Professional Documents
Culture Documents
محاضرات بنكي 2023 الجزء02
محاضرات بنكي 2023 الجزء02
كلية الحقوق
الجزء الثاني
1
المبحث الثاني
آليات عمل النظام البنكي
نتطرق ضمن ىذا المبحث ألىم الميام التقميدية لبنك الجزائر في المطمب األول ،ثم نعرج عمى ميام البنوك
والمؤسسات المالية في مطمب ثان
المطلب األول
ميام بنك الجزائر
يقوم بنك الجزائر بميام تقميدية تتمثل في احتكار اإلصدار النقدؼ ،و يعتبر بنك البنوك ألن ىذه األخيرة ترجع إليو
عند الحاجة لمسيولة النقدية ،فيقوم في إطار الشروط التي يحدىا القانون بتمويل البنوك عند الضرورة كما يقوم بتقديم
تسبيقات ضرورية لمحكومة في إطار ما يسمح بو القانون ،و لذلك تسمى البنوك المركزية بالممجأ األخير لإلقراض.
و باإلضافة ليذه الميمة يمعب البنك المركزؼ دو ار أساسيا في استقرار العممة الوطنية داخميا وخارجيا عن طريق
مراقبة سوق الصرف و مراقبة الصرف و استقرار سعر الصرف و األسعار الداخمية.
الفرع األول
إصدار النقود
ال يصدر بنك الجزائر النقود إال بعد استالم ما يقابميا و ىو ما نراه في نقطة أولى .لكن بنك الجزائر ليس ح ار في
عممية اإلصدار بل أنو محكوم بضوابط قانونية و ىو ما نراه في نقطة ثانية.
يعود امتياز إصدار النقود لمدولة التي فوضتو لبك الجزائر بموجب المادة 02من القانون 09/23المتضمن القانون
النقدؼ و المصرفي ،و تشمل النقود األوراق والقطع النقدية ويتولى بنك الجزائر عن طريق أنظمة تعريف األشكال
التي تأخذه النقود من حيث القيمة و الشمل والحجم.
ويصدر بنك الجزائر النقود طبقا لممادة 40من القانون 09/23وفقا آللية يتم بموجبيا استالم أحد عناصر األصول
التالية أو بعضيا :
-السبائك الذىبية و النقود الذىبية.
-العمالت األجنبية.
-سندات الخزينة أو سندات الحكومة .
-سندات مقبولة تحت نظام إعادة الخصم أو الضمان أو الرىن .
2
و لذلك ال يقوم بنك الجزائر باإلصدار النقدؼ إال بعد استالم أحد األصول المذكورة أعاله بعضيا أو كميا و التي
تسمى غطاء اإلصدار النقدؼ أو مقابل الرصيد أو مقابل الكتمة النقدية ،ليصدر نقودا بقيمة تمك األصول التي
استمميا من الحكومة أو البنوك التي تمجأ إليو لطمب السيولة النقدية .و لذلك فاإلصدار النقدؼ في الواقع ىو عممية
تنقيد ألصول حقيقية كل أصل منيا يمثل وضعا معينا لمحالة االقتصادية .و انطالقا من ذلك فإن بنك الجزائر يستند
في اإلصدار عمى طبيعة األصل المستمم في تقدير اإلصدار لألسباب التالية :
الذىب:
يعتبر الذىب أصال يمثل قدرة شرائية معترف بيا عالميا و من أغمب الدول ميما كانت أنماط تنظيميا االقتصادؼ،
و لذلك يقوم عادة أصحاب الذىب بالتنازل عنو لمبنك المركزؼ مقابل أن يمنحيم قيمتو نقدا .
العمالت األجنبية:
يسمح تدفق العمالت األجنبية إلى الجزائر نتيجة العالقات االقتصادية بتكوين رصيد إيجابي منيا بالنسبة لالقتصاد
الوطني ،و ىو ما يسمح باكتساب قدرة شرائية اتجاه الدول األخرػ ،و عندما يحصل بنك الجزائر عمى تمك العمالت
يمكن أن يقوم بإصدار مقابميا نقدا .
سندات الخزينة:
و تسمى أيضا سندات الحكومة و ىي عبارة عن سندات تثبت ديون الحكومة في مواجية مدينييا ،و ىم األشخاص
الطبيعيين أو المعنويين الذين دخمت معيم في عالقات اقتصادية بحكم نشاطيا ،و صارت دائنة ليم .فيمكنيا أن
تصدر تمك الديون في شكل سندات تتنازل عنيا لصالح بنك الجزائر مقابل منحيا السيولة النقدية التي تقابميا.
