Professional Documents
Culture Documents
الإسكندر المقدوني وغزواته 336 ق م 331 ق م
الإسكندر المقدوني وغزواته 336 ق م 331 ق م
إلى نبع الحنان ورمز الطهارة إلى من منحتني صفاء الوداد وصدق الكلمة إلى من
غمرتني بدعائها الذي كان نبراس إضاءة لي في ظلمة الحياة وشمعة األمل والتي
أضاءت لي طريق المستقبل إلى والدتي الحبيبة حفظها هللا
إلى سندي ومصدر قوتي بعد هللا إلى من أفتخر بهم كثيرا إخوتي وأخواتي حبا
وعرفانا ومودة فتشجيعكم وسؤالكم الدائم دفعي لمواصلة الطريق وفقكم هللا جميعا
إلى كل أفراد عائلتي من كبيرهم إلى صغيرهم إلى كل أستاذتي األفضل حفظهم هللا
إلى كل طالب العلم والمعرفة أهدي ثمرة جهدي المتواضع .
إسالم
اإلهداء
أهدي هذا العمل المتواضع :
إلى نبع الحنان والشمس الساطعة ف حياتي ,والتي دوما تحثني على الصبر الن
الصبر مفتاح الفرج ,وترافقني بدعائها لي أمي الحبيبة
إلى البدر الذي يضيء طريقي وينبوع العطاء الذي زرع في نفسي الطموح
والمثابرة ومنحني السعادة واآلمان في هذه الحياة أبي الغالي ,لكما كل االحترام
والتقدير
وإلى كل أفراد عائلتي الكبيرة وإلى كل أصدقائي الذين عرفتهم والذي كانوا عونا لي
وسندا .
عائشة
قبل ميالد قم
المختصــرات
دون طبعة د.ط
ترجمة تر
جزء ج
صفحة ص
مقدمـــــــــة
مر نظام الدولة المدينة بفترة حرجة للغاية وهي الفترة الواقعة بين نهاية
الحروب البلوبونيزية حتى قيام فيليب المقدوني سيطرته على كل بالد اليونان ,أدت
إلى محاوالت السيطرة والهيمنة التي قامت بها أثينا واسبرطة وطيبة إلخضاع المدن
األضعف إليها كما حاولت أثينا استعادة بعض مجدها القديم بعدما هزمت عدوتها
اسبرطة على يد مدينة طيبة في موقعة لوكوترا سنة 370ق م كما بدأت طيبة إعادة
بناء قواتها العسكرية ووجد الفرس فيها حليفا جديد لهم في المنطقة وبعد فترة قصيرة
من حكمها سقطت في موقعة مانتينا سنة 371ق م ,وهذا الصراع الذي انتهى
بالفشل وعادت كل المدن إلى التمسك باستقاللها وسقطت كل محاوالت الوحدة
وانتصر نظام الدول المدن المستقلة المنفصلة ,وهذا وضع بالد اليونان في حالة
عجز عن مواجهة أي تهديد خارجي ,خاصة أن القوى المسيطرة الكبرى في بالد
اليونان قد خرجت من حلبة الصراع منهكة القوى ,وذلك بعد االنهيار الداخلي أن أثر
الفرس عدم التدخل العسكري في شؤون اليونان أو مواجهتها عسكريا وظهرت
مقدونيا كقوة جديد التي تهدد المدن كما أنها تمتلك كل مقومات التي تؤهلها الن تكون
خطر حقيقا ضد بالد اليونان فهي من الناحية االقتصادية تمتلك الموارد الوفيرة من
مناجم وأراض زراعية ومراع واسعة ومن ناحية السياسية نجدها قد توحدت
وصارت لها جيش بفضل جهود ملكها فيليب الثاني ,وبعد وفاته خلفه ابنه اإلسكندر
المقدوني سنة 336ق م وعمره 20سنة وكانت أول أعماله إخضاع المدن اليونانية
متمردة وبعد ذلك قام بترتيب وتنظيم الشؤون السياسية والعسكرية داخل بالد اليونان
ومن ثم انطلق لمحاربة اإلمبراطورية الفارسية من أجل مشروع والده وكذلك حلمه
باالستيالء على العالم كله ويضع نفسه سيدا عليه.
اإلطار الزماني والمكاني :
الفترة المتمدة بين 336ق م 331ق م ,أما المجال الجغرافي بالد اليونان و
اإلمبراطورية الفارسية
أسباب اختيار الموضوع :
-الرغبة في معرفة التاريخ القديم
-تعرف على شخصية اإلسكندر المقدوني وانجازاته
-معرفة األهداف التي يريد أن يحققها اإلسكندر من خالل غزواته
اإلشكالية :
تتمحور إشكالية الموضوع حول :
-من هو اإلسكندر المقدوني ؟ وكيف كانت غزواته ؟
وإلجابة عن اإلشكالية األساسية نطرح تساؤالت فرعية هي:
-ما هي أوضاع بالد اليونان خالل حكم فيليب الثاني ؟
-كيف كانت نشأة اإلسكندر المقدوني ؟
-كيف وصل اإلسكندر المقدوني إلى سلطة ؟
-فيما تمثلت أسباب ودوافع غزوات اإلسكندر المقدوني على الشرق ؟
-ما هي أهم المعارك التي خاضها اإلسكندر المقدوني ؟
الخطة البحث :
قسمنا بحثنا إلى مقدمة ومدخل عام وفصلين ,أما المدخل عام بعنوان ,أوضاع
بالد اليونان خالل العسكرية ,ثانيا األوضاع االقتصادية ,وثالثا األوضاع
االجتماعية ,أما الفصل األول عنوانه ,اإلسكندر المقدوني واعتالئه الحكم من
336ق م إلى 335ق م الذي يندرج تحته خمسة عناصر وهي أوال مولده ونشأته أم
ثانيا تكوينه السياسي والعسكري وثالثا توليه العرش أما رابعا دوره في القضاء على
التمردات وخامسا استعداداته العسكرية أما الفصل الثاني واألخير الذي خصصناه
لدراسة غزوات اإلسكندر المقدوني من 334ق م إلى 331ق م الذي احتوى على
خمسة عناصر وهي أوال أسباب ودوافع غزوات اإلسكندر المقدوني ,ثانيا غزوات
اإلسكندر المقدوني في آسيا الصغرى ثالثا غزوات اإلسكندر المقدوني في بالد
الشام رابعا غزوات اإلسكندر المقدوني في مصر خامسا وأخيرا غزوات اإلسكندر
المقدوني في بالد فارس ثم خاتمة .
المنهج المتبع :
استخدمنا في دراستنا هذه المنهج التاريخي والمنهج السردي الذي حاولنا من
خالله سرد المعارك واألحداث التي قام بها اإلسكندر وكذلك المنهج الوصفي في
وصف مدينة اإلسكندرية .
المصادر والمراجع المعتمدة :
لقد اعتمدنا في دراستنا مصادر وهي :
-بلوتارك كتابه تاريخ وأباطرة وفالسفة اإلغريق الذي تحدث فيه عن
اإلسكندر األكبر وأعماله
-يوسفوس اليهودي كتابه تاريخ اليهود
أما المراجع توجد العديد ونذكر منها :
-محمد رائف العابد ,تاريخ اإلغريق
-سيد أحمد على الناصري ,اإلغريق وتاريخهم وحضارتهم من كريت
حتى قيام إمبراطورية اإلسكندر األكبر
-فوزي مكاوي ,تاريخ العالم اإلغريقي
والكثير من المراجع في قائمة مصادر والمراجع .
الصعوبات :
من أهم الصعوبات التي واجهتنا في انجاز هذا الموضوع نذكر منها :
-صعوبة الوصول إلى المادة المصدرية التي تعالج الموضوع
-صعوبة تعاملنا مع مادة العلمية وذلك من خالل جل معلومات متكرر
في الكتب ,وكذلك المراجع األجنبية المتوفرة فيه التي وجدنا صعوبة في
ترجمتها وذلك رغم توفر مواقع الترجمة إال أنها ترجمتها تبقي غير نموذجية
,ورغم هذه الصعوبات حاولنا قدر اإلمكان انجاز المذكرة بأحسن صورة ,
وهللا ولى التوفيق فإن أصبنا فذلك من هللا وإن أخطانا فذلك من أنفسنا .
