Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

‫جامـــــــــعة المسيـــــــــــــلة‬

‫كلية الحقوق‬

‫محاضرات في القانون البنكـــــــــــــي‬

‫لطلبة السنة األولى ماستر‬

‫تخصص قانون أعمال‬

‫الجزء الثاني‬

‫من إعداد األستاذ بكوش خميسي‬

‫‪1‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫آليات عمل النظام البنكي‬

‫نتطرق ضمن ىذا المبحث ألىم الميام التقميدية لبنك الجزائر في المطمب األول‪ ،‬ثم نعرج عمى ميام البنوك‬
‫والمؤسسات المالية في مطمب ثان‬
‫المطلب األول‬
‫ميام بنك الجزائر‬

‫يقوم بنك الجزائر بميام تقميدية تتمثل في احتكار اإلصدار النقدؼ‪ ،‬و يعتبر بنك البنوك ألن ىذه األخيرة ترجع إليو‬
‫عند الحاجة لمسيولة النقدية‪ ،‬فيقوم في إطار الشروط التي يحدىا القانون بتمويل البنوك عند الضرورة كما يقوم بتقديم‬
‫تسبيقات ضرورية لمحكومة في إطار ما يسمح بو القانون‪ ،‬و لذلك تسمى البنوك المركزية بالممجأ األخير لإلقراض‪.‬‬

‫و باإلضافة ليذه الميمة يمعب البنك المركزؼ دو ار أساسيا في استقرار العممة الوطنية داخميا وخارجيا عن طريق‬
‫مراقبة سوق الصرف و مراقبة الصرف و استقرار سعر الصرف و األسعار الداخمية‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫إصدار النقود‬

‫ال يصدر بنك الجزائر النقود إال بعد استالم ما يقابميا و ىو ما نراه في نقطة أولى‪ .‬لكن بنك الجزائر ليس ح ار في‬
‫عممية اإلصدار بل أنو محكوم بضوابط قانونية و ىو ما نراه في نقطة ثانية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬آلية اإلصدار النقدي‬

‫يعود امتياز إصدار النقود لمدولة التي فوضتو لبك الجزائر بموجب المادة ‪ 02‬من القانون ‪ 09/23‬المتضمن القانون‬
‫النقدؼ و المصرفي‪ ،‬و تشمل النقود األوراق والقطع النقدية ويتولى بنك الجزائر عن طريق أنظمة تعريف األشكال‬
‫التي تأخذه النقود من حيث القيمة و الشمل والحجم‪.‬‬

‫ويصدر بنك الجزائر النقود طبقا لممادة ‪ 40‬من القانون ‪ 09/23‬وفقا آللية يتم بموجبيا استالم أحد عناصر األصول‬
‫التالية أو بعضيا ‪:‬‬
‫‪ -‬السبائك الذىبية و النقود الذىبية‪.‬‬
‫‪ -‬العمالت األجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬سندات الخزينة أو سندات الحكومة ‪.‬‬
‫‪ -‬سندات مقبولة تحت نظام إعادة الخصم أو الضمان أو الرىن ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫و لذلك ال يقوم بنك الجزائر باإلصدار النقدؼ إال بعد استالم أحد األصول المذكورة أعاله بعضيا أو كميا و التي‬
‫تسمى غطاء اإلصدار النقدؼ أو مقابل الرصيد أو مقابل الكتمة النقدية‪ ،‬ليصدر نقودا بقيمة تمك األصول التي‬
‫استمميا من الحكومة أو البنوك التي تمجأ إليو لطمب السيولة النقدية‪ .‬و لذلك فاإلصدار النقدؼ في الواقع ىو عممية‬
‫تنقيد ألصول حقيقية كل أصل منيا يمثل وضعا معينا لمحالة االقتصادية‪ .‬و انطالقا من ذلك فإن بنك الجزائر يستند‬
‫في اإلصدار عمى طبيعة األصل المستمم في تقدير اإلصدار لألسباب التالية ‪:‬‬

‫الذىب‪:‬‬
‫يعتبر الذىب أصال يمثل قدرة شرائية معترف بيا عالميا و من أغمب الدول ميما كانت أنماط تنظيميا االقتصادؼ‪،‬‬
‫و لذلك يقوم عادة أصحاب الذىب بالتنازل عنو لمبنك المركزؼ مقابل أن يمنحيم قيمتو نقدا ‪.‬‬

‫العمالت األجنبية‪:‬‬
‫يسمح تدفق العمالت األجنبية إلى الجزائر نتيجة العالقات االقتصادية بتكوين رصيد إيجابي منيا بالنسبة لالقتصاد‬
‫الوطني‪ ،‬و ىو ما يسمح باكتساب قدرة شرائية اتجاه الدول األخرػ‪ ،‬و عندما يحصل بنك الجزائر عمى تمك العمالت‬
‫يمكن أن يقوم بإصدار مقابميا نقدا ‪.‬‬

‫سندات الخزينة‪:‬‬
‫و تسمى أيضا سندات الحكومة و ىي عبارة عن سندات تثبت ديون الحكومة في مواجية مدينييا‪ ،‬و ىم األشخاص‬
‫الطبيعيين أو المعنويين الذين دخمت معيم في عالقات اقتصادية بحكم نشاطيا‪ ،‬و صارت دائنة ليم‪ .‬فيمكنيا أن‬
‫تصدر تمك الديون في شكل سندات تتنازل عنيا لصالح بنك الجزائر مقابل منحيا السيولة النقدية التي تقابميا‪.‬‬
‫ويسمى ىذا النوع من اإلصدار بتسبيقات الخزينة أو قروض الحكومة ‪.‬‬

‫السندات التجارية‪:‬‬
‫عندما تمجأ البنوك لبنك المركزؼ من أجل طمب السيولة فإن ذلك ال يكون بدون مقابل بل يجب أن عمى تمك البنوك‬
‫أن تتنازل لو عن سنداتيا التجارية التي يقوم بنك الجزائر بتنقيدىا‪ .‬وىذه العممية في الواقع ىي عبارة عن قروض‬
‫لصالح البنوك‪ ،‬ألن السندات التي يقدميا البنك مقابل الحصول عمى السيولة النقدية من بنك الجزائر ىي ديون‬
‫لصالح تمك البنوك في مواجية زبائنيا‪ .‬و لذلك يصطمح عمى ىذه العممية بإعادة الخصم ألن البنوك التي طمب‬
‫السيولة قد سبق ليا خصم نفس السندات لفائدة حممتيا عندما احتاجوا لمسيولة النقدية‪ ،‬فيقوم البنك طالب السيولة‬
‫بإعادة خصميا لدػ بنك الجزائر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حدود اإلصدار النقدي‬

