Professional Documents
Culture Documents
ديناميات المجال المغربي السيرورات ورهانات التنمية الجزء 1
ديناميات المجال المغربي السيرورات ورهانات التنمية الجزء 1
ﺔﺍ
ﺘﻨﻤﻴ ﺎﺩ
R ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﺪﻳﺪﺓ Fac
ulté des
ﻟﻤﺴ
ﺇﻋ
Le
ﺘﺪﺍﻣﺔ
ﻣﺨﺘﺒﺮ
ttres et de
E
ines
D taviwant n ts liwimn d tmassanin tinfganin
ma
ﺴ ﺎﻧ ﻴ ﺔ
ﻛ ﻠـ
sS
ﺍﻹﻧ
L abo
r ab le
D
ﺍ ﻵ ﺩ ﺍ ﺏ ﻭ ﻌ ـــ ﻠ ﻮ ﻡ
cience Hu
ــ ﻴ ﺔ
r at o
Du
Faculté des Lettres et des Sciences Humaines d’El-Jadida
ـــ
eR
ﺍﻟ
ire
nt
pe
me
é gé
d
lop
ﺍﻟ ﺠ ﺪﻳﺪ ﺓ
n ér éve
a tio n
de L'espace et d
ﺷﻌﺒﺔ اﳉﻐﺮاﻓﻴﺎ
وﻣﺨﺘﺒﺮ إﻋﺎدة ﺗﺸﻜﻴﻞ اﺎل
واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﳌﺴﺘﺪاﻣﺔ
ﻳﻮﻣﻲ 25و 26ﻣﺎي 2023
1
عنوان الكتاب :ديناميات اجملال املغربي :السريورات ورهانات التنمية'' :مقاربات جغرافية''
ردمك978-9920-687-28-7:
11
اللجنة املنظمة
األساتذة
خياطي إسماعيل العباس ي حسن
لكرد أحمد عدوق نصر الدين
العروص ي عمر حيمد عبد اللطيف
الفارس ي موالي لحسن حمداش يوسف
بوكديرة إبراهيم خنوس عبد الوهاب
22
فهرس الكتاب
تقديم الكتاب4.............................................................................................................................................................. ،
شهادات في حق االستاذين املحتفى بهما6................................................................................................................... ،
عوامل الهشاشة ودينامية التعرية املائية بالجبال السفلى ملقدمة الريف الشرقي :مقاربة خرائطية ،محمد أبهرور،
العروص ي عمر ،يونس أبهرور ،عبد الفتاح الكحالوي ،محمد بوهرو51..................................................................
تقييم دقة خرائط االستشعار عن بعد إجراء منهجي من أجل مصداقية العمل الخرائطي ،مصطفى احمامو ،عمر
العروص ي03................................................................................................................... .................................................
التجارة النسوية وأثرها على التنقالت املجالية لزوجات املهاجرين املقيمات بأكادير ،السعدية الحريري ومبارك
أوراغ56............................................................................................................................................................................
دور النبات في تثبيت الكثبان الرملية بالشريط الساحلي بين أزمور والجديدة ،حمداش يوسف وارويحا
عبداللطيف78................................................................................................................................................................
أنشطة القطاع الثالث ودورها في دينامية مدينة الجديدة ،عبدالوهاب خنوس ،اسماعيل خياطي وموالي لحسن
الفارس ي95.......................................................................................................................................................................
التوسع الحضري وظهور املدن الجديدة (حالة مدينة تامسنا) ،عبد النورصديق ويوسف ايت
عيس ى117............................................................................................................................................ ............................
املركز والهامش بين حركية الواقع وصالحية املفهوم(حالة العاصمة الجهوية مدينة بني مالل) ،تورية ملبعد وأحمد
أقدار132.......................................................................................... ...............................................................................
مقاربات جيوماتية لدراسة التعرية املائية باألوساط شبه القاحلة :حالة من سهل تفراطة (شمال شرق املغرب)
عمرمواديلي وعبد القادر اسباعي 148........................................................ .................................................................
Evaluation de la vulnérabilité de la lagune de Nador à l’élévation du niveau de la mer, Hicham
Lasgaa et Abdelkader Asbai………………………………………………………………………………...…………………………163
Quel rôle pour les coopératives d’argan dans l’autonomisation de la femme rurale,’ L. Maghrani, A.
Lakrade, A. Zarguef …………………………………………………………………………………………..……………………………177
Mutations spatiales du littoral méditerranéen oriental du Maroc: cas de la plaine de Saïdia – ras el
ma, A. Sbai, H. Lasgaa, O. Mouadili et M. Hlal………………………………………………………………..…..……….194
33
تقديم الكتاب
بسم هللا الرحمان الرحيم والصالة والسالم على أشرف املرسلين؛
لتكريس مفهوم ثقافة العرفان في األعراف الجامعية واألكاديمية نظمت شعبة الجغرافيا ومختبر
إعادة تشكيل املجال والتنمية املستدامة ،بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية -جامعة شعيب الدكالي –
الجديدة -ندوة اختير لها عنوان :ديناميات املجال املغربي :السيرورات ورهانات التنمية "مقاربات
ً
واحتفاء بأستاذين جليلين :الدكتور محمد بن خاي والدكتور عبد اللطيف جمال جغر افية" وذلك تكريما
ما يناهز ثالثة عقود من البذل والعطاء املتواصل واملجهودات املستمرة وتحمل املسؤوليات.
كانا األستاذان من الفريق األول الذي بدأ املهام التربوية والبيداغوجية داخل شعبة الجغرافيا.
ألقيا املحاضرات والدروس وباشرا األعمال التوجيهية والتطبيقية ،ونظما الرحالت الدراسية ،وأطرا البحوث
من مستوى اإلجازة .لم يدخرا األستاذان جهدا في فتح سلك املاستر واالنخراط في مختبر البحث في الجغرافيا:
إعادة تشكيل املجال والتنمية املستدامة والتكوين في الدكتوراه :املجاالت الهشة باملغرب :الديناميات
املجالية ،البيئة وتدبير التراب .بذلك كانت لهما مساهمة علمية كبيرة في تأطير بحوث املاستر واألشراف على
األطاريح ومناقشة العديد منها .لقد تحمال األستاذان مسؤوليات متعددة داخل هياكل الكلية والجامعة مما
جعلهما يحظيا بتقدير واحترام كبير من طرف األساتذة وإدارة الكلية والجامعة.
حظيا األستاذان أيضا بمكانة خاصة في الوسط الطالبي ليس ملكانتهما التربوية والعلمية فقط وانما
ملا كانا يقومان به من عمل اجتماعي اتجاه الطلبة والوقوف بجانبهم كلما قصدوهما .فوجدوا فيهما األخ
44
من الصعب تلخيص كل ما تميز به الزميلين املكرمين من خصال وتحمل للمسؤولية خالل مسارهم
الجامعي وأدائهما للرسالة النبيلة .لنا اليقين أن جميع املقومات متوفرة وحاضرة ليكون لهما هذا التكريم
واالعتراف الجميل.
لنا الشرف العظيم في الشعبة واملختبر أن نضع بين يدي الباحثين والطلبة في الجغرافيا من
مختلف املستويات وباقي القراء األعزاء هذين املؤلفين املحكمين .هي أعمال مهداة لألستاذين الجليلين تكريما
لهما .تشتمل هذه األعمال باإلضافة إلى شهادات من جهات متنوعة ،مجموعة من املقاالت لزمالء من
األساتذة من داخل الكلية وخارجها حضروا معنا يومي التكريم .مقاالت لطلبة حاصلين على الدكتوراه من
تكويننا أو من تكوينات في الدكتوراه من كليات أخرى .مقاالت لطلبة باحثين هم في الطريق ملناقشة أطاريحهم
وفقهم هللا .لقد تشرفنا باستقبالهم جميعا وكانت فرصة لهم ولنا لتبادل األفكار ومناقشة قضايا ومواضيع
تهم الجغرافيا.
ال يفوتنا أن نقدم كل الشكر الجزيل ألعضاء الجنة العلمية التي قرأت وفحصت وحكمت أعمال
الندوة .انخراط وقبول أعضاء ،وبكل فرح وسرور ،القيام بذلك هو دليل على ما يكنه كل عضو من احترام
لألستاذين الجليلين.
55
شهادة في حق االستاذين المحتفى بهما
66
من املؤكد أن كلمات التكريم هي من الكلمات التي ليس من اليسير إلقاؤها ،ومن النصوص التي
ليس من السهل كتابتها ،فهي تجمع بين الذاتي واملوضوعي .وكما تعلمون ،يصعب كثيرا اختزال مرحلة تزيد
عن ربع قرن من حياة شخص في محطات معينة حتى ولو كانت هذه املحطات قابلة للحصر والتحديد،
وتصبح الصعوبة أوعر عندما يتعلق األمر بحياة وتجربة أساتذة من طراز االستاذين الجليلين جمال عبد
اللطيف ومحمد بن خاي التي تتميز سيرتهما الحياتية بتنوع تجاربها وغنى اهتماماتها وتعدد مساراتها .ومع
ذلك سأجازف واتحمل هذه الصعوبة أمال في أن أستطيع تقريب بعضا من ارتساماتي عن سيرة هذين
الرجلين الكثيفة من الحضور الكريم ،حتى لو اقتض ى ذلك التركيز على بعض املحطات األساسية من
سيرتهما الذاتية والعلمية دون أخرى.
فرغم ان لكل واحد من هذين االستاذين الجليلين ما يميز أحدهما عن اآلخر على الصعيد
الشخص ي ،إذ لكل واحد منهما طباعه وشخصيته واهتماماته وسيرته الذاتية والعلمية .لكن على املستوى
املنهي هناك قواسم مشتركة كثيرة تجمع بينهما.
لقد التحق بالكلية االستاذ محمد بن خاي في سنة 1985والتحقت انا واألستاذ جمال عبد
اللطيف باملؤسسة في سنة ،1986فعملية حسابية بسيطة تبين لنا اننا عشنا معا كأفراد األسرة الواحدة
الصغيرة أكثر من 37سنة ،ألنه كان عددنا قليل آنذاك ،أما اآلن بعد أن توسعت قاعدة األساتذة ،فأصبحنا
ال نعرف بعضنا البعض رغم اننا نشتغل بنفس املؤسسة.
كان االستاذان الجليالن نموذجا للعطاء بدون قيد أو شرط ،حيث أبانا عن حركية وفاعلية
دائمتين ،ألنهما نذرا نفساهما لخدمة هذه املؤسسة من أجل االرتقاء بها ،وأديا الرسالة املهنية التي كرسا لها
حياتهما بكثير من الوفاء والتفاني ،ونكران الذات ،وكفاءة عالية يشهد لهما بها الجميع.
وقد تقلدا مهام عديدة على صعيد املؤسسة ،حيث شاركا في العديد من املؤتمرات والندوات
الدولية باملغرب وخارجه ،ونشرا مقاالت علمية هامة ،وأطرا أطاريح جامعية عديدة في االجازة واملاستر
والدكتوراه ،باإلضافة إلى مشاركتهما في إعداد وتقديم الكثير من مشاريع البحث في مجاالت تخصصهما.
االستاذ جمال عبد اللطيف واالستاذ محمد بن خاي أستاذان نموذجيان بكل ما تحمله الكلمة
من معنى ،فقد كانا محبوبان من طرف الطلبة الذين لم يكونا يبخالن عليهم بالوقت والتأطير ،حيث كانا
يخصصان الساعات الطوال لإلنصات لهم ومساعدتهم وتوجيههم دون كلل أو ملل ،كما كانا محل إجماع
من طرف كافة األساتذة.
إضافة إلى خصالهما املهنية كانا يتميزان بأخالق عالية قوامها التواضع حيث كانا يتناوالن كل
األمور بجدية واحترافية نادرتين.
77
مغادرتهما الجامعة لن ينجح في محو سيرتهما العطرة ،وسيظالن بأعمالهما ومآثرهما نبراسا
وقدوة لنا جميعا.
وهنيئا لهما بحسن الختام ،وهنيئا لهما بما تركا بين من عرفوهما من آثار زكية ،و اقول لهما :
كونا قريري العين والبال والضمير ،فقد اديتما األمانة العلمية و املهنية ،وقمتما بدوركما على أحسن وجه،
نسأل هللا أن يجعل من سيرتكما الهاما لألجيال القادمة وقدوة ملن سيأتي بعدكما من األساتذة الشباب.
قبل أن اختم كلمتي هذه ،اسمحوا لي أن أجدد شكري لشعبة الجغرافيا خصوصا طلبة وأساتذة
مختبر "إعادة تشكيل املجال والتنمية املستدامة" ،الذين أتاحوا لنا هذه الفرصة لنشكر زميلينا (الدكتور
جمال عبد اللطيف والدكتور محمد بن خاي) املحتفى بهما اليوم لنقول في حقهما كلمة حق عرفانا بما
اسدوه من خدمات لهذه املؤسسة ،وأرجو أن تستمر هذه السنة الحميدة مع االجيال القادمة.
ففي تقديري ،أن تكريم نساء ورجال العلم والفكر واألدب ليس خيارا يقوم به من يشاء ،بل هو
واجب يلتزم به جميع االفراد واملؤسسات العلمية والثقافية .فبقدر ما هو واجب وضروري اقامة ايام
دراسية عن علماء القرون املاضية ،كذلك هو االمر وبالقدر نفسه يجب علينا ان نكرم علماؤنا وأساتذتنا
ورموز امتنا قيد حياتهم وبحضورهم لنتواصل معهم مباشرة ونفرح بهم ومعهم لنستفيد من تجربتهم العلمية
واملهنية.
إن كل ما ذكرته في حق هذين االستاذين الجليلين املحتفى بهما اليوم الدكتور جمال عبد
اللطيف والدكتور محمد بن خاي غيض من فيض ،ومهما حاولت هذه الكلمات أن تكون معبرة في حقهما
فإنها ستبقى مقصرة.
أمد هللا في عمر استاذينا الكريمين ،وأتمنى لهما موفور الصحة والعافية حتى يواصال مشوارهما
الثقافي واشعاعهما الفكري أثناء فترة التقاعد.
وفي الختام أتمنى لكم جميعا أمتع األوقات وأطيبها.
والسالم عليكم ورحمة هللا تعالى وبركاته
52ماي 5252
ذ .بويلماني أحمدو
نائب العميد كلية االداب والعلوم االنسانية املكلف بالشؤون البيداغوجية
88
شهادة في حق عزيزين
نلتئم اليوم لالحتفاء بزملين وصديقين عزيزين ،طبع كل واحد منهما بميسميه الخاص تاريخ كلية
االداب والعلوم االنسنانية بالجديدة منذ نشأتها إلى إحالتهما على املعاش.
الفاضالن ذ .محمد بن خاي وذ .عبداللطيف جمال ،من الرعيل األول لالساتذة الباحثين العاملين
التحق ذ .محمد بن خاي بالكلية ،في اطار نظام الخدمة املدنية ،في منتصف شتنبر ،5891وكانت
وقتذاك موجودة على الورق فقط ،إذ لم تشيد بعد البناية االدارية والقاعات واملدرجات ،ومن ثم باضر
ُويحسب لالستاذ بن خاي ،أنه القى أول محاضرة في تاريخ كلية اآلداب بالجديدة ،وذلك صباح يوم
الخميس 0أكتوبر 5891في مدرج ابن يونس ،بحضور عميد كلية ذ .محمد الديباجي وعامل اإلقليم محمد
درس ذ .بن خاي داخل شعبة الجغرافيا طبعا ،وخارجها ،من ذلك تدريسه مادة الخرائط ملدة غير
ُعرف ذ .بن خاي بنضاله السياس ي والنقابي ،وقد أسهم في تأسيس املكتب املحلي للنقابة الوطنية
للتعليم العالي في نةنبر ،5899وظل عضوا فيه على امتداد سنوات كما مثل كليتنا أكثر من مرة في مؤتمرات
وطنية للنقابة الوطنية للتعليم العالي ،وانتخب ممثال لألساتذة في مجلس الكلية.
اشتهر ذ .بن خاي منذ التحاقه بالكلية باالناقة الالفتة للنظر ،ويشهد له بالتواضع والكرم وعطفه
99
أما العزيز االستاذ عبد اللطيف جمال ،فقد التحق بمؤسستنا في املوسو املوالي (.)5891 – 5896
فهو كذلك من مؤسس ي اللدرس الجغرافي في كليتنا ،وحينما شرع في التدريس ،تم له ذلك ُبيسر وانسيابية،
ويعتبر ذ .عبد اللطيف جمال أول ممثل ملؤسستنا في مجلس الجامعة ،ملا كانت تابعة لجامعة الحسن
الثاني بالدار البيضاء إلى غاية املوسم الجامعي ،5898 – 5899وبعده مباشرة تأسست جامعة شعيب
الدكالي.
تقلب ذ .جمال في عدة مسؤوليات ،نذكر منها ،رآسته شعبة الجغرافيا ،عضويته في لجنتي النشر
واملجلة (مجلة كلية اآلداب) ،عضويته في اللجنة العلمية للمؤسسة ،إشرافه على تكوين الدكتوراه ،وغيرها
من املهام ،فهو لم يتهيب قط من تحمل مسؤوليات ،راكم من خاللها تجربة خصبة متمرسا بالقضايا
الجامعية ،...وأطر في سلكي املاستر والدكتوراه ،مناقشا كما معتبرا من الرسائل واالطاريح الجامعية ،ونشر
عددا من االبحاث في دوريات وكتب جماعية ،فضال عن أطروحته لنيل دكتوراه الدولة ،املطبوعة واملنشورة
خارج املغرب.
تم يز ذ .جمال بالدقة في التنظيم مع قدر غير يسير من الصرامة ،وهو إلى جانب ذلك فنان مبدع
متنوع املواهب.
متمنياتنا للعزيزين ،قضاء التقاعد ،بمنآى عن املنغصات الصحية ،واالستمرار في البحث العلمي
ونشره.
52ماي 5252
10
10
شهادة في حق الزميلين العزيزين المكرمين سي محمد بن خاي وعبد اللطيف
جمال
يسعدني أن أبعث بتهانئي الحارة للزميلين املكرمين عن استحقاق :س ي محمد بن خاي وعبد
اللطيف جمال .إنها لحظة إنسانية مفعمة بالفرح والسرور والابتهاج ،ألنها مبادرة تدخل في صميم ثقافة
الاعتراف ،تحمس لها طلبة وباحثات وباحثون وزميالت وزمالء آلاستاذين املكرمين ،في احتضان كامل
لهما في إطار الشعبة واملختبر والكلية بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة ،وهو الوسط الذي اشتغال فيهما
الزميالن لعدة عقود .إنهما من بناة هذه املؤسسة الجامعية؛ ويستحقان هذه الالتفاتة الكريمة.
لقد قاما بواجباتهما التربوية والعلمية والاجتماعية ضمن فرق العمل بالشعبة واملختبر والكلية
والجامعة ،فألقوا املحاضرات والدروس ،ونظموا الرحالت الدراسية ،وأطروا البحوث من مستوى إلاجازة
وال زالا قادرين على العطاء ،الستثمار تجربتهما العميقة التربوية وفي البحث العلمي ،لفائدة الطلبة
والباحثين .نتمنى للزميلين العزيزين دوام الصحة والعافية وراحة البال لالستفادة املشروعة بتقاعدهما
املريح ،الذي سيعطيهما حرية في التنقل والاشتغال فيما يريدانه زمانا ومكانا.
11
12
شهادة
يشرفني باسم الجمعية الوطنية لجغرافيي األرياف املغاربة (ج و ج ا م ) أن أشهد شهادة تقدير في
حق األستاذين محمد بن خاي وعبد اللطيف جمال .إن الجمعية تثمن مبادرة التكريم ،باعتباره يجسد قيمة
كونية وهي االعتراف والتقدير لألستاذين الجليلين ،نظير ما قدماه من خدمة للجغرافيا باملغرب ،سواء على
مستوى التدريس أو التأطير أو البحث العلمي .لقد ساهم األستاذان في تأسيس شعبة الجغرافيا بكلية
اآلداب والعلوم اإلنسانية بمدينة الجديدة وإرساء دعائم التكوين والتأطير والبحث العلمي بها.
تثمن الجمعية الوطنية لجغرافيي األرياف املغاربة تأثير األستاذين محمد بن خاي وعبد اللطيف
جمال في محيطهما املحلي والوطني .ساهم األستاذ محمد بن خاي بإشعاعه النضالي خارج الكلية ،إذ ساهم
في تدبير الشأن املحلي مما أتاح له فرصة توظيف معارفه العلمية في معالجة قضايا التنمية املحلية في فترة
انتدابه من طرف السكان .أما األستاذ عبد اللطيف جمال ،فهو باحث رصين في جغرافية األرياف باملغرب.
وقد ساهم في تأسيس الجمعية الوطنية لجغرافيي األرياف املغاربة ،إذ كان عضوا في لجنتها التحضيرية والتي
توجت بتأسيس الجمعية بتاريخ 55يونيو 0300بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بنمسيك بمدينة
الدارالبيضاء .كانت مساهمة األستاذ عبد اللطيف جمال ،فعالة في تشييد إطار عمل الجمعية وخاصة
باسم الجمعية الوطنية لجغرافيي األرياف املغاربة أوجه تحية وتقدير إلى األستاذين محمد بن خاي
وعبد اللطيف جمال ،مع متمنياتي لهما وألسرتيهما بموفور الصحة والهناء واملزيد من العطاء العلمي.
12
12
شهادة في حق االستاذين
بسم هللا الرحمن الرحيم ،الحمد هلل رب العاملين ،والصالة والسالم على سيدنا محمد رسول هللا
السيد الرئيس ،نائب الرئيس ،السادة العميد ،السادة نواب العميد ،أخواتي وإخواني األساتذة
لقد تشرفت بإلقاء هذه الكلمة نيابة عن كافة السيدات والسادة األساتذة في يوم والوفاء والعرفان،
اسمحوا لي في البداية أن أشكر املنظمين والساهرين على هذا التكريم ،وملجهوداتهم الكبيرة واملسؤولة حتى
يكون يوم الوفاء هذا في أحسن الظروف ،اتمنى لكم كامل التوفيق في أعمالكم والنجاح األكيد لهذا امللتقى
العلمي الذي يكرس كذلك ملفهوم وثقافة العرفان بتكريم واحتفاء باألستاذين الجليلين بحمولة وقامة
العلمية الكبيرة.
فهذا احتفال بالزميلين والصديقين س ي محمد جمال وس ي محمد بن خاي ،احتفاء وعرفان
بالخدمات الجليلة التي قدماها لخدمة لكلية اآلداب خاصة ولجامعة شعيب الدكالي وللتعليم العالي عموما.
إن الحضور املتميز اليوم في هذا املدرج إنما هو رسالة تقدير واحترام لهما.
فعلى الرغم من رمزية التكريم ،فإنها تحمل في طياتها أكثر من داللة فهي اعتراف بالجميل وتحية
تقدير واحترام لرجاالت قدمت الكثير لهذه املؤسسة والجامعة وكذلك على املستوى الوطني والدولي ،فأنتم
فمساهمتي اليوم ،في هذا االحتفال البهيج ،فإنها أرادت بذلك اإلسهام في التأسيس لثقافة جديدة
تؤسس ملفهوم آخر في االعتراف والتقدير ونكران للذات وتقدير واحترام لألخوين س ي محمد جمال وس ي
محمد بن خاي اللذان أفنيا أجمل سنوات عمرهما في خدمة الجامعة بكل مكوناتها ،فال يمكن أن نفيهما ال
بكلمات الشكر والعرفان على املجهودات والتضحيات املقدمة ،لقد وجدنا فيكما حب العمل وزدنا معرفة
13
13
بطبيبتكم وإخالصكم بكل روح مسؤولية ،وقدمتم مجموعة من املجهودات والتضحيات للمؤسسة
والجامعة ،لقد عرفنا فيكما الصدق وإلخالص في العمل ،فأنتما اإلنسانين الخلوقين ،الخدومين،
بارك هللا في باقي عمركما ،ونسأل هللا الصحة والعافية لكما ،والسالم عليكم ورحمة هللا تعالى وبركاته.
14
14
عوامل اهلشاشة ودينامية التعرية املائية باجلبال السفلى ملقدمة الريف الشرقي- :
مقاربة خرائطية –
محمد أبهرور* – العروصي عمر **– يونس أبهرور*** – عبد الفتاح الكححالالوي*** – محمد بوهرو***
*أستاذ باحث ،مختبر المجال والتاريخ والدينامية والتنمية المستدامة ،الكلية متعددة التخصصات تازة،
**أستاذ باحث ،مختبر إعادة تشكيل المجال والتنمية المستدامة – كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ،الجديدة،
***طالب باحث في سلك الدكتوراه ،مختبر المجال والتاريخ والدينامية والتنمية المستدامة ،الكلية متعددة
التخصصات تازة.
الملخص
يتميز مجال مقدمة الريف الشرقي بهشاشة الوسط الطبيعي ،بفعل الدينامية القوية ألساليب وأشكال
التعرية المائية ،الشيء الذي يساهم في إنتاج كميات مهمة من الرواسب ،نتيجة سيادة صخور هشة صلصالية
وصلصالية كلسية بالخصوص ،ضمن بنية جيولوجية معقدة.
تزداد هشاشة وقابلية الوسط لدينامية التعرية المائية ،بسبب سيادة األراضي العارية ،والتي تبقى
عرضة لكل آليات التدهور ،نتيجة عدوانية التساقطات المطرية وعدم انتظامها في الزمن والمكان ،علما أن
المنطقة عرفت استقرار بشري قديم والذي رافقه استغالل مكتف لجل السفوح ،رغم قوة انحداراتها ،الشيء
الذي ساهم في التراجع الكبير للمجال الغابوي وللمساحات الصالحة لالستغالل بفعل الضغط ،حيث تراجعت
مساحة الزراعات السنوية لصالح األراضي الغير الصالحة لالستغالل ،والتي تطورت مساحتها من نهاية
ثمانينيات القرن العشرين حتى اليوم بأكثر من .%02
ساهمت هذه الدينامية القوية في تنوع أساليب وأشكال التعرية المائية ،من تعرية غشائية والتي تعمل
على إفقار التربة وتعرية خطية والتي تؤدي إلى تراجع المساحات الصالحة لالستغالل ،كما تساهم في إنتاج
كميات مهمة من الرواسب ،تم الحركات الكتلية التي تغير من مورفولوجية السفوح وتهدد األنشطة البشرية
باستمرار.
لمعالجة هذه الظاهرة ،سنعمل على دراسة عوامل الهشاشة المسؤولة عن دينامية التعرية المائية
بالمجال ،اعتمادا على مقاربة خرائطية لتحديد دور كل عامل بمقدمة الريف الشرقي ،من أجل تسهيل عملية
التهيئة المجالية.
الكلمات المفتاح :مقدمة الريف الشرقي – هشاشة الوسط – التعرية المائية – مقاربة خرائطية – التهيئة
المجالية.
Résumé
Le domaine du Prérif oriental, est un milieu vulnérable où l’érosion hydrique est à l’origine
d’énormes pertes en terres et une production excessive de sédiments. Le contexte structural
est marqué par la prédominance de matériaux tendres, essentiellement marneux ou marno-
calcaires, dans une structure complexe.
La fragilité des matériaux et leur sensibilité à l’érosion revêtent d’autant plus
d’importance que la plupart des terrains sont dénudés et directement exposés aux effets
15
15
morphogéniques des événements pluviométriques. L’ancienneté de la sédentarisation et la
mise en valeur précoce des terrains, basée essentiellement sur la céréaliculture et l’élevage,
s'est accompagnée d'une exploitation intense des versants, ce qui a contribué au déclin
important du domaine forestier et des zones propices à l'exploitation, et par conséquent la
diminution des terres de cultures annuelles au profit des terrains incultes, dont la superficie
s'est développée de occupe actuellement plus de 60%. à la fin des années quatre-vingt à ce
jour.
تقديم
من بين األخطار الطبيعية األكثر انتشارا بأغلب،يعد خطر التعرية المائية وتدهور التربة
الشيء الذي يشكل تحديا للموارد الطبيعية "الماء والتربة. خاصة المجاالت الهشة منها،النطاقات
بفعل، ويؤدي إلى تراجع اإلنتاج الفالحي والضغط على األراضي الصالحة لالستغالل،"والغابة
.التزايد السكاني السريع والمستمر
من،)5 ويعتبر مجال الريف عامة ومقدمة الريف الشرقي شمال مدينة تازة (الشكل رقم
حيث تسجل كميات االقتالع بفعل التعرية المائية،المجاالت األكثر هشاشة على المستوى الوطني
وباألطلس،السنة بمقدمة الريف/هـ/ طن02 و52 السنة وتتراوح بين/هـ/ طن02 بالريف أكثر من
FIKRI ( السنة/هـ/ طن1 وبباقي التراب الوطني أقل من،السنة/هـ/ طن52 و1 المتوسط والكبير بين
لكن يساهم، من التراب الوطني%0 فالمجال ال يغطي سوى،)BENBRAHIM K. et all 2004
نتيجة تظافر عوامل طبيعية وبشرية مختلفة،(HEUSH 1970) من الرواسب سنويا%02 بـ
وقوة اإلنحدارات وسيادة الصخور الصلصالية، "خاصة التساقطات المطرية العنيفة،ومتداخلة
وهجرة، واألتربة الضعيفة التطور واإلستغالل المكتف لجل السفوح رغم قوة انحداراتها،الهشة
. ... األرض التي تساهم في غياب أشكال الحماية من التعرية
حيث،)5 عالية حوض واد األربعاء بمقدمة الريف الشرقي يدخل في هذا اإلطار (الشكل
الشيء الذي يؤثر سلبا على،يعتبر مجاال خصبا لتطور أساليب وأشكال التعرية المائية بكل أشكالها
16
16
الموارد الطبيعية بالمنطقة .نتيجة تظافر عوامل طبيعية ،خاصة عاملي التساقطات والحرارة،
بحيث أن المجال يعرف تذبذبات مناخية وتباينات واضحة من سنة ألخرى .وما يزيد من تسريع
خطر التعرية بهذه المجاالت الهشة ،هو اإلستغالل المكثف للمجال ،نتيجة الكثافة السكانية التي
تتجاوز في جل الجماعات بالمنطقة المعدل الوطني ورغم ذلك تبقى نسبة النمو السكاني بالمجال
سالبة ،مما يزيد من الضغط على الموارد ويعمل على تراجع اإلنتاج الفالحي بفعل تدهور جودة
التربة (أبهرور محمد وآخرون .)0252
الشكل :1موقع مجال الدراسة
تساهم هذه الدينامية القوية في التراجع المستمر والكبير للمجاالت الفالحية ،في مقابل
تطور األراضي الغير الصالحة لإلستغالل ،الشيء الذي يدفع العديد من سكان المنطقة إلى
الهجرة في اتجاهات مختلفة ،وبالتالي تراجع وغياب أشكال حماية التربة من اإلنجراف.
تطرح هذه الوضعية عدة تساؤالت ،حول التطور السريع والمستمر ألساليب وأشكال التعرية
المائية على حساب المجاالت الصالحة لإلستغالل ،الذي تعاني منه سلسلة جبال الريف بشكل
عام ومقدمة الريف الشرقي بشكل خاص ،والتي تتميز بتباين كبير على مستوى التوزيع الزمني
للتساقطات المطرية (أبهرور محمد وآخرون .)0252
لمعالجة هذه اإلشكالية اعتمدنا المنهج الوصفي والتحليلي والمنهج المقارن ،ثم المقاربة
الخرائطية عن طريق تطبيق المعادلة العالمية لفقدان التربة وتنضيد خريطة أشكال التعرية
المائية بخرائط العوامل المسؤولة عن ديناميتها ،ثم المقاربة اإلحصائية لتحديد العالقة بين
العوامل والظاهرة المدروسة.
17
17
-Iالخصوصيات الطبيعية والبشرية للمجال المدروس
يتميز مجال مقدمة الريف الشرقي بالطابع التلي مع سفوح شديدة اإلنحدار بفعل كثافة
الشبكة المائية وتعمقها ،بسبب ضعف النفاذية وسيادة التكوينات الصخارية الهشة خاصة
التكوينات الصلصالية التي تغطي معظم سفوح المجال إما منفردة أو متداخلة مع صخور
أخرى ،كالصلصال الكلسي مشكلة صخور متوسطة الصالبة ،وضعف األتربة وعدم توازنها
مما يساهم في التراجع المستمر لإلنتاجية الفالحية ،ويدفع الفالح إلى التخلي عن هذه المجاالت،
وبالتالي تغيب كل أشكال الحماية من طرف السكان ،لتتحول إلى أراضي جرداء بفعل تدهور
التربة نتيجة التطور السريع لكل أشكال وأساليب التعرية المائية ،مما يؤدي إلى الرفع من حجم
الرواسب التي تهدد البنيات التحتية والتجمعات السكانية والمنشآت المائية الكبرى في السافلة
"سد إدريس األول على واد إيناون" (أبهرور محمد وطريبق عبد اللطيف .)0252
ويعرف المجال سيادة تكوينات سطحية متباينة من حيث السمك والخصائص ،ساهمت
في التطور السريع آلليات التعرية المائية ،خاصة وأن هذه التكوينات تعرف هيمنة المواد
الطينية فوق صخور صلصالية .أضف إلى ذلك ضعف الغطاء النباتي الطبيعي ومحدوديته
المجالية ،فهو ال يمثل إال حوالي %1من المساحة اإلجمالية للمجال المدروس ،والذي يتميز
بسيادة النباتات الشجرية القصيرة وأشكال نباتية ال تساعد على تطور التربة كالصنوبر الحلبي
(أبهرور محمد وآخرون .)0205
وما يسرع آليات تدهور الموارد الطبيعية بهذا المجال الهش ،سيادة مناخ شبه جاف في
معظم المحطات المتوفر بالمنطقة ،بحيث يتميز المناخ بهذا الجزء من مقدمة الريف الشرقي،
بالتباين الكبير في التوزيع المجالي للتساقطات المطرية نتيجة التباين التضاريسي واختالف توجيه
السفوح ،كما أن التساقطات المطرية تعرف تباينا زمنيا حسب الفصول من سنة ألخرى ،الشيء
الذي يتضح من خالل توالي سنوات جافة وأخرى رطبة مع استثناءات من فترة ألخرى في
االتجاهين (الجفاف/الرطوبة) مع الميل في اتجاه الجفاف منذ عقد ثمانينيات القرن الماضي ،كما
تسجل عدوانية التساقطات المطرية قيما مرتفعة في جل المحطات بالمجال(مركز السبت قيمة
R=76,1وبتازة R=93وبحد امسيلة R=105حسب معادلة Arnoldus 1980والمعدلة من
طرف .)Rango et Arnoldus 1987أضف إلى ذلك التباينات الكبيرة في درجات الحرارة التي
تعطي مدى حراري كبير يوميا أو شهريا ،الشيء الذي يؤثر سلبا على الموارد المائية من جهة
والترابية والغطاء النباتي من جهة ثانية.
يعرف الريف بشكل عام ومقدمة الريف الشرقي بشكل خاص ،استقرارا بشريا قديما،
يعود حسب بعض المصادر التاريخية إلى عهد الرومان ،وبحكم تواجد المنطقة بممر
استراتيجي يربط شرق المملكة المغربية بغربها ،فقد عرف تحوالت مهمة خالل تعاقب
الحضارات التي عرفها المغرب منذ فترة ما قبل اإلسالم ،مرورا بالصراعات المغربية
العثمانية إلى الفترة االستعمارية ( ،)Tribak A. 2000والفترة االستعمارية كان لها األثر الكبير
18
18
والسلبي على تراجع الغطاء الغابوي وتدهور التربة ،نتيجة االستحواذ على المجاالت
المنبسطة ،مما فرض على السكان المحليين اللجوء إلى المجاالت المنحدرة والتوسع على
حساب المساحات الغابوية ،والتي أدت إلى اندثار بعضها "كدية البرية بجماعة الترايبة" .أضف
إلى ذلك تجزؤ وصغر حجم الملكيات نتيجة اإلرث من جهة ،بحيث أكثر من %02من الملكيات
الفالحية بالمنطقة مساحتها أصغر من 1هكتار ،ثم إشكالية الصراعات على األرض التي
تساهم في استراحة اضطرارية لفترات طويلة (أبهرور محمد .)0222
يعرف مجال مقدمة الريف الشرقي توزيع سكاني متباين ومتفرق ،فمعظم الدواوير
تتركز وسط السفوح ،الشيء الذي يساهم في خلق مسالك طرقية وسط السفوح ،تعمل على
االنقطاع في االنحدار وانطالق أشكال تعرية أكثر قوة من العالية ،وتساهم كذلك في اندكاك
التربة ،مما يعمل على ازدياد حجم الجريان السطحي خاصة وأن المجال يتميز بسفوح شديدة
االنحدار.
فرغم أن كل الجماعات الترابية بمجال الدراسة تعرف نموا سكانيا سالبا منذ ثمانينيات
القرن العشرين ،بسبب الهجرة الناتجة عن الجفاف وتراجع مردودية التربة بفعل قوة التعرية
التي تعمل إفق ار التربة باستمرار ،ثم والتقطيع الترابي المتوالي للجماعات ،فأغلب هذه
الجماعات تسجل كثافة سكانية أكبر من المعدل الوطني .هذا االنخفاض في نسب النمو السكاني
بالجماعات القروية ،أدى إلى تحول مجموعة من األراضي الفالحية إلى مجاالت أصبحت مرتعا
خصبا آلليات التعرية المائية ،لتصبح مجاالت غير صالحة لالستغالل ،وصلت التعرية في أجزاء
منها إلى مرحلة جد متقدمة ،يصعب استصالحها نهائيا بسبب تخلي الفالح عنها والهجرة لمجاالت
أخرى بحثا عن عيش أفضل (أبهرور محمد .)0222
-IIالتوزيع المجالي ألشكال التعرية المائية وتدهور التربة
يعرف مجال عالية حوض واد األربعاء تنوع وتباين أشكال التعرية ،نتيجة تظافر وتداخل
عوامل طبيعية وبشرية ،فالمجال يعرف سيادة التعرية الغشائية حيث تمثل %0514من مساحة
المجال (الشكل ،)2نتيجة قوة االنحدارات وسيادة أتربة ضعيفة التطور وغير متوازنة ،مع
ضعف إلى غياب أشكال الحماية ،الشيء الذي يجعل التربة عرضة للتساقطات المطرية
والتباينات في درجات الحرارة ،خاصة خالل التساقطات األولى لفصل الخريف ،والتي تتميز
بتركز وحدة كبيرة ،فالسطح يكون عاريا والتربة جافة ومتفككة ،خاصة األراضي المحروثة
حديثا فوق سفوح شديدة االنحدار .فرغم أن هذا الشكل من التعرية المائية يبقى ضعيف مقارنة
بباقي أشكال التعرية األخرى ،إال أن التعرية الغشائية هي بداية كل أشكال التعرية األخرى،
إن تم إهمالها وعدم التدخل للحد منها ،كما تعمل على إفقار المسكات العليا للتربة ،مما يؤدي
إلى تراجع اإلنتاجية فوق األتربة التي تنتشر فوقها التعرية الغشائية ،ومع توالي السنوات يتخلى
السكان عن هذه المجاالت لتتحول إلى مجاالت انتشار أشكال تعرية أكثر تأثيرا وقوة.
19
19
تطور التعرية الغشائية وعدم التدخل لحماية التربة منها ،يساهم في تطور وانتشار أشكال
تعرية أكثر قوة ،خاصة التعرية الخطية والتي تمثل %02100من مساحة المجال (الشكل ،)2
أولها التخديد األولي كمرحلة انتقالية بين التعرية الغشائية والتخديد المتعمق ،يساهم هذا األخير
في الرفع من حجم الرواسب وتقليص المساحات الصالحة لالستغالل .وغياب حماية التربة
للحد من خطر التخديد المتعمق ،يؤدي إلى انتشار األساحل التي ت ُ َحول مجال انتشارها إلى
أراضي غير صالحة اإلستغالل ،وتتوسع على حساب المجاالت الصالحة لإلستغالل ،لتحولها
إلى أراضي جرداء ،فبحوض واد الثالثاء الذي يدخل ضمن المجال المدروس توصلنا إلى أن
مساحة األراضي المحروثة عرفت تراجعا مجاليا سجل %05خالل 02سنة ،في مقابل تزايد
مساحة المجاالت الغير الصالحة لالستغالل بالضعف خالل نفس الفترة ( Abahrour M. et all
.)2015
يعرف المجال كذلك انتشار أشكال مختلفة من الحركات الكتلية ،نتيجة غياب أشكال
الحماية وقوة االنحدارات وسيادة الصخور الصلصالية الهشة ،والتكونات السطحية واألتربة
الطينية.
الشكل :2خريطة أشكال التعرية المائية بعالية حوض واد األربعاء بمقدمة الريف الشرقي
20
20
الشكل :3التوزيع المجالي ألشكال التعرية المائية بعالية حوض واد األربعاء بمقدمة الريف الشرقي
70
61,45
60
50
40
30
20
11,14 10,36
8,08
10
2,70 2,24 3,79
0,24
0
التخديد المتعمق
التعرية الضعيفة
االنهيارت الصخرية
األساحل
االنزالقات
التعرية الغشائية
التخديد
المرئية
والرواسب
التعرية ر
األول
الغي
ي
المصدر :قاعدة بيانات خريطة أشكال التعرية المنجزة اعتمادا على العمل الميداني وصور Google Earth 2021
تطور وانتشار أشكال التعرية بمقدمة الريف ،تتداخل فيه مجموعة من العوامل ،أهمها
دراجات االنحدار وتوجيه السفوح ونوعية الصخور وأشكال استعماالت التربة .حيث يوافق
نشأة أشكال التعرية السفوح المنحدرة ،والجافة والتي تعرف انتشار أشكال التعرية الخطية
والسفوح الرطبة توافق انتشار الحركات الكتلية على الخصوص (أبهرور محمد )0222ثم
سيادة الصخور الصلصالية الهشة ،واألراضي الزراعية فوق السفوح القوية االنحدار
واألراضي العارية.
لتحديد دور كل عامل العوامل األربع السالفة الذكر ،سنعمل على تقديم نتائج تنضيد
خريطة أشكال التعرية الحالية مع خرائط هذه العوامل .فانطالقا من تنضيد خريطة أشكال
التعرية المائية بخريطة فئات االنحدار ،يتبين أن التوزيع المجالي ألشكال التعرية القوية
(الحركات الكتلية واألساحل على الخصوص) ،يوافق فئات االنحدارات القوية والقوية جدا
(الشكل ،)4حيث تغيب األساحل فوق فئة االنحدارات الضعيفة ،وتبقى نسبة توزيعها فوق فئة
االنحدارات القوية جدا مرتفعة لتمثل ألكثر من ،%02عكس أشكال التعرية الضعيفة والرواسب
فهي تنتشر فوق فئة االنحدارات الضعيفة على طول المنخفضات المجاورة للمجاري المائية
الرئيسية ،رغم أن هذه المجاالت منبسطة ،إال أنها تعرف عند الضفف المحدبة انتشار أشكال
نجخ الضفاف Sapements des bergesوالتي تساهم في إنتاج أعلى كميات الرواسب .وهذا ما
يفسر التأثير المباشر لعامل االنحدار على دينامية التعرية المائية ،فاالنحدارات القوية توافق
انتشار أشكال التعرية القوية.
21
21
حسب فئات اإلنحدارات المائية
االنحدارات التعرية
حسب فئات ألشكال
ألشكال التعرية المجاليالمجالي
التوزيع الشكل :4التوزيع
100%
80%
60%
40%
20%
0%
الغي
التعرية ر التعرية التعرية األول
ي التخديد التخديد األساحل االنزالقات االنهيارت
المرئية الضعيفة الغشائية المتعمق الصخرية
والرواسب
انحدارات ضعيفة انحدارات متوسطة انحدارات قوية انحدارات قوية جدا
المصدر :قاعدة بيانات الخريطة التركيبية ألشكال التعرية المائية وفئات اإلنحدار
وبالنسبة لتوزيع أشكال التعرية المائية حسب توجيه السفوح ،يتبين أن السفوح الرطبة،
تعرف سيادة أشكال االنزالقات على الخصوص (الشكل ،)1نتيجة تأثر هذه السفوح بالكثل
الهوائية الرطبة ،مما يعمل على نمو غطاء نباتي عشبي على السطح ،ويساهم في تسرب المياه
التي تساعد على تفسخ الصخر ،وبالتالي تزايد حجم التكوينات السطحية ،وبفعل قوة االنحدار
وثقل المواد فوق صخور ضعيفة النفاذية ،تنطلق أشكال انزالقات متباينة ،وتعرف كذلك هذه
السفوح الشمالية والغربية انتشار التخديد المتعمق ،نتيجة سمك التكوينات السطحية فوق هذه
السفوح .عكس السفوح الجافة (الجنوبية والشرقية) التي تعرف سيادة أشكال التعرية الخطية
خاصة األساحل ،نتيجة ضعف التغطية النباتية وجفاف التربة وتواجد هذه السفوح في ظل
األمطار ،عوامل كلها تعيق نشأة تكوينات سطحية سميكة وأتربة عميقة عكس السفوح الرطبة.
بينما أشكال التعرية الغشائية تنتشر فوق جميع السفوح ،وتزداد أهميتها فوق السفوح الجافة
والقوية االنحدار.
المائية حسب توجيه السفوح التعرية
توجيه السفوح ألشكال
التعرية حسب المجاليع أشكال
توزي الشكل :5التوزيع
100%
80%
60%
40%
20%
0%
الغي
األول التعرية الغشائية التعرية الضعيفة التعرية ر
ي التخديد التخديد األساحل االنزالقات االنهيارت
المرئية والرواسب المتعمق الصخرية
المجاالت المنبسطة سفوح شمالية سفوح رشقية سفوح جنوبية سفوح غربية
المصدر :قاعدة بيانات الخريطة التركيبية ألشكال التعرية المائية وتوجيه السفوح
يتبين انطالقا من تنضيد خريطة أشكال التعرية المائية ونوعية الصخور ،أن الصخور
الصلصالية تعرف انتشار أغلب أشكال التعرية المائية بالمجال ،نتيجة ضعف نفاذيتها
وحساسيتها الكبيرة للتعرية المائية ،وتعرف الصخور المتوسطة الصالبة (الصلصال والحث
22
22
أو الصلصال والكلس ،)...انتشار أشكال التعرية االنتقائية ،حيث يتم إزالة ونقل المواد الهشة
والضعيفة المقاومة ،لتبقى الصخور الصلبة بارزة ،لتساهم في تطور بعض أشكال الحركات
الكتلية ،بسبب النفاذية في العالية وضعفها في األسفل .والصخور الصلبة المقاومة تتميز بانتشار
أشكال االنهيارات الصخرية( ،الشكل .)0
الصخورحسب نوعية الصخور
التعرية الشكل :6التوزيع المجالي ألشكال
التوزي ع المجال ألشكال التعرية حسب نوعية
100%
90%
80%
70%
60%
50%
40%
30%
20%
10%
0%
بروزات صخرية الحال
ي الغرين الصلصال األزرق الصلصال األزرق الصلصال األبيض الصلصال األحمر الصلصال الصلصال الكلس
ي الصلصال
للحث والرصيص الملح ر
واألخض والحث الرمادي المسلح يالحث المسلح بالحث
ي
الغي المرئية
التعرية ر التعرية الضعيفة والرواسب التعرية الغشائية األول
ي التخديد التخديد المتعمق األساحل االنزالقات االنهيارت الصخرية
المصدر :قاعدة بيانات الخريطة التركيبية ألشكال التعرية المائية ونوعية الصخور
على مستوى استعماالت التربة ،فأراضي الزراعات السنوية تعرف انتشار أغلب أشكال
التعرية المائية – باستثناء األساحل ،-نتيجة تواجد هذه األراضي فوق انحدارات قوية وقوية
جدا ،فنسبة %22من مساحة األراضي المحروثة بحوض واد الثالثاء (جزء من المجال
المدروس) تنتشر فوق انحدارات قوية وقوية جدا (أبهرور محمد وآخرون ،)0205حيث الحرث
غير متعمق وضعف تطبيق الدورات الزراعية وصغر حجم الملكيات ،كلها عوامل تساعد
على تسريع نشاط آليات التعرية المائية ،بينما المجاالت الغابوية – رغم ضيقها مساحيا – فهي
تعرف انتشار أشكال التعرية الضعيفة والغير المرئية ،بسبب أهميتها في حماية السطح
ومساهمتها في تطور التربة( ،الشكل .)2
أشكال استعماالت التربة التعريةنوعيةحسب
استعماالت التربة ألشكال
التعرية حسب المجالي
المجالي ألشكال الشكل : 7التوزيع التوزيع
100%
80%
60%
40%
20%
0%
الغي
التعرية ر التعرية الغشائية التعرية الضعيفة األول
ي التخديد المتعمق التخديد األساحل االنزالقات االنهيارت
المرئية والرواسب الصخرية
زراعات وغراسات زراعات سنوية الغابة ماطورال اع ر
اض عارية ومر ي
أر ي
المصدر :قاعدة بيانات الخريطة التركيبية ألشكال التعرية المائية وأشكال استعماالت التربة
23
23
يتبين انطالقا من هذه المقاربة الخرائطية ،مدى مساهمة كل عامل من العوامل األساسية
المسؤولة عن نشأة وتطور أشكال التعرية المائية ،لكن في الواقع فانتشار آليات التعرية بالميدان
يرتبط بتداخل وتظافر كل هذه العوامل فيما بينها ،إضافة إلى عوامل أخرى كشكل السفوح
وطول االنحدار وعدوانية التساقطات المطرية ،وحاالت السطح وأشكال حماية التربة من
التعرية وقدم االستقرار البشري بالمجال.