لقد شهدت بالد اليونان في القرن الرابع قبل الميالد وذلك خالل الحكم المقدوني
في عهد فيليب الثاني العديد من األوضاع التي جعلتها قوية ومسيطرة بما فيها
السياسية والعسكرية و االقتصادية واالجتماعية :
في منتصف القرن الرابع ق.م كانت المدن اليونانية بأكملها قد صارت وحدات
مستقلة كل منها منفصل عن اآلخر وذلك بعد فشل محاوالت توحيدها تحت زعامة
أثينا * أو اسبرطة ** أو طيبة *** ,وشهدت الحياة في هذه المدن اليونانية تدهورا
****2
انشغال اإلغريق بالحرب المقدسة كبيرا في شتى المجاالت 1.واستغل فيليب
الثالثة وأكد سيطرته على جميع الشاطئ اإليجي المطل على البحر ايجة كما بلغت
2
.وتحتل مقدونيا موقع استراتيجي هام حيث يحدها من حدوده الشمالية نهر الدانوب
الشمال الشرقي بالد اإلغريق ,ويحدها البحر األسود من الشرق ,ومن الجنوب آسيا
* -أثينا :مدينة أثينا من المدن اإلغريقية ,تقع بأقليم أتيكا ذو الشواطئ المتعجرفة الطويلة والموانئ طبيعية جعلها
تطل على جهات متعددة من بحر ايجة وعلى أيونيا والبحر المتوسط جنوبا ,وشماال على بحر مرمره وغربا أتيكا
وشرقا يوجد بحر يوبوبا ,وأن الموقع االستراتيجي الذي مكنها من زعامة الهلليين في بحر ايجه على حساب
مجموعة الجزر المتناثرة ,ينظر :سمير عزوز ,الديمقراطية في أثينا (404,592ق.م )رسالة لنيل شهادة
الماستر في تاريخ الحضارات القديمة ,تحت إشراف األستاذ :عبد الحق بالنور ,قسم العلوم اإلنسانية ,كلية العلوم
اإلنسانية واالجتماعية ,جامعة الشهيد حمه لخضر ,بالوادي ,2016,2015 ,ص ص.10,8 ,
** -اسبرطة :تقع مدينة اسبرطة جنوبي جزيرة البيلوبونيز في إقليم الكونيا الذي تعزله الجبال عن بقية بالد
اليونان ,كان المجتمع االسبرطي محافظا وقاسيا وكانت نظمها السياسية وتقاليدها االجتماعية ترتكز وتؤكد
الفوراق بين طبقات ,ينظر :نسطور ماتساس ,مذكرات اإلسكندر الكبير ,تع :طاهر قيقه ,الشركة التونسية
للتوزيع ,ط ,1تونس ,1989 ,ص.155 ,
*** -طيبة :تعد مدينة طيبة من أكثر المناطق األثرية في مصر ثراء وشهرة على المستويين المحلى والعالمي
وهي عاصمة اإلقليم الرابع المسمى الصولجان ,تمتعت بموقع متميز على ضفتي النيل بالقرب من الصحراء
عرفت طيبة في النصوص المصرية القديمة باسم تا -أبت أي الحرم أو المكان المقدس ثم أصبحت في اليونانية
ثيبا في العربية طيبة ,ينظر :هبه عبد المنصف ناصف ,الثالوث في مصر القديمة حتى نهاية الدولة الحديثة ,
رسالة ماجستير في األدب من قسم اآلثار بكلية األدب ,جامعة طنطا ,2000,ص.72,
- 1ممدوح درويش وإبراهيم السايح ,مقدمة في تاريخ الحضارة الرومانية واليونانية تاريخ اليونان ,المكتب
الجامعي الحديث ( ,د.ط ) ,اإلسكندرية ,1998 ,ص .38,
**** -فيليب الثاني :ملك مقدونيا وأشهرهم ولد سنة 382ق.م ارتقى للعرش المقدوني سنة 359ق,م تدرب على
األنماط ا لعسكرية في مدينة طيبة التي قضى فيها ثالث سنوات لما أصبح ملكا على مقدونيا انصرف إلعادة
تنظيم شمال بالد عن طريق القدرة العسكرية ,ينظر :مجيد طراد إبراهيم ,تاريخ الدولة المكدونية والمماليك
التي انفصلت عنها ,المطبعة اللبنانية (,د.ط) ,بيروت ,1886ص ,ص.12 ,9 ,
-2مفيد رائف العابد ,دراسات في تاريخ اإلغريق ,المطبعة الجديدة (,د.ط) ,دمشق ,1980 ,ص.148
الصغرى ,ومن الشمال تحدها بالد الليريون "ألبانيا الحالية " 3أما أنهارها عديدة
,و تضم كذلك مقدونيا 4
وهي موزعة اليوم مابين اليونان ويوغسالفيا وبلغاريا
المناطق الواسعة شمال بالد اليونان وهذه المناطق ذات اإلمكانيات المعدنية الكبيرة
واألراضي الزراعية الشاسعة والغابات الكثيفة والمراعي الواسعة.5
وقد ظهرت مقدونيا كقوة جديدة التي كانت معزولة عن العالم الخارجي قبل أن
تنصهر في بوتقة السياسية منذ القرن السابع قبل الميالد إذ لم تعرف نظام دولة
المدينة الذي عرفه جيرانهم الهللينيون وكانت قد تأثرت بمظاهرهم الحضارية وذلك
عن طريق المستوطنات التي أقاموها على سواحلها فاقتبست من مناهل الحضارة
الهلينية مع بداية القرن الرابع قبل الميالد ,أما بالنسبة إلي اللغة فإنهم يتكلمون اللغة
اليونانية وكانوا أقل حضارة من محيطهم ,إال أن هم عرفوا بخشونتهم وبشدة بأسهم
6
في القتال.
وقد اشتهرت مقدونيا عند ظهور الملك فيليب الذي تولي العرش عام 359ق م
7
و غداة اعتلى العرش كانت مهمته األولى هي تحرير مقدونيا من تهديد البرابرة
و التي كانت مفككة ومستضعفة من اإلغريق .واستطاع فيليب خالل فترة حكمه أن
يقضي على الفتن في بالده وأن يقيم دولة متحدة قوية وجعل من مقدونيا سيدة بالد
اإلغريق وقد سلك لتحقيق هذا الهدف مسالك شتى منها :التقرب إلى كهنة أبولو في
دلفي وكذلك لجأ إلى رشوة رجاالت سياسة والحرب في المدن اليونانية كلما وجد
إلى ذلك سبيال ,وأخيرا كان يلجأ إلى القتال إذا عجز عن بلوغ أهدافه استخدام
- 3أم هاني رمضاني ,جزيرة العرب والقوى القديمة اإلغريق والرومان ,دار هومه ( ,د.ط) ,الجزائر ,
,2014ص .160
- 4طاهر بوزرد وآخرون ,التوسعات العسكرية لالسكندر المقدوني (323 .336ق.م) ,رسالة لنيل شهادة
الماستر ل م د في التاريخ ,تحت إشراف :بقة بلخير ,قسم علوم إنسانية ,كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ,
جامعة ابن خلدون بتيارت ,2016.2015 ,ص .7
- 5إبراهيم العيد بشي,التوسع العسكري المقدوني من خالل حملة اإلسكندر األكبر " 336ق.م ـ 323ق.م"على
بالد الشرق,دار هومه (,د .ط) ,الجزائر ,2005,ص. 92
- 6ابتهال عادل إبراهيم الطائي ,تاريخ اإلغريق منذ فجر بزوغه وحتى نهاية عصر اإلسكندر المقدوني ,دار
الفكر ,ط ,1عمان , 2014ص.164
- 7فوزي مكاوي ,الشرق األدنى في العصرين الهلينستي والروماني ,المكتب المصري ( ,د.ط),القاهرة
,1999ص.5 ,
الوسيلتين السابقتين 8,وقد نشر السالم في مقدونيا وكان عمره آنذاك ثالثة وعشرين
سنة ,وكانت مقدونيا ضعيفة ألسباب عدة من بينها تشويش حال الجند وامتياز النبالء
وتحاملهم على العامة فاغتنم فيليب الفرصة تلك األخطار المحيطة بالبالد إلصالح
ذلك الخلل 9كما استطاع أن يحقق انتصارات مشهورة استولى على أمفيبولس عام
357ق.م ,وبدنا وبوتيديا 356ق.م وفي عام 347ق.م تم سيطرته على الساحل
األوربي لبحر ايجة بإستالئه على أولنيثوس ثم على فوكس المشرفة على األلعاب
البثينية في 346ق.م ,10وكان كلما اسقط مدينة اتجه إلى مدينة أخرى لم تنتبه المدن
اليونانية إلى خطته هذه إال بعد فوات األوان ,فحين اتحدت أثينا وطيبة لمواجهته كان
الخطر قد استفحل بحيث لم يعد من الممكن التصدي له وتمكن 11من هزيمة الجيوش
*
عام 338ق.م وتالقت قوات األثينية الطيبية هزيمة ساحقة في معركة خايروني
فيليب مع قوات بالد اليونان بزعامة أثينا في واحدة من أكثر المعارك حسما في
تاريخ اإلغريق . 12وقام الملك فيليب بعد احتالله اليونان بتنظيم أوضاعها الداخلية
(13انظر الشكل / 1ص .) 61
وانتهت في هذا التاريخ دولة المدينة بشكل فعلي ,وان كانت قد بقيت في
صورة هشة استبقاها فيليب المقدوني حيث جمع المدن اليونانية في حلف سماه
بالحلف الهلليني 14وجعل كورنثا ** مركزه وقام مجلسا يضم المندوبين عن كل المدن
- 8فوزي مكاوي ,تاريخ العالم اإلغريقي وحضارته من أقدم عصوره حتى عام 332ق.م ,دار الرشاد الحديثة ,
ط ,1الدار البيضاء ,1980 ,ص ,ص.217 ,216 ,
- 9جرجي ديمتري سرسق ,تاريخ اليونان ( ,د.د.ن) ,ط ,1بيروت ,1876 ,ص,ص.194 ,193 ,
- 10فوزي مكاوي ,تاريخ العالم اإلغريقي وحضارته من أقدم عصوره حتى عام ,332المرجع السابق ,ص, ,
.217
- 11ممدوح درويش ,إبراهيم السايح ,المرجع السابق ,ص .39 ,
* -معركة خايروني :وقعت معركة بين فيليب واالثنيين وذلك عام 338ق.م وكانت هناك أسباب كثيرة لقيام
هذه المعركة أما السبب األبرز هو أن ديموسيتيس تاب ع معارضة لفيليب ,ينظر :خلود حبيب كريم ,فيليب
المقدوني قراءة تاريخية في حادثة اغتياله (336 ,359ق,م ) ,قسم التاريخ ,كلية التربية للعلوم اإلنسانية ,جامعة
كربالء ,ص .6 ,
- 12فوزي مكاوي ,الشرق األدنى في العصرين الهلينستي والروماني ,المرجع السابق ,ص.10
-13على عكاشة وآخرون ,اليونان والرومان ,دار األمل ,ط( ,1د .ب.ن).94 ,93 ,1991 ,
- 14ممدوح درويش ,إبراهيم السايح ,المرجع السابق ,ص.39
** -كورنثا :تحتل كورنثا موقعا منيعا جعلها تسيطر على مدخل شبه جزيرة البيلوبونيز وتشرف على بحرين
االيجي شزقا والبحر االيوني غربا ,وقد احتلها فيليب المقدوني 337ق.م وعقد فيها اجتماعه الشهير مع ممثلي
اليونانية .وكانت مهمته الرئيسية أن يزود الملك المقدوني بما يحتاجه من القوات
المقتلة وأن يشيع السالم بين المدن اليونانية عن طريق إصدار تشريع يحرم الحرب
من قرارات هذا المجلس إعالن 15
بين المدن وحل الخالفات بالطرق السلمية,
الحرب على الفرس وذلك من أجل الثأر من تدنيس المقابر الهللينية ,ولكن فيليب لم
يستطع أن يحقق النصر ضد الفرس ,فقد تم قتله عام 336ق.م خالل االحتفال
بزفاف ابنته على يد أمير مقدوني اسمه بوزنياس ,وعمره يناهز ستة وأربعين سنة
واختلفت اآلراء حول سبب مقتله لكن المرجح هو أن زوجته ضلعا في هذا الغدر أو
أن ملك الفرس هو المدبر لهذه الحادثة أو أن القاتل انتقم لنفسه وبسبب إهانة لحقته من
أما عن األوضاع العسكرية فقد تطورت خاصة في األوسط القرن الرابع 16
المقتول .
