Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫ميكانيزمات الدفاع‬
‫ميكانيزمات الدفاع‪:‬‬
‫حيل الدفاع أو الحيل العقلية أو ( الميكانيزمات) ديناميات نفسية‬
‫يستخدمها اإلنسان كوسيلة دفاعية لتجنب األلم والتحرر من الصراعات‬
‫النفسية الداخلية والخارجية‪ ،‬فلها غرض وقائي وآخر دفاعي‪،‬‬
‫واستخدامها ضروري من أجل تحقيق الثبات االنفعالي‪ .‬وتعرف الحيل‬
‫بأنها‪ :‬عمليات سيكولوجية دفاعية تحدث تلقائيا ً الشعوريا ً كوسائل‬
‫لمحاولة حل الصراع االنفعالي‪ ،‬وتهدف إلى التحرر من التوتر والقلق‬
‫والصراع االنفعالي‪ ،‬وبذلك يمكن تجنب إدراك االنفعاالت المؤلمة‪.‬‬
‫(‪ )1‬الكبت‪:‬‬
‫• الكبت اصطالح في التحليل النفسي بشير إلى عملية دفاعية ال شعورية‬
‫يقوم بها الجانب الالشعوري من األنا‪ .‬ويهدف الكبت إلى استبعاد تلك‬
‫النزعة الغريزية التي يؤدي إشباعها إلى الشعور باإلثم بدالا من‬
‫الشعور باللذة‪ .‬وسبب هذا الشعور باإلثم ما يمكن أن يؤدي إليه تحقيق‬
‫هذه الرغبة من أخطار مثل فقدان الحب أو التعرض للعقاب وخير‬
‫مثال لذلك الرغبات األوديبية‪.‬‬
‫• وقد اعتبر فرويد الكبت بمثابة الحيلة الدفاعية الرئيسة التي تلجأ إليها‬
‫األنا الشعوريا ا لمواجهة أنواع الصراع الذي قد يؤدي مكاشفتها بها‬
‫إلى إيذائها‪ ،‬إنها العملية األساسية في الدفاع عن الذات‪.‬‬
‫• مجمل القول أن األنا تلجأ إلى الكبت للتخلص من القلق‪ -‬ومن ثم إعادة‬
‫االتزان واألمان‪ -‬الذي يثيره شعورها بوجود الحوافز والدوافع التي‬
‫يتعارض إشباعها مع المطالب والقيم اإلنسانية االجتماعية‪.‬‬
‫(‪ )2‬النكوص‪:‬‬
‫• النكوص لغة الرجوع واالرتداد‪ .‬ويدل في التحليل النفسي‬
‫على جمع من الظواهر النفسية تتميز بتقهقر النشاط النفسي –‬
‫في بطانته الالشعورية‪ -‬إلىمرحلة سابقة من مراحل النمو‬
‫النفسي الجنسي‪ .‬فعندما ترتطم النزعة الليبيدية بعقبات‬
‫خارجية أو داخلية نفسية تحول بينها وبين الوصول إلى‬
‫بغيتها وهو اإلشباع‪ ،‬ترغم على أن تسلك في نهاية األمر‬
‫سبيل النكوص إلى مرحلة سابقة من مراحل تطورها‪ ،‬وتفر‬
‫لها إشباعا ا بديالا‪ ،‬خاصا ا بالمرحلة المنكوص إليها عوضا ا عما‬
‫أرغمت على التخلي عنه‪.‬‬
‫(‪ )3‬اإلسقاط‪:‬‬
‫• إذا ازداد ضغط الهو أو ضغط األنا العليا على األنا إلى درجة‬
‫يشعر معها المرء بالقلق‪ ،‬فإنه يحاول التخفف من هذا القلق‬
‫بأن ينسب هذا القلق إلى مصدره في العالم الخارجي‪ .‬وإذا به‬
‫ال يقول ” أنا أكرهه“ وإنما يقول ” هو يكرهني“ وال يقول ”‬
‫إن ضميري يضايقني“ ‪ ،‬وإنما يقول ” هو يضايقني“‪.‬‬
‫(‪ )4‬التكوين العكسي‪:‬‬
‫• يشيع بين العامة أمثلة مثل ” تحت السواهي دواهي“ و ” مية‬
‫من تحت تبن“ ‪....‬إلخ وتشير هذه األمثلة إلى تناقض بين‬
‫المظهر والمخبر ويقال كذلك ” اتق غضب الحليم“ ذلك أن‬
‫أكثر الناس حلما ا ووداعة يصبح أكثر الناس غلظة وشراسة‬
‫إذا ما فقد حلمه‪ .‬بعبارة أخرى فإن الحلم هنا أشبه بقناع أو‬
‫ستار يُخفي وراءه عكسه ونقيضه تماما ا ويُخفي أشد أنواع‬
‫العدوان وأعنفه‪.‬‬
‫• إننا نعلم أن الشفقة قد تزن رد فعل لما تنطوي عليه النفس من‬
‫القسوة‪.‬‬
‫(‪ )5‬التسامي‪ /‬اإلعالء‪:‬‬
‫• التسامي اصطالح في التحليل النفسي يشير إلى العملية‬
‫الالشعورية التي تقوم بها األنا للوقاية من المرض النفسي‬
‫الناجم عن الحرمان‪.‬‬
‫• وهكذا تجد الحوافز الشعورية غير المقبولة اجتماعيا ا منفذا ا‬
‫ومخرجا ا لها في أشكال وصور يرضى عنها المجتمع‪ ،‬فقد‬
‫تجد النزعات الجنسية منفذا ا لها في صورة أعمال فنية‪ ،‬أو‬
‫أدبية ‪...‬إلخ‬
‫(‪ )6‬اإلنكار‪:‬‬
