Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 82

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة الشهيد حمة لخضر ‪ -‬الوادي‬

‫اإلسكندر المقدوني وغزواته‬


‫(‪ 336‬ق م– ‪ 331‬ق م)‬

‫مذكرة مكملة تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر‬


‫في‪ :‬التاريخ تخصص الحضارات القديمة‪.‬‬
‫الطالبتين‪:‬‬ ‫إعداد‬ ‫من‬
‫إشراف‪:‬‬
‫د‪.‬‬ ‫إسالم عقاب‬
‫التجاني مياطه‬
‫عائشة بن عمر‬
‫لجنة المناقشة‬
‫المؤسسة األصلية‬ ‫الصفة‬ ‫الرتبة‬ ‫األستاذ‬
‫جامعة الشّهيد ح ّمه لخضر‪-‬‬ ‫السعيد‬
‫رئيسا‬ ‫أستاذ مساعد (أ)‬
‫الوادي‬ ‫المثردي‬
‫جامعة الشّهيد ح ّمه لخضر‪-‬‬ ‫أستاذ محاضر‬
‫ومقررا‬
‫ّ‬ ‫مشرفا‬ ‫التجاني مياطة‬
‫الوادي‬ ‫(أ)‬
‫جامعة الشّهيد ح ّمه لخضر‪-‬‬ ‫أستاذ محاضر‬
‫مناقشا‬ ‫حسن معمري‬
‫الوادي‬ ‫( ب)‬

‫السنة الجــــــــامعية‪/2019 :‬‬


‫‪2020‬‬

‫شكر‬
‫وعرفان‬
‫الحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات وبنوره تترك البركات نشكر هللا الذي يسر لنا‬
‫طريق هذا لعمل وأعاننا بمنه وكرمه على تحقيق هذا األمل فله الحمد كما ينبغي‬
‫لجالله وعظمته فله الفضل الذي نستزيد به من الفالح وندرك به النجاح والصالة‬
‫والسالم على صفوة خلقه خاتم أنبيائه سيدنا محمد عليه وعلى آله وأصحابه أفضل‬
‫وازكي التسليم وبعد ‪:‬‬
‫نتقدم بخالص الشكر وتقدير إلى أستاذ المشرف " التجاني مياطه " جعله هللا نبراسا‬
‫يضئ درب كل طالب‬
‫كما نتوجه بجزيل الشكر والعرفان واالمتنان إلى كل من ساهم في مراحل إنجاز هذا‬
‫البحث فله كل االحترام والتقدير كما نتوجه بخالص الشكر إلى كل الذين أمدونا بيد‬
‫المساعدة من األساتذة وزمالء‬
‫وأخيرا نتقدم بجزيل الشكر إلى كل من ساهم من قريب أو بعيد في إتمام هذا العمل‬
‫ولو بالكلمة الطيبة ‪.‬‬
‫اإلهداء‬
‫إلى شجرة الوقار ومداد العطاء إلى نبع الكرم والتضحية والصبر إلى والدي العزيز‬
‫أطال هللا في عمره‬

‫إلى نبع الحنان ورمز الطهارة إلى من منحتني صفاء الوداد وصدق الكلمة إلى من‬
‫غمرتني بدعائها الذي كان نبراس إضاءة لي في ظلمة الحياة وشمعة األمل والتي‬
‫أضاءت لي طريق المستقبل إلى والدتي الحبيبة حفظها هللا‬

‫إلى سندي ومصدر قوتي بعد هللا إلى من أفتخر بهم كثيرا إخوتي وأخواتي حبا‬
‫وعرفانا ومودة فتشجيعكم وسؤالكم الدائم دفعي لمواصلة الطريق وفقكم هللا جميعا‬

‫إلى كل أفراد عائلتي من كبيرهم إلى صغيرهم إلى كل أستاذتي األفضل حفظهم هللا‬
‫إلى كل طالب العلم والمعرفة أهدي ثمرة جهدي المتواضع ‪.‬‬