ق .م في عهد فيليب دخلت مقدونيا حلبة الدولية فوسعت كثيرا من حدودها ,17فبدا
بتنظيم قوته العسكرية بأن جمع حوله أشراف القبائل المقدونية الذين تأغرقوا وسماهم
بالرفاق وقد جعل منهم نواة القوة الفرسان في الجيش المقدوني وكانت قوة الجيش ال
تتعدى ستمائة فرد أما عن المشاة فكانوا من عامة الرعاة والفالحين المقدونيين وكان
التنظيم الجيش يقوم على الفيلق 18أو ما تسمى بالكتيبة قوامها ستة عشرة فوجا ,وكل
أربع كتائب تشكل فوجا ويجعل فرقة كبيرة من ستة عشرة فوجا ,تشير إلى القتال
بشكل مربع .وسلح فرق المشاة األمامية بسيوف وبرماح طويلة ويتراوح طول الرمح
بين ستة وسبعة أمتار ,كما سلح المقاتلين بدور مستديرة من الجلد للوقاية أما الفرقة
التي تسير في الصف الثاني فكانت تحمل سالحا خفيفا عبارة عن سيف ورمح
قصيرين وكان مجهزا بالقوس والنساب ,وكان المقاتلون يخضعون لتمارين رياضية
وعسكرية قاسية ويتقلون تدربهم على محبة دولتهم والدفاع عنها وقد استطاعت
الشعوب اليونانية ذلك االجتماع الذي اعترفو له فيه بالسيادة عليهم وبقيادة الجيوش اليونانيين في حالة اندالع
الحرب بينهم وبين الفرس ,ينظر :نسطور ماتساس ,المرجع السابق ,ص ,ص .164 ,163 ,
- 15على عكاشة وآخرون ,المرجع السابق ,ص .94
-16محمود فهمي ,تاريخ اليونان ,تق :محمد زينهم محمد عزب ,مكتبة الغد ( ,د.ط) ,1999 ,ص,ص,
.138,139
- 17ف .دياكوف ,س .كوفاليف ,الحضارات القديمة ,ج , 2تر :تسنيم واكيم اليازجي ,منشورات دار عالء
الدين ,ط ,1دمشق ,2000,ص .390
- 18سيد أحمد علي الناصري ,اإلغريق وتاريخهم وحضارتهم من حضارة كريت حتى قيام إمبراطورية
اإلسكندر األكبر ,دار النهضة العربية ,ط ,2القاهرة ( ,د .ت ,) .ص ,466
مقدونيا بفضل هذا الجيش أن تسيطر على بالد اليونان ,وهكذا أصبحت مقدونيا في
19
عهد فيليب الثاني وريثة اسبرطة في تحقيق أكبر قوة ضاربة عرفها اإلغريق.
- 19وهيب أبي الفضل ,الموسوعة الكبرى لتاريخ الشعوب وحضارتها "اليونان " ,ج ,5مركز الشرق األوسط
الثقافي ,ط ,1بيروت , 2012 ,ص ص .226 ,225
- 20وهيب أبي الفاضل ,المرجع السابق ,ص .225
- 21سيد أحمد الناصري ,اإلغريق تاريخهم وحضارتهم ,المرجع السابق ,ص ,ص .449,450
- 22خلود حبيب كريم ,المرجع السابق ,ص .5
- 23ف .دياكوف ,س .كوفاليف ,المرجع السابق ,ص .390
- 24أرنولد توينبى ,تاريخ الحضارة الهلينية ,تر :رمزي جرجس ,مكتبة األسرة ( ,د.ط) ( ,د.ب) ,2003 ,
ص .193
- 25سيد أحمد الناصري ,اإلغريق تاريخهم وحضارتهم ,المرجع السابق ,ص .450
لقد ساد بالد اإلغريق نظام اجتماعي بسيط,فقد كانت طبقة األقلية الحاكمة فيه
على رأس الهرم االجتماعي تمتلك معظم األراضي الزراعية المنتجة ,هذا فضالا
على احتاللهم ألهم المراكز في الدولة ,التي منحتهم امتيازا يتناسب مع دورهم
العسكري الذي ازدادت أهميته أكثر بين أفراد المجتمع اإلغريقي لمعاناته من كثرة
الخصومات والفتن التي أدت إلى نشوب الحروب بين المدن الهامة ,وعليه أصبح
عمل الفرد ال يقاس بما يقدمه من إنتاج يفيد به المجتمع عموما ,يقدر ما يقدم من
تضحيات في سبيل حماية أموال وأمالك الطبقة الحاكمة األرستقراطية ,صاحبة
السيادة و الثروة ,وبالتالي حتى المواطن العادي قد ساهم في زيادة التباين االجتماعي
الذي تسبب في ظهور أزمة سياسية حادة مثلت أدوارها عدة أطراف شاركت في
تنفيذها كالمعارضة الذي زاد نشاطها عن طريق المعارك واالنتقادات ألصحاب
الثروات والحكام وخاصة الملك ,وأدى ذلك إلي ظهور عصيان تمرد كل من مدينة
"شيرونة " و مدينة "طيبة" ,اللتين كان مصيرهما سحق اإلغريق ,و إزالة الثانية
,وقد ينعكس على الطبقة 26
من الوجود من طرف فيليب الثاني في عام 337ق م
*
التي تضم المزارعين الذين ينحدرون من أهل البالد األوائل المدعوين بالهيلوتيين
,الذين حرموا من حقوقهم السياسية وانخرطوا في صفوف الجيش المقدوني كخدم
للمحاربين النبالء ,وأما الذين رفضوا االنخراط منهم قد توجهوا إلى احتراف مهنة
االرتزاق في داخل و خارج بالد اإلغريق للتعبير عن معارضتهم للنظام المقدوني
وضمت كذلك المدن اإلغريقية ,بالطبع طبقات أخرى غير الطبقة األرستقراطية 27
,
,فهناك الطبقة الوسطى ,كما أن النشاط االقتصادي في المدن اإلغريقية يقوم على
أكتاف العبيد الذين كانوا محرومين من كل الحقوق ,وكان الملك يجمع أفراد مدينته
األحرار لكي يعرض عليهم ما أتخذه من قرارات وكان لهم حق الموافقة أو الرفض،
ولكن الحق األخير كان مقصورا على مجموعة من األرستقراطيين أن تسلب الملك
- 26إبراهيم العيد بشي ,تاريخ مختصر ألهم حضارات الشرق القديمة ,دار هومة للطباعة (,د .ط) ,الجزائر ,
, 2007ص . 160
* -الهيلوتيين :وهي طبقة من نسل خلق الدوريين فهم من أوائل سكان البيبلوبونيز وكان جلهم من الجنس األقدم
الذي كان مقيما بشبه الجزيرة قبل قدوم اإلغريق ,ينظر:المؤلف مجهول ,التطور التاريخي والحضاري لإلغريق
(,د,د,ن )(,د ،ط )(,د,ت,),ص. 81
-27إبراهيم العيد بشي ,تاريخ مختصر ألهم حضارات الشرق القديمة ,المرجع السابق ,ص .161
سلطاته بالتدريج و أصبحت السلطة الفعلية في أيدي األرستقراطيين ,وكان حكم
كما عمل فيليب 28
األرستقراطيين أكثر كفاءة في إدارة الدولة من النظام الملكي.
على حق الدفاع عن مصالح األغنياء مالك العبيد وأعلنت الملكية الخاصة حقا مقدسا
29
لهم وكما قام بإلغاء ديونهم.
وأدت هذه األوضاع السياسية والعسكرية واالقتصادية واالجتماعية إلى
ظهور قوة مقدونيا وسيطرتها على بالد اليونان وذلك بفضل ملكها فيليب الثاني
الذي عمل على تنظيم شؤونها الداخلية وتخلص من نزاعاتها االنفصالية ,وبعد
اغتياله سنة 336ق.م تولى الحكم بعده ابنه اإلسكندر المقدوني وذلك سنة 336ق
م.
* -إيبروس:إقليم يقع على طرف بالد اليونان معزول عنها لجبال بعسر اجتياحها وتقسيم اإلقليم إلى مقاطعات
منعزلة عن بعضها جبال تتقاطع طوال وعرضا تطل على أودية عميقة ,وكان االبيريون واالليريون يحاولون
فرض هيمنتهم على مقدونيا ،وقد يكون زواج فيليب الثاني ملك مقدونيا من أولمبياس أخت اإلسكندروس ملك
إبيروس طريقة لصد عدوان المملكة المجاورة ،ينظر :نسطور ماتساس ،المرجع السابق ،ص .153
- 30صالح االشتر ،اإلسكندر األكبر ،دار الشرق العربي ،ط ,3سورية ،,2002 ,ص ص .23
** -بيال :مدينة قديمة في مقدونيا قرب قرية " "neochoriالحالية ،أصبحت عاصمة المملكة المقدونية منذ
القرن الرابع ق.م تحت حكم فبليب الثاني،وقد شهدت فترة رخاء تحت حكم المقدونيين ،ينظر :أم هاني
رمضاني,المرجع السابق,ص.172
2ـ نـــــــــشأتـــــــه:
تربى اإلسكندر خالل السنوات األولى من حياته على يد مرضعته ومربيته
تدعى هيالنيكة وهي أخت "كليتوس األسود"الذي عهد إليه كذلك باإلشراف على
سأَتْلُوا
كما ورد في اآلية القرآنيةَ ﴿ :و َيسأَلُونَكَ عَن ذِي القَ ْرنَين قُ ْل َ
علَ ْي ُك ْم ِم ْنهُ ِذ ْكرا.إنا مكنّا لُهُ فِي األ َ ْر ِ
ض َو َءات َ ْينَاهُ ِم ْن ُك ِّل شَيءٍ َ
69
سبا﴾. َ
ُون فِي األ َ ْر َ
ض سد َ ين إِن يَأ ْ ُجو َج َو َمأْ ُجو َج ُم ْف ِ ﴿قَالُوا يَا ذَا القَرنَ ِ
علَى أ َ ْن تَجْ َع َل َب ْينَنَا َو َب ْينَ ُه ْم ُ
سدا.قَا َل َما َم َّك ِنّي فَ َه ْل نَجْ َع ُل لَكَ َخ َرجا َ
70
فِي ِه َر ِبي َخ ْي ٌر فَأ َ ِعينُونِي ِبقُ َو ٍة اَجْ عَ ْل بَ ْينَ ُك ْم َو بَينَ ُه ْم َردْما﴾
أما علمائنا من ذهب أن اإلسكندر ليس هو ذي القرنين فيري أنه كان مشركا
يعبد اآللهة وكافرا معتنقا آلراء أرسطو الفلسفية.،من بينهم ابن كثير وياقوت الحموي
وغيرهم فقد نفوا ذلك ,وذكر ابن كثير سبب هذا التناقض الصريح والفرق الواضح
واالختالف الظاهر بين ذي القرنين و اإلسكندر.المقدوني اليوناني فرق علماء
وباحثون أجالء بينهما ،وأظهروا الخطأ البين الذي وقع فيه غيرهم وذكروا أسبابا
لهذا الخطأ.
قال :إنما نبها عليه ألن كثيرا من الناس يعتقد أنهما وحد ،وأن المذكور في
القرآن هو الذي كان أرسطو وزيره ،فيقع بسبب ذالك الخطأ كبير وفساد .فإن األول
كان عبدا مؤمنا صالحا وملكا عادال وكان وزيره الخضر ،أما الثاني فكان مشركا
وكان وزيره فيلسوفا وقد كان بين زمانيهما أزيد من ألفي سنة ،فأين هذا من هذا ال
71
يستويان وال يشتبهان.
