Professional Documents
Culture Documents
الجوانب النظرية والفكرية لترجمة القوائم المالية الأجنبية
الجوانب النظرية والفكرية لترجمة القوائم المالية الأجنبية
مقدمــة .
الملخـــص .
14
مقدمـة :
هناك العديد من التطورات االقتصادية التى حدثت منذ بداية الستينيات ،والتي تمثلت
في الممارسات االقتصادية التي تقوم بها الشركات خارج نطاق الحدود اإلقليمية للدولة
التي تقيم فيها ،ولقد نتج عن ذلك وجود شركات مصرية لها فروع ( سواء كان فرعًا مستقًال
أو غير مستقل ) تعمل خارج مصر فى دول مختلفة ،كل منها يعبر عن أرصدة عملياته
بواسطة عملة البلد التى يعمل بها الفرع والتى تختلف عن عملة المركز الرئيسى ،ونظرًا ألن
المركز الرئيسي البد أن يتابع أعمال فروعه الخارجية ،ويتلقي قوائمها المالية المعدة بعملة البلد
الكائن بها الفرع ،كما أنه يقوم بإعداد موازنات تخطيطية وتقارير إدارية داخلية
وقوائم منشورة علي أساس وحدة نقد وطنية واحدة ،لذلك ظهرت الحاجة إلى ضرورة إعداد
قوائم مالية موحدة تضم حسابات كل من المركز والفروع المختلفة مما يتطلب ترجمة القوائم
المالية للفروع الخارجية ( القوائم األجنبية ) إلى العملة المستخدمة فى إعداد القوائم المالية
للمركز الرئيسى حتى يسهل إعداد القوائم المالية الموحدة ،مع توفير مجموعة من المعلومات
التي تسهم في اتخاذ القرارات في نفس البلد الذي تعد فيه القوائم المالية للفروع الخارجية ،
وكذلك في البلد الذي يمارس فيه المركز الرئيسي نشاطه .
الشك أن جوهر عملية ترجمة القوائم المالية تنحصر فى كيفية توحيد حسابات الفروع
مع حسابات المركز الرئيسى وذلك الختالف العمالت المعدة على أساسها القوائم المالية بين
المركز الرئيسى وفروعه الخارجية ،وألغراض إعداد قوائم مالية موحدة على مستوى الشركة
ككل فإن األمر يتطلب توحيد العملة المستخدمة فى التعبير عن مراكز األموال وحركتها التى
تعرض لها القوائم المالية ،وهذا التجانس في العملة من شأنه تسهيل إعداد الحسابات الختامية
والتقارير المالية الموحدة للمجموعة وبالتالي توفير البيانات والمعلومات المحاسبية الالزمة
التخاذ القرارات اإلدارية المناسبة .وفى الواقع العملى تعتبر عملة دولة المركز الرئيسى
هى األساس الذى تأخذ به العديد من الشركات األم سواء ألغراض إعداد التقارير المالية الدورية
إن المركز الرئيسي وهو بصدد ترجمة عناصر القوائم المالية للفروع الخارجية
يواجه مشكلة رئيسية وهي التمييز بين عملة القياس التي يستخدمها الفرع الخارجي في مزاولة
األنشطة الخاصة به وعملة التقرير المستخدمة بمعرفة المركز الرئيسي ،إن عملية التمييز
بين عملة القياس وعملة التقرير تؤثر بشكل ملموس علي اإلجراءات التي تتبع بشأن عملية الترجمة ،
فقد تكون عملة القياس هي نفسها عملة التقرير وفي هذه الحالة لن تظهر مشكلة الترجمة ،
أما في األحوال التي تختلف فيها عملة القياس عن عملة التقرير تكون هناك ضرورة البحث
عن سعر الصرف المناسب الستخدامه في عملية الترجمة والذي يعد أحد المشاكل الهامة في موضوع
ترجمة القوائم المالية للفروع الخارجية نتيجة لتعدد أسعار الصرف وعدم ثباتها واستقرارها .
وجدير بالذكر أن المركز الرئيسي يتحمل مخاطر في حالة إنشاء فروع خارجية تتمثل
في خطر التقلبات في سعر الصرف بين وحدات العملة المحلية للمركز الرئيسي والعملة األجنبية
للفرع الخارجي من فترة إلي أخري ،مما يعني وجود فروق في أسعار الصرف في صورة
مكاسب أو خسائر ترجمة عملة ،وبالتالى البد من التقرير عن اآلثار المحاسبية لمخاطر
الصرف األجنبى المترتبة على عملية ترجمة القوائم المالية للفروع الخارجية لعملة المركز
الرئيسى وذلك من خالل القوائم المالية الموحدة المنشورة.
-االستدالل علي العملة الوظيفية للفرع الخارجي والتفرقة بين الفروع المستقلة والفروع
الدراسات السابقة التي تعرضت لتلك المشكلة تم تصنيفها إلي أربع مجموعات رئيسية :
المبحث األول
ترجمة القوائم المالية للفروع الخارجية
17
يعد موضوع ترجمة القوائم المالية لفروع الشركات المصرية التى تعمل خارج مصر
تمهيدًا إلعداد القوائم المالية الموحدة للشركة من الموضوعات التى يثار بشأنها جدل كبير
لوجود العديد من المشاكل والصعوبات.
إن جوهر المشكلة يكمن فى أن هذه الشركات يكون لها العديد من الفروع فى
دول عديدة لكل منها عملتها الخاصة ،وعند قيام المركز الرئيسى بإعداد القوائم المالية الموحدة
للمجموعة يواجه بأن البنود التى تتضمنها القوائم المالية للفروع الخارجية مقاسة بأنواع عمالت
مختلفة عن بعضها وعن عملة المركز ،ولكي يتمكن المركز الرئيسى من إعداد القوائم المالية
الموحدة للشركة فإن األمر يستلزم ضرورة ترجمة قيم البنود التى تظهر بالقوائم المالية الخاصة
بهذه الفروع من العملة الوظيفية لهذه الفروع (عملة القياس) إلى عملة المركز الرئيسى (عملة
التقرير) ،حتى تكون عناصر القوائم المالية للمركز الرئيسى والفروع الخارجية مقاسة بوحدات
قياس متماثلة ،والشك أن ذلك يتطلب ضرورة التفرقة بين عملة القياس للفرع الخارجي
وعملة التقرير للمركز الرئيسي قبل البدء في عملية الترجمة ،ويتم ذلك عن طريق االستعانة
بمجموعة من المؤشرات لالستدالل علي العملة الوظيفية للفرع الخارجي ،باإلضافة إلي أن هذه
المؤشرات تسهم أيضًا في تحديد عالقة الفرع الخارجي بالمركز الرئيسي لمعرفة ما إذا كان
هذا الفرع مستقل في مزاولة نشاطه عن المركز أم أنه يعد امتدادًا لعمليات المركز الرئيسي ،
وبناًء علي تحديد العملة الوظيفية للفرع الخارجي مع تحديد طبيعة عالقته بالمركز الرئيسي
تتحدد اإلجراءات التي يجب أن تتبع للتعبير عن القوائم المالية للفرع الخارجي بعملة المركز
الرئيسي .
وتعد أسعار صرف العمالت األجنبية هى الوسيلة التى تستخدم لترجمة القوائم المالية
المعدة بعملة أجنبية والتى تخص الفروع الخارجية للمقابل لها من العملة المحلية ،
فالترجمة هى عملية محاسبية حيث تأخذ قيم بنود القوائم المالية األجنبية والمعدة بعملة
القياس وتحولها إلى ما يعادلها بعملة التقرير المستخدمة من قبل المركز الرئيسي ،لذا فإن عملية
18
الترجمة تتعلق أساسًا بتحديد سعر أو أسعار الصرف التى تستخدم فى الترجمة
والتى تعد من المشاكل الهامة فى موضوع ترجمة القوائم المالية األجنبية خاصة أن سعر
الصرف الذى يستخدم فى ترجمة القوائم المالية الخاصة بالفروع الخارجية فى حالة تغيير
وتقلب مستمر ،كما قد يشتمل استخدام سعر الصرف كًال من السعر التاريخي والسعر الجاري
باإلضافة إلي متوسط ألسعار الصرف السائدة خالل الفترة التي أعدت عنها القوائم المالية
األجنبية ،ويترتب علي استخدام أسعار الصرف في الترجمة نشأة فروق تسمي بمكاسب
أو خسائر الترجمة نتيجة التغيرات في أسعار صرف العمالت األجنبية ولكن يجب اإلشارة إلي
أن هذه الفروق قد ال تكون نتيجة التغيرات في أسعار الصرف فقط وإ نما يرجع جزء منها إلي
وجود تقلب في القوة الشرائية لهذه العمالت .
تبدو أهمية ترجمة القوائم المالية للفروع الخارجية فى أن الشركات التى تزاول جزءًا من
عملياتها خارج حدود دولة المركز الرئيسى ال تستطيع أن تعد القوائم المالية الموحدة إال إذا تم
اإلفصاح عن حساباتها وحسابات فروعها المختلفة بواسطة عملة واحدة ،وغالبًا ما تتمثل هذه
العملة فى عملة المركز الرئيسى أى عملة التقرير التى تستخدم فى إعداد القوائم المالية الموحدة
للمجموعة ككل ،وهو ما يعنى التعبير عن أرصدة العمالت األجنبية بما يعادلها بالعملة المحلية
(عملة المركز الرئيسى) وذلك باستخدام عملية الترجمة ( ، )1وهذا يعد المبرر الرئيسي لعملية
ترجمة القوائم المالية للفروع الخارجية حيث تضطر الشركات الدولية إلي تجميع القوائم المالية
للمركز الرئيسي والفروع المختلفة إلعداد القوائم المالية الموحدة لسببين :
" قد تتطلب قوانين الضرائب ضرورة إعداد قوائم مالية موحدة للمجموعة ككل )1
ألن الضريبة تفرض علي دخل الشركة األم من جميع المصادر سواء الداخلية
()1
أو الخارجية " .
(
”1) Frederick D. S. Choi, Carol ann frost, Gary K. Meek, “International Accounting
( Third Edition New Jersey: Prentice – Hall International, Inc., 1999 ) p. 159.
