Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

‫خطـ ـ ـ ـ ـة البح ـ ـ ـ ـث‬

‫فضائح إنرون ووردكوم و أثرها على المحاسبة‬

‫مقدمة‬

‫المبحث األول‪ :‬فضيحة شركتي إنرون وورلدكوم‬

‫المطلب األول ‪ :‬فضيحة مؤسسة انرون‬

‫الفرع االول‪ :‬تقديم الشركة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬فضيحة الشركة‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أسباب انهيار شركة إنرون ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬فضائح شركة وورلد كوم‬

‫الفرع األول‪ :‬تقديم الشركة‬

‫الفرع الثاني‪ :‬فضيحة الشركة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تاثير فضيحتي انرون وورلدكوم على المحاسبة‬

‫المطلب األول‪ :‬تداعيات االنهيار المالي على مهنة المحاسبة والتدقيق‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تأثير فضيحتي انرون و وورلدكوم على المراجعة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬خطر المحاسبة اإلبداعية على المراجعة ‪.‬‬

‫خاتمة‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫ظهرت المحاسبة منذ القدم وتطورت بتطور المجتمعات إلى أن أصبحت على ما هي عليه اآلن‬
‫‪.‬حيث تعتبر علم مستقل بذاته له أساليبه تقنياته ومبادئه غير أن ذلك ال ينف وجود بعض النقائص‬
‫والثغرات والتي يمكن أن يستعملها المحاسب للتالعب بالمعلومات الموجودة على مستوى القوائم المالية بما‬
‫يخدم مصلحة الشركة في إطار ما يعرف بالمحاسبة اإلبداعية هذه األخيرة لها آثار سلبية أكثر من‬
‫اإليجابية سواء على الشركة أو المجتمع ككل ومن أهمها عدم مصداقية القوائم المالية والتي تؤدي في‬
‫بعض الحاالت إلى وقوعها في مشاكل أكثر خطورة وهي الفشل وخير مثال على ذلك شركة إنرون‬
‫األمريكية وورلدكوم التي تعرضت لالنهيار واالنسحاب كلية من السوق بعد سنوات من تحقيق أرباح‬
‫خيالية‪.‬‬

‫شهد العالم خالل العقود الثالثة الماضية قضايا فساد مالية كبيرة أدت إلى انهيارات مالية وفضائح‬
‫إدارية في المؤسسات الرائدة العمالقة في العديد من دول العالم كالواليات المتحدة األمريكية ودول شرق‬
‫أسيا وروسيا كإنرون و ورلدكوم ‪...‬إلخ‪ ،‬مما أدى إلى تأثر اقتصاديات الدول التي تنتمي إليها‪ ،‬وتكبد‬
‫المساهمين فيها خسائر فادحة‪ ،‬ونسبت المسؤولية عن ذلك إلى الهيئات اإلدارية في المؤسسات ولمجالس‬
‫اإلدارة فيها‪ ،‬و إخفاق المراجعين الداخليين والخارجيين‪ ،‬وعزى ذلك إلى وجود ضعف أو فشل لدى مجالس‬
‫اإلدارة في عمليات اإلشراف والرقابة‪ ،‬وكذلك إلى قصور في عمليات المساءلة المؤسسية ألخطاء المديرين‬
‫مما ساعد على انتشار الفساد المالي واإلداري‪ ،‬وارتكاب المخالفات المتعلقة بالعمليات المالية و إفتقار‬
‫الشفافية والوضوح والدقة في البيانات المالية المعلنة مما جعل األطراف ذات العالقة ومن أبرزهم‬
‫المستثمرون والمتعاملون في سوق األوراق المالية غير قادرين على اتخاذ ق ارراتهم االقتصادية الرشيدة ‪.‬‬
‫وكانت النتيجة المنطقية لحدوث حاالت االنهيارات المالية واإلخفاقات التي حدثت أن سارعت كثير من‬
‫المؤسسات الدولية وبورصات األوراق المالية والمنظمات المهنية في العديد من الدول بوضع مجموعة من‬
‫القوانين والضوابط واألعراف واألنظمة والمبادئ األخالقية للرقابة المالية وغير المالية على إدارة المؤسسة‪،‬‬
‫وذلك لحماية المستثمرين واألطراف ذات العالقة من التالعب المالي والفساد اإلداري وتعزيز الثقة‬
‫والمصداقية في المعلومات المحاسبية المحتواة في القوائم المالية المعلنة‪ ،‬التي يحتاج إليها مستخدموها‬
‫وخاصة المستثمرون المتعاملون في سوق األوراق المالية‪.‬‬

‫من هذا المنطلق ماهي التالعبات المحاسبية والمالية في فضيحتي إنرون و وولد كوم ؟ و ما‬
‫تأثيرها على العملية المحاسبية؟‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول‪ :‬فضيحة شركتي إنرون وورلدكوم‬

‫المطلب األول ‪ :‬فضيحة مؤسسة انرون‬

‫الفرع االول‪ :‬تقديم الشركة‪.‬‬

‫تأسست شركة إنرون في جويلية ‪ 5891‬نتيجة الندماج شركة هيوستن للغاز الطبيعي وشركة‬
‫إنترموث وهما شركتا أنابيب الغاز الطبيعي وكانت الشركة من أكبر سبع شركات في البالد ووظيفتها‬
‫تسهيل نقل الغازبين المنتجين والمستعملين لهوهي تمتلك خطوط أنابيب للغاز الطبيعي يبلغ طولها ‪03‬‬
‫‪1‬‬
‫ألف ميل تربط بين الواليات األمريكية المختلفة ‪.‬‬

