Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 13

302_394 :‫ ص‬،2002 -60 :‫العذد‬/60 :‫املجلذ‬/‫مجلة ثفوق في علوم وثقنيات النشاطات البذنية والرياضية‬

ISSN: 2507-7201 EISSN: 2602-6899 NDL: 787-2016


ASJP: https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/208

‫دراسة تحميمية لتأثير البيئة االجتماعية في تكوين الشخصية الرياضية‬


Analytical study about effect of the social environment on
the formation of the sports personality
1
*‫بوكبشة جمعية‬
d.boukabcha@univ-chlef.dz ،)‫ جامعة حسيبة بن بوعلي شلف(اجلزائر‬1
0602/20/21 :‫ثاريخ النشر‬ 0602/11/11:‫ثاريخ القبول‬ 0602/06/29 :‫ثاريخ إلارسال‬

:‫الممخص‬
‫ حيث نجده يتعمم من أبويو ومن‬،‫تعتبر البيئة االجتماعية مصدر لتكوين الفرد‬
‫ التي‬،‫معممو ومن أقرانو وغيرىم مختمف القيم االجتماعية والثقافية والصحية‬
،‫ فالفرد يوثر ويتأثر من خالل البيئة المحيطة بو‬،‫تنمي فيو الروح الرياضية‬
‫فتطرقنا إلى ىذه الدراسة الوصفية بنظرة تحميمية سوسيولوجية حول تأثير البيئة‬
‫االجتماعية في شخصية الفرد رياضيا وفي نفس الوقت كيف تساىم الرياضة‬
‫ بإتباع المنيج الوصفي بجمع المعمومات‬،‫في تشكيل والنمو الشخصية لمفرد‬
.‫واستقرائيا وتحميميا بطريقة موضوعية‬
.‫التربية البدنية والرياضية;التنشئة االجتماعية;البيئة االجتماعية; الشخصية‬:‫الكممات المفتاحية‬
Abstract:
The social environment is considered a source for the formation of the
individual, as we find him learn from his parents, his teacher, his peers
and others various social, cultural and health values that develop in
him the sporting spirit, so the individual influences and influences
through the surrounding environment. About the impact of the social
environment on the personality of the individual mathematically and
at the same time how sports contribute to a large percentage in the
formation and growth of the personality of the individual, by
following the descriptive approach by collecting information,
extrapolating it and analyzing it in an objective way.
KEY WORDS : physical education and sports; socialization; social
environment; personal

.‫* املؤلف املرسل‬


349
‫دراسة تحميمية لتأثير البيئة االجتماعية في تكوين الشخصية الرياضية‬

‫‪ -1‬مقدمة ومشكمة البحث‪:‬‬


‫تعتبر التربية البدنية جزء من التربية العامة الحديثة أو ظاىرة من مظاىر‬
‫العممية الكمية لمتربية وتعني التربية الحديثة برعاية الجسم والصحة ويقدر‬
‫عنايتيا بتثقيف العقل وصقمو‪ ،‬ومن أىم األسباب التي أدت برجال التربية‬
‫الحديثة إلى اتجاه نحو العناية بأجسام الناشئين وصحتيم في كل مرحمة من‬
‫مراحل نموىم والعناية الصحية لمجسم وقيام أجيزتو بوظائفيا يؤثر في سعادة‬
‫الفرد والمجتمع وتساعد التربية البدنية والرياضية عمى إعداد المواطن الصالح‬
‫المتزن بدنيا وعقميا وخمقا‪.‬‬

