‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫جامعة الحاج لخضر باتنة ‪1‬‬

‫كلية الحقوق و العلوم‬
‫السياسية‬
‫المجموعة‪ :‬الثانية‬
‫الفوج‪16 :‬‬

‫احكام االلتزام‬

‫بطاقة تقنية حول االلتزام التخييري‬

‫الطالب‪ :‬ناصري أمجد رامي‬

 ‫‪2‬‬

‫المقدمة ‪:‬‬

‫إطارا‬
‫ً‬ ‫سا أساسيًا في النظام القانوني ألي دولة‪ ،‬حيث توفر‬
‫تعد قوانين االلتزام والتعاقد أسا ً‬

‫قانونيًا لتنظيم العالقات المدنية والتجارية بين األفراد والمؤسسات‪ .‬وفي سياق القانون‬

‫المدني الجزائري‪ ،‬يأخذ مبدأ االلتزام التخييري مكانًا مه ًما في هذا النظام‪ ،‬حيث يشكل أحد‬

‫أهم المبادئ التي تحكم عملية التعاقد وااللتزام‪.‬‬

‫مفهوم االلتزام التخييري ‪:‬‬

‫االلتزام التخييري هو مبدأ قانوني يعني أن األفراد لديهم حرية االختيار والتقرير في‬

‫القرارات التي تخصهم‪ ،‬دون تعرضهم لإلجبار أو التهديد‪ .‬بمعنى آخر‪ ،‬يمتلك الفرد حرية‬

‫اتخاذ القرارات بنا ًء على إرادته الخاصة‪ ،‬وذلك في إطار القوانين واألنظمة المعمول بها‪.‬‬

‫في سياق القانون‪ ،‬يُعتبر االلتزام التخييري مبدأً أساسيًا يُطبق في عدة مجاالت‪ ،‬مثل العقود‬

‫والعالقات األسرية والقانون الجنائي‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬في العقود‪ ،‬يتيح هذا المبدأ‬

‫لألطراف إمكانية التفاوض واالتفاق على شروط العقد بحرية‪ ،‬دون أن يتعرض أحدهما‬

‫للضغط أو التهديد‪.‬‬
 ‫‪3‬‬

‫وبموجب هذا المبدأ‪ ،‬يكون االلتزام تخييريا إذا شمل محله أشياء متعددة تبرأ ذمة المدين‬

‫براءة تامة إذا أدى واحدا منها ‪ ،‬يكون الخيار للمدين مالم ينص القانون على ذلك ‪.‬‬

‫أسس و مبادئ اآللتزام التخييري ‪:‬‬

‫في القانون المدني الجزائري‪ ،‬تتمحور أسس ومبادئ االلتزام التخييري حول حماية‬

‫حرية األفراد في اتخاذ القرارات وتحديد االلتزامات التي يرغبون فيها‪ ،‬مما يشكل أساسا ً‬

‫للعالقات المدنية والتعاقدية‪ .‬من أبرز األسس والمبادئ وفقا ً للقانون المدني الجزائري‪:‬‬

‫‪ .1‬حرية االختيار واإلرادة الحرة‪:‬‬

‫• يتيح القانون المدني الجزائري لألفراد حرية اختيار القرارات التي يرغبون فيها‬

‫بحرية دون تدخل قهري أو تهديد‪.‬‬

‫• يجب أن يكون االلتزام مبنيًا على إرادة حرة من األطراف دون أي إكراه أو‬

‫تهديد‪.‬‬

‫‪ .2‬الوعي واإلدراك‪:‬‬

‫• يشترط القانون المدني الجزائري أن يكون لألطراف وعي تام بالشروط والتبعات‬

‫القانونية والمالية واالجتماعية لاللتزامات التي يتخذونها‪.‬‬

‫• يجب على األطراف أن يفهموا جميع الجوانب واآلثار القانونية للقرارات التي‬

‫يتخذونها‪.‬‬
 ‫‪4‬‬

‫‪ .3‬قدرة الشخص‪:‬‬

‫قادرا قانونًا على االلتزام بالعقد‪.‬‬

‫• يجب أن يكون الشخص ً‬

‫ً‬
‫وعاقال وغير معرض ألي قيود قانونية‬ ‫• يشترط القانون أن يكون الشخص بالغًا‬

‫تمنعه من االلتزام‪.‬‬

‫‪ .4‬امتثال االلتزام للقانون‪:‬‬

‫• يتطلب االلتزام أن يكون متوافقًا مع القوانين واألنظمة المعمول بها‪.‬‬

‫• يجب أن يكون االلتزام متوافقًا مع القوانين الجزائرية السارية دون تعارض معها‪.‬‬

‫‪ .5‬المساواة والعدالة‪:‬‬

‫• يهدف مبدأ االلتزام التخييري إلى تحقيق المساواة والعدالة في العالقات المدنية‬

‫والتعاقدية‪ ،‬وضمان حقوق األفراد دون تمييز‪.‬‬

‫شروط صحة االلتزام التخييري ‪:‬‬

‫‪ .1‬تعدد محل االلتزام‪:‬‬

‫• تعني أن يكون هناك خيارات متعددة لاللتزام‪ ،‬بمعنى أن المدين يمكنه اختيار أداء‬

