عيش أفضل (أبهرور محمد ‪.)0222‬‬
‫‪ -II‬التوزيع المجالي ألشكال التعرية المائية وتدهور التربة‬
‫يعرف مجال عالية حوض واد األربعاء تنوع وتباين أشكال التعرية‪ ،‬نتيجة تظافر وتداخل‬
‫عوامل طبيعية وبشرية‪ ،‬فالمجال يعرف سيادة التعرية الغشائية حيث تمثل ‪ %0514‬من مساحة‬
‫المجال (الشكل ‪ ،)2‬نتيجة قوة االنحدارات وسيادة أتربة ضعيفة التطور وغير متوازنة‪ ،‬مع‬
‫ضعف إلى غياب أشكال الحماية‪ ،‬الشيء الذي يجعل التربة عرضة للتساقطات المطرية‬
‫والتباينات في درجات الحرارة‪ ،‬خاصة خالل التساقطات األولى لفصل الخريف‪ ،‬والتي تتميز‬
‫بتركز وحدة كبيرة‪ ،‬فالسطح يكون عاريا والتربة جافة ومتفككة‪ ،‬خاصة األراضي المحروثة‬
‫حديثا فوق سفوح شديدة االنحدار‪ .‬فرغم أن هذا الشكل من التعرية المائية يبقى ضعيف مقارنة‬
‫بباقي أشكال التعرية األخرى‪ ،‬إال أن التعرية الغشائية هي بداية كل أشكال التعرية األخرى‪،‬‬
‫إن تم إهمالها وعدم التدخل للحد منها‪ ،‬كما تعمل على إفقار المسكات العليا للتربة‪ ،‬مما يؤدي‬
‫إلى تراجع اإلنتاجية فوق األتربة التي تنتشر فوقها التعرية الغشائية‪ ،‬ومع توالي السنوات يتخلى‬
‫السكان عن هذه المجاالت لتتحول إلى مجاالت انتشار أشكال تعرية أكثر تأثيرا وقوة‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪19‬‬
‫تطور التعرية الغشائية وعدم التدخل لحماية التربة منها‪ ،‬يساهم في تطور وانتشار أشكال‬
‫تعرية أكثر قوة‪ ،‬خاصة التعرية الخطية والتي تمثل ‪ %02100‬من مساحة المجال (الشكل ‪،)2‬‬
‫أولها التخديد األولي كمرحلة انتقالية بين التعرية الغشائية والتخديد المتعمق‪ ،‬يساهم هذا األخير‬
‫في الرفع من حجم الرواسب وتقليص المساحات الصالحة لالستغالل‪ .‬وغياب حماية التربة‬
‫للحد من خطر التخديد المتعمق‪ ،‬يؤدي إلى انتشار األساحل التي ت ُ َحول مجال انتشارها إلى‬
‫أراضي غير صالحة اإلستغالل‪ ،‬وتتوسع على حساب المجاالت الصالحة لإلستغالل‪ ،‬لتحولها‬
‫إلى أراضي جرداء‪ ،‬فبحوض واد الثالثاء الذي يدخل ضمن المجال المدروس توصلنا إلى أن‬
‫مساحة األراضي المحروثة عرفت تراجعا مجاليا سجل ‪ %05‬خالل ‪ 02‬سنة‪ ،‬في مقابل تزايد‬
‫مساحة المجاالت الغير الصالحة لالستغالل بالضعف خالل نفس الفترة ( ‪Abahrour M. et all‬‬
‫‪.)2015‬‬
‫يعرف المجال كذلك انتشار أشكال مختلفة من الحركات الكتلية‪ ،‬نتيجة غياب أشكال‬
‫الحماية وقوة االنحدارات وسيادة الصخور الصلصالية الهشة‪ ،‬والتكونات السطحية واألتربة‬
‫الطينية‪.‬‬
‫الشكل ‪ :2‬خريطة أشكال التعرية المائية بعالية حوض واد األربعاء بمقدمة الريف الشرقي‬

‫المصدر‪ :‬العمل الميداني وصور ‪Google Earth 2021‬‬

‫‪20‬‬
‫‪20‬‬
‫الشكل ‪ :3‬التوزيع المجالي ألشكال التعرية المائية بعالية حوض واد األربعاء بمقدمة الريف الشرقي‬
‫‪70‬‬
‫‪61,45‬‬
‫‪60‬‬

‫‪50‬‬

‫‪40‬‬

‫‪30‬‬

‫‪20‬‬
‫‪11,14‬‬ ‫‪10,36‬‬
‫‪8,08‬‬
‫‪10‬‬
‫‪2,70‬‬ ‫‪2,24‬‬ ‫‪3,79‬‬
‫‪0,24‬‬
‫‪0‬‬

‫التخديد المتعمق‬
‫التعرية الضعيفة‬

‫االنهيارت الصخرية‬
‫األساحل‬

‫االنزالقات‬
‫التعرية الغشائية‬

‫التخديد‬
‫المرئية‬

‫والرواسب‬
‫التعرية ر‬

‫األول‬
‫الغي‬

‫ي‬
‫المصدر‪ :‬قاعدة بيانات خريطة أشكال التعرية المنجزة اعتمادا على العمل الميداني وصور ‪Google Earth 2021‬‬

‫تطور وانتشار أشكال التعرية بمقدمة الريف‪ ،‬تتداخل فيه مجموعة من العوامل‪ ،‬أهمها‬
‫دراجات االنحدار وتوجيه السفوح ونوعية الصخور وأشكال استعماالت التربة‪ .‬حيث يوافق‬
‫نشأة أشكال التعرية السفوح المنحدرة‪ ،‬والجافة والتي تعرف انتشار أشكال التعرية الخطية‬
‫والسفوح الرطبة توافق انتشار الحركات الكتلية على الخصوص (أبهرور محمد ‪ )0222‬ثم‬
‫سيادة الصخور الصلصالية الهشة‪ ،‬واألراضي الزراعية فوق السفوح القوية االنحدار‬
‫واألراضي العارية‪.‬‬
‫لتحديد دور كل عامل العوامل األربع السالفة الذكر‪ ،‬سنعمل على تقديم نتائج تنضيد‬
‫خريطة أشكال التعرية الحالية مع خرائط هذه العوامل‪ .‬فانطالقا من تنضيد خريطة أشكال‬
‫التعرية المائية بخريطة فئات االنحدار‪ ،‬يتبين أن التوزيع المجالي ألشكال التعرية القوية‬
‫(الحركات الكتلية واألساحل على الخصوص)‪ ،‬يوافق فئات االنحدارات القوية والقوية جدا‬
‫(الشكل ‪ ،)4‬حيث تغيب األساحل فوق فئة االنحدارات الضعيفة‪ ،‬وتبقى نسبة توزيعها فوق فئة‬
‫االنحدارات القوية جدا مرتفعة لتمثل ألكثر من ‪ ،%02‬عكس أشكال التعرية الضعيفة والرواسب‬
‫فهي تنتشر فوق فئة االنحدارات الضعيفة على طول المنخفضات المجاورة للمجاري المائية‬
‫الرئيسية‪ ،‬رغم أن هذه المجاالت منبسطة‪ ،‬إال أنها تعرف عند الضفف المحدبة انتشار أشكال‬
‫نجخ الضفاف ‪ Sapements des berges‬والتي تساهم في إنتاج أعلى كميات الرواسب‪ .‬وهذا ما‬
‫يفسر التأثير المباشر لعامل االنحدار على دينامية التعرية المائية‪ ،‬فاالنحدارات القوية توافق‬
‫انتشار أشكال التعرية القوية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪21‬‬
‫حسب فئات اإلنحدارات‬ ‫المائية‬
‫االنحدارات‬ ‫التعرية‬
‫حسب فئات‬ ‫ألشكال‬
‫ألشكال التعرية‬ ‫المجاليالمجالي‬
‫التوزيع‬ ‫الشكل ‪ :4‬التوزيع‬
‫‪100%‬‬

‫‪80%‬‬

‫‪60%‬‬

‫‪40%‬‬

‫‪20%‬‬

‫‪0%‬‬
‫الغي‬
‫التعرية ر‬ ‫التعرية‬ ‫التعرية‬ ‫األول‬
‫ي‬ ‫التخديد‬ ‫التخديد‬ ‫األساحل‬ ‫االنزالقات‬ ‫االنهيارت‬
‫المرئية‬ ‫الضعيفة‬ ‫الغشائية‬ ‫المتعمق‬ ‫الصخرية‬
‫والرواسب‬
‫انحدارات ضعيفة‬ ‫انحدارات متوسطة‬ ‫انحدارات قوية‬ ‫انحدارات قوية جدا‬

‫المصدر‪ :‬قاعدة بيانات الخريطة التركيبية ألشكال التعرية المائية وفئات اإلنحدار‬

‫وبالنسبة لتوزيع أشكال التعرية المائية حسب توجيه السفوح‪ ،‬يتبين أن السفوح الرطبة‪،‬‬
‫تعرف سيادة أشكال االنزالقات على الخصوص (الشكل ‪ ،)1‬نتيجة تأثر هذه السفوح بالكثل‬
‫الهوائية الرطبة‪ ،‬مما يعمل على نمو غطاء نباتي عشبي على السطح‪ ،‬ويساهم في تسرب المياه‬
‫التي تساعد على تفسخ الصخر‪ ،‬وبالتالي تزايد حجم التكوينات السطحية‪ ،‬وبفعل قوة االنحدار‬
‫وثقل المواد فوق صخور ضعيفة النفاذية‪ ،‬تنطلق أشكال انزالقات متباينة‪ ،‬وتعرف كذلك هذه‬
‫السفوح الشمالية والغربية انتشار التخديد المتعمق‪ ،‬نتيجة سمك التكوينات السطحية فوق هذه‬
‫السفوح‪ .‬عكس السفوح الجافة (الجنوبية والشرقية) التي تعرف سيادة أشكال التعرية الخطية‬
‫خاصة األساحل‪ ،‬نتيجة ضعف التغطية النباتية وجفاف التربة وتواجد هذه السفوح في ظل‬
‫األمطار‪ ،‬عوامل كلها تعيق نشأة تكوينات سطحية سميكة وأتربة عميقة عكس السفوح الرطبة‪.‬‬
‫بينما أشكال التعرية الغشائية تنتشر فوق جميع السفوح‪ ،‬وتزداد أهميتها فوق السفوح الجافة‬
‫والقوية االنحدار‪.‬‬
‫المائية حسب توجيه السفوح‬ ‫التعرية‬
‫توجيه السفوح‬ ‫ألشكال‬
‫التعرية حسب‬ ‫المجاليع أشكال‬
‫توزي‬ ‫الشكل ‪ :5‬التوزيع‬
‫‪100%‬‬

‫‪80%‬‬

‫‪60%‬‬

‫‪40%‬‬

‫‪20%‬‬

‫‪0%‬‬
‫الغي‬
‫األول التعرية الغشائية التعرية الضعيفة التعرية ر‬
‫ي‬ ‫التخديد‬ ‫التخديد‬ ‫األساحل‬ ‫االنزالقات‬ ‫االنهيارت‬
‫المرئية‬ ‫والرواسب‬ ‫المتعمق‬ ‫الصخرية‬
‫المجاالت المنبسطة‬ ‫سفوح شمالية‬ ‫سفوح رشقية‬ ‫سفوح جنوبية‬ ‫سفوح غربية‬

‫المصدر‪ :‬قاعدة بيانات الخريطة التركيبية ألشكال التعرية المائية وتوجيه السفوح‬

‫يتبين انطالقا من تنضيد خريطة أشكال التعرية المائية ونوعية الصخور‪ ،‬أن الصخور‬
‫الصلصالية تعرف انتشار أغلب أشكال التعرية المائية بالمجال‪ ،‬نتيجة ضعف نفاذيتها‬
‫وحساسيتها الكبيرة للتعرية المائية‪ ،‬وتعرف الصخور المتوسطة الصالبة (الصلصال والحث‬
‫‪22‬‬
‫‪22‬‬
‫أو الصلصال والكلس ‪ ،)...‬انتشار أشكال التعرية االنتقائية‪ ،‬حيث يتم إزالة ونقل المواد الهشة‬
‫والضعيفة المقاومة‪ ،‬لتبقى الصخور الصلبة بارزة‪ ،‬لتساهم في تطور بعض أشكال الحركات‬
‫الكتلية‪ ،‬بسبب النفاذية في العالية وضعفها في األسفل‪ .‬والصخور الصلبة المقاومة تتميز بانتشار‬
‫أشكال االنهيارات الصخرية‪( ،‬الشكل ‪.)0‬‬
‫الصخورحسب نوعية الصخور‬
‫التعرية‬ ‫الشكل ‪ :6‬التوزيع المجالي ألشكال‬
‫التوزي ع المجال ألشكال التعرية حسب نوعية‬
‫‪100%‬‬

‫‪90%‬‬

‫‪80%‬‬

‫‪70%‬‬

‫‪60%‬‬

‫‪50%‬‬

‫‪40%‬‬

‫‪30%‬‬

‫‪20%‬‬

‫‪10%‬‬

‫‪0%‬‬
‫بروزات صخرية‬ ‫الحال‬
‫ي‬ ‫الغرين‬ ‫الصلصال األزرق الصلصال األزرق الصلصال األبيض الصلصال األحمر‬ ‫الصلصال‬ ‫الصلصال‬ ‫الكلس‬
‫ي‬ ‫الصلصال‬
‫للحث والرصيص‬ ‫الملح‬ ‫ر‬
‫واألخض‬ ‫والحث‬ ‫الرمادي‬ ‫المسلح يالحث المسلح بالحث‬
‫ي‬
‫الغي المرئية‬
‫التعرية ر‬ ‫التعرية الضعيفة والرواسب‬ ‫التعرية الغشائية‬ ‫األول‬
‫ي‬ ‫التخديد‬ ‫التخديد المتعمق‬ ‫األساحل‬ ‫االنزالقات‬ ‫االنهيارت الصخرية‬

‫المصدر‪ :‬قاعدة بيانات الخريطة التركيبية ألشكال التعرية المائية ونوعية الصخور‬

‫على مستوى استعماالت التربة‪ ،‬فأراضي الزراعات السنوية تعرف انتشار أغلب أشكال‬
‫التعرية المائية – باستثناء األساحل ‪ ،-‬نتيجة تواجد هذه األراضي فوق انحدارات قوية وقوية‬
‫جدا‪ ،‬فنسبة ‪ %22‬من مساحة األراضي المحروثة بحوض واد الثالثاء (جزء من المجال‬
‫المدروس) تنتشر فوق انحدارات قوية وقوية جدا (أبهرور محمد وآخرون ‪ ،)0205‬حيث الحرث‬
‫غير متعمق وضعف تطبيق الدورات الزراعية وصغر حجم الملكيات‪ ،‬كلها عوامل تساعد‬
‫على تسريع نشاط آليات التعرية المائية‪ ،‬بينما المجاالت الغابوية – رغم ضيقها مساحيا – فهي‬
‫تعرف انتشار أشكال التعرية الضعيفة والغير المرئية‪ ،‬بسبب أهميتها في حماية السطح‬
‫ومساهمتها في تطور التربة‪( ،‬الشكل ‪.)2‬‬
‫أشكال استعماالت التربة‬ ‫التعريةنوعيةحسب‬
‫استعماالت التربة‬ ‫ألشكال‬
‫التعرية حسب‬ ‫المجالي‬
‫المجالي ألشكال‬ ‫الشكل ‪ : 7‬التوزيع التوزيع‬
‫‪100%‬‬

‫‪80%‬‬

‫‪60%‬‬

‫‪40%‬‬

‫‪20%‬‬

‫‪0%‬‬
‫الغي‬
‫التعرية ر‬ ‫التعرية الغشائية التعرية الضعيفة‬ ‫األول‬
‫ي‬ ‫التخديد المتعمق التخديد‬ ‫األساحل‬ ‫االنزالقات‬ ‫االنهيارت‬
‫المرئية‬ ‫والرواسب‬ ‫الصخرية‬
‫زراعات وغراسات‬ ‫زراعات سنوية‬ ‫الغابة‬ ‫ماطورال‬ ‫اع‬ ‫ر‬
‫اض عارية ومر ي‬
‫أر ي‬
‫المصدر‪ :‬قاعدة بيانات الخريطة التركيبية ألشكال التعرية المائية وأشكال استعماالت التربة‬

‫‪23‬‬
‫‪23‬‬
‫يتبين انطالقا من هذه المقاربة الخرائطية‪ ،‬مدى مساهمة كل عامل من العوامل األساسية‬
‫المسؤولة عن نشأة وتطور أشكال التعرية المائية‪ ،‬لكن في الواقع فانتشار آليات التعرية بالميدان‬
‫يرتبط بتداخل وتظافر كل هذه العوامل فيما بينها‪ ،‬إضافة إلى عوامل أخرى كشكل السفوح‬
‫وطول االنحدار وعدوانية التساقطات المطرية‪ ،‬وحاالت السطح وأشكال حماية التربة من‬
‫التعرية وقدم االستقرار البشري بالمجال‪.‬‬
‫‪ -III‬التقييم الكمي للتعرية الغشائية بمقدمة الريف الشرقي‬
‫يعرف مجال الدراسة سيادة أشكال التعرية الغشائية والتي تمثل ‪ %05141‬من مساحة‬
‫المجال المدروس‪ ،‬نتيجة عدوانية التساقطات المطرية وعدم انتظامها الزمني والمجالي‪ ،‬وسيادة‬
‫أتربة متفككة وغير متوازنة‪ ،‬أضف إلى ذلك استغالل جل السفوح رغم قوة انحدارات‪ .‬فرغم‬
‫أن التعرية الغشائية من األشكال األقل قوة مقارنة بباقي أشكال التعرية األخرى‪ ،‬إال أنه يعتبر‬
‫بداية كل األشكال الخطية على الخصوص‪ ،‬خاصة في ظل غياب أشكال الحماية‪ ،‬حيث تعمل‬
‫التعرية الغشائية على إفقار وغسل المسكات العليا للتربة من المواد الدقيقة المخصب لها‪،‬‬
‫الشيء الذي يعمل على تراجع المردودية وبالتالي هجرة هذه المجاالت‪ ،‬لتتحول مع مرور‬
‫الزمن إلى مجاالت غير صالحة لالستغالل‪ ،‬بفعل التطور السريع آلليات التعرية المائية‪.‬‬
‫إلبراز هذا الوضع وتشخيصه لتصنيف المجال المدروس حسب درجات خطر التعرية‬
‫الغشائية‪ ،‬وتحديد كمية األتربة المفقودة حسب مختلف العوامل‪ ،‬اعتمادا على المعادلة العالمية‬
‫لفقدان التربة‪ .‬وسجل معدل األتربة المفقودة بالمجال ‪ 29,06‬طن‪/‬هـ‪ /‬السنة‪ ،‬وتراوحت القيم‬
‫المسجلة بين ‪ 53,79‬طن‪/‬هـ‪/‬السنة كأعلى كمية فوق المجاالت الجرداء الغير الصالحة‬
‫لالستغالل‪ ،‬و‪ 6,98‬طن‪/‬هـ‪/‬السنة كأدنى كمية بالمجاالت الغابوية (الشكل ‪.)0‬‬

‫‪24‬‬
‫‪24‬‬
‫الشكل ‪ :8‬خريطة فقدان التربة بالمجال المدروس‬

‫عرف حجم اقتالع التربة بفعل التعرية الغشائية‪ ،‬تباينا كبيرا حسب العوامل المسؤولة عن‬
‫دينامية التعرية‪ ،‬فاألراضي العارية سجلت أعلى كميات األتربة المفقودة ‪ 12122‬طن‪/‬هـ‪/‬السنة‪،‬‬
‫نتيجة سيادة األراضي السيئة بهذا النطاق وغياب كلي ألي شكل من أشكال الحماية‪ ،‬وتوافق هذه‬
‫المجاالت نطاق انتشار األساحل‪ ،‬تليها مجاالت الزراعات السنوية ‪ 51124‬طن‪/‬هـ‪/‬السنة (الجدول‬
‫‪ ،)5‬بسبب حرث السفوح الشديدة االنحدار‪ ،‬واستغالل هذه المجاالت في الرعي بعد موسم الحصاد‪،‬‬
‫الشيء الذي يهيئ التربة للتساقطات األولى لفصل الخريف‪ ،‬والتي تكون عبارة عن زخات رعدية‬
‫ومركزة ذات حدة كبيرة‪ ،‬حيث تكون التربة جافة ومتفككة مع غياب التغطية النباتية‪ ،‬الشيء الذي‬
‫يعمل على الرفع من حجم االقتالع فوق هذه المجاالت‪ ،‬ويساهم في إفقار المسكات العليا للتربة‬
‫وتراجع خصوبة التربة‪ ،‬وبالتالي تراجع اإلنتاجية فوق هذه األتربة‪ ،‬وتخلي الفالح عن هذه‬
‫األراضي مع مرور الزمن‪ ،‬ليتخلى عنها لتتحول إلى أراضي غير صالحة لالستغالل نتيجة‬
‫الهجرة‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪25‬‬
‫بينما المجاالت المشجرة والغابوية فهي تسجل أدنى كميات اإلقتالع مقارنة مع باقي‬
‫أشكال استعماالت التربة‪ ،‬فمجال الغابة سجل متوسط كمية اقتالع ‪ 0120‬طن‪/‬هـ‪/‬السنة‪ ،‬رغم أن‬
‫مجال انتشار الغابة يوافق انحدارات قوية وقوية جدا‪ ،‬لكن أهمية الغابة ساهمت في حماية‬
‫التربة من وقع التساقطات المطرية وعرقلة الجريان السطحي‪ ،‬أضف إلى ذلك جورها في‬
‫تطور واستقرار التربة‪.‬‬
‫الجدول ‪ :1‬كميات فقان التربة بفعل التعرية الغشائية (بالطن‪/‬هـ‪/‬السنة) حسب أشكال استعماالت التربة‬
‫القيم القصوى‬ ‫المتوسط‬ ‫القيم الدنيا‬ ‫أشكال استعماالت التربة‬
‫‪82,96‬‬ ‫‪12,87‬‬ ‫‪0,21‬‬ ‫زراعات وغراسات‬
‫‪230,99‬‬ ‫‪53,79‬‬ ‫‪0,20‬‬ ‫مراعي وأراضي عارية‬
‫‪146,35‬‬ ‫‪15,04‬‬ ‫‪0,15‬‬ ‫زراعات سنوية‬
‫‪78,78‬‬ ‫‪11,25‬‬ ‫‪0,11‬‬ ‫ماطورال كثيف‬
‫‪44,62‬‬ ‫‪6,98‬‬ ‫‪0,38‬‬ ‫غابة‬
‫المصدر‪ :‬الخريطة التركيبية لفقدان التربة وأشكال استعماالت التربة‬

‫ويساهم العامل الطبوغرافي في اختالف وتباين دينامية التعرية الغشائية‪ ،‬فاالنحدارات‬


‫القوية تعرف أعلى كميات االقتالع نتيجة سيادة الجريان السطحي خاصة فوق السفوح العارية‬
‫والمحروثة‪ ،‬وسجل متوسط حجم االقتالع فوق االنحدارات القوية جدا ‪ 21120‬طن‪/‬هـ‪/‬السنة‬
‫لتصل إلى ‪ 022‬طن‪/‬هـ‪/‬السنة كأعلى كمية اقتالع في المجال (الجدول ‪ .)0‬بينما سجلت أدنى‬
‫كميات اإلقتالع فوق السفوح ذات االنحدارات الضعيفة وعرف متوسط اإلقتالع فوقها ‪0100‬‬
‫طن‪/‬هـ‪/‬السنة فقط وكانت أعلى القيم فوق هذه الفئة من االنحدارات ‪ 02120‬طن‪/‬هـ‪/‬السنة‪،‬‬
‫وكذلك األمر بالنسبة للمجاالت المنبسطة الغير الموجهة‪ .‬كما يساهم توجيه السفوح في دينامية‬
‫التعرية الغشائية‪ ،‬حيث تعرف السفوح الجافة (الجنوبية والشرقية) أعلى الكميات مقارنة‬
‫بالسفوح الرطبة (الشمالية والغربية)‪ ،‬بسبب ضعف نسب الرطوبة األولية بالتربة فوق السفوح‬
‫الجافة‪ ،‬وضعف سمك التربة مع قلة إلى غياب التغطية النباتية العشبية‪ ،‬نتيجة تواجد هذه‬
‫السفوح في ظل األمطار‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪26‬‬
‫الجدول ‪ :2‬كميات فقان التربة بفعل التعرية الغشائية (بالطن‪/‬هـ‪/‬السنة) حسب فئات االنحدار‬
‫القيم القصوى‬ ‫المتوسط‬ ‫القيم الدنيا‬ ‫فئات اإلنحدار‬
‫‪27,36‬‬ ‫‪2,86‬‬ ‫‪0,11‬‬ ‫انجارات ضعيفة أقل من ‪%5‬‬
‫‪68,97‬‬ ‫‪10,04‬‬ ‫‪0,11‬‬ ‫انحدارات متوسطة بين ‪ 5‬و‪%15‬‬
‫‪87,75‬‬ ‫‪18,79‬‬ ‫‪0,25‬‬ ‫انحدارات قوية بين ‪ 15‬و‪%25‬‬
‫‪230,99‬‬ ‫‪35,06‬‬ ‫انحدارات قوية جدا أكبر من ‪0,62 %25‬‬
‫المصدر‪ :‬الخريطة التركيبية لفقدان التربة وفئات االنحدار‬

‫ومن العوامل التي تسرع دينامية التعرية الغشائية بمقدمة الريف الشرقي‪ ،‬سيادة‬
‫الصخور الصلصالية الهشة التي تساعد على سيادة الجريان السطحي‪ ،‬علما أن أغلب األتربة‬
‫معدنية خام وضعيفة التطور تمثل ‪ %12142‬من مساحة المجال المدرسة‪ ،‬وهذه األتربة في‬
‫معظمها أتربة غير متوازنة ومتفككة الشيء يساهم في الرفع من حجم االقتالع‪ ،‬وبالتالي إفقار‬
‫المسكات العليا للتربة‪.‬‬
‫خالصة‬
‫يتميز هذا المجال من مقدمة الريف الشرقي‪ ،‬بهشاشة كبيرة نتيجة تظافر عوامل طبيعية‬
‫وبشرية‪ ،‬الشيء الذي ساهم في انتشار وتنوع أشكال التعرية المائية‪ ،‬مما يؤثر سلبا على اإلنسان‬
‫والمجال بهذا الجزء من مقدمة الريف الشرقي‪ ،‬حيث تساهم التعرية الغشائية في إفقار المسكات‬
‫العليا للتربة‪ ،‬عن طريق إزالة المواد الدقيقة المخصبة للتربة‪ ،‬وتتحول إلى أتربة فقيرة ذات‬
‫مردودية ضعيفة‪ ،‬الشيء الذي يدفع الفالح إلى التخلي عن هذه األراضي وهجرتها‪ ،‬مع غياب‬
‫تام لكل أشكال الحماية‪ ،‬لتتطور بذلك التعرية الغشائية إلى أشكال أكثر قوة وتأثير على المجال‪،‬‬
‫والمتمثلة في أشكال التعرية الخطية بكل أنواعها‪ ،‬والتي تعمل إلى الرفع أكثر من إنتاج‬
‫الرواسب وتراجع مساحة المجاالت الصالحة لالستغالل‪ ،‬لتتحول مع مرور الوقت إلى أراضي‬
‫سيئة غير صالحة لالستغالل‪.‬‬
‫للحد من هذه الوضعية البد من تهيئة مندمجة بالمجال مع ضرورة إشراك الفالح‬
‫والسكان المحليين في كل المشاريع المبرمجة لتهيئة المجال بشكل إيجابي‪ ،‬مع األخذ بعين‬
‫االعتبار خصوصيات المجال وحاجيات السكان‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪27‬‬
‫الئحة الراجع‬
‫ حالة حوض واد‬،‫ إسهام في التقييم الكمي للتعرية المائية بمقدمة الريف الشرقي‬:) 0222( ‫أبـهرور محمد‬
025 ،‫فاس‬-‫ كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية سايس‬،‫ أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الجغرافيا‬.‫الثالثاء‬
.‫ص‬
‫ التطور الزمني والمجالي للتعرية الغشائية وأشكال‬:)0205( ‫أبهرور محمد وشعوان جمال والعمال محسن‬
:‫ أعمال الندوة الدولية حول‬.‫استعماالت التربة بمقدمة الريف الشرقي – حالة حوض واد الثالثاء‬
‫ منشورات كلية‬،0205 ‫ يونيو‬1‫ و‬4 ،‫الديناميات البيئية والمخاطر الطبيعية في األوساط المتوسطية‬
http://ump.ma, ISBN : 978- ‫ ردمك‬،‫ جامعة محمد األول – وجدة‬،‫اآلداب والعلوم اإلنسانية‬
.04 – 12 :‫ص‬-‫ ص‬.9920-9313-2-8
‫ إشكالية التعرية المائية وتدهور الموارد الطبيعية بمقدمة الريف‬:)0252( ‫أبـهرور محمد وطريبق عبد اللطيف‬
،‫ أعمال مختبر الدراسات الجيوبيئية والتهيئة – التنمية المستدامة‬.)‫الشرقي (حالة حوض واد الثالثاء‬
‫ ص‬،‫فاس‬-‫ منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية سايس‬.‫ الموارد والمخاطر والتهيئة‬:‫حول موضوع‬
.11 – 21 :‫ص‬
‫ آثار التغايرية المناخية على تدهور التربة بمقدمة الريف الشرقي – حالة عالية‬:)0205( ‫الكحالوي عبد الفتاح‬
.‫ ص‬512 ،‫ الكلية متعددة التخصصات بتازة‬،‫ بحث لنيل شهادة الماستر في الجغرافية‬.‫حوض واد األربعاء‬
‫ تحليل المظاهر ومناهج‬:‫ التعرية المائية وأثرها في تدهور التربات‬:)0220( ‫نافع رشيدة ووطفة عبد الرحيم‬
-522 :‫ ص ص‬،‫ العدد العاشر‬،‫ منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بالمحمدية‬،‫ مجلة أبحاث‬.‫القياس‬
.512
ABAHROUR M., TRIBAK A. et EL GAROUANI A. (2015): Dynamique du
ruissellement et de l’érosion sur les terrains laboures du Prerif oriental : Cas du bassin
de l’oued Telata. Actes du Deuxième Colloque international « Eau & Climat : Regards
croisés Nord/Sud », Fès (Maroc), 27-28 novembre 2013, pp : 99-105
ARARI Kh. (2022) : Contribution à la quantification quantitative et qualitative de
l’érosion hydrique dans le BV de l’oued Larbaa. Thèse de doctorat en géographie,
USMBA-FLSH Sais-Fès. 300p
Pré-Rif Oriental : Cas du bassin versant de l’Oued Larbâa
Arnoldus, H.M.J. (1980). Methodology used to determine the maximum potential
average soil loss due to sheet and rill erosion in Morocco, FAO Bulletin, 34 p.
FIKRI BENBRAHIM K., ISMAILI M., FIKRI BENBRAHIM S., TRIBAK A.
(2004): Problèmes de dégradation de l’environnement par la désertification et la
déforestation : impact du phénomène au Maroc. Revue de Sécheresse, Volume 15,
numéro 4, OCTOBRE-NOVEMBRE-DÉCEMBRE 2004, pp: 307-320.
HEUSCH, B. (1970). L’érosion dans le Prérif. Une étude quantitative de l’érosion
hydrique dans les collines marneuses du Prérif occidental. Thèse. Ann, Rech,
Forest, Maroc, 2, 9-176
ROOSE E. (1996) : Méthodes de mesure des états de surface du sol, de la rugosité et
des autres caractéristiques qui peuvent aider au diagnostic de terrain des risques de
ruissellement et d’érosion, en particulier sur les versants cultivés de montagne.
Réseau Erosion Bulletin n° 16, pp : 87-97.

28
28
TRIBAK A. (2000) : L’érosion hydrique en moyenne montagne du Prérif oriental :
étude des agents et des processus d’érosion dans une zone de marnes tertiaires.
Thèse d’état. Univ. Chouaib Doukkali, 350p.
TRIBAK A. (2020): Erosion and Flooding Risks in the Marly Basins of the Eastern
Prerif Mountains (Morocco): A Response to Exceptional Climate Events or to
Anthropogenic Pressure. Revista de Estudios Andaluces (REA) | Núm. 40, julio
(2020) | e-ISSN: 2340-2776. https://dx.doi.org/10.12795/rea.2020.i40 | Editorial
Universidad de Sevilla 20201 pp: 159-182
TRIBAK A., ARARI Kh., ABAHROUR M., EL GAROUANI A. and AMHANI Z.
2015 : Quantitative assessement of the hydric erosion and the deposition in marly
catchment of the eastern Rif (Case of wadi Tarmast – Morocco). Annals of Valahia
University. Geographical Series Tome 15/2015 Issues 2 : 101-24, pp : 101-111.
http://fsu.valahia.ro/images/avutgs/home.html
TRIBAK A., EL GAROUANI A et ABAHROUR M. (2012): L’érosion hydrique dans
les séries marneuses tertiaire du Prérif oriental : Agents, processus et évaluation
quantitative. Revue Marocaine des Sciences Agronomiques et Vétérinaires,
volume 1, pp : 47-52 – Janvier 2012.
TRIBAK A., EL GAROUANI A. et ABAHROUR M. (2009): Evaluation quantitative
de l’érosion hydrique sur les terrains marneux du prerif oriental (Maroc) : Cas du
sous bassin de l’oued Tleta. Revue SECHERESSE vol. 20, n° 4, Oct., Nov., Déc.
2009.

29
29
‫تقييم دقة خرائط االستشعار عن بعد إجراء منهجي من أجل مصداقية العمل‬
‫اخلرائطي‬
*‫ عمر العروصي‬،*‫مصطفى احمامو‬

،‫ جامعة شعيب الدكالي‬،‫ كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬،‫*أستاذ باحث بمختبر إعادة تشكيل المجال والتنمية المستدامة‬
.‫الجديدة‬

‫ملخص‬
‫ وال شك أن الثورة المعلوماتية التي شهدها العالم على مستوى‬،‫تعد الخريطة أهم وسيلة للتعبير عن المعلومات الجغرافية‬
‫ الباحثين‬،‫ إلى حد كبير‬،‫ قد ساعدت‬،)SIG) ‫( ونظم المعلومات الجغرافية‬Télédétection) ‫تقنيات االستشعار عن بعد‬
‫ السيما اإلضافة التي قدمتها هاته التقنيات للخرائط من حيث الدقة والسرعة‬،‫الجغرافيين في تدعيم أعمالهم الخرائطية‬
‫ ضمن األبحاث الجغرافية في المغرب‬،‫ لكن اإلشكال الذي ال زال مطروحا‬.‫في تحليل ومعالجة وتمثيل المعطيات المجالية‬
‫ ومن ثمة عدم اليقين‬،‫ يبقى مرتبطا بمدى مصداقية العمل الخرائطي المعتمد على االستشعار عن بعد‬،)‫(حالة للدراسة‬
‫ سوا ًء أبحاث التخرج (ماستر ودكتوراه) أو المقاالت المنشورة‬،‫ حيث تفتقر معظم هذه األبحاث‬،‫في النتائج المتوصل إليها‬
‫ التنبيه إلى خطورة هذه النواقص‬،‫ نحاول من خالل هذا المقال‬،‫ لذلك‬.‫في مجالت غير مفهرسة وضمن كتب جماعية‬
.‫ التي تشمل الموثوقية والصدق والتحيز أساسا‬،‫ وذلك عبر إبراز العوامل التي قد تؤثر في دقة أساليب التقييم‬،‫المنهجية‬
‫ بالتمام‬،‫ومما يجب اإلشارة إليه أن الخرائط المستخلصة من تحليل بينات االستشعار عن بعد ال يمكن لها أن تستقيم‬
.‫ إال إذا تُممت بأعمال ميدانية رزينة ودقيقة‬،‫والكمال‬
‫ التحقق‬-‫ تقييم دقة الخريطة‬-‫ نظم المعلومات الجغرافية – الخرائطية‬-‫ االستشعار عن بعد‬:‫الكلمات المفتاح‬
. ‫الكرطوغرافي‬

Résumé
La carte est un outil essentiel pour représenter l'information géographique. Il est
indéniable que la révolution de l'information, notamment la télédétection et les systèmes
d'information géographiques (SIG), a considérablement renforcé les travaux
cartographiques des chercheurs en géographie. Ces avancées technologiques ont apporté
des contributions majeures en termes de précision, de vitesse d'analyse, de traitement et de
représentation des données spatiales dans le domaine cartographique. Cependant, la
crédibilité des travaux cartographiques basés sur la télédétection demeure une question en
suspens dans les recherches géographiques au Maroc, ce qui engendre une incertitude quant
aux résultats obtenus. Cela s'explique par le fait que la plupart de ces recherches, qu'il
s'agisse de mémoires de master, de thèses de doctorat ou d'articles publiés dans des revues
non indexées et des ouvrages collectifs, manquent de crédibilité dans leur approche
cartographique basée sur la télédétection, ce qui entraîne une incertitude quant aux résultats
obtenus. Dans cet article, notre objectif est de sensibiliser aux dangers de ces lacunes
méthodologiques. Nous mettons en évidence les facteurs susceptibles d'affecter la précision
des méthodes d'évaluation, notamment la fiabilité, la validité et le biais. En général, les
méthodes d'évaluation peuvent être précises si les procédures appropriées mentionnées

30
30
‫‪précédemment sont suivies. Il convient de souligner que les cartes obtenues à partir‬‬
‫‪d'images composites de télédétection ne peuvent être totalement précises que si elles sont‬‬
‫‪complétées par des travaux de terrain rigoureux et précis.‬‬
‫‪Mots clés : télédétection, systèmes d'information géographique (SIG), cartographie,‬‬
‫‪évaluation de la précision cartographique, vérification cartographique.‬‬

‫مقدمة‬

‫تعتبر الخريطة أداة أساسية في الدراسات الجغرافية‪ ،‬حيث تساعد في تمثيل المساحات‬
‫واأل ماكن الجغرافية بطريقة مرئية وسهلة الفهم‪ .‬وتعد الخرائط من أهم وسائل التواصل بين‬
‫اإلنسان والبيئة المحيطة به‪ ،‬حيث تعرض المعلومات بشكل واضح ودقيق وتساعد على تحليل‬
‫الظواهر الجغرافية المختلفة‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تساعد الخرائط في تخطيط وتصميم‬
‫المشاريع الجغرافية المختلفة‪ ،‬مثل تصميم الطرق والجسور والمدن والمناطق الصناعية‬
‫والزراعية والسكنية‪ ،‬وتساعد في تحديد المناطق التي تحتاج إلى التطوير والتحسين وتحديد‬
‫األولويات على مستوى التهيئة المجالية والتخطيط الترابي‪.‬‬
‫وقد شهد ميدان رسم الخرائط‪ ،‬منذ نشأته األولى إلى الوقت الراهن‪ ،‬تطورات عديدة‪.‬‬
‫وفي حقيقة األمر‪ ،‬تشكل مرحلة ظهور تقنيات االستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية‬
‫بداية الثورة الحقيقة على مستوى العمل الخرائطي‪ .‬لقد كانت ثورة المعلومات إحدى القوى‬
‫الدافعة لالبتكار في الجغرافيا‪ ،‬حتى نادى بعضهم إلى تأسيس فرع جديد في الجغرافيا سماه‬
‫جغرافيا المعلومات (‪ .1)information geography‬فالثورة المعلوماتية ساهمت في تحول‬
‫كبير‪ ،‬إذ بفضل تقدم التكنولوجيا واستخدام الحواسيب واإلنترنت واألجهزة الذكية والتقنيات‬
‫الحديثة األخرى‪ ،‬تطور االستشعار عن بعد بشكل ملفت‪ ،‬وأصبح رصد وتحليل الظواهر‬
‫المجالية‪ ،‬باالعتماد عادة على صور األقمار الصناعية‪ ،‬في متناول فئات عريضة من الباحثين‪.‬‬
‫كما أن الثورة المعلوماتية أتاحت للجميع الوصول إلى البيانات الجغرافية بسهولة وسرعة‪ ،‬مما‬
‫يساعد في فهم الظواهر الجغرافية وتحليلها وتوقعها بشكل أفضل‪ .‬وتمكنت التقنيات الحديثة‬
‫أيضا ً من تطوي ر الخرائط الذكية التي تعرض المعلومات المكانية بشكل ديناميكي وتستخدم‬
‫أساليب التعلم اآللي لتحسين دقة تحديد المواقع وتحديث البيانات بشكل مستمر‪.‬‬
‫ومما ال شك فيه أن علوم المجال‪ ،‬ال سيما الجغرافيا‪ ،‬كانت أكثر انفتاحا على االستشعار‬
‫عن بعد مقارنة بالتخصصات األخرى؛ فهو واقع دخل حقل الجغرافيا وأداة قوية للغاية ال يمكن‬

‫‪1‬‬
‫‪- Li, X., Zheng, D., Feng, M., & Chen, F. (2022). Information geography: The information‬‬
‫‪revolution reshapes geography. Science China Earth Sciences, 65(2), 379-382.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪31‬‬
‫تجاهلها من حيث اإلمكانات المستخدمة في تحليل البيانات‪ .2‬كما أنه تقنية تستخدم في المقاربات‬
‫والمناهج العلمية والتكنولوجية للبحث الجغرافي‪ .3‬وعلى الرغم من اإليجابيات العديدة التي‬
‫منحتها التقنيات الحديثة للرسم الخرائطي‪ ،‬فإن جملة من التحديات ال زالت تعترض الكثير من‬
‫الباحثين على مستوى التطبيق الجيد واالستغالل الصحيح لها‪ .‬في هذا اإلطار تدور إشكالية‬
‫العمل الذي نحن بصدده‪ ،‬حيث نجد مجموعة من األبحاث الجغرافية في المغرب‪ ،‬سوا ًء أبحاث‬
‫التخرج (ماستر ودكتوراه) أو المقاالت المنشورة في مجالت غير مفهرسة وضمن كتب‬
‫جماعية‪ ،‬ال تستوفي الشروط المنهجية والتقنية‪ ،‬المتعارف عليها لدى المجتمع العلمي‪ ،‬في‬
‫الخرائط المستخلصة باالستشعار عن بعد‪ .‬لذلك‪ ،‬فهدف هذا المقال يبقى توجيهي بالدرجة‬
‫األولى‪ ،‬من خالل التنبيه إلى خطورة هذه النواقص المنهجية‪ ،‬التي ال يمكن أن تضمن لنا عمال‬
‫خرائطيا صائبا يؤدي دوره على أحسن وجه‪.‬‬
‫‪ -1‬شرح تفاصيل مصادر إنجاز خرائط االستشعار عن بعد ونقدها‬

‫يبقى استحضار تفاصيل مصادر خرائط االستشعار عن بعد من الخطوات األساسية‬


‫والالزمة التي تعطي مصداقية أكثر للعمل الخرائطي‪ .‬ويكشف الجدول رقم ‪ 5‬عن أهم‬
‫الخصائص التي يجب استحضارها في عملية التوثيق‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Estes, J. E., Jensen, J. R., & Simonett, D. S. (1980). Impacts of remote sensing on US‬‬
‫‪geography. Remote Sensing of Environment, 10(1), 43-80.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Curran, P. J. (1987). Review Article Remote sensing methodologies and geography. International‬‬
‫‪Journal of Remote Sensing, 8(9), 1255-1275.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪32‬‬
‫الجدول رقم ‪ :1‬الخصائص الواجب استحضارها في عملية التوثيق‬

‫نسبة غطاء‬ ‫المتحسس‬ ‫المسار‪/‬الصف‬ ‫القمر‬ ‫تاريخ االلتقاط‬


‫الدقة (بالمتر)‬
‫الغيوم‪%‬‬ ‫‪Sensor‬‬ ‫‪Path /Row‬‬ ‫‪Satellite‬‬
‫جهاز يتم تركيبه على قمر‬
‫تشير إلى القدرة على‬
‫صناعي أو طائرة أو منصة‬ ‫يجب تحديد‬
‫التمييز بين المعالم المختلفة‬ ‫تُستخدم لإلشارة إلى موقع‬
‫على األرض‪ ،‬ويتم استخدامه‬ ‫سنوات التقاط‬
‫الموجودة على سطح‬ ‫صورة القمر الصناعي‪.‬‬
‫لجمع البيانات عن سطح األرض‬ ‫الصور والتاريخ‬
‫األرض وتتحدد بحجم‬ ‫وتشير " ‪ "Path‬إلى المسار‬ ‫من األمثلة نجد‬
‫والغالف الجوي‪ .‬ويمكن التميز‬ ‫الدقيق لها وتبرير‬
‫النطاق الذي يغطيه‬ ‫المداري للقمر الصناعي‪،‬‬ ‫ما يلي‪:‬‬
‫بين المتحسسات السلبية‬ ‫مقنع الختيار هذه‬
‫تعني النسبة‬ ‫في حين تشير " ‪ "Row‬إلى االستشعار الذي يستخدمه‬ ‫‪Landsat‬‬
‫والمتحسسات النشطة‪.‬‬ ‫الفترة‪ .‬كما ينبغي‬
‫المئوية‬ ‫النظام‪ .‬وتشير هذه الدقة إلى‬ ‫الخط الوسطي العرضي‬ ‫‪ASTER‬‬
‫من أهم األمثلة نجد بالنسبة للقمر‬ ‫اإلشارة إلى‬
‫للمنطقة التي‬ ‫مساحة األرض التي يغطيها‬ ‫إلطار الصورة‪ .‬وتُقسم‬ ‫‪GeoEye‬‬
‫الند سات‪:‬‬ ‫بعض التفاصيل‬
‫تغطيها الغيوم‬ ‫الصور إلى صفوف وأعمدة‪ ،‬كل بكسل في الصورة؛‬ ‫‪WorldView‬‬
‫مستشعر ‪TM (Thematic‬‬ ‫األخرى‬
‫أو غيره من‬ ‫ويشير رقم " ‪ "Path‬إلى وبعبارة أوضح هي أصغر‬ ‫‪IKONOS‬‬
‫)‪Mapper‬‬ ‫المرتبطة بالدقة‬
‫المعوقات‬ ‫مسافة على األرض يمكن‬ ‫موقع الصورة على المسار‬ ‫‪QuickBird‬‬
‫مستشعر ‪ETM+‬‬ ‫الزمنية التي‬
‫الجوية‪. .‬‬ ‫لجهاز االستشعار أن يميز‬ ‫المداري للقمر الصناعي‪،‬‬ ‫‪SPOT‬‬
‫‪(Enhanced Thematic‬‬ ‫تعني القدرة على‬
‫في حين يشير رقم " ‪ "Row‬بها جسمين متجاورين‪،‬‬ ‫‪Pleiades‬‬
‫)‪Mapper Plus‬‬ ‫التقاط صور‬
‫وتلعب الدقة التمييزية‬ ‫إلى موقع خط الوسطي‬ ‫‪Sentinel‬‬
‫مستشعر ‪OLI‬‬ ‫لنفس المنطقة‬
‫المجالية دورا مهما في‬ ‫العرضي للصورة بالنسبة‬
‫‪(Operational Land‬‬ ‫على فترات‬
‫تحديد مقياس العمل و في‬ ‫لخط االستواء‬
‫)‪Imager‬‬ ‫زمنية متعددة‬
‫مصداقية التأويل‬

‫‪ -2‬تقييم أخذ عينات التدريب إجراء ال بد منه قبل التعميم‬


‫تحتاج صور األقمار الصناعية‪ ،‬قبل الشروع في استغاللها‪ ،‬إلى المعالجة لتصحيح‬
‫التشوهات الناتجة عن المستشعرات والتأثيرات الشمسية والجوية والطبوغرافية‪ .4‬فالمعالجة‬
‫األولية للصورة خطوة ال محيد عنها قبل تحليل بيانات صور األقمار الصناعية‪ .5‬وبالرغم‬
‫من أن معظم األبحاث تشير‪ ،‬بشكل عام‪ ،‬إلى هذه الخطوات‪ ،‬فإن التبرير أو االستدالل ألدائها‬
‫غالبا ً ما يكون غامضا‪ ،‬مما يخلق ارتباكا حول الخطوات التي يجب أخذها في الحسبان وما‬
‫ينجزه من أجل تطبيق معين‪ .6‬ال سيما وأن هذه الخطوة‪ ،‬إذا لم يتم التعامل معها بحذر‬
‫وباحترافية‪ ،‬قد تزيد من توسيع دائرة الخطأ‪ .7‬وعموما‪ ،‬من الضروري تطبيق معالجة أولية‬
‫)‪ (Pre-processing‬لبيانات صور األقمار الصناعية‪ ،‬قبل البدء في اختيار عينات التدريب‬
‫(‪.)training samples‬‬

‫‪4‬‬
‫‪Young, N. E. ; Anderson, R. ; Chignell, M. ; Vorster, G. ; Lawrence, R. Evangelista, H. (2017). A‬‬
‫‪survival guide to Landsat preprocessing. Ecology. 98 (4), 920- 932.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Cohen, B. and Goward, N. (2004). Landsat’s role in ecological applications of remote sensing.‬‬
‫‪Bioscience. 54, 535- 545.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Sundaresan, A. ; Varshney, K. ; Arora, K. (2007). Robustness of change detection algorithms in‬‬
‫‪the presence of registration errors. Photogrammetric Engineering & Remote Sensing. 73, 375- 383.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪Kennedy, E. ; Townsend, A. ; Gross, E. ; Cohen, B. ; Bolstad, P. ; Wang, Q. ; Adams, P. (2009).‬‬
‫‪Remote sensing change detection tools for natural resource managers: understanding concepts and‬‬
‫‪tradeoffs in the design of landscape monitoring projects. Remote Sensing of Environment. 113, 1382-‬‬
‫‪1396.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪33‬‬
‫تختلف المعايير المستخدمة في اختيار عينات التدريب وعددها في صور األقمار‬
‫الصناعية بحسب الغرض المحدد للتحليل المكاني‪ ،‬ومتطلبات الدقة والموثوقية المطلوبة‪ .‬ولعل‬
‫من أهم المعايير التي يمكن اتباعها في اختيار العينات وعددها هي‪:‬‬
‫‪ -5‬االنوع المختلفة‪ :‬يجب اختيار عينات تمثل مجموعة متنوعة من العناصر الموجودة‬
‫في الصورة المراد تحليلها‪ .‬ويجب الحرص على اختيار عينات تتمتع بمستوى متسا ٍو من‬
‫االنتشار في المنطقة المحددة للتحليل‪.‬‬
‫‪ -0‬الحجم‪ :‬يجب اختيار عينات تحتوي على عدد من البيكسالت يكفي لتمثيل مجموعة‬
‫واسعة من العناصر الموجودة في الصورة‪ .‬ويجب الحرص على أن يكون حجم العينات كافيًا‬
‫لتمثيل العناصر الموجودة في الصورة بدقة واحتمالية عالية‪.‬‬
‫‪ -2‬االحتمالية‪ :‬يجب اختيار عينات تعكس أكبر احتمالية لوجود العناصر المحددة التي‬
‫يريد المستخدم تحليلها في المنطقة المحددة للتحليل‪.‬‬
‫‪ -4‬الحدود‪ :‬يجب تحديد الحدود الدقيقة للعينات المختارة‪ ،‬وذلك لتحديد العناصر التي‬
‫تمثلها هذه العينات‪ ،‬والتأكد من أنها تمثل العناصر التي يريد المستخدم تحليلها‪.‬‬
‫‪ -1‬العدد‪ :‬يجب اختيار عدد كافٍ من العينات الممثلة للصورة المراد تحليلها‪ ،‬وذلك‬
‫لتعزيز دقة وموثوقية النتائج‪.‬‬
‫ومن المهم اإلشارة إلى أن عدد العينات المطلوبة يختلف بحسب حجم الصورة ونوع التحليل‬
‫المكاني الذي يريد المستخدم إجراؤه‪ .‬وتمر عملية اختيار عينات التدريب في صور األقمار‬
‫الصناعية بعدة مراحل قبل تعميمها على باقي المجاالت المشابهة لها من حيث البصمات الطيفية‬
‫(الشكل رقم ‪ ،)5‬إذ ال بد من تفسير بصري لمختلف الفئات المجالية المشكلة لمجال الدراسة‪،‬‬
‫تعقبها اختيار العينات المناسبة ثم تقييمها؛ فإن كانت ال تفي بالغرض يجب تعديلها حتى تصير‬
‫صالحة للتعميم‪ ،‬كما سنبين ذلك فيما يلي من الفقرات‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪34‬‬
‫الشكل رقم ‪ :1‬أهم مراحل اختبار عينات التدريب بصور األقمار الصناعية‬

‫بتصرف المصدر‪:‬‬
‫‪LN Wanderley, R., M. Domingues, L., A. Joly, C., & R. da Rocha, H. (2019). Relationship‬‬
‫‪between land surface temperature and fraction of anthropized area in the Atlantic forest region,‬‬
‫‪Brazil. PloS one, 14(12), e0225443.‬‬

‫بعد تجميع البصمات الطيفية الممثلة ألنواع الغطاءات األرضية الموجودة في المرئية‬
‫المعتمدة‪ ،‬ومراعاة للدقة في تجميع هذه العينات‪ ،‬ال بد من تقييم العينات التي قام الباحث‬
‫بتجميعها قبل إجراء عمليات التصنيف‪ ،‬كما أسلفنا‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن هناك عدة طرق‬
‫للتقييم منها منحنى المتوسطات والمنحنى التكراري وطريقة المنبه (‪)image alarm‬‬
‫ومصفوفة االتساق (‪ )Contingency matrix‬وتحليل االنفصال (‪ .)Separability‬وتعتبر‬
‫الطريقتان األخيرتان من أهم الطرق في التقييم‪ ،‬حيث تتسمان بالموضوعية‪ ،‬ذلك أنهما يعتمدان‬
‫على مقاييس رقمية موضوعية‪.‬‬
‫وإلعطاء فكرة عن هذا التقييم سنكتفي بطريقة منحنى المتوسطات‪ ،‬الذي هو عبارة عن‬
‫رسم بياني يوضح متوسط قيم البيكسيالت المكونة للفئة في كل نطاقات الصورة‪ .‬وتعتبر‬
‫البصمات الطيفية جيدة حينما تظهر سلوك إحصائي مختلف بالنسبة لبعضها البعض (الرسم‬

‫‪35‬‬
‫‪35‬‬
‫البياني رقم ‪ .)5‬والعكس صحيح حينما تتقارب المنحنيات (الرسم البياني رقم ‪ .)0‬فوجود هذه‬
‫االختالفات بين البصمات الطيفية يعبر عن كون العينات التي تم تجميعها تكون دقيقة‪ .‬لذلك‬
‫يجب أن يستحضر الباحث هذه الجوانب المنهجية في بحثه وتوثيقها قصد إنجاز عمل‬
‫كرظوغرافي موثوق‪.‬‬
‫الرسمان البياني رقم ‪ 1‬و‪ :2‬منحنى االنعكاس الطيفي‬
‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬

‫المصدر‪:‬‬ ‫المصدر‪:‬‬
‫‪Thakur, S., Mondal, I., Ghosh, P.B. et al. A‬‬
‫‪https://www.omicsonline.org/articles-‬‬
‫‪review of the application of multispectral remote‬‬
‫‪images/2157-7617-6-310-g003.html‬‬ ‫‪sensing in the study of mangrove ecosystems with‬‬
‫‪special emphasis on image processing‬‬
‫‪techniques. Spat. Inf. Res. 28, 39–51 (2020).‬‬
‫‪https://doi.org/10.1007/s41324-019-00268-y‬‬

‫ونشير إلى أن مرحة أخذ عينات التدريب تبقى في غاية األهمية‪ ،‬ذلك أن الحصول على نتائج‬
‫جيدة سيظل مرهونا باختيار جيد لهذه العينات‪ ،‬سواء من حيث التوزيع المجالي لها‪ ،‬أو من‬
‫حيث العدد الكافي لها‪.‬‬
‫‪ .2‬المقاييس والمؤشرات الواجب اعتمادها من أجل جودة التحليل المكاني في خرائط‬
‫االستشعار عن بعد‬
‫بعدما يتم تقييم العينات وتعميمها‪ ،‬وباستخدام طريقة تصنيف معينة‪ ،‬نحصل على الفئات‬
‫المجالية المحددة سلفا‪ .‬لكن‪ ،‬أحيانا ً‪ ،‬هذه الخرائط المستخلصة من صور األقمار الصناعية غالبا‬
‫ما ال تعبر عن الواقع‪ ،‬وذلك بسبب تشابه االنعكاسات الطيفية لبعض فئات الغطاء األرضي من‬
‫قبيل تشابه المساحات الخضراء الحضرية مع المحاصيل الزراعية السقوية وبعض األراضي‬

‫‪36‬‬
‫‪36‬‬
‫المعراة مع بعض المجاالت المبنية‪ ...‬لذلك ال بد من التدخل لتصويب الخلل‪ ،‬حيث يتم في هذا‬
‫الصدد تطبيق التنقيح لما بعد التصنيف من أجل تقليل األخطاء الواردة (‪Post-‬‬
‫‪ .8)Classification Enhancement‬وعموما‪ ،‬ال يمكن الحديث عن تصنيف مرئيات‬
‫األقمار الصناعية إال حينما يتم تقييم دقتها‪ .9‬ويشير هذا التقييم إلى درجة الصحة في نتائج‬
‫التصنيف التي تم الحصول عليها من تحليل الصور الفضائية‪ .‬ويمكن قياس ذلك عن طريق‬
‫مقارنة النتائج المصنفة مع بيانات المرجع أو البيانات األساسية‪ ،‬وحساب مقاييس الدقة المختلفة‬
‫مثل الدقة العامة (‪ )Overall accuracy‬ودقة المنتج (‪ )Producer's Accuracy‬ودقة‬
‫المستخدم (‪ )User's Accuracy‬ومعامل كابا (‪ .)Kappa Coefficient‬تساعد هذه‬
‫المقاييس على تقييم أداء خوارزمية التصنيف وتحديد مستوى دقتها‪.‬‬
‫ومن أجل التحقق من جودة النتائج المحققة لخرائط التصنيف‪ ،‬ال بد من اللجوء إلى‬
‫استخدام دقة التقييم بعد عمل التصنيف للمرئيات ( ‪the accuracy of assessment‬‬
‫‪)methods10‬؛ فعادة‪ ،‬يتم تنفيذ دقة التصنيف من خالل مقارنة مجموعتي بيانات‪ :‬األولى تستند‬
‫إلى المعلومات المرجعية‪ ،‬ويشار إليها باسم "الحقيقة على أرض الواقع (‪")ground truth‬‬
‫والثانية هي نتيجة تحليل بيانات االستشعار عن بعد‪ .11‬ويجب تقييم الدقة باستخدام عدد كافي‬
‫من البكسيالت لكل فئة‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ 0‬يبين بشكل مبسط مصفوفة الخطأ التي تُعتمد‪ ،‬بشكل كمي‪ ،‬في تقييم النتائج‬
‫المتوصل إليها من تحليل بيانات االستشعار عن بعد‪ ،‬فهو جدول يوضح التطابق بين نتيجة‬
‫البيانات المرجعية والبيانات المصنفة‪ ،‬حيث تشير األعمدة إلى فئات الحقيقة األساسية‪،‬‬
‫وصفوف الجدول هي فئات الصورة المصنفة التي يتم تقييمها‪ .‬وتظهر خاليا الجدول عدد‬
‫البكسالت لجميع االرتباطات الممكنة بين الحقيقة األساسية (البيانات المرجعية) والصورة‬
‫المصنفة (البيانات المصنفة)‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪- Manandhar, R.; Odeh, I.O.; Ancev, T. (2009), Improving the accuracy of land use and land cover‬‬
‫‪classification of Landsat data using post-classification enhancement. Remote Sensing, 1, 330-344.‬‬
‫‪- Peiman, R. (2011), Pre-classification and post-classification change-detection techniques to‬‬
‫‪monitor land-cover and land-use change using multi-temporal Landsat imagery: a case study on Pisa‬‬
‫‪Province in Italy. International Journal of Remote Sensing, 32, 4365-4381.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪Lillesand, M. ; Kiefer, R. ; Chipman, W. (2004). Remote Sensing and Image Interpretation. USA,‬‬
‫‪New York : John Wiley and Sons Inc. 658 PP.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪- Sader, S.A.; Ahl, D.; Liou, W.-S. (1995), Accuracy of landsat-TM and GIS rule-based methods‬‬
‫‪for forest wetland classification in Maine. Remote Sensing of Environment, 53, 133-144.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪- Twisa, S.; Buchroithner, M.F. (2019), Land-Use and Land-Cover (LULC) Change Detection in‬‬
‫‪Wami River Basin, Tanzania. Land, 8, 136.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪37‬‬
‫الجدول رقم ‪ :2‬طرق تقييم دقة تصنيف صور األقام الصناعية‬

‫البيانات المرجعية (‪)Reference Data‬‬


‫المجموع‬ ‫‪C‬‬ ‫‪B‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪⅀a=47‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪a‬‬ ‫الباينات‬
‫المصنفة‬
‫‪⅀b=39‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪b‬‬ ‫( ‪Classified‬‬
‫‪⅀c=56‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪)Data‬‬

‫‪540‬‬ ‫‪⅀C=55‬‬ ‫‪⅀B=30‬‬ ‫المجموع ‪⅀A=57‬‬


‫‪ ‬الدقة العامة (‪)Overall accuracy‬‬
‫هي مقياس لعدد إجمالي البكسالت أو المعالم التي تم تصنيفها بشكل صحيح في صورة‬
‫األقمار الصناعية‪ ،‬مقسمة على العدد اإلجمالي للبكسالت أو المعالم في الصورة‪ .‬وهي واحدة‬
‫من أكثر مقاييس الدقة استخدا ًما لتقييم أداء خوارزميات التصنيف على صور األقمار الصناعية‪.‬‬
‫تُستخدم الدقة العامة لتقييم األداء العام لخوارزمية التصنيف على صورة األقمار الصناعية‪،‬‬
‫ولكن يجب استخدامها جنبًا إلى جنب مع مقاييس دقة أخرى مثل دقة المنتج ودقة المستخدم‬
‫ومعامل كابا‪ ،‬لتوفير تقييم أشمل لنتائج التصنيف‪ .‬وانطالقا من الجدول رقم ‪ ،0‬يُحسب هذا‬
‫المؤشر كما يلي‪:‬‬
‫‪OvAc = ( aA + bB + cC ) / N = ( 37 + 25 + 43 ) / 142 ≈ 0,74‬‬

‫‪ ‬دقة ال ُمنتِج (‪)Producer's Accuracy‬‬


‫هي مقياس للنسبة المئوية لعدد البكسالت أو المعالم التي تم تصنيفها بشكل صحيح في‬
‫الفئة المستهدفة‪ ،‬مقسومة على إجمالي عدد البكسالت أو المعالم الموجودة في الفئة المستهدفة‪.‬‬
‫وتعد دقة ال ُمن ِتج إحدى مقاييس الدقة الفرعية التي تستخدم لتقييم أداء خوارزميات التصنيف‬
‫على صور األقمار الصناعية‪ .‬تقيس دقة ال ُمنتِج القدرة على التعرف على الفئة المستهدفة وتحديد‬
‫موقع العناصر بشكل صحيح في الصورة‪ .‬وتشير العديد من الدراسات إلى أن دقة التقييم يحبذ‬
‫ان ال تقل عن ‪ .%01‬ويتم حساب هذا المؤشر‪ ،‬انطالقا من الجدول رقم ‪ ،0‬كما يلي‪:‬‬
‫‪PrAc = aA / ∑A = 37 / 57 ≈ 0,65‬‬

‫‪PrAc = bB/ ∑B = 25 / 30 ≈ 0,83‬‬

‫‪PrAc = cC / ∑C = 43 / 55 ≈ 0,78‬‬

‫‪ ‬دقة المستخدم (‪)User's Accuracy‬‬

‫‪38‬‬
‫‪38‬‬
‫هي مقيا س للنسبة المئوية لعدد البكسالت أو المعالم التي تم تصنيفها بشكل صحيح في‬
‫الفئة المستهدفة‪ ،‬مقسومة على إجمالي عدد البكسالت أو المعالم التي تم تصنيفها كفئة مستهدفة‪،‬‬
‫بما في ذلك العناصر الحقيقية وغير الحقيقية‪ .‬وتعد دقة المستخدم إحدى مقاييس الدقة الفرعية‬
‫التي تستخدم لتقييم أداء خوارزميات التصنيف على صور األقمار الصناعية‪ .‬تقيس دقة‬
‫المستخدم القدرة على تمييز الفئات المختلفة وتحديد موقع العناصر بشكل صحيح في الصورة‪.‬‬
‫ويتم حساب هذا المؤشر‪ ،‬انطالقا من الجدول رقم ‪ ،0‬كما يلي‪:‬‬
‫‪UsAc = aA / ∑a = 37 / 47 ≈ 0,79‬‬

‫‪UsAc = bB / ∑b = 25 / 39 ≈ 0,64‬‬

‫‪UsAc = cC / ∑c = 43 / 56 ≈ 0,77‬‬

‫‪ ‬معامل كابا (‪)Kappa Coefficient‬‬


‫هو مؤشر لقياس مدى التوافق بين التصنيف الحقيقي للصورة والتصنيف الذي تم إجراؤه‬
‫بواسطة خوارزمية التصنيف‪ .‬يعتمد هذا المؤشر على حساب معامل يمثل االتفاق بين‬
‫التصنيفات الحقيقية والتصنيفات المحسوبة من خالل خوارزمية التصنيف‪ .‬يمكن أن يتراوح‬
‫مقياس كابا بين ‪ 2‬و‪ ،5‬حيث يشير الرقم ‪ 5‬إلى توافق كامل بين التصنيفات‪ ،‬بينما يشير الرقم‬
‫‪ 2‬إلى عدم وجود توافق على اإلطالق‪.‬‬
‫يستخدم معامل كابا بشكل شائع لتقييم دقة التصنيف في صور األقمار الصناعية‪ ،‬وخاصة‬
‫في ال مشاريع الكبرى التي تتطلب تصنيفات دقيقة وموثوقة‪ .‬إذا كانت قيمة معامل كابا عالية‪،‬‬
‫فإن ذلك يشير إلى وجود توافق عالي بين التصنيف الحقيقي والتصنيف الذي تم إجراؤه بواسطة‬
‫الخوارزمية‪ ،‬مما يؤكد دقة التحليل المكاني‪ .‬وعموما‪ ،‬تعتبر قيم معامل كابا تتراوح بين ‪ 2.0‬و‬
‫‪ 2.0‬مؤشرا ً على وجود اتفاق جيد مع الحقيقة األرضية‪ ،‬في حين تعتبر القيم التي تتراوح بين‬
‫‪ 2.0‬و ‪ 5.2‬مؤشرا ً على وجود اتفاق قوي‪Landis and Koch 1977; Chust ( 12‬‬
‫‪.)et al. 2008‬‬
‫ويتم حساب هذا المؤشر االحصائي‪ ،‬انطالقا من الجدول رقم ‪ ،0‬كما يلي‪:‬‬
‫=])‪Kappa=[142.(37+25+43)-(57*47+30*39+55*56)]/[1422-(57*47+30*39+55*56‬‬
‫‪0,65‬‬