‫إن فيم التربية البدنية والرياضية عمى أنيا جسم قوي فقط أو ميارة رياضية ىو‬
‫اتجاه خاطئ ففي فيم معنى التربية البدنية والرياضية أنيا جزء من التربية‬
‫العامة التي تيدف إلى إعداد المواطن الصالح جسما وعقال وخمقا قاد ار عمى‬
‫اإلنتاج وقيامو بواجبو نحو مجتمعو ووطنو‪.‬‬
‫إن رغبة الكثير من الدول في تحديث ومسايرة العصر وىذا ما يؤدي إلى‬
‫انتشار عناصر ثقافية جديدة لم تكن معروفة كما أن نمط المعيشة تغير في‬
‫المجتمعات ونظم ومراحل التعميم ونمط العالقات االجتماعية بين األفراد ونظم‬
‫ترويحية وظيرت مجموعة كبيرة من األفكار والقيم واالتجاىات لم تكن موجودة‬
‫من قبل كما اقتنى كثير من األفراد ىذه المجتمعات مجموعة كبيرة من العناصر‬
‫الثقافية المادية الحديثة من مختمف الوسائل في مجال الفن والرياضة والترفيو‪.‬‬
‫(سميرة‪ ،1993 ،‬ص‪)143‬‬
‫كما تبرز أىمية المدرسة كبنية اجتماعية تربوية تعمل عمى إشباع حاجات‬
‫التالميذ وتفسح المجال أماميم لمتنمية والتوجيو ميوليم وقدراتيم من خالل‬
‫المنياج والمشاركة الفعالة في المناقشة واألنشطة التعميمية واألنشطة الحرة‬

‫‪350‬‬
‫بوكبشة جمعية‬

‫المرتبطة بأىداف المدرسة التربوية ومن خالل النشاط تظير قدرات التالميذ‬
‫ومواىبيم ويجد التمميذ الفر صو لمتعبير عن نفسو‪.‬‬
‫وفي وجود متخصصين مشرفين عمى ىذه األنشطة قد يجد التمميذ التوجيو‬
‫الصحيح الذي يؤدي إلى صقل الميارة وتنميتيا وتوجييييا‪(.‬سميرة‪،1993 ،‬‬
‫ص‪ )79‬واىتمامنا حول كيف تساىم التربية البدنية في تنشئة الفرد من الناحية‬
‫السيكولوجية؟ أي المنظور النفسي الحديث واخترنا منو شخصية الفرد الرياضي‬
‫وتكامل بعض العوامل في بناء الشخصية‪ .‬وعمى ىذا يمكن طرح التساؤل‬
‫التالي ‪:‬‬
‫ىل لمبيئة االجتماعية تأثير عمى تكوين الفرد رياضيا؟‬
‫وكيف لمرياضة أن تساىم في تكوين شخصية الفرد؟‬
‫‪ -2‬تحديد المفاهيم‪:‬‬
‫‪ .1.2‬مفهوم التربية بدنية والرياضية‬
‫ومن ىذا فأن التربية البدنية والرياضية تعتبر المحور األساسي لمنشاط‬
‫المدرسي سواء عمى مستوى الصف أو خارج الصف (نشاط أخر )‪ ،‬أي‬
‫النشاطات الصفية والالصفية‪.‬‬
‫ويشير محمد حسن عالوي إلى أن الرياضة عبارة عن نشاط‪ ،‬وكل نشاط لمفرد‬
‫ما ىو إال نشاط اجتماعي يتحدد من خالل الدوافع االجتماعية‪ ،‬وأن الرياضة‬
‫ظاىرة اجتماعية مثميا في ذلك مثل جميع أنواع األنشطة األخرى لإلنسان‬
‫تتميز بتفاعل اإلنسان مع بيئتو وىي جزء أساسي في عممية التربية وتطوير‬
‫الشخصية ككل‪ ،‬حيث تعد من الوسائل الميمة لتربية الفرد تربية شاممة‪.‬‬

‫وىناك عدة مصطمحات متعمقة بالتربية البدنية والرياضية منيا (و ازرة التربية‬
‫الوطنية‪ ،‬د سنة‪ ،‬ص‪)4‬‬

‫‪351‬‬
‫دراسة تحميمية لتأثير البيئة االجتماعية في تكوين الشخصية الرياضية‬

‫التعميم البدني ‪ :‬ىو عممية اكتساب اإلنسان لممعارف والخبرات والميارات‬


‫الحركية وكذلك القدرة عمى توجيو والتحكم في حركة الجسم والتحكم في حركتو‬
‫بالنسبة لمزمان والمكان ‪.‬‬

