Professional Documents
Culture Documents
حساب الجمّل - ما له وما عليه
حساب الجمّل - ما له وما عليه
ﺣﺳﺎب ّ
ﺗﻌرﻓت
ُ وﻛﻧت داﺋﻣﺎً أﺗوﺟﻪ ﺑﺳؤال ﻣﻧذ اﻟﻣرة اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻲ
ُ ﺗﺄﻣﻠت ﻫذا اﻟﺣﺳﺎب طوﯾﻼً وﻋﻠﻰ ﻣدى أﻛﺛر ﻣن ﻋﺷرﯾن ﻋﺎﻣﺎً
ُ ﻟﻘد
ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺣﺳﺎب :ﻣﺎ ﻫو اﻷﺳﺎس اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻟﻬذا اﻟﺣﺳﺎب ،ﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى ﻣن أﯾن ﺟﺎء ﻫذا اﻟﺗرﻗﯾم ﻟﻸﺣرف اﻟﻌرﺑﯾﺔ؟
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺣﺗﻰ ﻫذﻩ اﻟﻠﺣظﺔ ﻟم أﺟد ﺟواﺑﺎً ﻋﻠﻰ ذﻟك إﻻ ﻗوﻟﻬم ﺑﺄﻧﻪ ﺣﺳﺎب ﻗدﯾم وﻣﻧﻬم ﻣن ﯾﻌﺗﻘد أﻧﻪ ذو أﺻول إﻟﻬﯾﺔ!
ﻫو ﺣﺳﺎب ﻗدﯾم ﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﺣﺎﺟﺔ اﻟﺑﺷر إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﺣروف ﺑﺎﻷرﻗﺎم ،ﻓﻛﺎﻧوا ﯾﻌطون ﻟﻛل ﺣرف ﻣن ﺣروف اﻟﻠﻐﺔ رﻗﻣﺎً
ﺧﺎﺻﺎُ ﺑﻪ ،وﯾﺧﺗﻠف ﻫذا اﻟرﻗم ﻣن ﺣﺿﺎرة ﻷﺧرى .ﻓﺣرف اﻷﻟف رﻗﻣﻪ 1وﺣرف اﻟﺑﺎء رﻗﻣﻪ 2وﺣرف اﻟﺟﯾم رﻗﻣﻪ 3وﺣرف
اﻟدال رﻗﻣﻪ 4وﻫﻛذا .وﻗد ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺣﺳﺎب ﻣﺳﺗﺧدﻣﺎً ﻣن ﻗﺑل اﻟﯾﻬود ﺑﻛﺛرة ،ﺛم ﻣن ﻗﺑل اﻟﻌرب ﻓﻲ اﻟﺗﺄرﯾﺦ ﻟﺑﻌض اﻷﺣداث
ﺑدﻻً ﻣن ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﯾﻛﺗﺑون ﻛﻠﻣﺎت ﻟو أﺑدﻟﻧﺎ ﻛل ﺣرف ﺑﻘﯾﻣﺗﻪ وﺟدﻧﺎ ذﻟك اﻟﺗﺎرﯾﺦ.
وﻟﻛن اﻟﺧطﯾر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺣﺳﺎب ﻫو ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺑﻌض اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن إﻗﺣﺎﻣﻪ ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم ،ﺣﺗﻰ ﯾﺑدو وﻛﺄن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ رﺗب
ﻛﻠﻣﺎت ﻛﺗﺎﺑﻪ وﺣروﻓﻪ وآﯾﺎﺗﻪ وﺳورﻩ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺣﺳﺎب ،وﻫذا ﻣﻧﻬﺞ ﺧﺎطﺊ ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾر .واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أﻧﻧﻲ ﻟم أﻗدم ﻋﻠﻰ
ﺗﺄﻛدت ﻣﺋﺔ ﺑﺎﻟﻣﺋﺔ أن ﻫذا اﻟﺣﺳﺎب ﻻ أﺳﺎس ﻟﻪ ،وأن اﻷﻣﺛﻠﺔ اﻟﻐزﯾرة اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ ﺑﻌض
ُ ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺎﻟﺔ إﻻ ﺑﻌد أن
اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺣﺳﺎب وﻫﻲ ﺗﻌد ﺑﻌﺷرات اﻵﻻف ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ﺟﺎءت ﺑﺎﻟﻣﺻﺎدﻓﺔ!! وﺳوف ﻧﺛﺑت ذﻟك إن ﺷﺎء اﷲ ﻓﻲ
اﻟﺳطور اﻵﺗﯾﺔ.
اطﻠﻌت ﻋﻠﻰ ﻣﺋﺎت اﻷﻣﺛﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺎول أﺻﺣﺎﺑﻬﺎ إﺛﺑﺎت وﺟود ﺑﻌض أﻧواع اﻟﺗراﻣﯾز اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻣﺛل ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺣﺳﺎب
ُ ﻟﻘد
اﻟﺟﻣل ،وأﻗول ﻣن ﺟدﯾد إن ﻫذا اﻟﺣﺳﺎب ﻻ ﯾﺳﺗﻧد إﻟﻰ أي أﺳﺎس ﻋﻠﻣﻲ أو ﺷرﻋﻲ ،ﺑل ﻫو ﻣوﺟود ﻗﺑل اﻟﻘرآن ﺑﻣﺋﺎت
اﻟﺳﻧﯾن وﯾﺧﺗﻠف ﻣن ﺣﺿﺎرة ﻷﺧرى ،وﻟذﻟك ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻧﺎ أن ﻧﻘﺣم ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﺳﺎﺑﺎت ﻣن اﺻطﻼح اﻟﺑﺷر ﻷن ﻫذﻩ
اﻻﺻطﻼﺣﺎت ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﺷﻌب ﻵﺧر .وﻟﻛﻧﻧﻲ أدﻋو ﺟﻣﯾﻊ اﻹﺧوة اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻻﺳﺗﻧﺑﺎط اﻷﻋداد اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ ﻣن اﻟﻘرآن ﻵن
اﻟﻘرآن ﻫو اﻷﺻل وﻟﻪ اﻟﺳﺑق ﻓﻲ ﻛل ﺷﻲء.
اﻟﺟ ﱠﻣل
أﻫم ﻋﯾوب أﺑﺣﺎث ﺣﺳﺎب ُ
اﻟﺟﻣل أﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد ﻣﻧﻬﺞ ﺛﺎﺑت ﻓﻲ أي ﺑﺣث ﺣﺗﻰ اﻵن ،وﻫذا اﻷﻣر طﺑﯾﻌﻲ ﻷن اﻟﺑﺎﺣث
-1إن أﻫم ﻋﯾوب أﺑﺣﺎث ﺣﺳﺎب ّ
ﻟو ﺣﺎول اﺗﺑﺎع ﻣﻧﻬﺞ ﺛﺎﺑت وﻋﻠﻣﻲ ﻓﻲ ﺣﺳﺎب اﻟﺟﻣل ،ﺑﺑﺳﺎطﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻟن ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﺷﻲء! ﻷن ﻫذا اﻟﺣﺳﺎب ﻻ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ
ﺷﻲء! وﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ وﺻل إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣﺛون ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن أﻧواع اﻟﺣﺳﺎب ﻣﺿطرﺑﺔ وﻏﯾر ﻣﺿطردة ،أي ﻻ ﺗوﺟد
ﻗﺎﻋدة ﻋﻠﻣﯾﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ.