‫إن العالقة بين اإلصدار النقدؼ و الكتمة التي تقابمو ليست بسيطة مثمما يبدو من ظاىرىا‪ .‬إذ يقع عمى عاتق بنك‬
‫الجزائر تقدير عممية اإلصدار النقدؼ انطالقا من األصل الذؼ يستممو‪ .‬لكن بما أن اإلصدار النقدؼ ىو قرار نقدؼ‬
‫يرجع لبنك الجزائر‪ ،‬فإن التساؤل الذؼ يطرح ىو ‪:‬ما مدػ حدود سمطة بنك الجزائر في قبول األصول التي يتمقاىا‬
‫‪3‬‬
‫مقابل اإلصدار النقدؼ؟‬

‫فبالنسبة لمذىب و العمالت األجنبية ىي أصول يصعب الحصول عمييا بالنظر لطبيعة العالقات االقتصادية‪،‬‬
‫وبعبارة أخرػ فإن الحصول عمييا مرىون بما تقبضو الدولة من الخارج مقارنة بما تدفعو‪ ،‬و لذلك فإن اإلصدار‬
‫النقدؼ تبعا ليذه األصول مرىون بقدرة الدولة عمى تحقيق رصيد إيجابي من تمك األصول و ىذه المسألة بدورىا‬
‫مرىونة بقدرة االقتصاد الوطني عمى ذلك ‪.‬‬

‫أما بالنسبة لسندات الخزينة فإنيا تعكس العالقة بين الحكومة و البنك المركزؼ‪ ،‬و من الناحية المبدئية ليس ىناك ما‬
‫يمنع الحكومة من المجوء لبنك الجزائر إذا احتاجت لمسيولة النقدية‪ ،‬غير أن المشرع و تفاديا لمعواقب الناتجة عن‬
‫ىذا السموك ضبط العالقة عمى مستوػ النص القانوني ‪.‬إذ نصت المادة ‪ 48‬من القانون ‪ 09/23‬عمى ثالثة ضوابط‬
‫تحكم عممية اإلصدار مقابل سندات الخزينة و ىي‪:‬‬

‫‪ -‬ال يجوز أن تتعدػ التسبيقات نسبة ‪ % 10‬من اإليرادات العادية لمدولة المثبتة خالل السنة الميزانية السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز أن تتعدػ مدة تمك التسبيقات ‪ 240‬يوما متتالية أو غير متتالية أثناء سنة تقويمية‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تسدد تمك التسبيقات قبل نياية السنة المالية‪.‬‬

‫كما يمكن لبنك الجزائر طبقا لنفس النص أن يمنح الخزينة العمومية تسبيقات مالية في حالة أزمة استثنائية غير‬
‫متوقعة طبقا لمشروط و الكيفيات التي يحددىا المجمس النقدؼ و المصرفي‪ ،‬وفي ىذه الحالة تبرم اتفاقية بين بنك‬
‫الجزائر و وزير المالية تحدد عمى وجو الخصوص الشروط المالية و كيفيات التسديد بعد االستماع لممجمس النقدؼ و‬
‫المصرفي و إخطار رئيس الجميورية بذلك‪.‬‬

‫إن العالقة بين الخزينة و بنك الجزائر عمى ىذا النحو سبق تنظيميا بنفس القواعد بموجب نص المادة ‪ 46‬من األمر‬
‫‪ ،11/03‬لكن تجدر اإلشارة أن ىذا النص قد تم تعميقو مؤقتا لمدة ‪ 05‬سنوات طبقا لمتعديل المقرر بمقتضى القانون‬
‫رقم ‪ 10/17‬المؤرخ في ‪ 2017/10/11‬المتعمق بالنقد و القرض‪ ،‬حين أدرج المشرع نصا جديدا و ىو المادة ‪45‬‬
‫مكرر التي نصت عمى ما يمي‪:‬‬

‫"بغض النظر عن كل الحكام المخالفة‪ ،‬يقوم بنك الجزائر ابتداء من دخول ىذا الحكم حيز التنفيذ‪ ،‬بشكل‬
‫استثنائي و لمدة ‪ 05‬سنوات‪ ،‬بشراء مباشرة عن الخزينة السندات المالية التي تصدرىا ىذه األخيرة من أجل‬
‫المساىمة على وجو الخصوص في ‪:‬‬
‫‪ -‬تغطية احتياجات تمويل الخزينة ‪.‬‬
‫‪ -‬تمويل الدين العمومي الداخلي ‪.‬‬
‫‪ -‬تمويل الصندوق الوطني لالستثمار ‪.‬‬
‫تنفذ ىذه اآللية لمرافقة برنامج اإلصالحات الييكلية االقتصادية و الميزانية‪ ،‬و التي ينبغي أن تفضي في نياية‬
‫‪4‬‬
‫الفترة المذكورة أعاله كأقصى تقدير إلى ‪:‬‬
‫‪ -‬توازنات خزينة الدولة ‪.‬‬
‫‪ -‬توازن ميزان المدفوعات ‪.‬‬
‫تحدد آلية متابعة تنفيذ ىذا الحكم من طرف الخزينة و بنك الجزائر عن طريق التنظيم "‪.‬‬

‫و لذلك فإنو تبعا ليذا التعديل الذؼ كرس فكرة التمويل غير التقميدؼ لم يعد بنك الجزائر و لمدة ‪ 05‬سنوات من‬
‫دخول ىذا النص حيز التنفيذ ح ار في اتخاذ القرار بإصدار النقود مقابل سندات الخزينة‪ ،‬بل انو أصبح ممزما بالشراء‬
‫المباشر لتمك السندات طيمة تمك المدة لمجرد إصدارىا من طرف الخزينة‪ .‬و بالتالي فقد رجع المشرع عبر ىذا النص‬
‫لموضع الذؼ كان سائدا قبل تعديل ‪ 1986‬حين كانت الخزينة تتدخل في عممية اإلصدار النقدؼ و ىو ما يشكل‬
‫تدخال في السمطة النقدية خالفا لممبادغ التي كرسيا قانون النقد و القرض التي سبق شرحيا أعاله‪.‬‬