-IIIالتقييم الكمي للتعرية الغشائية بمقدمة الريف الشرقي
يعرف مجال الدراسة سيادة أشكال التعرية الغشائية والتي تمثل %05141من مساحة
المجال المدروس ،نتيجة عدوانية التساقطات المطرية وعدم انتظامها الزمني والمجالي ،وسيادة
أتربة متفككة وغير متوازنة ،أضف إلى ذلك استغالل جل السفوح رغم قوة انحدارات .فرغم
أن التعرية الغشائية من األشكال األقل قوة مقارنة بباقي أشكال التعرية األخرى ،إال أنه يعتبر
بداية كل األشكال الخطية على الخصوص ،خاصة في ظل غياب أشكال الحماية ،حيث تعمل
التعرية الغشائية على إفقار وغسل المسكات العليا للتربة من المواد الدقيقة المخصب لها،
الشيء الذي يعمل على تراجع المردودية وبالتالي هجرة هذه المجاالت ،لتتحول مع مرور
الزمن إلى مجاالت غير صالحة لالستغالل ،بفعل التطور السريع آلليات التعرية المائية.
إلبراز هذا الوضع وتشخيصه لتصنيف المجال المدروس حسب درجات خطر التعرية
الغشائية ،وتحديد كمية األتربة المفقودة حسب مختلف العوامل ،اعتمادا على المعادلة العالمية
لفقدان التربة .وسجل معدل األتربة المفقودة بالمجال 29,06طن/هـ /السنة ،وتراوحت القيم
المسجلة بين 53,79طن/هـ/السنة كأعلى كمية فوق المجاالت الجرداء الغير الصالحة
لالستغالل ،و 6,98طن/هـ/السنة كأدنى كمية بالمجاالت الغابوية (الشكل .)0
24
24
الشكل :8خريطة فقدان التربة بالمجال المدروس
عرف حجم اقتالع التربة بفعل التعرية الغشائية ،تباينا كبيرا حسب العوامل المسؤولة عن
دينامية التعرية ،فاألراضي العارية سجلت أعلى كميات األتربة المفقودة 12122طن/هـ/السنة،
نتيجة سيادة األراضي السيئة بهذا النطاق وغياب كلي ألي شكل من أشكال الحماية ،وتوافق هذه
المجاالت نطاق انتشار األساحل ،تليها مجاالت الزراعات السنوية 51124طن/هـ/السنة (الجدول
،)5بسبب حرث السفوح الشديدة االنحدار ،واستغالل هذه المجاالت في الرعي بعد موسم الحصاد،
الشيء الذي يهيئ التربة للتساقطات األولى لفصل الخريف ،والتي تكون عبارة عن زخات رعدية
ومركزة ذات حدة كبيرة ،حيث تكون التربة جافة ومتفككة مع غياب التغطية النباتية ،الشيء الذي
يعمل على الرفع من حجم االقتالع فوق هذه المجاالت ،ويساهم في إفقار المسكات العليا للتربة
وتراجع خصوبة التربة ،وبالتالي تراجع اإلنتاجية فوق هذه األتربة ،وتخلي الفالح عن هذه
األراضي مع مرور الزمن ،ليتخلى عنها لتتحول إلى أراضي غير صالحة لالستغالل نتيجة
الهجرة.
25
25
بينما المجاالت المشجرة والغابوية فهي تسجل أدنى كميات اإلقتالع مقارنة مع باقي
أشكال استعماالت التربة ،فمجال الغابة سجل متوسط كمية اقتالع 0120طن/هـ/السنة ،رغم أن
مجال انتشار الغابة يوافق انحدارات قوية وقوية جدا ،لكن أهمية الغابة ساهمت في حماية
التربة من وقع التساقطات المطرية وعرقلة الجريان السطحي ،أضف إلى ذلك جورها في
تطور واستقرار التربة.
الجدول :1كميات فقان التربة بفعل التعرية الغشائية (بالطن/هـ/السنة) حسب أشكال استعماالت التربة
القيم القصوى المتوسط القيم الدنيا أشكال استعماالت التربة
82,96 12,87 0,21 زراعات وغراسات
230,99 53,79 0,20 مراعي وأراضي عارية
146,35 15,04 0,15 زراعات سنوية
78,78 11,25 0,11 ماطورال كثيف
44,62 6,98 0,38 غابة
المصدر :الخريطة التركيبية لفقدان التربة وأشكال استعماالت التربة
26
26
الجدول :2كميات فقان التربة بفعل التعرية الغشائية (بالطن/هـ/السنة) حسب فئات االنحدار
القيم القصوى المتوسط القيم الدنيا فئات اإلنحدار
27,36 2,86 0,11 انجارات ضعيفة أقل من %5
68,97 10,04 0,11 انحدارات متوسطة بين 5و%15
87,75 18,79 0,25 انحدارات قوية بين 15و%25
230,99 35,06 انحدارات قوية جدا أكبر من 0,62 %25
المصدر :الخريطة التركيبية لفقدان التربة وفئات االنحدار
ومن العوامل التي تسرع دينامية التعرية الغشائية بمقدمة الريف الشرقي ،سيادة
الصخور الصلصالية الهشة التي تساعد على سيادة الجريان السطحي ،علما أن أغلب األتربة
معدنية خام وضعيفة التطور تمثل %12142من مساحة المجال المدرسة ،وهذه األتربة في
معظمها أتربة غير متوازنة ومتفككة الشيء يساهم في الرفع من حجم االقتالع ،وبالتالي إفقار
المسكات العليا للتربة.
خالصة
يتميز هذا المجال من مقدمة الريف الشرقي ،بهشاشة كبيرة نتيجة تظافر عوامل طبيعية
وبشرية ،الشيء الذي ساهم في انتشار وتنوع أشكال التعرية المائية ،مما يؤثر سلبا على اإلنسان
والمجال بهذا الجزء من مقدمة الريف الشرقي ،حيث تساهم التعرية الغشائية في إفقار المسكات
العليا للتربة ،عن طريق إزالة المواد الدقيقة المخصبة للتربة ،وتتحول إلى أتربة فقيرة ذات
مردودية ضعيفة ،الشيء الذي يدفع الفالح إلى التخلي عن هذه األراضي وهجرتها ،مع غياب
تام لكل أشكال الحماية ،لتتطور بذلك التعرية الغشائية إلى أشكال أكثر قوة وتأثير على المجال،
والمتمثلة في أشكال التعرية الخطية بكل أنواعها ،والتي تعمل إلى الرفع أكثر من إنتاج
الرواسب وتراجع مساحة المجاالت الصالحة لالستغالل ،لتتحول مع مرور الوقت إلى أراضي
سيئة غير صالحة لالستغالل.
للحد من هذه الوضعية البد من تهيئة مندمجة بالمجال مع ضرورة إشراك الفالح
والسكان المحليين في كل المشاريع المبرمجة لتهيئة المجال بشكل إيجابي ،مع األخذ بعين
االعتبار خصوصيات المجال وحاجيات السكان.
27
27
الئحة الراجع
حالة حوض واد، إسهام في التقييم الكمي للتعرية المائية بمقدمة الريف الشرقي:) 0222( أبـهرور محمد
025 ،فاس- كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية سايس، أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الجغرافيا.الثالثاء
.ص
التطور الزمني والمجالي للتعرية الغشائية وأشكال:)0205( أبهرور محمد وشعوان جمال والعمال محسن
: أعمال الندوة الدولية حول.استعماالت التربة بمقدمة الريف الشرقي – حالة حوض واد الثالثاء
منشورات كلية،0205 يونيو1 و4 ،الديناميات البيئية والمخاطر الطبيعية في األوساط المتوسطية
http://ump.ma, ISBN : 978- ردمك، جامعة محمد األول – وجدة،اآلداب والعلوم اإلنسانية
.04 – 12 :ص- ص.9920-9313-2-8
إشكالية التعرية المائية وتدهور الموارد الطبيعية بمقدمة الريف:)0252( أبـهرور محمد وطريبق عبد اللطيف
، أعمال مختبر الدراسات الجيوبيئية والتهيئة – التنمية المستدامة.)الشرقي (حالة حوض واد الثالثاء
ص،فاس- منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية سايس. الموارد والمخاطر والتهيئة:حول موضوع
.11 – 21 :ص
آثار التغايرية المناخية على تدهور التربة بمقدمة الريف الشرقي – حالة عالية:)0205( الكحالوي عبد الفتاح
. ص512 ، الكلية متعددة التخصصات بتازة، بحث لنيل شهادة الماستر في الجغرافية.حوض واد األربعاء
تحليل المظاهر ومناهج: التعرية المائية وأثرها في تدهور التربات:)0220( نافع رشيدة ووطفة عبد الرحيم
-522 : ص ص، العدد العاشر، منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بالمحمدية، مجلة أبحاث.القياس
.512
ABAHROUR M., TRIBAK A. et EL GAROUANI A. (2015): Dynamique du
ruissellement et de l’érosion sur les terrains laboures du Prerif oriental : Cas du bassin
de l’oued Telata. Actes du Deuxième Colloque international « Eau & Climat : Regards
croisés Nord/Sud », Fès (Maroc), 27-28 novembre 2013, pp : 99-105
ARARI Kh. (2022) : Contribution à la quantification quantitative et qualitative de
l’érosion hydrique dans le BV de l’oued Larbaa. Thèse de doctorat en géographie,
USMBA-FLSH Sais-Fès. 300p
Pré-Rif Oriental : Cas du bassin versant de l’Oued Larbâa
Arnoldus, H.M.J. (1980). Methodology used to determine the maximum potential
average soil loss due to sheet and rill erosion in Morocco, FAO Bulletin, 34 p.
FIKRI BENBRAHIM K., ISMAILI M., FIKRI BENBRAHIM S., TRIBAK A.
(2004): Problèmes de dégradation de l’environnement par la désertification et la
déforestation : impact du phénomène au Maroc. Revue de Sécheresse, Volume 15,
numéro 4, OCTOBRE-NOVEMBRE-DÉCEMBRE 2004, pp: 307-320.
HEUSCH, B. (1970). L’érosion dans le Prérif. Une étude quantitative de l’érosion
hydrique dans les collines marneuses du Prérif occidental. Thèse. Ann, Rech,
Forest, Maroc, 2, 9-176
ROOSE E. (1996) : Méthodes de mesure des états de surface du sol, de la rugosité et
des autres caractéristiques qui peuvent aider au diagnostic de terrain des risques de
ruissellement et d’érosion, en particulier sur les versants cultivés de montagne.
Réseau Erosion Bulletin n° 16, pp : 87-97.
28
28
TRIBAK A. (2000) : L’érosion hydrique en moyenne montagne du Prérif oriental :
étude des agents et des processus d’érosion dans une zone de marnes tertiaires.
Thèse d’état. Univ. Chouaib Doukkali, 350p.
TRIBAK A. (2020): Erosion and Flooding Risks in the Marly Basins of the Eastern
Prerif Mountains (Morocco): A Response to Exceptional Climate Events or to
Anthropogenic Pressure. Revista de Estudios Andaluces (REA) | Núm. 40, julio
(2020) | e-ISSN: 2340-2776. https://dx.doi.org/10.12795/rea.2020.i40 | Editorial
Universidad de Sevilla 20201 pp: 159-182
TRIBAK A., ARARI Kh., ABAHROUR M., EL GAROUANI A. and AMHANI Z.
2015 : Quantitative assessement of the hydric erosion and the deposition in marly
catchment of the eastern Rif (Case of wadi Tarmast – Morocco). Annals of Valahia
University. Geographical Series Tome 15/2015 Issues 2 : 101-24, pp : 101-111.
http://fsu.valahia.ro/images/avutgs/home.html
TRIBAK A., EL GAROUANI A et ABAHROUR M. (2012): L’érosion hydrique dans
les séries marneuses tertiaire du Prérif oriental : Agents, processus et évaluation
quantitative. Revue Marocaine des Sciences Agronomiques et Vétérinaires,
volume 1, pp : 47-52 – Janvier 2012.
TRIBAK A., EL GAROUANI A. et ABAHROUR M. (2009): Evaluation quantitative
de l’érosion hydrique sur les terrains marneux du prerif oriental (Maroc) : Cas du
sous bassin de l’oued Tleta. Revue SECHERESSE vol. 20, n° 4, Oct., Nov., Déc.
2009.
29
29
تقييم دقة خرائط االستشعار عن بعد إجراء منهجي من أجل مصداقية العمل
اخلرائطي
* عمر العروصي،*مصطفى احمامو
، جامعة شعيب الدكالي، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية،*أستاذ باحث بمختبر إعادة تشكيل المجال والتنمية المستدامة
.الجديدة
ملخص
وال شك أن الثورة المعلوماتية التي شهدها العالم على مستوى،تعد الخريطة أهم وسيلة للتعبير عن المعلومات الجغرافية
الباحثين، إلى حد كبير، قد ساعدت،)SIG) ( ونظم المعلومات الجغرافيةTélédétection) تقنيات االستشعار عن بعد
السيما اإلضافة التي قدمتها هاته التقنيات للخرائط من حيث الدقة والسرعة،الجغرافيين في تدعيم أعمالهم الخرائطية
ضمن األبحاث الجغرافية في المغرب، لكن اإلشكال الذي ال زال مطروحا.في تحليل ومعالجة وتمثيل المعطيات المجالية
ومن ثمة عدم اليقين، يبقى مرتبطا بمدى مصداقية العمل الخرائطي المعتمد على االستشعار عن بعد،)(حالة للدراسة
سوا ًء أبحاث التخرج (ماستر ودكتوراه) أو المقاالت المنشورة، حيث تفتقر معظم هذه األبحاث،في النتائج المتوصل إليها
التنبيه إلى خطورة هذه النواقص، نحاول من خالل هذا المقال، لذلك.في مجالت غير مفهرسة وضمن كتب جماعية
. التي تشمل الموثوقية والصدق والتحيز أساسا، وذلك عبر إبراز العوامل التي قد تؤثر في دقة أساليب التقييم،المنهجية
بالتمام،ومما يجب اإلشارة إليه أن الخرائط المستخلصة من تحليل بينات االستشعار عن بعد ال يمكن لها أن تستقيم
. إال إذا تُممت بأعمال ميدانية رزينة ودقيقة،والكمال
التحقق- تقييم دقة الخريطة- نظم المعلومات الجغرافية – الخرائطية- االستشعار عن بعد:الكلمات المفتاح
. الكرطوغرافي
Résumé
La carte est un outil essentiel pour représenter l'information géographique. Il est
indéniable que la révolution de l'information, notamment la télédétection et les systèmes
d'information géographiques (SIG), a considérablement renforcé les travaux
cartographiques des chercheurs en géographie. Ces avancées technologiques ont apporté
des contributions majeures en termes de précision, de vitesse d'analyse, de traitement et de
représentation des données spatiales dans le domaine cartographique. Cependant, la
crédibilité des travaux cartographiques basés sur la télédétection demeure une question en
suspens dans les recherches géographiques au Maroc, ce qui engendre une incertitude quant
aux résultats obtenus. Cela s'explique par le fait que la plupart de ces recherches, qu'il
s'agisse de mémoires de master, de thèses de doctorat ou d'articles publiés dans des revues
non indexées et des ouvrages collectifs, manquent de crédibilité dans leur approche
cartographique basée sur la télédétection, ce qui entraîne une incertitude quant aux résultats
obtenus. Dans cet article, notre objectif est de sensibiliser aux dangers de ces lacunes
méthodologiques. Nous mettons en évidence les facteurs susceptibles d'affecter la précision
des méthodes d'évaluation, notamment la fiabilité, la validité et le biais. En général, les
méthodes d'évaluation peuvent être précises si les procédures appropriées mentionnées
30
30
précédemment sont suivies. Il convient de souligner que les cartes obtenues à partir
d'images composites de télédétection ne peuvent être totalement précises que si elles sont
complétées par des travaux de terrain rigoureux et précis.
Mots clés : télédétection, systèmes d'information géographique (SIG), cartographie,
évaluation de la précision cartographique, vérification cartographique.
مقدمة
تعتبر الخريطة أداة أساسية في الدراسات الجغرافية ،حيث تساعد في تمثيل المساحات
واأل ماكن الجغرافية بطريقة مرئية وسهلة الفهم .وتعد الخرائط من أهم وسائل التواصل بين
اإلنسان والبيئة المحيطة به ،حيث تعرض المعلومات بشكل واضح ودقيق وتساعد على تحليل
الظواهر الجغرافية المختلفة .وباإلضافة إلى ذلك ،تساعد الخرائط في تخطيط وتصميم
المشاريع الجغرافية المختلفة ،مثل تصميم الطرق والجسور والمدن والمناطق الصناعية
والزراعية والسكنية ،وتساعد في تحديد المناطق التي تحتاج إلى التطوير والتحسين وتحديد
األولويات على مستوى التهيئة المجالية والتخطيط الترابي.
وقد شهد ميدان رسم الخرائط ،منذ نشأته األولى إلى الوقت الراهن ،تطورات عديدة.
وفي حقيقة األمر ،تشكل مرحلة ظهور تقنيات االستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية
بداية الثورة الحقيقة على مستوى العمل الخرائطي .لقد كانت ثورة المعلومات إحدى القوى
الدافعة لالبتكار في الجغرافيا ،حتى نادى بعضهم إلى تأسيس فرع جديد في الجغرافيا سماه
جغرافيا المعلومات ( .1)information geographyفالثورة المعلوماتية ساهمت في تحول
كبير ،إذ بفضل تقدم التكنولوجيا واستخدام الحواسيب واإلنترنت واألجهزة الذكية والتقنيات
الحديثة األخرى ،تطور االستشعار عن بعد بشكل ملفت ،وأصبح رصد وتحليل الظواهر
المجالية ،باالعتماد عادة على صور األقمار الصناعية ،في متناول فئات عريضة من الباحثين.
كما أن الثورة المعلوماتية أتاحت للجميع الوصول إلى البيانات الجغرافية بسهولة وسرعة ،مما
يساعد في فهم الظواهر الجغرافية وتحليلها وتوقعها بشكل أفضل .وتمكنت التقنيات الحديثة
أيضا ً من تطوي ر الخرائط الذكية التي تعرض المعلومات المكانية بشكل ديناميكي وتستخدم
أساليب التعلم اآللي لتحسين دقة تحديد المواقع وتحديث البيانات بشكل مستمر.
ومما ال شك فيه أن علوم المجال ،ال سيما الجغرافيا ،كانت أكثر انفتاحا على االستشعار
عن بعد مقارنة بالتخصصات األخرى؛ فهو واقع دخل حقل الجغرافيا وأداة قوية للغاية ال يمكن
1
- Li, X., Zheng, D., Feng, M., & Chen, F. (2022). Information geography: The information
revolution reshapes geography. Science China Earth Sciences, 65(2), 379-382.
31
31
تجاهلها من حيث اإلمكانات المستخدمة في تحليل البيانات .2كما أنه تقنية تستخدم في المقاربات
والمناهج العلمية والتكنولوجية للبحث الجغرافي .3وعلى الرغم من اإليجابيات العديدة التي
منحتها التقنيات الحديثة للرسم الخرائطي ،فإن جملة من التحديات ال زالت تعترض الكثير من
الباحثين على مستوى التطبيق الجيد واالستغالل الصحيح لها .في هذا اإلطار تدور إشكالية
العمل الذي نحن بصدده ،حيث نجد مجموعة من األبحاث الجغرافية في المغرب ،سوا ًء أبحاث
التخرج (ماستر ودكتوراه) أو المقاالت المنشورة في مجالت غير مفهرسة وضمن كتب
جماعية ،ال تستوفي الشروط المنهجية والتقنية ،المتعارف عليها لدى المجتمع العلمي ،في
الخرائط المستخلصة باالستشعار عن بعد .لذلك ،فهدف هذا المقال يبقى توجيهي بالدرجة
األولى ،من خالل التنبيه إلى خطورة هذه النواقص المنهجية ،التي ال يمكن أن تضمن لنا عمال
خرائطيا صائبا يؤدي دوره على أحسن وجه.
-1شرح تفاصيل مصادر إنجاز خرائط االستشعار عن بعد ونقدها
2
Estes, J. E., Jensen, J. R., & Simonett, D. S. (1980). Impacts of remote sensing on US
geography. Remote Sensing of Environment, 10(1), 43-80.
3
Curran, P. J. (1987). Review Article Remote sensing methodologies and geography. International
Journal of Remote Sensing, 8(9), 1255-1275.
32
32
الجدول رقم :1الخصائص الواجب استحضارها في عملية التوثيق
4
Young, N. E. ; Anderson, R. ; Chignell, M. ; Vorster, G. ; Lawrence, R. Evangelista, H. (2017). A
survival guide to Landsat preprocessing. Ecology. 98 (4), 920- 932.
5
Cohen, B. and Goward, N. (2004). Landsat’s role in ecological applications of remote sensing.
Bioscience. 54, 535- 545.
6
Sundaresan, A. ; Varshney, K. ; Arora, K. (2007). Robustness of change detection algorithms in
the presence of registration errors. Photogrammetric Engineering & Remote Sensing. 73, 375- 383.
7
Kennedy, E. ; Townsend, A. ; Gross, E. ; Cohen, B. ; Bolstad, P. ; Wang, Q. ; Adams, P. (2009).
Remote sensing change detection tools for natural resource managers: understanding concepts and
tradeoffs in the design of landscape monitoring projects. Remote Sensing of Environment. 113, 1382-
1396.
33
33
تختلف المعايير المستخدمة في اختيار عينات التدريب وعددها في صور األقمار
الصناعية بحسب الغرض المحدد للتحليل المكاني ،ومتطلبات الدقة والموثوقية المطلوبة .ولعل
من أهم المعايير التي يمكن اتباعها في اختيار العينات وعددها هي:
-5االنوع المختلفة :يجب اختيار عينات تمثل مجموعة متنوعة من العناصر الموجودة
في الصورة المراد تحليلها .ويجب الحرص على اختيار عينات تتمتع بمستوى متسا ٍو من
االنتشار في المنطقة المحددة للتحليل.
-0الحجم :يجب اختيار عينات تحتوي على عدد من البيكسالت يكفي لتمثيل مجموعة
واسعة من العناصر الموجودة في الصورة .ويجب الحرص على أن يكون حجم العينات كافيًا
لتمثيل العناصر الموجودة في الصورة بدقة واحتمالية عالية.
-2االحتمالية :يجب اختيار عينات تعكس أكبر احتمالية لوجود العناصر المحددة التي
يريد المستخدم تحليلها في المنطقة المحددة للتحليل.
-4الحدود :يجب تحديد الحدود الدقيقة للعينات المختارة ،وذلك لتحديد العناصر التي
تمثلها هذه العينات ،والتأكد من أنها تمثل العناصر التي يريد المستخدم تحليلها.
-1العدد :يجب اختيار عدد كافٍ من العينات الممثلة للصورة المراد تحليلها ،وذلك
لتعزيز دقة وموثوقية النتائج.
ومن المهم اإلشارة إلى أن عدد العينات المطلوبة يختلف بحسب حجم الصورة ونوع التحليل
المكاني الذي يريد المستخدم إجراؤه .وتمر عملية اختيار عينات التدريب في صور األقمار
الصناعية بعدة مراحل قبل تعميمها على باقي المجاالت المشابهة لها من حيث البصمات الطيفية
(الشكل رقم ،)5إذ ال بد من تفسير بصري لمختلف الفئات المجالية المشكلة لمجال الدراسة،
تعقبها اختيار العينات المناسبة ثم تقييمها؛ فإن كانت ال تفي بالغرض يجب تعديلها حتى تصير
صالحة للتعميم ،كما سنبين ذلك فيما يلي من الفقرات.
34
34
الشكل رقم :1أهم مراحل اختبار عينات التدريب بصور األقمار الصناعية
بتصرف المصدر:
LN Wanderley, R., M. Domingues, L., A. Joly, C., & R. da Rocha, H. (2019). Relationship
between land surface temperature and fraction of anthropized area in the Atlantic forest region,
Brazil. PloS one, 14(12), e0225443.
بعد تجميع البصمات الطيفية الممثلة ألنواع الغطاءات األرضية الموجودة في المرئية
المعتمدة ،ومراعاة للدقة في تجميع هذه العينات ،ال بد من تقييم العينات التي قام الباحث
بتجميعها قبل إجراء عمليات التصنيف ،كما أسلفنا .وتجدر اإلشارة إلى أن هناك عدة طرق
للتقييم منها منحنى المتوسطات والمنحنى التكراري وطريقة المنبه ()image alarm
ومصفوفة االتساق ( )Contingency matrixوتحليل االنفصال ( .)Separabilityوتعتبر
الطريقتان األخيرتان من أهم الطرق في التقييم ،حيث تتسمان بالموضوعية ،ذلك أنهما يعتمدان
على مقاييس رقمية موضوعية.
وإلعطاء فكرة عن هذا التقييم سنكتفي بطريقة منحنى المتوسطات ،الذي هو عبارة عن
رسم بياني يوضح متوسط قيم البيكسيالت المكونة للفئة في كل نطاقات الصورة .وتعتبر
البصمات الطيفية جيدة حينما تظهر سلوك إحصائي مختلف بالنسبة لبعضها البعض (الرسم
35
35
البياني رقم .)5والعكس صحيح حينما تتقارب المنحنيات (الرسم البياني رقم .)0فوجود هذه
االختالفات بين البصمات الطيفية يعبر عن كون العينات التي تم تجميعها تكون دقيقة .لذلك
يجب أن يستحضر الباحث هذه الجوانب المنهجية في بحثه وتوثيقها قصد إنجاز عمل
كرظوغرافي موثوق.
الرسمان البياني رقم 1و :2منحنى االنعكاس الطيفي
0 5
المصدر: المصدر:
Thakur, S., Mondal, I., Ghosh, P.B. et al. A
https://www.omicsonline.org/articles-
review of the application of multispectral remote
images/2157-7617-6-310-g003.html sensing in the study of mangrove ecosystems with
special emphasis on image processing
techniques. Spat. Inf. Res. 28, 39–51 (2020).
https://doi.org/10.1007/s41324-019-00268-y
ونشير إلى أن مرحة أخذ عينات التدريب تبقى في غاية األهمية ،ذلك أن الحصول على نتائج
جيدة سيظل مرهونا باختيار جيد لهذه العينات ،سواء من حيث التوزيع المجالي لها ،أو من
حيث العدد الكافي لها.
.2المقاييس والمؤشرات الواجب اعتمادها من أجل جودة التحليل المكاني في خرائط
االستشعار عن بعد
بعدما يتم تقييم العينات وتعميمها ،وباستخدام طريقة تصنيف معينة ،نحصل على الفئات
المجالية المحددة سلفا .لكن ،أحيانا ً ،هذه الخرائط المستخلصة من صور األقمار الصناعية غالبا
ما ال تعبر عن الواقع ،وذلك بسبب تشابه االنعكاسات الطيفية لبعض فئات الغطاء األرضي من
قبيل تشابه المساحات الخضراء الحضرية مع المحاصيل الزراعية السقوية وبعض األراضي
36
36
المعراة مع بعض المجاالت المبنية ...لذلك ال بد من التدخل لتصويب الخلل ،حيث يتم في هذا
الصدد تطبيق التنقيح لما بعد التصنيف من أجل تقليل األخطاء الواردة (Post-
.8)Classification Enhancementوعموما ،ال يمكن الحديث عن تصنيف مرئيات
األقمار الصناعية إال حينما يتم تقييم دقتها .9ويشير هذا التقييم إلى درجة الصحة في نتائج
التصنيف التي تم الحصول عليها من تحليل الصور الفضائية .ويمكن قياس ذلك عن طريق
مقارنة النتائج المصنفة مع بيانات المرجع أو البيانات األساسية ،وحساب مقاييس الدقة المختلفة
مثل الدقة العامة ( )Overall accuracyودقة المنتج ( )Producer's Accuracyودقة
المستخدم ( )User's Accuracyومعامل كابا ( .)Kappa Coefficientتساعد هذه
المقاييس على تقييم أداء خوارزمية التصنيف وتحديد مستوى دقتها.
ومن أجل التحقق من جودة النتائج المحققة لخرائط التصنيف ،ال بد من اللجوء إلى
استخدام دقة التقييم بعد عمل التصنيف للمرئيات ( the accuracy of assessment
)methods10؛ فعادة ،يتم تنفيذ دقة التصنيف من خالل مقارنة مجموعتي بيانات :األولى تستند
إلى المعلومات المرجعية ،ويشار إليها باسم "الحقيقة على أرض الواقع (")ground truth
والثانية هي نتيجة تحليل بيانات االستشعار عن بعد .11ويجب تقييم الدقة باستخدام عدد كافي
من البكسيالت لكل فئة.
الجدول رقم 0يبين بشكل مبسط مصفوفة الخطأ التي تُعتمد ،بشكل كمي ،في تقييم النتائج
المتوصل إليها من تحليل بيانات االستشعار عن بعد ،فهو جدول يوضح التطابق بين نتيجة
البيانات المرجعية والبيانات المصنفة ،حيث تشير األعمدة إلى فئات الحقيقة األساسية،
وصفوف الجدول هي فئات الصورة المصنفة التي يتم تقييمها .وتظهر خاليا الجدول عدد
البكسالت لجميع االرتباطات الممكنة بين الحقيقة األساسية (البيانات المرجعية) والصورة
المصنفة (البيانات المصنفة).
8
- Manandhar, R.; Odeh, I.O.; Ancev, T. (2009), Improving the accuracy of land use and land cover
classification of Landsat data using post-classification enhancement. Remote Sensing, 1, 330-344.
- Peiman, R. (2011), Pre-classification and post-classification change-detection techniques to
monitor land-cover and land-use change using multi-temporal Landsat imagery: a case study on Pisa
Province in Italy. International Journal of Remote Sensing, 32, 4365-4381.
9
Lillesand, M. ; Kiefer, R. ; Chipman, W. (2004). Remote Sensing and Image Interpretation. USA,
New York : John Wiley and Sons Inc. 658 PP.
10
- Sader, S.A.; Ahl, D.; Liou, W.-S. (1995), Accuracy of landsat-TM and GIS rule-based methods
for forest wetland classification in Maine. Remote Sensing of Environment, 53, 133-144.
11
- Twisa, S.; Buchroithner, M.F. (2019), Land-Use and Land-Cover (LULC) Change Detection in
Wami River Basin, Tanzania. Land, 8, 136.
37
37
الجدول رقم :2طرق تقييم دقة تصنيف صور األقام الصناعية
PrAc = cC / ∑C = 43 / 55 ≈ 0,78
38
38
هي مقيا س للنسبة المئوية لعدد البكسالت أو المعالم التي تم تصنيفها بشكل صحيح في
الفئة المستهدفة ،مقسومة على إجمالي عدد البكسالت أو المعالم التي تم تصنيفها كفئة مستهدفة،
بما في ذلك العناصر الحقيقية وغير الحقيقية .وتعد دقة المستخدم إحدى مقاييس الدقة الفرعية
التي تستخدم لتقييم أداء خوارزميات التصنيف على صور األقمار الصناعية .تقيس دقة
المستخدم القدرة على تمييز الفئات المختلفة وتحديد موقع العناصر بشكل صحيح في الصورة.
ويتم حساب هذا المؤشر ،انطالقا من الجدول رقم ،0كما يلي:
UsAc = aA / ∑a = 37 / 47 ≈ 0,79
UsAc = bB / ∑b = 25 / 39 ≈ 0,64
UsAc = cC / ∑c = 43 / 56 ≈ 0,77
12
Landis, J. R., & Koch, G. G. (1977). The measurement of observer agreement for categorical
data. biometrics, 159-174. & Chust, G., Galparsoro, I., Borja, A., Franco, J., & Uriarte, A. (2008).
Coastal and estuarine habitat mapping, using LIDAR height and intensity and multi-spectral
imagery. Estuarine, Coastal and Shelf Science, 78(4), 633-643.
39
39
خاتمة
بعتبر االستشعار عن بعد ،في الوقت الراهن ،من أهم الوسائل التي يستخدمها الجغرافي
في إنجاز عمله الخرائطي ،وذلك من خالل استغالل صور األقمار الصناعية والصور الجوية.
وإذا كان الهدف المراهن عليه هو انتاج خرائط دقيقة تؤدي وظيفتها على أحسن وجه ،فإن
التحدي الحقيقي يظل مرهونا بضرورة احترام الضوابط المنهجية المعتمدة في هذا الباب؛
فاالستخدام المتسرع لبيانات وتقنيات االستشعار عن بعد ،دون القيام بالتصحيحات الواجبة
هندسيا ومجاليا وإشعاعيا لهذه الصور ،سيؤدي ،بدون شك ،إلى احتماالت متزايدة للخطأ.
ولما كانت التهئية هي أهم وظيفة لعلم الجغرافيا الحديثة ،كما هو معلوم ،والخريطة هي
األداة التي تترجم قواعد التهيئة هاته مجاليا ،فإن هذه الدعامة الجغرافية يجب أن تقترب أكثر
فأكثر إلى الدقة .ولن يتأتى هذا األمر إال باالستعمال الصحيح لتقنيات االستشعار عن بعد وتقييم
نتائجه بالبحث الميداني ،وتنمية القدرات على مستوى استعمال األساليب اإلحصائية المختلفة
التي يُلجأ إليها في هذا الميدان ،فضال عن التكوين المستمر في تقنيات االستشعار عن بعد
واالطالع على ما استجد من أبحاث قيمة في هذا المجال.
الئحة المراجع
- biometrics, 159-174. & Chust, G., Galparsoro, I., Borja, A., Franco, J., & Uriarte,
A. (2008). Coastal and estuarine habitat mapping, using LIDAR height and
intensity and multi-spectral imagery. Estuarine, Coastal and Shelf Science, 78(4),
633-643.
- Cohen, B. and Goward, N. (2004). Landsat’s role in ecological applications of
remote sensing. Bioscience. 54, 535- 545.
- Curran, P. J. (1987). Review Article Remote sensing methodologies and
geography. International Journal of Remote Sensing, 8(9), 1255-1275.
- Estes, J. E., Jensen, J. R., & Simonett, D. S. (1980). Impacts of remote sensing on
US geography. Remote Sensing of Environment, 10(1), 43-80.
- ; Kennedy, E. ; Townsend, A. ; Gross, E. ; Cohen, B. ; Bolstad, P. ; Wang, Q.
Adams, P. (2009). Remote sensing change detection tools for natural resource
managers: understanding concepts and tradeoffs in the design of landscape
monitoring projects. Remote Sensing of Environment. 113, 1382- 1396.
- Landis, J. R., & Koch, G. G. (1977). The measurement of observer agreement for
categorical data.
40
40
- Li, X., Zheng, D., Feng, M., & Chen, F. (2022). Information geography: The
information revolution reshapes geography. Science China Earth Sciences, 65(2),
379-382.
- Lillesand, M. ; Kiefer, R. ; Chipman, W. (2004). Remote Sensing and Image
Interpretation. USA, New York : John Wiley and Sons Inc. 658 PP.
- LN Wanderley, R., M. Domingues, L., A. Joly, C., & R. da Rocha, H. (2019).
Relationship between land surface temperature and fraction of anthropized area in
the Atlantic forest region, Brazil. PloS one, 14(12), e0225443.
- Manandhar, R.; Odeh, I.O.; Ancev, T. (2009), Improving the accuracy of land use
and land cover classification of Landsat data using post-classification
enhancement. Remote Sensing, 1, 330-344.
- Peiman, R. (2011), Pre-classification and post-classification change-detection
techniques to monitor land-cover and land-use change using multi-temporal
Landsat imagery: a case study on Pisa Province in Italy. International Journal of
Remote Sensing, 32, 4365-4381.
- Sader, S.A.; Ahl, D.; Liou, W.-S. (1995), Accuracy of landsat-TM and GIS rule-
based methods for forest wetland classification in Maine. Remote Sensing of
Environment, 53, 133-144.
- Sundaresan, A. ; Varshney, K. ; Arora, K. (2007). Robustness of change detection
algorithms in the presence of registration errors. Photogrammetric Engineering &
Remote Sensing. 73, 375- 383.
- Thakur, S., Mondal, I., Ghosh, P.B. et al. A review of the application of
multispectral remote sensing in the study of mangrove ecosystems with special
emphasis on image processing techniques. Spat. Inf. Res. 28, 39–51 (2020).
https://doi.org/10.1007/s41324-019-00268-y
- Tilahun, A., & Teferie, B. (2015). Accuracy assessment of land use land cover
classification using Google Earth. American Journal of Environmental Protection,
4(4), 193-198.
- Twisa, S.; Buchroithner, M.F. (2019), Land-Use and Land-Cover (LULC) Change
Detection in Wami River Basin, Tanzania. Land, 8, 136.
- Young, N. E. ; Anderson, R. ; Chignell, M. ; Vorster, G. ; Lawrence, R.
Evangelista, H. (2017). A survival guide to Landsat preprocessing. Ecology. 98
(4), 920- 932.
- https://www.omicsonline.org/articles-images/2157-7617-6-310-g003.html
41
41
بنية اخلطاب اجلغرايف يف دينامية اجملال الريفي املغربي
محمد ااألألسعد*
*أستاذ التعليم العالي ،كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بنمسيك -جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء
ملخص
الخطاب الجغرافي هو تشييد المعرفة ونشرها .تتصف المعرفة العلمية التجريبية -الجغرافية -ببنية
ذات أربع خصائص :مقدمة إشكالية ) (Introductionومنهجية ) (Méthodologieونتائج )(Résultats
عالوة على مناقشة النتائج( .)Discussionتبعا لما سلف تتوخى هذه المقالة الجواب على السؤال اإلشكالي
التالي :كيف تساهم الخصائص العلمية في كشف بنية الخطاب الجغرافي في دينامية المجال الريفي المغربي .
اعتمدت المقالة منهجية محددة :اعتمد ت استراتيجية تمحيص كيفية للكشف عن بنية الخطاب الجغرافي بالنظر
إلى اختيار كتاب هيربرت بوب وعبد اللطيف بنشريفة11:واحة فݣيك :االستمرارية والتغير .11يندرج الكتاب
في البحث التجريبي 1فهو نتاج بحث ميداني مشترك .شكل تحليل المحتوى تقنية أساسية الستخالص الخصائص
العلمية لبنية الخطاب الجغرافي .وتطلب فهم بنية الخطاب القيام بزيارة ميدانية لواحة فݣيك صحبة أحد مؤلفي
الكتاب وهو األستاذ عبد اللطيف بنشريفة في عشرينيات القرن .XXIوقد أفضت قراءة الكتاب إلى النتائج
التالية المتعلقة ببنية الخطاب الجغرافي لدينامية المجال الواحي :أ-الخطاب اإلشكالي يتميز بأطروحة تعد
نموذجا تفسيريا الزدهار الواحة واستمراريتها نتيجة لتأثير العوامل اإليكولوجية والثقافية والديموغرافية .ب-
الخطاب التقني تجريبي اعتمد دراسة الحالة (اختيار خمسة قطاعات تجريبية) لواحة فكيك وتبني دراسة ميدانية
دقيقة -خطاب منطق تقديم النتائج توصل إلى أن االتجاه العام هو ازدهار واحة فكيك بالنظر إلى ثالث
حاالت وهي :قطاع زناكة – إزروان وقطاع لودا غير-إغونان وقطاع بركوكس .لكن مقابل ذلك توصل البحث
إلى حالتين متدهورتين وهما محاط "لعبيدات" وقطاع والد سليمان .د -خطاب مناقشة النتائج أكد على أهمية
االيكولوجية الثقافية للمنظومة البيئية الواحية كمحدد أساسي الزدهار واحة فكيك .أكدت المناقشة أن مسلسل
التغير الحديث للمنظومة البيئية الواحية ارتبط بإشكاليتين :إشكالية موت الواحة وإشكالية النمو الديمغرافي
والهجرة .بناء على النتائج المستخلصة من دراسة الحاالت الخمس ،يتبين أن إشكالية موت الواحة ليس لها
مبرر بواحة فكيك .أبرزت الدراسة أن تدهور األراضي الزراعية ،ناجم إما عن نقص في الماء أو عن إعادة
توظيفه لصالح مشارات أخرى.
الكلمات المفتاحة :بنية الخطاب الجغرافي -دينامية المجال الريفي الواحي -إيكولوجية الثقافية -
منظومة بيئية واحية -واحة فكيك
Résumé
Le discours géographique est la construction et la diffusion des
connaissances scientifiques caractérisées par une structure à quatre caractéristiques
: introduction, méthodologie, résultats, et discussion. Au vu de ce qui précède, cet
article cherche à répondre à la question problématique suivante : Comment les
caractéristiques scientifiques contribuent-elles à révéler la structure du discours
géographique de la dynamique de l'espace rural marocain ? Cet article adopte une
méthodologie adéquate. On a opté pour une stratégie de vérification qualitative qui
a portée sur le choix dulivre,, L’Oasis de Figuig, persistance et Changement,,
produit d'une recherche empirique de deux géographes : Popp H & Bencherifa A.
42
42
éditée en 1990. L’'analyse de contenu est essentielle pour extraire les
caractéristiques scientifiques du discours géographique. La compréhension de la
structure du discours scientifique de cet ouvrage, a nécessité une visite de terrain à
l'oasis de Figuig, encadrée par A. Bencherifa dans les années vingt du XXI siècle.
La lecture du discours scientifique de cet ouvrage a abouti aux résultats suivants :
A- Le discours problématique se caractérise par une thèse qui est un modèle
explicatif de la prospérité et de la continuité de l’oasis de Figuig, suite à l’influence
des facteurs écologiques, culturels et démographiques. B- Le discours technique
et empirique a adopté l'étude de cas (choix de cinq zones tests) et l’adoption d’une
technique d’enquête de terrain très fine. C- Le discours de la logique de
présentation des résultats a conclu que la tendance générale est la prospérité de
l'oasis de Figuig au vu de trois secteurs : ‘’Znaga-Izrouane’’, ‘’Loudaghir -
Ighounane’’, et le secteur ‘’Berkoukes’’. Cependant, la recherche a signalé deux
cas de détérioration : ‘’Laabidat" et «Oulad Slimane". D- Le discours de la
discussion des résultats a souligné l'importance de l'écologie culturelle de
l'écosystème oasien comme déterminant fondamental pour la prospérité de l'oasis
de Figuig. La discussion a montré que le changement actuel de l'écosystème oasien
était lié à deux problématiques : la problématique de la mort de l'oasis et celle de la
croissance démographique et de la migration. Sur la base des résultats tirés des cinq
études de cas, il est clair que le problème de la mort de l'oasis n'a aucune
justification dans l'oasis de Figuig. L'étude a montré que la dégradation des terres
agricoles soit causée par un manque d'eau, soit par son réemploi au profit d'autres
activités.
Mots clés : structure du discours géographique - dynamique de l'espace rural
oasien. Écologie culturelle - écosystème oasien -Oasis de Figuig.
مقدمة ومنهجية
مقدمة-أوال
تندرج هذه المقالة في سياق إبستمولوجية الجغرافيا الرامي إلى المساهمة في مناقشة
الخطاب الجغرافي هو تشييد المعرفة.سبل تجديد الخطاب الجغرافي المعاصر بالمغرب
. تتصف المعرفة الجغرافية ببنية وهي الخصائص الهيكلة لها.ونشرها
يكتسي الخطاب عموما والخطاب العلمي بوجه خاص أهمية خاصة في العلوم
، الخطاب هو عملية فكرية تتم بواسطة مجموعة عمليات أولية جزئية ومتتابعة.االجتماعية
الخطاب.)lalande,237) فهو تعبير وتطوير الفكر بواسطة الكلمات أو ادعاءات متتالية
() سلسلة خاصة من التمثالث والممارسات تنتج عبرها معاني ممكنةdiscours / discours(
لفظية وكتابية وتعبيرية برموز، يكتسي الخطاب أشكاال عدة.)Johnston & Smith ,2009
، فهو فعل وتفاعل ألنه يهم فاعلين اجتماعيين، الخطاب هو نشاط اجتماعي وإنتاج عملي.معينة
43
43
فهو منظم ،يساهم في تشييد الواقع االجتماعي ،وبالنظر إلى عالقة الخطاب ببناء المجال ،يمكن
القول بأنه يساهم في تشييد المجاالت المعايشة والمدركة ،لهذا نجد الخطاب يعطي للمجال معنى
وقيمة :فهو يساهم في هيكلة المجال )) Lussault, 284 -285
الخطاب له بنية وأشكاال عدة .نقصد ببنية الخطاب العلمي اتصافه بخصائص علمية،
والسيما الخطاب العلمي التجريبي .أربعة خصائص تميز الخطاب العلمي التجريبي المعاصر
،IMRADوتتكون من مقدمة إشكالية وهي التي يرمز إليها اختصارا بالرمز
)(Introductionومنهجية ) (Méthodologieونتائج ) (Résultatsعالوة على مناقشة
النتائج(( .)Discussionاألسعد ،محمد .)02501يكتسي الخطاب أشكاال عدة :خطاب سردي
وصفي ،تفسيري ،حجاجي
-السؤال اإلشكالي :تبعا لما سلف تتوخى هذه المقالة الجواب على السؤال اإلشكالي التالي:
كيف تساهم الخصائص العلمية في كشف منطق بنية الخطاب الجغرافي في مؤلف واحة فݣيك:
االستمرارية والتغير
-األهداف :تهدف هذه المقالة الجواب على هذا السؤال اإلشكالي بعرض الخصائص
العلمية المقترحة لتشييد بنية الخطاب الجغرافي:
كشف الخطاب اإلشكالي :المقدمة ( ( )Introductionالخاصة العلمية األولى)
إبراز الخطاب التقني :المنهجية (( )Méthodologieالخاصية العلمية الثانية)
تبين خطاب منطق تقديم النتائج (( )Résultatsالخاصية العلمية الثالثة)
فهم خطاب مناقشة النتائج (( )Discussion et Conclusionالخاصية العلمية الرابعة)
44
44
الشكل :1صورة غالف كتاب ،واحة فكيك االستمرارية والتغير
صورة التقطت من وجه غالف الكتاب بعدسة محمد األسعد بتاريخ 52يوليوز 0202
ثانيا -منهجية العمل
-استراتيجية التمحيص :اعتمد البحث إستراتيجية تمحيص كيفية ،للكشف عن بنية الخطاب
الجغرافي في كتاب هيربرت بوب وعبد اللطيف بنشريفة :واحة فݣيك :االستمرارية
والتغير( .)L’Oasis de Figuig. Persistance et Changementيندرج الكتاب في
البحث التجريبي فهو نتاج بحث ميداني .الكتاب مؤلف بحثي مشترك من تأليف األستاذين
هيربرت بوب ) )Herbert Poppمن جامعة 11باسو 11بألمانيا واألستاذ عبد اللطيف
بنشريفة ) (Abdellatif Bencherifaمن جامعة محمد الخامس بالرباط بالمغرب.