‫البناء البدني ‪ :‬ىو عممية التغيير في الشكل ووظائف الجسم أثناء عممية النمو‬
‫أو بعدىا والبناء في مفيومو الواسع ىو اكتساب عناصر المياقة البدنية السرعة‬
‫والتحمل ‪..‬الخ‬

‫التمرينات البدنية ‪ :‬ىو مصطمح يسير عمى نوعين‪:‬‬

‫أ‪ -‬انو كوسيمة لمتربية البدنية وكنشاط حركي خاص ومنظم مثل الوثب العالي‬
‫ودفع الجمة‬

‫ب‪ -‬كطريقة وأسموب تطبيقي أو محتواه يتضمن عدد تك اررات النشاط محدد‬
‫بغرض اكتساب ميارة حركية معينة ‪.‬‬

‫األلعاب الرياضية‪ :‬يشير ىذا المصطمح إلى األلعاب والرياضة التي تشترك فييا‬
‫الفرق المدرسية الجامعي‪.‬‬

‫‪ .2.2‬مفهوم التنشئة االجتماعية‬

‫تعتبر عممية التنشئة االجتماعية عممية تعمم وتعميم وتقوم عمى التفاعل‬
‫االجتماعي وتيدف إلى إكساب الفرد (طفال‪ ،‬فمراىقا ‪،‬فشيخا )سموكا ومعايير‬
‫واتجاىات مناسبة الدوار اجتماعية معينة تمكنو من مسايرة جماعتو والتوافق‬
‫معيا وتيسر لو االندماج في الحياة االجتماعية‪ (.‬حامد ‪ ،1977،‬ص‪).213‬‬

‫‪ .3‬التنشئة االجتماعية والرياضة‪:‬‬

‫‪352‬‬
‫بوكبشة جمعية‬

‫التنشئة سوسيولوجيا ىي إعداد الفرد منذ والدتو الن يكون كائنا اجتماعي‬
‫وعضوا في المجتمع معين واألسرة ىي أول بيئة تتولى ىذا إلعداد فيي تستقبل‬
‫المولود وتحيط بو وتروضو عمى أدأب السموك االجتماعي وتعممو لغة قومو‬
‫وتراثيم الثقافي والحضاري‪.‬‬

‫وبجانب األسرة توجد ىيئات اجتماعية أخرى تشترك في ىذه التنشئة وتعميق‬
‫مضامينيا في نفس الفرد مثل حمقات المعب والمدرسة والنوادي والجمعيات‬
‫الثقافية والمجتمع العام ) بما يصنعو أمام الفرد من مواقف‪ (.‬تأليف مجموعة من‬
‫األساتذة العرب ‪ ،1975،‬ص‪).14‬‬

‫ونالحظ اشتراك التنشئة والتربية البدنية في عدة نقاط فيي تقوم بعممية التنشئة‬
‫االجتماعية وىذه األخيرة تقوم بدورىا تحافظ عمى أو من أىم وظائفيا االستمرار‬
‫الثقافي الذي يتم 'بانتقال عادات العمل والتفكير والشعور من الكبار إلى‬
‫الناشئين‪ ،‬فبغير انتقال المثل العميا واآلمال والمطامح والمعايير واآلراء من‬
‫األفراد الذاىبين من حياة الجماعة إلى أولئك الوافدين عمييا ال يمكن لمحياة أن‬
‫تستمر ‪(' ...‬جون دوي‪ ،1954 ،‬ص‪)3‬‬

‫والتنشئة االجتماعية العممية التي عن طريقيا يكتسب الطفل اتجاىات والقيم‬


‫والدوافع وطرق التفكير والتوقعات والخصائص الشخصية االجتماعية التي‬
‫ستميزه كفرد في المجتمع في المرحمة القادمة من نموه وىي عممية مستمرة مدى‬
‫الحياة لذلك نعتبرىا أىم وظيفة تقوم بيا المؤسسات التربية سوءا الرسمية وغير‬
‫الرسمية وتتأثر عممية التنشئة االجتماعية بثقافة المجتمع الذي ينتمي إليو الفرد‪.‬‬