‫إسالم‬
‫اإلهداء‬
‫أهدي هذا العمل المتواضع ‪:‬‬

‫إلى نبع الحنان والشمس الساطعة ف حياتي ‪ ,‬والتي دوما تحثني على الصبر الن‬
‫الصبر مفتاح الفرج‪ ,‬وترافقني بدعائها لي أمي الحبيبة‬

‫إلى البدر الذي يضيء طريقي وينبوع العطاء الذي زرع في نفسي الطموح‬
‫والمثابرة ومنحني السعادة واآلمان في هذه الحياة أبي الغالي ‪,‬لكما كل االحترام‬
‫والتقدير‬

‫إلى مصدر قوتي إخوتي وأخواتي حفظهم هللا جمعيا‬

‫إلى وقرة عيني ابني صابر حفظه هللا‬

‫وإلى كل أفراد عائلتي الكبيرة وإلى كل أصدقائي الذين عرفتهم والذي كانوا عونا لي‬
‫وسندا ‪.‬‬

‫عائشة‬
‫قبل ميالد‬ ‫قم‬

‫المختصــرات‬
‫دون طبعة‬ ‫د‪.‬ط‬

‫دون دار نشر‬ ‫د‪.‬د‪.‬ن‬

‫دون تاريخ‬ ‫د‪.‬ت‬

‫دون بلد‬ ‫د‪.‬ب‬

‫ترجمة‬ ‫تر‬

‫تقرير ‪ /‬تقديم‬ ‫تق‬


‫مجلد‬ ‫مج‬

‫جزء‬ ‫ج‬

‫صفحة‬ ‫ص‬

‫مقدمـــــــــة‬
‫مر نظام الدولة المدينة بفترة حرجة للغاية وهي الفترة الواقعة بين نهاية‬
‫الحروب البلوبونيزية حتى قيام فيليب المقدوني سيطرته على كل بالد اليونان ‪ ,‬أدت‬
‫إلى محاوالت السيطرة والهيمنة التي قامت بها أثينا واسبرطة وطيبة إلخضاع المدن‬
‫األضعف إليها كما حاولت أثينا استعادة بعض مجدها القديم بعدما هزمت عدوتها‬
‫اسبرطة على يد مدينة طيبة في موقعة لوكوترا سنة ‪ 370‬ق م كما بدأت طيبة إعادة‬
‫بناء قواتها العسكرية ووجد الفرس فيها حليفا جديد لهم في المنطقة وبعد فترة قصيرة‬
‫من حكمها سقطت في موقعة مانتينا سنة ‪ 371‬ق م ‪ ,‬وهذا الصراع الذي انتهى‬
‫بالفشل وعادت كل المدن إلى التمسك باستقاللها وسقطت كل محاوالت الوحدة‬
‫وانتصر نظام الدول المدن المستقلة المنفصلة ‪ ,‬وهذا وضع بالد اليونان في حالة‬
‫عجز عن مواجهة أي تهديد خارجي ‪ ,‬خاصة أن القوى المسيطرة الكبرى في بالد‬
‫اليونان قد خرجت من حلبة الصراع منهكة القوى ‪ ,‬وذلك بعد االنهيار الداخلي أن أثر‬
‫الفرس عدم التدخل العسكري في شؤون اليونان أو مواجهتها عسكريا وظهرت‬
‫مقدونيا كقوة جديد التي تهدد المدن كما أنها تمتلك كل مقومات التي تؤهلها الن تكون‬
‫خطر حقيقا ضد بالد اليونان فهي من الناحية االقتصادية تمتلك الموارد الوفيرة من‬
‫مناجم وأراض زراعية ومراع واسعة ومن ناحية السياسية نجدها قد توحدت‬
‫وصارت لها جيش بفضل جهود ملكها فيليب الثاني ‪ ,‬وبعد وفاته خلفه ابنه اإلسكندر‬
‫المقدوني سنة ‪ 336‬ق م وعمره ‪ 20‬سنة وكانت أول أعماله إخضاع المدن اليونانية‬
‫متمردة وبعد ذلك قام بترتيب وتنظيم الشؤون السياسية والعسكرية داخل بالد اليونان‬
‫ومن ثم انطلق لمحاربة اإلمبراطورية الفارسية من أجل مشروع والده وكذلك حلمه‬
‫باالستيالء على العالم كله ويضع نفسه سيدا عليه‪.‬‬
‫اإلطار الزماني والمكاني ‪:‬‬
‫الفترة المتمدة بين ‪ 336‬ق م ‪ 331‬ق م ‪,‬أما المجال الجغرافي بالد اليونان و‬
‫اإلمبراطورية الفارسية‬
‫أسباب اختيار الموضوع ‪:‬‬
‫‪ -‬الرغبة في معرفة التاريخ القديم‬
‫‪ -‬تعرف على شخصية اإلسكندر المقدوني وانجازاته‬