ويسمى ىذا النوع من اإلصدار بتسبيقات الخزينة أو قروض الحكومة .
السندات التجارية:
عندما تمجأ البنوك لبنك المركزؼ من أجل طمب السيولة فإن ذلك ال يكون بدون مقابل بل يجب أن عمى تمك البنوك
أن تتنازل لو عن سنداتيا التجارية التي يقوم بنك الجزائر بتنقيدىا .وىذه العممية في الواقع ىي عبارة عن قروض
لصالح البنوك ،ألن السندات التي يقدميا البنك مقابل الحصول عمى السيولة النقدية من بنك الجزائر ىي ديون
لصالح تمك البنوك في مواجية زبائنيا .و لذلك يصطمح عمى ىذه العممية بإعادة الخصم ألن البنوك التي طمب
السيولة قد سبق ليا خصم نفس السندات لفائدة حممتيا عندما احتاجوا لمسيولة النقدية ،فيقوم البنك طالب السيولة
بإعادة خصميا لدػ بنك الجزائر.
ثانيا :حدود اإلصدار النقدي
إن العالقة بين اإلصدار النقدؼ و الكتمة التي تقابمو ليست بسيطة مثمما يبدو من ظاىرىا .إذ يقع عمى عاتق بنك
الجزائر تقدير عممية اإلصدار النقدؼ انطالقا من األصل الذؼ يستممو .لكن بما أن اإلصدار النقدؼ ىو قرار نقدؼ
يرجع لبنك الجزائر ،فإن التساؤل الذؼ يطرح ىو :ما مدػ حدود سمطة بنك الجزائر في قبول األصول التي يتمقاىا
3
مقابل اإلصدار النقدؼ؟
فبالنسبة لمذىب و العمالت األجنبية ىي أصول يصعب الحصول عمييا بالنظر لطبيعة العالقات االقتصادية،
وبعبارة أخرػ فإن الحصول عمييا مرىون بما تقبضو الدولة من الخارج مقارنة بما تدفعو ،و لذلك فإن اإلصدار
النقدؼ تبعا ليذه األصول مرىون بقدرة الدولة عمى تحقيق رصيد إيجابي من تمك األصول و ىذه المسألة بدورىا
مرىونة بقدرة االقتصاد الوطني عمى ذلك .
أما بالنسبة لسندات الخزينة فإنيا تعكس العالقة بين الحكومة و البنك المركزؼ ،و من الناحية المبدئية ليس ىناك ما
يمنع الحكومة من المجوء لبنك الجزائر إذا احتاجت لمسيولة النقدية ،غير أن المشرع و تفاديا لمعواقب الناتجة عن
ىذا السموك ضبط العالقة عمى مستوػ النص القانوني .إذ نصت المادة 48من القانون 09/23عمى ثالثة ضوابط
تحكم عممية اإلصدار مقابل سندات الخزينة و ىي:
-ال يجوز أن تتعدػ التسبيقات نسبة % 10من اإليرادات العادية لمدولة المثبتة خالل السنة الميزانية السابقة.
-ال يجوز أن تتعدػ مدة تمك التسبيقات 240يوما متتالية أو غير متتالية أثناء سنة تقويمية.
-يجب أن تسدد تمك التسبيقات قبل نياية السنة المالية.
كما يمكن لبنك الجزائر طبقا لنفس النص أن يمنح الخزينة العمومية تسبيقات مالية في حالة أزمة استثنائية غير
متوقعة طبقا لمشروط و الكيفيات التي يحددىا المجمس النقدؼ و المصرفي ،وفي ىذه الحالة تبرم اتفاقية بين بنك
الجزائر و وزير المالية تحدد عمى وجو الخصوص الشروط المالية و كيفيات التسديد بعد االستماع لممجمس النقدؼ و
المصرفي و إخطار رئيس الجميورية بذلك.