‫و مع ذلك فقد ضبط المشرع عممية اإلصدار النقدؼ مقابل السندات بعدة ضوابط حددىا النظام رقم ‪ 01/15‬المؤرخ‬
‫في ‪ 2015/02/19‬يتعمق بعمميات خصم السندات العمومية و إعادة خصم السندات الخاصة و التسبيقات و ىذا‬
‫القروض لمبنوك والمؤسسات المالية المعدل والمتمم بالنظام رقم ‪ 03/16‬المؤرخ في‪ . 2016/07/28‬و النظام ألغى‬
‫النظام رقم ‪ 01/2000‬المؤرخ في ‪ 2000/02/13‬المتعمق بإعادة الخصم و القروض الممنوحة لمبنوك والمؤسسات‬
‫المالية ‪.‬‬

‫و باستقراء أحكام ىذا النظام يتضح أن عمميات اإلصدار مقابل سندات الخزينة و السندات الخاصة ومنح القروض‬
‫لمبنوك و المؤسسات المالية تحكميا عدة ضوابط تتمخص فيما يمي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬بالنسبة للسندات العمومية‪:‬‬


‫يمكن لبنك الجزائر أن يخصم السندات العمومية لمبنوك والمؤسسات المالية الصادرة أو المضمونة من طرف الدولة‬
‫السيما إذا كانت مدتيا تساوؼ أو تقل عن سنة واحدة‪ ،‬أو تترواح بين ‪ 02‬و ‪ 05‬سنوات‪ ،‬و في ىذه الحالة الخيرة ال‬
‫يقوم بنك الجزائر بخصم السندات العمومية متوسطة األجل إال إذا كانت المدة المتبقية عن استحقاقيا تساوؼ أو تقل‬
‫عن ‪ 03‬سنوات‪.‬‬
‫و تشمل عمميات الخصم عمى ىذا النحو السندات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬سندات قابمة لمتداول المصرفي ال يتعدػ أجل استحقاقيا ‪ 03‬أشير‪.‬‬
‫‪ -‬سندات ذات اجل استحقاق يفوق ‪ 03‬أشير و ال يتجاوز ‪ 03‬سنوات‪.‬‬
‫وىذه الفئة من السندات ال يمكن أن يتعدػ مبمغ اإلقراض الذؼ يقابميا ‪ 90%‬من القيمة اإلسمية لمسند‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬السندات الخاصة ‪:‬‬


‫يجب أن تستوفي السندات التجارية القابمة إلعادة الخصم الشروط التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬االستجابة لمشروط الموضوعية و الشكمية لمسندات التجارية المنصوص عنيا في القانون التجارؼ ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬أن تكون قيمتيا معبر عنيا بالعممة الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬أال تتجاوز مدة استحقاقيا المتبقية ‪ 06‬أشير ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تحتوؼ عمى األقل تواقيع ‪ 03‬أشخاص يتمتعون بالمالءة المالية بمن فييم المتنازل عن السند ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬القروض الممنوحة في الحساب الجاري‪:‬‬


‫يمكن لبنك الجزائر أن يمنح البنوك و المؤسسات المالية قروضا في الحساب الجارؼ لمدة أقصاىا ‪ 01‬عام واحد‪ .‬و‬
‫يجب أن تكون ىذه القروض مضمونة برىون عمى سندات الخزينة أو الذىب أو العمالت األجنبية أو السندات‬
‫الخاصة القابمة إلعادة الخصم ‪.‬‬

‫إذا كانت مدة التسبيق الممنوح ال تتعدػ ‪ 30‬يوما فال يمكن أن يتجاوز مبمغ التسبيق ‪ %90‬من قيمة السندات‬
‫المقدمة و فضال عن ذلك ال يمكن تقديم تسبيق جديد عمى تسبيق حل اجل استحقاقو إال إذا انقضت مدة ‪ 05‬عمى‬
‫األقل بين التسبيقين إال إذا تم تقديم سندات عمومية أخرػ قابمة لمخصم‪.‬‬

‫يجوز لبنك الجزائر أيضا أن يمنح تسبيقات لمدة ‪ 01‬سنة واحدة مرىونة بسندات عمومية ال تفوق مدة استحقاقيا ‪01‬‬
‫عام و ال يمكن أن تتجاوز التسبيقات ‪ %70‬من قيمة السندات‪.‬‬

‫في جميع األحوال يجب عمى المقترض تسديد القروض الممنوحة داخل الحساب عند تاريخ االستحقاق المتفق عميو‪.‬‬
‫تجرؼ عمميات التسبيق والقروض المذكورة أعاله في صورىا الثالث عن طريق تعبئة السندات العمومة و ذلك بنقميا‬
‫لصالح بنك الجزائر بواسطة حسابات تسوية السندات عمى دفاتر بنك الجزائر‪ .‬أما السندات الخاصة فتتم تعبئتيا من‬
‫طرف البنوك والمؤسسات المالية عن طريق أوراق تعبئة لصالح بنك الجزائر تحرر حسب نوع القروض الممنوحة و‬
‫تكون مدة استحقاقيا ‪ 06‬أشير‪.‬‬

‫و تتم تسوية عمميات الخصم و إعادة الخصم عن طريق حسابات التسوية المفتوحة في نظام التسوية اإلجمالية‬
‫الفورية لممبالغ الكبيرة و الدفع المستعجل‪ .‬ويعتبر تحويل السندات لبنك الجزائر غير قابل لإللغاء مع احتفاظ بنك‬
‫الجزائر بحقو في التحقق من الوجود الفعمي و من صحة السندات المقدمة كضمان‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫تسيير السوق النقدية‬