وذكر كذلك ياقوت الحموي عن بعض آراء العلماء فيذكر أن األول كان مؤمنا
كما قص هللا في كتابه وعمر عمرا طويال وملك األرض ،وأما األخير فكان يري
- 72شهاب الدين أبي عبد هللا ياقوت بن عبد هللا الحموي الرومي البغداوي،معجم البلدان ،دار صادر ,مج,1
(د.ط) ,بيروت ,1977 ،ص .184
- 73محمد خير رمضان يوسف ،ذو القرنين القائد الفاتح والحاكم الصالح ،الدار الشامية ،ط ,2بيروت,1994 ،
ص .150
- 74علي بشير مصباح الهدار ،مدينة اإلسكندرية في عهد اإلسكندر األكبر وخلفائه وعالقتها بكوريني الليبية
( 96.356ق.م) ،شهادة مكملة لمتطلبات اإلجازة العالية (الماجستير ) في اآلثار الكالسيكية ،تحت إشراف :أحمد
محمد انديشه ،قسم اآلثار ،كلية اآلداب والعلوم بالخمس ,جامعة المرقب ,2008 ،ص .16,15
وخرج اإلسكندر من القاعة واللحاق بأمه ،وقد هيأ لها السفر إلى مملكة
ابيروس مقر شقيقها ،وهو يأمل أن يستشير خاله ملك ابيروس لالنتقام لشرف
األسرة ،ولكن خاله كان رجال مسالما فاكتفى باحتجاج على ما أصاب أخته وابنها من
أذى وجور ،وبعد ذلك سعى ملك فيليب إلى استرضاء ولده ومصالحته ،فعاد
اإلسكندر وأمه إلى العاصمة المقدونية بشروط وافق عليها فيليب ،وغير أن زوجته
75
كليوباترا رزقت بطفل فأصبح لإلسكندر منافس حقيقي على عرش مقدونية.
في الوقت ذاته كان حرص فيليب هو تحاشي قطع العالقات بينه وبين ملك
ابيروس شقيق أولمبياس التي أسقطت هيبتها وكرامتها ،من أجل تحسين العالقات
بينهما زوج فيليب ابنته للملك ابيروس ،أعد فيليب لذلك مهرجانا ضخما وكان ذلك
وكان ذلك مساء اليوم الذي سيسافر فيه إلى ساحة القتال في آسيا لمحاربة الفرس،
بينما كان فيليب يتقدم موكب زفاف ابنته وجهت إليه طعنة فسقط قتيال وأشارت
76
أصابع االتهام إلى كل من بوزانياس القاتل الذي أساء إليه أتالوس.
وكذلك قد ثارت الشبهات حول أولمبياس في مصرع زوجها لكن ال يوجد دليل
يؤكد ذلك كما ال يوجد دليل على علم اإلسكندر بالمؤامرة التي أودت بحياة أبيه
77
وقيل أيضا أنه الفرس كان لهم ضلع في المؤامرة.
وبعد مقتل فيليب تولى اإلسكندر العرش هو في العشرين من عمره عام 336ق
م 78,كان اإلسكندر هادئا بعد مقتل ولده ثم نادي أتباعه ورعاياه بأن ال يحزنوا لفقد
ملكهم وأن يلتفو ا حول الملك الجديد ووعدهم بأنه شيئا لن يتغير في المملكة سوى اسم
الملك ،ثم أمر اإلسكندر بعدها بقتل بعض منافسيه ممن يمكن.أن ينافسوه.في
79
الحكم.
كما كانت المملكة تكتنفها المخاطر وتمزقها الفوضى ومكائد األعداء الحاقدين
ومن ذلك أن الشعوب البربرية التي كانت تحد مقدونيا أبت أن يحكمها إال أمير من
أمرائها ،لهذا نزل تلك الشعوب وهي في حال ال توصف من الفوضى والغليان
80
وكانت تلك الفترة للمقدونيين أحرج فترة.
- 105حلمي رسول رضا ,بالد النهرين في العصر الهللنستي ( 321.333ق م) ,رسالة مكملة لنيل الدكتوراه في
اآلداب في التاريخ القديم اليوناني والروماني،تحت إشراف محمد فهمي عبد الباقي محمود،قسم التاريخ ,كلية
اآلداب ,جامعة القاهرة ,2015،ص. 47
ثانيا :غزوات اإلسكندر المقدوني في آسيا
الصغرى
ثالثا :غزوات اإلسكندر المقدوني في بالد
الشــــــــــــــام
رابعا :غــــــــزوات اإلسكـــــــــــــــندر
المقـــــــدوني في مصر
خامسا :غزوات اإلسكندر المقدوني في بالد
فارس
- 112عبد الحميد زايد ،الشرق الخالد مقدمة في تاريخ وحضارة الشرق األدنى 363ق م ,دار النهضة العربية،
(د.ب)(،د .ت) ،ص .660
في عام 334ق م شرع اإلسكندر في القيام بالحملة العسكرية ضد
اإلمبراطورية الفار سية ،وقد اختلفت اآلراء حول دوافع اإلسكندر لغزو الشرق
األدنى ،فالبعض يري أنه كان حلقة من حلقات الصراع بين الشرق والغرب تحت
شعار االنتقام من الفرس لغزوهم بالد اليونان ،وقد شجع اإلسكندر على القيام بهذه
المغامرة معرفته بمبلغ ضعف اإلمبراطورية الفارسية والصراع السياسي بين
األمراء الفرس للفوز بالعرش وسوء إدارة الواليات الفارسية وهكذا وأتت لإلسكندر
فرصة لتحقيق الفكرة التي نادى بها بعض كبار المفكرين اإلغريق للقيام بحملة كبرى
ضد الشرق األدنى سوف يكون فرصة لتوحيد اإلغريق 113،قد جمع اإلسكندر جيشا
مؤلفا من ثالثين ألفا راجل وما يقرب من خمسة أالف فارس بين مقدوني
ويوناني 114,وعبر مضيق بحر مرمرة سار جنوبا إلى مكان طروادة القديمة وبعد
ذلك اجتاز الدردنيل بمائة وثمانين سفينة قصد آسيا الصغرى ،فلما وصل نهر كرانيك
قابله الجيش الفارسي وكان مؤلفا من خمسين ألفا مقاتل بين فارسي ومجند يوناني
مأجور بقيادة ممنن الرودسي 115ويبدو أن الملك دارا لم يقدر مدى الخطر الذي وفد
عليه من وراء البحر،فكلف عددا من والته في آسيا،بعد هجوم الغازي المقدوني
وبالفعل قام والء كل من فروجية على الدردنيل،ولودية وأيونية وكبدوكية وفروجية
الوسطى بأعداد قوة كبيرة ,اتخذوا لهم موقعا منيعا على الضفة الشرقية الشديدة
االنحدار لنهر غرانيق* تجاه مدينة المبساكوس 116.ويقودهم القائد ممنن الذي فكر
بخطة وهي أن يتحرر لجيش الفارسي عن الدخول في الحرب ،وينظم عملية انسحاب
يتم بمقتضاها استدراج اإلسكندر لدخول فارس ،على أن يتلف الجيش الفارسي كل ما
يجده في طريقه من مؤن وهذا من ناحية أخرى على البحرية الهخماشية القومية
تضييق المجال في أوروبا على المقدونيين ،إال أن رئيس الجيش الفارسي رفض تلك
* -نهر الغرانيق :هو االسم القديم لنهر كوكابلس في تركيا الحالية يتدفق في اتجاه الشمال والشمال الشرقي إلى
بحر مرمرة شهد هذا النهر معركتين كبيرتين في التاريخ القديم فعلى ضفافه انتصر اإلسكندر على الفرس في عام
334ق م وانتصر الرومان بقيادة لوكولس ،ينظر :فوزي مكاوي ،تاريخ العالم اإلغريقي ،المرجع السابق ،ص
.221
- 116مفيد رائف العابد ،المرجع السابق ،ص .153
الخطة لما رأي فيها من مخالفة لتقليد الحرب الفارسية وأصطف بجنوده على
الشاطئ األيمن نهر كرانيك ،على أن تتقدم األساورة صفوف الجيش وأن يبقى الجنود
اليونانيين خلفهم ويتضح للوهلة األولى من هذا الترتيب أن النصر سيكون حليف
للفرس ،الن رماة السهام والرماح الفرس قد أحدثوا في صفوف خسائر جسيمة إال أن
األمور تغيرت حين عبر اإلسكندر النهر فجأة وتحطمت مقاومة الفرس الذين قاوموه
مقاومة يائسة فقتل منهم وأسر عدد كبير وفر الباقون 117،وهكذا تحطم الجيش
الفارسي الذي تصور الملك األكبر أنه كان في وسعه الدفاع عن آسيا الصغرى
بأسرها حتى جبال طوروس .ولم يبق أمام اإلسكندر االستيالء على المواقع المنيعة
التي بها حاميات فارسية أو مرتزقة اإلغريق في خدمة الفرس 118،وبعد معركة
عنيفة انتصر اإلسكندر وتمزق جيش الفرس وخسر ألفي أسير وعددا كبيرا من القتلى
وهذه أول معركة بين اإلسكندر ودارا الثالث** وذلك سنة 334ق م وتعرف بواقعة
نهر الغرانيق( ,أنظر الشكل/ 3ص.) 63
وعلى أثر هذا الفوز استولى اإلسكندر على جميع المدن التي بساحل األناضول
119,ونتيجة هذه المعركة استسلمت سارديس دون قتال و تلى ذلك مبايعة المدن
األيونية لإلسكندر واعتباره محررا ونصيرا للديمقراطية ضد االوليجارجية العملية
للفرس .ولم يقف في وجه اإلسكندر سوى مدينتان هما ميليتوس وهاليكارناسوس فقد
كانت هذه المدن تنعم بالرخاء التجاري في ظل الحكم الفارسي 120.ولكن وصول
األسطول المقدوني ودخوله المعركة اسقط هاتين المدينتين وطرد األسطول الفارسي
من مياهها ثم أجبرتا على الدخول في الحلف اإلغريقي المقدوني بالقوة كما طالب
أهل ال خيوس بإعالن الوالء له بعد ذلك عين اإلسكندر أرملة الملك ادريوس حاكمة
على ملك زوجها وهي ملكة كاريا،كما أبقى سترابات الفرس في وظائفهم بعد أن
بايعوه .ولم يغادر اإلسكندر ساحل آسيا الصغرى إال بعد أن اطمأن إلى األسطول
الفارسي لن يقوي على العودة إليه عندئذ أمر أسطوله بالتحرك ألنه يدرك أن
* -ايسوس :مدينة قديمة في جنوب شرق آسيا الصغرى قرب رأس الخليج الذي كان يعرف بنفس االسم .وتقع
على الشريط ضيق من األرض تقوم على حافته جبال عالية بالقرب من هذا المكان يقع ممر الذي يعرف باسم