صدر الكتاب بدعم من جامعة 11باسو11بألمانيا ويتكون من 110صفحة من الحجم الكبير
و 50شكل و XVIIIلوحة و 52جداول و 00صورة.
-ظروف مقاربة فهم بنية الخطاب الجغرافي لدينامية المجال الريفي :لماذا وقع االختيار
على هذا الكتاب للكشف عن بنية الخطاب الجغرافي في دينامية المجال الريفي بالمغرب؟
ثم اختيار هذا الكتاب من عينة كتب ثم تأليفها عن الواحات المغربية في فترة -5222
.(i)0250دافعان أساسيان يبرران اختيار هذا الكتاب .يتمثل الدافع األول في اختيار كتاب
منشور صادر عن دار نشر يكون موضوعه المجال الريفي الواحي .لهذا لم يتم االهتمام
باألدبيات الرمادية ( األطاريح الجغرافية غير المنشورة) والتي تتطلب دراسة خاصة
مقارنة .الدافع الثاني هو أن الكتاب تتوفر فيه الخصائص
45
45
1 -العلمية التي تتوافق مع مفهوم بنية الخطاب العلمي المحدد في مقدمة هذه المقالة (إشكالية
واضحة ومنهجية منسجمة معها وعرض النتائج وفق اإلشكالية والمنهجية ثم مناقشتها) ،
مما يتوافق مع إشكالية هذه المقالة .شكل تحليل المحتوى تقنية أساسية الستخالص
الخصائص العلمية لبنية الخطاب الجغرافي .وتطلب فهم بنية الخطاب القيام بزيارة ميدانية
لواحة فكيك صحبة أحد مؤلفي الكتاب وهو األستاذ عبد اللطيف بنشريفة في نهاية
عشرينيات القرن .XXIكانت هذه الزيارة فرصة سانحة لمعاينة دينامية المجال الريفي
لواحة فكيك المدرجة في الكتاب (مقارنة الوضعية الحالية بوضعية نتائج البحث الميداني
الواردة في الكتاب) .مكنتني هذه الزيارة من فهم أكثر لدينامية المجال الريفي لواحة فكيك.
ال يفوتني أن أوجه الشكر ألستاذي عبد اللطيف بنشريفة على تأطيره لهذه الرحلة وتوفيره
ظروف إنجاحها.
الشكل :2منظر عام من شمال غرب واحة فكيك
التقطت الصورة بعدسة محمد األسعد بتاريخ 01يوليوز 0202من ظهر غالف كتاب ،واحة فكيك االستمرارية والتغير.
(1( - Bellakhdar Jamal, 1992, Tissint, une oasis du Maroc présaharien : monographie d'une palmeraie
du moyen Dra, Ed. Al Biruniya, 243 p. - Ben Salem Abdelkrim, 2016, Changements Climatiques
dans les Oasis de Tafilalet Sud est du Maroc, Editions Universitaires Européennes, 180 p. - El Faïz
Mohamed, 2008, Le Maroc Saharien un patrimoine d'eau, de palmes et d'ingéniosité humaine, Ed.
Actes Sud, Collection Nature, 240 p. - Ftaïta Toufik, 2006, Anthropologie de l'irrigation : les oasis
de Tiznit, Maroc, Ed. L’Harmattan, 254 p. - Oudada Mohamed, 2008, Le pays du Bani:
désenclavement et développement dans le sud du Maroc, Publications de l’Université de Provence,
260 p. - Vallat Jean-Pierre (Dir.), 2014, Le patrimoine marocain : Figuig, une oasis au coeur des
cultures, 461 p.
-عمر حمداوي ، 2022 ،واحات المغرب مساهمة ببليوغرافية ،دار النشر البصمة 207 ،ص.
46
46
-حدود المقالة :ال تتوخى هذه المقالة اإلحاطة الشاملة بموضوع دينامية المجال الريفي
بالمغرب من خالل األدبيات الجغرافية ،ألن هذا العمل يتطلب مقاربات أخرى .يتعلق
األمر باختيار نموذج من المجاالت الريفية التي عرفت دينامية ذات خصوصية .ال
يتوخى هذا االختيار تعميم النتائج على دينامية المجاالت الواحدية بالمغرب .يقتضي
بلوغ هذا الهدف إنجاز دراسة مقارنة للحصيلة العلمية للمؤلفات المنشورة .تقف حدود
المقالة عند تقديم حالة لدينامية أحد المجاالت الريفية الواحدية وهو المجال الريفي لواحة
فكيك .هذه الحالة مستخلصة من خطاب جغرافي أنتج في مطلع تسعينيات القرن XX.
-1الخطاب اإلشكالي :المقدمة ( )Introductionالخاصة العلمية األولى)
-1.1السياق العام لتأليف الكتاب
توجد واحة فݣيك بالشمال الشرقي للمغرب على الحدود الجزائرية .تمتد على مساحة
022هكتار من األراضي المزروعة ،وينتشر بها أزيد 522.222شجرة ،أكثر من ثالثة
أرباعها تتكون من النخيل .يقطن بواحة فتيك زهاء 0222أسرة (بنشريفة وبوب.)5222 ،
-2.1عرض ونقد الدراسات السابقة حول أنظمة الفالحة الواحية المروية ببلدان
المغرب العربي
أوال .رغم غزارة الدراسات فإنها ذات قيم متفاوتة
-نهاية القرن :XIXدراسات قليلة وغير منتظمة منهجيا (،)Rohlfs, 1863 & 1868
بل كانت دراسات تخدم أغراضا استعمارية هدفها توفير معلومات إخبارية
47
47
ب -غلبة الهاجس اإلخباري وانعدام الطموح اإلشكالي (مفاهيم ونظريات) ،على اإلنتاج
العلمي الذي يعد في مجمله منوغرافيات وصفية اصطالحية دون البحث عن استنتاج قوانين
علمية.
ج -التأكيد على خاصية االستثناء عند دراسة كل حالة من الواحات.
د -شملت معظم الدراسات الواحات الجزائرية.
تعد مساهمة هذه الدراسات في معرفة قضايا ذات صلة بعالقة اإلنسان ببيئته ضعيفة،
إذ إن األسئلة األساسية ظلت عالقة وخاصة منها األسئلة ذات صلة باإليكولوجيا الثقافية .لم
تتطرق هذه الدراسات للعالقة بين الظروف اإليكولوجية الفعلية وحالة الموارد الطبيعية المتاحة
ومبادئ وعقالنية تأقلم الفالحة الواحية بوسط صحراوي .كما أن هذه الدراسات لم تهتم بقضايا
فعالية نظام اإلنتاج الفالحي الواحي الذي يعد من أكثر األنظمة تكثيفا لإلنتاج في الفالحة ما
قبل الصناعية .لم تتطرق هذه الدراسات لقضايا عالقة الضغط الديموغرافي وكثافة استعمال
الموارد الطبيعية .ال شك أن هذه القضايا تعد أساسية لفهم استمرارية نظام اإلنتاج الفالحي
بالواحات .ال بد من اإلشارة إلى االستثناءات العلمية التي أنجزها باحثون آخرون مثل دراسة
كابو-راي ( ،)Capot-Rey 1944,1953إذ يعد من أوائل الباحثين الذين أكدوا على الوضعية
الجديدة للواحات في إطار السياق التقني-الثقافي الحديث وما يترتب عنها من تحوالت جذرية
مثل ظروف المواصالت والتهيئة المائية في طور االنجاز.
ثانيا .أطروحة موت الواحات
أكدت أغلب الدراسات المتاحة أن مسلسل التغير السريع يؤثر في البنيات الواحية
الموروثة .ويدفع ذلك إلى طرح تساؤالت تتعلق بتوفر النظام الواحي على ثروات داخلية تمكنها
من تحمل التركز البشري الهام ،أو أنه معرض إلى االنقراض البطيء أو أن استمراريته رهينة
بموارد خارجية.
ظهرت منذ الخمسينيات من القرن العشرين حركة فكرية ذات توجه سالب مفادها أن
النظام الواحي بالمغرب العربي معرض لالنحطاط أو ما يسمى "بموت الواحة" ويمكن
استخالص أهم الحجج الداعمة لهذا الموقف فيما يلي:
تدهور الظروف المناخية ونقص الموارد المائية المتاحة للري. -
انحطاط تجارة القوافل الصحراوية التي أفقدت الواحات وظيفتها األساسية. -
تغير في العادات الغذائية (جراء التدخل االستعماري) ،الذي أدى إلى انحطاط الدور -
الغذائي للتمور ،والذي تزايد مع انتشار مرض 11البيوض. 11
النزوح الكثيف لسكان الواحات. -
عدم فعالية أساليب الري التقليدية بالنظر إلى كمية ساعات العمل التي تتطلبها. -
48
48
-تحول في نمط العيش المبني على الترحال إلى نمط االستقرار والذي ترتب عنه تراخي
الروابط التقليدية التي نسجها الرعاة مع الواحة.
لكن النظر إلى الواقع الواحي عن قرب يثبت أن هذه النظرة السلبية عن موت الواحة،
غير صحية والتي تؤكدها أبحاث أخرى.
ثالثا .استمرارية الواحات بالمغرب العربي وانتشار التجديد باالقتصاد الواحي.
أتثبت بعض الدراسات منذ بداية الخمسينيات من القرن العشرين خاصية استمرارية
النظام الواحي بإفريقيا الشمالية .وتتجلى هذه االستمرارية في تزايد اإلنتاج الفالحي نتيجة
الزيادة في المساحات المزروعة أو بفعل استعمال ضخ الماء بالمحركات وتحسن أسلوب التزود
بالماء واإلصالح االجتماعي والتدخل االيجابي للدولة .وقد أبرزت الدراسات الحديثة تكون
مسلسل التجديدات بواحات المغرب العربي والتي يمكن تصنيفها إلى ثالث فئات:
-الفئة األولى :تأثير حركة الهجرة؛ أدت هذه الحركة إلى تناقص نسبي في عرض اليد
العاملة وبداية انتشار النظام الخفيف للزراعة بالواحة ،والتي شملت األراضي األقل انتشارا
للبستنة .مقابل ذلك ظهرت أنظمة زراعية كثيفة في بعض األماكن الخاصة .استفادت الواحات
من عائدات المهاجرين :شراء محركات ضخ المياه وانتشار زراعات شجرية جديدة أو موسمية
(التبغ ،الكيف) ،زيادة على ظهور زراعة البرسيم كعلف للماشية.
-الفئة الثانية :تحول في التنظيم االجتماعي؛ يتحلى ذلك في تثمين عمل البنيات التقليدية
(الحراطين) مما ساهم في إنعاش ايجابي لالقتصاد الواحي.
-الفئة الثالثة :تحول في اإلنتاج الزراعي الواحي؛ بالنظر إلى حالة الواحات الجزائرية،
فان اإلنعاش اإلداري لعدة واحات تقليدية وما ترتب عنه من نمو كمي ونوعي في الطلب .أدى
إلى تنمية الزراعات الجديدة والسيما ما يتعلق بالبقليات.
49
49
أطروحات الدراسات الواحية بالمغرب العربي في القرن XX
-5.1أهداف البحث
تتمثل األ هداف الكبرى في :رسم لوحة عن خصائص التنظيم الواحي التقليدي ووصف
وتصنيف وتفسير مسلسل تحول النظام الموروث.
50
50
-6.1أطروحة البحث
تقدم األطروحة نموذجا تفسيريا الزدهار الواحة واستمراريتها )(Peنتيجة لتأثير
العوامل اإليكولوجية )(Eوالثقافية )(Cوالديموغرافية ).(D
-تعد العوامل اإليكولوجية (موقع واحة فكيك ووفرة المياه الجوفية) والعوامل الثقافية (تقنية
الري بالفجارات (المحدد األساسي الستمرارية ازدهار واحة فكيك) .ارتبط مسلسل التغير
الحديث لواحة فكيك بإشكالية النمو الديمغرافي وحركة الهجرة.
51
51
- 2.2التحري الميداني
تم اختيار بعض مجاالت المعاينة الممثلة للتحوالت المسجلة والتي رسمت بعناية في
خرائط .كما تم إخضاع كل مشارة للتحري بواسطة استمارة تشمل متغيرات تهم استعمال
ال موارد الواحية وأخرى تهم المتغيرات المفسرة لها ذات صلة بطريقة االستغالل ووضعية
الهجرة المتعلقة بمالكي المشارات .وقد تم اختيار خمسة مجاالت للمعاينة ممثلة لمجموع المجال
الواحي :محاط "لعبيدات" وقطاع والد سليمان – لودارنا وقطاع زناكة – إزروان وقطاع لودا
غير-إغونان وقطاع بركوكس.
- 3خطاب منطق تقديم النتائج (( )Résultatsالخاصية العلمية الثالثة)
توصل البحث إلى أن االتجاه العام هو ازدهار واحة فكيك بالنظر إلى ثالث حاالت
وهي :لودارنا وقطاع زناكة – إزروان وقطاع لودا غير-إغونان وقطاع بركوكس .لكن مقابل
ذلك توصل البحث إلى حالتين متدهورتين وهما محاط "لعبيدات" وقطاع والد سليمان
-الحالة األولى :قطاع لعبيدات محاط كامل التدهور
محاط "لعبيدات" بالشمال الغربي لواحة فݣيك .يتميز قطاع "لعبيدات" بأنه كامل
التدهور ،وتحدده مجموعة من الخصائص تتمثل في االستغالل الخفيف وموارد مائية
ضعيفة وعدم وجود نظام مؤسسي في تدبير مياه الري ووجود نظام استغالل مركب كثيف
وخفيف.
-الحالة الثانية :قطاع والد سليمان -لودارنا ،واحة شبه متدهورة
يتميز شبه التدهور بتفاوت في شكل االستغالل الدي يمكن تصنيفه إلى ثالثة أصناف
وهي :البوار واالستغالل الضعيف واالستغالل المتوسط .وال يفسر هذا التفاوت بقلة الماء،
بقدر ما يرجع إلى موقع المشارات في األعلى أو في األسفل ،إذ يالحظ أن أغلب المشارات
التي توجد في وضعية طبوغرافية مرتفعة تتميز بالبوار أو االستغالل الضعيف .كما أن هذا
التدهور يفسر بصغر حجم المشارات ،إذ يفضل استعمال الماء بالمشارات ذات حجم كبير.
-الحالة الثالثة :قطاع زناكة -إزروان :واحة مزدهرة
يمثل قطاع زناكة -إزروان البستنة الواحية كثيفة االستغالل .ويتميز االستغالل بمشهد
يتكون من طبقات زراعية ،تغلب عليها األشجار المثمرة (نخيل ،زيتون .).يفسر هذا االستغالل
الكثيف بالتوزيع المحكم للماء الذي يدبره "الصرايفي" وهو الذي يسهر على توزيع مياه السقي
على الفالحين .عرف دور "الصرايفي" تحوال إذ أصبح يتحكم في توزيع الماء( .يعتمد
االستغالل على التسيير المباشر واالستهالك الذاتي) .يالحظ أن بعض االستغالليات يسيرها
مهاجرون بشكل مباشر ،مما يترجم ارتباطهم الوثيق باألرض .كما أن جل االستغالليات تجمع
بين اإلنتاج الزراعي والحيواني.
52
52
-الحالة الرابعة :قطاع لودا غير -إغونان :واحة منتعشة
تترجم واحة لودا غير -إغونان ،نموذج الواحة المتجددة والمنتعشة وذلك منذ الستينيات من
القرن .XX
فقد عرفت موجة من إدخال مغروسات جديدة وإعادة الزراعة .ويرجع ذلك إلى عدة عوامل
أهمها تبني
التجديد الفالحي من طرف المستغلين واعتماد ضخ الماء من األعالي الذي سيعوض مياه قنوات
الري
التقليدية ،مما جعل حدا لتقنية الري بواسطة الفجارات.
-الحالة الخامسة :قطاع بركوكس :قطاع سقوي جديد
يعد قطاع بركوكس نموذجا لواحة جديدة ،ويرجع ذلك إلى أسباب عدة أهمها مبادرة الفالحين
الذاتية في حفر أبار جديدة وتهيئة أحواض تجميع المياه ومد قنوات سقي جديدة.
-4خطاب مناقشة النتائج ( )Discussion et Conclusionالخاصية الرابعة
حاول المؤلفان مناقشة األسئلة الثالثة التي وجهت إشكالية هذا الكتاب.
أوال :االيكولوجية الثقافية للمنظومة البيئية الواحية
تعتبر العوامل اإليكولوجية (موقع في فج وأراضي منبسطة ثم وجود مياه جوفية)،
والثقافية (تقنية السقي بالفجارات) المحدد األساسي الزدهار واحة فكيك .تتفق هذه الخاصية
مع جل األدبيات األنتروبوجغرافية .لكن يالحظ من خالل هذه الدراسة أن واحة فكيك تتميز
بخصوصيات .الخصوصية األولى أن واحة فكيك توجد في موضع طبوغرافي معلق ،ترتب
عنه تشكيل الحوض إلى وحدتين .أضف إلى ذلك الوضع االرتوازي المحدد للثروات المائية
الذاتية ،والتنظيم االجتماعي والتقني للري .الخصوصية الثانية أن واحة فكيك توجد في موقع
حدودي جعلها تحرم من جزء من ثرواتها المائية ،جراء ترسيم الحدود ،مما أدى بالسكان إلى
التكيف مع هذا الوضع.
ثانيا -مسلسل التغير الحديث للمنظومة البيئية الواحية
ارتبط التغير الحديث للمنظومة البيئية الواحية بإشكاليتين :إشكالية موت الواحة وإشكالية
النمو الديمغرافي والهجرة .بناء على النتائج المستخلصة من دراسة الحاالت الخمس ،يتبين أن
إشكالية موت الواحة ليس لها مبرر بواحة فكيك .أبرزت الدراسة أن تدهور األراضي
الزراعية ،ناجم إما عن نقص في الماء أو عن إعادة توظيفه لصالح مشارات أخرى.
ارتبط التغير بالمنظومة البيئية الواحية بثالث عوامل بشرية؛ وهي النمو الديمغرافي.
تزايد كمي ونوعي للحاجات األساسية للسكان وتحديد ملحوظ للموارد جراء الوضع
الجيوسياسي الذي ترتب عنه حرمان السكان من الموارد بفعل ترسيم الحدود .وتعد الهجرة
53
53
االستجابة األساسية لهذه العوامل إذ ترتب عنها تخفيف الضغط الديمغرافي ومساهمة عائدات
المهاجرين في تكثيف النشاط الفالحي وبالتالي استمرارية المنظومة الواحية.
ثالثا -إشكالية الحفاظ وتهيئة المجاالت الواحية
إن ترميم وتقوية واحة فكيك ،يعد الخيار األمثل بشريا وماليا .ويحتم هذا الخيار توفير
مياه ري إضافية .يتطلب بلوغ هذا الهدف ترميم الفجارات ،تعميم تقنية الضخ وفق نموذج
قطاع لودا غير ،تقوية اعادة ملء السديمة السطحية لسهل بغداد .إلنجاح االقتراحين األخيرين،
يستحسن ربط التعاون بين المغرب والجزائر.
خالصة عامة
كان الهدف من المقالة هو الجواب على السؤال اإلشكالي المتمثل في كيفية مساهمة
الخصائص العلمية في كشف منطق بنية الخطاب الجغرافي في مؤلف واحة فݣيك :االستمرارية
والتغير .ويمكن التأكيد على توفر الكتاب على خصائص علمية ،تعكس بنية الخطاب الجغرافي.
وأهم مميزاته:
أ-خطاب إشكالي وضع بقواعد علمية استداللية (أطروحة نموذجية لتفسير ازدهار الواحة
واستمراريتها نتيجة لتأثير العوامل اإليكولوجية والثقافية والديموغرافية.
ب -خطاب منهجي تبنى البحث التجريبي باعتماد دراسة الحالة .ج -خطاب تقديم النتائج
أكد على سيادة استمرارية ازدهار الواحة رغم وجود بعض مظاهر التدهور .ج -خطاب
مناقشة النتائج ،شيد على ضوء الدراسات السابقة مع التأكيد على أهمية اإليكولوجيا الثقافية
كمرجعية لفهم التراب الواحي لفكيك.
54
54
بيبليوغرافيا
الدليل المنهجي، ( خطوات إنجاز البحث الجغرافيIMRAD) الخصائص العلمية.)9102( .األسعد محمد
اإلشراف العلمي,. ( تنسيق المالكي موسى: ورد في.) الدكتوراه- إلعداد البحوث (اإلجازة – الماستر
األسعد م) سلسلة منشورات المنتدى حول مناهج وأدوات البحث في العلوم, أيت حمزة م, كرزازي موسى م
90-01 ص، الطبعة األولى، الناشر منتدى الجغرافيين الشباب للبحث والتنمية،االنسانية واالجتماعية
-Bailly A & Ferras R. 2018, Eléments d’ épistémologie de la géographie ;Coll U
-Joannon M. 1992, Compte rendu : L’Oasis de Figuig, Persistance et Changement
, Méditerranée , 76 , 81-82
-Johnston Gregory D & Smith D.M .2009, The dictionary of human geography
.Wiley-Blackwell ( 5th Edition )
-Lalande A .1992, Vocabulaire, critique et technique de la philosophique. Ed Puf
-Lecoz J ,1991, Compte rendu : L’Oasis de Figuig , persistance et Changement,
Annales de Géographie ,560 , 503-504
-Lévy Lussault M.2013, Dictionnaire de la géographie et de l’espace des sociétés
.Belin
-Martin J. 1996, Les enjeux du discours scientifique : La stratégie de véridiction ,
ttps://doi.org/10.4000/asp.414,13-31
-Popp H & Bencheria A. 1990, L’Oasis de Figuig , Persistance et Changement
,Passau,Passavia Universitatsverlag
55
55
التجارة النسوية وأثرها على التنقالت اجملالية لزوجات املهاجرين املقيمات بأكادير
السعدية الحريري* ومبارك أوراغ**
*أستاذة باحثة ،فريق بحث الجيوبيئية وتنمية المناطق الجافة وشبه الجافة ،جامعة ابن زهر ،كلية اآلداب والعلوم
اإلنسانية ،أكادير.
**أستاذ باحث ،فريق البحث والدراسات حول المجاالت والمجتمعات في الجنوب المغربي ،جامعة ابن زهر ،كلية
اآلداب والعلوم اإلنسانية ،أكادير
ملخص
نتذكر بسهولة الهجرة الذكورية المغربية نحو الدول األوربية ،في حين وجب انتظار
السنوات األخيرة للشروع في الحديث عن التواجد النسوي ،الذي واكبها إما في إطار التجمع
العائلي أو بشكل فردي .تنامي هذه الظاهرة جعل المهاجرات يحظين باهتمام أكبر من طرف
البحث العلمي والمؤسساتي .هذا في الوقت الذي ظلت فيه نساء أخريات (زوجات المهاجرين
المقيمات بالبلد األصل) ،يعانين من اإلهمال والتهميش ،مع العلم أنهن كن دائما حاضرات منذ
البدايات األولى للهجرة المغربية نحو الخارج.
رغم الضغوطات التي مورست على هذه النسوة ،في ظل غياب األزواج ،من طرف
محيطهن األسري واالجتماعي ،والمسؤوليات التي اضطررن إلى تحملها تمكن ،من إظهار
استعداد أكبر للتغيير ،خصوصا بعد استقرارهن بالمجال الحضري .تواجدهن بهذا األخير
مكنهن من نسج العديد من العالقات االجتماعية ومن اتخاذ تدابير أخرى كمزاولة التجارة.
الهدف المتوخى من هذا المقال هو الوقوف على طبيعة هذا النشاط وأثره على التنقالت المجالية
لهذه الزوجات ،وذلك بغية إبراز مدى حضورهن بالمجال الخارجي وتوسع نطاق تنقالتهن.
الكلمات المفاتيح :الهجرة ،زوجات الهاجرين ،التجارة النسوية ،البلد األصل.
Résumé
56
56
Malgré les pressions exercées sur ces femmes, en l'absence des maris, de la part de
leur entourage familial et social et les responsabilités qu'elles devaient assumer, elles ont
pu, peu à peu, se montrer plus disposées au changement, surtout après leur installation dans
l’espace urbaine. Leur présence dans ce dernier leur a permis de tisser de nombreuses
relations sociales et de prendre d'autres mesures telles que la pratique du commerce.
L'objectif visé par cet article est d'identifier la nature de cette activité et son impact sur les
déplacements spatiaux de ces épouses, afin de mettre en évidence l'étendue de leur présence
dans l’espace extérieur et l'élargissement du périmètre de leurs déplacements.
مقدمة
أثارت الهجرة الدولية النسوية المغربية اهتمام الباحثين ،بعدما ظلت لمدة طويلة في طي
النسيان .هذا الحضور واكبه ،في الزمان والمجال ،تزايد مستمر للمهاجرات (تأنيث الهجرة)
من جهة ،وتعدد البلدان المستقبلة لهن من جهة أخرى .المهاجرات ال يمثلن كثلة متجانسة،
منه ن من هاجرن في إطار التجمع العائلي وبالتالي لم يكن ،بشكل أو بآخر ،حامالت لمشروع
الهجرة ،ثم هناك من هاجرن بمفردهن ،أي أن الهجرة لديهن ،مشروع ذاتي .إضافة إلى أن
مناطق االستقبال لم تعد تقتصر على بلدان بعينها ،كما كان في السابق ،بالنسبة لبعض الدول
األوربية المستقبلة لليد العاملة المغربية ،مثل فرنسا وهولندا وبلجيكا ،بل ظهرت أخرى مثل
إسبانيا وإيطاليا وبعض دول الخليج العربي ،مثل اإلمارات العربية المتحدة والمملكة العربية
السعودية إلى غير ذلك.
هذه األوجه المختلفة للهجرة النسوية ،برزت نتيجة التغيرات التي شهدها المجتمع
المغربي في مختلف الميادين بصفة عامة ،إلى جانب تلك التي عرفتها والزالت تعرفها ،وضعية
المرأة بصفة خاصة .فإذا كانت هذه النسوة يعشن الهجرة بشكل مباشر ،هناك أخريات يعشنها
بشكل غير مباشر ،ويتعلق األمر هنا بزوجات المهاجرين المقيمات بالبلد األصل .لقد شكلت
هذه الز وجات ،حتى وقتنا الحالي ،فئة منسية ومهمشة لم تستقطب اهتمام الباحثين والمهتمين
بالهجرة ،مع العلم أنها كانت دائما حاضرة ،مند البدايات األولى للهجرة الذكورية المغربية نحو
الخارج .فهي تتقاسم آثارها مع أزواجها ،تارة عن قرب عند عودتهم إلى البلد األصل ،وتارة
عن بعد (آالف األميال) بعد رحيلهم من جديد إلى أرض المهجر.
هذا التوجه أكد ضرورة تسليط الضوء على هذه الفئة من النساء ومنحها فرصة التحدث
والتعبير عن وضعيتها وظروف عيشها ،في ظل هجرة األزواج .كما أن الهدف من هذا المقال،
واضح وبسيط ،يتجسد في التذكير بأن الهجرة ال تهم فقط أوالئك الذين يغادرون ،وإنما أيضا
أوالئك الذين يمكثون بالبلد األصل ) ،)Brahimi et al., 1985إذ هناك نساء ،رغم عدم خوضهن
57
57
شخصيا لهذه التجربة ،إال أن هجرة أزواجهن غيرت حياتهن وجعلت منهن »مهاجرات
مستقرات« ».)Charef, 2002( «Des immigrées immobilesعن طريقهن ،ساهمت هذه الظاهرة
في إحداث تغيرات بالبلد األصل ،بما في ذلك المناطق النائية بالعالم القروي.
مكوث هذه النساء ضمن الوسط العائلي لألزواج لم يمنعهن ،رغم الضغوطات
والصعوبات ،من تحمل مسؤولياتهن وتحقيق أهدافهن .لقد استطعن ،شيئا فشيئا ،تجاوز تأثير
محيطهن األسري واالجتماعي وإبراز استعداد أكبر للتغيير ،خصوصا بعد استقرارهن بالمجال
الحضري .فهن لم يظللن مقيدات ببيوتهن ،بل بادرن إلى اتخاذ مجموعة من التدابير كمزاولتهن
للتجارة ،وتتمحور اإلشكالية المركزية في السؤال التالي :ما طبيعة هذا النشاط وأثره على
التنقالت المجالية لزوجات المهاجرين المقيمات بمدينة أكادير؟
من خالل هذا السؤال المركزي تتفرع األسئلة التالية :ما السمات التي تميز هذا النشاط؟
أين يمارسنه؟ هل هو حكر على هذه الفئة من النساء؟ ما موقف األزواج منه؟ هل مكوثهن
بالبلد األصل أمر اختياري أم إجباري؟ كيف يتعاملن مع بعد أزواجهن؟ ما موقفهن من تجربة
هجرة أزواجهن؟ ما هي الخصائص السوسيو-ديموغرافية والجغرافية لهذه الزوجات؟
اإلجابة عن هذه التساؤالت ستتم انطالقا من ثالثة نقط:
النقطة األولى :خصصت لتقديم بعض المعطيات األولية المتعلقة بالنساء وأزواجهن،
بهدف التعرف عليهم أكثر.
النقطة الثانية :تتناول واقع الزوجات بين المكوث بمدينة أكادير وبعد األزواج.
النقطة الثالثة :تتطرق لطبيعة النشاط التجاري الممارس من طرف الزوجات وأثره على
تنقالتهن المجالية .وإلبراز ذلك تم اتباع المنهجية التالية.
.1اإلطار المنهجي
لمعالجة اإلشكالية التي يطرحها هذا المقال تم جمع البيبليوغرافيا ثم تحديد ميدان الدراسة
واألدوات المعتمدة.
.5 .5زوجات المهاجرين المقيمات بالبلد األصل ،أي حضور في الحقل العلمي؟
يعد موضوع زوجات المهاجرين المقيمات بالبلد األصل بشكل عام ،والمغربيات بشكل
خاص ،من المواضيع األكثر ندرة في الحقل العلمي .هذه الحقيقة أكدتها األبحاث المتعلقة
بالتحليل التاريخي ،والسوسيولوجي والجغرافي لظاهرة الهجرة ،التي ركزت باألساس ولمدة
طويلة على الذكور ،أما النساء فلم يتم االهتمام بهن إال في السنوات األخيرة .الدراسات التي
58
58
تناولت العنصر النسوي والهجرة حتى اآلن ،وقفت بالخصوص على اللواتي وطأت أقدامهن
بالد المهجر أو ولدن به ،أما الالئي لم يعشن هذه التجربة شخصيا ،وإن كن زوجات للمهاجرين،
فلم يثرن فضول الباحثين ،أي أنهن الزلن يعانين التهميش.
قلة األعمال تؤكد هذه الخاصية ،التي في الواقع ليست حكرا على المغربيات ،بل تمس،
عبر مخت لف دول العالم ،العديد من النساء .العمل األول الذي يثير االنتباه حيال هذه الظاهرة
هو نتيجة ألبحاث أجريت في بعض دول جنوب أوربا (إيطاليا واليونان والبرتغال وتركيا)،
من طرف مجموعة من الباحثات المنتميات لتخصصات مختلفة (السوسيولوجيا ،وعلم النفس،
والقانون واألدب) حول انعكاسات الهجرة الذكورية على حياة الزوجات المقيمات بالبلد األصل
).)Brahimi et al., 1985
هذاالعمل يندرج ضمن دراسات ارتأت منظمة اليونسكو القيام بها ،في إطار برنامجها
الهادف إلى رفع كل أشكال الحيف والميز المبنية على النوع ،إلبراز الوضع الخاص الذي
تعيشه هذه النساء ،كزوجات منسيات ومهمالت في ظل هجرة األزواج ،وكنساء مختلفات عن
األخريات المحيطات بهن من خالل خضوعهن ،ليس فقط للزوج الغائب ،بل لكل القائمين
مكانه من األب واألم (بالنسبة للحاضر) إلى االبن البكر(في المستقبل) .هذه الزوجات يخضعن
لقانون قاس أال وهو»االنزواء« ،ويوجدن في وضعية استثنائية وغامضة إذ ينعتن ب »األرامل
البيض« » .«Des veuves blanchesإلنجاز هذه الدراسة تم اعتماد منهجية الحوار مع النساء
المستجوبات ،إلبراز الهدفين التاليين .األول ،يتمثل في إبالغ الرأي العام بمصيرهن،
باعتبارهن ال ينتمين إلى أية فئة من الفئات المعترف بها من طرف المجتمع .فهن في الوقت
نفسه ،لسن ال بزوجات وال بأرامل وال بمعيالت لألسرة وفي أصعب الحاالت لسن حتى
بأمهات .أما الهدف الثاني ،فيتعلق بإعطاء المسؤولين والمؤسسات النسائية ،التي تهتم بالدفاع
عن حقوق المرأة ،العناصر الضرورية لوضع برامج تهدف إلى تحسين ظروف معيشتهن.
لقد سمح هذا البحث باالطالع على دراسات أخرى أكدت انتشار هذه الظاهرة بين
جنسيات مختلفة بما في ذلك اإلفريقيات »السنغاليات« ) (Mondain et al., 2012والمغاربيات
»التونسيات« ( ،)Horchani Zamiti, 1997وإن كانت في أغلبها عبارة عن مقاالت محدودة جدا.
هذا التقصير من طرف الباحثين لم تسلم منه أيضا المغربيات .ذكرهن في معظم األعمال يتم،
بشكل غير مباشر ،في إطار دراسة االنعكاسات االقتصادية واالجتماعية لظاهرة الهجرة على
األسرة (،)Nadif, 2007( ،)Bensaîd et Ibourk 2008( ،)Mter, 1997( ،)Berriane, 2009
( .)Bourqia et al., 2007أما األبحاث االستثنائية التي تطرقت إليهن بشكل مباشر فتبقى قليلة
مثل تلك التي اهتمت بالمقيمات بكل من منطقه الحسيمة ( ،)Hajjarabi, 1988ومدينتي بركان
( )Heuvels, 1995ولفقيه بن صالح ) )Pennetti, 2007والمجتمعات الواحية »حوض دادس« ( Aït
59
59
)Hamza, 1995وجماعة إفران األطلس الصغير ( .)Bencherik, 2014-15هذه األعمال رغم
قلتها من جهة واختالف األصول الجغرافية للنساء اللواتي تناولتهن من جهة ثانية ،إال أنها
تلتقي لتؤكد صعوبة وضعيتهن وتفاقم معاناتهن التي ليست بالضرورة مادية وإنما أيضا معنوية.
للتقرب أكثر من هذه الفئة ،وللكشف عن حقائق أخرى تخص ظروف عيشهن التزم في هذا
العمل ،الذي يهم الزوجات المقيمات بمدينة أكادير ،إتباع منهجية محددة جدا وواضحة.
.0 .5ميدان الدراسة وأدوات العمل
وفقا ألهداف معينة من قبل وللقيام بعمل دقيق ولتجاوز قلة الدراسات حول هذا
الموضوع ،تم أوال توضيح أهمية مجال الدراسة وحدوده الجغرافية .ثانيا ،وضع تقنية البحث،
المتمثلة في االستمارة ،العتبارها أكثر مالئمة لإلجابة عن التساؤالت ،مدعمة ببعض
اإلستشهادات.
.5 .0 .5أهمية المجال المدروس وحدوده الجغرافية
من دوافع اختيار مدينة أكادير كمجال للدراسة:
-انتمائها للوسط الغربي للمغرب (انظر الخريطة رقم )5وبالخصوص لجهة سوس
ماسة التي تعتبر من المناطق األولى المصدرة لليد العاملة المغربية نحو الخارج.
-الدور المهم الذي لعبته الهجرة الدولية 1في تنامي إشعاعها ،ليس فقط على المستوى
المحلي والجهوي ،وإنما أيضا على المستوى الدولي .هذه الخاصية أكدتها مجموعة من البحوث
العلمية ،التي وجهت االختيار صوب أحياء معينة بهذه المدينة ،والمتمثلة في كل من حي
الداخلة ،والداخلة تمديد ،والقدس ،والمسيرة والسالم ،لكونها حاضنة لفئة المهاجرين ( Ben
)Attou, 1997 a/b, 2001, 2005 et 2012و( )Hnaka, 2004و(.)Bouchelkha, 1997
.0 .0 .5االستمارة كوسيلة أولى للبحث
لتحقيق هذا العمل ،تم وضع استمارة مكونة من الئحة من األسئلة مقسمة إلى جزئين؛
األول ،خاص بتلك المتعلقة بهويتهن .الثاني ،يهم نشاطهن التجاري.األسئلة تم توزيعها بين
المغلقة ،التي تمكن من الحصول على النتائج الكمية األولى للبحث والمفتوحة التي استند في
طرحها على تقنية الحوار شبه موجه L’entretien semi-directifوعلى مبدأي االستماع
والمساهمة في الحوار دون التأثير على إجاباتهن ،أي أن هذه األخيرة لم تخضع ألي شرط أو
1لقد لعب عامل الهجرة دورا ال يستهان به في تفاقم عدد ساكنة هذه المدينة عبر الزمن .ففي الستينات وبداية السبعينات من القرن
الماضي ،شهدت توافد يد عاملة مهمة ساهمت في إعادة بنائها وذلك بالعمل في أوراش البناء ،وفي إنعاش اقتصادها من خالل
االشتغال في معامل التلفيف والتصبير كيد عاملة موسمية .هذان التياران واكبتهما تحوالت إدارية استدعت بدورها قدوم موظفين
للعمل بقطاعات مختلفة (اإلدارة ،والصناعة الغذائية ،والسياحة ،والتجارة) ( .)Charef, 1997إلى جانب ذلك ،شهدت أيضا توسعا
لمجالها العمراني نتيجة التحويالت المالية للمهاجرين المغاربة المقيمين بالخارج (.)Ben Attou, 0222
60
60
قيد ،بل تمتعت الزوجات بكامل الحرية أثناء اإلدالء بها .لقد شملت االستجوابات ،التي تمت
ببيوتهن ،عينة تضم 42امرأة اعتمد في تشكيلها أسلوب »كرة الثلج« .كما تم االستدالل ببعض
اإلستشهادات ،خاصة تلك التي اعتبرت األكثر تعبيرا والمحملة بتوضيحات مهمة حول األسئلة
المطروحة .أما المدة الزمنية لتعبئتها فتراوحت بين ساعتين وثالث ساعات .وموازاة لهذه
التقنية ،مكن االتصال والحوار المباشر معهن من إدراك الخاصية المهمة للمالحظة بالمشاركة.
خريطة رقم :1مــــــــــيـــــدان الدراســــــــــــة
61
61
بها لفترة مؤقتة ،وهي فترة المالحظة ،ويستلزم هذا النوع من المالحظة أن يصبح الباحث
عضوا في الجماعة التي يقوم بدراستها ،وأن يساير الجماعة و يتجاوب معها«.
لقد مكنت هذه األداة من إدراك العديد من الحقائق والوقائع في حياة هذه النساء ،ومن
الوقوف على أن اختالف أوضاعهن االجتماعية واالقتصادية لم يمنع وجود قواسم مشتركة
بينهن ،كزوجات للمهاجرين وكمقيمات بالبلد األصل.
.4 .0 .5البحث وصعوباته الخاصة
المنهجية المعتمدة خالل هذا العمل تمت على النحو التالي:
تم تكوين عينة الدراسة عبر االتصال بمجموعة صغيرة من النساء .هذه األخيرة لم تتردد
في الترحيب بهذا العمل وتيسير لقاءات جديدة بغيرهن .أثناء طرح األسئلة ،وللتقدم في الحوار
معهن ،تم الحرص على صياغتها بأسلوب واضح لتجنب أي لبس أو غموض .االتصاالت
بهن ،لما يزيد عن السنة ،ساهمت في خلق نوع من الثقة المتبادلة .المحادثات معهن كانت تدوم
في بعض األحيان لساعات طوال ،انعكست من خاللها رغبتهن الشديدة في التعبير عن مشاكلهن
وهمومهن في ظل غياب الزوج ،وإن كانت بعضهن يعملن ،بين الفينة واألخرى ،على إظهار
رضاهن فيما يتعلق بظروف عيشهن .للتعرف أكثر عليهن وعلى أزواجهن سيتم التطرق في
النقطة الموالية لبعض المعطيات األولية المتعلقة بكليهما.
2خالل هذه الفترة ،وخاصة ما بين ، 5222-5202عقدت مجموعة من الدول األوربية ،التي كانت في حاجة ماسة لليد العاملة
المغربية ،عدة اتفاقيات مع المغرب حول الهجرة ،منها تلك التي همت فرنسا والمغرب سنة ،5202وألمانيا وبلجيكا سنة 5204
وهوالندا سنة .)Refass, 1981( 5202
63
63
التي عقدتها هذه البلدان مع المغرب ،مثل اتفاقية سنة 5202مع هوالندا واتفاقية 5204مع
بلجيكا .هذا التوجه نحو البلدان الثالثة السالفة الذكر لم يمنع هجرة مغاربة الجنوب ،في العقود
األخيرة ،نحو دول جديدة كإيطاليا ( )%15وإسبانيا (.)%52
خريطة رقم :2كل الزوجات ذوات أصـــــول قرويــــــــة
64
64
التجارة أو بالشركات .استقرار هؤالء األزواج لوحدهم ببالد المهجر أدى إلى تخصيص النقطة
الموالية للظروف والحيثيات التي دفعت زوجاتهن إلى عدم االلتحاق بهم ولمعاناتهن ومواقفهن
اتجاه تجربة هجرتهم.
3واقع الزوجات :بين المكوث بالبلد األصل وبعد األزواج ضمن تجربة الهجرة
إذا كانت الهجرة اليوم قد منحت كل الزوجات إمكانية تحسين مستوى معيشتهن وتولي
مسؤولية أسرهن لوحدهن ،خصوصا بعد استقرارهن بالمجال الحضري ألكادير ،فإنها
بالمقابل ،سلبتهن جزءا كبيرا من حياتهن الزوجية وذلك بعيشهن مدة طويلة بعيدات عن
أزواجهن .هذه الخاصية تقود إلى طرح السؤال التالي :هل بقائهن بالبلد األصل أمر إجباري أم
اختياري؟
.5 .2المكوث بالبلد األصل :اختياري أم إجباري؟
اإلجابات عن هذا السؤال كانت واضحة جدا ومعبرة ،إذ ميزت بين مواقف األزواج
والنساء أنفسهن .عدم التحاق أغلبهن بأزواجهن ال يعود لهن شخصيا ،وإنما هو أمر أجبرن
عليه من طرف األزواج .3يتعلق األمر هنا أساسا بالفئة األولى للمهاجرين الذين وجدوا له
تبريرا في عزمهم على حمايتهن من التأثيرات الغربية المخالفة لعاداتهم وتقاليدهم .فهم يرون
بأن حياتهن ومستقبلهن مرتبطان ببلدهن األصل وليس ببلد المهجر .بعضهن أكدن أن هذا
الرفض اإلجباري قطعي بل وكذلك شرط أساسي إلتمام عقد قرانهن بهم ،في الوقت الذي
فسرت فيه أخريات تصرفهم برغبتهم في رعاية أفراد أسرهم (الوالدين) الذين كن يقمن معهم.
هؤالء األخيرين كانوا يعتبرنهن كضمان لعودة أبنائهم ولتحقيق مشروعهم االقتصادي الذي في
الحقيقة ما هو إال مشروع عائلي أكثر مما هو شخصي .لهذا لم يتوانوا في تزكية هذا الرفض
وذلك خشية ابتعادهم عنهم وبالتالي تدهور عالقتهم بهم وانقطاعها عنهم.
مقابل هذا الرفض الدائم ،مجموعة ثانية من النساء ( )%02عبرت عن تصرف آخر
ألزواجها والممثل في الرفض اإلجباري المؤقت العتبارات مادية وإدارية .هذه الفئة مكونة
من زوجات صغيرات في السن وتاريخ هجرة أزواجهن أحدث .لقد أبدين ،رغم هذه
الصعوبات ،رغبة قوية في االلتحاق بهم لدرجة دخولهن في مشاكل معهم كادت أن تتسبب
في تفكك أسرهن .حدوث ظاهرة الطالق في صفوف عائالت المهاجرين ليست أمرا نادرا بل
وارد كما أكد ذلك )1995( Aït Hamzaبالمجتمعات الواحية و )1995( Heuvelsبمدينة بركان.
التغيرات التي شهدها المجتمع في شتى الميادين ،بما في ذلك تلك التي همت وضعية المرأة،
3هذا النوع من المواقف ليس حكرا على أزواج هذه النساء بل تم لمسه أيضا لدى بعض مهاجري منطقتي بني مسكين والرحامنة
(.)Bourqia et al., 2007
65
65
باإلضافة إلى تزايد الهجرة النسوية في العقود األخير ،كلها عوامل جعلتهن يطمحن إلى
تحقيق هدفهن »االلتحاق بالزوج.«4
على عكس الفئتين السابقتين ،فئة ثالثة ،وإن كانت نسبتها ضعيفة ( ،)%52لم تترد
بالبوح بأن مكوثها بالبلد األصل ليس له عالقة بموقف الزوج بل هو أمر اختارته لوحدها .عدم
خوضها لهذه المغامرة ،جاء نتيجة التجارب التي عاشتها نساء أخريات ولم يستطعن تحملها،
لما ترتب عنها من مشاكل صحية عانيين منها ،مما جعلهن يقررن في النهاية العودة لبلدهن.
الهجرة بالنسبة لهذه الفئة تعني إذا تغيرات جذرية في إيقاع الحياة واالبتعاد عن المحيط األسري
واالجتماعي ،كما توحي بالغربة والعزلة .هذه الفكرة ال تزال تراودها ،حتى الوقت الحالي،
رغم تنامي ظاهرة الهجرة النسوية التي أصبحت تتحدث عنها مختلف وسائل اإلعالم ،سواء
ببلد المهجر أو ببلد األصل .هذه المجموعة تضم النساء األكبر سنا ( 02 +سنة).
اللقاءات األولى بهذه الزوجات لم تبرز أي احتجاج أو شكوى عن وضعهن بل أظهرت
امتنانهن اتجاه أزواجهن ،ألنهم ال يتأخرون في تلبية جميع متطلبات أسرهم الضرورية منها
وغير الضرورية .إال أن هذا الموقف سرعان ما كشف معاناتهن من بعد أزواجهن.
. 2.3بعد األزواج :أولى معاناة الزوجات
تناول هذا الجانب »المؤلم« من حياتهن ،على حد تعبيرهن جميعا ،أدى ،رغم ذلك ،إلى
الوقوف على اختالف طرق تعاملهن معه .نسبة ضعيفة من النساء ( )%22تتحمل بصعوبة
وفي صمت هذا البعد لعدم قدرتها على البوح عن معاناتها حتى ألقرب الناس إليها »الوالدين«.
موقفها ال يعبر عن االستسالم ولكن عن ترددها في إظهار مشاعرها خوفا من انتقادات محيطها.
تتألف هذه الفئة من نساء صغيرات السن .أما النسبة المتبقية واألهم فقد أكدت ضرورة إثارة
كل ما تشعر به حيال وضعها ألن ذلك يمكن أن تكون له انعكاسات على الصحة ،كما أكد ذلك
)2007( Nadifبالنسبة للمغربيات ،و )1997( Horchani Zamitiبالنسبة للتونسيات و Brahimi et
) 1985( al.بالنسبة للنساء المنحدرات من مجموعة من الدول المتوسطية (إيطاليا واليونان
والبرتغال وتركيا).
هذا في الوقت الذي تقوم فيه أخريات وخاصة المتقدمات في السن ،وبدون تردد ،بدعم
أجوبتهن بتجربتهن الشخصية باعتبارهن ،خالل فترة معينة من حياتهن ،مررن بنفس الظروف
4فيما يخص رغبتهن في االنضمام إلى أزواجهن ببالد المهجر ،لمس أن فئة قليلة منهن فقط ،وخصوصا األصغر سنا هي التي ،كما
سبق اإلشارة إلى ذلك ،أبدت اهتماما أكبر حيال هذه الفكرة .أما األغلبية فكشفت ،في آن واحد ،عن نوع من االستعداد والتردد نتيجة
العتبارات أسرية »األبناء« واقتصادية (مشاريعهن التجارية) أو هما معا .عدم وضوح ردود أفعالها لم يمنعها من جعل فرضية
التحاقها بأزواجها ممكنة شريطة عدم منحها صفة الدوام (بضع شهور أو سنوات قليلة) .فهذه النساء ال يردن ترك كل ما حققنه
ببلدهن األصل للبدء من جديد في بالد الغربة.