إن العالقة بين الخزينة و بنك الجزائر عمى ىذا النحو سبق تنظيميا بنفس القواعد بموجب نص المادة 46من األمر
،11/03لكن تجدر اإلشارة أن ىذا النص قد تم تعميقو مؤقتا لمدة 05سنوات طبقا لمتعديل المقرر بمقتضى القانون
رقم 10/17المؤرخ في 2017/10/11المتعمق بالنقد و القرض ،حين أدرج المشرع نصا جديدا و ىو المادة 45
مكرر التي نصت عمى ما يمي:
"بغض النظر عن كل الحكام المخالفة ،يقوم بنك الجزائر ابتداء من دخول ىذا الحكم حيز التنفيذ ،بشكل
استثنائي و لمدة 05سنوات ،بشراء مباشرة عن الخزينة السندات المالية التي تصدرىا ىذه األخيرة من أجل
المساىمة على وجو الخصوص في :
-تغطية احتياجات تمويل الخزينة .
-تمويل الدين العمومي الداخلي .
-تمويل الصندوق الوطني لالستثمار .
تنفذ ىذه اآللية لمرافقة برنامج اإلصالحات الييكلية االقتصادية و الميزانية ،و التي ينبغي أن تفضي في نياية
4
الفترة المذكورة أعاله كأقصى تقدير إلى :
-توازنات خزينة الدولة .
-توازن ميزان المدفوعات .
تحدد آلية متابعة تنفيذ ىذا الحكم من طرف الخزينة و بنك الجزائر عن طريق التنظيم ".
و لذلك فإنو تبعا ليذا التعديل الذؼ كرس فكرة التمويل غير التقميدؼ لم يعد بنك الجزائر و لمدة 05سنوات من
دخول ىذا النص حيز التنفيذ ح ار في اتخاذ القرار بإصدار النقود مقابل سندات الخزينة ،بل انو أصبح ممزما بالشراء
المباشر لتمك السندات طيمة تمك المدة لمجرد إصدارىا من طرف الخزينة .و بالتالي فقد رجع المشرع عبر ىذا النص
لموضع الذؼ كان سائدا قبل تعديل 1986حين كانت الخزينة تتدخل في عممية اإلصدار النقدؼ و ىو ما يشكل
تدخال في السمطة النقدية خالفا لممبادغ التي كرسيا قانون النقد و القرض التي سبق شرحيا أعاله.
و مع ذلك فقد ضبط المشرع عممية اإلصدار النقدؼ مقابل السندات بعدة ضوابط حددىا النظام رقم 01/15المؤرخ
في 2015/02/19يتعمق بعمميات خصم السندات العمومية و إعادة خصم السندات الخاصة و التسبيقات و ىذا
القروض لمبنوك والمؤسسات المالية المعدل والمتمم بالنظام رقم 03/16المؤرخ في . 2016/07/28و النظام ألغى
النظام رقم 01/2000المؤرخ في 2000/02/13المتعمق بإعادة الخصم و القروض الممنوحة لمبنوك والمؤسسات
المالية .
و باستقراء أحكام ىذا النظام يتضح أن عمميات اإلصدار مقابل سندات الخزينة و السندات الخاصة ومنح القروض
لمبنوك و المؤسسات المالية تحكميا عدة ضوابط تتمخص فيما يمي:
إذا كانت مدة التسبيق الممنوح ال تتعدػ 30يوما فال يمكن أن يتجاوز مبمغ التسبيق %90من قيمة السندات
المقدمة و فضال عن ذلك ال يمكن تقديم تسبيق جديد عمى تسبيق حل اجل استحقاقو إال إذا انقضت مدة 05عمى
األقل بين التسبيقين إال إذا تم تقديم سندات عمومية أخرػ قابمة لمخصم.
يجوز لبنك الجزائر أيضا أن يمنح تسبيقات لمدة 01سنة واحدة مرىونة بسندات عمومية ال تفوق مدة استحقاقيا 01
عام و ال يمكن أن تتجاوز التسبيقات %70من قيمة السندات.
في جميع األحوال يجب عمى المقترض تسديد القروض الممنوحة داخل الحساب عند تاريخ االستحقاق المتفق عميو.
تجرؼ عمميات التسبيق والقروض المذكورة أعاله في صورىا الثالث عن طريق تعبئة السندات العمومة و ذلك بنقميا
لصالح بنك الجزائر بواسطة حسابات تسوية السندات عمى دفاتر بنك الجزائر .أما السندات الخاصة فتتم تعبئتيا من
طرف البنوك والمؤسسات المالية عن طريق أوراق تعبئة لصالح بنك الجزائر تحرر حسب نوع القروض الممنوحة و
تكون مدة استحقاقيا 06أشير.