ﻓﺗﺟد أﺣدﻫم ﯾﺳوق ﻣﺋﺔ ﻣﺛﺎل وﻻ ﺗﻛﺎد ﺗﺟد ﻣﺛﺎﻟﯾن ﻣﺗطﺎﺑﻘﯾن ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﻧﻬﺞ ،ﻓﻬو ﯾﺟﻣﻊ اﻟﺣروف ﻓﻲ اﻟﻣرة اﻷوﻟﻰ ،وﻓﻲ
ﯾﻌد اﻟﻛﻠﻣﺎت وﻓﻲ اﻟﺧﺎﻣس ﯾﻌد
اﻟﻣﺛﺎل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾﺟﻣﻊ أرﻗﺎم اﻟﺳور ،وﻓﻲ اﻟﻣﺛﺎل اﻟﺛﺎﻟث ﯾﺟﻣﻊ أرﻗﺎم اﻵﯾﺎت ﻣﺛﻼً ،وﻓﻲ اﻟراﺑﻊ ّ
www.alargam.com/kaheel/88/12.htm 1/7
12/24/14 اﻟﺟﻣل -ﻣﺎ ﻟﮫ وﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ
ﺣﺳﺎب ّ
اﻟﺳور أو اﻵﯾﺎت وﻓﻲ اﻟﺳﺎدس ﯾﺟﻣﻊ أرﻗﺎم اﻟﺳور ﻣﻊ أرﻗﺎم اﻵﯾﺎت وﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑﻊ ﯾﺣﺻﻲ ﺗرﺗﯾب اﻟﻛﻠﻣﺎت وﻫﻛذا ...واﻟﺳؤال:
ﻟﻣﺎذا ﻻ ﯾﺟﻣﻊ أرﻗﺎم اﻟﺳور داﺋﻣﺎً؟ ﻟﻣﺎذا ﻻ ﯾﺟﻣﻊ أرﻗﺎم اﻵﯾﺎت داﺋﻣﺎً؟ وﻟﻣﺎذا ﻻ ﯾﺗﺑﻊ ﻣﻧﻬﺟﺎً ﺛﺎﺑﺗﺎً؟ إن ﻫذا اﻻﺿطراب ﻓﻲ
اﻟﻣﻧﻬﺞ وﻋدم اﻟﺛﺑﺎت ﻫو أﻛﺑر دﻟﯾل ﻋﻠﻰ أن ﻫذا اﻟﺣﺳﺎب ﺧﺎطﺊ ،واﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أﻋﻠم.
-2ﻫﻧﺎﻟك ﺧﻠل ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺣﺳﺎب وﻫو أﻧﻪ ﻻ ﺗوﺟد ﻟﻪ ﻗﺎﻋدة ﻟﻠﺗرﻗﯾم ،ﻓﻠﻣﺎذا ﯾﺄﺗﻲ ﺣرف اﻷﻟف وﻣن ﺛم ﺣرف اﻟﺑﺎء وﻣن ﺛم
ﻫوز؟ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻟدﯾﻧﺎ إﺟﺎﺑﺎت ﻣﻧطﻘﯾﺔ ،ﻷن اﻟﻬدف ﻣن اﻹﻋﺟﺎز اﻟرﻗﻣﻲ ﻫو إﻗﻧﺎع
ﺣرف اﻟﺟﯾم وﻓق ﻗﺎﻋدة أﺑﺟد ّ
اﻟﻣﻠﺣدﯾن ﺑﺻدق اﻟﻘرآن ،ﻓﻛﯾف ﻧﻘﻧﻌﻬم ﺑﺷﻲء ﻻ أﺳﺎس ﻟﻪ؟
-3ﺣﺗﻰ اﻵن وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻣﻼﯾﯾن اﻟﻣﺣﺎوﻻت ﻓﻲ ﺣﺳﺎب اﻟﺟﻣل ﻻ ﺗوﺟد ﻧﺗﯾﺟﺔ واﺣدة إﻋﺟﺎزﯾﺔ أو ﯾﻣﻛن ﻗﺑوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ
أﻧﻬﺎ ﺗﻣﺛل ﻣﻌﺟزة ﻟﻠﻘرآن .ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أن ﺑﻌض اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﺻﻧﻊ ﺑرﻧﺎﻣﺟﺎً ﯾﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﻪ إدﺧﺎل أي ﻛﻠﻣﺔ أو ﺟﻣﻠﺔ أو ﻧص
ﻗرآﻧﻲ وﯾﻘوم ﻫذا اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺑﺣﺳﺎب ﻗﯾﻣﺔ ﻫذا اﻟﻧص أو اﻟﻛﻠﻣﺔ وﻓﻘﺎً ﻟﺣﺳﺎب اﻟﺟﻣل ،وﻣﻊ ﻫذا اﻟﻌﻣل اﻟﺣﺎﺳوﺑﻲ ﯾﻘوم ﻛل
ﺑﺎﺣث ﺑﺂﻻف اﻟﺗﺟﺎربٕ،واذا ﻗدرﻧﺎ ﻋدد اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﺑﺄﻟف ﺑﺎﺣث ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻛون ﻟدﯾﻧﺎ ﻣﻼﯾﯾن اﻟﺗﺟﺎرب ،وﻫﻧﺎ
أﺗﺳﺎءل :ﻣﻼﯾﯾن اﻟﺗﺟﺎرب ﯾﺗم اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ وﻻ ﺗوﺟد ﻧﺗﯾﺟﺔ واﺣدة ﺻﺣﯾﺣﺔ أو إﻋﺟﺎزﯾﺔ ،ﻓﻬل ﻧﺑﻘﻰ ﻣﺗﻣﺳﻛﯾن ﺑﻬذا اﻟﺣﺳﺎب!!