‫لقد تنامى سعر الشركة على مدار السنوات حتى وصل إلى ‪ 83‬دوال ار في منتصف ‪ 0333‬ولكنه‬
‫فقد قيمته فجأة حتى أصبح حوالي ‪ 83‬سننا في ‪ ، 0335‬مما أدى إلى ظهور بنود السداد في وسائل‬
‫التمويل التي لم تستطع إنرون التعامل معها ‪ ،‬انتقل تصنيفها االئتماني إلى وضع غير مرغوب فيه مما‬
‫تسبب في انهيار سعر السهم وتسبب في مزيد من بلورة التزامات الديون رفضت البنوك المزيد من التمويل‬
‫‪ .‬ورفض الموردون التوريد وتوقف العمالء عن الشراء في بداية ديسمبر ‪ ،0335‬رفعت إنرون دعوى أكبر‬
‫إفالس شهدته الواليات المتحدة حتى اآلن وأدى هذا بدوره إلى القضاء على واحدة من أكبر شركات‬
‫المحاسبة في العالم وهي شركة ‪ r Andersen‬والتي كان يعتقد أنها أخلت بمعاييرهاالمينية في تعامالتها‬
‫مع عميلها ‪ Enron‬لدرجة أنها كانت من نواح عديدة متواطئة في السلوك اإلجرامي للشركة ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬فضيحة الشركة‬

‫تعد شركة انرون من اكبر الشركات في أمريكا المتخصصة في الطاقة‪ ،‬ولذلك فان إفالسها يعد‬
‫ضربة موجعة لالقتصاد األمريكي والعالمي ككل‪ ،‬لذلك البد من البحث في أسباب انهيار هذه الشركة‪ ،‬وقد‬
‫أرجع الباحثين والمتتبعين األمر إلى أمر الفساد المالي الذي عم في تلك الشركة‪ ،‬إذا فاألمر يتعلق‬
‫بأخالقيات المهنة‪ ،‬ففي ‪ 0335/53/51‬قامت الشركة باالعالن عن تخفيض أرباحها التي نتجت جراء‬
‫تعاملها مع الشركات االستثمارية( ‪(LJM2 & LJM1‬بمبلغ ‪ 155‬مليون دوالر‪ ،‬وهي شركات تم إنشاؤها‬
‫وإدارتها من طرف ‪ FASTOW.‬كما أعلنت أيضا تخفيض حقوق ملكية المساهمين بمبلغ ‪ 0.5‬بليون‬
‫دوالر المرتبطة بنفس العمليات السابقة‪ ،‬وبعد قيام شركة انرون بإعادة هيكلة قوائمها المالية بعد ستة‬

‫‪ 1‬رشا حمادة دور لجان المراجعة في الحد من ممارسات المحاسبة اإلبداعية مجلة جامعة دمشق للعلوماالقتصادية والقانونية‬
‫‪ ، )0202(،‬ص ‪. 02‬‬

‫‪3‬‬
‫أشهر للفترة ‪ 0335-5881‬تبين أن هناك تخفيضات أكبر مما جاء في إعالن ‪16/10/2001 .‬كما تم‬
‫اكتشاف أيضا أن ‪ FASTOW‬تلقى مبلغ ‪ 03‬مليون دوالر من شركتي ‪LJM1‬و‪، LJM2‬وكل ما سبق‬
‫‪19‬أدى إلى فقدان انرون ثقتها في السوق فانهارت وأعلنت إفالسها ‪.‬لقد قام مجلس إدارة شركة ‪Enron‬‬
‫بتشكيل لجنة للوقوف على األسباب الحقيقية وراء هذه األزمة‪ ،‬وقد قررت هذه اللجنة ما يلي ‪:‬هناك‬
‫بعض الموظفين أصبحوا أغنياء في فترة وجيزة‪ ،‬وهذا األمر لم تفصح به الشركة‪ ،‬وقد تلقى هؤالء‬
‫األشخاص مبالغ ‪‬من غير تبرير وهم ‪:‬تلقى ‪ FASTOW 30‬مليون دوالر من طرف شركتي ‪ LJM1‬و‬
‫‪LJM2‬؛ ‪‬تلقى‪ KOPPER‬موظف سابق في ‪ Enron‬ومالك لشركة ‪ 53 .Co Chew‬مليون دوالر‪.‬‬

‫تلقى موظفان آخران لم يفصح عن اسميهما مليون دوالر لكل منهما؛ كما تلقى البعض اآلخر من‬
‫الموظفين عدة مئات من أولوف الدوالرات ‪.‬وكشفت اللجنة انه ال توجد أدلة تدين باقي الموظفين ما عدا‬
‫‪،FASTOW‬وان إدارة شركة انرون قد دخلت في عمليات استثمارية مع الشركات االستثمارية لم تكن‬
‫هناك ضرورة للقيام بها‪ ،‬وقد صممت بشكل مدروس لالختالسات‪ ،‬واكتشفت أن هنالك عمليات تم تطبيقها‬
‫بشكل غير صحيح والغريب في األمر هو موافقة المستشارين الماليين‪ ،‬وما نخصه بالذكر هنا أن شركة‬
‫انرون مالكة للشركات االستثمارية ولم يكتشف ذلك إال بعد االنهيار‪ .‬وبينت اللجنة أيضا أن الشركة‬
‫الخارجية للتدقيق ‪ Anderson‬التي قامت بتدقيق العمليات المحاسبية األصلية بالتعامل مع الشركات‬
‫‪1‬‬
‫االستثمارية هي عمليات ذات هيكلة مغلوطة ومخالفة للمبادئ المحاسبية‪.‬‬

‫ويرى بعض المحللين أن شركة ‪ Enron‬وقعت في عدة أخطاء‪ ،‬بل صممتها ألجل إحداث مختلف‬
‫التالعبات المالية وهذا ما يؤكد أن السبب الرئيسي يكمن في عدم االلتزام بأخالقيات المهنة ومن جملة‬
‫هذه األخطاء ما يلي‪:‬‬

‫تحايلت في تقديم ميزانيتها المجمعة ذلك أنها لم تتضمن أرقام بعض هذه الوحدات والشركات التي كانت‬
‫تسجل خسائر كبيرة؛ تداولت بعقود طويلة األجل وعقود آجلة ليس لها سعر محدد في السوق وكانت‬
‫تحتسب قيمتها بطريقتها الخاصة مما فتح الباب أمام التالعب بتحديد األرباح والخسائر الفورية وتبريرها؛‬
‫بعض المحللين ع از انهيار شركة ‪ Enron‬إلى نظام تقييم االستثمارات حسب سعر السوق حيث أن هناك‬
‫مجاال واسعا الحتساب سعر السوق خصوصا في مجال األدوات المشتقة غير المدرجة في األسواق‬
‫النظامية والتي كانت تشكل جزءا مهما من عمليات التداول لدى الشركة ‪.‬ومن النادر أن تلقى شركة بهذا‬
‫الحجم الكبير والشهرة نهايتها على هذا النحو من السرعة‪ .‬لقد كانت أكبر حالة إفالس في امريكا ‪ ،‬وفقد‬