و تتم تسوية عمميات الخصم و إعادة الخصم عن طريق حسابات التسوية المفتوحة في نظام التسوية اإلجمالية
الفورية لممبالغ الكبيرة و الدفع المستعجل .ويعتبر تحويل السندات لبنك الجزائر غير قابل لإللغاء مع احتفاظ بنك
الجزائر بحقو في التحقق من الوجود الفعمي و من صحة السندات المقدمة كضمان.
الفرع الثاني
تسيير السوق النقدية
السوق النقدية ىي المكان الذؼ تتم فيو عمميات القرض و المؤسسات التي يمكن ليا أن تدخل ىذه السوق ىي
البنوك والمؤسسات المالية أو أؼ مؤسسة يسمح ليا القانون و يرخص ليا مجمس النقد و القرض بذلك .و بخالف
ىذه المؤسسات ال يمكن ألؼ مؤسسة دخول السوق النقدية إال بترخيص من مجمس النقد و القرض و حتى متى
دخمتو فإنيا تدخل مقرضة لألصول فقط .
6
في ىذه السوق النقدية تعرض األموال بين الييئات التي تممك فائضا ماليا أو أرصدة إيجابية و بين تمك التي تممك
أرصدة سمبية ،و يكون ظيور ىذه األرصدة ىو انعكاس لمتعامل مع الييئات غير المالية .و عبر ىذه السوق النقدية
تتم عمميات التسوية بين أصحاب الفوائض و أصحاب األرصدة السالبة .
و طبقا لممادة 43من القانون 09/23يؤدؼ بنك الجزائر دوره كمنظم و مسير ليذه السوق عبر نشر إعالنات
دورية ترسل لممتدخمين او تنشر في الجريدة الرسمية تتضمن أحوال ىذه السوق و ذلك بإعالم كل المتدخمين بالموال
المعروضة لمقرض و الشروط التي يرفضيا المتدخمون .كما يقوم بتنسيق العمميات بين مختمف المتدخمين عن طريق
الوساطة مقابل عمولة و تنفيذ مختمف عمميات القرض التي يجرييا ىؤالء المتدخمين عبر الحسابات الجارية التي
يقوم ىؤالء المتدخمين بفتحيا وجوبا لدػ بنك الجزائر.
و قد يعاين بنك الجزائر أن طمب المتدخمين عمى النقود يفوق األموال المعروضة داخل السوق النقدية ،أو يعاين أن
الشروط المقترحة و منيا عمى سبيل المثال سعر الفائدة ال تتماشى معا الوضع و المقاييس التي يحددىا ،أو يعاين
شحا في عرض النقود ،فإنو ىنا ال يكتفي بدوره كمنظم و مسير ليذه السوق ،بل يمكنو أن يتدخل فييا كباقي
الييئات لشراء أو بيع السندات العامة أو الخاصة أو رىنيا ،و عبر ىذا التدخل يمكن لبنك الجزائر توجيو السوق
النقدية بما يراىا مناسبا لمسياسة النقدية التي رسميا .
إن تسيير السوق النقدية و تدخل بنك الجزائر فييا تم ضبطو عن طريق عدة أنظمة أىميا النظام رقم 08/91
المؤرخ في 1991/08/14المعدل و المتمم بالنظام رقم 04/02المؤرخ في 2003/01/09يتضمن تنظيم السوق
النقدية و النظام رقم 02/09المؤرخ في 2009/05/26المتعمق بعمميات السياسة النقدية و أدواتيا واجراءاتيا
المعدل والمتمم بالنظام رقم 03/17المؤرخ في 2017/12/06المتعمق بعمميات السياسة النقدية وأدواتيا و
إجراءاتيا .
المطلب الثاني
ميام البنوك و المؤسسات المالية
تقوم البنوك والمؤسسات المالية بميام رئيسية تمثل نشاطيا المعتاد (الفرع األول) ،كما تقوم بميام ثانوية
(الفرع الثاني).