‫‪ -‬معرفة األهداف التي يريد أن يحققها اإلسكندر من خالل غزواته‬
‫اإلشكالية ‪:‬‬
‫تتمحور إشكالية الموضوع حول ‪:‬‬
‫‪ -‬من هو اإلسكندر المقدوني ؟ وكيف كانت غزواته ؟‬
‫وإلجابة عن اإلشكالية األساسية نطرح تساؤالت فرعية هي‪:‬‬
‫‪ -‬ما هي أوضاع بالد اليونان خالل حكم فيليب الثاني ؟‬
‫‪-‬كيف كانت نشأة اإلسكندر المقدوني ؟‬
‫‪ -‬كيف وصل اإلسكندر المقدوني إلى سلطة ؟‬
‫‪ -‬فيما تمثلت أسباب ودوافع غزوات اإلسكندر المقدوني على الشرق ؟‬
‫‪ -‬ما هي أهم المعارك التي خاضها اإلسكندر المقدوني ؟‬
‫الخطة البحث ‪:‬‬
‫قسمنا بحثنا إلى مقدمة ومدخل عام وفصلين ‪,‬أما المدخل عام بعنوان ‪ ,‬أوضاع‬
‫بالد اليونان خالل العسكرية ‪ ,‬ثانيا األوضاع االقتصادية ‪ ,‬وثالثا األوضاع‬
‫االجتماعية ‪ ,‬أما الفصل األول عنوانه ‪ ,‬اإلسكندر المقدوني واعتالئه الحكم من‬
‫‪336‬ق م إلى ‪ 335‬ق م الذي يندرج تحته خمسة عناصر وهي أوال مولده ونشأته أم‬
‫ثانيا تكوينه السياسي والعسكري وثالثا توليه العرش أما رابعا دوره في القضاء على‬
‫التمردات وخامسا استعداداته العسكرية أما الفصل الثاني واألخير الذي خصصناه‬
‫لدراسة غزوات اإلسكندر المقدوني من‪ 334‬ق م إلى ‪ 331‬ق م الذي احتوى على‬
‫خمسة عناصر وهي أوال أسباب ودوافع غزوات اإلسكندر المقدوني ‪ ,‬ثانيا غزوات‬
‫اإلسكندر المقدوني في آسيا الصغرى ثالثا غزوات اإلسكندر المقدوني في بالد‬
‫الشام رابعا غزوات اإلسكندر المقدوني في مصر خامسا وأخيرا غزوات اإلسكندر‬
‫المقدوني في بالد فارس ثم خاتمة ‪.‬‬
‫المنهج المتبع ‪:‬‬
‫استخدمنا في دراستنا هذه المنهج التاريخي والمنهج السردي الذي حاولنا من‬
‫خالله سرد المعارك واألحداث التي قام بها اإلسكندر وكذلك المنهج الوصفي في‬
‫وصف مدينة اإلسكندرية ‪.‬‬
‫المصادر والمراجع المعتمدة ‪:‬‬
‫لقد اعتمدنا في دراستنا مصادر وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬بلوتارك كتابه تاريخ وأباطرة وفالسفة اإلغريق الذي تحدث فيه عن‬
‫اإلسكندر األكبر وأعماله‬
‫‪ -‬يوسفوس اليهودي كتابه تاريخ اليهود‬
‫أما المراجع توجد العديد ونذكر منها ‪:‬‬
‫‪ -‬محمد رائف العابد ‪ ,‬تاريخ اإلغريق‬
‫‪ -‬سيد أحمد على الناصري ‪ ,‬اإلغريق وتاريخهم وحضارتهم من كريت‬
‫حتى قيام إمبراطورية اإلسكندر األكبر‬
‫‪ -‬فوزي مكاوي ‪ ,‬تاريخ العالم اإلغريقي‬
‫والكثير من المراجع في قائمة مصادر والمراجع ‪.‬‬
‫الصعوبات ‪:‬‬
‫من أهم الصعوبات التي واجهتنا في انجاز هذا الموضوع نذكر منها ‪:‬‬
‫‪ -‬صعوبة الوصول إلى المادة المصدرية التي تعالج الموضوع‬
‫‪ -‬صعوبة تعاملنا مع مادة العلمية وذلك من خالل جل معلومات متكرر‬
‫في الكتب‪ ,‬وكذلك المراجع األجنبية المتوفرة فيه التي وجدنا صعوبة في‬
‫ترجمتها وذلك رغم توفر مواقع الترجمة إال أنها ترجمتها تبقي غير نموذجية‬
‫‪ ,‬ورغم هذه الصعوبات حاولنا قدر اإلمكان انجاز المذكرة بأحسن صورة ‪,‬‬
‫وهللا ولى التوفيق فإن أصبنا فذلك من هللا وإن أخطانا فذلك من أنفسنا ‪.‬‬