‫السوق النقدية ىي المكان الذؼ تتم فيو عمميات القرض و المؤسسات التي يمكن ليا أن تدخل ىذه السوق ىي‬
‫البنوك والمؤسسات المالية أو أؼ مؤسسة يسمح ليا القانون و يرخص ليا مجمس النقد و القرض بذلك‪ .‬و بخالف‬
‫ىذه المؤسسات ال يمكن ألؼ مؤسسة دخول السوق النقدية إال بترخيص من مجمس النقد و القرض و حتى متى‬
‫دخمتو فإنيا تدخل مقرضة لألصول فقط ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫في ىذه السوق النقدية تعرض األموال بين الييئات التي تممك فائضا ماليا أو أرصدة إيجابية و بين تمك التي تممك‬
‫أرصدة سمبية‪ ،‬و يكون ظيور ىذه األرصدة ىو انعكاس لمتعامل مع الييئات غير المالية‪ .‬و عبر ىذه السوق النقدية‬
‫تتم عمميات التسوية بين أصحاب الفوائض و أصحاب األرصدة السالبة ‪.‬‬

‫و طبقا لممادة ‪ 43‬من القانون ‪ 09/23‬يؤدؼ بنك الجزائر دوره كمنظم و مسير ليذه السوق عبر نشر إعالنات‬
‫دورية ترسل لممتدخمين او تنشر في الجريدة الرسمية تتضمن أحوال ىذه السوق و ذلك بإعالم كل المتدخمين بالموال‬
‫المعروضة لمقرض و الشروط التي يرفضيا المتدخمون‪ .‬كما يقوم بتنسيق العمميات بين مختمف المتدخمين عن طريق‬
‫الوساطة مقابل عمولة و تنفيذ مختمف عمميات القرض التي يجرييا ىؤالء المتدخمين عبر الحسابات الجارية التي‬
‫يقوم ىؤالء المتدخمين بفتحيا وجوبا لدػ بنك الجزائر‪.‬‬

‫و قد يعاين بنك الجزائر أن طمب المتدخمين عمى النقود يفوق األموال المعروضة داخل السوق النقدية‪ ،‬أو يعاين أن‬
‫الشروط المقترحة و منيا عمى سبيل المثال سعر الفائدة ال تتماشى معا الوضع و المقاييس التي يحددىا‪ ،‬أو يعاين‬
‫شحا في عرض النقود‪ ،‬فإنو ىنا ال يكتفي بدوره كمنظم و مسير ليذه السوق‪ ،‬بل يمكنو أن يتدخل فييا كباقي‬
‫الييئات لشراء أو بيع السندات العامة أو الخاصة أو رىنيا‪ ،‬و عبر ىذا التدخل يمكن لبنك الجزائر توجيو السوق‬
‫النقدية بما يراىا مناسبا لمسياسة النقدية التي رسميا ‪.‬‬

‫إن تسيير السوق النقدية و تدخل بنك الجزائر فييا تم ضبطو عن طريق عدة أنظمة أىميا النظام رقم ‪08/91‬‬
‫المؤرخ في ‪ 1991/08/14‬المعدل و المتمم بالنظام رقم ‪ 04/02‬المؤرخ في ‪ 2003/01/09‬يتضمن تنظيم السوق‬
‫النقدية و النظام رقم ‪ 02/09‬المؤرخ في ‪ 2009/05/26‬المتعمق بعمميات السياسة النقدية و أدواتيا واجراءاتيا‬
‫المعدل والمتمم بالنظام رقم ‪ 03/17‬المؤرخ في ‪ 2017/12/06‬المتعمق بعمميات السياسة النقدية وأدواتيا و‬
‫إجراءاتيا ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫ميام البنوك و المؤسسات المالية‬

‫تقوم البنوك والمؤسسات المالية بميام رئيسية تمثل نشاطيا المعتاد (الفرع األول)‪ ،‬كما تقوم بميام ثانوية‬
‫(الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪:‬‬
‫العمليات األساسية‬

‫نص المشرع عمى العمميات األساسية ضمن المواد من ‪ 68‬إلى من القانون ‪ .09/23‬و تتمثل ىذه العمميات في‬
‫ثالث عمميات ىي تمقي األموال من الجميور‪ ،‬و منح القروض و وضع وسائل الدفع تحت تصرف الزبائن وادارتيا‬
‫و عمميات الصيرفة اإلسالمية‪ .‬عمما أن البنوك يمكنيا القيام بكل ىذه العمميات الرئيسية فيما ال يمكن لممؤسسات‬
‫‪7‬‬
‫المالية القيام بعمميتين ىما تمقي األموال من الجميور و وضع وسائل الدفع تحت تصرف الزبائن و إدارتيا أؼ أن‬
‫المؤسسات المالية يمكنيا القيام بعممية رئيسية واحدة و ىي منح القروض‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تلقي األموال من الجميور ‪:‬‬


‫يعتبر تمقي األموال من الجميور مجال تحرك البنوك‪ ،‬إذ يسمح ليا باستعمال موارد مالية غير مكمفة أو أقل كمفة‬
‫مقارنة مع الموارد المالية المتأتية من مصادر أخرػ كتمك الناتجة عن طريق إعادة الخصم ‪.‬‬

‫و يعتبر تمقي األموال من الجميور أىم وظيفة تقوم بيا البنوك‪ ،‬و ىذا التمقي يحصل في أغمب حاالتو عن طريق‬
‫الودائع المصرفية‪ ،‬لكن الوديعة ال تمثل الطريقة الوحيدة لمتمقي إذ يمكن حصول التمقي بأؼ طريقة‪ ،‬و لذلك أحسن‬
‫المشرع حين استعمل مصطمح تمقي األموال بدال من تمقي الودائع‪ ،‬و إن كانت الوديعة تمثل أكثر الصور شيوعا في‬
‫عممية التمقي ‪.‬‬

‫أما مصطمح الجميور الذؼ وظفو النص فيقصد بو أؼ شخص طبيعي أو معنوؼ يضع أمواال تحت عيدة البنك‪.‬‬

‫و مع ذلك ىناك بعض الموال يتمقاىا البنك و لكنيا ال تدخل ضمن مفيوم التمقي الذؼ عرفتو المادة ‪ .68‬وىذه‬
‫األموال المستثناة من التمقي نصت عمييا المادة ‪ 69‬و تتمثل فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -01‬األموال المتمقاة من المساىمين الذين يممكون عمى األقل ‪ %05‬من رأسمال البنك أو أعضاء مجمس اإلدارة‬
‫أو المديرين أو محافظي الحسابات‪ ،‬أو األموال المتبقية في حسابيم ‪.‬‬