الفرع األول:
العمليات األساسية
نص المشرع عمى العمميات األساسية ضمن المواد من 68إلى من القانون .09/23و تتمثل ىذه العمميات في
ثالث عمميات ىي تمقي األموال من الجميور ،و منح القروض و وضع وسائل الدفع تحت تصرف الزبائن وادارتيا
و عمميات الصيرفة اإلسالمية .عمما أن البنوك يمكنيا القيام بكل ىذه العمميات الرئيسية فيما ال يمكن لممؤسسات
7
المالية القيام بعمميتين ىما تمقي األموال من الجميور و وضع وسائل الدفع تحت تصرف الزبائن و إدارتيا أؼ أن
المؤسسات المالية يمكنيا القيام بعممية رئيسية واحدة و ىي منح القروض.
و يعتبر تمقي األموال من الجميور أىم وظيفة تقوم بيا البنوك ،و ىذا التمقي يحصل في أغمب حاالتو عن طريق
الودائع المصرفية ،لكن الوديعة ال تمثل الطريقة الوحيدة لمتمقي إذ يمكن حصول التمقي بأؼ طريقة ،و لذلك أحسن
المشرع حين استعمل مصطمح تمقي األموال بدال من تمقي الودائع ،و إن كانت الوديعة تمثل أكثر الصور شيوعا في
عممية التمقي .
أما مصطمح الجميور الذؼ وظفو النص فيقصد بو أؼ شخص طبيعي أو معنوؼ يضع أمواال تحت عيدة البنك.
و مع ذلك ىناك بعض الموال يتمقاىا البنك و لكنيا ال تدخل ضمن مفيوم التمقي الذؼ عرفتو المادة .68وىذه
األموال المستثناة من التمقي نصت عمييا المادة 69و تتمثل فيما يمي:
-01األموال المتمقاة من المساىمين الذين يممكون عمى األقل %05من رأسمال البنك أو أعضاء مجمس اإلدارة
أو المديرين أو محافظي الحسابات ،أو األموال المتبقية في حسابيم .
-02األموال الناتجة عن إصدار القروض السندية أو السندات المشابية ،و المقصود بيا طبقا لممادة 80أمواال
تمقاىا البنك من الجميور قصد توظيفيا في شكل مساىمات أو حصص في شركات أو لشراء أسيم و سندات
استثمار و ىذه األموال تخضع لعدة شروط ىي:
لم يضع القانون 09/23تعريفا لالعتماد لكنو ذكر الصور التي يتخذىا ،و لعل ذلك راجع لتفادؼ المشرع وضع
تعريف موحد لو بالنظر لصعوبة رده لعقد وحيد ،و لذلك اعتمد المشرع الغاية االقتصادية منو دون النظر لطريقة
المعاممة من الناحية القانونية ،و ىو بذلك حذا حذو بعض التشريعات المقارنة كالتشريع الفرنسي .و باستقراء نص
المادة 68من األمر 11/03نجد أن االعتماد يتخذ عدة صور ىي:
-كل عمل يضع بموجب البنك أو يعد بوضع أموال تحت تصرف شخص آخر لقاء عوض.
-كل عمل يأخذ بموجبو البنك لصالح شخص آخر التزاما بالتوقيع كالضمان أو الكفالة أو القبول.
-عمميات اإليجار المقرونة بحق الشراء أو القرض اإليجارؼ .
و قد يتخذ وضع الموال في الصور المذكورة أعاله صورة الوضع الفورؼ أو الوضع في المستقبل أو الوضع
االحتمالي فيكون الوضع فوريا كما ىو الحال في عقد القرض الذؼ يسمح بتعبئة الموال فورا ،أو كعقد الخصم أين
يقوم البنك بالدفع المعجل لمبمغ ورقة تجارية لم يحن أجميا مقابل عمولة الخصم أو عقد تحويل الفاتورة أين يقوم
بتسبيق مبمغ الفاتورة لزبونو .و قد يكون الوضع في المستقبل كما ىو الحال في االعتماد إذ أن فتح االعتماد
المصرفي ال يعني بالضرورة وضع األموال تحت تصرف الزبون بل أن الوضع ال يحصل فعال إال عدما يقرر ذلك
الزبون استعمال االعتماد المصرفي .وقد يكون الوضع احتماليا كما ىو الحال في الكفالة المصرفية بحيث ال يمتزم
الكفيل (البنك) بوضع األموال إال عندما يعجز زبونو المدين عن دفعيا لصالح دائنو .
وسوف تتم معالجة مختمف ىذه الصور من االعتماد عند التطرق لالعتماد المصرفي بوصفو من أىم العمميات
البنكية.