‫مدخل عام ‪:‬أوضاع بالد اليونان حالل الحكم‬


‫فيليب الثاني (‪359‬ق م ‪ 336.‬ق م )‬
‫أوال‪:‬األوضاع السياسية والعسكرية‬
‫ثانيا ‪ :‬األوضاع االقتصادية‬
‫ثالثا ‪ :‬األوضاع االجتماعية‬
‫مدخل عام ‪:‬أوضاع بالد اليونان خالل الحكم فليب الثاني‬

‫لقد شهدت بالد اليونان في القرن الرابع قبل الميالد وذلك خالل الحكم المقدوني‬
‫في عهد فيليب الثاني العديد من األوضاع التي جعلتها قوية ومسيطرة بما فيها‬
‫السياسية والعسكرية و االقتصادية واالجتماعية ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬األوضاع السياسية العسكرية ‪:‬‬

‫في منتصف القرن الرابع ق‪.‬م كانت المدن اليونانية بأكملها قد صارت وحدات‬
‫مستقلة كل منها منفصل عن اآلخر وذلك بعد فشل محاوالت توحيدها تحت زعامة‬
‫أثينا * أو اسبرطة ** أو طيبة ***‪ ,‬وشهدت الحياة في هذه المدن اليونانية تدهورا‬
‫‪****2‬‬
‫انشغال اإلغريق بالحرب المقدسة‬ ‫كبيرا في شتى المجاالت‪ 1.‬واستغل فيليب‬
‫الثالثة وأكد سيطرته على جميع الشاطئ اإليجي المطل على البحر ايجة كما بلغت‬
‫‪2‬‬
‫‪ .‬وتحتل مقدونيا موقع استراتيجي هام حيث يحدها من‬ ‫حدوده الشمالية نهر الدانوب‬
‫الشمال الشرقي بالد اإلغريق ‪ ,‬ويحدها البحر األسود من الشرق ‪ ,‬ومن الجنوب آسيا‬