‫‪ -02‬األموال الناتجة عن إصدار القروض السندية أو السندات المشابية‪ ،‬و المقصود بيا طبقا لممادة ‪ 80‬أمواال‬
‫تمقاىا البنك من الجميور قصد توظيفيا في شكل مساىمات أو حصص في شركات أو لشراء أسيم و سندات‬
‫استثمار و ىذه األموال تخضع لعدة شروط ىي‪:‬‬

‫‪ -‬ال تنتج فوائد ‪.‬‬


‫‪ -‬تودع في حساب خاص لدػ بنك الجزائر إلى حين توظيفيا ‪.‬‬
‫‪ -‬يبرم بخصوصيا عقد بين البنك و الشخص الذؼ أودعيا يحدد فيو الشروط المنصوص عنيا بالمادة ‪.80‬‬
‫‪ -‬يجب توظيف تمك األموال في المساىمة في أجل ال يتعدػ ‪ 06‬أشير عمى األكثر من تاريخ أول دفع‪.‬‬
‫‪ -‬إذا لم تتحقق المساىمة أو أصبحت غير ممكنة يجب عمى البنك الذؼ تمقى تمك الموال أن يرجعيا لصاحبيا‬
‫خالل األسبوع الذؼ يمي تمك المعاينة (معاينة عدم تحقق المساىمة)‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬منح القروض‪:‬‬


‫تطرق المشرع لمقرض بصفتو عممية رئيسية لمبنوك في المادة ‪ 70‬من القانون ‪ .09/23‬وما يالحع بداية عمى ىذا‬
‫النص أن المشرع استعمل مصطمح القرض الذؼ يقابمو بالمغة الفرنسية ‪ le prêt‬بدال من المصطمح األدق و ىو‬
‫‪8‬‬
‫االعتماد الذؼ يقابمو بنفس المغة ‪ le crédit‬في حين أن االعتماد أوسع مدلوال من القرض ألن ىذا األخير ىو مجرد‬
‫صورة من صور االعتماد و لذلك كان من األجدر استعمال مصطمح االعتماد ألنو ىو الذؼ يشمل مختمف الصور‬
‫الواردة بنص المادة ‪ 70‬المذكور أعاله ‪.‬‬

‫لم يضع القانون ‪ 09/23‬تعريفا لالعتماد لكنو ذكر الصور التي يتخذىا‪ ،‬و لعل ذلك راجع لتفادؼ المشرع وضع‬
‫تعريف موحد لو بالنظر لصعوبة رده لعقد وحيد‪ ،‬و لذلك اعتمد المشرع الغاية االقتصادية منو دون النظر لطريقة‬
‫المعاممة من الناحية القانونية‪ ،‬و ىو بذلك حذا حذو بعض التشريعات المقارنة كالتشريع الفرنسي‪ .‬و باستقراء نص‬
‫المادة ‪ 68‬من األمر ‪ 11/03‬نجد أن االعتماد يتخذ عدة صور ىي‪:‬‬

‫‪ -‬كل عمل يضع بموجب البنك أو يعد بوضع أموال تحت تصرف شخص آخر لقاء عوض‪.‬‬
‫‪ -‬كل عمل يأخذ بموجبو البنك لصالح شخص آخر التزاما بالتوقيع كالضمان أو الكفالة أو القبول‪.‬‬
‫‪ -‬عمميات اإليجار المقرونة بحق الشراء أو القرض اإليجارؼ ‪.‬‬

‫و قد يتخذ وضع الموال في الصور المذكورة أعاله صورة الوضع الفورؼ أو الوضع في المستقبل أو الوضع‬
‫االحتمالي فيكون الوضع فوريا كما ىو الحال في عقد القرض الذؼ يسمح بتعبئة الموال فورا‪ ،‬أو كعقد الخصم أين‬
‫يقوم البنك بالدفع المعجل لمبمغ ورقة تجارية لم يحن أجميا مقابل عمولة الخصم أو عقد تحويل الفاتورة أين يقوم‬
‫بتسبيق مبمغ الفاتورة لزبونو‪ .‬و قد يكون الوضع في المستقبل كما ىو الحال في االعتماد إذ أن فتح االعتماد‬
‫المصرفي ال يعني بالضرورة وضع األموال تحت تصرف الزبون بل أن الوضع ال يحصل فعال إال عدما يقرر ذلك‬
‫الزبون استعمال االعتماد المصرفي‪ .‬وقد يكون الوضع احتماليا كما ىو الحال في الكفالة المصرفية بحيث ال يمتزم‬
‫الكفيل (البنك) بوضع األموال إال عندما يعجز زبونو المدين عن دفعيا لصالح دائنو ‪.‬‬

‫وسوف تتم معالجة مختمف ىذه الصور من االعتماد عند التطرق لالعتماد المصرفي بوصفو من أىم العمميات‬
‫البنكية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬وضع وسائل الدفع تحت تصرف الزبائن و إدارتيا ‪:‬‬


‫المقصود بوسائل الدفع طبقا لممادة ‪ 74‬من القانون ‪ 09/23‬كل أداة تسمح بتحويل األموال ميما كان السند أو‬
‫األسموب التقني المستعمل في عممية التحويل و بذلك تعتبر الشيكات و بطاقات الدفع االلكترونية من وسائل الدفع ‪.‬‬
‫ويالحع انو كمما أكانت وسائل الدفع كثيرة كمما كان ذلك مفيدا لمنظام البنكي‪ ،‬ألن وسائل الدفع تساعد عمى تقميص‬
‫التسرب المالي‪ .‬و بالتالي فإن استعمال ىذه الوسائل ىو الذؼ يحدد نجاعتيا‪ .‬و لذلك ينبغي أن تكون ىناك إدارة‬
‫جيدة ليذه الوسائل من طرف البنك عن طريق تقديم محفزات لتوسيع ثقافة استعماليا و إحاطتيا بآليات حماية و‬
‫وقاية كافية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫العمليات الثانوية‬

‫يمكن لمبنوك و المؤسسات المالية أن تقوم بعمميات ثانوية لكونيا ليست ضرورية أو ليا ارتبط بنشاطيا المصرفي‪ .‬و‬
‫ىذه العمميات نصت عمييا المادة ‪ 79‬من القانون ‪ 09/23‬المتعمق بالنقد والقرض وتتمثل فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬عمميات الصرف ‪.‬‬
‫‪ -‬عمميات عمى الذىب والمعادن الثمينة و القطع المعدنية الثمينة‪.‬‬
‫‪ -‬توظيف القيم المنقولة و كل منتج مالي أو اكتتابيا أو شرائيا أو بيعيا أو حفظيا‪.‬‬
‫‪ -‬االستشارة أو المساىمة في مجال تسيير الممتمكات ‪.‬‬
‫‪ -‬االستشارة أو التسيير المالي و بشكل عام كل الخدمات الموجية لتسييل إنشاء المؤسسات و إنمائيا ‪.‬‬