9
الفرع الثاني
العمليات الثانوية
يمكن لمبنوك و المؤسسات المالية أن تقوم بعمميات ثانوية لكونيا ليست ضرورية أو ليا ارتبط بنشاطيا المصرفي .و
ىذه العمميات نصت عمييا المادة 79من القانون 09/23المتعمق بالنقد والقرض وتتمثل فيما يمي:
-عمميات الصرف .
-عمميات عمى الذىب والمعادن الثمينة و القطع المعدنية الثمينة.
-توظيف القيم المنقولة و كل منتج مالي أو اكتتابيا أو شرائيا أو بيعيا أو حفظيا.
-االستشارة أو المساىمة في مجال تسيير الممتمكات .
-االستشارة أو التسيير المالي و بشكل عام كل الخدمات الموجية لتسييل إنشاء المؤسسات و إنمائيا .
وبالنظر لكثرة ىذه العمميات الثانوية ارتأينا حصر الدراسة عمى أىم عممية ثانوية وىي عممية الصرف لصالح
الزبائن.
وعممية الصرف ىي كل بيع أو شراء لعممة أجنبية مقابل الدينار الجزائرؼ و يتخذ الصرف صورتين :
-األرصدة الدائنة في الحساب بالعممة الصعبة التي يممكيا الموطنين لدػ البنوك .
-األرصدة الدائنة في الحساب بالعممة الصعبة التي تممكيا البنوك لدػ بنك الجزائر.
المطلب الثالث
العمليات الخارجية للنظام البنكي
و ىذه العمميات يساىم فييا النظام البنكي ككل أؼ يشترك فييا بنك الجزائر و باقي البنوك و المؤسسات المالية.
وتتمخص ىذه العمميات في التدخل في سوق الصرف و مراقبة الصرف.
الفرع األول
التدخل في سوق الصرف
ييدف تدخل بنك الجزائر في سوق الصرف لتدعيم العممة الوطنية وضمان استقرارىا .و لذلك حددت المادة ،41
42من األمر 11/03العمميات التي يمكن لبنك الجزائر القيام بيا و تتمثل فيما يمي :
-شراء و بيع سندات الدفع بالعممة الصعبة.
-تنفيذ عمميات عمى نفس السندات عمى سبيل الرىن أو نظام األمانة.
-إعادة خصم ىذه السندات.
-قبوليا كوديعة أو إيداعيا لدػ الييئات المالية األجنبية.
-إدارة احتياطات الصرف و توظيفيا.
-فتح حسابات بالعممة األجنبية لشركات خاضعة لمقانون الجزائرؼ التي تقوم بعمميات تصدير أو تتمتع بامتياز
استثمار المالك الوطنية المنجمية والطاقوية ،مع إجبارىا أثناء التعامل مع الخارج عمى استعمال تمك الحسابات
والعمالت الصعبة المودعة بيا.
و يمكن لبنك الجزائر أن يستعمل احتياطات الصرف لتغطية اإلصدار النقدؼ لمحفاظ عمى استقرار سعر الصرف أو
دعم الدين العام المستحق لصالح الدول الدائنة.
و تطبيقا لممواد 42 ،41أعاله ضبط بنك الجزائر سوق الصرف بموجب النظام رقم 04/20المؤرخ في
2020/03/15يتعمق بسوق الصرف ما بين البنوك و عمميات الخزينة بالعممة الصعبة و بأدوات تغطية خطر
الصرف الذؼ ألغى 01/07المؤرخ في 2017/07/10و حل محمو.
و سوق الصرف بمفيوم ىذا النظام ىي سوق تدخمو البنوك والمؤسسات المالية التي فوض ليا مجمس النقد والقرض
صالحياتو فيما يتعمق بالصرف بموجب ترخيص ،وذلك قصد القيام بكل عمميات الصرف نقدا أو ألجل بالعممة
11
الوطنية أو الصعبة القابمة لمتحويل بحرية أو عمميات الخزينة .و يقصد بعمميات الخزينة كل عمميات القرض لمعممة
الصعبة لفترة محددة بمعدل فائدة متفق عميو عند تحقيق المعاممة أو بتاريخ االستحقاق.
