Professional Documents
Culture Documents
تراسل الحواس في شعر محمد جربوعة
تراسل الحواس في شعر محمد جربوعة
تراسل الحواس في شعر محمد جربوعة
حاتم أقطي
،) مخبر أبحاث في المغة واألدب الجزائري (الجزائر،جامعة محمد خيضر بسكرة
hatem.agti@univ-biskra.dz
Abstract: :الممخػػص
The research aims to show the usage of ييدف البحث إلى استعراض استعمال األنماط
various pattrens of synaesthesia at
'المتنوعة لمتراسل الحسي في شعر 'محمد جربوعة
'Mohammed Jarboua' poetry, through
focusing on six poetry collections. .بالتركيز عمى ستة دواوين شعرية لو
The researche based on descriptive and
analytical approaches. It found that the .اعتمد البحث المنيجين الوصفي والتحميمي
main synaesthesia pattren used by the وتوصل إلى أن أكثر أنماط التراسل الحسي
poet is visual/auditory synaesthesia
especially the external type, in addition to استخدامات عند الشاعر ىو التراسل البصري
إضافة إلى عدة،السمعي خاصة الخارجي منو
several other synaesthesia pattrens with
different purposes in term of building
image of social reality or riligious event, باختالف أغراض استخدامو بين،أنماط أخرى
or creativity in describing his poetry
purposes. إيصال صورة واقع اجتماعي أو حدث ديني أو
Key wo rds: Synaesthesia, Semantic, .اإلبداع في وصف شعره ومقاصده
Mohammed Jarboua poetry.
شعر، داللة، تراسل حسي:الكممات المفتاحية
.محمد جربوعة
__________________________________________
hatem.agti@univ-biskra.dz : اإليميؿ، حاتم أقطي:المؤلؼ المرسؿ
291
حاتم أقطي
.1مقدمة:
قد نجد فجوة كبيرة يصعب تجاىميا بين ما يقدمو الشاعر الجزائري المعاصر ومتمقيو،
ربما يعود ذلك إلى تعقد القصيدة المعاصرة وبنائيا الفني المركب .فتأتي فكرة ىذا العمل
البحثي لتركز عمى أحد أسس بناء القصيدة الذي قد يعمق الفجوة إذا لم يستوعب القارئ
فنياتو ،بينما قد يعالج عقبات الفيم والتأويل لدى المتمقي بعد وعيو بدوره وتقنياتو.
تركز الدراسة الحالية عمى البحث في استخدام 'تراسل الحواس' في الشعر العربي
المعاصر بالتركيز عمى األعمال الشعرية لـ 'محمد جربوعة' ،عل ذلك يساىم في تقريب
مخالج الشاعر وازدحام مدلوالت القصيدة إلى المتمقي غير المتخصص ،ويفتح آفاقا لمبحث
والتأويل لمقارئ المتخصص.
إن المتأمل في شعر 'محمد جربوعة' يممس إبداعا واسعا مستنبط من تنوع وزخم
مشاعره قا دتو إلى رسم لوحة فنية عميقة المعنى ،متعددة المشاىد ،ذات أصول عربية
إسالمية تتبنى تقمبات المحيط االجتماعي في حاضره ويقظة لمستقبمو ،ىو شعر يسحب
قارئو ويفتح شيية الناقد والدارس والباحث.
ورغم تناول بعض الدراسات ألعمال محمد جربوعة أو لمتراسل الحسي باعتباره أحد
مظاىر الصورة الشعرية نذكر منيا دراسة (العياضي )2020 ،التي تناولت الصورة الحسية
القائمة عمى تراسل الحواس في ديوان "أناشيد العمم واألمل" لناصر معماش .كذلك دراسة
(أقطي ،تراسل الحواس في ديوان صحوة الغيم لـ عبد اهلل العشي )2021 ،التي قامت بتحميل
أنماط تراسل الحواس وتحديد أكثرىا ىيمنة في الديوان .كذلك ىدفت دراسة (زروقي)2021 ،
مركز
ا إلى استعراض تقنية تراسل الحواس في شعر "محمد خمار" من خالل نماذج مختارة
عمى أبعادىا الداللية والجمالية .وأقرب الدراسة إلى دراستنا ىو ما قدمو (زروالي)2020 ،
الذي تتبع البحث في ظاىرة تراسل الحواس في الشعر الجزائري السبعيني .كما توجد دراسات
سابقة ركزت عمى شعر 'محمد جربوعة' منيا دراسة (رىيوي و حاجي )2017 ،بعنوان
حوارية النصوص الغائبة في ديونا "الساعر" لمحمد جربوعة ،والتي حاولت رصد جماليات
التناص والوقوف عمى كيفية استحضار الشاعر لمنصوص الغائبة وطريقة توظيفيا في
النصوص الحاضرة .كما تناولت دراسة (بن حميمة و سعد اهلل )2019 ،بعنوان أشكال
الصورة الشعرية في المديح النبوي المعاصر :قصيدة "قدر حبو" لمحمد جربوعة أنموذجا ،كل
292
تراسل الحواس في األعمال الشعرية لـ "محمد جربوعة"
من الصورة االستعارية والتشبيو والكناية وبعض المحسنات البديعية خاصة المقابمة .وفي
ذات المنحى والسياق ركزت دراسة (دردوخ ،د ت) عمى الشكل واإليقاع في قصائد المديح
النبوي بالتركيز عمى قصيدة "قدر حبو" بغرض استنتاج الممسات الجمالية والتجديدية .في
حين ذىبت دراسة (جالوجي )2022 ،إلى تحميل ثنائية اليدم والبناء مرك از عمى تجمي ذلك
في العتبة ،ثم المعجم ،ثم التخييل ،ثم متن ديوان "ظل المطر" لمحمد جربوعة .وفي دراسة
أخرى لو ذىب إلى تسريد الشعر في أعمال محمد جربوعة (جالوجي ،تسريد الشعر في
تجربة محمد جربوعة بين القصصية وآليات السرد .)2021 ،كذلك تناولت دراسة (أقطي،
)2020عالقة الذات باآلخر في ديوان "ممن وقع ىذا الزر األحمر؟ لمحمد جربوعة.