‫‪12‬‬
‫‪Landis, J. R., & Koch, G. G. (1977). The measurement of observer agreement for categorical‬‬
‫‪data. biometrics, 159-174. & Chust, G., Galparsoro, I., Borja, A., Franco, J., & Uriarte, A. (2008).‬‬
‫‪Coastal and estuarine habitat mapping, using LIDAR height and intensity and multi-spectral‬‬
‫‪imagery. Estuarine, Coastal and Shelf Science, 78(4), 633-643.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪39‬‬
‫خاتمة‬
‫بعتبر االستشعار عن بعد‪ ،‬في الوقت الراهن‪ ،‬من أهم الوسائل التي يستخدمها الجغرافي‬
‫في إنجاز عمله الخرائطي‪ ،‬وذلك من خالل استغالل صور األقمار الصناعية والصور الجوية‪.‬‬
‫وإذا كان الهدف المراهن عليه هو انتاج خرائط دقيقة تؤدي وظيفتها على أحسن وجه‪ ،‬فإن‬
‫التحدي الحقيقي يظل مرهونا بضرورة احترام الضوابط المنهجية المعتمدة في هذا الباب؛‬
‫فاالستخدام المتسرع لبيانات وتقنيات االستشعار عن بعد‪ ،‬دون القيام بالتصحيحات الواجبة‬
‫هندسيا ومجاليا وإشعاعيا لهذه الصور‪ ،‬سيؤدي‪ ،‬بدون شك‪ ،‬إلى احتماالت متزايدة للخطأ‪.‬‬
‫ولما كانت التهئية هي أهم وظيفة لعلم الجغرافيا الحديثة‪ ،‬كما هو معلوم‪ ،‬والخريطة هي‬
‫األداة التي تترجم قواعد التهيئة هاته مجاليا‪ ،‬فإن هذه الدعامة الجغرافية يجب أن تقترب أكثر‬
‫فأكثر إلى الدقة‪ .‬ولن يتأتى هذا األمر إال باالستعمال الصحيح لتقنيات االستشعار عن بعد وتقييم‬
‫نتائجه بالبحث الميداني‪ ،‬وتنمية القدرات على مستوى استعمال األساليب اإلحصائية المختلفة‬
‫التي يُلجأ إليها في هذا الميدان‪ ،‬فضال عن التكوين المستمر في تقنيات االستشعار عن بعد‬
‫واالطالع على ما استجد من أبحاث قيمة في هذا المجال‪.‬‬
‫الئحة المراجع‬
‫‪-‬‬ ‫‪biometrics, 159-174. & Chust, G., Galparsoro, I., Borja, A., Franco, J., & Uriarte,‬‬
‫‪A. (2008). Coastal and estuarine habitat mapping, using LIDAR height and‬‬
‫‪intensity and multi-spectral imagery. Estuarine, Coastal and Shelf Science, 78(4),‬‬
‫‪633-643.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Cohen, B. and Goward, N. (2004). Landsat’s role in ecological applications of‬‬
‫‪remote sensing. Bioscience. 54, 535- 545.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Curran, P. J. (1987). Review Article Remote sensing methodologies and‬‬
‫‪geography. International Journal of Remote Sensing, 8(9), 1255-1275.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Estes, J. E., Jensen, J. R., & Simonett, D. S. (1980). Impacts of remote sensing on‬‬
‫‪US geography. Remote Sensing of Environment, 10(1), 43-80.‬‬
‫‪-‬‬ ‫; ‪Kennedy, E. ; Townsend, A. ; Gross, E. ; Cohen, B. ; Bolstad, P. ; Wang, Q.‬‬
‫‪Adams, P. (2009). Remote sensing change detection tools for natural resource‬‬
‫‪managers: understanding concepts and tradeoffs in the design of landscape‬‬
‫‪monitoring projects. Remote Sensing of Environment. 113, 1382- 1396.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Landis, J. R., & Koch, G. G. (1977). The measurement of observer agreement for‬‬
‫‪categorical data.‬‬

‫‪40‬‬
‫‪40‬‬
- Li, X., Zheng, D., Feng, M., & Chen, F. (2022). Information geography: The
information revolution reshapes geography. Science China Earth Sciences, 65(2),
379-382.
- Lillesand, M. ; Kiefer, R. ; Chipman, W. (2004). Remote Sensing and Image
Interpretation. USA, New York : John Wiley and Sons Inc. 658 PP.
- LN Wanderley, R., M. Domingues, L., A. Joly, C., & R. da Rocha, H. (2019).
Relationship between land surface temperature and fraction of anthropized area in
the Atlantic forest region, Brazil. PloS one, 14(12), e0225443.
- Manandhar, R.; Odeh, I.O.; Ancev, T. (2009), Improving the accuracy of land use
and land cover classification of Landsat data using post-classification
enhancement. Remote Sensing, 1, 330-344.
- Peiman, R. (2011), Pre-classification and post-classification change-detection
techniques to monitor land-cover and land-use change using multi-temporal
Landsat imagery: a case study on Pisa Province in Italy. International Journal of
Remote Sensing, 32, 4365-4381.
- Sader, S.A.; Ahl, D.; Liou, W.-S. (1995), Accuracy of landsat-TM and GIS rule-
based methods for forest wetland classification in Maine. Remote Sensing of
Environment, 53, 133-144.
- Sundaresan, A. ; Varshney, K. ; Arora, K. (2007). Robustness of change detection
algorithms in the presence of registration errors. Photogrammetric Engineering &
Remote Sensing. 73, 375- 383.
- Thakur, S., Mondal, I., Ghosh, P.B. et al. A review of the application of
multispectral remote sensing in the study of mangrove ecosystems with special
emphasis on image processing techniques. Spat. Inf. Res. 28, 39–51 (2020).
https://doi.org/10.1007/s41324-019-00268-y
- Tilahun, A., & Teferie, B. (2015). Accuracy assessment of land use land cover
classification using Google Earth. American Journal of Environmental Protection,
4(4), 193-198.
- Twisa, S.; Buchroithner, M.F. (2019), Land-Use and Land-Cover (LULC) Change
Detection in Wami River Basin, Tanzania. Land, 8, 136.
- Young, N. E. ; Anderson, R. ; Chignell, M. ; Vorster, G. ; Lawrence, R.
Evangelista, H. (2017). A survival guide to Landsat preprocessing. Ecology. 98
(4), 920- 932.
- https://www.omicsonline.org/articles-images/2157-7617-6-310-g003.html

41
41
‫بنية اخلطاب اجلغرايف يف دينامية اجملال الريفي املغربي‬
‫محمد ااألألسعد*‬

‫*أستاذ التعليم العالي‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بنمسيك ‪ -‬جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء‬

‫ملخص‬
‫الخطاب الجغرافي هو تشييد المعرفة ونشرها‪ .‬تتصف المعرفة العلمية التجريبية ‪ -‬الجغرافية ‪ -‬ببنية‬
‫ذات أربع خصائص‪ :‬مقدمة إشكالية )‪ (Introduction‬ومنهجية )‪ (Méthodologie‬ونتائج )‪(Résultats‬‬
‫عالوة على مناقشة النتائج(‪ .)Discussion‬تبعا لما سلف تتوخى هذه المقالة الجواب على السؤال اإلشكالي‬
‫التالي‪ :‬كيف تساهم الخصائص العلمية في كشف بنية الخطاب الجغرافي في دينامية المجال الريفي المغربي ‪.‬‬
‫اعتمدت المقالة منهجية محددة‪ :‬اعتمد ت استراتيجية تمحيص كيفية للكشف عن بنية الخطاب الجغرافي بالنظر‬
‫إلى اختيار كتاب هيربرت بوب وعبد اللطيف بنشريفة‪11:‬واحة فݣيك‪ :‬االستمرارية والتغير‪ .11‬يندرج الكتاب‬
‫في البحث التجريبي ‪1‬فهو نتاج بحث ميداني مشترك‪ .‬شكل تحليل المحتوى تقنية أساسية الستخالص الخصائص‬
‫العلمية لبنية الخطاب الجغرافي‪ .‬وتطلب فهم بنية الخطاب القيام بزيارة ميدانية لواحة فݣيك صحبة أحد مؤلفي‬
‫الكتاب وهو األستاذ عبد اللطيف بنشريفة في عشرينيات القرن ‪ .XXI‬وقد أفضت قراءة الكتاب إلى النتائج‬
‫التالية المتعلقة ببنية الخطاب الجغرافي لدينامية المجال الواحي‪ :‬أ‪-‬الخطاب اإلشكالي يتميز بأطروحة تعد‬
‫نموذجا تفسيريا الزدهار الواحة واستمراريتها نتيجة لتأثير العوامل اإليكولوجية والثقافية والديموغرافية‪ .‬ب‪-‬‬
‫الخطاب التقني تجريبي اعتمد دراسة الحالة (اختيار خمسة قطاعات تجريبية) لواحة فكيك وتبني دراسة ميدانية‬
‫دقيقة ‪ -‬خطاب منطق تقديم النتائج توصل إلى أن االتجاه العام هو ازدهار واحة فكيك بالنظر إلى ثالث‬
‫حاالت وهي‪ :‬قطاع زناكة – إزروان وقطاع لودا غير‪-‬إغونان وقطاع بركوكس‪ .‬لكن مقابل ذلك توصل البحث‬
‫إلى حالتين متدهورتين وهما محاط "لعبيدات" وقطاع والد سليمان‪ .‬د‪ -‬خطاب مناقشة النتائج أكد على أهمية‬
‫االيكولوجية الثقافية للمنظومة البيئية الواحية كمحدد أساسي الزدهار واحة فكيك‪ .‬أكدت المناقشة أن مسلسل‬
‫التغير الحديث للمنظومة البيئية الواحية ارتبط بإشكاليتين‪ :‬إشكالية موت الواحة وإشكالية النمو الديمغرافي‬
‫والهجرة‪ .‬بناء على النتائج المستخلصة من دراسة الحاالت الخمس‪ ،‬يتبين أن إشكالية موت الواحة ليس لها‬
‫مبرر بواحة فكيك‪ .‬أبرزت الدراسة أن تدهور األراضي الزراعية‪ ،‬ناجم إما عن نقص في الماء أو عن إعادة‬
‫توظيفه لصالح مشارات أخرى‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحة‪ :‬بنية الخطاب الجغرافي ‪ -‬دينامية المجال الريفي الواحي ‪-‬إيكولوجية الثقافية ‪-‬‬
‫منظومة بيئية واحية ‪ -‬واحة فكيك‬
‫‪Résumé‬‬
‫‪Le discours géographique est la construction et la diffusion des‬‬
‫‪connaissances scientifiques caractérisées par une structure à quatre caractéristiques‬‬
‫‪: introduction, méthodologie, résultats, et discussion. Au vu de ce qui précède, cet‬‬
‫‪article cherche à répondre à la question problématique suivante : Comment les‬‬
‫‪caractéristiques scientifiques contribuent-elles à révéler la structure du discours‬‬
‫‪géographique de la dynamique de l'espace rural marocain ? Cet article adopte une‬‬
‫‪méthodologie adéquate. On a opté pour une stratégie de vérification qualitative qui‬‬
‫‪a portée sur le choix dulivre,, L’Oasis de Figuig, persistance et Changement,,‬‬
‫‪produit d'une recherche empirique de deux géographes : Popp H & Bencherifa A.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪42‬‬
éditée en 1990. L’'analyse de contenu est essentielle pour extraire les
caractéristiques scientifiques du discours géographique. La compréhension de la
structure du discours scientifique de cet ouvrage, a nécessité une visite de terrain à
l'oasis de Figuig, encadrée par A. Bencherifa dans les années vingt du XXI siècle.
La lecture du discours scientifique de cet ouvrage a abouti aux résultats suivants :
A- Le discours problématique se caractérise par une thèse qui est un modèle
explicatif de la prospérité et de la continuité de l’oasis de Figuig, suite à l’influence
des facteurs écologiques, culturels et démographiques. B- Le discours technique
et empirique a adopté l'étude de cas (choix de cinq zones tests) et l’adoption d’une
technique d’enquête de terrain très fine. C- Le discours de la logique de
présentation des résultats a conclu que la tendance générale est la prospérité de
l'oasis de Figuig au vu de trois secteurs : ‘’Znaga-Izrouane’’, ‘’Loudaghir -
Ighounane’’, et le secteur ‘’Berkoukes’’. Cependant, la recherche a signalé deux
cas de détérioration : ‘’Laabidat" et «Oulad Slimane". D- Le discours de la
discussion des résultats a souligné l'importance de l'écologie culturelle de
l'écosystème oasien comme déterminant fondamental pour la prospérité de l'oasis
de Figuig. La discussion a montré que le changement actuel de l'écosystème oasien
était lié à deux problématiques : la problématique de la mort de l'oasis et celle de la
croissance démographique et de la migration. Sur la base des résultats tirés des cinq
études de cas, il est clair que le problème de la mort de l'oasis n'a aucune
justification dans l'oasis de Figuig. L'étude a montré que la dégradation des terres
agricoles soit causée par un manque d'eau, soit par son réemploi au profit d'autres
activités.
Mots clés : structure du discours géographique - dynamique de l'espace rural
oasien. Écologie culturelle - écosystème oasien -Oasis de Figuig.
‫مقدمة ومنهجية‬
‫مقدمة‬-‫أوال‬
‫تندرج هذه المقالة في سياق إبستمولوجية الجغرافيا الرامي إلى المساهمة في مناقشة‬
‫ الخطاب الجغرافي هو تشييد المعرفة‬.‫سبل تجديد الخطاب الجغرافي المعاصر بالمغرب‬
.‫ تتصف المعرفة الجغرافية ببنية وهي الخصائص الهيكلة لها‬.‫ونشرها‬
‫يكتسي الخطاب عموما والخطاب العلمي بوجه خاص أهمية خاصة في العلوم‬
،‫ الخطاب هو عملية فكرية تتم بواسطة مجموعة عمليات أولية جزئية ومتتابعة‬.‫االجتماعية‬
‫ الخطاب‬.)lalande,237) ‫فهو تعبير وتطوير الفكر بواسطة الكلمات أو ادعاءات متتالية‬
(‫) سلسلة خاصة من التمثالث والممارسات تنتج عبرها معاني ممكنة‬discours / discours(
‫ لفظية وكتابية وتعبيرية برموز‬،‫ يكتسي الخطاب أشكاال عدة‬.)Johnston & Smith ,2009
،‫ فهو فعل وتفاعل ألنه يهم فاعلين اجتماعيين‬،‫ الخطاب هو نشاط اجتماعي وإنتاج عملي‬.‫معينة‬

43
43
‫فهو منظم‪ ،‬يساهم في تشييد الواقع االجتماعي‪ ،‬وبالنظر إلى عالقة الخطاب ببناء المجال‪ ،‬يمكن‬
‫القول بأنه يساهم في تشييد المجاالت المعايشة والمدركة‪ ،‬لهذا نجد الخطاب يعطي للمجال معنى‬
‫وقيمة‪ :‬فهو يساهم في هيكلة المجال )‪) Lussault, 284 -285‬‬
‫الخطاب له بنية وأشكاال عدة‪ .‬نقصد ببنية الخطاب العلمي اتصافه بخصائص علمية‪،‬‬
‫والسيما الخطاب العلمي التجريبي‪ .‬أربعة خصائص تميز الخطاب العلمي التجريبي المعاصر‬
‫‪ ،IMRAD‬وتتكون من مقدمة إشكالية‬ ‫وهي التي يرمز إليها اختصارا بالرمز‬
‫)‪(Introduction‬ومنهجية )‪ (Méthodologie‬ونتائج )‪ (Résultats‬عالوة على مناقشة‬
‫النتائج(‪( .)Discussion‬األسعد‪ ،‬محمد ‪ .)02501‬يكتسي الخطاب أشكاال عدة‪ :‬خطاب سردي‬
‫وصفي‪ ،‬تفسيري‪ ،‬حجاجي‬
‫‪ -‬السؤال اإلشكالي‪ :‬تبعا لما سلف تتوخى هذه المقالة الجواب على السؤال اإلشكالي التالي‪:‬‬
‫كيف تساهم الخصائص العلمية في كشف منطق بنية الخطاب الجغرافي في مؤلف واحة فݣيك‪:‬‬
‫االستمرارية والتغير‬
‫‪-‬األهداف‪ :‬تهدف هذه المقالة الجواب على هذا السؤال اإلشكالي بعرض الخصائص‬
‫العلمية المقترحة لتشييد بنية الخطاب الجغرافي‪:‬‬
‫كشف الخطاب اإلشكالي‪ :‬المقدمة ( ‪( )Introduction‬الخاصة العلمية األولى)‬ ‫‪‬‬
‫إبراز الخطاب التقني‪ :‬المنهجية (‪( )Méthodologie‬الخاصية العلمية الثانية)‬ ‫‪‬‬
‫تبين خطاب منطق تقديم النتائج (‪( )Résultats‬الخاصية العلمية الثالثة)‬ ‫‪‬‬
‫فهم خطاب مناقشة النتائج (‪( )Discussion et Conclusion‬الخاصية العلمية الرابعة)‬ ‫‪‬‬

‫‪44‬‬
‫‪44‬‬
‫الشكل ‪ :1‬صورة غالف كتاب‪ ،‬واحة فكيك االستمرارية والتغير‬

‫صورة التقطت من وجه غالف الكتاب بعدسة محمد األسعد بتاريخ ‪ 52‬يوليوز ‪0202‬‬
‫ثانيا‪ -‬منهجية العمل‬
‫‪ -‬استراتيجية التمحيص‪ :‬اعتمد البحث إستراتيجية تمحيص كيفية‪ ،‬للكشف عن بنية الخطاب‬
‫الجغرافي في كتاب هيربرت بوب وعبد اللطيف بنشريفة‪ :‬واحة فݣيك‪ :‬االستمرارية‬
‫والتغير(‪ .)L’Oasis de Figuig. Persistance et Changement‬يندرج الكتاب في‬
‫البحث التجريبي فهو نتاج بحث ميداني‪ .‬الكتاب مؤلف بحثي مشترك من تأليف األستاذين‬
‫هيربرت بوب )‪ )Herbert Popp‬من جامعة ‪ 11‬باسو ‪ 11‬بألمانيا واألستاذ عبد اللطيف‬
‫بنشريفة ) ‪ (Abdellatif Bencherifa‬من جامعة محمد الخامس بالرباط بالمغرب‪.‬‬
‫صدر الكتاب بدعم من جامعة ‪11‬باسو‪11‬بألمانيا ويتكون من ‪ 110‬صفحة من الحجم الكبير‬
‫و‪ 50‬شكل و‪ XVIII‬لوحة و‪ 52‬جداول و‪ 00‬صورة‪.‬‬
‫‪ -‬ظروف مقاربة فهم بنية الخطاب الجغرافي لدينامية المجال الريفي‪ :‬لماذا وقع االختيار‬
‫على هذا الكتاب للكشف عن بنية الخطاب الجغرافي في دينامية المجال الريفي بالمغرب؟‬
‫ثم اختيار هذا الكتاب من عينة كتب ثم تأليفها عن الواحات المغربية في فترة ‪-5222‬‬
‫‪ .(i)0250‬دافعان أساسيان يبرران اختيار هذا الكتاب‪ .‬يتمثل الدافع األول في اختيار كتاب‬
‫منشور صادر عن دار نشر يكون موضوعه المجال الريفي الواحي‪ .‬لهذا لم يتم االهتمام‬
‫باألدبيات الرمادية ( األطاريح الجغرافية غير المنشورة) والتي تتطلب دراسة خاصة‬
‫مقارنة‪ .‬الدافع الثاني هو أن الكتاب تتوفر فيه الخصائص‬

‫‪45‬‬
‫‪45‬‬
‫‪1 -‬العلمية التي تتوافق مع مفهوم بنية الخطاب العلمي المحدد في مقدمة هذه المقالة (إشكالية‬
‫واضحة ومنهجية منسجمة معها وعرض النتائج وفق اإلشكالية والمنهجية ثم مناقشتها) ‪،‬‬
‫مما يتوافق مع إشكالية هذه المقالة‪ .‬شكل تحليل المحتوى تقنية أساسية الستخالص‬
‫الخصائص العلمية لبنية الخطاب الجغرافي‪ .‬وتطلب فهم بنية الخطاب القيام بزيارة ميدانية‬
‫لواحة فكيك صحبة أحد مؤلفي الكتاب وهو األستاذ عبد اللطيف بنشريفة في نهاية‬
‫عشرينيات القرن ‪ .XXI‬كانت هذه الزيارة فرصة سانحة لمعاينة دينامية المجال الريفي‬
‫لواحة فكيك المدرجة في الكتاب (مقارنة الوضعية الحالية بوضعية نتائج البحث الميداني‬
‫الواردة في الكتاب)‪ .‬مكنتني هذه الزيارة من فهم أكثر لدينامية المجال الريفي لواحة فكيك‪.‬‬
‫ال يفوتني أن أوجه الشكر ألستاذي عبد اللطيف بنشريفة على تأطيره لهذه الرحلة وتوفيره‬
‫ظروف إنجاحها‪.‬‬
‫الشكل ‪ :2‬منظر عام من شمال غرب واحة فكيك‬

‫التقطت الصورة بعدسة محمد األسعد بتاريخ ‪ 01‬يوليوز ‪ 0202‬من ظهر غالف كتاب‪ ،‬واحة فكيك االستمرارية والتغير‪.‬‬

‫‪(1( - Bellakhdar Jamal, 1992, Tissint, une oasis du Maroc présaharien : monographie d'une palmeraie‬‬
‫‪du moyen Dra, Ed. Al Biruniya, 243 p. - Ben Salem Abdelkrim, 2016, Changements Climatiques‬‬
‫‪dans les Oasis de Tafilalet Sud est du Maroc, Editions Universitaires Européennes, 180 p. - El Faïz‬‬
‫‪Mohamed, 2008, Le Maroc Saharien un patrimoine d'eau, de palmes et d'ingéniosité humaine, Ed.‬‬
‫‪Actes Sud, Collection Nature, 240 p. - Ftaïta Toufik, 2006, Anthropologie de l'irrigation : les oasis‬‬
‫‪de Tiznit, Maroc, Ed. L’Harmattan, 254 p. - Oudada Mohamed, 2008, Le pays du Bani:‬‬
‫‪désenclavement et développement dans le sud du Maroc, Publications de l’Université de Provence,‬‬
‫‪260 p. - Vallat Jean-Pierre (Dir.), 2014, Le patrimoine marocain : Figuig, une oasis au coeur des‬‬
‫‪cultures, 461 p.‬‬

‫‪ -‬عمر حمداوي ‪ ، 2022 ،‬واحات المغرب مساهمة ببليوغرافية ‪ ،‬دار النشر البصمة‪ 207 ،‬ص‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫‪46‬‬
‫‪ -‬حدود المقالة‪ :‬ال تتوخى هذه المقالة اإلحاطة الشاملة بموضوع دينامية المجال الريفي‬
‫بالمغرب من خالل األدبيات الجغرافية‪ ،‬ألن هذا العمل يتطلب مقاربات أخرى‪ .‬يتعلق‬
‫األمر باختيار نموذج من المجاالت الريفية التي عرفت دينامية ذات خصوصية‪ .‬ال‬
‫يتوخى هذا االختيار تعميم النتائج على دينامية المجاالت الواحدية بالمغرب‪ .‬يقتضي‬
‫بلوغ هذا الهدف إنجاز دراسة مقارنة للحصيلة العلمية للمؤلفات المنشورة‪ .‬تقف حدود‬
‫المقالة عند تقديم حالة لدينامية أحد المجاالت الريفية الواحدية وهو المجال الريفي لواحة‬
‫فكيك‪ .‬هذه الحالة مستخلصة من خطاب جغرافي أنتج في مطلع تسعينيات القرن ‪XX.‬‬
‫‪ -1‬الخطاب اإلشكالي‪ :‬المقدمة ‪( )Introduction‬الخاصة العلمية األولى)‬
‫‪ -1.1‬السياق العام لتأليف الكتاب‬
‫توجد واحة فݣيك بالشمال الشرقي للمغرب على الحدود الجزائرية‪ .‬تمتد على مساحة‬
‫‪ 022‬هكتار من األراضي المزروعة‪ ،‬وينتشر بها أزيد ‪ 522.222‬شجرة‪ ،‬أكثر من ثالثة‬
‫أرباعها تتكون من النخيل‪ .‬يقطن بواحة فتيك زهاء ‪ 0222‬أسرة (بنشريفة وبوب‪.)5222 ،‬‬
‫‪ -2.1‬عرض ونقد الدراسات السابقة حول أنظمة الفالحة الواحية المروية ببلدان‬
‫المغرب العربي‬
‫أوال‪ .‬رغم غزارة الدراسات فإنها ذات قيم متفاوتة‬
‫‪ -‬نهاية القرن ‪ :XIX‬دراسات قليلة وغير منتظمة منهجيا (‪،)Rohlfs, 1863 & 1868‬‬
‫بل كانت دراسات تخدم أغراضا استعمارية هدفها توفير معلومات إخبارية‬

‫( ‪Berbrugger 1851, Dubocq 1852 Duval 1867, Jus 1886, Martin‬‬


‫‪.)1908‬‬
‫‪ -‬القرن ‪ :XX‬عرفت الدراسات المتعلقة بالواحات غزارة في اإلنتاج مقارنة بالفترة السابقة‪،‬‬
‫والسيما في هوامش أو وسط صحراء شمال افريقيا وذلك إلى حدود النصف األول من‬
‫القرن ‪ .XX‬أولت هذه الدراسات مكانة مركزية للعالقة بين تأثير الماضي في حاضر الواحات‬
‫وبين الظروف االيكولوجية وتقنيات تعبئة وتوزيع ماء الري وأنظمة اإلنتاج وانعكاساتها‬
‫المادية والرمزية على أشكال التنظيم االجتماعي‪ .‬ورغم غزارة اإلنتاج العلمي السالف الذكر‬
‫فانه يتميز بالخصائص التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬حجج علمية عامة‬

‫‪47‬‬
‫‪47‬‬
‫ب‪ -‬غلبة الهاجس اإلخباري وانعدام الطموح اإلشكالي (مفاهيم ونظريات)‪ ،‬على اإلنتاج‬
‫العلمي الذي يعد في مجمله منوغرافيات وصفية اصطالحية دون البحث عن استنتاج قوانين‬
‫علمية‪.‬‬
‫ج‪ -‬التأكيد على خاصية االستثناء عند دراسة كل حالة من الواحات‪.‬‬
‫د‪ -‬شملت معظم الدراسات الواحات الجزائرية‪.‬‬
‫تعد مساهمة هذه الدراسات في معرفة قضايا ذات صلة بعالقة اإلنسان ببيئته ضعيفة‪،‬‬
‫إذ إن األسئلة األساسية ظلت عالقة وخاصة منها األسئلة ذات صلة باإليكولوجيا الثقافية‪ .‬لم‬
‫تتطرق هذه الدراسات للعالقة بين الظروف اإليكولوجية الفعلية وحالة الموارد الطبيعية المتاحة‬
‫ومبادئ وعقالنية تأقلم الفالحة الواحية بوسط صحراوي‪ .‬كما أن هذه الدراسات لم تهتم بقضايا‬
‫فعالية نظام اإلنتاج الفالحي الواحي الذي يعد من أكثر األنظمة تكثيفا لإلنتاج في الفالحة ما‬
‫قبل الصناعية‪ .‬لم تتطرق هذه الدراسات لقضايا عالقة الضغط الديموغرافي وكثافة استعمال‬
‫الموارد الطبيعية‪ .‬ال شك أن هذه القضايا تعد أساسية لفهم استمرارية نظام اإلنتاج الفالحي‬
‫بالواحات‪ .‬ال بد من اإلشارة إلى االستثناءات العلمية التي أنجزها باحثون آخرون مثل دراسة‬
‫كابو‪-‬راي (‪ ،)Capot-Rey 1944,1953‬إذ يعد من أوائل الباحثين الذين أكدوا على الوضعية‬
‫الجديدة للواحات في إطار السياق التقني‪-‬الثقافي الحديث وما يترتب عنها من تحوالت جذرية‬
‫مثل ظروف المواصالت والتهيئة المائية في طور االنجاز‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬أطروحة موت الواحات‬
‫أكدت أغلب الدراسات المتاحة أن مسلسل التغير السريع يؤثر في البنيات الواحية‬
‫الموروثة‪ .‬ويدفع ذلك إلى طرح تساؤالت تتعلق بتوفر النظام الواحي على ثروات داخلية تمكنها‬
‫من تحمل التركز البشري الهام‪ ،‬أو أنه معرض إلى االنقراض البطيء أو أن استمراريته رهينة‬
‫بموارد خارجية‪.‬‬
‫ظهرت منذ الخمسينيات من القرن العشرين حركة فكرية ذات توجه سالب مفادها أن‬
‫النظام الواحي بالمغرب العربي معرض لالنحطاط أو ما يسمى "بموت الواحة" ويمكن‬
‫استخالص أهم الحجج الداعمة لهذا الموقف فيما يلي‪:‬‬
‫تدهور الظروف المناخية ونقص الموارد المائية المتاحة للري‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫انحطاط تجارة القوافل الصحراوية التي أفقدت الواحات وظيفتها األساسية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تغير في العادات الغذائية (جراء التدخل االستعماري)‪ ،‬الذي أدى إلى انحطاط الدور‬ ‫‪-‬‬
‫الغذائي للتمور‪ ،‬والذي تزايد مع انتشار مرض ‪11‬البيوض‪. 11‬‬
‫النزوح الكثيف لسكان الواحات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدم فعالية أساليب الري التقليدية بالنظر إلى كمية ساعات العمل التي تتطلبها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪48‬‬
‫‪48‬‬
‫‪ -‬تحول في نمط العيش المبني على الترحال إلى نمط االستقرار والذي ترتب عنه تراخي‬
‫الروابط التقليدية التي نسجها الرعاة مع الواحة‪.‬‬

‫لكن النظر إلى الواقع الواحي عن قرب يثبت أن هذه النظرة السلبية عن موت الواحة‪،‬‬
‫غير صحية والتي تؤكدها أبحاث أخرى‪.‬‬
‫ثالثا ‪ .‬استمرارية الواحات بالمغرب العربي وانتشار التجديد باالقتصاد الواحي‪.‬‬
‫أتثبت بعض الدراسات منذ بداية الخمسينيات من القرن العشرين خاصية استمرارية‬
‫النظام الواحي بإفريقيا الشمالية‪ .‬وتتجلى هذه االستمرارية في تزايد اإلنتاج الفالحي نتيجة‬
‫الزيادة في المساحات المزروعة أو بفعل استعمال ضخ الماء بالمحركات وتحسن أسلوب التزود‬
‫بالماء واإلصالح االجتماعي والتدخل االيجابي للدولة‪ .‬وقد أبرزت الدراسات الحديثة تكون‬
‫مسلسل التجديدات بواحات المغرب العربي والتي يمكن تصنيفها إلى ثالث فئات‪:‬‬
‫‪ -‬الفئة األولى‪ :‬تأثير حركة الهجرة؛ أدت هذه الحركة إلى تناقص نسبي في عرض اليد‬
‫العاملة وبداية انتشار النظام الخفيف للزراعة بالواحة‪ ،‬والتي شملت األراضي األقل انتشارا‬
‫للبستنة‪ .‬مقابل ذلك ظهرت أنظمة زراعية كثيفة في بعض األماكن الخاصة‪ .‬استفادت الواحات‬
‫من عائدات المهاجرين‪ :‬شراء محركات ضخ المياه وانتشار زراعات شجرية جديدة أو موسمية‬
‫(التبغ‪ ،‬الكيف)‪ ،‬زيادة على ظهور زراعة البرسيم كعلف للماشية‪.‬‬
‫‪ -‬الفئة الثانية‪ :‬تحول في التنظيم االجتماعي؛ يتحلى ذلك في تثمين عمل البنيات التقليدية‬
‫(الحراطين) مما ساهم في إنعاش ايجابي لالقتصاد الواحي‪.‬‬
‫‪ -‬الفئة الثالثة‪ :‬تحول في اإلنتاج الزراعي الواحي؛ بالنظر إلى حالة الواحات الجزائرية‪،‬‬
‫فان اإلنعاش اإلداري لعدة واحات تقليدية وما ترتب عنه من نمو كمي ونوعي في الطلب‪ .‬أدى‬
‫إلى تنمية الزراعات الجديدة والسيما ما يتعلق بالبقليات‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫‪49‬‬
‫أطروحات الدراسات الواحية بالمغرب العربي في القرن ‪XX‬‬

‫الفهم (التفسير)‬ ‫الفترة‬ ‫القضايا‬ ‫األطروحات‬


‫الظروف‬ ‫‪ -‬تدهور‬ ‫أطروحة موت تدهور البنيات النصف األول‬
‫االيكولوجية (مناخ)‬ ‫من القرن ‪XX‬‬ ‫التقليدية‬ ‫النظام الواحي‬
‫‪ -‬هجرة‬ ‫الموروثة‬
‫‪ -‬تغير في نمط العيش (تدهور‬
‫البنيات التقليدية)‪.‬‬
‫‪ -‬أساليب غير فعالة‬
‫‪ -‬تكثيف اإلنتاج جراء الهجرة‪.‬‬ ‫النصف الثاني‬ ‫مسلسل‬ ‫أطروحة‬
‫‪ -‬تثمين البنيات التقليدية‬ ‫من القرن ‪XX‬‬ ‫استمرارية النظام التجديدات‬
‫‪ -‬تدخل الدولة‬ ‫الواحي‬
‫‪ -3.1‬المفاهيم اإلجرائية‬
‫ترتبط المفاهيم المنظمة للمعرفة في موضوع االستمرارية والتحول بواحة فكيك‬
‫باإليكولوجيا الثقافية‪ .‬يعد مفهوم الثقافة مرادفا لمفهوم التكيف‪ .‬الثقافة هي مجموع اإلجراءات‬
‫والسلوكات والتقنيات التي يوظفها األفراد والجماعات لالستجابة للتحديات الديمغرافية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬عالوة على التحديات اإليكولوجية‪ .‬يترجم مفهوم التكيف حالة‬
‫االستمرارية والتغير بواحة فكيك‬
‫‪-4.1‬األسئلة اإلشكالية‬
‫‪ ‬ما هي خصوصيات تنظيم وسير النظام الواحي التقليدي من زاوية إيكو‪-‬ثقافية؟‬
‫‪ ‬ما هي ظروف وأشكال وعوامل التحول في األنظمة البيئية الواحية بالنظر إلى التشاؤمية‬
‫التي تروج ألطروحة موت الواحة؟‬
‫‪ ‬ما هي آفاق الحفاظ على واحة فكيك وتنمية أنظمتها البيئية التقليدية؟‬

‫‪ -5.1‬أهداف البحث‬
‫تتمثل األ هداف الكبرى في‪ :‬رسم لوحة عن خصائص التنظيم الواحي التقليدي ووصف‬
‫وتصنيف وتفسير مسلسل تحول النظام الموروث‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫‪50‬‬
‫‪ -6.1‬أطروحة البحث‬
‫تقدم األطروحة نموذجا تفسيريا الزدهار الواحة واستمراريتها )‪(Pe‬نتيجة لتأثير‬
‫العوامل اإليكولوجية )‪(E‬والثقافية )‪(C‬والديموغرافية )‪.(D‬‬
‫‪ -‬تعد العوامل اإليكولوجية (موقع واحة فكيك ووفرة المياه الجوفية) والعوامل الثقافية (تقنية‬
‫الري بالفجارات (المحدد األساسي الستمرارية ازدهار واحة فكيك)‪ .‬ارتبط مسلسل التغير‬
‫الحديث لواحة فكيك بإشكالية النمو الديمغرافي وحركة الهجرة‪.‬‬

‫يمكن وضع متغيرات األطروحة في الدالة التالية‪Pe = E, C , D :‬‬


‫االستمرارية (‪ )Persistance‬ويرمز إليها بالحرف الالتيني )‪ =( Pe‬إيكولوجيا‬
‫)‪ ،(Ecologie‬ويرمز إليها بالحرف الالتيني ) ‪ ,( E‬ثقافة) ‪ ( Culture‬ويرمز إليها بالحرف‬
‫الالتيني) ‪ 1( C‬ديموغرافيا( ‪ )Démographique‬ويرمز إليها بالحرف الالتيني ) ‪( D‬‬
‫‪ -2‬الخطاب التقني‪ :‬المنهجية (‪( )Méthodologie‬الخاصية العلمية الثانية)‬
‫تميز الحطاب التقني باتباع استراتيجية تمحيص واالستعانة ببيانات وثائقية واعتماد‬
‫التحري الميداني‬
‫‪ -1.2‬استراتيجية التمحيص غير الميدانية‬
‫‪-‬دراسة الحالة‪ :‬اختار البحث استراتيجية حالة واحة فكيك وذلك باعتماد البحث التجريبي‬
‫المركب‪ ،‬كمي ونوعي‪.‬‬
‫‪ -‬الببليوغرفيا‪ :‬تم عرض ونقد الدراسات السابقة عن الواحات عموما وواحة فكيك بوجه خاص‪.‬‬
‫وقد تبين أن هذه الدراسات غزيرة‪ ،‬لكنها غير كافية‪ .‬أنجزت هذه الدراسات بلغات عدة‪ ،‬سواء‬
‫باللغة العربية أو باللغات األجنبية‪ .‬وقد تبين أن الدراسات التي أنجزت باللغة العربية ذات‬
‫فائدة قصوى‪ ،‬السيما في فهم التطور التاريخي للنظام الواحي‪ .‬أما الدراسات التي أنجزت في‬
‫العهد االستعماري‪ ،‬فاستعملت من أجل المقارنة بالدراسات األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬البحث األركيولوجي‪ :‬كان العمل الميداني أساسيا إذ أنجزت المشاهدات بطريقة أركيولوجية‪،‬‬
‫علما بأن بعض اآلثار التاريخية مازالت قائمة وقابلة للمعاينة‪.‬‬
‫‪ -‬استعملت عدة خرائط قديمة تهم اإلعداد الهيدروفالحي بمقياس كبير والتي ترجع إلى بداية‬
‫الخمسينيات من القرن العشرين‪ .‬كما تم اعتماد الصور الجوية لسنة ‪ 5202‬والتي ثم تحيينها‬
‫بالعمل الميداني‪.‬‬
‫‪ -‬جرد ورقة األسرة والمسكن لسنة ‪ 5200‬مما سهل تشخيص الوضعية الديمغرافية والهجرة‬
‫واالقتصاد الواحي لمختلف قصور الواحة‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫‪51‬‬
‫‪- 2.2‬التحري الميداني‬
‫تم اختيار بعض مجاالت المعاينة الممثلة للتحوالت المسجلة والتي رسمت بعناية في‬
‫خرائط‪ .‬كما تم إخضاع كل مشارة للتحري بواسطة استمارة تشمل متغيرات تهم استعمال‬
‫ال موارد الواحية وأخرى تهم المتغيرات المفسرة لها ذات صلة بطريقة االستغالل ووضعية‬
‫الهجرة المتعلقة بمالكي المشارات‪ .‬وقد تم اختيار خمسة مجاالت للمعاينة ممثلة لمجموع المجال‬
‫الواحي‪ :‬محاط "لعبيدات" وقطاع والد سليمان – لودارنا وقطاع زناكة – إزروان وقطاع لودا‬
‫غير‪-‬إغونان وقطاع بركوكس‪.‬‬
‫‪ - 3‬خطاب منطق تقديم النتائج (‪( )Résultats‬الخاصية العلمية الثالثة)‬
‫توصل البحث إلى أن االتجاه العام هو ازدهار واحة فكيك بالنظر إلى ثالث حاالت‬
‫وهي‪ :‬لودارنا وقطاع زناكة – إزروان وقطاع لودا غير‪-‬إغونان وقطاع بركوكس‪ .‬لكن مقابل‬
‫ذلك توصل البحث إلى حالتين متدهورتين وهما محاط "لعبيدات" وقطاع والد سليمان‬
‫‪ -‬الحالة األولى‪ :‬قطاع لعبيدات محاط كامل التدهور‬

‫محاط "لعبيدات" بالشمال الغربي لواحة فݣيك‪ .‬يتميز قطاع "لعبيدات" بأنه كامل‬
‫التدهور‪ ،‬وتحدده مجموعة من الخصائص تتمثل في االستغالل الخفيف وموارد مائية‬
‫ضعيفة وعدم وجود نظام مؤسسي في تدبير مياه الري ووجود نظام استغالل مركب كثيف‬
‫وخفيف‪.‬‬
‫‪ -‬الحالة الثانية‪ :‬قطاع والد سليمان ‪ -‬لودارنا‪ ،‬واحة شبه متدهورة‬
‫يتميز شبه التدهور بتفاوت في شكل االستغالل الدي يمكن تصنيفه إلى ثالثة أصناف‬
‫وهي‪ :‬البوار واالستغالل الضعيف واالستغالل المتوسط‪ .‬وال يفسر هذا التفاوت بقلة الماء‪،‬‬
‫بقدر ما يرجع إلى موقع المشارات في األعلى أو في األسفل‪ ،‬إذ يالحظ أن أغلب المشارات‬
‫التي توجد في وضعية طبوغرافية مرتفعة تتميز بالبوار أو االستغالل الضعيف‪ .‬كما أن هذا‬
‫التدهور يفسر بصغر حجم المشارات‪ ،‬إذ يفضل استعمال الماء بالمشارات ذات حجم كبير‪.‬‬
‫‪ -‬الحالة الثالثة‪ :‬قطاع زناكة ‪ -‬إزروان‪ :‬واحة مزدهرة‬
‫يمثل قطاع زناكة ‪ -‬إزروان البستنة الواحية كثيفة االستغالل‪ .‬ويتميز االستغالل بمشهد‬
‫يتكون من طبقات زراعية‪ ،‬تغلب عليها األشجار المثمرة (نخيل‪ ،‬زيتون‪ .).‬يفسر هذا االستغالل‬
‫الكثيف بالتوزيع المحكم للماء الذي يدبره "الصرايفي" وهو الذي يسهر على توزيع مياه السقي‬
‫على الفالحين‪ .‬عرف دور "الصرايفي" تحوال إذ أصبح يتحكم في توزيع الماء‪( .‬يعتمد‬
‫االستغالل على التسيير المباشر واالستهالك الذاتي)‪ .‬يالحظ أن بعض االستغالليات يسيرها‬
‫مهاجرون بشكل مباشر‪ ،‬مما يترجم ارتباطهم الوثيق باألرض‪ .‬كما أن جل االستغالليات تجمع‬
‫بين اإلنتاج الزراعي والحيواني‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫‪52‬‬
‫‪ -‬الحالة الرابعة‪ :‬قطاع لودا غير‪ -‬إغونان‪ :‬واحة منتعشة‬
‫تترجم واحة لودا غير‪ -‬إغونان‪ ،‬نموذج الواحة المتجددة والمنتعشة وذلك منذ الستينيات من‬
‫القرن ‪.XX‬‬
‫فقد عرفت موجة من إدخال مغروسات جديدة وإعادة الزراعة‪ .‬ويرجع ذلك إلى عدة عوامل‬
‫أهمها تبني‬
‫التجديد الفالحي من طرف المستغلين واعتماد ضخ الماء من األعالي الذي سيعوض مياه قنوات‬
‫الري‬
‫التقليدية‪ ،‬مما جعل حدا لتقنية الري بواسطة الفجارات‪.‬‬
‫‪ -‬الحالة الخامسة‪ :‬قطاع بركوكس‪ :‬قطاع سقوي جديد‬
‫يعد قطاع بركوكس نموذجا لواحة جديدة‪ ،‬ويرجع ذلك إلى أسباب عدة أهمها مبادرة الفالحين‬
‫الذاتية في حفر أبار جديدة وتهيئة أحواض تجميع المياه ومد قنوات سقي جديدة‪.‬‬
‫‪-4‬خطاب مناقشة النتائج (‪ )Discussion et Conclusion‬الخاصية الرابعة‬
‫حاول المؤلفان مناقشة األسئلة الثالثة التي وجهت إشكالية هذا الكتاب‪.‬‬
‫أوال‪ :‬االيكولوجية الثقافية للمنظومة البيئية الواحية‬
‫تعتبر العوامل اإليكولوجية (موقع في فج وأراضي منبسطة ثم وجود مياه جوفية)‪،‬‬
‫والثقافية (تقنية السقي بالفجارات) المحدد األساسي الزدهار واحة فكيك‪ .‬تتفق هذه الخاصية‬
‫مع جل األدبيات األنتروبوجغرافية‪ .‬لكن يالحظ من خالل هذه الدراسة أن واحة فكيك تتميز‬
‫بخصوصيات‪ .‬الخصوصية األولى أن واحة فكيك توجد في موضع طبوغرافي معلق‪ ،‬ترتب‬
‫عنه تشكيل الحوض إلى وحدتين‪ .‬أضف إلى ذلك الوضع االرتوازي المحدد للثروات المائية‬
‫الذاتية‪ ،‬والتنظيم االجتماعي والتقني للري‪ .‬الخصوصية الثانية أن واحة فكيك توجد في موقع‬
‫حدودي جعلها تحرم من جزء من ثرواتها المائية‪ ،‬جراء ترسيم الحدود‪ ،‬مما أدى بالسكان إلى‬
‫التكيف مع هذا الوضع‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬مسلسل التغير الحديث للمنظومة البيئية الواحية‬
‫ارتبط التغير الحديث للمنظومة البيئية الواحية بإشكاليتين‪ :‬إشكالية موت الواحة وإشكالية‬
‫النمو الديمغرافي والهجرة‪ .‬بناء على النتائج المستخلصة من دراسة الحاالت الخمس‪ ،‬يتبين أن‬
‫إشكالية موت الواحة ليس لها مبرر بواحة فكيك‪ .‬أبرزت الدراسة أن تدهور األراضي‬
‫الزراعية‪ ،‬ناجم إما عن نقص في الماء أو عن إعادة توظيفه لصالح مشارات أخرى‪.‬‬
‫ارتبط التغير بالمنظومة البيئية الواحية بثالث عوامل بشرية؛ وهي النمو الديمغرافي‪.‬‬
‫تزايد كمي ونوعي للحاجات األساسية للسكان وتحديد ملحوظ للموارد جراء الوضع‬
‫الجيوسياسي الذي ترتب عنه حرمان السكان من الموارد بفعل ترسيم الحدود‪ .‬وتعد الهجرة‬
‫‪53‬‬
‫‪53‬‬
‫االستجابة األساسية لهذه العوامل إذ ترتب عنها تخفيف الضغط الديمغرافي ومساهمة عائدات‬
‫المهاجرين في تكثيف النشاط الفالحي وبالتالي استمرارية المنظومة الواحية‪.‬‬
‫ثالثا ‪ -‬إشكالية الحفاظ وتهيئة المجاالت الواحية‬
‫إن ترميم وتقوية واحة فكيك‪ ،‬يعد الخيار األمثل بشريا وماليا‪ .‬ويحتم هذا الخيار توفير‬
‫مياه ري إضافية‪ .‬يتطلب بلوغ هذا الهدف ترميم الفجارات‪ ،‬تعميم تقنية الضخ وفق نموذج‬
‫قطاع لودا غير‪ ،‬تقوية اعادة ملء السديمة السطحية لسهل بغداد‪ .‬إلنجاح االقتراحين األخيرين‪،‬‬
‫يستحسن ربط التعاون بين المغرب والجزائر‪.‬‬
‫خالصة عامة‬
‫كان الهدف من المقالة هو الجواب على السؤال اإلشكالي المتمثل في كيفية مساهمة‬
‫الخصائص العلمية في كشف منطق بنية الخطاب الجغرافي في مؤلف واحة فݣيك‪ :‬االستمرارية‬
‫والتغير‪ .‬ويمكن التأكيد على توفر الكتاب على خصائص علمية‪ ،‬تعكس بنية الخطاب الجغرافي‪.‬‬
‫وأهم مميزاته‪:‬‬
‫أ‪-‬خطاب إشكالي وضع بقواعد علمية استداللية (أطروحة نموذجية لتفسير ازدهار الواحة‬
‫واستمراريتها نتيجة لتأثير العوامل اإليكولوجية والثقافية والديموغرافية‪.‬‬
‫ب‪ -‬خطاب منهجي تبنى البحث التجريبي باعتماد دراسة الحالة‪ .‬ج‪ -‬خطاب تقديم النتائج‬
‫أكد على سيادة استمرارية ازدهار الواحة رغم وجود بعض مظاهر التدهور‪ .‬ج‪ -‬خطاب‬
‫مناقشة النتائج‪ ،‬شيد على ضوء الدراسات السابقة مع التأكيد على أهمية اإليكولوجيا الثقافية‬
‫كمرجعية لفهم التراب الواحي لفكيك‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫‪54‬‬
‫بيبليوغرافيا‬
‫ الدليل المنهجي‬،‫ ( خطوات إنجاز البحث الجغرافي‬IMRAD) ‫ الخصائص العلمية‬.)9102( .‫األسعد محمد‬
‫ اإلشراف العلمي‬,. ‫ ( تنسيق المالكي موسى‬:‫ ورد في‬.)‫ الدكتوراه‬- ‫إلعداد البحوث (اإلجازة – الماستر‬
‫ األسعد م) سلسلة منشورات المنتدى حول مناهج وأدوات البحث في العلوم‬, ‫ أيت حمزة م‬, ‫كرزازي موسى م‬
90-01 ‫ ص‬،‫ الطبعة األولى‬،‫ الناشر منتدى الجغرافيين الشباب للبحث والتنمية‬،‫االنسانية واالجتماعية‬
-Bailly A & Ferras R. 2018, Eléments d’ épistémologie de la géographie ;Coll U
-Joannon M. 1992, Compte rendu : L’Oasis de Figuig, Persistance et Changement
, Méditerranée , 76 , 81-82
-Johnston Gregory D & Smith D.M .2009, The dictionary of human geography
.Wiley-Blackwell ( 5th Edition )
-Lalande A .1992, Vocabulaire, critique et technique de la philosophique. Ed Puf
-Lecoz J ,1991, Compte rendu : L’Oasis de Figuig , persistance et Changement,
Annales de Géographie ,560 , 503-504
-Lévy Lussault M.2013, Dictionnaire de la géographie et de l’espace des sociétés
.Belin
-Martin J. 1996, Les enjeux du discours scientifique : La stratégie de véridiction ,
ttps://doi.org/10.4000/asp.414,13-31
-Popp H & Bencheria A. 1990, L’Oasis de Figuig , Persistance et Changement
,Passau,Passavia Universitatsverlag

55
55
‫التجارة النسوية وأثرها على التنقالت اجملالية لزوجات املهاجرين املقيمات بأكادير‬
‫السعدية الحريري* ومبارك أوراغ**‬

‫*أستاذة باحثة‪ ،‬فريق بحث الجيوبيئية وتنمية المناطق الجافة وشبه الجافة‪ ،‬جامعة ابن زهر‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬أكادير‪.‬‬

‫**أستاذ باحث‪ ،‬فريق البحث والدراسات حول المجاالت والمجتمعات في الجنوب المغربي‪ ،‬جامعة ابن زهر‪ ،‬كلية‬
‫اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬أكادير‬

‫ملخص‬
‫نتذكر بسهولة الهجرة الذكورية المغربية نحو الدول األوربية‪ ،‬في حين وجب انتظار‬
‫السنوات األخيرة للشروع في الحديث عن التواجد النسوي‪ ،‬الذي واكبها إما في إطار التجمع‬
‫العائلي أو بشكل فردي‪ .‬تنامي هذه الظاهرة جعل المهاجرات يحظين باهتمام أكبر من طرف‬
‫البحث العلمي والمؤسساتي‪ .‬هذا في الوقت الذي ظلت فيه نساء أخريات (زوجات المهاجرين‬
‫المقيمات بالبلد األصل)‪ ،‬يعانين من اإلهمال والتهميش‪ ،‬مع العلم أنهن كن دائما حاضرات منذ‬
‫البدايات األولى للهجرة المغربية نحو الخارج‪.‬‬
‫رغم الضغوطات التي مورست على هذه النسوة‪ ،‬في ظل غياب األزواج‪ ،‬من طرف‬
‫محيطهن األسري واالجتماعي‪ ،‬والمسؤوليات التي اضطررن إلى تحملها تمكن‪ ،‬من إظهار‬
‫استعداد أكبر للتغيير‪ ،‬خصوصا بعد استقرارهن بالمجال الحضري‪ .‬تواجدهن بهذا األخير‬
‫مكنهن من نسج العديد من العالقات االجتماعية ومن اتخاذ تدابير أخرى كمزاولة التجارة‪.‬‬
‫الهدف المتوخى من هذا المقال هو الوقوف على طبيعة هذا النشاط وأثره على التنقالت المجالية‬
‫لهذه الزوجات‪ ،‬وذلك بغية إبراز مدى حضورهن بالمجال الخارجي وتوسع نطاق تنقالتهن‪.‬‬
‫الكلمات المفاتيح‪ :‬الهجرة‪ ،‬زوجات الهاجرين‪ ،‬التجارة النسوية‪ ،‬البلد األصل‪.‬‬
‫‪Résumé‬‬

‫‪On se souvient facilement de la migration masculine marocaine vers les pays‬‬


‫‪européens, alors qu'il fallait attendre les dernières années pour évoquer la présence‬‬
‫‪féminine qui l'accompagnait, soit dans le cadre du regroupement familial, soit‬‬
‫‪individuellement. La croissance de ce phénomène a fait bénéficier les femmes migrantes‬‬
‫‪de plus d'attention sur le plan scientifique et institutionnel; tandis que d'autres, en tant‬‬
‫‪qu’«épouses de migrants résidantes dans le pays d'origine», souffrent de négligence et de‬‬
‫‪marginalisation, sachant qu'elles ont toujours été présentes depuis les débuts de la migration‬‬
‫‪marocaine vers l'étranger.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪56‬‬
‫‪Malgré les pressions exercées sur ces femmes, en l'absence des maris, de la part de‬‬
‫‪leur entourage familial et social et les responsabilités qu'elles devaient assumer, elles ont‬‬
‫‪pu, peu à peu, se montrer plus disposées au changement, surtout après leur installation dans‬‬
‫‪l’espace urbaine. Leur présence dans ce dernier leur a permis de tisser de nombreuses‬‬
‫‪relations sociales et de prendre d'autres mesures telles que la pratique du commerce.‬‬
‫‪L'objectif visé par cet article est d'identifier la nature de cette activité et son impact sur les‬‬
‫‪déplacements spatiaux de ces épouses, afin de mettre en évidence l'étendue de leur présence‬‬
‫‪dans l’espace extérieur et l'élargissement du périmètre de leurs déplacements.‬‬

‫‪Mots clés : Migration, épouses de migrants, commerce féminin, pays d’origine.‬‬

‫مقدمة‬
‫أثارت الهجرة الدولية النسوية المغربية اهتمام الباحثين‪ ،‬بعدما ظلت لمدة طويلة في طي‬
‫النسيان‪ .‬هذا الحضور واكبه‪ ،‬في الزمان والمجال‪ ،‬تزايد مستمر للمهاجرات (تأنيث الهجرة)‬
‫من جهة‪ ،‬وتعدد البلدان المستقبلة لهن من جهة أخرى‪ .‬المهاجرات ال يمثلن كثلة متجانسة‪،‬‬
‫منه ن من هاجرن في إطار التجمع العائلي وبالتالي لم يكن‪ ،‬بشكل أو بآخر‪ ،‬حامالت لمشروع‬
‫الهجرة‪ ،‬ثم هناك من هاجرن بمفردهن‪ ،‬أي أن الهجرة لديهن‪ ،‬مشروع ذاتي‪ .‬إضافة إلى أن‬
‫مناطق االستقبال لم تعد تقتصر على بلدان بعينها‪ ،‬كما كان في السابق‪ ،‬بالنسبة لبعض الدول‬
‫األوربية المستقبلة لليد العاملة المغربية‪ ،‬مثل فرنسا وهولندا وبلجيكا‪ ،‬بل ظهرت أخرى مثل‬
‫إسبانيا وإيطاليا وبعض دول الخليج العربي‪ ،‬مثل اإلمارات العربية المتحدة والمملكة العربية‬
‫السعودية إلى غير ذلك‪.‬‬
‫هذه األوجه المختلفة للهجرة النسوية‪ ،‬برزت نتيجة التغيرات التي شهدها المجتمع‬
‫المغربي في مختلف الميادين بصفة عامة‪ ،‬إلى جانب تلك التي عرفتها والزالت تعرفها‪ ،‬وضعية‬
‫المرأة بصفة خاصة‪ .‬فإذا كانت هذه النسوة يعشن الهجرة بشكل مباشر‪ ،‬هناك أخريات يعشنها‬
‫بشكل غير مباشر‪ ،‬ويتعلق األمر هنا بزوجات المهاجرين المقيمات بالبلد األصل‪ .‬لقد شكلت‬
‫هذه الز وجات‪ ،‬حتى وقتنا الحالي‪ ،‬فئة منسية ومهمشة لم تستقطب اهتمام الباحثين والمهتمين‬
‫بالهجرة‪ ،‬مع العلم أنها كانت دائما حاضرة‪ ،‬مند البدايات األولى للهجرة الذكورية المغربية نحو‬
‫الخارج‪ .‬فهي تتقاسم آثارها مع أزواجها‪ ،‬تارة عن قرب عند عودتهم إلى البلد األصل‪ ،‬وتارة‬
‫عن بعد (آالف األميال) بعد رحيلهم من جديد إلى أرض المهجر‪.‬‬
‫هذا التوجه أكد ضرورة تسليط الضوء على هذه الفئة من النساء ومنحها فرصة التحدث‬
‫والتعبير عن وضعيتها وظروف عيشها‪ ،‬في ظل هجرة األزواج ‪.‬كما أن الهدف من هذا المقال‪،‬‬
‫واضح وبسيط‪ ،‬يتجسد في التذكير بأن الهجرة ال تهم فقط أوالئك الذين يغادرون‪ ،‬وإنما أيضا‬
‫أوالئك الذين يمكثون بالبلد األصل )‪ ،)Brahimi et al., 1985‬إذ هناك نساء‪ ،‬رغم عدم خوضهن‬

‫‪57‬‬
‫‪57‬‬
‫شخصيا لهذه التجربة‪ ،‬إال أن هجرة أزواجهن غيرت حياتهن وجعلت منهن »مهاجرات‬
‫مستقرات« »‪.)Charef, 2002( «Des immigrées immobiles‬عن طريقهن‪ ،‬ساهمت هذه الظاهرة‬
‫في إحداث تغيرات بالبلد األصل‪ ،‬بما في ذلك المناطق النائية بالعالم القروي‪.‬‬
‫مكوث هذه النساء ضمن الوسط العائلي لألزواج لم يمنعهن‪ ،‬رغم الضغوطات‬
‫والصعوبات‪ ،‬من تحمل مسؤولياتهن وتحقيق أهدافهن‪ .‬لقد استطعن‪ ،‬شيئا فشيئا‪ ،‬تجاوز تأثير‬
‫محيطهن األسري واالجتماعي وإبراز استعداد أكبر للتغيير‪ ،‬خصوصا بعد استقرارهن بالمجال‬
‫الحضري‪ .‬فهن لم يظللن مقيدات ببيوتهن‪ ،‬بل بادرن إلى اتخاذ مجموعة من التدابير كمزاولتهن‬
‫للتجارة‪ ،‬وتتمحور اإلشكالية المركزية في السؤال التالي‪ :‬ما طبيعة هذا النشاط وأثره على‬
‫التنقالت المجالية لزوجات المهاجرين المقيمات بمدينة أكادير؟‬
‫من خالل هذا السؤال المركزي تتفرع األسئلة التالية‪ :‬ما السمات التي تميز هذا النشاط؟‬
‫أين يمارسنه؟ هل هو حكر على هذه الفئة من النساء؟ ما موقف األزواج منه؟ هل مكوثهن‬
‫بالبلد األصل أمر اختياري أم إجباري؟ كيف يتعاملن مع بعد أزواجهن؟ ما موقفهن من تجربة‬
‫هجرة أزواجهن؟ ما هي الخصائص السوسيو‪-‬ديموغرافية والجغرافية لهذه الزوجات؟‬
‫اإلجابة عن هذه التساؤالت ستتم انطالقا من ثالثة نقط‪:‬‬
‫النقطة األولى‪ :‬خصصت لتقديم بعض المعطيات األولية المتعلقة بالنساء وأزواجهن‪،‬‬
‫بهدف التعرف عليهم أكثر‪.‬‬
‫النقطة الثانية‪ :‬تتناول واقع الزوجات بين المكوث بمدينة أكادير وبعد األزواج‪.‬‬
‫النقطة الثالثة‪ :‬تتطرق لطبيعة النشاط التجاري الممارس من طرف الزوجات وأثره على‬
‫تنقالتهن المجالية‪ .‬وإلبراز ذلك تم اتباع المنهجية التالية‪.‬‬

‫‪ .1‬اإلطار المنهجي‬

‫لمعالجة اإلشكالية التي يطرحها هذا المقال تم جمع البيبليوغرافيا ثم تحديد ميدان الدراسة‬
‫واألدوات المعتمدة‪.‬‬
‫‪ .5 .5‬زوجات المهاجرين المقيمات بالبلد األصل‪ ،‬أي حضور في الحقل العلمي؟‬
‫يعد موضوع زوجات المهاجرين المقيمات بالبلد األصل بشكل عام‪ ،‬والمغربيات بشكل‬
‫خاص‪ ،‬من المواضيع األكثر ندرة في الحقل العلمي‪ .‬هذه الحقيقة أكدتها األبحاث المتعلقة‬
‫بالتحليل التاريخي‪ ،‬والسوسيولوجي والجغرافي لظاهرة الهجرة‪ ،‬التي ركزت باألساس ولمدة‬
‫طويلة على الذكور‪ ،‬أما النساء فلم يتم االهتمام بهن إال في السنوات األخيرة‪ .‬الدراسات التي‬

‫‪58‬‬
‫‪58‬‬
‫تناولت العنصر النسوي والهجرة حتى اآلن‪ ،‬وقفت بالخصوص على اللواتي وطأت أقدامهن‬
‫بالد المهجر أو ولدن به‪ ،‬أما الالئي لم يعشن هذه التجربة شخصيا‪ ،‬وإن كن زوجات للمهاجرين‪،‬‬
‫فلم يثرن فضول الباحثين‪ ،‬أي أنهن الزلن يعانين التهميش‪.‬‬
‫قلة األعمال تؤكد هذه الخاصية‪ ،‬التي في الواقع ليست حكرا على المغربيات‪ ،‬بل تمس‪،‬‬
‫عبر مخت لف دول العالم‪ ،‬العديد من النساء‪ .‬العمل األول الذي يثير االنتباه حيال هذه الظاهرة‬
‫هو نتيجة ألبحاث أجريت في بعض دول جنوب أوربا (إيطاليا واليونان والبرتغال وتركيا)‪،‬‬
‫من طرف مجموعة من الباحثات المنتميات لتخصصات مختلفة (السوسيولوجيا‪ ،‬وعلم النفس‪،‬‬
‫والقانون واألدب) حول انعكاسات الهجرة الذكورية على حياة الزوجات المقيمات بالبلد األصل‬
‫)‪.)Brahimi et al., 1985‬‬
‫هذاالعمل يندرج ضمن دراسات ارتأت منظمة اليونسكو القيام بها‪ ،‬في إطار برنامجها‬
‫الهادف إلى رفع كل أشكال الحيف والميز المبنية على النوع‪ ،‬إلبراز الوضع الخاص الذي‬
‫تعيشه هذه النساء‪ ،‬كزوجات منسيات ومهمالت في ظل هجرة األزواج‪ ،‬وكنساء مختلفات عن‬
‫األخريات المحيطات بهن من خالل خضوعهن‪ ،‬ليس فقط للزوج الغائب‪ ،‬بل لكل القائمين‬
‫مكانه من األب واألم (بالنسبة للحاضر) إلى االبن البكر(في المستقبل)‪ .‬هذه الزوجات يخضعن‬
‫لقانون قاس أال وهو»االنزواء«‪ ،‬ويوجدن في وضعية استثنائية وغامضة إذ ينعتن ب »األرامل‬
‫البيض« »‪ .«Des veuves blanches‬إلنجاز هذه الدراسة تم اعتماد منهجية الحوار مع النساء‬
‫المستجوبات‪ ،‬إلبراز الهدفين التاليين‪ .‬األول‪ ،‬يتمثل في إبالغ الرأي العام بمصيرهن‪،‬‬
‫باعتبارهن ال ينتمين إلى أية فئة من الفئات المعترف بها من طرف المجتمع‪ .‬فهن في الوقت‬
‫نفسه‪ ،‬لسن ال بزوجات وال بأرامل وال بمعيالت لألسرة وفي أصعب الحاالت لسن حتى‬
‫بأمهات‪ .‬أما الهدف الثاني‪ ،‬فيتعلق بإعطاء المسؤولين والمؤسسات النسائية‪ ،‬التي تهتم بالدفاع‬
‫عن حقوق المرأة‪ ،‬العناصر الضرورية لوضع برامج تهدف إلى تحسين ظروف معيشتهن‪.‬‬
‫لقد سمح هذا البحث باالطالع على دراسات أخرى أكدت انتشار هذه الظاهرة بين‬
‫جنسيات مختلفة بما في ذلك اإلفريقيات »السنغاليات« )‪ (Mondain et al., 2012‬والمغاربيات‬
‫»التونسيات« (‪ ،)Horchani Zamiti, 1997‬وإن كانت في أغلبها عبارة عن مقاالت محدودة جدا‪.‬‬
‫هذا التقصير من طرف الباحثين لم تسلم منه أيضا المغربيات‪ .‬ذكرهن في معظم األعمال يتم‪،‬‬
‫بشكل غير مباشر‪ ،‬في إطار دراسة االنعكاسات االقتصادية واالجتماعية لظاهرة الهجرة على‬
‫األسرة (‪،)Nadif, 2007( ،)Bensaîd et Ibourk 2008( ،)Mter, 1997( ،)Berriane, 2009‬‬
‫(‪ .)Bourqia et al., 2007‬أما األبحاث االستثنائية التي تطرقت إليهن بشكل مباشر فتبقى قليلة‬
‫مثل تلك التي اهتمت بالمقيمات بكل من منطقه الحسيمة (‪ ،)Hajjarabi, 1988‬ومدينتي بركان‬
‫(‪ )Heuvels, 1995‬ولفقيه بن صالح )‪ )Pennetti, 2007‬والمجتمعات الواحية »حوض دادس« ( ‪Aït‬‬