1
) 1إبراهيم فريد محمد أمين " نحو تطوير القوائم المالية المجمعة للشركات متعددة الجنسية " ،المجلة العلمية
لإلقتصاد
والتجارة ،جامعة عين شمس ( العدد األول (الجزء األول) يناير ، ) 1987ص 998نقًال عن :
Arpan,J.S, and Radebaugh,L.E, " International Accounting and Multinational Enterprises " ,
)( Second Edition ; New York : John Wiley & Sons , Ltd., 1988
19
أن إعداد القوائم المالية الموحدة هو إجراء يتصف بالقبول العام ،حيث أشار كل )2
من )2( Arpan & Alhahimإلي أن ترجمة مفردات القوائم المالية للفروع الخارجية
من العملة األجنبية للفرع إلي عملة التقرير للمركز الرئيسي إلعداد القوائم المالية
الموحدة ضرورة حتمية لألسباب التالية :
-أن ممارسة النشاط من خالل مجموعة من الفروع الخارجية ـ بصرف النظر عما إذا
كانت مستقلة أو غير مستقلة ـ يرتبط بطريقة مباشرة أو غير مباشرة باألهداف العامة
للشركة في مجموعها كما تحددها إدارة المركز الرئيسي ،وإ عداد القوائم المالية الموحدة
بعملة المركز الرئيسي والتي ترتبط بهذه األهداف يسهم في توفير لغة تفاهم مشتركة علي
مستوي الوحدات التنظيمية المختلفة للشركة ( المركز الرئيسي والفروع ) .
-أن عدم ثبات أسعار الصرف بين عملة الفرع الخارجي وعملة المركز الرئيسي نتيجة
العديد من التأثيرات االقتصادية والسياسية وغيرها يؤدي إلي وجود فجوة بين داللة القيم
التي تحتويها التقارير من وجهة نظر كل من إدارة المركز الرئيسي وإ دارات الفروع
كنتيجة الستخدام كل منها عملة مختلفة في إعداد وتفسير هذه القيم .
باإلضافة إلي ما سبق هناك العديد من األسباب اإلضافية والتى تتطلب ترجمة القوائم
المالية للفروع الخارجية ،ومن بين هذه األسباب ما يلى:
2/1يتطلب إعداد تقييم متكامل عن الوضع المالى للشركة ككل تجميع القوائم المالية
للفروع الخارجية والمركز الرئيسى ( حيث يمثل الوضع المالي للفروع الخارجية جزءًا
من الوضع المالي للشركة ككل ) وذلك ال يتحقق إال بترجمة القوائم المالية للفروع الخارجية.
2/2توفير معلومات محاسبية عن فروع الشركات المصرية التى تعمل بالخارج للمستفيدين
من القوائم المالية بدولة المركز الرئيسى ،لذلك يستلزم األمر ترجمة القوائم المالية للفروع
الخارجية من عملة الدولة الموجود بها الفرع الخارجى إلى العملة المحلية للدولة الموجود
بها مستخدمي القوائم المالية والمهتمين بأمر الشركة.
2/3إعطاء معلومات عن اآلثار االقتصادية المتوقعة نتيجة التغيرات فى أسعار صرف العمالت
المستخدمة على التدفقات النقدية للشركة ككل(. )1
2
) Arpan , j.s, and Alhoshim, D , D., " International dimensions of Accounting " , wodsworth,
Inc., 1984 . p. 122 .
20
2/4محاولة المحافظة على النتائج المالية والعالقات التى تعكسها القوائم المالية الخاصة
بالفروع الخارجية والمعدة بالعملة الوظيفية ومحاولة إظهار نفس النتائج والعالقات بعد
ترجمة هذه القوائم المالية إلى عملة المركز الرئيسى (عملة التقرير) كما لو كانت عملية
الترجمة تتم فى نفس التاريخ الذى حدثت فيه تلك المعامالت وسجلت بدفاتر وسجالت
. ()2
الفرع الخارجى
2/5إعداد تقارير دورية عن أنشطة الفروع الخارجية لتقييم أداء تلك الفروع بعملة المركز
الرئيسى ،ومن ثم يمكن مقارنة ربحية الفروع المختلفة فى العديد من الدول التخاذ
القرارات المناسبة.
ومما سبق يمكن القول أن " هدف الترجمة األساسي يتحدد في التعبير عن قيم مفردات
العمليات ( بقائمة الدخل ) واألصول وااللتزامات وحقوق المالك ( بقائمة المركز المالي ) في
الفروع الخارجية بداللة العملة المحلية للمركز الرئيسي إلعداد القوائم المالية الموحدة " (.)3
ورغم ضرورة ترجمة بنود القوائم المالية للفروع الخارجية ،فإن هناك بعض الحاالت
يكون فيها من األفضل عدم الترجمة ،كما فى الحاالت اآلتية (:)4
أ -إذا كانت هناك عملة ثابتة ومستقرة وعملة أخرى شديدة التذبذب ،فإن الترجمة فى هذه
الحالة سوف ينتج عنها معلومات ليس لها أى داللة.
ب -إذا كانت القوائم المالية متعلقة بفروع مستقلة عن المركز الرئيسى وتقوم هذه الفروع
بنشر قوائمها ألغراض إعالمية للمقيمين بالخارج فقط ،فإن الترجمة فى هذه الحالة تصبح
غير ضرورية.
ج -إذا كانت العملة المستخدمة فى الفرع الخارجى تتسم بعدم االستقرار والتذبذب بطريقة
حادة ،فإن ذلك يعوق إعداد القوائم المالية الموحدة.
1) a) Patrick R. Delaney & et al., “Interpretation and Application of Generally Accepted
(
Accounting Principles”, (1998/99 Edition; Canada: John Wiley & Sons, Inc., 1999) p. 763.
& b) “ Financial Accounting Standards Board”, (1998/99 Edition; New York, John Wiley
Sons, Inc.,) p. F 60. 103.
2) Martin A. Mitter, “Generally Accepted Accounting Principles Guide”, 1984, p.p. 16.03-16.04
(
) 3إلدون س .هندريكسن " ،النظرية المحاسبية " ،ترجمة وتعريب كمال خليفة أبوزيد ( األسكندرية ،مطبعة
التوني ) 1992 ،ص 402
4) Frederick D. S. Choi, Carol ann frost, Gary K. Meek, OP. Cit., p. 176.
21
د -وأخيرًا إذا كانت هناك صعوبة فى التوصل إلى أسعار الصرف التاريخية والتى تتعلق
بالعناصر غير الجارية ،ففى هذه الحالة قد تستخدم معدالت يتم تحديدها بطرق تقريبية
مما يؤثر على داللة بنود القوائم المالية.
تمر معامالت فروع الشركات المصرية التى تعمل بالخارج بثالث مراحل -:
تتعلق بتسجيل العمليات المختلفة التى يقوم بها الفرع الخارجى بدفاتر الفرع ،
وال توجد مشكلة فى هذه المرحلة حيث تسجل هذه المعامالت بالعملة المستخدمة فى الدولة
التى يوجد بها الفرع.
وهى مرحلة القياس والتى يثار من خاللها تساؤل حول العملة أو العمالت التى تستخدم كوحدة
قياس سواء ألغراض توفير المعلومات الالزمة التخاذ القرارات المتعلقة باالستثمارات الدولية أو
التحويالت بين وحدات الشركة ،حيث تواجه الشركة األم مشكلة رئيسية وهى كيفية التمييز بين
عملة القياس التى تستخدم فى قياس الظواهر واألحداث االقتصادية الخاصة بالفرع الخارجى وتلك
التى تستخدم فى التقرير عن هذه العمليات فى صورة تقارير وقوائم مالية ،وبالتالى تحديد مدى
استقاللية الفرع الخارجي عن المركز الرئيسي ،وهو ما يستوجب تحديد النقاط التالية -:
إذا كانت التدفقات النقدية المرتبطة بمفردات أصول والتزامات الفرع الخارجى تتم فى
المقام األول بواسطة العملة األجنبية للبلد التى يعمل بها الفرع وبالتالى فهى غير مؤثرة على
التدفقات النقدية للشركة األم ،ففى هذه الحالة تكون العملة الوظيفية للفرع الخارجى هى نفسها
العملة المحلية للفرع ،أما إذا كانت التدفقات النقدية للفرع الخارجى ذات تأثير مباشر على
التدفقات النقدية للشركة األم ،فإن العملة الوظيفية للفرع الخارجى تكون هى نفسها عملة الشركة
األم.
في حالة ما إذا كانت أسعار البيع الخاصة بنشاط الفرع الخارجى ال تستجيب فى األجل
القصير للتغيرات فى أسعار الصرف ولكنها مقيدة عادة بالتنافس المحلى والتقارير الحكومية
المحلية بدولة الفرع ،فى هذه الحالة تكون العملة الوظيفية للفرع الخارجى هى نفسها العملة
المحلية للفرع ،أما إذا كانت أسعار البيع الخاصة بإنتاج الفرع الخارجى تستجيب فى األجل
القصير للتغيرات فى أسعار الصرف ،فإن العملة الوظيفية للفرع الخارجى تكون هى نفسها
عملة الشركة األم.
قد يتركز نشاط الفرع الخارجي في األسواق المحلية للدولة المستضيفة للفرع ،
وفى تلك الحالة تكون العملة الوظيفية للفرع الخارجى هى نفسها العملة المحلية للفرع ،
إما إذا كان نشاط الفرع الخارجى يقتصر علي االنتاج فقط أما نشاط التسويق يتم من خالل
األسواق الخاصة بالشركة األم أو يتم مزاولة هذا النشاط بواسطة عملة الشركة األم ،فإن العملة
الوظيفية ستكون هى نفسها عملة الشركة األم.
إذا كانت بنود التكاليف الخاصة بخدمات أو إنتاج الفرع الخارجى يتم سدادها بعملة
البلد المستضيفة للفرع ،فى هذه الحالة تكون العملة الوظيفية للفرع الخارجى هى نفسها
العملة المحلية ،أما إذا تم سداد بنود التكاليف المختلفة والخاصة بالفرع الخارجي بعملة الشركة
األم أو فى حالة الحصول على الموارد والعمالة وغيرها من بنود التكاليف األخري من خالل
بلد الشركة األم ،فإن العملة الوظيفية ستكون هى نفسها عملة الشركة األم.