في ديوان وركزت دراسة (طاىري )2020 ،عمى البنية الزمنية في الخطاب الشعري
"الساعر" لمحمد جربوعة .كما درست بناء قصيدة السرد في ديواني "الساعر" و"حيزية"
(طاىري و زاغز ،أليات بناء قصيدة السرد الحديثة ومرجعياتيا في ديواني "الساعر" و
"حيزية" لمشاعر محمد جربوعة )2020 ،كذلك عالجت دراسة (بوغاغة و مدور)2022 ،
ظاىرة التناص الشعري عند محمد جربوعة بالوقوف عمى ظاىرة الشيقة بأبعادىا وخمفياتيا.
وفي دراسة أخرى ليما رك از عمى دراسة المعرب في شعر محمد جربوعة (بوغاغة و مدور،
المعرب في شعر محمد جربوعة .)2022 ،وأعطي لمتناص حظ أوفر من البحث أيضا في
دراسة (جالوجي ،شعرية التناص في شعر محمد جربوعة :الحضور ،األشكال ،والوظائف،
.)2021بينما ىدف دراسة (بكوش )2021 ،إلى اختبار الدور الجمالي لمفواتح والخواتم في
ديوان "الموح" لمحمد جربوعة.
إال أن أغمب ىذه الدراسات السابقة لم تدرس تراسل الحواس في شعر محمد جربوعة
أو تناولتو كجزء ،فمم تعطيو اىتماما كافيا ،لذلك فإن الدراسة الحالية اختارت ستة دواوين
شعرية قد تمثل جزء ميما من األعمال الشعرية لمشاعر وىي كل من ديوان "الموح"" ،قدر
حبة" "ثم سكت !!"" ،مم ن وقع ىذا الزر األحمر؟ "" ،مطر يتأمل قطة من نافذتو" ،
و"وعيناىا ، "..من شأن ذلك أن يعطي صورة متكاممة عن توظيف التراسل الحسي عنده
بأنماطو المختمفة .وىذا ما يدفعنا إلى التساؤل اآلتي:
293
حاتم أقطي
ما ىي أىم أنماط التراسل الحسي اعتمادا في األعمال الشعرية لـ 'محمد جربوعة'؟
وماذا قدمت من دالالت وابداع؟
ولإلجابة عمى اإلشكالية تعتمد الدراسة الحالية المنيجين الوصفي والتحميمي بغرض
الشرح والتوضيح أوال ثم التفكيك واالستنتاج ثانيا من أجل تقريب مقاصد ودالالت القصيدة
لممتمقي.
.2اإلطار النظري لتراسؿ الحواس:
أشار (زروالي ،2020 ،صفحة )136إلى أن تراسل الحواس "أحد المفيومات التي
تميزت بيا المدرسة الرمزية وأطمؽ عميو مفيوـ correspondanceوترجـ إلى عدة
مصطمحات منيا "تراسؿ الحواس"" ،ت زامف الحواس"" ،توافؽ الحواس"" ،الت وافؽ" وترجـ
ودرس "التمازج في التفاعؿ الحسي" ،وأفضؿ مف تحدث حسبو حتى بػ "نظرية العالقات" ُ
عف تجربة تراسؿ الحواس ىو األديب والمؤلؼ الموسيقي األلماني 'ىوفماف' ( E. T. A.
)Hoffmannفي معرض حديثو عف موسيقى بيتيوفف ( Ludwig van
.")Beethoven
اعتمد الشاعر منذ القدم التحام المدركات الحسية ليصنع منيا إبداعا ناتجا عن
انصيار سمات وظائف الحواس ،فتصبح في مدرك واحد ألن "عممية تبادؿ مدركات الحواس
عممية تشكيؿ الحواس في الصياغة الشعرية ،وىذه العممية تشبو الذوباف الذي تتعرض لو
قطعة جميدية بتأثير ح اررة الشمس حتى تتحوؿ إلى سائؿ ذات سمات واحدة ،وىذا ما
يحدث لمحواس عندما تتبادؿ وكؿ حاسة تؤدي وظيفة الحاسة األخرى" (الوصيفي،2003 ،
صفحة .)47
واىتم أصحاب المدرسة الرمزية بصور التراسل الحسي ،إذ "انتقمت عف طريقيـ إلى
اآلداب العالمية ،بما فييا أدبنا العربي الحديث" (زايد ،2002 ،صفحة ،)78واستمر
اعتماد ظاهرة تراسل الحواس في الشعر العربي لتكون أكثر توظيفا في الشعر المعاصر،
فظهر بأنماط متنوعة وبدالالت مختمفة.