‫‪1‬رشا حمادة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.02-02‬‬

‫‪4‬‬
‫الكثير من العاملين البالغ عددهم عشرين ألفا التاريخ األمريكي‪ .‬وفقد اآلالف من العاملين وظائفهم على‬
‫الفور تقريبا مدخرات المعاش التقاعدي الخاصة بهم‪ ،‬بعد أن كانت الشركة قد شجعتهم على شراء أسهم‬
‫‪Enron‬بسندات المعاش التقاعدي ‪.‬كما فقدت صناديق المعاشات في أنحاء البالد مليارات الدوالرات من‬
‫جراء عملية االستثمار ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أسباب انهيار شركة إنرون ‪.‬‬

‫تتمثل أهم األسباب التي أدت إلى انبار شركة إنرون فيما يلي‪:1‬‬

‫‪ ‬المصداقية ‪ :‬يرى المدير التنفيذي لمركز‪Markkula‬األخالقيات المهنيةأن عدم مصداقية اإلدارة‬


‫حول وضعية الشركة من أهم أسباب فشلها ‪ ،‬حيث أن المسؤولين التنفيذيين لشركة إنرون يرون أنها‬
‫يجب أن تكون األفضل‪ .‬وأنه يجب عليم حماية سمعتهم كأكثر المدراء التنفيذيين نجاحا في الواليات‬
‫المتحدة‬
‫‪ ‬انرون وسمعة أرثورأندرسن ‪ :‬الذين يقع على عاتقهم الجزء األكبر من المسؤولية فيما يتعلق‬
‫‪2‬‬
‫بانهيار الشركة ويمكن إثبات‪ .‬ذلك من خالل الحقائق التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تقاضى مكتب المراجعة العالمي الكبير أرثر أندرسون والذي كان أحد المكاتب الخمس الكبرى‬
‫أنذاك مبلغ ‪ 01‬مليون دوالر كاتمات القيامة بمراجعة حسابات شركة انرون عن سنة ‪ 0333‬في‬
‫حين أنه تقاضى مبلغ ‪ 01‬مليون دوالر لقيامه باألعمال االستشارية لنفس الشركة في نفس السنة‪،‬‬
‫وهو األمر يعد دليال آخر على أن استقاللية المراجع وحياده يصبح مهددا إذا جمع بين هاتين‬
‫المهيمنين‪ ،‬هذا باإلضافة إلى قيامه بمهمة المراجعة الداخلية لها الداخلية لنفس الشركة وهو األمر‬
‫الذي ساهم في حدوث تلك الفضائح المالية‬
‫‪ ‬كانت شركة أرثر أندرسون تتقاسم مع شركة إنرون مكانها وتمزيق األوراق المجاني‪ ،‬حيث قامت‬
‫بتمزيق مئات األرطال من وثائق شركة إنرون مقابل ‪ 10‬مليون دوالر سنويا ‪.‬‬
‫‪ ‬مراجعي مكتب ارتز أندرسون لم يكونوا قادرين على فهم القوائم المالية لمثل ذلك النوع المعقد من‬
‫الشركات‪ ،‬كما أن هؤالء العاملون مع شركة إنرون منذ أن كانت مجرد منتج وموزع للغاز‬
‫واستمروا في مراجعتها حتى بعد أن أصبحت التاجر الرئيسي المستندات المالية‪ ،‬بحيث لم تمدها‬
‫بمراجعين آخرين من ذوي الخبرة‪.‬‬

‫‪1‬أنيسة سدرة ومحمد بن قطاف انهيار شركة إنرون سنة ‪ 0220‬من منظور مبادئ حوكمة الشركات مجلة أبحاث ودراسات‬
‫التنمية‪ ، )0202( ،‬ص‪. 02‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Jean François, d. r.,& autres, e. (2004). Normes IFRS et PME. France:Dunod.‬‬

‫‪5‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬فضائح شركة وولد كوم‬

‫الفرع األول‪ :‬تقديم الشركة‬

‫تعد شركة وورك كوم ثاني أكبر شركة لالتصاالت في الواليات األمريكية‪ ،‬لها أكثر من ‪03‬مليون‬
‫عميل وبلغ عدد موظفيها ألف وتشمل عملياتها ‪ 51‬دولة‪ ،‬ورغم قيمة هذه الشركة في أمريكا إال أنها لم‬
‫تتخلص من متاعب الفساد المالي‪ ،‬إذ عرفت هذه الشركة العديد من التالعبات المالية أنت إلى انهيار‬
‫أسهمها من ‪ 15‬دوالر سنة ‪ 5888‬إلى ‪ 8‬سنتات سنة ‪ ،0330‬وهذا بعد أن قامت الشركة بالكشف لها‬
‫سجلت بشكل غير سليم لـ ‪091‬مليار دوالر في صورة نفقات على النحو التالي‪:1‬‬

‫‪. 119‬مليون في تحصل األول من سنة ‪. 0335‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ 153 ‬ماليين في الفصل الثاني لسنة ‪.0335‬‬
‫‪150.‬مليون في الفصل الثالث من سنة ‪.0335‬‬ ‫‪‬‬
‫‪805 ‬مليون في الفصل الرابع من سنة ‪.0335‬‬
‫‪181 ‬مليون في الفصل األول من سنة ‪.0330‬‬