‫‪59‬‬
‫‪59‬‬
‫‪ )Hamza, 1995‬وجماعة إفران األطلس الصغير (‪ .)Bencherik, 2014-15‬هذه األعمال رغم‬
‫قلتها من جهة واختالف األصول الجغرافية للنساء اللواتي تناولتهن من جهة ثانية‪ ،‬إال أنها‬
‫تلتقي لتؤكد صعوبة وضعيتهن وتفاقم معاناتهن التي ليست بالضرورة مادية وإنما أيضا معنوية‪.‬‬
‫للتقرب أكثر من هذه الفئة‪ ،‬وللكشف عن حقائق أخرى تخص ظروف عيشهن التزم في هذا‬
‫العمل‪ ،‬الذي يهم الزوجات المقيمات بمدينة أكادير‪ ،‬إتباع منهجية محددة جدا وواضحة‪.‬‬
‫‪ .0 .5‬ميدان الدراسة وأدوات العمل‬
‫وفقا ألهداف معينة من قبل وللقيام بعمل دقيق ولتجاوز قلة الدراسات حول هذا‬
‫الموضوع‪ ،‬تم أوال توضيح أهمية مجال الدراسة وحدوده الجغرافية‪ .‬ثانيا‪ ،‬وضع تقنية البحث‪،‬‬
‫المتمثلة في االستمارة‪ ،‬العتبارها أكثر مالئمة لإلجابة عن التساؤالت‪ ،‬مدعمة ببعض‬
‫اإلستشهادات‪.‬‬
‫‪ .5 .0 .5‬أهمية المجال المدروس وحدوده الجغرافية‬
‫من دوافع اختيار مدينة أكادير كمجال للدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬انتمائها للوسط الغربي للمغرب (انظر الخريطة رقم ‪ )5‬وبالخصوص لجهة سوس‬
‫ماسة التي تعتبر من المناطق األولى المصدرة لليد العاملة المغربية نحو الخارج‪.‬‬
‫‪ -‬الدور المهم الذي لعبته الهجرة الدولية‪ 1‬في تنامي إشعاعها‪ ،‬ليس فقط على المستوى‬
‫المحلي والجهوي‪ ،‬وإنما أيضا على المستوى الدولي‪ .‬هذه الخاصية أكدتها مجموعة من البحوث‬
‫العلمية‪ ،‬التي وجهت االختيار صوب أحياء معينة بهذه المدينة‪ ،‬والمتمثلة في كل من حي‬
‫الداخلة‪ ،‬والداخلة تمديد‪ ،‬والقدس‪ ،‬والمسيرة والسالم‪ ،‬لكونها حاضنة لفئة المهاجرين ( ‪Ben‬‬
‫‪ )Attou, 1997 a/b, 2001, 2005 et 2012‬و(‪ )Hnaka, 2004‬و(‪.)Bouchelkha, 1997‬‬
‫‪ .0 .0 .5‬االستمارة كوسيلة أولى للبحث‬
‫لتحقيق هذا العمل‪ ،‬تم وضع استمارة مكونة من الئحة من األسئلة مقسمة إلى جزئين؛‬
‫األول‪ ،‬خاص بتلك المتعلقة بهويتهن‪ .‬الثاني‪ ،‬يهم نشاطهن التجاري‪.‬األسئلة تم توزيعها بين‬
‫المغلقة‪ ،‬التي تمكن من الحصول على النتائج الكمية األولى للبحث والمفتوحة التي استند في‬
‫طرحها على تقنية الحوار شبه موجه ‪ L’entretien semi-directif‬وعلى مبدأي االستماع‬
‫والمساهمة في الحوار دون التأثير على إجاباتهن‪ ،‬أي أن هذه األخيرة لم تخضع ألي شرط أو‬

‫‪ 1‬لقد لعب عامل الهجرة دورا ال يستهان به في تفاقم عدد ساكنة هذه المدينة عبر الزمن‪ .‬ففي الستينات وبداية السبعينات من القرن‬
‫الماضي‪ ،‬شهدت توافد يد عاملة مهمة ساهمت في إعادة بنائها وذلك بالعمل في أوراش البناء‪ ،‬وفي إنعاش اقتصادها من خالل‬
‫االشتغال في معامل التلفيف والتصبير كيد عاملة موسمية‪ .‬هذان التياران واكبتهما تحوالت إدارية استدعت بدورها قدوم موظفين‬
‫للعمل بقطاعات مختلفة (اإلدارة‪ ،‬والصناعة الغذائية‪ ،‬والسياحة‪ ،‬والتجارة) (‪ .)Charef, 1997‬إلى جانب ذلك‪ ،‬شهدت أيضا توسعا‬
‫لمجالها العمراني نتيجة التحويالت المالية للمهاجرين المغاربة المقيمين بالخارج (‪.)Ben Attou, 0222‬‬

‫‪60‬‬
‫‪60‬‬
‫قيد‪ ،‬بل تمتعت الزوجات بكامل الحرية أثناء اإلدالء بها‪ .‬لقد شملت االستجوابات‪ ،‬التي تمت‬
‫ببيوتهن‪ ،‬عينة تضم ‪ 42‬امرأة اعتمد في تشكيلها أسلوب »كرة الثلج«‪ .‬كما تم االستدالل ببعض‬
‫اإلستشهادات‪ ،‬خاصة تلك التي اعتبرت األكثر تعبيرا والمحملة بتوضيحات مهمة حول األسئلة‬
‫المطروحة‪ .‬أما المدة الزمنية لتعبئتها فتراوحت بين ساعتين وثالث ساعات‪ .‬وموازاة لهذه‬
‫التقنية‪ ،‬مكن االتصال والحوار المباشر معهن من إدراك الخاصية المهمة للمالحظة بالمشاركة‪.‬‬
‫خريطة رقم ‪ :1‬مــــــــــيـــــدان الدراســــــــــــة‬

‫‪ .2 .0 .5‬المالحظة بالمشاركة‪ :‬أداة مكملة وضرورية في البحث‬


‫من أجل التدقيق بخصوص التساؤالت التي تتعلق بالنشاط التجاري الذي يمارسنه‪ ،‬تم‬
‫اللجوء إلى تقنية المالحظة بالمشاركة »‪ «Observation par participation‬وذلك للوقوف عن‬
‫قرب‪ ،‬على هذا الجزء من حياتهن الشخصية‪ .‬هذه الوسيلة ليست مجرد أداة إضافية في البحث‪،‬‬
‫بل عنصر ضروري وأساسي لتحقيقه‪ ،‬فهي تساعد الباحث على تفحص مجال دراسته واندماجه‬
‫فيه‪ .‬حسب بلفقيه (‪ ،)0220‬الصفحة ‪ ،202‬يرى بدوي بأن هذه التقنية »‪ ...‬في مناهج البحث‬
‫يقصد بها جمع أكبر قدر من البيانات الالزمة للدراسة‪ .‬ويتضمن هذا النوع من المالحظة‬
‫اشتراك الباحث في حياة الناس الذين يقوم بمالحظتهم‪ ،‬ومساهمته في أوجه النشاط التي يقومون‬

‫‪61‬‬
‫‪61‬‬
‫بها لفترة مؤقتة‪ ،‬وهي فترة المالحظة‪ ،‬ويستلزم هذا النوع من المالحظة أن يصبح الباحث‬
‫عضوا في الجماعة التي يقوم بدراستها‪ ،‬وأن يساير الجماعة و يتجاوب معها«‪.‬‬
‫لقد مكنت هذه األداة من إدراك العديد من الحقائق والوقائع في حياة هذه النساء‪ ،‬ومن‬
‫الوقوف على أن اختالف أوضاعهن االجتماعية واالقتصادية لم يمنع وجود قواسم مشتركة‬
‫بينهن‪ ،‬كزوجات للمهاجرين وكمقيمات بالبلد األصل‪.‬‬
‫‪ .4 .0 .5‬البحث وصعوباته الخاصة‬
‫المنهجية المعتمدة خالل هذا العمل تمت على النحو التالي‪:‬‬
‫تم تكوين عينة الدراسة عبر االتصال بمجموعة صغيرة من النساء‪ .‬هذه األخيرة لم تتردد‬
‫في الترحيب بهذا العمل وتيسير لقاءات جديدة بغيرهن‪ .‬أثناء طرح األسئلة‪ ،‬وللتقدم في الحوار‬
‫معهن‪ ،‬تم الحرص على صياغتها بأسلوب واضح لتجنب أي لبس أو غموض‪ .‬االتصاالت‬
‫بهن‪ ،‬لما يزيد عن السنة‪ ،‬ساهمت في خلق نوع من الثقة المتبادلة‪ .‬المحادثات معهن كانت تدوم‬
‫في بعض األحيان لساعات طوال‪ ،‬انعكست من خاللها رغبتهن الشديدة في التعبير عن مشاكلهن‬
‫وهمومهن في ظل غياب الزوج‪ ،‬وإن كانت بعضهن يعملن‪ ،‬بين الفينة واألخرى‪ ،‬على إظهار‬
‫رضاهن فيما يتعلق بظروف عيشهن‪ .‬للتعرف أكثر عليهن وعلى أزواجهن سيتم التطرق في‬
‫النقطة الموالية لبعض المعطيات األولية المتعلقة بكليهما‪.‬‬

‫‪ .2‬معطيات أولية بخصوص النساء وأزواجهن‬

‫من بين الخصائص السوسيو‪-‬ديموغرافية واالقتصادية والجغرافية التي تم التركيز عليها‬


‫هناك‪ :‬المستوى الدراسي والسن واألصل الجغرافي بالنسبة للزوجات وتاريخ الهجرة وبلد‬
‫المهجر والنشاط االقتصادي الممارس قبل وخالل الهجرة بالنسبة لألزواج‪.‬‬
‫‪ .5 .0‬تفشي األمية وهيمنة فئة البالغات كبيرات السن‬
‫أكثر من نصف النساء يعانين من األمية‪ .‬تواجدهن بالمجال القروي لم يمنحهن فرصة‬
‫التعلم بسبب العديد من المشاكل والعراقيل (الثقافية والسوسيو‪-‬اقتصادية واإليكولوجية)‪ ،‬التي‬
‫الزال يعاني منها هذا الوسط‪ ،‬رغم المجهودات المبذولة من طرف المسؤولين في هذا االتجاه‪.‬‬
‫أما نسبة اللواتي تمكن من إتمام دراستهن االبتدائية (‪ ،)%02‬فسيكون من الخطأ اعتبارها فاقدة‬
‫لكل أهمية‪ .‬في حين نسبة الالئي استطعن‪ ،‬رغم ضعف تمثيليتها‪ ،‬اقتحام األقسام اإلعدادية‬
‫(‪ ،)%52‬فقد تمكن من إحداث ثغرة عميقة وجذرية في النسق التقليدي لمحيطهن االجتماعي‪.‬‬
‫أما بنيتهن العمرية‪ ،‬فأغلبهن يندرجن ضمن فئة البالغات كبيرات السن ما بين ‪14-41‬‬
‫سنة و‪ 04-11‬سنة ب ‪ %00‬على التوالي‪ .‬أزواج هاتان الفئتان متقاعدون حاليا‪ .‬تاريخ هجرتهم‬
‫‪62‬‬
‫‪62‬‬
‫يعود إلى الستينات والسبعينات من القرن الماضي‪ .‬أما الالئي تتراوح أعمارهن ما بين‪ 21‬و‪44‬‬
‫سنة فيمثلن النسبة األضعف (‪ )%02‬مقابل (‪ )%04‬للفئة األصغر سنا ‪ 24-01‬سنة‪.‬‬
‫‪ .0 .0‬جميع النساء ينحدرن من المجال القروي لجهة سوس ماسة‬
‫قراءة خريطة األصول الجغرافية للزوجات (الخريطة رقم ‪ ،)0‬تبرز انتماءهن جميعا‬
‫للعالم القروي التابع لجهة سوس ماسة وباألساس إلقليم اشتوكة أيت باها (‪ )%00‬وإقليم‬
‫تارودانت (‪ )%01‬وإقليم تزنيت (‪.)%52‬‬
‫لإلشارة‪ ،‬جميع النساء تربطهن بأزواجهن عالقة قرابة مبنية إما على الدم أو على‬
‫االنتماء لنفس القرية أو المنطقة‪ .‬إقدام األزواج على اختيار زوجاتهم من محيطهم العائلي أو‬
‫من المناطق التي ينحدرون منها ما هو إال دليل على رغبتهم في الحفاظ على عالقاتهم بموطنهم‬
‫األصلي وروابطهم األسرية‪.‬‬
‫‪ .2 .0‬الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي‪ :‬مرحلة متميزة في تاريخ هجرة‬
‫األزواج نحو الخارج‬
‫تعتبر فترة الستينات وبداية السبعينات مرحلة خاصة في تاريخ الهجرة المغربية نحو‬
‫الخارج‪ ،‬إذ أن نسبة مهمة من اليد العاملة المغربية غادرت مواطنها األصلية للعمل بأوربا‪.‬‬
‫‪ %02‬من مجموع ‪ 246 449‬مهاجر مغربي اتجهوا صوب فرنسا كيد عاملة دائمة ما بين ‪-5202‬‬
‫‪ .)Errachid, 1993( 5222‬هذه األرقام تؤكد نتائج العمل الميداني ألن معظم األزواج قصدوا‬
‫أوربا خالل هذه الفترة‪ %21(2‬ما بين ‪ 5202‬و‪.)5202‬‬
‫خالل السبعينات من نفس القرن‪ ،‬عرفت الهجرة المغربية تغيرات هامة وبالخصوص‬
‫نحو فرنسا‪ ،‬إذ ابتداء من ‪ 5222‬تراجع عدد اليد العاملة المهاجرة نتيجة األزمة االقتصادية‬
‫التي شهدتها أوربا‪ ،‬والتي صاحبتها تنامي البطالة وبالتالي إرجاء جزء منها سنة ‪ .5224‬تعليق‬
‫الهجرة خالل هذه المرحلة لم يمنع استمراريتها إلى يومنا هذا‪ %02 :‬من األزواج هاجروا‬
‫على التوالي خالل السبعينات والثمانينات و‪ %51‬في التسعينات من نفس القرن و‪ %52‬في‬
‫بداية األلفية الثانية‪.‬‬
‫‪ .4 .0‬فرنسا أهم قطب لهجرة األزواج‬
‫تتصدر فرنسا قائمة الدول المستقطبة لألزواج (‪ .)%41‬يمكن تفسير هذه المكانة‬
‫بالعالقات التاريخية التي تربط البلدين‪ .‬تأتي بلجيكا وهوالندا في المرتبة الثانية بنفس النسبة‬
‫(‪ .) %15‬تواجدهم بهذه األقطار مرتبط‪ ،‬في جزء كبير من تاريخه‪ ،‬بمجموعة من االتفاقيات‬

‫‪2‬خالل هذه الفترة‪ ،‬وخاصة ما بين ‪ ، 5222-5202‬عقدت مجموعة من الدول األوربية‪ ،‬التي كانت في حاجة ماسة لليد العاملة‬
‫المغربية‪ ،‬عدة اتفاقيات مع المغرب حول الهجرة‪ ،‬منها تلك التي همت فرنسا والمغرب سنة ‪ ،5202‬وألمانيا وبلجيكا سنة ‪5204‬‬
‫وهوالندا سنة ‪.)Refass, 1981( 5202‬‬

‫‪63‬‬
‫‪63‬‬
‫التي عقدتها هذه البلدان مع المغرب‪ ،‬مثل اتفاقية سنة ‪ 5202‬مع هوالندا واتفاقية ‪ 5204‬مع‬
‫بلجيكا‪ .‬هذا التوجه نحو البلدان الثالثة السالفة الذكر لم يمنع هجرة مغاربة الجنوب‪ ،‬في العقود‬
‫األخيرة‪ ،‬نحو دول جديدة كإيطاليا (‪ )%15‬وإسبانيا (‪.)%52‬‬
‫خريطة رقم ‪ :2‬كل الزوجات ذوات أصـــــول قرويــــــــة‬

‫‪ .1 .0‬المهن الممارسة من طرف األزواج قبل وخالل الهجرة‬


‫يعتبر العامل االقتصادي السبب الرئيسي لهجرة األزواج‪ .‬مغادرتهم لبلدهم األصل كانت‬
‫للبحث عن فرص للعمل‪ .‬لقد شكلت الهجرة وال تزال تشكل بالنسبة لهم‪ ،‬حسب الزوجات‪،‬‬
‫أساس تحسين مستواهم المعيشي‪ .‬أزيد من نصفهم هاجروا نحو الخارج مباشرة من البادية‪،‬‬
‫حيث كانوا يشتغلون في الفالحة‪ .‬أما النسبة المتبقية فغادرت من مجاالت حضرية مختلفة مثل‬
‫الدار البيضاء‪ ،‬ومراكش‪ ،‬وطنجة‪ ،‬ومكناس‪ ،‬وفاس‪ ،‬وخريبكة‪ ،‬ووجدة والقنيطرة‪ ،‬حيث زاولوا‬
‫مهنا أخرى (‪ )%44‬كمساعدي التجار واآلخرين كعمال بمعامل متخصصة إما في صناعة‬
‫األحذية (‪ )%28‬أو األثواب (‪ )%17‬أو مواد التنظيف (‪.)%11‬‬
‫خالل تواجدهم بأرض المهجر‪ ،‬مارس جزء كبير منهم عدة مهن‪ ،‬بالخصوص أولئك‬
‫الذين غادروا خالل الستينات والسبعينات من القرن الماضي‪ .‬منهم من عمل في المناجم‬
‫والفالحة مرورا بالشركات‪ ،‬فالموانئ قبل أن يستقروا في مهنة محددة‪ .‬هذه المجموعة تمثل‬
‫‪ %11‬من األزواج‪ ،‬وأصبحت اليوم متقاعدة وتعيش بين المغرب البلد األصل الذي تربطها به‬
‫روابط متينة جدا وبلد االستقبال الذي أفنت فيه زهرة عمرها‪ .‬أما النسبة المتبقية فتشتغل في‬

‫‪64‬‬
‫‪64‬‬
‫التجارة أو بالشركات‪ .‬استقرار هؤالء األزواج لوحدهم ببالد المهجر أدى إلى تخصيص النقطة‬
‫الموالية للظروف والحيثيات التي دفعت زوجاتهن إلى عدم االلتحاق بهم ولمعاناتهن ومواقفهن‬
‫اتجاه تجربة هجرتهم‪.‬‬

‫‪ 3‬واقع الزوجات‪ :‬بين المكوث بالبلد األصل وبعد األزواج ضمن تجربة الهجرة‬

‫إذا كانت الهجرة اليوم قد منحت كل الزوجات إمكانية تحسين مستوى معيشتهن وتولي‬
‫مسؤولية أسرهن لوحدهن‪ ،‬خصوصا بعد استقرارهن بالمجال الحضري ألكادير‪ ،‬فإنها‬
‫بالمقابل‪ ،‬سلبتهن جزءا كبيرا من حياتهن الزوجية وذلك بعيشهن مدة طويلة بعيدات عن‬
‫أزواجهن‪ .‬هذه الخاصية تقود إلى طرح السؤال التالي‪ :‬هل بقائهن بالبلد األصل أمر إجباري أم‬
‫اختياري؟‬
‫‪ .5 .2‬المكوث بالبلد األصل‪ :‬اختياري أم إجباري؟‬
‫اإلجابات عن هذا السؤال كانت واضحة جدا ومعبرة‪ ،‬إذ ميزت بين مواقف األزواج‬
‫والنساء أنفسهن‪ .‬عدم التحاق أغلبهن بأزواجهن ال يعود لهن شخصيا‪ ،‬وإنما هو أمر أجبرن‬
‫عليه من طرف األزواج‪ .3‬يتعلق األمر هنا أساسا بالفئة األولى للمهاجرين الذين وجدوا له‬
‫تبريرا في عزمهم على حمايتهن من التأثيرات الغربية المخالفة لعاداتهم وتقاليدهم‪ .‬فهم يرون‬
‫بأن حياتهن ومستقبلهن مرتبطان ببلدهن األصل وليس ببلد المهجر‪ .‬بعضهن أكدن أن هذا‬
‫الرفض اإلجباري قطعي بل وكذلك شرط أساسي إلتمام عقد قرانهن بهم‪ ،‬في الوقت الذي‬
‫فسرت فيه أخريات تصرفهم برغبتهم في رعاية أفراد أسرهم (الوالدين) الذين كن يقمن معهم‪.‬‬
‫هؤالء األخيرين كانوا يعتبرنهن كضمان لعودة أبنائهم ولتحقيق مشروعهم االقتصادي الذي في‬
‫الحقيقة ما هو إال مشروع عائلي أكثر مما هو شخصي‪ .‬لهذا لم يتوانوا في تزكية هذا الرفض‬
‫وذلك خشية ابتعادهم عنهم وبالتالي تدهور عالقتهم بهم وانقطاعها عنهم‪.‬‬
‫مقابل هذا الرفض الدائم‪ ،‬مجموعة ثانية من النساء (‪ )%02‬عبرت عن تصرف آخر‬
‫ألزواجها والممثل في الرفض اإلجباري المؤقت العتبارات مادية وإدارية‪ .‬هذه الفئة مكونة‬
‫من زوجات صغيرات في السن وتاريخ هجرة أزواجهن أحدث‪ .‬لقد أبدين‪ ،‬رغم هذه‬
‫الصعوبات‪ ،‬رغبة قوية في االلتحاق بهم لدرجة دخولهن في مشاكل معهم كادت أن تتسبب‬
‫في تفكك أسرهن‪ .‬حدوث ظاهرة الطالق في صفوف عائالت المهاجرين ليست أمرا نادرا بل‬
‫وارد كما أكد ذلك ‪ )1995( Aït Hamza‬بالمجتمعات الواحية و‪ )1995( Heuvels‬بمدينة بركان‪.‬‬
‫التغيرات التي شهدها المجتمع في شتى الميادين‪ ،‬بما في ذلك تلك التي همت وضعية المرأة‪،‬‬

‫‪3‬هذا النوع من المواقف ليس حكرا على أزواج هذه النساء بل تم لمسه أيضا لدى بعض مهاجري منطقتي بني مسكين والرحامنة‬
‫(‪.)Bourqia et al., 2007‬‬

‫‪65‬‬
‫‪65‬‬
‫باإلضافة إلى تزايد الهجرة النسوية في العقود األخير‪ ،‬كلها عوامل جعلتهن يطمحن إلى‬
‫تحقيق هدفهن »االلتحاق بالزوج‪.«4‬‬
‫على عكس الفئتين السابقتين‪ ،‬فئة ثالثة‪ ،‬وإن كانت نسبتها ضعيفة (‪ ،)%52‬لم تترد‬
‫بالبوح بأن مكوثها بالبلد األصل ليس له عالقة بموقف الزوج بل هو أمر اختارته لوحدها‪ .‬عدم‬
‫خوضها لهذه المغامرة‪ ،‬جاء نتيجة التجارب التي عاشتها نساء أخريات ولم يستطعن تحملها‪،‬‬
‫لما ترتب عنها من مشاكل صحية عانيين منها‪ ،‬مما جعلهن يقررن في النهاية العودة لبلدهن‪.‬‬
‫الهجرة بالنسبة لهذه الفئة تعني إذا تغيرات جذرية في إيقاع الحياة واالبتعاد عن المحيط األسري‬
‫واالجتماعي‪ ،‬كما توحي بالغربة والعزلة‪ .‬هذه الفكرة ال تزال تراودها‪ ،‬حتى الوقت الحالي‪،‬‬
‫رغم تنامي ظاهرة الهجرة النسوية التي أصبحت تتحدث عنها مختلف وسائل اإلعالم‪ ،‬سواء‬
‫ببلد المهجر أو ببلد األصل‪ .‬هذه المجموعة تضم النساء األكبر سنا (‪ 02 +‬سنة)‪.‬‬
‫اللقاءات األولى بهذه الزوجات لم تبرز أي احتجاج أو شكوى عن وضعهن بل أظهرت‬
‫امتنانهن اتجاه أزواجهن‪ ،‬ألنهم ال يتأخرون في تلبية جميع متطلبات أسرهم الضرورية منها‬
‫وغير الضرورية‪ .‬إال أن هذا الموقف سرعان ما كشف معاناتهن من بعد أزواجهن‪.‬‬
‫‪. 2.3‬بعد األزواج‪ :‬أولى معاناة الزوجات‬
‫تناول هذا الجانب »المؤلم« من حياتهن‪ ،‬على حد تعبيرهن جميعا‪ ،‬أدى‪ ،‬رغم ذلك‪ ،‬إلى‬
‫الوقوف على اختالف طرق تعاملهن معه ‪.‬نسبة ضعيفة من النساء (‪ )%22‬تتحمل بصعوبة‬
‫وفي صمت هذا البعد لعدم قدرتها على البوح عن معاناتها حتى ألقرب الناس إليها »الوالدين«‪.‬‬
‫موقفها ال يعبر عن االستسالم ولكن عن ترددها في إظهار مشاعرها خوفا من انتقادات محيطها‪.‬‬
‫تتألف هذه الفئة من نساء صغيرات السن‪ .‬أما النسبة المتبقية واألهم فقد أكدت ضرورة إثارة‬
‫كل ما تشعر به حيال وضعها ألن ذلك يمكن أن تكون له انعكاسات على الصحة‪ ،‬كما أكد ذلك‬
‫‪ )2007( Nadif‬بالنسبة للمغربيات‪ ،‬و‪ )1997( Horchani Zamiti‬بالنسبة للتونسيات و ‪Brahimi et‬‬
‫‪ ) 1985( al.‬بالنسبة للنساء المنحدرات من مجموعة من الدول المتوسطية (إيطاليا واليونان‬
‫والبرتغال وتركيا)‪.‬‬
‫هذا في الوقت الذي تقوم فيه أخريات وخاصة المتقدمات في السن‪ ،‬وبدون تردد‪ ،‬بدعم‬
‫أجوبتهن بتجربتهن الشخصية باعتبارهن‪ ،‬خالل فترة معينة من حياتهن‪ ،‬مررن بنفس الظروف‬

‫‪ 4‬فيما يخص رغبتهن في االنضمام إلى أزواجهن ببالد المهجر‪ ،‬لمس أن فئة قليلة منهن فقط‪ ،‬وخصوصا األصغر سنا هي التي‪ ،‬كما‬
‫سبق اإلشارة إلى ذلك‪ ،‬أبدت اهتماما أكبر حيال هذه الفكرة‪ .‬أما األغلبية فكشفت‪ ،‬في آن واحد‪ ،‬عن نوع من االستعداد والتردد نتيجة‬
‫العتبارات أسرية »األبناء« واقتصادية (مشاريعهن التجارية) أو هما معا‪ .‬عدم وضوح ردود أفعالها لم يمنعها من جعل فرضية‬
‫التحاقها بأزواجها ممكنة شريطة عدم منحها صفة الدوام (بضع شهور أو سنوات قليلة)‪ .‬فهذه النساء ال يردن ترك كل ما حققنه‬
‫ببلدهن األصل للبدء من جديد في بالد الغربة‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫‪66‬‬
‫قبل أن يستسلمن »للقدر« أو »المكتوب«‪ .‬هذا السلوك مكنهن من تحمل وضعهن والتعايش معه‪.‬‬
‫هجرة أزواجهن‪ ،‬الذين هم اآلن في وضعية التقاعد‪ ،‬كانت تعتبر مشروعا مؤقتا هدفه ادخار‬
‫قسط من المال والعودة بصفة نهائية لموطنهم‪ .‬أي أن معاناتهن جراء هذا البعد لن تدوم طويال‪،‬‬
‫إال أنه مع مرور الوقت تغير طابع هجرة أزواجهن وتغيرت معه انتظارا تهن خصوصا بعد‬
‫عزوفهم عن العودة واختيارهم التنقل بين هنا وهناك‪ ،‬األمر الذي لم يعدل من وضعهم فقط بل‬
‫ومن وضعهن أيضا‪ .‬لقد أصبح أزواجهن نتيجة هذه الممارسة المجالية رجاال مغتربين عن‬
‫أهلهم ببالد المهجر وأرباب أسر بالبالد األصل (‪ )Charef et Wahbi, 2006‬في الوقت الذي‬
‫صرن فيه أكثر دينامية وحيوية نتيجة المسؤوليات والمهام التي ألقيت على عاتقهن وإن باتت‬
‫بعضهن وحيدات ومتقدمات في السن (أكثر من ‪ 02‬سنة)‪.‬‬
‫المعاناة التي تتقاسمها جميع النساء سرعان ما تزول‪ ،‬ولو لفترة قصيرة‪ ،‬بمجرد اتصال‬
‫أزواجهن بهن هاتفيا‪ ،‬مما يخفف عنهن مسؤولياتهن ويبدد‪ ،‬ولو لفترة قصيرة‪ ،‬المسافة بينهم‪.‬‬
‫فكلهن يؤكدن على أن هذه االتصاالت تتخذ طابع الدوام واالنتظام‪ ،5‬مقارنة بما كان عليه‬
‫الوضع سابقا‪ ،‬عندما كانت شبكة العالقات االجتماعية‪ ،‬المبنية على أساس القرابة أو االنتماء‪،‬‬
‫الوسيلة الوحيدة للتواصل معهم‪ .‬كما أن هذه المكالمات ال تتم في اتجاه واحد‪ ،‬إذ يتخذن‪ ،‬في‬
‫مناسبات معينة‪ 6‬أو بدونها‪ ،‬المبادرة لالتصال بهم‪ .‬كشفهن عن هذا الجانب من حياتهن لم‬
‫يمنعهن أيضا من إثارة موقفهن من تجربة هجرة أزواجهن‪.‬‬
‫‪ .3.2‬هجرة الزوج أية تجربة؟‬
‫اإلجابات ميز فيها بين نوعين من المواقف‪ .‬هذا التضاد تم رصده من خالل جرد النساء‬
‫لما تم تحقيقه من إنجازات من طرف األزواج‪ .‬المجموعة األولى (‪ )%52‬لم تجد في غياب‬
‫أزواجها أية منفعة ألنها لم تحقق أهدافها بعد ويتعلق األمر هنا‪ ،‬بنساء هجرة أزواجهن أحدث‪،‬‬
‫وأغلب أطفالهن ال يزالوا صغارا في السن‪ .‬في حين المجموعة الثانية واألهم أبدت عكس ذلك‪،‬‬
‫إذ لم تتردد في البوح بما أنجزه أزواجها سواء في حق أسرهم الكبيرة أو الصغيرة‪ ،‬انطالقا من‬
‫ترميمهم لبيت عائلتهم القديم أو ببنائهم آلخر جديد‪ ،7‬إلى إنشائهم لسكنهم الحالي بمدينة أكادير‬
‫وصوال إلى تحقيقهم لمشاريعهم االقتصادية التي همت القطاع الثالث وباألساس المجال‬
‫التجاري‪.8‬‬

‫‪ 5‬نهاية كل أسبوع أو كل ‪ 51‬يوم‪.‬‬


‫‪ 6‬اتصال الزوجات يكون في أغلب األحيان مرتبط بدوافع خاصة مثل مرض أحد أفراد العائلة‪ ،‬وفاة‪ ،‬والدة‪ ،‬ومشاكل مادية‪ ،‬إلى‬
‫غير ذل ك‪ .‬حضور وتواجد الزوج في هذه الظروف يعتبرنه أمر ضروري وإن كان‪ ،‬في بعض الحاالت‪ ،‬من الصعب تحقيق ذلك‪.‬‬
‫‪ 7‬هذه المبادرة تعد دليال على الروابط القوية التي تجمعهم به‪ .‬كما تشكل أحد القواسم المشتركة بينهم وبين العديد من المهاجرين‬
‫المنحدرين من مناطق مختلفة مثل الحوز الشرقي »سهل تاساوت« (مباركي‪ )0252 ،‬والريف (‪.)Lazaar, 1993‬‬
‫‪ 8‬االستثمارات همت التجارة (بيع مواد البناء والمواد الغذائية والتجهيزات المنزلية) والخدمات (المطاعم والمقاهي والنقل)‪ .‬أما‬
‫مجال توزيعها فيشمل كل من مدينة أكادير ونواحيها‪ .‬محالت بيع مواد البناء تتواجد بكل من أسكا وآزرو ولقليعة وأيت ملول‬

‫‪67‬‬
‫‪67‬‬
‫المكتسبات التي حققت لم تمنع بعض الزوجات (‪ )%52‬من إظهار نوع من التأسف‬
‫حيال تجربة أزواجهن وذلك ألنهن كن يأملن أن يصطحبوا أحد أبنائهم معهم‪ ،‬إما للدراسة أو‬
‫للعمل بأرض المهجر‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة لألزواج المتقاعدين الذين لم يكتفوا بجلب أحد‬
‫أبنائهم لإلشراف على مشاريعهم ببالد المهجر بل وبتكليف آخرين بتلك المتواجدة ببالد األصل‪،‬‬
‫األمر الذي ساعدهم على التنقل بسهولة بين الضفتين لالطالع عليها وتموينها‪ .‬هذه الممارسة‬
‫ذات الطابع العائلي ليست بجديدة عند مهاجري سوس‪ ،‬إذ سبق وأن أكدتها (‪)Aït Ouaziz, 1994‬‬
‫في إحدى مقاالتها التي تصب في هذا االتجاه‪.‬‬
‫في خضم هذه التجربة‪ ،‬وباإلضافة إلى جانبها المادي‪ ،‬أعارت بعضهن اهتماما واضحا‬
‫لجوانب أخرى ال تقل أهمية عن األولى منها حكم اآلخرين على تجربتهن ومعاملة محيطهن‬
‫لهن‪ ،‬كما أشارت إلى ذلك هذه المرأة‪:‬‬
‫» نتقدم في السن كالنا‪ ،‬إال أننا جد مسرورين مما حققناه‪ .‬لقد تمكنا من بناء منزل كبير‬
‫لنا‪ ،‬باإلضافة للمشاريع التجارية التي يشرف عليها أبناءنا هنا بأكادير وبالخارج‪ .‬لقد كافحنا‬
‫منذ سنين طويلة‪ .‬زوجي في الغربة وأنا هنا مع األوالد‪ .‬لقد حرمنا من العديد من األشياء في‬
‫سبيل الوصول إلى ما نحن عليه اليوم‪ .‬مرورنا معا بكل هذه الظروف زاد من قوة الروابط‬
‫التي تجمعنا‪ .‬كما أن كل محيطنا زاد من احترامه وتقديره لنا ألنه على علم بكل المعاناة التي‬
‫مررنا بها من أجل تحقيق كل مكتسباتنا« (ف‪ 04 ،‬سنة)‪.‬‬
‫بقائهن بالبلد األصل واختالف ردود أفعالهن‪ ،‬لم يمنعهن من البوح بالتضحيات التي‬
‫قدمنها واألدوار التي لعبنها منذ بداية حياتهن الزوجية‪ ،‬كل واحدة حسب طريقتها وظروفها‪،‬‬
‫في سبيل إنجاح تجربة أزواجهن‪ .‬معظمهن أكدن مزاولتهن من قبل ألنشطة فالحية كالغرس‬
‫والجني بمعية عائلة أزواجهن لتخفيف العبء عنهم‪.9‬هذا الدعم والمساندة لألزواج‪ ،‬أبدته نساء‬
‫أخريات عبر العالم (‪ .)Brahimi et al., 1985‬وفي هذا االتجاه إحداهن تقول‪:‬‬

‫وإنزكان‪ .‬في حين المواد الغذائية تتواجد بحي السالم والمسيرة والقدس والهدى‪ .‬أما متاجر بيع التجهيزات المنزلية فحاضرة باألحياء‬
‫التالية‪ :‬الداخلة وتالبرجت ومدينة إنزكان‪ .‬وبخصوص المطاعم والمقاهي فبكل من تكوين وأورير وإنزكان والمنطقة السياحية‬
‫ألكادير‪ .‬هذه االستثمارات ليست حالة خاصة بهؤالء األزواج بل جد حاضرة بمجموعة من المدن المجاورة كمدينة تزنيت وأوالد‬
‫تايمة (‪.)Belkadi, 1993 et 1997‬‬
‫‪9‬إلى جانب هذه التضحيات‪ ،‬تحملت النساء‪ ،‬في وقت سابق‪ ،‬العديد من االنتقادات والضغوطات الممارسة عليهن من طرف محيطهن‬
‫وخاصة عائلة أزواجهن‪ ،‬شأنهن في ذلك شأن العديد من النساء اللواتي يعشن نفس الوضعية سواء على المستوى الوطني بكل من‬
‫بركان (‪ )Heuvels, 1995‬وحوض دادس (‪ )Aït Hamza, 1995‬وبني مسكين والرحامنة (‪ )Bourqia et al., 2007‬أو على‬
‫المستوى الدولي (‪ .)Brahimi et al., 1985‬فأمهات أزواجهن لم يكن يتوانين في انتقاد تصرفاتهن باستعمالهن لأللفاظ التالية‬
‫»عيب« و»عار« و»حشومة«‪ ،‬إلى جانب مراقبة تنقالتهن وعالقاتهن االجتماعية‪ ،‬بل منهن من كن يذهبن إلى حد اتهامهن لبعضهن‬
‫بالخيانة الزوجية مما يدل على قوة المكانة التي كن يحظين بها أمامهن‪ ،‬كما أشارت إلى ذلك ‪ ،)2007( Bourqia et al‬الشيء‬
‫الذي كان يؤدي في معظم األوقات إلى نشوب خالفات بينهن لتتحول بعدها إلى نزاعات بين الزوجات وأزواجهن‪ ،‬الوضع الذي كاد‬
‫في أغلب األحيان أن يترتب عنه تفكك أسرهن‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫‪68‬‬
‫»قبل أن نستقر هنا بأكادير وخالل فترة إقامتي مع أسرة زوجي‪ ،‬الذي كان مسافرا إلى‬
‫فرنسا‪ ،‬كنت أشتغل في الفالحة لسنين عديدة وذلك بعلم وموافقة كل أفرادها‪ .‬لقد كنت أعمل‬
‫لساعات طوال وال أنام إال لساعات محدودة وذلك لتخفيف العبء عن زوجي‪ .‬لقد كان هذا‬
‫الشغل يخول لي دخال‪ ،‬وإن كان قليال‪ ،‬يساعدني على تغطية جزء من متطلباتي ومتطلبات‬
‫أبنائي في حين كان المال الذي يرسله زوجي تذخره أسرته« (س‪ 02 ،‬سنة)‪.‬‬
‫باإلضافة إلى العمل في الحقل‪ ،‬كانت أخريات يمارسن بعض األنشطة التقليدية مثل نسج‬
‫الزرابي‪ ،‬وصباغة الصوف إلى غير ذلك‪ .‬هذه المنتجات كن يبيعنها بمساعدة الحماة التي كانت‬
‫تتمتع أكثر بحرية التنقل وبسهولة ولوج المجال الخارجي وذلك بحكم سنها ومكانتها داخل‬
‫األسرة‪ .‬األرباح التي يتم جنيها تخصص لتغطية متطلبات الحياة اليومية‪ ،‬حتى توجه تحويالت‬
‫األزواج لبناء مشروع الهجرة‪ .‬استقرار هذه النساء بالمجال الحضري لم يمنعهن من االستمرار‬
‫في دعمهن ألزواجهن الذين بدورهم لم يتوانوا عن مساندتهن في تطوير أنشطتهن الحرفية‬
‫بتحويلها إلى أنشطة خاصة بهن‪.‬‬

‫‪ 4‬التجارة النسوية‪ :‬سلع مجلوبة من أماكن مختلفة وموجهة صوب أخرى متعددة‬

‫للتقرب أكثر من طبيعة هذا النشاط وإبراز مدى أهميته بالنسبة لهن سيتم التطرق إلى‬
‫نوعية السكن الذي يقمن فيه‪ ،‬باعتباره ليس فقط رمزا لتحسن مستواهن االجتماعي بل ووعاء‬
‫الحتواء تجارتهن أيضا‪.‬‬
‫‪ .5.4‬السكن‪ :‬بين الرمزية االجتماعية والوظيفة االقتصادية‬
‫جل الدراسات التي اهتمت بالهجرة المغربية نحو الخارج‪ ،‬انكبت بشكل كبير على‬
‫الذكورية منها وعلى آثارها االقتصادية على البلد األصل‪ .‬من أهم هذه االنعكاسات‪ ،‬تلك التي‬
‫همت المجال العقاري وبالخصوص السكن‪ .10‬هذا األخير‪ ،‬كان وال يزال‪ ،‬من أولى اهتمامات‬
‫المهاجرين‪ ،‬بما في ذلك السوسيين حيث لم يشكلوا استثناء لهذه القاعدة‪ .‬فالسكن يمثل استثمارا‬
‫مضمونا ووسيلة لتأمين مستقبلهم ومستقبل أسرهم في حالة العودة من جهة‪ ،‬ورمزا ومرآة‬
‫لنجاحهم االجتماعي على حد تعبير كل من(‪ )Aït Hamza, 1993‬و(‪ )Nadif, 2007‬من جهة أخرى‪.‬‬
‫كل زوجات المهاجرين يقطن حاليا في سكن ملك‪ ،‬تم بناءه أو شراءه‪ .‬قبل اقتناءه‪ ،‬كلهن‬
‫كن يقمن مع عائلة أزواجهن‪ .‬الفئة التي تمكنت من بناء منازلها تاريخ هجرة أزواجها أقدم من‬
‫الفئة الثانية التي اكتفت بشراء شقة‪ .‬عدم توفر األزواج على اإلمكانيات المادية الالزمة‬

‫‪10‬حسب ‪ )2009( Hamdouch‬و‪ ،)1993( Lazaar‬استثمارات المهاجرين المغاربة في المجال العقاري لم تعد تقتصر على البلد‬
‫األصل فقط بل أصبحت تمس أيضا بلد المهجر مما يدل على تطور مسارها‪ .‬فمهاجري الريف الشرقي حسب ‪et Fadloullah‬‬
‫‪ Berrada‬تجاوزت استثماراتهم مدينة الناظور والمدن المغربية األخرى وسجلت حضورها ببلدان المهجر (‪.)Lazaar, 1993‬‬

‫‪69‬‬
‫‪69‬‬
‫للحصول على منزل مستقل والرغبة في تجنب المشاكل العائلية‪ ،‬التي أكدت ثقلها مجموعة من‬
‫الدراسات‪ ،‬تبقى من بين األسباب التي جعلتهم يقدمون على هذا النوع من السكن ( ‪Pennetti,‬‬
‫‪ )2007‬و(‪ )Bensaïd et Ibourk, 2008‬و(‪ )Aït Hamza, 1995‬و(‪)Bourqia et al., 2007‬‬
‫و(‪.)Hajjarabi, 1988‬‬
‫معظم النساء يقمن بمنازل مكونة في مجملها من طابقين علويين وطابق أرضي‪ .‬مجمل‬
‫الطوابق األرضية تحوي محالت تجارية‪ ،‬بعضها تم كرائه والبعض اآلخر إما أنشأ به األزواج‬
‫مشروعا مع ينا‪ ،‬خولوا مسؤولية تسييره وتدبيره ألحد األبناء‪ ،‬أو احتفظت به الزوجات‬
‫ألنفسهن‪ ،‬لإلنجاز تجارتهن الخاصة‪ ،‬وإن كن جميعهن يفضلن تخصيص إحدى غرف بيوتهن‬
‫لمزاولة نشاطهن‪.‬ما نوع السلع التي يتاجرن فيها؟ ما مصدرها؟ لمن يتم بيعها؟‪.‬‬
‫‪ 2.4‬نشاط تجاري خاص بالنساء وآلية أساسية للتنقالت المجالية للزوجات‬
‫المواد التي تعرضها هذه النساء متنوعة (مالبس‪ ،‬وأثواب‪ ،‬ومواد التجميل‪ ،‬إلى غير‬
‫ذلك)‪ ،‬جزء منها يأتي به األزواج خالل تردداتهم على البلد األصل أو يرسلونها إما مع أشخاص‬
‫يتعاطون لنفس النشاط‪ ،‬ويقطنون بنفس المدينة أو بالمناطق المجاورة‪ ،‬أو مع سائقي الحافالت‬
‫الذين يظلون أهم وسيط بينهم وبين زوجاتهم بسبب ترددهم المنتظم على المدينة‪ .‬اللجوء إلى‬
‫هذه الوسيلة من طرف المهاجرين المغاربة وقف عليها مجموعة من الباحثين ( ‪Belkadi, 1993‬‬
‫‪ )et 1997‬عند تناولهم ألثر الهجرة الدولية وعائداتها على القطاع الثالث بكل من مدينتي تزنيت‬
‫وأوالد تايمة‪.‬‬
‫البضائع المجلوبة من الخارج ليست الوحيدة التي يتاجرن فيها بل هناك أخرى استطعن‬
‫أن يجلبنها من أسواق عديدة بمدينة الدار البيضاء مثل سوق »درب عمر« و»زنقة الشمال«‬
‫وقسارية »الشاوية« و»حي الفرح« وسوق» القريعة«‪ .‬الوصول إليها يتطلب القيام بتنقالت‬
‫متعددة بين المدينتين‪ .‬بعضهن يمنحنها‪ ،‬بين الفينة واألخرى‪ ،‬لوسطاء‪11‬يتكلفون بعملية نقلها‬
‫مقابل ثمن محدد بالكلغ‪ .‬في حين هناك أخريات يعملن على حملها بأنفسهن‪ ،‬وذلك بمساعدة أحد‬
‫أبنائهن‪ .‬إضافة إلى هذه التنقالت المباشرة‪ ،‬التي تعد آلية أساسية لتحريك ديناميتهن المجالية‪،‬‬
‫والتي تتم مرة كل شهر أو شهرين‪ ،‬يتوصلن في بعض الحاالت أيضا من مموليهن ببضاعتهن‬
‫بمجرد االتصال بهم هاتفيا‪.‬‬
‫إلى جانب السلع التي يحتفظن بها في بيوتهن‪ ،‬تقدم جملة منهن على استعمال منازل أحد‬
‫أفراد عائلتهن أو عائلة أزواجهن أو معارفهن‪ ،‬المقيمين بالخارج والمتواجدة إما في نفس الحي‬
‫أو األحياء المجاورة‪ ،‬لخزن هذه البضائع‪ .‬هذا السلوك ليس بجديد على مهاجري مدينة أكادير‪،‬‬

‫‪11‬يتعلق األمر‪ ،‬بسائقي شاحنات يقومون بنقل البضائع خصيصا بين مدينة الدار البيضاء و مدينة أكادير‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫‪70‬‬
‫إذ تمت اإلشارة إليه من طرف بعض الباحثين (‪ ،)Ben Attou,0222‬إال أن المثير لالنتباه فيه‬
‫أنه لم يعد حكرا على العنصر الذكوري بل أصبح يمس أيضا العنصر النسوي‪ .‬كما يعملن على‬
‫تشغيل‪ ،‬إضافة لبناتهن أو قريباتهن اللواتي تشرفن على هذا النشاط خالل غيابهن عن البيت‪،‬‬
‫نساء أخريات يلعبن في نفس الوقت دور الموزعات للطلبيات والمستقطبات لزبونات جديدات‪.‬‬
‫إقدام الزوجات على هذه الممارسة‪ ،‬يهدفن من خاللها إلى تخفيف العبء عن أنفسهن‬
‫ومد يد المساعدة لغيرهن من النساء‪ ،‬خصوصا وأن معظمهن مطلقات أو أرامل‪ ،‬مع أو بدون‬
‫أطفال‪ ،‬بل وإلى تحقيق بعد امتيازي آخر يجعلهن يختلفن عن غيرهن داخل محيطهن‬
‫االجتماعي‪ .‬هذه الخاصية سبق وأن تم لمسها أيضا عند بعض زوجات المهاجرين بما فيهن‬
‫المقيمات بالمجتمعات الواحية‪ ،‬من خالل تشغيلهن للنساء والرجال في األعمال الفالحية‬
‫والمنزلية لديهن (‪.)Aït Hamza, 1995‬‬
‫إضافة إلى الطلبيات التي ينحصر مجال تواجد زبوناتها بنفس المدينة أو ضواحيها‪،‬‬
‫هناك أخرى أكثر خصوصية من حيث طبيعتها‪ 12‬والمجاالت الموجهة إليها‪ .‬هذا النوع من‬
‫الطلبيات يخص بعض المهاجرات المتواجدات بأرض المهجر (فرنسا‪ ،‬وبلجيكا‪ ،‬وهولندا‬
‫وإسبانيا)‪ ،‬واللواتي تربطهن بهن عالقة قرابة أو صداقة ويمارسن بدورهن نفس النشاط‪.13‬‬
‫اتخاذهن هذه المبادرة‪ ،‬التي تعد خطوة مميزة‪ ،‬تؤكد ليس فقط قدراتهن على خوض تجارب‬
‫جديدة‪ ،‬بل وعلى تعريفهن ببعض ما تبدعه أنامل الصناع المغاربة ببلدان المهجر‪ .‬تطور وسائل‬
‫االتصال السمعية والبصرية إلى جانب توفر وسائل النقل ومساندة أفراد األسرة‪ ،‬كلها عناصر‬
‫ساعدتهن على خلق وإنماء هذا النشاط‪ ،‬الذي لم يعد رواجه منحصرا في المغرب‪ ،‬بل أصبح‬
‫أكثر امتدادا عبر العديد من دول العالم‪ .‬هذه المبادرة جعلتهن إذن يبلورن شبكة من العالقات‬
‫التجارية المبنية على التعاون العائلي والعابرة للبلدان وإن لم ترق بعد إلى مستوى تلك التي‬
‫نسجها أزواجهن وأبنائهن الذين استطاعوا أن يؤسسوا مشاريع اقتصادية بين مختلف الدول‬
‫األوربية والبلد األصل (‪ ،)Hnaka, 2004‬و(‪ )Berriane et Hnaka, 2002‬و(‪.)Berriane, 2009‬‬
‫خاتمة‬
‫نتذكر بسهولة هجرة الذكور نحو الخارج‪ ،‬ووجب انتظار السنوات األخيرة للشروع‪،‬‬
‫وبوثيرة بطيئة‪ ،‬في الحديث عن التواجد النسوي الذي واكبها في إطار التجمع العائلي‪ ،‬لتزداد‬
‫هذه الوثيرة مع تفاقم الهجرة النسوية الفردية‪ .‬هذه السمة جعلتهن يطفين على سطح الحقل‬

‫‪ 12‬هذه الطلبيات تهم باألساس المالبس التقليدية لمختلف المناسبات (الزواج والخطوبة والعقيقة واألعياد الدينية‪ ،‬إلى غير ذلك)‪.‬‬
‫‪ 13‬باإلضافة إلى التجارة تشتغل هذه النساء كمنظمات للحفالت ببلد المهجر‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫‪71‬‬
‫العلمي‪ ،‬في حين ظلت الفئة المشكلة لموضوع هذا المقال‪ ،‬تعاني من اإلهمال والنسيان حتى‬
‫الوقت الراهن‪.‬‬
‫الدراسة المنجزة بمدينة أكادير‪ ،‬الواقعة بالوسط الغربي للمغرب والمنتمية لجهة سوس‬
‫ماسة‪ ،‬أبرزت قدم ظاهرة الهجرة بها باعتبارها كانت من المناطق األولى المصدرة لليد العاملة‬
‫السوسية نحو أوربا‪ .‬جزء مهم من األزواج تعود هجرتهم إلى الستينات من القرن الماضي‪،‬‬
‫وإن كان الحضور السوسي بهذه الدول يعود إلى أقدم من ذلك‪ ،‬مع تأكيد سيطرة فرنسا كبلد‬
‫مستقبل لهذه اليد العاملة‪ .‬هذا إلى جانب الدور المهم الذي يلعبه األزواج المهاجرون في تنميتها‬
‫من خالل المشاريع التي ينجزونها بها‪ .‬التباينات السوسيو‪-‬ديموغرافية والجغرافية للزوجات‬
‫لم تخف تواجد قواسم مشتركة بينهن باعتبارهن نساء أوال وزوجات لمهاجرين مقيمات بالبلد‬
‫األصل ثانيا وممارسات للنشاط التجاري ثالثا‪.‬‬
‫شكل بعد األزواج‪ ،‬زمنيا ومجاليا‪ ،‬تغييرا مهما في حياة كل النساء‪ .‬لقد جعلهن أمام واقع‬
‫جديد وجب عليهن عيشه‪ ،‬وإن لم يكن مستعدات له خصوصا وأن بقائهن بالبلد األصل في‬
‫أغلبه كان أمرا مفروضا عليهن‪ .‬وتعتبر المراحل األولى من هجرة األزواج األصعب بالنسبة‬
‫لهن‪ ،‬فكلهن عانين من غيابهم ومن ضغوطات عائالتهم‪ .‬تحملهن لهذه الوضعية‪ ،‬يعكس روح‬
‫التضحية لديهن في سبيل الحفاظ عل تماسك أسرهن وإنجاح مشروع هجرة أزواجهن‪.‬‬
‫استقرارهن بالمجال الحضري‪ ،‬ساهم بدوره في إحداث مجموعة من التحوالت‪ ،‬ليس فقط في‬
‫حياتهن الشخصية بل وفي عالقتهن بمحيطهن‪.‬‬
‫دراسة نشاطهن التجاري أوضحت أن مقر سكناهن لم يعد وعاء فقط للروابط‬
‫االجتماعية‪ ،‬بل أصبح حاضنا لعالقات ذات طابع آخر‪ .‬لقد جعلن منه مركز استقبال وتوزيع‬
‫»‪ «Plaque tournante‬للسلع المجلوبة من مناطق مختلفة‪ ،‬والموجهة صوب أخرى متعددة‪ .‬هذه‬
‫المبادرة ساعدتهن على نسج عالقات مع نساء عديدات‪ ،‬استطعن من خاللها تطويره وتوسيعه‬
‫من جهة وتحسين مستوى عيش أخريات‪ 14‬من جهة أخرى‪ .‬بواسطته تمكن من تغيير معالم‬
‫ديناميتهن المجالية واكتساب قوة ومناعة ضد العوز‪ ،‬فالدخل الذي يدره عليهن غير حياتهن‪،‬‬
‫إذ خلق لديهن الثقة بأنفسهن وولد لديهن مبدأ االعتماد على ذكائهن وإمكانياتهن‪.‬‬
‫إقدام الزوجات على خوض هذه التجربة‪ ،‬التي يتقاسمنها مع مغربيات مقيمات بأرض‬
‫المهجر (‪ ،)El Hariri, 2003‬لخير دليل على رغبتهن في إظهار قدراتهن على المغامرة وإثبات‬

‫‪14‬يتعلق األمر هنا‪ ،‬ب النساء اللواتي يشتغلن مع المستجوبات كمساعدات ويعشن ظروفا اجتماعية صعبة‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫‪72‬‬
‫ لم يعقهن من تحمل مسؤوليات جديدة غير تلك المتعلقة‬،‫ اختالف مواطن استقرارهن‬.15‫ذواتهن‬
‫ لقد كافحن وثابرن‬.‫بدورهن كزوجات وأمهات حبيسات بيوتهن في انتظار عودة أزواجهن‬
‫ حفاظهن على دورهن التقليدي لم‬.‫وتحملن مسؤوليات عديدة لم تكن مستعدات فعليا إلنجازها‬
‫يمنعهن من اتخاذ تدابير جديدة ومسايرة التغيرات التي يعرفها المجتمع بصفة عامة والمرأة‬
‫ وإنما كفاعالت‬،‫ فهن يرفضن أن ينظر إليهن كضحايا تجربة هجرة األزواج‬.‫بصفة خاصة‬
.‫ساهمن وضحين من أجل إنجاحها سواء كمدبرات أو مستثمرات‬
‫البيبليوغرافيا‬
AÏT HAMZA, Mohamed, “Le comportement financier des émigrés”. Cahiers
du Centre d’Études sur les Mouvements Migratoires Maghrébins, n° 2, 1993, pp.
61-74.
AÏT HAMZA, Mohamed, “Les femmes d'émigrés dans les sociétés oasiennes
(Sud du Maroc)”, in : Le Maroc et La Hollande : une approche comparative des
grands intérêts communs, Université Mohammed V, Faculté des Lettres et des
Sciences Humaines, Rabat, 1995, pp. 159-169.
AÏT OUAZIZ, Rkia, “Les Commerçants marocains dans l’agglomération
parisienne”. Cahiers du Centre d’Études sur les mouvements Migratoires
Maghrébins, n°3, 1994, pp. 15-28.
BELKADI, Ahmed, “L’impact de l’émigration internationale sur le secteur
tertiaire dans le milieu urbain du Souss (Sud-Marocain)”, Cahiers du Centre
d’Études sur les Mouvements Migratoires Maghrébins, n°5, 1997, pp. 111-118.
BEN ATTOU, Mohamed, “Ressortissants marocains à l'étranger et
investissement dans l'immobilier à Agadir : une logique spéculative à la
dérive”, Cahiers du Centre d’Études sur les mouvements Migratoires Maghrébins,
n°5, 1997 a, pp. 75-95.
BEN ATTOU, Mohamed, “Les ressortissants marocains à l’étranger et
l’immobilier : dynamisme ou investissement défensif? Le cas d’Agadir”, in : La
ville d’Agadir, reconstruction et politique urbaine, Actes du colloque international
du 28-29 janvier 1994, Université Ibn Zohr, Faculté des Lettres et des Sciences
Humaines, Agadir, 1997 b, pp. 60-79.

‫) والجزائريات‬Horchani Zamiti, 1997( ‫هذا النوع من التجارة ليس حكرا على المغربيات بل يهم أيضا التونسيات‬15
.‫) ببالد المهجر واألصل‬Boulahbel, 1996(

73
73
BEN ATTOU, Mohamed, “Les retraités de la migration internationale,
acteurs économiques ou élites locales? Le cas de Tiznit”, Al Misbahia, Série
Sciences Humaines Saïs-Fès, n°5, 2001, pp. 93-119.
BEN ATTOU, Mohamed, “Émigration internationale et production de la
ville. Agadir, une nouvelle génération d’acteurs économiques absentéistes”, Al
Misbahia, Série Sciences Humaines, Saïs-Fès, n°6, 2003, pp. 87-111.
BEN ATTOU, Mohamed, “Mondialisation et migration internationale.
Agadir, vers de nouveaux investisseurs MRE mobiles”, Espace Géographique et
Société Marocaine, n°9, 2005, pp. 49-63.
BEN ATTOU, Mohamed, “L’émigration transnationale au service de la
mondialisation et du changement. Le cas d’une ville plateforme de croissance
économique : Agadir”, in : FALEH, Ali ; CEBRIAN ABELLAN, Aurelio ;
BOKBOT, Mohamed ; SERRANO MARTINEZ, Joé-Maria (sous la coordination
de.), Émigration marocaine en Espagne. Problèmes actuels et nouveaux défis,
Universidad de Murcia, Espagne, 2012, pp. 233-269.
BENCHERIK, Fatima, Les femmes oubliées de l’émigration : cas d’Ifrane
Anti Atlas-Guelmim, mémoire de master de migrations et développement durable,
Université Ibn Zohr, Agadir, 2015, 89 p.
BENSAÏD, Mohammed ; IBOURK, Aomar, “Impact social des transferts de
fonds des Marocains résidant à l’étranger : une revue de littérature”, Division of
Policy and Practice, UNICEF, New York, 2008, pp. 1-75.
BERRIANE, Mohamed, Les dynamiques de l’émigration marocaine et leurs
effets sur les régions d’origine. Transatlantic dialogues on migration and
development issues Mexico-US and Morocco-EU Experiences Zacatecas, Mexico,
March, 2009, 12 p., consultable sur le site
https://www.migrationinstitute.org/files/completed-projects/berriane.pdf
BERRIANE, Mohamed ; HNAKA, Atmane, “Les entrepreneurs migrants au
Maroc”, in : CESARI, Jocelyne (sous la direction de), La Méditerranée des réseaux.
Marchands, entrepreneurs et migrants entre l’Europe et le Maghreb, Maisonneuve
et Larose, Paris, 2002, pp. 117-172.
BOUCHELKHA, Mohamed, “Contribution à l’étude socio-spatiale de la cité
Dakhla”, in : La ville d’Agadir, reconstruction et politique urbaine, Actes du
colloque international du 28-29 janvier 1994, Université Ibn Zohr, Faculté des
Lettres et des Sciences Humaines, Agadir, 1997, pp. 127-135.
BOULAHBEL, Yeza, “Dames de France et d'Algérie : une stratégie
d'autonomisation à l'ombre des traditions”, Cahiers du Mage, n°3, 1996, pp.105-
114.

74
74
BOURQIA, Rahma ; EL MELAKH, Kamal ; ABDOUREBBI, Mohammed ;
NAFAA, Rachida, “Étude exploratoire sur l'émigration et ses impacts
socioculturels sur la société locale”, in : KHACHANI, Mohamed (sous la direction
de), L'impact de la migration sur la société marocaine, Goethe-Institut, GRZ,
AMERM, Rabat, 2007, pp. 151-225.
BRAHIMI, Denise ; FELLOUS, Michèle ; GAGLIARDI, Anna ; LETIZIA,
Ginevra ; TSILIS, Sotiria ; ULUSAN, Asuman ; WALL, Karin, Femmes au pays :
effets de la migration sur les femmes dans les cultures méditerranéennes,
UNESCO, Paris, 1985, 188 p.
CHAREF, Mohamed, “Agadir, une ville orpheline de son passé : mesurer le
présent, stimuler le futur”, in : La ville d’Agadir, reconstruction et politique urbaine,
Actes du colloque international du 28-29 janvier 1994, Université Ibn Zohr, Faculté
des Lettres et des Sciences Humaines, Agadir, 1997, pp. 167-202.
CHAREF, Mohamed, Les Migrations au Féminin, Agadir : Éd. Sud Contact,
2002, 208 p.
CHAREF, Mohamed ; WAHBI, M’hamed, “La mobilité des migrants
retraités marocains, ou les paradoxes des vieux célibataires ‘malgré-eux’”, in :
HAMDOUCH, Bachir (sous la coordination de), Marocains Résidant à l'Étranger
: le troisième âge : Actes du colloque international du 10 et 11 Juin 2005, Fondation
Hassan II; Rabat, OCMRE, 2006, pp. 229-247.
DAÏDE, Hassan, “La migration internationale de travail dans la province de
Taounate : caractères spatiaux et effets urbains”, Al Misbahia, Série Sciences
Humaines, Saïs-Fès, n°6, 2003, pp. 113-126.
EL HARIRI, Saadia, Des femmes marocaines en migration : essai
géographique. Espace vécu et circulation des immigrées marocaines. Le cas de
Gennevilliers et Poitiers, Thèse de doctorat en Géographie, Université Poitiers,
2003, 352 p.
EL HARIRI, Saadia, Pratiques, comportements socio-culturels et
économiques des émigrés acquis à l'étranger : cas de la commune de Sidi Belyout,
Maroc, Mémoire de DEA, Université Poitiers, 1994, 102 p.
EL HARIRI, Saadia, “Les relations mères-filles en migration : le cas des
Marocaines installées à Gennevilliers”, Cahiers de Sociologie Économique et
Culturelle, n°37-38, 2002, pp. 53-80.
ERRACHID, Khadija, L'émigration internationale de travail et ses
implications spatiales dans la Wilaya du Grand Casablanca : étude de cas : étude
géographique et cartographique, Thèse de doctorat en Géographie, Université
Poitiers, 1993, 520 p.

75
75
HNAKA, Atmane, “Réseaux transnationaux entre l’Europe et le Maghreb :
les entrepreneurs migrants Soussis dans le grand Agadir”, in : BENHALIMA,
Hassan ; BEN ATTOU, Mohamed (sous la coordination de), Le grand Agadir,
mémoire et défis du futur, Université Ibn Zohr, Faculté des Lettres et des sciences
Humaines, Agadir, 2004, pp. 57-85.
HAJJARABI, Fatima, “Femmes et Émigration : cas de la Région d'Al
Hoceima”, in : Le Maroc et La Hollande : Étude sur l’histoire, la migration, la
linguistique et la sémiologie de la culture : Actes de la Première Rencontre
Universitaire, Université Mohammed V, Faculté des Lettres et des Sciences
Humaines, Rabat, 1988, pp. 177-187.
HAMDOUCH, Bachir, “L’utilisation des remises d’épargne des MRE”, in :
HAMDOUCH, Bachir ; EL FTOUH, Abdesselam (sous la direction de), Remise
d’Épargne des Migrants, Expériences et Perspectives, Fondation Hassan II pour les
Marocains Résidant à l’Étranger, Rabat, 2009, pp. 39-48.
HEUVELS, Manon, “Les effets de la migration au niveau de la femme et du
ménage. Une approche comparative de l’isolement dans la situation marocaine et
néerlandaise”, in : Le Maroc et la Hollande : une approche comparative des grands
intérêts communs, Université Mohammed V, Faculté des Lettres et des Sciences
Humaines, Rabat, 1995, pp. 171-176.
HORCHANI ZAMITI, Mélika, “Les épouses des travailleurs migrants
demeurées au pays : chefs de ménage ou substituts des absents”, in Migration
internationale et changements sociaux dans le Maghreb : Actes du colloque
international du 21-25 Juin 1993, Hammamet-Tunis, 1997, pp. 159-179.
LAZAAR, Mohamed, “La migration internationale et la stratégie
d'investissement des émigrés”, Revue de géographie du Maroc, nouvelle Série, vol.
15, n° 1-2, 1993, pp. 167-180.
MONDAIN, Nathalie ; RANDALL, Sara ; DIAGNE, Alioune ; ELLIOT,
Alice “Les effets de l’émigration masculine sur les femmes et leur autonomie : entre
maintien et transformation des rapports sociaux de sexe traditionnels au Sénégal”,
Autrepart, n° 61, 2012, pp. 81-97.
MTER, Moulay-Abdellah, “L'émigration internationale de travail comme
facteur principal des mutations économiques et sociales des oasis du Dadess et du
Drâa (Sud du Maroc)”, Cahiers du Centre d’Études sur les mouvements
Migratoires Maghrébins, n° 5, 1997, pp. 97-110.
NADIF, Mohammed, “Les implications économiques et sociales de
l'émigration”, in : KHACHANI, Mohamed (sous la direction de), L'impact de la

76
76
migration sur la société marocaine, Goethe-Institut ; GRZ ; AMERM, Rabat, 2007,
pp. 135-142.
PENNETTI, Elizabetta, “Les victimes de l’émigration : analyse de la situation
des femmes marocaines dont les époux ont émigré en Italie-cas de la population
féminine de la localité de fquih ben Salah”, Università di Foggia/Puglia/, 2007, 6
p., consultable sur le sitehttps://www.hf.uni-
koeln.de/data/lfeusa/File/SocMag/2007/November2007-Penetti__Elizabeth_-
Les_victimes_de_l_emigration_-_The_victims_of_emigration.pdf
REFASS, Mohamed, “Un siècle d'émigration marocaine vers l'étranger”,
Revue de Géographie du Maroc, vol. 15, n°1-2, 1981, pp. 7-21.