إن تمازج الحواس هو بمثابة لعبة يمتمكها الشاعر ،تنقمه من حاسة إلى أخرى
»فتذوب الفواصل ،وتلغى الح واجز فيما بينها بقناعات يوفرها الشاعر؛ ليقربها من ذائقة
294
تراسل الحواس في األعمال الشعرية لـ "محمد جربوعة"
المتلقي ويقنعه بتقريب حاستين منفصمتيف ،على الرغم من تباعدهما الواقعي » (حميد عبد
اهلل ،2010 ،صفحة .)19
وتنوعت آراء الباحثين والنقاد حول توظيف التراسل الحسي بين من رآه "ترفا زائدا
وخروجا عمى نظام المغة وعرفيا" (شراد ،1998 ،صفحة )196فيو أمر عاد ال يثير
الدىشة ،وبين من عده جزءا مسمما بو ال يتج أز من المغة ،إذ ذىب تشارل بودلير ( Charles
)Baudelaireإلى القول :إن تراسل الحواس "أمر مقرر يمكن إثباتو ابتداء بدون أي تحميل
أو مقارنة" (زايد ،2002 ،صفحة .)78
كثير من اإلبداع ،ألنو يقدم العديد
ومن األدباء من رأى في استخدام التراسل الحسي ًا
من اإلضافات لكل من الشاعر والقارئ وحتى المغة ،فيو "يعطي لمشاعر فرصة استثمار
إيحاء في حاستيف أو أكثر وبذلؾ يكثؼ مشاعره ويركزىا في االتجاه الذي ينشده ،يضاؼ
إلى ىذا أف تراسؿ الحواس مما يثري المغة وينمييا؛ ألنو يعني ضمنا أف ينأى الشاعر عف
السياؽ المألوؼ لممفردة المعبرة عف حاسة ما ،فينقؿ إلييا مفردات حاسة أخرى ،وبذلؾ
تتنوع أساليب التعبير عف الحاسة الواحدة"" (الصائغ ،1997 ،صفحة ،)36وىذا يعني أن
ىذا الثراء المغوي الذي يضفيو التراسل الحسي مع امتزاجو بكثافة وتنوع مقاصد الشاعر
يعطي لمقارئ مجاال رحبا لمتفسير والتأويل ثم االستمتاع بالحيرة والغموض.
.3التراسؿ الحسي في شعر 'محمد جربوعة'
وقد انقسم التراسل الحسي المستخدم في شعر 'محمد جربوعة' إلى نوعين :تراسالت
الحاسة
ّ داخمية (متالزمة) وىي" :ت راسالت تتـ بيف الحواس الخمس ال غير ،أي تمتزـ فييا
الواحدة بالعالقات المباشرة مع صاحبتيا في الجوار ،فتأخذ ال واحدة منيا وظيفة جارتيا
تتذوؽ أو تشـ ،أنؼ يرى( ")...زروالي ،2020 ،صفحة ،)125
مباشرة (عيف تسمع ،أذف ّ
وتراسالت خارجية (متعدية) "تتـ خارجيا بيف خمستيا أو بيف ما يرتبط بيا ،دوف المرور
عمى بعضيا بعض ،أي تتعدى فييا الحاسة الواحدة نحو ما تقع عميو وظائؼ كؿ واحدة
منيا" (زروالي ،2020 ،صفحة ،)129وىو األكثر استخداما في قصائد 'محمد جربوعة'.
ونورد منو نوعين في األنماط اآلتية:
295
حاتم أقطي
الصوت
وردي كالم
تراسل
تبصر يسمع
أصبح الكالم يدرك بحاسة البصر بعدما كان يدرك بالسمع ،فبفعل الخيال تداخمت
الحاستان وألفت صورة تراسمية بديعة .أراد الشاعر عبرىا منح الكالم منزلة خارج نطاقو
296
تراسل الحواس في األعمال الشعرية لـ "محمد جربوعة"
المحسوس السمعي ،فنقمو إلى نطاق آخر يمكنو من استفاء حقو في الجمال والروعة ،معب ار
عن المغة الشعرية المحمقة التي استخدمتيا الصديقة إلقناع صديقتيا.
لقد أنتجت حاسة البصر صورة موحية لمون الوردي المعبر عن جمال (مختار
عمر ،1997 ،صفحة )137ولغة شعرية تصل لمقمب وتخرق التوازن الفكري فتجعل المرء
أقل عقالنية ،إذ يعجب بالمون الزىري من ىو غير ناضج (مختار عمر ،1997 ،صفحة
.)185
فتح ىذا النمط التصوري التراسمي مجاال رحبا في متناول الشاعر ،حيث انصيرت
حاسة السمع والبصر في النسق الشعري بشكل مكثف ،فاستعاض عن كل حاسة بأخرى أو
العكس ،مما أسيم في تحريك مخيمة القارئ واثارة دىشتو ،فكان ليذه الصورة التراسمية قيمة
جمالية كسرت قواعد الصورة المألوفة.
واستخدم الشاعر التراسل الحسي أيضا في قصيدة "سافيس اإلرمية" ،حين قال:
وضعت ُيمنى عمى فييا
ْ
العينيف كاليدىدِ
ِ وطارت صرخةُ
ْ
ٍ
ذعر شديد (جربوعة ،ديوان الموح ،2014 ،صفحة .)178في ٍ
أضاف تراسل الحواس في ىذا النموذج إيحائية إلى الصورة التشبييية فارتقى بالداللة
من المستوى المغوي العادي إلى مستوى رمزي أرفع ،حيث وظف الشاعر حاستي السمع
والبصر وغير مدلول كل منيما في السياق الشعري (صرخة العينين) ،كما في المخطط
اآلتي:
الصوت
العين صرخة
تراسل
تبصر يسمع
297
حاتم أقطي
ومن ىنا أصبح الصراخ يدرك بحاسة البصر بعد أن كان يدرك بالسمع ،وذلك
لمتعبير عن حالة استثنائية تجسد الواقع بشكل دقيق وتصف لغة العيون التواصمية ،فصراخ
العين نممسه في انشدادها وبروزها داللة عمى الدهشة والخوف.