‫وأعلنت الشركة أن هذه التحويالت غير قانونية ستخفض األرباح بقيمة ‪ 1008‬مليار دوالر علم ‪0335‬و‬
‫‪ 5019‬مليار دوالر خالل الربع األول من عام ‪0330‬األمر الذي أدى إلى فقدان تنها في السوق فحدث‬
‫الكارثة‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة‪ ،‬أن الشركة منذ سنة ‪ 5888‬حتى شهر مايو ‪ ،0330‬قد أبدعت في استخدام حبل‬
‫محاسبية اإلخفاء مركزهاالمالي‪ ،‬وقدمت صورة مغرية مبالغ فيها عن أرباحها‪ ،‬بهدف رفع سعر السهم ‪،‬‬
‫مما أدي إلى تحقيق ثراء المدير التنفيذي الذي كان قد اشتري حصة من أهم الشركة بأسعار منخفضة‪،‬‬
‫وبعد التحقيقات تأكد أن الشركة قد ضخمت أصولها بما قيمته ‪ 58‬بليون دوالر‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬فضيحة الشركة‬

‫تعد شركة وورلد كوم ثاني أكبر شركة لالتصاالت في الواليات األمريكية‪ ،‬لها أكثر من ‪ 03‬مليون عميل‬
‫وبلغ عدد موظفيها ‪60‬ألف وتشمل عملياتها ‪ 11‬دولة‪ ،‬ورغم قيمة هذه الشركة في أمريكا إال أنها لم‬

‫‪1‬خميلي فريد وجباري شوقي ‪،‬دور المراجعة الخارجية غي إرساء دعائم حوكمة الشركات دراسة الفضائح المالية للشركات‪،‬‬
‫الملتقى ‪ 02‬الوطني الثامن حول مهنة التدقيق في الجزائر الواقع واآلفاق في ضوء المستجدات العالمية المعاصر‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪2‬الباز فوزي الباز‪،‬مخاطر المحاسبة االبداعية على تقرير الفاحص الضريبي في ظل التشريع الضريبي لسنة ‪"، 0331‬‬
‫المؤتمر الضريبي السابع عشر حول تقييم وتقويم النظام الضريبي المصري‪ ،‬مصر‪.‬ص ‪.50‬‬

‫‪6‬‬
‫تتخلص من متاعب الفساد المالي‪ ،‬إذ عرفت هذه الشركة العديد من التالعبات المالية أدت إلى انهيار‬
‫أسهمها من ‪ 15‬دوالر سنة ‪ 5888‬إلى ‪ 8‬سنتات سنة ‪، 0330‬وهذا بعد أن قامت الشركة بالكشف أنها‬
‫سجلت بشكل غير سليم لـ ‪ 91.0‬مليار دوالر في صورة نفقات على النحو التالي ‪: 661‬مليون في‬
‫الفصل األول من سنة ‪0335‬؛ ‪ 610‬ماليين في الفصل الثاني لسنة ‪0335‬؛ ‪ 743‬مليون في‬
‫الفصل الثالث من سنة ‪0335‬؛ ‪ 931‬مليون في الفصل الرابع من سنة ‪0335‬؛ ‪ 797‬مليون في‬
‫الفصل األول من سنة ‪. 0330‬وأعلنت الشركة أن هذه التحويالت غير قانونية ستخفض األرباح بقيمة‬
‫‪ 008.1‬مليار دوالر عام‪،0335‬و ‪ 019.5‬مليار دوالر خالل الربع األول من عام ‪. 0330‬األمر الذي‬
‫أدى إلى فقدان ثقتها في السوق فحدث الكارثة ‪.‬وتجدر اإلشارة‪ ،‬أن الشركة منذ سنة ‪ 5888‬حتى شهر‬
‫مايو ‪ ، 0330‬قد أبدعت في استخدام حيل محاسبية إلخفاء مركزها المالي‪ ،‬وقدمت صورة مغرية مبالغ‬
‫فيها عن أرباحها‪ ،‬بهدف رفع سعر السهم ‪ ،‬مما أدي إلى تحقيق ثراء للمدير التنفيذي الذي كان قد اشتري‬
‫حصة من أسهم الشركة بأسعار منخفضة‪ ،‬وبعد التحقيقات تأكد أن الشركة قد ضخمت أصولها بما قيمته‬
‫‪ 55‬بليون ‪25‬دوالر‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تاثير فضيحتي انرون وورلدكوم على المحاسبة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تداعيات االنهيار المالي على مهنة المحاسبة والتدقيق‪.:‬‬

‫تاثير االنهيار المالي على مهنة التدقيق ‪:‬خاصة إن الدور الذي تقوم به مهنة المحاسبة والتدقيق‬
‫في تعزيز وتنمية االقتصاد هو دور مهم جدا ففي ظل التحديات والتغيرات االقتصادية العديدة التي‬
‫أظهرت على الساحة االقتصادية المحلية واإلقليمية والدولية‪ ،‬حيث إن مهنة المحاسبة والمراجعة تعد من‬
‫المهن التي تعتبر أداة رقابية فعالة في حماية ‪P‬وال شك أن الثقة في البيانات والتقارير المالية أمر ضروري‬
‫للمجتمع وكل فئاته ‪ ،‬االستثمارات من االنهيار ‪ P‬من مستثمرين ومقرضين وجهات تمويليه‪ ..‬وغيرهم‪،‬‬
‫وحتى يمكن لمهنة المحاسبة ان تؤدي واجبها على أكمل وجه يتعين على المحاسب القانوني ان يضع في‬
‫اعتباره بعض األمور التي من شأنها أن تجعلً عندما يعرضه على الجهات السابق ذكرها‪ ،‬من هذه‬
‫‪1‬‬
‫األمور على سبيل المثال‪ ،‬ومناسبا تقريره مفيدا ‪.‬‬

‫‪ -5‬التزام المحاسب القانوني باخالقيات وآداب وسلوك المهنة ‪.‬‬


‫‪ -0‬االلتزام بمعايير المحاسبة والتدقيق والنظم والقواعد المهنية التي تضمن قوائم مالية موثوقة‪.‬‬

‫‪1‬رشا حمادة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.02-02‬‬

‫‪7‬‬
‫ويقوم مجلس معايير المحاسبة األمريكي بإعادة النظر في المعايير المحاسبية لمعالجة هذا األمر وليس‬
‫هذا فحسب فلقد تم تعديل بعض المعايير المحاسبية األمريكية مؤخ ار ‪،‬بما يلي‪:‬‬