بوابات كيليكا لقد كانت ايسوس مسرحا لثالثة معارك تاريخية ففي عام 333ق م هزم اإلسكندر قوات داريوش
الثالث الفارسي وهنا أيضا هزم اإلمبراطور البيزنطي هرقل الفرس وذلك عام 622م,ينظر :ام هاني رمضاني،
المرجع السابق ،ص .184
- 124أسد رستم ،المرجع السابق ،ص.25
من ذلك بكثير وذلك في شهر أكتوبر 333ق م 125،التحام الجيشان عند ايسوس في
سيليشيا 126,وكان تفاوت في أعداد القوات هائال وتنظيمات دارا ثم مهارة كبرى فاقت
خطط قواده في الموقعة السابقة,ولكن عبقرية اإلسكندر كانت تعادل آالفا ا مؤلفة من
قوات الجيش فما كاد الليل يرخي سدوله حتى جن الملك وعول على الهرب إلى قلب
آسيا وأصبح جيشه فيما فرقة المرتزقة من اليونانيين أشتاتا تلوذ بالفرار بعد أن هانت
عزيمتها وذهب ريحها ،وكان ذلك أمام اإلسكندر طريقان ليختار أحدهما :ففي وسعة
أن يقضي أثر دارا ويحاول لتوسيع االدعاء الذي كان قد أعلنه وتيكا بأنه أصبح سيد
آسيا أو إن شاء يترك الفرس يلمون شمل جيوشهم بينما يتفرغ بنفسه إلى دعم مركزه
وتوطيد أقدامه في الغرب وهو وإن لم يبلغ من العمر إال ثالثة وعشرين عاما فإنه
كان قد أوتى عقل الرجل السياسي القائد الحكيم ،ولذا قد قرار على أن يختار السياسية
األسلم عاقبة مع أنها أقل روعة واستهواء لإلبصار وإنه كان مؤقتا أن األمر يتطلب
من دارا فترة طويلة من الوقت ليتم تعبئة جيوش آسيا وحشدها ،ثم تذكر من الناحية
األخرى أن األسطول الفارسي ال يزال رابطا من خلفه وال سبيل له بتحديه ،بل وقد
يستطيع هذا األسطول أن يقطع سبل االتصال بينه وبين مقدونيا تماما وإذا فمن
األحوط أن يأخذ بالسياسة الحكيمة التي كانت تملى عليه أن يضمن والء شواطئ
حوض البحر المتوسط الشرقي حيث اتخذ األسطول المعادي قواعده التي ال يستطيع
بدونها البقاء طويال في نشاطه (127.أنظر الشكل /4ص .) 64
واستخدم اإلسكندر نفس التكتيك الذي استخدمه في غرانيق حيث أبلى الجنرال
بارمنيون بالء حسنا ونتيجة لذلك لم يصد الفرس طويال 128وبحسن خطط اإلسكندر و
وإدارة حركاته الحربية انتصر انتصارا فاصال 129،فانسحب دارا وتبعه قواته الذي
استولى على عرابة دارا الملكية وخيمته 130.وذلك بعد انهزامه وتاركا في مركز
جيشه من األموال والذخائر ماال يحصى ومن القتلى ألوفا ومن األسرى مثل ذلك
فيهم أمه وزوجته وابنتاه 131،وقد عوملت نساء الملك معاملة مهذبة نبيلة وتخليدا
لذكرى االنتصار أسست مدينة اإلسكندرونة التي ال تزال تحمل اسمه مكان
الحادث 132،ويمكن الوقوف على أسباب هزيمة الجيش الفارسي في تلك المعركة ،فقد
- 125سيد أحمد الناصري ،تاريخ اإلغريق وحضارتهم ,المرجع السابق ،ص .518
126 -Carol j. king ، Anciet Macedonia، Routledge ،p155.
- 127سيرها رولدا دريس بل ،الهلينية في مصر من اإلسكندر األكبر إلى الفتح العربي،تر :زكي علي ،دار
المعارف ،ط ,2مصر( ،د.ت) ,ص ص .44 43
- 128سيد أحمد الناصري ،تاريخ اإلغريق وحضارتهم ,المرجع السابق ،ص .518
- 129إسماعيل مظهر ،مصر قيصرية اإلسكندر المقدوني،مؤسسة هنداوي( ،د.ط) مصر ,2012ص .34
- Aneta SHUKROVA 130، Op.cit،P 42 .
- 131علي ظريف االعظمى ,المرجع السابق ،ص . 6
- 132فليب حتى ,سورية ولبنان وفلسطين ،ج , 1دار الثقافة( ،د.ط) ،بيروت( ،د .ت) ,ص .254
وضح أن ميدان القتال كان ضيقا ومحصورا بين البحر والجبل مما لم يكن الغالبية
من أفراد الجيش الفارسي من االشتراك في القتال كما لم تستطيع األساورة من
االشتراك في العمليات الحربية ,وفي أعقاب هزيمة داريوش في المعركة وقد أعلن
133
شروط الصلح مع اإلسكندر بعد هذه الهزيمة ونصت شروط الصلح على ما يلي:
-أن يدفع الفرس لمقدونيا عشرة آالف تالنت ( أي إثنا عشر مليون بالعملة
الحالية ).
-أن يتخلى الفرس عن جميع المماليك من دجلة حتى بحر المغرب وبحر
الجزاير لمقدونيا.
-يزوج داريوش ابنته لإلسكندر ،على أن يرد اإلسكندر جميع أفراد عائلة
داريوش إليه .ولكن اإلسكندر لم يقبل هذه شروط 134،وقال له بارمنيون :لو كنت
اإلسكندر لقبلت عرض دارا ولكن اإلسكندر رد على بارمينيون منهمكا ،وأنا ال أشك
أن هذا ما كنت أفعله لو كنت بارمينيون 135،وقال أيضا إن األسرى والغنائم وغيرها
والتي نجمت عن الفتح تكون من حقه وتتعلق به ،أما فيما يتعلق بالصلح فيجب على
داريوش أن يذهب إليه بنفسه ويعرض على طلباته 136.ولقد كانت معركة ايسوس
حاسمة ومهمة بالنسبة لإلغريق من خالل نتائجها التي تمثلت في السيطرة على المدن
من آسيا الصغرى كما كانت المعركة بمثابة االنتصار الكبير لإلسكندر وهذا لم يكلفه
إال القليل ،كما كانت بمثابة الضربة الموجعة للفرس وبداية نهاية هذه اإلمبراطورية .
واتضح لنا من خالل معركة ايسوس أن اإلسكندر قد حقق إنجازا كبيرا وهو
تحقيق ثاني انتصار له على اإلمبراطورية فارس وهذا بفضل عبقريته اإلستراتيجية،
وعليه فإن هذا االنتصار كان بمثابة الخطوة الكبرى في تاريخ مقدونيا بأكملها وهذا
ما تحقق بالفعل ذلك أن انتصار اإلسكندر في هذه معركة غير تاريخ المنطقة والعالم
كما كلف داريوش خسائر بشرية كبرى (أنظر الشكل /5ص .)65
كما أنه من أهم نتائج المعركة أنها كانت نهاية الحقيقة إلمبراطورية الفرس,
وسيطر اإلسكندر على مند آسيا الصغرى ومكن له غرس جذور إمبراطورية مقدونيا
في شبه الجزيرة الهندية ووضع نفسه سيدا آلسيا بأكملها( 137.أنظر الشكل /6ص
.)66
لعله من المناسب أن نتوقف لنشير إلى أنه قبل متابعة اإلسكندر زحفه إلى ما
وراء آسيا الصغرى وضع نظما مؤقتة إدارية ومالية وعسكرية للبالد التي فتحها
الثانية ،ينظر :محمد الصغير غانم ،التوسع الفينيقي في غربي البحر المتوسط ،دار الهدى( ،د,ط) ,الجزائر،
,2003ص ص .21،23
** -صيدا :يعود تأسيسها إلى العهود الباكرة من تمركز الفينيقيين على الساحل السوري أي حوالي األلف الثالثة
قبل ميالد وقد نتج عن وجود موقع صيدا االستراتيجي القائم على رأس ممتد داخل البحر كما أن صيدا قد تزعمت
المدن الفينيقية في الفترة الممتدة من القرن 14ق م حتى القرن 12فكانت من أشهر المراكز الفينيقية الهامة في
شرقي البحر المتوسط ،ينظر :نفسه ،ص .23
*** -صور :تقع صور على بعد 40كلم جنوب صيدا وتعتبر أعظم المدن الفينيقية وطبقا لرواية هيرودت عن
كهنة ملقارت فلقد أنشأت صور قبل قدوم هيردوت إليها حوالي 450ق م بألفين وثالثمائة سنة ومن تم ظهرت
للوجود حوالي 2750ق م ،وقد بنيت على جزيرة وقد كانت المدينة كحصن وعلى أية حال فلقد ظلت صور
نتيجة ثرائها فضال عن بسالة أهلها مستقلة حتى أيام اإلسكندر األكبر وهنا قام بضمها في عام 332ق م ،ينظر:
محمد بيومي مهران ،المدن الفينيقية تاريخ لبنان القديم ،دار النهضة العربية( ،د.ط) ,بيروت ,1994 ،ص ص
.161,166
**** -ملقارت :اله فينيقي شهير يعادل هرقل في الديانة اإلغريقية والذي كان االسمندو يدعى انحدراه منه مثلما
فعل اللهه آخرون ويعلل األستاذ جوكية فرض الصوريين بأن زيارة اإلسكندر معبد ملقارت كانت تعني اعتراف
اإلله بحق اإلسكندر في المدينة في عرف ذلك العصر ،ينظر :محمد رائف العابد ،المرجع السابق ،ص .157
- 142مفيد رائف العابد ،المرجع السابق ،ص .157
- 143فيليب حتى ،المرجع السابق ،ص .253
- 144أحمد الريفي الشريف ،المرجع السابق.59 ،
وتأخير هذا كان نابعا من رغبته في عدم التقدم دون تأمين خطوط مواصالته145وبعد
استيالءه اإلسكندر على المدينة شنق حوالي 2000من أهلها وباع ما يقدر بثالثين
ألفا في سوق النحاسية وكان يتبع في ذلك العادة الشائعة في الحرب واحتفل بإقامة
األلعاب والشعائر الدينية وبتقديم الذبائح في معبد اله المدينة ملقارت 146،وفي أثناء
الحصار اإلسكندر لصور تسلم رسالة ثانية من دارا عارضا عليه فيما عرضه في
محالفته والنزول له عن كل إمبراطوريته غربي الفرات ،ولكن اإلسكندر رفض
عروض دا را كلها ورد عليه رد قاسيا وحاسما ،وتابع مسيرة الساحلي في اتجاه
147
مصر بعد أن ترك بارمنيون في دمشق لتنظيم شؤون سورية.