كما اعتمد الشاعر تراسل الحواس في قصيدة "(شو بدك)؟ ..إنو قنديل آمنة":
نت(ست الحسف) إف حز ْ
ّ ماذا أقوؿ لػ
يرفرؼ في أشفارىا الكُ ُح ُؿ
َ لكي
ْ
ِّ
بالشؾ تحصرني وما أقوؿ لمف
في (خانة الي ّؾ )..طوؿ الوقت تتص ُؿ؟ (جربوعة ،ديوان :قدر حبو،2014 ،
صفحة )91
حدث تبادل لمجاالت اإلدراك وتراسل بين حاسة البصر (الكحل) وحاسة السمع
(الرفرفة) التي إن أدركت دلت عن الفرحة.
وقد انشغل الشاعر في حزنو وألمو بحال نبينا وزوجو أم المؤمنين التي طعنت في
شرفيا ،فما وجد من كالم يفييا حقيا المحفوظ فبقي في حيرة يبحث عما يعيد بو الفرحة
إلييا ،حتى إنو أصبح محطم ِ
القمب حز ًينا يتألم لحادثة اإلفك التي عطمت آلة اإلبداع لديو، َ
فعمقت متأثرة بما مس سيد الخمق وزوجو.
وعجزت لغة الشاعر عن استيعاب شغف قارئ متطمع إلى جديد القول الشعري يقتمو
الشك عبر قراءة كل لفظ وفق سمم االحتمال.
2.3صورة لمسية/بصرية أو العكس:
قد يصبح المعنى أوضح إذ انتقل من المجرد إلى المحسوس البصري في آن واحد،
وربما يعطي لمقارئ مجاال واسعا ليسرح في مدلوالتو المبتكرة لو تم تبادل لألدوار المرئي
والممموس ،وىو ما استطاع الشاعر تحقيقو في قصيدة "غزالة" بقولو:
خطير
ٌ ليا جيدٌ إذا لتفتت
سف في الغز ِ
الف جيدُ الح ْ
ونصؼ ُ
وتجرح حيف تنظر دوف ٍ
قصد ُ
(جربوعة ،ديوان :ثم سكت،2014 ، يحيد
ُ أو ييرب
ُ ء
ُالمر وميما
صفحة )8
298
تراسل الحواس في األعمال الشعرية لـ "محمد جربوعة"
تجمى التداخل الحسي بين الممس والبصر في عبارة (تجرح حين تنظر) داللة عمى
قوة تأثير العيون وقد كان لتشكل الصورة التراسمية دور في زيادة فاعمية األداء األدبي ،حين
أراد الشاعر وصف براءة الريم (تجرح دون قصد) ،الذي تستدعي نظراته قصة األلم التي
يعيشها لكونه دائما هو الضحية.
ولعل الريم هو رمز لكل فرد برئ يقع فريسة طاغية أو ظالم أو طامع ،فاختزلت
الصورة الحسية الرواية المفصمة لحال ال يمكن تجاهمه ولواقع ال يمكن الهروب منه.
ووردت صورة تراسل الحواس أيضا في قصيدة "سؤال خطير حول قبيمة بني عذرة":
في سوريا
ظ وصايا
احف ْ
تغار عمي َؾ:
جدة كانت ُ
ِ
((خبئ نصؼ قمب َؾ
ِ
الشاـ عف بنات
ال تنظر إلى أشفارىف
تيس ر في البآبئ مف نصا ْؿ)) (جربوعة ،ديوان :ثم سكت ،2014 ،الصفحات -84
وما ّ
)85
عمد الشاعر إلى تحويل وظائف حاستين ،حينما وصل لفظتي البآبئ والنصال جامعا
بين البصري والممسي المتمثل في فعل التقطيع والتشريح ،مشي ار إلى قوة تأثير لغة العيون
الجارحة اآلسرة ،فكانت الصورة األنسب لمتغزل بعيون بنات الشام القادرة عمى بتر كل ناظر
إلييا.
ويرد التراسل الحسي في قول الشاعر من قصيدة "الحكيمة" أيضا:
اء فاتن ًة
لكف دكتورًة حور َ
ّ
ِ
الخمسيف..كالقمر ِ
الشكؿ..في أنيقة
دت..وىي تمقي لي بنظرتيا
تني ْ
ّ
ٍ
عمى حياء..وترميني عمى ِ
حذر (جربوعة ،ديوان ممن وقع ىذا الزر
األحمر؟ ،2014 ،صفحة )61
299
حاتم أقطي
شكل التصوير اإلستعاري صورة تراسمية في ىذا المقطع الشعري ،حيث إن لمفعمين
(تمقي وترميني) خاصية لمسية ،و(النظرة) ذات بعد بصري مرئي ،واستخدام لفظ اإللقاء
يوحي بتمام وقوع األمر كمو بشكل فجائي سريع ،كما يدل عمى مدى تأثير ىذه الحوراء
الفاتنة وحذرىا الواشي بحيائيا ورفعتيا.
3.3صورة سمعية/ذوقية:
اجتمع السمعي مع الذوقي في أحد أنماط التراسل الحسي الخارجي حينما قال "محمد
جربوعة" :
المر في أُ ْذَني لـ ِ
يزؿ ِ
كالمؾ ُّ
(جربوعة ،ديوان ممن وقع ىذا الزر فكيؼ ف ّك ِ
رت في رقمي لتتّصمي؟ َ
األحمر؟ ،2014 ،صفحة )163
أسيم نقل الدوال من مستواىا المألوف إلى مستوى العدول بتراسل حاستي السمع
والذوق في تكثيف الداللة ،حيث انتقل دال الكالم وىو صوت يدرك بالسمع إلى مستوى
يدرك بالذوق ((المر) معمقا حالة التأسف واأللم التي حزت في نفس الشاعر عندما لم تدرك
أىمية كتاباتو.