‫‪- 5‬ال يسمح بإخفاء الموجودات غير الملموسة (قبل الشهرة) على سنوات معينة بل تبقى كلفتها في‬
‫الميزانية مع أخذ أي تدني في قيمتها في بيان الدخل وهذا التعديل يلقي انتقادات في دول أوروبا الغربية‬
‫ألنه ال يعكس الحقيقة االقتصادية للشركة‬

‫‪ -0‬القيام بدعوة واضعي المعايير المحاسبية األمريكية لالستجابة لحاجات المستثمرين واألطراف‬
‫األخرى المعنية‪ ،‬ومن حيث إعداد بيانات مالية ذات مستوى عال من الشفافية‪ ،‬مما يسهل تحقيق‬
‫أهداف البيانات المالية‪ ،‬وهي اتخاذ معلومات مفيدة التخاذ ق اررات حول حقائق اقتصادية‪ ،‬بيانات‬
‫مالية وفق أفضل األعراف المحاسبية وليس وفق الحد األدنى من هذه األعراف‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تأثير فضيحتي انرون و وورلدكوم على المراجعة‬

‫إذ كما رئينا فإن القصة بدأت منذ أن قام مجلس إدارة شركة إنرون للطاقة بتوكيل مهمة مراجعة الحسابات‬
‫إلى مكتب أرثر اندرسون للمراجعة‪ ،‬ولكن مكتب ارثر اندرسون لم يبذل العناية الواجبة لفحص ومراجعة‬
‫القوائم المالية والحسابات الختامية‪ ،‬و إنما إهتم فقط باألتعاب وتحقيق ما يصبوا إليه مجلس اإلدارة من‬
‫‪1‬‬
‫أهداف في تضليل مستخدمي القوائم المالية‪ ،‬والحفاظ على مكاسبهم الشخصية‪.‬‬

‫كما أن مجلس اإلدارة أخفى معلومات في غاية األهمية كان من الممكن أن تؤدي معرفتها إلى اتخاذ‬
‫بعض اإلجراءات المناسبة‪ ،‬حيث قامت إدارة الشركة بتضخيم األرباح إلى نحو مليار دوالر في العام الذي‬
‫سبق انهيار الشركة علما أنه من أساليب المحاسبة اإلبداعية هي التالعب في األرباح و إدراج أرباح‬
‫وهمية‪.‬كما أن الرقابة الداخلية في الشركة فشلت من الناحيتين األخالقية والمالية نتيجة للخداع المستمر‪،‬‬
‫إضافة إلى أن مكتب ارثر اندرسون الذي كان مكلفا بمراجعة حسابات الشركة كان يقوم بالمراجعة الداخلية‬
‫أيضا إضافة لكونه يقدم خدمات استشارية هائلة وهو ما يؤدي إلى تعارض المصالح‪ ،‬إذ اعتبرت حادثة‬
‫إنرون تذكي ار مهما لطبيعة العالقة المهمة بين المراجعة الداخلية مع لجنة المراجعة‪ ،‬وفشل ديناميكية تلك‬
‫العالقة‪ ،‬وبالتالي عدم القدرة على اكتشاف األخطاء والتدليس واالختالسات التي تمت والتالعب الذي تم‬
‫في الدفاتر المحاسبية‪ ،‬حيث يحتاج المراجعون الداخليين كما هو الحال للمراجعين الخارجيين لرفع‬
‫تقاريرهم إلى لجنة المراجعة‪ ،‬بكل ما يواجههم مباشرة بدال من الرفع لإلدارة أي هناك عدم استقاللية إلدارة‬
‫المراجعة الداخلية ‪ ،‬كما أيضا تم تغليب الروابط الشخصية لبعض أعضاء لجان المراجعة والتي تعكس‬

‫‪1‬رشا حمادة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬

‫‪8‬‬
‫الدوافع نحو االستحواذ على األموال والبدالت بدون وجه حق‪ ،‬فعلى سبيل المثال كان أعضاء اللجنة‬
‫‪1‬‬
‫يتقاضون مبالغ طائلة نقدا وفي شكل اسهم وهو ما اثر في استقاللية وحياد لجنة المراجعة‪.‬‬

‫إن مشكلة التعارض في المصالح بين المساهمين واإلدارة سمحت بخصوصية مزدهرة للجهة التي تتحكم‬
‫في المعلومات وهي اإلدارة لالنفراد بالمعلومات الصحيحة دون بقية الجهات األخرى‪ ،‬مما شجع اإلدارة‬
‫وأعضاء لجنة المراجعة على إرضاء األخر من اجل بقاء المصالح الشخصية التي تأتي من البقاء في‬
‫مواقعهم‪.‬‬

‫كما أن التعارض في المصالح وتأثيرها على المبادئ األخالقية الناتج عن الطبيعة البشرية‪ ،‬أن هناك ميال‬
‫واضحا لدى نفس البشرية ال يقهر بشكر من أسدى أو قدم لها معروفا‪ ،‬ومن غير المألوف أن مجلس‬
‫اإلدارة امضي خمس عشرة دقيقة لمراجعة بعض الصفقات المشكوك فيها التي أدت إلى اندفاع األرباح‬
‫ووصولها إلى مبالغ خيالية‪ ،‬كما أن مكتب المراجعة العالمي ارثر اندرسون الذي كان احد المكاتب‬
‫الخمسة الكبرى في العالم آنذاك تقاضى مبلغ ‪ 01‬مليون دوالر أتعابا لقيامه بمراجعة حسابات شركة إنرون‬
‫سنة ‪، 0333‬في حين أنه تقاضى ‪ 01‬مليون دوالر باألعمال االستشارية للشركة في العام نفسه‪ ،‬وهو‬
‫األمر الذي يعد دليال أخر على أن التأثير على استقالل المراجع وحياده إذا جمع بين هاتين المهمتين من‬
‫خالل التأثير على مراجع الحسابات من خالل منح أتعاب مرتفعة الستشارات المتعددة‪.‬‬