ﺣدﯾث ﺿﻌﯾف
ﯾﺣﺗﺞ أﺻﺣﺎب ﺣﺳﺎب اﻟﺟﻣل ﺑﺣدﯾث ﺿﻌﯾف ورد ﻋن اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ،وﻋﻧدﻣﺎ ﻧﻘول ﺣدﯾﺛﺎً ﺿﻌﯾﻔﺎً ﻓﻬذا ﯾﻌﻧﻲ
أﻧﻪ ﯾﻐﻠب ﻋﻠﯾﻪ أﻧﻪ ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺢ ،ﻣﻊ اﺣﺗﻣﺎل أن ﯾﻛون ﺻﺣﯾﺣﺎً ،وﻟذﻟك ﺳﻧﻧﺎﻗش ﻫذا اﻟﺣدﯾث ﻟﻧﺣدد ﻣدى ﺗرﺟﯾﺢ ﺻﺣﺔ ﻫذا
اﻟﺣدﯾث ،ﻷن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﻣﺎ أودع ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ ﺑراﻫﯾن ﻣﺎدﯾﺔ ﺗﺛﺑت أن اﻟﻘرآن ﻛﻼم اﷲ ،ﻛذﻟك أودع ﻓﻲ ﻛﻼم ﺣﺑﯾﺑﻪ ﺻﻠﻰ اﷲ
ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﺑراﻫﯾن ﻋﻠﻣﯾﺔ وﻣﻧطﻘﯾﺔ ﺗﺛﺑت ﺻدق ﻛﻼم اﻟﻧﺑﻲٕ،واذا وﺟدﻧﺎ اﻟﺣدﯾث ﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺎً ﻓﻬذا ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻪ ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺢ .ﻷن
اﻟﻧﺑﻲ ﻻ ﯾﻧطق ﻋن اﻟﻬوى ﺑل ﻛل ﻛﻠﻣﺔ ﻧطق ﺑﻬﺎ ﻫﻲ وﺣﻲ ﻣن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،وﻗد ﺣدد ﻟﻧﺎ اﷲ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻓﻲ اﻟﺗﻔرﯾق
ﯾرا( ]اﻟﻧﺳﺎء.[82 : ِ ﯾﻪ ْ ِ
ﺑﯾن اﻟﻣﺻدر اﻹﻟﻬﻲ واﻟﻣﺻدر اﻟﺑﺷري ﺑﻘوﻟﻪ) :وﻟَو َﻛﺎن ِﻣن ِﻋ ْﻧ ِد َﻏﯾ ِر اﻟﻠﱠ ِﻪ ﻟَوﺟ ُدوا ﻓِ ِ
اﺧﺗ َﻼﻓًﺎ َﻛﺛ ً ََ ْ َ ْ َ ْ
ﯾﻘول اﻹﻣﺎم اﻟﻛﺑﯾر اﺑن ﻛﺛﯾر رﺣﻣﻪ اﷲ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾرﻩ ﻟﻠﺣروف اﻟﻣﻘطﻌﺔ )اﻟم(" :وأﻣﺎ ﻣن زﻋم أﻧﻬﺎ -أي اﻟﺣروف اﻟﻣﻘطﻌﺔ-
اﻟﻣدد وأﻧﻪ ﯾﺳﺗﺧرج ﻣن ذﻟك أوﻗﺎت اﻟﺣوادث واﻟﻔﺗن واﻟﻣﻼﺣم ﻓﻘد ادﻋﻰ ﻣﺎ ﻟﯾس ﻟﻪ وطﺎر ﻓﻲ ﻏﯾر ﻣطﺎرﻩ،
داﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ُ
أدل ﻋﻠﻰ ﺑطﻼن ﻫذا اﻟﻣﺳﻠك ﻣن اﻟﺗﻣﺳك ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺗﻪ ،وﻫو ﻣﺎ رواﻩ ﻣﺣﻣد ﺑن وﻗد ورد ﺣدﯾث ﺿﻌﯾف وﻫو ﻣﻊ ذﻟك ّ
إﺳﺣﺎق ﺑن ﯾﺳﺎر" .وﻣﻠﺧص ﻫذا اﻟﺣدﯾث اﻟﺿﻌﯾف أن اﻟﯾﻬود ﺳﻣﻌوا اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﯾﺗﻠو ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ﺎب َﻻ َر ْﯾ َب ﻓﯾﻪ ُﻫ ًدى ﻟﻠْ ُﻣﺗﱠﻘ َ
ﯾن( ]اﻟﺑﻘرة .[2-1 :ﻓﻘﺎﻟوا ﻟﻪ إن ﻣدة ﻫذا اﻟدﯾن ﻫﻲ 71ﺳﻧﺔ ﻷن ﺳورة اﻟﺑﻘرة )اﻟم * َذﻟ َك اﻟْﻛﺗَ ُ
اﻷﻟف واﺣد واﻟﻼم ﺛﻼﺛون واﻟﻣﯾم أرﺑﻌون 0وﻫذﻩ ﻗﯾم اﻟﺣروف "اﻟم" ﻓﻲ ﺣﺳﺎب اﻟﺟﻣل( ،وﻗﺎﻟوا ﻛﯾف ﺗدﺧﻠون ﻓﻲ دﯾن ﻣدﺗﻪ
71ﺳﻧﺔ؟
ﻓﻘﺎﻟوا ﻟﻠﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻫل ﻣﻊ ﻫذا ﻏﯾرﻩ ﻗﺎل ﻧﻌم) :اﻟﻣص( ،ﻓﺣﺳﺑوﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﺟﻣل ﻓﻛﺎﻧت 131ﺳﻧﺔ،
ﻓﻘﺎﻟوا ﻫل ﻣﻊ ﻫذا ﻏﯾرﻩ ﻓﻘﺎل) :اﻟر( ﻓﻘﺎﻟوا ﻫذا أﻛﺑر ﻓﻬذﻩ اﻟﺣروف ﺗﺳﺎوي ﻓﻲ ﺣﺳﺎب اﻟﺟﻣل .... 231ﺛم ﻗﺎﻟوا ﻟﻘد ﺗﺷﺎﺑﻪ
ﻋﻠﯾﻧﺎ أﻣرﻩ.
ﯾﻘول اﺑن ﻛﺛﯾر ﻋن راوي ﻫذا اﻟﺣدﯾث إﻧﻪ ﻻ ُﯾﺣﺗﺞ ﺑﻣﺎ اﻧﻔرد ﺑﻪ ،ﺛم ﻛﺎن ﻣﻘﺗﺿﻰ ﻫذا اﻟﻣﺳﻠك إن ﻛﺎن ﺻﺣﯾﺣﺎً أن ﯾﺣﺳب
ﻣﺎ ﻟﻛل ﺣرف ﻣن اﻟﺣروف اﻷرﺑﻌﺔ ﻋﺷر أي اﻟﺣروف اﻟﻣﻘطﻌﺔ ] .[1وﯾﻣﻛن أن أطرح ﺳؤاﻻً:
إذا ﻛﺎن اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻻ ﯾﻌرف ﻣدة ﻫذا اﻟدﯾن ،وﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﺎس ﺳﺄﻟوﻩ ﻋن ﯾوم اﻟﻘﯾﺎﻣﺔ ﻓﻧزﻟت ﻋﻠﯾﻪ آﯾﺎت
www.alargam.com/kaheel/88/12.htm 2/7
12/24/14 اﻟﺟﻣل -ﻣﺎ ﻟﮫ وﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ
ﺣﺳﺎب ّ
ﻛﺛﯾرة ﺗؤﻛد أﻧﻪ ﻻ ﯾﻌﻠم ﻣﺗﻰ ﺗﻘوم اﻟﺳﺎﻋﺔ إﻻ اﷲ ،ﻓﻛﯾف ﯾواﻓﻘﻬم اﻟﻧﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎﺑﺎﺗﻬم أن اﻟﺣروف اﻟﻣﻘطﻌﺔ ﺑﺣﺳﺎب اﻟﺟﻣل
ﺎﻫﺎ ﻗُ ْل إِﻧﱠ َﻣﺎ ﺳ ِ
ﺳ َ ﱠﺎن ُﻣ ْر َ
ﺎﻋﺔ أَﯾ َ ﺳﺄَﻟُوﻧَ َك َﻋ ِن اﻟ ﱠ َ )ﯾ ْﻫﻲ ﻣدة ﻫذا اﻟدﯾن؟ اﻟﻣﻧطق ﯾﻔرض ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﻗف أن ﯾرد ﻋﻠﯾﻬم ﺑﻘوﻟﻪَ :
ﺳﺄَﻟُوﻧَ َك َﻛﺄَﻧﱠ َك َﺣﻔِ ﱞﻲ َﻋﻧْ َﻬﺎ ﻗُ ْل إِﻧﱠ َﻣﺎ ِ
ض َﻻ ﺗَﺄْﺗﯾ ُﻛ ْم إِﱠﻻ َﺑﻐْﺗَ ًﺔ َﯾ ْ
ﺳﻣﺎو ِ
ات َو ْاﻷَر ِ
ْ
ِ ِﻋﻠْﻣﻬﺎ ِﻋﻧْ َد رﺑﱢﻲ َﻻ ﯾﺟﻠﱢ ِ ِ
ﯾﻬﺎ ﻟ َوﻗْﺗ َﻬﺎ إِﱠﻻ ﻫُ َو ﺛَﻘُﻠَ ْت ﻓﻲ اﻟ ﱠ َ َ
َُ َ َ َُ
ون( ]اﻷﻋراف.[187 : ِﻋ ْﻠﻣ َﻬﺎ ِﻋ ْﻧ َد اﻟﻠﱠ ِﻪ َوَﻟ ِﻛ ﱠن أَ ْﻛﺛَر اﻟﻧﱠ ِ
ﺎس َﻻ َﯾ ْﻌ َﻠ ُﻣ َ َ ُ
وﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻌﻘول أن اﻟﻧﺑﻲ اﻷﻋظم ﯾواﻓق اﻟﯾﻬود ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎﺑﻬم ﻟﯾوم اﻟﻘﯾﺎﻣﺔ ،ﻷن اﻟذي ﯾﻘرأ ﻫذا اﻟﺣدﯾث ﯾﻔﻬم ﻣﻧﻪ
ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻧﺑﻲ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺣروف اﻟﻣﻘطﻌﺔ ﻛﺄﻧﻣﺎ ﻧزﻟت ﻟﺗﺣدﯾد ﯾوم اﻟﻘﯾﺎﻣﺔ ،وﻫذا ﻣﺎ ﻓﻬﻣﻪ أﺣد ﺷﯾﺎطﯾن اﻹﻧس وﻫو اﻟدﻛﺗور
اﻟﺟﻣل ،ﻓﻛﺎن ﻣﺟﻣوع اﻟﺣروف ﺑﻌد
رﺷﺎد ﺧﻠﯾﻔﺔ ﻋﻧدﻣﺎ أﺳرع ﻓﻲ ﺣﺳﺎب اﻟﺣروف اﻟﻣﻘطﻌﺔ ﻓﻲ أواﺋل اﻟﺳور وﻓق ﺣﺳﺎب ّ
إﺑدال ﻛل ﺣرف ﺑﻘﯾﻣﺗﻪ ﻫو 1709وﺑﻣﺎ أن ﻫذا اﻟﻌدد ﻟﯾس ﻣن ﻣﺿﺎﻋﻔﺎت اﻟرﻗم ،19أﺿﺎف واﺣداً ﻟﯾﺻﺑﺢ اﻟﻌدد 1710
وﻫو ﻣوﻋد ﻗﯾﺎم اﻟﺳﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻬﺟري ،وﻟﻛﻧﻪ ﻟم ﯾذﻛر ﻟﻧﺎ ﻣن أﯾن ﺟﺎء ﺑﻬذا اﻟواﺣد اﻹﺿﺎﻓﻲ؟!!