إذا كانت العمليات الخاصة بالفرع الخارجى يتم تمويلها بواسطة العملة األجنبية وأن نجاح
هذه الخدمات المقدمة بواسطة الفرع يعتمد على ذلك التمويل ،فى هذه الحالة تكون العملة
الوظيفية للفرع الخارجى هى نفسها العملة المحلية للفرع ،أما إذا كانت العمليات الخاصة بالفرع
يتم تمويلها من قبل الشركة األم أو إذا كانت الموارد التى يحققها الفرع الخارجى غير كافية
لتلبية احتياجاته إال باالعتماد على موارد الشركة األم ،فإن العملة الوظيفية ستكون هى نفسها
عملة الشركة األم.
إذا كان حجم المعامالت التى تتم بين الفرع الخارجى والمركز الرئيسى ضئيًال ،
فى هذه الحالة تكون العملة الوظيفية هى نفسها العملة المحلية ،أما إذا اتسع حجم المعامالت
الداخلية التى تتم بين الفرع والمركز باإلضافة إلى أن عملة الشركة األم فى العادة هى العملة
المستخدمة فى إدارة الفرع الخارجى أو تمثل الدعامة األساسية فى كافة استثماراته ،
فى هذه الحالة تكون العملة الوظيفية للفرع الخارجى هى نفسها عملة الشركة األم .
المؤشرات
العملة الرسمية العملة المحلية
العملة المحلية للفرع
للمركز الرئيسي للفرع الخارجي
والعملة الرسمية للمركز
إذا تمت التدفقات النقدية إذا تمت التدفقات النقدية إذا تمت التدفقات النقدية -التدفقات النقدية
بواسطة عملة أخري . بواسطة العملة الرسمية بواسطة العملة األجنبية . للفرع .
للدولة األم .
إذا كانت أسعار البيــع إذا كانت أسعار البيع إذا كانت أسعار البيع -أسعار البيع
تتحدد بناًء علي التنافس تستجيب للتغيرات في تحدد بناًء علي التنافس الخاصة بنشاط
المحلي في دولة أخـري أسعار الصرف وذلك في المحلي في دولة الفرع .
بخالف دولة الفرع ودولة األجل القصير . الفرع .
ويتضح من الجدول السابق رقم ( )1أن العملة الوظيفية للفرع الخارجى هى العملة التى
يتم بها إنجاز الجزء األكبر من واحد أو أكثر من األنشطة السابقة ،فقد تكون هى نفسها العملة
المحلية للفرع أو عملة التقرير للمركز الرئيسى أو عملة أخرى بخالف هاتين العملتين .
25
ينادي بعض الكتاب باستخدام مدخل اتخاذ القرارات في تحديد عملة القياس( )1علي أساس
أن القرارات تؤدي إلي نتائج محاسبية مختلفة ،بالشكل الذي يتطلب تقييم تأثير كل قرار طبقًا
للعملة التي علي أساسها اتخذ هذا القرار .ويتطلب تطبيق مدخل اتخاذ القرارات ما يلي :
-استخدام عملة التقريرالخاصة بدولة المركز الرئيسي في حالة اتخاذ القرارات بمعرفة إدارة
هذا المركز ،حيث تعكس القرارات في هذه الحالة وجهة نظر هذه اإلدارة معبرًا عنها بعملة
محلية لتحقيق أهداف مركزية .
-استخدام العملة المحلية الخاصة بدولة الفرع األجنبي في حالة اتخاذ إدارة هذا الفرع للقرارات
المختلفة وذلك لتحقيق أهداف ال مركزية ،وطبقًا لذلك قد تتعدد العمالت التي ترتبط بعملية
اتخاذ القرارات علي مستوي الشركة األم .
-استخدام وحدة محاسبية دولية ترتبط بالمدخل الوسيط في اتخاذ القرارات .
يالحظ أن المؤشرات السابق عرضها والمتعلقة بكيفية االستدالل علي العملة الوظيفية
للفرع الخارجى يمكن أن تستخدم فى التفرقة بين العمليات األجنبية الخارجية التى تعتبر امتدادًا
للمركز الرئيسى ( فروع غير مستقلة ) وتلك التى تتم بمعرفة الفرع الخارجى وال تمت بصلة
،لذلك يجب على الشركات التى تمارس نشاطها ()2
لعمليات المركز الرئيسى ( فروع مستقلة )
بالخارج من خالل فروع مختلفة أن تصنف عملياتها إلى عمليات مستقلة وأخرى غير مستقلة
بهدف إعداد قوائمها المالية ،وذلك على النحو التالى -:
3/2/2/1إذا كان الفرع الخارجى يعتمد على المركز الرئيسى فى الحصول على األصول
والموارد ،وسداد االلتزامات وتسويق المنتجات وغيرها من أوجه النشاط األخرى ،
أو أن معظم القرارات تتخذ بمعرفة إدارة المركز الرئيسي ،فى هذه الحالة تعد
العمليات الخارجية امتدادًا للعمليات الداخلية ،أى أن الفرع الخارجى غير مستقل
1
) Johnson ,H . Thomas & Kaplan , Roperts., " Relevance lost : The Rise & Fall of
Management Accounting " , Harvard Business, 1987, pp.92-94.
(
2) Gray, Dahli, “ FAS B, No. 52: progress or problem? ”, The International Journal of
Accounting (Fall, 1984) pp. 109-119.
26
بل يعتبر مكمًال لنشاط المركز الرئيسى ،وفي هذه الحالة تكون العملة الوظيفية
للفرع هى عملة التقرير.
3/2/2/2إذا كان الفرع الخارجى ال يعتمد على المركز الرئيسى وكانت أصوله والتزاماته
متداولة بواسطة عملة أجنبية ،وإ نتاجه يباع فى الدول األجنبية ،وكذلك كافة
تدفقاته النقدية الداخلة والخارجة مقاسة بعملة أجنبية ،كما أن كافة قرارته
يتم اتخاذها بمعرفة إدارة الفرع ففى هذه الحالة يعد الفرع الخارجى مستقًال ،
وتكون عملته الوظيفية فى العادة هى العملة المحلية للدولة األجنبية التى يمارس
فيها نشاطه.
فى هذه المرحلة يتم اإلفصاح عن نتائج نشاط الفروع الخارجية من خالل ترجمة
مفردات قوائمها المالية من العملة األجنبية إلى عملة الشركة األم تمهيدًا لدمجها مع القوائم المالية
للمركزالرئيسى ،ولتحقيق ذلك البد من تحديد سعر أو أسعار الصرف المناسبة الواجب
استخدامها فى تلك الترجمة ،وذلك فى ضوء كل من الهدف من الترجمة والظروف التى تتم
فيها الترجمة .
قد يترتب على ترجمة مفردات القوائم المالية المعدة بعملة أجنبية بواسطة استخدام أسعار
الصرف العديد من اآلثار والتي تسمي بفروق الترجمة بعضها إيجابى (مكاسب) واآلخر سلبى
(خسائر) ،وذلك نتيجة للتغيرات المتوقعة فى سعر الصرف األجنبى حيث يختلف سعر ( أسعار )
الصرف المستخدمة وقت الترجمة عن مثيله وقت تسجيل األحداث والعمليات المالية بالدفاتر.
" وتختلف أسعار الصرف فيما بينها من حيث استقرارها أو ثباتها مما يؤثر على دقة
ترجمة القوائم المالية للفروع الخارجية ،فإذا كانت أسعار الصرف تتمتع بشيء من االستقرار
أو أنها ثابتة نسبيًا فإن عملية الترجمة فى هذه الحالة لن يترتب عليها ظهور فروق الترجمة
سواء كانت فى صورة مكاسب أو خسائر ترجمة ،أما إذا كانت أسعار الصرف المستخدمة فى
عملية الترجمة غير مستقرة فإنه يترتب على ذلك تعدد فى أسعار الصرف الممكن استخدامها فى
27
تتطلب المرحلة الثالثة مراعاة وتحديد الظروف التى تتم من خاللها عملية الترجمة
والهدف منها ،وذلك من أجل المحافظة على مضمون قوائم الفروع الخارجية بعد الترجمة وذلك
ال يتحقق إال بعد تحديد العملة الوظيفية للفرع الخارجى والتى سبق تحديدها من خالل المرحلة
()1
)1محمد محمد إبراهيم منصور " ،دراسة تحليلية ألثر ترجمة العمالت األجنبية على إعداد القوائم المالية -دراسة
نظرية تطبيقية" ،مجلة الدراسات المالية والتجارية (العلوم اإلدارية) -جامعة القاهرة ،فرع بنى سويف
( العدد الثانى ،يوليو ، )1996ص 202
)(2
; 2) a) Frederick D. S. Choi, Gerhard G. Muller, “International Accounting” ( Second Edition
New Jersey: Prentice – Hall International, Inc., 1992) pp. 160-161.
b) Bruinstroop, p., and Godfrey, J.M., " Foreign currency Accounting Regulation in
Australia : Responses of the Resources Sector " Accounting and Business Research
( vol. 22, No.87, summer 1992) pp. 195-205
(
3) Frederick D. S. Choi, Gerhard G. Muller, OP. Cit. p. 161.
28
الثانية ،وقد تختلف اإلجراءات المحاسبية الواجب إتباعها للتعبير عن مفردات القوائم المالية
للفرع الخارجى بعملة المركز الرئيسى من شركة إلى أخرى ،بل واألكثر من ذلك اختالف تلك
اإلجراءات بالنسبة للفروع الخارجية المختلفة والتى تنتمى لشركة واحدة ،والسبب الرئيسى فى
ذلك هو اختالف الهدف من الترجمة وكذلك اختالف الظروف التي تتم خاللها ترجمة القوائم
المالية وتبعًا لذلك تختلف طريقة الترجمة المتبعة وسعر الصرف المختار.