‫وبالنظر لكثرة ىذه العمميات الثانوية ارتأينا حصر الدراسة عمى أىم عممية ثانوية وىي عممية الصرف لصالح‬
‫الزبائن‪.‬‬
‫وعممية الصرف ىي كل بيع أو شراء لعممة أجنبية مقابل الدينار الجزائرؼ و يتخذ الصرف صورتين ‪:‬‬

‫الصورة األولى‪ :‬الصرف نقدا‪.‬‬


‫و في ىذه الصورة تتم مبادلة العممة الوطنية باألجنبية فو ار عمى أساس سعر الصرف الذؼ طبقو بنك الجزائر بعنوان‬
‫التسعير الرسمي وقت تنفيذ العممية‪ .‬عمما أن البنوك والمؤسسات المالية تتولى وجوبا نشر مختمف أسعار الصرف‬
‫واعالم الزبائن بيا‪ .‬و تنفذ ىذه العمميات بناء عمى طمب من الزبائن‪ .‬و تتحقق مع بنك الجزائر بأوامر من البنوك‬
‫التجارية و المؤسسات المالية‪ .‬و يالحع طبقا لممادة ‪ 34‬من النظام رقم ‪ 07/91‬أن عمميات الصرف نقدا ال يمكن‬
‫أن تقع عمى ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬األرصدة الدائنة في الحساب بالعممة الصعبة التي يممكيا الموطنين لدػ البنوك ‪.‬‬
‫‪ -‬األرصدة الدائنة في الحساب بالعممة الصعبة التي تممكيا البنوك لدػ بنك الجزائر‪.‬‬

‫الصورة الثانية‪ :‬الصرف ألجل‬


‫و ىي عممية شراء أو بيع لعممة صعبة مقابل الدينار عمى أساس سعر يسمى السعر ألجل‪ .‬و وفقا ليذه اآللية يتم‬
‫تسميم إحدػ العممتين أو كمييما في وقت الحق يسمى تاريخ االستحقاق و تسمى بعض ىذه العمميات بخيارات‬
‫الصرف‪ ،‬إذ يجرؼ االتفاق بين البنك و زبونو عمى شروط عممية الصرف من حيث قيمة المبمغ المراد صرفو وسعر‬
‫الصرف و تاريخ االستحقاق و العمولة التي يدفعيا الزبون لمبنك‪ ،‬و يكون لمزبون الحق في ممارسة خيار الصرف‬
‫من عدمو حسب الظروف‪ .‬و لذلك قد يقرر الزبون عدم ممارسة حقو في الشراء إذا تبين لو أن سعر الصرف الفعمي‬
‫وقت تنفيذ العممية قد انخفض مقارنة مع السعر االتفاقي أو ما يسمى بسعر الممارسة لكنو في ىذه الحالة يخسر‬
‫مبمغ العمولة الذؼ دفعو لمبنك‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫إن خيارات الصرف عمى ىذا النحو تسمح لممتعاممين االقتصاديين الذين ليم ارتباطات تجارية مع الخراج بتجنب‬
‫تقمبات الصرف مقابل عمولة يدفعونيا لمبنك و ىذه العمولة من المرجح أال تصل إلى مبمغ خسارة الصرف التي‬
‫يمكن أن يتعرضوا ليا في حالة إتباع قواعد الصرف العادية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‬
‫العمليات الخارجية للنظام البنكي‬

‫و ىذه العمميات يساىم فييا النظام البنكي ككل أؼ يشترك فييا بنك الجزائر و باقي البنوك و المؤسسات المالية‪.‬‬
‫وتتمخص ىذه العمميات في التدخل في سوق الصرف و مراقبة الصرف‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫التدخل في سوق الصرف‬

‫ييدف تدخل بنك الجزائر في سوق الصرف لتدعيم العممة الوطنية وضمان استقرارىا‪ .‬و لذلك حددت المادة ‪،41‬‬
‫‪ 42‬من األمر ‪ 11/03‬العمميات التي يمكن لبنك الجزائر القيام بيا و تتمثل فيما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬شراء و بيع سندات الدفع بالعممة الصعبة‪.‬‬
‫‪ -‬تنفيذ عمميات عمى نفس السندات عمى سبيل الرىن أو نظام األمانة‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة خصم ىذه السندات‪.‬‬
‫‪ -‬قبوليا كوديعة أو إيداعيا لدػ الييئات المالية األجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬إدارة احتياطات الصرف و توظيفيا‪.‬‬
‫‪ -‬فتح حسابات بالعممة األجنبية لشركات خاضعة لمقانون الجزائرؼ التي تقوم بعمميات تصدير أو تتمتع بامتياز‬
‫استثمار المالك الوطنية المنجمية والطاقوية‪ ،‬مع إجبارىا أثناء التعامل مع الخارج عمى استعمال تمك الحسابات‬
‫والعمالت الصعبة المودعة بيا‪.‬‬

‫و يمكن لبنك الجزائر أن يستعمل احتياطات الصرف لتغطية اإلصدار النقدؼ لمحفاظ عمى استقرار سعر الصرف أو‬
‫دعم الدين العام المستحق لصالح الدول الدائنة‪.‬‬

‫و تطبيقا لممواد ‪ 42 ،41‬أعاله ضبط بنك الجزائر سوق الصرف بموجب النظام رقم ‪ 04/20‬المؤرخ في‬
‫‪ 2020/03/15‬يتعمق بسوق الصرف ما بين البنوك و عمميات الخزينة بالعممة الصعبة و بأدوات تغطية خطر‬
‫الصرف الذؼ ألغى ‪ 01/07‬المؤرخ في ‪ 2017/07/10‬و حل محمو‪.‬‬