66
66
قبل أن يستسلمن »للقدر« أو »المكتوب« .هذا السلوك مكنهن من تحمل وضعهن والتعايش معه.
هجرة أزواجهن ،الذين هم اآلن في وضعية التقاعد ،كانت تعتبر مشروعا مؤقتا هدفه ادخار
قسط من المال والعودة بصفة نهائية لموطنهم .أي أن معاناتهن جراء هذا البعد لن تدوم طويال،
إال أنه مع مرور الوقت تغير طابع هجرة أزواجهن وتغيرت معه انتظارا تهن خصوصا بعد
عزوفهم عن العودة واختيارهم التنقل بين هنا وهناك ،األمر الذي لم يعدل من وضعهم فقط بل
ومن وضعهن أيضا .لقد أصبح أزواجهن نتيجة هذه الممارسة المجالية رجاال مغتربين عن
أهلهم ببالد المهجر وأرباب أسر بالبالد األصل ( )Charef et Wahbi, 2006في الوقت الذي
صرن فيه أكثر دينامية وحيوية نتيجة المسؤوليات والمهام التي ألقيت على عاتقهن وإن باتت
بعضهن وحيدات ومتقدمات في السن (أكثر من 02سنة).
المعاناة التي تتقاسمها جميع النساء سرعان ما تزول ،ولو لفترة قصيرة ،بمجرد اتصال
أزواجهن بهن هاتفيا ،مما يخفف عنهن مسؤولياتهن ويبدد ،ولو لفترة قصيرة ،المسافة بينهم.
فكلهن يؤكدن على أن هذه االتصاالت تتخذ طابع الدوام واالنتظام ،5مقارنة بما كان عليه
الوضع سابقا ،عندما كانت شبكة العالقات االجتماعية ،المبنية على أساس القرابة أو االنتماء،
الوسيلة الوحيدة للتواصل معهم .كما أن هذه المكالمات ال تتم في اتجاه واحد ،إذ يتخذن ،في
مناسبات معينة 6أو بدونها ،المبادرة لالتصال بهم .كشفهن عن هذا الجانب من حياتهن لم
يمنعهن أيضا من إثارة موقفهن من تجربة هجرة أزواجهن.
.3.2هجرة الزوج أية تجربة؟
اإلجابات ميز فيها بين نوعين من المواقف .هذا التضاد تم رصده من خالل جرد النساء
لما تم تحقيقه من إنجازات من طرف األزواج .المجموعة األولى ( )%52لم تجد في غياب
أزواجها أية منفعة ألنها لم تحقق أهدافها بعد ويتعلق األمر هنا ،بنساء هجرة أزواجهن أحدث،
وأغلب أطفالهن ال يزالوا صغارا في السن .في حين المجموعة الثانية واألهم أبدت عكس ذلك،
إذ لم تتردد في البوح بما أنجزه أزواجها سواء في حق أسرهم الكبيرة أو الصغيرة ،انطالقا من
ترميمهم لبيت عائلتهم القديم أو ببنائهم آلخر جديد ،7إلى إنشائهم لسكنهم الحالي بمدينة أكادير
وصوال إلى تحقيقهم لمشاريعهم االقتصادية التي همت القطاع الثالث وباألساس المجال
التجاري.8
67
67
المكتسبات التي حققت لم تمنع بعض الزوجات ( )%52من إظهار نوع من التأسف
حيال تجربة أزواجهن وذلك ألنهن كن يأملن أن يصطحبوا أحد أبنائهم معهم ،إما للدراسة أو
للعمل بأرض المهجر ،كما هو الشأن بالنسبة لألزواج المتقاعدين الذين لم يكتفوا بجلب أحد
أبنائهم لإلشراف على مشاريعهم ببالد المهجر بل وبتكليف آخرين بتلك المتواجدة ببالد األصل،
األمر الذي ساعدهم على التنقل بسهولة بين الضفتين لالطالع عليها وتموينها .هذه الممارسة
ذات الطابع العائلي ليست بجديدة عند مهاجري سوس ،إذ سبق وأن أكدتها ()Aït Ouaziz, 1994
في إحدى مقاالتها التي تصب في هذا االتجاه.
في خضم هذه التجربة ،وباإلضافة إلى جانبها المادي ،أعارت بعضهن اهتماما واضحا
لجوانب أخرى ال تقل أهمية عن األولى منها حكم اآلخرين على تجربتهن ومعاملة محيطهن
لهن ،كما أشارت إلى ذلك هذه المرأة:
» نتقدم في السن كالنا ،إال أننا جد مسرورين مما حققناه .لقد تمكنا من بناء منزل كبير
لنا ،باإلضافة للمشاريع التجارية التي يشرف عليها أبناءنا هنا بأكادير وبالخارج .لقد كافحنا
منذ سنين طويلة .زوجي في الغربة وأنا هنا مع األوالد .لقد حرمنا من العديد من األشياء في
سبيل الوصول إلى ما نحن عليه اليوم .مرورنا معا بكل هذه الظروف زاد من قوة الروابط
التي تجمعنا .كما أن كل محيطنا زاد من احترامه وتقديره لنا ألنه على علم بكل المعاناة التي
مررنا بها من أجل تحقيق كل مكتسباتنا« (ف 04 ،سنة).
بقائهن بالبلد األصل واختالف ردود أفعالهن ،لم يمنعهن من البوح بالتضحيات التي
قدمنها واألدوار التي لعبنها منذ بداية حياتهن الزوجية ،كل واحدة حسب طريقتها وظروفها،
في سبيل إنجاح تجربة أزواجهن .معظمهن أكدن مزاولتهن من قبل ألنشطة فالحية كالغرس
والجني بمعية عائلة أزواجهن لتخفيف العبء عنهم.9هذا الدعم والمساندة لألزواج ،أبدته نساء
أخريات عبر العالم ( .)Brahimi et al., 1985وفي هذا االتجاه إحداهن تقول:
وإنزكان .في حين المواد الغذائية تتواجد بحي السالم والمسيرة والقدس والهدى .أما متاجر بيع التجهيزات المنزلية فحاضرة باألحياء
التالية :الداخلة وتالبرجت ومدينة إنزكان .وبخصوص المطاعم والمقاهي فبكل من تكوين وأورير وإنزكان والمنطقة السياحية
ألكادير .هذه االستثمارات ليست حالة خاصة بهؤالء األزواج بل جد حاضرة بمجموعة من المدن المجاورة كمدينة تزنيت وأوالد
تايمة (.)Belkadi, 1993 et 1997
9إلى جانب هذه التضحيات ،تحملت النساء ،في وقت سابق ،العديد من االنتقادات والضغوطات الممارسة عليهن من طرف محيطهن
وخاصة عائلة أزواجهن ،شأنهن في ذلك شأن العديد من النساء اللواتي يعشن نفس الوضعية سواء على المستوى الوطني بكل من
بركان ( )Heuvels, 1995وحوض دادس ( )Aït Hamza, 1995وبني مسكين والرحامنة ( )Bourqia et al., 2007أو على
المستوى الدولي ( .)Brahimi et al., 1985فأمهات أزواجهن لم يكن يتوانين في انتقاد تصرفاتهن باستعمالهن لأللفاظ التالية
»عيب« و»عار« و»حشومة« ،إلى جانب مراقبة تنقالتهن وعالقاتهن االجتماعية ،بل منهن من كن يذهبن إلى حد اتهامهن لبعضهن
بالخيانة الزوجية مما يدل على قوة المكانة التي كن يحظين بها أمامهن ،كما أشارت إلى ذلك ،)2007( Bourqia et alالشيء
الذي كان يؤدي في معظم األوقات إلى نشوب خالفات بينهن لتتحول بعدها إلى نزاعات بين الزوجات وأزواجهن ،الوضع الذي كاد
في أغلب األحيان أن يترتب عنه تفكك أسرهن.
68
68
»قبل أن نستقر هنا بأكادير وخالل فترة إقامتي مع أسرة زوجي ،الذي كان مسافرا إلى
فرنسا ،كنت أشتغل في الفالحة لسنين عديدة وذلك بعلم وموافقة كل أفرادها .لقد كنت أعمل
لساعات طوال وال أنام إال لساعات محدودة وذلك لتخفيف العبء عن زوجي .لقد كان هذا
الشغل يخول لي دخال ،وإن كان قليال ،يساعدني على تغطية جزء من متطلباتي ومتطلبات
أبنائي في حين كان المال الذي يرسله زوجي تذخره أسرته« (س 02 ،سنة).
باإلضافة إلى العمل في الحقل ،كانت أخريات يمارسن بعض األنشطة التقليدية مثل نسج
الزرابي ،وصباغة الصوف إلى غير ذلك .هذه المنتجات كن يبيعنها بمساعدة الحماة التي كانت
تتمتع أكثر بحرية التنقل وبسهولة ولوج المجال الخارجي وذلك بحكم سنها ومكانتها داخل
األسرة .األرباح التي يتم جنيها تخصص لتغطية متطلبات الحياة اليومية ،حتى توجه تحويالت
األزواج لبناء مشروع الهجرة .استقرار هذه النساء بالمجال الحضري لم يمنعهن من االستمرار
في دعمهن ألزواجهن الذين بدورهم لم يتوانوا عن مساندتهن في تطوير أنشطتهن الحرفية
بتحويلها إلى أنشطة خاصة بهن.
4التجارة النسوية :سلع مجلوبة من أماكن مختلفة وموجهة صوب أخرى متعددة
للتقرب أكثر من طبيعة هذا النشاط وإبراز مدى أهميته بالنسبة لهن سيتم التطرق إلى
نوعية السكن الذي يقمن فيه ،باعتباره ليس فقط رمزا لتحسن مستواهن االجتماعي بل ووعاء
الحتواء تجارتهن أيضا.
.5.4السكن :بين الرمزية االجتماعية والوظيفة االقتصادية
جل الدراسات التي اهتمت بالهجرة المغربية نحو الخارج ،انكبت بشكل كبير على
الذكورية منها وعلى آثارها االقتصادية على البلد األصل .من أهم هذه االنعكاسات ،تلك التي
همت المجال العقاري وبالخصوص السكن .10هذا األخير ،كان وال يزال ،من أولى اهتمامات
المهاجرين ،بما في ذلك السوسيين حيث لم يشكلوا استثناء لهذه القاعدة .فالسكن يمثل استثمارا
مضمونا ووسيلة لتأمين مستقبلهم ومستقبل أسرهم في حالة العودة من جهة ،ورمزا ومرآة
لنجاحهم االجتماعي على حد تعبير كل من( )Aït Hamza, 1993و( )Nadif, 2007من جهة أخرى.
كل زوجات المهاجرين يقطن حاليا في سكن ملك ،تم بناءه أو شراءه .قبل اقتناءه ،كلهن
كن يقمن مع عائلة أزواجهن .الفئة التي تمكنت من بناء منازلها تاريخ هجرة أزواجها أقدم من
الفئة الثانية التي اكتفت بشراء شقة .عدم توفر األزواج على اإلمكانيات المادية الالزمة
10حسب )2009( Hamdouchو ،)1993( Lazaarاستثمارات المهاجرين المغاربة في المجال العقاري لم تعد تقتصر على البلد
األصل فقط بل أصبحت تمس أيضا بلد المهجر مما يدل على تطور مسارها .فمهاجري الريف الشرقي حسب et Fadloullah
Berradaتجاوزت استثماراتهم مدينة الناظور والمدن المغربية األخرى وسجلت حضورها ببلدان المهجر (.)Lazaar, 1993
69
69
للحصول على منزل مستقل والرغبة في تجنب المشاكل العائلية ،التي أكدت ثقلها مجموعة من
الدراسات ،تبقى من بين األسباب التي جعلتهم يقدمون على هذا النوع من السكن ( Pennetti,
)2007و( )Bensaïd et Ibourk, 2008و( )Aït Hamza, 1995و()Bourqia et al., 2007
و(.)Hajjarabi, 1988
معظم النساء يقمن بمنازل مكونة في مجملها من طابقين علويين وطابق أرضي .مجمل
الطوابق األرضية تحوي محالت تجارية ،بعضها تم كرائه والبعض اآلخر إما أنشأ به األزواج
مشروعا مع ينا ،خولوا مسؤولية تسييره وتدبيره ألحد األبناء ،أو احتفظت به الزوجات
ألنفسهن ،لإلنجاز تجارتهن الخاصة ،وإن كن جميعهن يفضلن تخصيص إحدى غرف بيوتهن
لمزاولة نشاطهن.ما نوع السلع التي يتاجرن فيها؟ ما مصدرها؟ لمن يتم بيعها؟.
2.4نشاط تجاري خاص بالنساء وآلية أساسية للتنقالت المجالية للزوجات
المواد التي تعرضها هذه النساء متنوعة (مالبس ،وأثواب ،ومواد التجميل ،إلى غير
ذلك) ،جزء منها يأتي به األزواج خالل تردداتهم على البلد األصل أو يرسلونها إما مع أشخاص
يتعاطون لنفس النشاط ،ويقطنون بنفس المدينة أو بالمناطق المجاورة ،أو مع سائقي الحافالت
الذين يظلون أهم وسيط بينهم وبين زوجاتهم بسبب ترددهم المنتظم على المدينة .اللجوء إلى
هذه الوسيلة من طرف المهاجرين المغاربة وقف عليها مجموعة من الباحثين ( Belkadi, 1993
)et 1997عند تناولهم ألثر الهجرة الدولية وعائداتها على القطاع الثالث بكل من مدينتي تزنيت
وأوالد تايمة.
البضائع المجلوبة من الخارج ليست الوحيدة التي يتاجرن فيها بل هناك أخرى استطعن
أن يجلبنها من أسواق عديدة بمدينة الدار البيضاء مثل سوق »درب عمر« و»زنقة الشمال«
وقسارية »الشاوية« و»حي الفرح« وسوق» القريعة« .الوصول إليها يتطلب القيام بتنقالت
متعددة بين المدينتين .بعضهن يمنحنها ،بين الفينة واألخرى ،لوسطاء11يتكلفون بعملية نقلها
مقابل ثمن محدد بالكلغ .في حين هناك أخريات يعملن على حملها بأنفسهن ،وذلك بمساعدة أحد
أبنائهن .إضافة إلى هذه التنقالت المباشرة ،التي تعد آلية أساسية لتحريك ديناميتهن المجالية،
والتي تتم مرة كل شهر أو شهرين ،يتوصلن في بعض الحاالت أيضا من مموليهن ببضاعتهن
بمجرد االتصال بهم هاتفيا.
إلى جانب السلع التي يحتفظن بها في بيوتهن ،تقدم جملة منهن على استعمال منازل أحد
أفراد عائلتهن أو عائلة أزواجهن أو معارفهن ،المقيمين بالخارج والمتواجدة إما في نفس الحي
أو األحياء المجاورة ،لخزن هذه البضائع .هذا السلوك ليس بجديد على مهاجري مدينة أكادير،
11يتعلق األمر ،بسائقي شاحنات يقومون بنقل البضائع خصيصا بين مدينة الدار البيضاء و مدينة أكادير.
70
70
إذ تمت اإلشارة إليه من طرف بعض الباحثين ( ،)Ben Attou,0222إال أن المثير لالنتباه فيه
أنه لم يعد حكرا على العنصر الذكوري بل أصبح يمس أيضا العنصر النسوي .كما يعملن على
تشغيل ،إضافة لبناتهن أو قريباتهن اللواتي تشرفن على هذا النشاط خالل غيابهن عن البيت،
نساء أخريات يلعبن في نفس الوقت دور الموزعات للطلبيات والمستقطبات لزبونات جديدات.
إقدام الزوجات على هذه الممارسة ،يهدفن من خاللها إلى تخفيف العبء عن أنفسهن
ومد يد المساعدة لغيرهن من النساء ،خصوصا وأن معظمهن مطلقات أو أرامل ،مع أو بدون
أطفال ،بل وإلى تحقيق بعد امتيازي آخر يجعلهن يختلفن عن غيرهن داخل محيطهن
االجتماعي .هذه الخاصية سبق وأن تم لمسها أيضا عند بعض زوجات المهاجرين بما فيهن
المقيمات بالمجتمعات الواحية ،من خالل تشغيلهن للنساء والرجال في األعمال الفالحية
والمنزلية لديهن (.)Aït Hamza, 1995
إضافة إلى الطلبيات التي ينحصر مجال تواجد زبوناتها بنفس المدينة أو ضواحيها،
هناك أخرى أكثر خصوصية من حيث طبيعتها 12والمجاالت الموجهة إليها .هذا النوع من
الطلبيات يخص بعض المهاجرات المتواجدات بأرض المهجر (فرنسا ،وبلجيكا ،وهولندا
وإسبانيا) ،واللواتي تربطهن بهن عالقة قرابة أو صداقة ويمارسن بدورهن نفس النشاط.13
اتخاذهن هذه المبادرة ،التي تعد خطوة مميزة ،تؤكد ليس فقط قدراتهن على خوض تجارب
جديدة ،بل وعلى تعريفهن ببعض ما تبدعه أنامل الصناع المغاربة ببلدان المهجر .تطور وسائل
االتصال السمعية والبصرية إلى جانب توفر وسائل النقل ومساندة أفراد األسرة ،كلها عناصر
ساعدتهن على خلق وإنماء هذا النشاط ،الذي لم يعد رواجه منحصرا في المغرب ،بل أصبح
أكثر امتدادا عبر العديد من دول العالم .هذه المبادرة جعلتهن إذن يبلورن شبكة من العالقات
التجارية المبنية على التعاون العائلي والعابرة للبلدان وإن لم ترق بعد إلى مستوى تلك التي
نسجها أزواجهن وأبنائهن الذين استطاعوا أن يؤسسوا مشاريع اقتصادية بين مختلف الدول
األوربية والبلد األصل ( ،)Hnaka, 2004و( )Berriane et Hnaka, 2002و(.)Berriane, 2009
خاتمة
نتذكر بسهولة هجرة الذكور نحو الخارج ،ووجب انتظار السنوات األخيرة للشروع،
وبوثيرة بطيئة ،في الحديث عن التواجد النسوي الذي واكبها في إطار التجمع العائلي ،لتزداد
هذه الوثيرة مع تفاقم الهجرة النسوية الفردية .هذه السمة جعلتهن يطفين على سطح الحقل
12هذه الطلبيات تهم باألساس المالبس التقليدية لمختلف المناسبات (الزواج والخطوبة والعقيقة واألعياد الدينية ،إلى غير ذلك).
13باإلضافة إلى التجارة تشتغل هذه النساء كمنظمات للحفالت ببلد المهجر.
71
71
العلمي ،في حين ظلت الفئة المشكلة لموضوع هذا المقال ،تعاني من اإلهمال والنسيان حتى
الوقت الراهن.
الدراسة المنجزة بمدينة أكادير ،الواقعة بالوسط الغربي للمغرب والمنتمية لجهة سوس
ماسة ،أبرزت قدم ظاهرة الهجرة بها باعتبارها كانت من المناطق األولى المصدرة لليد العاملة
السوسية نحو أوربا .جزء مهم من األزواج تعود هجرتهم إلى الستينات من القرن الماضي،
وإن كان الحضور السوسي بهذه الدول يعود إلى أقدم من ذلك ،مع تأكيد سيطرة فرنسا كبلد
مستقبل لهذه اليد العاملة .هذا إلى جانب الدور المهم الذي يلعبه األزواج المهاجرون في تنميتها
من خالل المشاريع التي ينجزونها بها .التباينات السوسيو-ديموغرافية والجغرافية للزوجات
لم تخف تواجد قواسم مشتركة بينهن باعتبارهن نساء أوال وزوجات لمهاجرين مقيمات بالبلد
األصل ثانيا وممارسات للنشاط التجاري ثالثا.
شكل بعد األزواج ،زمنيا ومجاليا ،تغييرا مهما في حياة كل النساء .لقد جعلهن أمام واقع
جديد وجب عليهن عيشه ،وإن لم يكن مستعدات له خصوصا وأن بقائهن بالبلد األصل في
أغلبه كان أمرا مفروضا عليهن .وتعتبر المراحل األولى من هجرة األزواج األصعب بالنسبة
لهن ،فكلهن عانين من غيابهم ومن ضغوطات عائالتهم .تحملهن لهذه الوضعية ،يعكس روح
التضحية لديهن في سبيل الحفاظ عل تماسك أسرهن وإنجاح مشروع هجرة أزواجهن.
استقرارهن بالمجال الحضري ،ساهم بدوره في إحداث مجموعة من التحوالت ،ليس فقط في
حياتهن الشخصية بل وفي عالقتهن بمحيطهن.
دراسة نشاطهن التجاري أوضحت أن مقر سكناهن لم يعد وعاء فقط للروابط
االجتماعية ،بل أصبح حاضنا لعالقات ذات طابع آخر .لقد جعلن منه مركز استقبال وتوزيع
» «Plaque tournanteللسلع المجلوبة من مناطق مختلفة ،والموجهة صوب أخرى متعددة .هذه
المبادرة ساعدتهن على نسج عالقات مع نساء عديدات ،استطعن من خاللها تطويره وتوسيعه
من جهة وتحسين مستوى عيش أخريات 14من جهة أخرى .بواسطته تمكن من تغيير معالم
ديناميتهن المجالية واكتساب قوة ومناعة ضد العوز ،فالدخل الذي يدره عليهن غير حياتهن،
إذ خلق لديهن الثقة بأنفسهن وولد لديهن مبدأ االعتماد على ذكائهن وإمكانياتهن.
إقدام الزوجات على خوض هذه التجربة ،التي يتقاسمنها مع مغربيات مقيمات بأرض
المهجر ( ،)El Hariri, 2003لخير دليل على رغبتهن في إظهار قدراتهن على المغامرة وإثبات
14يتعلق األمر هنا ،ب النساء اللواتي يشتغلن مع المستجوبات كمساعدات ويعشن ظروفا اجتماعية صعبة.
72
72
لم يعقهن من تحمل مسؤوليات جديدة غير تلك المتعلقة، اختالف مواطن استقرارهن.15ذواتهن
لقد كافحن وثابرن.بدورهن كزوجات وأمهات حبيسات بيوتهن في انتظار عودة أزواجهن
حفاظهن على دورهن التقليدي لم.وتحملن مسؤوليات عديدة لم تكن مستعدات فعليا إلنجازها
يمنعهن من اتخاذ تدابير جديدة ومسايرة التغيرات التي يعرفها المجتمع بصفة عامة والمرأة
وإنما كفاعالت، فهن يرفضن أن ينظر إليهن كضحايا تجربة هجرة األزواج.بصفة خاصة
.ساهمن وضحين من أجل إنجاحها سواء كمدبرات أو مستثمرات
البيبليوغرافيا
AÏT HAMZA, Mohamed, “Le comportement financier des émigrés”. Cahiers
du Centre d’Études sur les Mouvements Migratoires Maghrébins, n° 2, 1993, pp.
61-74.
AÏT HAMZA, Mohamed, “Les femmes d'émigrés dans les sociétés oasiennes
(Sud du Maroc)”, in : Le Maroc et La Hollande : une approche comparative des
grands intérêts communs, Université Mohammed V, Faculté des Lettres et des
Sciences Humaines, Rabat, 1995, pp. 159-169.
AÏT OUAZIZ, Rkia, “Les Commerçants marocains dans l’agglomération
parisienne”. Cahiers du Centre d’Études sur les mouvements Migratoires
Maghrébins, n°3, 1994, pp. 15-28.
BELKADI, Ahmed, “L’impact de l’émigration internationale sur le secteur
tertiaire dans le milieu urbain du Souss (Sud-Marocain)”, Cahiers du Centre
d’Études sur les Mouvements Migratoires Maghrébins, n°5, 1997, pp. 111-118.
BEN ATTOU, Mohamed, “Ressortissants marocains à l'étranger et
investissement dans l'immobilier à Agadir : une logique spéculative à la
dérive”, Cahiers du Centre d’Études sur les mouvements Migratoires Maghrébins,
n°5, 1997 a, pp. 75-95.
BEN ATTOU, Mohamed, “Les ressortissants marocains à l’étranger et
l’immobilier : dynamisme ou investissement défensif? Le cas d’Agadir”, in : La
ville d’Agadir, reconstruction et politique urbaine, Actes du colloque international
du 28-29 janvier 1994, Université Ibn Zohr, Faculté des Lettres et des Sciences
Humaines, Agadir, 1997 b, pp. 60-79.
) والجزائرياتHorchani Zamiti, 1997( هذا النوع من التجارة ليس حكرا على المغربيات بل يهم أيضا التونسيات15
.) ببالد المهجر واألصلBoulahbel, 1996(
73
73
BEN ATTOU, Mohamed, “Les retraités de la migration internationale,
acteurs économiques ou élites locales? Le cas de Tiznit”, Al Misbahia, Série
Sciences Humaines Saïs-Fès, n°5, 2001, pp. 93-119.
BEN ATTOU, Mohamed, “Émigration internationale et production de la
ville. Agadir, une nouvelle génération d’acteurs économiques absentéistes”, Al
Misbahia, Série Sciences Humaines, Saïs-Fès, n°6, 2003, pp. 87-111.
BEN ATTOU, Mohamed, “Mondialisation et migration internationale.
Agadir, vers de nouveaux investisseurs MRE mobiles”, Espace Géographique et
Société Marocaine, n°9, 2005, pp. 49-63.
BEN ATTOU, Mohamed, “L’émigration transnationale au service de la
mondialisation et du changement. Le cas d’une ville plateforme de croissance
économique : Agadir”, in : FALEH, Ali ; CEBRIAN ABELLAN, Aurelio ;
BOKBOT, Mohamed ; SERRANO MARTINEZ, Joé-Maria (sous la coordination
de.), Émigration marocaine en Espagne. Problèmes actuels et nouveaux défis,
Universidad de Murcia, Espagne, 2012, pp. 233-269.
BENCHERIK, Fatima, Les femmes oubliées de l’émigration : cas d’Ifrane
Anti Atlas-Guelmim, mémoire de master de migrations et développement durable,
Université Ibn Zohr, Agadir, 2015, 89 p.
BENSAÏD, Mohammed ; IBOURK, Aomar, “Impact social des transferts de
fonds des Marocains résidant à l’étranger : une revue de littérature”, Division of
Policy and Practice, UNICEF, New York, 2008, pp. 1-75.
BERRIANE, Mohamed, Les dynamiques de l’émigration marocaine et leurs
effets sur les régions d’origine. Transatlantic dialogues on migration and
development issues Mexico-US and Morocco-EU Experiences Zacatecas, Mexico,
March, 2009, 12 p., consultable sur le site
https://www.migrationinstitute.org/files/completed-projects/berriane.pdf
BERRIANE, Mohamed ; HNAKA, Atmane, “Les entrepreneurs migrants au
Maroc”, in : CESARI, Jocelyne (sous la direction de), La Méditerranée des réseaux.
Marchands, entrepreneurs et migrants entre l’Europe et le Maghreb, Maisonneuve
et Larose, Paris, 2002, pp. 117-172.
BOUCHELKHA, Mohamed, “Contribution à l’étude socio-spatiale de la cité
Dakhla”, in : La ville d’Agadir, reconstruction et politique urbaine, Actes du
colloque international du 28-29 janvier 1994, Université Ibn Zohr, Faculté des
Lettres et des Sciences Humaines, Agadir, 1997, pp. 127-135.
BOULAHBEL, Yeza, “Dames de France et d'Algérie : une stratégie
d'autonomisation à l'ombre des traditions”, Cahiers du Mage, n°3, 1996, pp.105-
114.
74
74
BOURQIA, Rahma ; EL MELAKH, Kamal ; ABDOUREBBI, Mohammed ;
NAFAA, Rachida, “Étude exploratoire sur l'émigration et ses impacts
socioculturels sur la société locale”, in : KHACHANI, Mohamed (sous la direction
de), L'impact de la migration sur la société marocaine, Goethe-Institut, GRZ,
AMERM, Rabat, 2007, pp. 151-225.
BRAHIMI, Denise ; FELLOUS, Michèle ; GAGLIARDI, Anna ; LETIZIA,
Ginevra ; TSILIS, Sotiria ; ULUSAN, Asuman ; WALL, Karin, Femmes au pays :
effets de la migration sur les femmes dans les cultures méditerranéennes,
UNESCO, Paris, 1985, 188 p.
CHAREF, Mohamed, “Agadir, une ville orpheline de son passé : mesurer le
présent, stimuler le futur”, in : La ville d’Agadir, reconstruction et politique urbaine,
Actes du colloque international du 28-29 janvier 1994, Université Ibn Zohr, Faculté
des Lettres et des Sciences Humaines, Agadir, 1997, pp. 167-202.
CHAREF, Mohamed, Les Migrations au Féminin, Agadir : Éd. Sud Contact,
2002, 208 p.
CHAREF, Mohamed ; WAHBI, M’hamed, “La mobilité des migrants
retraités marocains, ou les paradoxes des vieux célibataires ‘malgré-eux’”, in :
HAMDOUCH, Bachir (sous la coordination de), Marocains Résidant à l'Étranger
: le troisième âge : Actes du colloque international du 10 et 11 Juin 2005, Fondation
Hassan II; Rabat, OCMRE, 2006, pp. 229-247.
DAÏDE, Hassan, “La migration internationale de travail dans la province de
Taounate : caractères spatiaux et effets urbains”, Al Misbahia, Série Sciences
Humaines, Saïs-Fès, n°6, 2003, pp. 113-126.
EL HARIRI, Saadia, Des femmes marocaines en migration : essai
géographique. Espace vécu et circulation des immigrées marocaines. Le cas de
Gennevilliers et Poitiers, Thèse de doctorat en Géographie, Université Poitiers,
2003, 352 p.
EL HARIRI, Saadia, Pratiques, comportements socio-culturels et
économiques des émigrés acquis à l'étranger : cas de la commune de Sidi Belyout,
Maroc, Mémoire de DEA, Université Poitiers, 1994, 102 p.
EL HARIRI, Saadia, “Les relations mères-filles en migration : le cas des
Marocaines installées à Gennevilliers”, Cahiers de Sociologie Économique et
Culturelle, n°37-38, 2002, pp. 53-80.
ERRACHID, Khadija, L'émigration internationale de travail et ses
implications spatiales dans la Wilaya du Grand Casablanca : étude de cas : étude
géographique et cartographique, Thèse de doctorat en Géographie, Université
Poitiers, 1993, 520 p.
75
75
HNAKA, Atmane, “Réseaux transnationaux entre l’Europe et le Maghreb :
les entrepreneurs migrants Soussis dans le grand Agadir”, in : BENHALIMA,
Hassan ; BEN ATTOU, Mohamed (sous la coordination de), Le grand Agadir,
mémoire et défis du futur, Université Ibn Zohr, Faculté des Lettres et des sciences
Humaines, Agadir, 2004, pp. 57-85.
HAJJARABI, Fatima, “Femmes et Émigration : cas de la Région d'Al
Hoceima”, in : Le Maroc et La Hollande : Étude sur l’histoire, la migration, la
linguistique et la sémiologie de la culture : Actes de la Première Rencontre
Universitaire, Université Mohammed V, Faculté des Lettres et des Sciences
Humaines, Rabat, 1988, pp. 177-187.
HAMDOUCH, Bachir, “L’utilisation des remises d’épargne des MRE”, in :
HAMDOUCH, Bachir ; EL FTOUH, Abdesselam (sous la direction de), Remise
d’Épargne des Migrants, Expériences et Perspectives, Fondation Hassan II pour les
Marocains Résidant à l’Étranger, Rabat, 2009, pp. 39-48.
HEUVELS, Manon, “Les effets de la migration au niveau de la femme et du
ménage. Une approche comparative de l’isolement dans la situation marocaine et
néerlandaise”, in : Le Maroc et la Hollande : une approche comparative des grands
intérêts communs, Université Mohammed V, Faculté des Lettres et des Sciences
Humaines, Rabat, 1995, pp. 171-176.
HORCHANI ZAMITI, Mélika, “Les épouses des travailleurs migrants
demeurées au pays : chefs de ménage ou substituts des absents”, in Migration
internationale et changements sociaux dans le Maghreb : Actes du colloque
international du 21-25 Juin 1993, Hammamet-Tunis, 1997, pp. 159-179.
LAZAAR, Mohamed, “La migration internationale et la stratégie
d'investissement des émigrés”, Revue de géographie du Maroc, nouvelle Série, vol.
15, n° 1-2, 1993, pp. 167-180.
MONDAIN, Nathalie ; RANDALL, Sara ; DIAGNE, Alioune ; ELLIOT,
Alice “Les effets de l’émigration masculine sur les femmes et leur autonomie : entre
maintien et transformation des rapports sociaux de sexe traditionnels au Sénégal”,
Autrepart, n° 61, 2012, pp. 81-97.
MTER, Moulay-Abdellah, “L'émigration internationale de travail comme
facteur principal des mutations économiques et sociales des oasis du Dadess et du
Drâa (Sud du Maroc)”, Cahiers du Centre d’Études sur les mouvements
Migratoires Maghrébins, n° 5, 1997, pp. 97-110.
NADIF, Mohammed, “Les implications économiques et sociales de
l'émigration”, in : KHACHANI, Mohamed (sous la direction de), L'impact de la
76
76
migration sur la société marocaine, Goethe-Institut ; GRZ ; AMERM, Rabat, 2007,
pp. 135-142.
PENNETTI, Elizabetta, “Les victimes de l’émigration : analyse de la situation
des femmes marocaines dont les époux ont émigré en Italie-cas de la population
féminine de la localité de fquih ben Salah”, Università di Foggia/Puglia/, 2007, 6
p., consultable sur le sitehttps://www.hf.uni-
koeln.de/data/lfeusa/File/SocMag/2007/November2007-Penetti__Elizabeth_-
Les_victimes_de_l_emigration_-_The_victims_of_emigration.pdf
REFASS, Mohamed, “Un siècle d'émigration marocaine vers l'étranger”,
Revue de Géographie du Maroc, vol. 15, n°1-2, 1981, pp. 7-21.
، الرباط، دار النشر المعرفة، المقومات اإلبستيمولوجية، الجغرافيا القول فيها والقول عنها، محمد،بلفقيه
. ص020 ،0220
مجلة جغرافية،« » انعكاسات عائدات الهجرة الدولية على القطاع الثالث بمدينة تزنيت، أحمد،بلقاضي
.42-02 صص،5222 ،0 و5 العدد،51 مجلد،المغرب
77
77
دور النبات يف تثبيت الكثبان الرملية بالشريط الساحلي بني أزمور واجلديدة
حمداش يوسف* ،ارويحا عبد اللطيف*
*أستاذ باحث بمختبر إعادة تشكيل المجال والتنمية المستدامة ،كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ،جامعة شعيب
الدكالي ،الجديدة.
ملخص
تهدف هذه المقالة إلى دراسة خصائص الغطاء النباتي بالشريط الساحلي بين الجديدة وأزمور وتوضيح
دورها في تثبيت الكثبان ،عن طريق الحفاظ على الرمال في مكانها ومنع نقلها بفعل الرياح والمياه .وقد
اعتمدت منهجية الدراسة على مقاربتين جغرافية وسوسيونباتية ،بهدف فهم التوزيع الالنطاقي لألنواع النباتية
وفقًا لموقعها على الكثبان الرملية وقربها من البحر وعالقتها بظروف البيئة الساحلية.
وقد أسفرت نتائج البحث على أن هذا الشريط الساحلي يتميز بحضور نباتات عشبية وشجيرية وشجرية
متنوعة منها :قصب الرمال ( ،)Ammophila arenariaالفربيون المتوازي (،)Euphorbia paralias
البطباط البحري ( ،)Polygonum maritimumالقيصوم البحري ( ،)Achillea maritimaاإلسليح
سج اإلفريقي ( ،)lycium ferocissimumاألثل اإلفريقي البحري ( ،)Cakile maritimaالعَ ْو َ
( ،)Tamarix africanaالرطم ...غالبا ما يطلق عليها الرائدة ،ألنها أول من يستوطن الكثبان الجديدة الجنينية
بفضل جذورها الزاحفة والعميقة التي تساعد على تثبيت الرمال .غير أن الغطاء النباتي بهذا المجال عرف
تراجعا كبيرا ساهم فيه االنسان بشكل كبير ،وقد مس هذا التراجع التشكيالت التي تحمي الكثبان كما هم
األعشاب الرائدة التي تساهم في تكوين الكثبان الجنينية في أعلى الشاطئ .وللتخفيف من حدة هذا التراجع ،تم
تعويض النباتات المحلية بنبتة Carpobrotus edulisالمعروفة بمخالب الساحرة ،التي تعتبر نوعا دخيال
مكتسحا تم جلبها للمغرب لتثبيت التربة والكثبان الرملية ،وأصبحت اليوم تكتسح معظم المجال .وميدانيا ،بدأت
تظهر آثارها السلبية بوضوح ،وعجزها عن المحافظة على الرصيد الرسابي للشاطئ.
الكلمات المفاتيح :غطاء نباتي ساحلي ،تثبيت الكثبان ،شريط ساحلي ،مقاربة سوسيو نباتية ،مقاربة جغرافية،
أزمور ،الجديدة
Résumé
L’objectif de cet article est d'étudier les caractéristiques de la couverture
végétale de la bande côtière entre El Jadida et Azemmour, et de clarifier son rôle
dans la fixation des dunes en stabilisant le sable et en empêchant son déplacement
par le vent et l'eau. La méthode de cette étude repose sur deux approches
phytogéographique et phytosociologique afin de comprendre la répartition azonale
des espèces végétales en fonction de leur emplacement sur les dunes, de leur
proximité avec la mer et de leur relation avec les conditions environnementales
côtières.
Les résultats de cette recherche ont montré que cette bande côtière est
caractérisée par la présence d'une variété de plantes herbacées, arbustives et
arboricoles telles que l'ammophile des sables (Ammophila arenaria), l'euphorbe
78
78
maritime (Euphorbia paralias), la renouée maritime (Polygonum maritimum),
l'achillée maritime (Achillea maritima), la cakilie maritime (Cakile maritima), le
lyciet féroce (Lycium ferocissimum), le tamaris d'Afrique (Tamarix africana), et le
retama. Ces espèces sont souvent appelées «pionnières » car elles sont les premières
à coloniser les nouvelles dunes. Elles aident à fixer le sable par leurs racines
traçantes et profondes.
مقدمة
،دورا مهما في تثبيت الكثبان الساحلية والحد من زحف الرمال ً يلعب الغطاء النباتي
أو نباتاتpionnière ضا النباتات الرائدة
ً التي تسمى أي،حيث تتكيف نباتات الكثبان الساحلية
مثل الملوحة والجفاف ونقص، مع الظروف البيئية القاسية،Psammophile الرمال
LEBRUN, ( يتكون هذا الغطاء النباتي بشكل أساسي من نباتات عشبية وشجيرات.المغذيات
.)1969, p. 30
79
79
تساعد جذور النباتات الرملية على تثبيت الكثبان الرملية عن طريق الحفاظ على الرمال
في مكانها والحيلولة دون فعل الرياح والمياه .كما تعمل أوراق النبات وسيقاها كحاجز ضد
الرياح ،وتقلل من سرعتها بالقرب من األرض ،مما يسمح لمزيد من الرمال باالستقرار بين
النباتات وتشكيل كثبان أحدث (.)RUZ, 2004, p. 384
دورا مه ًما في الحفاظ على رمال الشاطئ
على الرغم من أن الكثبان الحاجزية تلعب ً
بفضل هذا الغطاء النباتي ،إال أنها تتعرض لضغوط مختلفة نتيجة تداخل مجموعة من العوامل
أهمها األنشطة البشرية التي لها تأثير سلبي على هذا المجال ( MOUHIDDINE et al.,
،)2017, p. 121وكذلك التدبير غير العقالني الذي أدخل أنواعا نباتية غريبة تكتسح المجال
وتتنافس مع الغطاء النباتي المحلي للكثبان فتقوم بالقضاء عليه وتشويه المناظر الطبيعية
الساحلية.
تهدف هذه الدراسة توضيح التركيبة النباتية للكثبان بالشريط الساحلي بين الجديدة
وأزمور وإبراز مميزات األصناف النباتية األكثر سيادة ،من حيث بيئتها وتوزيعها الجغرافي
وعوامل تدهورها ،من خالل المقاربة السوسيونباتية phytosociologiqueوالمقاربة
الفيتوجغرافية phytogéographiqueوتحديد دور هذه التركيبة النباتية في تثبيت الكثبان
الرملية.
.1تقديم المجال المدروس
يمتد مجال الدراسة على طول الواجهة الساحلية األطلنتية بين مصب أم الربيع من
الشمال الشرقي ورأس الجديدة من الجنوب الغربي على مسافة تقدر بحوالي 52كلم .وهو
عبارة عن شريط يواز ي خط الساحل في شكل شاطئ متميز طبيعيا بكثبانه الرملية وغطاء
نباتي مهم .يتمثل هذا الشريط في غابة الحوزية التي تفصل بين مركزين حضريين :أزمور
شماال والجديدة جنوبا (الشكل رقم .)1في السابق ،كان هذا الشاطئ يتميز بمحدودية البناء
بقربه ،لكنه اآلن استقطب عددا مهما من األنشطة السياحية منها مركب مازكان والكولف ...
كما يتميز بوجود طريق ساحلية ملتوية مرسومة فوق الكثبان الساحلية ،قبل أن تغادر الكثبان
لتتسلق الهضبة .وفوق الكثبان يتفرع عنها طريق ضيق متدهور يستمر على مسافة 1 – 4كلم
بموازاة شاطئ حصوي إلى بداية الخور.
بين الجديدة ومصب وادي أم الربيع ،حيث تقع مدينة أزمور ،يشكل الساحل قوسا مفتوحا
على شمال الشمال الغربي ،مما يسهل وصول رمال الرصيف القاري إلى الساحل بواسطة
العباب النشيط الذي يرتبط بالجبهة القطبية .لذلك يتفرد هذا الساحل ،بوجود كثبان رملية ال
تزال في وضعية تسمين .لكنها تحتاج إلى التدبير بشكل عاجل ،ألن قرب الطريق والمنشآت
البشرية الدائمة تتسبب بالفعل في مجموعة من مظاهر التدهور ،مما يجعلنا نخشى أن مثل هذا
80
80
الشاطئ الجميل لن يصمد طويال ،مما يفرض اقتراح أساليب تجعل من الممكن االستفادة منها
اقتصاديا دون النيل من خاصياتها البيئية.
كلما ابتعدنا عن شاطئ مدينة الجديدة إال وأصبح المنحى نحو تشكيل سلسلة من الكثبان
الساحلية ،الحديثة منها ملتصقة باألقدم .هناك إذن إتاوات ملحوظة من الرمال ،يمكن أن نتساءل
عن استمرار مساهمة أم الربيع فيها ،في ظل السدود التي لم تعد تسمح بوصول كميات مهمة
م ن المادة الفتوتة .غير أن وجود العناصر الخشنة المتناثرة على الشاطئ التي يغلب عليها
حصى الكثيب المتصلب وحصى مقتلع من الكلس الصلصالي ،تثبت دور المجال تحت شاطي
في عملية التزويد ،حيث يعيد العباب نشر التوضعات النهرية القديمة ويدعمها بكسارات
حيفتاتية .تدفع هذه المواد نحو الشاطئ وبعد تدقيقها تنقلها الرياح لتدعم بها الكثبان الرملية.
تعطي الكثبان الصغيرة المشرفة على أعلى الشاطئ االنطباع بأنها تشكلت للتو ،رغم
أن بعضها يعود لسنة على األقل ،ألنها مكتسحة بالجذور المتشابكة لنبات Oyatالتي تنبعث
منها سيقان جديدة .تنحدر هذه الكثبان الرملية الصغيرة برفق نحو الشاطئ دون أن تشكل جبهة
حقيقية .وفي أحيان أخرى ،تتخلل رمال الكثيب جذور سميكة متبقية عن شجيرات لم تعد
موجودة ،الشيء الذي يؤكد بأن األمر يتعلق بجزء من كثيب أقدم ،اكتسحته التعرية .
نحو الداخل ،ينفصل هذا الشريط عن الكثيب الموالي بواسطة ممر coursiveيتميز
برماله الحرة وتغطيته العشبية الضعيفة .خلف الممر ،نجد شريطا ثانيا من الكثبان الرملية
األقدم ببضع سنوات ،ألن عشب Oyatأصبح ذابال ،وأخذت تعوضه النباتات العشبية القصيرة
من قبيل ،Polygonacées euphorbes, ficoïdesوتدريجيا تتشكل تغطية تامة للسطح
مع شجيرات Lyciumو.mimosa
هذا الشريط الثاني يستند مباشرة لكثيب أكثر استقرارا ،يصعب اختراقه بسبب كثافة
النباتات وخاصة Lyciumو tamarisو mimosasالتي تختلط بنبات chardons bleus
وخاصة بالرطم الشوكي .في قمة هذا الكثيب ،تصبح هذه الشجيرات مائلة نحو الداخل تفاعال
مع الرياح الغالبة .بعد هذا الحاجز ،سوف تظهر أشجار حقيقية تتخلل شجيرات السنط
والطرفاء ،ومباشرة بعدها تبدأ غابة الكلبتوس في اكتساح المجال.
81
81
الشكل رقم .1خريطة استغالل المجال بالشريط الساحلي بين الجديدة وأزمور
82
82
على أساس هذا التقسيم ،تم خالل شهر مارس ،0202إنجاز ثالثة مقاطع متعامدة مع
هذه األشرطة ،وفيها تم تحديد األنواع النباتية الموجودة في كل جزء من المقطع وعالقتها
بالظروف البيئية للكثبان ودورها في تثبيتها.
الشكل رقم .2مقطع تقسيم الكثبان بالشريط الساحلي بين الجديدة وأزمور
83
83
‐ معامل الوفرة :عدد أفراد نفس النوع في كل وحدة مساحية.
‐ معامل السيطرة :المساحة المغطاة من طرف أفراد نفس النوع.
‐ معامل التردد :تدل قيمة التردد Fلنوع معين على مدى انتشار هذا النوع في الوسط
المدروس وذلك باالعتماد على نتائج عدة جرود أنجزت في محطات مختلفة باستعمال
الصيغة التالية:
انطالقا من نتائج الجرد النباتي الممثلة في الجدول رقم ،5يتبين أن عالية الشاطئ ،تتميز
بحضور أصناف نباتية عشبية متنوعة تتشابه في حضورها بهذه المنطقة سواء من حيث الوفرة
أو من حيث السيادة .ومن خالل حساب معامل التردد ،يتضح أن األصناف األكثر ترددا في
الجرود الثالثة هي Euphorbia paraliasو ( Polygonun maritimumالصورتان 5
و.)0
يطلق على هذه األصناف التي توجد في عالية الشاطئ النباتات الرائدة أو السابقة
.pionnièresألنها أول من يستوطن الكثبان الجديدة الجنينية .تشتهر هذه النباتات اإللفملحية
halophytesبجذورها الزاحفة العميقة racines traçantesالتي تساعد على تثبيت الرمال
وأوراقها السميكة التي تقلل من فقدان الماء ( PARISOD et BAUDIERE, 2006,
)p.57
84
84
صورة رقم .2انتشار نبات Ammophila صورة رقم .1انتشار نبات Euphorbia
Euphorbia paralias arenariaو paraliasبعالية الشاطئ قرب منتجع مزكان
Polygonun maritimumبعالية الشاطئ
بالقرب من الكولف
85
85
شجيرات ، Lycium ferocissimumكما أن األصناف النباتية تتشابه في حضورها بهذه
المنطقة سواء من حيث الوفرة أو من حيث السيادة.