‫وعممية التنشئة ليست محددة بعممية معينة إنما ىي عممية مستمرة طوال الحياة‬
‫مع اختالف درجة التأثير‪ ،‬وتعتبر المنظومة التربوية المؤسسة المدرسية مؤسسة‬
‫رسمية وتساىم بشكل كبير في مواصمة عممية التنشئة ضمن مراحل عمرية‬

‫‪353‬‬
‫دراسة تحميمية لتأثير البيئة االجتماعية في تكوين الشخصية الرياضية‬

‫أساسية من ابتدائي إلى متوسط إلى ثانوي ثم جامعي وحتى فيما بعد في‬
‫مختمف النوادي وما شابو‪.‬‬

‫ىذا وتحتل التربية البدنية والرياضية مكانة ىامة في المنظومة التربوية وليا دور‬
‫فعال وأىم خاصية تميزىا نحاول إدراجيا في ىذا المحور من خالل التطرق‬
‫إلى‪ :‬مدى تأثير النشاطات البدنية عمى الجسم بصفة عامة‪.‬‬

‫‪ -‬غرس قيم التربية الصحية وتعود عمى نظافة الجسم والممبس والوسط‬
‫الذي نعيش فيو‪.‬‬

‫‪ -‬ىذا وتعمل المدرسة عمى تبسيط التراث الثقافي وتنظيمو تنظيما‬


‫سيكولوجيا لكي يناسب ومراحل النمو المختمفة لمفرد حسب ما تؤىمو لو‬
‫استعداداتو وقدراتو‪.‬‬

‫‪ -‬ومن خالل المناىج والمشاركة في المناقشة واألنشطة التعميمية عمى‬


‫رأسيا التربية بدنية والرياضية واألنشطة الحرة المرتبطة بأىداف‬
‫المدرسة التربوية وبتفاعل التالميذ خارج الصف الدراسي‪.‬‬

‫‪ .4‬وظيفة التربية البدنية والرياضية‪:‬‬


‫ولمتربية البدنية وظائف عدة منيا‪:‬‬

‫الوظيفة النفسية االجتماعية‪ ،‬أداة لموحدة والتفاعل االجتماعي وليا وظيفة‬


‫تربوية‪...‬وأىميا كالتالي‪:‬‬

‫وظيفة التنشئة االجتماعية‪ ( :‬إياد‪ ،‬مروان‪ ،2002 ،‬ص‪ 60‬ص‪)61‬‬

‫ت‪.‬ب‪.‬ر أداة التنشئة االجتماعية وىي عممية تمقين الفرد قيم ومقاييس ومفاىيم‬
‫مجتمعو الذي يعيش فيو‪،‬والمعروف أن التربية البدنية والرياضية بصفتيا ظاىرة‬

‫‪354‬‬
‫بوكبشة جمعية‬

‫اجتماعية تسعى الكتساب الفرد مختمف نواحي وجوانب السموك االجتماعي‬


‫المقبول‪،‬كالتعاون واألخالق الحميدة والروح الرياضية الجيدة ‪،‬فالرياضة أصبحت‬
‫ليا أبعاد كبيرة في حياة الفرد والمجتمع فمن خالل المشاركة يتضح لنا دورىا‬
‫الميم في عممية التنشئة االجتماعية حيث يتمكن الرياضي من حمل التقاليد‬
‫والعادات الصحيحة‪،‬وكل جوانب التطور االجتماعي والحضاري من‬
‫لممجتمع‪،‬ويبرز خالل المنافسات الرياضية كل القيم السميمة والممارسات‬
‫الصائبة ليكون نموذجا صحيحا لمجتمعو‪،‬ويكس جانبا كبي ار من روح التعاون‬
‫والمساعدة‪ ،‬ويكون ىدفو األساسي إبراز واستغالل إمكانياتيا الذاتية من قدرات‬
‫وميارات واستعدادات من أجل تحقيق أألىداف الكبيرة لمجتمعو‪،‬وتعزيز مكانتيا‬
‫في عممية التنشئة االجتماعية‪،‬وبذلك تأخذ الفعاليات الرياضية أىميتيا ومكانتيا‬
‫في عممية التنشئة االجتماعية‪،‬التي ىي عممية ميمة لكل من الفرد والمجتمع‪.‬‬