اﻟﺟ ﱠﻣل وﻣﻧﻬم اﻟدﻛﺗور ﯾوﺳف اﻟﻘرﺿﺎوي ﺣﯾث ﯾﻘول ﻋن ﻫذا اﻟﺣدﯾث
وﯾﻣﻛن اﻟﻘول إن ﻣﻌظم ﻋﻠﻣﺎﺋﻧﺎ ﻻ ﯾﻘﺗﻧﻌون ﺑﺣﺳﺎب ُ
اﻟذي ﯾﺳﺗﻧد إﻟﯾﻪ أﺻﺣﺎب ﻫذا اﻟﺣﺳﺎب:
رو ﺑﺳﻧد ﺻﺣﯾﺢ أو ﺣﺳن ،ﺑل ﺑﺈﺳﻧﺎد ﺿﻌﯾف ﻻ ﯾﺣﺗﺞ ﺑﻪ ،ﺿﻌﻔﻪ "ﻫذﻩ اﻟﻘﺻﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻏﯾر ﺛﺎﺑﺗﺔ ،وﻟم ﺗُ َ
اﻟﺣﺎﻓظ اﺑن ﻛﺛﯾر ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾرﻩ )ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘرآن اﻟﻌظﯾم (1/38واﻟﺳﯾوطﻲ ﻓﻲ اﻟدر اﻟﻣﻧﺛور )اﻟدر اﻟﻣﻧﺛور (1/2واﻟﺷوﻛﺎﻧﻲ
ﻓﻲ ﻓﺗﺢ اﻟﻘدﯾر )ﻓﺗﺢ اﻟﻘدﯾر ،(1/31وأﺣﻣد ﺷﺎﻛر ﻓﻲ ﺗﺧرﯾﺞ ﺗﻔﺳﯾر اﻟطﺑري )ﺗﻔﺳﯾر اﻟطﺑري ،1/218ﻣطﺑﻌﺔ دار
اﻟﻣﻌﺎرف( .ﻓﺳﻘط إذن اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺑﻬﺎ ،إذ ﻻ ﯾﺣﺗﺞ ﺑﺿﻌﯾف ﻋﻧد أﻫل اﻟﻌﻠم.
ﯾﺗﺎﺑﻊ اﻟدﻛﺗور اﻟﻘرﺿﺎوي :ﺣﺳﺎب اﻟﺟﻣل ﻻ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﻧطﻘﻲ :ﺛم إن ﺣﺳﺎب اﻟﺟﻣلﻧﻔﺳﻪ ﻣﺟرد اﺻطﻼح ﻣن
ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺎس ،وﻟﻛﻧﻪ اﺻطﻼح ﺗﺣﻛﻣﻲ ﻣﺣض ،ﻻ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﻧطق ﻣن ﻋﻘل أو ﻋﻠم .ﻓﻣن اﻟذي رﺗب اﻟﺣروف ﻋﻠﻰ
ﻫذا اﻟﻧﺣو :ا ب ﺟـ د ﻫـ و ز ح ط ي ك ل م ن س ع ف ص ق ر ش ت ث خ ذ ض ظ غ؟ وﻟﻣﺎذا ﻟم ﺗﺗرﺗب ﻫﻛذا :ا ب ت
ث ج ح خ د ذ ر ز إﻟﺦ؟ أو ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﻰ أي ﻧﺣو آﺧر؟
آﺣﺎدا إﻟﻰ ﺣرف ط ،ﺛم أﻋطﻰ ﻟﻠﺣرف )ي( رﻗم ) (20وﻟﻠﺣرف ك ً وﻣن اﻟذي ﺟﻌل ﻟﻸﻟف رﻗم ) (1واﻟﺑﺎء رﻗم ) (2وﻫﻛذا
آﺣﺎدا
ً ) (30وﻫﻛذا اﻟزﯾﺎدة ﺑﺎﻟﻌﺷرات إﻟﻰ اﻟﺣرف اﻟذي ﯾﻌﺎدل ) (100وﺑﻌدﻩ ﺗﻛون اﻟزﯾﺎدة ﺑﺎﻟﻣﺋﺎت .ﻟﻣﺎذا ﻟم ﺗﻛن اﻟزﯾﺎدة
إﻟﻰ آﺧر اﻟﺣروف؟ وﻟﻣﺎذا ﻟم ﺗﺑدأ ﺑﻌﺷرة أو ﺑﻣﺎﺋﺔ أو ﺑﺄﻟف؟ وﻟﻣﺎذا ﻟم ﺗﻛـن ﻫﻛـذا :أﻟف ) ،(1و ب ) ،(10وﺟـ )(20
وﻫﻛذا؟ وﻟﻣﺎذا ﻟم ﺗﻛن ﻫﻛـذا 1000 ،100 ،10 ،1 :إﻟﺦ ...؟ وﻟﻣﺎذا وﻟﻣﺎذا؟ ﻛل ﻫذا ﺗﺣﻛم ﻣن واﺿﻌﯾﻪ اﻟﻣﺻطﻠﺣﯾن
أﺣدا" ].[2
ﻣﺷﺎﺣﺔ ﻓﻲ اﻻﺻطﻼح ،وﻟﻛن ﻫذا ﻻ ﯾﻠزم ً
ّ ﻋﻠﯾﻪ .ﺻﺣﯾﺢ أﻧﻪ ﻻ
ﻟذﻟك ﯾﺎ أﺣﺑﯾﺗﻲ ﻓﻲ اﷲ ،ﻻ ﺗﺑﻧوا إﻋﺟﺎزﻛم ﻋﻠﻰ ﺣدﯾث ﺿﻌﯾف .ﺛم إن أﻛﺑر دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺗرﺟﯾﺢ ﻋدم ﺻﺣﺔ ﻫذا اﻟﺣدﯾث أﻧﻪ
ﻧﺎﻗص ،ﻓراوي اﻟﺣدﯾث ﻟم ﯾﺧﺑرﻧﺎ ﻣﺎذا ﺣدث ﺑﻌد أن اﺧﺗﻠط اﻷﻣر ﻋﻠﻰ اﻟﯾﻬود ،ﻣﺎذا ﻛﺎن ﻣوﻗف اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم،
ﻫل ﺳﻛت ﻋن ﻣﺛل ﻫذا اﻷﻣر ،وﺳﻛوت اﻟﻧﺑﻲ ﯾﻌﻧﻲ ﻣواﻓﻘﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎﺑﻬم ،أم أن اﻟﻧﺑﻲ أﻧﻛر ذﻟك ،ﻷن اﻟذي ﯾﺗﻌﻣق ﻓﻲ
وﺑﯾﻧﺔ،
ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻧﺑﻲ اﻟﻛرﯾم ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ،ﯾدرك أﻧﻪ ﻻ ﯾﺧﺷﻰ ﻓﻲ اﷲ أﺣداً وﺟﻣﯾﻊ أﺣﺎدﯾﺛﻪ اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ واﺿﺣﺔ ّ
أﻣﺎ ﻫذا اﻟﺣدﯾث ﻓﻬو ﻏﺎﻣض وﻻ ﯾوﺟد ﻟﻠﻧﺑﻲ ﻣوﻗف ﻣن ﻫذا اﻷﻣر ،وﻫذا دﻟﯾل ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﺑﻧﺎء ﺷﻲء ﻋﻠﻰ ﻫذا
اﻟﺣدﯾث ،واﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أﻋﻠم.