‫* ‪ -‬أثينا‪ :‬مدينة أثينا من المدن اإلغريقية ‪,‬تقع بأقليم أتيكا ذو الشواطئ المتعجرفة الطويلة والموانئ طبيعية جعلها‬
‫تطل على جهات متعددة من بحر ايجة وعلى أيونيا والبحر المتوسط جنوبا ‪ ,‬وشماال على بحر مرمره وغربا أتيكا‬
‫وشرقا يوجد بحر يوبوبا‪ ,‬وأن الموقع االستراتيجي الذي مكنها من زعامة الهلليين في بحر ايجه على حساب‬
‫مجموعة الجزر المتناثرة ‪ ,‬ينظر ‪ :‬سمير عزوز ‪ ,‬الديمقراطية في أثينا (‪404,592‬ق‪.‬م )رسالة لنيل شهادة‬
‫الماستر في تاريخ الحضارات القديمة ‪ ,‬تحت إشراف األستاذ ‪:‬عبد الحق بالنور ‪,‬قسم العلوم اإلنسانية ‪ ,‬كلية العلوم‬
‫اإلنسانية واالجتماعية ‪ ,‬جامعة الشهيد حمه لخضر ‪ ,‬بالوادي ‪ ,2016,2015 ,‬ص ص‪.10,8 ,‬‬
‫**‪ -‬اسبرطة‪ :‬تقع مدينة اسبرطة جنوبي جزيرة البيلوبونيز في إقليم الكونيا الذي تعزله الجبال عن بقية بالد‬
‫اليونان ‪,‬كان المجتمع االسبرطي محافظا وقاسيا وكانت نظمها السياسية وتقاليدها االجتماعية ترتكز وتؤكد‬
‫الفوراق بين طبقات ‪ ,‬ينظر ‪ :‬نسطور ماتساس‪ ,‬مذكرات اإلسكندر الكبير ‪ ,‬تع ‪:‬طاهر قيقه ‪ ,‬الشركة التونسية‬
‫للتوزيع ‪ ,‬ط‪ ,1‬تونس ‪ ,1989 ,‬ص‪.155 ,‬‬
‫***‪ -‬طيبة‪ :‬تعد مدينة طيبة من أكثر المناطق األثرية في مصر ثراء وشهرة على المستويين المحلى والعالمي‬
‫وهي عاصمة اإلقليم الرابع المسمى الصولجان ‪,‬تمتعت بموقع متميز على ضفتي النيل بالقرب من الصحراء‬
‫عرفت طيبة في النصوص المصرية القديمة باسم تا ‪ -‬أبت أي الحرم أو المكان المقدس ثم أصبحت في اليونانية‬
‫ثيبا في العربية طيبة ‪,‬ينظر ‪ :‬هبه عبد المنصف ناصف ‪,‬الثالوث في مصر القديمة حتى نهاية الدولة الحديثة ‪,‬‬
‫رسالة ماجستير في األدب من قسم اآلثار بكلية األدب ‪,‬جامعة طنطا ‪,2000,‬ص‪.72,‬‬
‫‪ - 1‬ممدوح درويش وإبراهيم السايح ‪,‬مقدمة في تاريخ الحضارة الرومانية واليونانية تاريخ اليونان ‪ ,‬المكتب‬
‫الجامعي الحديث ‪( ,‬د‪.‬ط ) ‪,‬اإلسكندرية ‪ ,1998 ,‬ص ‪.38,‬‬
‫****‪ -‬فيليب الثاني ‪ :‬ملك مقدونيا وأشهرهم ولد سنة ‪382‬ق‪.‬م ارتقى للعرش المقدوني سنة ‪359‬ق‪,‬م تدرب على‬
‫األنماط ا لعسكرية في مدينة طيبة التي قضى فيها ثالث سنوات لما أصبح ملكا على مقدونيا انصرف إلعادة‬
‫تنظيم شمال بالد عن طريق القدرة العسكرية ‪ ,‬ينظر ‪ :‬مجيد طراد إبراهيم ‪ ,‬تاريخ الدولة المكدونية والمماليك‬
‫التي انفصلت عنها ‪ ,‬المطبعة اللبنانية ‪(,‬د‪.‬ط)‪ ,‬بيروت ‪ ,1886‬ص‪ ,‬ص‪.12 ,9 ,‬‬
‫‪ -2‬مفيد رائف العابد ‪ ,‬دراسات في تاريخ اإلغريق ‪ ,‬المطبعة الجديدة ‪(,‬د‪.‬ط)‪ ,‬دمشق ‪ ,1980 ,‬ص‪.148‬‬
‫الصغرى‪ ,‬ومن الشمال تحدها بالد الليريون "ألبانيا الحالية "‪ 3‬أما أنهارها عديدة‬
‫‪,‬و تضم كذلك مقدونيا‬ ‫‪4‬‬
‫وهي موزعة اليوم مابين اليونان ويوغسالفيا وبلغاريا‬
‫المناطق الواسعة شمال بالد اليونان وهذه المناطق ذات اإلمكانيات المعدنية الكبيرة‬
‫واألراضي الزراعية الشاسعة والغابات الكثيفة والمراعي الواسعة‪.5‬‬