‫ومن ىنا يمكننا التحدث عن أىم ميزة سيكولوجية تحققيا التربية البدنية بأدائيا‬
‫ألىم وظيفة التنشئة االجتماعية وىي تكوين شخصية معينة لمرياضيين وتتحدد‬
‫من خالل عدة إسيامات لبعض المؤسسات وليا عدة أثار من خالل الممارسة‬
‫وأىميا الجانب الصحي‪.‬‬

‫‪ .5‬أثر الرياضة في الشخصية‬


‫لمتربية البدنية أثر كبير عمى تكوين شخصية الفرد وتحقيق أىداف صحية‬
‫معينة وعمى ىذا النحو فيي ليست حاشية أو زينة تضاف لمبرنامج المدرسي‬
‫كوسيمة لشغل األطفال لكنيا عمى العكس منذ ذلك فيي جزء من التربية وعن‬
‫طريق برنامج التربية البدنية الموجو توجييا صحيحا يكتسب األطفال الميارات‬
‫بطريقة مفيدة‪.‬‬

‫ولمرياضة البدنية أىداف عامة وخاصة ىي‪:‬‬

‫‪355‬‬
‫دراسة تحميمية لتأثير البيئة االجتماعية في تكوين الشخصية الرياضية‬

‫‪ -1‬تنمية الميارات النافعة لمحياة‪.‬‬


‫‪ -2‬تنمية الكفاية العقمية والذىنية‬
‫‪ -3‬النمو االجتماعي‬
‫‪ -4‬التمتع بالنشاط البدني والترويحي وشغل أوقات الفراغ‪.‬‬
‫‪ -5‬ممارسة الحياة الصحية السميمة‪.‬‬
‫‪ -6‬تنمية صفات القيادة الصالحة والتعبئة الكريمة بين المواطنين‪.‬‬
‫‪ -7‬إتاحة الفرص لمنابغين لموصول إلى البطولة وتنمية الكفاءات‬
‫والمواىب الخاصة‪.‬القيادة الصالحة والتعبئة الكريمة بين المواطنين‪(.‬‬
‫و ازرة التربية الوطنية ‪، ،‬ص‪).3،4‬‬
‫ومن ىذه األىداف يتضح أن دور الرياضة ال يتمثل في تكوين الشخصية‬
‫بل أنيا تسيم كذلك في التعرف عمييا‪،‬عمى حقيقتيا وطبيعتيا‪ ،‬ىذا التعرف‬
‫الذي يعد خطوة أساسية وضرورية في عممية عالجيا وتنميتيا وتوجيييا‬
‫وتحديد قدراتيا وميوليا وامكانياتيا‪.‬‬

‫فالرياضة جزء ال يتج أز من نسيج الشخصية المتين‪ ،‬وعامال أساسيا في‬


‫إعدادىا وتكوينيا‪ ،‬وذلك من خالل مؤثراتيا اآلتية‪:‬‬

‫االثر الصحي ‪:‬‬

‫تعمل الرياضة أساسا عمى تحقيق الصحة بمفيوميا الشامل من صحة جسمية‬
‫وعقم ية ونفسية واجتماعية فيي غنية بالفرص التي تحقق الصحة بمعناىا‬
‫المتكامل‪.‬‬

‫فالتربية الصحية والرياضة ترتبط ارتباطا وثيقا وذلك من خالل التغذية الجيدة‬
‫وبين ما يترتب عمييا من قدرة عمى ممارسة النشاط الرياضي بكفاءة‪،‬وأيضا‬
‫العالقة بين قضاء وقت الفراغ بطريقة تساعد عمى تجديد حيوية الجسم من‬