‫• اإلنكار هو أحد الميكانيزمات الدفاعية التي يوظفها الفرد‬
‫لنتنصل به أو يغفل من خالله الوعي بالوقائع المؤلمة‬
‫( أفكار‪ ،‬مشاعر‪ ،‬رغبات‪ ،‬حاجات) التي تسبب له القلق‪،‬‬
‫ويستخدم هذا المصطلح‪ -‬بكل معنى الكلمة‪ -‬لإلشارة إلى‬
‫العمليات الالشعورية التي يتجاهل من خاللها الفرد األمور‬
‫التي ال يتمكن من التعامل معها بصورة شعورية‪.‬‬
‫(‪ )7‬التبرير‪:‬‬
‫• التبرير كأسلوب دفاعي من أكثر األساليب التي نستخدمها في‬
‫حياتنا اليومية‪ ،‬وقد قدم هذا المصطلح ”أرنست جونز“‬
‫ويقصد به تلك العملية التي نستطيع عن طريقها أن نجد أسبابا ا‬
‫منطقية لسلوكنا‪ .‬ذلك السلوك الذي غالبا ا ما يكون نتيجة‬
‫لعوامل ودوافع ال شعورية‪ .‬إذ أن الفرد يميل إلى أن يعتقد‬
‫بأن سلوكه يحدث نتيجة لعملية تفكير واعية أدت به إلى‬
‫اختيار يعتقد أنه هو االختيار المناسب‪.‬‬
‫(‪ )8‬التوحد‪:‬‬
‫• التوحد إحدى العمليات الهامة جدا ا في سياق النمو النفسي للفرد‪ .‬وقد‬
‫أشار ”فرويد“ إلى هذه العملية بصفة خاصة وعنى بها ميل الطفل‬
‫الالشعوري إلى تقليد والده من نفس الجنس بعد أن كان يشعر نحوه‬
‫بمشاعر سلبية إبان المرحلة األوديبية‪ .‬فالطفل الذكر يتوحد مع الوالد‬
‫بعد أن كان يشعر نحوه بمشاعر الكراهية الالشعورية لوجوده في حياة‬
‫األم التي يكون متعلقا ا بها ‪ ،‬وكذا يكون شعور البنت نحو أمها حيث‬
‫تتوحد معها بعد أن كانت تشعر نحوها بالغيرة لمنافستها في حب‬
‫الوالد‪.‬‬
‫• إذن فعملية التوحد هي ميل الطفل –الالشعوري‪ -‬لوالده من نفس‬
‫الجنس وإحالل الحب محل الكراهية‪ .‬والتوحد من الناحية السلوكية‬
‫هو أن يفكر ويشعر وكأن خصائص شخص آخر‪ -‬أو جماعة أخرى‪-‬‬
‫هي أفكاره ومشاعره‪.‬‬
‫(‪ )9‬اإلزاحة‪ /‬البدل‪:‬‬
‫• اإلزاحة أو البدل أو التحويل أو النقل مصطلحات تشير إلى‬
‫تلك العملية الالشعورية التي يقوم بها األنا ويتم الفصل‬
‫بواسطتها بين الشحنة الوجدانية وموضوعها األصلي‪،‬‬
‫وتحويل هذه الشحنة إلى موضوع بديل أو فرعي في الغالب‬
‫أعني نقل االستجابة سلوكا ا كان أو مشاعر عاطفية أو‬
‫وجدانية من موضوعها األصلي إلى موضوع بديل‪ .‬وهي‬
‫عملية نفسية واسعة االستخدام في جميع جوانب الحياة النفسية‬
‫مرضية أو سوية‪.‬‬
‫(‪ )10‬التعويض‪:‬‬
‫• وقد توسع ” فرويد“ في تناوله لهذا المصطلح بشكل كبير‬
‫حيث اعتبره أحد ميكانيزمات الدفاع األساسية التي يلجأ إليها‬
‫الفرد ليعوض عن نقص معين لديه أو للتغطية على عيوبه‬
‫الشخصية المصاحبة لهذا النقص‪ ،‬وبالتالي منع تلك العيوب‬
‫من الوصول إلى مستوى الوعي أو الشعور‪.‬‬
‫• وتلخص الحكمة الشعبية القائلة ” كل ذي عاهة جبار“‪.‬‬
‫(‪ )7‬العزل‪:‬‬
‫• حيلة دفاعية ال شعورية تقوم على فصل وعزل الوجدانات‬
‫( الشحنات االنفعالية) عن األفكار المتصلة بها ( التجارب‬
‫الكريهة) فتبقى الفكرة ( الموضوع) بذلك في الشعور معزولة‬
‫عن وجدانها الذي قد يرتبط بموضوع آخر يصبح هو‬
‫الموضوع المؤلم‪ ،‬وإن كانت تربطه بالموضوع األصلي‬
‫صلة ال تخفي على بصيرة المحلل النفسي‪.‬‬
‫(‪ )12‬أحالم اليقظة‪:‬‬
‫• إن أحالم اليقظة أو كما يسميها البعض التخيل أو األوهام هي‬
‫حيلة نلجأ إليها لتحقيق أو إشباع ما ال نستطيع الحصول عليه‬
‫بصورة مباشرة في الواقع‪ .‬فأحالم اليقظة ميكانزم قائم على‬
‫الهروب من الواقع غير المرغوب فيه‪ ،‬والوظيفة الدفاعية له‬
‫هي التخفيف من مشاعر األلم والكدر واالمتهان التي تترتب‬
‫على اإلخفاق أو على الفشل في تحقيق ما يصبو إليه الفرد‪.‬‬
‫أي أنها تستهدف خفض التوتر والقلق الناجم عن حاجات‬
‫ورغبات يعجز الفرد عن تحقيقها في عالم الواقع‪.‬‬

You might also like