وانتقال الكالم من خاصية السمع إلى خاصية الذوق ليزيد من قوة اإلحساس ،فالذوق
أكثر صدقا ومدلوال من السمع ،وبيذا نجح التراسل في تصوير الحالة الشعورية ،وكشف عن
عمق الحزن الذي لم يكن ليدرك لو بقي في دائرة السمع المتالشى ،لكنو صار مذاقا يزعج
حمق الشاعر ويشعره بغصة تخنقو كمما أراد النطق.
وعادة ما يحيد التراسل الحسي عن الطبيعة "فال يشترط في العالقات الحسية أف
تخضع لممنطقية" (الرويمي ،2022 ،صفحة ،)234وورد ىذا في قول الشاعر في قصيدة
"محاولة لشرح امرأة":
ِ
بالعيوف وتشتيي ويقاؿ تأك ُؿ
تشرب (جربوعة ،ديوان ممن وقع ىذا الزر
ُ ِ
األذنيف فيو وِبرّق ِة
األحمر؟ ،2014 ،صفحة )191
300
تراسل الحواس في األعمال الشعرية لـ "محمد جربوعة"
َّ
أدى تراسل الحواس ىنا دورا في تعميق الداللة ،حيث تبادلت الحواس وظائفيا في
عممية اإلدراك فانتقل األثر الشعري من دائرة الحس السمعي إلى حيز حاسة الذوق ،مما
يوقع المتمقي في حمقة الحيرة (فالعيون ال تأكل واألذنان ال يشربان).
وبرقة األذنين تحمل دالالت عمى التعطش إلى سماع الكالم الجميل الرقيق ،إذ
عدلت ىذه الداللة إلى مستوى حسي آخر ،وىو الذوق الذي تشير إليو كممة (الشرب) ،كون
سماع الكالم المبق يعيد لمروح نشاطيا كأنما ارتوت بماء عذب زالل.
4.3صورة ذوقية/لمسية:
لم يوظف الشاعر ىذا النوع من التراسل كثي ار فقد يكون لمذوق مستوى داللي أعمق
في الغالب من الممس.
وفي القميل مما ورد يقول الشاعر في قصيدة "قمب أخير لسيدة القمب األخير":
مخض ٍ
بة وما تنعـ في ٍ
أيد
ّ ّ
ٍ
بممس فيو يمتث ُؿ (جربوعة ،ديوان ممن وقع ىذا الزر األحمر؟، تو
وأسك ر ُ
،2014صفحة )76
انتقل الممس بتراسل الحواس إلى اإلدراك بحاسة الذوق (السكر) ،ليحول إلى صورة
ذوقية تمنح مشيد النشوة وغياب العقل تعبي ار عن األثر الذي يخمفو القرب من الحبيب عكس
ما يتركو الرحيل واالبتعاد من م اررة الطعم.
5.3صورة سمعية/لمسية:
يقول الشاعر في التداخل بين الصوت والحركة من قصيدة "تخمينات حول قطة
القصيدة":
أف ربي تعالى
فأخبرتيا ّ
فكفّي
يقوؿ( :يقولوف ما ال ُ ،))...
أحرؾ لحنا
شاعر ،ال ّ
ٌ أنا
ِ
بدوف أصابع أنثى لعزفي (جربوعة ،ديوان :مطر يتأمل القطة من نافذتو،
،2014صفحة )210
301
حاتم أقطي
تحول الكالم من السمع إلى الممس في تراسل لمحواس ،حيث جعل الشاعر (المحن)
الذي يدرك بالسمع يتحرك ليمنحو وظيفة لمسية ،فأكد -رغم غموض مقصده -أن ثمة حدثًا
خمف الكتابة يحفز الخيال ويحرك شغف االنفعال فيأتي ميالد القصيدة ،ولذلك فقصائد
الشاعر تخفي خمف حروفيا خوفا أو استجابة لسيادة القصيدة أو تمتعا بالتخفي وراء أنثى.
واستخدم الشاعر صورة التراسل الحسي في قصيدة "ىروب شاعر نثري" ليظير أن
حضور القصيدة الموزونة يبطل الشعر النثري بطالن التيمم في حضور الماء:
سّنّيةٌ..
وأنا عمى آرائو ُ
ِ
بحضور ماء ِّ
الشعر ،ال أتي ّم ُـ (جربوعة ،ديوان :ثم سكت ،2014 ،صفحة )146
حولت صورة التراسل الحسي الشعر الذي يمثل نسقا صوتيا يدرك بحاسة السمع ،إلى
حاسة الممس بحيث صار الشعر المسموع ماء يتوضأ بو الشاعر ،ليؤكد أىمية الوزن لكونو
أساس تحريك الوجدان ،والقصيدة في رأييو ال تتخمى عن جرسيتيا اآلسرة؛ ألنيا بمثابة
الذكرى التي يحن ليا القارئ في كل مرة.