غزو غزة:
بعد االستيالء على مدينة صور توجه اإلسكندر نحو مصر ليمر بمدينة غزة
التي كانت محاطة بسور منيع 148.و ذلك في خريف عام 332ق م تقدم اإلسكندر
بجيشه جنوبا نحو مدينة غزة التي تقع حافة الصحراء السورية وفي نفس الوقت تطل
على البحر األبيض المتوسط والمدينة القديمة التي كانت مقامة فوق هضبة عالية،
ويحيط من حولها الخنادق والتحصينات مما جعلها قلعة ال يمكن أن تسقط 149،حيث
150
امتنعت عن التسليم اعتماد على مناعة أسوارها وتأييد حلفائها من العرب،
وقاومت غزة اإلسكندر مدة شهرين كاملين 151،ودرات معركة طاحنة بين غزة
والجيش المقدوني تمكن على أثرها اإلسكندر من االستيالء على المدينة وقتل أهلها
وهيكال لهم فيه صنم يعبدونه وقتل جميع الكهنة 152،وجر قائدها الخصي حول أسوار
المدينة وهو موثوق بعربات اإلسكندر ،وبيع سكان المدينة عبيدا وقد أصيب اإلسكندر
بجراح طفيفة هنا كما أصيب في ايسوس واستولى الفاتح على مخازن ضخمة من
التوابل ألن المدينة كانت مستودع الرئيسي على البحر المتوسط لمنتجات الجزيرة
العربية والبالد التي تجاورها باحتالل غزة دق مسمارا أخر في نعش السيادة
- 159حسين الشيخ ،مصر تحت حكم اليونان والرومان ،المرجع السابق ,ص ص.20-19
مازاكس نفسه 160,و جعله اإلسكندر يستسلم بهدوء ودون قتال في بيلوزيوم التي دخل
عن طريقها اإلسكندر مصر وهي تعرف باسم الفرما والتي كانت تقع على الفرع
البيلوزي للنيل على مسافة أربعة كيلو متر تقريبا من البحر وكانت أهم قلعة والتي
اشتهرت بكونها محطة تجارية 161,وأن مازاكس سلم القلعة بذهبها وخيراتها ومتاعها
وأثاثها الفاخرة إلى اإلسكندر المقدوني ،وأصبحت مصر تحت قدمي اإلسكندر
المقدوني 162,وكان اإلسكندر سياسيا ذكيا عارفا كما اعتبر مصر هي أرض أبيه
آمون **،لهذا حرص على معاملة المصريين معاملة طيبة للغاية باعتباره وريث
الفراعنة وأظهر احترامه الكامل للديانة المصرية ولعادات المصريين ،وأن
المصريين رحبوا به وقبلوه فرعونا وبطال ومحررا من ظلم الفرس ،وكان اإلسكندر
صادقا مما أدى إلى إعجاب المصريين وحبهم له ،وكذلك ابنا ا آلمون ولقب بعدة ألقاب
مثل ابن الشمس،حبيب آمون .. ...إلخ ،وال تزال هذه األلقاب المنقوشة باقية حتى
اآلن على بعض المعابد المصرية ،وعندما وصل إلى منف فاستقبلوه كمحرر بطل
وفرعونا على مصر 163،وألبسته كهنتها تاج الوجهين القبلي والبحري وأقيم عقب
االحتفال حفل رياضي وموسيقي إغريقي،حضره اإلغريق والمصريون 164,ويروي
لنا أريانوس أن اإلسكندر أعلن االندماج الحضاري بين مصر وبالد اإلغريق عندما
أقام مهرجانه الكبير حيث عرضت فيه الشعر و اإللقاء و اإلنشاد وقد اشترك كذلك
فريق من المغنيين والممثلين و الراقصين 165,و أثناء هذه الزيارة أقام بعض الوقت
تفرغ فيه إلعادة نظام اإلدارة و الحكم في مصر على أسس جديدة تتلخص فيما
يلي،قسمت مصر إلى قسميها الرئيسيين,شمالي وجنوبي أي الوجه البحري،و الوجه
القبلي،وعهد بإدارة كل قسم إلى موظف مصري 166،وحرص كذلك اإلسكندر على
أن ينظم مصر تنظيما علميا دقيقا وذكيا ينم عن دهائه فقد حرص على اإلبقاء على
- 167سمير أديب ،تاريخ وحضارة مصر القديمة ,المرجع السابق،ص ص. 263-262
- 168مصطفى العبادي،المرجع السابق،ص ص .22-21
اإلسكندرية*،وقد الحظ اإلسكندر أن هذا المكان يكاد أن يكون جزيرة مستقلة ،وفي
نفس الوقت يرتبط بالدلتا عن طريق أحد فروع نهر النيل مما يجعله مرتبطا
بنقراطيس التي تقع على مسافة ليست بالبعيدة ،وبممفيس العاصمة الفرعونية وبذلك
يمكن ربط اإلسكندرية بالبحر األحمر مما يؤهلها بأن تكون ميناءا عالميا بين الشرق
و الغرب ،وفي مواجهة هذا الشريط الرملي كانت تقف جزيرة صغيرة اسمها جزيرة
فاروس،ومن العجيب أن هذه الجزيرة قد أشارت إليها األوديسا 169،وهناك روايات
أخرى تقول أن اإلسكندر أعجب بحسن موقع قرية صغيرة يسكنها بعض صيادي
السمك ,تسمى راقودة "راكوتيس "تجاه جزيرة فاروس في بقعة بين المتوسط
ومريوط فأمر أن تؤسس مدينة عظيمة 170وأنها ذات موقع إستراتيجي هام يتجه بها
من الداخل نحو النيل ومن الخارج نحو البحر المتوسط ،وأنها ذات ميناءان الشرقي و
الغربي يصالن بين أقصى طرف المدينة ،تحميهما جزيرة فاروس ،وبموقعها الفريد
من رياح الشمال . 171ويقول بلوتارك أن اإلسكندر قد اختار موقع اإلسكندرية "بعد
أن حلم ذات ليلة،أن هومر قد ظهر له في صورة شيخ جليل وأنشد عليه بعض
األبيات "اإللياذة" ومنها وهناك وسط المياه البحر الصاحبة "أمام مصر"جزيرة
يسميها فاروس 172.وقد حرص اإلسكندر على اإلشراف بنفسه على تخطيط المدينة
الجديدة 173.واستعان اإلسكندر المهندس رودسي الذي كان يدعى دينوقراطيس,
لتخطيط المدينة فخططها مستطيال بين بحيرة مريوط وبين البحر وقسمها أحياء
بشوارع مستقيمة174،وبنيت على سطح مستو فكانت ذات نظام أكثر من غيرها من
المدن اليونانية وكانت الشوارع تنقسم إلى زاوية قائمة ويشق من وسطها الشارع
األعظم وعرضه ثالثون مترا وطوله ستة كيلومترات وعلى جانبيها أبنية عظيمة,
وأن المهندس دينوقراطيس اختار النمط للمدينة وهو عبارة عن شارعين رئيسيين
متقاطعين بزاوية قائمة ثم تخطيط شوارع أخرى فرعية ،تتوازى مع كل من
الشارعين مما يجعل مساحة األرض أشبه بقطعة الشطرنج،وكان يحيط بالمدينة سور
ضخم ذو أبراج وحصون وأبواب كثيرة كان أهمها باب الشمس في الشرق،وباب
القمر في الغرب وبنيت من األحجار المأخوذة من محاجر الكلس ,أما خارج السور
* -اإلسكندرية :وهي مدينة أسسها اإلسكندر في مصر،توجد أكثر من خمسة وخمسون مدينة في العالم تحمل اسم
اإلسكندرية ،ينظر :علي بشير مصباح الهدار ،المرجع السابق ،ص . 48
- 169سيد علي الناصري :اإلغريق تاريخهم وحضارتهم،المرجع السابق،ص ص . 524- 523
- 170إبراهيم نمير سيف الدين وآخرون ،مصر في العصور القديمة،مكتبة مدبولي،ط ،2القاهرة،1998،ص
. 208
- 171محمد جبريل ،المرجع السابق ،ص . 22
- 172فوكس وبيرن ،المرجع السابق،ص. 68
- 173ناصر األنصاري ،المجمل في تاريخ مصر،دار الشروق،ط،2مصر،1997،ص . 58
- 174أسد رستم,المرجع السابق،ص . 32
شرقا وغربا رماال ممتدة غير مأهولة بالسكان تتخللها أشجار النخيل(175.أنظر
الشكل /7ص .)67
وأن من أهم الدوافع الرئيسية في تأسيس مدينة اإلسكندرية أولها عسكري
حربي بحري،فقد رأى اإلسكندر منذ أن تم له فتح مصر إن البد من إنشاء قاعدة
بحرية كبيرة في شرقي البحر المتوسط يأوي إليها أسطوله في حال الخطر ويتم فيها
إنشاء بوارجه وترميمها ويتيسر له فيها تموين هذا األسطول .والبد أن يكون
اإلسكندر قد لمس من الناحية الثانية،عظم التجارة التي كانت عبر البحر األحمر بين
الشرق و الغرب وأهمية بعض المواد األولية التي كانت تستخرج من إفريقية نفسها .
وكان قد قضى على صور أعظم الثغور التجارية ولمس البضائع في مستودعات
غزة فأراد أن يؤسس في مصر ثغرا جديدا يكون بمثابة "صور مقدونية" ،ورأى
اإلسكندر من الناحية الثالثة،أنه البد من امتزاج الحضارتين الشرقية واليونانية في
دولة كبيرة طمع في تأسيسها كي يتم ضمان التجانس بينه وبين رعاياه ويتيسر
التعاون المنشود في السياسة و الحرب 176.وكذلك من دوافع تأسيسها أراد اإلسكندر
مدينته أن تكون ميناءا هاما،ينقل منه خيرات مصر الوفيرة إلى بالده،وكذلك حلقة
ترابط وتواصل بين الموانئ اإلغريقية في الشمال الشرقي،وأنحاء البحر األبيض
المتوسط ،وكانت الدويالت اليونانية قد أخذت تبرز كقوة بحرية والسفن البحرية قد
أخذت تكبر للوفاء بالعالقات التجارية المتزايدة،والتطورات العسكرية و السياسية
التي شهدها حوض هذا البحر،وكذلك إقامة حامية عسكرية مقدونية مع مجموعات
من السكان المحليين وتضاف إليهم جالية يونانية 177،وفي األخير احتفل اإلسكندر
بتأسيسها في العشرين أو الحادي والعشرين من كانون الثاني 331ق م ،وسكن
اإلسكندرية عند تأسيسها مقدونيين ويونانيون وعدد كبير من المصريين وأرغموا
على اإلقامة فيها واالنتقال إليها،وأن اإلسكندر شجع اليهود على اإلقامة في
اإلسكندرية يمنحهم حقوقها المدنية ألن هؤالء لم يكونوا قد تفوقوا في التجارة
178
والمال.
وأصبحت اإلسكندرية عاصمة لمصر وكانت أغلب تجارة البحر األبيض
المتوسط تمر بها والتي أصبحت من أهم المدن في البحر المتوسط,وبقيت اإلسكندرية
179
أهم مدينة في مصر.