و يجرؼ الوسطاء المعتمدين عمميات الصرف داخل سوق الصرف بكل انطالقا من العمالت الصعبة الموضوعة
تحت تصرفيم طبقا لممادة 09من النظام السالف ذكره و ىي:
إن بنك الجزائر يمكنو عبر العمميات المذكورة أعاله أن يتحكم في حركة رؤوس األموال و االستفادة من تدفق العممة
الصعبة عمى المستوػ الدولي ،غير أن ذلك مرىون بإقامة نظام فعال يسمح بمتابعة التغيرات و تنظيميا توظيفيا في
اتجاه االستفادة من االمتيازات و تجنب المساوغ.
الفرع الثاني
مراقبة الصرف
تعتبر مراقبة الصرف من ميام بنك الجزائر .و قد وضع مجمس النقد و القرض معايير تنظيم عمميات الصرف
وحركات رؤوس األموال من و إلى الجزائر عبر عدة أنظمة منيا عمى وجو الخصوص ما يمي:
فبالنسبة لتحويل األموال بالعممة الصعبة من طرف المسافرين فقد ضبطيا النظام رقم 02/16المؤرخ في
2016/04/21الذؼ يحدد سقف التصريح باستيراد و تصدير األوراق النقدية و األدوات المحررة بالعمالت األجنبية
القابمة لمتحويل بصفة حرة من طرف المقيمين و غير المقيمين بحيث رخص ىذا النظام باستيراد األوراق النقدية و
كل أداة أخرػ حرة محررة بالعممة األجنبية شرط التصريح بكل مبمغ يساوؼ أو يفوق الحد األدنى طبقا لممادة 03من
ىذا النظام.
و في ىذا السياق ألزمت المادة 03منو كل مسافر يرغب في الدخول لمتراب الجزائرؼ أو الخروج منو التصريح بأؼ
مبمغ مالي يحوزه من العممة الصعبة بغرض االستيراد أو التصدير إذا كان يساوؼ أو يزيد عن مبمغ 1000أورو .و
بخصوص الحد األعمى القابل لمتصدير نصت المادة 05وأنو يجوز لممقيمين وغير المقيمين تصدير نقدا مبمغ ال
يتجاوز 7500أورو شرط أن يكون مسحوبا من حساب مصرفي بالعممة الصعبة مفتوح بالجزائر .و إذا كان المبمغ
المراد تصديره يتجاوز ىذا السقف فيجب الحصول عمى ترخيص مسبق من بنك الجزائر.
أما فيما يتعمق بتحويل األموال لمخارج قصد االستثمار فقد حدد النظام رقم 04/14المؤرخ في 2014/09/29
12
شروط تحويل رؤوس الموال إلى الخارج بعنوان االستثمار في الخارج من طرف المتعاممين االقتصاديين الخاضعين
لمقانون الجزائرؼ.
و ىذا النظام أجاز لكل متعامل اقتصادؼ يعمل في الجزائر أن يستثمر في الخارج و من ثمة يمكنو تحويل األموال
لتمويل االستثمار في الخارج .ويقصد باالستثمار طبقا لممادة 02إنشاء شراكة أو فرع أو اخذ مساىمة في شركة
مساىمة موجودة بالخارج أو فتح مكتب تمثيل لنشاطو بالخارج.
وقد استوجبت المادة 03من النظام 04/14السالف ذكره أن يستجيب التحويل لمشروط المحددة بالمادة 04و ىي:
-أن يكون االستثمار في الخارج ذؼ صمة مع النشاط الذؼ يمارسو المتعامل االقتصادؼ في الجزائر.
-أن يكون ىدف االستثمار في الخارج ىو تدعيم وتطوير النشاط في الجزائر.
-أن تكون الودائع و المالك العقارية التي ييدف التحويل القتنائيا موافق لحاجة استغالل المنشأة في الخارج أو
تشكل جزء ال يتج أز من نشاطيا.
يقدم المتعامل الذؼ يرغب في تحويل األموال لمخارج قصد االستثمار تقديم طمب قصد الحصول عمى ترخيص من
مجمس النقد و القرض .و يجب أن يستجيب الممف لمشروط المحددة بالمادة 06من النظام 04/14ومنيا عمى وجو
الخصوص:
و يشترط فضال عن ذلك و طبقا لممادة 07من ذات النظام أال تتعدػ مبالغ التحويالت المتوسط السنوؼ إليرادات
الصادرات التي حققيا المتعامل االقتصادؼ خالل 03سنوات الخيرة قبل تقديم الطمب .و يجب عمى المتعامل
االقتصادؼ في حالة تحقيق االستثمار أن يرحل بدون تأخر عائدات االستثمار إلى الجزائر طبقا لممادة .11وفي
حالة توقف االستثمار يجب ترحيل العائدات المحققة و قصد تمكين بنك الجزائر من مراقبة ىذا الشرط أوجبت المادة
11المتعامل االقتصادؼ بإعداد تقرير سنوؼ مفصل يرسل لممديرية العامة لمصرف مرفقا بالبيانات المصادق عمييا
من طرف محافع الحسابات في بمد االستثمار و ىذا التقرير يجب أن يبرز بدقة المبمغ الناتج عن االستثمار.