‫لهذا قررت بقية المكاتب الخمسة الكبرى بعد هذه الحادثة التوقف عن الجمع بين هاتين الخدمتين للعميل‬
‫نفسه‪ ،‬وهو األمر الذي تم إق ارره في العديد من القوانين أبرزها قانون ساربنز اوكسلي سنة ‪0330‬‬
‫‪،‬والغريب أيضا أن مكتب ار ثر اندرسون كان يقوم باإلضافة إلى المهنتين السابقتين بمهمة المراجعة‬
‫الداخلية لشركة إنرون‪ ،‬وهو األمر الذي ساهم بشكل كبير في حدوث تلك الفضائح المالية‪ ،‬ولذلك فشل‬
‫مكتب ارثر اندرسون في أن يدلي برأي صادق وعادل بسبب الضعف في المعايير األخالقية المهنية وهو‬
‫ما أدى إلى انهيارها وخروجها من ميدان المنافسة‪.2‬‬

‫ومن األمور األخرى التي أظهرها البحث في قضية إنرون أن البعض ممن كان يعمل فيها سواء في‬
‫اإلدارة أو أعضاء مجلس اإلدارة بمن فيهم ثالثة من أعضاء لجنة المراجعة قد باعو ‪ 0.51‬مليون وال‬
‫تشمل الرواتب والمكافآت الهائلة وبقية الدفعات النقدية التي دفعت لهم أثناء فترة قيادتهم الشركة‪ ،‬في‬

‫‪1‬أحمد شرف عبد الحميد‪" ،‬خصائص الشركات واستخدام التقارير المالية في إدارة الربحية"‪ ،‬المجلة المصرية للدراسات‬
‫التجارية‪ ،‬جامعة المنصورة‪ ،‬العدد ‪، 00‬مصر‪.0358‬ص‪.00‬‬
‫‪2‬رمو وحيد محمود‪ ،‬اإلطار المفاهمي للمحاسبة اإلبداعية في ظل قواعد وأخالقيات مهنة المحاسبة والمعايير المحاسبية‬
‫والتدقيقية الدولية"‪ ،‬مجلة تنمية الرافدين‪ ،‬المجموعة ‪، 03‬العدد ‪، 90‬العراق‪.‬ص ص ‪.530-535‬‬

‫‪9‬‬
‫الوقت نفسه الذي كانت الشركة تساق نحو حتفها قبيل إصدار القوائم المالية المباشرة والتي أظهرت‬
‫الحقيقة المرة لمساهمي الشركة‪ ،‬ومن العجيب أن رئيس مجلس اإلدارة إنرون أعلن قبيل أسابيع قليلة من‬
‫انهيارها أن وضع الشركة قوي حيث قال " أنا على ثقة في مستقبل الشركة الباهر ونموها المؤكد‪".‬‬

‫وهذا يبين تعمد إدارة إنرون إخفاء خسائر الشركة والتزاماتها ومحاولتهم إعطاء صورة خادعة عن حقيقة‬
‫نتائجها ووضعها المالي‪ ،‬ومن الدروس المهمة التي أظهرت انهيار إنرون وغيرها من الشركات أن‬
‫مراجعي الحسابات ينبغي لهم أن يسالوا سؤاال حول تحديد كال من طريقة تحقق اإليراد ودرجة الخطورة‪،‬‬
‫إن مراجعي مكتب ارثر اندرسون لم يكونوا قادرين على فهم القوائم المالية لمثل ذلك النوع من الشركات‪،‬‬
‫كما أن هؤالء المراجعين تعاملوا مع شركة إنرون منذ إن كانت مجرد منتج و موزع للغاز في مراجعتها‬
‫حتى بعد أن أصبحت التاجر الرئيسي للسندات المالية والمسئولة عن المضاربات الجديدة في السوق‪ .‬كما‬
‫أن مكتب ارثر اندرسون نفسه لم يقم بتغيير هؤالء المراجعين رغم التطورات التي حصلت في شركة إنرون‬
‫أو على األقل مدهم بمراجعين آخرين من ذوي الخبرة‪ ،‬ومن الدروس المستفادة أيضا أن مكتب ارثر‬
‫اندرسون وبقية فريق العمل لم يكونوا مدربين على نظرة الشك المهنية التي كان عليهم تبنيها ولذلك كانوا‬
‫يقبلون بكل سهولة تقديرات وتوجهات اإلدارة في القضايا والصفقات المالية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬خطر المحاسبة اإلبداعية على المراجعة ‪.‬‬

‫شكلت ممارسات المحاسبة اإلبداعية خط ار على مهنة المراجعة وأصبحت مادة دسمة لمختلف البحوث‬
‫والملتقيات نتيجة الصدمة التي حدثت بعد الفضائح المالية الكبرى المتكررة ‪.‬وفقا لمقتضيات المعايير‬
‫المهنية‪ ،‬وفي ظل مدخل المراجعة على أساس المخاطر أصبح المراجع مسئوال عن خطر ممارسات‬
‫المحاسبة اإلبداعية في القوائم المالية‪ ،‬مما يتطلب أداء إجراءات المراجعة الكافية للوصول إلى تأكيد‬
‫معقول من خلو القوائم المالية من التحريفات الجوهرية عن ممارسات المحاسبة اإلبداعية‪.1‬‬

‫‪1 -‬مفهوم خطر ممارسات المحاسبة اإلبداعية في المراجعة‪:‬‬

‫يشير خطر ممارسات المحاسبة اإلبداعية إلى احتمال تعرض المراجع لخسائر أو أضرار مادية‪ ،‬فضال‬
‫عن تعرضه لفقدان سمعته المهنية نتيجة للدعاوي القضائية المرفوعة ضد المراجع نتيجة رأيه غير‬
‫الصائب عن القوائم المالية التي يواجهها من قبل عمالء المكتب أو من قبل الغير أو العقوبات أو‬
‫الجزاءات التأديبية التي قد تفرضها الهيئات والمنظمات المهنية ضد المراجع‪ ،‬نتيجة لفشله في مواجهة‬