،‫ الرباط‬،‫ دار النشر المعرفة‬،‫ المقومات اإلبستيمولوجية‬،‫ الجغرافيا القول فيها والقول عنها‬،‫ محمد‬،‫بلفقيه‬
.‫ ص‬020 ،0220
‫ مجلة جغرافية‬،«‫ » انعكاسات عائدات الهجرة الدولية على القطاع الثالث بمدينة تزنيت‬،‫ أحمد‬،‫بلقاضي‬
.42-02 ‫ صص‬،5222 ،0‫ و‬5 ‫ العدد‬،51 ‫ مجلد‬،‫المغرب‬

77
77
‫دور النبات يف تثبيت الكثبان الرملية بالشريط الساحلي بني أزمور واجلديدة‬
‫حمداش يوسف*‪ ،‬ارويحا عبد اللطيف*‬

‫*أستاذ باحث بمختبر إعادة تشكيل المجال والتنمية المستدامة‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة شعيب‬
‫الدكالي‪ ،‬الجديدة‪.‬‬

‫ملخص‬
‫تهدف هذه المقالة إلى دراسة خصائص الغطاء النباتي بالشريط الساحلي بين الجديدة وأزمور وتوضيح‬
‫دورها في تثبيت الكثبان‪ ،‬عن طريق الحفاظ على الرمال في مكانها ومنع نقلها بفعل الرياح والمياه‪ .‬وقد‬
‫اعتمدت منهجية الدراسة على مقاربتين جغرافية وسوسيونباتية‪ ،‬بهدف فهم التوزيع الالنطاقي لألنواع النباتية‬
‫وفقًا لموقعها على الكثبان الرملية وقربها من البحر وعالقتها بظروف البيئة الساحلية‪.‬‬
‫وقد أسفرت نتائج البحث على أن هذا الشريط الساحلي يتميز بحضور نباتات عشبية وشجيرية وشجرية‬
‫متنوعة منها‪ :‬قصب الرمال (‪ ،)Ammophila arenaria‬الفربيون المتوازي (‪،)Euphorbia paralias‬‬
‫البطباط البحري (‪ ،)Polygonum maritimum‬القيصوم البحري (‪ ،)Achillea maritima‬اإلسليح‬
‫سج اإلفريقي (‪ ،)lycium ferocissimum‬األثل اإلفريقي‬ ‫البحري (‪ ،)Cakile maritima‬العَ ْو َ‬
‫(‪ ،)Tamarix africana‬الرطم‪ ...‬غالبا ما يطلق عليها الرائدة‪ ،‬ألنها أول من يستوطن الكثبان الجديدة الجنينية‬
‫بفضل جذورها الزاحفة والعميقة التي تساعد على تثبيت الرمال‪ .‬غير أن الغطاء النباتي بهذا المجال عرف‬
‫تراجعا كبيرا ساهم فيه االنسان بشكل كبير‪ ،‬وقد مس هذا التراجع التشكيالت التي تحمي الكثبان كما هم‬
‫األعشاب الرائدة التي تساهم في تكوين الكثبان الجنينية في أعلى الشاطئ‪ .‬وللتخفيف من حدة هذا التراجع‪ ،‬تم‬
‫تعويض النباتات المحلية بنبتة ‪ Carpobrotus edulis‬المعروفة بمخالب الساحرة‪ ،‬التي تعتبر نوعا دخيال‬
‫مكتسحا تم جلبها للمغرب لتثبيت التربة والكثبان الرملية‪ ،‬وأصبحت اليوم تكتسح معظم المجال‪ .‬وميدانيا‪ ،‬بدأت‬
‫تظهر آثارها السلبية بوضوح‪ ،‬وعجزها عن المحافظة على الرصيد الرسابي للشاطئ‪.‬‬
‫الكلمات المفاتيح‪ :‬غطاء نباتي ساحلي‪ ،‬تثبيت الكثبان‪ ،‬شريط ساحلي‪ ،‬مقاربة سوسيو نباتية‪ ،‬مقاربة جغرافية‪،‬‬
‫أزمور‪ ،‬الجديدة‬
‫‪Résumé‬‬
‫‪L’objectif de cet article est d'étudier les caractéristiques de la couverture‬‬
‫‪végétale de la bande côtière entre El Jadida et Azemmour, et de clarifier son rôle‬‬
‫‪dans la fixation des dunes en stabilisant le sable et en empêchant son déplacement‬‬
‫‪par le vent et l'eau. La méthode de cette étude repose sur deux approches‬‬
‫‪phytogéographique et phytosociologique afin de comprendre la répartition azonale‬‬
‫‪des espèces végétales en fonction de leur emplacement sur les dunes, de leur‬‬
‫‪proximité avec la mer et de leur relation avec les conditions environnementales‬‬
‫‪côtières.‬‬

‫‪Les résultats de cette recherche ont montré que cette bande côtière est‬‬
‫‪caractérisée par la présence d'une variété de plantes herbacées, arbustives et‬‬
‫‪arboricoles telles que l'ammophile des sables (Ammophila arenaria), l'euphorbe‬‬

‫‪78‬‬
‫‪78‬‬
maritime (Euphorbia paralias), la renouée maritime (Polygonum maritimum),
l'achillée maritime (Achillea maritima), la cakilie maritime (Cakile maritima), le
lyciet féroce (Lycium ferocissimum), le tamaris d'Afrique (Tamarix africana), et le
retama. Ces espèces sont souvent appelées «pionnières » car elles sont les premières
à coloniser les nouvelles dunes. Elles aident à fixer le sable par leurs racines
traçantes et profondes.

La couverture végétale du littoral est essentielle pour la préservation de


l'environnement côtier, car elle protège les dunes et les plages contre l'érosion et les
tempêtes. Cependant, cette couverture végétale a subi une dégradation remarquable
au fil du temps, ce qui a affecté la composition des formations qui protègent les
dunes, notamment les plantes pionnières qui contribuent à la formation des dunes
embryonnaires en haut de la plage.
Il est indéniable que le facteur humain joue un rôle déterminant dans cette
situation. Les activités humaines telles que la construction à même la dune, le
piétinement, ainsi que les activités récréatives perturbent l'écosystème fragile du
littoral et entraînent une dégradation de l'environnement et une perte de
biodiversité.
Pour atténuer cette dégradation, une plante exotique a été introduite pour
stabiliser le sol fin des dunes. Il s'agit de Carpobrotus edulis, communément connue
sous le nom de « griffe de sorcière ». Bien que cette plante ait été introduite pour
stabiliser le sol fin et réduire l'érosion en remplaçant les espèces indigènes, elle est
maintenant considérée comme un envahisseur majeur puisqu'on la retrouve sur la
plupart des espaces dunaires d'El Haouzia. Sa présence perturbe l'équilibre
écologique et la biodiversité du littoral en altérant la structure des dunes. De plus,
les effets négatifs de cette substitution dans l'équilibre sédimentaire des plages
commencent à se faire sentir clairement.
Mots clés : couverture végétale du littoral, fixation des dunes, bande côtière,
approche phytogéographique, approche phytosociologique, Azemmour, El Jadida

‫مقدمة‬
،‫دورا مهما في تثبيت الكثبان الساحلية والحد من زحف الرمال‬ ً ‫يلعب الغطاء النباتي‬
‫ أو نباتات‬pionnière ‫ضا النباتات الرائدة‬
ً ‫ التي تسمى أي‬،‫حيث تتكيف نباتات الكثبان الساحلية‬
‫ مثل الملوحة والجفاف ونقص‬،‫ مع الظروف البيئية القاسية‬،Psammophile ‫الرمال‬
LEBRUN, ( ‫ يتكون هذا الغطاء النباتي بشكل أساسي من نباتات عشبية وشجيرات‬.‫المغذيات‬
.)1969, p. 30

79
79
‫تساعد جذور النباتات الرملية على تثبيت الكثبان الرملية عن طريق الحفاظ على الرمال‬
‫في مكانها والحيلولة دون فعل الرياح والمياه‪ .‬كما تعمل أوراق النبات وسيقاها كحاجز ضد‬
‫الرياح‪ ،‬وتقلل من سرعتها بالقرب من األرض‪ ،‬مما يسمح لمزيد من الرمال باالستقرار بين‬
‫النباتات وتشكيل كثبان أحدث (‪.)RUZ, 2004, p. 384‬‬
‫دورا مه ًما في الحفاظ على رمال الشاطئ‬
‫على الرغم من أن الكثبان الحاجزية تلعب ً‬
‫بفضل هذا الغطاء النباتي‪ ،‬إال أنها تتعرض لضغوط مختلفة نتيجة تداخل مجموعة من العوامل‬
‫أهمها األنشطة البشرية التي لها تأثير سلبي على هذا المجال ( ‪MOUHIDDINE et al.,‬‬
‫‪ ،)2017, p. 121‬وكذلك التدبير غير العقالني الذي أدخل أنواعا نباتية غريبة تكتسح المجال‬
‫وتتنافس مع الغطاء النباتي المحلي للكثبان فتقوم بالقضاء عليه وتشويه المناظر الطبيعية‬
‫الساحلية‪.‬‬
‫تهدف هذه الدراسة توضيح التركيبة النباتية للكثبان بالشريط الساحلي بين الجديدة‬
‫وأزمور وإبراز مميزات األصناف النباتية األكثر سيادة‪ ،‬من حيث بيئتها وتوزيعها الجغرافي‬
‫وعوامل تدهورها‪ ،‬من خالل المقاربة السوسيونباتية ‪ phytosociologique‬والمقاربة‬
‫الفيتوجغرافية ‪ phytogéographique‬وتحديد دور هذه التركيبة النباتية في تثبيت الكثبان‬
‫الرملية‪.‬‬
‫‪ .1‬تقديم المجال المدروس‬
‫يمتد مجال الدراسة على طول الواجهة الساحلية األطلنتية بين مصب أم الربيع من‬
‫الشمال الشرقي ورأس الجديدة من الجنوب الغربي على مسافة تقدر بحوالي ‪ 52‬كلم‪ .‬وهو‬
‫عبارة عن شريط يواز ي خط الساحل في شكل شاطئ متميز طبيعيا بكثبانه الرملية وغطاء‬
‫نباتي مهم‪ .‬يتمثل هذا الشريط في غابة الحوزية التي تفصل بين مركزين حضريين‪ :‬أزمور‬
‫شماال والجديدة جنوبا (الشكل رقم ‪ .)1‬في السابق‪ ،‬كان هذا الشاطئ يتميز بمحدودية البناء‬
‫بقربه‪ ،‬لكنه اآلن استقطب عددا مهما من األنشطة السياحية منها مركب مازكان والكولف ‪...‬‬
‫كما يتميز بوجود طريق ساحلية ملتوية مرسومة فوق الكثبان الساحلية‪ ،‬قبل أن تغادر الكثبان‬
‫لتتسلق الهضبة‪ .‬وفوق الكثبان يتفرع عنها طريق ضيق متدهور يستمر على مسافة ‪ 1 – 4‬كلم‬
‫بموازاة شاطئ حصوي إلى بداية الخور‪.‬‬
‫بين الجديدة ومصب وادي أم الربيع‪ ،‬حيث تقع مدينة أزمور‪ ،‬يشكل الساحل قوسا مفتوحا‬
‫على شمال الشمال الغربي‪ ،‬مما يسهل وصول رمال الرصيف القاري إلى الساحل بواسطة‬
‫العباب النشيط الذي يرتبط بالجبهة القطبية‪ .‬لذلك يتفرد هذا الساحل‪ ،‬بوجود كثبان رملية ال‬
‫تزال في وضعية تسمين‪ .‬لكنها تحتاج إلى التدبير بشكل عاجل‪ ،‬ألن قرب الطريق والمنشآت‬
‫البشرية الدائمة تتسبب بالفعل في مجموعة من مظاهر التدهور‪ ،‬مما يجعلنا نخشى أن مثل هذا‬

‫‪80‬‬
‫‪80‬‬
‫الشاطئ الجميل لن يصمد طويال‪ ،‬مما يفرض اقتراح أساليب تجعل من الممكن االستفادة منها‬
‫اقتصاديا دون النيل من خاصياتها البيئية‪.‬‬
‫كلما ابتعدنا عن شاطئ مدينة الجديدة إال وأصبح المنحى نحو تشكيل سلسلة من الكثبان‬
‫الساحلية‪ ،‬الحديثة منها ملتصقة باألقدم‪ .‬هناك إذن إتاوات ملحوظة من الرمال‪ ،‬يمكن أن نتساءل‬
‫عن استمرار مساهمة أم الربيع فيها‪ ،‬في ظل السدود التي لم تعد تسمح بوصول كميات مهمة‬
‫م ن المادة الفتوتة‪ .‬غير أن وجود العناصر الخشنة المتناثرة على الشاطئ التي يغلب عليها‬
‫حصى الكثيب المتصلب وحصى مقتلع من الكلس الصلصالي‪ ،‬تثبت دور المجال تحت شاطي‬
‫في عملية التزويد‪ ،‬حيث يعيد العباب نشر التوضعات النهرية القديمة ويدعمها بكسارات‬
‫حيفتاتية‪ .‬تدفع هذه المواد نحو الشاطئ وبعد تدقيقها تنقلها الرياح لتدعم بها الكثبان الرملية‪.‬‬
‫تعطي الكثبان الصغيرة المشرفة على أعلى الشاطئ االنطباع بأنها تشكلت للتو‪ ،‬رغم‬
‫أن بعضها يعود لسنة على األقل‪ ،‬ألنها مكتسحة بالجذور المتشابكة لنبات ‪ Oyat‬التي تنبعث‬
‫منها سيقان جديدة‪ .‬تنحدر هذه الكثبان الرملية الصغيرة برفق نحو الشاطئ دون أن تشكل جبهة‬
‫حقيقية‪ .‬وفي أحيان أخرى‪ ،‬تتخلل رمال الكثيب جذور سميكة متبقية عن شجيرات لم تعد‬
‫موجودة‪ ،‬الشيء الذي يؤكد بأن األمر يتعلق بجزء من كثيب أقدم‪ ،‬اكتسحته التعرية ‪.‬‬
‫نحو الداخل‪ ،‬ينفصل هذا الشريط عن الكثيب الموالي بواسطة ممر ‪ coursive‬يتميز‬
‫برماله الحرة وتغطيته العشبية الضعيفة‪ .‬خلف الممر‪ ،‬نجد شريطا ثانيا من الكثبان الرملية‬
‫األقدم ببضع سنوات‪ ،‬ألن عشب ‪ Oyat‬أصبح ذابال‪ ،‬وأخذت تعوضه النباتات العشبية القصيرة‬
‫من قبيل ‪ ،Polygonacées euphorbes, ficoïdes‬وتدريجيا تتشكل تغطية تامة للسطح‬
‫مع شجيرات ‪ Lycium‬و‪.mimosa‬‬
‫هذا الشريط الثاني يستند مباشرة لكثيب أكثر استقرارا‪ ،‬يصعب اختراقه بسبب كثافة‬
‫النباتات وخاصة ‪ Lycium‬و ‪ tamaris‬و‪ mimosas‬التي تختلط بنبات ‪chardons bleus‬‬
‫وخاصة بالرطم الشوكي‪ .‬في قمة هذا الكثيب‪ ،‬تصبح هذه الشجيرات مائلة نحو الداخل تفاعال‬
‫مع الرياح الغالبة‪ .‬بعد هذا الحاجز‪ ،‬سوف تظهر أشجار حقيقية تتخلل شجيرات السنط‬
‫والطرفاء‪ ،‬ومباشرة بعدها تبدأ غابة الكلبتوس في اكتساح المجال‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫‪81‬‬
‫الشكل رقم ‪ .1‬خريطة استغالل المجال بالشريط الساحلي بين الجديدة وأزمور‬

‫المصدر‪ :‬عمل شخصي انطالقا من العمل الميداني وصور ‪Google Earth‬‬


‫‪ .2‬األدوات والمقاربات المنهجية‬
‫تطلبت معالجة إشكالية دور النبات في تثبيت الكثبان الساحلية بهذا المجال‪ ،‬اعتماد‬
‫مقاربتين متكاملتين في تحقيق األهداف المتوخاة من الدراسة‪:‬‬
‫‪ ‬المقاربة الجغرافية ‪Phytogéographique‬‬
‫تهتم بدراسة التوزيع الجغرافي لألصناف والتشكيالت النباتية بالمقياسين الكبير‬
‫والصغير‪ ،‬في عالقته مع الظروف المناخية والعوامل البيئية الطبيعية األخرى‪ .‬وفي هذا‬
‫اإلطار‪ ،‬قمنا بإنجاز مجموعة من المقاطع ‪ transect de végétation‬المتعامدة مع خط‬
‫الساحل بهدف فهم التوزيع الالنطاقي لألنواع النباتية وفقًا لموقعها على الكثبان الرملية وقربها‬
‫من البحر‪ .‬وهكذا قمنا بتقسيم الكثبان الساحلية بهذا الشريط إلى أربعة أشرطة متوازية من‬
‫البحر إلى الداخل (الشكل رقم ‪:)2‬‬
‫‪ : 1‬عالية الشاطئ ‪Haut de la plage‬‬
‫‪ :0‬الكثيب الحاجزي أو الحي أو األبيض ‪la dune bordière ou la dune vive‬‬
‫‪ :2‬الكثيب شبه المثبت ‪la dune semi fixée‬‬
‫‪ :4‬الكثيب المثبت أو الرمادي ‪la dune fixée ou grise‬‬

‫‪82‬‬
‫‪82‬‬
‫على أساس هذا التقسيم‪ ،‬تم خالل شهر مارس ‪ ،0202‬إنجاز ثالثة مقاطع متعامدة مع‬
‫هذه األشرطة‪ ،‬وفيها تم تحديد األنواع النباتية الموجودة في كل جزء من المقطع وعالقتها‬
‫بالظروف البيئية للكثبان ودورها في تثبيتها‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪ .2‬مقطع تقسيم الكثبان بالشريط الساحلي بين الجديدة وأزمور‬

‫المصدر‪ :‬عمل شخصي انطالقا من العمل الميداني‬


‫‪ ‬المقاربة السوسيو نباتية ‪Phytosociologique‬‬
‫تهتم المقاربة السوسيونباتية بدراسة التجمعات النباتية في تطورها وتعايشها وتنافسها‬
‫داخل عشيرة نباتية‪ .‬وتستند على الجرد النباتي لتحديد خصائص النباتات وعالقتها بالظروف‬
‫البيئية (التربة‪ ،‬المناخ‪ ،‬إلخ)‪ .‬من الشروط األساسية التي يجب مراعاتها عند اختيار موقع الجرد‬
‫النباتي‪ ،‬تحديد مجال يتميز بتجانس العناصر المكونة للعشيرة النباتية المدروسة ارتباطا‬
‫بتجانس السطح‪.‬‬
‫أثناء الدراسة اإلحصائية‪ ،‬يصعب الجرد على مستوى الوسط بأكمله‪ ،‬لذلك نلجأ إلى‬
‫تحديد أصغر مساحة تضم أغلب النباتات المميزة للموقع‪ ،‬وتسمى هذه المساحة بالمساحة الدنيا‬
‫للجرد ‪ .Air minima‬ويتم ذلك عبر طريقة التربيع التي يتم فيها إحصاء جميع األنواع النباتية‬
‫في مساحة تصاعدية (‪5‬متر مربع ـ ‪ 4‬مربع ـ ‪ 2‬متر مربع ‪ ) ...‬إلى حين عدم العثور على‬
‫أنواع نباتية جديدة‪.‬‬
‫خالل مرحلة الجرد النباتي‪ ،‬قمنا بجرد األصناف النباتية المميزة لكل عينة‪ .‬وقد تمت‬
‫هذه العملية خالل شهر مارس‪ ،‬وهي الفترة التي تنمو فيها أغلب األصناف النباتية‪ .‬بعد عملية‬
‫الجرد‪ ،‬تم االعتماد على بعض العناصر لتحديد خصائص النبات حسب طريقة ‪Braun-‬‬
‫‪.Blanquet‬‬

‫‪83‬‬
‫‪83‬‬
‫‐ معامل الوفرة‪ :‬عدد أفراد نفس النوع في كل وحدة مساحية‪.‬‬
‫‐ معامل السيطرة‪ :‬المساحة المغطاة من طرف أفراد نفس النوع‪.‬‬
‫‐ معامل التردد‪ :‬تدل قيمة التردد ‪ F‬لنوع معين على مدى انتشار هذا النوع في الوسط‬
‫المدروس وذلك باالعتماد على نتائج عدة جرود أنجزت في محطات مختلفة باستعمال‬
‫الصيغة التالية‪:‬‬

‫‪ .3‬دراسة خصائص الغطاء النباتي‬


‫لدراسة خصائص الغطاء النباتي بالشريط الساحلي الممتد من أزمور إلى الجديدة‪ ،‬أنجزنا‬
‫ثالثة مقاطع على طول الساحل؛ المقطع األول قرب مصب أم الربيع‪ ،‬والمقطع الثاني قرب‬
‫منتجع مزكان‪ ،‬والمقطع الثالث بالقرب من الكولف (االشكل رقم ‪ .)1‬وقد شملت الدراسة‬
‫اإلحصائية للنبات إنجاز ‪ 54‬جردا نباتيا على طول المقاطع‪:‬‬

‫ثالثة جرود في عالية الشاطئ ‪Haut de la plage‬‬ ‫‪-‬‬


‫ثالثة جرود في الكثيب الحاجزي ‪la dune bordière ou la dune vive‬‬ ‫‪-‬‬
‫ثالثة جرود في الكثيب شبه الثابت ‪la dune semi fixée‬‬ ‫‪-‬‬
‫خمسة جرود في الكثيب الثابت ‪la dune fixée‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ .3.1‬نتائج الجرد النباتي بعالية الشاطئ‬

‫انطالقا من نتائج الجرد النباتي الممثلة في الجدول رقم ‪ ،5‬يتبين أن عالية الشاطئ‪ ،‬تتميز‬
‫بحضور أصناف نباتية عشبية متنوعة تتشابه في حضورها بهذه المنطقة سواء من حيث الوفرة‬
‫أو من حيث السيادة‪ .‬ومن خالل حساب معامل التردد‪ ،‬يتضح أن األصناف األكثر ترددا في‬
‫الجرود الثالثة هي ‪ Euphorbia paralias‬و ‪( Polygonun maritimum‬الصورتان ‪5‬‬
‫و‪.)0‬‬
‫يطلق على هذه األصناف التي توجد في عالية الشاطئ النباتات الرائدة أو السابقة‬
‫‪ .pionnières‬ألنها أول من يستوطن الكثبان الجديدة الجنينية‪ .‬تشتهر هذه النباتات اإللفملحية‬
‫‪ halophytes‬بجذورها الزاحفة العميقة ‪ racines traçantes‬التي تساعد على تثبيت الرمال‬
‫وأوراقها السميكة التي تقلل من فقدان الماء ( ‪PARISOD et BAUDIERE, 2006,‬‬
‫‪)p.57‬‬

‫‪84‬‬
‫‪84‬‬
‫صورة رقم ‪ .2‬انتشار نبات ‪Ammophila‬‬ ‫صورة رقم ‪ .1‬انتشار نبات ‪Euphorbia‬‬
‫‪ Euphorbia paralias arenaria‬و‬ ‫‪ paralias‬بعالية الشاطئ قرب منتجع مزكان‬
‫‪ Polygonun maritimum‬بعالية الشاطئ‬
‫بالقرب من الكولف‬

‫المصدر‪ :‬عدسة الباحثين‪ ،‬مارس ‪0202‬‬

‫جدول رقم ‪ .1‬نتائج الجرد النباتي ومعامل التردد بعالية الشاطئ‬


‫عدد‬ ‫عدد الجرود المحتوية على النوع‬
‫نسبة‬
‫الجرود‬ ‫المقطع‬ ‫المقطع‬ ‫المقطع األول‬
‫التردد‬ ‫األنواع النباتية‬
‫المحتوية‬ ‫قرب مصب الثاني قرب الثالث قرب‬
‫‪%‬‬
‫على النوع‬ ‫الكولف‬ ‫مزكان‬ ‫أم الربيع‬
‫‪22‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪Mesembryanthemum‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬
‫‪crystallunum‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪Polygonun maritimum‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪corispermum pallasii‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪carex arenaria‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪Andryala pinnatifida‬‬
‫‪66‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪cakile maritima‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪Eryngium‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪maritimum‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪Ammophila‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪arenaria‬‬
‫‪66‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪Euphorbia paralias‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪Achillea maritima‬‬
‫‪ .2.3‬نتائج الجرد النباتي بالكثيب الجاجزي‬
‫يتبين من خالل الجرد النباتي بالكثيب الحاجزي (الجدول رقم ‪ )0‬أنه يتميز بتعدد أصنافه‬
‫النباتية مقارنة مع عالية الشاطئ‪ ،‬مع استمرار حضور النباتات العشبية وظهور بعض‬

‫‪85‬‬
‫‪85‬‬
‫شجيرات‪ ، Lycium ferocissimum‬كما أن األصناف النباتية تتشابه في حضورها بهذه‬
‫المنطقة سواء من حيث الوفرة أو من حيث السيادة‪.‬‬
‫الكثبان الساحلية عبارة عن بناء بيوجيومورفولوجي‪ ،‬حيث تلعب النباتات اإللفرملية‬
‫دورا أساسيًا في تكوينه ألنها تتكيف مع عدم استقرار الركيزة بفضل جذورها‬
‫‪ً psammophile‬‬
‫الطويلة وقدرتها على التفاعل مع الجفاف والملوحة الساحلية (‪.)Ruz, 2004, p. 384‬‬
‫جدول رقم ‪ .2‬نتائج الجرد النباتي ومعامل التردد بالكثيب الحاجزي‬
‫عدد‬ ‫عدد الجرود المحتوية على النوع‬
‫الجرود‬ ‫المقطع‬ ‫المقطع‬ ‫المقطع‬
‫نسبة‬
‫المحتو‬ ‫الثالث‬ ‫الثاني‬ ‫األول قرب‬ ‫األنواع النباتية‬
‫التردد‬
‫ية على‬ ‫قرب‬ ‫قرب‬ ‫مصب أم‬
‫النوع‬ ‫الكولف‬ ‫مزكان‬ ‫الربيع‬
‫‪%22‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪Mathiola sinuata‬‬
‫‪00‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪Polygonun maritimum‬‬
‫‪%‬‬
‫‪%22‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪Lotus creticus‬‬
‫‪%22‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪cakile maritima‬‬
‫‪%00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪Eryngium‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬
‫‪maritimum‬‬
‫‪%22‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪Ammophila‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪arenaria‬‬
‫‪%22‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪Euphorbia paralias‬‬
‫‪%22‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪Ononis reclinata‬‬
‫‪%66‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪Cyperus capitatus‬‬
‫‪%66‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪Pseudorlaya pumila‬‬
‫‪%00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪Lycium europaeum‬‬
‫‪%22‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪Mesembryanthemum‬‬
‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪crystallinum‬‬
‫‪%22‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪Anthemis maritima‬‬
‫‪%22‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪Centaurea seridis‬‬
‫‪%22‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪Medicago praecox‬‬
‫‪%22‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪Acacia cyclops‬‬
‫‪ .3.3‬نتائج الجرد النباتي بالكثيب شبه الثابت‬
‫يشمل الكثيب شبه المثبت شجيرات التثبيت التي تستوطن األجزاء السفلى من كثبان‬
‫ضا مع فقر التربة من المغذيات والجفاف والرياح القوية‪ .‬ولها‬
‫الحوزية‪ .‬تتكيف هذه النباتات أي ً‬
‫قدرة على تثبيت التربة‪ ،‬مما يجعلها مهمة لمنع التعرية الساحلية والحفاظ على النظام البيئي‬
‫الساحلي‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫‪86‬‬
‫انطالقا من نتائج الجرد النباتي‪ ،‬يتبين أن الكثيب شبه الثابت للشريط الساحلي أزمور‪-‬‬
‫الجديدة يتميز بحضور أصناف نباتية عشبية وشجيرية متنوعة‪:‬‬

‫‪ -‬بالنسبة للمقطع األول قرب مصب أم الربيع‪،Cyperus capitatus :‬‬


‫‪،Medicago praecox ،Euphorbia paralias ،Ammophila arenaria‬‬
‫‪Pancratium ،Tamarix africana ، Lycium‬‬ ‫‪europaeum‬‬
‫‪maritimum‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للمقطع الثاني والثالث‪Lycium europaeum ،Tamarix africana :‬‬
‫‪asparagus acutifolius ،Ephandra fragilis ،Acacia cyclops ،‬‬
‫‪ .4.3‬نتائج الجرد النباتي بالكثيب الثابت‬
‫تشمل هذه الفئة األشجار والشجيرات التي تنمو على الكثبان الخلفية للحوزية‪ ،‬حيث‬
‫التربة أعمق وأكثر غنى بالمادة العضوية‪ .‬شملت الدراسة اإلحصائية للنبات‪ ،‬جرد األصناف‬
‫النباتية داخل خمس محطات متفرقة لتكون شاملة ومعبرة قدر اإلمكان‪ ،‬وذلك باعتماد خطوات‬
‫وتقنيات الجرد النباتي‪.‬‬
‫يتبين من خالل الشكل رقم ‪ 2‬أن مبيان تردد األنواع النباتية بداللة معامل التردد متعدد‬
‫المنوال‪ ،‬وهذا يعني أننا أمام مجموعة نباتية غير متجانسة تتكون من أصناف وتشكيالت مختلفة‬
‫أهمها ‪Asparagus ،Lycium europaeum ،Eucalyptus gomphocephala‬‬
‫‪ . acutifolius‬أما من حيث السيادة‪ ،‬فنجد شجرة الكلبتوس هي األكثر تغطية للمجال‪.‬‬
‫شكل رقم ‪ .3‬مبيان تردد األصناف النباتية للعينات الخمس بداللة معامل التردد‬

‫نسبة التردد‬
‫‪120%‬‬
‫‪100%‬‬
‫‪80%‬‬
‫‪60%‬‬
‫‪40%‬‬
‫‪20%‬‬
‫‪0%‬‬
‫…‪Punis‬‬

‫…‪Pistacia‬‬

‫…‪Osyris‬‬
‫…‪Ephedra‬‬

‫…‪Mercurialis‬‬

‫…‪Tripodion‬‬
‫…‪Eucalyptus‬‬

‫…‪Asparagus‬‬

‫…‪Putotia‬‬

‫…‪Arisarum‬‬
‫…‪Sedum‬‬
‫…‪Lycium‬‬

‫…‪Cupressus‬‬
‫…‪Juniperus‬‬

‫…‪Notobasis‬‬

‫…‪Carpobrotus‬‬
‫‪Acacia cyclops‬‬

‫‪Retama raetm‬‬

‫األصناف النباتية‬

‫‪87‬‬
‫‪87‬‬
‫‪ .4‬مظاهر وعوامل تدهور الغطاء النباتي بالشريط الساحلي بين الجديدة وأزمور‬
‫‪ .1.4‬مظاهر تدهور الغطاء النباتي‬
‫اعتمدنا في دراسة هذا الموضوع على مؤشر التغطية النباتية‪ ،‬في فترتين زمنيتين‬
‫متباينتين ‪ .0202- 5222‬وذلك من أجل رصد مدى تراجع أو تزايد الغطاء النباتي به باالعتماد‬
‫على المرئيات الفضائية الندسات ‪ 1‬و‪.0‬‬
‫ومن خالل تحليلنا لمعطيات الجدول رقم ‪ ،2‬يتبين أن المساحة المغطاة بالنبات‪ ،‬خالل‬
‫الفترة المرجعية‪ ،‬عرفت تراجعا ملحوظا حيث انخفضت من ‪ 5220‬هكتار سنة ‪ 5222‬إلى‬
‫حوالي ‪ 200‬هكتار سنة ‪ ،0202‬وبنسبة تراجع تقدر بحوالي ‪ .% 00‬في المقابل‪ ،‬نجد ارتفاعا‬
‫في نسبة المساحة المبنية والفارغة من سنة ‪ 5222‬حيث كانت تمثل فقط ‪ ،% 0215‬وفي سنة‬
‫‪ 0202‬وصلت نسبتها إلى ‪ 4012‬بالمائة‪ ،‬أي أنها ازدادت بحوالي أكثر من ‪.% 02‬‬
‫جدول رقم ‪ .3‬تطور مؤشر التغطية النباتية بالشريط الساحلي بين الجديدة وأزمور في الفترة الممتدة من‬
‫‪ 1991‬إلى ‪2121‬‬
‫نسبة‬ ‫نسبة‬ ‫غابة الحوزية سنة‬ ‫غابة الحوزية سنة‬
‫التراجع‬ ‫التراجع‬ ‫‪0202‬‬ ‫‪5222‬‬
‫السنوي‬ ‫العام‬ ‫النسبة‬ ‫المساحة‬ ‫النسبة‬ ‫المساحة‬
‫المئوية‬ ‫بالهكتار‬ ‫المئوية‬ ‫بالهكتار‬
‫المساحة‬
‫‪1,0‬‬ ‫‪28,6‬‬ ‫‪51,4‬‬ ‫‪768,2‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪1076‬‬ ‫المغطاة‬
‫بالنبات‬
‫المساحة‬
‫‪-2,6‬‬ ‫‪-78,6‬‬ ‫‪48,3‬‬ ‫‪722,2‬‬ ‫‪27,1‬‬ ‫‪404,4‬‬ ‫الفارغة‬
‫والمبنية‬
‫المساحة‬
‫‪2,4‬‬ ‫‪71,8‬‬ ‫‪0,3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1,0‬‬ ‫‪14,2‬‬
‫المغطاة بالماء‬
‫‪100‬‬ ‫‪1494,6‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪1494,7‬‬ ‫المجموع‬
‫‪ .2.4‬عوامل تدهور الغطاء النباتي بالشريط الساحلي بين الجديدة وأزمور‬
‫يفسر التراجع الملموس في التغطية النباتية للشريط الساحلي أزمور الجديدة عدة عوامل‪،‬‬
‫يتداخل فيها ما هو طبيعي‪ ،‬مرتبط أساسا بطبيعة السطح ونوع التربة وبالمناخ ومختلف‬
‫العناصر المؤثرة على التشكيالت النباتية‪ ،‬وما هو بشري يأخذ أشكاال عديدة‪ ،‬كالرعي‬
‫واالجتثاث‪ ،‬واستفحال الزحف العمراني واألنشطة السياحية والحرائق‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫‪88‬‬
‫‪ ‬العوامل المناخية‬
‫تعتبر كمية التساقطات السنوية من أهم العوامل المحددة لنوع وكثافة الغطاء النباتي‪.‬‬
‫عموما يعتبر مناخ المنطقة شبه جاف؛ حيث يقدر المعدل السنوي للتساقطات بمحطة الجديدة‬
‫‪ 420.2‬ملم خالل الفترة ما بين ‪ 5220‬و‪ .0251‬كما تتوزع التساقطات بطريقة غير منتظمة‬
‫حسب شهور السنة‪ ،‬حيث ترتكز أعلى المعدالت في الفترة الممتدة من أكتوبر إلى أبريل‪ ،‬في‬
‫حين تعرف انخفاضا في شهور يونيو‪ ،‬يوليوز وغشت‪.‬‬
‫غير أنه ما دمنا في مجال ساحلي‪ ،‬فال بد أن نسجل ارتفاع الرطوبة النسبية‪ ،‬فعندما‬
‫تنخفض درجة الحرارة خالل الليل‪ ،‬تتكاثف الرطوبة الجوية مشكلة تساقطات خفية على شكل‬
‫ندى‪ .‬مما يتيح للنباتات البقاء على قيد الحياة رغم حدة الجفاف‪.‬‬
‫أما درجة الحرارة‪ ،‬فتلعب دورا حاسما في إنجاح الدورة الحياتية للنبات‪ .‬غير أنه وبحكم‬
‫أن المنطقة موضوع هذه الدراسة ساحلية‪ ،‬الحرارة في المجال الساحلي ال تعرقل الحياة اإلنباتية‬
‫ألن فرص حدوث الصقيع منعدمة بسبب التلطيف الذي يفرضه القرب من البحر‪ ،‬كما أن‬
‫ضربات الحرارة االستثنائية ال دور لها‪ ،‬ألن مفعولها يضعف بفضل الرطوبة الجوية‪ .‬وعموما‬
‫تتميز المنطقة باالعتدال الحراري‪ ،‬حيث يسجل أدنى متوسط درجة حرارة خالل شهر يناير‬
‫بحوالي ‪ 52‬درجة‪ ،‬وأعلى متوسط درجة حرارة يسجل خالل شهر غشت بحوالي ‪ 02‬درجة‪.‬‬
‫‪ ‬التربة‬
‫تعتبر معظم تربات الكثبان الساحلية معدنية‪ ،‬حيث تتكون بشكل أساسي من الرمل‬
‫والحصى وغيرها من المواد المعدنية‪ .‬يختلف نسيجها وبنيتها حسب عمر الكثيب وموقعه من‬
‫البحر‪ .‬كما تختلف حسب موقعها من الطبوغرافية المتموجة للكثبان‪ .‬في الكثبان المتطورة‪،‬‬
‫يصل سمكها إلى بضعة أمتار‪ ،‬بينما في الجنينية يقاس سمكها بالميليمتر‪ ،‬وجودها دال على‬
‫حيوية واستمرار الكثيب الحاجزي (عبد اللطيف ارويحا‪ .)0225 ،‬عادة ً ما يحتوي هذا النوع‬
‫من التربات المعدنية على كميات قليلة من المواد العضوية ضعيفة التطور والعناصر الغذائية‪،‬‬
‫مما يجعل النباتات التي تنمو عليها تتكيف مع هذه الظروف بشبكة جذورها عميقة وقدرتها‬
‫على تخزين الماء‪.‬‬

‫وبفعل بنيتها المتفككة وضعف تماسك مكونات الكثبان‪ ،‬فهي معرضة للتعرية باستمرار‬
‫لوال الحماية النباتية‪ .‬لذلك فقد تم التفكير في تشجير غابة الحوزية بأصناف محددة تم اختيارها‬
‫بعناية للتأقلم وطبيعة التربة‪ ،‬وهي العملية التي مكنت من تثبيت التربة وحمايتها من التذرية‬
‫الريحية وبالتالي حماية المنشآت البشرية من أضرار الرمال المتحركة‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫‪89‬‬
‫‪Les espèces exotiques‬‬ ‫‪ ‬تأثير النباتات الدخيلة المكتسحة‬
‫‪envahissantes‬‬
‫النباتات الدخيلة المكتسحة هي أنواع نباتية أدخلها اإلنسان في منطقة خارج نطاقها‬
‫الطبيعي‪ ،‬وبالتالي فهي تهدد النظم البيئية واألنواع المحلية ( ‪Yohann Soubeyran, 2008,‬‬
‫‪.)p13‬‬
‫يكون إلدخال وانتشار األنواع الدخيلة المكتسحة تأثيرات كبيرة على التنوع البيولوجي‬
‫المحلي‪ ،‬حيث تؤدي إلى إزاحة األنواع المحلية من خالل المنافسة على الغذاء والماء‪ ،‬وتشكل‬
‫تهديدًا لبعض األنواع النادرة أو المعرضة للخطر‪ .‬بشكل عام‪ ،‬يمكن لألنواع الدخيلة المكتسحة‬
‫تغيير تكوين النظم البيئية الطبيعية وتقويض وظائفها ( ‪Christian Lévêque, et al.,‬‬
‫‪.)2012, p.3‬‬
‫في مجال الدراسة‪ ،‬تعتبر نبتة ‪ Carpobrotus edulis‬المعروفة بمخالب الساحرة‬
‫‪ ،Griffes de sorcière‬نوعا دخيال يكتسح الشريط الساحلي بين الجديدة وأزمور‪ ،‬وهي نبتة‬
‫عشبية أصلها من جنوب إفريقيا تم جلبها للمغرب في بداية القرن ‪ 02‬لتثبيت التربة والكثبان‬
‫الرملية‪.‬‬
‫صورة رقم ‪ .3‬انتشار نبتة ‪ Carpobrotus edulis‬بالكثيب الحاجزي لشاطئ الحوزية‬

‫المصدر‪ :‬عدسة الباحثين‪ ،‬مارس ‪0202‬‬

‫تتميز ‪ Carpobrotus edulis‬بسرعة استعمارها المناطق الطبيعية‪ ،‬وال سيما البيئات‬


‫الحساسة‪ .‬تدخل في تنافس غير متكافئ مع األنواع التي تعيش في مناطق بيئية محددة (األجراف‬
‫الساحلية والكثبان الساحلية)‪ ،‬وبما أن النباتات المحلية يكون ليها عادة شروط دقيقة مرتبطة‬

‫‪90‬‬
‫‪90‬‬
‫بالتكيف فالنتيجة تكون محسومة لصالح النبات المكتسح مما يؤدي إلى انخفاض تنوع النباتات‬
‫المحلية (‪.)Maltez-Mouro et al, 2010, p 2123‬‬
‫يؤدي تحلل أوراق ‪ Carpobrotus edulis‬إلى تحرير مواد كيميائية تساهم في زيادة‬
‫حموضة التربة وتقلل من توافر الكالسيوم والمغنيسيوم ( ‪Conser & Connor, 2009, p‬‬
‫‪ .)352‬كما تمص الماء الموجود في الطبقات السطحية للتربة وتساهم في زيادة تجفيف التربة‪.‬‬
‫وحسب الدراسات السابقة (عبد اللطيف ارويحا‪ ،)0225 ،‬فإن هذه الفصيلة قد استوطنت‬
‫في البداية الجبهة البحرية للكثيب المقابل للكولف الملكي في بداية التسعينات‪ ،‬لكنها اليوم غدت‬
‫تكتسح المجال معظمه‪ .‬في جل مكونات الكثبان‪ ،‬بل وجدناها تكتسح حتى المجاالت الحصوية‬
‫التي تعجز النباتات األخرى عن االستقرار بها‪.‬‬
‫يظهر للمالحظ أنها تساهم بنجاعة في تثبيت الكثبان‪ ،‬لكن ما يؤخذ عليها أنها‪:‬‬
‫‪ ‬تغير المنظومة النباتية التي تعتمد على التكافل ‪ symbiose‬والتنافس‬
‫‪ compétition‬بين الكائنات التي تستغل نفس الموارد الطبيعية التي يوفرها‬
‫المحيط الفقير؛‬
‫‪ ‬البحر سيتعامل مع الوجهة الكثيبية كما لو أنها أصبحت متصلبة بهذا النبات ذي‬
‫الجذور القوية عكس النباتات الرائدة‪ ،‬مما يجعله يسحب كتال منها تاركا أجرافا‬
‫رملية مكانها (الشكل رقم ‪)4‬؛‬
‫‪ ‬اكتساح الكثبان بهذه النباتات من شأنه أن يفسد جمالية المشهد الساحلي التي تقوم‬
‫على التنوع الطبيعي‪ .‬إضافة إلى كونها عندما تذبل تترك مجاال مغطى بالجذور‬
‫المسودة‪.‬‬
‫شكل رقم ‪ .4‬تصور نظري للدينامية الرسابية للشاطئ حسب نوع النبات المثبت لجبهة الكثيب‬

‫المصدر‪ :‬عمل شخصي‬

‫‪91‬‬
‫‪91‬‬
‫‪ ‬األنشطة البشرية‬
‫حول موقع الشريط الساحلي بين الجديدة وأزمور إلى نقطة جذب واستقطاب قوي‬
‫لإلعداد بمشاريع حضرية وسياحية من أبرزها‪ :‬منتجع مزكان والكولف الملكي ومنتجع زفير‪.‬‬
‫أدت هذه المشاريع إلى تحوالت مجالية وسوسيو اقتصادية‪ ،‬ولكنها أدت في نفس الوقت إلى‬
‫تقليص وتدهور الغطاء النباتي بهذا الشريط‪.‬‬
‫أصبحت الكثبان بشاطئ الحوزية تعاني من تعدد بؤر التدهور التي تنطلق من ممرات‬
‫ولوج السيارات للشاطئ‪ ،‬يضاف لها مسالك الدراجات النارية والخيل التي تدك بنية الكثبان‬
‫وتفتح المجال للتعرية الريحية (الصورة رقم ‪ ،)4‬كما أن حركة اإلنسان فوق الكثبان تحطم‬
‫النباتات وتخلخل بنيات التربة الجنينية التي تحتضنها‪.‬‬
‫صورة رقم ‪ .4‬تدهور الكثيب بشاطئ الحوزية بسب تزايد استعمال الدرجات رباعية العجالت‬

‫المصدر‪ :‬عدسة الباحثين‪ ،‬مارس ‪0202‬‬

‫‪ ‬الحرائق‬
‫تشهد غابة الحوزية اندالع العديد من الحرائق خاصة في جزئها المطل على البحر‬
‫(الصورة رقم ‪ .)1‬ورغم ضعف المساحة المحروقة‪ ،‬تعتبر الحرائق من أبرز عوامل تراجع‬
‫غابة الحوزية نظرا لصغر مساحتها األصلية‪.‬‬
‫يصعب تحديد أسباب اندالع الحرائق بسبب تعدد أنشطة السكان في المجاالت الغابوية‬
‫(‪ .)HAMDACH et al, 2019, p. 34‬في غابة الحوزية‪ ،‬كما هو الحال في معظم غابات‬
‫المغرب‪ ،‬يعتبر العامل البشري هو أهم عامل يساهم في اندالع الحرائق‪ ،‬وقد يكون ذلك مقصودا‬
‫أو بدون قصد من خالل األنشطة السياحية المنتشرة داخل الغابة أو بجوارها‪ .‬ويتضح من خالل‬
‫الزيارات الميدانية لغابة الحوزية انتشار مواقد النار بالقرب أو داخل الغابة (الصورة رقم ‪)0‬‬
‫مما يشكل خطر اندالع الحرائق التي يصعب التحكم فيها خاصة إذا كانت درجة الحرارة‬
‫مرتفعة والرياح قوية‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫‪92‬‬
‫صورة رقم ‪ .6‬موقد نار داخل غابة الحوزية‬ ‫صورة رقم ‪ .5‬منطقة محروقة بغابة الحوزية‬

‫المصدر‪ :‬عدسة الباحثين‪ ،‬مارس ‪0202‬‬

‫خاتمة‬
‫يرتبط تشكل الكثبان الساحلية بين أزمور والجديدة بحركة البحر والرياح‪ ،‬لكن ال يجب‬
‫تجاهل دور الغطاء النباتي الذي يلعب دورا مهما في تثبيت الرمال بواسطة الجذور المتعمقة‬
‫واألوراق‪ .‬تعد الكثبان الساحلية موطنًا لتنوع بيولوجي غني باألصناف النباتية‪ ،‬فهي تتوزع‬
‫بشكل منظم‪ ،‬وفقًا لموقعها على الكثبان الرملية وقربها من البحر‪ ،‬على شكل أشرطة موازية‬
‫لخط الساحل‪ ،‬يرافق كل شريط مجموعة من النباتات المتجانسة‪ .‬وتفرض العوامل البيئية‬
‫البحرية تتابعًا نباتيًا من البحر نحو القارة انطالقا من المجموعات المحبة للملوحة ‪halophiles‬‬
‫والتربة الفقيرة إلى المجموعات التي تشترط لنموها الحرارة والتربة الغنية واالستقرار وقلة‬
‫اإلضافات الرملية‪.‬‬
‫موقع الشريط الساحلي بين مركزين حضريين (مدينة الجديدة ومدينة أزمور)‪ ،‬جعله‬
‫نقطة جذب لألنشطة للسياحية والترفيهية التي يترتب عنها تدهور الكثبان الرملية والغطاء‬
‫النباتي‪ .‬ونظرا لهذا التدخل غير المعقلن لألنشطة البشرية‪ ،‬وجب اتخاذ تدابير مستدامة برؤية‬
‫تنموية جديدة تنظر أوال لمستقبل وحياة هذا الشريط الساحلي وإشراك مختلف الفاعلين من‬
‫مجتمع مدني وهيآت مختصة في مواكبة هذا التدبير للحد من هذا التدهور‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫‪93‬‬
‫الئحة المراجع‬
‫ ورد في‬.‫ مقاربة بيئية‬،‫ سواحل دكال ة بين اإلعداد السياحي والتوازن البيئي‬.2111 ،‫ارويحا عبد اللطيف‬
‫ أشغال الملتقى التاسع لأليام‬،‫ دراسات جغرافية‬،‫الكتاب الجماعي الوسط الطبيعي ودينامية المجال بالمغرب‬
.‫ الجديدة‬،‫الجيومورفولوجية‬
Christian Lévêque, Éric Tabacchi, Marie-Jo Menozzi, 2012. Les espèces
exotiques envahissantes, pour une remise en cause des paradigmes écologiques.
Sciences Eaux & Territoires (Numéro 6). Éditions Institut National de Recherche
pour l’Agriculture, l’Alimentation et l’Environnement (INRAE), pp 2 - 9
Conser C., Connor E. 2009. Assessing the residual effects of Carpobrotus edulis
invasion, implications for restoration. Biological Invasions 11: 349-358.
Hamdach youssef et Hanchane Mohamed, 2019. Risque d’incendies de forêt au
Maroc: Evaluation cartographique et stratégies de prévention. In : Acte du colloque
international, Mutations socio-spatiales dans les montagnes rifaines (Maroc) et
leurs impacts sur le patrimoine forestier. Université Sidi Mohamed Ben Abdellah,
pp. 27-54.
Lebrun Jean, 1969. La végétation psammophile du littoral congolais. Académie
Royale des sciences d’Outre-Mer, classe des sciences naturelles et médicales - N.S.
- XVIII-1 – Bruxelles, 166 pages.
Maltez-Mouro S., Maestre F.T., Freitas H. 2010.Weak effects of the exotic
invasive Carpobrotus edulis on the structure and composition of Portuguese
sand-dune communities. Biological Invasions, 12, pp 2117-2130
Parisod Christian et Baudière André, 2006. Flore du littoral sableux: description
et conservation de la plage roussillonnaise en tant que théâtre écologique de
l’évolution. Bulletin de la Société Vaudoise des Sciences Naturelles, 90.1, pp. 47-
62
Ruz Marie-Hélène, 2004. Formation et évolution des dunes bordières: modèles
conceptuels. In: Bulletin de l'Association des Géographes Français, 81e année.
Aménagement des littoraux et conséquences géomorphologiques / Les littoraux
sableux et dunaires. pp. 383-392
Yohann Soubeyran, 2008. Espèces exotiques envahissantes dans les collectivités
françaises d’outre-mer. Comité français de l’UICN, Collection Planète Nature, 202
pages.

94
94
‫أنشطة القطاع الثالث ودورها يف دينامية مدينة اجلديدة‬
‫عبدالوهاب خنوس*‪ ،‬اسماعيل خياطي* ومووالالي لحسن الف ارسي*‬

‫*أستاذ باحث بمختبر إعادة تشكيل المجال والتنمية المستدامة‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة شعيب‬
‫الدكالي‪ ،‬الجديدة‪.‬‬

‫ملخص‬
‫‪1‬‬
‫شهدت بنية األنشطة الحضرية بمدينة الجديدة دينامية متزايدة‪ ،‬حيث انتقل عدد المحالت من ‪2020‬‬
‫سنة ‪ 5222‬إلى ‪ 55222‬محال‪ 2‬سنة ‪ ،0250‬أي بزيادة سنوية تقدر بحوالي ‪ 252‬محال سنويا‪ ،‬بينما نجد في‬
‫الفترة ما بين ‪ 5222-5225‬لم تتعدى ‪ 20‬محال سنويا‪ ،‬ومن خالل تحليل بنيتها في فترة التسعينات نجد األنشطة‬
‫البسيطة تعرف تضخما‪ ،‬وهي صورة نصادفها بكل المدن المغربية ومدن العالم الثالث على حد سواء‪ ،‬إذ تعبر‬
‫بوضوح عن هشاشة البنية االقتصادية للمدينة‪ ،‬ومحدودية وظائفها وضعف القدرة الشرائية لسكانتها‪ .‬ورغم‬
‫التطور الملحوظ لعدد المحالت التي تقدم الخدمات بالمدينة‪ ،‬فإن األنشطة التجارية ال تزال تستقطب عددا مهما‬
‫من السكان‪ ،‬وتمثل أغلب األنشطة الممارسة عبر المجال الحضري للجديدة‪ ،‬غير أنه في الفترة الحالية بدأت‬
‫مدينة الجديدة تستقطب خدمات متنوعة‪ ،‬وأصبح عدد محالت الحرف والخدمات يفوق تلك الخاصة باألنشطة‬
‫التجارية‪ ،‬ويرجع ذلك إلى التحول الوظيفي للمدينة‪.‬‬
‫كلمات مفاتيح‪:‬‬
‫أنشطة القطاع الثالث‪ ،‬التوزيع المجالي‪ ،‬الدينامية الحضرية‪ ،‬مدينة الجديدة‬
‫تقديم‬
‫إن فهم دينامية المدينة ال يتأتى إال باستحضار ثالثة أبعاد ضرورية (المجالي‪ ،‬الزمني‪،‬‬
‫الوظيفي)‪ ،‬والتفاعل بين هذه األبعاد يعتبر نتاج لدينامية المدينة‪.‬‬
‫غ هذا التوجه في دراسة المدينة عالجنا دينامية األنشطة الحضرية بمدينة الجديدة‪ ،‬إذ‬
‫ركزنا على أنشطة القطاع الثالث‪.‬‬
‫كان للدينامية التي شهدتها مدينة الجديدة على المستوى الديموغرافي والمجالي وقعا‬
‫كبيرا في تزايد الطلب على األنشطة الحضرية‪ ،‬مما ساهم في تزايد عددها‪.‬‬
‫إن غايتنا من دراسة أنشطة القطاع الثالث هو الوقوف أوال على تطورها‪ ،‬ثم توزيعها‪،‬‬
‫وكيف تساهم في دينامية وهيكلة المجال الحضري لمدينة الجديدة‪.‬‬
‫ولمعالجة هذه االشكالية كان من الضروري البحث عن تقنية تمكننا في نفس الوقت من‬
‫التوطين الدقيق لهذه االنشطة والخدمات‪ ،‬وتساعدنا على ربح الوقت‪ ،‬فكانت أحسن أداة هي‬

‫‪ 1‬مرسي العزيز (‪ :)1996‬آليات وأشكال التوسع الحضري بمدينة الجديدة‪ ،‬بحث في الجغرافية البشرية لنيل دبلوم الدراسات‬
‫العليا‪ ،‬كلية االداب والعلوم االنسانية‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫‪ 2‬العمل الميداني صيف ‪.0250‬‬

‫‪95‬‬
‫‪95‬‬
‫استخدام نظام التموقع العالمي (‪ ،3)GPS‬والذي ساعدنا كثيرا في توطين األنشطة‪ ،‬إذ دام العمل‬
‫الميداني ‪ 42‬يوما صيف ‪ ،0250‬تمكنا خالله من مسح المجال بشكل شامل‪ ،‬بما في ذلك‬
‫الدواوير المجاورة‪ ،‬وعند االنتهاء من الجرد تم تحويل ذلك إلى قاعدة بيانات داخل البرنامج‬
‫بعد نقلها إلى إكسل )‪ ،(Excel‬ثم تحويل إحداثياتها من الجغرافية إلى الكارطوغرافية من خالل‬
‫تطبيق ‪.UTM Converter‬‬
‫الشكل رقم ‪ :1‬الملف المستخرج من نظام التموقع العالمي (‪)GPS‬‬

‫تم تصنيف األنشطة بشكل محدد مسبقا‪ ،‬إذ تم االعتماد على التصنيف الذي وضعه كل‬
‫من العزيز مرسي‪ 4‬وفهد صبرو‪ ،5‬اللذين اعتمدا في تصنيفهما على ما توصل إليه محمد بلفقيه‬
‫وعبد اللطيف فضل هللا‪ 6‬ثم حسن بنحليمة‪ ،7‬ثم خرجنا بتصنيف يتماشى وخصوصية األنشطة‬
‫المتواجدة بمدينة الجديدة‪.‬‬
‫دينامية األنشطة التجارية‪ :‬توزيع مجالي غير متكافئ‬ ‫‪.1‬‬
‫يطغى على األنشطة الحضرية بمدينة الجديدة األنشطة التجارية‪ ،‬فهي على عكس باقي‬
‫األنشطة تتالئم مع رؤوس األموال البسيطة‪ ،‬وتسمح بإنشاء مؤسسات صغيرة وقابلة للظهور‬
‫بعد إختفاء ظرفي‪ ،‬ويمكنها أن تسير من طرف األسرة‪ ،‬مما جعلها النشاط الغالب‪ ،‬حيث انتقل‬

‫‪ 3‬نظام التموقع العالمي (‪ )GPS‬هو نظا م أمريكي للمالحة الالسلكية يتخذ من الفضاء قاعدة له‪ ،‬وهو نظام يوفر لجميع مستخدميه‬
‫المدنيين في جميع أنحاء العالم على نحو مستمر ودون انقطاع خدمات مجانية لتحديد الموقع وتحديد الوقت والمالحة‪ ،‬إذ باستطاعة‬
‫أي شخص لديه جهاز استقبال لنظام التموضع العالمي أن يحصل على معلومات تحدد له الموقع والتوقيت‪ ،‬حيث يوفر هذا النظام‬
‫لعدد غير محدد من األشخاص معلومات دقيقة عن الموقع والوقت‪ ،‬ويوفر النظام هذه المعلومات ليالً ونهارا ً في أي مكان من العالم‬
‫وبغض النظر عن الظروف الجوية‪ ،‬وهناك عدة أنواع لكننا استخدمنا نوع ‪.GARMIN Montana 650‬‬
‫‪ 4‬مرسي العزيز (‪ :)1996‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 5‬صبرو فهد (‪ :)2114‬التمدين والمركزية الحضرية حالة مدينة القنيطرة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الجغرافيا‪ ،‬كلية‬
‫االداب والعلوم االنسانية‪ ،‬جامعة ابن طفيل‪ ،‬القنيطرة‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Belfquih M’Hamed ; Fadloullah, Abdelatif (1986) : Mécanismes et formes de croissance urbaine‬‬
‫‪au Maroc, Cas de l’agglomération de Rabat.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪Benhalima Hassan (1987) : Petites villes traditionnelles et mutation socio-économique du Maroc,‬‬
‫‪le cas de Sefrou, Thèse de 3eme Cycle ; Rabat.‬‬

‫‪96‬‬
‫‪96‬‬
‫عدد المحالت الخاصة بها ‪ 5502‬سنة ‪ 5225‬إلى ‪ 5221‬محال سنة ‪ ،85222‬وخالل الفترة‬
‫الحالية عرفت تزايدا كبيرا‪ ،‬إذ وصلت إلى ‪ 1021‬محال‪ 9‬سنة ‪ 0250‬بزيادة سنوية وصلت إلى‬
‫‪ 512‬محال سنويا‪.‬‬
‫الخريطة رقم ‪ :1‬توزيع األنشطة الحضرية بمدينة الجديدة سنة ‪2116‬‬

‫المصدر‪ :‬العمل الميداني صيف ‪6102‬‬


‫تجارة التغذية أهم قطاع تجاري‬ ‫‪.1.1‬‬
‫تعبر سيادة األنشطة التجارية عن ضعف هشاشة بنية القطاع االقتصادي لدول العالم‬
‫الثالث‪ ،‬وتشكل تجارة التغذية المرتبطة بتجارة القرب‪ ،‬شكلت أهم عنصر في بنية األنشطة‬
‫التجارية خالل التسعينات والفترة الحالية‪ ،‬حيث تضاعف عدد المحالت من ‪ 5522‬سنة ‪5222‬‬
‫إلى ‪ 0050‬محال سنة ‪ ،0250‬ويعتبر النشاط األكثر حضورا داخل بنية التجارة بحوالي ‪،% 15‬‬
‫كما نجد هذا النشاط ينتشر داخل المجال الحضري بطريقة عنقودية إذ يتركز بشكل كبير داخل‬

‫‪ .8‬مرسي العزيز (‪ :)1996‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ .9‬العمل الميداني صيف ‪.0250‬‬

‫‪97‬‬
‫‪97‬‬
‫األحياء التي تعرف كثافات مرتفعة بمركز المدينة وحي اللة زهراء‪ ،‬كما توضح ذلك خريطة‬
‫توزيع محالت تجارة التغذية‪.‬‬
‫تشكل تجارة البقالة عنصرا أساسيا ومهيمنا داخل بنية تجارة المواد الغذائية‪ ،‬حيث نجد‬
‫‪ 5222‬محل أي بنسبة ‪ % 40‬من مجموع هذه التجارة‪ ،‬وتنتشر في جل أحياء المدينة والدواوير‬
‫المجاورة لها‪.‬‬
‫الخريطة رقم ‪ :2‬مجال تركز بيع المواد الغذائية بمدينة الجديدة سنة ‪2116‬‬

‫المصدر‪ :‬العمل الميداني صيف ‪0250‬‬

‫توصلنا من خالل تنطيق المدينة إلى هاالت أن الهالة األولى‪ ،‬تتشكل من األحياء التي‬
‫ظهرت بعد استقالل المغرب‪ ،‬والثانية تضم أحياء المدينة القديمة‪ ،‬هاتين الهالتين تضمان نصف‬
‫تجارة التغذية‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫‪98‬‬
‫‪ .2.1‬دينامية متزايدة وتركز مجالي لتجارة المالبس واألحذية ومواد التزيين‬
‫مكننا العمل البيبليوغرافي والميداني من الوقوف على درجة دينامة األنشطة الحضرية‪،‬‬
‫وتبقى تجارة تجارة المالبس واألحذية ومواد التزيين من بين مكونات هذه األنشطة‪ ،‬حيث‬
‫سجلنا ارتفاعا في عدد محالت بيع المالبس الجاهزة والمستعملة وبيع األحذية‪ ،‬ففي سنة ‪5222‬‬
‫لم يتجاوز عدد المحالت ‪ 404‬ليرتفع إلى ‪ 5420‬محال سنة ‪.0250‬‬
‫هذه الدينامية في العدد قابلها تركز على مستوى هذه المحالت‪ ،‬إذ يتجمع أغلبها بمركز‬
‫المدينة‪ ،‬ونسجل تدرجا في تركزها حسب الهاالت‪ ،‬إذ تمثل الهالة األولى مركز المدينة قطبا‬
‫يستحوذ على ‪ 5200‬محال‪ ،‬وتبدأ باقي الهاالت في تراجع تدريجيا‪ ،‬إذ تتجمع بالهالة الثانية التي‬
‫تتشكل من حي اللة زهرة والصفاء والبركاوي بــ ‪ 501‬محال‪ ،‬والهالة الثالثة يقابلها كل من‬
‫حي السعادة والميلحة وسيدي موسى وتضم ‪ 22‬محال‪ ،‬بينما الهالة الرابعة التي تتشكل من حي‬
‫السالم وتحوي هذه الهالة ‪ 052‬محال‪ ،‬أم الهالتين األخيرتين تعرف تراجعا للمحاالت نتيجة‬
‫لوجود مجاالت فارغة‪ ،‬وسجلنا ما مجموعه ‪ 55‬محال هاتين الهالتين توافقا حزام تركز الدواوير‬
‫العشوائية‪.‬‬
‫الخريطة رقم ‪ : 3‬هاالت توزيع تجارة المالبس واألحذية ومواد التزيين بمدينة الجديدة سنة ‪2116‬‬

‫المصدر‪ :‬العمل الميداني صيف ‪0250‬‬

‫من خالل مالحظة خريطة مجال تركز تجارة المالبس واألحذية ومواد التزيين أي كل‬
‫مااا يتعلق بااالمالبس والمجوهرات‪ ،...‬فااإنهااا تتركز بمركز الماادينااة من خالل وجود عاادد من‬
‫القيساريات المخصصة لذلك كقيسارية النصر‪ ،‬واد الذهب‪...‬‬

‫‪99‬‬
‫‪99‬‬
‫الخريطة رقم ‪ :4‬مجال تركز تجارة المالبس واألحذية ومواد التزيين بمدينة الجديدة سنة ‪2116‬‬

‫المصدر‪ :‬العمل الميداني صيف ‪0250‬‬

‫‪ .3.1‬تطور تجارة التجهيز المنزلي بين التسعينات والفترة الحالية‬


‫عرفت تجارة التجهيز المنزلي بمدينة الجديدة تطورا في عدد المحالت ما بين التسعينات‬
‫والفترة الحالية‪ ،‬إذ انتقلت من ‪ 020‬سنة ‪ 5222‬إلى ‪ 000‬محال سنة ‪ ،0250‬وتضاعفت‬
‫المحالت ثالث مرات خالل ‪ 02‬سنة‪ ،‬تتوطن بمركز المدينة واألحياء المجاورة له‪.‬‬
‫ومن خالل المالحظة األولية لخريطة توزيع محالت التجهيز المنزلي‪ ،‬نسجل أن الهالة‬
‫األولى تستحوذ على أكبر عدد من المحالت بـ ‪ 040‬محال‪ ،‬ومركز المدينة يشكل الهالة الثانية‬
‫بحوالي ‪ 500‬محال‪ ،‬فيما تضم الهالة الثالثة ‪ 504‬محال‪ ،‬ثم الهالتان الرابعة والخامسة بحوالي‬
‫‪ 20‬محال‪ .‬وتتركز هذه المحالت باألحياء التي شيدت من طرف المعمرين الفرنسين أو خطط‬
‫لها من قبل مهندسين فرنسيين‪ ،‬ألن مثل هذه المحالت تحتاج إلى مساحة كبيرة‪ ،‬على عكس ما‬
‫يوجد في مركز المدينة‪ ،‬إذ تتميز محالتها بمساحتها الصغيرة‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫‪100‬‬
‫الخريطة رقم ‪ :5‬هاالت توزيع تجارة التجهيز المنزلي بمدينة الجديدة سنة ‪2116‬‬

‫المصدر‪ :‬العمل الميداني صيف ‪0250‬‬

‫تتوزع محالت تجارة التجهيز المنزلي بشكل عنقودي‪ ،‬حيث تتجمع المحالت في‬
‫مجاالت قريبة من بعضها البعض‪ ،‬بينما تغيب في باقي المجال الحضري‪.‬‬
‫‪ .4.1‬تزايد عدد محالت تجارة المواد غير الغذائية ومواد البناء‬
‫أصبحت مدينة الجديدة تستقطب أنواعا جديدة من األنشطة التجارية‪ ،‬التي لم تكن تتوطن‬
‫بها سابقا‪ ،‬ويرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل التي سنتعرف عليها فيما بعد‪ ،‬كما تطورت‬
‫أنشطة أخرى كانت متواجدة سابقا كمواد البناء والمواد غير الغذائية كبيع أجزاء السيارات‪.‬‬
‫شهد هذا النوع من التجارة ارتفاعا ملحوظا‪ ،‬إذ انتقل من ‪ 520‬محال سنة ‪ 5222‬إلى ‪ 122‬سنة‬
‫‪ ،0250‬أي بزيادة سنوية تقدر بــ ‪ 51‬محال‪.‬‬
‫إن الدينام ية التي تعرفها بنية التجارة بمدينة الجديدة تختلف بين األحياء‪ ،‬فهناك أحياء‬
‫تستقطب عددا كبيرا عكس أحياء أخرى‪ .‬وندرج هنا مقارنة بين األحياء القديمة وأحياء فترة‬
‫الحماية الفرنسية وأحياء مرحلة ما بعد االستقالل ثم األحياء الجديدة‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫‪101‬‬
‫الخريطة رقم ‪ :6‬مجال تركز بيع المواد غير الغذائية ومواد البناء بمدينة الجديدة سنة ‪2116‬‬

‫المصدر‪ :‬العمل الميداني صيف ‪0250‬‬

‫نالحظ من خالل الجدول رقم ‪ 5‬أن المدينة القديمة تستحوذ على عدد كبير من األنشطة‬
‫التجارية‪ ،‬وتبقى األحياء األخرى تعرف تزايدا‪ ،‬باستثناء حي البالطو الذي اختفى فيه ما يقارب‬
‫‪ 50‬محال تجاريا‪ ،‬ويعود ذلك إلى وجوده بالقرب من مركز المدينة‪ ،‬وطبيعة السكن ( الفيالت)‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ : 1‬تطور بنية األنشطة التجارة بمدينة الجديدة بين ‪ 1993‬و‪2116‬‬
‫حي السالم‬ ‫اللة زهراء‬ ‫حي بالطو‬ ‫حي العصري‬ ‫المدينة القديمة‬
‫‪2016‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪138‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪333‬‬ ‫‪321‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪193‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪562‬‬ ‫التغذية ‪380‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪143‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪946‬‬ ‫تجهيز ‪348‬‬
‫الشخص‬
‫‪36‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪196‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪92‬‬ ‫التجهيز‬
‫المنزلي‬
‫‪44‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪78‬‬ ‫تجارة ‪30‬‬
‫متنوعة‬
‫‪250‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪721‬‬ ‫‪526‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪347‬‬ ‫‪196‬‬ ‫‪1722‬‬ ‫المجموع ‪850‬‬

‫المصدر‪ :‬مرسي العزيز (‪ :)1996‬مرجع سابق‪.‬والعمل الميداني صيف ‪0250‬‬

‫الحرف والخدمات بمدينة الجديدة ‪ :‬دينامية في تزايد‬ ‫‪.2‬‬


‫قراءة تاريخ األنشطة الخدماتية بمدينة الجديدة‪ ،‬توضح لنا التطور الذي عرفته الحرف‬
‫والخدمات‪ ،‬إذ انتقلت من ‪ 5025‬محال سنة ‪ 5222‬إلى ‪ 1420‬سنة ‪ ،0250‬أي بزيادة وصلت‬

‫‪102‬‬
‫‪102‬‬
‫إلى ‪ 4002‬محال (بمعدل ‪ 512‬محال سنويا)‪ .‬بينما نجد في مرحلة ما بين ‪5222 – 5225‬‬
‫زيادة ضعيفة لم تتراوح ‪ 21‬محال سنويا‪.‬‬
‫الخريطة رقم ‪ : 7‬توزيع الحرف والخدمات بمدينة الجديدة سنة ‪2116‬‬