6.3صورة شمية/بصرية:
ويحضر ىذا النوع من التراسل الحسي في قصيدة "مطر ليمي" ،وذلك في قول
الشاعر:
صحيح
ٌ ىؿ
ِ
استنشقت وجيي أّن ِؾ
ات اخضر ٍ
ار كري ُ
وأف اآلف ّ
الدماء؟ (جربوعة ،ديوان :مطر يتأمل القطة من نافذتو ،2014 ،صفحة )168
ْ مشرقات في
ٌ
تحول الوجو بفعل تراسل الحواس من معطى حسي لمسي بصري إلى معطى شمي
عطري بعناق لفظتين متباعدتين (وجو -ىواء) عمى نحو غريب ،لتوحي ىذه الصورة بحال
متقمب يأتي كل مرة فيحرك جميع أنواع المشاعر الغامضة المركبة التي تعجز الكممات عن
وصفيا.
7.3صورة سمعية/لمسية أو العكس:
ورد التبادل بين السمع والممس في قول الشاعر في قصيدة "رسائل اهلل إلى أمنا
األرض":
302
تراسل الحواس في األعمال الشعرية لـ "محمد جربوعة"
تُرى ىؿ ستذكرهُ
في الغياب األصابعُ
تقبمو
كانت ّ
إذ تق ّمبو
ِ
بصفحاتو تمس
كي ّ
العطور؟ (جربوعة ،ديوان الموح ،2014 ،صفحة )29
ْ بعض سحر
حصل انتقال حاسة السمع لممس فأصبحت األصابع والمسامات الجمدية المختصة
بالتحسس والممس من خالل ىذا التحول تؤدي وظيفة السمع التي نستقييا من الكالم
(ستذكره) ،وبفعل ىذا التبادل بين الحاستين الموظفتين في ىذا المقطع الشعري نقمنا الشاعر
إلى عالم البرزخ في حديث عن القبور ويوم البعث ،حيث سينطق اهلل جميع أعضاء الجسد
لتشيد اليد بما بطشت والقدم بما سمكت من سبل خير أو شر والمسان بما نطق والجمد بما
تحسس ولمس.
وورد التراسل في قول الشاعر في قصيدة "لقطات تقول :يا اهلل":
أخبريني
َمف إذا القندي ُؿ في الشار ِع
الزيت..
َ أنيى
الحارس قد ناـ قميال
ُ و
ضياء؟ (جربوعة ،ديوان الموح ،2014 ،صفحة )79 يرس ُؿ البدر ليأتينا بحفْ ِ
نات
ْ َ
وقع تراسل بين خاصيتي الممس والبصر ليجمع الشاعر الضوء في الحفنات (حفنات
ضياء) ،وورد التبادل في مجاالت اإلدراك في ىذا المقطع الشعري ليؤكد لنا عبقرية إيصال
أفكاره .فميما ضاقت بنا الدنيا من ظمم وجور واسودت في أعيننا الحياة ثمة الخالق سبحانو
وتعالى يرسل لنا رحماتو من السماء فتقشع عن العين الظممة وتيتدي إلى مسمك التوفيق
واألمان.
303
حاتم أقطي
8.3صورة شمية/سمعية/بصرية:
يرى بودلير أن "الروائح واأللواف واألصوات تتجاوب في وحدة معتمة عميقة،
ويتعجب مف الذيف يروف أنو مف غير الممكف أف تتبادؿ الحواس معطياتيا ،وأنو ال ينبغي
أف يكوف مثار دىشة ألحد ألف الذي يثير الدىشة بحؽ ىو أف ال يستطيع النغـ أف يوحي
بالموف ،وأف تعجز األلواف عف إعطاء فكرة لحف ما" (زايد ،2002 ،صفحة ،)78فتبادل
الحواس حسبو ىو أمر مسمم بو يستدعيو التشابو الموجود في األشياء .وان كان تراسل
الحواس أم ار ال بد منو فال يمكن نكران وظائفو الداللية والجمالية ،ولعل ما يقدمو المقطع
الشعري اآلتي من قصيدة "إذا" خير مثال:
ِ
لمقصيدة إذا لـ تج ْد
أي ف ار ٍغ
يناسب ّ
ُ لفظا
محؿ مضاؼ ِ
إليو فضع زىرةً في ّ
ْ
ىور كالما (جربوعة ،ديوان ممن وقع ىذا الزر األحمر؟،
ستعرؼ كيؼ تصير الز ُ
ُ
،2014صفحة )126
تتحول الزىور وىي ذات معطيات تشير إلى حاستي الشم والبصر إلى الكالم الذي
يمثل حاسة السمع ،فالمغة الرمزية التي يستخدميا الشاعر ىي لغة غير مألوفة يسعى عبرىا
إلى تكثيف المعنى ،إذ يتصل جمال الكممة بجمال الطبيعة وتصبح القصيدة سنفونية يعزفيا
الوجود كمو ،وحين ذاك ت منح المغة الشعرية نفحا طيبا لمستنشقييا.
كما ورد التراسل الحسي في قول الشاعر من قصيدة "(شوبدك)؟ ..إنو قنديل آمنة":
القصائد كانت زينتي ،وبيا
ُ أيف
أسير بيف الشمع أحتف ُؿ؟))
ُ في الميؿ
امتنعت
ْ الشعر يأبى ..فما ذنبي إذا
ِ
العطر ..أو قد رّدىا الخج ُؿ؟ (جربوعة ،ديوان :قدر قصائد
ُ
حبو ،2014 ،صفحة )92
اشتركت أكثر من حاسة في ىذا المقطع الشعري (قصائد العطر) فالقصائد تدرك
بحاستي البصر والسمع ،بينما العطر يدرك بحاسة الشم.