‫وقد ظهرت مقدونيا كقوة جديدة التي كانت معزولة عن العالم الخارجي قبل أن‬
‫تنصهر في بوتقة السياسية منذ القرن السابع قبل الميالد إذ لم تعرف نظام دولة‬
‫المدينة الذي عرفه جيرانهم الهللينيون وكانت قد تأثرت بمظاهرهم الحضارية وذلك‬
‫عن طريق المستوطنات التي أقاموها على سواحلها فاقتبست من مناهل الحضارة‬
‫الهلينية مع بداية القرن الرابع قبل الميالد‪ ,‬أما بالنسبة إلي اللغة فإنهم يتكلمون اللغة‬
‫اليونانية وكانوا أقل حضارة من محيطهم ‪,‬إال أن هم عرفوا بخشونتهم وبشدة بأسهم‬
‫‪6‬‬
‫في القتال‪.‬‬

‫وقد اشتهرت مقدونيا عند ظهور الملك فيليب الذي تولي العرش عام‪ 359‬ق م‬
‫‪7‬‬
‫و غداة اعتلى العرش كانت مهمته األولى هي تحرير مقدونيا من تهديد البرابرة‬
‫و التي كانت مفككة ومستضعفة من اإلغريق ‪.‬واستطاع فيليب خالل فترة حكمه أن‬
‫يقضي على الفتن في بالده وأن يقيم دولة متحدة قوية وجعل من مقدونيا سيدة بالد‬
‫اإلغريق وقد سلك لتحقيق هذا الهدف مسالك شتى منها ‪:‬التقرب إلى كهنة أبولو في‬
‫دلفي وكذلك لجأ إلى رشوة رجاالت سياسة والحرب في المدن اليونانية كلما وجد‬
‫إلى ذلك سبيال ‪ ,‬وأخيرا كان يلجأ إلى القتال إذا عجز عن بلوغ أهدافه استخدام‬

‫‪ - 3‬أم هاني رمضاني ‪ ,‬جزيرة العرب والقوى القديمة اإلغريق والرومان ‪ ,‬دار هومه ‪( ,‬د‪.‬ط) ‪ ,‬الجزائر ‪,‬‬
‫‪ ,2014‬ص ‪.160‬‬
‫‪ - 4‬طاهر بوزرد وآخرون ‪ ,‬التوسعات العسكرية لالسكندر المقدوني (‪323 .336‬ق‪.‬م) ‪,‬رسالة لنيل شهادة‬
‫الماستر ل م د في التاريخ ‪ ,‬تحت إشراف ‪:‬بقة بلخير ‪,‬قسم علوم إنسانية ‪ ,‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ‪,‬‬
‫جامعة ابن خلدون بتيارت ‪ ,2016.2015 ,‬ص ‪.7‬‬
‫‪ - 5‬إبراهيم العيد بشي‪,‬التوسع العسكري المقدوني من خالل حملة اإلسكندر األكبر "‪ 336‬ق‪.‬م ـ‪ 323‬ق‪.‬م"على‬
‫بالد الشرق‪,‬دار هومه ‪(,‬د‪ .‬ط) ‪ ,‬الجزائر ‪,2005,‬ص‪. 92‬‬
‫‪ - 6‬ابتهال عادل إبراهيم الطائي ‪ ,‬تاريخ اإلغريق منذ فجر بزوغه وحتى نهاية عصر اإلسكندر المقدوني ‪ ,‬دار‬
‫الفكر ‪ ,‬ط‪ ,1‬عمان ‪ , 2014‬ص‪.164‬‬
‫‪ - 7‬فوزي مكاوي ‪ ,‬الشرق األدنى في العصرين الهلينستي والروماني ‪ ,‬المكتب المصري ‪( ,‬د‪.‬ط)‪,‬القاهرة‬
‫‪,1999‬ص‪.5 ,‬‬
‫الوسيلتين السابقتين‪ 8,‬وقد نشر السالم في مقدونيا وكان عمره آنذاك ثالثة وعشرين‬
‫سنة ‪,‬وكانت مقدونيا ضعيفة ألسباب عدة من بينها تشويش حال الجند وامتياز النبالء‬
‫وتحاملهم على العامة فاغتنم فيليب الفرصة تلك األخطار المحيطة بالبالد إلصالح‬
‫ذلك الخلل ‪9‬كما استطاع أن يحقق انتصارات مشهورة استولى على أمفيبولس عام‬
‫‪357‬ق‪.‬م ‪,‬وبدنا وبوتيديا ‪356‬ق‪.‬م وفي عام ‪347‬ق‪.‬م تم سيطرته على الساحل‬
‫األوربي لبحر ايجة بإستالئه على أولنيثوس ثم على فوكس المشرفة على األلعاب‬
‫البثينية في ‪346‬ق‪.‬م ‪ ,10‬وكان كلما اسقط مدينة اتجه إلى مدينة أخرى لم تنتبه المدن‬
‫اليونانية إلى خطته هذه إال بعد فوات األوان ‪,‬فحين اتحدت أثينا وطيبة لمواجهته كان‬
‫الخطر قد استفحل بحيث لم يعد من الممكن التصدي له وتمكن‪ 11‬من هزيمة الجيوش‬
‫*‬
‫عام ‪ 338‬ق‪.‬م وتالقت قوات‬ ‫األثينية الطيبية هزيمة ساحقة في معركة خايروني‬
‫فيليب مع قوات بالد اليونان بزعامة أثينا في واحدة من أكثر المعارك حسما في‬
‫تاريخ اإلغريق ‪ . 12‬وقام الملك فيليب بعد احتالله اليونان بتنظيم أوضاعها الداخلية‬
‫‪(13‬انظر الشكل ‪/ 1‬ص ‪.) 61‬‬