‫المصدر‪ :‬العمل الميداني صيف ‪0250‬‬

‫تتميز الحرف المهنية بتفاوت مجالي‬ ‫‪.1.2‬‬


‫تح تل الحرف المهن ية م كا نة مه مة دا خل مركز ال مدي نة نظرا ألهميت ها الكبيرة دا خل‬
‫المنظومة الحضااااارية‪ ،‬حيث تعتبر من الخدمات األسااااااساااااية الالزم توفرها‪ ،‬وتتوزع بطريقة‬
‫متفاوتة داخل المجال الحضااااااري‪ ،‬فهي تتركز بشااااااكل كبير باألحياء القديمة في اتجاه طريق‬
‫ساااااايدي بوزيد‪ ،‬ويرجع ذلك إلى أن هذه الحرف عبارة عن خدمات عادية يكون التردد عليها‬
‫يوميا‪ ،‬وتسااتقر في الغالب في أماكن متعددة لكي تكون قريبة من السااكان‪ ،‬فإذا اسااتقرت بعيدا‬
‫عن أماكن تواجد الزبناء‪ ،‬فلن يقبل الزبون بقطع مسافة إضافية لالستفادة منها‪.‬‬
‫تتوزع محالت هذه الحرف بشكل متفاوت حسب طبيعة المهنة‪ ،‬حيث نجد حوالي ‪052‬‬
‫محال للخياطة‪ ،‬أي ما يعادل ‪ % 01‬من مجموع محالت الحرف المهنية‪ ،‬تليها حرفة الحالقة‬

‫‪103‬‬
‫‪103‬‬
‫بـاااـااا ‪ 102‬بنسبة ‪ %04‬تتوزع ما بين حالقة الرجال بـاااـااا ‪ 214‬محال‪ ،‬وحالقة النساء بحوالي‬
‫‪ 021‬محال‪ ،‬هذه األخيرة لم تكن موجودة إلى حدود التسااعينات‪ ،‬أما حرفة النجارة فيصاال عدد‬
‫محالتها إلى ‪ 220‬بنساابة ‪ ،% 51‬ونميز فيها بين نجارة الخشااب بـااااااااـاااااااا ‪ 020‬محال ونجارة‬
‫االلمنيوم بـااا ‪ 24‬محال‪ ،‬كما تنتشر حرفة الميكانيكي ببعض األحياء المتخصصة في ذلك كحي‬
‫درب غلف واللة زهرة‪ ،‬ويصاااااال عددها إلى ‪ 002‬محال بنساااااابة ‪ % 2‬من مجموع المحالت‬
‫المخصصة للحرف المهنية‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ : 2‬توزيع عدد الحرف المهنية بمدينة الجديدة‬
‫العدد‬ ‫نوع الحرف‬
‫‪83‬‬ ‫إصالح الحواسب والهواتف‬
‫‪46‬‬ ‫صباغة السيارات‬
‫‪55‬‬ ‫إصالح الثالجات والتلفاز‬
‫‪48‬‬ ‫كهربائي سيارات‬
‫‪378‬‬ ‫نجار‬
‫‪227‬‬ ‫ميكانيكي‬
‫‪27‬‬ ‫إصالح مفاتيح‬
‫‪119‬‬ ‫رصاص‬
‫‪613‬‬ ‫خياط‬
‫‪589‬‬ ‫حالق‬
‫‪135‬‬ ‫لحـــام‬
‫‪28‬‬ ‫إصالح العجالت‬
‫‪38‬‬ ‫إسكافي‬
‫‪56‬‬ ‫أخر‬
‫‪2440‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬العمل الميداني صيف ‪0250‬‬

‫سااااجلنا‪ ،‬من خالل البحث الميداني‪ ،‬ضااااعفا في تمثيلية بعض الحرف المهنية نظرا لقلة‬
‫التردد عليها مثل اإلسااااااكافي الذي يمثل فقط ‪ ،% 0‬وكذلك حرفة اللحام التي ال تكاد تصاااااال‬
‫نسبتها إلى ‪ ،% 1‬في حين تشكل كل من إصالح الثالجات والتلفاز ‪ ،% 0‬وإصالح الحواسب‬
‫والهواتف ‪.%2‬‬
‫لكي نتمكن من ضاابط أشااكال انتشااار الحرف المهنية‪ ،‬قساامنا المجال الحضااري للجديدة‬
‫إلى نطاقات متساوية في شعاعها‪ ،‬فتوصلنا إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الهااالااة االولى يتركز فيهااا ‪ 777‬محال للحرف‪ ،‬هااذه الهااالااة توافق‬
‫وجود أحياء اللة زهرة‪ ،‬درب غلف‪ ،‬حي بركاوي ‪...‬‬
‫‪ -‬الهالة الثانية تضاااام ‪ 227‬محال للحرف‪ ،‬وتتشااااكل من أحياء المدينة‬
‫القديمة (حي القلعة‪ ،‬حي البرتغالي‪ ،‬ضاية‪.)...‬‬

‫‪104‬‬
‫‪104‬‬
‫‪ -‬الهااالااة الثااالثااة يتواجااد بهااا حوالي ‪ 296‬محال للحرف‪ ،‬وتتكون من‬
‫أحياء سيدي موسى‪ ،‬السعادة‪ ،‬المنار‪...‬‬
‫‪ -‬الهالة الرابعة ‪ 071‬محال للحرف‪ ،‬ويشاااااااكل فيها حي المطار‪ ،‬ملك‬
‫الشيخ‪ ،‬السعادة الثالثة ثم البستان‪ ،‬األحياء األكثر تركز للحرف‪.‬‬
‫‪ -‬الهالة الخامساااااااة تضااااااام ‪ 070‬محال للحرف‪ ،‬وتتركز هذه الحرف‬
‫بدواوير الهامشية لمدينة الجديدة‪ ،‬كدوار الغربة‪ ،‬لشهب‪ ،‬المسيرة‪....‬‬
‫‪ -‬الهالة االخيرة االقل حضاااااااورا للحرف بحوالي ‪ 29‬محال للحرف‪،‬‬
‫نظرا لوجود مجاالت فارغة ومجاالت زراعية‪.‬‬
‫الخريطة رقم ‪ :8‬هاالت توزيع الحرف المهنية بمدينة الجديدة سنة ‪2116‬‬

‫المصدر‪ :‬العمل الميداني صيف ‪0250‬‬

‫نساااااتنتج مما سااااابق أن محالت الحرف المهنية تتدرج في انتشاااااارها من المركز نحو‬
‫الهوامش‪ ،‬وهذا يرتبط بنفوذ المركز التاريخي‪ ،‬إذ نساااااجل في الهالة األولى والثانية أكثر من‬
‫نصف محالت الحرف المهنية‪ ،‬أي على مساحة تقدر بـااااااـاااااا ‪ 114‬هكتار من مساحة المجال‬

‫‪105‬‬
‫‪105‬‬
‫الحضاااري التي تصااال ‪ ،2121‬أي أن ‪ % 10‬من محالت الحرف المهنية تتركز في ‪% 51‬‬
‫من مساحة العامة للمدينة‪.‬‬
‫‪ .2.2‬الخدمات التجارية عنصر مهم في دينامية المجال‬
‫تلعب الخدمات التجارية دورا مهم في تنشيط الحركة التجارية للمدينة‪ ،‬إذ سجلنا خالل‬
‫العمل الميداني ما يقارب ‪ 5102‬محال‪ ،‬أي بنسبة ‪ % 00‬من مجموع محالت الخدمات‪ ،‬يتميز‬
‫هذا النوع من الخدمات بالتنوع‪ ،‬إذ يحتوي على ‪ 52‬نوعا كما يوضح الجدول رقم ‪.54‬‬
‫الجدول رقم ‪ :3‬بنية الخدمات التجارية بمدينة الجديدة سنة ‪2116‬‬
‫النسبة ‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫الخدمات التجارية‬
‫‪26‬‬ ‫‪412‬‬ ‫مقاهي‬
‫‪22‬‬ ‫‪357‬‬ ‫مطعم وسناك‬
‫‪1‬‬ ‫‪18‬‬ ‫حانة‬
‫‪10‬‬ ‫‪158‬‬ ‫حمام وفرن‬
‫‪6‬‬ ‫‪95‬‬ ‫غسل سيارات‬
‫‪2‬‬ ‫‪32‬‬ ‫فنادق‬
‫‪1‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مطبعة‬
‫‪2‬‬ ‫‪37‬‬ ‫نادي فيديو‬
‫‪3‬‬ ‫‪47‬‬ ‫قاعة ألعاب رياضية‬
‫‪3‬‬ ‫‪49‬‬ ‫قاعة انترنيت‬
‫كراء السيارات‬
‫‪3‬‬ ‫‪45‬‬ ‫والمعدات‬
‫‪1‬‬ ‫‪21‬‬ ‫محطة بنزين‬
‫‪2‬‬ ‫‪25‬‬ ‫مختبر تصوير‬
‫‪4‬‬ ‫‪55‬‬ ‫مصبنة‬
‫‪7‬‬ ‫‪117‬‬ ‫مكتبة‬
‫‪2‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ممون حفالت‬
‫‪1‬‬ ‫‪16‬‬ ‫سوق ممتاز‬
‫‪3‬‬ ‫‪46‬‬ ‫نظراتي‬
‫تزيين العرائس‬
‫‪1‬‬ ‫‪15‬‬ ‫(نكافة)‬
‫‪100‬‬ ‫‪1589‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬العمل الميداني صيف ‪0250‬‬

‫تنتشر محالت هذه الخدمات داخل أحياء المدينة بشكل متفاوت‪ ،‬إذ نجدها تتوطن على‬
‫المحاور الرئيسية كالمقاهي‪ ،‬وتغيب في أحياء أخرى خاصة في حي كالفورنيا‪.‬‬
‫تحتل المقاهي المرتبة االولى بــ ‪ 450‬محال‪ ،‬وهو ما يمثل ‪ % 01‬من مجموع محالت‬
‫الخدمات التجارية‪ ،‬وتشغل المقاهي يدا عاملة مهمة‪ ،‬فإذا ما اعتبرنا أن كل مقهى تشغل ‪0‬‬
‫‪106‬‬
‫‪106‬‬
‫عمال‪ ،‬فقطاع المقاهي بالجديدة يشغل لوحده ‪ ،0420‬دون إغفال السلسلة المرتبطة بالمقاهي‬
‫كبقالة وبائعي النعاع والمخبزات‪ ،...‬فيما تحتل خدمة المطاعم المرتبة الثانية بـ ‪ 212‬محال‬
‫بنسبة ‪.% 00‬‬
‫الخريطة رقم ‪ :9‬مجاالت تركز خدمة المقاهي بمدينة الجديدة سنة ‪2116‬‬

‫المصدر‪ :‬العمل الميداني صيف ‪0250‬‬

‫من خالل التحليل المجالي للخدمات التجارية اتضااااااح لنا أن هناك تركزا كبيرا لهذه‬
‫الخدمات في االحياء القديمة‪ ،‬أما االحياء الجديدة فيقتصاااااار التركز على االحياء الموجودة في‬
‫اتجاه الجرف االصااافر كحي الساااعادة‪ ،...‬وبعض األنوية في كل من حي الساااالم‪ ،‬خاصاااة في‬
‫ملتقى أم الربيع‪ ،‬وحي سيدي موسى‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫‪107‬‬
‫الخريطة رقم ‪ :11‬مجال تركز الخدمات التجارية بمدينة الجديدة سنة ‪2116‬‬

‫المصدر‪ :‬العمل الميداني صيف ‪0250‬‬

‫‪ .3.2‬تتميز المهن الحرة بمدينة الجديدة بالتنوع‬


‫تعتبر المهن الحرة من بين أهم األنشطة التي تدخل ضمن قطاع الخدمات‪ ،‬حيث تحتل‬
‫مكانة مهمة داخل المجال الحضري‪ ،‬ويصل عدد محالتها إلى ‪ 042‬تتوزع على الشكل التالي‪:‬‬
‫مهنة الطب التي عرفت تطورا كبيرا بالمقارنة مع الماضي‪ ،‬حيث لم يكن يتجاوز عدد العيادات‬
‫الطبية ‪ 0‬سنة ‪ ،5225‬وارتفع العدد إلى ‪ 00‬سنة ‪ ،5200‬وخالل سنة ‪ 0250‬تم جرد ‪002‬‬
‫عيادة طبية‪ ،‬أي بنسبة ‪ % 20‬من مجموع محالت المهن الحرة‪ ،‬ونميز داخلها بين ‪ 505‬عيادة‬
‫بتخصصات مختلفة بنسبة ‪ % 22‬من مجموع العيادات الطبية‪ ،‬و‪ 04‬عيادة لطب األسنان‬
‫بنسبة ‪ ،% 52‬ثم ‪ 4‬عيادات للطب البيطري‪ .‬وعرفت مهنة المحاماة بدورها تزايدا مضطردا‪،‬‬
‫إذ لم تكن تتجاوز ‪ 00‬مكتب محاماة سنة ‪ ،5200‬لكن سنة ‪ 0250‬وصلت إلى ‪ 520‬وهو ما‬
‫يمثل ‪ % 05‬من مجموع محالت المهن الحرة‪ ،‬كما نسجل حضورا مهما لمهنة المهندسين‬
‫بنسبة ‪ % 51‬وعددها ‪ 40‬مكتبا‪ ،‬ثم بعد ذلك نجد المهن األخرى التي ال تتجاوز نسبها ما بين‬
‫‪ 2‬و‪.% 0‬‬

‫‪108‬‬
‫‪108‬‬
‫الشكل رقم ‪ :2‬توزيع المهن الحرة بمدينة الجديدة سنة ‪2116‬‬

‫المصدر‪ :‬العمل الميداني صيف ‪0250‬‬

‫تتوزع هذه المهن مجاليا بشكل كبير داخل ما يعرف بـ "المركز العصري" الذي خطط‬
‫له من قبل المعمرين‪ ،‬ويضم حي الصفاء والبركاوي‪ .‬وتتوطن هذه المهن بشكل كبير في شارع‬
‫محمد الخامس خصوصا مهنة المحاماة‪ ،‬أما االطباء فيستقرون بالقرب من المستشفى الكبير‬
‫قديما‪ ،‬لكن مع تحويل المستشفى إلى القرب من سجن سيدي موسى‪ ،‬بدأنا نالحظ ظهور هذه‬
‫المهن خصوصا على شارع جبران خليل جبران‪ ،‬وشارع المسيرة‪.‬‬
‫‪ .4.2‬خدمات صحية‬
‫تبين لنا من خالل العمل الميداني الذي هم الخدمات الصحية‪ ،‬أن هناك تفاوتا كبيرا بين‬
‫القطاعين العام والخاص‪ ،‬فعدد المحالت التابعة للقطاع العمومي ال يتجاوز العشرة فقط‪ ،‬وهو‬
‫ما يمثل ‪ %4‬فقط من مجموع المحالت التي يصل عددها إلى ‪ ،022‬أي أن المدينة تعاني‬
‫خصاصا كبيرا في الخدمات العمومية في هذا القطاع‪ .‬لقد فتح هذا األمر الباب للقطاع الخاص‬
‫الذي توسع بشكل كبير‪ ،‬فهو يمثل حاليا ما يقارب ‪ % 20‬من مجموع هذه المحالت‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ :4‬توزيع الخدمات التجارية بمدينة الجديدة سنة ‪2116‬‬
‫النسبة ‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫الخدمات الصحية‬
‫‪24‬‬ ‫‪502‬‬ ‫صيدالليات‬
‫‪2‬‬ ‫‪51‬‬ ‫عيادة طبية‬
‫‪4‬‬ ‫‪20‬‬ ‫مختبر تحليالت طبية‬
‫‪2‬‬ ‫‪02‬‬ ‫مركز ترويض‬
‫‪2‬‬ ‫‪22‬‬ ‫مصحة‬
‫‪2‬‬ ‫‪22‬‬ ‫هالل أحمر‬
‫‪522‬‬ ‫‪052‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬العمل الميداني صيف ‪0250‬‬

‫تحتل الخدمات الصحية الخاصة مكانة مهمة بمدينة الجديدة‪ ،‬وتمثل خدمات الصيدلة‬
‫النسبة األكبر بحوالي ‪ % 24‬من مجموع محالت الخدمات الصحية بـ ‪ 502‬محال‪ ،‬منها ‪04‬‬
‫محال مخصصة للخدمات شبه الصيدلية (‪ )Parapharmacie‬بينما يبلغ عدد الصيدليات‬
‫‪ .520‬هذه األخيرة لم يكن يتجاوز عددها سنة ‪ 5225‬إال أربع صيدليات‪ ،‬ليرتفع عددها سنة‬
‫‪109‬‬
‫‪109‬‬
‫‪ 5200‬إلى ‪ 55‬صيدلية‪ .‬ويبلغ عدد مراكز الترويض بالمدينة ‪ 02‬محال وهو ما يمثل ‪% 2‬‬
‫من مجموع محالت الخدمات الصحية‪ ،‬وتبلغ نسبة تمثيلية العيادات الطبية ‪ % 2‬في حين تمثل‬
‫المصحات ‪.%2‬‬
‫تتركز الخدمات الصااحية في مدينة الجديدة بالقرب من مسااتشاافى محمد الخامس القديم‬
‫أو ما يعرف بحي المساااااتشااااافى‪ ،‬وظهرت مجاالت أخرى‪ ،‬بحضاااااور أقل من المركز‪ ،‬بدأت‬
‫تسااااتقطب هذا النوع من الخدمات‪ ،‬خاصااااة أنه يعرف إقباال كبيرا من طرف ساااااكنة المدينة‬
‫والمجاالت المجاورة‪.‬‬
‫الخريطة رقم ‪ :11‬مجال تركز الخدمات الصحية بمدينة الجديدة سنة ‪2116‬‬

‫المصدر‪ :‬العمل الميداني صيف ‪0250‬‬

‫‪ .5.2‬تهيمن المؤسسات التعليمية الخاصة على مشهد قطاع التعليم‬


‫تعتبر الخدمات التعليمية من الخدمات المهمة والضرورية لساكنة المدينة ومجاالتها‬
‫المجاورة‪ ،‬فهي من العوامل المهمة وراء ازدهار المدينة وتطورها‪ ،‬إذ تساهم في استقطاب‬
‫السكان وأنشطة مرافقة له‪ ،‬ونخص بالذكر المكتبات ومحالت الطبع‪.‬‬
‫إلى حدود ‪ ،0250‬كانت المدينة تحتضن ما يقارب ‪ 054‬مؤسسة تعليمية أي بنسبة ‪% 4‬‬
‫من مجموع محالت الحرف والخدمات‪ .‬ويتوزع العدد ما بين التعليم العمومي الذي يمثل‬
‫‪ % 05‬ويتكون من ‪ 40‬مؤسسة‪ ،‬والخصوصي الذي عرف طفرة كبيرة‪ ،‬حيث انتقل من‬
‫مؤسسة واحدة سنة ‪ 5225‬إلى ست مؤسسات سنة ‪ ،5200‬وخالل سنة ‪ 0250‬وصل عدد‬
‫المؤسسات الخاصة إلى ‪ 500‬مؤسسة‪ ،‬أي ما يعادل ‪ % 22‬من المؤسسات التعليمية بالمدينة‪.‬‬
‫من خالل التحليل المكاني لتوزيع الخدمات التعليمية‪ ،‬تبين أن هناك تركزا للخدمات‬
‫التعليمية العمومية باألحياء القديمة كحي درب الشاوي واللة زهرة وقرب ساحة فرنسا‪ ،‬بينما‬
‫خدمات التعليمية الخاصة تتركز باألحياء الجديدة كحي السالم والسعادة‪ ،‬ملك الشيخ‪....‬‬

‫‪110‬‬
‫‪110‬‬
‫إن تنطيق توزيع الخدمات التعليمية‪ ،‬جعلنا نتأكد أكثر بأن االحياء الجديدة هي األكثر‬
‫استقطابا للمؤسسات التعليمية حيث نجد‪:‬‬
‫‪ -‬الهالة االولى تضااااام ‪ 26‬مؤساااااساااااة أي بنسااااابة ‪ % 69‬من خدمات‬
‫التعليمية‪ ،‬هذه الهالة توافق وجود أحياء حي المطار‪ ،‬ملك الشيخ‪ ،‬السعادة الثالثة‬
‫والبستان ثم حي السالم‪...‬؛‬
‫‪ -‬الهالة الثانية تسااجل ‪ 72‬مؤسااسااة بنساابة ‪ ،% 67‬وتتشااكل من أحياء‬
‫المدينة القديمة (حي القلعة‪ ،‬حي البرتغالي‪ ،‬ضاية‪)...‬؛‬
‫‪ -‬الهالة الثالثة يتواجد بها حوالي ‪ 24‬مؤساساة بنسابة ‪ ،% 66‬وتتكون‬
‫من أحياء سيدي موسى‪ ،‬السعادة‪ ،‬المنار‪...‬؛‬
‫‪ -‬الهالة الرابعة تتوطن بها ‪ 21‬مؤسااااسااااة بنساااابة ‪ ،% 04‬هذه الهالة‬
‫توافق وجود أحياء اللة زهرة‪ ،‬درب غلف‪ ،‬حي بركاوي‪...‬؛‬
‫‪ -‬الهالة الخامساااة والساااادساااة تعرف حضاااور ضاااعيف للمؤساااساااات‬
‫التعليمية بمجموع ‪ 01‬مؤسسات ‪ 2‬للهالة األولى و‪ 2‬مؤسسات لالخيرة‪.‬‬
‫الخريطة رقم ‪ :12‬هاالت توزيع الخدمات التعليمية بمدينة الجديدة سنة ‪2116‬‬

‫المصدر‪ :‬العمل الميداني صيف ‪0250‬‬

‫‪ .6.2‬الخدمات المالية دينامية متزايدة‬


‫تشكل الخدمات المالية دورا كبيرا في إشعاع المدينة االقليمي‪ ،‬فهي تعتبر من الخدمات‬
‫النادرة د اخل المدينة رغم أن تواجدها بمدينة الجديدة ليس حديثا‪ .‬وانتقل عدد الوكاالت البنكية‬
‫بالمدينة من ‪ 0‬وكاالت سااااانة ‪ ،5225‬إلى ‪ 52‬سااااانة ‪ ،5200‬لتنضااااااف ‪ 52‬وكالة أخرى إلى‬
‫حدود ساانة ‪ ،5222‬أي ما يعادل ‪ 22‬وكالة‪ .‬ومع دينامية المدينة وتوسااعها تزايد العدد بشااكل‬

‫‪111‬‬
‫‪111‬‬
‫كبير‪ ،‬فخالل ساااااانة ‪ 0250‬تم جرد ‪ 520‬وكالة ذات أبعاد مختلفة (وطني‪ ،‬دولي)‪ ،‬وهو ما‬
‫تمثل ‪ % 2‬من مجموع محالت الحرف والخدمات‪.‬‬
‫الخريطة رقم ‪ :13‬توزيع الخدمات المالية بمدينة الجديدة سنة ‪2116‬‬

‫المصدر‪ :‬العمل الميداني صيف ‪0250‬‬

‫يتبين من خالل الخريطة اعاله أن المؤساااااساااااات البنكية تتركز على طول الشاااااوارع‬
‫الرئي سية‪ ،‬ك شارعي محمد ال سادس ومحمد الخامس‪ ،‬كما نجدها تتركز ب شارع طريق سيدي‬
‫بوزيد‪ ،‬وبعض مراكز كحي المطار وحي السالم‪...‬‬
‫‪ .7.2‬خدمات النقل واالتصال‬
‫إن إشااااعاع مدينة الجديدة الدولي والوطني جعلها قبلة للعديد من االنشااااطة الحضاااارية‬
‫ذات الطابع النادر‪ ،‬وتعتبر خدمات النقل واالتصاااااااال من الخدمات النوعية‪ ،‬إذ اسااااااتقرت‬
‫بالجديدة سنة ‪ 0250‬ما يقارب ‪ 500‬محال‪ ،‬بينما لم تكن المدينة تحتوي إال على خدمتين سنة‬
‫‪.5200‬‬
‫أسفر تنطيق توزيع خدمات االتصال والنقل على نتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الهالة األولى تضااااااام ‪ 21‬خدمة بنسااااااابة ‪ % 00‬مقارنة مع باقي‬
‫الهاالت‪ ،‬هذه الهالة توافق وجود أحياء اللة زهرة‪ ،‬درب غلف‪ ،‬حي بركاوي‪...‬؛‬
‫‪ -‬الهالة الثانية تضااااام ‪ 07‬خدمة بنسااااابة ‪ ،% 01‬وتتشاااااكل من أحياء‬
‫المدينة القديمة (حي القلعة‪ ،‬حي البرتغالي‪ ،‬ضاية‪)...‬؛‬
‫‪ -‬الهالة الثالثة يتواجد بها حوالي ‪ 64‬خدمة بن سبة ‪ % 60‬من مجموع‬
‫الخدمات‪ ،‬هذه الهالة توافق وجود أحياء سيدي موسى‪ ،‬السعادة‪ ،‬المنار‪...‬؛‬
‫‪ -‬الهالة الرابعة ‪ 07‬خدمة أي بنسااااااابة ‪ % 06‬من مجموع خدمات‬
‫الهاالت‪ ،‬وتتكون من أحياء المطار‪ ،‬ملك الشيخ‪ ،‬السعادة الثالثة‪...‬؛‬

‫‪112‬‬
‫‪112‬‬
‫‪ -‬الهالة الخامسة تعرف حضور ضعيف للخدمات المالية‪ ،‬إذ ال توجد‬
‫سوى خدمتين بنسبة ‪ % 6‬من مجموع خدمات النقل واالتصال‪ ،‬وتستقر بالحي‬
‫الصناعي؛‬
‫‪ -‬الهالة األخيرة تعرف غياب تام لخدمات النقل واالتصال‪.‬‬
‫الخريطة رقم ‪ :14‬هاالت توزيع خدمات النقل واالتصال بمدينة الجديدة سنة ‪2116‬‬

‫المصدر‪ :‬العمل الميداني صيف ‪0250‬‬

‫تتركز خدمات النقل واالتصااال بشااكل متفاوت داخل المجال الحضااري‪ ،‬حيث نسااجل‬
‫حضااااااورها القوي بحي البركاوي والصاااااافاء‪ ،‬كما نجدها بأحياء المدينة القديمة‪ ،‬في حين‬
‫تضعف في باقي المناطق‪.‬‬
‫‪ .8.2‬الخدمات اإلدارية بمدينة الجديدة‬
‫لعبت الخدمات اإلدارية دورا كبيرا في دينامية المدينة‪ ،‬التي شهدت منذ فترة االستعمار‬
‫تشييد مجموعة من المصالح اإلدارية‪ ،‬كما أن المعمر الفرنسي في تخطيطه للمدينة وضع‬
‫مجاال خاصا باإلدارة‪ .‬وفي الوقت الحالي فالجديدة تعرف حضورا ضعيفا لهذه الخدمات‪ ،‬إذ‬
‫ال يتجاوز عددها ‪ 20‬مقرا لمصالح إدارية مختلفة‪ ،‬وهي بذلك ال تمثل سوى ‪ % 5‬من مجموع‬
‫الخدمات‪.‬‬
‫اتضح لنا‪ ،‬من خالل العمل الميداني والعمل الخرائطي‪ ،‬تركز جل هذه الخدمات باألحياء‬
‫التي أنشأها االستعمار الفرنسي كحي البالطو والبركاوي‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫‪113‬‬
‫الخريطة رقم ‪ :15‬مجال تركز خدمات االدارات العمومية بمدينة الجديدة سنة ‪2116‬‬

‫المصدر‪ :‬العمل الميداني صيف ‪0250‬‬

‫باإلضافة إلى الضعف الذي تعرفه هذه الخدمات‪ ،‬فهي تتوزع بشكل غير متكافئ بين‬
‫أحياء المدينة‪ ،‬إذ تغيب في عدد كبير من االحياء‪.‬‬
‫تبين لنا من خالل المحور المتعلق بدينامية الحرف والخدمات بمدينة الجديدة‪ ،‬أن هذه‬
‫األخيرة عرفت دينامية متزايدة‪ .‬هذه الدينامية ال تزال متواصلة‪ ،‬وهو ما تبين من خالل العمل‬
‫الميداني الذي هم األحياء الجديدة‪ .‬هذه األخيرة ال زالت تستقطب السكان واألنشطة الحضرية‪،‬‬
‫كحي المطار الذي سجلنا فيه إرتفاعا في عدد األنشطة من ‪ 520‬نشاطا سنة ‪ 0250‬إلى ما‬
‫يقارب ‪ 000‬نشاطا سنة ‪ ،0250‬أي بزيادة ‪ 04‬نشاطا‪.‬‬
‫خالصة‬
‫إذا كانت فترة الحماية قد شكلت تحوالت على المستوى الديموغرافي وجعلت من مدينة‬
‫الجديدة مجاال مستقطبا ومهيكال لظهيرها القاري‪ ،‬ففترة االستقالل شهدت موجة جديدة من‬
‫الدينامية الديمغرافية‪ ،‬إذ لم تكن ساكنة مدينة الجديدة تتجاوز ‪ 02.222‬نسمة سنة ‪،5222‬‬
‫وانتقلت إلى ‪ 524.224‬نسمة سنة ‪ ،0254‬كان لها الوقع الكبير على توسع المدينة‪ ،‬وساهم في‬
‫توسعها ‪ ،‬وزادت االوراش الكبرى التي توطنت بالقرب من المدينة من تزايد سكان المدينة‪،‬‬
‫وارتفاع الطلب على السكن‪ ،‬مما ساهم في تزايد الحاجة إلى األنشطة الحضرية بكل أنواعها‪،‬‬
‫فالدينامية الديمغرافية واكبتها دينامية على مستوى المجال المبني الذي انتقل من ثالث هكتارات‬
‫خالل مرحلة االحتالل البرتغالي‪ ،‬لتصل إلى ‪ 144‬هكتارا سنة ‪ .0250‬الدينامية التي عرفتها‬
‫مدينة الجديدة على المستويين الديموغرافي والمجالي‪ ،‬جعلها تستقطب عددا كبيرا من األنشطة‬
‫الحضرية‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫‪114‬‬
‫الجدول رقم ‪ :5‬تطور بنية االنشطة الحضرية بمدينة الجديدة ‪2116 – 1971‬‬
‫‪2116‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫‪1982‬‬ ‫‪1971‬‬ ‫النوع‬
‫‪1021‬‬ ‫‪5221‬‬ ‫‪5102‬‬ ‫‪5502‬‬ ‫أنشطة تجارية‬
‫‪1420‬‬ ‫‪5025‬‬ ‫‪5220‬‬ ‫‪5211‬‬ ‫أنشطة الحرف والخدمات‬
‫‪55222‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2892‬‬ ‫‪0050‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬مرسي العزيز (‪ :)1996‬مرجع سابق‪ ،.‬العمل الميداني صيف ‪0250‬‬

‫يتبين من خالل الجدول السابق التطور الكبير في عدد االنشطة الحضرية‪ ،‬إذ انتقل من‬
‫‪ 0050‬سنة ‪ 5225‬إلى ‪ 55222‬نشاط سنة ‪ .0250‬هذا التطور في األنشطة هم كذلك بنيتها‪،‬‬
‫إذ انتقلت األنشطة التجارية من ‪ 5502‬محال تجاريا إلى ‪ 1021‬محال‪ ،‬أما الحرف والخدمات‬
‫فقد وصلت إلى ‪.1420‬‬
‫إن هذه الدينامية المجالية والديمغرافية جعلت المدينة في حاجة إلى المزيد من األنشطة‪.‬‬
‫فمن خالل العمل الميداني واإلحصائيات الخاصة باألنشطة الحضرية تبين لنا التزايد الواضح‪،‬‬
‫إذ انتقلت من ‪ 0050‬سنة ‪ 5225‬إلى ‪ 55222‬نشاط مختلف سنة ‪.0250‬‬
‫إن هذا التطور في األنشطة يختزل داخله اختالفا ما بين األنشطة التجارية والخدمات‪،‬‬
‫حيث تغطي األولى عددا كبير من األحياء بينما الثانية نجدها تتركز في بعضها فقط‪.‬‬
‫باإلضافة إلى هذا التمايز‪ ،‬هناك تباين داخل نفس النوع‪ ،‬إذ نجد مثال داخل األنشطة‬
‫التجارية حضورا قويا لتجارة التغذية‪ ،‬التي تنتشر بشكل كبير بمختلف أحياء المدينة‪ ،‬نظرا‬
‫لحاجة الساكنة إلى التزود بالمواد االساسية‪ .‬وتتركز تجارة المالبس الجاهزة في مركز المدينة‪،‬‬
‫مع بروز مجاالت جديدة أخرى بحي المطار‪ ،‬تزاول نفس النشاط‪ ،‬غير أن هناك بعض األحياء‬
‫ال تتجاوز فيها األنشطة الحضرية عشر محالت‪.‬‬
‫فيما يتعلق باألنشطة الحضرية الخاصة بالخدمات‪ ،‬نجد تباينا في توزيعها بين مهن حرة‬
‫تشغل جزءا كبيرا من المجال الحضري‪ ،‬وبين الخدمات التجارية التي تأتي بعدها‪ .‬في حين‬
‫هناك مجاالت آخرى بها تساوي ما بين مهن الحرة والخدمات التجارية‪ ،‬مع تسجيل مالحظة‬
‫أساسية هو أن مدينة الجديدة بدأت تغري الشركات العالمية باالستقرار‪ ،‬وهذا مؤشر على‬
‫التحوالت التي تعرفها المدينة‪.‬‬
‫من خالل العمل الميداني وإحصاء ‪ 5225‬الخاص باألنشطة االقتصادية‪ ،‬يتضح أن‬
‫نصيب الفرد من األنشطة الحضرية‪ 10‬عرف تطورا إذ انتقل من ‪ 21222‬محال لكل نسمة سنة‬
‫‪ 5225‬إلى ‪ 21212‬محال سنة ‪ ،0250‬وهذا مؤشر آخر على الدينامية التي تعرفها مدينة‬
‫الجديدة‪.‬‬

‫‪ 10‬يتم الحصول على مؤشر نصيب الفرد من األنشطة الحضرية من خالل قسمة عدد األنشطة على عدد السكان‪ ،‬يمكن الرجوع في‬
‫هذا الصدد‪.‬ألطروحة إيغور أغبوسو (‪.)0254‬‬

‫‪115‬‬
‫‪115‬‬
‫البيبليوغرافيا‬
‫‪ -‬بوشارب أحمد‪ :)1981( ،‬دكالة واالستعمار البرتغالي إلى سنة إخالء آسفي وآزمور(قبل ‪ 00‬غشت‬
‫‪-5405‬أكتوبر ‪ ،)5145‬كلية اآلداب فاس‪.‬‬
‫‪ -‬خنوس عبد الوهاب‪ :)2121 ( ،‬الدينامية الحضرية بمدينة الجديدة‪ :‬مقاربة خرائطية‪ ،‬بحث الدكتوراه‪،‬‬
‫كلية االداب والعلوم االنسانية بالجديدة‪.‬‬
‫‪ -‬خنوس عبد الوهاب‪ ،‬مدهوم وديع‪ ،‬خياطي إسماعيل‪ :)2119( ،‬دور نظم المعلومات الجغرافية‬
‫في تقييم مخططات التهيئة''تصميم التهيئة لمدينة الجديدة ‪ 0252 – 0222‬نموذجا'‘‪ ،‬أعمال الندوة الوطنية‬
‫”الحكامة الترابية وأدوات تدبير المجال" يوم ‪ 02‬نونبر ‪ ،0252‬تنسيق عبدالحميد مزغاب‪ ،‬منشورات كلية‬
‫اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬وجدة‪.‬‬
‫‪ -‬خياطي اسماعيل (‪ :)2118‬انتشار التمدين وتطور السكن غير الالئق بالمجال المجاور لمدينة‬
‫الجديدة‪ ،‬أي عالقة‪ ،‬أعمال الندوة الدولية "إعادة تشكيل وتنمية المجاالت البيحضرية بحوض البحر األبيض‬
‫المتوسط‪ :‬رؤى متقاطعة" يومي ‪ 02‬و‪ 22‬أكتوبر‪ ،0251‬المجلد االول‪ ،‬تنسيق حسن العباسي واسماعيل‬
‫خياطي‪ ،‬منشورات مختبر "إعادة تشكيل المجال والتنمية المستدامة"‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬الجديدة‪.‬‬
‫صبرو فهد (‪ :)2114‬التمدين والمركزية الحضرية حالة مدينة القنيطرة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه في الجغرافيا‪ ،‬كلية االداب والعلوم االنسانية‪ ،‬جامعة ابن طفيل‪ ،‬القنيطرة‪.‬‬
‫‪ -‬الصنهاجي أنس (‪ :)2117‬التحوالت االقتصادية واالجتماعية بمنطقة دكالة على عهد الحماية‬
‫الفرنسية ‪ ،5210-5250‬أطروحة دكتوراه في التاريخ‪ ،‬مطبوعات المندوبية السامية لقدماء المقاومين‬
‫وأعضاء جيش التحرير‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ -‬مرسي العزيز (‪ :)1996‬آليات وأشكال التوسع الحضري بمدينة الجديدة‪ ،‬بحث في الجغرافية‬
‫البشرية‪ ،‬لنيل دبلوم الدراسات العليا‪ ،‬كلية االداب والعلوم االنسانية‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫‪ -‬المكاوي أحمد (‪ :)2116‬إفادات أوربية عن الجديدة (مازكان)‪ ،‬مجلة كلية االداب والعلوم االنسانية‬
‫بالجديدة‪ ،‬عدد مزدوج ‪.52-50‬‬
‫‪ -‬ميرة رجب محمد حسن (‪ :)2116‬الخدمات الصحية في مركز الزقازيق دراسة جغرافية باستخدام‬
‫نظم المعلومات الجغرافية واالستشعار من بعد‪ ،‬رسالة ماجستير بجامعة بنها‪ ،‬جمهورية مصر‪.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Belfquih M’Hamed ; Fadloullah Abdelatif (1986) : Mécanismes et formes‬‬
‫‪de croissance urbaine au Maroc, Cas de l’agglomération de Rabat, Dar Nachr El-‬‬
‫‪Maarifa, Rabat.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Chakir Laaroussi Rachida (1985) : El Jadida : croissance urbaine et‬‬
‫‪espace régional. Thèse doctorat de 3ème cycle : géographie: François Rabelais,‬‬
‫‪Université de Tours.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Jmahri Moustafa(1987) : Histoire d’une ville El Jadida ; Lamalif, N 194,‬‬
‫‪Raba.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Joachim BROOMBERG (2011) : L’accessibilité des centres‬‬
‫‪commerciaux de périphérie par les transports publics : un enjeu de la ville durable,‬‬
‫‪Bulletin de la Société géographique de Liège.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Skittou Mustapha, Madhoum Ouadia, Khannous Abdelouahab,‬‬
‫‪Merrouchi Mohamed, Gad Taoufiq (2020) : Classification of land use areas using‬‬
‫‪remote sensing data with machine learning; 2020 IEEE International conference of‬‬
‫‪Moroccan Geomatics (Morgeo); Date of Conference:11-13 May 2020; DOI:‬‬
‫‪10.1109/Morgeo49228.2020.9121883.‬‬

‫‪116‬‬
‫‪116‬‬
‫اجلديدة (حالة مدينة تامسنا)‬
‫حلضري وظهور املاملدن اجل‬
‫التوسع ااحل‬
‫عبد النور صديق*‪ ،‬يوسف ايت عيسى**‬

‫*أستاذ التعليم العالي مؤهل‪ ،‬المدرسة العليا لألساتذة – الرباط‬

‫**طالب باحث بسلك الدكتوراه‪ ،‬جامعة محمد الخامس – الرباط‬

‫ملخص‬
‫في بدايات العقد األول من القرن الحالي‪ ،‬سطر المغرب برنامجا طموحا يروم إنجاز ‪ 51‬مدينة جديدة‬
‫في أفق سنة ‪ 0202‬بالقرب من أهم المدن الكبرى‪ .‬هكذا تم إنشاء مجموعة من المدن الجديدة؛ مدينة تامنصورت‬
‫بنواحي مراكش‪ ،‬وتامسنا جنوب مدينة الرباط‪ ،‬والخيايطة نواحي الدار البيضاء‪ ،‬ومدينة الشرافات قرب مدينة‬
‫طنجة‪ .‬وكانت الرغبة من وراء تبني مشروع المدن الجديدة تكمن في إحداث مناطق جذب حضرية جديدة‬
‫تستجيب لمشاكل النمو الحضري‪ ،‬وتساهم في تحقيق التنمية‪.‬‬
‫من هذا المنطلق‪ ،‬تأتي هذه المساهمة العلمية بهدف تشخيص واقع المدينة الجديدة تامسنا‪ ،‬كونها مختبرا‬
‫حقيقيا لمدى نجاعة المقاربة الحضرية الجديدة في بلوغ أهداف التنمية‪.‬‬
‫الكلمات المفتاح‪ :‬التوسع الحضري ‪ -‬المدن الجديدة – الضاحية – تامسنا‪.‬‬

‫‪Résumé :‬‬
‫‪Au début des années 2000, le Maroc va connaître le lancement d’un ambitieux‬‬
‫‪programme de création de villes nouvelles comptant une quinzaine de projets‬‬
‫‪répartis à proximité des grandes villes du Royaume. Ainsi, quatre villes nouvelles‬‬
‫‪ont été créées ; Tamansourt, situé dans la périphérie de Marrakech, Tamesna dans‬‬
‫‪la périphérie de Rabat, Lakhyayta près de Casablanca et de Chrafate près de Tanger.‬‬
‫‪Ces nouvelles villes visent à répondre aux problèmes de croissance urbaine, et de‬‬
‫‪contribuer au développement.‬‬
‫‪Cet article tente d'analyser l’état actuel de la ville nouvelle Tamesna, et‬‬
‫‪vérifier s’il s’agit vraiment d’un espace urbain bien aménagé qui répond aux‬‬
‫‪attentes des citoyens.‬‬
‫– ‪Les mots clés : Extension urbaine - Les villes nouvelles – Banlieue‬‬
‫‪Tamesna.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫سعى المغرب بعد تبنيه مشروع المدن الجديدة إلى وضع مجموعة من اآلليات القانونية‬
‫وتوفير إمكانيات مادية مهمة إلنجاح هذه التجربة الحضرية‪ .‬فجاء إنشاء المدن الجديدة وفق‬

‫‪117‬‬
‫‪117‬‬
‫استراتيجية تروم تحقيق مجموعة من األهداف‪ ،‬على رأسها خلق مجتمع عمراني يتميز بجودة‬
‫الحياة‪ ،‬من خالل التكامل بين عناصر التنمية الرئيسية‪:‬‬
‫‪ ‬التنمية االقتصادية‪ :‬وتشمل االستثمارات واستغالل الموارد؛‬
‫‪ ‬التنمية االجتماعية‪ :‬في ميادين التعليم – الصحة – الترفيه – الثقافة؛‬
‫‪ ‬التنمية العمرانية‪ :‬وتشمل مواقع االستثمارات والخدمات‪.‬‬
‫فبدون هذا االرتباط والتكامل بين هذه العناصر‪ ،‬تصبح التنمية عاجزة عن بلوغ مراميها‪.‬‬
‫فكلما كانت السياسات الحضرية العمومية مرتبطة بالواقع المجتمعي واالحتياجات االجتماعية‬
‫لسكان المدن والحواضر‪ ،‬كان النجاح حليفها‪ .‬من هذا المنطلق‪ ،‬يمكن تلخيص إشكالية البحث‬
‫فيما يلي‪" :‬إلى أي حد ساهمت سياسة المدن الجديدة بالمغرب في كسب رهان التنمية المحلية‪،‬‬
‫حالة مدينة تامسنا؟"‬
‫وحتى نضع البحث في سياقه العام‪ ،‬قمنا بصياغة فرضيات تأخذ بعين االعتبار‬
‫خصوصياته‪ ،‬وفي نفس الوقت نتائجه المحتملة‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬
‫نجحت مدينة تامسنا في فك رموز التعقيد الحضري بالجهة‪ ،‬وفي إنتاج تنمية محلية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يشكل ضعف العمل التنموي عائقا أمام استكمال المشروع الحضري لمدينة تامسنا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫منهجية العمل‪:‬‬
‫أما من الناحية المنهجية‪ ،‬فقد اعتمدنا في هذا البحث على المنهج الوصفي التحليلي‪،‬‬
‫وعلى عدة وسائل وأدوات‪ ،‬ومنها الدراسة البيبليوغرافية‪ ،‬والعمل الميداني والكرطوغرافي‪.‬‬

‫‪ -1‬تطور مفهوم المدن الجديدة بالمغرب‪:‬‬


‫يمكن اعتبار القرن الماضي‪ ،‬قرن التحوالت الحضرية الكبرى بالمغرب‪ ،‬فقد وقع في‬
‫بدايته تحت الحماية الفرنسية واالسبانية‪ ،‬لتنطلق منذ ذاك الحين عمليات توسع حضري شملت‬
‫معظم الحواضر المغربية الكبرى‪ ،‬ناهيك عن بناء مدن جديدة‪ .‬فمنذ سنة ‪ ،5254‬أصبح المغرب‬
‫يتوفر على إطار تشريعي يهم التخطيط الحضري‪ .1‬بهذا تم وضع أول قانون يهم التعمير في‬
‫المغرب‪ ،2‬وعلى إثره أعطى واضعوه األمر ببناء ‪ 52‬مدن‪ ،‬فيما اصطلح عليه آنذاك بالمدن‬
‫الجديدة‪ .‬هذا المصطلح ستتم اإلشارة إليه بشكل غير مباشر مرة أخرى في سبعينيات القرن‬
‫الماضي‪ ،‬بواسطة مخطط توجيه التهيئة العمرانية )‪ (SDAU‬لمدينة أكادير في سنة ‪،5220‬‬
‫حيث تمت برمجة ‪ 2‬مدن عبارة عن تجزيئات سكنية‪ .‬كما أن مخطط توجيه التهيئة العمرانية‬
‫‪1‬‬
‫‪-KARIBI Khadija (2005), « Villes nouvelles au Maroc : quelles perspectives ? », Architecture du‬‬
‫‪Maroc, n° 21, mars- avril, p. 29.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-KARIBI Khadija (2019), Les territoires au prisme de la planification urbaine Impact des‬‬
‫‪documents d’urbanisme sur la fabrication et la reconfiguration des territoires, cas de l’agglomération‬‬
‫‪de Rabat, www.revues.imist.ma, le12/05/2021, 21 :00.‬‬

‫‪118‬‬
‫‪118‬‬
‫للرباط سال زمور زعير دعا إلى بناء مدينتين جديدتين عبارة عن وحدات حضرية ‪ /‬ريفية‬
‫مكتفية ذاتيا «‪ ،»unités urbaines rurales auto-suffisantes‬ويتعلق األمر بكل من‬
‫بوزنيقة وأبي القنادل‪ .3‬وقد برر مخطط توجيه التهيئة العمرانية خلق مدن عبارة عن امتداد‬
‫للمدن القائمة عوض أخرى جديدة‪ ،‬بالتكلفة العالية لمثل هذه المشاريع‪ ،‬باإلضافة إلى النقص‬
‫الحاصل في الجانب التشريعي والمالي‪ ،‬ناهيك عن الخصاص في الموارد البشرية المؤهلة‬
‫والقادرة على تتبع هكذا مشاريع‪.4‬‬
‫وفي سنة ‪ 5205‬ورد ذكر المدن الجديدة في خطاب الملك الراحل الحسن الثاني بمناسبة‬
‫االحتفال بعيد الشباب‪ ،‬وبعد تأسيس شركة تهيئة الرياض (‪ )SAR‬التي تتولى تهيئة وتسويق‬
‫مشروع حي الرياض بالرباط في سنة ‪ ،5202‬ستكون البداية الفعلية إلدراج مصطلح المدن‬
‫الجديدة في خطابات السيد محمد مباركي المدير العام لشركة تهيئة الرياض‪ ،‬أثناء حديثه عن‬
‫الهدف من إنشاء حي الرياض‪ .‬ثم جاء مشروع سال الجديدة أواسط تسعينات القرن الماضي‪،‬‬
‫والذي سوق إعالميا باعتباره مدينة جديدة‪ .‬وصوال إلى سنة ‪ 0224‬حيث سينهج المغرب سياسة‬
‫تعميرية على الصعيد الوطني أطلق عليها "سياسة المدن الجديدة"‪ ،‬من خالل برمجة بناء ‪51‬‬
‫مدينة جديدة‪ ،‬لتجاوز العجز الحاصل في السكن‪ ،‬والتحكم في التوسع الحضري‪ ،‬وإعطاء‬
‫صورة جديدة عن المغرب في أفق سنة ‪.50251‬‬

‫‪ -2‬التوسع الحضري في مدينتي الرباط ‪ -‬تمارة والحاجة لمدينة جديدة‪:‬‬


‫شهدت جهة الرباط ‪ -‬سال ‪ -‬القنيطرة نموا حضريا سريعا العتبارات تاريخية‪ ،‬وسياسية‪،‬‬
‫واقتصادية واجتماعية‪ ،‬خاصة عاصمة الجهة والدولة مدينة الرباط‪ ،‬التي تعرف ضاحيتها‬
‫الجنوبية دينامية قوية‪،‬إذ شجع المخزون العقاري (أراضي الدولة) وانخفاض أسعار العقار‪،‬‬
‫المنعشين العقاريين وكذا ذوي الدخل المحدود على التوجه نحو الضاحية‪ ،‬واختيارها مكانا‬
‫لالستقرار‪.‬‬
‫‪ .2-1‬دوافع استقرار ونمو السكان في مدينة الرباط‪:‬‬
‫فإلى جانب وظيفتها اإلدارية باعتبارها عاصمة البالد والجهة (الرباط – سال –‬
‫القنيطرة)‪ ،‬تتمركز في مدينة الرباط أهم مقومات االقتصاد العصري‪ ،‬وهذا ما ساهم في‬
‫جاذبيتها واستقطابها ونموها‪ .‬كما أن الرباط تتميز بموقعها المحوري‪ ،‬عند ملتقى الممرين‬
‫األساسيين للنقل والمواصالت بالجهة‪ ،‬اللذين يربطانها جيدا بالمجالين الداخلي والخارجي‪ ،‬ما‬
‫يعزز من مكانتها إقليميا ووطنيا ودوليا‪ .‬وبحسب اإلحصاء العام للسكان والسكنى لسنة ‪،0254‬‬
‫‪0‬‬
‫فقد بلغ مجموع سكان عمالة الرباط ‪ 120152‬نسمة‪ ،‬موزعين على مساحة تقدر ب ‪ 550‬كلم‬

‫‪3‬‬
‫‪-Sonia Serhir (2013), Ville nouvelle : un concept urbain en mutation, Géographie et développement‬‬
‫‪au Maroc, vol 1, 2013, p. 0.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Sonia Serhir, 2013, op.cité. p. 0.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-Sonia Serhir, 2013, op.cité. p. 9-10.‬‬

‫‪119‬‬
‫‪119‬‬
‫‪ ،‬وتصل الكثافة السكانية تبعا لذلك إلى‪ 4.822‬نسمة بالكلم‪ ،²‬مسجلة أقصى معدل كثافة على‬
‫مستوى الجهة‪ ،‬التي يصل فيها معدل الكثافة السكانية إلى حوالي ‪ 042‬نسمة في الكلم مربع‪.6‬‬
‫‪ .2-2‬الضاحية الجنوبية لمدينة الرباط‪:‬‬
‫تعتبر الضاحية مجاال تابعا للمدينة‪ ،‬يوفر لها متنفسا وحال لبعض المشاكل المرتبطة‬
‫بالنمو العمراني والسكاني‪ .‬تمتد الضاحية الجنوبية لمدينة الرباط على طول الساحل األطلنتي‪،‬‬
‫وتتميز بمجموعة من المقومات‪ ،‬فباإلضافة إلى موقعها الجغرافي‪ ،‬تتمتع بمميزات طبيعية‬
‫منها؛ طبوغرافية منبسطة‪ ،‬ومناخ معتدل‪ ،‬وموارد مائية تتمثل في واد يكم‪ ،‬ومجموعة من‬
‫الضايات والعيون‪ ،‬باإلضافة إلى غطاء نباتي عبارة عن غابة حضرية بتمارة‪ ،‬هذا إلى جانب‬
‫تربة ذات خصوبة عالية وصالحة لإلنتاج الزراعي‪ .‬وقد ساهمت هذه المؤهالت‪ ،‬في جعل‬
‫الضاحية الجنوبية لمدينة الرباط‪ ،‬تستقطب ساكنة متزايدة باستمرار‪ ،‬وموارد مالية تستثمر في‬
‫العقار والبناء والفالحة والصناعة‪.‬‬
‫‪ .2-2-1‬انعكاسات الدينامية السكانية لمدينة الرباط على ضاحيتها الجنوبية‪:‬‬
‫همت اتفاقية مدن بدون صفيح التي كانت مدينة الرباط من أولى المدن التي وقعت عليها‬
‫في يوليوز ‪ ،0224‬برنامجا يمتد إلى غاية سنة ‪ ،0252‬ويهم ‪ 0122‬أسرة‪ ،‬وكان يتوقع اعتماد‬
‫أشكال مختلفة للتدخل‪ ،‬وخاصة إعادة إسكان جزء من أسر السكن الصفيحي‪ ،‬وكذلك ترحيل‬
‫‪ 0222‬أسرة إلى المدينة الجديدة تامسنا‪ .‬وفي بداية سنة ‪ ،0255‬كان أكثر من نصف األسر‬
‫التي تم إحصاؤها في سنة ‪ ،0224‬قد شملتها مختلف أشكال التدخل (‪ 2402‬أسرة)‪.7‬‬
‫‪ .2-3‬تمارة قطب حضري في الضاحية الجنوبية لمدينة الرباط‪:‬‬
‫تحتل مدينة تمارة من حيث الحجم السكاني المرتبة الثالثة بعد كل من الرباط وسال‪،‬‬
‫ضمن جهة الرباط‪-‬سال‪ -‬القنيطرة‪ ،‬وبحسب استشراف تطور مجموع سكان المدن بنفس الجهة‪،‬‬
‫سيتجاوز عدد سكان مدينة تمارة‪ ،‬عدد سكان مدينة الرباط في السنوات القليلة المقبلة‪ .‬فقد‬
‫شهدت تمارة التي كانت مركزا حضريا في السابق‪ ،‬نموا ديمغرافيا وتوسعا عمرانيا خالل‬
‫العقود الثالثة الماضية‪ ،‬إذ ارتفع عدد سكانها من ‪ 02021‬نسمة سنة ‪ ،5200‬إلى ‪252152‬‬
‫نسمة سنة ‪ ،0254‬نتيجة توافد األسر الحضرية من المجاالت المحيطة بها‪ .‬فبحكم قربها من‬
‫العاصمة الرباط‪ ،‬شكلت تمارة مالذا ومتنفسا لساكنة أرهقها ارتفاع أسعار العقار في الرباط‪،‬‬
‫وقلة المعروض منه‪.‬‬
‫‪ .2-4‬المراكز الحضرية في عمالة الصخيرات تمارة‪:‬‬
‫من بين التحوالت التي شهدتها الضاحية الجنوبية لمدينة الرباط‪ ،‬ظهور مجموعة من‬
‫المراكز الناشئة‪ ،‬التي قامت الدولة بتغطيتها بتصاميم للتهيئة‪ ،‬والحديث هنا عن عين اعتيق‪،‬‬

‫‪ -6‬منوغرافية جهة الرباط – سال – القنيطرة (‪ ،)0252‬ص ‪.25‬‬


‫‪-7‬الجماعة الحضرية لمدينة الرباط‪ ،‬المخطط الجماعي لتنمية مدينة الرباط (‪ ، )0250‬ص ‪.22‬‬

‫‪120‬‬
‫‪120‬‬
‫مرس الخير‪ ،‬سيدي يحيى زعير‪ ،‬عين العودة‪ ،‬والتي تتبع إداريا عمالة الصخيرات –‬
‫تمارة‪.8‬كما تمت برمجة وفتح مناطق جديدة للتعمير ضمن نفوذ تراب عمالة الصخيرات تمارة‪.‬‬
‫‪-3‬المدينة الجديدة تامسنا‪:‬‬
‫رافق ظهور مدينة تامسنا في الضاحية الجنوبية لمدينة الرباط زخم كبير‪ ،‬فقد حظيت‬
‫في البداية برعاية ملكية‪ ،‬وباهتمام إعالمي‪ ،‬وبإقبال المواطنين الذين كانت تحدوهم الرغبة في‬
‫اقتناء مساكن في مدينة المستقبل‪ ،‬سيما وأن موقعها االستراتيجي في الفضاء المتروبولي‬
‫الرباط‪ -‬الدار البيضاء‪ ،‬وما يتيحه من إمكانيات اقتصادية هائلة‪ ،‬جعل من هذه المدينة فرصة‬
‫استثمارية حقيقية‪ ،‬ومشروعا سيمكن من معالجة إشكاليات النمو الحضري للعاصمة‬
‫وضواحيها‪.‬‬

‫‪ .3-1‬سياق إنشاء المدينة الجديدة تامسنا‪:‬‬


‫جاءت فكرة المدن الجديدة في سياق التحوالت االقتصادية واالجتماعية التي عرفها‬
‫المغرب منذ ثمانينيات القرن الماضي‪ ،‬خاصة ما يرتبط بالنمو الديموغرافي السريع‪ ،‬وتبعات‬
‫الجفاف والهجرة القروية نحو المدن الكبرى‪ ،‬وهو ما شكل ضغطا هائال على بنيتها التحتية‪،‬‬
‫تجاوز قدرتها على تقديم الخدمات الرئيسية لساكنتها‪ .‬فقد كشفت دراسة أنجزت بطلب من‬
‫وزارة اإلسكان ارتفاع نسبة التوسع الحضري العشوائي غير المنظم‪ ،‬مما دفع الملك محمد‬
‫السادس في خطابه يوم ‪ 02‬غشت ‪ ،0220‬إلى اإلشارة إلى هذا األمر‪ ،‬بغية التحكم فيه وفق‬
‫سياسة واضحة المعالم‪ ،‬وجعله من ضمن األولويات‪ .‬وفي هذا الصدد قررت حكومة الوزير‬
‫األول إدريس جطو جعل السكن على رأس أولوياتها‪ ،‬من خالل اإلعالن عن أن المغرب سيعمل‬
‫على بناء ‪ 522222‬سكن اجتماعي سنويا‪.9‬‬
‫‪ .2-3‬الحاجة لمدينة جديدة "تامسنا"‪:‬‬
‫يتميز التوسع العمراني للتجمع الحضري الرباط – سال – تمارة بالكثافة العالية (‪5251‬‬
‫نسمة ‪ /‬كلم‪ 10)0‬واالمتداد الطولي على الساحل‪ ،‬وشدة الضغط الديمغرافي‪ ،‬لذا أصبح هذا‬
‫التجمع الحضري يسجل حاجيات متزايدة على السكن وبقية الخدمات المرتبطة به‪ ،‬مما فرض‬
‫ضرورة تأهيل هذا المجال الحضري وتحسين أدائه عبر التفكير في بناء مدينة جديدة‪.‬‬

‫‪ -8‬فاتح عبد العالي (‪ ، )0251‬التمدين على أبواب العاصاااامة الرباط ‪ :‬آليات متعددة وأشااااكال توسااااع حضااااري متباينة حالة مدينة‬
‫تمارة‪ ،‬ندوة علمية متعددة التخصصات‪ ،‬جامعة األخوين إفران‪ ،‬المغرب ‪ 04- 02‬مايو‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪-Harroud (T) (2017), « Handicaps et contradictions du Programme de villes nouvelles au Maroc »,‬‬
‫‪Les Cahiers d’EMAM [En ligne], mis en ligne le 02 mars 2017, consulté le 26 mai‬‬
‫‪2021. URL : http://journals.openedition.org/emam/1333 ; DOI :‬‬
‫‪.https://doi.org/10.4000/emam.1333‬‬
‫‪ -10‬المملكة المغربية‪ ،‬وزارة االسكان والتعمير والتنمية المجالية‪ ،‬مجموعة العمران‪ ،)0255( ،‬المدن الجديدة‪ :‬جيل جديد من‬
‫المشاريع العمرانية الكبرى‪ ،‬ص‪.40‬‬

‫‪121‬‬
‫‪121‬‬
‫‪ .3-3‬اإلطار العقاري لموضع المدينة الجديدة تامسنا‪:‬‬
‫من أهم التحديات التي تواجه إنشاء مدينة جديدة‪ ،‬هناك عنصر الوعاء العقاري أو‬
‫األراضي الالزمة إلقامة هذا المجتمع العمراني‪ .‬لذا جاء اختيار موقع مدينة تامسنا بناء على‬
‫كون معظم األرض المخصصة للمشروع في سيدي يحيى زعير‪ ،‬تابعة لشركة التنمية الزراعية‬
‫‪ SODEA‬المملوكة للدولة‪.‬‬

‫‪ .4-3‬اإلطار القانوني للمدينة الجديدة تامسنا‪:‬‬


‫يتوفر المغرب في مجال التدبير الحضري على حزمة متنوعة من التشريعات والقوانين‪،‬‬
‫منها قانون ‪ 12/90‬المتعلق بالتعمير‪ ،‬وقانون ‪ 25/90‬المتعلق بالتجزئات العقارية‬
‫والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات‪ .‬لكنها تبقى غير كافية‪ ،‬ذلك أن سياسة المدن الجديدة‬
‫تتطلب قواعد وأدوات‪ ،‬لم يقم المغرب بعد بوضعها‪ ،‬فكما توجد نصوص قانونية تهم تصميم‬
‫التهيئة والمخطط التوجيهي‪ ،‬يجب وضع قواعد ونصوص قانونية تهم إنشاء المدن الجديدة‪.‬‬
‫فالمغرب ال يتوفر على قواعد قانونية للتعامل مع هذه المبادرة العمرانية الجديدة‪ .‬ومن أجل‬
‫حل مشكل الفراغ القانوني في هذا الصدد‪ ،‬جاءت دورية الوزير المنتدب لدى الوزير األول‬
‫المكلف بالسكان والتعمير عدد ‪ 5222-204‬الصادرة في ‪ 50‬يناير من سنة ‪ ،0221‬والتي على‬
‫إ ثرها سيتم منح رخصة إقامة منطقة حضرية في وسط قروي ضمن نفوذ الجماعة القروية‬
‫سيدي يحيى زعير‪ .‬وكما تقدم فهناك خصاص تشريعي واكب عملية إطالق مشروع المدينة‬
‫الجديدة تامسنا‪ ،‬فقد جاء في تقرير حول المدن الجديدة في المغرب ما يشير إلى أنه في انتظار‬
‫صدور مدونة التعمير‪ ،‬يخضع تنظيم المدن الجديدة األولى –من ضمنها المدينة الجديدة تامسنا‪-‬‬
‫لإلطار التنظيمي الجاري به العمل في ميدان التعمير والبناء‪ ،‬وذلك أمام غياب اإلطار القانوني‬
‫الخاص بالمدن الجديدة‪ .11‬وهذا ما ذهب إليه أيضا التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات‬
‫برسم سنة ‪ ،12 0254‬الذي سجل أن عملية إحداث مدينة تامسنا الجديدة لم يتم تأطيرها‪ ،‬ال سابقا‬
‫وال الحقا‪ ،‬بمنظومة قانونية مالئمة‪.‬‬

‫‪ .5-3‬الهيئات المشرفة على إنجاز المدينة الجديدة تامسنا‪:‬‬


‫كمثيالتها من المدن الجديدة ليس فقط في المغرب‪ ،‬بل أيضا في غالبية الدول الرائدة في‬
‫هذه التجربة الحضرية‪ ،‬تبقى الدولة صاحبة الكلمة األولى والمشرف الرئيسي على عمليات‬
‫التخطيط ووضع التصاميم وتوفير الوعاء العقاري وأيضا التمويل‪ .‬لذا قامت الدولة المغربية‬
‫من خالل الوزارة الوصية على قطاع اإلسكان‪ ،‬بإحداث شركة مستقلة من طرف مجموعة‬
‫العمران تحت اسم "شركة العمران تامسنا" في يونيو ‪ ،0220‬تتولى النهوض بمهام إنجاز‬
‫مدينة تامسنا الجديدة‪ ،‬والتنسيق واإلشراف على إنجاز أشغال البنيات التحتية وأشغال التهيئة‪،‬‬

‫‪ -11‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.50‬‬


‫‪ -12‬المملكة المغربية‪ ،‬المندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬المركز الوطني للتوثيق‪ ،‬التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة‬
‫‪ :0254‬شركة العمران تامسنا‪ ،www.abhatoo.net.ma ،‬تاريخ االطالع عليه ‪ ،28/05/2021‬الساعة ‪.55:22‬‬

‫‪122‬‬
‫‪122‬‬
‫باإلضافة إلى الترويج‪ ،‬وتسويق القطع األرضية نصف المجهزة‪.13‬وبغرض تأطير طرق‬
‫وشروط إنجاز ما تقدم‪ ،‬تم إبرام اتفاقية في يوليوز ‪ 0220‬بين مجموعة التهيئة العمران وشركة‬
‫العمران تامسنا‪ ،‬والتي تنص على أن هذه األخيرة ستقوم بمتابعة عمليات أشغال فتح الطرق‬
‫وإنجاز أشغال الشبكات المختلفة‪ ،‬وإنجاز عمليات الترويج العقاري‪ ،‬وتدبير شؤون مدينة تامسنا‬
‫الجديدة بتنسيق مع الجماعة الترابية المعنية‪ .14‬ونجد من بين المتدخلين في إنجاز مدينة تامسنا‬
‫الجديدة مجموعة من القطاعات الوزارية التي التزمت بإنجاز المرافق العمومية‪ ،‬وكذا مقاولون‬
‫من القطاع الخاص الذين أبرمت معهم اتفاقيات شراكة من أجل بناء أكثر من ‪ 02‬في المائة من‬
‫المساكن‪.‬‬

‫‪ .6-3‬أهداف إنجاز المدينة الجديدة تامسنا‪:‬‬


‫يهدف مشروع المدينة الجديدة تامسنا ‪ -‬حسب واضعيه ‪ -‬إلى المساهمة في التخفيف من‬
‫الضغط الديمغرافي على التكتل الحضري للرباط – تمارة‪ ،‬وتحسين جودة المجال‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل ترسيخ أسس التنمية المستدامة وفق منظور يؤمن شروط االندماج الفعلي للساكنة على‬
‫مستوى السكن والخدمات العمومية والتشغيل‪ 15.‬وقد ورد في التقرير السنوي للمجلس األعلى‬
‫للحسابات برسم سنة ‪ ،0254‬أن إحداث مدينة تامسنا‪ ،‬كان الغرض منه تنظيم مجال توسع‬
‫عاصمة المملكة‪ ،‬الذي يتعرض لضغط عمراني كبير بفعل نمو جيوب السكن غير الالئق‪.‬‬

‫‪ .7-3‬التصميم المعماري العام للمدينة الجديدة تامسنا‪:‬‬


‫يمثل التصميم المعماري العام للمدينة؛ الطريقة التي تنتظم بها مختلف عناصر النظام‬
‫الحضري فوق مجال هندسي محدد‪ .‬وهذا ما يتطلب وضع شبكة طرق واستراتيجية الستعمال‬
‫األراضي‪ ،‬بالتالي الهيكل العام يعطي صورة واضحة لما ستكون عليه المدينة بعد إنجازها‪.‬‬

‫‪ -13‬التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة ‪ :0254‬شركة العمران تامسنا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.500‬‬
‫‪14‬نفسه‪ ،‬ص ‪.500‬‬
‫‪ 15‬المملكة المغربية‪ ،‬وزارة االسكان والتعمير والتنمية المجالية‪ ،‬مجموعة العمران‪ ،)0255( ،‬المدن الجديدة‪ :‬جيل جديد من‬
‫المشاريع العمرانية الكبرى‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪123‬‬
‫‪123‬‬
‫رسم بياني رقم ‪ :1‬توزيع استعمال األراضي حسب التصميم المعماري العام لمدينة تامسنا‬