ومن أجل المحافظة والحصول على نفس دالالت المؤشرات والنسب المالية التى يتم
استنتاجها سواء من خالل قائمة المركز المالى للفرع أو قائمة نتيجة أعماله قبل وبعد الترجمة
()1
ال بد من مراعاة كل من الهدف من الترجمة والظروف التى تتم فيها الترجمة كما يلى-:
3/3/2/1إذا كان الهدف من الترجمة هو إعداد القوائم المالية الموحدة التى تضم المركز
الرئيسى والفروع الخارجية ،البد فى هذه الحالة من معرفة الظروف التي تتم
من خاللها عملية الترجمة أو بمعني آخر تحديد العالقة التى تربط بين المركز
الرئيسى والفرع ،فقد يكون -:
أى أن الفرع الخارجى يعتمد اعتمادًا كليًا على المركز الرئيسى فى أوجه نشاطه
المختلفة ،ففى هذه الحالة يكون الهدف من الترجمة هو تغيير وحدة القياس المتبعة فى القوائم
المالية للفرع إلى وحدة القياس المتبعة فى القوائم المالية للمركز الرئيسى باإلضافة إلى جعل
تلك القوائم الخاصة بالفرع متفقة مع المبادئ المحاسبية المتعارف عليها فى المركز الرئيسى
وذلك في حالة وجود اختالف في المبادئ المحاسبية المتبعة في الفرع عن تلك المتبعة
في المركز الرئيسي ،وعلى ذلك يتم ترجمة البنود التى يكون مصدرها الفرع باستخدام
سعر الصرف الجارى لكى تعكس التغير فى أسعار الصرف بين كل من الفرع والمركز ،
أما البنود التى يكون مصدرها المركز فهى مقاسة من البداية بعملة المركز فليس هناك
حاجة إلعادة ترجمتها.
(
)1نجيبة محمود نمر " ،ترجمة العمليات التى تتم بعملة أجنبية والقوائم المالية األجنبية فى المحاسبة الدولية ألغراض
التقارير" ،مجلة المحاسبة واإلدارة والتأمين -جامعة القاهرة (العدد الخامس والعشرون ، )1978 ،ص .254:252
29
أى أن الفرع الخارجى ال يعتمد على المركز الرئيسى فى أوجه نشاطه المختلفة ،ففى هذه
الحالة يكون الهدف من الترجمة هو التعبير عن أرصدة الفرع المعدة بعملة أجنبية بعملة المركز
الرئيسى مع اإلبقاء على عملة الفرع كوحدة قياس وكذلك اإلبقاء على المبادئ المحاسبية المتبعة
فى الفرع وغالبًا تتفق الممارسات المحاسبية المتبعة من قبل كل من المركز الرئيسي والفرع
الخارجي ،وعلى ذلك يتم ترجمة كل بنود القوائم المالية الخاصة بالفرع باستخدام سعر الصرف
الجارى.
3/3/2/2إذا كان الهدف من الترجمة هو تلبية احتياجات المساهمين المقيمين بدولة الفرع
أو غيرهم من المعلومات الخاصة بالفرع الخارجي ،وذلك بالنسبة للفروع المستقلة
فقط ،فى هذه الحالة يستخدم سعر الصرف الجارى فى الترجمة مع المحافظة
على وحدة القياس المستخدمة وكذلك المبادئ المحاسبية المتبعة عند إعداد القوائم
المالية للفرع.
-تحديد نوع العملة التى أعدت بها دفاتر وسجالت الفرع الخارجى.
-تحديد العملة الوظيفية التى يتم بها المحاسبة عن عمليات الفرع الخارجى.
الشكل رقم ()1-1
فكرة هذا الشكل مأخوذة من Lee H.Radebaugh; sidney j. Gary, op. cit, p.415 :
30
ومن خالل الشكل السابق رقم ( )1-1يمكن توضيح الحاالت المختلفة التى قد تواجه
المركز الرئيسى عند إعداد القوائم المالية الموحدة والتى تتضمن حسابات المركز والفرع ،
وكيفية التصرف فيها من خالل الجدول التالى:
تدرج الفروق بقائمة الطريقة الزمنية إعادة قياس -العملة المحلية = العملة الوظيفية = عملة التقرير
الدخل . طريقة سعر
ترجمة -العملة المحلية = العملة الوظيفية = عملة التقرير
تدرج الفروق بقائمة الصرف الجارى
31
)1إذا كانت دفاتر وسجالت الفرع الخارجي معدة علي أساس العملة المحلية للبلد الذي يعمل فيه
الفرع ،وهي نفسها عملة الشركة األم ( عملة التقرير ) وهي أيضًا العملة الوظيفية فليست
هناك حاجة لعملية الترجمة .
)2إذا كانت دفاتر وسجالت الفرع الخارجى معدة علي أساس العملة المحلية للبلد الذى يعمل
فيه الفرع ،وأن العملة الوظيفية تم تحديدها على أنها عملة التقرير وهى عملة الشركة
األم ،فى هذه الحالة يتطلب األمر إعادة قياس عناصر القوائم المالية للفرع الخارجى
فقط وذلك باستخدام الطريقة الزمنية ،وأى مكاسب أو خسائر ناتجة عن إعادة القياس تدرج
فى قائمة الدخل نظرًا ألنها تؤثر مباشرة علي التدفقات النقدية للشركة األم .
)3إذا كانت دفاتر وسجالت الفرع الخارجى معدة على أساس العملة المحلية للبلد الذى يعمل
فيه الفرع ،وأن العملة الوظيفية تم تحديدها على أنها العملة المحلية لبلد الفرع أى بخالف
عملة التقرير ،فى هذه الحالة يتطلب األمر ترجمة عناصر القوائم المالية للفرع الخارجى
فقط وذلك باستخدام طريقة سعر الصرف الجارى ،وأى مكاسب أو خسائر ناتجة عن
الترجمة تدرج فى قائمة المركز المالى ضمن بنود حقوق الملكية دون التأثير علي
صافي الربح نظرًا ألن التقلبات في أسعار الصرف ال تؤثر بطريقة مباشرة علي التدفقات
)4إذا كانت دفاتر وسجالت الفرع الخارجى معدة على أساس العملة المحلية للبلد الذى
يعمل فيه الفرع ،وأن العملة الوظيفية هي عملة ثالثة ( أي ليست العملة المحلية
32
وال عملة التقرير ) وهو نادرًا ما يحدث ،إال أنه في حالة حدوث ذلك فإن األمر يتطلب
أ -إعادة قياس عناصر القوائم المالية للفرع الخارجى من العملة المحلية إلى العملة
الوظيفية باستخدام الطريقة الزمنية ،على أن تدرج الفروق الناتجة عن إعادة القياس
فى قائمة الدخل ،وسبب إدراج هذه الفروق بقائمة الدخل يتمثل في أنه
لو تم قياس هذه المفردات أصًال بالعملة الوظيفية حين حدوثها فإن ما يترتب عليها من
ب -ترجمة عناصر القوائم المالية للفرع الخارجى من العملة الوظيفية إلى عملة التقرير
باستخدام طريقة سعر الصرف الجارى ،على أن تدرج الفروق الناتجة عن الترجمة
ضمن بنود حقوق الملكية بقائمة المركز المالى ،والسبب الرئيسي إلدراج هذا الفروق
بقائمة المركز المالي وليس بقائمة الدخل يتمثل في أن هذه المكاسب أو الخسائر
يمكن تعريف مخاطر الصرف األجنبي( )1من منظور التقرير عن أعمال الشركة أنها "
المخاطر الكامنة في النتائج المالية التي تعرضها القوائم المالية المنشورة والناتجة عن ممارسة
األنشطة االقتصادية أو جزء منها بعملة تختلف عن عملة إعداد التقارير المالية للشركة " ،
1
) 1أ) عصافت سيد أحمد عاشور " نموذج محاسبي مقترح لقياس تعرض المعامالت لمخاطر الصرف األجنبي والتقرير
عنه في القوائم المنشورة " ،المجلة العلمية لالقتصاد والتجارة ـ جامعة عين شمس ( ،العدد األول ) 1991 ،
،ص1312
ب) – Coller, p.et al ., " The Management of currency Risk " , Accounting and Business
Research . vol. 20 ( No.79, summer 1990 ), p.206.
33
أما عن مفهوم مخاطر الصرف األجنبي من منظور اقتصادي فهو يتمثل في " المخاطر المتولدة
عن عدم إمكانية المحافظة علي عالقة ثابتة بين التغيرات في سعر الصرف األجنبي والتغيرات
في معدالت التضخم " .
ترتبط مخاطر الصرف األجنبي بعنصرين أساسيين ـ أولهما هو التغيرات المستمرة في
أسعار صرف العمالت األجنبية ،وثانيهما هو ممارسة الشركة األم أنشطة بعمالت أجنبية ،
ويجب اإلشارة إلي أن حدوث التذبذب في أسعار صرف العمالت األجنبية ال يعد سببًا كافيًا
لتولد مخاطر الصرف األجنبي حيث ال تنشأ هذه المخاطر إال بتوافر العنصر الثاني وهو
انخراط الشركة في أعمال تتم بعمالت أجنبية ،ألنه في هذه الحالة فقط يمكن للتذبذب
والتغيرات التي تحدث في أسعار صرف العمالت األجنبية أن تترك أثرها علي صافي
قيمة الشركة وتدفقاتها النقدية .