- 175خالد فؤاد بسيوني,أسوار اإلسكندرية الدفاعية القديمة،منطقة السالالت,مجلة اإلتحاد العام لألثريين
العرب,العدد (،10د .ت)،ص .104
- 176أسد رستم ,المرجع السابق،ص . 32
- 177مصطفى العبادي ,المرجع السابق ،ص. 35
- 178أسد رستم ،المرجع السابق. 32 ،
- 179فوزي مكاوي ،تاريخ العالم اإلغريقي ،المرجع السابق،ص . 224
– 3زيارة اإلسكندر لمبعد آمون:
بعد أقام اإلسكندر بوضع األساس لمدينته الجديدة اإلسكندرية ،واصل سيره في
اتجاه الغرب ،وقرر أن يخترق الصحراء جنوباا إلى واحة سيوة* ،حيث يوجد معبد
إله آمون **،وهو معبد نال شهرة عالية آنذاك باعتباره من أشهر المعابد الوحي في
العالم ،180وأنه ذات شهرة كبيرة منذ عدة قرون،وكانت هذه الزيارة في بداية عام
331ق م 181،وكانت هذه الرحلة طويلة شاقة،وخطرة من جهتين،ولو أنهم فقدوا
متعذرا عدة أيام ،ولوهبت ريح الجنوب العنيفة
ا مختزنهم ألن الحصول عليه كان
عليهم وهم في رحلتهم يجوسون الصحراء الواسعة برمالها السميكة ،وبعد أن قطع
اإلسكندر تلك المجاهل بلغ موضعاا 182،وقد أراد اإلسكندر من خالل هذه الرحلة أن
يحقق عدة أهداف ،أولها إثبات انتسابه لإلله آمون،كما أراد من ناحية أخرى أن يسأل
الوحي عن مدى نجاح خططه المستقبلية .وكانت رحلته ورفاقه إلى واحة سيوة
معرضة بالمخاطر 183،وعندما وصل اإلسكندر إلى هناك فأستقبله كهنة المعبد
صادرا عن أبيه "آمون " وأنه منح الكهنة
ا بالترحيب 184،عند أول السالم ،ترحيباا
هدايا ثمينة ،185وأن اإلسكندر قدم القرابين آلمون وذلك يدافع عن ذاكرته أنه كان قد
ولد من صلبه ،ويصلي من أجله أمام مذبحه،قال":يا أبتاه أعطني عالمة بأن ما قالته
أمي لي حقيقة " ،أي بأنني ولدت من صلبك وأنا ابنك فأرسل له عالمة ،فقام
اإلسكندر بترميم المحراب ،كما أمر بتذهيب تمثال اإلله الخشبي وأهدى له وأهدى له
186
النقش التالي أمون،ثم رأى اإلسكندر اإلله آمون بفروته الذهبية ،وقرون الكبش.
ويالحظ أن اإلسكندر قد انتحل بعد زيارته لواحة سيوة صفة أبن آمون 187.وقد تركت
* -واحة سيوة :تعرف هذه الواحة بواحة أمون حيث شيد معبدا لهذا اإلله وقد اشتهر هذا المعبد في كافة العالم
الهيليني وله مركزا هام من مراكز الوحي و النبوة،ينظر:أدرس بل ،مصر من اإلسكندر األكبر حتى الفتح
العربي ,تر:عبد اللطيف أحمد علي ،دار النهضة العربية ( ،د.ط)،بيروت،1973،ص .39
** -معبد آمون :أقيم هذا المعبد ،فوق ربوة مرتفعة في الصحراء تعلو عما حولها بحوالي 1000م قدم ،وقد
انقسم المعبد إلى عدة غرف ،أحداهما صنعت من المرمر،وخصصت للتتويج ,ينظر :فوكس و بيرن ،المرجع
السابق،ص .72
- 180أبو اليسر فرح,تاريخ مصر في عصر البطالمة و الرومان(،د.د.ن)،ط( ،1د .ب)،2002 ،ص . 28
- 181رمضان السيد،تاريخ مصر القديمة "منذ بداية األسرة الخامسة عشرة حتى دخول اإلسكندر األكبر مصر
عام 332ق.م"،ج , 2مطبعة هيئة اآلثار المصرية(,د.ط)(،د.ب )،1992,ص . 311
- 182بلوتارك ,المصدر السابق ،ص . 1280
- 183أبو اليسر فرح ،المرجع السابق،ص . 29
- 184محمود إبراهيم السعدني ,المرجع السابق،ص . 5
- 185بلوتارك ،المصدر السابق،ص . 1280
- 186كالليسثينيس المزيف ,المرجع السابق،ص . 58
- 187فوكس وبيرن ،المرجع السابق،ص. 73
كبيرا في نفس اإلسكندر وظلت ذكراها عالقة بذهنه وقيل أنه أوصى
هذه الزيارة أثرا ا
188
بأن يدفن بعد موته في واحة سيوة ليكون بجوار أبيه أمون.
خامسا -غزوات اإلسكندر المقدوني في بالد فارس:
-1معركة أربيل (غوغاميال):
باستخدام الثروات المصرية المواصالت البحرية مع هيلالد ومقدونيا ،مشى
اإلسكندر في عام 331ق م إلى ميزوبوتاميا عبر سوريا ،هنا قرب الضيعة األشورية
غوغاميال *على نهر دجلة،و أن هذه المعركة أهم من كل المعارك الحملة وأنه عبر
النهر بدون عناء ألنه لم يكن محفورا،و أنه آمن ،وكان دارا الثالث ،قد عبأ جيشه في
سهل غوغاميال على الشاطئ األيسر من هذا النهر ،وفي هذا المكان التحم الجيشان
أول أكتوبر 331ق م ،وسميت هذه الواقعة بواقعة أربيل لقرب ميدان الحرب من
تلك المدينة 189,ولقد بلغ جيش دارا كما يروى ,مليون رجل بضمهم مرتزقة من
اإلغريق و مئة عربة ذات فؤوس 190،وكذلك حوالي 100ألف من المشاة (مع
النساء واألطفال وعناصر التموين وغيرهم )وكذلك 35ألف من الفرسان من مختلف
أنحاء اإلمبراطورية و 200عربة و 15فيل قتال ،أما بالنسبة لجيش اإلسكندر40،
ألف من المشاة و 7500فارس و خيال،بذل الفرس جهودا كبيرة بعد معركة إيسوس
إلعادة بناء جيش يتمكن من الصمود بوجه جيش محترف تقوده عبقرية،فكانت
ال معركة الحاسمة بين الفرس و اإلسكندر فلقد وضع داريوش مشاته في خط طويل
يؤلف القلب والجناحين وحشد خيالته في األمام وسترها ب 200عربة منجلية على
191
الجناحين والوسط،وبقيت الفيلة خلفها ،وجعل مقره في وسط القلب الخط الخلفي,
أما بالنسبة لقوات اإلسكندر فإنه خطط التعبوية تجاه هذه الصعوبات حرية بالدرس و
المالحظة ،وأنه رتب جيوشه في الصباح واضعا بارمنيون والخيالة في الميسرة و
الصفوف في القلب ,ووضع في الميمنة المشاة المسلحين تسليحا ثقيال ،ووضع جندا
من صنف كل من الميمنة و الميسرة خلفا ذلك بصورة منحرفة اتقاء الحركة التفاف
من العدو،وبدأت المعركة بتعرض جيش اإلسكندر تجاه ذلك متجها بهيئة مائلة إلى
* -بابل :مدينة قديمة تقع على الفرات على بعد 90كيال جنوبي بغداد ويقوم على أطاللها حاليا،تل بابل و
القصر و عمران المراكس و قرى أخرى مثل غنانة و غيرها من قرى ،ينظر :محمد بيومي مهران ،مصر و
الشرق األدنى القديم "تاريخ العراق القديم "،دار المعرفة الجامعية( ،د .ط) ,اإلسكندرية،1990،ص . 215
- 196علي ظريف األعظمي ،المرجع السابق ،ص . 7
** -مازايوس:هو حاكم بابل على عهد اإلخمينيين وهو الذي سلم المدينة العظيمة بعد انتهاء معركة أربيال إلى
اإلسكندر ,ينظر :آريان ،أيام اإلسكندر الكبير في العراق ,تر :فؤاد جميل ,دار الرواق,ط ،1بغداد،2007،ص
. 278
- 197أسد رستم ،المرجع السابق،ص 36
، - 198جرجي ديمتري سرسق ,المرجع السابق،ص . 226
- 199فوكس وبيرن ,المرجع السابق ،ص . 82
- 200طه باقر ,المرجع السابق ،ص . 491
خـــــــــاتــــــــ
مة
بعد دراستنا للموضوع نستنتج مايلي :
-قام فيليب الثاني بتوسيع ممكلته عن طريق احتالله بانجوس وهي قرب
مدينة امفيبولس سنة 358ق م وكذلك المنطقة الغنية جدا بثروات الذهب التي
تدر عليه سنويا ألف تالنت من الذهب وبهذا استطاع أن يوسع جيشه ويقويه
عن طريق خبرته العسكرية التي أكتسبها من مدينة طيبة عندما كان رهينة
هناك .
-استطاع فيليب الثاني أن يوحد بالد اليونان والسيما في المعركة
الحاسمة وهي معركة خيرونية سنة 338ق م كما اجري بعد ذلك إصالحات
إدارية وعسكرية كان لها األثر في صنع مستقبل لمقدونيا
-اقامة مؤتمر كورنثا سنة 338ق م تمكن من خالله فيليب المقدوني
الحصول على موافقة الدول اليونانية بتهيئة جيش قوي لضرب بالد فارس
كذلك نجد أن فيليب هو من وضع األساس القوي لبنائه إمبراطورية كبير
لولده اإلسكندر وكان له فضل في ذلك .
-تربى اإلسكندر تربية سياسية وعسكرية منذ صغره لكي يكون قائدا
عظيما
-من خالل العديد من دراسات التي قام بها المؤرخون تأكد أن اإلسكندر
ليس له صلة بذي القرنين مذكور في القرآن.
-تولى اإلسكندر المقدوني العرش هو في عمر العشرين واستطاع أن
يخمد التمردات التي قامت عليه في بالد اليونان .
-استفاد اإلسكندر من الجيش الذي تركه له والده ونظمه فأحسن تنظيمه
وأصبح يملك أقوي جيش في ذلك العصر .
-كانت أول معركة بين اإلسكندر ودراريوش الثالث التي تعرف
بموقعة كرانيك التي نتجت عنها استيالء اإلسكندر على جميع المدن بساحل
األناضول .
-أما عن معركة ايسوس كانت بداية لنهاية اإلمبراطورية الفارسية على
يد اإلسكندر المقدوني.
-أن غزوات اإلسكندر العسكرية كانت لها جوانب حضارية ذلك من
خالل بناء مدن تحمل اسمه في مناطق التي قام باحتاللها وكانت من بين
المدن مدينة اإلسكندرية التي لها شأن عظيم عبر مرور الزمن التي أساسها
على يده .