‫‪356‬‬
‫بوكبشة جمعية‬

‫خالل ممارسة أنواع األنشطة الرياضية‪،‬وأثر ذلك عمى صحة الفرد‪،‬األمر الذي‬
‫يتطمب تنمية المعروفة بأن الرياضة ضرورة من ضرورات الحياة‪،‬فالرياضة‬
‫تمعب دو ار ىاما في المستوى الصحي لمشعب‪،‬حيث أنيا تساعد الناس عمى‬
‫اكتساب حياة صحية ومن خالل التردد المنتظم عمى المالعب يقتصر الطريق‬
‫إلى األطباء واننا دائما نؤكد أن تطور القدرات الجسمية لمفرد يعتبر من‬
‫المحتويات الرئيسية لتكوين الشخصية المتطورة النامية‪( .‬أحمد ‪،‬بثينة‬
‫‪،2005،‬ص‪)26،27‬‬

‫المياقة الصحية‪ :‬وىي منطمق الممارسة الرياضية ويقصد بيا سالمة أعضاء‬
‫الجسم المختمفة كجياز الدوري والتنفسي والعصبي‪(.‬احمد‪ ،‬بثينة‪ ،‬ص‪)27‬‬

‫التكوين المزاجي بأنواعو باإلضافة إلى عوامل أخرى منيا‪ :‬الترويحي‪ ،‬العقمي‬
‫الفكري ‪...‬الخ‬

‫‪ -6‬تاثير البيئة االجتماعية عمى تكوين الشحصية الرياضية ‪:‬‬


‫ان البيئة االجتماعية عامل جد ميم في تكوين الشخصية الرياضية وىي‬
‫بطبيعتيا تنقسم إلى قسمين المؤسسات الرسمية وغير الرسمية وعمى رأسيا‬
‫األسرة والمدرسة‪.‬‬

‫‪ -1‬األسرة‪:‬‬

‫إذ تعتبر أحد التنظيمات االجتماعية والمسئول األول عن عممية التنشئة‬


‫الرياضية ‪،‬وأقواىا تأثي ار عمى سموك الشخص وتحديد المستقبل إلى حد بعيد‬
‫حيث يكتسب عاداتو وميولو واتجاىاتو التي ترتبط جميعيا باتجاىات وميول‬
‫وميارات الوالدين والمدرس والمدرب والقدوة‪.‬‬

‫‪357‬‬
‫دراسة تحميمية لتأثير البيئة االجتماعية في تكوين الشخصية الرياضية‬

‫ومن ىنا فاألسرة غير مشجعة عمى ممارسة النشاط الرياضي فقد ينعكس ذلك‬
‫عمى سموك األبناء وتجعل اتجاىاتيم سمبية نحو ممارسة النشاط ا لرياضي‪.‬‬

‫‪ .2‬المدرسة‪:‬‬

‫ىي المنظمة التربوية التي تعمل عمى إكساب الطالب مختمف الميارات‬
‫والخبرات المرغوب فييا‪ ،‬وتوفير الظروف المناسبة لمنمو جسمانيا ونفسيا‬
‫واجتماعيا وانفعاليا‪ .‬وذلك تكممة لما بدأتو األسرة وتزيد عميو كما تقوم بوظيفة‬
‫التنشئة ونقل الثقافات وتوفير الظروف المناسبة لمنمو الجسمي والعقمي‬
‫واالنفعالي واالجتماعي‪(.‬احمد‪ ،‬بثينة‪ ،‬ص‪)40‬‬

‫إضافة إلى ىذا ىناك مؤسسات أخرى منيا جماعة الرفاق (األقران) التي ليا‬
‫بدورىا تأثير كبير عمى ممارسة الرياضة واالنتماء لألندية والجمعيات ووسائل‬
‫اإلعالم كميا تأثير ايجابي عمى ممارسة الفرد لمرياضة وىذا ما ينعكس عمى‬
‫تكوينو المتزن‪.‬‬