إن المصدر الرئيسي للتعرض لمخاطر الصرف األجنبي المحاسبية يتمثل في خضوع
القيم التي تتضمنها القوائم المالية المنشورة إلي التحويل من العملة المستخدمة في إعدادها إلي
عملة أخري .وبصفة عامة يمكن تقسيم التعرض لمخاطر الصرف األجنبي إلي نوعين :
" تنشأ مخاطر الترجمة بسبب الحاجة إلي إعداد القوائم المالية الموحدة وما يتطلبه ذلك من
تغيير وحدة القياس المستخدمة في إعداد القوائم المالية للفروع الخارجية إلي وحدة القياس
المستخدمة في إعداد القوائم المالية الموحدة ،ويضاف إلي ذلك تغيير سعر الصرف بين العملتين
خالل المدة الزمنية التي تنحصر بين تاريخ إعداد القوائم المالية للفروع الخارجية وتاريخ إعداد
القوائم المالية الموحدة ،فعندما يختلف سعر الصرف المستخدم في ترجمة مفردات القوائم المالية
للفروع الخارجية عن سعر الصرف التاريخي السائد وقت إثبات هذه المفردات في دفاتر الفرع
الخارجي تظهر مخاطر الترجمة في شكل مكاسب أو خسائر ترجمة تؤثر علي القوائم المالية
34
المدمجة " ( ، )1وينحصر تأثير هذا الخطر علي صافي حقوق الملكية بقائمة المركز المالي
وفي بعض األحيان يؤثر علي صافي دخل الشركة ،ويجب اإلشارة إلي أن حجم المخاطر
الناجمة عن الترجمة واألسلوب المستخدم في اإلفصاح والتقرير عنها يختلف باختالف الطريقة
وقد تباينت وجهات النظر بخصوص اآلثار المترتبة علي التعرض لمخاطر الترجمة
وأهمية قياسها واتخاذ إجراءات الحماية منها ،فهناك من يؤيد ضرورة قياس التعرض لمخاطر
الترجمة وإ دارتها ،وهناك من يتخذ وجهة النظر العكسية ،حيث يستند المؤيدون ألهمية قياس
()2
األثار المحاسبية لمخاطر الترجمة واتخاذ التدابير الكفيلة لتدنيتها أو إلغائها إلي ما يلي :
-األثر السلبي الذي تتركه فروق عملية الترجمة إذا كانت في صورة خسائر ترجمة وذلك علي
االحتياطيات القابلة للتوزيع علي المساهمين والتي تعد بمثابة مؤشر لقيمة الشركة وذلك في
-ضرورة تحقيق النموذجية في النتائج المترتبة علي وجود فروع مختلفة للشركة تتعامل
في مختلف العمالت األجنبية ،فبعض هذه االستثمارات يتم بعمالت قوية والبعض االخر
يتم بعمالت ضعيفة ،وهذه األخيرة تكون بحاجة إلي قياس اآلثار المحاسبية لمخاطر الترجمة
إلدارتها .
وعلي العكس من ذلك تري فئة أخري عدم وجود أي تأثير مباشر لفروق الترجمة
سواء كانت في صورة مكاسب أو خسائر والناجمة عن ترجمة المفردات التي تحتوي
عليها سجالت الفروع الخارجية ،حيث يستندون في ذلك إلي اتباع بعض الشركات إلجراءات
الحماية من تلك المخاطر والتي تفرضها المعايير المحاسبية في الدول التي تمارس فيها تلك
4/2/1/2القياس المحاسبي لتعرض الترجمة لمخاطر الصرف األجنبي والتقرير عنه :
1
)1عصافت سيد أحمد عاشور ،مرجع سبق ذكره ،ص1313
2) Coller, p.et al ., op. cit, pp. 206-210
35
تمثل ترجمة بعض حسابات األصول والخصوم أو كلها باستخدام سعر الصرف الجارى
العامل األساسى فى تولد مخاطر الترجمة ونشأة الفروق التى تؤدى إلى عدم توازن القيمة
المترجمة لرقم صافى األصول مع نظيرتها وفقًا ألسعار الصرف التاريخية ،لذلك يطلق على
األصول والخصوم التى تترجم باستخدام سعر الصرف الجارى " األصول والخصوم المعرضة
لمخاطر الترجمة " ،ويمكن إيضاح كيفية التعرف على اآلثار المحاسبية لمخاطر الترجمة بصفة
عامة من خالل الشكل التالى:
الشكل رقم ()2 – 1
قيمة موجبة
أثر إيجابى
التغيرات في سعر الصرف بين عملة إعداد القوائم المالية للفرع الخارجي
وعملة إعداد القوائم المالية الموحدة
زيادة قيمة
عملة الفرع
مكاسب
ترجمة
فكرة هذا الشكل مأخوذة من :
ومن خالل الشكل السابق رقم ( )2-1يتضح أن األصول والخصوم التى تكون عرضة
لمخاطر الترجمة هى األصول والخصوم التى يستخدم فى ترجمتها سعر الصرف السائد وقت
إعداد القوائم المالية ،حيث أن هذا السعر قد يختلف عن سعر الصرف التاريخى وقت تسجيل
العمليات الخاصة بهذه البنود ،ومن هنا تنشأ مكاسب أو خسائر الترجمة والتى تؤثر على القوائم
المالية الموحدة للشركة ككل ،فالمكاسب يكون لها أثر إيجابى على االحتياطيات القابلة للتوزيع
على المساهمين ،أما الخسائر عادة ما يكون لها األثر السلبى على االحتياطيات التى تعد بالنسبة
للمساهمين مؤشرًا لقيمة الشركة فى األجل الطويل ،أما األصول والخصوم التى تخضع فى
ترجمتها ألسعار الصرف التاريخية فال تتعرض لمخاطر الترجمة حيث إن قيمتها تظل ثابتة
دائمًا فى الدفاتر نظرًا لترجمتها بسعر صرف ثابت هو سعر الصرف التاريخى وقت الحصول
على األصل أو نشأة االلتزام.
هناك أساليب مطبقة من قبل العديد من الشركات متعددة الجنسية لتغطية مخاطر الترجمة
الناشئة عن ترجمة القوائم المالية للفروع أو الشركات التابعة األجنبية من العملة الوظيفية
للفرع أو الشركة التابعة إلي عملة إعداد التقارير ،وتتمثل هذه األساليب في مجموعة من
األدوات واألوعية المالية ،ومن أهم أنواع هذه األدوات المالية :
()1
وهي عبارة عن اتفاق لبيع أو شراء كمية من العمالت األجنبية في تاريخ محدد وبسعر
محدد يسمي السعر األجل الذي يختلف عن سعر الصرف السائد في تاريخ إبرام الصفقة .
والفرق بين كل من السعر الجاري واألجل يسمي عالوة إذا كان السعر األجل أعلي من
السعر الجاري ،أو يسمي خصم إذا كان السعر األجل أقل من السعر الجاري ،وتعتبر عقود
الصرف األجلة بمثابة صفقة تتم بعمالت أجنبية لذلك يتم إثباتها بالدفاتر المحاسبية حيث تظهر
1
) 1أ) عبد العزيز السيد مصطفي " ،دراسة تحليلية ألسس القياس المحاسبي ومتطلبات اإلفصاح عن األدوات
المالية المستخدمة في تغطية المخاطر العامة لإلستثمار " ،مجلة الدراسات والبحوث التجارية جامعة
الزقازيق ( فرع بنها ) ،العدد الثاني ، 1996ص ص 337-336
ب) مصطفي أحمد الشامي " ،المحاسبة واإلفصاح عن انشطة اإلحتماء من المخاطر طبقًا للمعايير المحاسبية المعاصرة " ،
المجلة العلمية للبحوث والدراسات التجارية جامعة حلوان ،العدد الثاني ، 1998ص ص 219 -217
37
كأصل والتزام في قائمة المركز المالي وتتم المحاسبة عن قيمة العالوة أو الخصم علي العقد
األجل بشكل مستقل في قائمة المركز المالي حسب طبيعتها علي أن تستهلك في قائمة الدخل
علي مدار سنوات العقد .
هي عقود يتم بمقتضاها شراء وبيع العملة في السوق الحاضر ،وفي نفس الوقت تجري
عملية متزامنة في السوق األجل لبيع العملة التي سبق شراؤها أو شراء العملة التي سبق بيعها .
وتشتمل العقود المزدوجة علي عمليتين مرتبطتين إحداهما في السوق الحاضر واألخري تتم
في السوق األجل .وتثبت العملية إما بعقد واحد ،أو بعقدين مختلفين أحداهما للشراء أو البيع
الحاضر واآلخر للشراء أو البيع األجل .
تعرف عقود الخيارات بصفة عامة بأنها عقود تصدر من طرف يسمي المصدر أو البائع
إلي طرف آخر يسمي المشتري ،يكون للمشتري بمقتضي العقد الحق في شراء أو بيع أصل
معين بسعر محدد متفق عليه مقدمًا ،بشرط أن يمارس المشتري حقه في البيع أو الشراء خالل
فترة محددة متفق عليها ،مقابل أن يدفع مشتري العقد ثمنًا لهذا العقد أو االتفاق .
وعادة تعقد عقود الخيارات علي األسهم العادية أو أذون الخزانة والسندات ،كما تعقد
علي البضائع ،باإلضافة إلي العمالت األجنبية .وتعتبر العمالت األجنبية أحد أبرز أنواع
األصول التي يتم التعامل فيها من خالل عقود الخيارات المالية .
-عقود حق الشراء :وفقًا لهذا العقد يكون لمشتري العقد حق شراء األصل محل التبادل
بالسعر المتفق عليه في العقد ،بشرط أن يتم الشراء خالل فترة
سريان العقد .وعادة تكون هذه العقود في حالة توقع ارتفاع
أسعار األصل محل االتفاق مستقبًال .
-عقود حق البيـع :أن يكون لمشتري العقد حق بيع األصل محل التبادل بسعر الممارسة
المتفق عليه .وتكون هذه العقود في حالة توقع انخفاض األسعار .
38
وبوجه عام يتم استخدام األرباح والخسائر الناتجة عن الدخول في مثل هذه الصفقات في
تغطية فروق ترجمة القوائم المالية األجنبية سواء كانت مكاسب أو خسائر .
وال شك أن استخدام مثل تلك األدوات المالية في تغطية مخاطر الترجمة قد يثير مجموعة
من المشاكل المحاسبية والتي تتمثل في (:)1
تركز مشكلة االعتراف علي ما إذا كانت األدوات المالية المستخدمة في تغطية تلك
المخاطر يتم االعتراف بها كأصل أو التزام داخل قائمة المركز المالي ،فاألدوات المالية
المستخدمة غالبيتها تمثل اتفاقات لتحويل الخطر من طرف إلي آخر ،كما أن العديد منها يبني
علي أحداث محتملة أو طارئة .
حيث تتعلق مشكلة القياس المحاسبي باألساس الذي يتم به تقييم األدوات المالية ،
هل يتم االعتماد علي التكلفة التاريخية ،أم التكلفة أو السوق أيهما أقل ،أم القيمة السوقية ،
أم أي أساس آخر ؟ وكيفية إظهار األرباح والخسائر الناتجة عن هذه األدوات في قائمة الدخل .