-كان اإلسكندر يحسن معاملة الشعوب التي تعترض عليه وال تحاربه
وذلك من خالل ما قام به في مصر حيث قام بزيارة معبد آمون وتقديم
القرابين إلى اآللهة وكل هذا من أجل كسب ودهم والتقرب إليهم أكثر .
-سعى اإلسكندر إلى ترسيخ المفاهيم اإلغريقية في البلدان المالحقة
ليرسي فيها فتوحاته ففي منفيس مثال نظم مباريات الرياضية والموسيقية .
-تعتبر معركة غوغاميال معركة حاسمة بين اإلسكندر وداريوش الثالث
والتي انتهت بانتصار اإلسكندر عسكريا وهي معركة الفاصلة في التاريخ .
-تمكن من بسط سيطرته على آسيا الصغرى وبالد الشام ومصر وبالد
الرافدين .
-لم يقف اإلسكندر عن فتوحات بال واصل حتى توغل في وسط
اإلمبراطورية الفارسية وكذلك غزو الهند .
المـــــالحــــــــ
ق
201
الشكل ( :)01بالد اليونان في عهد فيليب الثاني
202
- Editor Ruth Sheppard, Alexander The Great At War, Osprey, p 146.
203
الشكل (:)03مخطط معركة كرانيك
- 207علي زكي ،اإلسكندرية في عهد البطالمة والرومان ،مطبعة دار المستقبل ( ,د.ط)( ,د.ب)( ,د.ت) ,ص
.13
208
الشكل ( :)08سير معركة غوغاميال.
ب -الماجستير:
.1ناصف عبد المنصف،الثالوث في مصر القديمة حتى نهاية الدولة
الحديثة ،رسالة ماجستير في األدب من قسم اآلثار بكلية األدب،جامعة طنطا.2000،
.2الهدار علي بشير مصباح ،مدينة اإلسكندرية في عهد االسكندر األكبر
وخلفائه وعالقتها بكوريني الليبية (96.356ق.م) ،شهادة مكملة لمتطلبات االجازة
العالية (الماجستير ) في اآلثار الكالسيكية ،تحت إشراف :أحمد محمد انديشه ،قسم
اآلثار ،كلية اآلداب والعلوم بالخمس ,جامعة المرقب. 2008 ،
ج -الماستر:
بوزرد طاهر وآخرون ،التوسعات العسكرية لالسكندر المقدوني (.336
323ق.م)،رسالة لنيل شهادة الماستر ل م د في التاريخ ،تحت إشراف :بقة
بلخير،قسم علوم إنسانية ،كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،جامعة ابن خلدون
بتيارت.2016.2015 ،
.1عزوز سمير ,الديمقراطية في أثينا (404,592ق.م)رسالة لنيل شهادة
الماستر في تاريخ الحضارات القديمة ،تحت إشراف األستاذ :عبد الحق بالنور،قسم
العلوم اإلنسانية ،كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،جامعة الشهيد حمه لخضر،
بالوادي.2016,2015 ،
خامسا:المجاالت :
.1بسيوني خالد فؤاد,أسوار اإلسكندرية الدفاعية القديمة،منطقة
السالالت,مجلة اإلتحاد العام لألثريين العرب,العدد (،10د .ت).
.2حبيب كريم خلود ,فيليب المقدوني قراءة تاريخية في حادثة اغتياله
(336 ,359ق,م) ,قسم التاريخ ,كلية التربية للعلوم اإلنسانية ،جامعة كربالء.
.3الريفي الشريف أحمد ,اإلسكندر المقدوني " 356ـ 323ق.م ,مجلة
جامعة العلوم اإلنسانية(,د .ب)،مج،6ع. 3،2007
.4الشهراني محمد عبد هللا ،تطور مفهوم الدبلوماسية في بالد اليونان
والشرق األدنى خالل القرنين الرابع والثالث قبل الميالد ،مجلة البحوث الشرق
األوسط(،د ب) ،العدد .48
.5المؤلف مجهول،التطور التاريخي والحضاري لإلغريق(،د,د,ن )(,د ،ط
)(,د,ت.),
سادسا :المعاجم :
.1ديقانبيه ييير و آخرون،معجم الحضارة اليونانية القديمة ،ج ,2تر:أحمد
عبد الباسط حسن ،فايز يوسف محمد ,المركز القومي للترجمة،ط ,1القاهرة. 2014,
.2ياقوت بن عبد هللا الحموي الرومي البغداوي شهاب الدين أبي عبد
هللا،معجم البلدان ،دار صادر ,مج( ,1د.ط) ,بيروت. 1977 ،
سابعا :موسوعات :
.1أديب سمير ,موسوعة الحضارة المصرية القديمة ،العربي للنشر
والتوزيع ،ط ,1القاهرة.2000 ،
.2السعدني محمود إبراهيم ،سيرة اإلسكندر األكبر تاريخه و قبره و
آثاره،موسوعة الثقافة التاريخية و األثرية و الحضارية ,دار الفكر العربي,
ط,1القاهرة. 2014 ,
.3وهيب أبي الفضل ،الموسوعة الكبرى لتاريخ الشعوب وحضارتها
"اليونان "،ج ,5مركز الشرق األوسط الثقافي ,ط ,1بيروت.2012 ,
الفهارس
رقم الصفحة االسم األحرف
فهرس األسماء
فهرس األسماء
-34-32-31-27-26-24-22-21 اإلسكندر
-47-46-44-43-41-40-38-37
.56-55-54-51-50-49
.30 -21 أولمبياس
37-35-29-26-24-22 أرسطو
.30-29 أتالوس أ
.33 أمونتاس
.33 أنتجونوس
.38 اكسرسيس
.39 أرتاكسركس
.54-53-44 آمون
.30-16 بوزنياس
.23 بولينيكيس
.32 بندرواس ب
55-46-45-43-42-33 بارمنينون
.39-33 برديكاس
.32 خاريس
خ
.32 خاريموس
.24 دوجين
.25 ديموستين د
55-54-47-44-43-42-41-40-39 داريوش الثالث
-30-29-27-17-16-15-14-13 فليب الثاني
ف
.41-37
.33-22 كليتوس
ك
.30-29 كليوباترا
.26-23 ليونداس
ل
.25-24 ليسماخوس
.21 مولوس
.23 مينبكيس
.33 ملياجر
م
.40-39 ممنن
.48 مازاكس
.56 مازايوس
.22 هيالنيكه ه
فهرس األماكن
فهرس األماكن
رقم الصفحة االسم األحرف
.38-33-15-13 أثينا
.16-13 اسبرطة
.15 أمفيبولس
.30-29-21 إبيروس
.21 أفسس
.32 اليريا
.32 إتوليا
أ
.32 أرجوليس
.40-39 أيونية
.40 االسكندرونه
.54-47-43-41-32 ايسوس
.44 أرواد
.52-51-50-33 اإلسكندرية
.54 أربيل
.14 بلغاريا
.15 بدنا
.21-15 بوتيديا
.31-21 بيال
ب
.23 بيلوبونيز
.25 بيزنطة
.56-38 بابل
.48 بيلوزيوم
.38-32-25 تراقية
ت
.37 تسالية
41 جورديوم
ج
45 جبيل
.46-45 دمشق د
.46 رودس ر
.46-41-38 سوريا
.38 سوسة
س
.40 سارديس
.42 سيليشيا
.45 صيدا
ص
.47-46-45 صور
.17-15-13 طيبة
ط
.41 طرطوس
.48-47-46 غزة غ
.32 فوسيس
.39 فروجية
ف
.47 فلسطين
.51 فاروس
.47-46 قبرص ق
.38-37-31 كورنيثا
.39 كبدوكية ك
.46-41 كيليكية
.39 لودية
.40 المبساكوس ل
.48 لوكيا
-38-31-30-17-16-14 مقدونيا
.54-52-44
-50-49-48-46-39-38 مصر
.56-52
.40 ميتليوس
.44 مرياندروس م
.44 ماراثوس
.49 منف
.51 ممفيس
.54 ميزوبوتاميا
.56-55 ميديا
.40 هاليكارناسوس ه
.14 يوغسالفيا
ي
.47 يافا
فهرس العام
الصفحة الموضوع
تعد هذه الدراسة (اإلسكندر المقدوني وغزواته 336ق م 331ق م )واحدة من
الدراسات التي تمثل جانبا وركنا بارزا في تاريخ وحضارة بالد اليونان التي تناولت
أوضاع بالد اليونان خالل حكم فيليب الثاني وأهم األعمال التي قام بها ,وقد خلفه في
العرش ابنه اإلسكندر المقدوني في الذي تميز منذ نعومة أظافره بشجاعته وحكمته
ودهائه في الحروب والسياسة فقد كان العقل المفكر والقائد المدبر ويحلم باالستيالء
على العالم كله ليوحد الشعوب المختلفة تحت حكمه ويجعل حضارة بالد اليونان تعم
أرجاء المعمورة ,كما أنه أراد أن يحقق رغبة أبيه وهي غزو اإلمبراطورية الفارسية
,ونتيجة لذلك قام باستعداداته العسكرية وتمكن من تنظيم جيش كبير من المقدونيين
واليونانيين وبفضله استطاع أن يهزم الفرس ويفرض نفوذه على كل من آسيا
الصغرى وبالد الشام ومصر وبالد فارس ,وقد عرف أنه من أشهر القادة
العسكريين والفاتحين ألنه لم يهزم بأي معركة خاضها .
Résumé de l'étude
Cette étude est considère par Alexandre le Macédonien le
conquérant 336-331 comme l'une des études qui représente un
aspect proéminent de l'histoire et de la civilisation des pays
Grèce qu' ont traité des condition de la Grèce sous le règne de
Philippe il et de travaux les plus importants qu'il a réalisés. Et la
politique, il était l'esprit pensant et le cerveau, et rêvait de
conquérir le monde entier pour unir les différents peuples sons
son règne et faire répandre le civilisation grecque dans le monde
entier- il voulait également réaliser le désir de son père qui est
la conquête de des pays de Grèce qui ont traite des conditions
de la Grèce sous il voulait également réaliser le désir de son père
et imposés son influence son toute l'axé Mineure le levant et
l'Egypte.
Study summary
This study (Alexander the Macedonian and his conquests
336 BC. AD 331 BC) is one of the studies that represent a
prominent aspect and corner of the history and civilization of
Greece that dealt with the conditions of the Greek children
during the rule of Philip II and the most important works carried
out by his successor to the throne his son Alexander He was the
thinking mind and the mastermind who dreamed of taking over
the whole world to unite the different peoples under him and
make the civilization of Greece spread throughout the globe.
What it achieves is the fulfillment of a desire to do so, which is
achieving goals, wonderful, wonderful, wonderful beach and the
Levant, Egypt and Persia, he is one of the most famous military
leaders and conquerors because he has not defeated any battle he
fought.