‫المصدر‪ :‬المملكة المغربية‪ ،‬وزارة االسكان والتعمير والتنمية المجالية‪ ،‬مجموعة العمران‪ ،)0255( ،‬المدن الجديدة‪ :‬جيل جديد من‬
‫المشاريع العمرانية الكبرى‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫يتبين من خالل المعطيات الواردة في الرسم البياني رقم ‪ ،5‬أن التصميم المعماري العام‬
‫لمدينة تامسنا قد خصص ‪ % 11‬من مساحة المشروع المقدرة بحوالي ‪ 042‬هكتار للسكن‪ ،‬أي‬
‫‪ 402‬هكتار‪ ،‬و‪ 542‬هكتار للطرق الداخلية والبنيات التحتية‪ ،‬و‪ 522‬هكتار للمناطق الخضراء‪،‬‬
‫و‪ 522‬هكتار للمرافق العمومية‪ ،‬و‪ 22‬هكتار لألنشطة‪ .‬ومن المرتقب أن تستقبل المدينة الجديدة‬
‫حوالي ‪ 012222‬نسمة في أفق ‪ .0222‬وقد قدرت التكلفة اإلجمالية لإلنجاز ‪ 00‬مليار درهم‪.‬‬
‫‪ .1-3-7‬االستعمال السكني‪:‬‬
‫يمكن تصنيف المباني السكنية في المدينة الجديدة تامسنا إلى وحدات السكن الراقي‬
‫والمتوسط‪ ،‬والوحدات المخصصة للسكن االقتصادي (‪ 012222‬درهم)‪ ،‬والوحدات‬
‫المخصصة للسكن المنخفض التكلفة في إطار إعادة إسكان قاطني دور الصفيح‪ .‬ومن خالل‬
‫هذا التصنيف يتبين أنه يوجد في المدينة الجديدة تامسنا نمطين من المساكن؛ األول جماعي‪،‬‬
‫والثاني فردي‪.‬‬
‫‪ .2-7-3‬وضعية الوحدات السكنية المنجزة في مدينة تامسنا‪:‬‬
‫أشار التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة ‪ 0254‬أن عدد الوحدات‬
‫السكنية المختلفة التي تم إنجازها‪ ،‬لم يتعد ‪ 1520‬وحدة سكنية‪ ،‬أي بنسبة ‪ % 0124‬من مجموع‬
‫‪ 12.222‬سكن مبرمج‪ .‬وتنقسم هذه الوحدات السكنية المنجزة إلى ‪ 4202‬وحدة سكنية أنجزت‬
‫لحساب مجموعة التهيئة العمران‪ ،‬و‪ 5520‬وحدة سكنية أنجزت من طرف شركة العمران‬
‫تامسنا لحسابها الخاص‪.‬‬
‫‪ .7-3-3‬الخدمات والمرافق العمومية‪:‬‬
‫تعد المرافق العمومية مكونا أساسيا من مكونات الحياة داخل المدن‪ ،‬فباإلضافة إلى‬
‫وظيفتها الخدماتية‪ ،‬فهي تعتبر مشغال وعامل جذب للسكان نحو هذه التجمعات الحضرية‪،‬‬

‫‪124‬‬
‫‪124‬‬
‫وتتحكم عدة عوامل في مدى توفر هذه المرافق العمومية بالتجمعات العمرانية‪ ،‬ومنها عدد‬
‫السكان‪ ،‬ومستوى الدخل‪ ،‬وموقع ومساحة التجمعات العمرانية‪ .‬ويمكن تصنيف هذه المرافق‬
‫إلى مجموعتين‪:‬‬
‫‪ ‬المجموعة األولى وتشمل الطرق وشبكات الماء والكهرباء والصرف الصحي‪ ،‬وتعتبر‬
‫هذه المكونات بمثابة عصب حياة أي تجمع عمراني‪ ،‬ويطلق عليها البنية التحتية؛‬
‫‪ ‬المجموعة الثانية عبارة عن خدمات حضرية تقدم لفائدة ساكنة هذه التجمعات‬
‫العمرانية‪ ،‬من مرافق تعليمية‪ ،‬وصحية‪ ،‬وإدارية‪ ،‬وتجارية‪ ،‬واجتماعية‪ ،‬ودينية‪،‬‬
‫وثقافية‪.‬‬
‫فمن أجل بث الروح في تامسنا‪ ،‬خصص مشروع المدينة الجديدة ‪ 522‬هكتار للتجهيزات‬
‫والمرافق العمومية‪ ،‬الستقبال ‪ 541‬مرفق في مختلف المجاالت‪ 16.‬فقد جاء في إطار مخطط‬
‫التجزئة للمدينة الجديدة تامسنا المصادق عليه سنة ‪ ،0221‬التنصيص على إنجاز ‪ 550‬مرفقا‬
‫عموميا؛ وإلنجاز هذه المرافق تم التوقيع على اتفاقية إطار بتاريخ ‪ 52‬مارس ‪ 0222‬بين وزارة‬
‫‪17‬‬
‫اإلسكان (العمران) وخمس قطاعات وزارية‪.‬‬
‫وبالنسبة لتقرير المجلس األعلى للحسابات برسم سنة ‪ :0254‬شركة العمران تامسنا‪،‬‬
‫فقد أشار أنه إلى حدود ‪ 25‬دجنبر ‪ ،0254‬تم إنجاز ‪ 02‬مرفقا فقط من أصل ‪ 550‬التي تم‬
‫االتفاق بشأنها‪.18‬‬
‫ومن أجل تجاوز الصعوبات واإلكراهات التي تواجه تقدم مختلف المشاريع في المدينة‬
‫الجديدة تامسنا‪ ،‬تم إقرار مخطط لإلقالع في مارس ‪ ،0252‬حيث تم إبرام اتفاقية شراكة وتمويل‬
‫بين بعض الشركاء العموميين إلنجاز ‪ 50‬مشروعا مهيكال‪ ،‬وتنص هذه االتفاقية‪ ،‬بالنسبة‬
‫للمشاريع الممولة بمشاركة عدة فاعلين‪ ،‬على إبرام اتفاقيات خاصة تحدد االلتزامات المالية‬
‫لكل طرف‪ .‬كما نصت على إحداث لجنتين للتتبع تتمثالن في لجنة مركزية يرأسها الوزير‬
‫المكلف باإلسكان ولجنة محلية برئاسة عامل عمالة الصخيرات تمارة‪.19‬‬
‫كان هذا واقع المرافق العمومية بحسب تقرير المجلس األعلى للحسابات سنة ‪،0254‬‬
‫وهنا السؤال‪ ،‬ما مدى التقدم الذي حصل في إنجاز هذه المرافق العمومية اليوم بعد أزيد من ‪2‬‬
‫سنوات من صدور هذا التقرير؟‬

‫‪ -16‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.10‬‬


‫‪ -17‬التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة ‪ :0254‬شركة العمران تامسنا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.525‬‬
‫‪ -18‬نفسه‪ ،‬ص ‪.525‬‬
‫‪ -19‬نفسه‪ ،‬ص ‪.525‬‬

‫‪125‬‬
‫‪125‬‬
‫في ‪ 00‬مارس ‪ ،0252‬عقد لقاء تواصلي بمدينة تامسنا ترأسه وزير إعداد التراب‬
‫الوطني والتعمير واإلسكان وسياسة المدينة‪ ،‬وقدم خالل هذا اللقاء حصيلة المنجزات‪ ،‬والتي‬
‫‪20‬‬
‫كانت كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬تهيئة المنطقة الصناعية على مساحة ‪ 52‬هكتارا‪.‬‬
‫‪ ‬إنجاز ‪ 1‬مساجد تغطي كافة تراب مدينة تامسنا‪ ،‬ودار الثقافة ودار الشباب و‪ 00‬مؤسسة‬
‫تعليمية‪.‬‬
‫‪ ‬بالنسبة للمنشآت الرياضية تتوفر تامسنا على ‪ 1‬مرافق رياضية‪ ،‬منها ‪ 0‬مراكز‬
‫رياضية تضم ‪ 1‬مالعب للقرب‪ ،‬ومسبح‪ ،‬وملعب الكرة الحديدية‪ ،‬وقاعة للفنون القتالية‪.‬‬
‫‪ ‬على المستوى الصحي تتوفر تامسنا على ‪ 2‬مراكز صحية منها مركز صحي مفتوح‬
‫ومركزان سيتم فتحهما‪.‬‬
‫‪ ‬في الجانب االقتصادي والتجاري‪ ،‬تتوفر مدينة تامسنا على سوق نموذجي يتكون من‬
‫‪ 520‬محال‪ ،‬إضافة إلى مرافق إدارية وترفيهية‪ ،‬ومركز لألنشطة الحرفية الذي يوفر‬
‫‪ 22‬ورشة حرفية‪.‬‬
‫‪ ‬على المستوى البيئي‪ ،‬تتوفر تامسنا على محطة مستقلة لمعالجة المياه العادمة‪.‬‬
‫أما بخصوص التجهيزات االجتماعية التي هي في طور اإلنشاء والبناء‪ ،‬فهي عبارة عن‬
‫مركز المواكبة لحماية األطفال‪ ،‬ومركز لتوجيه ومساعدة األشخاص في وضعية إعاقة‪ ،‬وفضاء‬
‫متعدد الوظائف للنساء في وضعية صعبة‪ 21.‬وبالنسبة للمساحات الخضراء‪ ،‬فقد قامت‬
‫"العمران" بتعاون مع المندوبية السامية للمياه والغابات‪ ،‬بتهيئة غابة حضرية تمتد عند مدخل‬
‫مدينة تامسنا على مساحة تبلغ حوالي ‪ 02‬هكتار‪ .‬كما يوجد في قلب المدينة متنزه تصل مساحته‬
‫إلى ‪ 52‬هكتار يشكل متنفسا لساكنة المدينة‪.‬‬
‫أضحت مدينة تامسنا ‪ -‬التي تقطنها ساكنة تقدر بأكثر من ‪ 12‬ألف نسمة ‪ -‬تتوفر حسب‬
‫المسؤولين على ‪ 12‬مرفقا عموميا‪ ،‬لتلبية حاجيات الساكنة اإلدارية واألمنية والصحية‬
‫والرياضية والثقافية‪ ،‬بما في ذلك ‪ 01‬مؤسسة تعليمية‪ 1 ،‬إدارات‪ 2 ،‬مراكز صحية‪ 2 ،‬مراكز‬
‫للشباب والعديد من المراكز االجتماعية‪ .‬باإلضافة إلى مجمع ثقافي يعد تحفة معمارية حقيقية‪،‬‬
‫ومركب جامعي قيد اإلنشاء سيتم إنهاء األشغال به في سبتمبر ‪ .0200‬وقد اختارت مؤسسة‬
‫الشيخ زايد بن سلطان المدينة في يونيو ‪ ،0202‬إلنشاء مجمع سكني من ‪ 122‬وحدة سكنية‬

‫‪ -20‬المملكة المغربية‪ ،‬مجموعة العمران تامسااااانا (‪ ،)0252‬نفس جديد بعد انطالق مشااااااريع اجتماعية واقتصاااااادية وثقافية وبيئية‪،‬‬
‫‪ ،www.alomrane.gov.ma‬تاريخ االطالع عليه ‪ ،0205/21/25‬الساعة ‪.52:22‬‬
‫‪ -21‬المملكة المغربية‪ ،‬مجموعة العمران تامسنا (‪ ،)0252‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫‪126‬‬
‫سريرا قيد اإلنشاء‬
‫ً‬ ‫ومستشفى جامعي يضاف إلى المراكز الصحية الثالثة ومستشفى بسعة ‪41‬‬
‫‪22‬‬
‫بهذه المدينة‪.‬‬
‫‪-4‬تحليل ومناقشة النتائج‪:‬‬
‫بشر القائمون على إنشاء مدينة تامسنا في البداية بالفرص العقارية واالقتصادية‪ ،‬التي‬
‫ستمنحها لكل من أراد العيش واالستقرار بها‪ ،‬وتشكلت لجنة من مجموعة من الوزارات‬
‫لإلشراف على تخطيط وإنجاز المرافق االجتماعية والثقافية والرياضية‪ ،‬والبنيات التحتية التي‬
‫ستحتاجها المدينة الجديدة‪ ،‬وتوفر للساكنة مختلف الخدمات الضرورية‪.‬‬
‫كانت هذه الرؤية مبدئيا كفيلة بخلق كيان حضري حقيقي‪ ،‬قادر على النمو والتطور‪،‬‬
‫وهذا ما دفع بالعديد للقدوم واالستقرار بتامسنا‪ .‬فمع االعالن عن مشروع مدينة جديدة في‬
‫ضواحي مدينتي الرباط وتمارة تحت مسمى "تامسنا"‪ ،‬شهد هذا الورش إقباال كثيفا من طرف‬
‫المواطنين‪ ،‬ففي ظرف وجيز تم تقديم طلبات تسجيل باآلالف لشراء سكن فيها‪ ،‬وهذا ما تشير‬
‫إليه معطيات البحث الميداني‪.‬‬
‫رسم بياني رقم ‪ :2‬نسبة الوافدين على مدينة تامسنا بين سنة ‪ 2111‬و‪2121‬‬

‫‪23%‬‬
‫ما بين سنتي ‪ 2010‬و ‪2015‬‬
‫ما بين سنتي ‪ 2016‬و ‪2021‬‬
‫‪77%‬‬

‫المصدر‪ :‬بحث ميداني ‪0205‬‬

‫يتبين من خالل الرسم البياني رقم ‪ 0‬أن نسبة الوافدين على مدينة تامسنا كانت مرتفعة‬
‫في الفترة ما بين ‪ 0252‬و‪ ،0251‬إذ شكلت ‪ % 22‬من المستجوبين مما يدل على اإلقبال الكبير‬
‫على هذا المشروع الحضري في البداية‪ .‬إال أن هذا الزخم تراجع في الفترة ما بين سنة ‪0250‬‬
‫و‪ ،0205‬إذ لم تتجاوز نسبة الوافدين على مدينة تامسنا ‪ % 02‬من المستجوبين‪.‬‬
‫تتمتع مدينة تامسنا بموقع ممتاز‪ ،‬فهي ال تبعد عن مدينة الرباط إال بحوالي ‪ 02‬كلم‪،‬‬
‫وعن مدينة تمارة بنحو ‪ 0‬كلم‪ ،‬وبنحو ‪ 2‬كلم عن الطريق الوطنية الرابطة بين الرباط والدار‬
‫البيضاء‪ ،‬وهذا ما زاد من جاذبية السكن في هذه المدينة‪ ،‬فحوالي ‪ % 12‬من المستجوبين‬

‫‪ -22‬دلتا العطاونة (‪ ،)0205‬العمران تفتتح منتزه تامسااااانا الكبير‪ ،‬جريدة األيام ‪ 04‬االلكترونية‪ ،www.alayam24.com ،‬مقالة‬
‫إلكترونية نشرت في ‪ 0‬يونيو ‪ ،0205‬تاريخ االطالع عليه ‪ ،0205/20/20‬الساعة ‪.50:22‬‬

‫‪127‬‬
‫‪127‬‬
‫اختاروا االستقرار بها بغرض السكن كما جاء في معطيات البحث الميداني‪ .‬كما أن قربها من‬
‫التجمع الحضري الرباط ‪ -‬تمارة‪ ،‬وما يزخر به من إمكانات ومؤهالت اقتصادية‪ ،‬كان الدافع‬
‫وراء اختيارها لالستقرار‪ ،‬فحوالي ‪ % 00‬من المستجوبين يشتغلون خارج مدينة تامسنا‪ ،‬وهذا‬
‫ما يتطلب توفير شبكة طرقية تؤمن الربط بين المدينة وباقي مراكز ومدن الجوار‪ .‬إال أنه تم‬
‫تسجيل تأخر في إنجاز الطريق اإلقليمية رقم ‪ 4250‬الرابطة بين الرباط وتامسنا‪ ،‬وكذا مشروع‬
‫محطة القطار‪.‬‬
‫بالنسبة لقطاع السكن‪ ،‬كان يرتقب أن يصل العرض اإلجمالي لمدينة تامسنا إلى ‪12222‬‬
‫وحدة سكنية‪ ،‬منها ‪ 52222‬سكن منخفض التكلفة‪ ،‬و‪ 42222‬وحدة سكنية متنوعة‪ .‬إال أن ما تم‬
‫إنجازه من هذه الوحدات السكنية ال يتجاوز عدده ‪ 02222‬وحدة سكنية‪ ،‬من بينها ‪ 4242‬وحدة‬
‫مخصصة إلعادة اإلسكان‪ .‬وقد عبر السكان عن تذمرهم من جودة هذه المساكن التي هي في‬
‫مجملها عبارة عن شقق سكنية ال تتجاوز مساحتها في الغالب ‪ 12‬مترا مربعا‪.‬‬
‫تشكل التجهيزات والمرافق العمومية عصب حياة كل مجتمع عمراني‪ .‬في هذا الجانب‪،‬‬
‫ترى غالبية سكان مدينة تامسنا أن ما تقدمه مرافقها العمومية من خدمات‪ ،‬يبقى دون مستوى‬
‫تلبية حاجاتهم األساسية‪ ،‬على الرغم من برمجة مجموعة من المشاريع‪ ،‬إال أن تعثرها (مثال‪:‬‬
‫المستشفى االقليمي‪ ،‬مؤسسات التعليم العالي‪ ،‬المراكز الثقافية والرياضية) يفاقم معاناة الساكنة‬
‫التي تضطر للذهاب إلى المدن المجاورة قصد العالج أو الدراسة أو العمل‪ .‬وهذا ما يفسر‬
‫تراجع جاذبية مدينة تامسنا في السنين األخيرة‪ ،‬فمدينة بدون مرافق ال تكتمل وظائفها‬
‫االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫لقد أدت هذه المشاكل واالختالالت التي عرفتها وتعرفها مدينة تامسنا‪ ،‬إلى غياب‬
‫المحددات الضرورية الستقرار الساكنة بها‪ ،‬بل دفعت بالعديد منهم إلى بيع المساكن التي‬
‫اقتنوها أو عرضها للبيع‪ ،‬ما جعل أسعار كراء الشقق بتامسنا أكثر انخفاضا مقارنة بمدينة‬
‫تمارة أو عين اعتيق‪ .‬وتبعا لذلك يمكن القول‪-‬بعد استقراء آراء الساكنة المقيمة‪ -‬أن مدينة تامسنا‬
‫لم تحقق ما كان منتظرا منها‪.‬‬
‫في ظل الوضع الراهن يمكن اعتبار مدينة تامسنا مجرد "مدينة منامة" لمجموعة من‬
‫االعتبارات‪ ،‬ومنها؛ حاجة مدينة تامسنا الشديدة للمدينة المركزية (مدينة الرباط) التي تملك‬
‫صناعة القرار‪ ،‬إلى جانب ضعف النشاط االقتصادي بالمدينة‪ ،‬كما أنها في غالبيتها عبارة عن‬
‫تجزيئات سكنية مكونة من عمارات‪ .‬من هذا المنطلق‪ ،‬ال يعتبر ‪ %24‬من السكان‪ ،‬تامسنا‬
‫مدينة قائمة الذات‪ ،‬إذ يرون الخصاص المهول في المقومات االقتصادية واالجتماعية لمدينتهم‪،‬‬
‫مقارنة بمدينة الرباط التي قدم منها لالستقرار بتامسنا ما نسبته ‪ %24‬من مجموع سكانها‪ .‬فقد‬
‫وجد السكان أنفسهم في هذه المدينة يعانون من التهميش‪ ،‬الذي فاقمه اإلقصاء االجتماعي بسبب‬

‫‪128‬‬
‫‪128‬‬
‫الفقر‪ ،‬الناجم عن قلة فرص الشغل‪ ،‬واإلقصاء المجالي الناتج عن تركز األنشطة االقتصادية‬
‫واالجتماعية في مدن الرباط وتمارة‪.‬‬
‫من خالل ما تقدم‪ ،‬تكمن أهم التحديات التي تواجهها مدينة تامسنا في‪:‬‬
‫مشكل الولوجية‪ ،‬وضعف الربط الطرقي بين المدينة ومحيطها الخارجي؛‬ ‫‪‬‬
‫التأخر الكبير في إنجاز المرافق العمومية والتجهيزات المبرمجة؛‬ ‫‪‬‬
‫ضعف النسيج االقتصادي بمدينة تامسنا؛‬ ‫‪‬‬
‫ارتباط برنامج المدن الجديدة في المغرب بالطبقة االجتماعية المحدودة الدخل‪ ،‬مع‬ ‫‪‬‬
‫فشاال القائمين على هذا البرنامج في جذب الطبقة المتوسااطة بشااكل كبير لالسااتقرار‬
‫في هذه المدن؛‬
‫ضااااااعف منظومة النقل العمومي‪ ،‬إذ تعاني مدينة تامساااااانا من ضااااااعف االتصااااااال‬ ‫‪‬‬
‫بالمجاالت الحضرية المحيطة بها؛‬
‫المدينة ليست مجرد بنايات وشوارع‪ ،‬بل هي فضاء للتواصل بين الناس‪ ،‬من خالل‬ ‫‪‬‬
‫مجموعة من الفضاااءات الثقافية والرياضااية‪ ،‬التي تعزز التفاعل وفرص االتصااال‪.‬‬
‫إال أن مدينة تامسااانا تفتقر للمساااارح‪ ،‬ودور الساااينما‪ ،‬والمكتبات العامة‪ ،‬وفضااااءات‬
‫الترفيه‪ ،‬مما يجعلها جسدا بدون روح؛‬
‫وضااااااعااات مجموعاااة من المنظماااات الااادولياااة كبرناااامج األمم المتحااادة للبيئاااة‬ ‫‪‬‬
‫‪ UNEP‬ومنظمة الصااااااحة العالمية وغيرها‪ ،‬معايير كمية تحدد الحد األدنى من‬
‫المساحات الخضراء المطلوب توفيرها ويتراوح هذا الحد األدنى بين ‪ 50‬و‪ 50‬متر‬
‫مربع للفرد‪ .‬وبالعودة إلى توزيع استعمال األراضي حسب التصميم المعماري العام‬
‫لمدينة تامساانا‪ ،‬الذي خصااص للمساااحات الخضااراء مساااحة تصاال إلى ‪ 522‬هكتار‬
‫لسااااكنة يرتقب أن يصااال عددها إلى ‪ 012222‬نسااامة‪ ،‬وبحسااااب مؤشااار المسااااحة‬
‫الخضراء للفرد الواحد‪ ،‬نحصل على ‪ 4150‬متر مربع كمساحة خضراء مخصصة‬
‫للفرد الواحد بمدينة تامسنا‪ ،‬وهي مساحة أقل بكثير من الحد األدنى المطلوب توفيره‬
‫حسب المعايير الدولية‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫‪129‬‬
‫‪‬‬

‫خريطة رقم ‪ :1‬استعمال األرض بمدينة تامسنا‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫إن نجاح مدينة تامسنا رهين بتحقيق تنمية مندمجة لصالح المجتمع المحلي‪ ،‬لهذا نقترح‪:‬‬
‫ضرورة االطالع على تجارب الدول الرائدة في إنشاء المدن الجديدة ودراستها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫سياسة المدن الجديدة في المغرب‪ ،‬ال زالت في حاجة للتقعيد القانوني‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحد من الترخيص لمشاريع عمرانية في محيط المدينة الجديدة (مثال‪ :‬مدينة الفردوس)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تشجيع الطبقة المتوسطة على القدوم واالستقرار في مدينة تامسنا‪ ،‬من خالل توفير عروض‬ ‫‪‬‬
‫تلبي متطلبات هذه الفئة من حيث نوعية ومساحة السكن والتكلفة‪.‬‬
‫تدارك القصور في مجال الخدمات االجتماعية‪ ،‬وتعزيز ولوجية الخدمات العمومية‬ ‫‪‬‬
‫األساسية‪.‬‬
‫توفير شبكة نقل متطورة وعصرية من وإلى المدينة‪ ،‬وهذا ما سيسمح بالولوج إلى األسواق‬ ‫‪‬‬
‫وفرص العمل ومختلف الخدمات‪ ،‬مما سيؤدي إلى تحسين جودة الحياة‪.‬‬
‫اإلشراك الفعلي للساكنة المحلية في اتخاذ القرارات‪ ،‬في إطار مقاربة تشاركية إلنجاح هذا‬ ‫‪‬‬
‫الورش المجتمعي‪.‬‬
‫االهتمام بالعمارة في المدينة الجديدة لخلق صورة تستهويها النفس‪ ،‬عوض مشاهد عمرانية‬ ‫‪‬‬
‫لبنايات نمطية في كل أرجاء المدينة‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫‪130‬‬
‫‪ ‬الزيادة في المساحات المفتوحة داخل المدينة كالحدائق والمالعب الرياضية‪ ،‬مما يسمح‬
‫ألفراد المجتمع باالنخراط في األنشطة االجتماعية‪ ،‬ويسهل توسيع الشبكات االجتماعية‪،‬‬
‫وتطوير الصداقات‪.‬‬
‫البيبليوغر افيا‪:‬‬
‫باللغة العربية‪:‬‬
‫‪ -‬فاتح عبد العالي (‪ ،)0251‬التمدين على أبواب العاصمة الرباط‪ :‬آليات متعددة وأشكال توسع حضري‬
‫متباينة حالة مدينة تمارة‪ ،‬ندوة علمية متعددة التخصصات‪ ،‬جامعة األخوين إفران‪ ،‬المغرب ‪ 04- 02‬مايو‪،‬‬
‫تم االسترجاع من الرابط التالي‪.https://hal.science/hal-01806513 :‬‬
‫‪ -‬دلتا العطاونة (‪ ،)0205‬العمران تفتتح منتزه تامسنا الكبير‪ ،‬جريدة األيام ‪ 04‬االلكترونية‪،‬‬
‫‪ ،www.alayam24.com‬مقالة إلكترونية نشرت في ‪ 0‬يونيو ‪ ،0205‬تاريخ االطالع عليه‬
‫‪.0205/20/20‬‬
‫‪ -‬المخطط الجماعي لتنمية مدينة الرباط (‪ ،)0250‬الجماعة الحضرية لمدينة الرباط‪.‬‬
‫‪ -‬المملكة المغربية‪ ،‬مجموعة العمران تامسنا (‪ ،)0252‬نفس جديد بعد انطالق مشاريع اجتماعية واقتصادية‬
‫وثقافية وبيئية‪،‬تم االسترجاع من الرابط التالي‪.alomrane.gov.ma:‬‬
‫‪ -‬المملكة المغربية‪ ،‬وزارة االسكان والتعمير والتنمية المجالية‪ ،‬مجموعة العمران‪ ،)0255( ،‬المدن الجديدة‪:‬‬
‫جيل جديد من المشاريع العمرانية الكبرى‪ ،‬تم االسترجاع من الرابط التالي‪:‬‬
‫‪.http://biblio.mhpv.gov.ma/opac_css/index.php?lvl=notice_display&id=18773‬‬
‫‪ -‬المملكة المغربية‪ ،‬المندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬المركز الوطني للتوثيق‪ ،‬التقرير السنوي للمجلس األعلى‬
‫للحسابات برسم سنة ‪ :0254‬شركة العمران تامسنا‪ ،‬تم االسترجاع من الرابط التالي‪:‬‬
‫شركة‪-‬العمران‪-‬تامسنا‪https://www.courdescomptes.ma/wp-content/uploads/‬‬
‫‪ -‬منوغرافية جهة الرباط – سال – القنيطرة (‪ ،)0252‬تم االسترجاع من الرابط التالي‪:‬‬
‫‪.http://www.abhatoo.net.ma‬‬
‫باللغة الفرنسية‪:‬‬
‫‪- Harroud (T) (2017), « Handicaps et contradictions du Programme de villes‬‬
‫‪nouvelles au Maroc », Les Cahiers d’EMAM [En ligne], mis en ligne le 02 mars‬‬
‫‪2017, consulté le 26 mai 2021. URL : http://journals.openedition.org/emam/1333‬‬
‫‪; DOI : https://doi.org/10.4000/emam.1333.‬‬
‫‪- KARIBI Khadija (2005), « Villes nouvelles au Maroc : quelles perspectives ? »,‬‬
‫‪Architecture du Maroc, n° 21, mars- avril.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪KARIBI Khadija, Les territoires au prisme de la planification urbaine Impact des‬‬
‫‪documents d’urbanisme sur la fabrication et la reconfiguration des territoires, cas‬‬
‫‪de l’agglomération de Rabat, www.revues.imist.ma.Consulté Le 12/05/2021.‬‬
‫‪- Sonia Serhir (2013), Ville nouvelle : un concept urbain en mutation, Géographie‬‬
‫‪et développement au Maroc, vol 1, 2013. Consulté le 20 mai 2021,‬‬
‫‪URL:https://revues.imist.ma/index.php/GeoDev/article/view/617.‬‬

‫‪131‬‬
‫‪131‬‬
‫املركز واهلامش بني حركية الواقع وصالحية املفهوم‬
‫(حالة العاصمة اجلهوية مدينة بين مالل)‬
‫تورية لمبعد* أحمد أقدار**‬

‫*أستاذة مؤهلة‪ ،‬تخصص جغرافية‪ ،‬مختبر السرد واألشكال الثق افية‪ ،‬لغة ادب مجتمع‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم‬
‫االنسانية‪ ،‬جامعة السلطان المولى سليمان‪ ،‬بني مالل المغرب‪.‬‬

‫**دكتوراه في الجغرافية البشرية ‪،‬كلية اآلداب والعلوم االنسانية ‪،‬جامعة السلطان المولى سليمان ‪،‬بني‬
‫مالل المغرب‪.‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫ال يستقيم الحديث عن المركز‪ /‬الهامش كحدين منفصلين بل متالزمين ومترابطين‪ ،‬بمعنى أن الواحد‬
‫يحيل على االخر وكما يقول المناطقة يوجد الحدان في عالقة تناسب بينهما‪ ،‬لكن ما يضل موضع سؤال هو‬
‫هل هذا التالزم (طبيعة العالقة بين المركز والهامش) تابت أم يتغير؟‬
‫فاذا كانت الدراسات الكالسيكية محددة في فترة تاريخية قد وضعت حدودا للتمايز ما بين المجال‬
‫الحضري والريفي بناء على الخصائص الرئيسية التي تسم كل حيز مكاني على حدى وتحدد طبيعة العالقة‬
‫بينهما اعتمادا على معيار القوة والهيمنة‪ ،‬جاعلة بذلك من المدينة مركزا ومن المجال المجاور لها هامشا‪ ،‬فان‬
‫تحرك الواقع وعدم تباته خاصة أمام التحوالت والتطورات التقنية والتكنولوجية والمعلوماتية المتواترة‬
‫والسريعة وما ترتب من تغيرات اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية ومجالية‪ .....‬ستغير من طبيعة النموذج‬
‫القديم للعالقة ‪ .‬مما سيترتب عنه تخمينين إثنين‪ ،‬األول بتغير الواقع تتغير طبيعة عالقة المركز بالهامش‪ ،‬أما‬
‫التخمين الثاني بتغير طبيعة العالقة الواقعة بين المجالين يحدث تغير في داللة المفهومين والعالقة الرابطة‬
‫بينهما‪.‬‬
‫هذا ما ستحاول هذه الورقة البحثية ان تتحقق منه متخذة من مدينة بني مالل موضوعا ومخبرا للدراسة‬
‫باعتبارها عاصمة جهوية‪ ،‬تقع داخل قطاع مسقي عصري وصارت محط تجاذب قوى متساندة وأخرى‬
‫متعاندة ‪ ،‬وفق جدلية من المقاييس المحلية والجهوية والوطنية والدولية‪ ،‬أعادت تشكيل بنياتها السوسيومجالية‬
‫الداخلية من جهة ونوع الصالت التي تربطها بالمجاالت المجاورة لها من جهة ثانية‪ .‬في هذا اإلطار وسعيا‬
‫لبلوغ الهدف م ن الدراسة‪ ،‬اعتمدنا تقنية البحث الكمي للتمييز والتصنيف والقياس على أساس إن المالليين‬
‫ليسوا كتلة واحدة منسجمة‪ ،‬كما لجانا إلى استعمال التقنيات الكيفية لنبرز ما يستعصي فهمه باالستناد إلى‬
‫األرقام واإلحصائيات‪.‬‬
‫أما على مستوى نتائج هذه الدراسة الميدانية بمدينة بن ي مالل‪ ،‬فقد تبين أنها تشكل مخبرا بامتياز ال‬
‫جرأة مفهومي المركز والهامش باعتبارها مدينة متوسطة حيت يشكل كل من التهميش واإلقصاء ميكانيزمات‬
‫فعلية ومحركات أساسية لمجمل التطورات التي تشهدها هذه العاصمة الجهوية‬
‫كلمات مفاتيح‪ :‬المركز ‪ -‬الهامش‪ -‬عاصمة جهوية ‪-‬مدينة متوسطة –اإلقصاء‬

‫‪132‬‬
‫‪132‬‬
Résumé
Il est inconcevable de parler du centre et de marge comme deux concepts
distincts, mais plutôt interdépendants, dans le sens où l'un renvoi à l'autre. Ils sont
dans une relation d’association . Reste à savoir si cette corrélation le centre / marge
est constante ou changeante. Si elle change, sommes-nous confrontés à un
changement de degré ou à un changement de type ?
Si les études classiques fixaient des frontières entre l’espace urbain et rural
en fonction des critères qui caractérisent séparément chaque espace et déterminaient
la nature des relations entre eux sur la base du critère de pouvoir et de domination,
faisant ainsi de la ville un centre et de la zone qui lui est adjacente une marge, puis
le mouvement et le manque de stabilité de la réalité, notamment face aux
transformations et développements techniques, technologiques et informationnels
fréquents et rapides et aux conséquences sociales, culturelles, économiques qui en
résultent , des changements politiques et spatiaux... qui changeront la nature de
l'ancien modèle de relation. Ce qui entraînera deux suppositions. La première est
qu'en changeant la réalité, la nature de la relation entre le centre et la marge change.
Quant à la seconde supposition, en changeant la nature de la relation entre les deux
zones, il y a un changement dans la signification des deux concepts et dans la
relation entre eux.
C'est ce qu’on va tenter de vérifier dans cette recherche, en prenant la ville
de Béni Mellal comme zone d’étude,car elle est la capitale régionale, située au
sein du périmètre irrigué devenue un pôle d'attraction régionale, nationale et
internationale .Ce rôle a remodelé ses structures socio-spatiales internes d'une part,
et le type de liens qu'elle entretient avec ses espaces voisines d'autre part.
Dans ce contexte et afin d'atteindre l'objectif de l'étude, nous avons adopté la
technique de recherche quantitative pour classer sur la base que les Mellalis ne sont
pas une masse homogène, et nous avons eu recours à l'utilisation de techniques
qualitatives pour mettre en évidence ce que est difficile à comprendre en se basant
sur les statistiques.
Quant aux résultats de cette étude de terrain dans la ville de Beni Mellal, il
apparaît clairement que cette dernière est un laboratoire par excellence, c'est une
ville moyenne où la marginalisation et l'exclusion constituent de véritables
mécanismes et moteurs fondamentaux des des développements globaux dont a été
témoin cette capitale régionale.
Mots clés : Centre - Marge - Capitale régionale - ville moyenne – Beni Mellal

133
133
‫مقدمة‪:‬‬
‫شااكلت عالقة المركز و الهامش موضااوعا هاما في العلوم اإلنسااانية واالجتماعية‪ ،‬فهو‬
‫موضااااااوع تطرق إل يه الكثير من ال باحثين انطال قا من زوا يا نظر مت باي نة وبت عابير مختل فة‬
‫وبمقاييس متنوعة‪ .‬هذه الثنائية (المركز و الهامش) تكشااااااف عن منظورات متعددة للتحليل ‪،‬‬
‫على اعتبار قدرتها وفي مرحلة اولى على الكشف عن الفضاءات االجتماعية التي استطاعت‬
‫ان تصااااااير فضااااااااءات منظمة ومندمجة ومهيمنة‪ ،‬أو عن تلك التي مازالت مهمة إدماجها‬
‫مطرو حا و تفتقر الى مرافق وتجهيزات ومهيمن علي ها بف عل العال قات غير المت كاف ئة بين‬
‫الطرفين ‪،‬وبالتالي يفهم من هذا كون المركز والهامشااااااية كانت لهما ابعاد مجالية تتضاااااامن‬
‫ا خرى اجتماعية واقتصادية و قد تكون سياسية وثقافية ‪ ،‬حيث أن نسبة من السكان‪ ،‬يسكنون‬
‫في بيئة متدهورة؛ وهذا في حد ذاته هامشااية مجالية التي تعكس اإلقصاااء االجتماعي‪ .1‬بمعنى‬
‫آخر أن المقصيين والمهمشين يمكن أن يصبحوا كالهما خارج المركز‪.‬‬
‫يبدو أن الهامشية تتدخل بشكل حتمي ضمن اإلقصاء غير أن الفرق يكاد يبدوا فرقا في‬
‫الدرجة أكثر منه في النوع‪ .‬لكن في المقابل هناك من الباحثين من يؤكد على كون الهامشااااااية‬
‫يمكن أن توجااد في مركزالميتروبوالت‪ ،2‬بمعنى آخر ال ترتبط في جميع األحوال بااالهااامش‬
‫الجغرافي‪.‬‬
‫إن اإلقصااااااااء والهامشااااااية مفهومان يحيالن على وقائع متقاربة فكال هما يتقاطعان‬
‫ومترابطان‪ ،‬فاإلقصااااء الساااوسااايواقتصاااادي اليمكن أن يكون إال بوجود مجال مهمش بشاااكل‬
‫كامل‪ ،3‬بحيث أن الكثير من المقاربات تبين أن المقصااااايين هم الذين يعيشاااااون في الهامشاااااية‬
‫المجالية‪ .‬بالتالي يمكن محاربة اإلقصاااء السااوساايو اقتصااادي بتأهيل هذه المجاالت (الهامشااية‬
‫المجالية)‪.4‬‬
‫إن ظاهرة الهامشية أوسع من أن تقتصر على الجانب الجغرافي أو االقتصادي‪ ،‬لوجود‬
‫جوا نب أخرى م جال ية واجت ماع ية‪ .5‬فال هامشاااااا ية الم جال ية مفهوم دي نامي يعرف تغيرا على‬
‫المستوى الجغرافي للبلد أو لتكتالت وتجمعات عمرانية‪ .6‬إضافة إلى هذا يمكن اعتبار المسافة‬
‫عنصااار مفسااار للهامشاااية المجالية لبعض التجمعات الساااكنية‪ ،7‬وينطبق ذلك أيضاااا بالنسااابة‬

‫‪1‬‬
‫‪- Brahim Marrakechi, Marginalisation et Exclusion : récentes tendances à travers le modèle centre‬‬
‫‪/ périphérie, p: 124‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- la marginalité une approche historique et épistémologique, p 110‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- la marginalité une approche historique et épistémologique, p 147‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Brahim M Marrakechi, Marginalisation et Exclusion: récentes tendances à travers le modèle‬‬
‫‪centre / périphérie, p 147‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- la marginalité une approche historique et épistémologique, p 110‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Brahim M Marrakechi, Marginalisation et Exclusion: récentes tendances à travers le modèle‬‬
‫‪centre / périphérie p 123‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- Brahim Marrakechi, p 123‬‬

‫‪134‬‬
‫‪134‬‬
‫لموضااااوع اإلقصاااااء بخصااااوص الولوجية إلى مختلف المرافق‪ .‬وهنا يبرز بشااااكل جلي دور‬
‫المجال في الهامشية وفي تسريع صيرورة اإلقصاء السوسيواقتصادي‪ .‬بمعنى آخر فالهامشية‬
‫المجالية تترجم إلى صيرورة لإلقصاء السوسيواقتصادي‬
‫أما إذا انتقلنا إلى الجانب االجتماعي فالهامشاااااايون من الناحية االجتماعية هم الذين‬
‫يقعون هااامش المجتمع برفضااااااهم لقواعااد النظااام أو أنهم غير متكيفين‪ .8‬وهنااا تبرز دور‬
‫المجاالت الهامشااااااية في خلق حدود وثقافات مختلفة مع الساااااااكنة العامة‪ .9‬كما تبرز أيضااااااا‬
‫الهامشية االجتماعية على سبيل المثال ال الحصر في عالم المهن الصغيرة‪ ،‬الذي يشكل مملكة‬
‫لإلقصاااااء الخفي‪ ،‬وهو عالم يسااااود فيه البحث عن البقاء على قيد الحياة‪ .‬ويمتد إلى المجاالت‬
‫االجتماعية التي يحددها التهريب‪ ،‬وترويج المخدرات وتندرج ضاااااامن هذه الديناميات هيمنة‬
‫االقتصاااد الذي يطلق عليه االقتصاااد الموازي ب‪ -‬مقارنة مع االقتصاااد الرساامي حيث يتغلب‬
‫الالقانوني على القانوني مثل‪ :‬منافساااةالساااكن الساااري للساااكن القانوني‪ .‬إضاااافة لهذا فتوزيع‬
‫األنشااااااطة في المجال ال يحدث عن طريق الصاااااادفة‪ ،‬فهذا التوزيع يعزى إلى منطق مجالي‬
‫اقتصادي اجتماعي‪.10‬‬
‫اما عالقة اإلقصااااء بالفقر فهناك من يرى كون معنى مصاااطلح اإلقصااااء‪ ،‬يختلف عن‬
‫الفقر بالمعنى الدقيق للكلمة‪ ،‬بعبارة أخرى فبالرغم من كون اإلقصاء يرتبط بالفقر إال أنه ليس‬
‫م حددا له أو أنه ال يتحدد عنده‪ .‬حيث أن الفقر غالبا ما دفع بهم إلى اإلقصاااااااء‪ ،11‬عالوة على‬
‫ذلك فاإلقصاااء يركز على منظومة واسااعة من العوامل التي تمنع األفراد والفئات والجماعات‬
‫من الفرص المتاحة ألغلبية السااااااكان‪ .12‬ومنه فاإلقصاااااااء يكون نتيجة غياب الموارد‪ ،‬غياب‬
‫الحقوق‪ .....‬لذلك فهو يتخذ أشكاال مثل انقطاع الروابط االجتماعية العالقات االجتماعية فقدان‬
‫الهوية‪.13‬‬
‫اما الجانب الثاني التي تميز ثنائية المركز والهامش هو مدى قوة استيعابهما واحتوائها‬
‫لمجمل التحوالت المحلية والوطنية والعالمية ‪ ،‬ويتعلق االمر في هذا الصااااااادد بان كل من‬
‫المركز والهامش يندرجان ضاااااامن نسااااااق تغديه احيانا قوى جاذبة واحيانا قوى نابذة حيث‬
‫يصير المركز مدمجا للمجاالت المحيطة به ومرة يتحول الهامش الى ميكانيزم يستنسخ ويعيد‬

‫‪ - -‬اإلقصاء السوسيواقتصادي يعرف تعددا في الجوانب إذا أخدنا باالعتبار اإلرث المادي "الثقافة الصحة الترفيه لالسرة‪ ،‬يظهر‬
‫على المجال انطالقا من األشكال الحضرية‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪- Brahim M Marrakech, Marginalisation et Exclusion, p 145‬‬
‫‪9‬‬
‫‪- Paul Claval,(2003),Géographie culturelle approche des sociétés et des milieux. ARMAND‬‬
‫‪Colin p: 77‬‬
‫‪10‬‬
‫‪- Brahim M Marrakechi, Marginalisation et Exclusion, p :123‬‬
‫‪11‬‬
‫‪- Goulx 2011. P9/ les facteurs engendrant l’exclusion au canada: survol de la littérature‬‬
‫‪multidisciplinaire. Lionel-Henri Groulx , mars 2011 p 12 .‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ -‬انتوني غدنز‪ ،‬علم االجتماع‪ ،‬ص‪224:‬‬
‫‪13‬‬
‫‪- social exclusion, social inclusion, démocratie, dialogue, 1995, N2, p: 9 .‬‬

‫‪135‬‬
‫‪135‬‬
‫انتاج ادوار ووظائف المركز فنصااابح امام ارتباط متبادل يصاااعب اختزاله في مفهوم الهيمنة‬
‫والتأثير االحادي‪.‬‬
‫مجال الدراسة‪:‬‬
‫تقاااع مديناااة بناااي ماااالل بمنطقاااة الااادير الخصااابة المتميااازة بماااوارد العااايش وتكامااال‬
‫مصاااادر الساااهل والجبااال‪ .‬تبتعاااد عااان العاصااامة االقتصاااادية (الااادار البيضااااء) ب ‪ 022‬كلااام‬
‫اتجاااه الشاامال الغربااي وعاان مااراكش باانفس المسااافة تقريبااا باتجاااه الجنااوب الغربااي وعاان‬
‫فاااس ب ‪ 222‬كلاام باتجااااه الشاامال الغرباااي‪ .‬تتوسااع المدينااة شاااماال علااى مجاااال منبسااط باااه‬
‫أراضاااي خصااابة‪ ،‬وجنوباااا تحااادها سلسااالة جباااال األطلاااس المتوساااط الاااذي يشاااكل حااااجزا‬
‫طبيعياااا أماااام امتاااداد المديناااة علاااى هاااذه الواجهة(الخريطاااة رقااام ‪ .)5‬لقاااد عرفااات المديناااة‬
‫نماااوا ديموغرافياااا بسااابب الهجااارة القروياااة‪ ،‬وبفضااال إدخاااال بنياااات االقتصااااد العصاااري‪،‬‬
‫وإنشااااء تجهيااازات متعاااددة خاصاااة المتعلقاااة بنظاااام الساااقي الحاااديث‪ ،‬إضاااافة إلاااى ماااا أنااايط‬
‫بالمديناااة سااانة ‪ 5224‬مااان مهماااة التسااايير اإلداري لجااازء مااان ساااهل تادلاااة‪ .14‬ناااتج عااان‬
‫هاااذا النااازوح القاااروي تزايااادا ساااكانيا مهماااا‪ ،‬كماااا زاد الطلاااب علاااى التجهيااازات األساساااية‬
‫والساااكن‪ ،‬مماااا أخااال باااالتوازن الاااذي كاااا ن ساااائدا خاااالل التنظااايم التقليااادي‪ .‬بالتاااالي اساااتفحال‬
‫‪15‬‬
‫المشااااكل التاااي تتجلاااى فاااي النماااو الفوضاااوي لألحيااااء علاااى حسااااب األراضاااي الفالحياااة‬
‫وخلخلة البنية السوسيو‪-‬اقتصادية للمدينة وتشتت نسيجها الحضري‪.‬‬

‫‪14 -‬أزمو عبد المجيد‪" 0220 ،‬التوسع الحضري واستهالك المجال الفالحي بسهل تادلة حالة بني مالل والفقيه بن صالح وسوق‬
‫السبت أوالد النمة"‪ ،‬أطروحة الدكتوراه في اآلداب تخصص جغرافيا‪ ،‬جامعة السلطان موالي سليمان‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم االنسانية‬
‫بني مالل‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪- Fatima Laaraichi(1974) :"Beni Mellal ville moyenne marocaine", présenté en vue de 1 obtention‬‬
‫‪du doctorat de troisièmecycle Géographie Université de Strasbourg.‬‬

‫‪136‬‬
‫‪136‬‬
‫الخريطة رقم ‪ :1‬مجال الدراسة‪ :‬حدود المدار الحضري لمدينة بني مالل‬

‫المصدر‪ :‬الوكالة الحضرية بني مالل‬


‫إشكالية وأهداف الدراسة‪:‬‬
‫يتمحور السؤال االشكالي للمقالة حول عالقة المركز بالهامش والذي نصيغه على‬
‫الشكل التالي‪ :‬هل تتغير طبيعة عالقة المركز بالهامش بتغير الواقع؟ أم أن بتغير طبيعة‬
‫العالقة الواقعة بين المجالين يحدث تغير في داللة المفهومين والعالقة الرابطة بينهما؟‬
‫أهداف الدراسة‬
‫تسااعى هذه المقالة إلى تحقيق هدفين اثنين أحدهما نظري وآخر تطبيقي‪ .‬بالنساابة للهدف‬
‫النظري فيتجلى في التعريف بعالقة المركز والهامش وما يترتب عن ذلك من مشاااااااكل مع‬
‫تب يان ان العالقة بين الطرفين تحدد دور كل منهما وتفصااااااح ان قراءة متجددة لهذه الثانية‬
‫تتجاوز العالقة الكالسيكية المتمثلة في الهيمنة واالحتواء الى عالقة التكامل بما يطرح يتعدى‬
‫لهوية الثابتة لكل منهما ويصااااااير المركز هامشااااااا والهامش مركزا يقدم طاقات وبدائل ‪ .‬أما‬
‫بالنساااااابة للهدف التطبيقي فيكمن في انتاج خرائط البنيات المجالية لمدينة بني مالل للوقوف‬
‫على التحديات المطروحة أمام مدبري الشاااااااأن المحلي والجهوي فيما يتعلق جدلية المركز‬
‫والهامش‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫‪137‬‬
‫منهجية الدراسة‪:‬‬
‫بعاااد أن اطلعناااا علاااى مجموعاااة مااان الكتاااب واألطروحاااات والمقااااالت بخصااااوص‬
‫موضاااوع الدراساااة وغربلاااة حصااايلتها فاااي الشاااق النظاااري مااان البحاااث‪ .‬جااااء دور العمااال‬
‫الميااداني باعتبااااره أنجااع وسااايلة الختبااار الفرضااايات المطروحااة‪ .‬وتمااات هااذه العملياااة مااان‬
‫خاااالل أربعاااة مراحااال أساساااية‪ :‬التقسااايم اإلداري لمجاااال الدراساااة‪ -‬دفتااار الجولاااة ‪-‬إعاااداد‬
‫االساااتمارة ‪ -‬مرحلاااة ساااحب العيناااة ونظااارا للعااادد الضاااخم لألسااار التاااي تااام الماللياااة الاااذي‬
‫ينااااهز ‪ 42520‬اسااارة ‪ ،‬ارتأيناااا اال عتمااااد علاااى طريقاااة تغنيناااا عااان القياااام بتغطياااة العااادد‬
‫االجمااااالي لألساااار اللجااااوء الااااى عينااااة ذات تمثيليااااة‪ ،‬و تاااام فيهااااا تحديااااد ‪ 224‬اسااااتمارة‬
‫مقسمة على مجموع األحياء السكنية لمدينة بني مالل‪.‬‬
‫كما لجانا إلى استعمال التقنيات الكيفية لنبرز ما يستعصي فهمه باالستناد إلى األرقام‬
‫واإلحصائيات‪ .‬من دليل للمقابلة تضمن مجموعة من االسئلة الموجهة شملت احيانا مجموع‬
‫الفئات االجتماعية التي تم الحصول عليها انطالقا من تفريغ لالستمارة‪.‬‬
‫النتائج‪:‬‬ ‫‪-I‬‬

‫مدينة بني مالل‪ :‬التمايز المتعدد االبعاد بين المركز والهامش‬ ‫‪-1‬‬

‫أ بني مالل‪ :‬من التمايز االقتصادي نحو الهشاشة اقتصادية وفقدان الوظيفة التاطيرية‬
‫بناءا على المنهجية المعتمدة في التفضاايل وتوزين المتغيرات االقتصااادية وتفيئها تمكنا‬
‫من إنتاج خريطة تهم البنيات االقتصااااادية المميزة للمجال الماللي‪ ،‬خريطة تتشااااكل من أربع‬
‫فئات أساسية‪:‬‬
‫الفئة األولى‪ :‬تتكون من أحياء تعرف اندماجا اقتصاااديا (الحي االداري‪ ،‬جنان الطاهر‪،‬‬
‫الرايبي‪ ،‬الصفا‪ ،‬رياض السالم‪ ،‬التقدم‪.)..‬‬
‫الفئة الثانية‪ :‬تتشكل من أحياء تعرف اندماجا غير مكتمال يهم حي (الهدى‪ ،‬أيت فالحة‪،‬‬
‫أوالد عياااد‪ ،‬بن عاادي ‪ .)...‬ففي هااذه المجاااالت يتركز أرباااب األساااااار ذوي المهن القااارة‬
‫والمستقلة‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫‪138‬‬
‫الخريطة رقم‪ 2:‬تراتبية األحياء السكنية حسب درجة اإلقصاء االقتصادي‬

‫المصدر‪ :‬بحث ميداني‪0250‬‬

‫الفئة الثالثة‪ :‬أحياء تعرف اندماجا غير مكتمال وبدرجة اكثر (أيت تسااااااليت‪ ،‬أوربيع‪،‬‬
‫عين الغازي‪ ،‬النخيلة‪ ،‬المدينة القديمة ‪.)....‬‬
‫الفئة الرابعة واألخيرة‪ :‬أحياء ت شهد عدم االندماج االقتصادي (الصومعة‪ ،‬العامرية ‪5‬‬
‫و‪ ،0‬الرشاااااااد‪ ،‬نوايل المخزن‪ ،‬أيتطحيش قصاااااار غزافات‪ ،‬امغيلة‪ .)5‬في هذه المجاالت نجد‬
‫الحضور القوي ألصحاب المهن اليدوية وعمال المهن الصغرى‪.‬‬
‫فمن خالل المتغيرات المعتمدة في هذا المحور يمكن الخروج باالستنتاجات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تسجيل تفاوتات بين األحياء على مستوى المؤشرات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬تباين التوزيع الجغرافي لهذا التفاوت بين أحياء الهامش وأحياء المركز‪.‬‬
‫إن توزيع البنيات االقتصاااااااديةالمميزةللمجال الماللي يسااااااتلزم منا تناول وتشااااااخيص‬
‫التوزيع الجغرافي لبنيات االجتماعية‪ ،‬وإلى أي حد تتقاطع أو توافق توزيع هاتين البنيتين؟‪.‬‬
‫ب‪ :‬بني مالل ‪:‬من التمايز االجتماعي نحو التبلور الطبقي‬
‫من خالل المنهجيااة المعتماادة في توزين وتفيئ المتغيرات االجتماااعيااة وتمثيلهااا على‬
‫الخريطااة يظهر أن ماادينااة بني مالل تعرف تباااينااا على مسااااااتوى التوزيع المجااالي للبنياات‬
‫االجتماعية حيث تظهر بوضوح ‪ 4‬فئات‪:‬‬

‫‪139‬‬
‫‪139‬‬
‫الفئة األولى‪ :‬تهم األحياء التي تتركز فيها الفئات المندمجة اجتماعيا (الحي اإلداري‪،‬‬
‫التقدم‪ ،‬اوالد حمدان الدشيرة‪ ،‬رياض السالم‪ ،‬أورير‪ ،‬أم المظهر)‪.‬‬
‫الفئةةة الثةةانيةةة ‪ :‬وتهم (أوالد حماادان الحمري‪ ،‬أوالد عياااد‪ ،‬امغيلااة‪ ،‬الصااااااومعااة منزه‬
‫األطلس‪ ،‬عين الغازي الصومعة‪.)..‬‬
‫الفئة الثالثة‪ :‬أحياء تعرف تهميشاااا اجتماعيا بشاااكل متوساااط‪( ،‬ايت فالحة‪ ،‬عامرية ‪،0‬‬
‫حربولية)‬
‫الف ئة الراب عة‪ :‬تهم األح ياء تهميشاااااااا قو يا (نوا يل المخزن‪ ،‬النخي لة‪ ،‬الفيري‪ ،‬قصاااااار‬
‫غزافات)‪.‬‬
‫المالحظ أن وساااط المدينة يعرف تداخال جد ملحوظا بين سااااكنة أحياء تعرف اقصااااءا‬
‫اجتماعيا وأخرى عكس ذلك‪ .‬وهذا مرده ك ون اإلقصااااااااء االجتماعي بالمدينة بالرغم من أنه‬
‫يظهر كأقوى التجليات بالمقارنة مع باقي أشكال اإلقصاء األخرى‪.‬‬
‫الخريطة رقم‪ 3:‬تراتبية األحياء السكنية حسب درجة اإلقصاء االجتماعي‬

‫المصدر‪ :‬بحث ميداني ‪0250‬‬

‫إال أن تناوله على مساااتوى الحي يجعل فئة غير مقصاااية اجتماعيا تطغى على مثيالتها‬
‫المقصااااااية‪ .‬لذلك ال عجب أن نجد في بعض الفئات تتشااااااكل من أحياء راقية إلى جانبها أحياء‬
‫توجد في الهامش الجغرافي للمدينة‪.‬‬
‫يبدو من خالل هذا المحور‪ ،‬أن وجود أربع فئات اجتماعية وهودليل واضح على وجود‬
‫تمايزات اجتماعية ومجالية‪ ،‬داخل المجال الحضري للمدينة ‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫‪140‬‬
‫ج‪ :‬بني مالل من التداخل المجالي نحو التمايز المكاني‬
‫يتضااااح من خالل الخريطة مدى تركز مجاالت اإلقصاااااء المجالي خاصااااة في األحياء‬
‫الهامشية مقارنة مع أحياء في وسط المدينة‪ ،‬ففي هذه الخريطة يمكن التمييز بين أربع فئات‪:‬‬
‫الفئة األولى‪ :‬وهي أحياء ال تعاني من التهميش(رياض الساااااالم‪ ،‬جنان الطاهر‪ ،‬عياط‪،‬‬
‫أوالد حمدان‪ ،‬الشرايبي‪ ،‬أم المظهر‪.)..‬‬
‫الفئة الثانية‪ :‬وتضم أحياء تعيش تهميشا وبدرجة اقل (المسيرة‪5‬ن الليمون‪ ،‬الدشيرة‪،‬‬
‫الزعراطي‪ ،‬تفريت‪.)....‬‬
‫الفئة الثالثة‪ :‬تهم أحياء تتركز أسااااساااا في النصاااف الشااامالي للمدينة (امغيلة‪ ،‬النخيلة‪،‬‬
‫الحربوليةأيت طحيش‪ ،‬إضاااااااافة إلى المدينة القديمة‪ ،)..‬وهي تعرف إقصااااااااء مجاليا بدرجة‬
‫متوسطة‪.‬‬
‫الفئة الرابعة‪ :‬تتكون من أحياء تعرف درجة قوية من التهميش المجالي (عين الغازي‪،‬‬
‫أيت تسااااااليت‪ ،‬أوربيع‪ ،‬أوالد عياد‪ ،‬أوالد حمدان الحمري‪ ،‬المحمدي‪ ،‬اللة عائشااااااة‪ ،‬قصاااااار‬
‫غزافات‪.)...‬‬
‫يعزى تركز التهميش المجالي مقارنة باأحياء وساااااط المدينة إلى االنتشاااااار الواساااااع‬
‫للتعمير الذاتي وما يرافقه من مظاهر الضااااااعف في جودة البناء‪ .16‬إضااااااافة إلى انعدام تعميم‬
‫بعض التجهيزات من كهرباء والماء الصاااالح للشااارب وشااابكة الصااارف الصاااحي‪....‬وهو ما‬
‫يكشااف أن المدينة تعيش تناقضااات مجالية على مسااتوى التجهيزات الشاايء الذي سااينعكس ال‬
‫محالة على ساكنة األحياء التي تعرف االنتشار الكبير لمظاهر اإلقصاء المجالي‪.‬‬

‫‪16‬بولحية بهيجة‪ .)0252( .‬التعمير الذاتي بالمدن المغربية‪ :‬بين النموذج الوطني الخصوصية المحلية آليات وأشكال اإلنتاج حالة‬
‫مدينة بني مالل‬

‫‪141‬‬
‫‪141‬‬
‫الخريطة رقم‪ 4:‬تراتبية األحياء السكنية حسب درجة اإلقصاء المجالي‬

‫المصدر‪ :‬بحث ميداني ‪0250‬لقد مكنت عملية توزين المتغيرات المختارة من رصد مختلف‬
‫بنيات اإلقصاء (االقتصادي‪ ،‬االجتماعي والمجالي)‪ ،‬وعلى الكيفية التي تتوزع بها هذه‬
‫البنيات على مستوى مدينة بني مالل‪ ،‬حيث أظهرت مختلف الخرائط وجود تفاوت في توزيع‬
‫حدة ودرجة التهميش المجالي بين مركز المدينة وهامشها الجغرافي‪ .‬فإلى أي حد يعكس‬
‫التقسيم االجتماعي للمجال هذه التفاوتات‪.‬‬
‫‪5‬أنشطة ساكنة الهوامش مؤشر على اإلقصاء وعامل من عوامل ترييف المدينة‬

‫جدول رقم‪ :1‬األصل الجغرافي للساكنة المدروسة‪.‬‬


‫خ ارج‬ ‫ال و اف دون‬ ‫ال و اف دون‬
‫الج ه ة‬ ‫من‬ ‫الج ه ة‬ ‫داخ ل‬ ‫من‬
‫نسبة‬ ‫عدد‬
‫الح ريين‬ ‫الح ريين‬ ‫نسبة‬ ‫عدد‬ ‫نسبة‬ ‫عدد‬
‫والقرويين‬ ‫والقرويين‬ ‫القرويين‬ ‫القرويين‬ ‫الح ريين‬ ‫الح ريين‬ ‫أصول املهاجرين‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪7.49‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪1,18‬‬ ‫‪11‬‬ ‫إقليم أزيالل‬
‫إقليم الفقيه بن‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3.21‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪28‬‬ ‫صال‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4.60‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪44,75‬‬ ‫‪418‬‬ ‫إقليم ب ي مالل‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪28‬‬ ‫إقليم خريبكة‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0.21‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0,64‬‬ ‫‪6‬‬ ‫إقليم خنيفرة‬
‫مجاالت ح رية‬
‫‪22,91‬‬ ‫‪214‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫وقروية خارج الجهة‬

‫المصدر‪ :‬بحث ميداني‪0250‬‬

‫‪142‬‬
‫‪142‬‬
‫تدل البيانات الممثلة في الجدول أعاله‪ ،‬أن ‪ %44.21‬من ساااااااكنة األحياء المدروسااااااة‬
‫يشاااكلون األغلبية على اعتبار أنهم ينتمون بالنشاااأة إلى إقليم بني مالل‪ ،‬وبحكم عوامل مختلفة‬
‫(العزلة‪ ،‬القرب من الخدمات ومقر العمل‪ ،‬النقص في المرافق ‪ ،)....‬اضااااااطروا إلى النزوح‬
‫إلى مدينة بني مالل بحثا عن مجال تتوفر فيه أدنى درجة من التوازن والرفاه‪ .‬وتتوزع بقية‬
‫النساااب بشاااكل متباين بين المناطق الريفية والحضااارية ألقاليم الجهة (أزيالل نسااابة القرويين‬
‫‪ %2.42‬والفقيه بن صالح بن سبة ‪ %2.05‬أما بخ صوص ن سب إقليم خريبكة فهي منعدمة أما‬
‫خنيفرة فسجلت ما نسبته ‪.%2.05‬‬
‫لقد شاااكلت الخصاااائص االجتماعية لهؤالء المهاجرين األثر الكبير على دينامية المدينة‬
‫على مسااتوى األنشااطة التي يمارسااونها (تفريت‪ ،‬أيت تسااليت‪ ،‬المساايرة ‪ ،0‬النخيلة ‪ ،)....‬على‬
‫اعتبار أن األن شطة التي يمار سونها تعبر عن و ضعيتهم اله شة (عربة ‪ ،‬دراجة ثالثية‪ )..‬لنقل‬
‫البضائع وكذلك لبيع المنتوجات الغدائية (خضر‪ ،‬فواكه‪ ،‬سمك ‪ .)...‬وقد ساهم تركز الوسائل‬
‫المسااااااتعملة في هذه األنشااااااطة من دراجة ثالثية وعربات‪ ...‬بمجموعة من أحياء المدينة إلى‬
‫ترييف هذه األخيرة‪.‬‬
‫من خالل التقصاااي الميداني تبين تفشاااي ظاهرة الالاساااتقرار في االنشاااطة المزاولة من‬
‫طرف ساكنة األحياء الهامشية‪ ،‬إذ اتضح أن ‪ %22‬من العينة المبحوثة بهذه المجاالت تزاول‬
‫مهنا وحرفا مختلفة ومؤقتة‪ .‬هذه الظاهرة أكثر شاااااايوعا في حي (الحربولية‪ ،‬المساااااايرة‪،0‬‬
‫النخيلة‪ ،‬أوالد عياد‪ ،‬كذلك ساااجلت االحصاااائيات أن ‪ %22.1‬من سااااكنة أحياء (أوالد حمدان‬
‫الحمري) تشاااااتغل في مهن غير قارة و‪ ،%20‬في حي (أوربيع امغيلة‪ )5‬يصاااااادف اإلنساااااان‬
‫أنشطة وأنماط لكسب العيش ال تكاد تحصى وهي من المهن الهامشية‪.‬‬
‫إن ممارسااة ساااكنة الهوامش لهذه األنشااطة يكسااب المدينة دينامية من جهة‪ ،‬ومن جهة‬
‫ثانية تصير عامال من عوامل بحت ساكنة هذه الهوامش على تحقيق االندماج‪.‬‬
‫‪ -3‬استراتيجيات اندماج ساكنة الهوامش‬
‫بناء قاعة للصالة‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫خالل التقصااااااي الميداني تم رصاااااااد مجموعة من المبادرات الجماعية التي تلجأ إليها‬
‫ساااااااكنة األحياء الهامشااااااية من أجل تحقيق اندماجها‪ ،‬منها بناء قاعة للصااااااالة (حي تفريت‪،‬‬
‫أوربيع‪ ،‬عين الغازي ‪ ،)...‬هي قاعات يتم بناءها لتشااكل رمزا للحي‪ ،‬ال يمكن المساااس به من‬
‫طرف القائمين على تسيير الشأن المحلي‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫‪143‬‬
‫الصورة رقم‪ 1:‬إعالن لبناء قاعة للصالة‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬عدسة الباحث ‪0252‬‬

‫ب‪ -‬االنخراط في جمعيات المجتمع المدني‪:‬‬

‫في األحياء الهامشااية لمدينة بني مالل (أورير‪ ،‬تفريت‪ ،‬أوربيع‪ ،‬عين الغازي)‪ ،‬الحظنا‬
‫وجود عدد من الجمعيات (جمعية أوربيع الكبير‪ ،)...‬تهدف باألسااااااااس إلى االسااااااتجابة قدر‬
‫المستطاع لحاجيات الساكنة والتي تتمثل في الربط بالكهرباء والماء الصالح للشرب‪ ،‬والعمل‬
‫مع مؤساااساااات رسااامية من أجل ضااامان تمدرس األطفال من خالل توفير تجهيزات مدرساااية‬
‫وكذلك النقل المدرسي‪.‬‬
‫ج‪ -‬إعادة هيكلة الحي الهامشي‪:‬‬
‫دائما في حديثنا على االساااااتراتيجيات المختلفة التي تلجأ إليها السااااااكنة لالندماج داخل‬
‫الوسااط الحضااري نذكر قيام ساااكنة األحياء الهامشااية بوقفات احتجاجية متكررة‪ ،‬بهدف توفير‬
‫النقل العمومي وإصااااالح الطرق وتوفير اإلنارة العمومية‪ ،‬وهكذا شاااايئا فشاااايئا يتم إدراج هذه‬
‫األحياء في الدراسااااااات التي تقوم بها المصااااااالح المختصااااااة (التقنية)‪ ،‬وبالتالي إدماجها في‬
‫مخططات التهيئة (شاااابكة الطرق‪ ،‬شاااابكة التطهير‪ ،‬الماء الصااااالح للشاااارب)‪ ،‬لينتهي المطاف‬
‫بإلحاق الحي بإحدى المقاطعات اإلدارية‪.‬‬
‫إن الحديث عن اسااتراتجيات االندماج ال يقتصاار فقط على ما تم ذكره‪ ،‬بل تشاامل أيضااا‬
‫بعض جوانب الحياة االقتصااادية كالبحث عن الشااغل لمجابهة الحاجيات المتزايدة‪ ،‬كما يشاامل‬
‫أيضا بعض جوانب الحياة االجتماعية (مدى التفاعل االجتماعي)‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫‪144‬‬
‫إن اكتساااب بعض األحياء لبعض الخصااائص الساالبية التي تعمل على التأثير في الحياة‬
‫اليومية‪ ،‬تؤدي إلى مزيد من فقدان الحي لجاذبيته‪ .‬بالرغم من سااعي ساااكنتها لتحقيق االندماج‬
‫(حي اللة عائشة‪ ،‬أوالد حمدان الحمري ‪.)....‬‬
‫مناقشة‪:‬‬ ‫‪-II‬‬