الكثبان الساحلية عبارة عن بناء بيوجيومورفولوجي ،حيث تلعب النباتات اإللفرملية
دورا أساسيًا في تكوينه ألنها تتكيف مع عدم استقرار الركيزة بفضل جذورها
ً psammophile
الطويلة وقدرتها على التفاعل مع الجفاف والملوحة الساحلية (.)Ruz, 2004, p. 384
جدول رقم .2نتائج الجرد النباتي ومعامل التردد بالكثيب الحاجزي
عدد عدد الجرود المحتوية على النوع
الجرود المقطع المقطع المقطع
نسبة
المحتو الثالث الثاني األول قرب األنواع النباتية
التردد
ية على قرب قرب مصب أم
النوع الكولف مزكان الربيع
%22 5 - - + Mathiola sinuata
00 0
+ + - Polygonun maritimum
%
%22 5 - + - Lotus creticus
%22 5 - + - cakile maritima
%00 0 Eryngium
- + +
maritimum
%22 5 Ammophila
- + -
arenaria
%22 5 - + - Euphorbia paralias
%22 5 - - + Ononis reclinata
%66 0 + + - Cyperus capitatus
%66 0 + + - Pseudorlaya pumila
%00 0 + + - Lycium europaeum
%22 5 Mesembryanthemum
+ - -
crystallinum
%22 5 + - - Anthemis maritima
%22 5 + - - Centaurea seridis
%22 5 + - - Medicago praecox
%22 5 + - - Acacia cyclops
.3.3نتائج الجرد النباتي بالكثيب شبه الثابت
يشمل الكثيب شبه المثبت شجيرات التثبيت التي تستوطن األجزاء السفلى من كثبان
ضا مع فقر التربة من المغذيات والجفاف والرياح القوية .ولها
الحوزية .تتكيف هذه النباتات أي ً
قدرة على تثبيت التربة ،مما يجعلها مهمة لمنع التعرية الساحلية والحفاظ على النظام البيئي
الساحلي.
86
86
انطالقا من نتائج الجرد النباتي ،يتبين أن الكثيب شبه الثابت للشريط الساحلي أزمور-
الجديدة يتميز بحضور أصناف نباتية عشبية وشجيرية متنوعة:
نسبة التردد
120%
100%
80%
60%
40%
20%
0%
…Punis
…Pistacia
…Osyris
…Ephedra
…Mercurialis
…Tripodion
…Eucalyptus
…Asparagus
…Putotia
…Arisarum
…Sedum
…Lycium
…Cupressus
…Juniperus
…Notobasis
…Carpobrotus
Acacia cyclops
Retama raetm
األصناف النباتية
87
87
.4مظاهر وعوامل تدهور الغطاء النباتي بالشريط الساحلي بين الجديدة وأزمور
.1.4مظاهر تدهور الغطاء النباتي
اعتمدنا في دراسة هذا الموضوع على مؤشر التغطية النباتية ،في فترتين زمنيتين
متباينتين .0202- 5222وذلك من أجل رصد مدى تراجع أو تزايد الغطاء النباتي به باالعتماد
على المرئيات الفضائية الندسات 1و.0
ومن خالل تحليلنا لمعطيات الجدول رقم ،2يتبين أن المساحة المغطاة بالنبات ،خالل
الفترة المرجعية ،عرفت تراجعا ملحوظا حيث انخفضت من 5220هكتار سنة 5222إلى
حوالي 200هكتار سنة ،0202وبنسبة تراجع تقدر بحوالي .% 00في المقابل ،نجد ارتفاعا
في نسبة المساحة المبنية والفارغة من سنة 5222حيث كانت تمثل فقط ،% 0215وفي سنة
0202وصلت نسبتها إلى 4012بالمائة ،أي أنها ازدادت بحوالي أكثر من .% 02
جدول رقم .3تطور مؤشر التغطية النباتية بالشريط الساحلي بين الجديدة وأزمور في الفترة الممتدة من
1991إلى 2121
نسبة نسبة غابة الحوزية سنة غابة الحوزية سنة
التراجع التراجع 0202 5222
السنوي العام النسبة المساحة النسبة المساحة
المئوية بالهكتار المئوية بالهكتار
المساحة
1,0 28,6 51,4 768,2 72 1076 المغطاة
بالنبات
المساحة
-2,6 -78,6 48,3 722,2 27,1 404,4 الفارغة
والمبنية
المساحة
2,4 71,8 0,3 4 1,0 14,2
المغطاة بالماء
100 1494,6 100 1494,7 المجموع
.2.4عوامل تدهور الغطاء النباتي بالشريط الساحلي بين الجديدة وأزمور
يفسر التراجع الملموس في التغطية النباتية للشريط الساحلي أزمور الجديدة عدة عوامل،
يتداخل فيها ما هو طبيعي ،مرتبط أساسا بطبيعة السطح ونوع التربة وبالمناخ ومختلف
العناصر المؤثرة على التشكيالت النباتية ،وما هو بشري يأخذ أشكاال عديدة ،كالرعي
واالجتثاث ،واستفحال الزحف العمراني واألنشطة السياحية والحرائق.
88
88
العوامل المناخية
تعتبر كمية التساقطات السنوية من أهم العوامل المحددة لنوع وكثافة الغطاء النباتي.
عموما يعتبر مناخ المنطقة شبه جاف؛ حيث يقدر المعدل السنوي للتساقطات بمحطة الجديدة
420.2ملم خالل الفترة ما بين 5220و .0251كما تتوزع التساقطات بطريقة غير منتظمة
حسب شهور السنة ،حيث ترتكز أعلى المعدالت في الفترة الممتدة من أكتوبر إلى أبريل ،في
حين تعرف انخفاضا في شهور يونيو ،يوليوز وغشت.
غير أنه ما دمنا في مجال ساحلي ،فال بد أن نسجل ارتفاع الرطوبة النسبية ،فعندما
تنخفض درجة الحرارة خالل الليل ،تتكاثف الرطوبة الجوية مشكلة تساقطات خفية على شكل
ندى .مما يتيح للنباتات البقاء على قيد الحياة رغم حدة الجفاف.
أما درجة الحرارة ،فتلعب دورا حاسما في إنجاح الدورة الحياتية للنبات .غير أنه وبحكم
أن المنطقة موضوع هذه الدراسة ساحلية ،الحرارة في المجال الساحلي ال تعرقل الحياة اإلنباتية
ألن فرص حدوث الصقيع منعدمة بسبب التلطيف الذي يفرضه القرب من البحر ،كما أن
ضربات الحرارة االستثنائية ال دور لها ،ألن مفعولها يضعف بفضل الرطوبة الجوية .وعموما
تتميز المنطقة باالعتدال الحراري ،حيث يسجل أدنى متوسط درجة حرارة خالل شهر يناير
بحوالي 52درجة ،وأعلى متوسط درجة حرارة يسجل خالل شهر غشت بحوالي 02درجة.
التربة
تعتبر معظم تربات الكثبان الساحلية معدنية ،حيث تتكون بشكل أساسي من الرمل
والحصى وغيرها من المواد المعدنية .يختلف نسيجها وبنيتها حسب عمر الكثيب وموقعه من
البحر .كما تختلف حسب موقعها من الطبوغرافية المتموجة للكثبان .في الكثبان المتطورة،
يصل سمكها إلى بضعة أمتار ،بينما في الجنينية يقاس سمكها بالميليمتر ،وجودها دال على
حيوية واستمرار الكثيب الحاجزي (عبد اللطيف ارويحا .)0225 ،عادة ً ما يحتوي هذا النوع
من التربات المعدنية على كميات قليلة من المواد العضوية ضعيفة التطور والعناصر الغذائية،
مما يجعل النباتات التي تنمو عليها تتكيف مع هذه الظروف بشبكة جذورها عميقة وقدرتها
على تخزين الماء.
وبفعل بنيتها المتفككة وضعف تماسك مكونات الكثبان ،فهي معرضة للتعرية باستمرار
لوال الحماية النباتية .لذلك فقد تم التفكير في تشجير غابة الحوزية بأصناف محددة تم اختيارها
بعناية للتأقلم وطبيعة التربة ،وهي العملية التي مكنت من تثبيت التربة وحمايتها من التذرية
الريحية وبالتالي حماية المنشآت البشرية من أضرار الرمال المتحركة.
89
89
Les espèces exotiques تأثير النباتات الدخيلة المكتسحة
envahissantes
النباتات الدخيلة المكتسحة هي أنواع نباتية أدخلها اإلنسان في منطقة خارج نطاقها
الطبيعي ،وبالتالي فهي تهدد النظم البيئية واألنواع المحلية ( Yohann Soubeyran, 2008,
.)p13
يكون إلدخال وانتشار األنواع الدخيلة المكتسحة تأثيرات كبيرة على التنوع البيولوجي
المحلي ،حيث تؤدي إلى إزاحة األنواع المحلية من خالل المنافسة على الغذاء والماء ،وتشكل
تهديدًا لبعض األنواع النادرة أو المعرضة للخطر .بشكل عام ،يمكن لألنواع الدخيلة المكتسحة
تغيير تكوين النظم البيئية الطبيعية وتقويض وظائفها ( Christian Lévêque, et al.,
.)2012, p.3
في مجال الدراسة ،تعتبر نبتة Carpobrotus edulisالمعروفة بمخالب الساحرة
،Griffes de sorcièreنوعا دخيال يكتسح الشريط الساحلي بين الجديدة وأزمور ،وهي نبتة
عشبية أصلها من جنوب إفريقيا تم جلبها للمغرب في بداية القرن 02لتثبيت التربة والكثبان
الرملية.
صورة رقم .3انتشار نبتة Carpobrotus edulisبالكثيب الحاجزي لشاطئ الحوزية
90
90
بالتكيف فالنتيجة تكون محسومة لصالح النبات المكتسح مما يؤدي إلى انخفاض تنوع النباتات
المحلية (.)Maltez-Mouro et al, 2010, p 2123
يؤدي تحلل أوراق Carpobrotus edulisإلى تحرير مواد كيميائية تساهم في زيادة
حموضة التربة وتقلل من توافر الكالسيوم والمغنيسيوم ( Conser & Connor, 2009, p
.)352كما تمص الماء الموجود في الطبقات السطحية للتربة وتساهم في زيادة تجفيف التربة.
وحسب الدراسات السابقة (عبد اللطيف ارويحا ،)0225 ،فإن هذه الفصيلة قد استوطنت
في البداية الجبهة البحرية للكثيب المقابل للكولف الملكي في بداية التسعينات ،لكنها اليوم غدت
تكتسح المجال معظمه .في جل مكونات الكثبان ،بل وجدناها تكتسح حتى المجاالت الحصوية
التي تعجز النباتات األخرى عن االستقرار بها.
يظهر للمالحظ أنها تساهم بنجاعة في تثبيت الكثبان ،لكن ما يؤخذ عليها أنها:
تغير المنظومة النباتية التي تعتمد على التكافل symbioseوالتنافس
compétitionبين الكائنات التي تستغل نفس الموارد الطبيعية التي يوفرها
المحيط الفقير؛
البحر سيتعامل مع الوجهة الكثيبية كما لو أنها أصبحت متصلبة بهذا النبات ذي
الجذور القوية عكس النباتات الرائدة ،مما يجعله يسحب كتال منها تاركا أجرافا
رملية مكانها (الشكل رقم )4؛
اكتساح الكثبان بهذه النباتات من شأنه أن يفسد جمالية المشهد الساحلي التي تقوم
على التنوع الطبيعي .إضافة إلى كونها عندما تذبل تترك مجاال مغطى بالجذور
المسودة.
شكل رقم .4تصور نظري للدينامية الرسابية للشاطئ حسب نوع النبات المثبت لجبهة الكثيب
91
91
األنشطة البشرية
حول موقع الشريط الساحلي بين الجديدة وأزمور إلى نقطة جذب واستقطاب قوي
لإلعداد بمشاريع حضرية وسياحية من أبرزها :منتجع مزكان والكولف الملكي ومنتجع زفير.
أدت هذه المشاريع إلى تحوالت مجالية وسوسيو اقتصادية ،ولكنها أدت في نفس الوقت إلى
تقليص وتدهور الغطاء النباتي بهذا الشريط.
أصبحت الكثبان بشاطئ الحوزية تعاني من تعدد بؤر التدهور التي تنطلق من ممرات
ولوج السيارات للشاطئ ،يضاف لها مسالك الدراجات النارية والخيل التي تدك بنية الكثبان
وتفتح المجال للتعرية الريحية (الصورة رقم ،)4كما أن حركة اإلنسان فوق الكثبان تحطم
النباتات وتخلخل بنيات التربة الجنينية التي تحتضنها.
صورة رقم .4تدهور الكثيب بشاطئ الحوزية بسب تزايد استعمال الدرجات رباعية العجالت
الحرائق
تشهد غابة الحوزية اندالع العديد من الحرائق خاصة في جزئها المطل على البحر
(الصورة رقم .)1ورغم ضعف المساحة المحروقة ،تعتبر الحرائق من أبرز عوامل تراجع
غابة الحوزية نظرا لصغر مساحتها األصلية.
يصعب تحديد أسباب اندالع الحرائق بسبب تعدد أنشطة السكان في المجاالت الغابوية
( .)HAMDACH et al, 2019, p. 34في غابة الحوزية ،كما هو الحال في معظم غابات
المغرب ،يعتبر العامل البشري هو أهم عامل يساهم في اندالع الحرائق ،وقد يكون ذلك مقصودا
أو بدون قصد من خالل األنشطة السياحية المنتشرة داخل الغابة أو بجوارها .ويتضح من خالل
الزيارات الميدانية لغابة الحوزية انتشار مواقد النار بالقرب أو داخل الغابة (الصورة رقم )0
مما يشكل خطر اندالع الحرائق التي يصعب التحكم فيها خاصة إذا كانت درجة الحرارة
مرتفعة والرياح قوية.
92
92
صورة رقم .6موقد نار داخل غابة الحوزية صورة رقم .5منطقة محروقة بغابة الحوزية
خاتمة
يرتبط تشكل الكثبان الساحلية بين أزمور والجديدة بحركة البحر والرياح ،لكن ال يجب
تجاهل دور الغطاء النباتي الذي يلعب دورا مهما في تثبيت الرمال بواسطة الجذور المتعمقة
واألوراق .تعد الكثبان الساحلية موطنًا لتنوع بيولوجي غني باألصناف النباتية ،فهي تتوزع
بشكل منظم ،وفقًا لموقعها على الكثبان الرملية وقربها من البحر ،على شكل أشرطة موازية
لخط الساحل ،يرافق كل شريط مجموعة من النباتات المتجانسة .وتفرض العوامل البيئية
البحرية تتابعًا نباتيًا من البحر نحو القارة انطالقا من المجموعات المحبة للملوحة halophiles
والتربة الفقيرة إلى المجموعات التي تشترط لنموها الحرارة والتربة الغنية واالستقرار وقلة
اإلضافات الرملية.
موقع الشريط الساحلي بين مركزين حضريين (مدينة الجديدة ومدينة أزمور) ،جعله
نقطة جذب لألنشطة للسياحية والترفيهية التي يترتب عنها تدهور الكثبان الرملية والغطاء
النباتي .ونظرا لهذا التدخل غير المعقلن لألنشطة البشرية ،وجب اتخاذ تدابير مستدامة برؤية
تنموية جديدة تنظر أوال لمستقبل وحياة هذا الشريط الساحلي وإشراك مختلف الفاعلين من
مجتمع مدني وهيآت مختصة في مواكبة هذا التدبير للحد من هذا التدهور.
93
93
الئحة المراجع
ورد في. مقاربة بيئية، سواحل دكال ة بين اإلعداد السياحي والتوازن البيئي.2111 ،ارويحا عبد اللطيف
أشغال الملتقى التاسع لأليام، دراسات جغرافية،الكتاب الجماعي الوسط الطبيعي ودينامية المجال بالمغرب
. الجديدة،الجيومورفولوجية
Christian Lévêque, Éric Tabacchi, Marie-Jo Menozzi, 2012. Les espèces
exotiques envahissantes, pour une remise en cause des paradigmes écologiques.
Sciences Eaux & Territoires (Numéro 6). Éditions Institut National de Recherche
pour l’Agriculture, l’Alimentation et l’Environnement (INRAE), pp 2 - 9
Conser C., Connor E. 2009. Assessing the residual effects of Carpobrotus edulis
invasion, implications for restoration. Biological Invasions 11: 349-358.
Hamdach youssef et Hanchane Mohamed, 2019. Risque d’incendies de forêt au
Maroc: Evaluation cartographique et stratégies de prévention. In : Acte du colloque
international, Mutations socio-spatiales dans les montagnes rifaines (Maroc) et
leurs impacts sur le patrimoine forestier. Université Sidi Mohamed Ben Abdellah,
pp. 27-54.
Lebrun Jean, 1969. La végétation psammophile du littoral congolais. Académie
Royale des sciences d’Outre-Mer, classe des sciences naturelles et médicales - N.S.
- XVIII-1 – Bruxelles, 166 pages.
Maltez-Mouro S., Maestre F.T., Freitas H. 2010.Weak effects of the exotic
invasive Carpobrotus edulis on the structure and composition of Portuguese
sand-dune communities. Biological Invasions, 12, pp 2117-2130
Parisod Christian et Baudière André, 2006. Flore du littoral sableux: description
et conservation de la plage roussillonnaise en tant que théâtre écologique de
l’évolution. Bulletin de la Société Vaudoise des Sciences Naturelles, 90.1, pp. 47-
62
Ruz Marie-Hélène, 2004. Formation et évolution des dunes bordières: modèles
conceptuels. In: Bulletin de l'Association des Géographes Français, 81e année.
Aménagement des littoraux et conséquences géomorphologiques / Les littoraux
sableux et dunaires. pp. 383-392
Yohann Soubeyran, 2008. Espèces exotiques envahissantes dans les collectivités
françaises d’outre-mer. Comité français de l’UICN, Collection Planète Nature, 202
pages.
94
94
أنشطة القطاع الثالث ودورها يف دينامية مدينة اجلديدة
عبدالوهاب خنوس* ،اسماعيل خياطي* ومووالالي لحسن الف ارسي*
*أستاذ باحث بمختبر إعادة تشكيل المجال والتنمية المستدامة ،كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ،جامعة شعيب
الدكالي ،الجديدة.
ملخص
1
شهدت بنية األنشطة الحضرية بمدينة الجديدة دينامية متزايدة ،حيث انتقل عدد المحالت من 2020
سنة 5222إلى 55222محال 2سنة ،0250أي بزيادة سنوية تقدر بحوالي 252محال سنويا ،بينما نجد في
الفترة ما بين 5222-5225لم تتعدى 20محال سنويا ،ومن خالل تحليل بنيتها في فترة التسعينات نجد األنشطة
البسيطة تعرف تضخما ،وهي صورة نصادفها بكل المدن المغربية ومدن العالم الثالث على حد سواء ،إذ تعبر
بوضوح عن هشاشة البنية االقتصادية للمدينة ،ومحدودية وظائفها وضعف القدرة الشرائية لسكانتها .ورغم
التطور الملحوظ لعدد المحالت التي تقدم الخدمات بالمدينة ،فإن األنشطة التجارية ال تزال تستقطب عددا مهما
من السكان ،وتمثل أغلب األنشطة الممارسة عبر المجال الحضري للجديدة ،غير أنه في الفترة الحالية بدأت
مدينة الجديدة تستقطب خدمات متنوعة ،وأصبح عدد محالت الحرف والخدمات يفوق تلك الخاصة باألنشطة
التجارية ،ويرجع ذلك إلى التحول الوظيفي للمدينة.
كلمات مفاتيح:
أنشطة القطاع الثالث ،التوزيع المجالي ،الدينامية الحضرية ،مدينة الجديدة
تقديم
إن فهم دينامية المدينة ال يتأتى إال باستحضار ثالثة أبعاد ضرورية (المجالي ،الزمني،
الوظيفي) ،والتفاعل بين هذه األبعاد يعتبر نتاج لدينامية المدينة.
غ هذا التوجه في دراسة المدينة عالجنا دينامية األنشطة الحضرية بمدينة الجديدة ،إذ
ركزنا على أنشطة القطاع الثالث.
كان للدينامية التي شهدتها مدينة الجديدة على المستوى الديموغرافي والمجالي وقعا
كبيرا في تزايد الطلب على األنشطة الحضرية ،مما ساهم في تزايد عددها.
إن غايتنا من دراسة أنشطة القطاع الثالث هو الوقوف أوال على تطورها ،ثم توزيعها،
وكيف تساهم في دينامية وهيكلة المجال الحضري لمدينة الجديدة.
ولمعالجة هذه االشكالية كان من الضروري البحث عن تقنية تمكننا في نفس الوقت من
التوطين الدقيق لهذه االنشطة والخدمات ،وتساعدنا على ربح الوقت ،فكانت أحسن أداة هي
1مرسي العزيز ( :)1996آليات وأشكال التوسع الحضري بمدينة الجديدة ،بحث في الجغرافية البشرية لنيل دبلوم الدراسات
العليا ،كلية االداب والعلوم االنسانية ،جامعة محمد الخامس ،الرباط.
2العمل الميداني صيف .0250
95
95
استخدام نظام التموقع العالمي ( ،3)GPSوالذي ساعدنا كثيرا في توطين األنشطة ،إذ دام العمل
الميداني 42يوما صيف ،0250تمكنا خالله من مسح المجال بشكل شامل ،بما في ذلك
الدواوير المجاورة ،وعند االنتهاء من الجرد تم تحويل ذلك إلى قاعدة بيانات داخل البرنامج
بعد نقلها إلى إكسل ) ،(Excelثم تحويل إحداثياتها من الجغرافية إلى الكارطوغرافية من خالل
تطبيق .UTM Converter
الشكل رقم :1الملف المستخرج من نظام التموقع العالمي ()GPS
تم تصنيف األنشطة بشكل محدد مسبقا ،إذ تم االعتماد على التصنيف الذي وضعه كل
من العزيز مرسي 4وفهد صبرو ،5اللذين اعتمدا في تصنيفهما على ما توصل إليه محمد بلفقيه
وعبد اللطيف فضل هللا 6ثم حسن بنحليمة ،7ثم خرجنا بتصنيف يتماشى وخصوصية األنشطة
المتواجدة بمدينة الجديدة.
دينامية األنشطة التجارية :توزيع مجالي غير متكافئ .1
يطغى على األنشطة الحضرية بمدينة الجديدة األنشطة التجارية ،فهي على عكس باقي
األنشطة تتالئم مع رؤوس األموال البسيطة ،وتسمح بإنشاء مؤسسات صغيرة وقابلة للظهور
بعد إختفاء ظرفي ،ويمكنها أن تسير من طرف األسرة ،مما جعلها النشاط الغالب ،حيث انتقل
3نظام التموقع العالمي ( )GPSهو نظا م أمريكي للمالحة الالسلكية يتخذ من الفضاء قاعدة له ،وهو نظام يوفر لجميع مستخدميه
المدنيين في جميع أنحاء العالم على نحو مستمر ودون انقطاع خدمات مجانية لتحديد الموقع وتحديد الوقت والمالحة ،إذ باستطاعة
أي شخص لديه جهاز استقبال لنظام التموضع العالمي أن يحصل على معلومات تحدد له الموقع والتوقيت ،حيث يوفر هذا النظام
لعدد غير محدد من األشخاص معلومات دقيقة عن الموقع والوقت ،ويوفر النظام هذه المعلومات ليالً ونهارا ً في أي مكان من العالم
وبغض النظر عن الظروف الجوية ،وهناك عدة أنواع لكننا استخدمنا نوع .GARMIN Montana 650
4مرسي العزيز ( :)1996مرجع سابق.
5صبرو فهد ( :)2114التمدين والمركزية الحضرية حالة مدينة القنيطرة ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الجغرافيا ،كلية
االداب والعلوم االنسانية ،جامعة ابن طفيل ،القنيطرة.
6
Belfquih M’Hamed ; Fadloullah, Abdelatif (1986) : Mécanismes et formes de croissance urbaine
au Maroc, Cas de l’agglomération de Rabat.
7
Benhalima Hassan (1987) : Petites villes traditionnelles et mutation socio-économique du Maroc,
le cas de Sefrou, Thèse de 3eme Cycle ; Rabat.
96
96
عدد المحالت الخاصة بها 5502سنة 5225إلى 5221محال سنة ،85222وخالل الفترة
الحالية عرفت تزايدا كبيرا ،إذ وصلت إلى 1021محال 9سنة 0250بزيادة سنوية وصلت إلى
512محال سنويا.
الخريطة رقم :1توزيع األنشطة الحضرية بمدينة الجديدة سنة 2116
97
97
األحياء التي تعرف كثافات مرتفعة بمركز المدينة وحي اللة زهراء ،كما توضح ذلك خريطة
توزيع محالت تجارة التغذية.
تشكل تجارة البقالة عنصرا أساسيا ومهيمنا داخل بنية تجارة المواد الغذائية ،حيث نجد
5222محل أي بنسبة % 40من مجموع هذه التجارة ،وتنتشر في جل أحياء المدينة والدواوير
المجاورة لها.
الخريطة رقم :2مجال تركز بيع المواد الغذائية بمدينة الجديدة سنة 2116
توصلنا من خالل تنطيق المدينة إلى هاالت أن الهالة األولى ،تتشكل من األحياء التي
ظهرت بعد استقالل المغرب ،والثانية تضم أحياء المدينة القديمة ،هاتين الهالتين تضمان نصف
تجارة التغذية.
98
98
.2.1دينامية متزايدة وتركز مجالي لتجارة المالبس واألحذية ومواد التزيين
مكننا العمل البيبليوغرافي والميداني من الوقوف على درجة دينامة األنشطة الحضرية،
وتبقى تجارة تجارة المالبس واألحذية ومواد التزيين من بين مكونات هذه األنشطة ،حيث
سجلنا ارتفاعا في عدد محالت بيع المالبس الجاهزة والمستعملة وبيع األحذية ،ففي سنة 5222
لم يتجاوز عدد المحالت 404ليرتفع إلى 5420محال سنة .0250
هذه الدينامية في العدد قابلها تركز على مستوى هذه المحالت ،إذ يتجمع أغلبها بمركز
المدينة ،ونسجل تدرجا في تركزها حسب الهاالت ،إذ تمثل الهالة األولى مركز المدينة قطبا
يستحوذ على 5200محال ،وتبدأ باقي الهاالت في تراجع تدريجيا ،إذ تتجمع بالهالة الثانية التي
تتشكل من حي اللة زهرة والصفاء والبركاوي بــ 501محال ،والهالة الثالثة يقابلها كل من
حي السعادة والميلحة وسيدي موسى وتضم 22محال ،بينما الهالة الرابعة التي تتشكل من حي
السالم وتحوي هذه الهالة 052محال ،أم الهالتين األخيرتين تعرف تراجعا للمحاالت نتيجة
لوجود مجاالت فارغة ،وسجلنا ما مجموعه 55محال هاتين الهالتين توافقا حزام تركز الدواوير
العشوائية.
الخريطة رقم : 3هاالت توزيع تجارة المالبس واألحذية ومواد التزيين بمدينة الجديدة سنة 2116
من خالل مالحظة خريطة مجال تركز تجارة المالبس واألحذية ومواد التزيين أي كل
مااا يتعلق بااالمالبس والمجوهرات ،...فااإنهااا تتركز بمركز الماادينااة من خالل وجود عاادد من
القيساريات المخصصة لذلك كقيسارية النصر ،واد الذهب...
99
99
الخريطة رقم :4مجال تركز تجارة المالبس واألحذية ومواد التزيين بمدينة الجديدة سنة 2116
100
100
الخريطة رقم :5هاالت توزيع تجارة التجهيز المنزلي بمدينة الجديدة سنة 2116
تتوزع محالت تجارة التجهيز المنزلي بشكل عنقودي ،حيث تتجمع المحالت في
مجاالت قريبة من بعضها البعض ،بينما تغيب في باقي المجال الحضري.
.4.1تزايد عدد محالت تجارة المواد غير الغذائية ومواد البناء
أصبحت مدينة الجديدة تستقطب أنواعا جديدة من األنشطة التجارية ،التي لم تكن تتوطن
بها سابقا ،ويرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل التي سنتعرف عليها فيما بعد ،كما تطورت
أنشطة أخرى كانت متواجدة سابقا كمواد البناء والمواد غير الغذائية كبيع أجزاء السيارات.
شهد هذا النوع من التجارة ارتفاعا ملحوظا ،إذ انتقل من 520محال سنة 5222إلى 122سنة
،0250أي بزيادة سنوية تقدر بــ 51محال.
إن الدينام ية التي تعرفها بنية التجارة بمدينة الجديدة تختلف بين األحياء ،فهناك أحياء
تستقطب عددا كبيرا عكس أحياء أخرى .وندرج هنا مقارنة بين األحياء القديمة وأحياء فترة
الحماية الفرنسية وأحياء مرحلة ما بعد االستقالل ثم األحياء الجديدة.
101
101
الخريطة رقم :6مجال تركز بيع المواد غير الغذائية ومواد البناء بمدينة الجديدة سنة 2116
نالحظ من خالل الجدول رقم 5أن المدينة القديمة تستحوذ على عدد كبير من األنشطة
التجارية ،وتبقى األحياء األخرى تعرف تزايدا ،باستثناء حي البالطو الذي اختفى فيه ما يقارب
50محال تجاريا ،ويعود ذلك إلى وجوده بالقرب من مركز المدينة ،وطبيعة السكن ( الفيالت).
الجدول رقم : 1تطور بنية األنشطة التجارة بمدينة الجديدة بين 1993و2116
حي السالم اللة زهراء حي بالطو حي العصري المدينة القديمة
2016 1993 2016 1993 2016 1993 2016 1993 2016 1993
138 - 333 321 14 21 193 120 562 التغذية 380
32 - 143 50 02 01 74 02 946 تجهيز 348
الشخص
36 - 196 54 01 03 34 28 136 92 التجهيز
المنزلي
44 - 59 61 02 12 46 31 78 تجارة 30
متنوعة
250 - 721 526 19 37 347 196 1722 المجموع 850
102
102
إلى 4002محال (بمعدل 512محال سنويا) .بينما نجد في مرحلة ما بين 5222 – 5225
زيادة ضعيفة لم تتراوح 21محال سنويا.
الخريطة رقم : 7توزيع الحرف والخدمات بمدينة الجديدة سنة 2116
103
103
بـاااـااا 102بنسبة %04تتوزع ما بين حالقة الرجال بـاااـااا 214محال ،وحالقة النساء بحوالي
021محال ،هذه األخيرة لم تكن موجودة إلى حدود التسااعينات ،أما حرفة النجارة فيصاال عدد
محالتها إلى 220بنساابة ،% 51ونميز فيها بين نجارة الخشااب بـااااااااـاااااااا 020محال ونجارة
االلمنيوم بـااا 24محال ،كما تنتشر حرفة الميكانيكي ببعض األحياء المتخصصة في ذلك كحي
درب غلف واللة زهرة ،ويصاااااال عددها إلى 002محال بنساااااابة % 2من مجموع المحالت
المخصصة للحرف المهنية.
الجدول رقم : 2توزيع عدد الحرف المهنية بمدينة الجديدة
العدد نوع الحرف
83 إصالح الحواسب والهواتف
46 صباغة السيارات
55 إصالح الثالجات والتلفاز
48 كهربائي سيارات
378 نجار
227 ميكانيكي
27 إصالح مفاتيح
119 رصاص
613 خياط
589 حالق
135 لحـــام
28 إصالح العجالت
38 إسكافي
56 أخر
2440 المجموع
المصدر :العمل الميداني صيف 0250
سااااجلنا ،من خالل البحث الميداني ،ضااااعفا في تمثيلية بعض الحرف المهنية نظرا لقلة
التردد عليها مثل اإلسااااااكافي الذي يمثل فقط ،% 0وكذلك حرفة اللحام التي ال تكاد تصاااااال
نسبتها إلى ،% 1في حين تشكل كل من إصالح الثالجات والتلفاز ،% 0وإصالح الحواسب
والهواتف .%2
لكي نتمكن من ضاابط أشااكال انتشااار الحرف المهنية ،قساامنا المجال الحضااري للجديدة
إلى نطاقات متساوية في شعاعها ،فتوصلنا إلى ما يلي:
-الهااالااة االولى يتركز فيهااا 777محال للحرف ،هااذه الهااالااة توافق
وجود أحياء اللة زهرة ،درب غلف ،حي بركاوي ...
-الهالة الثانية تضاااام 227محال للحرف ،وتتشااااكل من أحياء المدينة
القديمة (حي القلعة ،حي البرتغالي ،ضاية.)...
104
104
-الهااالااة الثااالثااة يتواجااد بهااا حوالي 296محال للحرف ،وتتكون من
أحياء سيدي موسى ،السعادة ،المنار...
-الهالة الرابعة 071محال للحرف ،ويشاااااااكل فيها حي المطار ،ملك
الشيخ ،السعادة الثالثة ثم البستان ،األحياء األكثر تركز للحرف.
-الهالة الخامساااااااة تضااااااام 070محال للحرف ،وتتركز هذه الحرف
بدواوير الهامشية لمدينة الجديدة ،كدوار الغربة ،لشهب ،المسيرة....
-الهالة االخيرة االقل حضاااااااورا للحرف بحوالي 29محال للحرف،
نظرا لوجود مجاالت فارغة ومجاالت زراعية.
الخريطة رقم :8هاالت توزيع الحرف المهنية بمدينة الجديدة سنة 2116
نساااااتنتج مما سااااابق أن محالت الحرف المهنية تتدرج في انتشاااااارها من المركز نحو
الهوامش ،وهذا يرتبط بنفوذ المركز التاريخي ،إذ نساااااجل في الهالة األولى والثانية أكثر من
نصف محالت الحرف المهنية ،أي على مساحة تقدر بـااااااـاااااا 114هكتار من مساحة المجال
105
105
الحضاااري التي تصااال ،2121أي أن % 10من محالت الحرف المهنية تتركز في % 51
من مساحة العامة للمدينة.
.2.2الخدمات التجارية عنصر مهم في دينامية المجال
تلعب الخدمات التجارية دورا مهم في تنشيط الحركة التجارية للمدينة ،إذ سجلنا خالل
العمل الميداني ما يقارب 5102محال ،أي بنسبة % 00من مجموع محالت الخدمات ،يتميز
هذا النوع من الخدمات بالتنوع ،إذ يحتوي على 52نوعا كما يوضح الجدول رقم .54
الجدول رقم :3بنية الخدمات التجارية بمدينة الجديدة سنة 2116
النسبة % العدد الخدمات التجارية
26 412 مقاهي
22 357 مطعم وسناك
1 18 حانة
10 158 حمام وفرن
6 95 غسل سيارات
2 32 فنادق
1 19 مطبعة
2 37 نادي فيديو
3 47 قاعة ألعاب رياضية
3 49 قاعة انترنيت
كراء السيارات
3 45 والمعدات
1 21 محطة بنزين
2 25 مختبر تصوير
4 55 مصبنة
7 117 مكتبة
2 25 ممون حفالت
1 16 سوق ممتاز
3 46 نظراتي
تزيين العرائس
1 15 (نكافة)
100 1589 المجموع
المصدر :العمل الميداني صيف 0250
تنتشر محالت هذه الخدمات داخل أحياء المدينة بشكل متفاوت ،إذ نجدها تتوطن على
المحاور الرئيسية كالمقاهي ،وتغيب في أحياء أخرى خاصة في حي كالفورنيا.
تحتل المقاهي المرتبة االولى بــ 450محال ،وهو ما يمثل % 01من مجموع محالت
الخدمات التجارية ،وتشغل المقاهي يدا عاملة مهمة ،فإذا ما اعتبرنا أن كل مقهى تشغل 0
106
106
عمال ،فقطاع المقاهي بالجديدة يشغل لوحده ،0420دون إغفال السلسلة المرتبطة بالمقاهي
كبقالة وبائعي النعاع والمخبزات ،...فيما تحتل خدمة المطاعم المرتبة الثانية بـ 212محال
بنسبة .% 00
الخريطة رقم :9مجاالت تركز خدمة المقاهي بمدينة الجديدة سنة 2116
من خالل التحليل المجالي للخدمات التجارية اتضااااااح لنا أن هناك تركزا كبيرا لهذه
الخدمات في االحياء القديمة ،أما االحياء الجديدة فيقتصاااااار التركز على االحياء الموجودة في
اتجاه الجرف االصااافر كحي الساااعادة ،...وبعض األنوية في كل من حي الساااالم ،خاصاااة في
ملتقى أم الربيع ،وحي سيدي موسى.
107
107
الخريطة رقم :11مجال تركز الخدمات التجارية بمدينة الجديدة سنة 2116
108
108
الشكل رقم :2توزيع المهن الحرة بمدينة الجديدة سنة 2116
تتوزع هذه المهن مجاليا بشكل كبير داخل ما يعرف بـ "المركز العصري" الذي خطط
له من قبل المعمرين ،ويضم حي الصفاء والبركاوي .وتتوطن هذه المهن بشكل كبير في شارع
محمد الخامس خصوصا مهنة المحاماة ،أما االطباء فيستقرون بالقرب من المستشفى الكبير
قديما ،لكن مع تحويل المستشفى إلى القرب من سجن سيدي موسى ،بدأنا نالحظ ظهور هذه
المهن خصوصا على شارع جبران خليل جبران ،وشارع المسيرة.
.4.2خدمات صحية
تبين لنا من خالل العمل الميداني الذي هم الخدمات الصحية ،أن هناك تفاوتا كبيرا بين
القطاعين العام والخاص ،فعدد المحالت التابعة للقطاع العمومي ال يتجاوز العشرة فقط ،وهو
ما يمثل %4فقط من مجموع المحالت التي يصل عددها إلى ،022أي أن المدينة تعاني
خصاصا كبيرا في الخدمات العمومية في هذا القطاع .لقد فتح هذا األمر الباب للقطاع الخاص
الذي توسع بشكل كبير ،فهو يمثل حاليا ما يقارب % 20من مجموع هذه المحالت.
الجدول رقم :4توزيع الخدمات التجارية بمدينة الجديدة سنة 2116
النسبة % العدد الخدمات الصحية
24 502 صيدالليات
2 51 عيادة طبية
4 20 مختبر تحليالت طبية
2 02 مركز ترويض
2 22 مصحة
2 22 هالل أحمر
522 052 المجموع
المصدر :العمل الميداني صيف 0250
تحتل الخدمات الصحية الخاصة مكانة مهمة بمدينة الجديدة ،وتمثل خدمات الصيدلة
النسبة األكبر بحوالي % 24من مجموع محالت الخدمات الصحية بـ 502محال ،منها 04
محال مخصصة للخدمات شبه الصيدلية ( )Parapharmacieبينما يبلغ عدد الصيدليات
.520هذه األخيرة لم يكن يتجاوز عددها سنة 5225إال أربع صيدليات ،ليرتفع عددها سنة
109
109
5200إلى 55صيدلية .ويبلغ عدد مراكز الترويض بالمدينة 02محال وهو ما يمثل % 2
من مجموع محالت الخدمات الصحية ،وتبلغ نسبة تمثيلية العيادات الطبية % 2في حين تمثل
المصحات .%2
تتركز الخدمات الصااحية في مدينة الجديدة بالقرب من مسااتشاافى محمد الخامس القديم
أو ما يعرف بحي المساااااتشااااافى ،وظهرت مجاالت أخرى ،بحضاااااور أقل من المركز ،بدأت
تسااااتقطب هذا النوع من الخدمات ،خاصااااة أنه يعرف إقباال كبيرا من طرف ساااااكنة المدينة
والمجاالت المجاورة.
الخريطة رقم :11مجال تركز الخدمات الصحية بمدينة الجديدة سنة 2116
110
110
إن تنطيق توزيع الخدمات التعليمية ،جعلنا نتأكد أكثر بأن االحياء الجديدة هي األكثر
استقطابا للمؤسسات التعليمية حيث نجد:
-الهالة االولى تضااااام 26مؤساااااساااااة أي بنسااااابة % 69من خدمات
التعليمية ،هذه الهالة توافق وجود أحياء حي المطار ،ملك الشيخ ،السعادة الثالثة
والبستان ثم حي السالم...؛
-الهالة الثانية تسااجل 72مؤسااسااة بنساابة ،% 67وتتشااكل من أحياء
المدينة القديمة (حي القلعة ،حي البرتغالي ،ضاية)...؛
-الهالة الثالثة يتواجد بها حوالي 24مؤساساة بنسابة ،% 66وتتكون
من أحياء سيدي موسى ،السعادة ،المنار...؛
-الهالة الرابعة تتوطن بها 21مؤسااااسااااة بنساااابة ،% 04هذه الهالة
توافق وجود أحياء اللة زهرة ،درب غلف ،حي بركاوي...؛
-الهالة الخامساااة والساااادساااة تعرف حضاااور ضاااعيف للمؤساااساااات
التعليمية بمجموع 01مؤسسات 2للهالة األولى و 2مؤسسات لالخيرة.
الخريطة رقم :12هاالت توزيع الخدمات التعليمية بمدينة الجديدة سنة 2116
111
111
كبير ،فخالل ساااااانة 0250تم جرد 520وكالة ذات أبعاد مختلفة (وطني ،دولي) ،وهو ما
تمثل % 2من مجموع محالت الحرف والخدمات.
الخريطة رقم :13توزيع الخدمات المالية بمدينة الجديدة سنة 2116
يتبين من خالل الخريطة اعاله أن المؤساااااساااااات البنكية تتركز على طول الشاااااوارع
الرئي سية ،ك شارعي محمد ال سادس ومحمد الخامس ،كما نجدها تتركز ب شارع طريق سيدي
بوزيد ،وبعض مراكز كحي المطار وحي السالم...
.7.2خدمات النقل واالتصال
إن إشااااعاع مدينة الجديدة الدولي والوطني جعلها قبلة للعديد من االنشااااطة الحضاااارية
ذات الطابع النادر ،وتعتبر خدمات النقل واالتصاااااااال من الخدمات النوعية ،إذ اسااااااتقرت
بالجديدة سنة 0250ما يقارب 500محال ،بينما لم تكن المدينة تحتوي إال على خدمتين سنة
.5200
أسفر تنطيق توزيع خدمات االتصال والنقل على نتائج التالية:
-الهالة األولى تضااااااام 21خدمة بنسااااااابة % 00مقارنة مع باقي
الهاالت ،هذه الهالة توافق وجود أحياء اللة زهرة ،درب غلف ،حي بركاوي...؛
-الهالة الثانية تضااااام 07خدمة بنسااااابة ،% 01وتتشاااااكل من أحياء
المدينة القديمة (حي القلعة ،حي البرتغالي ،ضاية)...؛
-الهالة الثالثة يتواجد بها حوالي 64خدمة بن سبة % 60من مجموع
الخدمات ،هذه الهالة توافق وجود أحياء سيدي موسى ،السعادة ،المنار...؛
-الهالة الرابعة 07خدمة أي بنسااااااابة % 06من مجموع خدمات
الهاالت ،وتتكون من أحياء المطار ،ملك الشيخ ،السعادة الثالثة...؛
112
112
-الهالة الخامسة تعرف حضور ضعيف للخدمات المالية ،إذ ال توجد
سوى خدمتين بنسبة % 6من مجموع خدمات النقل واالتصال ،وتستقر بالحي
الصناعي؛
-الهالة األخيرة تعرف غياب تام لخدمات النقل واالتصال.
الخريطة رقم :14هاالت توزيع خدمات النقل واالتصال بمدينة الجديدة سنة 2116
تتركز خدمات النقل واالتصااال بشااكل متفاوت داخل المجال الحضااري ،حيث نسااجل
حضااااااورها القوي بحي البركاوي والصاااااافاء ،كما نجدها بأحياء المدينة القديمة ،في حين
تضعف في باقي المناطق.
.8.2الخدمات اإلدارية بمدينة الجديدة
لعبت الخدمات اإلدارية دورا كبيرا في دينامية المدينة ،التي شهدت منذ فترة االستعمار
تشييد مجموعة من المصالح اإلدارية ،كما أن المعمر الفرنسي في تخطيطه للمدينة وضع
مجاال خاصا باإلدارة .وفي الوقت الحالي فالجديدة تعرف حضورا ضعيفا لهذه الخدمات ،إذ
ال يتجاوز عددها 20مقرا لمصالح إدارية مختلفة ،وهي بذلك ال تمثل سوى % 5من مجموع
الخدمات.
اتضح لنا ،من خالل العمل الميداني والعمل الخرائطي ،تركز جل هذه الخدمات باألحياء
التي أنشأها االستعمار الفرنسي كحي البالطو والبركاوي.
113
113
الخريطة رقم :15مجال تركز خدمات االدارات العمومية بمدينة الجديدة سنة 2116
باإلضافة إلى الضعف الذي تعرفه هذه الخدمات ،فهي تتوزع بشكل غير متكافئ بين
أحياء المدينة ،إذ تغيب في عدد كبير من االحياء.
تبين لنا من خالل المحور المتعلق بدينامية الحرف والخدمات بمدينة الجديدة ،أن هذه
األخيرة عرفت دينامية متزايدة .هذه الدينامية ال تزال متواصلة ،وهو ما تبين من خالل العمل
الميداني الذي هم األحياء الجديدة .هذه األخيرة ال زالت تستقطب السكان واألنشطة الحضرية،
كحي المطار الذي سجلنا فيه إرتفاعا في عدد األنشطة من 520نشاطا سنة 0250إلى ما
يقارب 000نشاطا سنة ،0250أي بزيادة 04نشاطا.
خالصة
إذا كانت فترة الحماية قد شكلت تحوالت على المستوى الديموغرافي وجعلت من مدينة
الجديدة مجاال مستقطبا ومهيكال لظهيرها القاري ،ففترة االستقالل شهدت موجة جديدة من
الدينامية الديمغرافية ،إذ لم تكن ساكنة مدينة الجديدة تتجاوز 02.222نسمة سنة ،5222
وانتقلت إلى 524.224نسمة سنة ،0254كان لها الوقع الكبير على توسع المدينة ،وساهم في
توسعها ،وزادت االوراش الكبرى التي توطنت بالقرب من المدينة من تزايد سكان المدينة،
وارتفاع الطلب على السكن ،مما ساهم في تزايد الحاجة إلى األنشطة الحضرية بكل أنواعها،
فالدينامية الديمغرافية واكبتها دينامية على مستوى المجال المبني الذي انتقل من ثالث هكتارات
خالل مرحلة االحتالل البرتغالي ،لتصل إلى 144هكتارا سنة .0250الدينامية التي عرفتها
مدينة الجديدة على المستويين الديموغرافي والمجالي ،جعلها تستقطب عددا كبيرا من األنشطة
الحضرية.
114
114
الجدول رقم :5تطور بنية االنشطة الحضرية بمدينة الجديدة 2116 – 1971
2116 1993 1982 1971 النوع
1021 5221 5102 5502 أنشطة تجارية
1420 5025 5220 5211 أنشطة الحرف والخدمات
55222 2020 2892 0050 المجموع
المصدر :مرسي العزيز ( :)1996مرجع سابق ،.العمل الميداني صيف 0250
يتبين من خالل الجدول السابق التطور الكبير في عدد االنشطة الحضرية ،إذ انتقل من
0050سنة 5225إلى 55222نشاط سنة .0250هذا التطور في األنشطة هم كذلك بنيتها،
إذ انتقلت األنشطة التجارية من 5502محال تجاريا إلى 1021محال ،أما الحرف والخدمات
فقد وصلت إلى .1420
إن هذه الدينامية المجالية والديمغرافية جعلت المدينة في حاجة إلى المزيد من األنشطة.
فمن خالل العمل الميداني واإلحصائيات الخاصة باألنشطة الحضرية تبين لنا التزايد الواضح،
إذ انتقلت من 0050سنة 5225إلى 55222نشاط مختلف سنة .0250
إن هذا التطور في األنشطة يختزل داخله اختالفا ما بين األنشطة التجارية والخدمات،
حيث تغطي األولى عددا كبير من األحياء بينما الثانية نجدها تتركز في بعضها فقط.
باإلضافة إلى هذا التمايز ،هناك تباين داخل نفس النوع ،إذ نجد مثال داخل األنشطة
التجارية حضورا قويا لتجارة التغذية ،التي تنتشر بشكل كبير بمختلف أحياء المدينة ،نظرا
لحاجة الساكنة إلى التزود بالمواد االساسية .وتتركز تجارة المالبس الجاهزة في مركز المدينة،
مع بروز مجاالت جديدة أخرى بحي المطار ،تزاول نفس النشاط ،غير أن هناك بعض األحياء
ال تتجاوز فيها األنشطة الحضرية عشر محالت.