304
تراسل الحواس في األعمال الشعرية لـ "محمد جربوعة"
وقد وظف الشاعر ىذا التراسل في الحواس بغرض الفخر واالعتزاز بقصائده،
فالمتعطش لشعره الذواق لقصائده يتساءل عن االنقطاع ،فيجيبو الشاعر بمغة معبرة عن قمة
إبداعو حيث يزاوج حاسة الشم في القصائد (قصائد العطر) ،لتجعميا مكتممة التناسق
واإلبداع في الروعة والجمال ال ينقصيا سوى رشة عطر لحضور حفل االستقبال الذي أعده
ليا جميورىا.
.4تحميؿ النتائج:
أكثر أنماط التراسل الحسي اعتمادا عند 'محمد جربوعة' ىو التبادل الحسي
البصري/السمعي ،عبرت عن تفاعل مشاعر متنوعة بين الشاعر وجميوره فيو يمومو لوم
العزيز الغيور إن لم ييتدي بنور جممو وعطر قافيتو .كما أوصل التراسل الحسي
السمعي/الذوقي ألم الشاعر عندما لم تدرك أىمية كتاباتو.
ويصالح الشاعر جميوره فينقل لو تأويمو لصور أ حداث دينية عديدة فوصف صرخة
عيون فتاة قوم عاد فاستدعى التبادل الحسي بصري/سمعي ،وخانتو كمماتو الشعرية فمم يجد
ما يعطي ألم المؤمنين حقيا من حادثة اإلفك وما استطاع أن يعيد فرحيا فيرفرف الكحل في
عينييا ،فكان محطم القمب لما سما بسيد الخمق محمد صمى اهلل عميو وسمم.
وفي وصف الشاعر لرحمة اهلل تعالى بنا من خالل آياتو الكونية ممثمة في حفنات
ضياء البدر التي تمقى عمى كل يائس جاىل لطريقو ،اعتمد التبادل البصري/الممسي.
وجو الشاعر المتمقي حتى يتمكن من فيم غموض شعره ،فدلو أن لكل ميالد لمقصيدة
حدث حفز الخيال ف حرك لحن الكالم ،واستدعى ذلك التبادل الحسي السمعي/الممسي ،ىذا
األخير استعان بو الشاعر مرة أخرى لتأكيد قيمة الشعر الموزون ،إذ بحضوره يبطل الشعر
النثري بطالن التيمم في حضور ماء الشعر.
نقل الشاعر الحس البصري أو السمعي إلى حس شمي حين كان في لحظة االفتخار
واالع تزاز بشعره الذي يتييأ لحفل االستقبال من قبل جميوره برشة عطر ىي لمسة أخيرة
ليكون في أبيى حممو.
305
حاتم أقطي
يتصل جمال الكممة بجمال الطبيعة ممثمة في زىورىا ،فينصح الشاعر من خانتو
كمماتو إضافتيا لمقصيدة فتعطييا دائما مغزى ودالالت عديدة ،فالزىور كالما متنوعا حسبو،
وبيذا ان تقل الحس البصري والشمي إلى حس سمعي.
رغب الشاعر في رسم صورة لحال كل ضحية برئ في مجتمع الطغاة فاستخدم
التراسل الحسي البصري/الممسي واختزل رواية الظمم في عبارة (تجرح حين تنظر ،تجرح
دون قصد).
لم ينأى غرض الغزل من اعتماد التراسل الحسي الذي اعتمد لوصف عيون بنات
الشام التي تقطع ناظرىا وما تيسر في البآبي من نصال ،فكان لمتبادل الحسي
البصري/الممسي موعده.
لم يوظف الشاعر التراسل الحسي بين الذوق والممس كثيرا ،فقد يكون لمذوق مستوى
داللي أعمق في الغالب من الممس ،لكنو أث بت قدرتو عمى االرتقاء بالمعنى األدبي حينما أراد
الش اعر وصف قمة النشوة لقرب الحبيب فعبر عنيا بسكر الممس.
.5خاتمة:
يستعين الشاعر بالتراسل الحسي في كل مرة يرغب فييا الحديث عن شعره أو التعبير
عن تموقعو ونظرتو لمشعر أو وصف التفاعل بين شعره وجميوره.
كما يستدعي التراسل الحسي في كثير من مقاصده لرسم الوقائع الدينية ،أو لمتعبير
عن مشاعره المتنوعة.
يمكن التراسل الحسي من تفاعل جممة الحواس في بوتقة واحدة ،فيعطي دقة تصورية
وارتقاء في المعنى فيضفي لمكالم جماال وابداعا .وقد اعتمد الشاعر التراسل الحسي
الخارجي أكثر من الداخمي.