‫واجب معين من بين عدة بدائل‪.‬‬

‫• الحكمة‪ :‬تتيح هذه الشروط مرونة للمدين في تنفيذ االلتزام‪ ،‬مما يحافظ على‬

‫مرونة وتوازن العقد‪.‬‬

 ‫‪5‬‬

‫‪ .2‬وجودية ومشروعية كل محل من المحال المتعددة‪:‬‬

‫• يجب أن يكون كل محل من الخيارات ممكنًا ومشرو ً‬

‫عا‪ ،‬بمعنى أنه يجب أن تكون‬

‫البدائل المتاحة قانونية وممكنة للتنفيذ‪.‬‬

‫• الحكمة‪ :‬يضمن هذا الشرط أن االلتزامات المتاحة للمدين ال تتعارض مع القوانين‬

‫أو المبادئ األخالقية‪.‬‬

‫‪ .3‬االلتزام بأداء واحد فقط عند الوفاء‪:‬‬

‫• يعني أن المدين لن يكون ملز ًما بأكثر من بديل واحد عندما يأتي الوقت ألداء‬

‫االلتزام‪.‬‬

‫• الحكمة‪ :‬يحمي هذا الشرط حقوق الطرفين في العقد‪ ،‬حيث يكون هناك وضوح‬

‫فيما يتعين على المدين أداؤه عندما يكون الوقت مالئ ًما لذلك‪.‬‬

‫أحقية استعمال خيار التعيين ‪:‬‬

‫‪ .1‬األصل أن حق االختيار ثابت و مقرر لمصلحة المدين‪:‬‬

‫• يعني أن األمر األساسي هو أن حق االختيار مخصص للمدين‪ ،‬وهذا‬

‫يعكس مصلحته في اختيار األداء الذي يناسبه بشكل أفضل‪.‬‬

‫‪ .2‬من جهة ثانية أجاز المشرع الجزائري اتفاق المتعاقدين على أن يكون الخيار‬

‫للدائن‪:‬‬
 ‫‪6‬‬

‫• يشير هذا إلى أنه باالتفاق بين األطراف‪ ،‬يمكن تحويل حق االختيار من المدين‬

‫إلى الدائن‪ ،‬وهذا يعتمد على االتفاق بينهما‪.‬‬

‫تطبيقات االلتزام التخييري وفق القانون المدني الجزائري ‪:‬‬

‫تشمل مجموعة واسعة من العقود والعالقات القانونية التي يتم التفاوض فيها بحرية بين‬

‫األطراف‪ .‬إليك بعض األمثلة على تطبيقات االلتزام التخييري في القانون المدني‬

‫الجزائري‪:‬‬

‫‪ .1‬عقود البيع والشراء‪:‬‬

‫• عندما يتفق البائع والمشتري على شروط البيع والشراء بحرية دون إكراه أو‬

‫تهديد‪ ،‬يتم تطبيق مبدأ االلتزام التخييري‪.‬‬

‫‪ .2‬عقود اإليجار والتأجير‪:‬‬

‫• عندما يتم التفاوض بحرية بين المالك والمستأجر على شروط اإليجار والتأجير‪،‬‬

‫ويتم قبول الشروط دون إكراه‪ ،‬يكون هذا تطبيقًا لمبدأ االلتزام التخييري‪.‬‬

‫‪ .3‬عقود الخدمات المهنية‪:‬‬

‫• عندما يتفق العميل والمقدم للخدمة على شروط الخدمة بحرية دون تهديد أو‬

‫إكراه‪ ،‬يتم تطبيق مبدأ االلتزام التخييري‪.‬‬

‫‪ .4‬عقود الشراكة والتعاون‪:‬‬

 ‫‪7‬‬

‫• عندما تتم عملية التفاوض بين الشركاء بحرية لتحديد شروط الشراكة والتعاون‪،‬‬

‫ويتم قبول الشروط بشكل متفق عليه دون إكراه‪ ،‬يتم تطبيق مبدأ االلتزام التخييري‪.‬‬

‫‪ .5‬عقود التأمين‪:‬‬

‫• عندما يتم التفاوض بحرية بين شركة التأمين والمؤمن عليه لتحديد شروط‬

‫التأمين‪ ،‬ويتم قبول الشروط بدون إكراه‪ ،‬يكون هذا تطبيقًا لمبدأ االلتزام التخييري‪.‬‬

‫‪ .6‬عقود العمل‪:‬‬

‫• عندما يتم التفاوض بحرية بين صاحب العمل والعامل على شروط العقد‪ ،‬ويتم‬

‫االلتزام بالشروط بدون إكراه‪ ،‬يتم تطبيق مبدأ االلتزام التخييري‪.‬‬

‫الخاتمة ‪:‬‬

‫سا أساسيًا لتنظيم‬

‫في الختام‪ ،‬يمثل مبدأ االلتزام التخييري في القانون المدني الجزائري أسا ً‬

‫العالقات القانونية بين األفراد والمؤسسات‪ .‬من خالل تطبيق مبادئ الحرية والوعي‬

‫والقدرة القانونية‪ ،‬يتمكن األفراد من التفاوض والتوافق على الشروط وااللتزامات بحرية‬

‫ودون تهديد أو إكراه‪.‬‬