‫‪ -7‬مظاهر الشخصية الرياضية (احمد‪ ،‬بثينة‪ ،‬ص‪)21‬‬


‫وتظير عمى الفرد الرياضي بعض السمات والمظاىر التي عن الرياضة في‬
‫بناء شخصيتو وتتمثل في ‪:‬‬

‫‪ .1.7‬التنظيم البدني ‪:‬‬

‫تظير مكونات التنظيم البدني لمشخصية الرياضية من خالل األبعاد البدنية‬


‫التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬النمط البدني ‪ :‬يتأثر بعاممين الوراثة والبيئة وىو يؤىل الفرد لمتوجو‬
‫نحو أنشطة الرياضية معينة دون غيرىا ‪.‬‬

‫‪358‬‬
‫بوكبشة جمعية‬

‫‪ -2‬الصحة العامة ‪:‬وتتمثل في الخمو من األمراض الوراثية والمكتسبة‬


‫وسالمة الحواس والجياز العصبي والغدد وعممية اليدم والبناء وىو ما‬
‫يؤىل الرياضي لمحيوية والنشاط أو الخمول والكسل خالل تفاعمو مع‬
‫البيئة ‪.‬‬
‫‪ -3‬القدرة البدنية العامة‪ :‬وتتمثل فيما يتمتع بو الرياضي من قوة وسرعة‬
‫ومرونة ورشاقة والممارسة الرياضية بصفة عامة ‪.‬‬
‫‪ -4‬القدرة البدنية الحركية الخاصة‪:‬‬
‫وتتمثل في ما لدى الرياضي من قدرات بنية وميارات حركية خاصة بنوع‬
‫النشاط الذي يمارسو‪.‬‬

‫ولدينا كذلك التنظيم العقمي يتكون من عدة أبعاد والتنظيم االنفعالي ‪.‬‬

‫وبيذا تعتبر البيئة االجتماعية مرجع أساسي لتكممة نمو شخصية سوية لدى‬
‫الرياضي مع تحقيق أبعاد معينة‪ ،‬اذ تساىم بشكل فعال في فيم الظواىر‬
‫ومميزاتيا وتتمثل في‪:‬‬

‫‪ ‬مدى تأثير النشاطات البدنية عمى الجسم بصفة عامة واألجيزة الحيوية‬
‫بصفة خاصة والتغييرات التي تط أر جراء ممارستيا‪.‬‬
‫‪ ‬اطالع التالميذ بصفة مجسدة عمى مفيوم المجيود بمعناه الواسع‪،‬‬
‫وعمى توافق وتناسق الحركات وعالقتيما بالمردود كما وكيفا‪،‬خالل‬
‫النشاطات البدنية الرياضية‪.‬‬
‫‪ ‬غرس قيم التربية الصحية‪ ،‬والتعود عمى نظافة جسمو وممبسو والوسط‬
‫الذي يعيش فيو‪.‬‬

‫‪359‬‬
‫دراسة تحميمية لتأثير البيئة االجتماعية في تكوين الشخصية الرياضية‬

‫‪ ‬فيم كيفية استعمال واستثمار حركية أطراف جسمو وتسييرىا‪،‬ألداء‬


‫ميارات دقيقة وفعالة لضمان أفضل مردود يتطمبو الموقف أو‬
‫الوضعية‪.‬‬
‫وضعيات‬ ‫خالل‬ ‫بميارات‪،‬‬ ‫‪ ‬القيام بنشاطات تعميمية مرتبطة‬
‫تعميمية‪/‬تعمميو يضع كال من التمميذ والمعمم أمام حتمية التطبيق الدقيق‬
‫ليا‪ ،‬وىو ما يولد ويطور مفيوم الصرامة في العمل واإلتقان‪.‬‬
‫‪ -8‬الخاتمة‪:‬‬
‫بما أن التربية جزء من التربية العامة فإنيا ليست خدعة زائدة تقدميا الدولة‬
‫ألبنائيا‪ ،‬وليست ترفا ينعم بو بعض األفراد ويحرم منو البعض األخر وانما‬
‫ىي معنى من معاني عممية بناء اإلنسان وجزء من بناء المجتمع‪ ،‬وبيذا‬
‫يتم بناء شخصية صحيحة لكل فرد عن طريق تنشئة اجتماعية لتحقيق‬
‫أىداف معينة‪.‬‬