.6قائمة المراجع:
.1أمحد العياضي .الرتاسل احلسي يف شعر األطفال :ديوان "أناشيد العلم واألمل" لناصر معماش أمنوذجا .رللة
حقائق للدراسات النفسية واالجتماعية ،اجمللد ،5العدد .2020 ،104- 96 ، 19
.2أمحد سلتار عمر .اللغة واللون .القاىرة :عامل الكتب للنشر والتوزيع ،ط .1997 ،2
.3الزبري دردوخ .ادلديح النبوي بني التقليد والتجديد /دلسات مجالية وجتديدية يف قصيدة "قدر حبو" (للشاعر
اجلزائري زلمد جربوعة) .قضايا األدب ،اجمللد ،2العدد .94- 75 ،2017،1
.4أرلد محيد عبد اهلل .نظرية تراسل احلواس .بريوت :مكتبة لبنان البصائر ،ط.2010 ،1
306
تراسل الحواس في األعمال الشعرية لـ "محمد جربوعة"
.5جعفر زروايل .تراسل حلواس يف الشعر السبعيين اجلزائري .رللة امارات يف اللغة واألدب والنقد ،اجمللد ،4
العدد .2020 ،139- 123 ، 1
.6حورية بكوش .شعرية الفواتح واخلوامت يف الشعر اجلزائري ادلعاصر (ديوان اللوح حملمد جربوعة) .جسور ادلعرفة،
اجمللد ،7العدد .2021 ،167- 147 ، 3
.7سليم رىيوي ،و أمحد حاجي .حوارية النصوص الغائبة يف ديونا "الساعر" حملمد جربوعة .العالمة ،دراسات
أدبية ،العدد .2017 ،410- 401 ، 4
.8شلتاغ عبود شراد .تطور الشعر العريب احلديث .عمان :دار رلدالوي للنشر والتوزيع.1998 ،
.9عبد الرمحان زلمد الوصيفي .تراسل احلواس يف الشعر العريب القدمي .القاىرة :مكتبة األدب.2003 ،
.10عبد القادر علي زروقي .تراسل احلواس يف شعر "زلمد مخار" :دراسة التشكيل الداليل واجلمايل .ادلدونة،
اجمللد ،8العدد .2021 ،3800- 3779 ، 4
.11عبد اهلل بن مرتوك بن مصيليخ الرويلي .الصورة الشعرية يف شعر صاحل عودة .رللة الذاكرة ،اجمللد ،10
العدد .2022 ،251- 222 ، 1
.12عبلة بوغاغة ،و عيسى مدور .التناص الشعري عند زلمد جربوعة .رللة اآلداب والعلوم االنسانية ،اجمللد
،15العدد .2022 ،344- 325 ، 1
.13عبلة بوغاغة ،و عيسى مدور .ادلعرب يف شعر زلمد جربوعة .رللة الن ،،اجمللد ،8العدد - 802 ، 1
.2022 ،818
.14عز الدين بن حليمة ،و أبو القاسم سعد اهلل .أشكال الصورة الشعرية يف ادلديح النبوي ادلعاصر :قصيدة
"قدر حبو" حملمد جربوعة أمنوذجا .دراسات وأحباث اجمللة العربية يف العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،اجمللد ،11
العدد .2019 ،491- 475 ، 1
.15عز الدين جالوجي .االغرتاب واالحرتاب :ثنائية اذلدم والبناء يف ديون "ظل مطر" حملمد جربوعة .رللة
ادلعيار ،اجمللد ،26العدد .2022 ،714- 690 ، 4
.16عز الدين جالوجي .تسريد الشعر يف جتربة زلمد جربوعة بني القصصية وآليات السرد .رللة الكلم ،اجمللد
،6العدد .2021 ،582- 551 ، 1
.17عز الدين جالوجي .شعرية التناص يف شعر زلمد جربوعة :احلضور ،األشكال ،والوظائف .ادلدونة ،اجمللد
،8العدد .2021 ،3554- 3523 ، 4
.18علي عشريي زايد .عن بناء القصيدة العربية احلديثة .القاىرة :مكتبة ابن سينا للطباعة والنشر والتوزيع
والتصدير ،ط .2002 ،4
.19زلمد ادلاكري .الشكل واخلطاب ،مدخل لتحليل ظاىرايت .بريوت :ادلركز الثقايف العريب1991 ،
307
حاتم أقطي
.20زلمد جربوعة .ديوان اللوح .اجلزا ئر :البدر الساطع للطباعة والنشر.2014 ،
.21زلمد جربوعة .ديوان شلن وقع ىذا الزر األمحر؟ اجلزائر :البدر الساطع للطباعة والنشر.2014 ،
.22زلمد جربوعة .ديوان :مث سكت!! .اجلزا ئر :البدر الساطع للطباعة والنشر.2014 ،
.23زلمد جربوعة .ديوان :قدر حبو .اجلزا ئر :البدر الساطع للطباعة والنشر.2014 ،
.24زلمد جربوعة .ديوان :مطر يتأمل القطة من نافذتو .اجلزائر :البدر الساطع للطباعة والنشر.2014 ،
.25زلمد جربوعة .ديوان :وعيناىا ..اجلزائر :البدر السطع للطباعة والنشر.2014 ،
.26نعيم اليايف .تطور الصورة الفنية يف الشعر العريب احلديث .منشورات احتاد الكتاب العرب.2017 ،
.27نوال أقطي .تراسل احلواس يف ديوان صحوة الغيم لـ عبد اهلل العشي .رللة إشكاالت يف اللغة واألدب ،اجمللد
،10العدد .2021 ،449- 433 ، 4
.28نوال أقطي .سلطة الذات وهتميش اآلخر يف ديوان (شلن وقع ىذا الزر األمحر؟) حملمد جربوعة .رللة العلوم
اإلنسانية ،اجمللد ،20العدد .2020 ،640- 619 ، 1
.29ىجرية طاىري .البنية الزمنية يف ا خلطاب الشعري :ديوان "الساعر" حملمد جربوعة أمنوذجا .رللة كلية اآلداب
والعلوم االنسانية واالجتماعية ،اجمللد ،13العدد .2020 ،133- 115 ، 1
.30ىجرية طاىري ،و نزيهة زاغز .أليات بناء قصيدة السرد احلديثة ومرجعياهتا يف ديواين "الساعر" و "حيزية"
للشاعر زلمد جربوعة .رسالة مقدمة لنيل درجة دكتوراه علوم يف اآلداب واللغة العربية ،جامعة زلمد خيضر
بسكرة.2020 ،
.31وجدان عبد اإللو الصائغ .الصورة البيانية يف شعر زلمد أبو ريشة .بريوت :دار مكتبة احلياة -مؤسسة
اخلليل التجارية .1997 ،-
308