13
أما بخصوص تحويل األموال الناتجة عن عمميات التجارة الخارجية فقد سطر النظام رقم 01/07المؤرخ في
2007/02/03المتعمق بالقواعد المطبقة عمى المعامالت الجارية مع الخارج و الحسابات بالعممة الصعبة المعدل
بالنظام رقم 06/11المؤرخ في 2011/10/19و النظام رقم 01/16المؤرخ في 2016/03/06والنظام رقم
02/17المؤرخ في 2017/09/25عدة آليات تسمح لمنظام البنكي من مراقبة حركة رؤوس األموال من والى
الجزائر .عمما أن ىذا النظام قد ألغى و عوض النظام السابق رقم 07/95المؤرخ في 1995/12/23و ىذا األخير
ألغى النظام رقم 04/92المؤرخ في 1992/03/22المتعمق بمراقبة الصرف.
و باستقراء أحكام النظام رقم 01/07المعدل و المتمم يتضح أن تحويل رؤوس األموال في إطار العالقات
االقتصادية مع الخارج يجب ان يتم عبر إجراءات صارمة تتمخص فيما يمي:
-يجب أن تتم عمميات تحويل األموال إلى الجزائر أو خارجيا وجوبا عن طريق وسيط مالي معتمد ومرخص لو
بالعمل في الجزائر .و يقصد بالوسيط المالي طبقا لممادة 11من النظام 01/07المعدل والمتمم كل بنك أو مؤسسة
مالية رخص ليا مجمس النقد و القرض بالقيام بعمميات التجارة الخارجية والصرف.
-يمكن القيام بعمميات التحويل كل شخص طبيعي أو معنوؼ مقيم بالجزائر .كما يمكن لغير المقيمين فتح حسابات
بالعممة الصعبة لدػ الوسطاء الماليين.
-تمر عمميات التحويل ميما كانت طبيعتيا -باستثناء األموال المحددة في المادة 33من النظام - 01/07وجوبا
عمى قناة مصرفية و ذلك عبر توطين لدػ أحد الوسطاء الماليين المعتمدين .و ىذه األخيرة ال يمكنيا رفض عممية
التوطين إذا كانت عقود الصادرات أو الواردات تستجيب لمشروط التقنية و القانونية المعمول بيا ،وفي حالة الرفض
يجوز لمزبون أن يعرض النزاع عمى المجنة المصرفية.
-يقوم الوسيط بمنح الزبون العممة الوطنية الالزمة لتنفيذ عممية التجارة الخارجية ضمن الشروط المحددة من طرف
بنك الجزائر .و يجب أن يتأكد الوسيط مسبقا من قدرة الزبون عمى إتمام عممية التجارة الخارجية و توفره عمى
الضمانات الكافية لتنفيذىا .و يكون الوسيط مسؤوال أمام بنك الجزائر في حالة عدم وفاء الزبون بالتزاماتو.
-يقوم الوسيط بمجرد استالم الزبون عائدات الصادرات باقتطاع النصيب من العممة الصعبة المحدد بموجب التنظيم
و يحولو إلى رصيده بالعممة الصعبة المفتوح لدػ بنك الجزائر و يمنح الزبون الرصيد المتبقي بالدينار الجزائرؼ طبقا
لممادة 67من النظام . 01/07
إن ىذه اإلجراءات تسمح لمنظام البنكي ككل بمراقبة كل حركات رؤوس الموال من و إلى الجزائر .عمما أن مخالفة
الشروط المحددة ضمن األنظمة السالفة الذكر يشكل جرائم يعاقب عمييا األمر 22/96المؤرخ في 1996/07/08
المتعمق بقمع مخالفات التشريع الخاص بالصرف و حركة رؤوس األموال من و إلى الجزائر المعدل و المتمم.
14