ومن ثم هناك حاجة إلي تطوير القياس واإلفصاح المحاسبي عن هذه األداوت وذلك
لتحسين جودة التقارير والقوائم المالية ،وإ مداد مستخدمي القوائم المالية بمعلومات كافية
تساعدهم في ترشيد قراراتهم االستثمارية .
" يدور مفهوم تعرض المعامالت لمخاطر الصرف األجنبي حول تأثير حركة سعر
الصرف في المستقبل علي التدفقات النقدية المتوقعة ،فإذا كانت دفاتر وسجالت الفرع الخارجي
تشير إلي وجود أية التزامات أو أصول نقدية سيتم سدادها أو تحصيلها في فترة الحقة بعملة
تختلف عن عملة إعداد القوائم المالية ،في هذه الحالة يتطلب األمر ضرورة تحويل هذه
1
)1عبد العزيز السيد مصطفي ،مرجع سبق ذكره ،ص 330
39
االلتزامات أو األصول النقدية في تاريخ التحصيل أو السداد النقدي ( تاريخ التسوية النقدية )
وذلك من العملة األجنبية المستخدمة في التسوية إلي عملة إعداد القوائم المالية ،وبناًء علي ذلك
تكون قيم األصول وااللتزامات بالعملة األجنبية الظاهرة في القوائم المالية للشركة معرضة
لمخاطر التذبذب المحتمل في سعر الصرف " (.)1
ومما سبق يتضح أن التعرض لمخاطر المعامالت ينشأ نتيجة انخراط الشركة في معامالت
مع كيانات أجنبية يترتب عليها أصل أو التزام نقدي أو كليهما يحصل أو يسدد في تاريخ الحق
بعملة أجنبية مع تغيير سعر الصرف خالل الفاصل الزمني بين تاريخ نشأة األصل أو االلتزام
النقدي بالعملة األجنبية وتاريخ التسوية النقدية .
ويمكن تقسيم تعرض المعامالت لمخاطر الصرف األجنبي حسب الفترة الزمنية التي
يغطيها ،فهناك التعرض قصير األجل والذي ال يمتد ألكثر من فترة محاسبية واحدة ،والتعرض
طويل األجل الذي يغطي أكثر من فترة محاسبية .
ومن خالل العرض السابق يتضح ضرورة عدم الخلط بين تعرض الترجمة وتعرض
المعامالت لمخاطر الصرف األجنبي وذلك لألسباب التالية :
-تعرض الترجمة لمخاطر الصرف األجنبي هو مجرد إعادة تقييم دفتري فقط ،أما تعرض
المعامالت لمخاطر الصرف األجنبي فهو إعادة تقييم فعلي .
-تعرض الترجمة لمخاطر الصرف األجنبي يقتصر تأثيره علي صافي قيمة الشركة الظاهرة
في قائمة المركز المالي ،أما تعرض المعامالت لمخاطر الصرف األجنبي فيمتد تأثيره إلي أبعد
من ذلك ليشمل باإلضافة إلي صافي قيمة الشركة التدفقات النقدية المتوقعة في المستقبل .
ولذا يجب اإلشارة إلي أن تعرض المعامالت لمخاطر الصرف األجنبي تخرج
عن حدود هذه الدراسة ،حيث تقتصر الدراسة الحالية علي قياس اآلثار المحاسبية لمخاطر الترجمة
فقط ،ولكن كان البد من اإلشارة إلي الفرق بين نوعي المخاطر حتى ال يحدث خلط بينهما .
1
)1عصافت سيد أحمد عاشور ،مرجع سبق ذكره ،ص. 1313
40
تمثل معدالت التضخم أحد سمات البيئة االقتصادية التي تعمل فيها المحاسبة ،ويمكن
تعريف التضخم بأنه " إما الزيادة في المستوي العام لألسعار ( والذي يتمثل في المتوسط المرجح
ألسعار كل السلع والخدمات في مجتمع معين ) أو االنخفاض في القوة الشرائية لوحدة النقد
( والتي تتمثل في قدرة النقود علي شراء السلع والخدمات ) .وكلما ارتفع المستوي العام لألسعار
انخفضت القوة الشرائية لوحدة النقد ،وطبقًا لذلك تزداد الحاجة إلي عدد أكبر من الوحدات
النقدية في حالة التضخم للمحافظة علي قوة شرائية معينة " (.)1
ويحدد مستوي معدل التضخم مدي الحاجة لإلفصاح عن تأثير التغير في مستويات
األسعار ،بمعني أنه إذا كان مستوي معدل التضخم منخفضًا فإن القياس واإلفصاح المحاسبي
يستند إلي أساس التكلفة التاريخية ،وفي هذه الحالة ال تتضمن المعلومات المحاسبية المنشورة
أي إفصاح إضافي عن تأثير التغيرات في مستويات األسعار .وعلي العكس من ذلك إذا كان
مستوي معدل التضخم مرتفعًا فإن ذلك يستلزم تطبيق نوع من المحاسبة للتغير في المستوي العام
لألسعار " .وال شك أن اإلفصاح عن تأثير التغير في مستويات األسعار يمكن بدوره أن يسهم
في التأثير علي معدل التضخم .فعندما يكون معدل التضخم مرتفعًا ،فإن القياس واإلفصاح عن
تأثيره ال يؤدي فقط لزيادة منفعة المعلومات المحاسبية ،وإ نما يؤدي أيضًا إلي ترشيد القرارات
والسياسات اإلدارية ،وترشيد قرارات المستثمرين ،علي نحو يمكن أن يسهم بدرجة ما في
التقليل من التفاعالت المؤدية الرتفاع مستويات األسعار " (.)2
ومن المعروف أن المحاسبة تعتمد علي افتراض ثبات قيمة وحدة النقد وتعتمد علي مبدأ
التكلفة التاريخية في القياس المحاسبي ،وال شك أن النظام المحاسبي الذي يعتمد علي مبدأ
التكلفة التاريخية قادر علي أن يحقق نتائج جيدة فقط في فترات استقرار األسعار وفي حالة ما إذا
كانت معدالت التضخم منخفضة ،ولكن إذا كان التضخم حادًا يفتقد مثل هذا النظام المحاسبي
قدرته علي تحقيق النتائج المرجوة منه ،وإ ذا استمر القياس المحاسبي قائمًا علي افتراض أن
مستويات األسعار ال تتغير فسوف تصبح القوائم المالية مضللة وال تعبر عن الواقع ،ومن هنا
1
) 1فالترميجس ،روبرت ميجس " ،المحاسبة المالية " ،ترجمة وتعريب وصفي عبد الفتاح ،سلطان بن محمد
السلطان ،محمد هاشم البدوي ،مراجعة أحمد حامد حجاج ( ،دار المريخ للنشر ،الرياض ،
المملكة العربية السعودية ، ) 1995 ،ص 888
2
) 1أحمد بسيوني شحاته " ،نحو إطار عام ألثر المتغيرات البيئية وأبعاد قيم المجتمع علي األنظمة والممارسات
المحاسبية " .مجلة البحوث المحاسبية ( المجلد األول ،العدد الثاني ،يونية ) 1997ص . 97
41
ظهرت الحاجة إلي ضرورة معالجة آثار التضخم علي القوائم المالية المنشورة وعند ترجمة
القوائم المالية للفروع الخارجية من عملة الفرع لعملة المركز الرئيسى تظهر فروق ترجمة يتم
معالجتها كمكاسب أو خسائر نتيجة تغير أسعار الصرف ،ويجب اإلشارة إلى أن هذه الفروق قد
تكون نتيجة لتقلب القوة الشرائية للعمالت وليس فقط نتيجة الترجمة.
وترجع أسباب التغاضى عن إظهار نتائج تقلب القوة الشرائية للعمالت مستقلة عن
نتائج الترجمة إلي نظرية التعادل بين القوة الشرائية للعمالت ومعدالت تبادلها.
()2
تقوم هذه النظرية على افتراض أن التغير فى أسعار صرف عملتى دولتين من وقت
آلخر يتناسب مع تغيرات مستويات األسعار السائدة فى أسواق الدولتين ،بمعنى آخر
أن أسعار الصرف بين عملتين تعكس االختالف النسبى لمستوى القوة الشرائية للعملتين ،
ولكن يجب اإلشارة إلى أن الدراسات التطبيقية أظهرت اختالف النتائج الفعلية عما هو متوقع
من تطبيق نظرية التعادل فى األجل القصير وتزايد أهميتها فى المدى البعيد ،حيث أن فروق
الترجمة تتكون من عنصرين :يعكس العنصر األول التغير النسبى لمستويات أسعار الدولتين
( الفرع والمركز الرئيسى ) ،بينما يعكس العنصر الثانى التغير الحقيقى فى أسعار الصرف
للعمالت المستخدمة.
وتعد ظاهرة االرتفاع المستمر فى األسعار من الظواهر التى انعكست على أسعار صرف
العمالت التى تستخدم فى ترجمة القوائم المالية للفروع األجنبية ،فمن خالل الدراسة التي
أجراها) Hall (1في عام 1983توصل إلي أنه في فترات التضخم العالية تكون معدالت التضخم
مسئولة عن ما يقرب من %82من التغيرات في أسعار الصرف ،كما توصل كل
من Stickney & Aliberمن خالل الدراسة التي أجريت في عام 1975إلي أن هناك
ارتباطًا قويًا بين ارتفاع األسعار وانخفاض سعر الصرف فعندما ترتفع األسعار فى بلد الفرع
بنسبة أعلى من ارتفاع األسعار فى بلد المركز الرئيسى يرتفع سعر الصرف لدولة المركز
2) Aliber, R.Z. and Stickney, C.P., "Accounting measures of Foreign exchange exposure:
)(2
The long and short of It", The Accounting Review, January 1975, pp.44- 57.
1) Hall , Thomas w, " Inflation and Rates of Exchange : support for SFAS No.52 " Journal
الرئيسى ويتدهور سعر الصرف لدولة الفرع والعكس بالعكس )2(.لذلك فى حالة ترجمة القوائم
المالية للفروع الخارجية التى تعمل فى دول تعانى من اقتصاديات عالية التضخم فإن اإلجراء
المحاسبى السليم لترجمة القوائم يتطلب إجراء خطوتين هما ترجمة القوائم المالية للفروع
الخارجية باإلضافة إلى عالج اآلثار السلبية للتضخم على نتائج أعمال هذه الفروع .