‫و سوق الصرف بمفيوم ىذا النظام ىي سوق تدخمو البنوك والمؤسسات المالية التي فوض ليا مجمس النقد والقرض‬
‫صالحياتو فيما يتعمق بالصرف بموجب ترخيص‪ ،‬وذلك قصد القيام بكل عمميات الصرف نقدا أو ألجل بالعممة‬

‫‪11‬‬
‫الوطنية أو الصعبة القابمة لمتحويل بحرية أو عمميات الخزينة‪ .‬و يقصد بعمميات الخزينة كل عمميات القرض لمعممة‬
‫الصعبة لفترة محددة بمعدل فائدة متفق عميو عند تحقيق المعاممة أو بتاريخ االستحقاق‪.‬‬

‫و يجرؼ الوسطاء المعتمدين عمميات الصرف داخل سوق الصرف بكل انطالقا من العمالت الصعبة الموضوعة‬
‫تحت تصرفيم طبقا لممادة ‪ 09‬من النظام السالف ذكره و ىي‪:‬‬

‫‪ -‬المبالغ الناتجة عن عمميات شراء عمى مستوػ سوق الصرف‪.‬‬


‫‪ -‬اإليرادات الناجمة عن الصادرات من السمع خارج المحروقات و المنتجات المنجمية‪.‬‬
‫‪ -‬أرصدة الزبائن بالعممة الصعبة ‪.‬‬
‫‪ -‬المبالغ الناتجة عن أؼ قرض مالي بالعممة الصعبة يعقده الوسطاء لحاجاتيم الخاصة الخاصة أو حاجة زبائنيم ‪.‬‬

‫إن بنك الجزائر يمكنو عبر العمميات المذكورة أعاله أن يتحكم في حركة رؤوس األموال و االستفادة من تدفق العممة‬
‫الصعبة عمى المستوػ الدولي‪ ،‬غير أن ذلك مرىون بإقامة نظام فعال يسمح بمتابعة التغيرات و تنظيميا توظيفيا في‬
‫اتجاه االستفادة من االمتيازات و تجنب المساوغ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫مراقبة الصرف‬

‫تعتبر مراقبة الصرف من ميام بنك الجزائر‪ .‬و قد وضع مجمس النقد و القرض معايير تنظيم عمميات الصرف‬
‫وحركات رؤوس األموال من و إلى الجزائر عبر عدة أنظمة منيا عمى وجو الخصوص ما يمي‪:‬‬

‫فبالنسبة لتحويل األموال بالعممة الصعبة من طرف المسافرين فقد ضبطيا النظام رقم ‪ 02/16‬المؤرخ في‬
‫‪ 2016/04/21‬الذؼ يحدد سقف التصريح باستيراد و تصدير األوراق النقدية و األدوات المحررة بالعمالت األجنبية‬
‫القابمة لمتحويل بصفة حرة من طرف المقيمين و غير المقيمين بحيث رخص ىذا النظام باستيراد األوراق النقدية و‬
‫كل أداة أخرػ حرة محررة بالعممة األجنبية شرط التصريح بكل مبمغ يساوؼ أو يفوق الحد األدنى طبقا لممادة ‪ 03‬من‬
‫ىذا النظام‪.‬‬

‫و في ىذا السياق ألزمت المادة ‪ 03‬منو كل مسافر يرغب في الدخول لمتراب الجزائرؼ أو الخروج منو التصريح بأؼ‬
‫مبمغ مالي يحوزه من العممة الصعبة بغرض االستيراد أو التصدير إذا كان يساوؼ أو يزيد عن مبمغ ‪ 1000‬أورو‪ .‬و‬
‫بخصوص الحد األعمى القابل لمتصدير نصت المادة ‪ 05‬وأنو يجوز لممقيمين وغير المقيمين تصدير نقدا مبمغ ال‬
‫يتجاوز ‪ 7500‬أورو شرط أن يكون مسحوبا من حساب مصرفي بالعممة الصعبة مفتوح بالجزائر‪ .‬و إذا كان المبمغ‬
‫المراد تصديره يتجاوز ىذا السقف فيجب الحصول عمى ترخيص مسبق من بنك الجزائر‪.‬‬

‫أما فيما يتعمق بتحويل األموال لمخارج قصد االستثمار فقد حدد النظام رقم ‪ 04/14‬المؤرخ في ‪2014/09/29‬‬
‫‪12‬‬
‫شروط تحويل رؤوس الموال إلى الخارج بعنوان االستثمار في الخارج من طرف المتعاممين االقتصاديين الخاضعين‬
‫لمقانون الجزائرؼ‪.‬‬

‫و ىذا النظام أجاز لكل متعامل اقتصادؼ يعمل في الجزائر أن يستثمر في الخارج و من ثمة يمكنو تحويل األموال‬
‫لتمويل االستثمار في الخارج ‪.‬ويقصد باالستثمار طبقا لممادة ‪ 02‬إنشاء شراكة أو فرع أو اخذ مساىمة في شركة‬
‫مساىمة موجودة بالخارج أو فتح مكتب تمثيل لنشاطو بالخارج‪.‬‬

‫وقد استوجبت المادة ‪ 03‬من النظام ‪ 04/14‬السالف ذكره أن يستجيب التحويل لمشروط المحددة بالمادة ‪ 04‬و ىي‪:‬‬

‫‪ -‬أن يكون االستثمار في الخارج ذؼ صمة مع النشاط الذؼ يمارسو المتعامل االقتصادؼ في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون ىدف االستثمار في الخارج ىو تدعيم وتطوير النشاط في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون الودائع و المالك العقارية التي ييدف التحويل القتنائيا موافق لحاجة استغالل المنشأة في الخارج أو‬
‫تشكل جزء ال يتج أز من نشاطيا‪.‬‬

‫يقدم المتعامل الذؼ يرغب في تحويل األموال لمخارج قصد االستثمار تقديم طمب قصد الحصول عمى ترخيص من‬
‫مجمس النقد و القرض‪ .‬و يجب أن يستجيب الممف لمشروط المحددة بالمادة ‪ 06‬من النظام ‪ 04/14‬ومنيا عمى وجو‬
‫الخصوص‪:‬‬