‫‪1‬حمد حامد حجاج‪ ،‬كمال الدين سعيد " المراجعة بين النظرية والتطبيق"‪ ،‬دار المريخ للنشر‪ ،‬المملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،0358.‬ص ‪.08‬‬

‫‪10‬‬
‫خطر ممارسات المحاسبة اإلبداعية في القوائم المالية‪ ،‬أو عندما يصدر تقرير غير متحفظ عن القوائم‬
‫المالية للعميل دون علمه بأن بها تحريفا هاما‪.‬‬

‫هذا متفق مع تعريف خطر المراجعة الذي أورده المجمع األمريكي للمحاسبين القانونين ‪AICPA‬‬
‫بأنه " أن يستنتج المراجع أن القوائم المالية عادلة‪ ،‬ويصدر حكما غير مفيد بذلك وفي الحقيقة أن تلك‬
‫القوائم محرفة جوهريا"‪.‬‬

‫فاآلن أصبح ينظر إلى مفهوم المراجعة على أنها نشاط لتقليل المخاطر‪ ،‬فالمراجعة عملية لتقليل‬
‫المخاطر في المعلومات إلى مستوى مقبول اجتماعيا وتقديمها إلى مستخدمي القوائم المالية‪ ،‬حيث يقع‬
‫النشاط االقتصادي في ظروف متعددة من المخاطر‪ ،‬وأن المراجعين يؤدون مهاما كثيرة غرضها األساسي‬
‫هو تقليل المخاطر في إعطاء رأي غير صحيح عن القوائم المالية‪.‬‬

‫لذا كان تركيز اهتمام المراجعة بخطر ممارسات المحاسبة اإلبداعية يرجع إلى أن هذه المخاطر‬
‫تمثل خسائر أو أضرار تعود على القيام بعملية مراجعة فاشلة‪ ،‬وليس نتيجة لعدم التزام بمعايير المهنية وا ٕ‬
‫نما نتيجة لعوامل تتعلق بالقيام بعملية المراجعة أو االرتباط بالعميل‪ ،‬وأيضا تتمثل في تلك اآلثار في‬
‫احتمال وقوع خسائر مالية تصيب المؤسسة وحدوث خسائر في صفقات مالية مستقبلية للمؤسسة‬
‫والمستخدمين وبالتالي خسائر في إيراداتها‪.‬‬

‫وعليه فإن خطر ممارسات المحاسبة اإلبداعية يحدث من قبل المراجع وما يجب أن يؤديه من اجل‬
‫ضبط ذلك الخطر والذي يتمثل في الجهد الذي يبذله ابتداء من فحص البند المحاسبي حتى التقرير عن‬
‫نتيجة فحصه‪ ،‬اعتمادا على مدى خبرة وتأهيل المراجع وطريقته في التفكير المنطقي السليم ‪.‬في األخير‬
‫يمكن أن نقول عن مفهوم الخطر لممارسات المحاسبة اإلبداعية أنه " تلك المخاطر التي يتعرض لها‬
‫المراجع نتيجة للعالقة مع العميل حتى ولو كان التقرير المراجعة صحيحا‪ ،‬فضال عن خاطر التي ستجعل‬
‫‪1‬‬
‫المؤسسة محل المراجعة تفشل في تحقيق أهدافها"‪.‬‬

‫‪2 -‬مثلث خطر ممارسات المحاسبة اإلبداعية في المراجعة ‪:‬‬

‫إن ارتكاب ممارسات المحاسبة اإلبداعية مرهون بثالثة محددات وهي الحافز أو الدافع‪ ،‬والفرصة‪،‬‬
‫وتبرير الممارسات ويتم تصنيف عوامل خطر ممارسات المحاسبة اإلبداعية على أساس هذه المحددات‪،‬‬
‫ولقد أكد المعيار رقم ‪ SAS 88‬على االهتمام المهني بمثلث ممارسات المحاسبة اإلبداعية والتأكيد على‬

‫‪1‬رشا حمادة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬

‫‪11‬‬
‫دور اإلصدارات المهنية في إرشاد المراجع في مواجهة خطر ممارسات المحاسبة اإلبداعية‪ ،‬ولقد أكد‬
‫أيضا على سلوكيات ممارسي المحاسبة اإلبداعية باعتبار مرتكبها بش ار سواء كانت اإلدارة أو موظفي‬
‫المؤسسة‪ ،‬وبالتالي لكي يوجد ممارسة محاسبية إبداعية تتم عن خطر يجب توافر شروط أو محددات وهي‬
‫أن يكون لدى مرتكبه الدافع للقيام بهذا العمل وتكون فرصة لتحويل هذا الدافع إلى واقع من خالل ضعف‬
‫هيكل الرقابة الداخلية وأن يكون لديه القدرة على تبرير ارتكاب هذه الممارسات‪.‬‬

‫‪3 -‬العناصر الرئيسية لخطر ممارسات المحاسبة اإلبداعية وانعكاساتها على جودة المراجعة‪:‬‬

‫تتمثل العناصر الرئيسية لخطر ممارسات المحاسبة اإلبداعية في‪:‬‬

‫خطر التقاضي‪ :‬من أهم العوامل التي تؤثر على مهنة المراجعة ومن ثم المعلومات المحاسبية وجودتها‬
‫خطر التقاضي‪ ،‬حيث يتم مقاضاة المراجع عندما يدعى العميل أن عملية المراجعة قد فشلت‪ ،‬أي فشل‬
‫المراجع في اكتشاف ممارسات المحاسبة اإلبداعية في القوائم المالية أو نجح في اكتشافها ولكنه فشل في‬
‫التقرير عنها‪.‬‬

‫* خطر الجزاءات‪ :‬وهي الجزاءات المفروضة من قبل هيئات تنظيمية أو هيئات المهنية من مكونات‬
‫خطر ممارسات المحاسبة اإلبداعية‪ ،‬وهي التي تسبب أضرار على المراجع سواء تحميله تكاليف إضافية‬
‫نتيجة القيام بمراجعة إضافية‪ ،‬أي تلك الجزاءات والعقوبات التي يتعرض لها المراجع ألسباب مرتبطة‬
‫بممارسة المهنية الناتجة عن ارتباطه مع العميل و تؤثر على أتعاب التي قد يحصل عليها المراجع كما‬
‫تؤثر على سلوكه وعلى سمعته المهنية‪.‬‬