وعلى الرغم من تلك الحقيقة االقتصادية التي تم التوصل إليها من خالل العديد من
الدراسات إال أن طرق الترجمة األربعة المتعارف عليها لم تعالج مشكلة التضخم بشكل جدى
بالرغم من أهميتها وتأثيرها علي عملية ترجمة القوائم المالية للفروع الخارجية مما أثر على
داللة وفعالية األرقام المحاسبية التى تتضمنها القوائم المالية للفروع والمركز الرئيسى ،وإ ذا كان
مستوي معدل التضخم يحدد مدي الحاجة لإلفصاح عن تأثير التغير في مستويات األسعار ،
فهو يحدد أيضًا طرق القياس واإلفصاح عن هذا التأثير ،حيث تنعكس اختالفات مستويات
معدل التضخم علي تباين ممارسات القياس واإلفصاح عن تأثير التغير في مستويات األسعار ،
فإذا كانت معدالت التضخم عند مستويات معقولة فإنه يتم إعداد القوائم المالية علي أساس التكلفة
التاريخية مع اإلفصاح عن تأثير التغير في مستويات األسعار باستخدام كل من التكلفة الجارية
وتعديالت المستوي العام لألسعار كمعلومات إضافية ،أما إذا ارتفعت معدالت التضخم فقد يتم
إعداد القوائم المالية علي أساس التكلفة التاريخية مع اإلفصاح عن تأثير التغير في مستويات
األسعار كمعلومات إضافية أو يتم إعداد القوائم المالية علي أساس التكلفة االستبدالية مع اإلفصاح
عن معلومات التكلفة التاريخية كمعلومات إضافية .
" ولقد أوضحت العديد من الدراسات أثر القياس المحاسبي المستند للتكلفة التاريخية علي
المعلومات التي تحتويها القوائم المالية ،بإعتبار أنها ال تفصح عن الحقائق االقتصادية للمنشأة
لعدم األخذ في االعتبار التغيرات في المستوي العام لألسعار ،كما تناولت هذه الدراسات
متطلبات اإلفصاح عن األداء الحالي والمستقبلي بالقوائم المالية المنشورة وأكدت علي ضرورة
التوفيق بين منافع المعلومات المحاسبية والمبادئ المحاسبية وذلك عن طريق عدم االستغناء
عن التكلفة التاريخية للقياس المحاسبي مع ضرورة اللجوء إلي استخدام القوائم الملحقة لمزيد من
()1
التحليل عن الحقائق االقتصادية حتى تعكس القوائم المالية أثر ظاهرة التضخم ".
1
) 1أ) فؤاد السيد المليجي " مدي كفاية اإلفصاح المحاسبي في ضوء معايير المحاسبة المحلية " مجلة كلية التجارة
للبحوث العلمية ـ جامعة اإلسكندرية ( العدد األول ،المجلد الخامس والثالثون ،مارس ) 1998ص . 60
43
ويجب اإلشارة إلى أنه ليس هناك اتفاق على األسلوب المحاسبى المالئم لعالج اآلثار المترتبة
على مشكلة التضخم واالرتفاع المستمر فى األسعار الناتج عن انخفاض القوة الشرائية لوحدة
النقد وتأثير ذلك على القياس واإلفصاح المحاسبى ،وعلى الرغم من ذلك فإن هناك طريقتين
تحظيان بالقبول العام فى األوساط المهنية واألكاديمية لتدنيه اآلثار السلبية للتضخم على القياس
()2
واإلفصاح المحاسبى هما-:
فى ظل هذه الطريقة تعدل كافة البنود المقيمة علي أساس التكلفة التاريخية والواردة
فى القوائم المالية إلي عدد من وحدات النقد الجارية معادلة في قوتها الشرائية للتكلفة التاريخية
وفقًا للتغير فى المستوى العام لألسعار وطبقًا لذلك يعبر عن كل المبالغ في شكل وحدات نقدية
متساوية في قوتها الشرائية ،وتتطلب هذه الطريقة ضرورة تصنيف محتويات قائمة المركز
المالي إلي نوعين من الحسابات هما :الحسابات النقدية والحسابات غير النقدية ،ألن التغير في
المستوي العام لألسعار من شأنه أال يؤثر علي الحسابات النقدية وال يعدل في قيمتها ،
ولكن يؤثر علي الحسابات غير النقدية بالتغيير حيث يتم تعديل البنود غير النقدية بالقوائم المالية
باستخدام جداول األرقام القياسية العامة وذلك عن طريق ضرب تكلفة هذه البنود فى الزيادة التى
حدثت فى األسعار والتى يتم تحديدها من جداول األسعار العامة .وطالما أن الرقم القياسي العام
لألسعار يستخدم في تعديل التكاليف التاريخية ،فإن استخدام هذه الطريقة سوف يفصح عن تأثير
التغيرات في المستوي العام لألسعار ،ويجب اإلشارة إلي أن تطبيق هذه الطريقة لمعالجة آثار
ب) السيد عبد المقصود دبيان " متطلبات اإلفصاح عن اآلداء الحالي والمستقبلي في القوائم المالية المنشورة ـ
دراسة تحليلية لعينة من القوائم المالية المنشورة لوحدات القطاع العام " مجلة كلية التجارة للبحوث العلمية ـ
جامعة اإلسكندرية ( ) 1987ص ص 23-22 :
()2
) 2متولى أحمد السيد قايد" معايير تقييم واختيار البديل المحاسبى المناسب لترجمة القوائم المالية األجنبية بغرض
إعداد القوائم الموحدة فى الشركات متعددة الجنسية" ،مجلة العلوم التجارية (العدد الثانى )1993 ،ص .166
44
التضخم ال يعني التحول بالكامل عن استخدام مفهوم التكلفة التاريخية ،وذلك ألن تطبيق هذه
الطريقة يعتمد بصفة أساسية علي البيانات التاريخية والتي تظهر في القوائم المالية المعدة طبقًا
لمفهوم التكلفة التاريخية ،لذلك فإنه يتم أوًال إعداد القوائم المالية التي تعتمد علي مفهوم التكلفة
التاريخية ،وباستخدام األرقام القياسية العامة لألسعار يمكن تعديل هذه القوائم .ولتطبيق هذه
الطريقة يستخدم أحد المدخلين التاليين)1()1(:
-ترجمة القيم التاريخية ألصول الفروع األجنبية من العملة األجنبية إلى عملة المركز الرئيسى
باستخدام سعر الصرف التاريخى المناسب ،أى يتم تطبيق الطريقة الزمنية فى الترجمة.
-تعديل التكلفة التاريخية ألصول الفرع المقومة بعملة المركز الرئيسى بآثار التضخم المحلى
عليها وذلك باستخدام الزيادة المستمرة فى األسعار من واقع جداول األرقام القياسية العامة
فى دولة المركز الرئيسى.
ويتم استخدام هذا المدخل عند ترجمة القوائم المالية للفروع الخارجية إذا كان هدف
الترجمة هو توحيد حسابات الفرع مع المركز والذى يتطلب ضرورة أن تكون حسابات ودفاتر
الفرع كما لو كانت أعدت بواسطة المركز الرئيسى ،لذلك فهناك تأييد لهذا المدخل لألسباب
()1
التالية:
-أن أصول المركز الرئيسى يتم تعديلها بالزيادة فى المستوى العام لألسعار فى بلد الشركة األم
وهذه القيم المعدلة خير قياس للقوة الشرائية للمبالغ التى تم استثمارها بمعرفة المساهمين
وعلى ذلك فإن حسابات الفرع يجب هى األخرى أن تعكس القوة الشرائية لألصول فى
بلد الشركة األم وليس الفرع.
)(1
1) Rosenfield, P., "Accounting for Foreign Operations A proposed Solution to the
Translation dilemmaaccount; don't translate", Journal of Accountancy , (August, 1987) ,
PP.102- 120.
)(1
1) Flower, J., "Foreign currency Translation , in comparative International Accounting ",
Third Edition ed., as etited by c.Nobes & R.Parker, Prentice- Hall, 1991.p.182
45
-كما أن المساهمين غالبًا ما يكونون من موطن الشركة األم ويتم إعداد القوائم المالية الموحدة
لهم بعملة الشركة األم وأن االستثمارات المبدئية التى قدموها لالستثمار فى هذه األصول
قدمت بعملة الشركة األم ،لذلك فإن قيم األصول المعدلة بالقوة الشرائية يجب أن تعكس
الزيادة فى هذه القوة الشرائية فى موطنه األصلى وليس موطن الفرع.
ومن أهم االنتقادات التى وجهت لهذا المدخل هى " تجاهله للتضخم المحلى فى بلد الفرع
مما يؤدى إلى قيام اإلدارة المركزية باتخاذ قرارات غير رشيدة فى مجال تقييم األداء والتسعير
()2
والتنبؤ بالعوائد المستقبلية وتخصيص الموارد بين الفروع األجنبية "
-تعديل القيم التاريخية ألصول الفرع فى دفاتر الفرع الخارجى بآثار التضخم وذلك باستخدام الزيادة
المستمرة فى األسعار من واقع جداول األرقام القياسية العامة فى دولة الفرع الخارجى.
-ترجمة التكلفة المعدلة وفقًا لسعر االقفال السائد وقت إعداد القوائم المالية ،أى يتم تطبيق
طريقة سعر الصرف الجارى.
ويتم استخدام هذا المدخل عند ترجمة القوائم المالية للفروع األجنبية بالخارج للمحافظة
على العالقات والخصائص الكمية لحسابات الفروع قبل وبعد الترجمة ،ويرى مؤيدو هذا
المدخل أنه يتميز بإظهار تأثيرات التضخم األجنبى على القوائم المالية ونتائج العمليات وبالتالى
توفير مجموعة من البيانات المفيدة لمستخدمى القوائم المالية تمكنهم من قياس أثر هذا التضخم
على هذه القوائم.