www.alargam.com/kaheel/88/12.htm 3/7
12/24/14 اﻟﺟﻣل -ﻣﺎ ﻟﮫ وﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ
ﺣﺳﺎب ّ
ﻛل ﺑﺎﺣث ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺣﺳﺎب ﯾﺳوق اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ وﻫو ﯾظن ﺑﺄﻧﻪ اﻛﺗﺷف ﻣﻌﺟزة ﻣن ﻛﺗﺎب اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻫذا
اﻟﺣﺳﺎب ،وﯾﻧﺳﻰ أن ﻋﺎﻟم اﻷرﻗﺎم ﯾﺣوي اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺻﺎدﻓﺎت .وﻟذﻟك ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻻﺳﺗﺷﻬﺎد ﺑﺑﻌض اﻷﻣﺛﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ
أﺻﺣﺎب ﻫذا اﻟﺣﺳﺎب ﻟﻧرى اﺿطراب اﻟﻣﻧﻬﺞ ﻟدﯾﻬم وﻋدم وﺟود ﻣﻧﻬﺞ ﺛﺎﺑت ﻓﻲ اﻟﺑﺣث .ﻓﻔﻲ إﺣدى اﻟﻣﻘﺎﻻت ] ، [3ﯾﺳوق
اﻟﺑﺎﺣث ﻋدداً ﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ ،ﻟﻧﺣﻠل ﻫذﻩ اﻷﻣﺛﻠﺔ ﺑﺎﺧﺗﺻﺎر وﻧرى أﻧﻬﺎ ﻣﺟرد ﻣﺻﺎدﻓﺎت.
اﻟﻣﺛﺎل :1
ﺗﺑﯾض(...
ّ ُﺟ ﱠﻣل ﻛﻠﻣﺔ )أﺑﯾض( ﻫو 813وﻟو ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻋن اﻟﺳور اﻟﺗﻲ وردت ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺷﺗﻘﺎت ﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻣﺔ )اﺑﯾﺿت ،اﻷﺑﯾض،
وﻗﻣﻧﺎ ﺑﺟﻣﻊ أرﻗﺎم اﻟﺳور ﻛﺎن اﻟﻧﺎﺗﺞ 813ﻧﻔس ﺟ ﱠﻣل اﻟﻛﻠﻣﺔ.
اﻟﺗﻌﻠﯾق:
ﺟﻣﻌت أرﻗﺎم اﻟﺳور ،وﻟم ﺗﺟﻣﻊ أرﻗﺎم اﻵﯾﺎت ﻣﺛﻼً؟ وﻟﻣﺎذا أﺧذت ﺟ ﱠﻣل ﻛﻠﻣﺔ )أﺑﯾض( ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أن ﻫذﻩ
َ ﺳؤاﻟﻲ ﻫﻧﺎ ﻟﻣﺎذا
اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻟم ﺗرد ﻓﻲ اﻟﻘرآن ﺑﻬذﻩ اﻟﺻﯾﻐﺔ ﺑل وردت ﻛﻠﻣﺔ )اﻷﺑﯾض(،ﻟﻣﺎذا ﻟم ﺗﺣﺳب ﺟ ﱠﻣل ﻛﻠﻣﺔ )اﻷﺑﯾض( واﻟﺟواب ﺑﺑﺳﺎطﺔ:
ﻷن اﻟﺑﺎﺣث ﻟو اﺗﺑﻊ ﻣﻧﻬﺟﺎً ﻋﻠﻣﯾﺎً ﻓﺳوف ﻟن ﯾﺻل إﻟﻰ أي ﺣﻘﯾﻘﺔ رﻗﻣﯾﺔ إﻋﺟﺎزﯾﺔ!
واﻟﺳؤال اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻟﻣﺎذا اﺧﺗﺎر اﻟﺑﺎﺣث ﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻣﺔ ﺑﺎﻟذات وطﺑق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺎﻧون ﺟﻣﻊ أرﻗﺎم اﻟﺳور؟ ﻟﻣﺎذا ﻟم ﯾدﻋم ﻧظرﯾﺗﻪ
ﺑﻛﻠﻣﺎت أﺧرى ﯾﺳﯾر ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﻣﻧﻬﺞ؟ وﻫل ﯾﺳﺗﻣر اﻟﺑﺎﺣث ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻧﻬﺞ ﺑﺟﻣﻊ أرﻗﺎم اﻟﺳور أم أﻧﻪ ﯾﻠﺟﺄ ﻟﻣﻧﻬﺞ
آﺧر ﻟﯾﻧﺿﺑط ﻣﻌﻪ اﻟﺣﺳﺎب؟ ﻟﻧﻘرأ اﻟﻣﺛﺎل اﻟﺗﺎﻟﻲ.
اﻟﻣﺛﺎل :2
ﺟ ﱠﻣل ﻛﻠﻣﺔ )اﻟﺣدﯾد( ﻫو 57ورﻗم ﺳورة اﻟﺣدﯾد ﻫو 57ﻓﻲ اﻟﻘرآن واﻟوزن اﻟذري ﻟﻠﺣدﯾد ﻫو 57ﺗﻘرﯾﺑﺎً .وﻟو أﺧذﻧﺎ ﺗﻛرار
ﻛﻠﻣﺔ )ﺣدﯾد( ﻓﻲ اﻟﻘرآن وﻗﻣﻧﺎ ﺑﺣﺳﺎب ﺗرﺗﯾب ﻛل ﻛﻠﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺳورة وﺟﻣﻌﻧﺎ ﺗراﺗﯾب ﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻣﺎت ﻛﺎن اﻟﻧﺎﺗﺞ 3258واﻟﺟذر
اﻟﺗرﺑﯾﻌﻲ ﻟﻬذا اﻟﻌدد ﻫو 57ﺗﻘرﯾﺑﺎً.
