المحاضرة الثالثة علاقة الصحافة بالسلطة السياسية د. السيد لطفي

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 2

‫العالقة بني الصحافة والسلطة السياسية يف الوطن العريب‬

‫شكلت العالقة بين الصحافة والسلطة مشكلة أعاقت تطور الصحافة العربية ‪ ،‬كما شكلت هذه‬
‫العالقة أزمة الصحافة العربية مع الجمهور ‪.‬‬
‫وقد استخدمت السلطة السياسية في الوطن العربي أشكاال عدة للسيطرة على الصحافة ‪ ،‬فعملية‬
‫اختيار رؤساء التحرير في الصحف العربية التي تمتلكها السلطات في الوطن العربي ‪ ،‬وكذلك‬
‫اختيار األشخاص الذين يتولون الوظائف القيادية في هذه الصحف ال تقوم على أسس ومعايير‬
‫عادلة ‪ ،‬ويؤدي ذلك إلى شعور الصحفيين باإلحباط وعدم الرضا الوظيفي ‪ ،‬وتزايد الشعور‬
‫بعدم الحاجة إلى تطوير قدراتهم المهنية لطالما أن هذه القدرات ربما تشكل عائق أمام تولي‬
‫مناصب قيادية أو الترقي الوظيفي في الصحف التي يعملون بها ‪.‬‬
‫هناك ظاهرة أكثر خطورة ظهرت في الصحافة العربية عقب االستقالل وأدت إلى التقليل من‬
‫قدرات الصحافة العربية على النمو والتطور ‪ ،‬هي ارتباط الترقي الوظيفي للصحفي بارتباطه‬
‫بالسلطة وأجهزتها وقيامه بتقديم الخدمات لهذه األجهزة ‪.‬‬

‫العالقة بين الصحفيين والسلطة السياسية‬


‫تأخذ العالقة بين الصحفيين والسلطة السياسية أشكاال متعددة وهي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬الخصومة ‪ :‬حيث تتسم العالقة بين الصحف ومصادر المعلومات بالعداء ‪ ،‬نظرا‬
‫لوجود مصالح متناقضة بين الطرفين ‪ ،‬وقد اكتسب هذا المصطلح في العديد من المجتمعات‬
‫الغربية وضعا شرعيا ومرغوبا فيه‪.‬‬
‫والخصومة ببساطة تعني أن تكون الصحافة انتقادية‪ ،‬وذات حجج مضادة‪ ،‬فالصحافة هي‬
‫المؤسسات الوحيدة التي ينبغي أن يكون لها هذا الحق في مواجهة التعسف الحكومي‪ ،‬فإحدي‬
‫الوظائف األساسية لوسائل اإلعالم أن تتيح حرية تدفق المعلومات توفيرا لحق المواطن في‬
‫المعرفة ‪ ،‬وبينما تسعي المصادر دائما إلي إدارة األخبار واحتكارها‪ ،‬نجد الصحافة واحدة من‬
‫قوى اجتماعية قليلة يمكنها أن تتحدي هذا النشاط من خالل النقد الهادف‪ ،‬والهجوم المستند إلى‬
‫حقائق ووثائق‪.‬‬
‫فمنذ زمن بعيد والمصادر تدرك أن السيطرة علي المعلومات مصدر للقوة‪ ،‬وأنها تعد شيئا‬
‫أساسيا لضمان تأييد الناس ودعمهم لسياساتها وهذا هوالسبب األساسي وراء حجب بعض‬
‫المعلومات عن الصحفيين ‪ ،‬ولذلك يرى صحفيون كثيرون أن عالقة الخصومة بين الصحافة ‪،‬‬
‫والمصادر تشكل محورا أساسيا لنجاح الرسالة اإلعالمية وتحقيق المصالح الوطنية‪.‬‬
‫والصحافة باعتبارها السلطة الرابعة ‪ ،‬تقوم بالرقابة على أداء السلطات الثالث ( التنفيذية‬
‫والتشريعية والقضائية ) ‪ ،‬تلعب دورا في كشف الفساد واالنحراف ‪ ،‬ولعبت الصحافة دورا‬
‫هاما في هذا الشأن في العديد من القضايا مثل " قضيحة ووتر جيت " ‪ ،‬و " حرب فيتنام ‪،‬‬
‫وغيرها‬
‫ب – التكافلية ‪ :‬الكثير مما تقدمه الصحافة يكون ضروريا ومكمال لما تقوم به المصادر ‪،‬‬
‫ولن تستطيع أية مصادر أن تكتسب شعبية لدي الجماهير دون مساندة الصحف ‪.‬‬
‫وبوجه عام ‪ ،‬فإن كال من الصحف والمصادر في حاجة إلي مخاطبة الجماهير‪ ،‬حيث تسعي‬
‫الصحف إلي جذب جماهيرها من خالل إمدادهم بالمعلومات الحيوية والمشوقة عن أنشطة‬
‫المصادر ‪ ،‬في حين تأمل المصادر في اكتساب المزيد من الشعبية وتقدير الناس لجهودها‬
‫وخدماتها‪ ،‬فالصحافة تحتاج إلي األخبار‪ ،‬والمصادر تحتاج إلي النشر‪ ،‬وبالتالي يمكن أن يخدم‬
‫كل منهما اآلخر لما يحقق الصالح العام‪.‬‬
‫ج – الصحفي كوكيل ‪ :‬ففي المجتمعات السلطوية يحرص الصحفيون علي عالقة التبعية‬
‫واالنصياع الكامل لمتطلبات مصادرهم ‪ ،‬ويعملون علي تفسير قراراتهم والترويج لها‪ ،‬وتقديم‬
‫األخبار التي تخدم الحكومة فقط وتسفيه كافة اآلراء المعارضة‪.‬‬
‫وفي هذه الحالة ينظر الصحفيون إلي أن خدمة مصادرهم باعتبارها شرف كبير وواجب‬
‫وطني‪ ،‬ويقوم رؤساء التحرير في المجتمعات السلطوية بمراقبة الموضوعات التي قد تسئ إلي‬
‫هذه المصادر ووقف نشرها‪ ،‬وقد تفرض الدول السلطوية قوانين تحظر نشر بعض‬
‫الموضوعات ألسباب سياسية أوأيديولوجية‪ ،‬وقد تذهب بعض الحكومات إلي تعيين رقباء‬
‫رسميين في المؤسسات الصحفية إلجازة أومنع نشر أوبث معلومات معينة قد تسبب األذي‬
‫للحكومة وذلك بزعم دعم النظام القائم وتوجهاته وخدمة مصالحه الحقيقية أوالمتصورة بصورة‬
‫مباشرة‪ ،‬وعلي النحو الذي يخدم تماسك النظام ويحافظ عليه ‪.‬‬

‫ما املقصود بـ ـ ـ ـ " شرط الضمير " ؟‬


‫حق الصحفي فسخ عقد عمله مع صحيفته بإرادته المنفردة ودون انذار صاحب‬
‫الصحيفة بذلك علي نحو ما تقضي به القواعد العامة مع احتفاظه بحقه في التعويض‬
‫كما لوكان قد فصل تعسفيا ‪ ،‬ويدخل نطاقه في حالتين األولى توقف الصحيفة ‪،‬‬
‫والتغيير في ملكيتها ‪ ،‬ومنح قانون تنظيم الصحافة الصحفى الحق فى فسخ تعاقده مع‬
‫مؤسسته اإلعالمية بإرادته المنفردة إذا طرأ تغيير جذرى على سياستها بشرط أن‬
‫يخطرها بعزمه على فسخ العقد قبلها بثالثة أشهر ‪.‬‬

You might also like