‫وانتهت في هذا التاريخ دولة المدينة بشكل فعلي ‪ ,‬وان كانت قد بقيت في‬
‫صورة هشة استبقاها فيليب المقدوني حيث جمع المدن اليونانية في حلف سماه‬
‫بالحلف الهلليني ‪14‬وجعل كورنثا ** مركزه وقام مجلسا يضم المندوبين عن كل المدن‬

‫‪ - 8‬فوزي مكاوي ‪,‬تاريخ العالم اإلغريقي وحضارته من أقدم عصوره حتى عام ‪332‬ق‪.‬م ‪ ,‬دار الرشاد الحديثة ‪,‬‬
‫ط‪ ,1‬الدار البيضاء ‪ ,1980 ,‬ص‪ ,‬ص‪.217 ,216 ,‬‬
‫‪ - 9‬جرجي ديمتري سرسق ‪ ,‬تاريخ اليونان ‪( ,‬د‪.‬د‪.‬ن)‪ ,‬ط‪ ,1‬بيروت ‪ ,1876 ,‬ص‪,‬ص‪.194 ,193 ,‬‬
‫‪ - 10‬فوزي مكاوي ‪,‬تاريخ العالم اإلغريقي وحضارته من أقدم عصوره حتى عام ‪ ,332‬المرجع السابق ‪ ,‬ص‪, ,‬‬
‫‪.217‬‬
‫‪ - 11‬ممدوح درويش ‪ ,‬إبراهيم السايح ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.39 ,‬‬
‫*‪ -‬معركة خايروني ‪ :‬وقعت معركة بين فيليب واالثنيين وذلك عام ‪338‬ق‪.‬م وكانت هناك أسباب كثيرة لقيام‬
‫هذه المعركة أما السبب األبرز هو أن ديموسيتيس تاب ع معارضة لفيليب ‪ ,‬ينظر ‪ :‬خلود حبيب كريم ‪ ,‬فيليب‬
‫المقدوني قراءة تاريخية في حادثة اغتياله (‪336 ,359‬ق‪,‬م ) ‪ ,‬قسم التاريخ ‪ ,‬كلية التربية للعلوم اإلنسانية ‪ ,‬جامعة‬
‫كربالء ‪ ,‬ص ‪.6 ,‬‬
‫‪ - 12‬فوزي مكاوي ‪ ,‬الشرق األدنى في العصرين الهلينستي والروماني‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص‪.10‬‬
‫‪ -13‬على عكاشة وآخرون ‪ ,‬اليونان والرومان ‪ ,‬دار األمل ‪ ,‬ط‪( ,1‬د‪ .‬ب‪.‬ن)‪.94 ,93 ,1991 ,‬‬
‫‪ - 14‬ممدوح درويش ‪ ,‬إبراهيم السايح‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص‪.39‬‬
‫**‪ -‬كورنثا ‪ :‬تحتل كورنثا موقعا منيعا جعلها تسيطر على مدخل شبه جزيرة البيلوبونيز وتشرف على بحرين‬
‫االيجي شزقا والبحر االيوني غربا ‪ ,‬وقد احتلها فيليب المقدوني ‪337‬ق‪.‬م وعقد فيها اجتماعه الشهير مع ممثلي‬