اﻟﺗﻌﻠﯾق:
ﻫﻧﺎ ﻧﺗﺳﺎءل :ﻟﻣﺎذا ﻏﯾر اﻟﺑﺎﺣث ﻣﻧﻬﺟﻪ ﻓﻠم ﯾﻘم ﺑﺟﻣﻊ أرﻗﺎم اﻟﺳور ﻛﻣﺎ ﻓﻌل ﻣﻊ ﻛﻠﻣﺔ )أﺑﯾض(؟ ﻟﻣﺎذا اﻛﺗﻔﻰ ﺑرﻗم ﺳورة
اﻟﺣدﯾد ﻓﻘط؟ وﻟﻣﺎذا أﺧذ ﺗرﺗﯾب ﻛﻠﻣﺎت )اﻟﺣدﯾد( ﻓﻲ اﻟﻘرآن؟ وﻟﻣﺎذا ﺟﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟﺗراﺗﯾب ﺛم أﺧذ اﻟﺟذر اﻟﺗرﺑﯾﻌﻲ؟ ﻟﻣﺎذا ﻟم
ﯾﻔﻌل ذﻟك ﻣﻊ ﺑﻘﯾﺔ اﻷﻣﺛﻠﺔ؟ وﻟﻣﺎذا ﻟم ﯾطﺑق ﻫذا اﻟﻣﻧﻬﺞ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﯾﺔ اﻟﺳور أو ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل؟ وﺑﻣﺎ أن اﻟﻘرآن ﯾﺣوي
114ﺳورة ﻓﺈﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﯾﺣدث ﺗواﻓق ﻣﺎ ﺑﯾن اﺳم ﺳورة ﻣﻊ ﺟ ﱠﻣل ﻫذﻩ اﻟﺳورة وﻫذا اﻟﺗواﻓق ﻣﺻﺎدﻓﺔ! وﺑﺧﺎﺻﺔ
أﻧﻧﺎ ﻟو طﺑﻘﻧﺎ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﺑﻘﯾﺔ اﻟﺳور ﻟم ﺗﻧﺿﺑط! وﻫذا ﯾﺛﺑت أن اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺑﺄﻛﻣﻠﻬﺎ ﻣﺻﺎدﻓﺔ ﻻ أﻛﺛر وﻻ أﻗل.
اﻟﻣﺛﺎل :3
رﻗم ﺳورة اﻟﻧﻣل ﻫو 27وﻋدد آﯾﺎﺗﻬﺎ ﻫو ،93وﻫذﻩ اﻟﺳورة ﺗﺑدأ ﺑﺎﻟﺣرﻓﯾن )طس( وﻗد ﺗﻛرر ﺣرف اﻟطﺎء ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺳورة
27ﻣرة ﻧﻔس رﻗم اﻟﺳورة ،وﺗﻛرر ﺣرف اﻟﺳﯾن 93ﻣرة ﻧﻔس ﻋدد اﻵﯾﺎت ،وﺟﻣل ﻛﻠﻣﺔ )ﻧﻣل( ﻫو 120وﻣﺟﻣوع ﻋدد
آﯾﺎت ﺳورة اﻟﻧﻣل ﻣﻊ رﻗم ﻫذﻩ اﻟﺳورة ﻫو 120وﻛذﻟك ﻣﺟﻣوع ﺣروف )طس( ﻓﻲ اﻟﺳورة ﻫو 120ﻧﻔس ﺟﻣل ﻛﻠﻣﺔ
)ﻧﻣل(.
اﻟﺗﻌﻠﯾق:
www.alargam.com/kaheel/88/12.htm 4/7
12/24/14 اﻟﺟﻣل -ﻣﺎ ﻟﮫ وﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ
ﺣﺳﺎب ّ
اﻟﺳؤال :ﻟﻣﺎذا ﻗﺎم اﻟﺑﺎﺣث ﻫﻧﺎ ﺑﺟﻣﻊ ﻋدد اﻵﯾﺎت ﻣﻊ رﻗم اﻟﺳورة ﺑﺧﻼف اﻟﻣﺛﺎﻟﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن؟؟ وﻟﻣﺎذا ﺣذف اﻟﺗﻌرﯾف ﻣن
ﺟﻣل ﻛﻠﻣﺔ )ﻧﻣل( ﻣن دون ال ﺗﻌرﯾف؟ أﻻ ﯾدل ﻫذا ﻋﻠﻰ أن اﻟﺑﺎﺣث ﯾﻘوم ﺑﺎﻧﺗﻘﺎء أﯾﺔ أرﻗﺎم
اﺳم اﻟﺳورة )اﻟﻧﻣل( ﻓﺣﺳب ّ
ﺗﺻﺎدﻓﻪ ،اﻟﻣﻬم أن ﺗﺗﻔق اﻷرﻗﺎم ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬﺎ؟
ﻛﺛﯾراً ﻣﺎ ﯾﻠﺟﺄ اﻟﺑﺎﺣث ﻹدﺧﺎل ﻧﺗﺎﺋﺞ إﻋﺟﺎزﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺳﺎب اﻟﺟﻣل وﻫﻲ ﻓﻲ اﻷﺻل ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺣﺳﺎب اﻟﺟﻣل .ﻓﻬذﻩ اﻟﺳورة
ﺗﺣوي إﻋﺟﺎزاً ﻓﻲ ﺗﻛرار ﺣروف )طس( ﺣﯾث ﺗﻛرر ﺣرف )ط( 27ﻣرة وﻫذا اﻟﻌدد ﯾﺳﺎوي رﻗم ﺳورة اﻟﻧﻣل ،وﺗﻛرر ﺣرف
)س( ﻓﻲ اﻟﺳورة 93ﻣرة وﻫذا اﻟﻌدد ﯾﺳﺎوي ﻋدد آﯾﺎت ﺳورة اﻟﻧﻣل.
اﻧظروا ﻣﻌﻲ إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻹﻋﺟﺎزﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺣﺳﺎب اﻟﺟﻣل ،ﻗﺎم اﻟﺑﺎﺣث ﺑﺈﻗﺣﺎم ﺟ ﱠﻣل ﻛﻠﻣﺔ )ﻧﻣل( وﻫو
120ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أن ﻛﻠﻣﺔ )ﻧﻣل( ﻟم ﺗرد ﻓﻲ اﻟﻘرآن ﺑﻬذﻩ اﻟﺻﯾﻐﺔ ،ﺑل وردت ﻛﻠﻣﺔ )اﻟﻧﻣل( وﻛﻠﻣﺔ )ﻧﻣﻠﺔ( أﻣﺎ ﻛﻠﻣﺔ )ﻧﻣل( ﻓﻠم
ﺟﻣل ﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻣﺔ وﻟم ﯾﺄﺧذ ﺟ ﱠﻣل ﻛﻠﻣﺔ )اﻟﻧﻣل(؟ ﻫل ﯾﺟوز ﻟﻪ ﺗﻐﯾﯾر ﻛﻠﻣﺎت اﻟﻘرآن ﻟﺗﻧﺿﺑط ﻣﻊ
ﺗرد ﻓﻲ اﻟﻘرآن ،ﻓﻠﻣﺎذا أﺧذ ّ
ﺣﺳﺎﺑﺎﺗﻪ؟ ﻫل ﻫذا ﻫو اﻹﻋﺟﺎز أن ﻧﻐﯾر ﻓﻲ ﻛﻼم اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ؟
ﻣﺛﺎل :4
ﺟﻣل ﻓﻣﺟﻣوع ﺑﻣﻔردﻫﺎ، اﻟﻛﻠﻣﺔ ﺗﻧﺿﺑط ﻻ ﻋﻧدﻣﺎ اﻟﻛﻠﻣﺎت ﺑﯾن اﻟﺟﻣﻊ إﻟﻰ اﻟﺑﺎﺣث ﯾﻠﺟﺄ وﻫﻧﺎ
اﺳم )ﻣوﺳﻰ( واﺳم )ﻫﺎرون( ﻫو 377وﻣﺟﻣوع أﻋداد ﻛﻠﻣﺎت اﻵﯾﺎت اﻟﺗﻲ ورد ﻓﯾﻬﺎ أﺣد ﻫذﯾن اﻻﺳﻣﯾن ﻓﻲ ﺳورة
اﻟﻘﺻص ﻓﻘط ﻫو ،377وﻟو ﺟﻣﻌﻧﺎ أرﻗﺎم اﻟﺳور ﺣﯾث وردت ﻛﻠﻣﺔ )ﻫﺎرون( ﻓﻲ اﻟﻘرآن ﻛﻠﻪ وﺟدﻧﺎ 377أﯾﺿﺎً.