فيما يتعلق باألنشطة الحضرية الخاصة بالخدمات ،نجد تباينا في توزيعها بين مهن حرة
تشغل جزءا كبيرا من المجال الحضري ،وبين الخدمات التجارية التي تأتي بعدها .في حين
هناك مجاالت آخرى بها تساوي ما بين مهن الحرة والخدمات التجارية ،مع تسجيل مالحظة
أساسية هو أن مدينة الجديدة بدأت تغري الشركات العالمية باالستقرار ،وهذا مؤشر على
التحوالت التي تعرفها المدينة.
من خالل العمل الميداني وإحصاء 5225الخاص باألنشطة االقتصادية ،يتضح أن
نصيب الفرد من األنشطة الحضرية 10عرف تطورا إذ انتقل من 21222محال لكل نسمة سنة
5225إلى 21212محال سنة ،0250وهذا مؤشر آخر على الدينامية التي تعرفها مدينة
الجديدة.
10يتم الحصول على مؤشر نصيب الفرد من األنشطة الحضرية من خالل قسمة عدد األنشطة على عدد السكان ،يمكن الرجوع في
هذا الصدد.ألطروحة إيغور أغبوسو (.)0254
115
115
البيبليوغرافيا
-بوشارب أحمد :)1981( ،دكالة واالستعمار البرتغالي إلى سنة إخالء آسفي وآزمور(قبل 00غشت
-5405أكتوبر ،)5145كلية اآلداب فاس.
-خنوس عبد الوهاب :)2121 ( ،الدينامية الحضرية بمدينة الجديدة :مقاربة خرائطية ،بحث الدكتوراه،
كلية االداب والعلوم االنسانية بالجديدة.
-خنوس عبد الوهاب ،مدهوم وديع ،خياطي إسماعيل :)2119( ،دور نظم المعلومات الجغرافية
في تقييم مخططات التهيئة''تصميم التهيئة لمدينة الجديدة 0252 – 0222نموذجا'‘ ،أعمال الندوة الوطنية
”الحكامة الترابية وأدوات تدبير المجال" يوم 02نونبر ،0252تنسيق عبدالحميد مزغاب ،منشورات كلية
اآلداب والعلوم اإلنسانية ،وجدة.
-خياطي اسماعيل ( :)2118انتشار التمدين وتطور السكن غير الالئق بالمجال المجاور لمدينة
الجديدة ،أي عالقة ،أعمال الندوة الدولية "إعادة تشكيل وتنمية المجاالت البيحضرية بحوض البحر األبيض
المتوسط :رؤى متقاطعة" يومي 02و 22أكتوبر ،0251المجلد االول ،تنسيق حسن العباسي واسماعيل
خياطي ،منشورات مختبر "إعادة تشكيل المجال والتنمية المستدامة" ،كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ،الجديدة.
صبرو فهد ( :)2114التمدين والمركزية الحضرية حالة مدينة القنيطرة ،أطروحة لنيل شهادة
الدكتوراه في الجغرافيا ،كلية االداب والعلوم االنسانية ،جامعة ابن طفيل ،القنيطرة.
-الصنهاجي أنس ( :)2117التحوالت االقتصادية واالجتماعية بمنطقة دكالة على عهد الحماية
الفرنسية ،5210-5250أطروحة دكتوراه في التاريخ ،مطبوعات المندوبية السامية لقدماء المقاومين
وأعضاء جيش التحرير ،الطبعة األولى.
-مرسي العزيز ( :)1996آليات وأشكال التوسع الحضري بمدينة الجديدة ،بحث في الجغرافية
البشرية ،لنيل دبلوم الدراسات العليا ،كلية االداب والعلوم االنسانية ،جامعة محمد الخامس ،الرباط.
-المكاوي أحمد ( :)2116إفادات أوربية عن الجديدة (مازكان) ،مجلة كلية االداب والعلوم االنسانية
بالجديدة ،عدد مزدوج .52-50
-ميرة رجب محمد حسن ( :)2116الخدمات الصحية في مركز الزقازيق دراسة جغرافية باستخدام
نظم المعلومات الجغرافية واالستشعار من بعد ،رسالة ماجستير بجامعة بنها ،جمهورية مصر.
- Belfquih M’Hamed ; Fadloullah Abdelatif (1986) : Mécanismes et formes
de croissance urbaine au Maroc, Cas de l’agglomération de Rabat, Dar Nachr El-
Maarifa, Rabat.
- Chakir Laaroussi Rachida (1985) : El Jadida : croissance urbaine et
espace régional. Thèse doctorat de 3ème cycle : géographie: François Rabelais,
Université de Tours.
- Jmahri Moustafa(1987) : Histoire d’une ville El Jadida ; Lamalif, N 194,
Raba.
- Joachim BROOMBERG (2011) : L’accessibilité des centres
commerciaux de périphérie par les transports publics : un enjeu de la ville durable,
Bulletin de la Société géographique de Liège.
- Skittou Mustapha, Madhoum Ouadia, Khannous Abdelouahab,
Merrouchi Mohamed, Gad Taoufiq (2020) : Classification of land use areas using
remote sensing data with machine learning; 2020 IEEE International conference of
Moroccan Geomatics (Morgeo); Date of Conference:11-13 May 2020; DOI:
10.1109/Morgeo49228.2020.9121883.
116
116
اجلديدة (حالة مدينة تامسنا)
حلضري وظهور املاملدن اجل
التوسع ااحل
عبد النور صديق* ،يوسف ايت عيسى**
ملخص
في بدايات العقد األول من القرن الحالي ،سطر المغرب برنامجا طموحا يروم إنجاز 51مدينة جديدة
في أفق سنة 0202بالقرب من أهم المدن الكبرى .هكذا تم إنشاء مجموعة من المدن الجديدة؛ مدينة تامنصورت
بنواحي مراكش ،وتامسنا جنوب مدينة الرباط ،والخيايطة نواحي الدار البيضاء ،ومدينة الشرافات قرب مدينة
طنجة .وكانت الرغبة من وراء تبني مشروع المدن الجديدة تكمن في إحداث مناطق جذب حضرية جديدة
تستجيب لمشاكل النمو الحضري ،وتساهم في تحقيق التنمية.
من هذا المنطلق ،تأتي هذه المساهمة العلمية بهدف تشخيص واقع المدينة الجديدة تامسنا ،كونها مختبرا
حقيقيا لمدى نجاعة المقاربة الحضرية الجديدة في بلوغ أهداف التنمية.
الكلمات المفتاح :التوسع الحضري -المدن الجديدة – الضاحية – تامسنا.
Résumé :
Au début des années 2000, le Maroc va connaître le lancement d’un ambitieux
programme de création de villes nouvelles comptant une quinzaine de projets
répartis à proximité des grandes villes du Royaume. Ainsi, quatre villes nouvelles
ont été créées ; Tamansourt, situé dans la périphérie de Marrakech, Tamesna dans
la périphérie de Rabat, Lakhyayta près de Casablanca et de Chrafate près de Tanger.
Ces nouvelles villes visent à répondre aux problèmes de croissance urbaine, et de
contribuer au développement.
Cet article tente d'analyser l’état actuel de la ville nouvelle Tamesna, et
vérifier s’il s’agit vraiment d’un espace urbain bien aménagé qui répond aux
attentes des citoyens.
– Les mots clés : Extension urbaine - Les villes nouvelles – Banlieue
Tamesna.
مقدمة:
سعى المغرب بعد تبنيه مشروع المدن الجديدة إلى وضع مجموعة من اآلليات القانونية
وتوفير إمكانيات مادية مهمة إلنجاح هذه التجربة الحضرية .فجاء إنشاء المدن الجديدة وفق
117
117
استراتيجية تروم تحقيق مجموعة من األهداف ،على رأسها خلق مجتمع عمراني يتميز بجودة
الحياة ،من خالل التكامل بين عناصر التنمية الرئيسية:
التنمية االقتصادية :وتشمل االستثمارات واستغالل الموارد؛
التنمية االجتماعية :في ميادين التعليم – الصحة – الترفيه – الثقافة؛
التنمية العمرانية :وتشمل مواقع االستثمارات والخدمات.
فبدون هذا االرتباط والتكامل بين هذه العناصر ،تصبح التنمية عاجزة عن بلوغ مراميها.
فكلما كانت السياسات الحضرية العمومية مرتبطة بالواقع المجتمعي واالحتياجات االجتماعية
لسكان المدن والحواضر ،كان النجاح حليفها .من هذا المنطلق ،يمكن تلخيص إشكالية البحث
فيما يلي" :إلى أي حد ساهمت سياسة المدن الجديدة بالمغرب في كسب رهان التنمية المحلية،
حالة مدينة تامسنا؟"
وحتى نضع البحث في سياقه العام ،قمنا بصياغة فرضيات تأخذ بعين االعتبار
خصوصياته ،وفي نفس الوقت نتائجه المحتملة ،وهي كالتالي:
نجحت مدينة تامسنا في فك رموز التعقيد الحضري بالجهة ،وفي إنتاج تنمية محلية.
يشكل ضعف العمل التنموي عائقا أمام استكمال المشروع الحضري لمدينة تامسنا.
منهجية العمل:
أما من الناحية المنهجية ،فقد اعتمدنا في هذا البحث على المنهج الوصفي التحليلي،
وعلى عدة وسائل وأدوات ،ومنها الدراسة البيبليوغرافية ،والعمل الميداني والكرطوغرافي.
118
118
للرباط سال زمور زعير دعا إلى بناء مدينتين جديدتين عبارة عن وحدات حضرية /ريفية
مكتفية ذاتيا « ،»unités urbaines rurales auto-suffisantesويتعلق األمر بكل من
بوزنيقة وأبي القنادل .3وقد برر مخطط توجيه التهيئة العمرانية خلق مدن عبارة عن امتداد
للمدن القائمة عوض أخرى جديدة ،بالتكلفة العالية لمثل هذه المشاريع ،باإلضافة إلى النقص
الحاصل في الجانب التشريعي والمالي ،ناهيك عن الخصاص في الموارد البشرية المؤهلة
والقادرة على تتبع هكذا مشاريع.4
وفي سنة 5205ورد ذكر المدن الجديدة في خطاب الملك الراحل الحسن الثاني بمناسبة
االحتفال بعيد الشباب ،وبعد تأسيس شركة تهيئة الرياض ( )SARالتي تتولى تهيئة وتسويق
مشروع حي الرياض بالرباط في سنة ،5202ستكون البداية الفعلية إلدراج مصطلح المدن
الجديدة في خطابات السيد محمد مباركي المدير العام لشركة تهيئة الرياض ،أثناء حديثه عن
الهدف من إنشاء حي الرياض .ثم جاء مشروع سال الجديدة أواسط تسعينات القرن الماضي،
والذي سوق إعالميا باعتباره مدينة جديدة .وصوال إلى سنة 0224حيث سينهج المغرب سياسة
تعميرية على الصعيد الوطني أطلق عليها "سياسة المدن الجديدة" ،من خالل برمجة بناء 51
مدينة جديدة ،لتجاوز العجز الحاصل في السكن ،والتحكم في التوسع الحضري ،وإعطاء
صورة جديدة عن المغرب في أفق سنة .50251
3
-Sonia Serhir (2013), Ville nouvelle : un concept urbain en mutation, Géographie et développement
au Maroc, vol 1, 2013, p. 0.
4
- Sonia Serhir, 2013, op.cité. p. 0.
5
-Sonia Serhir, 2013, op.cité. p. 9-10.
119
119
،وتصل الكثافة السكانية تبعا لذلك إلى 4.822نسمة بالكلم ،²مسجلة أقصى معدل كثافة على
مستوى الجهة ،التي يصل فيها معدل الكثافة السكانية إلى حوالي 042نسمة في الكلم مربع.6
.2-2الضاحية الجنوبية لمدينة الرباط:
تعتبر الضاحية مجاال تابعا للمدينة ،يوفر لها متنفسا وحال لبعض المشاكل المرتبطة
بالنمو العمراني والسكاني .تمتد الضاحية الجنوبية لمدينة الرباط على طول الساحل األطلنتي،
وتتميز بمجموعة من المقومات ،فباإلضافة إلى موقعها الجغرافي ،تتمتع بمميزات طبيعية
منها؛ طبوغرافية منبسطة ،ومناخ معتدل ،وموارد مائية تتمثل في واد يكم ،ومجموعة من
الضايات والعيون ،باإلضافة إلى غطاء نباتي عبارة عن غابة حضرية بتمارة ،هذا إلى جانب
تربة ذات خصوبة عالية وصالحة لإلنتاج الزراعي .وقد ساهمت هذه المؤهالت ،في جعل
الضاحية الجنوبية لمدينة الرباط ،تستقطب ساكنة متزايدة باستمرار ،وموارد مالية تستثمر في
العقار والبناء والفالحة والصناعة.
.2-2-1انعكاسات الدينامية السكانية لمدينة الرباط على ضاحيتها الجنوبية:
همت اتفاقية مدن بدون صفيح التي كانت مدينة الرباط من أولى المدن التي وقعت عليها
في يوليوز ،0224برنامجا يمتد إلى غاية سنة ،0252ويهم 0122أسرة ،وكان يتوقع اعتماد
أشكال مختلفة للتدخل ،وخاصة إعادة إسكان جزء من أسر السكن الصفيحي ،وكذلك ترحيل
0222أسرة إلى المدينة الجديدة تامسنا .وفي بداية سنة ،0255كان أكثر من نصف األسر
التي تم إحصاؤها في سنة ،0224قد شملتها مختلف أشكال التدخل ( 2402أسرة).7
.2-3تمارة قطب حضري في الضاحية الجنوبية لمدينة الرباط:
تحتل مدينة تمارة من حيث الحجم السكاني المرتبة الثالثة بعد كل من الرباط وسال،
ضمن جهة الرباط-سال -القنيطرة ،وبحسب استشراف تطور مجموع سكان المدن بنفس الجهة،
سيتجاوز عدد سكان مدينة تمارة ،عدد سكان مدينة الرباط في السنوات القليلة المقبلة .فقد
شهدت تمارة التي كانت مركزا حضريا في السابق ،نموا ديمغرافيا وتوسعا عمرانيا خالل
العقود الثالثة الماضية ،إذ ارتفع عدد سكانها من 02021نسمة سنة ،5200إلى 252152
نسمة سنة ،0254نتيجة توافد األسر الحضرية من المجاالت المحيطة بها .فبحكم قربها من
العاصمة الرباط ،شكلت تمارة مالذا ومتنفسا لساكنة أرهقها ارتفاع أسعار العقار في الرباط،
وقلة المعروض منه.
.2-4المراكز الحضرية في عمالة الصخيرات تمارة:
من بين التحوالت التي شهدتها الضاحية الجنوبية لمدينة الرباط ،ظهور مجموعة من
المراكز الناشئة ،التي قامت الدولة بتغطيتها بتصاميم للتهيئة ،والحديث هنا عن عين اعتيق،
120
120
مرس الخير ،سيدي يحيى زعير ،عين العودة ،والتي تتبع إداريا عمالة الصخيرات –
تمارة.8كما تمت برمجة وفتح مناطق جديدة للتعمير ضمن نفوذ تراب عمالة الصخيرات تمارة.
-3المدينة الجديدة تامسنا:
رافق ظهور مدينة تامسنا في الضاحية الجنوبية لمدينة الرباط زخم كبير ،فقد حظيت
في البداية برعاية ملكية ،وباهتمام إعالمي ،وبإقبال المواطنين الذين كانت تحدوهم الرغبة في
اقتناء مساكن في مدينة المستقبل ،سيما وأن موقعها االستراتيجي في الفضاء المتروبولي
الرباط -الدار البيضاء ،وما يتيحه من إمكانيات اقتصادية هائلة ،جعل من هذه المدينة فرصة
استثمارية حقيقية ،ومشروعا سيمكن من معالجة إشكاليات النمو الحضري للعاصمة
وضواحيها.
-8فاتح عبد العالي ( ، )0251التمدين على أبواب العاصاااامة الرباط :آليات متعددة وأشااااكال توسااااع حضااااري متباينة حالة مدينة
تمارة ،ندوة علمية متعددة التخصصات ،جامعة األخوين إفران ،المغرب 04- 02مايو.
9
-Harroud (T) (2017), « Handicaps et contradictions du Programme de villes nouvelles au Maroc »,
Les Cahiers d’EMAM [En ligne], mis en ligne le 02 mars 2017, consulté le 26 mai
2021. URL : http://journals.openedition.org/emam/1333 ; DOI :
.https://doi.org/10.4000/emam.1333
-10المملكة المغربية ،وزارة االسكان والتعمير والتنمية المجالية ،مجموعة العمران ،)0255( ،المدن الجديدة :جيل جديد من
المشاريع العمرانية الكبرى ،ص.40
121
121
.3-3اإلطار العقاري لموضع المدينة الجديدة تامسنا:
من أهم التحديات التي تواجه إنشاء مدينة جديدة ،هناك عنصر الوعاء العقاري أو
األراضي الالزمة إلقامة هذا المجتمع العمراني .لذا جاء اختيار موقع مدينة تامسنا بناء على
كون معظم األرض المخصصة للمشروع في سيدي يحيى زعير ،تابعة لشركة التنمية الزراعية
SODEAالمملوكة للدولة.
122
122
باإلضافة إلى الترويج ،وتسويق القطع األرضية نصف المجهزة.13وبغرض تأطير طرق
وشروط إنجاز ما تقدم ،تم إبرام اتفاقية في يوليوز 0220بين مجموعة التهيئة العمران وشركة
العمران تامسنا ،والتي تنص على أن هذه األخيرة ستقوم بمتابعة عمليات أشغال فتح الطرق
وإنجاز أشغال الشبكات المختلفة ،وإنجاز عمليات الترويج العقاري ،وتدبير شؤون مدينة تامسنا
الجديدة بتنسيق مع الجماعة الترابية المعنية .14ونجد من بين المتدخلين في إنجاز مدينة تامسنا
الجديدة مجموعة من القطاعات الوزارية التي التزمت بإنجاز المرافق العمومية ،وكذا مقاولون
من القطاع الخاص الذين أبرمت معهم اتفاقيات شراكة من أجل بناء أكثر من 02في المائة من
المساكن.
-13التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة :0254شركة العمران تامسنا ،مرجع سابق ،ص .500
14نفسه ،ص .500
15المملكة المغربية ،وزارة االسكان والتعمير والتنمية المجالية ،مجموعة العمران ،)0255( ،المدن الجديدة :جيل جديد من
المشاريع العمرانية الكبرى ،ص .12
123
123
رسم بياني رقم :1توزيع استعمال األراضي حسب التصميم المعماري العام لمدينة تامسنا
المصدر :المملكة المغربية ،وزارة االسكان والتعمير والتنمية المجالية ،مجموعة العمران ،)0255( ،المدن الجديدة :جيل جديد من
المشاريع العمرانية الكبرى ،ص .12
يتبين من خالل المعطيات الواردة في الرسم البياني رقم ،5أن التصميم المعماري العام
لمدينة تامسنا قد خصص % 11من مساحة المشروع المقدرة بحوالي 042هكتار للسكن ،أي
402هكتار ،و 542هكتار للطرق الداخلية والبنيات التحتية ،و 522هكتار للمناطق الخضراء،
و 522هكتار للمرافق العمومية ،و 22هكتار لألنشطة .ومن المرتقب أن تستقبل المدينة الجديدة
حوالي 012222نسمة في أفق .0222وقد قدرت التكلفة اإلجمالية لإلنجاز 00مليار درهم.
.1-3-7االستعمال السكني:
يمكن تصنيف المباني السكنية في المدينة الجديدة تامسنا إلى وحدات السكن الراقي
والمتوسط ،والوحدات المخصصة للسكن االقتصادي ( 012222درهم) ،والوحدات
المخصصة للسكن المنخفض التكلفة في إطار إعادة إسكان قاطني دور الصفيح .ومن خالل
هذا التصنيف يتبين أنه يوجد في المدينة الجديدة تامسنا نمطين من المساكن؛ األول جماعي،
والثاني فردي.
.2-7-3وضعية الوحدات السكنية المنجزة في مدينة تامسنا:
أشار التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة 0254أن عدد الوحدات
السكنية المختلفة التي تم إنجازها ،لم يتعد 1520وحدة سكنية ،أي بنسبة % 0124من مجموع
12.222سكن مبرمج .وتنقسم هذه الوحدات السكنية المنجزة إلى 4202وحدة سكنية أنجزت
لحساب مجموعة التهيئة العمران ،و 5520وحدة سكنية أنجزت من طرف شركة العمران
تامسنا لحسابها الخاص.
.7-3-3الخدمات والمرافق العمومية:
تعد المرافق العمومية مكونا أساسيا من مكونات الحياة داخل المدن ،فباإلضافة إلى
وظيفتها الخدماتية ،فهي تعتبر مشغال وعامل جذب للسكان نحو هذه التجمعات الحضرية،
124
124
وتتحكم عدة عوامل في مدى توفر هذه المرافق العمومية بالتجمعات العمرانية ،ومنها عدد
السكان ،ومستوى الدخل ،وموقع ومساحة التجمعات العمرانية .ويمكن تصنيف هذه المرافق
إلى مجموعتين:
المجموعة األولى وتشمل الطرق وشبكات الماء والكهرباء والصرف الصحي ،وتعتبر
هذه المكونات بمثابة عصب حياة أي تجمع عمراني ،ويطلق عليها البنية التحتية؛
المجموعة الثانية عبارة عن خدمات حضرية تقدم لفائدة ساكنة هذه التجمعات
العمرانية ،من مرافق تعليمية ،وصحية ،وإدارية ،وتجارية ،واجتماعية ،ودينية،
وثقافية.
فمن أجل بث الروح في تامسنا ،خصص مشروع المدينة الجديدة 522هكتار للتجهيزات
والمرافق العمومية ،الستقبال 541مرفق في مختلف المجاالت 16.فقد جاء في إطار مخطط
التجزئة للمدينة الجديدة تامسنا المصادق عليه سنة ،0221التنصيص على إنجاز 550مرفقا
عموميا؛ وإلنجاز هذه المرافق تم التوقيع على اتفاقية إطار بتاريخ 52مارس 0222بين وزارة
17
اإلسكان (العمران) وخمس قطاعات وزارية.
وبالنسبة لتقرير المجلس األعلى للحسابات برسم سنة :0254شركة العمران تامسنا،
فقد أشار أنه إلى حدود 25دجنبر ،0254تم إنجاز 02مرفقا فقط من أصل 550التي تم
االتفاق بشأنها.18
ومن أجل تجاوز الصعوبات واإلكراهات التي تواجه تقدم مختلف المشاريع في المدينة
الجديدة تامسنا ،تم إقرار مخطط لإلقالع في مارس ،0252حيث تم إبرام اتفاقية شراكة وتمويل
بين بعض الشركاء العموميين إلنجاز 50مشروعا مهيكال ،وتنص هذه االتفاقية ،بالنسبة
للمشاريع الممولة بمشاركة عدة فاعلين ،على إبرام اتفاقيات خاصة تحدد االلتزامات المالية
لكل طرف .كما نصت على إحداث لجنتين للتتبع تتمثالن في لجنة مركزية يرأسها الوزير
المكلف باإلسكان ولجنة محلية برئاسة عامل عمالة الصخيرات تمارة.19
كان هذا واقع المرافق العمومية بحسب تقرير المجلس األعلى للحسابات سنة ،0254
وهنا السؤال ،ما مدى التقدم الذي حصل في إنجاز هذه المرافق العمومية اليوم بعد أزيد من 2
سنوات من صدور هذا التقرير؟
125
125
في 00مارس ،0252عقد لقاء تواصلي بمدينة تامسنا ترأسه وزير إعداد التراب
الوطني والتعمير واإلسكان وسياسة المدينة ،وقدم خالل هذا اللقاء حصيلة المنجزات ،والتي
20
كانت كالتالي:
تهيئة المنطقة الصناعية على مساحة 52هكتارا.
إنجاز 1مساجد تغطي كافة تراب مدينة تامسنا ،ودار الثقافة ودار الشباب و 00مؤسسة
تعليمية.
بالنسبة للمنشآت الرياضية تتوفر تامسنا على 1مرافق رياضية ،منها 0مراكز
رياضية تضم 1مالعب للقرب ،ومسبح ،وملعب الكرة الحديدية ،وقاعة للفنون القتالية.
على المستوى الصحي تتوفر تامسنا على 2مراكز صحية منها مركز صحي مفتوح
ومركزان سيتم فتحهما.
في الجانب االقتصادي والتجاري ،تتوفر مدينة تامسنا على سوق نموذجي يتكون من
520محال ،إضافة إلى مرافق إدارية وترفيهية ،ومركز لألنشطة الحرفية الذي يوفر
22ورشة حرفية.
على المستوى البيئي ،تتوفر تامسنا على محطة مستقلة لمعالجة المياه العادمة.
أما بخصوص التجهيزات االجتماعية التي هي في طور اإلنشاء والبناء ،فهي عبارة عن
مركز المواكبة لحماية األطفال ،ومركز لتوجيه ومساعدة األشخاص في وضعية إعاقة ،وفضاء
متعدد الوظائف للنساء في وضعية صعبة 21.وبالنسبة للمساحات الخضراء ،فقد قامت
"العمران" بتعاون مع المندوبية السامية للمياه والغابات ،بتهيئة غابة حضرية تمتد عند مدخل
مدينة تامسنا على مساحة تبلغ حوالي 02هكتار .كما يوجد في قلب المدينة متنزه تصل مساحته
إلى 52هكتار يشكل متنفسا لساكنة المدينة.
أضحت مدينة تامسنا -التي تقطنها ساكنة تقدر بأكثر من 12ألف نسمة -تتوفر حسب
المسؤولين على 12مرفقا عموميا ،لتلبية حاجيات الساكنة اإلدارية واألمنية والصحية
والرياضية والثقافية ،بما في ذلك 01مؤسسة تعليمية 1 ،إدارات 2 ،مراكز صحية 2 ،مراكز
للشباب والعديد من المراكز االجتماعية .باإلضافة إلى مجمع ثقافي يعد تحفة معمارية حقيقية،
ومركب جامعي قيد اإلنشاء سيتم إنهاء األشغال به في سبتمبر .0200وقد اختارت مؤسسة
الشيخ زايد بن سلطان المدينة في يونيو ،0202إلنشاء مجمع سكني من 122وحدة سكنية
-20المملكة المغربية ،مجموعة العمران تامسااااانا ( ،)0252نفس جديد بعد انطالق مشااااااريع اجتماعية واقتصاااااادية وثقافية وبيئية،
،www.alomrane.gov.maتاريخ االطالع عليه ،0205/21/25الساعة .52:22
-21المملكة المغربية ،مجموعة العمران تامسنا ( ،)0252مرجع سابق.
126
126
سريرا قيد اإلنشاء
ً ومستشفى جامعي يضاف إلى المراكز الصحية الثالثة ومستشفى بسعة 41
22
بهذه المدينة.
-4تحليل ومناقشة النتائج:
بشر القائمون على إنشاء مدينة تامسنا في البداية بالفرص العقارية واالقتصادية ،التي
ستمنحها لكل من أراد العيش واالستقرار بها ،وتشكلت لجنة من مجموعة من الوزارات
لإلشراف على تخطيط وإنجاز المرافق االجتماعية والثقافية والرياضية ،والبنيات التحتية التي
ستحتاجها المدينة الجديدة ،وتوفر للساكنة مختلف الخدمات الضرورية.
كانت هذه الرؤية مبدئيا كفيلة بخلق كيان حضري حقيقي ،قادر على النمو والتطور،
وهذا ما دفع بالعديد للقدوم واالستقرار بتامسنا .فمع االعالن عن مشروع مدينة جديدة في
ضواحي مدينتي الرباط وتمارة تحت مسمى "تامسنا" ،شهد هذا الورش إقباال كثيفا من طرف
المواطنين ،ففي ظرف وجيز تم تقديم طلبات تسجيل باآلالف لشراء سكن فيها ،وهذا ما تشير
إليه معطيات البحث الميداني.
رسم بياني رقم :2نسبة الوافدين على مدينة تامسنا بين سنة 2111و2121
23%
ما بين سنتي 2010و 2015
ما بين سنتي 2016و 2021
77%
يتبين من خالل الرسم البياني رقم 0أن نسبة الوافدين على مدينة تامسنا كانت مرتفعة
في الفترة ما بين 0252و ،0251إذ شكلت % 22من المستجوبين مما يدل على اإلقبال الكبير
على هذا المشروع الحضري في البداية .إال أن هذا الزخم تراجع في الفترة ما بين سنة 0250
و ،0205إذ لم تتجاوز نسبة الوافدين على مدينة تامسنا % 02من المستجوبين.
تتمتع مدينة تامسنا بموقع ممتاز ،فهي ال تبعد عن مدينة الرباط إال بحوالي 02كلم،
وعن مدينة تمارة بنحو 0كلم ،وبنحو 2كلم عن الطريق الوطنية الرابطة بين الرباط والدار
البيضاء ،وهذا ما زاد من جاذبية السكن في هذه المدينة ،فحوالي % 12من المستجوبين
-22دلتا العطاونة ( ،)0205العمران تفتتح منتزه تامسااااانا الكبير ،جريدة األيام 04االلكترونية ،www.alayam24.com ،مقالة
إلكترونية نشرت في 0يونيو ،0205تاريخ االطالع عليه ،0205/20/20الساعة .50:22
127
127
اختاروا االستقرار بها بغرض السكن كما جاء في معطيات البحث الميداني .كما أن قربها من
التجمع الحضري الرباط -تمارة ،وما يزخر به من إمكانات ومؤهالت اقتصادية ،كان الدافع
وراء اختيارها لالستقرار ،فحوالي % 00من المستجوبين يشتغلون خارج مدينة تامسنا ،وهذا
ما يتطلب توفير شبكة طرقية تؤمن الربط بين المدينة وباقي مراكز ومدن الجوار .إال أنه تم
تسجيل تأخر في إنجاز الطريق اإلقليمية رقم 4250الرابطة بين الرباط وتامسنا ،وكذا مشروع
محطة القطار.
بالنسبة لقطاع السكن ،كان يرتقب أن يصل العرض اإلجمالي لمدينة تامسنا إلى 12222
وحدة سكنية ،منها 52222سكن منخفض التكلفة ،و 42222وحدة سكنية متنوعة .إال أن ما تم
إنجازه من هذه الوحدات السكنية ال يتجاوز عدده 02222وحدة سكنية ،من بينها 4242وحدة
مخصصة إلعادة اإلسكان .وقد عبر السكان عن تذمرهم من جودة هذه المساكن التي هي في
مجملها عبارة عن شقق سكنية ال تتجاوز مساحتها في الغالب 12مترا مربعا.
تشكل التجهيزات والمرافق العمومية عصب حياة كل مجتمع عمراني .في هذا الجانب،
ترى غالبية سكان مدينة تامسنا أن ما تقدمه مرافقها العمومية من خدمات ،يبقى دون مستوى
تلبية حاجاتهم األساسية ،على الرغم من برمجة مجموعة من المشاريع ،إال أن تعثرها (مثال:
المستشفى االقليمي ،مؤسسات التعليم العالي ،المراكز الثقافية والرياضية) يفاقم معاناة الساكنة
التي تضطر للذهاب إلى المدن المجاورة قصد العالج أو الدراسة أو العمل .وهذا ما يفسر
تراجع جاذبية مدينة تامسنا في السنين األخيرة ،فمدينة بدون مرافق ال تكتمل وظائفها
االقتصادية واالجتماعية والثقافية.
لقد أدت هذه المشاكل واالختالالت التي عرفتها وتعرفها مدينة تامسنا ،إلى غياب
المحددات الضرورية الستقرار الساكنة بها ،بل دفعت بالعديد منهم إلى بيع المساكن التي
اقتنوها أو عرضها للبيع ،ما جعل أسعار كراء الشقق بتامسنا أكثر انخفاضا مقارنة بمدينة
تمارة أو عين اعتيق .وتبعا لذلك يمكن القول-بعد استقراء آراء الساكنة المقيمة -أن مدينة تامسنا
لم تحقق ما كان منتظرا منها.
في ظل الوضع الراهن يمكن اعتبار مدينة تامسنا مجرد "مدينة منامة" لمجموعة من
االعتبارات ،ومنها؛ حاجة مدينة تامسنا الشديدة للمدينة المركزية (مدينة الرباط) التي تملك
صناعة القرار ،إلى جانب ضعف النشاط االقتصادي بالمدينة ،كما أنها في غالبيتها عبارة عن
تجزيئات سكنية مكونة من عمارات .من هذا المنطلق ،ال يعتبر %24من السكان ،تامسنا
مدينة قائمة الذات ،إذ يرون الخصاص المهول في المقومات االقتصادية واالجتماعية لمدينتهم،
مقارنة بمدينة الرباط التي قدم منها لالستقرار بتامسنا ما نسبته %24من مجموع سكانها .فقد
وجد السكان أنفسهم في هذه المدينة يعانون من التهميش ،الذي فاقمه اإلقصاء االجتماعي بسبب
128
128
الفقر ،الناجم عن قلة فرص الشغل ،واإلقصاء المجالي الناتج عن تركز األنشطة االقتصادية
واالجتماعية في مدن الرباط وتمارة.
من خالل ما تقدم ،تكمن أهم التحديات التي تواجهها مدينة تامسنا في:
مشكل الولوجية ،وضعف الربط الطرقي بين المدينة ومحيطها الخارجي؛
التأخر الكبير في إنجاز المرافق العمومية والتجهيزات المبرمجة؛
ضعف النسيج االقتصادي بمدينة تامسنا؛
ارتباط برنامج المدن الجديدة في المغرب بالطبقة االجتماعية المحدودة الدخل ،مع
فشاال القائمين على هذا البرنامج في جذب الطبقة المتوسااطة بشااكل كبير لالسااتقرار
في هذه المدن؛
ضااااااعف منظومة النقل العمومي ،إذ تعاني مدينة تامساااااانا من ضااااااعف االتصااااااال
بالمجاالت الحضرية المحيطة بها؛
المدينة ليست مجرد بنايات وشوارع ،بل هي فضاء للتواصل بين الناس ،من خالل
مجموعة من الفضاااءات الثقافية والرياضااية ،التي تعزز التفاعل وفرص االتصااال.
إال أن مدينة تامسااانا تفتقر للمساااارح ،ودور الساااينما ،والمكتبات العامة ،وفضااااءات
الترفيه ،مما يجعلها جسدا بدون روح؛
وضااااااعااات مجموعاااة من المنظماااات الااادولياااة كبرناااامج األمم المتحااادة للبيئاااة
UNEPومنظمة الصااااااحة العالمية وغيرها ،معايير كمية تحدد الحد األدنى من
المساحات الخضراء المطلوب توفيرها ويتراوح هذا الحد األدنى بين 50و 50متر
مربع للفرد .وبالعودة إلى توزيع استعمال األراضي حسب التصميم المعماري العام
لمدينة تامساانا ،الذي خصااص للمساااحات الخضااراء مساااحة تصاال إلى 522هكتار
لسااااكنة يرتقب أن يصااال عددها إلى 012222نسااامة ،وبحسااااب مؤشااار المسااااحة
الخضراء للفرد الواحد ،نحصل على 4150متر مربع كمساحة خضراء مخصصة
للفرد الواحد بمدينة تامسنا ،وهي مساحة أقل بكثير من الحد األدنى المطلوب توفيره
حسب المعايير الدولية.
129
129
خاتمة:
إن نجاح مدينة تامسنا رهين بتحقيق تنمية مندمجة لصالح المجتمع المحلي ،لهذا نقترح:
ضرورة االطالع على تجارب الدول الرائدة في إنشاء المدن الجديدة ودراستها.
سياسة المدن الجديدة في المغرب ،ال زالت في حاجة للتقعيد القانوني.
الحد من الترخيص لمشاريع عمرانية في محيط المدينة الجديدة (مثال :مدينة الفردوس).
تشجيع الطبقة المتوسطة على القدوم واالستقرار في مدينة تامسنا ،من خالل توفير عروض
تلبي متطلبات هذه الفئة من حيث نوعية ومساحة السكن والتكلفة.
تدارك القصور في مجال الخدمات االجتماعية ،وتعزيز ولوجية الخدمات العمومية
األساسية.
توفير شبكة نقل متطورة وعصرية من وإلى المدينة ،وهذا ما سيسمح بالولوج إلى األسواق
وفرص العمل ومختلف الخدمات ،مما سيؤدي إلى تحسين جودة الحياة.
اإلشراك الفعلي للساكنة المحلية في اتخاذ القرارات ،في إطار مقاربة تشاركية إلنجاح هذا
الورش المجتمعي.
االهتمام بالعمارة في المدينة الجديدة لخلق صورة تستهويها النفس ،عوض مشاهد عمرانية
لبنايات نمطية في كل أرجاء المدينة.
130
130
الزيادة في المساحات المفتوحة داخل المدينة كالحدائق والمالعب الرياضية ،مما يسمح
ألفراد المجتمع باالنخراط في األنشطة االجتماعية ،ويسهل توسيع الشبكات االجتماعية،
وتطوير الصداقات.
البيبليوغر افيا:
باللغة العربية:
-فاتح عبد العالي ( ،)0251التمدين على أبواب العاصمة الرباط :آليات متعددة وأشكال توسع حضري
متباينة حالة مدينة تمارة ،ندوة علمية متعددة التخصصات ،جامعة األخوين إفران ،المغرب 04- 02مايو،
تم االسترجاع من الرابط التالي.https://hal.science/hal-01806513 :
-دلتا العطاونة ( ،)0205العمران تفتتح منتزه تامسنا الكبير ،جريدة األيام 04االلكترونية،
،www.alayam24.comمقالة إلكترونية نشرت في 0يونيو ،0205تاريخ االطالع عليه
.0205/20/20
-المخطط الجماعي لتنمية مدينة الرباط ( ،)0250الجماعة الحضرية لمدينة الرباط.
-المملكة المغربية ،مجموعة العمران تامسنا ( ،)0252نفس جديد بعد انطالق مشاريع اجتماعية واقتصادية
وثقافية وبيئية،تم االسترجاع من الرابط التالي.alomrane.gov.ma:
-المملكة المغربية ،وزارة االسكان والتعمير والتنمية المجالية ،مجموعة العمران ،)0255( ،المدن الجديدة:
جيل جديد من المشاريع العمرانية الكبرى ،تم االسترجاع من الرابط التالي:
.http://biblio.mhpv.gov.ma/opac_css/index.php?lvl=notice_display&id=18773
-المملكة المغربية ،المندوبية السامية للتخطيط ،المركز الوطني للتوثيق ،التقرير السنوي للمجلس األعلى
للحسابات برسم سنة :0254شركة العمران تامسنا ،تم االسترجاع من الرابط التالي:
شركة-العمران-تامسناhttps://www.courdescomptes.ma/wp-content/uploads/
-منوغرافية جهة الرباط – سال – القنيطرة ( ،)0252تم االسترجاع من الرابط التالي:
.http://www.abhatoo.net.ma
باللغة الفرنسية:
- Harroud (T) (2017), « Handicaps et contradictions du Programme de villes
nouvelles au Maroc », Les Cahiers d’EMAM [En ligne], mis en ligne le 02 mars
2017, consulté le 26 mai 2021. URL : http://journals.openedition.org/emam/1333
; DOI : https://doi.org/10.4000/emam.1333.
- KARIBI Khadija (2005), « Villes nouvelles au Maroc : quelles perspectives ? »,
Architecture du Maroc, n° 21, mars- avril.
- KARIBI Khadija, Les territoires au prisme de la planification urbaine Impact des
documents d’urbanisme sur la fabrication et la reconfiguration des territoires, cas
de l’agglomération de Rabat, www.revues.imist.ma.Consulté Le 12/05/2021.
- Sonia Serhir (2013), Ville nouvelle : un concept urbain en mutation, Géographie
et développement au Maroc, vol 1, 2013. Consulté le 20 mai 2021,
URL:https://revues.imist.ma/index.php/GeoDev/article/view/617.
131
131
املركز واهلامش بني حركية الواقع وصالحية املفهوم
(حالة العاصمة اجلهوية مدينة بين مالل)
تورية لمبعد* أحمد أقدار**
*أستاذة مؤهلة ،تخصص جغرافية ،مختبر السرد واألشكال الثق افية ،لغة ادب مجتمع ،كلية اآلداب والعلوم
االنسانية ،جامعة السلطان المولى سليمان ،بني مالل المغرب.
**دكتوراه في الجغرافية البشرية ،كلية اآلداب والعلوم االنسانية ،جامعة السلطان المولى سليمان ،بني
مالل المغرب.
ملخص:
ال يستقيم الحديث عن المركز /الهامش كحدين منفصلين بل متالزمين ومترابطين ،بمعنى أن الواحد
يحيل على االخر وكما يقول المناطقة يوجد الحدان في عالقة تناسب بينهما ،لكن ما يضل موضع سؤال هو
هل هذا التالزم (طبيعة العالقة بين المركز والهامش) تابت أم يتغير؟
فاذا كانت الدراسات الكالسيكية محددة في فترة تاريخية قد وضعت حدودا للتمايز ما بين المجال
الحضري والريفي بناء على الخصائص الرئيسية التي تسم كل حيز مكاني على حدى وتحدد طبيعة العالقة
بينهما اعتمادا على معيار القوة والهيمنة ،جاعلة بذلك من المدينة مركزا ومن المجال المجاور لها هامشا ،فان
تحرك الواقع وعدم تباته خاصة أمام التحوالت والتطورات التقنية والتكنولوجية والمعلوماتية المتواترة
والسريعة وما ترتب من تغيرات اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية ومجالية .....ستغير من طبيعة النموذج
القديم للعالقة .مما سيترتب عنه تخمينين إثنين ،األول بتغير الواقع تتغير طبيعة عالقة المركز بالهامش ،أما
التخمين الثاني بتغير طبيعة العالقة الواقعة بين المجالين يحدث تغير في داللة المفهومين والعالقة الرابطة
بينهما.
هذا ما ستحاول هذه الورقة البحثية ان تتحقق منه متخذة من مدينة بني مالل موضوعا ومخبرا للدراسة
باعتبارها عاصمة جهوية ،تقع داخل قطاع مسقي عصري وصارت محط تجاذب قوى متساندة وأخرى
متعاندة ،وفق جدلية من المقاييس المحلية والجهوية والوطنية والدولية ،أعادت تشكيل بنياتها السوسيومجالية
الداخلية من جهة ونوع الصالت التي تربطها بالمجاالت المجاورة لها من جهة ثانية .في هذا اإلطار وسعيا
لبلوغ الهدف م ن الدراسة ،اعتمدنا تقنية البحث الكمي للتمييز والتصنيف والقياس على أساس إن المالليين
ليسوا كتلة واحدة منسجمة ،كما لجانا إلى استعمال التقنيات الكيفية لنبرز ما يستعصي فهمه باالستناد إلى
األرقام واإلحصائيات.
أما على مستوى نتائج هذه الدراسة الميدانية بمدينة بن ي مالل ،فقد تبين أنها تشكل مخبرا بامتياز ال
جرأة مفهومي المركز والهامش باعتبارها مدينة متوسطة حيت يشكل كل من التهميش واإلقصاء ميكانيزمات
فعلية ومحركات أساسية لمجمل التطورات التي تشهدها هذه العاصمة الجهوية
كلمات مفاتيح :المركز -الهامش -عاصمة جهوية -مدينة متوسطة –اإلقصاء
132
132
Résumé
Il est inconcevable de parler du centre et de marge comme deux concepts
distincts, mais plutôt interdépendants, dans le sens où l'un renvoi à l'autre. Ils sont
dans une relation d’association . Reste à savoir si cette corrélation le centre / marge
est constante ou changeante. Si elle change, sommes-nous confrontés à un
changement de degré ou à un changement de type ?
Si les études classiques fixaient des frontières entre l’espace urbain et rural
en fonction des critères qui caractérisent séparément chaque espace et déterminaient
la nature des relations entre eux sur la base du critère de pouvoir et de domination,
faisant ainsi de la ville un centre et de la zone qui lui est adjacente une marge, puis
le mouvement et le manque de stabilité de la réalité, notamment face aux
transformations et développements techniques, technologiques et informationnels
fréquents et rapides et aux conséquences sociales, culturelles, économiques qui en
résultent , des changements politiques et spatiaux... qui changeront la nature de
l'ancien modèle de relation. Ce qui entraînera deux suppositions. La première est
qu'en changeant la réalité, la nature de la relation entre le centre et la marge change.
Quant à la seconde supposition, en changeant la nature de la relation entre les deux
zones, il y a un changement dans la signification des deux concepts et dans la
relation entre eux.
C'est ce qu’on va tenter de vérifier dans cette recherche, en prenant la ville
de Béni Mellal comme zone d’étude,car elle est la capitale régionale, située au
sein du périmètre irrigué devenue un pôle d'attraction régionale, nationale et
internationale .Ce rôle a remodelé ses structures socio-spatiales internes d'une part,
et le type de liens qu'elle entretient avec ses espaces voisines d'autre part.
Dans ce contexte et afin d'atteindre l'objectif de l'étude, nous avons adopté la
technique de recherche quantitative pour classer sur la base que les Mellalis ne sont
pas une masse homogène, et nous avons eu recours à l'utilisation de techniques
qualitatives pour mettre en évidence ce que est difficile à comprendre en se basant
sur les statistiques.
Quant aux résultats de cette étude de terrain dans la ville de Beni Mellal, il
apparaît clairement que cette dernière est un laboratoire par excellence, c'est une
ville moyenne où la marginalisation et l'exclusion constituent de véritables
mécanismes et moteurs fondamentaux des des développements globaux dont a été
témoin cette capitale régionale.
Mots clés : Centre - Marge - Capitale régionale - ville moyenne – Beni Mellal
133
133
مقدمة:
شااكلت عالقة المركز و الهامش موضااوعا هاما في العلوم اإلنسااانية واالجتماعية ،فهو
موضااااااوع تطرق إل يه الكثير من ال باحثين انطال قا من زوا يا نظر مت باي نة وبت عابير مختل فة
وبمقاييس متنوعة .هذه الثنائية (المركز و الهامش) تكشااااااف عن منظورات متعددة للتحليل ،
على اعتبار قدرتها وفي مرحلة اولى على الكشف عن الفضاءات االجتماعية التي استطاعت
ان تصااااااير فضااااااااءات منظمة ومندمجة ومهيمنة ،أو عن تلك التي مازالت مهمة إدماجها
مطرو حا و تفتقر الى مرافق وتجهيزات ومهيمن علي ها بف عل العال قات غير المت كاف ئة بين
الطرفين ،وبالتالي يفهم من هذا كون المركز والهامشااااااية كانت لهما ابعاد مجالية تتضاااااامن
ا خرى اجتماعية واقتصادية و قد تكون سياسية وثقافية ،حيث أن نسبة من السكان ،يسكنون
في بيئة متدهورة؛ وهذا في حد ذاته هامشااية مجالية التي تعكس اإلقصاااء االجتماعي .1بمعنى
آخر أن المقصيين والمهمشين يمكن أن يصبحوا كالهما خارج المركز.
يبدو أن الهامشية تتدخل بشكل حتمي ضمن اإلقصاء غير أن الفرق يكاد يبدوا فرقا في
الدرجة أكثر منه في النوع .لكن في المقابل هناك من الباحثين من يؤكد على كون الهامشااااااية
يمكن أن توجااد في مركزالميتروبوالت ،2بمعنى آخر ال ترتبط في جميع األحوال بااالهااامش
الجغرافي.