‫عرف المجال الحضاااري لمدينة بني مالل تفككا كبيرا جراء االمتداد التي تشاااهده وهذا‬
‫الشكل الذي آلت إليه المدينة ‪ ،‬حيث أن أكثر من ‪ 2/0‬من الساكنة الحضرية بالجهة تتركز في‬
‫كل من إقليم بني مالل وخريبكة ثم خنيفرة‪ .‬إذ بلغت نسااااابة التمدين بإقليم بني مالل بما يقارب‬
‫‪ .%02.00‬هذا باإلضاااااااافة إلى التوزيع المجالي غير المنصااااااف للبنية التحتية واالجتماعية‬
‫بالمدينة واحتفاظ بعض الوافدين عليها بتقاليدهم القروية (ترييف المدينة)‪ .‬ثم إن موقع مدينة‬
‫بني مالل سااامح لها بنساااج عالقات واضاااحة مع الدارالبيضااااء (الهيمنة االقتصاااادية)‪ ،‬لكنه لم‬
‫يساااتطع محو سااالبيات الهوامش (فقر المناطق الجبلية المحيطة بالمدينة)‪ ،‬فالمتصااافح لخريطة‬
‫الفقر بالمغرب ساااااايجد أن الجهة (بني مالل – خنيفرة) سااااااجلت ما نساااااابته ‪ %52.4‬مقابل‬
‫‪ %0.2‬على المسااااااتوى الوطني‪ ،‬أي بفارق ساااااالبي بلغ نحو ‪ 5.1‬نقطة‪ ،‬ويعزى هذا إلى فقر‬
‫الجماعات القروية التي تنتمي إلى الجهة‪ ،‬إذ أن أكثر من ‪ 51‬جماعة قروية يتجاوز فيها معدل‬
‫الفقر ‪ ، %02‬وهذا من شااااااأنه أن يزيد من تكريس ساااااالبيات هذا الموقع بالنساااااابة للتوازنات‬
‫المجالية الجديدة‪ .‬كذلك فارتفاع معدل الفقر بجل المجاالت المكونة للجهة سااااااتثقل كاهل هذه‬
‫األخيرة في رصد موارد مالية من التخطيط لمشاريع تنموية بها‪ .‬بالتالي ستفوت فرصة تأهيل‬
‫المدينة لتلعب الدور المنوط بها ك "قطب للجهة"‪.‬‬
‫إن اإلقصاء المجالي بين مركز المدينة وهامشها الجغرافي يجد تفسيره كذلك في‬
‫تقسيمات مجالية سابقة‪ ،‬حيث تم ضم مجموعة من مناطق المدينة (أوربيع وأوالد عياد) إلى‬
‫عمالة أزيالل‪ ،‬ثم جاء تقسيم جديد قضى بإعادة إلحاق هذه األحياء بمدينة بني مالل‪ ،‬مما انعكس‬
‫سلبا على تنظيم هذه األحياء (إقصاء مجالي واجتماعي)‪.‬‬
‫لقد تضافرت إكراهات الموقع والموضع إضافة إلى هشاشة المجاالت المحيطة بالمدينة‬
‫ومجموعة من المؤ شرات ذات الخ صو صية المحلية‪ ،‬في تأزم و ضعية هذه األخيرة (المدينة)‬
‫الشيء الذي جعلها ال تواكب الدينامية التي تشهدها مثيالتها من أقطاب جهات المملكة‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫‪145‬‬
‫خالصة‪:‬‬

‫لقد كشفت المحاور السابقة أشكال ومجاالت اإلقصاء المجالي التي يشكل المجال‬
‫الحضري لمدينة بني مالل محورا لها‪ .‬يظهر هذا بشكل جلي من خالل الخرائط الشاملة لكل‬
‫أشك ال اإلقصاء‪ ،‬إقصاء يفقد ألحياء المدينة تجانسها ووحدتها وفي ذلك تعبير عن تأثر وتأثير‬
‫المجال بالمجتمع والعكس صحيح‪.‬‬
‫فمن خالل نتائج البحث الميداني اتضح تزايد التناقضات المجالية مع التوسع الكبير‬
‫للمجال الحضري في اتجاه أحياء تشهد هذا التوسع‪ ،‬والذي تم في غياب مجموعة من التجهيزات‬
‫التحتية وباألحرى االجتماعية بها‪( :‬عسفة السرحاني‪ ،‬امغيلة ‪ ،0‬النخيلة‪ ،‬المسيرة‪ ،‬الصومعة)‪.‬‬
‫فعدم تجهيز هذه األحياء يجعل اإلقصاء المجالي كظاهرة تنتقل من المستوى المجالي إلى داخل‬
‫الحقل االجتماعي (تفريت‪ ،‬الرميلة‪ ،‬الزعراطي‪ ،‬السالم ‪ .)...‬نشير أيضا إلى كون خرائط بنيات‬
‫اإلقصاء المجالي تكشف لنا عن مجموعة من المجاالت (األحياء) التي ال ترقى إلى مستوى‬
‫العناية التي تحظى بها األحياء األخرى على مستوى عمليات التهيئة ك‪(:‬حي المحمدي‪ ،‬اللة‬
‫عائشة‪ ،‬أوربيع‪ ،‬تفريت‪ ،‬أوالد عياد ‪ .)...‬لذلك تنوعت وتعدد تبنيات اإلقصاء باختالف‬
‫خصوصية كل بينة على حدة‪ .‬وبرزت اختالفات وتفاوتاتبشكل واضح بين مركز المدينة‬
‫وهامشها الجغرافي‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫‪146‬‬
‫الئحة المراجع‪:‬‬

‫‪ -‬أزمو عبد المجيد‪" 0220 ،‬التوسع الحضري واستهالك المجال الفالحي‬


‫بسهل تادلة حالة بني مالل والفقيه بن صالح وسوق السبت أوالد النمة"‪ ،‬أطروحة‬
‫الدكتوراه في اآلداب تخصص جغرافيا‪ ،‬جامعة السلطان موالي سليمان‪ ،‬كلية اآلداب‬
‫والعلوم االنسانية بني مالل‪.‬‬

‫‪ -‬أقدار أحمد‪ )0205(،‬في موضوع‪ :‬المدينة المتوسطة‪ :‬دراسة في مظاهر‬


‫ومحددات االقصاء المجالي‪-‬حالة مدينة بني مالل‪، -‬أطروحة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراهفي اآلداب تخصص جغرافيا‪ ،‬جامعة السلطان موالي سليمان‪ ،‬كلية اآلداب‬
‫والعلوم االنسانية بني مالل‬

‫‪ -‬انتوني غدنز‪ ،‬علم االجتماع‪ ،‬ص‪224:‬‬

‫‪ -‬بولحية بهيجة‪ .)0252( .‬التعمير الذاتي بالمدن المغربية‪ :‬بين النموذج‬


‫الوطني الخصوصية المحلية آليات وأشكال اإلنتاج حالة مدينة بني مالل‪،‬أطروحة‬
‫لنيل شهادة الدكتوراهفي اآلداب تخصص جغرافيا‪ ،‬جامعة السلطان موالي سليمان‪،‬‬
‫كلية اآلداب والعلوم االنسانية بني مالل‬

‫‪- Antoine S. Bailly(1995), la marginalité une approche historique‬‬


‫‪et épistémologique. Anales e Geografia de la Uuniversidad‬‬
‫‪Comlutense,Vol15.109.‬‬
‫‪- Brahim Marrakechi, Marginalisation et Exclusion : récentes‬‬
‫‪124:tendances à travers le modèle centre / périphérie, p‬‬
‫)‪Beni Mellal ville moyenne "- Fatima Laaraichi. ( 1974‬‬
‫‪, présenté en vue de 1 obtention du doctorat en "marocaine‬‬
‫‪géographie Université de Strasbourg.‬‬
‫‪- Goulx( 2011). Les facteurs engendrant l’exclusion au canada:‬‬
‫‪survol de la littérature multidisciplinaire. Lionel-Henri Groulx, mars‬‬
‫‪.2011 p 12‬‬
‫‪- Paul Claval. (2003) La Géographie culturelle, approche des‬‬
‫‪sociétés et des milieux. ARMAND Colin. Social exclusion, social‬‬
‫‪inclusion, démocratie, dialogue, 1995, N2, p:9‬‬

‫‪147‬‬
‫‪147‬‬
‫ حالة من سهل‬:‫مقاربات جيوماتية لدراسة التعرية املائية باألوساط شبه القاحلة‬
)‫تفراطة (مشال شرق املغرب‬
* ‫ عبد الق ادر اسباعي‬،* ‫عمر مواديلي‬

.‫ المغرب‬.‫ كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية – وجدة‬،‫ جامعة محمد األول‬،‫*أستاذ باحث‬

‫ملخص‬
‫ وقد‬.‫تعتبر التعرية المائية من أهم المخاطر الطبيعية التي تؤثر في السطح وتهدد التوازنات البيئية‬
‫ ألن هذه الظاهرة تنشط بشكل‬،‫تمت دراسة بعض الحاالت التي تعرف نشاطا مورفوديناميا مهما وسريعا‬
‫ والتي‬،‫ لذلك توجب قياسها بمعزل عن المظاهر األخرى المعممة بالمجال‬.‫محدد على مساحات دون غيرها‬
‫( ونموذج التقييم النوعي‬RUSLE) ‫تمت دراستها بنماذج مختلفة كالمعادلة العامة لتكميم فقدان التربة‬
.(PAP/CAR)
‫تم قياس ثالث حاالت لهذه الظاهرة بآليات وأدوات حديثة للمسح الطبوغرافي كالماسح الثالثي األبعاد‬
(Drone UAV) ‫ والطائرة المسيرة‬،‫ سم‬5‫( الذي تقل دقته عن‬Scanner 3D) ،‫لألعمال الطبوغرافية‬
(GPS Leica ‫ ثم محطة جهاز التموقع األرضي‬،‫ سم‬1 ‫الستخراج النموذج الرقمي لالرتفاعات وتقل دقته على‬
.‫ سم‬1 ‫ بطريقة نسق التصحيح اللحظي التي يقل فيها هامش الخطأ عن‬،1200)
‫ قصد تحديد حجم‬،‫ ودراسة وتكميم التعرية من جهة أخرى‬،‫تم القياس والمقارنة بين هذه الطرق من جهة‬
‫ مع التركيز على حالة واحدة من‬،‫التربة المفقودة للتعرية التراجعية (األساحل) التي تعرفها مناطق دون غيرها‬
.‫ وهي منطقة قرب واد القطارة (سهب الفيضة) تتميز بدينامية سريعة جدا‬،‫هذه الحاالت‬
،‫ التعرية المائية‬،‫ نظام التموقع األرضي‬،‫ طائرة مسيرة‬،‫ ماسح ثالثي األبعاد‬:‫الكلمات المفاتيح‬
.‫سهل تفراطة‬
Résumé:
L'érosion hydrique est l'un des aléas naturels les plus importants affectant la surface
et menaçant les équilibres environnementaux. Certaines zones connaissant une activité
morphodynamique importante et rapide ont été étudiées, car ce phénomène est actif dans
des espaces spécifiques et pas dans d'autres. Par conséquent, il a dû être mesuré
indépendamment d'autres aspects généralisés sur le terrain, qui ont été étudiés avec
différents modèles tels que l’équation universelle des pertes en sol (RUSLE) et le modèle
d'évaluation qualitative (PAP/CAR).
Trois cas de ce phénomène ont été mesurés avec des mécanismes et outils modernes de
relevés topographiques, tels que le scanner 3D pour les travaux topographiques (Scanner 3D),
dont la précision est inférieure à 1 cm, et le drone (UAV) pour extraire le modèle numérique
d’élévations, dont la précision est inférieure à 5 cm, puis la station GPS Leica 1200, utilisant
la correction en temps réel, dans laquelle la marge d'erreur est inférieure à 5 cm.
L'érosion a été mesurée par ces différentes méthodes afin de déterminer le volume
de perte en sol par érosion régressive (ravinements), qu’on trouve dans des sites localisés
et pas dans d’autres et afin de comparer les résultats de ces méthodes. L'accent a été mis
sur l'un de ces cas, qui est une zone proche d’Oued El Gattara (Sehb El Faïda) caractérisée
par une dynamique très rapide.
Mots clés: Scanner 3D, drone, GPS, érosion hydrique, plaine de
Tafrata.

148
148
‫تقديم‬
‫يعرف حوض وادي العابد مواقع مهمة تنشط بها التعرية التراجعية التي تفقد كميات‬
‫مهمة من الترب‪ .1‬إال أن المعادالت والنماذج‪ 2‬تعبر عن واقع التعرية السطحية المعممة على‬
‫األوساط المدروسة‪ ،3‬ويمكن تقييمها نوعيا وكميا‪4‬؛ ولكن للتعبير عن الواقع الملموس والكلي‬
‫بشمولية أدق‪ ،‬البد من دراسة حاالت التعرية الموضعية التي يمكن أن تساهم في كميات‬
‫التربة المفقودة بأضعاف عديدة‪ ،‬مقارنة مع تكميم التعرية الغشائية‪ .5‬ولعدم إغفال دور‬
‫التعرية الموضعية (تقويض الضفاف واألساحل)‪ ،‬ستتم دراسة حالة سهب الفيضة‪ ،‬قرب‬
‫حامة سيدي شافي بحوض واد العابد‪ ،‬التي تعرف دينامية مهمة (الشكل رقم ‪ ،)5‬من خالل‬
‫المرئيات الفضائية لسنة ‪ 0220‬و‪ 0202‬بدقة عالية‪ ،‬قصد رصد سرعة تطور هذه الدينامية‬
‫واتجاهها ومساحتها‪ ،‬ثم الزيارات المتكررة لهذا الموقع وقياسه مباشرة في الميدان‪ ،‬بآليات‬
‫حديثة ودقيقة للمسح الطبوغرافي‪ ،‬للتمكن من تحديد كمية المواد المفقودة الناتجة عن هذه‬
‫التعرية بمختلف أحجامها والتي تترسب في النهاية مباشرة في السد‪.6‬‬
‫‪ :_1‬اإلشكالية وأهمية الموضوع‬
‫تبين من خالل تتبع مظاهر تدهور التربة أن بعض األشكال سريعة التطور كاألساحل‬
‫في بعض مناطق الحوض‪ ،‬مثل حاالت قرب حامة سيدي شافي التي تعرف تدهورا كبيرا ناتجا‬
‫عن عمليات الحفر الجانبي قد يصل إلى ‪ 4‬أمتار سنويا‪ .7‬كما اتضح أن هناك تباينا كبيرا في‬
‫الدينامية الحالية حيث مناطق واد العابد وواد القطيطر وواد القطارة‪ ،‬وواد الشريشرة‪ ،‬ثم سهب‬
‫الفيضة (وسط حوض العابد)‪ ،‬تتسارع بها هذه الظاهرة‪ ،‬عكس بعض النقط األخرى كسهب‬
‫الغزال قرب واد تمعذرت‪ ،‬التي تعرف استقرارا نسبيا وال تتعدى بعض السنتيمترات في السنة‪،‬‬
‫علما أنها توجد على نفس التكوينات‪ ،‬ونفس االنحدارات‪ .‬لهذا السبب سيتم التركيز على حالة‬
‫واحدة من هذه الحاالت‪ ،‬وهي منطقة قرب واد القطارة (سهب الفيضة) تتميز بدينامية سريعة‬
‫جدا‪.8‬‬

‫‪1‬مواديلي عمر واسباعي عبد القادر‪ .)0200( .‬أشكال التعرية المائية وآثارها على الدينامية البيئية‪ ،‬حاالت من المغرب الشمالي‬
‫الشرقي‪ .‬مجلة العلوم وآفاق المعارف‪.)5(0 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Sbai, A et Mouadili, O (2021) - Le risque d'érosion hydrique entre fragilité des équilibres‬‬
‫‪environnementaux et perspectives de durabilité: Cas du bassin versant d’oued El Abed,‬‬
‫‪Maroc. Revue Marocaine des Sciences Agronomiques et Vétérinaires. Vol. 9 No 4‬‬
‫‪3‬مواديلي عمر واسباعي عبد القادر (‪ ،)0202‬أهمية نظم المعلومات الجغرافية واالستشعار عن بعد في دراسة تدهور التربة بحوض‬
‫واد العابد (منطقة تاوريرت) من خالل نموذج المعادلة العامة النجراف التربة "‪ ."RUSLE‬المجلة المغربية للبحث‬
‫الجغرافي‪ ،‬أدوات ومناهج في البحث الجغرافي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬العدد األول‪ ،‬المجلد الثاني‪.‬‬
‫‪ 4‬مواديلي عمر (‪ ،) 0205‬التعرية المائية والدينامية البيئية في حوضي وادي اتالغ ووادي العابد (تاوريرت‪ ،‬المغرب الشرقي)‪:‬‬
‫مقاربات جيو ماتية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة محمد األول – وجدة‬
‫‪5‬‬
‫‪Sbai, A & Mouadili, O (2022) - Water Erosion between the Vulnerability of Environmental‬‬
‫‪Balances and Prospects for Sustainability: The Case of El Abed and Tlagh Watersheds‬‬
‫‪(North-Eastern Morocco). European Modern Studies Journal Vol. 6 No. 3.‬‬
‫‪6‬مواديلي‪ ،0205 ،‬مرجع سابق‬
‫‪7‬مواديلي‪ ،0205 ،‬مرجع سابق‬
‫‪8‬مواديلي‪ ،0205 ،‬مرجع سابق‬

‫‪149‬‬
‫‪149‬‬
‫‪ :_2‬مجال الدراسةيقع حوض واد العابد في الشمال الشرقي من المغرب‪ ،‬وفي الجنوب الغربي‬
‫لمدينة تاوريرت‪ ،‬الجزء الغربي لممر وجدة ‪ -‬جرسيف‪ ،‬ويشمل جزءا مهما من سهل تافراطة‬
‫(الشكل رقم ‪ .)5‬ويبلغ طوله حوالي ‪ 45‬كلم‪ ،‬وعرضه حوالي ‪ 52‬كلم‪ ،‬بفارق ارتفاع ‪244‬م‪،‬‬
‫وتتراوح االرتفاعات ما بين ‪001‬م و‪5222‬م‪ 9.‬يحده حوض واد زا جنوبا في عاليته‪ ،‬وحوض‬
‫تيغزران شرقا‪ ،‬وحوض واد اتالغ غربا‪ .‬تمثل مساحة الحوض ‪ 222‬كلم‪ 0‬عند المقرن بواد‬
‫ملوية‪ ،‬كما أنه ال يمثل إال ‪ %2.0‬من مساحة حوض واد ملوية التي تقدر ب ‪ 12122‬كلم ‪.‬‬
‫‪10 0‬‬

‫الشكل رقم ‪:1‬موقع سهب الفيضة بحوض وادي العابد‬

‫المصدر‪ :‬خلفية ‪ ،ESRI 2021‬والخريطة الطبوغرافية وجدة ‪ ،5/122222‬والخرائط الطبوغرافية لتاوريرت والعقرب‬
‫‪5./12222‬‬
‫‪ :_3‬المنهجية وأدوات العمل‬
‫تم اعتماد اآلليات الحديثة للمسح الطبوغرافي (نظام التموضع األرضي)‪ (GPS‬من نوع‬
‫‪ ،Leica 1200‬وماسح الليزر األرضي الثالثي األبعاد )‪ (Scanner 3D‬من نوع ‪Leica‬‬
‫‪ ،ScanStation P40‬والطائرة المسيرة )‪ ،(Drone-UAV‬من نوع – ‪Phantom 4 Pro‬‬
‫‪ ،DJI‬وذلك لدراسة وتكميم التعرية بحوض العابد (جزء من سهل تفراطة)‪ ،‬وحساب حجم‬

‫‪9‬‬
‫مرجع سابق‪Sbai & Mouadili, 2021.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪Sbai A, Mouadili O, Hlal M, Benrbia Kh, Mazari Fz, Bouabdallah M and Saidi A (2021) - Water‬‬
‫‪Erosion in the Moulouya Watershed and its Impact on Dams’ Siltation (Eastern Morocco).‬‬
‫‪Proc. IAHS, 384,‬‬

‫‪150‬‬
‫‪150‬‬
‫التر بة المفقودة للتعرية التراجعية (األساحل) التي تعرفها مناطق دون غيرها‪ ،‬والتي تساهم‬
‫بشكل كبير في اقتالع التربة وتأثيرها على السافلة (السدود)‪.11‬‬
‫تم قياس ثالث حاالت لهذه الظاهرة بآليات وأدوات حديثة للمسح الطبوغرافي كالماسح‬
‫الثالثي األبعاد لألعمال الطبوغرافية‪ (Scanner 3D) ،‬الذي تقل دقته عن‪ 5‬سم‪ ،‬والطائرة‬
‫المسيرة )‪ (Drone UAV‬الستخراج النموذج الرقمي لالرتفاعات تقل دقته على ‪ 1‬سم‪ ،‬ثم‬
‫محطة جهاز التموقع األرضي)‪ ،(GPS Leica 1200‬بطريقة نسق التصحيح اللحظي التي‬
‫يقل فيها هامش الخطأ عن ‪ 1‬سم‪ .12‬تم القياس والمقارنة بين هذه الطرق من جهة‪ ،‬ووضع نقط‬
‫مرجعية للرجوع إليها مرة أخرى‪ ،‬وتصحيح نقط الطائرة المسيرة للمقارنة بين الفترات المقاسة‬
‫من جهة أخرى‪.‬‬
‫وقد تم حساب التربة المفقودة لحالة واحدة‪ ،‬وهي مساحة قرب واد القطارة (سهب‬
‫الفيضة)‪ ،‬لكونها حالة من الحاالت الكثيرة التي تساهم في فقدان ترب مهمة من مجال الدراسة‬
‫بفعل أنواع التعرية السائدة خاصة التعرية الغشائية‪ ،13‬ولكن هذه المساحات التي تعرف هذا‬
‫النوع من التعرية (التخديد المعمم – األساحل) بفعل التعرية التراجعية تفقد كميات مضاعفة‬
‫بهذه المواقع بالرغم من محدوديتها مجاليا‪.‬‬
‫ولبلوغ ذلك تم قياس كمية التربة المفقودة‪ ،‬اعتمادا على المساحات الضائعة بفعل التخديد‬
‫المعمم (التسحل)‪ ،‬للفترة الممتدة بين ‪ 0220‬و ‪ 0205‬عبر مراحل‪:‬‬
‫‪ -‬أوال رسم حدود سنة ‪ 0220‬بتوظيف برمجية ‪ ،Google Earth Pro‬مع رسم‬
‫بعض المعالم األرضية‪ ،‬كمرجع لإلسناد الجغرافي (بنايات‪ ،‬أحواض‪ ،‬منشآت‪.)...‬‬
‫‪ -‬ثانيا‪ ،‬رسم حدود وحواف األجراف الحالية على الصورة (الفسيفساء) المستخرجة‬
‫من التصوير الجوي بالدرون‪ ،‬وإسناد الحدود السابقة لها‪ ،‬وبالتالي الحصول على‬
‫المساحة التي نشطت فيها التعرية التراجعية بفعل األساحل وتطورها‪،‬‬
‫‪ -‬ثالثا من هذه المساحة‪ ،‬تم استنباط طول واتجاه التطور وسرعته‪ ،‬وطول الحواف‬
‫التي تعرف هذه الدينامية النشيطة‪.‬‬
‫بالنسبة لحجم التربة المفقودة‪ ،‬تم تحويل نموذج السطوح الرقمي المحصل بالطائرة‬
‫المسيرة‪ ،‬إلى نقط أو سحابة نقطية‪ ،‬وحساب كمية التربة المفقودة‪ ،‬بارتفاعات حدود ‪،0220‬‬
‫وارتفاعات حدود ‪ ،0205‬للحصول على نموذجين رقميين مختلفين لالرتفاعات؛ األول يمثل‬
‫قاعدة التربة المفقودة‪ ،‬والثاني يمثل سطح التربة المفقودة‪ .‬وبالتالي يمكن حساب الحجم بينهما‪،‬‬
‫ثم تحويل هذا الحجم من المتر المكعب إلى الوزن بالطن؛ حسب العينات المأخوذة من أماكن‬
‫القياس‪.‬‬

‫‪11‬مواديلي عمر واسباعي عبد القادر‪ ،)0200( ،‬توظيف تقنية الطائرة المسيرة ‪ DRONE UAV‬في تتبع خطر انجراف التربة‪،‬‬
‫حاالت من ممر تاوريرت – جرسيف‪ ،‬أعمال الندوة الدولية حول المخاطر الهيدرومناخية والجيومورفولوجية‪ :‬التصنيف‬
‫ورسم الخرائط والتدبير‪ ،‬وجدة ‪ 51-54‬يونيو ‪ .0200‬سلسلة ندوات ومناظرات‪ ،0200/00 ،‬منشورات كلية اآلداب‬
‫والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬وجدة‪.0200/550‬‬
‫‪12‬‬
‫‪Sbai, A., Mouadili, O., 2023. Using the GPS Station to Study Wind and Coastal Morpho-‬‬
‫)‪dynamics in North-eastern Morocco. Journal of Geographical Research. 6(1‬‬
‫‪ 13‬مواديلي‪ ،0205 ،‬مرجع سابق‬

‫‪151‬‬
‫‪151‬‬
‫‪ :_4‬النتائج والمناقشة‪ :1_4‬مقارنة طرق قياس التعرية بأجهزة المسح الطبوغرافي‬
‫(الطائرة المسيرة‪ ،‬والماسح ثالثي األبعاد‪ ،‬ونظام التموقع األرضي)‪.‬‬

‫قبل حساب كمية التربة المفقودة‪ ،‬ال بد من مقارنة بين هذه الطرق في القياس باعتماد‬
‫أجهزة قياس المساحة المختلفة‪ ،‬وذلك بهدف تحديد الطريقة األنسب واألفضل لهذا النوع من‬
‫الدراسة‪ .‬ويبين (خطأ! وسيطة رمز تبديل غير معروفة‪ ).‬الفرق بين قياس نظام التموقع‬
‫األرضي‪ ،‬والماسح الثالثي األبعاد‪ ،‬والطائرة المسيرة‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪ :2‬الفرق بين الرصد بنظام التموضع األرضي‪ ،‬والطائرة المسيرة‪ ،‬بالقطارة‬
‫‪GPS‬الرصد بنظام التموقع األرضي‬
‫‪Drone‬الرصد بالطائرة المسيرة‬

‫المصدر‪:‬عمل ميداني ‪ 00‬غشت ‪ ،0202‬قياس بتقنية ‪ ،GPS‬و‪ 2‬دجنبر ‪ ،0202‬بتقنية ‪.Drone UAV‬‬
‫تمثل النقط الزرقاء والخط األزرق بخطأ! وسيطة رمز تبديل غير معروفة‪ .‬نقطا‬
‫مرصودة بنظام التموقع األرضي‪ ،‬والخط األحمر هو المرصود بالطائرة المسيرة‪ ،‬ويبين‬
‫الخطان الفرق بين الطريقتين والجهازين‪ .‬حيث تظهر بوضوح المساحة بين الخطين التي من‬
‫الصعب ضبطها ورصدها بنظام التموقع األرضي‪ ،‬وبالتالي فإن طريقة الطائرة هي األفضل‬
‫من حيث الدقة في الشكل‪ ،‬والصورة الملتقطة بهذه األخيرة لها نموذجها الرقمي للسطح (خطأ!‬
‫لم يتم العثور على مصدر المرجع‪ ).‬بدقة متحكم فيها من قبل‪ .‬في هذا المثال‪ ،‬تم اختيار ‪52‬‬
‫سم‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫‪152‬‬
‫الشكل رقم ‪ :3‬صور الطائرة بعد تجميعها ومعالجتها واستخراج النموذج الرقمي للسطوح ‪ ،DMS‬حالة‬
‫واد القطارة‬

‫المصدر‪ :‬قياس ‪ Drone UAV‬بتاريخ ‪ 2‬دجنبر ‪.0202‬‬


‫يبين خطأ! لم يتم العثور على مصدر المرجع‪ .‬الصورة اإلجمالية بعد تجميع الصور‬
‫الملتقطة بالطائرة المسيرة (الفسيفساء)‪ .‬وبعد معالجتها‪ ،‬تم استخالص النموذج الرقمي لألسطح‬
‫(‪ .14)DSM‬كما يتبين أن هذا النموذج المستخلص من المسح بالطائرة المسيرة‪ ،‬يشبه بكثير‬
‫السحابة النقطية المستنبطة بالماسح الثالثي األبعاد (خطأ! لم يتم العثور على مصدر المرجع‪،).‬‬
‫بسهب الغزال‪ ،‬حيث يتجلى بوضوح خاصة حافة الجرف الترابي‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪Digital Surface Model / Modèle Numérique de Surface‬‬

‫‪153‬‬
‫‪153‬‬
‫الشكل رقم ‪ :4‬مثال عن النقط المرصودة بـ ‪ GPS‬و‪ Drone‬و‪ ،Scanner 3D‬حالة سهب الغزال‬

‫المصدر‪ :‬عمل ميداني بقياس ‪ GPS‬و‪ Drone UAV‬و‪.Scanner 3D‬‬


‫يبين خطأ! لم يتم العثور على مصدر المرجع‪ .‬بوضوح الفرق بين النقط المرصودة‬
‫بالطرق واآلليات المختلفة للمسح الطبوغرافي‪ ،‬خاصة عند حافة الجرف؛ وذلك من خالل النقط‬
‫باللون األزرق المتعلقة بالرصد بنظام التموقع األرضي‪ ،‬والسحابة النقطية المتدرجة في األلوان‬
‫حسب االرتفاعات المستنبطة من الماسح الثالثي األبعاد أو الطائرة المسيرة‪ ،‬حيث هذه األخيرة‬
‫تظهر في الخلفية الصور المأخوذة بها‪ .‬ومن خاللها يمكن استنباط السحابة النقطية لالرتفاعات‪.‬‬
‫لكل طريقة قياس مزاياها وعيوبها‪ ،‬ويتبين أن نظام التموقع األرضي بالرغم من دقته‬
‫التي تقل عن ‪ 1‬سم‪ ،‬فإنه ال يمكن تغطية المساحة المدروسة كاملة‪ ،‬كما يتبين أن طريقة القياس‬
‫تختزل مساحة مهمة‪ ،‬مقارنة مع الطرق األخرى‪ .‬ولو تمت تغطية المجال بأكبر عدد ممكن‬
‫من النقط لتغطية الهدف‪ ،‬فإن هذه العملية تأخذ وقتا وجهدا كبيرين‪ .‬لذلك فإن المعمول به‬
‫والمعروف أن طريقة القياسات بنظام التموقع األرضي تتم على أهم تغيرات شكل الهدف وليس‬
‫تفاصيله الدقيقة‪ .‬ويفضل أخذ أكبر عدد من النقط المرصودة الممكنة خاصة إذا تعلق األمر‬
‫بشبكة تثليث إلنتاج النموذج الرقمي لالرتفاعات‪ ،‬لقياس حجم الهدف‪ .‬كما أنه يقيس فقط النقط‬
‫السفلى عند قدم الجرف‪ ،‬والنقط العليا عند حافته‪ ،‬ويتم الربط بين هاتين النقطتين دون األخذ‬
‫بعين االعتبار ما هو موجود بينهما‪.‬‬
‫في حالة دراسة هذه األجراف الترابية‪ ،‬تتم المخاطرة باألشخاص خاصة عند االقتراب‬
‫كثيرا من حافة األجراف المترهلة والهشة‪ ،‬التي تعرف تساقطا بين الفينة واألخرى‪ .‬وهناك‬
‫كذلك مشكل على مستوى اإلشارة التي تنخفض‪ ،‬ويمكن أن تنقطع عند قياس قدم الجرف‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫‪154‬‬
‫لكن يبقى هذا الجهاز وهذا النمط هو األكثر عمليا في القياس من حيث خفة وزنه‪ ،‬ومن‬
‫حيث طول مدة البطارية‪ ،‬ثم طول مسافة التنقل به والقياس‪ ،‬التي تصل إلى عدة كيلومترات‬
‫حسب نوع الالسلكي للجهاز‪.‬‬
‫أما للـماسح الثالثي األبعاد‪ ،‬فهو صعب من الناحية العملية نظرا لطريقة اشتغاله بشبكة‬
‫نقط القاعدة التي يجب أن تغطي الهدف من جميع الزوايا‪ ،‬خاصة إذا كانت المساحة كبيرة‪.‬‬
‫ويكلف جهدا ووقتا كبيرين‪ ،‬وبالتالي تكلفة أكثر؛ ثم إنه لم يكن من السهل توفره في فترات‬
‫متعددة (توفر يوم واحد فقط‪ ،‬الذي تم التطرق فيه لدراسة حالة سهب الغزال)‪.‬‬
‫من أهم مزايا جهاز الماسح الثالثي األبعاد أنه يوفر سحابة نقطية بدقة عالية ومتحكم‬
‫فيها بسهولة حسب نوع العمل وظروفه‪ .‬كما أنه يحل مشكل نظام التموقع األرضي الذي يقيس‬
‫أعلى وأسفل الجرف فقط‪ ،‬وذلك بوضع الماسح أمام الجرف ليتم مسحه دون مالمسته‪ .‬ثم أنه‬
‫يأخذ آال ف النقط في وقت وجيز‪ ،‬سحابة نقطية توفر االشتغال بالمقياس الكبير يمكن أن يصل‬
‫إلى ‪ ،5/5‬مثال نوع ‪ ،LEICA SCANSTATION P40‬تصل دقته إلى ‪ 5.0‬ملم‪ ،‬بسرعة‬
‫مليون نقطة في الثانية‪ ،‬ودقة الصور تصل إلى ‪ ،700_Mpx‬ومسافة الليزر تصل إلى ‪022‬‬
‫م‪ ،‬عكس نظام التموقع األرضي الذي يصل مداه إلى عدة كيلومترات‪ .‬نخلص أن الماسح الثالثي‬
‫األبعاد يدرس األهداف عن بعد بدقة عالية ولكنه مكلف من حيث زمن القياس‪ ،‬لتحويله من‬
‫محطة إلى أخرى لتغطية الهدف‪ ،‬إضافة إلى مساحة التخزين والمعالجة‪.‬‬
‫بالنسبة لدرون من أهم مزياه تغطية مساحة متوسطة بدقة عالية تصل إلى ‪ 5‬سم‪ ،‬كما‬
‫أنه يمكن أن يدرس األهداف بمقياس كبير (‪ ،)5/5‬وهو رائد في المساحة التصويرية الرقمية‪،‬‬
‫وتكلفته مناسبة‪ ،‬ثم أنه سهل االستخدام وخفيف الوزن‪ ،‬ويدرس الظاهرة عن بعد دون مالمستها‪،‬‬
‫وال يطرح مشاكل في معالجة المعطيات‪.‬‬
‫من أهم عيوب الدرون‪ ،‬قوانين امتالكه واستعماله ومدة الحصول على الرخصة من‬
‫السلطات المحلية‪ .‬الستعماله‪ ،‬ال بد من إخبار السلطات المعنية وطلب رخصة التصوير‪،‬‬
‫واإلدالء بتصميم لكل مساحة قبل رصدها‪ ،‬ثم انتظار الموافقة الذي يصل أحيانا إلى عدة أسابع‪.‬‬
‫أما من حيث الجانب التقني‪ ،‬فهو عملي رغم بعض العيوب المترتبة عن البطارية التي ال‬
‫تتجاوز ‪ 41‬دقيقة‪ ،‬خاصة في حالة سهب الفيضة الذي يغطي مساحة كبيرة‪ ،‬مما أدى إلى تقسيم‬
‫هذه المساحة إلى ثالث مهمات طيران‪ ،‬يعني ثالث بطاريات في موقع واحد‪ ،‬ومراعاة حالة‬
‫الطقس‪ :‬قوة الرياح‪ ،‬والشمس إلضاءة الهدف‪.‬‬
‫كما أن الطائرة تغطي المساحة من الفوق فقط على عكس الماسح الثالثي األبعاد‪ ،‬الذي‬
‫يمكن أن يغطي الهدف بشكل أفقي‪.‬‬
‫باختصار‪ ،‬يتبين أن طريقة الطائرة المسيرة في المسح عملية‪ ،‬وغير مكلفة وسهلة‬
‫االستخدام‪ ،‬وبالتالي فهي األنسب لدراسة هذه المواقع للتعرية التراجعية‪.‬‬
‫نستخلص من استعمال أجهزة المسح الطبوغرافي المستخدمة بمجال الدراسة‪ ،‬أن كل‬
‫طريقة وجهاز له مميزاته وعيوبه‪ .‬ويتبين أنها تكمل بعضها البعض‪ ،‬مثال نظام التموقع‬
‫األرضي ضروري ألخذ النقط المرجعية بدقة‪ ،‬لإلسناد الجغرافي الذي ال بد منه بعد استخدام‬
‫الطائرة بدون طيار‪ ،‬خاصة إذا كان األمر يتعلق بالتتبع‪ .‬هناك بعض األنواع من الدرونات‬
‫مرتبطة بـنسق ‪ ،RTK‬لكن في حالة دراسة هذه المواقع بحوضي اتالغ والعابد تم استعمال‬

‫‪155‬‬
‫‪155‬‬
‫‪ Phantom 4 Pro – DJI‬ال تتوفر عل هذه الخاصية‪ ،‬لذلك تم استخدام نظام التموقع األرضي‬
‫لرصد النقط المرجعية‪ .‬كما يتبين أن الماسح الثالثي األبعاد ضروري لدراسة األجراف الترابية‬
‫خاصة الضيقة‪ ،‬حيث زاوية الرؤية من أمام الجرف (أفقية) وليست من فوقه (عمودية)‪،‬‬
‫كالطائرة المسيرة‪ ،‬وهذه األخيرة ضرورية للمسح السريع ودقة عالية وبشكل متجانس‪ ،‬والذي‬
‫من خالله يمكن االستغناء عن الماسح الثالثي األبعاد في حالة دراسة التعرية‪ .‬لكن للدراسات‬
‫األخرى كالغابات والمآثر التاريخية‪ ،‬البد من الماسح الثالثي األبعاد في األرض بين األشجار‬
‫والجدران‪ ،‬والطائرة المسيرة للرصد من األعلى ونظام التموقع األرضي لرصد نقط القاعدة‬
‫والنقط المرجعية لربطها بالنظام الوطني‪.‬‬
‫من خالل اعتماد نظام التموقع األرضي والطائرة المسيرة والماسح الثالثي األبعاد‬
‫لدراسة التعرية‪ ،‬اتضح أن نظام التموقع األرضي مع الطائرة المسيرة يفيان بالغرض‪ ،‬وتم‬
‫اعتمادهما لدراسة ومسح الحالة الراهنة لهذه األساحل ومقارنتها بالوضعية في سنة ‪،0220‬‬
‫باعتبارها هي السنة األقدم المتوفرة بالمجان‪ ،‬وتتميز بدقتها التمييزية العالية‪ ،‬التي تقل عن ‪1‬‬
‫متر‪ .15‬المرئيات الفضائية لـ ‪ Google Earth‬المعتمدة في هذه الدراسة تقل دقتها عن ‪ 12‬سم‬
‫عند تحميلها‪.‬‬
‫‪ :2_4‬قياس وتحديد اتجاه التعرية بالتخديد (األساحل) وحساب مساحة األراضي‬
‫المتدهور وتكميم حجم التربة المفقودة‪ ،‬خالل فترة ‪ 2116‬و‪.2121‬‬
‫يتبين بموقع سهب الفيضة أن مساحة كبيرة ضاعت وفُقدت بفعل التعرية التراجعية منذ‬
‫سنة ‪ ،0220‬إال أنها تنشط بمواقع دون غيرها بهذه األساحل‪ ،‬يعني أن المساحة التي تعرف‬
‫دينامية سريعة تنحصر في بعض االتجاهات وبعض الحواف (خطأ! لم يتم العثور على مصدر‬
‫المرجع‪.).‬‬

‫‪15‬مياس محمد أحمد (‪ ،)0252‬أسس اإلستشعار عن بعد‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬سلسلة علوم اإلستشعار عن بعد ومعالجة الصور الفضائية‪.‬‬
‫دار جامعة صنعاء للطباعة والنشر‪ .‬اليمن‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫‪156‬‬
‫الشكل رقم ‪ :5‬تطور خط ومساحة التعرية بين سنة ‪ 2116‬و‪ ،2121‬بسهب الفيضة‬

‫لمصدر‪ Drone UAV :‬بتاريخ ‪ 52‬أبريل ‪.0205‬‬


‫يعرف سهب الفيضة ضياع مساحة تقدر بـ ‪ 54100‬م‪ ،0‬منذ سنة ‪ ،0220‬وإضافتها إلى‬
‫األساحل التي تقدر بأكثر من ‪ 42‬هكتار بهذا الموقع‪.‬‬
‫يمتد طول خط التعرية التي تعرف نشاطا سريعا بسهب الفيضة على ‪ 4210‬م سنة‬
‫‪ 0205‬مقارنة مع سنة ‪ 0220‬حيث لم يتجاوز ‪ 4‬آالف إال بقليل‪ ،‬ويعزى هذا إلى التقاء بعض‬
‫األخاديد كما هو موضح بخطأ! وسيطة رمز تبديل غير معروفة‪ ،.‬حيث يتجه تطور التخديد‬

‫‪157‬‬
‫‪157‬‬
‫نحو نقطة التقاء‪ ،‬مما يبين أن المساحة خلف هذه النقطة تصبح معزولة‪ ،‬ثم تتطور إلى أساحل‪،‬‬
‫ثم زيادة المساحة بتغيّر خط التعرية‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪ :6‬تطور التخديد والتقاءه ببعضه‪ ،‬ما بين سنة ‪ 2116‬و‪ ،2121‬حالة سهب الفيضة‬

‫المصدر‪ Drone UAV :‬بتاريخ ‪ 52‬أبريل ‪.0205‬‬


‫ساهمت مساحة تطور التخديد في فقدان أحجام كبيرة من التربة وباتجاهات مختلفة‬
‫(خطأ! لم يتم العثور على مصدر المرجع‪ ،).‬رغم كون الظروف المناخية لهذه الفترة (‪-0220‬‬
‫‪ )0205‬تتميز بالجفاف وقلة التساقطات وعدم انتظامها‪ ،‬لكن أحيانا تكون عنيفة على سطح‬
‫هش‪ .‬والتساقطات تكون أكبر من المعدل‪ .‬مما يعني أن كميات كبيرة من التربة تقدر بآالف‬

‫‪158‬‬
‫‪158‬‬
‫األطنان‪ ،‬فقدت أو ستفقد‪ ،‬وذلك يرجع إلى هشاشة المجال‪ 16‬وخصائصه الطبيعية التي ال تتحمل‬
‫الضغط سواء بشري‪ 17‬أو طبيعي‪.18‬‬
‫الشكل رقم ‪ :7‬حجم وعمق التربة المفقودة‪ ،‬واتجاه تطور األساحل بسهب الفيضة‬

‫فقد سهب الفيضة منذ سنة ‪ 0220‬حوالي ‪ 20120‬م‪ 2‬بمساحة ‪ 54100‬م‪ ،0‬وبحجم‬
‫‪ 00422‬م‪ 2‬بالهكتار‪ .‬بما أن كثافة التربة الخام بهذا السهب تقدر بـ ‪ 5.510‬طن‪19‬بكل م‪ ،2‬فإنه‬
‫فقد ‪ 22001‬طن من التربة خالل ‪ 51‬سنة‪ ،‬ونستنج أن سهب الفيضة يفقد ‪ 0245‬طن‪/‬ه‪/‬سنة‪.‬‬
‫يتوسع التخديد بسهب الفيضة باتجاه الجنوب الشرقي تبعا التجاه الجريان‪ ،‬وذلك ببضعة‬
‫أمتار إلى عشرات األمتار‪ ،‬بمتوسط ثالثين متر خالل المدة المدروسة في كثير من المناطق‪،‬‬
‫بمتوسط مترين في السنة‪ ،‬وكل متر بألف طن من التربة‪ ،‬باستثناء الخدة في وسط أقصى‬
‫‪16‬مواديلي عمر واسباعي عبد القادر‪ .) 0200( .‬أنماط استغالل األراضي وتأثيرها على الوسط البيئي‪ ،‬حاالت في ممر تاوريرت ‪-‬‬
‫جرسيف‪( ،‬المغرب الشمالي الشرقي)‪ .‬مجلة روافد للدراسات واألبحاث العلمية في العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،0‬العدد ‪ )2(0 ،2‬العدد التسلسلي ‪.52‬‬
‫‪17‬مواديلي عمر واسباعي عبد القادر وبنربيعة خديجة (‪ ،) 0200‬إنعكاس ضعف الخدمات األساسية والهشاشة االجتماعية على‬
‫الدينامية البئية والموارد الطبيعية‪ :‬حالة حوضي وادي اتالغ ووادي العابد (ممر تاوريرت – جرسيف‪ ،‬المغرب الشمالي‬
‫الشرقي)‪ .‬ورد في مؤلف جماعي "دينامية الموارد واألنشطة االقتصادية باألرياف المغربية وآفاق االستدامة"‪ ،‬المركز‬
‫الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‪ .‬ألماينا‪.‬‬
‫‪18‬مواديلي عمر واسباعي عبد القادر والحرادجي عبد الرحمان والحافيظ إدريس (‪ ،)0252‬خطر التعرية المائية بين هشاشة‬
‫التوازنات البيئية واالستغالل البشري؛ حالة حوض واد العابد‪ .‬أعمال الندوة الوطنية حول المخاطر الهيدرومناخية‬
‫والجيومرفولوجية بشمال شرق المغرب‪ :‬الحوادث والهشاشة والتهيئة‪ .‬وجدة‪ 00 ،‬دجنبر ‪ .0252‬منشورات جامعة محمد‬
‫األول‪ ،‬وجدة‪.‬‬
‫‪19‬نتائج مختبر الجيومورفولوجيا بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة محمد األول – وجدة‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫‪159‬‬
‫الجنوب حيث وصل التوسع إلى ‪555.01‬م خالل ‪ 51‬سنة‪ .‬بسرعة ‪ 2.40‬م‪/‬سنة‪ ،‬حوالي ‪222‬‬
‫طن لكل متر خالل سنة‪ .‬وعمق هذا التخديد يتعدى في كثير من األحيان ‪ 1‬م‪ ،‬هذا ما يفسر‬
‫الحجم الهائل من التربة التي يفقدها هذا الموقع‪ ،‬ويغذي بها السافلة (سد محمد الخامس ومشرع‬
‫حمادي)‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫تمت دراسة بعض الحاالت التي تعرف نشاطا مورفوديناميا مهما وسريعا لتدهور التربة‬
‫بفعل التعرية المائية خاصة التخديد المعمم‪ ،‬الذي يتطور إلى أساحل‪ ،‬بسهل تافراطة‪ ،‬ألن هذه‬
‫الظاهرة تنشط بشكل محدد على مساحات دون غيرها‪ .‬لذلك توجب عدم إغفال دورها‪ ،‬وقياسها‬
‫وحدها بمعزل عن المظاهر األخرى المعممة بالمجال‪.‬‬
‫تم مسح المواقع ومقارنة النماذج فيما بينها؛ كالنموذج الرقمي لالرتفاعات بنظام التموقع‬
‫األرضي‪ ،‬مع السحابة النقطية المستخلصة من الماسح الثالثي األبعاد‪ ،‬والنموذج الرقمي‬
‫لالرتفاعات والسحابة النقطية بالطائرة المسيرة‪ .‬وأهم النتائج المتوصل إليها من خالل المقارنة‪،‬‬
‫هي أن لكل جهاز وطريقة عملية عيوب ومميزات‪ .‬ويتبين أن الطائرة المسيرة طريقتها في‬
‫المسح عملية‪ ،‬غير مكلفة وسهلة االستخدام وبالتالي فهي األنسب‪ ،‬وتم اعتمادها لدراسة هذه‬
‫المواقع للتعرية التراجعية‪ .‬كما يظهر بوضوح تكامل وظائف هذه األجهزة فيما بينها على شكل‬
‫منظومة صغيرة للمسح الطبوغرافي‪ .‬مثال قياس نقط اإلسناد الجغرافي لمخرجات الطائرة‬
‫المسيرة ال يتم إال بنظام التموقعاألرضي‪ ،‬ثم أن الطائرة ال ترصد إال بشكل عمودي‪ ،‬عكس‬
‫الماسح الثالثي األبعاد الذي يتيح خاصة المسح األفقي كمظاهر التعرية الباطنية الجوفية‪،‬‬
‫والجسور المعلقة القريبة االنهيار‪.‬‬
‫بعد تحديد الطريقة األنسب لقياس التعرية‪ ،‬تم استخالص واستخراج كمية التربة‬
‫المفقودة‪ ،‬واتجاه ومساحة تطور األساحل بين مارس ‪ 0220‬وأبريل ‪ .0205‬بناء على ذلك‪،‬‬
‫يتبين أن موقع سهب الفيضة يفقد ‪ 0245‬طن‪/‬ه‪/‬سنة‪ ،‬وسرعة التسحل تصل إلى ‪ 2.40‬م‪/‬سنة‪،‬‬
‫بعمق يصل إلى ‪ 1‬م‪.‬‬
‫متوسط االقتالع بهذه المنطقة يقدر بـ ‪ 5242‬طن‪/‬ه‪/‬سنة‪ ،‬بسمك ‪ 52.22‬سم‪/‬سنة ‪ ،‬مما‬
‫‪20‬‬

‫يعني أن ظاهرة األساحل تفقد تربات مهمة ال يمكن إغفالها في تعميم تقييم التعرية بالمجال‪.‬‬
‫كما أن هذه النتائج أبانت عن أهميتها من خالل مقارنتها بمتوسط اإلزالة السطحية بالنسبة‬
‫للمشارات التجريبية حيث تم التوصل إلى متوسط ‪ 22.50‬طن‪/‬ه‪/‬سنة‪ ،‬وبمتوسط سمك ‪2.20‬‬
‫ملم‪/‬سنة‪ ،21‬ثم أن المعادلة العامة لتكميم التربة بينت أن المجال يفقد خاصة بحوض وادي العابد‬
‫متوسطا يقدر بـ ‪ 32.23‬طن‪/‬هـ‪/‬سنة‪.22‬‬

‫‪20‬مواديلي‪ ،0205 ،‬مرجع سابق‬


‫‪ 21‬مواديلي عمر واسباعي عبد القادر والحافيظ إدريس والسعيدي عبد الواحد وعثماني مصطفى وبوعبدهللا مصطفى (‪ ،)0252‬تقييم‬
‫خطر التعرية المائية باستعمال المقلد المطري ‪ :RAMP‬دراسة للسلوك الهيدرولوجي وأنماط االستغالل‪ ،‬حالة ممر تاوريرت –‬
‫جرسيف‪ .‬أعمال الندوة الدولية حول‪ :‬المخاطر الطبيعية وتهيئة التراب‪ .‬وجدة‪ 52-2 ،‬نونبر ‪ .0250‬منشورات جامعة محمد األول‪،‬‬
‫وجدة‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫مرجع سابق‪Sbai & Mouadili, 2022.‬‬

‫‪160‬‬
‫‪160‬‬
‫من خالل هذه األرقام والمتوسطات‪ ،‬يتبين دور وأهمية األجهزة وآليات المسح‬
‫الطبوغرافي الحديثة في دراسة التعرية الموضعية‪ ،‬المتمثلة في األساحل أو التخديد المعمم‪،‬‬
‫وقوة هذه الظاهرة في تغذية السافلة التي اليمكن إغفالها‪.‬‬
‫فعال المعادالت والنماذج تعبر عن واقع التعرية السطحية المعممة على األوساط‬
‫المدروسة‪ ،‬ويمكن تقييمها نوعيا وكميا‪ ،‬ولكنها ال تعبر عن الواقع الملموس والكلي بشمولية‬
‫أدق‪ ،‬لذا البد من هذه الدراسات الدقيقة لحاالت التعرية الموضعية التي أبانت أنها تساهم في‬
‫كميات التربة المفقودة بأضعاف المرات‪ .‬وبالتالي تم استيعاب كمية المواد المفقودة الناتجة عن‬
‫التعرية بمختلف أشكالها وأحجامها والتي تترسب بعضها في السدود الموجودة في السافلة‪ ،‬كما‬
‫أن هذه المساحات الضائعة أو المتسحلة تتوسع على الرقع الزراعية ولو أن اإلنسان هو الذي‬
‫يهيئ األراضي بجانبها‪.‬‬
‫بيبليوغرافيا‬
‫مواديلي عمر (‪ ،)2121‬التعرية المائية والدينامية البيئية في حوضي وادي اتالغ ووادي العابد (تاوريرت‪،‬‬
‫المغرب الشرقي)‪ :‬مقاربات جيوماتية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪،‬‬
‫جامعة محمد األول – وجدة‪405 ،‬ص‪.‬‬
‫مواديلي عمر واسباعي عبد القادر (‪ ،)2121‬أهمية نظم المعلومات الجغرافية واالستشعار عن بعد في دراسة‬
‫تدهور التربة بحوض واد العابد (منطقة تاوريرت) من خالل نموذج المعادلة العامة النجراف‬
‫التربة "‪ ."RUSLE‬المجلة المغربية للبحث الجغرافي‪ ،‬أدوات ومناهج في البحث الجغرافي‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬العدد األول‪ ،‬المجلد الثاني‪ .‬ص ‪.44-02‬‬
‫مواديلي عمر واسباعي عبد القادر والحافيظ إدريس والسعيدي عبد الواحد وعثماني مصطفى وبوعبدهللا‬
‫مصطفى (‪ ،)2119‬تقييم خطر التعرية المائية باستعمال المقلد المطري ‪ :RAMP‬دراسة‬
‫للسلوك الهيدرولوجي وأنماط االستغالل‪ ،‬حالة ممر تاوريرت – جرسيف‪ .‬أعمال الندوة الدولية‬
‫حول‪ :‬المخاطر الطبيعية وتهيئة التراب‪ .‬وجدة‪ 52-2 ،‬نونبر ‪ .0250‬منشورات جامعة محمد‬
‫األول‪ ،‬وجدة‪ .‬ص ‪http://www.ump.ma/fr/ouvrages/actes-du- .00-05‬‬
‫‪colloque-international-sur-les-risques-naturels-et-lamenagement-du-‬‬
‫‪territoire‬‬
‫مواديلي عمر واسباعي عبد القادر والحرادجي عبد الرحمان والحافيظ إدريس (‪ ،)2119‬خطر التعرية‬
‫المائية بين هشاشة التوازنات البيئية واالستغالل البشري؛ حالة حوض واد العابد‪ .‬أعمال الندوة‬
‫الوطنية حول المخاطر الهيدرومناخية والجيومرفولوجية بشمال شرق المغرب‪ :‬الحوادث‬
‫والهشاشة والتهيئة‪ .‬وجدة‪ 00 ،‬دجنبر ‪ .0252‬منشورات جامعة محمد األول‪ ،‬وجدة‪ .‬ص ‪-01‬‬
‫‪http://www.ump.ma/fr/ouvrages/colloque-oujda-les-risques-‬‬ ‫‪.20‬‬
‫‪hydroclimatiques-et-geomorphologiques-au-ne-marocain-2017‬‬
‫مواديلي عمر واسباعي عبد القادر وبنربيعة خديجة (‪ ،)2122‬إنعكاس ضعف الخدمات األساسية والهشاشة‬
‫االجتماعية على الدينامية البئية والموارد الطبيعية‪ :‬حالة حوضي وادي اتالغ ووادي العابد‬
‫(ممر تاوريرت – جرسيف‪ ،‬المغرب الشمالي الشرقي)‪ .‬ورد في مؤلف جماعي "دينامية‬
‫الموارد واألنشطة االقتصادية باألرياف المغربية وآفاق االستدامة"‪ ،‬المركز الديمقراطي‬
‫ألماينا‪.‬‬ ‫واالقتصادية‪.‬‬ ‫والسياسية‬ ‫االستراتيجية‬ ‫للدراسات‬ ‫العربي‬
‫‪ ، https://democraticac.de/?p=81892‬ص ‪.211-220‬‬

‫‪161‬‬
‫‪161‬‬
‫ حاالت من‬،‫ أشكال التعرية المائية وآثارها على الدينامية البيئية‬.)2122( .‫مواديلي عمر واسباعي عبد القادر‬
.500-520 ،)5(0 ،‫ مجلة العلوم وآفاق المعارف‬.‫المغرب الشمالي الشرقي‬
http://journals.lagh-univ.dz/index.php/jskp/article/view/2112
‫ حاالت‬،‫ أنماط استغالل األراضي وتأثيرها على الوسط البيئي‬.)2122( .‫مواديلي عمر واسباعي عبد القادر‬
‫ مجلة روافد للدراسات واألبحاث‬.)‫ (المغرب الشمالي الشرقي‬،‫ جرسيف‬- ‫في ممر تاوريرت‬
‫ ص‬،52 ‫) العدد التسلسلي‬2(0 ،2 ‫ العدد‬،0 ‫ المجلد‬،‫العلمية في العلوم االجتماعية واإلنسانية‬
.5014-5002 ‫ص‬
https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/539/6/3/206238
‫ في تتبع‬DRONE UAV ‫ توظيف تقنية الطائرة المسيرة‬،)2122( ،‫مواديلي عمر واسباعي عبد القادر‬
‫ أعمال الندوة الدولية حول‬،‫ حاالت من ممر تاوريرت – جرسيف‬،‫خطر انجراف التربة‬
-54 ‫ وجدة‬،‫ التصنيف ورسم الخرائط والتدبير‬:‫المخاطر الهيدرومناخية والجيومورفولوجية‬
‫ منشورات كلية اآلداب والعلوم‬،0200/00 ،‫ سلسلة ندوات ومناظرات‬.0200 ‫ يونيو‬51
.21-02 ‫ص‬ .0200/550‫وجدة‬ ،‫األول‬ ‫محمد‬ ‫جامعة‬ ،‫اإلنسانية‬
http://lettres.ump.ma/fr/revues
‫ سلسلة علوم اإلستشعار عن بعد ومعالجة‬،‫ الجزء األول‬،‫ أسس اإلستشعار عن بعد‬،)2113( ‫مياس محمد أحمد‬
.‫ ص‬220 .‫ اليمن‬.‫ دار جامعة صنعاء للطباعة والنشر‬.‫الصور الفضائية‬
Sbai A, Mouadili O, Hlal M, Benrbia Kh, Mazari Fz, Bouabdallah M and Saidi
A (2021) - Water Erosion in the Moulouya Watershed and its Impact
on Dams’ Siltation (Eastern Morocco). Proc. IAHS, 384, 127–131,
2021. https://doi.org/10.5194/piahs-384-127-2021.
Sbai, A & Mouadili, O (2022) - Water Erosion between the Vulnerability of
Environmental Balances and Prospects for Sustainability: The Case of
El Abed and Tlagh Watersheds (North-Eastern Morocco). European
Modern Studies Journal Vol. 6 No. 3 (2022). Pp 123-141.
https://journal-ems.com/index.php/emsj/article/view/539
Sbai, A et Mouadili, O (2021) - Le risque d'érosion hydrique entre fragilité des
équilibres environnementaux et perspectives de durabilité: Cas du
bassin versant d’oued El Abed, Maroc. Revue Marocaine des Sciences
Agronomiques et Vétérinaires. Vol. 9 No 4 (2021): (Décembre 2021).
Soumis: avr 5, 2021. Publiée: déc 15, 2021.
https://www.agrimaroc.org/index.php/Actes_IAVH2/issue/view/83
Sbai, A., Mouadili, O., 2023. Using the GPS Station to Study Wind and Coastal
Morpho-dynamics in North-eastern Morocco. Journal of Geographical
Research. 6(1): 28-38. DOI: https://doi.org/10.30564/jgr.v6i1.5270

162
162
Evaluation de la vulnérabilité de la lagune de
Nador à l’élévation du niveau de la mer
Hicham Lasgaa*, Abdelkader Asbai*

* Université Mohammed Ier, Oujda.


Résumé:
Située au nord-est du Maroc sur 25km environ entre Beni Nsar à l’ouest et
Arekmane à l’est, la lagune de Nador constitue un espace humide d’une grande
valeur écologique et biologique qui ne cesse d’évoluer depuis sa genèse. L’étude
de l’évolution actuelle de la lagune montre une dynamique rapide du cordon
dunaire. Cette évolution géomorphologique apparaît clairement dans le
déplacement de l’ouverture qui assure le renouvellement des eaux marins au sein
de la lagune. Les changements climatiques à l’échelle du globe conduisent à la fonte
des glaces polaires, ce qui entraîne l’augmentation du niveau marin. Par
conséquent, les espaces côtiers vont connaître une érosion accélérée. A cet égard,
le but de cette étude est de mettre en évidence l’impact de l’élévation future du
niveau de la mer sur le fonctionnement de la lagune de Nador. Pour ce faire, nous
allons nous baser sur la réalisation et l’intégration d’un modèle numérique et
cartographique dans un SIG pour pouvoir prédire des scénarios possibles de
l’élévation du niveau de la mer. Les résultats montrent une forte dégradation de la
lagune d’ici l’an 2100 de plus de 50% environ, notamment au niveau des nouvelles
stations balnéaires construites tout au long des rivages de la lagune.
Mots clés: Dynamique; élévation du niveau de la mer; érosion; scénario, lagune de
Nador

163
163
I. Introduction

Au cours du 20ème siècle, le niveau mondial moyen de la mer a augmenté


d'au moins 10 cm environ. Cette hausse devrait se poursuivre et s'accélérer très
probablement au 21ème siècle en raison du réchauffement climatique du globe. Selon
le troisième rapport d'évaluation du Groupe d'experts intergouvernemental sur
l'évolution du climat (GIEC 1990), l'augmentation allait de 9 à 88 cm à l’horizon
2100, avec une estimation moyenne de 48cm1. Au-delà du XXIe siècle, de
nouvelles augmentations importantes du niveau de la mer semblent inévitables et si
le changement climatique n'était pas maîtrisé, le Groenland et l'Antarctique
pourraient devenir des sources importantes d'élévation du niveau de la mer2. Les
impacts qui en résultent vont donc aggraver les tempêtes de mer ainsi que les risques
d'inondations et de submersions des côtes basses.

Actuellement, deux tiers de la population mondiale ainsi que des activités


socioéconomiques s’installent sur les zones côtières. Cette situation augmentera à
75% la population mondiale d’ici l’année 2030.
Compte tenu de ces risques existants et les risques croissants dans les zones
côtières, il y a un grand besoin de gagner autant de perspicacité que possible dans
la nature exacte et l'ampleur des augmentations possibles du risque lié à l'élévation
du niveau de la mer et les tendances futures du climat sur les milieux naturels, ainsi
que les menaces qui pèsent sur la société humaine. Dans ce sens, cette étude a pour
objectif d’évaluer la vulnérabilité de la lagune de Nador au risque d’érosion et de
submersion en cas d’une augmentation probable du niveau de la mer. Les
estimations de 0.5 à 1m proposées par IPCC sont vivement prises en considération
dans l’élaboration de cette étude.

II. Description de la zone d’étude


La lagune de Nador est appelée localement Sebkha de Bou Areg /ou la Mar
chica. Elle s’étend sur superficie dépasse 115 km2 avec 25 km de long et environ

1
Church et al., 2001
2
Church et al. 2001

164
164
7km de large. Elle constitue ainsi, la plus grande lagune au Maroc et la deuxième
en Méditerranée. Elle est délimitée par la ville de Beni Nsar à l’ouest et Arekman à
l’est, et par la Méditerranée au nord et la plaine de Bouareg au sud (Fig. 1).
Figure 1: Zone d’étude

L’évolution de la lagune dépend des conditions hydrologiques en contact


avec la mer par l’ouverture de Boukhana et l’arrivée des eaux douces continentales.
La présence de cette vaste lagune tient à des conditions structurales favorables. En
effet, l’hypothèse d’une aire de subsidence à l’emplacement de la lagune semble
tout à fait vraisemblable3.

3
J. J. Barathon 1989

165
165
Le climat de la lagune est caractérisé par une variabilité interannuelle et intra
saisonnière des précipitations et une saison sèche estivale qui expliquent les
fluctuations des plans d’eau. C’est un climat méditerranéen avec des écarts
thermiques saisonniers importants et des précipitations peu abondantes et
irrégulières (360 mm/an à Nador). Le régime thermique est relativement peu
contrasté. Le mois de janvier est le mois le plus froid de l’année (12,1°C), alors que
le mois d’août reste le mois le plus chaud (25,9°C). La vitesse moyenne du vent
calculée à Melilla est de 14.8 km/h. Les houles sont moyennement énergétiques
avec une hauteur annuelle moyenne de 1.4m et une période de temps de 6.5s. Les
variations saisonnières sont nettement observables sur ce lieu. La hauteur des
vagues au largue de la mer d’Alboran atteint 4.1m en hiver pendant les périodes de
mauvais temps et diminue jusqu'à 0.1m en été.
Les activités économiques pratiquées par la population qui habite la zone
côtière de Nador sont: l’agriculture, l’élevage, la pêche, l’industrie, l’artisanat et les
activités complémentaires telles que le commerce et les services. Actuellement, un
grand projet d’aménagement de la lagune de Nador a été lancé en juillet 2009. Il
s’agit au total de sept projets d’aménagement et de mise en valeur des sites
touristiques sur une superficie de près de 2.000 hectares : la Cité d’Atalayoun, la
Cité des Deux Mers, la ville nouvelle de Nador, la Baie des Flamants, Marchica
sport, les Vergers de Marchica et le village des pêcheurs.

III. Méthode

La méthode suivie a pour objectif de mesurer le taux de retrait et d’érosion


de l’île barrière constituante la lagune de Nador dû à l'élévation du niveau de la mer
d’ici l’an 2100. L’estimation de la zone côtière qui sera submergée par l’élévation
du niveau de la mer, repose généralement sur le traitement des données
topographiques et bathymétriques à grande échelle.

166
166
La zone inondée d’une élévation probable du niveau de la mer de 0,5 m à 1
m a été déduite des données topographiques extraites de la carte de restitution
aérienne de 2006. Après cela, un modèle numérique d'élévation (DEM) a été produit
de l'interpolation des données d'élévation. La résolution horizontale du DEM est de
0.5m, ce qui permet de tracer correctement les profils topographiques.