وﻟو ﺟﻣﻌﻧﺎ أرﻗﺎم اﻵﯾﺎت اﻟﺗﻲ وردت ﻓﯾﻬﺎ ﻛﻠﻣﺔ )ﻫﺎرون( وﻟﻛن ﻫذﻩ اﻟﻣرة اﺧﺗرﻧﺎ اﻟﺳور اﻟﺗﻲ ﺗﺑدأ ﺑﺣرف اﻟطﺎء ﻓﻘط ،ﻓﯾﻛون
ﻣﺟﻣوع أرﻗﺎم اﻵﯾﺎت ﻫو .377
اﻟﺗﻌﻠﯾق:
واﻟﺳؤال ﻣن ﺟدﯾد :ﻟﻣﺎذا ﺗﺟﻣﻊ ﻫﻧﺎ ﻋدد ﻛﻠﻣﺎت اﻵﯾﺎت؟ وﻟﻣﺎذا اﺧﺗرت اﻵﯾﺎت اﻟواردة ﻓﻲ ﺳورة اﻟﻘﺻص ﻓﻘط دون ﺳﺎﺋر
اﻟﺳور؟ ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أن ﻫذﯾن اﻻﺳﻣﯾن أي )ﻣوﺳﻰ وﻫﺎرون( وردا ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺳور؟
ﺛم ﻟﻣﺎذا اﺧﺗﺎر اﻟﺑﺎﺣث اﻟﺳور اﻟﺗﻲ ﻓﯾﻬﺎ اﺳم )ﻫﺎرون( وﺟﻣﻊ أرﻗﺎﻣﻬﺎ ،أﯾن اﻟﺳور اﻟﺗﻲ ورد ﻓﯾﻬﺎ اﺳم )ﻣوﺳﻰ( ﻣﺎ دﻣﻧﺎ
ﻧﺣﺳب ﺟ ﱠﻣل اﻟﻛﻠﻣﺗﯾن ﻣﻌﺎً؟ ﺑﺑﺳﺎطﺔ اﻟﺑﺎﺣث وﺿﻊ أﻣﺎﻣﻪ ﻫذا اﻟرﻗم 377وﺑدأ ﯾﺑﺣث ﻋن أي ﺷﻲء ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻬذا اﻟﻌدد،
أﯾن اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻌﻠﻣﻲ؟
واﻟﺳؤال اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻟﻣﺎذا ﻋﺎد اﻟﺑﺎﺣث ﻣن ﺟدﯾد ﻓﺎﺧﺗﺎر اﻟﺳور اﻟﺗﻲ ﺗﺑدأ ﺑﺣرف اﻟطﺎء ﻓﻘط دون ﺑﻘﯾﺔ ﺳور اﻟﻘرآن .وﻟﻣﺎذا ﻟم
ﯾﺟﻣﻊ أرﻗﺎم اﻟﺳور ﻛﻣﺎ ﻓﻌل ﺳﺎﺑﻘﺎً ﺑل ﺟﻣﻊ أرﻗﺎم اﻵﯾﺎت ﻫذﻩ اﻟﻣرة؟؟
إﻧﻪ ﻣﻧﻬﺞ ﻣﺿطرب ﺑل ﺷدﯾد اﻻﺿطراب! وﻫﻛذا ﻻ ﻧﻛﺎد ﻧﺟد ﻣﺛﺎﻟﯾن ﻣﺗطﺎﺑﻘﯾن ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﻧﻬﺞ ،ﺑل ﺗﺎرة ﯾﺟﻣﻊ أﻋداد
اﻟﻛﻠﻣﺎت ﺛم ﯾﺟﻣﻊ أرﻗﺎم اﻟﺳور ﺛم ﯾﺧﺗﺎر ﺳورة دون ﺳﺎﺋر اﻟﺳور ،ﺛم ﯾﺟﻣﻊ رﻗم اﻟﺳورة ﻣﻊ ﻋدد اﻵﯾﺎت وأﺣﯾﺎﻧﺎً ﯾﻛﺗﻔﻲ ﺑرﻗم
اﻟﺳورة وأﺣﯾﺎﻧﺎً ﯾﻛﺗﻔﻲ ﺑﺗرﺗﯾب اﻟﻛﻠﻣﺔ داﺧل اﻵﯾﺔ ،ﺛم ﯾﺣﺻﻲ اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرآن ﻛﻠﻪ ،وأﺣﯾﺎﻧﺎً ﯾﺣﺻﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺳور ﻣﺣددة ....
وﻫﻛذا ﻣن دون أن ﯾﻛون ﻫﻧﺎﻟك أي ﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻬﺞ! وﻛﺄن اﻟﻬم اﻷول واﻷﺧﯾر ﻟﻠﺑﺎﺣث ﻫو أن ﯾﺛﺑت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﺣﺳﺎب
اﻟﺟﻣل ،ﻟﻣﺎذا؟ وﻟﻣﺎذا ﻻ ﯾﺑﺣث ﻋن اﻹﻋﺟﺎز ﻓﻲ اﻟﻘرآن ﻧﻔﺳﻪ ،واﻟﻘرآن ﻏزﯾر ﺑﺎﻟﻌﺟﺎﺋب واﻷﺳرار؟
ﺑﺎﷲ ﻋﻠﯾﻛم ﻫل ﻫذا ﻫو اﻹﻋﺟﺎز اﻟذي ﻧﻘدﻣﻪ ﻟﻐﯾر اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ ﻋﺻر اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟرﻗﻣﯾﺔ وﻧﻔﺗﺧر ﺑﻪ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻧﺎ؟ ﻫل ﻧﻘدم
www.alargam.com/kaheel/88/12.htm 5/7
12/24/14 اﻟﺟﻣل -ﻣﺎ ﻟﮫ وﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ
ﺣﺳﺎب ّ
اﻟﻘرآن ﻟﻠﻐرب ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﻣﺿﺣﻛﺔ؟ أﯾن اﻹﻋﺟﺎز ﻓﻲ ذﻟك؟ٕواذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻟم ﺗﻘﻧﻊ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻛﯾف
ﻧﻘﻧﻊ ﺑﻬﺎ ﻏﯾر اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن؟
ﻗدم ﻟﻧﺎ اﻟﺑﺎﺣث ﻣﺋﺔ ﻛﻠﻣﺔ وﻗﺎل إﻧﻬﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎً اﻧﺿﺑطت ﺑﻧﻔس اﻟﻣﻘﯾﺎس أي ﺑﺟﻣﻊ أرﻗﺎم اﻟﺳور داﺋﻣﺎً ﻟﻛﺎن ذﻟك واﷲ ﻟو ّ
ﯾدﻋوﻧﺎ ﻟﻠﺗﺄﻣل واﻟوﻗوف واﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ،أﻣﺎ أن ﯾﺧﺗﺎر ﻛﻠﻣﺔ ﻣن ﺑﯾن آﻻف اﻟﻛﻠﻣﺎت وﯾطﺑق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎً ﺛم ﯾﺧﺗﺎر ﻛﻠﻣﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ
وﯾطﺑق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎً آﺧر ﺛم ﯾﺧﺗﺎر ﻛﻠﻣﺔ ﺛﺎﻟﺛﺔ وﯾطﺑق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎً آﺧر وﯾﻘول إن اﺟﺗﻣﺎع ﻫذﻩ اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻫو اﻹﻋﺟﺎز! إن
ﻫذا اﻟﻛﻼم ﻻ ﯾﺟور ﺑﺣق اﻟﻘرآن ﻷن اﻟﻘرآن أﻛﺑر ﻣن ذﻟك ﺑﻛﺛﯾر.