إن اإلقصااااااااء والهامشااااااية مفهومان يحيالن على وقائع متقاربة فكال هما يتقاطعان
ومترابطان ،فاإلقصااااء الساااوسااايواقتصاااادي اليمكن أن يكون إال بوجود مجال مهمش بشاااكل
كامل ،3بحيث أن الكثير من المقاربات تبين أن المقصااااايين هم الذين يعيشاااااون في الهامشاااااية
المجالية .بالتالي يمكن محاربة اإلقصاااء السااوساايو اقتصااادي بتأهيل هذه المجاالت (الهامشااية
المجالية).4
إن ظاهرة الهامشية أوسع من أن تقتصر على الجانب الجغرافي أو االقتصادي ،لوجود
جوا نب أخرى م جال ية واجت ماع ية .5فال هامشاااااا ية الم جال ية مفهوم دي نامي يعرف تغيرا على
المستوى الجغرافي للبلد أو لتكتالت وتجمعات عمرانية .6إضافة إلى هذا يمكن اعتبار المسافة
عنصااار مفسااار للهامشاااية المجالية لبعض التجمعات الساااكنية ،7وينطبق ذلك أيضاااا بالنسااابة
1
- Brahim Marrakechi, Marginalisation et Exclusion : récentes tendances à travers le modèle centre
/ périphérie, p: 124
2
- la marginalité une approche historique et épistémologique, p 110
3
- la marginalité une approche historique et épistémologique, p 147
4
- Brahim M Marrakechi, Marginalisation et Exclusion: récentes tendances à travers le modèle
centre / périphérie, p 147
5
- la marginalité une approche historique et épistémologique, p 110
6
- Brahim M Marrakechi, Marginalisation et Exclusion: récentes tendances à travers le modèle
centre / périphérie p 123
7
- Brahim Marrakechi, p 123
134
134
لموضااااوع اإلقصاااااء بخصااااوص الولوجية إلى مختلف المرافق .وهنا يبرز بشااااكل جلي دور
المجال في الهامشية وفي تسريع صيرورة اإلقصاء السوسيواقتصادي .بمعنى آخر فالهامشية
المجالية تترجم إلى صيرورة لإلقصاء السوسيواقتصادي
أما إذا انتقلنا إلى الجانب االجتماعي فالهامشاااااايون من الناحية االجتماعية هم الذين
يقعون هااامش المجتمع برفضااااااهم لقواعااد النظااام أو أنهم غير متكيفين .8وهنااا تبرز دور
المجاالت الهامشااااااية في خلق حدود وثقافات مختلفة مع الساااااااكنة العامة .9كما تبرز أيضااااااا
الهامشية االجتماعية على سبيل المثال ال الحصر في عالم المهن الصغيرة ،الذي يشكل مملكة
لإلقصاااااء الخفي ،وهو عالم يسااااود فيه البحث عن البقاء على قيد الحياة .ويمتد إلى المجاالت
االجتماعية التي يحددها التهريب ،وترويج المخدرات وتندرج ضاااااامن هذه الديناميات هيمنة
االقتصاااد الذي يطلق عليه االقتصاااد الموازي ب -مقارنة مع االقتصاااد الرساامي حيث يتغلب
الالقانوني على القانوني مثل :منافساااةالساااكن الساااري للساااكن القانوني .إضاااافة لهذا فتوزيع
األنشااااااطة في المجال ال يحدث عن طريق الصاااااادفة ،فهذا التوزيع يعزى إلى منطق مجالي
اقتصادي اجتماعي.10
اما عالقة اإلقصااااء بالفقر فهناك من يرى كون معنى مصاااطلح اإلقصااااء ،يختلف عن
الفقر بالمعنى الدقيق للكلمة ،بعبارة أخرى فبالرغم من كون اإلقصاء يرتبط بالفقر إال أنه ليس
م حددا له أو أنه ال يتحدد عنده .حيث أن الفقر غالبا ما دفع بهم إلى اإلقصاااااااء ،11عالوة على
ذلك فاإلقصاااء يركز على منظومة واسااعة من العوامل التي تمنع األفراد والفئات والجماعات
من الفرص المتاحة ألغلبية السااااااكان .12ومنه فاإلقصاااااااء يكون نتيجة غياب الموارد ،غياب
الحقوق .....لذلك فهو يتخذ أشكاال مثل انقطاع الروابط االجتماعية العالقات االجتماعية فقدان
الهوية.13
اما الجانب الثاني التي تميز ثنائية المركز والهامش هو مدى قوة استيعابهما واحتوائها
لمجمل التحوالت المحلية والوطنية والعالمية ،ويتعلق االمر في هذا الصااااااادد بان كل من
المركز والهامش يندرجان ضاااااامن نسااااااق تغديه احيانا قوى جاذبة واحيانا قوى نابذة حيث
يصير المركز مدمجا للمجاالت المحيطة به ومرة يتحول الهامش الى ميكانيزم يستنسخ ويعيد
- -اإلقصاء السوسيواقتصادي يعرف تعددا في الجوانب إذا أخدنا باالعتبار اإلرث المادي "الثقافة الصحة الترفيه لالسرة ،يظهر
على المجال انطالقا من األشكال الحضرية.
8
- Brahim M Marrakech, Marginalisation et Exclusion, p 145
9
- Paul Claval,(2003),Géographie culturelle approche des sociétés et des milieux. ARMAND
Colin p: 77
10
- Brahim M Marrakechi, Marginalisation et Exclusion, p :123
11
- Goulx 2011. P9/ les facteurs engendrant l’exclusion au canada: survol de la littérature
multidisciplinaire. Lionel-Henri Groulx , mars 2011 p 12 .
12
-انتوني غدنز ،علم االجتماع ،ص224:
13
- social exclusion, social inclusion, démocratie, dialogue, 1995, N2, p: 9 .
135
135
انتاج ادوار ووظائف المركز فنصااابح امام ارتباط متبادل يصاااعب اختزاله في مفهوم الهيمنة
والتأثير االحادي.
مجال الدراسة:
تقاااع مديناااة بناااي ماااالل بمنطقاااة الااادير الخصااابة المتميااازة بماااوارد العااايش وتكامااال
مصاااادر الساااهل والجبااال .تبتعاااد عااان العاصااامة االقتصاااادية (الااادار البيضااااء) ب 022كلااام
اتجاااه الشاامال الغربااي وعاان مااراكش باانفس المسااافة تقريبااا باتجاااه الجنااوب الغربااي وعاان
فاااس ب 222كلاام باتجااااه الشاامال الغرباااي .تتوسااع المدينااة شاااماال علااى مجاااال منبسااط باااه
أراضاااي خصااابة ،وجنوباااا تحااادها سلسااالة جباااال األطلاااس المتوساااط الاااذي يشاااكل حااااجزا
طبيعياااا أماااام امتاااداد المديناااة علاااى هاااذه الواجهة(الخريطاااة رقااام .)5لقاااد عرفااات المديناااة
نماااوا ديموغرافياااا بسااابب الهجااارة القروياااة ،وبفضااال إدخاااال بنياااات االقتصااااد العصاااري،
وإنشااااء تجهيااازات متعاااددة خاصاااة المتعلقاااة بنظاااام الساااقي الحاااديث ،إضاااافة إلاااى ماااا أنااايط
بالمديناااة سااانة 5224مااان مهماااة التسااايير اإلداري لجااازء مااان ساااهل تادلاااة .14ناااتج عااان
هاااذا النااازوح القاااروي تزايااادا ساااكانيا مهماااا ،كماااا زاد الطلاااب علاااى التجهيااازات األساساااية
والساااكن ،مماااا أخااال باااالتوازن الاااذي كاااا ن ساااائدا خاااالل التنظااايم التقليااادي .بالتاااالي اساااتفحال
15
المشااااكل التاااي تتجلاااى فاااي النماااو الفوضاااوي لألحيااااء علاااى حسااااب األراضاااي الفالحياااة
وخلخلة البنية السوسيو-اقتصادية للمدينة وتشتت نسيجها الحضري.
14 -أزمو عبد المجيد" 0220 ،التوسع الحضري واستهالك المجال الفالحي بسهل تادلة حالة بني مالل والفقيه بن صالح وسوق
السبت أوالد النمة" ،أطروحة الدكتوراه في اآلداب تخصص جغرافيا ،جامعة السلطان موالي سليمان ،كلية اآلداب والعلوم االنسانية
بني مالل.
15
- Fatima Laaraichi(1974) :"Beni Mellal ville moyenne marocaine", présenté en vue de 1 obtention
du doctorat de troisièmecycle Géographie Université de Strasbourg.
136
136
الخريطة رقم :1مجال الدراسة :حدود المدار الحضري لمدينة بني مالل
137
137
منهجية الدراسة:
بعاااد أن اطلعناااا علاااى مجموعاااة مااان الكتاااب واألطروحاااات والمقااااالت بخصااااوص
موضاااوع الدراساااة وغربلاااة حصااايلتها فاااي الشاااق النظاااري مااان البحاااث .جااااء دور العمااال
الميااداني باعتبااااره أنجااع وسااايلة الختبااار الفرضااايات المطروحااة .وتمااات هااذه العملياااة مااان
خاااالل أربعاااة مراحااال أساساااية :التقسااايم اإلداري لمجاااال الدراساااة -دفتااار الجولاااة -إعاااداد
االساااتمارة -مرحلاااة ساااحب العيناااة ونظااارا للعااادد الضاااخم لألسااار التاااي تااام الماللياااة الاااذي
ينااااهز 42520اسااارة ،ارتأيناااا اال عتمااااد علاااى طريقاااة تغنيناااا عااان القياااام بتغطياااة العااادد
االجمااااالي لألساااار اللجااااوء الااااى عينااااة ذات تمثيليااااة ،و تاااام فيهااااا تحديااااد 224اسااااتمارة
مقسمة على مجموع األحياء السكنية لمدينة بني مالل.
كما لجانا إلى استعمال التقنيات الكيفية لنبرز ما يستعصي فهمه باالستناد إلى األرقام
واإلحصائيات .من دليل للمقابلة تضمن مجموعة من االسئلة الموجهة شملت احيانا مجموع
الفئات االجتماعية التي تم الحصول عليها انطالقا من تفريغ لالستمارة.
النتائج: -I
مدينة بني مالل :التمايز المتعدد االبعاد بين المركز والهامش -1
أ بني مالل :من التمايز االقتصادي نحو الهشاشة اقتصادية وفقدان الوظيفة التاطيرية
بناءا على المنهجية المعتمدة في التفضاايل وتوزين المتغيرات االقتصااادية وتفيئها تمكنا
من إنتاج خريطة تهم البنيات االقتصااااادية المميزة للمجال الماللي ،خريطة تتشااااكل من أربع
فئات أساسية:
الفئة األولى :تتكون من أحياء تعرف اندماجا اقتصاااديا (الحي االداري ،جنان الطاهر،
الرايبي ،الصفا ،رياض السالم ،التقدم.)..
الفئة الثانية :تتشكل من أحياء تعرف اندماجا غير مكتمال يهم حي (الهدى ،أيت فالحة،
أوالد عياااد ،بن عاادي .)...ففي هااذه المجاااالت يتركز أرباااب األساااااار ذوي المهن القااارة
والمستقلة.
138
138
الخريطة رقم 2:تراتبية األحياء السكنية حسب درجة اإلقصاء االقتصادي
الفئة الثالثة :أحياء تعرف اندماجا غير مكتمال وبدرجة اكثر (أيت تسااااااليت ،أوربيع،
عين الغازي ،النخيلة ،المدينة القديمة .)....
الفئة الرابعة واألخيرة :أحياء ت شهد عدم االندماج االقتصادي (الصومعة ،العامرية 5
و ،0الرشاااااااد ،نوايل المخزن ،أيتطحيش قصاااااار غزافات ،امغيلة .)5في هذه المجاالت نجد
الحضور القوي ألصحاب المهن اليدوية وعمال المهن الصغرى.
فمن خالل المتغيرات المعتمدة في هذا المحور يمكن الخروج باالستنتاجات التالية:
-تسجيل تفاوتات بين األحياء على مستوى المؤشرات االقتصادية.
-تباين التوزيع الجغرافي لهذا التفاوت بين أحياء الهامش وأحياء المركز.
إن توزيع البنيات االقتصاااااااديةالمميزةللمجال الماللي يسااااااتلزم منا تناول وتشااااااخيص
التوزيع الجغرافي لبنيات االجتماعية ،وإلى أي حد تتقاطع أو توافق توزيع هاتين البنيتين؟.
ب :بني مالل :من التمايز االجتماعي نحو التبلور الطبقي
من خالل المنهجيااة المعتماادة في توزين وتفيئ المتغيرات االجتماااعيااة وتمثيلهااا على
الخريطااة يظهر أن ماادينااة بني مالل تعرف تباااينااا على مسااااااتوى التوزيع المجااالي للبنياات
االجتماعية حيث تظهر بوضوح 4فئات:
139
139
الفئة األولى :تهم األحياء التي تتركز فيها الفئات المندمجة اجتماعيا (الحي اإلداري،
التقدم ،اوالد حمدان الدشيرة ،رياض السالم ،أورير ،أم المظهر).
الفئةةة الثةةانيةةة :وتهم (أوالد حماادان الحمري ،أوالد عياااد ،امغيلااة ،الصااااااومعااة منزه
األطلس ،عين الغازي الصومعة.)..
الفئة الثالثة :أحياء تعرف تهميشاااا اجتماعيا بشاااكل متوساااط( ،ايت فالحة ،عامرية ،0
حربولية)
الف ئة الراب عة :تهم األح ياء تهميشاااااااا قو يا (نوا يل المخزن ،النخي لة ،الفيري ،قصاااااار
غزافات).
المالحظ أن وساااط المدينة يعرف تداخال جد ملحوظا بين سااااكنة أحياء تعرف اقصااااءا
اجتماعيا وأخرى عكس ذلك .وهذا مرده ك ون اإلقصااااااااء االجتماعي بالمدينة بالرغم من أنه
يظهر كأقوى التجليات بالمقارنة مع باقي أشكال اإلقصاء األخرى.
الخريطة رقم 3:تراتبية األحياء السكنية حسب درجة اإلقصاء االجتماعي
إال أن تناوله على مساااتوى الحي يجعل فئة غير مقصاااية اجتماعيا تطغى على مثيالتها
المقصااااااية .لذلك ال عجب أن نجد في بعض الفئات تتشااااااكل من أحياء راقية إلى جانبها أحياء
توجد في الهامش الجغرافي للمدينة.
يبدو من خالل هذا المحور ،أن وجود أربع فئات اجتماعية وهودليل واضح على وجود
تمايزات اجتماعية ومجالية ،داخل المجال الحضري للمدينة .
140
140
ج :بني مالل من التداخل المجالي نحو التمايز المكاني
يتضااااح من خالل الخريطة مدى تركز مجاالت اإلقصاااااء المجالي خاصااااة في األحياء
الهامشية مقارنة مع أحياء في وسط المدينة ،ففي هذه الخريطة يمكن التمييز بين أربع فئات:
الفئة األولى :وهي أحياء ال تعاني من التهميش(رياض الساااااالم ،جنان الطاهر ،عياط،
أوالد حمدان ،الشرايبي ،أم المظهر.)..
الفئة الثانية :وتضم أحياء تعيش تهميشا وبدرجة اقل (المسيرة5ن الليمون ،الدشيرة،
الزعراطي ،تفريت.)....
الفئة الثالثة :تهم أحياء تتركز أسااااساااا في النصاااف الشااامالي للمدينة (امغيلة ،النخيلة،
الحربوليةأيت طحيش ،إضاااااااافة إلى المدينة القديمة ،)..وهي تعرف إقصااااااااء مجاليا بدرجة
متوسطة.
الفئة الرابعة :تتكون من أحياء تعرف درجة قوية من التهميش المجالي (عين الغازي،
أيت تسااااااليت ،أوربيع ،أوالد عياد ،أوالد حمدان الحمري ،المحمدي ،اللة عائشااااااة ،قصاااااار
غزافات.)...
يعزى تركز التهميش المجالي مقارنة باأحياء وساااااط المدينة إلى االنتشاااااار الواساااااع
للتعمير الذاتي وما يرافقه من مظاهر الضااااااعف في جودة البناء .16إضااااااافة إلى انعدام تعميم
بعض التجهيزات من كهرباء والماء الصاااالح للشااارب وشااابكة الصااارف الصاااحي....وهو ما
يكشااف أن المدينة تعيش تناقضااات مجالية على مسااتوى التجهيزات الشاايء الذي سااينعكس ال
محالة على ساكنة األحياء التي تعرف االنتشار الكبير لمظاهر اإلقصاء المجالي.
16بولحية بهيجة .)0252( .التعمير الذاتي بالمدن المغربية :بين النموذج الوطني الخصوصية المحلية آليات وأشكال اإلنتاج حالة
مدينة بني مالل
141
141
الخريطة رقم 4:تراتبية األحياء السكنية حسب درجة اإلقصاء المجالي
المصدر :بحث ميداني 0250لقد مكنت عملية توزين المتغيرات المختارة من رصد مختلف
بنيات اإلقصاء (االقتصادي ،االجتماعي والمجالي) ،وعلى الكيفية التي تتوزع بها هذه
البنيات على مستوى مدينة بني مالل ،حيث أظهرت مختلف الخرائط وجود تفاوت في توزيع
حدة ودرجة التهميش المجالي بين مركز المدينة وهامشها الجغرافي .فإلى أي حد يعكس
التقسيم االجتماعي للمجال هذه التفاوتات.
5أنشطة ساكنة الهوامش مؤشر على اإلقصاء وعامل من عوامل ترييف المدينة
142
142
تدل البيانات الممثلة في الجدول أعاله ،أن %44.21من ساااااااكنة األحياء المدروسااااااة
يشاااكلون األغلبية على اعتبار أنهم ينتمون بالنشاااأة إلى إقليم بني مالل ،وبحكم عوامل مختلفة
(العزلة ،القرب من الخدمات ومقر العمل ،النقص في المرافق ،)....اضااااااطروا إلى النزوح
إلى مدينة بني مالل بحثا عن مجال تتوفر فيه أدنى درجة من التوازن والرفاه .وتتوزع بقية
النساااب بشاااكل متباين بين المناطق الريفية والحضااارية ألقاليم الجهة (أزيالل نسااابة القرويين
%2.42والفقيه بن صالح بن سبة %2.05أما بخ صوص ن سب إقليم خريبكة فهي منعدمة أما
خنيفرة فسجلت ما نسبته .%2.05
لقد شاااكلت الخصاااائص االجتماعية لهؤالء المهاجرين األثر الكبير على دينامية المدينة
على مسااتوى األنشااطة التي يمارسااونها (تفريت ،أيت تسااليت ،المساايرة ،0النخيلة ،)....على
اعتبار أن األن شطة التي يمار سونها تعبر عن و ضعيتهم اله شة (عربة ،دراجة ثالثية )..لنقل
البضائع وكذلك لبيع المنتوجات الغدائية (خضر ،فواكه ،سمك .)...وقد ساهم تركز الوسائل
المسااااااتعملة في هذه األنشااااااطة من دراجة ثالثية وعربات ...بمجموعة من أحياء المدينة إلى
ترييف هذه األخيرة.
من خالل التقصاااي الميداني تبين تفشاااي ظاهرة الالاساااتقرار في االنشاااطة المزاولة من
طرف ساكنة األحياء الهامشية ،إذ اتضح أن %22من العينة المبحوثة بهذه المجاالت تزاول
مهنا وحرفا مختلفة ومؤقتة .هذه الظاهرة أكثر شاااااايوعا في حي (الحربولية ،المساااااايرة،0
النخيلة ،أوالد عياد ،كذلك ساااجلت االحصاااائيات أن %22.1من سااااكنة أحياء (أوالد حمدان
الحمري) تشاااااتغل في مهن غير قارة و ،%20في حي (أوربيع امغيلة )5يصاااااادف اإلنساااااان
أنشطة وأنماط لكسب العيش ال تكاد تحصى وهي من المهن الهامشية.
إن ممارسااة ساااكنة الهوامش لهذه األنشااطة يكسااب المدينة دينامية من جهة ،ومن جهة
ثانية تصير عامال من عوامل بحت ساكنة هذه الهوامش على تحقيق االندماج.
-3استراتيجيات اندماج ساكنة الهوامش
بناء قاعة للصالة: أ-
خالل التقصااااااي الميداني تم رصاااااااد مجموعة من المبادرات الجماعية التي تلجأ إليها
ساااااااكنة األحياء الهامشااااااية من أجل تحقيق اندماجها ،منها بناء قاعة للصااااااالة (حي تفريت،
أوربيع ،عين الغازي ،)...هي قاعات يتم بناءها لتشااكل رمزا للحي ،ال يمكن المساااس به من
طرف القائمين على تسيير الشأن المحلي.
143
143
الصورة رقم 1:إعالن لبناء قاعة للصالة.
في األحياء الهامشااية لمدينة بني مالل (أورير ،تفريت ،أوربيع ،عين الغازي) ،الحظنا
وجود عدد من الجمعيات (جمعية أوربيع الكبير ،)...تهدف باألسااااااااس إلى االسااااااتجابة قدر
المستطاع لحاجيات الساكنة والتي تتمثل في الربط بالكهرباء والماء الصالح للشرب ،والعمل
مع مؤساااساااات رسااامية من أجل ضااامان تمدرس األطفال من خالل توفير تجهيزات مدرساااية
وكذلك النقل المدرسي.
ج -إعادة هيكلة الحي الهامشي:
دائما في حديثنا على االساااااتراتيجيات المختلفة التي تلجأ إليها السااااااكنة لالندماج داخل
الوسااط الحضااري نذكر قيام ساااكنة األحياء الهامشااية بوقفات احتجاجية متكررة ،بهدف توفير
النقل العمومي وإصااااالح الطرق وتوفير اإلنارة العمومية ،وهكذا شاااايئا فشاااايئا يتم إدراج هذه
األحياء في الدراسااااااات التي تقوم بها المصااااااالح المختصااااااة (التقنية) ،وبالتالي إدماجها في
مخططات التهيئة (شاااابكة الطرق ،شاااابكة التطهير ،الماء الصااااالح للشاااارب) ،لينتهي المطاف
بإلحاق الحي بإحدى المقاطعات اإلدارية.
إن الحديث عن اسااتراتجيات االندماج ال يقتصاار فقط على ما تم ذكره ،بل تشاامل أيضااا
بعض جوانب الحياة االقتصااادية كالبحث عن الشااغل لمجابهة الحاجيات المتزايدة ،كما يشاامل
أيضا بعض جوانب الحياة االجتماعية (مدى التفاعل االجتماعي).
144
144
إن اكتساااب بعض األحياء لبعض الخصااائص الساالبية التي تعمل على التأثير في الحياة
اليومية ،تؤدي إلى مزيد من فقدان الحي لجاذبيته .بالرغم من سااعي ساااكنتها لتحقيق االندماج
(حي اللة عائشة ،أوالد حمدان الحمري .)....
مناقشة: -II
عرف المجال الحضاااري لمدينة بني مالل تفككا كبيرا جراء االمتداد التي تشاااهده وهذا
الشكل الذي آلت إليه المدينة ،حيث أن أكثر من 2/0من الساكنة الحضرية بالجهة تتركز في
كل من إقليم بني مالل وخريبكة ثم خنيفرة .إذ بلغت نسااااابة التمدين بإقليم بني مالل بما يقارب
.%02.00هذا باإلضاااااااافة إلى التوزيع المجالي غير المنصااااااف للبنية التحتية واالجتماعية
بالمدينة واحتفاظ بعض الوافدين عليها بتقاليدهم القروية (ترييف المدينة) .ثم إن موقع مدينة
بني مالل سااامح لها بنساااج عالقات واضاااحة مع الدارالبيضااااء (الهيمنة االقتصاااادية) ،لكنه لم
يساااتطع محو سااالبيات الهوامش (فقر المناطق الجبلية المحيطة بالمدينة) ،فالمتصااافح لخريطة
الفقر بالمغرب ساااااايجد أن الجهة (بني مالل – خنيفرة) سااااااجلت ما نساااااابته %52.4مقابل
%0.2على المسااااااتوى الوطني ،أي بفارق ساااااالبي بلغ نحو 5.1نقطة ،ويعزى هذا إلى فقر
الجماعات القروية التي تنتمي إلى الجهة ،إذ أن أكثر من 51جماعة قروية يتجاوز فيها معدل
الفقر ، %02وهذا من شااااااأنه أن يزيد من تكريس ساااااالبيات هذا الموقع بالنساااااابة للتوازنات
المجالية الجديدة .كذلك فارتفاع معدل الفقر بجل المجاالت المكونة للجهة سااااااتثقل كاهل هذه
األخيرة في رصد موارد مالية من التخطيط لمشاريع تنموية بها .بالتالي ستفوت فرصة تأهيل
المدينة لتلعب الدور المنوط بها ك "قطب للجهة".
إن اإلقصاء المجالي بين مركز المدينة وهامشها الجغرافي يجد تفسيره كذلك في
تقسيمات مجالية سابقة ،حيث تم ضم مجموعة من مناطق المدينة (أوربيع وأوالد عياد) إلى
عمالة أزيالل ،ثم جاء تقسيم جديد قضى بإعادة إلحاق هذه األحياء بمدينة بني مالل ،مما انعكس
سلبا على تنظيم هذه األحياء (إقصاء مجالي واجتماعي).
لقد تضافرت إكراهات الموقع والموضع إضافة إلى هشاشة المجاالت المحيطة بالمدينة
ومجموعة من المؤ شرات ذات الخ صو صية المحلية ،في تأزم و ضعية هذه األخيرة (المدينة)
الشيء الذي جعلها ال تواكب الدينامية التي تشهدها مثيالتها من أقطاب جهات المملكة.
145
145
خالصة:
لقد كشفت المحاور السابقة أشكال ومجاالت اإلقصاء المجالي التي يشكل المجال
الحضري لمدينة بني مالل محورا لها .يظهر هذا بشكل جلي من خالل الخرائط الشاملة لكل
أشك ال اإلقصاء ،إقصاء يفقد ألحياء المدينة تجانسها ووحدتها وفي ذلك تعبير عن تأثر وتأثير
المجال بالمجتمع والعكس صحيح.
فمن خالل نتائج البحث الميداني اتضح تزايد التناقضات المجالية مع التوسع الكبير
للمجال الحضري في اتجاه أحياء تشهد هذا التوسع ،والذي تم في غياب مجموعة من التجهيزات
التحتية وباألحرى االجتماعية بها( :عسفة السرحاني ،امغيلة ،0النخيلة ،المسيرة ،الصومعة).
فعدم تجهيز هذه األحياء يجعل اإلقصاء المجالي كظاهرة تنتقل من المستوى المجالي إلى داخل
الحقل االجتماعي (تفريت ،الرميلة ،الزعراطي ،السالم .)...نشير أيضا إلى كون خرائط بنيات
اإلقصاء المجالي تكشف لنا عن مجموعة من المجاالت (األحياء) التي ال ترقى إلى مستوى
العناية التي تحظى بها األحياء األخرى على مستوى عمليات التهيئة ك(:حي المحمدي ،اللة
عائشة ،أوربيع ،تفريت ،أوالد عياد .)...لذلك تنوعت وتعدد تبنيات اإلقصاء باختالف
خصوصية كل بينة على حدة .وبرزت اختالفات وتفاوتاتبشكل واضح بين مركز المدينة
وهامشها الجغرافي.
146
146
الئحة المراجع:
147
147
حالة من سهل:مقاربات جيوماتية لدراسة التعرية املائية باألوساط شبه القاحلة
)تفراطة (مشال شرق املغرب
* عبد الق ادر اسباعي،* عمر مواديلي
. المغرب. كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية – وجدة، جامعة محمد األول،*أستاذ باحث
ملخص
وقد.تعتبر التعرية المائية من أهم المخاطر الطبيعية التي تؤثر في السطح وتهدد التوازنات البيئية
ألن هذه الظاهرة تنشط بشكل،تمت دراسة بعض الحاالت التي تعرف نشاطا مورفوديناميا مهما وسريعا
والتي، لذلك توجب قياسها بمعزل عن المظاهر األخرى المعممة بالمجال.محدد على مساحات دون غيرها
( ونموذج التقييم النوعيRUSLE) تمت دراستها بنماذج مختلفة كالمعادلة العامة لتكميم فقدان التربة
.(PAP/CAR)
تم قياس ثالث حاالت لهذه الظاهرة بآليات وأدوات حديثة للمسح الطبوغرافي كالماسح الثالثي األبعاد
(Drone UAV) والطائرة المسيرة، سم5( الذي تقل دقته عنScanner 3D) ،لألعمال الطبوغرافية
(GPS Leica ثم محطة جهاز التموقع األرضي، سم1 الستخراج النموذج الرقمي لالرتفاعات وتقل دقته على
. سم1 بطريقة نسق التصحيح اللحظي التي يقل فيها هامش الخطأ عن،1200)
قصد تحديد حجم، ودراسة وتكميم التعرية من جهة أخرى،تم القياس والمقارنة بين هذه الطرق من جهة
مع التركيز على حالة واحدة من،التربة المفقودة للتعرية التراجعية (األساحل) التي تعرفها مناطق دون غيرها
. وهي منطقة قرب واد القطارة (سهب الفيضة) تتميز بدينامية سريعة جدا،هذه الحاالت
، التعرية المائية، نظام التموقع األرضي، طائرة مسيرة، ماسح ثالثي األبعاد:الكلمات المفاتيح
.سهل تفراطة
Résumé:
L'érosion hydrique est l'un des aléas naturels les plus importants affectant la surface
et menaçant les équilibres environnementaux. Certaines zones connaissant une activité
morphodynamique importante et rapide ont été étudiées, car ce phénomène est actif dans
des espaces spécifiques et pas dans d'autres. Par conséquent, il a dû être mesuré
indépendamment d'autres aspects généralisés sur le terrain, qui ont été étudiés avec
différents modèles tels que l’équation universelle des pertes en sol (RUSLE) et le modèle
d'évaluation qualitative (PAP/CAR).
Trois cas de ce phénomène ont été mesurés avec des mécanismes et outils modernes de
relevés topographiques, tels que le scanner 3D pour les travaux topographiques (Scanner 3D),
dont la précision est inférieure à 1 cm, et le drone (UAV) pour extraire le modèle numérique
d’élévations, dont la précision est inférieure à 5 cm, puis la station GPS Leica 1200, utilisant
la correction en temps réel, dans laquelle la marge d'erreur est inférieure à 5 cm.
L'érosion a été mesurée par ces différentes méthodes afin de déterminer le volume
de perte en sol par érosion régressive (ravinements), qu’on trouve dans des sites localisés
et pas dans d’autres et afin de comparer les résultats de ces méthodes. L'accent a été mis
sur l'un de ces cas, qui est une zone proche d’Oued El Gattara (Sehb El Faïda) caractérisée
par une dynamique très rapide.
Mots clés: Scanner 3D, drone, GPS, érosion hydrique, plaine de
Tafrata.
148
148
تقديم
يعرف حوض وادي العابد مواقع مهمة تنشط بها التعرية التراجعية التي تفقد كميات
مهمة من الترب .1إال أن المعادالت والنماذج 2تعبر عن واقع التعرية السطحية المعممة على
األوساط المدروسة ،3ويمكن تقييمها نوعيا وكميا4؛ ولكن للتعبير عن الواقع الملموس والكلي
بشمولية أدق ،البد من دراسة حاالت التعرية الموضعية التي يمكن أن تساهم في كميات
التربة المفقودة بأضعاف عديدة ،مقارنة مع تكميم التعرية الغشائية .5ولعدم إغفال دور
التعرية الموضعية (تقويض الضفاف واألساحل) ،ستتم دراسة حالة سهب الفيضة ،قرب
حامة سيدي شافي بحوض واد العابد ،التي تعرف دينامية مهمة (الشكل رقم ،)5من خالل
المرئيات الفضائية لسنة 0220و 0202بدقة عالية ،قصد رصد سرعة تطور هذه الدينامية
واتجاهها ومساحتها ،ثم الزيارات المتكررة لهذا الموقع وقياسه مباشرة في الميدان ،بآليات
حديثة ودقيقة للمسح الطبوغرافي ،للتمكن من تحديد كمية المواد المفقودة الناتجة عن هذه
التعرية بمختلف أحجامها والتي تترسب في النهاية مباشرة في السد.6
:_1اإلشكالية وأهمية الموضوع
تبين من خالل تتبع مظاهر تدهور التربة أن بعض األشكال سريعة التطور كاألساحل
في بعض مناطق الحوض ،مثل حاالت قرب حامة سيدي شافي التي تعرف تدهورا كبيرا ناتجا
عن عمليات الحفر الجانبي قد يصل إلى 4أمتار سنويا .7كما اتضح أن هناك تباينا كبيرا في
الدينامية الحالية حيث مناطق واد العابد وواد القطيطر وواد القطارة ،وواد الشريشرة ،ثم سهب
الفيضة (وسط حوض العابد) ،تتسارع بها هذه الظاهرة ،عكس بعض النقط األخرى كسهب
الغزال قرب واد تمعذرت ،التي تعرف استقرارا نسبيا وال تتعدى بعض السنتيمترات في السنة،
علما أنها توجد على نفس التكوينات ،ونفس االنحدارات .لهذا السبب سيتم التركيز على حالة
واحدة من هذه الحاالت ،وهي منطقة قرب واد القطارة (سهب الفيضة) تتميز بدينامية سريعة
جدا.8
1مواديلي عمر واسباعي عبد القادر .)0200( .أشكال التعرية المائية وآثارها على الدينامية البيئية ،حاالت من المغرب الشمالي
الشرقي .مجلة العلوم وآفاق المعارف.)5(0 ،
2
Sbai, A et Mouadili, O (2021) - Le risque d'érosion hydrique entre fragilité des équilibres
environnementaux et perspectives de durabilité: Cas du bassin versant d’oued El Abed,
Maroc. Revue Marocaine des Sciences Agronomiques et Vétérinaires. Vol. 9 No 4
3مواديلي عمر واسباعي عبد القادر ( ،)0202أهمية نظم المعلومات الجغرافية واالستشعار عن بعد في دراسة تدهور التربة بحوض
واد العابد (منطقة تاوريرت) من خالل نموذج المعادلة العامة النجراف التربة " ."RUSLEالمجلة المغربية للبحث
الجغرافي ،أدوات ومناهج في البحث الجغرافي ،الطبعة األولى ،العدد األول ،المجلد الثاني.
4مواديلي عمر ( ،) 0205التعرية المائية والدينامية البيئية في حوضي وادي اتالغ ووادي العابد (تاوريرت ،المغرب الشرقي):
مقاربات جيو ماتية ،أطروحة دكتوراه ،كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ،جامعة محمد األول – وجدة
5
Sbai, A & Mouadili, O (2022) - Water Erosion between the Vulnerability of Environmental
Balances and Prospects for Sustainability: The Case of El Abed and Tlagh Watersheds
(North-Eastern Morocco). European Modern Studies Journal Vol. 6 No. 3.
6مواديلي ،0205 ،مرجع سابق
7مواديلي ،0205 ،مرجع سابق
8مواديلي ،0205 ،مرجع سابق
149
149
:_2مجال الدراسةيقع حوض واد العابد في الشمال الشرقي من المغرب ،وفي الجنوب الغربي
لمدينة تاوريرت ،الجزء الغربي لممر وجدة -جرسيف ،ويشمل جزءا مهما من سهل تافراطة
(الشكل رقم .)5ويبلغ طوله حوالي 45كلم ،وعرضه حوالي 52كلم ،بفارق ارتفاع 244م،
وتتراوح االرتفاعات ما بين 001م و5222م 9.يحده حوض واد زا جنوبا في عاليته ،وحوض
تيغزران شرقا ،وحوض واد اتالغ غربا .تمثل مساحة الحوض 222كلم 0عند المقرن بواد
ملوية ،كما أنه ال يمثل إال %2.0من مساحة حوض واد ملوية التي تقدر ب 12122كلم .
10 0
المصدر :خلفية ،ESRI 2021والخريطة الطبوغرافية وجدة ،5/122222والخرائط الطبوغرافية لتاوريرت والعقرب
5./12222
:_3المنهجية وأدوات العمل
تم اعتماد اآلليات الحديثة للمسح الطبوغرافي (نظام التموضع األرضي) (GPSمن نوع
،Leica 1200وماسح الليزر األرضي الثالثي األبعاد ) (Scanner 3Dمن نوع Leica
،ScanStation P40والطائرة المسيرة ) ،(Drone-UAVمن نوع – Phantom 4 Pro
،DJIوذلك لدراسة وتكميم التعرية بحوض العابد (جزء من سهل تفراطة) ،وحساب حجم
9
مرجع سابقSbai & Mouadili, 2021.
10
Sbai A, Mouadili O, Hlal M, Benrbia Kh, Mazari Fz, Bouabdallah M and Saidi A (2021) - Water
Erosion in the Moulouya Watershed and its Impact on Dams’ Siltation (Eastern Morocco).
Proc. IAHS, 384,
150
150
التر بة المفقودة للتعرية التراجعية (األساحل) التي تعرفها مناطق دون غيرها ،والتي تساهم
بشكل كبير في اقتالع التربة وتأثيرها على السافلة (السدود).11
تم قياس ثالث حاالت لهذه الظاهرة بآليات وأدوات حديثة للمسح الطبوغرافي كالماسح
الثالثي األبعاد لألعمال الطبوغرافية (Scanner 3D) ،الذي تقل دقته عن 5سم ،والطائرة
المسيرة ) (Drone UAVالستخراج النموذج الرقمي لالرتفاعات تقل دقته على 1سم ،ثم
محطة جهاز التموقع األرضي) ،(GPS Leica 1200بطريقة نسق التصحيح اللحظي التي
يقل فيها هامش الخطأ عن 1سم .12تم القياس والمقارنة بين هذه الطرق من جهة ،ووضع نقط
مرجعية للرجوع إليها مرة أخرى ،وتصحيح نقط الطائرة المسيرة للمقارنة بين الفترات المقاسة
من جهة أخرى.
وقد تم حساب التربة المفقودة لحالة واحدة ،وهي مساحة قرب واد القطارة (سهب
الفيضة) ،لكونها حالة من الحاالت الكثيرة التي تساهم في فقدان ترب مهمة من مجال الدراسة
بفعل أنواع التعرية السائدة خاصة التعرية الغشائية ،13ولكن هذه المساحات التي تعرف هذا
النوع من التعرية (التخديد المعمم – األساحل) بفعل التعرية التراجعية تفقد كميات مضاعفة
بهذه المواقع بالرغم من محدوديتها مجاليا.
ولبلوغ ذلك تم قياس كمية التربة المفقودة ،اعتمادا على المساحات الضائعة بفعل التخديد
المعمم (التسحل) ،للفترة الممتدة بين 0220و 0205عبر مراحل:
-أوال رسم حدود سنة 0220بتوظيف برمجية ،Google Earth Proمع رسم
بعض المعالم األرضية ،كمرجع لإلسناد الجغرافي (بنايات ،أحواض ،منشآت.)...
-ثانيا ،رسم حدود وحواف األجراف الحالية على الصورة (الفسيفساء) المستخرجة
من التصوير الجوي بالدرون ،وإسناد الحدود السابقة لها ،وبالتالي الحصول على
المساحة التي نشطت فيها التعرية التراجعية بفعل األساحل وتطورها،
-ثالثا من هذه المساحة ،تم استنباط طول واتجاه التطور وسرعته ،وطول الحواف
التي تعرف هذه الدينامية النشيطة.
بالنسبة لحجم التربة المفقودة ،تم تحويل نموذج السطوح الرقمي المحصل بالطائرة
المسيرة ،إلى نقط أو سحابة نقطية ،وحساب كمية التربة المفقودة ،بارتفاعات حدود ،0220
وارتفاعات حدود ،0205للحصول على نموذجين رقميين مختلفين لالرتفاعات؛ األول يمثل
قاعدة التربة المفقودة ،والثاني يمثل سطح التربة المفقودة .وبالتالي يمكن حساب الحجم بينهما،
ثم تحويل هذا الحجم من المتر المكعب إلى الوزن بالطن؛ حسب العينات المأخوذة من أماكن
القياس.
11مواديلي عمر واسباعي عبد القادر ،)0200( ،توظيف تقنية الطائرة المسيرة DRONE UAVفي تتبع خطر انجراف التربة،
حاالت من ممر تاوريرت – جرسيف ،أعمال الندوة الدولية حول المخاطر الهيدرومناخية والجيومورفولوجية :التصنيف
ورسم الخرائط والتدبير ،وجدة 51-54يونيو .0200سلسلة ندوات ومناظرات ،0200/00 ،منشورات كلية اآلداب
والعلوم اإلنسانية ،جامعة محمد األول ،وجدة.0200/550
12
Sbai, A., Mouadili, O., 2023. Using the GPS Station to Study Wind and Coastal Morpho-
)dynamics in North-eastern Morocco. Journal of Geographical Research. 6(1
13مواديلي ،0205 ،مرجع سابق
151
151
:_4النتائج والمناقشة :1_4مقارنة طرق قياس التعرية بأجهزة المسح الطبوغرافي
(الطائرة المسيرة ،والماسح ثالثي األبعاد ،ونظام التموقع األرضي).
قبل حساب كمية التربة المفقودة ،ال بد من مقارنة بين هذه الطرق في القياس باعتماد
أجهزة قياس المساحة المختلفة ،وذلك بهدف تحديد الطريقة األنسب واألفضل لهذا النوع من
الدراسة .ويبين (خطأ! وسيطة رمز تبديل غير معروفة ).الفرق بين قياس نظام التموقع
األرضي ،والماسح الثالثي األبعاد ،والطائرة المسيرة.
الشكل رقم :2الفرق بين الرصد بنظام التموضع األرضي ،والطائرة المسيرة ،بالقطارة
GPSالرصد بنظام التموقع األرضي
Droneالرصد بالطائرة المسيرة
المصدر:عمل ميداني 00غشت ،0202قياس بتقنية ،GPSو 2دجنبر ،0202بتقنية .Drone UAV
تمثل النقط الزرقاء والخط األزرق بخطأ! وسيطة رمز تبديل غير معروفة .نقطا
مرصودة بنظام التموقع األرضي ،والخط األحمر هو المرصود بالطائرة المسيرة ،ويبين
الخطان الفرق بين الطريقتين والجهازين .حيث تظهر بوضوح المساحة بين الخطين التي من
الصعب ضبطها ورصدها بنظام التموقع األرضي ،وبالتالي فإن طريقة الطائرة هي األفضل
من حيث الدقة في الشكل ،والصورة الملتقطة بهذه األخيرة لها نموذجها الرقمي للسطح (خطأ!
لم يتم العثور على مصدر المرجع ).بدقة متحكم فيها من قبل .في هذا المثال ،تم اختيار 52
سم.
152
152
الشكل رقم :3صور الطائرة بعد تجميعها ومعالجتها واستخراج النموذج الرقمي للسطوح ،DMSحالة
واد القطارة
14
Digital Surface Model / Modèle Numérique de Surface
153
153
الشكل رقم :4مثال عن النقط المرصودة بـ GPSو Droneو ،Scanner 3Dحالة سهب الغزال
154
154
لكن يبقى هذا الجهاز وهذا النمط هو األكثر عمليا في القياس من حيث خفة وزنه ،ومن
حيث طول مدة البطارية ،ثم طول مسافة التنقل به والقياس ،التي تصل إلى عدة كيلومترات
حسب نوع الالسلكي للجهاز.
أما للـماسح الثالثي األبعاد ،فهو صعب من الناحية العملية نظرا لطريقة اشتغاله بشبكة
نقط القاعدة التي يجب أن تغطي الهدف من جميع الزوايا ،خاصة إذا كانت المساحة كبيرة.
ويكلف جهدا ووقتا كبيرين ،وبالتالي تكلفة أكثر؛ ثم إنه لم يكن من السهل توفره في فترات
متعددة (توفر يوم واحد فقط ،الذي تم التطرق فيه لدراسة حالة سهب الغزال).
من أهم مزايا جهاز الماسح الثالثي األبعاد أنه يوفر سحابة نقطية بدقة عالية ومتحكم
فيها بسهولة حسب نوع العمل وظروفه .كما أنه يحل مشكل نظام التموقع األرضي الذي يقيس
أعلى وأسفل الجرف فقط ،وذلك بوضع الماسح أمام الجرف ليتم مسحه دون مالمسته .ثم أنه
يأخذ آال ف النقط في وقت وجيز ،سحابة نقطية توفر االشتغال بالمقياس الكبير يمكن أن يصل
إلى ،5/5مثال نوع ،LEICA SCANSTATION P40تصل دقته إلى 5.0ملم ،بسرعة
مليون نقطة في الثانية ،ودقة الصور تصل إلى ،700_Mpxومسافة الليزر تصل إلى 022
م ،عكس نظام التموقع األرضي الذي يصل مداه إلى عدة كيلومترات .نخلص أن الماسح الثالثي
األبعاد يدرس األهداف عن بعد بدقة عالية ولكنه مكلف من حيث زمن القياس ،لتحويله من
محطة إلى أخرى لتغطية الهدف ،إضافة إلى مساحة التخزين والمعالجة.
بالنسبة لدرون من أهم مزياه تغطية مساحة متوسطة بدقة عالية تصل إلى 5سم ،كما
أنه يمكن أن يدرس األهداف بمقياس كبير ( ،)5/5وهو رائد في المساحة التصويرية الرقمية،
وتكلفته مناسبة ،ثم أنه سهل االستخدام وخفيف الوزن ،ويدرس الظاهرة عن بعد دون مالمستها،
وال يطرح مشاكل في معالجة المعطيات.
من أهم عيوب الدرون ،قوانين امتالكه واستعماله ومدة الحصول على الرخصة من
السلطات المحلية .الستعماله ،ال بد من إخبار السلطات المعنية وطلب رخصة التصوير،
واإلدالء بتصميم لكل مساحة قبل رصدها ،ثم انتظار الموافقة الذي يصل أحيانا إلى عدة أسابع.
أما من حيث الجانب التقني ،فهو عملي رغم بعض العيوب المترتبة عن البطارية التي ال
تتجاوز 41دقيقة ،خاصة في حالة سهب الفيضة الذي يغطي مساحة كبيرة ،مما أدى إلى تقسيم
هذه المساحة إلى ثالث مهمات طيران ،يعني ثالث بطاريات في موقع واحد ،ومراعاة حالة
الطقس :قوة الرياح ،والشمس إلضاءة الهدف.
كما أن الطائرة تغطي المساحة من الفوق فقط على عكس الماسح الثالثي األبعاد ،الذي
يمكن أن يغطي الهدف بشكل أفقي.
باختصار ،يتبين أن طريقة الطائرة المسيرة في المسح عملية ،وغير مكلفة وسهلة
االستخدام ،وبالتالي فهي األنسب لدراسة هذه المواقع للتعرية التراجعية.
نستخلص من استعمال أجهزة المسح الطبوغرافي المستخدمة بمجال الدراسة ،أن كل
طريقة وجهاز له مميزاته وعيوبه .ويتبين أنها تكمل بعضها البعض ،مثال نظام التموقع
األرضي ضروري ألخذ النقط المرجعية بدقة ،لإلسناد الجغرافي الذي ال بد منه بعد استخدام
الطائرة بدون طيار ،خاصة إذا كان األمر يتعلق بالتتبع .هناك بعض األنواع من الدرونات
مرتبطة بـنسق ،RTKلكن في حالة دراسة هذه المواقع بحوضي اتالغ والعابد تم استعمال
155
155
Phantom 4 Pro – DJIال تتوفر عل هذه الخاصية ،لذلك تم استخدام نظام التموقع األرضي
لرصد النقط المرجعية .كما يتبين أن الماسح الثالثي األبعاد ضروري لدراسة األجراف الترابية
خاصة الضيقة ،حيث زاوية الرؤية من أمام الجرف (أفقية) وليست من فوقه (عمودية)،
كالطائرة المسيرة ،وهذه األخيرة ضرورية للمسح السريع ودقة عالية وبشكل متجانس ،والذي
من خالله يمكن االستغناء عن الماسح الثالثي األبعاد في حالة دراسة التعرية .لكن للدراسات
األخرى كالغابات والمآثر التاريخية ،البد من الماسح الثالثي األبعاد في األرض بين األشجار
والجدران ،والطائرة المسيرة للرصد من األعلى ونظام التموقع األرضي لرصد نقط القاعدة
والنقط المرجعية لربطها بالنظام الوطني.
من خالل اعتماد نظام التموقع األرضي والطائرة المسيرة والماسح الثالثي األبعاد
لدراسة التعرية ،اتضح أن نظام التموقع األرضي مع الطائرة المسيرة يفيان بالغرض ،وتم
اعتمادهما لدراسة ومسح الحالة الراهنة لهذه األساحل ومقارنتها بالوضعية في سنة ،0220
باعتبارها هي السنة األقدم المتوفرة بالمجان ،وتتميز بدقتها التمييزية العالية ،التي تقل عن 1
متر .15المرئيات الفضائية لـ Google Earthالمعتمدة في هذه الدراسة تقل دقتها عن 12سم
عند تحميلها.