()1
ولكن يالحظ أن تعديل القوائم المالية لكل فرع من الفروع األجنبية بآثار التضخم
باستخدام جداول األرقام القياسية العامة فى دولة الفرع يؤدى إلى وجود خليط من العمالت
المحلية ذات قوي شرائية متباينة فى القوائم المالية الموحدة ،وبذلك تكون داللة هذه القوائم غير
(
)2متولى أحمد السيد قايد ،مرجع سبق ذكره ،ص .170
)(1
1) Demirage, Istemi S., " A Review of the objectives of Foreign currency Translation",
The International Journal of Accounting (spring, 1987), P.69.
2) Belkaoui , A ., " Accounting Theory " , ( second Edition , Harcourt Brace Tovanovich ,
publishers , san Diego , 1990 ) , p . 330
46
مرضية باإلضافة إلى عدم قابلية القوائم المترجمة للمقارنة بقوائم الفروع المحلية المعدة بعملتها
المحلية .
" -عدم قدرة مستخدمي القوائم المالية علي فهم وتحليل بياناتها ،فالمعلومات الناتجة عن
استخدام القوائم المالية المعدلة طبقًا لألرقام القياسية العامة لألسعار تعتبر معلومات محدودة
()2
القيمة وغير مرغوب فيها من معظم مستخدمي القوائم المالية " .
" -تحميل الوحدات االقتصادية بتكاليف إضافية عند إعدادها للقوائم المالية ،حيث تعد القوائم
المالية طبقًا لمفهوم التكلفة التاريخية أوًال ثم يتم إعداد قوائم أخري إضافية يسجل فيها األرقام
المعدلة طبقًا لألرقام القياسية العامة لألسعار " .
()1
" -كثرة العمليات الحسابية وتعدد األرقام القياسية الممكن استخدامها كل فترة مالية ،حيث قد
يستخدم المتوسط السنوي للرقم القياسي بالنسبة لبعض البنود ،كما يفضل استخدام الرقم
القياسي في نهاية السنة بالنسبة لبعض البنود األخري ،وقد يستخدم الرقم القياسي في نهاية
()2
السنة السابقة بالنسبة لبعض البنود ".
تختلف طريقة التكلفة الجارية عن طريقة القيمة الثابتة لوحدة النقد في أن المفردات تظهر
في القوائم المالية بالتكلفة الجارية الالزمة إلحالل هذه المفردات ،باإلضافة إلي أن هذه الطريقة
ال تتطلب أية بيانات معدة طبقًا لمفهوم التكلفة التاريخية ،لذلك فإنه بتطبيق هذه الطريقة
يمكن االستغناء بالكامل عن إعداد القوائم المالية طبقًا لمفهوم التكلفة التاريخية .وطبقًا لذلك
فإن هذه الطريقة تفصح عن أثر التغيرات في األسعار الخاصة بدًال من أثر التغيرات في
1
) Kam , v., " Accounting Theory " , John Wiley & Sans , New York , 1986 , p.144
2
) 2محمد صبري إبراهيم " ،إعداد القوائم المالية في جمهورية مصر العربية طبقًا لمعيار التغيرات في األسعار " ،
المجلة العملية لألقتصاد والتجارة ،جامعة عين شمس ،العدد األول ،يناير ، 1991ص . 573
47
المستوي العام لألسعار ،بمعني أن هذه الطريقة تعتمد بصورة أساسية على مفهوم اإلحالل
أو االستبدال فى القياس المحاسبى فهي تهدف إلي المحافظة علي تكلفة اإلحالل لقدرة
المنشأة اإلنتاجية ،ويالحظ أن السوق المناسب للحصول على تكلفة اإلحالل أو االستبدال
لعناصر أصول الفرع األجنبى هو السوق األجنبي وليس السوق المحلى للشركة األم حيث
إن أصول الفرع يتم استبدالها من واقع السوق األجنبى.
وتوجد طريقتان أساسيتان يمكن إتباعهما عند تطبيق مفهوم القيمة الجارية ،يطلق علي
الطريقة األولي طريقة صافي القيمة الحقيقية والتي تقوم علي احتساب أسعار البيع المقدرة
ألصول الوحدة االقتصادية وذلك طبقًا لحالتها في تاريخ إعداد القوائم المالية ،لذلك يطلق عليها
طريقة القيمة الخارجة ألنها تقوم علي افتراض أن المنشأة تقوم ببيع أصولها ثم تقوم بتقدير
أسعار البيع لهذه األصول .أما الطريقة الثانية فيطلق عليها طريقة التكلفة الجارية والتي تقوم
علي تقدير أسعار شراء األصول وذلك طبقًا لحالتها في تاريخ إعداد القوائم المالية ،
لذلك يطلق عليها طريقة القيمة الداخلة ألنها تقوم علي افتراض أن المنشأة تقوم بشراء أصول
مشابهة لألصول المتواجدة لديها ثم تقوم بتقدير أسعار شراء هذه األصول ،وعند تطبيق هذه
الطريقة يتم تعديل أصول الفرع بالزيادة فى األسعار الخاصة للوصول إلى التكلفة االستبدالية
الحقيقية مقاسه بعملة الفرع ،وعند الترجمة يتم تحويل القيمة الجديدة لعملة المركز الرئيسى
باستخدام طريقة سعر الصرف الجارى للوصول للقيمة التى تظهر فى قائمة المركز المالى
الموحدة للمجموعة ،وال شك أن استخدام طريقة التكلفة الجارية لعالج التضخم تفترض التخلي
عن مفهوم التكلفة التاريخية )1(.ويالحظ أن تطبيق طريقة التكلفة الجارية يقتضى تعديل التكلفة
التاريخية لألصول أوًال باستخدام جداول األسعار الخاصة ثم الترجمة بعد ذلك مستخدمين طريقة
سعر الصرف الجارى السائد فى تاريخ الميزانية وهذا يتفق مع مبدأ الزمنية التى أتت به الطريقة
الزمنية.
أما عن االنتقادات الموجهة إلي طريقة التكلفة الجارية فيمكن إيجازها فيما يلي :
1
)1حامد محمد هنيدي ،زينة عبد اللطيف " ،معالجة آثار التضخم علي القوائم المالية والتقارير المالية الموحدة بالشركات
الدولية
ـ دراسة تطبيقية " ،المجلة العلمية لالقتصاد والتجارة ـ جامعة عين شمس ( العدد الثاني ، ) 1996 ،ص 583
48
" -صعوبة تواجد البنود المختلفة في األسواق بنفس حالتها في تاريخ إعداد الميزانية " .
()1
" -تعاني هذه الطريقة من مشكلة عدم الموضوعية نتيجة عدم توافر المستندات التي تؤيد عملية
قياس التكلفة الجارية للبنود في تاريخ إعداد الميزانية ،باإلضافة إلي اعتمادها علي عنصر
()2
التقدير الشخصي لتقييم بعض البنود التي ال تتوافر مثيالتها في األسواق " .
-مشكلة تعدد األرقام القياسية الخاصة الممكن استخدامها في ظل هذه الطريقة .
وبالرغم من االنتقادات العديدة الموجهة إلي كًال من طريقة القيمة الثابتة لوحدة النقد
وطريقة التكلفة الجارية ،إال أنه يفضل تطبيق طريقة القيمة الثابتة لوحدة النقد لألسباب التالية :
أ -إعتماد هذه الطريقة علي البيانات المعدة طبقًا لمفهوم التكلفة التاريخية مع تعديلها باستخدام
األرقام القياسية العامة لألسعار يجعلها تتميز بالموضوعية .
ب -أن تطبيق هذه الطريقة ال يعني التخلي عن مفهوم التكلفة التاريخية .
ج -في ظل طريقة القيمة الثابتة لوحدة النقد يتم إعداد القوائم المالية طبقًا لمفهوم التكلفة
التاريخية باإلضافة إلي قوائم إضافية معدلة وذلك ال يتوفر في ظل التكلفة الجارية .
د -أن إعداد جداول األرقام القياسية العامة يعد أسهل من إعداد جداول األرقام القياسية الخاصة
هـ -يمكن التغلب علي االنتقادات الموجهة لطريقة القيمة الثابتة لوحدة النقد .حيث تعد كلها
انتقادات غير موضوعية ،فمثًال بالنسبة لمشكلة عدم قدرة مستخدمي القوائم المالية علي فهم
وتحليل البيانات المعدة طبقًا لهذا المدخل تعتبر منطقية في بداية تطبيق أي نظام جديد حيث
يكون غير مفهوم في البداية ثم بعد فترة من التطبيق يمكن استيعابه وفهمه ،أي أن هذا
المفهوم يحتاج إلي فترة من التطبيق حتى يمكن فهمه بواسطة مستخدمي القوائم المالية ،
أما بالنسبة لمشكلة تحميل الوحدة االقتصادية بتكاليف إضافية فهذا أمر طبيعي ألن تطبيق هذا
المدخل يتطلب إعداد قوائم مالية أخري باإلضافة إلي القوائم التي تعد طبقًا لمفهوم التكلفة
التاريخية ،ولكن هناك بعض الدراسات الميدانية التي أثبتت أن الزيادة في التكاليف الناتجة
عن تطبيق هذا المدخل تعتبر محدودة للغاية .وبالنسبة لمشكلة كثرة العمليات الحسابية فيمكن
القول بأنه بتكرار تطبيق هذا المدخل فإنها لن تصبح مشكلة علي اإلطالق إلعتياد المحاسبين
1
) Gupta , R ., " Inflation Accounting " , Tata Mc Graw – Hill publishing company
Limited, New Delhi , 1983 , p.5.
2
)3محمد صبري إبراهيم ،مرجع سبق ذكره ،ص . 573
49
علي العمليات المحاسبية والحسابية الناتجة عن تطبيق هذا المفهوم الجديد .أما بالنسبة
لمشكلة اختالف النتائج باختالف األرقام القياسية العامة المستخدمة فيمكن عالجها باالتفاق
علي استخدام رقم قياسي عام واحد في جميع الحاالت وذلك علي مستوي الدولة .
وبناًء علي ما سبق من انتقادات يفضل استخدام طريقة القيمة الثابتة لوحدة النقد في عالج
آثار التضخم علي القوائم المالية المترجمة مع تطبيق مدخل الترجمة أوًال ثم التعديل ثانيًا
لمحاولة فصل مكاسب وخسائر القوة الشرائية عن مكاسب وخسائر الترجمة .