En ce qui concerne les données bathymétriques, nous avons utilisé le MNT


bathymétrique de la zone de la mer d’Alboran fourni par « USGS». Le modèle
existant en format brut a été converti en MNT pour effectuer les traitements
nécessaires dans un SIG. L’estimation de la partie de la lagune qui disparaîtra
probablement repose sur l’intégration des profiles topographiques et
bathymétriques dans le modèle de Bruun 19624 :

𝐿𝐿𝐿𝐿∗
𝑅𝑅𝑅𝑅∞ = S
ℎ∗ + B

L* est la largueur du profil, h* est la hauteur de la berme et B est la largueur de la


plage. Cette équation a été modifiée par Dean et Maurmeyer (1983)5 pour les île-
barrières sous la forme:

𝐿𝐿𝐿𝐿∗ + 𝐿𝐿𝐿𝐿𝑤𝑤𝑤𝑤 + 𝐿𝐿𝐿𝐿𝐿𝐿𝐿𝐿


𝑅𝑅𝑅𝑅∞ = S
ℎ∗ − ℎ𝐿𝐿𝐿𝐿

Les divers termes sont expliqués dans la figure 2. En général, le recul du


rivage représente environ 50 à 200 fois l’élévation du niveau de la mer, les facteurs
les plus importants étant liés aux pentes plus douces des plages et aux conditions
de vagues plus énergiques6.

4
Bruun p., 1962
5
Dean and Maurmeyer 1983
6
CEM 2008

167
167
Figure 2: La règle de Bruun pour le cas d'une île-barrière modifié par Dean
and Maurmeyer, 1983

IV. Résultats et discussion

IV.1. Topo-bathymétrie douce

La première analyse des données topographiques et bathymétriques montre


que l’île barrière qui forme la lagune de Nador est constituée par une topographie
douce marquée par des élévations faibles. Les plus hautes altitudes sont situées
entre l’ouverture de la lagune et Arekmane à 16m environ. La plupart de la
topographie est généralement faible et ne dépasse pas 5m. Par ailleurs, on constate
la présence des terres basses au niveau de la mer. Celle-ci montre la vulnérabilité
de l’île barrière à une simple élévation du niveau de la mer, voir même aux tempêtes
marines. En outre, l’analyse des données bathymétriques montre une bathymétrie
très faible notamment à l’intérieur de la lagune (Fig. 3). Elle est autour de moins
d’un mètre en général sauf à l’extrême nord-ouest de la lagune, là où la topographie
sous-marine s’abaisse jusqu’à moins de 3m. Par ailleurs, la bathymétrie de la zone
littorale est faible dans les premiers 200 mètres et ne dépasse pas -5m de
profondeur. Globalement, nous constatons un gradient de la bathymétrie en allant
vers le large jusqu’à moins de 50m à plus de 2000m de la lagune.

168
168
Figure 3: Carte topo-bathymétrique de la lagune de Nador

IV.2. Elévation du niveau de la mer et dégradation de l’ile barrière

La présente étude a pour objet d’étudier les conséquences spatiales de


l’élévation future du niveau de la mer sur la résistance de la lagune de Nador face
aux changements climatiques, selon les scénarios eustatiques les plus largement
acceptés fournis par le Groupe d’experts intergouvernemental pour le changement
climatique (IPCC7). Les scénarios d’élévation du niveau de la mer deviennent de
plus en plus catastrophiques. Selon le rapport de l’IPCC de 1996, le niveau de la
mer augmentera de 49 cm à l’horizon de 2100. En 2001, le rapport de l’IPPC prédit
une élévation du niveau de la mer de 62 cm, en raison d’un réchauffement de la
planète de 2° C d'ici 2100. En outre, le dernier rapport de l’IPCC prédit que le

7
IPCC 1996, 2001

169
169
niveau de la mer en général augmentera de 1m environ à la fin du 21ème siècle8 suite
à une élévation de la température de 1.5° à 2° C.

Après l'acquisition et l'exploitation des données topographiques et


bathymétriques de la lagune de Nador, nous avons rassemblé toutes ces données
dans un seul modèle numérique de terrain (MNT). Ce dernier permet de visualiser
et de dessiner des profils topo-bathymétriques pour estimer l’adaptation de l’île
barrière aux variations du niveau de la mer. Au total 6 profils d’équilibre ont été
tracés tout au long de l’île barrière pour couvrir toute la zone d’étude d’une part, et
d’essayer d’obtenir le maximum de résultats satisfaisants et plus précis d’autre part
(Fig. 4). En outre, la présente étude estime non seulement la partie de la lagune qui
serait inondée en fonction de l'élévation du niveau de la mer, mais fournit également
une évaluation du recul ultérieur du trait de côte induit par l'érosion côtière.

Figure 4: Profils d’équilibres

8
IPCC 2022

170
170
Le modèle
Le modèle
statistique
statistiqueetetgéométrique
géométrique des
des profils
profilsd’équilibres
d’équilibres
pourpour
les îles
les îles
barrières
barrières
a été
a été
appliqué
appliqué
sur
sur6 6profils
profilsen
en tenant
tenant compte
comptedes
desscénarios
scénarios
d’élévation
d’élévation
du du
niveau
niveau
de la
demer
la mer
d’ici
d’ici
2100.
2100.Rappelons
Rappelons dans
dans ce
cepropos
proposque
quelesles
estimations
estimations
sontsont
de de
0,5 m
0,5à m
1mà 1m
suite
suite
à une
à une
élévation
élévationde
dela
la température
température duduglobe
globed’environ
d’environ
+2°+2°
C selon
C selon
le dernier
le dernier
rapport
rapport
dede
ICPP
ICPP(2022).
(2022).

En cas
En cas
d'une
d'une
élévation
élévationdu
duniveau
niveau de la
la mer
merde
de0.5
0.5m,m,
desdes
parties
parties
importantes
importantes
de l’île
de l’île
barrière
barrière
de de
la la
lagune
lagunededeNador
Nador disparaîtront.
disparaîtront. Généralement,
Généralement,toute
toute
la ligne
la ligne
de rivage
de rivage
de l’île
de l’île
barrière
barrièreseseretirera
retireraen
en deçà
deçà de
desa
saposition
positionactuelle.
actuelle.
LesLes
estimations
estimations
des des
zones
zones
quiqui
seront
serontinondées
inondéesetet de
de la
la diminution
diminutiondedel’île
l’îlebarrière
barrière
suitesuite
à une
à une
élévation
élévation
du niveau
du niveau
dede
la lamer
merdede0,5
0,5 m
m et 1 m
m sont
sontreportées
reportéesdans
dans
le tableau
le tableau
1: 1:

Tableau
Tableau
1: estimation
1: estimationdes
desscénarios
scénarios de
de retrait
retraitcausés
causéspar
par
l’élévation
l’élévation
du du
niveau
niveau de la
la mer
mer

Profils
Profils Coordonnées XX Coordonnées
Coordonnées Y Elévation
Coordonnées Y Elévationdede
0.5m
0.5mElévation
Elévation
de 1m
de 1m
725314,7471
725314,7471 519089,116
519089,116
1 1 148
148 297 297
726840,2741
726840,2741 520396,7106
520396,7106
728919,0143
728919,0143 515686,0172
515686,0172
2 2 8888 177 177
730058,9686
730058,9686 516641,5671
516641,5671
731215,6869
731215,6869 513288,7604
513288,7604
3 3 205
205 410 410
732489,7534
732489,7534 514462,2427
514462,2427
732640,6297
732640,6297 510187,4142
510187,4142
4 4 157
157 315 315
735557,5716
735557,5716 512718,7832
512718,7832
736412,5373
736412,5373 507555,4609
507555,4609
5 5 156
156 312 312
738508,0415
738508,0415 509600,673
509600,673
740704,1299
740704,1299 504118,834
504118,834
6 6 190
190 381 381
743185,2068
743185,2068 507102,832
507102,832
UneUne
élévation
élévationdede0.5
0.5mmmettra
mettra tout
tout le
le cordon
cordondunaire
dunaireen en
véritable
véritable
risque
risque
d’érosion.
d’érosion.
Le Le
taux
taux
dede
recul
reculetetde
dediminution
diminution est
estde
de157m
157menviron
environ
au au
niveau
niveau
de lade la
rive rive
droite
droite
de l’ouverture
de l’ouverturededelalalagune
lagune (profil
(profil 4)
4)etetdede88m
88menviron
environ
dans
dans
le secteur
le secteur
2, contre
2, contre
148m148m
de de
recul
recultout
toutprès
prèsde
de Beni
Beni Ensar
Ensar(profil
(profil1),1),et et
entre
entre
205m
205m
et 190
et 190
m m
au niveau
au niveau
desdes
profils
profils
3, 3,
5 5etet6.6.

171
171
La prise en considération du scénario de 1m de l’IPCC pour estimer
l’évolution future de la lagune montre une forte dégradation de cette zone. Le recul
du cordon dunaire sera donc entre 177m au niveau du profil 2 et 410m au niveau
de la rive gauche de l’ouverture de la lagune (profil 3). Le secteur 1 connaîtra un
recul de 300m environ, contre 381m de diminution dans le secteur 6 et 315 m à
l’échelle de la rive gauche de la passe.

Par ailleurs, nous nous sommes basés sur les résultats de ces scénarios pour dresser
une carte d’évolution de la lagune à l’an 2100 (Fig. 5).

Figure 5. Scénarios 2100

On constate que la lagune de Nador présente un espace en plein risque même


pour un scénario d’élévation du niveau de la mer de 0.5m. En cas d’une montée du
niveau de la mer de 1m, la zone côtière connaîtra un changement géomorphologique

172
172
majeur. Nous estimons à travers cette étude qu’il n’y aura plus de lagune d’ici 2100
si le niveau de la mer continuera de s’élever. L’île barrière subira une forte
perturbation et, par conséquent, la lagune disparaîtra et elle se transformera en baie
qui s’étendra entre le Cap des Trois Fourches et Arekmane.
Généralement, les hausses prévues du niveau de la mer mettront
l'écosystème côtier sous une pression considérable et l’enjeu économique et social
sous risque supplémentaire. A cause de la topographie basse de la lagune de Nador,
la vulnérabilité à l'élévation du niveau de la mer reste un risque réel menaçant non
seulement l'écosystème côtier, mais tous les intérêts socioéconomiques de la région
notamment lorsqu’on sait que la lagune fait l’objet d’aménagement de sept projets
touristiques dont trois seront construits sur l’île barrière.
L'impact se résume dans l'augmentation des inondations, et d'autres impacts
environnementaux devraient inclure l'érosion des plages et des berges, l'intrusion
d'eau salée et la distribution des communications et d'autres infrastructures.
La submersion marine aura probablement des impacts sur la zone côtière
tant sur les plans économiques qu’environnementaux et morphologiques. Le plus
important est la base de la connaissance et le meilleur est la prédiction des impacts
qui résultent du changement climatique. Il faudra donc réaliser des plans de
prévention des risques. Une fois les zones les plus vulnérables définies, les
décideurs pourront ainsi établir les stratégies possibles et les priorités à mener pour
minimiser les impacts potentiels de la montée du niveau de la mer et gérer au mieux
le site à long terme9 et 10.
Conclusion

L’étude de l’impact de l’élévation du niveau de la mer entre 0.5m et 1m à


cause du réchauffement de la planète sur la lagune de Nador montre une forte
dégradation qui se manifeste par le recul et la diminution du l’île barrière formant

9
Hicham Lasgaa 2014
10
Sbai et al. 2014

173
173
la lagune. En cas d’élévation du niveau de la mer de 0.5m, des centaines de mètres
linéaires disparaîtront de la lagune. Les parties de l’île barrière les plus vulnérables
à une probable montée du niveau de la mer sont celles caractérisées par une
topographie basse et une faible largeur (Lw). Ce risque de disparition de la lagune
devient plus catastrophique en cas d’un scénario d’élévation de 1 m, où on constate
presque la disparition totale de plusieurs parties de l’île barrière. Nous estimons que
d’ici 2100, il n’y aura plus de lagune dans cette région. En outre, le littoral sera sous
forme d’une grande baie entre le Cap des Trois Fourches et Cap de l’Eau.
Une submersion de la lagune se traduirait par la perte des marais doux qui
constituent des écotones d’une grande richesse écologique et d’une certaine rareté
sur les rives internes du SIBE. Cette perte pourrait également avoir des
répercussions paysagères à l’échelle du SIBE, du fait de la plus grande monotonie
engendrée par la substitution progressive d’un marais salé à un marais doux.

174
174
Bibliographie

BARATHON, J.J., 1989. Bassins et littoraux du Rif Oriental : évolution


morphoclimatique et tectonique depuis le Néogène supérieur. Thèse. Doct. D’état.
Univ. Poitiers. Etudes Méditerranéennes. Fasc.531 p. + Photos.

Bruun, P., 1962. Sea-level rise as a cause of shore erosion. Proceedings of the
American Society of Civil Engineers. Journal of the Waterways and Harbors
Division, vol. 88, pp. 117–130.

Dean, R. G., and Maurmeyer, E. M. 1983. “Models for Beach Profile Response,”
CRC Handbook on Beach Erosion and Coastal Processes, P. D. Komar, ed.,
Chapter 7, pp 151-166.

IPCC, 2022: Climate Change 2022: Impacts, Adaptation and Vulnerability.


Contribution of Working Group II to the Sixth Assessment Report of the
Intergovernmental Panel on Climate Change [H.-O. Pörtner, D.C. Roberts, M.
Tignor, E.S. Poloczanska, K. Mintenbeck, A. Alegría, M. Craig, S. Langsdorf,
S. Löschke, V. Möller, A. Okem, B. Rama (eds.)]. Cambridge University Press.
Cambridge University Press, Cambridge, UK and New York, NY, USA,
3056 pp., doi:10.1017/9781009325844.

IPCC, 2001. Climate Change 2001: The Scientific basis. In: Houghton, J.T., Ding,
Y., -INTERGOVERNMENTAL PANEL ON CLIMATE CHANGE. CLIMATE
Griggs, D.J., Noguer, M., van der Linden, P.J., Dai, X., Maskell, K., Johnson, C.A.
(Eds.), Contribution of Working Group I to the Third Assessment Report of the
Intergovernmental Panel on Climate Change. Cambridge University Press,
Cambridge, United Kingdom and New York, NY, USA. 881 p.

IPCC,1996. Climate change 1995: the science of climate change. In: Houghton,
J.T., Meira Filho, L.G., Callander, B.A., Harris, N., Kattenberg, A., Maskell, K.
(Eds.), Contribution of Working Group I to the Second Assessment Report of the

175
175
Intergovernmental Panel on Climate Change. Cambridge University Press,
Cambridge. 572 pp.

LASGAA Hicham, 2014. Evolution morphodynamique des côtes sableuses : cas du


littoral de Saidia-Cap de l’Eau (Maroc nord-est). Thèse de doctorat en géographie
physique, Université Hassan II, Mohammedia- Casablanca, Maroc, (2014) p 293.

Sbai, A, Lasgaa, H, Bahkan, M, Oukada M et Mouadili, O (2014). Vulnérabilité et


impacts des risques associés à l’élévation du niveau de la mer sur la Marchica
(Maroc nord-est). 2ème Edition du Colloque International des utilisateurs du SIG.
The 2nd International conference of GIS User. Meknès 20-21 novembre 2014. P
183-187. 183.

STERR, H., 2008. Assessment of vulnerability and adaptation to sea-level rise for
the coastal zone of Germany. Journal of Coastal Research, 24(2), 380–393. West
Palm Beach (Florida), ISSN 0749-0208.

WARRICK R.A, LE PROVOST C, MEIER M.F, OERLEMANS J,


WOODWORTH P.L., 1996. Changes in sea level. In HOUGHTON J.T et al. (Eds).
Climate Change 1995. The Science of Climate Change, Cambridge University
Press, Cambridge (1996), pp 365–406.

WOODWORTH, P.L., 1990. A search for accelerations in records of European


mean sea level. International Journal of Climatology, 10, 129–143.

176
176
Quel rôle pour les coopératives d’argan dans
l’autonomisation de la femme rurale'
Maghrani. L * Lakrade.A** Zarguef. A*

*Université Ibn Zoh


**Université Chouaib Doukkali

Introduction

L’économie sociale et solidaire gagne de plus en plus du terrain grâce à sa


faculté à se conformer à toutes les politiques économiques et à sa capacité à faire
face aux crises répétitives du système capitaliste et la mondialisation des échanges.
C’est ainsi que le Maroc a accordé une grande importance à ce modèle d'économie,
par la promulgation des textes de loi et des programmes pour soutenir les
coopératives en vue de coiffer les problèmes dont elles souffrent. Ceci dans le cadre
d’une politique clairvoyante visant à réduire les écarts entre le centre et la
périphérie et alléger les déséquilibres entre les régions privilégiés et celles soufrant
de la fragilité et de la vulnérabilité.

1- Contexte général de l’étude.

L'économie sociale et solidaire occupe une place pivot, en tant que levier du
développement territorial et durable au Maroc qui a prêté une attention particulière
à l'efficacité de ce modèle et à son rôle important pour corriger les problèmes
résultant des politiques économiques suivies dans le pays. C'est pourquoi, notre
pays a adhéré à l'Alliance Coopérative Internationale (ACI)1 où il est représenté par
l'Office de Développement de la Coopération, (ODCO)2. Conscient de l'importance
de cette coopération, le Maroc a mis en place une stratégie pour améliorer les

1
ACI est créée en 1895 pour promouvoir le modèle coopératif. En 2021 Les membres des
coopératives représentent au moins 12 % de l'humanité.
2
l'Office de Développement de la Coopération est créé par la loi 112.12

177
177
conditions sociales et économiques, des groupes vulnérables notamment ceux créé
et géré par les femmes.

C’est dans ce contexte que des coopératives sont aujourd’hui un maillon


important de l’économie locale au sein de la Réserve de Biosphère de l'Argan. La
coopérative a ses facultés à offrir des emplois locaux, à travers les activités sociales
et économiques liées aux ressources clés générées par le sol et l’arganier (d'huile
d'argan et ses drivées, l’écotourisme, l’apiculture,….etc).

La richesse et l’originalité de la RBA résident dans les coopératives


féminines, qui sont un moyen pour améliorer les conditions sociales et économiques
de la femme rurale et son insertion dans le marché du travail. Dans ce sens, le
programme intégré pour le développement économique et social du travail féminin
dans le domaine de l'arganier est lancé, pour canaliser les capacités des femmes et
leurs énergies pour renforcer le dynamisme économique et le développement local
souhaité dans la Réserve de Biosphère d'Argan (RBA).

2- Quelle originalité pour la problématique choisie ? quelle approche


adopter ?

Cette étude vise à décortiquer et à répondre à une problématique originale et


novatrice. Peut-on prouver que les coopératives de femmes situées dans la Réserve
de Biosphère de l'Argan en tant qu’organisations de l'économie sociale et solidaire,
ont contribué à l'autonomisation économique et sociale de la femme rurale ? Si la
réponse est affirmative peut-on évaluer ces retombés ? Si elle est négative peut-on
mettre en lumière les contraintes entravant ce profit ? Ces coopératives ont-elles
permis aux femmes rurales de la RBA d'améliorer leur quotidien social et
économique.

Pour répondre à ces questions, nous allons nous appuyer sur l'approche
descriptive et qualitative basée sur les résultats des investigations menées auprès de

178
178
quelques acteurs impliqués dans le secteur des coopératives d’argan (la femme
coopératrice, les responsables administratifs et les institutions d’intéressant à ces
coopératives). On fera appelle à la méthode d'Amartya Sen3 pour mettre en évidence
les capacités des femmes rurale à s’imposer comme acteur incontournable.
Comment les coopératives à travers l’hypothèse d'Amartya Sen ont contribué à
l'autonomisation économique des villageoises de la RBA ?

Cette étude porte sur l'impact de l'autonomisation économique des femmes


rurales dans la RBA. Théoriquement, la coopérative est une bonne alternative pour
l'autonomisation des femmes. Cependant, plusieurs études critiques ont démontré
que ces petites structures certes contribuent à la fixation des femmes en milieu rural
mais souvent dans la situation de précarité, sans autant résoudre le problème de
l’informel et la pénibilité du travail.

Nous investigations auprès de quelques coopératives ont montré que les


coopératives relevant de la filière d’argan souffrent d’entraves liées à la carence de
la matière première durant les années très sèches suite à l’impact du changement
climatique, à la concurrence cruelle du sociétés privées, la mainmise des
intermédiaires et la production frauduleuses de l’huile ce qui nuis à la réputation de
ce produit.

3
Amartya Kumar Sen, né en 1933. C’est un économiste et philosophe indien. Ses travaux portent
sur les théories du choix social et notamment sur le théorème d'impossibilité. Sa approche et dite
la "capabilité" (capability approach

179
179
Figure 1 : La répartition des superficies des arganiers par provinces.

Superficies en miliers ha
300
250
200
150
100
50
0 Superficies

Source Données de l’ANDZOA4

3- Les coopératives : la principale composante de l'économie sociale et solidaire


de RBA

Depuis son indépendance l'État marocain a soutenu les coopératives à travers


des dispositifs, visant à dynamiser ce secteur pour le rendre plus attractif, rentable
et productif, en vue de faire face aux mutations de ce secteur et d’améliorer ses
modes de gestion et garantir sa compétitivité.

Comme ses autres homologues la coopérative de l’huile d’argan fonctionne


comme une association indépendante formée d’adhérentes qui se joignent
délibérément pour accomplir des tâches à vocation économique et sociale. Cette
structure approprié collectivement est une organisation de coopération fondée sur
les principes de solidarité, de l'équité, l'égalité, d'entraide.

Les coopératives de la RBA ont bénéficié de l’appui des organisations


nationales et internationales et les services de l'État pour impliquer la femme rurale
dans les activités économiques génératrices de revenus. C’est dans ce contexte que

4
L'Agence Nationale pour le Développement des Zones des Oasiennes et de l’Arganier

180
180
le bureau de développement de la coopération a réussi à ramifier les coopératives
chez les communautés locales.

3- Localisation de la zone d'étude

Le 8 décembre 1998, l'UNESCO a proclamé la création de la RBA. Cette


réserve s'étend sur une superficie avoisinant 2,5 millions ha et concerne trois
régions (Souss-Massa, Guelmim-Oued Noun et Marrakech-Safi) et sept provinces :
d'Agadir Ida Outanane, Inezgane Ait Melloul, Tiznit, Taroudant, Chtouka Ait Baha,
Essaouira et Sidi Ifni et abrite plus de deux millions habitants. Pour l’étude de cas
on a choisi la province d'Essaouira.

L'arganier est la deuxième essence forestière au Maroc. C’est une région


géographie d'une grande importance culturelle, économique et environnementale,
caractérisée par la diversité de son patrimoine matériel et immatériel.

La RBA vise à préserver la biodiversité, à valoriser les composantes culturelle


et sociétale, à améliorer les conditions de vie des populations dans l’esprit de
développement durable. Elle, est une située entre les chaines de l’Anti et le Haut-
Atlas et la plaine du Souss jusqu’au Pays de Haha. Elle représente 14% de l’espace
forestier marocain et joue le rôle du rempart contre l’avancée du désert et de
bouclier de la préservation de l'équilibre environnemental et de la biodiversité et
contribue à la protection des sols contre l'érosion.

181
181
Figure n° 2 : La localisation de la Réserve de la Biosphère de l’Arganier

4- L'autonomisation ou la capacité d’insertion des villageoises de la RBA.

La RBA comprend un ensemble de ressources territoriales, dont argan est


considérée comme le pilier économique pour les habitants et qui a contribué à
l’apparition de nombreuses coopératives féminines. La copérative est un moyen
l'idéal pour l'autonomisation des femmes et de valoriser leur svoir-faire, leur travail
et une opportunité d'emploi et d’intégration dans la sphère de la création de la
richese.

Selon les données de l’ODCO5, le nombre de coopératives d'argan a connu


une augmenté record ces dix dernières années. Cela est dû à la promulgation de la
loi n° 2014-2014 encadrant les coopératives et dont le but est de hausser le niveau
de vie des femmes engagées dans l’économie sociale solidaire. Cet enjeu de
contribution du travail féminin au de développement local est une assurance de

5
l'Office de Développement et de la Coopération

182
182
revenu mensuel pérenne. La femme est devenue l'acteur principal du
développement rural dans ces espaces fragiles et autrefois marginaux.

En se réfèrant à l’approche avancée Amartya Sen «l'approche capabilité»,


cette formule part du constat que pour permettre aux pauvres à subvenir à leurs
besoins vitaux, de décrocher des services et d'acquérir les capacités d'améliorer
leurs niveaux de vie, l’Etat n’est pas obliger de leurs apporter de l’aide. La
capabilité du groupe réside dans ses capacités à travailler pour générer des revenus
et d'obtenir le bénéfice. Le but est de permettre aux plus diminues de s’auto
procurer les services et les biens pour gagner leur vie et d'améliorer leur niveau
social sans compter sur l’apport une matérielle d’un tiers. Dans l’esprit de cette
philosophie, les décideurs sont appelés à 'aider les coopératives d’argan à se rendre
capable de travailler, à créer la richesse et à se doter des compétences et d'un niveau
d'éducation et de qualification. Il est donc, question de responsabiliser la femme
rurale en lui permettant d'accéder à des services, de gagner sa vie et d'hausser son
niveau social sans lui accorder d’aide financière directe.

La femme adhérente dans une coopération affirme à travers ses activités ses
rôles et son statut social sa prédisposition à s’imposer au sein de la société rurale
très masculine. L'approche par les capacités avancée par Amartya Sen est très
appropriée pour prouver le poids de la femme dans le système d’arganeraie. Les
activités issues du travail d’argan permettent de l’autonomiser, de subvenir aux
besoins de son foyer et d’esquiver la précarité.

Dans ce contexte, s’inscrit le projet REFAM6 d’Independence économique


des femmes œuvrant dans la filière arganier, financé par l'AMC7 et le
gouvernement marocain, dans le cadre du partenariat entre la Coopération

6
Renforcement Economique des Femmes de la Filière d'Argane au Maroc
7
Affaires Mondiales Canada

183
183
Canadienne et ANDZOA et la Fédération Interprofessionnelle de la Filière
Arganier, a ciblé les femmes de la RBA.

4- Les coopératives sont un modèle pour autonomiser les villageoises de la RBA

Les coopératives situées au niveau de RBA jouent des rôles importants pour
l'autonomisation économique des femmes, selon leurs tailles et leurs degrés
d’ouverture sur le marché et la diversité des articles produits. Leur rayonnement et
dynamisme conditionnent les revenus générés et leur efficacité à réduire ou à
atténuer la pauvreté.

Les coopératives peuvent atteindre les pauvres et les marginalisés que les
entreprises et les organisations gouvernementales ne pouvaient pas gagner, de plus
les organisations et des institutions sont quasi inexistantes dans ces zones
marginalisées et le secteur privé n’y trouve pas la motivation et la rentabilité à
s’installer par faute de services.

La place des coopératives dans le développement territorial et socio-


économique est importance, en particulier dans ces zones rurales marginalisées.
C’est ainsi que le développement des coopératives s’impose dans les plans et les
programmes nationaux de développement pour assurer la pleine participation des
coopératives.

5- Le rôle clé de la femme dans la chaîne de production et de commercialisation


des produits de l'arganier

La filière d’argan est purement féminine, la chaîne de production et de


commercialisation des produits issus de cette espèce est l’importante composante
de l’arganeraie et la première source d'autonomisation économique des femmes. Il
existe plus de 1500 coopératives argan autonomisant plus de 4 500 femmes et les
intègrent socialement. La coopérative est le modèle approprié pour la promotion la

184
184
femme rurale et d'amélioration de son statut social et économique pour égaler
l’homme.

La chaîne de production et de commercialisation des produits issus de


l'arganier est une des opportunités des processus les plus importants des mutations
au sein de la filière arganier. Elle est la base de diverses opérations de production à
plusieurs niveaux (local, national, international,). C’est une ressource importante
pour les femmes rurales de la RBA, dans le but d'améliorer leur niveau de vie et de
subvenir à leurs besoins. Le graphique suivant dresse l’état de la production d'huile
d'argan entre 2012 et 2019 :

Exportations de l'huile d'argan et dérivées entre 2012 et


2019 en millions de DH
900
800
700
600
500
400 Valeurs en M de Dh
300
200
100
0
2012 2013 2014 2015 2016 2017 2018 2019

Ce graphique, illustre l’évolution de la production d'huile d'argan entre 2012


et 2019. La production de d'huile d'argan est passée de de 600 tonnes en 2012 à
5640 tonnes en 2019. Les exportations ont enregistré aussi une hausse de 871 tonnes
en 2012 à 1348 tonnes en 2019. Cet accroissement est dû à l'augmentation du
nombre des coopératives, qui a entraîné un rayonnement des produits d’argan qui
sont devenus le centre d’intérêt des particuliers des entreprises et des laboratoires.
Au cours de l’année 2019, le nombre de transactions de cette chaîne a triplé, passant

185
185
de 347 millions de dirhams en 2012 à 1139 millions de dirhams. Jusqu'à l'année
2019, la filière d’argan compte 375 coopératives, 450 entreprises, six Groupements
d'Intérêt Economique et trois fédérations de coopératives.

Tableau n°1
Indicateurs 2012 2019 Taux de
Progression en
%
Production d'huile d'argan 247 5640 128
Chiffre d'affaire (en milliards DH) 347 1139 228
Valeurs d'exportation (en milliards 94 273 190
DH)
Offre d'emplois (en milliers) 6000 12000 100
Exportation d'huile d'argan (en 871 1348 54
tonnes)
La valeur ajoutée (en milliards DH) 273 797 192
Source : https://www.fellah-trade.com/fr/filiere-vegetale/chiffres-cles-arganier

6- Compétition sociétés et coopératives pour le monopole de la production

Après que le rayonnement des produits d'argan ait atteint des sociétés
internationales situées dans des pays étrangers, des contacts avec des coopératives
ont été liés dans le but de leur fournir de l'huile d'argan, de sorte que des associations
et des coopératives ont commencé à signer des contrats commerciaux avec ces
sociétés étrangères, et ils ont été empêchés par le gouvernement marocain en
échange de l'importation de la matière première "Afyash".

. Au début, les coopératives ne pouvaient pas suivre les conditions des


entreprises étrangères en raison de leurs moyens simples et modestes, et avant que
les coopératives puissent développer progressivement leurs capacités de
production, des entreprises modernes apparaissent qui utilisent des techniques
modernes pour extraire le pétrole, en plus grandes quantités et avec une qualité qui
tient compte des standards des entreprises étrangères.

186
186
Ainsi, un groupe d'entreprises modernes émergentes ont pu obtenir des
certificats de conformité délivrés par des agences internationales spécialisées et
sont devenues officiellement concurrentes des coopératives, introduisant ainsi les
entreprises cosmétiques internationales à la demande mondiale, et l'on retrouve
parmi elles les entreprises françaises « L'Oréal " et " Chanel ", d'autant plus que la
France est l'un des premiers importateurs d'huile d'argan.

Les grandes entreprises vendent souvent leurs produits à des prix exorbitants,
profitant de la bonne réputation dont jouit l'huile d'argan originelle. Cela affecte les
coopératives et leur statut décline en raison de l'acquisition d'entreprises, ce qui
affecte négativement le statut économique des femmes rurales travaillant dans la
coopérative.

Ainsi, dans ce contexte, le Maroc s'est efforcé d'élever le niveau de vie des
femmes rurales travaillant dans la coopérative d'argan, qui souffrent souvent de
marginalisation, par rapport aux femmes travaillant dans les entreprises de
production d'huile d'argan, en mettant en œuvre des projets d'autonomisation des
femmes rurales marocaines travaillant dans les coopératives d'arganiers.

7- Inclusion des femmes rurales travaillant dans les coopératives de la RBA


dans le développement territorial

Les résultats de l'entretien que nous avons mené avec certaines des femmes
impliquées dans la coopérative lors d'une sortie sur le terrain ont montré que
l'objectif principal des femmes qui rejoignent la coopérative est leur désir
d'indépendance financière pour améliorer leur statut économique et social

Veiller à ce qu'ils disposent d'un revenu mensuel régulier qui tienne compte
de leur origine culturelle et de leurs capacités professionnelles conformément aux
conditions de la communauté locale. D'autant plus que les femmes étaient souvent
gênées par leur manque d'éducation ou les compétences personnelles nécessaires

187
187
pour réussir. Ainsi, les coopératives de production d'arganier de la réserve de
biosphère de l'arganier sont devenues un élément important de l'intégration de la
femme marocaine dans le tissu économique, et elles bénéficient de revenus
financiers qui leur permettent de subvenir à leurs besoins et aux besoins de leur
famille, puis de bénéficier de leur indépendance, leur accès aux centres de décision
et leur contribution au développement territorial et durable.

Atteindre les objectifs de développement durable en intégrant les femmes


rurales pauvres dans des projets d'économie sociale et solidaire ou des petits,
moyens ou grands projets dans le but de leur assurer un revenu mensuel régulier.
Bien que les femmes rurales soient confrontées à de nombreux obstacles structurels
qui les empêchent d'assumer des rôles de leadership. Entre la restriction de leur
accès à l'éducation et les messages implicites dominants qui suggère atteindre les
objectifs de développement durable en intégrant les femmes rurales pauvres dans
des projets d'économie sociale et solidaire ou des petits, moyens ou grands projets
dans le but de leur assurer un revenu mensuel régulier. Bien que les femmes rurales
soient confrontées à de nombreux obstacles structurels qui les empêchent d'assumer
des rôles de leadership. Entre la restriction de leur accès à l'éducation et les
messages implicites dominants qui suggèrent qu'elles sont moins compétentes et
capables que les hommes, les femmes sont souvent empêchées d'obtenir l'éducation
et les compétences générales nécessaires pour réussir nt qu'elles sont moins
compétentes et capables que les hommes, les femmes sont souvent empêchées
d'obtenir l'éducation et les compétences générales nécessaires pour. Cependant, en
fait, ils ont non seulement réussi à améliorer leur situation financière, mais ont
également réussi à acquérir de nouvelles capacités et à développer de nouvelles
compétences. Tels que la communication, la planification, l'organisation et les
compétences de travail d'équipe, pour s'exprimer plus librement et en toute
confiance. Car, après leur incursion dans les coopératives, il n'est plus considéré
pour eux comme un simple lieu d'obtention d'un rendement financier, mais il est

188
188
devenu pour eux un véritable espace de liberté et d'échange, qui leur a permis de
sortir de l'isolement, d'obtenir plus d'estime de soi et de confiance en soi et
développer leur capacité à prendre des décisions. réussir.

En effet, les coopératives ont réussi à créer une dynamique au niveau de la


RBA en intégrant dans le tissu économique une frange de femmes vivant dans le
monde rural et en développant leurs capacités et compétences. , ce qui rend difficile
pour eux d'évaluer le produit.

Nous avons également remarqué que le dynamisme créé par les coopératives
dans les zones de la RBA a engendré «migration inverse ou de retour», après avoir
été pour longtemps un important bassin migratoire. L’arganeraie attire davantage
des jeunes diplômés pour travailler dans ces coopératives, pour aider les
villageoises et contribuer au développement du monde rural en général et de la
femme rurale en particulier.

Ainsi, les coopératives dans la mesure où elles visent à créer de la richesse et


de l'emploi dans un territoire particulier. Elle ne peut naître sans l'appui de différents
types d'acteurs issus des institutions publiques, de la société civile, des collectivités
territoriales, des intérêts déconcentrés de l'Etat et du secteur privé.

Dans ce contexte, les associations de la société civile spécialisées dans le


domaine de l'autonomisation économique des femmes jouent un rôle important en
contribuant à lutter contre le déficit social et économique dont souffrent les
personnes en situation de vulnérabilité, en particulier les femmes qui souffrent de
vulnérabilité telles que les veuves, les divorcées, les femmes en situation de
handicap et les jeunes femmes en recherche d'emploi A travers : Les activités
génératrices de revenus comme outil efficace pour aider à intégrer les groupes
défavorisés dans le cycle économique, améliorer leurs conditions de vie et les
intégrer dans les processus de prise de décision en développer des mécanismes

189
189
favorisant la présence des femmes aux postes de décision dans le domaine
économique.

8- Les coopératives de la province d’Essaouira e exemple de renforcement de


la place de la femme rurale

L’évolution du nombre des coopératives au niveau de la province d’Essaouira


entre 1996 et 2015.

Sur les 60 coopératives que compte la province 52 sont soit enclavées soit
loin de voies goudronnées. Elles sont gérées par des femmes dont le niveau
d’instruction est très modestes (illettrées ou ayant le niveau d’études primaires.
Leur mode de fonctionnent est traditionnel.

En revanche les coopératives dites ouvertes adoptent un nouveau modèle de


production et de commercialisation et de gestion. Elles ont un important poids sur
les marchés et contribuent à l’amélioration ses rendements et ses revenus des
adhérentes.

190
190
Certes les revenues varient d’une coopérative à autre. Mais selon nous
enquêtes cette variabilité est due aux nombres d’heures de travail, la quantité
d'mandants produits, la nature du travail au sein de la coopérative (complément
de ressources ou activité principale pour l’adhérente et pour le ménage.

Chaque travailleuse ou adhérente reçoit un salaire qui varie entre 30 et 45


dirhams par kilogramme d'amendons. Le revenu mensuel pour chaque femme est
estimé à 1100 à 850 dirhams par mois pour les petites coopératives soit des
retombées allons de 9000 à 12000 dh annuelle contre 15 000 à 20000 dirhams, pour
les femmes adhérentes aux coopératives jugées de la première classe.

Ces revenus contribuent à créer une sorte d'indépendance financière des


coopératrices, et à augmenter les revenus de leurs familles et à améliorer leur
niveau de vie, on leur permettant de faire face aux charges familiales. Le travail
de l’arganier 'est devenu pour la majorité des adhérentes la source de plus de 60%
des revenus familiaux.

Un certain nombre de coopératrices ont pu investir une partie de ces revenus


dans le secteur de l'élevage, notamment caprin. Certaines d’entre elles ont investi
une partie des retombées dans l’achat des bijoux de réhabilitation de la maison
conjugale ou pour l’épargne. S’il y a des leçons à tirer des rôles que jouent les
coopératives du Pays de Haha en général et celles de la province d’Essaouira sont
brièvement résumées dans les remarques suivantes

- Tous projets de développement des réserves d'agane qui n'investisent pas


dans la population locale notamment la femme ne peuvent pas réussir car la
pauvreté est le deuxième ennemi ce patrimoine après la sécheresse.

- L'arsenal juridique doit être revu car il n'est pas compatible avec les
spécificités de ce patrimoine naturel unique.

191
191
- La femme coopérative doit être protégée de l’exploitation par des
intermédiaires

- Il faut investir dans les femmes rurales, leur apprendre, les accompagner,
car elles sont le maillon principal et en même temps le plus faible dans le domaine
de la valorisation de ce patrimoine.

Conclusion

En conclusion, ce que l'on peut dire c'est que parmi les raisons les plus
importantes pour l'implantation des coopératives féminines dans la filière arganier
figure la valorisation des expériences et savoir-faire des femmes, l'amélioration des
conditions de vie des villageoises travaillant dans la filière arganier, la contribution
à la valorisation d'huile d'argan, et l'autonomisation économique et sociale des
femmes. Autrefois, les femmes dépendaient entièrement des hommes, mais
aujourd'hui, grâce aux coopératives, les choses ont changé, car elles ont appris à
agir et à prendre des décisions en toute liberté, sans l'intervention des hommes, ce
qui leur a permis d'accéder à un statut social différent, on peut donc dire que la
coopérative est à l'origine de nombreux changements survenus dans la RBA

Le rôle important joué par l'organisation des femmes en coopératives au sein


de la réserve de biosphère d'argan a contribué à l'autonomisation économique des
femmes rurales, à leur intégration et à leur implication dans le processus de
développement territorial, à leur prise de conscience de leur identité et à leur
autonomisation pour participer et contribuer à tous les types du travail économique,
social et culturel pour pouvoir améliorer leurs conditions sociales et économiques,
et les acteurs et producteurs de la société et sont capables d'atteindre les objectifs
de développement durable et de s'imposer dans divers domaines.

Ce qui a contribué à faire passer le rôle traditionnel des femmes de simple


consommatrice dans la société à un élément actif et productif du développement

192
192
doté de diverses compétences, aptitudes et capacités. La coopérative est considérée
comme la seule option pour un groupe de villageoises pauvres pour faire progresser
leurs conditions économiques et sociales. Par conséquent, elles sont tenues de
travailler davantage sur elles-mêmes et d'investir dans les éléments de leur réussite,
en s'engageant dans des ateliers et des formations formatives pour développer leurs
compétences et leurs capacités pour suivre le rythme des diverses transformations
et changements que connaissent le secteur coopératif et les coins.

Bibliographie

GROSJEAN. P, (2000) ; La pensée d’Amartya Sen sur le développement, revue


Ouarte Monde, n° 176 | 2000/4L’arganeraie de Haha :

BEJBOUJI. J , (2018) ; L’arganeraie de Haha : une gestion ingénieuse de l’espace,


Revue FONCIMED. Réseau de recherche et d’échange sur le foncier méditerranéen
Valorisation du MAGHRANI. L & DAOUD. M (2013) Le patrimoine des arganeraies de
l’Anti-Atlas occidental marocain, ind Ressources patrimoniales et développement local au
Maroc et en Andalousie (Espagne) Université de Séville..

193
193
Mutations spatiales du littoral méditerranéen
oriental du Maroc: cas de la plaine de Saïdia –
ras el ma
A. Sbai*, H. Lasgaa*, O. Mouadili* et M. Hlal*

*Université Mohamed Ier, Oujda

RESUME :
La côte de Saidia-Cap de l’Eau connaît des mutations socio-spatiales importantes
dues à l’intervention de l’Etat dans cet espace au cours des dernières années (plan Azur).
Cette côte, ainsi que son arrière-pays, ont des atouts touristiques importants (plages
sableuses, sites d’intérêt biologique et écologique (SIBE), montagne, gorges, grottes..). A
partir des données statistiques, des photos aériennes et des images satellitales, nous avons
pu montrer les mutations profondes qu’a connues la région surtout au cours des vingt
dernières années (extension urbaine, construction du port de plaisance de Saidia, projet
touristique Mediterranea-Saidia, infrastructure de base…). Ces projets ont des impacts
environnementaux sur le littoral : (destruction de la forêt de Tazegraret et du cordon
dunaire, pillage du sable, inondation des espaces inter-dunaires, pollution du SIBE, érosion
côtière, ensablement du port…). Ces problèmes, en plus des variations climatiques et de
l’élévation du niveau de la mer, ne sont qu’un avant-goût des problèmes auxquels la ville
de Saïdia et le complexe touristique Mediterrania-Saïdia risquent d’être confrontés dans
les années à venir.
Mots-clés : Mutations socio-spatiales, littoral, impact, environnement, Maroc nord-est.

- ‫ حالة السهل الساحلي للسعيدية‬:‫التحوالت المجالية للساحل المتوسطي الشرقي‬


‫رأس الماء‬
:‫ملخص‬
‫ بسبب تدخل الدولة في‬،‫ رأس الماء تحوالت سوسيومجالية كبيرة‬-‫يشهد ساحل السعيدية‬
‫ باإلضافة إلى‬،‫ ويتميز هذا الساحل‬.)‫هذا المجال في السنوات األخيرة (المخطط األزرق‬
‫ مواقع ذات أهمية بيولوجية‬،‫ بمؤهالت سياحية مهمة (شواطئ رملية‬،‫المناطق الخلفية‬
‫ وباالعتماد على مجموعة من المعطيات اإلحصائية‬.)...‫ كهوف‬،‫ وديان‬،‫ جبال‬،‫وإيكولوجية‬
‫ يظهر بشكل واضح أن المنطقة‬،‫والصور الجوية والمرئيات الفضائية في فترات زمنية مختلفة‬
‫ ومن بينها نذكر التوسع الحضري‬،‫عرفت تحوالت عميقة خاصة في العشرين سنة األخيرة‬
،‫ وإنشاء مجموعة من المركبات السياحية‬،‫ وإنشاء الميناء الترفيهي بشاطئ السعيدية‬،‫للمدينة‬

194
194
‫ كل هذه‬.‫ والتحوالت في األنشطة االقتصادية لسكان المنطقة‬،‫وتقوية البنية التحتية للمدينة‬
‫ خاصة‬،‫التحوالت كانت لها انعكاسات مجالية مهمة مست الجانب الطبيعي والبيئي بهذا السهل‬
،‫ والتلوث‬،‫ والفيضانات في المناطق المنخفضة‬،‫تدمير غابة تازكررت والكثبان الرملية‬
‫ باإلضافة إلى التغيرات المناخية‬،‫ هذه المشاكل‬.)‫ إلخ‬،‫ وإرمال الميناء‬،‫والتعرية الساحلية‬
‫ ليست سوى مقدمة للمشاكل التي من المحتمل أن تواجهها مدينة‬،‫وارتفاع مستوى سطح البحر‬
.‫السعيدية والمركب السياحي السعيدية المتوسط في السنوات القادمة‬
.‫ شمال شرق المغرب‬،‫ بيئة‬،‫ انعكاس‬،‫ ساحل‬،‫مجالية‬-‫ تحوالت سسيو‬:‫كلمات محورية‬

Introduction

Le littoral méditerranéen oriental du Maroc, à l’instar d’autres


littoraux, a subi d'importantes mutations socio-économiques. Ce qui a
engendré des disparités et des dysfonctionnements.
Ce littoral est constitué de plusieurs unités morphologiques
comprenant parfois des zones d’intérêt biologique et écologique telles
que Marchica, Mont Gourougou, Cap des Trois Fourches, et la
Moulouya. La portion de côte entre Saïdia et Cap de l’Eau est l’une de
ces zones qui connaît un déséquilibre dû à l’utilisation de l’espace et à
la pollution.
Cette étude vise à examiner de près certaines de ces impacts sur
l'environnement en s’appuyant sur les photos aériennes et les images
satellitales couvrant les 60 dernières années (Sbai et al., 2019). Les SIG
ont été utilisés en raison de leur grande capacité d’analyse nécessaire
pour produire des cartes illustrant la gravité de ces déséquilibres.
I. Présentation de la zone d’étude
Le littoral de Saidia se situe dans l'extrême nord-est du Maroc. Il
se présente sous forme d'une petite baie qui s'étend sur 20 km depuis la
frontière maroco-algérienne jusqu'au port de Cap de l’Eau. C'est une
plage de sable, caractérisée par une faible pente et une largeur variant
entre 150 et 200 mètres. Quant à la ligne de côte, elle est rectiligne, à
l'exception de certaines disparités. Elle est divisée en deux parties par
la Moulouya (Fig.1):
195
195
- la côte de Saidia s’étend sur 12 km. Elle est limitée à l'ouest par la
Moulouya et à l’est par oued Kiss. Au sud, elle est bordée par le plateau
d’Ouled Mansour.
- la côte de Cap de l’Eau s’étend sur 8 km. Elle est limitée à l’est par la
Moulouya et au sud par la falaise morte.
Fig.1. Situation de la zone d’étude

II. Mutations spatiales de la plaine côtière de Saidia


II.1. Mutations de la ligne de côte et d’Oued Moulouya
Le littoral entre les embouchures de Kiss et de la Moulouya a
connu une évolution remarquable au fil du temps. La bande côtière
adjacente à la ville de Saidia a également subi des changements en
fonction des conditions climatiques. On y observe un taux d’érosion
moyen d'environ 0.5m par an (Fig.2). Bien que cette valeur demeure
faible si on la compare à l’embouchure de la Moulouya, si la situation
se maintient, le niveau du littoral s'étendra jusqu'à la corniche à
l’horizon 2100.

196
196
Fig.2. Evolution du littoral de Saidia entre 1958 et 2018

La zone adjacente au port de plaisance a connu un changement


tangible après l'installation de ce port en 1997. Celui-ci constitue un
obstacle qui entrave le transit des sédiments.
L’embouchure de la Moulouya a également connu plusieurs
changements en raison des conditions climatiques. En 1963, le cours
d’eau a enregistré des débits extrêmement importants atteignant 8000
m3/s à la suite de fortes pluies. À mesure qu'il se rapprochait de la mer,
le cours d’eau prenait une direction nord-est. Après l’inondation de
1963, il abandonne son lit précédent et a commencé à se diriger
directement vers le nord (Sbai, 2012).
Entre 1958 et 2018, le delta a subi d'importantes évolutions,
entraînant une rectification du littoral et une importante réduction du
delta. On estime que la perte de superficie s'élève à 135 hectares (Sbai,
2008; Sbai et al., 2005; Salmon et al., 2010).

197
197
Sur la rive gauche de la Moulouya, l'érosion est légèrement active
directement à l'ouest de l'embouchure, tandis que la sédimentation se
produit en se dirigeant vers le port de Cap de l’Eau, avec une avancée
de 264 mètres depuis 1958.
La construction des barrages de Mechraa Hammadi (1958) et
Mohammed V (1967) constitue l'une des principales raisons du retrait
du delta de la Moulouya et des zones environnantes. En raison de
l'envasement des barrages la proportion de limon et de matériaux
acheminés vers l’aval a fortement diminué à cause de l’envasement des
barrages. En raison de l'étendue du bassin en amont des barrages (54000
km2), la charge de la Moulouya en aval a été réduite de 95% depuis la
construction des deux barrages.
II.2. Dégradation du couvert végétal et mutation de l’espace
agricole

Il s’agit principalement de la forêt de Tazegraret, qui était


autrefois une dense étendue forestière s'étendant sur 12 km2 depuis
Saidia jusqu’à l’embouchure de la Moulouya. La végétation naturelle
de genévrier (juniperus) couvrait 486 hectares sur 731 hectares. Le reste
avait fait l’objet d’un reboisement en eucalyptus et en pin d’Alep en
1951. Malheureusement, cette forêt a été défrichée et remplacée par des
projets immobiliers et touristiques : Fig.3 (Benata et al., 2009).

198
198
Fig.3. Mutations spatiales de la plaine littorale entre 1958 et 2018

Les résultats de la photo-interprétation révèlent une diminution du


couvert végétal de 1958 à 2018 (Fig.3). Alors que la superficie
forestière constituait 28,1% de la superficie totale de la bande côtière
(726 ha), celle-ci s'est réduite de 197 ha soit 10%. en 2018. Il en va de
même pour la jonçaie et les plantes marécageuses. En parallèle, la
superficie agricole est passée de 237 ha en 1958 à 1142 ha en 2018 (soit
une augmentation de 56%). Cette expansion des terres agricoles
explique le déclin de la superficie forestière, sans oublier l'aspect urbain
qui a, à son tour, pris sa part de végétation naturelle (Tabl.1).

199
199
Tabl.1. Superficie des types d’exploitation et leurs taux entre 1958 et 2006

Type 1958 1988 2018


Surface Pourcentage Surface Pourcentage Surface Pourcentage
en ha en ha en ha

Espace 726 28 711 26 197 10


forestier

Marécages 1545 60 1516 56 285 14

Espace 237 9 222 8 1142 56


agricole

Espace 69 3 275 10 378 19


urbain

Total 2577 100 2724 100 2002 99

II.3. Mutations démographiques

Depuis les années 1960, la population de la plaine côtière de Saidia


a connu des taux d'accroissement variables. Après 1971, la population
de Saïdia a connu un déclin dû au départ des étrangers vivants à Saidia.
L’augmentation de la population après 1982 est associée à l'exode rural,
causé par la sécheresse des années 70-80 et à l’accélération du rythme
de l’expansion urbaine. Entre 2004 et 2014, la population a fait un bond
significatif avec l’achèvement des projets touristiques (Fig.4). Il en est
de même pour Ras El Ma. La population est passée de 2410 ha en 1994
à 7567 en 2014, soit un taux de croissance 8.89 %.

200
200
Fig.4. Evolution de la population de Saidia et Ras El Ma

10000
Saidia Municipalité
9000
Centre Ras El Ma
8000

7000

6000

5000

4000

3000

2000

1000

0
1960 1971 1982 1994 2004 2014

Cette évolution démographique s'est accompagnée d'un


développement de l'espace urbain, puisque la superficie de la ville est
passée de 75 ha en 1958 à plus de 400 ha en 2018.
II.4. Mutations spatiales de 1958 à 2018

En ce qui concerne les mutations que la région a subies, on peut


déduire des cartes des modes d'utilisation des sols les points suivants :
- Le phénomène d’urbanisation constitue la principale mutation. Ce
développement, de 5 ha par an, se fait au détriment des espaces
forestiers (Tabl.2).

201
201
Tabl.2. Evolution des modes d'utilisation des sols dans la plaine littorale de Saidia
entre 1958 et 2018
Type 1958 2018 Mutation Taux de
s changement
annuel
Superficie Superficie Superficie % Superficie (ha)
(ha) (ha) (ha)

Espace 726 197 -529 -73


forestier -9

Marécages 1545 285 -1260 -82 -21


Espace 237 1142 905 382
agricole 15
Espace 69 378 309 448
urbain 5

Total 2577 2002 -575 -22 -10

- L’augmentation des terres agricoles s’est élevée à 382%, avec un taux


de croissance annuel de 15 ha, au détriment des marécages et des
espaces forestiers.
- On observe une diminution significative des espaces forestiers avec
un taux de changement de -73%, soit une diminution annuelle de 9ha,
en faveur des terres agricoles et de l'espace urbain.
- Le déclin des marécages : 1260 ha en 60 ans, soit une baisse de 82%
ce qui correspond à une perte annuelle de 21 hectares, en faveur de
l’urbanisation et de l’espace agricole. Toutefois, ce dernier a également
connu récemment un déclin en raison des prix élevés du marché
immobilier, ce qui a amené de nombreux paysans à vendre leurs terres
pour les transformer ensuite en lotissements et en résidences
touristiques.
II.5. Mutations récentes: cas du projet Saidia Mediterranéa

Le littoral de Saidia-Cap de l’Eau a suscité un grand intérêt ces


dernières années, et l’installation de la nouvelle station balnéaire Saidia

202
202
Mediterraneaa été l’une des réalisations les plus importantes pour
développer le secteur du tourisme dans le nord-est du Maroc. Ce projet
a été lancé le 22 juillet 2002 après un appel d’offre international. Fadesa
a été sélectionnée parmi 22 candidatures et la signature de l'accord a eu
lieu à Tanger le 27 août 2003. Il est organisé en 5 grands domaines :
hôtels, golfs, zones résidentielles, port de plaisance et aires
commerciales et de services.
III. Impacts environnementaux des projets d’aménagement
Parmi les principaux impacts de la station touristique de Saïdia
sur l’environnement, la perturbation de l'équilibre environnemental, en
détruisant les dunes, la végétation, le trait de côte, et en augmentant le
problème des inondations.
III.1. Dégradation et destruction du patrimoine naturel
L'emplacement de la nouvelle station touristique revêt une
importance environnementale, en raison de sa proximité avec le Site
d'Intérêt Biologique et Ecologique (SIBE) de la Moulouya et en raison
de la présence de dunes de sable. Le Groupe FADESA - Maroc s'est
engagé, lors de la signature de la convention, à préserver
l'environnement, conformément à l’article 3.3 du cahier de charge,
approuvé en novembre 2003. Mais en réalité, il est regrettable de
constater que les dunes n'ont pas été respectées, et elles ont été
complètement décapées (Photo.1) et des hôtels ont été construits à
proximité immédiate de la mer.

203
203
Photo 1: Enlèvement de sable de la dune de Saidia (2008)

À cela s’ajoute le problème de l’avancée du sable sur la corniche


de Saidia, résultat de la destruction de la végétation qui stabilisait les
dunes (Photos 2 et 3).
Photos 2 et 3. Avancée du sable sur la corniche de Saidia (26 mars 2008)

III.2. Dégradation et destruction de la forêt de Tazegraret


La forêt de Tazegraret, d'une superficie d'environ 550 hectares en
1935, ne représente qu'environ 300 hectares au début du projet Saidia
Mediterranea. Ceci est principalement lié à l’urbanisation. Cette forêt
jouait un rôle environnemental très important par la fixation des dunes
et la protection contre l’avancée des sables.

204
204
Photo.4. Destruction de la forêt de Tazegraret (25/3/2008)

III.3. Impacts sur l’évolution de la ligne de côte de Saidia (1958-


2018).
Le delta de la Moulouya augmentait entre 1949 et 1958 en raison
de l'importance des sédiments qui provenaient du bassin versant. Sur la
rive droite de la Moulouya, les bras morts semblent bien définis. Lors
des fortes inondations en 1963 (8000 m3/s), le cours de la Moulouya a
été modifié. De 1958 à 2018, l’embouchure de la Moulouya a connu
une évolution importante (Fig.2). Le delta a été considérablement réduit
(135 ha). Entre l'embouchure de la Moulouya et celle du Kiss, 8,5
kilomètres de côtes sur un total de 12 kilomètres sont des zones
d'érosion.
III.4. Impacts du port de Saidia
Le port de Saidia constitue un véritable obstacle au transit des
sables, qui assuraient l'équilibre de la plage pendant des milliers
d'années. Il en résulte que le port connaît un réel problème de
l’ensablement. La nouvelle digue construite en 2008-2009 destinée à
protéger le port de l’ensablement ne fera qu'aggraver le problème de
l'érosion de la côte, en particulier au niveau de l’embouchure de la
Moulouya. De plus, avec une autre dérive côtière est-ouest au cours de
l'été, il est à craindre que ce courant marin ne déplace les sédiments vers
l'ouverture du nouveau port. Avec le temps, le port connaîtra peut-être
205
205
le même problème, avec un degré moindre, ce qui nécessiterait des
opérations de dragage. Donc le changement de l'ouverture ne résout pas
le problème de manière définitive. En plus des problèmes liés à la
répartition des sédiments, d'érosion et du recul de la ligne de côte, des
opérations de dragage sont à prévoir de temps à autre malgré la
réalisation de la nouvelle barrière.
III.5. Impact des projets d'aménagement sur le SIBE de la
Moulouya
Les projets réalisés à l'intérieur ou à proximité du SIBE ont été
malheureusement achevés sans tenir compte de la situation spécifique
de ce site, sa valeur environnementale et son importance pour la
biodiversité. Aucune étude d'impact sur l'environnement n'a été
réalisée, bien que la loi l'exige. Les travaux réalisés pour la réalisation
de la station de traitement des eaux usées, la réalisation de la rocade, la
réalisation du canal de déviation des eaux pluviales, ou bien pour la
réalisation de la digue du port, entraîneraient probablement des pertes
irréversibles au niveau de la biodiversité du SIBE en raison de la
fragmentation de l'habitat et de la pollution du site (Sbai, 2006;
Boumeaza et al., 2010).
III.6. Aggravation du problème d'inondation dans la plaine côtière
Dans la plaine côtière, le phénomène d'inondation n'est pas
nouveau car plusieurs évènements pluvieux exceptionnels ont déjà été
enregistrés. Le risque est particulièrement important dans l’espace
inter-dunaire et dans les zones où la nappe est proche de la surface.
Les eaux de la Moulouya et du Kiss et des cours d’eau en provenance
du plateau d'Oulad Mansour constituent le premier facteur des
inondations. Le deuxième facteur est l’élévation du niveau de la nappe
pendant les périodes de pluie. Enfin, le troisième facteur est lié à la
faiblesse de l’infrastructure permettant le drainage des eaux, ce qui a
été exacerbé par la manière dont la nouvelle station touristique a été

206
206
construite. Sa position parallèle à la ligne de côte bloque
l'acheminement des eaux vers la mer (Photo.5).
Photo 5. Le niveau élevé de la nouvelle station touristique empêche le drainage des
eauxLevers lademer,
remblai ce empêche
la NSTS qui entraîne
l’é desdes
l’écoulement
coulement inondations.
eaux vers la
mer

À cela s’ajoutent d’autres facteurs : la faible puissance


hydraulique du système de drainage existant, l’exploitation anarchique
des terres, la croissance de la ville exposant une partie de la population
au risque d’inondation, la perméabilisation du sol et les erreurs
techniques d’aménagement...
La couleur bleue dans la figure 5, indique les zones inondables en cas
de montée du niveau d'eau de plus d'un mètre. La couleur rose
représente les deux centres urbains de Saidia et Ras El Ma, au milieu
desquels se trouve la nouvelle station touristique. Les flèches indiquent
le sens d'écoulement.

207
207
Figure 5. Principaux flux menaçant la plaine côtière d'inondation

En plus de ces effets néfastes, il convient de souligner l'impact


négatif des terrains de golf en raison de leur forte demande en eau pour
l'arrosage, ce qui affecte d’une manière générale l'eau de la région,
connue par la rareté de ses ressources en eau.
IV. Moyens de préservation du littoral
L’importance des dunes de sable pour maintenir la stabilité du
littoral et la protection des côtes est largement reconnue. La technique
de ganivelles est couramment utilisée pour préserver ces paysages
dunaires (Photo 6). Des pieux ont été mis en place à l’embouchure de
la Moulouya pour la préservation des dunes dans le cadre du projet
MedWetCoast 'ENDA Maghreb', en 2005. Ces ganivelles ont pour effet
de réduire la vitesse du vent et permettent le dépôt de sable qui peut être
stabilisé en le fixant par Ammophila arenaria. Cette approche permet
de maintenir l'intégrité des dunes et de favoriser leur rôle crucial dans
la préservation des écosystèmes côtiers.

208
208
Photo.6. Technique de ganivelles: pieux en bois battus dans le sol pour
reconstruire et préserver les dunes de sable (juin 2005)

Les ouvrages de protection permettent d’atténuer les niveaux


dynamiques déferlant sur le haut de plage en cas de tempête. Les épis
jouent un rôle de piégeage des sédiments en transit (Photo 7). Les
brise-lames limitent l’agitation qui se propage à la côte. Les
enrochements contribuent à l’atténuation de l’énergie de la houle
transmise.
Fig.7. Digue de protection de la passe

Le rechargement des plages consiste à alimenter artificiellement


une plage en sable ou galet de manière à compenser son déficit
sédimentaire. Cette technique est très coûteuse.

209
209
Conclusion
En conclusion, le problème d’ensablement du port n’est qu’un
début aux problèmes que connaîtra le littoral de Saïdia-Cap de l’Eau
dans les années à venir. Le port de plaisance constitue un obstacle
devant les sédiments de la Moulouya pour conserver l’équilibre de la
côte. La perturbation des courants marins qui en résulte augmente la
vitesse de l'érosion du cordon dunaire au niveau de l’embouchure de la
Moulouya.
Les projets touristiques menés près du rivage aggravent la
situation, en particulier en raison de la construction de bâtiments au-
dessus des dunes de sable ce qui entraîne un déséquilibre sédimentaire
qui conduit au recul de la plage, car ils empêchent les échanges de sable
entre la plage et les dunes.
Pour faire face à ces problèmes, certaines propositions de gestion
peuvent être avancées :
- La nécessité de surmonter les problèmes majeurs tels que la demande
croissante en eau potable pour répondre aux besoins de la population
locale, qui devrait atteindre plus de 20000 habitants d'ici 2030-2035, et
des estivants qui peuvent atteindre 300000 en été.
- La préservation de la côte et du SIBE de la Moulouya par l’élimination
de toutes sortes de pollution et de détérioration afin de préserver
l’équilibre naturel.
- L’organisation de sessions de sensibilisation et l’intégration de la
population locale dans tous les projets en tenant compte de son intérêt
et en favorisant son implication effective dans la gestion de
l'environnement.
- La nécessité de prêter attention à la végétation et aux zones humides
sur lesquelles les projets touristiques ne peuvent pas être construits;

210
210
- La diversification du produit touristique pour faire face au problème
du tourisme saisonnier en prêtant attention au tourisme écologique et de
montagne.
- Application de la loi littoral de 2015, des lois relatives à l’urbanisme
et des anciens décrets malgré la présence de lacunes (dahir 31/11/1962
sur les réserves naturelles côtières, Dahir de novembre 1973 sur la
pêche ...).
- La nécessité de coordonner avec les différents départements et
services qui se font concurrence sur le terrain. Ceci ne se fera que par
le biais de la soi-disant Gestion Intégrée des Zones Côtières (GIZC),
afin de bien diagnostiquer les problèmes avant de faire des suggestions
pour préserver cette richesse.
Bibliographie

Benata, M., Sbai, A., Boumeaza,T. & Ozer, A. (2009). Impacts écologiques des
aménagements touristiques sur le littoral de Saïdia. Journée d’étude en
hommage au Professeur André OZER. Liège. Décembre 2009.
Boumeaza, T., Sbai, A., Salmon, M., & Ozer, A. (2010). Impacts écologiques
des aménagements touristiques sur le littoral de Saïdia, Maroc orienta.
Méditerranée N°115. P.95-102.
Salmon, M., Sbai, A., Boumeaza,,T., Benata, M., & Ozer, A. (2010). L’érosion
des côtes meubles de l’extrême nord-est du Maroc. Bulletin de la Société
Géographique de Liège (BSGLg). 54. 97-105. En hommage au Professeur
André OZER. Liège. 24 avril 2010.
Sbai, A. (2006). Impacts des projets d’aménagement sur le littoral de Saïdia-
Cap de l’Eau. Recueil des communications présentées lors de la journée
d’étude « La protection de la plage de Saïdia», organisée par l’Espace de
Solidarité et de Coopération de l’Oriental le 08/07/2006.
Sbai, A. (2008). L’érosion des côtes meubles du Maroc Nord-Est, 15ème
rencontre des géomorphologues marocains: Le Maroc méditerranéen:
Dynamique actuelle et mutations spatiales. Université Abdelmalek Essaâdi.
Tétouan, 29-30mai 2008.

211
211
Sbai, A. (2012). Apport des SIG et de la télédétection dans l’étude des mutations
spatiales dans la plaine littorale de Saidia. Journée d’étude nationale:
Sciences de l’organisation de l’espace et priorités de la recherche
scientifique au sein des développements actuels. Agadir 6 décembre 2012
(en langue arabe).
Sbai, A., Boumeaza, T. et Hagelsein, S. (2005). Impact des actions anthropiques
sur le littoral de Saidia – Cap de l’Eau (Maroc nord – est). Colloque national
"L'érosion anthropique: méthodes d'étude, extension et processus". 23 et 24
décembre 2005. Kénitra. Actes du colloque. P.162-183.
Sbai, A., Hlal M., Mouadili, O., & et Benata, M. (2019). Le littoral de Saidia –
Ras El Ma: 60 ans d’évolution. Espace, Territoire et Société au Maroc.
Mutations, Dynamiques et enjeux. Mélanges offerts au Professeur Rachida
Nafaa. Publication de la FLSH de Mohammadia. 2019. P.115-124.

212
212
‫ﺓ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻭﺍﻟ‬
‫ﺔﺍ‬
‫ﺘﻨﻤﻴ‬ ‫ﺎﺩ‬
R ‫ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﺪﻳﺪﺓ‬ Fac
ulté des

‫ﻟﻤﺴ‬

‫ﺇﻋ‬

Le
‫ﺘﺪﺍﻣﺔ‬

‫ﻣﺨﺘﺒﺮ‬

ttres et de
E

ines
D taviwant n ts liwimn d tmassanin tinfganin

ma
‫ﺴ ﺎﻧ ﻴ ﺔ‬

‫ﻛ ﻠـ‬
sS
‫ﺍﻹﻧ‬

L abo

r ab le
D
‫ﺍ ﻵ ﺩ ﺍ ﺏ ﻭ ﻌ ـــ ﻠ ﻮ ﻡ‬
cience Hu

‫ــ ﻴ ﺔ‬
r at o

Du
Faculté des Lettres et des Sciences Humaines d’El-Jadida

‫ـــ‬
eR
‫ﺍﻟ‬

ire

nt
pe

me
é gé

d
lop
‫ﺍﻟ ﺠ ﺪﻳﺪ ﺓ‬
n ér éve
a tio n
de L'espace et d

Dynamiques de l'espace marocain:


processus et enjeux de développement :
Approches géographiques

Actes de colloque national en Hommage aux professeurs :


Pr. Mohamed BEN KHAY et Pr. Abdellatif JAMAL

Département de Géographie
et Laboratoire Recomposition
de l'Espace et Développement Durable
25 et 26 Mai 2023

Coordinateurs : Nessraddine ADOUK et Abdelouahab KHANNOUS

Volume I

213

You might also like