‫‪ -‬أن يثبت المتعامل أنو يحقق بانتظام إيرادات من الصادرات‪.‬‬


‫‪ -‬أن يكون االستثمار في الخارج شفافا من حيث النظام الجبائي‪ ،‬و ال يمنع تشريع بمد االستثمار من تبادل‬
‫المعمومات و التعاون في المجالين الجبائي و القضائي‪ ،‬أن النظام القانوني لبمد االستثمار ال يتسامح مع الشركات و‬
‫األنشطة الوىمية‪.‬‬
‫‪ -‬أن يسمح تشريع بمد االستثمار من ترحيل عوائد االستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون شريك المتعامل االقتصادؼ الجزائرؼ في الخارج ال يخضع لمعالقات االقتصادية و التجارية التي تكون‬
‫موضوع منع‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون مشاركة المتعامل االقتصادؼ الجزائرؼ في االستثمار تفوق ‪ 10%‬من األسيم مع حق التصويت‪.‬‬

‫و يشترط فضال عن ذلك و طبقا لممادة ‪ 07‬من ذات النظام أال تتعدػ مبالغ التحويالت المتوسط السنوؼ إليرادات‬
‫الصادرات التي حققيا المتعامل االقتصادؼ خالل ‪ 03‬سنوات الخيرة قبل تقديم الطمب‪ .‬و يجب عمى المتعامل‬
‫االقتصادؼ في حالة تحقيق االستثمار أن يرحل بدون تأخر عائدات االستثمار إلى الجزائر طبقا لممادة ‪ .11‬وفي‬
‫حالة توقف االستثمار يجب ترحيل العائدات المحققة و قصد تمكين بنك الجزائر من مراقبة ىذا الشرط أوجبت المادة‬
‫‪11‬المتعامل االقتصادؼ بإعداد تقرير سنوؼ مفصل يرسل لممديرية العامة لمصرف مرفقا بالبيانات المصادق عمييا‬
‫من طرف محافع الحسابات في بمد االستثمار و ىذا التقرير يجب أن يبرز بدقة المبمغ الناتج عن االستثمار‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫أما بخصوص تحويل األموال الناتجة عن عمميات التجارة الخارجية فقد سطر النظام رقم ‪ 01/07‬المؤرخ في‬
‫‪ 2007/02/03‬المتعمق بالقواعد المطبقة عمى المعامالت الجارية مع الخارج و الحسابات بالعممة الصعبة المعدل‬
‫بالنظام رقم ‪ 06/11‬المؤرخ في ‪ 2011/10/19‬و النظام رقم ‪ 01/16‬المؤرخ في ‪ 2016/03/06‬والنظام رقم‬
‫‪02/17‬المؤرخ في ‪ 2017/09/25‬عدة آليات تسمح لمنظام البنكي من مراقبة حركة رؤوس األموال من والى‬
‫الجزائر‪ .‬عمما أن ىذا النظام قد ألغى و عوض النظام السابق رقم ‪ 07/95‬المؤرخ في ‪1995/12/23‬و ىذا األخير‬
‫ألغى النظام رقم ‪ 04/92‬المؤرخ في ‪ 1992/03/22‬المتعمق بمراقبة الصرف‪.‬‬

‫و باستقراء أحكام النظام رقم ‪ 01/07‬المعدل و المتمم يتضح أن تحويل رؤوس األموال في إطار العالقات‬
‫االقتصادية مع الخارج يجب ان يتم عبر إجراءات صارمة تتمخص فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬يجب أن تتم عمميات تحويل األموال إلى الجزائر أو خارجيا وجوبا عن طريق وسيط مالي معتمد ومرخص لو‬
‫بالعمل في الجزائر‪ .‬و يقصد بالوسيط المالي طبقا لممادة ‪ 11‬من النظام ‪ 01/07‬المعدل والمتمم كل بنك أو مؤسسة‬
‫مالية رخص ليا مجمس النقد و القرض بالقيام بعمميات التجارة الخارجية والصرف‪.‬‬

‫‪ -‬يمكن القيام بعمميات التحويل كل شخص طبيعي أو معنوؼ مقيم بالجزائر ‪.‬كما يمكن لغير المقيمين فتح حسابات‬
‫بالعممة الصعبة لدػ الوسطاء الماليين‪.‬‬

‫‪ -‬تمر عمميات التحويل ميما كانت طبيعتيا ‪ -‬باستثناء األموال المحددة في المادة ‪ 33‬من النظام ‪- 01/07‬وجوبا‬
‫عمى قناة مصرفية و ذلك عبر توطين لدػ أحد الوسطاء الماليين المعتمدين‪ .‬و ىذه األخيرة ال يمكنيا رفض عممية‬
‫التوطين إذا كانت عقود الصادرات أو الواردات تستجيب لمشروط التقنية و القانونية المعمول بيا‪ ،‬وفي حالة الرفض‬
‫يجوز لمزبون أن يعرض النزاع عمى المجنة المصرفية‪.‬‬

‫‪ -‬يقوم الوسيط بمنح الزبون العممة الوطنية الالزمة لتنفيذ عممية التجارة الخارجية ضمن الشروط المحددة من طرف‬
‫بنك الجزائر‪ .‬و يجب أن يتأكد الوسيط مسبقا من قدرة الزبون عمى إتمام عممية التجارة الخارجية و توفره عمى‬
‫الضمانات الكافية لتنفيذىا‪ .‬و يكون الوسيط مسؤوال أمام بنك الجزائر في حالة عدم وفاء الزبون بالتزاماتو‪.‬‬

‫‪ -‬يقوم الوسيط بمجرد استالم الزبون عائدات الصادرات باقتطاع النصيب من العممة الصعبة المحدد بموجب التنظيم‬
‫و يحولو إلى رصيده بالعممة الصعبة المفتوح لدػ بنك الجزائر و يمنح الزبون الرصيد المتبقي بالدينار الجزائرؼ طبقا‬
‫لممادة ‪ 67‬من النظام ‪. 01/07‬‬

‫إن ىذه اإلجراءات تسمح لمنظام البنكي ككل بمراقبة كل حركات رؤوس الموال من و إلى الجزائر‪ .‬عمما أن مخالفة‬
‫الشروط المحددة ضمن األنظمة السالفة الذكر يشكل جرائم يعاقب عمييا األمر ‪ 22/96‬المؤرخ في ‪1996/07/08‬‬
‫المتعمق بقمع مخالفات التشريع الخاص بالصرف و حركة رؤوس األموال من و إلى الجزائر المعدل و المتمم‪.‬‬

‫‪14‬‬

You might also like