‫* اإلضرار بسمعة المراجع المهنية ‪:‬تعتبر اإلضرار التي تلحق بسمعة المراجع كعنصر من خطر‬
‫ممارسات المحاسبة اإلبداعية نتيجة للتقاضي والعقوبات الجزائية التي تتم بحقه حيث يعتبر سمعة المراجع‬
‫احد محددات جودة أدائه المهني‪.1‬‬

‫‪1‬فرج سهي السيد حسن‪ ،‬خطر ممارسات المحاسبة اإلبداعية ٕ اخفاقات المراجعة في مواجهته"‪ ،‬مجلة البحوث المالية‬
‫والتجارية‪ ،‬جامعة بور سعيد‪ ،‬العدد ‪، 0‬مصر‪.0338‬ص ‪.00‬‬

‫‪12‬‬
‫خاتمة‬

‫تعتبر المحاسبة اإلبداعية مجموعة األساليب التي تستعمل للتالعب بالمعلومات الموجودة على‬
‫مستوى القوائم المالية باختالفها سواء الميزانية حسابات النتائج قائمة التدفقات النقدية وقائمة تغيرات‬
‫األموال الخاصة وبالتالي تكون غير صادقة وغير موثوقة و هي تعتبر عملية قانونية ألنه من خاللها يتم‬
‫استغالل الثغرات الموجودة على مستوى المبادئ ‪ ،‬المعايير والقواعد المحاسبية المتعارف عليها‪ .‬وذلك‬
‫لعدة أسباب أو دوافع أهمها التهرب الضريبي الحصول على قروض أو تحسين صورة المؤسسة أمام‬
‫المساهمين وغيرها‪.‬‬

‫إال أن هناك اختالف في وجهات النظر بين المختصين حولها فمنهم من يراها من جانب إيجابي‬
‫وأنها تخدم مصلحة المؤسسة ومنها من يراها تالعبا والبد من محاربتها و يمكن محاربة هذه الظاهرة بعدة‬
‫إجراءات أهمها تفعيل دور لجان المراجعة والتدقيق على مستوى المؤسسات كما يمكن أن تؤدي إلى فشل‬
‫الشركات وانهيارها كما هو الحال في شركة انرون األمريكية والتي أحدثت فضيحة على مستوى بورصة‬
‫وول ستريت وذلك باستخدامها ألساليب المحاسبة اإلبداعية للتالعب بقوائمها المالية إلخفاء خسائرها‬
‫المتتالية وذلك من خالل أسلوبي وضع عالمة في السوق والكيانات ذات اإلغراض الخاصة وهذا ما أدى‬
‫إلى زيادة قيمة أسهمها وازدهارها إلى إن تم اكتشافها مما جعلها تبار وتخرج نهائيا من السوق‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫قائمة المراجع ‪:‬‬

‫‪-‬الباز فوزي الباز‪،‬مخاطر المحاسبة االبداعية على تقرير الفاحص الضريبي في ظل التشريع الضريبي‬
‫‪ 85‬لسنة ‪ "، 0331‬المؤتمر الضريبي السابع عشر حول تقييم وتقويم النظام الضريبي المصري‪ ،‬مصر ‪.‬‬

‫‪-‬أحمد شرف عبد الحميد‪" ،‬خصائص الشركات واستخدام التقارير المالية في إدارة الربحية"‪ ،‬المجلة‬
‫المصرية للدراسات التجارية‪ ،‬جامعة المنصورة‪ ،‬العدد ‪، 00‬مصر‪.‬‬

‫‪ -‬رمو وحيد محمود‪ ،‬اإلطار المفاهمي للمحاسبة اإلبداعية في ظل قواعد وأخالقيات مهنة المحاسبة‬
‫والمعايير المحاسبية والتدقيقية الدولية"‪ ،‬مجلة تنمية الرافدين‪ ،‬المجموعة ‪، 03‬العدد ‪، 90‬العراق‪.‬‬

‫‪ -‬رزق عادل‪ ،‬المحاسبة االبداعية بين النظرية والتطبيق ومدى امكانية تطبيقها في المصارف"‪ ،‬مجلة‬
‫الدراسات المالية والمصرفية‪ ،‬المجموعة ‪، 58‬العدد ‪، 0‬السعودية‪.‬‬

‫‪ -‬حمد حامد حجاج‪ ،‬كمال الدين سعيد " المراجعة بين النظرية والتطبيق"‪ ،‬دار المريخ للنشر‪ ،‬المملكة‬
‫العربية السعودية‪.‬‬

‫‪ -‬فرج سهي السيد حسن‪ ،‬خطر ممارسات المحاسبة اإلبداعيةوا ٕ خفاقات المراجعة في مواجهته"‪ ،‬مجلة‬
‫البحوث المالية والتجارية‪ ،‬جامعة بور سعيد‪ ،‬العدد ‪، 0‬مصر‪.0338‬‬

‫‪-‬ازهار عبد صبار الغانمي تطبيقات المعايير المحاسبية الدولية والمحاسبة العدلية وأثرهما على اإلفصاح‬
‫المحاسبي (اإلبداع المحاسبي) مجلة كلية اإلدارة واالقتصاد للدراسات االقتصادية و اإلدارية والمالية‪،‬‬
‫‪.0358‬‬

‫صالح الممتاز إحسان (أخالقيات مهنة المراجعة والمتعاملين معها ‪ :‬انهيار شركة إنرون والدروس‬ ‫‪-‬‬
‫المستفادة مجلة جامعة الملك عبد العزيز االقتصاد واإلدارة‪.0331‬‬

‫‪-‬الزين يونس‪ ،‬و عند الحميد حسياني خطر المحاسبة اإلبداعية على المراجعة ‪ -‬حالة فضيحة شركة‬
‫إنرون مجلة العلوم اإلنسانية ‪.0351 ،‬‬

‫‪14‬‬

You might also like