:2_4قياس وتحديد اتجاه التعرية بالتخديد (األساحل) وحساب مساحة األراضي
المتدهور وتكميم حجم التربة المفقودة ،خالل فترة 2116و.2121
يتبين بموقع سهب الفيضة أن مساحة كبيرة ضاعت وفُقدت بفعل التعرية التراجعية منذ
سنة ،0220إال أنها تنشط بمواقع دون غيرها بهذه األساحل ،يعني أن المساحة التي تعرف
دينامية سريعة تنحصر في بعض االتجاهات وبعض الحواف (خطأ! لم يتم العثور على مصدر
المرجع.).
15مياس محمد أحمد ( ،)0252أسس اإلستشعار عن بعد ،الجزء األول ،سلسلة علوم اإلستشعار عن بعد ومعالجة الصور الفضائية.
دار جامعة صنعاء للطباعة والنشر .اليمن.
156
156
الشكل رقم :5تطور خط ومساحة التعرية بين سنة 2116و ،2121بسهب الفيضة
157
157
نحو نقطة التقاء ،مما يبين أن المساحة خلف هذه النقطة تصبح معزولة ،ثم تتطور إلى أساحل،
ثم زيادة المساحة بتغيّر خط التعرية.
الشكل رقم :6تطور التخديد والتقاءه ببعضه ،ما بين سنة 2116و ،2121حالة سهب الفيضة
158
158
األطنان ،فقدت أو ستفقد ،وذلك يرجع إلى هشاشة المجال 16وخصائصه الطبيعية التي ال تتحمل
الضغط سواء بشري 17أو طبيعي.18
الشكل رقم :7حجم وعمق التربة المفقودة ،واتجاه تطور األساحل بسهب الفيضة
فقد سهب الفيضة منذ سنة 0220حوالي 20120م 2بمساحة 54100م ،0وبحجم
00422م 2بالهكتار .بما أن كثافة التربة الخام بهذا السهب تقدر بـ 5.510طن19بكل م ،2فإنه
فقد 22001طن من التربة خالل 51سنة ،ونستنج أن سهب الفيضة يفقد 0245طن/ه/سنة.
يتوسع التخديد بسهب الفيضة باتجاه الجنوب الشرقي تبعا التجاه الجريان ،وذلك ببضعة
أمتار إلى عشرات األمتار ،بمتوسط ثالثين متر خالل المدة المدروسة في كثير من المناطق،
بمتوسط مترين في السنة ،وكل متر بألف طن من التربة ،باستثناء الخدة في وسط أقصى
16مواديلي عمر واسباعي عبد القادر .) 0200( .أنماط استغالل األراضي وتأثيرها على الوسط البيئي ،حاالت في ممر تاوريرت -
جرسيف( ،المغرب الشمالي الشرقي) .مجلة روافد للدراسات واألبحاث العلمية في العلوم االجتماعية واإلنسانية ،المجلد
،0العدد )2(0 ،2العدد التسلسلي .52
17مواديلي عمر واسباعي عبد القادر وبنربيعة خديجة ( ،) 0200إنعكاس ضعف الخدمات األساسية والهشاشة االجتماعية على
الدينامية البئية والموارد الطبيعية :حالة حوضي وادي اتالغ ووادي العابد (ممر تاوريرت – جرسيف ،المغرب الشمالي
الشرقي) .ورد في مؤلف جماعي "دينامية الموارد واألنشطة االقتصادية باألرياف المغربية وآفاق االستدامة" ،المركز
الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية .ألماينا.
18مواديلي عمر واسباعي عبد القادر والحرادجي عبد الرحمان والحافيظ إدريس ( ،)0252خطر التعرية المائية بين هشاشة
التوازنات البيئية واالستغالل البشري؛ حالة حوض واد العابد .أعمال الندوة الوطنية حول المخاطر الهيدرومناخية
والجيومرفولوجية بشمال شرق المغرب :الحوادث والهشاشة والتهيئة .وجدة 00 ،دجنبر .0252منشورات جامعة محمد
األول ،وجدة.
19نتائج مختبر الجيومورفولوجيا بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ،جامعة محمد األول – وجدة.
159
159
الجنوب حيث وصل التوسع إلى 555.01م خالل 51سنة .بسرعة 2.40م/سنة ،حوالي 222
طن لكل متر خالل سنة .وعمق هذا التخديد يتعدى في كثير من األحيان 1م ،هذا ما يفسر
الحجم الهائل من التربة التي يفقدها هذا الموقع ،ويغذي بها السافلة (سد محمد الخامس ومشرع
حمادي).
خاتمة
تمت دراسة بعض الحاالت التي تعرف نشاطا مورفوديناميا مهما وسريعا لتدهور التربة
بفعل التعرية المائية خاصة التخديد المعمم ،الذي يتطور إلى أساحل ،بسهل تافراطة ،ألن هذه
الظاهرة تنشط بشكل محدد على مساحات دون غيرها .لذلك توجب عدم إغفال دورها ،وقياسها
وحدها بمعزل عن المظاهر األخرى المعممة بالمجال.
تم مسح المواقع ومقارنة النماذج فيما بينها؛ كالنموذج الرقمي لالرتفاعات بنظام التموقع
األرضي ،مع السحابة النقطية المستخلصة من الماسح الثالثي األبعاد ،والنموذج الرقمي
لالرتفاعات والسحابة النقطية بالطائرة المسيرة .وأهم النتائج المتوصل إليها من خالل المقارنة،
هي أن لكل جهاز وطريقة عملية عيوب ومميزات .ويتبين أن الطائرة المسيرة طريقتها في
المسح عملية ،غير مكلفة وسهلة االستخدام وبالتالي فهي األنسب ،وتم اعتمادها لدراسة هذه
المواقع للتعرية التراجعية .كما يظهر بوضوح تكامل وظائف هذه األجهزة فيما بينها على شكل
منظومة صغيرة للمسح الطبوغرافي .مثال قياس نقط اإلسناد الجغرافي لمخرجات الطائرة
المسيرة ال يتم إال بنظام التموقعاألرضي ،ثم أن الطائرة ال ترصد إال بشكل عمودي ،عكس
الماسح الثالثي األبعاد الذي يتيح خاصة المسح األفقي كمظاهر التعرية الباطنية الجوفية،
والجسور المعلقة القريبة االنهيار.
بعد تحديد الطريقة األنسب لقياس التعرية ،تم استخالص واستخراج كمية التربة
المفقودة ،واتجاه ومساحة تطور األساحل بين مارس 0220وأبريل .0205بناء على ذلك،
يتبين أن موقع سهب الفيضة يفقد 0245طن/ه/سنة ،وسرعة التسحل تصل إلى 2.40م/سنة،
بعمق يصل إلى 1م.
متوسط االقتالع بهذه المنطقة يقدر بـ 5242طن/ه/سنة ،بسمك 52.22سم/سنة ،مما
20
يعني أن ظاهرة األساحل تفقد تربات مهمة ال يمكن إغفالها في تعميم تقييم التعرية بالمجال.
كما أن هذه النتائج أبانت عن أهميتها من خالل مقارنتها بمتوسط اإلزالة السطحية بالنسبة
للمشارات التجريبية حيث تم التوصل إلى متوسط 22.50طن/ه/سنة ،وبمتوسط سمك 2.20
ملم/سنة ،21ثم أن المعادلة العامة لتكميم التربة بينت أن المجال يفقد خاصة بحوض وادي العابد
متوسطا يقدر بـ 32.23طن/هـ/سنة.22
160
160
من خالل هذه األرقام والمتوسطات ،يتبين دور وأهمية األجهزة وآليات المسح
الطبوغرافي الحديثة في دراسة التعرية الموضعية ،المتمثلة في األساحل أو التخديد المعمم،
وقوة هذه الظاهرة في تغذية السافلة التي اليمكن إغفالها.
فعال المعادالت والنماذج تعبر عن واقع التعرية السطحية المعممة على األوساط
المدروسة ،ويمكن تقييمها نوعيا وكميا ،ولكنها ال تعبر عن الواقع الملموس والكلي بشمولية
أدق ،لذا البد من هذه الدراسات الدقيقة لحاالت التعرية الموضعية التي أبانت أنها تساهم في
كميات التربة المفقودة بأضعاف المرات .وبالتالي تم استيعاب كمية المواد المفقودة الناتجة عن
التعرية بمختلف أشكالها وأحجامها والتي تترسب بعضها في السدود الموجودة في السافلة ،كما
أن هذه المساحات الضائعة أو المتسحلة تتوسع على الرقع الزراعية ولو أن اإلنسان هو الذي
يهيئ األراضي بجانبها.
بيبليوغرافيا
مواديلي عمر ( ،)2121التعرية المائية والدينامية البيئية في حوضي وادي اتالغ ووادي العابد (تاوريرت،
المغرب الشرقي) :مقاربات جيوماتية ،أطروحة دكتوراه ،كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية،
جامعة محمد األول – وجدة405 ،ص.
مواديلي عمر واسباعي عبد القادر ( ،)2121أهمية نظم المعلومات الجغرافية واالستشعار عن بعد في دراسة
تدهور التربة بحوض واد العابد (منطقة تاوريرت) من خالل نموذج المعادلة العامة النجراف
التربة " ."RUSLEالمجلة المغربية للبحث الجغرافي ،أدوات ومناهج في البحث الجغرافي،
الطبعة األولى ،العدد األول ،المجلد الثاني .ص .44-02
مواديلي عمر واسباعي عبد القادر والحافيظ إدريس والسعيدي عبد الواحد وعثماني مصطفى وبوعبدهللا
مصطفى ( ،)2119تقييم خطر التعرية المائية باستعمال المقلد المطري :RAMPدراسة
للسلوك الهيدرولوجي وأنماط االستغالل ،حالة ممر تاوريرت – جرسيف .أعمال الندوة الدولية
حول :المخاطر الطبيعية وتهيئة التراب .وجدة 52-2 ،نونبر .0250منشورات جامعة محمد
األول ،وجدة .ص http://www.ump.ma/fr/ouvrages/actes-du- .00-05
colloque-international-sur-les-risques-naturels-et-lamenagement-du-
territoire
مواديلي عمر واسباعي عبد القادر والحرادجي عبد الرحمان والحافيظ إدريس ( ،)2119خطر التعرية
المائية بين هشاشة التوازنات البيئية واالستغالل البشري؛ حالة حوض واد العابد .أعمال الندوة
الوطنية حول المخاطر الهيدرومناخية والجيومرفولوجية بشمال شرق المغرب :الحوادث
والهشاشة والتهيئة .وجدة 00 ،دجنبر .0252منشورات جامعة محمد األول ،وجدة .ص -01
http://www.ump.ma/fr/ouvrages/colloque-oujda-les-risques- .20
hydroclimatiques-et-geomorphologiques-au-ne-marocain-2017
مواديلي عمر واسباعي عبد القادر وبنربيعة خديجة ( ،)2122إنعكاس ضعف الخدمات األساسية والهشاشة
االجتماعية على الدينامية البئية والموارد الطبيعية :حالة حوضي وادي اتالغ ووادي العابد
(ممر تاوريرت – جرسيف ،المغرب الشمالي الشرقي) .ورد في مؤلف جماعي "دينامية
الموارد واألنشطة االقتصادية باألرياف المغربية وآفاق االستدامة" ،المركز الديمقراطي
ألماينا. واالقتصادية. والسياسية االستراتيجية للدراسات العربي
، https://democraticac.de/?p=81892ص .211-220
161
161
حاالت من، أشكال التعرية المائية وآثارها على الدينامية البيئية.)2122( .مواديلي عمر واسباعي عبد القادر
.500-520 ،)5(0 ، مجلة العلوم وآفاق المعارف.المغرب الشمالي الشرقي
http://journals.lagh-univ.dz/index.php/jskp/article/view/2112
حاالت، أنماط استغالل األراضي وتأثيرها على الوسط البيئي.)2122( .مواديلي عمر واسباعي عبد القادر
مجلة روافد للدراسات واألبحاث.) (المغرب الشمالي الشرقي، جرسيف- في ممر تاوريرت
ص،52 ) العدد التسلسلي2(0 ،2 العدد،0 المجلد،العلمية في العلوم االجتماعية واإلنسانية
.5014-5002 ص
https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/539/6/3/206238
في تتبعDRONE UAV توظيف تقنية الطائرة المسيرة،)2122( ،مواديلي عمر واسباعي عبد القادر
أعمال الندوة الدولية حول، حاالت من ممر تاوريرت – جرسيف،خطر انجراف التربة
-54 وجدة، التصنيف ورسم الخرائط والتدبير:المخاطر الهيدرومناخية والجيومورفولوجية
منشورات كلية اآلداب والعلوم،0200/00 ، سلسلة ندوات ومناظرات.0200 يونيو51
.21-02 ص .0200/550وجدة ،األول محمد جامعة ،اإلنسانية
http://lettres.ump.ma/fr/revues
سلسلة علوم اإلستشعار عن بعد ومعالجة، الجزء األول، أسس اإلستشعار عن بعد،)2113( مياس محمد أحمد
. ص220 . اليمن. دار جامعة صنعاء للطباعة والنشر.الصور الفضائية
Sbai A, Mouadili O, Hlal M, Benrbia Kh, Mazari Fz, Bouabdallah M and Saidi
A (2021) - Water Erosion in the Moulouya Watershed and its Impact
on Dams’ Siltation (Eastern Morocco). Proc. IAHS, 384, 127–131,
2021. https://doi.org/10.5194/piahs-384-127-2021.
Sbai, A & Mouadili, O (2022) - Water Erosion between the Vulnerability of
Environmental Balances and Prospects for Sustainability: The Case of
El Abed and Tlagh Watersheds (North-Eastern Morocco). European
Modern Studies Journal Vol. 6 No. 3 (2022). Pp 123-141.
https://journal-ems.com/index.php/emsj/article/view/539
Sbai, A et Mouadili, O (2021) - Le risque d'érosion hydrique entre fragilité des
équilibres environnementaux et perspectives de durabilité: Cas du
bassin versant d’oued El Abed, Maroc. Revue Marocaine des Sciences
Agronomiques et Vétérinaires. Vol. 9 No 4 (2021): (Décembre 2021).
Soumis: avr 5, 2021. Publiée: déc 15, 2021.
https://www.agrimaroc.org/index.php/Actes_IAVH2/issue/view/83
Sbai, A., Mouadili, O., 2023. Using the GPS Station to Study Wind and Coastal
Morpho-dynamics in North-eastern Morocco. Journal of Geographical
Research. 6(1): 28-38. DOI: https://doi.org/10.30564/jgr.v6i1.5270
162
162
Evaluation de la vulnérabilité de la lagune de
Nador à l’élévation du niveau de la mer
Hicham Lasgaa*, Abdelkader Asbai*
163
163
I. Introduction
1
Church et al., 2001
2
Church et al. 2001
164
164
7km de large. Elle constitue ainsi, la plus grande lagune au Maroc et la deuxième
en Méditerranée. Elle est délimitée par la ville de Beni Nsar à l’ouest et Arekman à
l’est, et par la Méditerranée au nord et la plaine de Bouareg au sud (Fig. 1).
Figure 1: Zone d’étude
3
J. J. Barathon 1989
165
165
Le climat de la lagune est caractérisé par une variabilité interannuelle et intra
saisonnière des précipitations et une saison sèche estivale qui expliquent les
fluctuations des plans d’eau. C’est un climat méditerranéen avec des écarts
thermiques saisonniers importants et des précipitations peu abondantes et
irrégulières (360 mm/an à Nador). Le régime thermique est relativement peu
contrasté. Le mois de janvier est le mois le plus froid de l’année (12,1°C), alors que
le mois d’août reste le mois le plus chaud (25,9°C). La vitesse moyenne du vent
calculée à Melilla est de 14.8 km/h. Les houles sont moyennement énergétiques
avec une hauteur annuelle moyenne de 1.4m et une période de temps de 6.5s. Les
variations saisonnières sont nettement observables sur ce lieu. La hauteur des
vagues au largue de la mer d’Alboran atteint 4.1m en hiver pendant les périodes de
mauvais temps et diminue jusqu'à 0.1m en été.
Les activités économiques pratiquées par la population qui habite la zone
côtière de Nador sont: l’agriculture, l’élevage, la pêche, l’industrie, l’artisanat et les
activités complémentaires telles que le commerce et les services. Actuellement, un
grand projet d’aménagement de la lagune de Nador a été lancé en juillet 2009. Il
s’agit au total de sept projets d’aménagement et de mise en valeur des sites
touristiques sur une superficie de près de 2.000 hectares : la Cité d’Atalayoun, la
Cité des Deux Mers, la ville nouvelle de Nador, la Baie des Flamants, Marchica
sport, les Vergers de Marchica et le village des pêcheurs.
III. Méthode
166
166
La zone inondée d’une élévation probable du niveau de la mer de 0,5 m à 1
m a été déduite des données topographiques extraites de la carte de restitution
aérienne de 2006. Après cela, un modèle numérique d'élévation (DEM) a été produit
de l'interpolation des données d'élévation. La résolution horizontale du DEM est de
0.5m, ce qui permet de tracer correctement les profils topographiques.
𝐿𝐿𝐿𝐿∗
𝑅𝑅𝑅𝑅∞ = S
ℎ∗ + B
4
Bruun p., 1962
5
Dean and Maurmeyer 1983
6
CEM 2008
167
167
Figure 2: La règle de Bruun pour le cas d'une île-barrière modifié par Dean
and Maurmeyer, 1983
168
168
Figure 3: Carte topo-bathymétrique de la lagune de Nador
7
IPCC 1996, 2001
169
169
niveau de la mer en général augmentera de 1m environ à la fin du 21ème siècle8 suite
à une élévation de la température de 1.5° à 2° C.
8
IPCC 2022
170
170
Le modèle
Le modèle
statistique
statistiqueetetgéométrique
géométrique des
des profils
profilsd’équilibres
d’équilibres
pourpour
les îles
les îles
barrières
barrières
a été
a été
appliqué
appliqué
sur
sur6 6profils
profilsen
en tenant
tenant compte
comptedes
desscénarios
scénarios
d’élévation
d’élévation
du du
niveau
niveau
de la
demer
la mer
d’ici
d’ici
2100.
2100.Rappelons
Rappelons dans
dans ce
cepropos
proposque
quelesles
estimations
estimations
sontsont
de de
0,5 m
0,5à m
1mà 1m
suite
suite
à une
à une
élévation
élévationde
dela
la température
température duduglobe
globed’environ
d’environ
+2°+2°
C selon
C selon
le dernier
le dernier
rapport
rapport
dede
ICPP
ICPP(2022).
(2022).
En cas
En cas
d'une
d'une
élévation
élévationdu
duniveau
niveau de la
la mer
merde
de0.5
0.5m,m,
desdes
parties
parties
importantes
importantes
de l’île
de l’île
barrière
barrière
de de
la la
lagune
lagunededeNador
Nador disparaîtront.
disparaîtront. Généralement,
Généralement,toute
toute
la ligne
la ligne
de rivage
de rivage
de l’île
de l’île
barrière
barrièreseseretirera
retireraen
en deçà
deçà de
desa
saposition
positionactuelle.
actuelle.
LesLes
estimations
estimations
des des
zones
zones
quiqui
seront
serontinondées
inondéesetet de
de la
la diminution
diminutiondedel’île
l’îlebarrière
barrière
suitesuite
à une
à une
élévation
élévation
du niveau
du niveau
dede
la lamer
merdede0,5
0,5 m
m et 1 m
m sont
sontreportées
reportéesdans
dans
le tableau
le tableau
1: 1:
Tableau
Tableau
1: estimation
1: estimationdes
desscénarios
scénarios de
de retrait
retraitcausés
causéspar
par
l’élévation
l’élévation
du du
niveau
niveau de la
la mer
mer
Profils
Profils Coordonnées XX Coordonnées
Coordonnées Y Elévation
Coordonnées Y Elévationdede
0.5m
0.5mElévation
Elévation
de 1m
de 1m
725314,7471
725314,7471 519089,116
519089,116
1 1 148
148 297 297
726840,2741
726840,2741 520396,7106
520396,7106
728919,0143
728919,0143 515686,0172
515686,0172
2 2 8888 177 177
730058,9686
730058,9686 516641,5671
516641,5671
731215,6869
731215,6869 513288,7604
513288,7604
3 3 205
205 410 410
732489,7534
732489,7534 514462,2427
514462,2427
732640,6297
732640,6297 510187,4142
510187,4142
4 4 157
157 315 315
735557,5716
735557,5716 512718,7832
512718,7832
736412,5373
736412,5373 507555,4609
507555,4609
5 5 156
156 312 312
738508,0415
738508,0415 509600,673
509600,673
740704,1299
740704,1299 504118,834
504118,834
6 6 190
190 381 381
743185,2068
743185,2068 507102,832
507102,832
UneUne
élévation
élévationdede0.5
0.5mmmettra
mettra tout
tout le
le cordon
cordondunaire
dunaireen en
véritable
véritable
risque
risque
d’érosion.
d’érosion.
Le Le
taux
taux
dede
recul
reculetetde
dediminution
diminution est
estde
de157m
157menviron
environ
au au
niveau
niveau
de lade la
rive rive
droite
droite
de l’ouverture
de l’ouverturededelalalagune
lagune (profil
(profil 4)
4)etetdede88m
88menviron
environ
dans
dans
le secteur
le secteur
2, contre
2, contre
148m148m
de de
recul
recultout
toutprès
prèsde
de Beni
Beni Ensar
Ensar(profil
(profil1),1),et et
entre
entre
205m
205m
et 190
et 190
m m
au niveau
au niveau
desdes
profils
profils
3, 3,
5 5etet6.6.
171
171
La prise en considération du scénario de 1m de l’IPCC pour estimer
l’évolution future de la lagune montre une forte dégradation de cette zone. Le recul
du cordon dunaire sera donc entre 177m au niveau du profil 2 et 410m au niveau
de la rive gauche de l’ouverture de la lagune (profil 3). Le secteur 1 connaîtra un
recul de 300m environ, contre 381m de diminution dans le secteur 6 et 315 m à
l’échelle de la rive gauche de la passe.
Par ailleurs, nous nous sommes basés sur les résultats de ces scénarios pour dresser
une carte d’évolution de la lagune à l’an 2100 (Fig. 5).
172
172
majeur. Nous estimons à travers cette étude qu’il n’y aura plus de lagune d’ici 2100
si le niveau de la mer continuera de s’élever. L’île barrière subira une forte
perturbation et, par conséquent, la lagune disparaîtra et elle se transformera en baie
qui s’étendra entre le Cap des Trois Fourches et Arekmane.
Généralement, les hausses prévues du niveau de la mer mettront
l'écosystème côtier sous une pression considérable et l’enjeu économique et social
sous risque supplémentaire. A cause de la topographie basse de la lagune de Nador,
la vulnérabilité à l'élévation du niveau de la mer reste un risque réel menaçant non
seulement l'écosystème côtier, mais tous les intérêts socioéconomiques de la région
notamment lorsqu’on sait que la lagune fait l’objet d’aménagement de sept projets
touristiques dont trois seront construits sur l’île barrière.
L'impact se résume dans l'augmentation des inondations, et d'autres impacts
environnementaux devraient inclure l'érosion des plages et des berges, l'intrusion
d'eau salée et la distribution des communications et d'autres infrastructures.
La submersion marine aura probablement des impacts sur la zone côtière
tant sur les plans économiques qu’environnementaux et morphologiques. Le plus
important est la base de la connaissance et le meilleur est la prédiction des impacts
qui résultent du changement climatique. Il faudra donc réaliser des plans de
prévention des risques. Une fois les zones les plus vulnérables définies, les
décideurs pourront ainsi établir les stratégies possibles et les priorités à mener pour
minimiser les impacts potentiels de la montée du niveau de la mer et gérer au mieux
le site à long terme9 et 10.
Conclusion
9
Hicham Lasgaa 2014
10
Sbai et al. 2014
173
173
la lagune. En cas d’élévation du niveau de la mer de 0.5m, des centaines de mètres
linéaires disparaîtront de la lagune. Les parties de l’île barrière les plus vulnérables
à une probable montée du niveau de la mer sont celles caractérisées par une
topographie basse et une faible largeur (Lw). Ce risque de disparition de la lagune
devient plus catastrophique en cas d’un scénario d’élévation de 1 m, où on constate
presque la disparition totale de plusieurs parties de l’île barrière. Nous estimons que
d’ici 2100, il n’y aura plus de lagune dans cette région. En outre, le littoral sera sous
forme d’une grande baie entre le Cap des Trois Fourches et Cap de l’Eau.
Une submersion de la lagune se traduirait par la perte des marais doux qui
constituent des écotones d’une grande richesse écologique et d’une certaine rareté
sur les rives internes du SIBE. Cette perte pourrait également avoir des
répercussions paysagères à l’échelle du SIBE, du fait de la plus grande monotonie
engendrée par la substitution progressive d’un marais salé à un marais doux.
174
174
Bibliographie
Bruun, P., 1962. Sea-level rise as a cause of shore erosion. Proceedings of the
American Society of Civil Engineers. Journal of the Waterways and Harbors
Division, vol. 88, pp. 117–130.
Dean, R. G., and Maurmeyer, E. M. 1983. “Models for Beach Profile Response,”
CRC Handbook on Beach Erosion and Coastal Processes, P. D. Komar, ed.,
Chapter 7, pp 151-166.
IPCC, 2001. Climate Change 2001: The Scientific basis. In: Houghton, J.T., Ding,
Y., -INTERGOVERNMENTAL PANEL ON CLIMATE CHANGE. CLIMATE
Griggs, D.J., Noguer, M., van der Linden, P.J., Dai, X., Maskell, K., Johnson, C.A.
(Eds.), Contribution of Working Group I to the Third Assessment Report of the
Intergovernmental Panel on Climate Change. Cambridge University Press,
Cambridge, United Kingdom and New York, NY, USA. 881 p.
IPCC,1996. Climate change 1995: the science of climate change. In: Houghton,
J.T., Meira Filho, L.G., Callander, B.A., Harris, N., Kattenberg, A., Maskell, K.
(Eds.), Contribution of Working Group I to the Second Assessment Report of the
175
175
Intergovernmental Panel on Climate Change. Cambridge University Press,
Cambridge. 572 pp.
STERR, H., 2008. Assessment of vulnerability and adaptation to sea-level rise for
the coastal zone of Germany. Journal of Coastal Research, 24(2), 380–393. West
Palm Beach (Florida), ISSN 0749-0208.
176
176
Quel rôle pour les coopératives d’argan dans
l’autonomisation de la femme rurale'
Maghrani. L * Lakrade.A** Zarguef. A*
Introduction
L'économie sociale et solidaire occupe une place pivot, en tant que levier du
développement territorial et durable au Maroc qui a prêté une attention particulière
à l'efficacité de ce modèle et à son rôle important pour corriger les problèmes
résultant des politiques économiques suivies dans le pays. C'est pourquoi, notre
pays a adhéré à l'Alliance Coopérative Internationale (ACI)1 où il est représenté par
l'Office de Développement de la Coopération, (ODCO)2. Conscient de l'importance
de cette coopération, le Maroc a mis en place une stratégie pour améliorer les
1
ACI est créée en 1895 pour promouvoir le modèle coopératif. En 2021 Les membres des
coopératives représentent au moins 12 % de l'humanité.
2
l'Office de Développement de la Coopération est créé par la loi 112.12
177
177
conditions sociales et économiques, des groupes vulnérables notamment ceux créé
et géré par les femmes.
Pour répondre à ces questions, nous allons nous appuyer sur l'approche
descriptive et qualitative basée sur les résultats des investigations menées auprès de
178
178
quelques acteurs impliqués dans le secteur des coopératives d’argan (la femme
coopératrice, les responsables administratifs et les institutions d’intéressant à ces
coopératives). On fera appelle à la méthode d'Amartya Sen3 pour mettre en évidence
les capacités des femmes rurale à s’imposer comme acteur incontournable.
Comment les coopératives à travers l’hypothèse d'Amartya Sen ont contribué à
l'autonomisation économique des villageoises de la RBA ?
3
Amartya Kumar Sen, né en 1933. C’est un économiste et philosophe indien. Ses travaux portent
sur les théories du choix social et notamment sur le théorème d'impossibilité. Sa approche et dite
la "capabilité" (capability approach
179
179
Figure 1 : La répartition des superficies des arganiers par provinces.
Superficies en miliers ha
300
250
200
150
100
50
0 Superficies
4
L'Agence Nationale pour le Développement des Zones des Oasiennes et de l’Arganier
180
180
le bureau de développement de la coopération a réussi à ramifier les coopératives
chez les communautés locales.
181
181
Figure n° 2 : La localisation de la Réserve de la Biosphère de l’Arganier
5
l'Office de Développement et de la Coopération
182
182
revenu mensuel pérenne. La femme est devenue l'acteur principal du
développement rural dans ces espaces fragiles et autrefois marginaux.
La femme adhérente dans une coopération affirme à travers ses activités ses
rôles et son statut social sa prédisposition à s’imposer au sein de la société rurale
très masculine. L'approche par les capacités avancée par Amartya Sen est très
appropriée pour prouver le poids de la femme dans le système d’arganeraie. Les
activités issues du travail d’argan permettent de l’autonomiser, de subvenir aux
besoins de son foyer et d’esquiver la précarité.
6
Renforcement Economique des Femmes de la Filière d'Argane au Maroc
7
Affaires Mondiales Canada
183
183
Canadienne et ANDZOA et la Fédération Interprofessionnelle de la Filière
Arganier, a ciblé les femmes de la RBA.
Les coopératives situées au niveau de RBA jouent des rôles importants pour
l'autonomisation économique des femmes, selon leurs tailles et leurs degrés
d’ouverture sur le marché et la diversité des articles produits. Leur rayonnement et
dynamisme conditionnent les revenus générés et leur efficacité à réduire ou à
atténuer la pauvreté.
Les coopératives peuvent atteindre les pauvres et les marginalisés que les
entreprises et les organisations gouvernementales ne pouvaient pas gagner, de plus
les organisations et des institutions sont quasi inexistantes dans ces zones
marginalisées et le secteur privé n’y trouve pas la motivation et la rentabilité à
s’installer par faute de services.
184
184
femme rurale et d'amélioration de son statut social et économique pour égaler
l’homme.
185
185
de 347 millions de dirhams en 2012 à 1139 millions de dirhams. Jusqu'à l'année
2019, la filière d’argan compte 375 coopératives, 450 entreprises, six Groupements
d'Intérêt Economique et trois fédérations de coopératives.
Tableau n°1
Indicateurs 2012 2019 Taux de
Progression en
%
Production d'huile d'argan 247 5640 128
Chiffre d'affaire (en milliards DH) 347 1139 228
Valeurs d'exportation (en milliards 94 273 190
DH)
Offre d'emplois (en milliers) 6000 12000 100
Exportation d'huile d'argan (en 871 1348 54
tonnes)
La valeur ajoutée (en milliards DH) 273 797 192
Source : https://www.fellah-trade.com/fr/filiere-vegetale/chiffres-cles-arganier
Après que le rayonnement des produits d'argan ait atteint des sociétés
internationales situées dans des pays étrangers, des contacts avec des coopératives
ont été liés dans le but de leur fournir de l'huile d'argan, de sorte que des associations
et des coopératives ont commencé à signer des contrats commerciaux avec ces
sociétés étrangères, et ils ont été empêchés par le gouvernement marocain en
échange de l'importation de la matière première "Afyash".
186
186
Ainsi, un groupe d'entreprises modernes émergentes ont pu obtenir des
certificats de conformité délivrés par des agences internationales spécialisées et
sont devenues officiellement concurrentes des coopératives, introduisant ainsi les
entreprises cosmétiques internationales à la demande mondiale, et l'on retrouve
parmi elles les entreprises françaises « L'Oréal " et " Chanel ", d'autant plus que la
France est l'un des premiers importateurs d'huile d'argan.
Les grandes entreprises vendent souvent leurs produits à des prix exorbitants,
profitant de la bonne réputation dont jouit l'huile d'argan originelle. Cela affecte les
coopératives et leur statut décline en raison de l'acquisition d'entreprises, ce qui
affecte négativement le statut économique des femmes rurales travaillant dans la
coopérative.
Ainsi, dans ce contexte, le Maroc s'est efforcé d'élever le niveau de vie des
femmes rurales travaillant dans la coopérative d'argan, qui souffrent souvent de
marginalisation, par rapport aux femmes travaillant dans les entreprises de
production d'huile d'argan, en mettant en œuvre des projets d'autonomisation des
femmes rurales marocaines travaillant dans les coopératives d'arganiers.
Les résultats de l'entretien que nous avons mené avec certaines des femmes
impliquées dans la coopérative lors d'une sortie sur le terrain ont montré que
l'objectif principal des femmes qui rejoignent la coopérative est leur désir
d'indépendance financière pour améliorer leur statut économique et social
Veiller à ce qu'ils disposent d'un revenu mensuel régulier qui tienne compte
de leur origine culturelle et de leurs capacités professionnelles conformément aux
conditions de la communauté locale. D'autant plus que les femmes étaient souvent
gênées par leur manque d'éducation ou les compétences personnelles nécessaires
187
187
pour réussir. Ainsi, les coopératives de production d'arganier de la réserve de
biosphère de l'arganier sont devenues un élément important de l'intégration de la
femme marocaine dans le tissu économique, et elles bénéficient de revenus
financiers qui leur permettent de subvenir à leurs besoins et aux besoins de leur
famille, puis de bénéficier de leur indépendance, leur accès aux centres de décision
et leur contribution au développement territorial et durable.
188
188
devenu pour eux un véritable espace de liberté et d'échange, qui leur a permis de
sortir de l'isolement, d'obtenir plus d'estime de soi et de confiance en soi et
développer leur capacité à prendre des décisions. réussir.
Nous avons également remarqué que le dynamisme créé par les coopératives
dans les zones de la RBA a engendré «migration inverse ou de retour», après avoir
été pour longtemps un important bassin migratoire. L’arganeraie attire davantage
des jeunes diplômés pour travailler dans ces coopératives, pour aider les
villageoises et contribuer au développement du monde rural en général et de la
femme rurale en particulier.
189
189
favorisant la présence des femmes aux postes de décision dans le domaine
économique.
Sur les 60 coopératives que compte la province 52 sont soit enclavées soit
loin de voies goudronnées. Elles sont gérées par des femmes dont le niveau
d’instruction est très modestes (illettrées ou ayant le niveau d’études primaires.
Leur mode de fonctionnent est traditionnel.
190
190
Certes les revenues varient d’une coopérative à autre. Mais selon nous
enquêtes cette variabilité est due aux nombres d’heures de travail, la quantité
d'mandants produits, la nature du travail au sein de la coopérative (complément
de ressources ou activité principale pour l’adhérente et pour le ménage.
- L'arsenal juridique doit être revu car il n'est pas compatible avec les
spécificités de ce patrimoine naturel unique.
191
191
- La femme coopérative doit être protégée de l’exploitation par des
intermédiaires
- Il faut investir dans les femmes rurales, leur apprendre, les accompagner,
car elles sont le maillon principal et en même temps le plus faible dans le domaine
de la valorisation de ce patrimoine.
Conclusion
En conclusion, ce que l'on peut dire c'est que parmi les raisons les plus
importantes pour l'implantation des coopératives féminines dans la filière arganier
figure la valorisation des expériences et savoir-faire des femmes, l'amélioration des
conditions de vie des villageoises travaillant dans la filière arganier, la contribution
à la valorisation d'huile d'argan, et l'autonomisation économique et sociale des
femmes. Autrefois, les femmes dépendaient entièrement des hommes, mais
aujourd'hui, grâce aux coopératives, les choses ont changé, car elles ont appris à
agir et à prendre des décisions en toute liberté, sans l'intervention des hommes, ce
qui leur a permis d'accéder à un statut social différent, on peut donc dire que la
coopérative est à l'origine de nombreux changements survenus dans la RBA
192
192
doté de diverses compétences, aptitudes et capacités. La coopérative est considérée
comme la seule option pour un groupe de villageoises pauvres pour faire progresser
leurs conditions économiques et sociales. Par conséquent, elles sont tenues de
travailler davantage sur elles-mêmes et d'investir dans les éléments de leur réussite,
en s'engageant dans des ateliers et des formations formatives pour développer leurs
compétences et leurs capacités pour suivre le rythme des diverses transformations
et changements que connaissent le secteur coopératif et les coins.
Bibliographie
193
193
Mutations spatiales du littoral méditerranéen
oriental du Maroc: cas de la plaine de Saïdia –
ras el ma
A. Sbai*, H. Lasgaa*, O. Mouadili* et M. Hlal*
RESUME :
La côte de Saidia-Cap de l’Eau connaît des mutations socio-spatiales importantes
dues à l’intervention de l’Etat dans cet espace au cours des dernières années (plan Azur).
Cette côte, ainsi que son arrière-pays, ont des atouts touristiques importants (plages
sableuses, sites d’intérêt biologique et écologique (SIBE), montagne, gorges, grottes..). A
partir des données statistiques, des photos aériennes et des images satellitales, nous avons
pu montrer les mutations profondes qu’a connues la région surtout au cours des vingt
dernières années (extension urbaine, construction du port de plaisance de Saidia, projet
touristique Mediterranea-Saidia, infrastructure de base…). Ces projets ont des impacts
environnementaux sur le littoral : (destruction de la forêt de Tazegraret et du cordon
dunaire, pillage du sable, inondation des espaces inter-dunaires, pollution du SIBE, érosion
côtière, ensablement du port…). Ces problèmes, en plus des variations climatiques et de
l’élévation du niveau de la mer, ne sont qu’un avant-goût des problèmes auxquels la ville
de Saïdia et le complexe touristique Mediterrania-Saïdia risquent d’être confrontés dans
les années à venir.
Mots-clés : Mutations socio-spatiales, littoral, impact, environnement, Maroc nord-est.
194
194
كل هذه. والتحوالت في األنشطة االقتصادية لسكان المنطقة،وتقوية البنية التحتية للمدينة
خاصة،التحوالت كانت لها انعكاسات مجالية مهمة مست الجانب الطبيعي والبيئي بهذا السهل
، والتلوث، والفيضانات في المناطق المنخفضة،تدمير غابة تازكررت والكثبان الرملية
باإلضافة إلى التغيرات المناخية، هذه المشاكل.) إلخ، وإرمال الميناء،والتعرية الساحلية
ليست سوى مقدمة للمشاكل التي من المحتمل أن تواجهها مدينة،وارتفاع مستوى سطح البحر
.السعيدية والمركب السياحي السعيدية المتوسط في السنوات القادمة
. شمال شرق المغرب، بيئة، انعكاس، ساحل،مجالية- تحوالت سسيو:كلمات محورية
Introduction
196
196
Fig.2. Evolution du littoral de Saidia entre 1958 et 2018
197
197
Sur la rive gauche de la Moulouya, l'érosion est légèrement active
directement à l'ouest de l'embouchure, tandis que la sédimentation se
produit en se dirigeant vers le port de Cap de l’Eau, avec une avancée
de 264 mètres depuis 1958.
La construction des barrages de Mechraa Hammadi (1958) et
Mohammed V (1967) constitue l'une des principales raisons du retrait
du delta de la Moulouya et des zones environnantes. En raison de
l'envasement des barrages la proportion de limon et de matériaux
acheminés vers l’aval a fortement diminué à cause de l’envasement des
barrages. En raison de l'étendue du bassin en amont des barrages (54000
km2), la charge de la Moulouya en aval a été réduite de 95% depuis la
construction des deux barrages.
II.2. Dégradation du couvert végétal et mutation de l’espace
agricole
198
198
Fig.3. Mutations spatiales de la plaine littorale entre 1958 et 2018
199
199
Tabl.1. Superficie des types d’exploitation et leurs taux entre 1958 et 2006
200
200
Fig.4. Evolution de la population de Saidia et Ras El Ma
10000
Saidia Municipalité
9000
Centre Ras El Ma
8000
7000
6000
5000
4000
3000
2000
1000
0
1960 1971 1982 1994 2004 2014
201
201
Tabl.2. Evolution des modes d'utilisation des sols dans la plaine littorale de Saidia
entre 1958 et 2018
Type 1958 2018 Mutation Taux de
s changement
annuel
Superficie Superficie Superficie % Superficie (ha)
(ha) (ha) (ha)
202
202
Mediterraneaa été l’une des réalisations les plus importantes pour
développer le secteur du tourisme dans le nord-est du Maroc. Ce projet
a été lancé le 22 juillet 2002 après un appel d’offre international. Fadesa
a été sélectionnée parmi 22 candidatures et la signature de l'accord a eu
lieu à Tanger le 27 août 2003. Il est organisé en 5 grands domaines :
hôtels, golfs, zones résidentielles, port de plaisance et aires
commerciales et de services.
III. Impacts environnementaux des projets d’aménagement
Parmi les principaux impacts de la station touristique de Saïdia
sur l’environnement, la perturbation de l'équilibre environnemental, en
détruisant les dunes, la végétation, le trait de côte, et en augmentant le
problème des inondations.
III.1. Dégradation et destruction du patrimoine naturel
L'emplacement de la nouvelle station touristique revêt une
importance environnementale, en raison de sa proximité avec le Site
d'Intérêt Biologique et Ecologique (SIBE) de la Moulouya et en raison
de la présence de dunes de sable. Le Groupe FADESA - Maroc s'est
engagé, lors de la signature de la convention, à préserver
l'environnement, conformément à l’article 3.3 du cahier de charge,
approuvé en novembre 2003. Mais en réalité, il est regrettable de
constater que les dunes n'ont pas été respectées, et elles ont été
complètement décapées (Photo.1) et des hôtels ont été construits à
proximité immédiate de la mer.
203
203
Photo 1: Enlèvement de sable de la dune de Saidia (2008)
204
204
Photo.4. Destruction de la forêt de Tazegraret (25/3/2008)
206
206
construite. Sa position parallèle à la ligne de côte bloque
l'acheminement des eaux vers la mer (Photo.5).
Photo 5. Le niveau élevé de la nouvelle station touristique empêche le drainage des
eauxLevers lademer,
remblai ce empêche
la NSTS qui entraîne
l’é desdes
l’écoulement
coulement inondations.
eaux vers la
mer
207
207
Figure 5. Principaux flux menaçant la plaine côtière d'inondation
208
208
Photo.6. Technique de ganivelles: pieux en bois battus dans le sol pour
reconstruire et préserver les dunes de sable (juin 2005)
209
209
Conclusion
En conclusion, le problème d’ensablement du port n’est qu’un
début aux problèmes que connaîtra le littoral de Saïdia-Cap de l’Eau
dans les années à venir. Le port de plaisance constitue un obstacle
devant les sédiments de la Moulouya pour conserver l’équilibre de la
côte. La perturbation des courants marins qui en résulte augmente la
vitesse de l'érosion du cordon dunaire au niveau de l’embouchure de la
Moulouya.
Les projets touristiques menés près du rivage aggravent la
situation, en particulier en raison de la construction de bâtiments au-
dessus des dunes de sable ce qui entraîne un déséquilibre sédimentaire
qui conduit au recul de la plage, car ils empêchent les échanges de sable
entre la plage et les dunes.
Pour faire face à ces problèmes, certaines propositions de gestion
peuvent être avancées :
- La nécessité de surmonter les problèmes majeurs tels que la demande
croissante en eau potable pour répondre aux besoins de la population
locale, qui devrait atteindre plus de 20000 habitants d'ici 2030-2035, et
des estivants qui peuvent atteindre 300000 en été.
- La préservation de la côte et du SIBE de la Moulouya par l’élimination
de toutes sortes de pollution et de détérioration afin de préserver
l’équilibre naturel.
- L’organisation de sessions de sensibilisation et l’intégration de la
population locale dans tous les projets en tenant compte de son intérêt
et en favorisant son implication effective dans la gestion de
l'environnement.
- La nécessité de prêter attention à la végétation et aux zones humides
sur lesquelles les projets touristiques ne peuvent pas être construits;
210
210
- La diversification du produit touristique pour faire face au problème
du tourisme saisonnier en prêtant attention au tourisme écologique et de
montagne.
- Application de la loi littoral de 2015, des lois relatives à l’urbanisme
et des anciens décrets malgré la présence de lacunes (dahir 31/11/1962
sur les réserves naturelles côtières, Dahir de novembre 1973 sur la
pêche ...).
- La nécessité de coordonner avec les différents départements et
services qui se font concurrence sur le terrain. Ceci ne se fera que par
le biais de la soi-disant Gestion Intégrée des Zones Côtières (GIZC),
afin de bien diagnostiquer les problèmes avant de faire des suggestions
pour préserver cette richesse.
Bibliographie
Benata, M., Sbai, A., Boumeaza,T. & Ozer, A. (2009). Impacts écologiques des
aménagements touristiques sur le littoral de Saïdia. Journée d’étude en
hommage au Professeur André OZER. Liège. Décembre 2009.
Boumeaza, T., Sbai, A., Salmon, M., & Ozer, A. (2010). Impacts écologiques
des aménagements touristiques sur le littoral de Saïdia, Maroc orienta.
Méditerranée N°115. P.95-102.
Salmon, M., Sbai, A., Boumeaza,,T., Benata, M., & Ozer, A. (2010). L’érosion
des côtes meubles de l’extrême nord-est du Maroc. Bulletin de la Société
Géographique de Liège (BSGLg). 54. 97-105. En hommage au Professeur
André OZER. Liège. 24 avril 2010.
Sbai, A. (2006). Impacts des projets d’aménagement sur le littoral de Saïdia-
Cap de l’Eau. Recueil des communications présentées lors de la journée
d’étude « La protection de la plage de Saïdia», organisée par l’Espace de
Solidarité et de Coopération de l’Oriental le 08/07/2006.
Sbai, A. (2008). L’érosion des côtes meubles du Maroc Nord-Est, 15ème
rencontre des géomorphologues marocains: Le Maroc méditerranéen:
Dynamique actuelle et mutations spatiales. Université Abdelmalek Essaâdi.
Tétouan, 29-30mai 2008.
211
211
Sbai, A. (2012). Apport des SIG et de la télédétection dans l’étude des mutations
spatiales dans la plaine littorale de Saidia. Journée d’étude nationale:
Sciences de l’organisation de l’espace et priorités de la recherche
scientifique au sein des développements actuels. Agadir 6 décembre 2012
(en langue arabe).
Sbai, A., Boumeaza, T. et Hagelsein, S. (2005). Impact des actions anthropiques
sur le littoral de Saidia – Cap de l’Eau (Maroc nord – est). Colloque national
"L'érosion anthropique: méthodes d'étude, extension et processus". 23 et 24
décembre 2005. Kénitra. Actes du colloque. P.162-183.
Sbai, A., Hlal M., Mouadili, O., & et Benata, M. (2019). Le littoral de Saidia –
Ras El Ma: 60 ans d’évolution. Espace, Territoire et Société au Maroc.
Mutations, Dynamiques et enjeux. Mélanges offerts au Professeur Rachida
Nafaa. Publication de la FLSH de Mohammadia. 2019. P.115-124.
212
212
ﺓ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻭﺍﻟ
ﺔﺍ
ﺘﻨﻤﻴ ﺎﺩ
R ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﺪﻳﺪﺓ Fac
ulté des
ﻟﻤﺴ
ﺇﻋ
Le
ﺘﺪﺍﻣﺔ
ﻣﺨﺘﺒﺮ
ttres et de
E
ines
D taviwant n ts liwimn d tmassanin tinfganin
ma
ﺴ ﺎﻧ ﻴ ﺔ
ﻛ ﻠـ
sS
ﺍﻹﻧ
L abo
r ab le
D
ﺍ ﻵ ﺩ ﺍ ﺏ ﻭ ﻌ ـــ ﻠ ﻮ ﻡ
cience Hu
ــ ﻴ ﺔ
r at o
Du
Faculté des Lettres et des Sciences Humaines d’El-Jadida
ـــ
eR
ﺍﻟ
ire
nt
pe
me
é gé
d
lop
ﺍﻟ ﺠ ﺪﻳﺪ ﺓ
n ér éve
a tio n
de L'espace et d
Département de Géographie
et Laboratoire Recomposition
de l'Espace et Développement Durable
25 et 26 Mai 2023
Volume I
213