وﻟﻛن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻲ ﺿﯾﺎع اﻟوﻗت ،ﻷن اﻟﺣﯾﺎة ﻗﺻﯾرة ﺟداً وﻧﺣن ﻛﻣؤﻣﻧﯾن ﺑﺣﺎﺟﺔ ﻻﺳﺗﻐﻼل ﻛل ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠم اﻟﻧﺎﻓﻊ،
دﻋﺎء وﻫو أن ﺗدﻋو ﺑدﻋﺎء اﻟﻧﺑﻲ اﻷﻋظم ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم) :اﻟﻠﻬم إﻧﻲ أﻋوذ ﺑك ﻣن
ً وﯾﻣﻛﻧﻧﻲ أن أﻋﱢﻠﻣك أﺧﻲ اﻟﺣﺑﯾب
ﻋﻠم ﻻ ﯾﻧﻔﻊ( ،وﻫذا اﻟدﻋﺎء راﻓﻘﻧﻲ ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ رﺣﻠﺗﻲ ﻣﻊ اﻟﻘرآن وﺑﻔﺿﻠﻪ ﻫداﻧﻲ اﷲ ﻻﻛﺗﺷﺎف أﺷﯾﺎء ﻛﺛﯾرة ﺻﺣﯾﺣﺔ وﻧﺎﻓﻌﺔ،
وﻣن اﷲ ﻋﻠﻲ ﺑﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺣق ﻣن اﻟﺑﺎطل وﺗﻣﯾﯾز اﻟﺧطﺄ ﻣن اﻟﺻواب.
ﺑل ّ
ّ
وﻟذﻟك ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺣث أن ﯾﺗﺑﯾن ﺻدق ﻫذا اﻟﺣﺳﺎب ﻓﺈذا ﺗﺑﯾن ﻟﻪ أن ﻫذا اﻟﺣﺳﺎب ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺢ ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻪ أﺑداً أن
ﻧﯾﺔ ،وﻟﻛﻧﻬم
ﯾﻘﺣﻣﻪ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أﻧﻧﻲ أﻋﺗﻘد ﺑﺄن ﻣﻌظم اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺣﺳﺎب ﯾﺑﺣﺛون ﻓﯾﻪ ﺑﺣﺳن ّ
ﯾﻔﺗﻘرون إﻟﻰ اﻟﺧﺑرة اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔٕوادراك اﺣﺗﻣﺎﻻت اﻟﻣﺻﺎدﻓﺔ ،وﻟذﻟك أدﻋوﻫم ﻟﻛﻲ ﯾﻌﯾدوا ﺣﺳﺎﺑﺎﺗﻬم وﺣﺑذا ﻟو طﺑﻘوا ﻫذا
اﻟﺣﺳﺎب ﻋﻠﻰ أﺑﯾﺎت ﻣن اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ أو اﻟﻧﺻوص اﻷدﺑﯾﺔ ﻟﯾروا ﺣﺟم اﻟﺗواﻓﻘﺎت اﻟﻌددﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻﺎدﻓﻬم.
وأﺧﯾراً
أﺣﺑﺗﻲ ﻓﻲ اﷲ! أﺗوﺟﻪ ﺑﻛﻠﻣﺔ إﻟﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣﺑﺔ اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻓﻲ ﺣﺳﺎب اﻟﺟﻣل وأﻗول :أﻣﺎ آن ﻟﻛم أن ﺗﺑﻌدوا ﻫذﻩ اﻟﺳﺧﺎﻓﺎت
ﻋن ﻛﺗﺎب اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ؟ أﻣﺎ آن ﻟﻛم أن ﺗدرﻛوا أن ﻫذا اﻟﺣﺳﺎب ﻻ أﺳﺎس ﻟﻪ ﻣن اﻟﻌﻠم أو اﻟﻣﻧطق؟ ﯾﺎ أﺣﺑﺗﻲ أﺑﻌدوا ﻫذا
اﻟﺣﺳﺎب ﻋن اﻟﻘرآن ،طﺑﻘوﻩ ﺣﯾث ﺷﺋﺗم "إﻻ ﻛﺗﺎب اﷲ" ﻷﻧﻧﺎ ﺳﻧﻘف ﺟﻣﯾﻌﺎً أﻣﺎم اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وُﻧﺳﺄل ﻋن ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب ،وأﻗول
)وِاﻧﱠ ُﻪ ﻟَ ِذ ْﻛٌر ﻟَ َك
إن اﻟذي ﯾدﻓﻌﻧﻲ ﻟﻬذا اﻟﻛﻼم ﻫو ﺣﺑﻲ ﻟﻛﺗﺎب اﷲ وﺣرﺻﻲ وﻏﯾرﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌظﯾم ،ﯾﻘول ﺗﻌﺎﻟﻰَ :
ٕ
ون( ]اﻟزﺧرف.[44 :
ﺳﺄَﻟُ َ
ف ﺗُ ْ َوﻟِﻘَ ْو ِﻣ َك َو َ
ﺳ ْو َ
ﯾﺑﺻر إﺧواﻧﻧﺎ ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﺑﺎﻟﺣق وأن ﯾرﯾﻧﺎ اﻟﺣق ﺣﻘﺎً وﯾرزﻗﻧﺎ اﺗﺑﺎﻋﻪ
أﺳﺄل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أن ﯾﺷرح ﺻدورﻧﺎ ﻟﻠﺣق وأن ّ
وﯾرﯾﻧﺎ اﻟﺑﺎطل ﺑﺎطﻼً وﯾرزﻗﻧﺎ اﺟﺗﻧﺎﺑﻪ ،إﻧﻪ ﺳﻣﯾﻊ اﻟدﻋﺎء.
ـــــــــــــــــــ
www.alargam.com/kaheel/88/12.htm 6/7
12/24/14 اﻟﺟﻣل -ﻣﺎ ﻟﮫ وﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ
ﺣﺳﺎب ّ
www.kaheel7.com
ﻫواﻣش
] [1ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘرآن اﻟﻌظﯾم ﻟﻺﻣﺎم اﺑن ﻛﺛﯾر ،ص 34ﺗﻔﺳﯾر )اﻟم( ،دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺑﯾروت .2004
] [3ﺣﺳﺎب اﻟﺟﻣل واﻹﻋﺟﺎز اﻟﻌددي ﻟﻠﺑﺎﺣث ﺑﺳﺎم ﺟرار ﻋﻠﻰ ﻣوﻗﻊ ﻧونwww.islamnoon.com
www.alargam.com/kaheel/88/12.htm 7/7