‫وأختم القول بمقولتين ىامتين لمغزالي حيث ان محبة أي عمم كان تكون منذ‬
‫الصغر أي أن القاعدة األساسية ىي المرحمة االبتدائية ‪.‬‬

‫يصف الغزالي الطفل بقولو "‪ ...‬قمبو الطاىر جوىرة نفسية ساذجة خالية‬
‫من كل نقش وصورة‪ ،‬وىو قابل لكل ما نقش عميو‪""...‬‬

‫ويرى‪ ..."":‬أن يؤذن لو بعد االنصراف من الكتاب أن يمعب لعبا جميال‬


‫يستريح إليو من تعب المكتب‪ ،‬بحيث يتعب من المعب فإن منع الصبي من‬
‫المعب وارىاقو بالعمم يميت قمبو‪ ،‬ويبطل ذكاءه وينغص عميو‬
‫العيش""(محمد‪ ،1991 ،‬ص‪)200‬‬

‫ويوصي طالب العمم أن يراعي الترتيب ويبتدئ باألىم‪ ،‬وأن يأخذ من كل‬
‫عمم أحسنو ألن العمر ال يتسع لجميع العموم‪.‬‬

‫‪360‬‬
‫بوكبشة جمعية‬

‫لذا تعتبر مادة التربية البدنية والرياضية مادة مستعممة الستثارة نشاط‬
‫األطفال مستمدة من البيئة المحيطة تجعميم قادرين عمى التكيف مع‬
‫المجتمع‪ ،‬ويجب عمى المدرسة أن تصبح مركز لتخرج أفراد قادرين ال عمى‬
‫التكيف مع مجتمع فحسب بل النيوض بو ورفع مستواه أيضا ومن ثم يجب‬
‫أن تعتبر المدرسة بيئة يتغذى من نشاطيا المجتمع بما فيو‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪ .1‬أحمد أمين فوزي‪ ،‬بثينة محمد فاضل‪ ،‬سيكولوجية الشخصية الرياضية‪،‬‬


‫القاىرة‪ :‬المكتبة المصرية‪2005،‬‬

‫‪ .2‬إياد عبد الكريم العزاوي ‪،‬مروان عبد المجيد إبراىيم‪ ،‬عمم االجتماع التربوي‬
‫الرياضي ‪،‬عمان‪ :‬دار الثقافة ‪2002 ،‬‬

‫‪ .3‬تأليف مجموعة من األساتذة العرب‪ ،‬معجم العموم االجتماعية‪ ،‬القاىرة‪:‬‬


‫اليونسكو‪.1975 ،‬‬

‫‪ .4‬جون دوي‪ ،‬الديمقراطية والتربية ‪،‬ترجمة منى عقراوي‪ ،‬وزكرياء ميخائيل‪،‬‬


‫ط‪ ،2‬القاىرة‪ :‬مطبعة لجنة التأليف‪1954،‬‬

‫‪ .5‬حامد عبد السالم زىران‪ ،‬عمم النفس االجتماعي ‪ ،‬القاىرة‪1977،‬‬

‫‪ .6‬سميرة أحمد السيد‪،‬عمم اجتماع التربية‪ ،‬القاىرة ‪ :‬دار الفكر العربي ‪1993،‬‬

‫‪ .7‬محمد ابن حامد الغزالي‪ ،‬ج‪ ،3‬الجزائر‪ :‬دار الثقافة ‪.1991 ،‬‬

‫‪ .8‬و ازرة التربية الوطنية ‪ ،‬تكوين المعممين‪ ،‬د سنة‪.‬‬

‫‪361‬‬

You might also like