‫اليونانية ‪ .‬وكانت مهمته الرئيسية أن يزود الملك المقدوني بما يحتاجه من القوات‬
‫المقتلة وأن يشيع السالم بين المدن اليونانية عن طريق إصدار تشريع يحرم الحرب‬
‫من قرارات هذا المجلس إعالن‬ ‫‪15‬‬
‫بين المدن وحل الخالفات بالطرق السلمية‪,‬‬
‫الحرب على الفرس وذلك من أجل الثأر من تدنيس المقابر الهللينية ‪ ,‬ولكن فيليب لم‬
‫يستطع أن يحقق النصر ضد الفرس ‪ ,‬فقد تم قتله عام ‪ 336‬ق‪.‬م خالل االحتفال‬
‫بزفاف ابنته على يد أمير مقدوني اسمه بوزنياس ‪ ,‬وعمره يناهز ستة وأربعين سنة‬
‫واختلفت اآلراء حول سبب مقتله لكن المرجح هو أن زوجته ضلعا في هذا الغدر أو‬
‫أن ملك الفرس هو المدبر لهذه الحادثة أو أن القاتل انتقم لنفسه وبسبب إهانة لحقته من‬
‫أما عن األوضاع العسكرية فقد تطورت خاصة في األوسط القرن الرابع‬ ‫‪16‬‬
‫المقتول ‪.‬‬
‫ق‪ .‬م في عهد فيليب دخلت مقدونيا حلبة الدولية فوسعت كثيرا من حدودها ‪,17‬فبدا‬
‫بتنظيم قوته العسكرية بأن جمع حوله أشراف القبائل المقدونية الذين تأغرقوا وسماهم‬
‫بالرفاق وقد جعل منهم نواة القوة الفرسان في الجيش المقدوني وكانت قوة الجيش ال‬
‫تتعدى ستمائة فرد أما عن المشاة فكانوا من عامة الرعاة والفالحين المقدونيين وكان‬
‫التنظيم الجيش يقوم على الفيلق ‪ 18‬أو ما تسمى بالكتيبة قوامها ستة عشرة فوجا ‪ ,‬وكل‬
‫أربع كتائب تشكل فوجا ويجعل فرقة كبيرة من ستة عشرة فوجا ‪,‬تشير إلى القتال‬
‫بشكل مربع‪ .‬وسلح فرق المشاة األمامية بسيوف وبرماح طويلة ويتراوح طول الرمح‬
‫بين ستة وسبعة أمتار ‪ ,‬كما سلح المقاتلين بدور مستديرة من الجلد للوقاية أما الفرقة‬
‫التي تسير في الصف الثاني فكانت تحمل سالحا خفيفا عبارة عن سيف ورمح‬
‫قصيرين وكان مجهزا بالقوس والنساب ‪ ,‬وكان المقاتلون يخضعون لتمارين رياضية‬
‫وعسكرية قاسية ويتقلون تدربهم على محبة دولتهم والدفاع عنها وقد استطاعت‬

‫الشعوب اليونانية ذلك االجتماع الذي اعترفو له فيه بالسيادة عليهم وبقيادة الجيوش اليونانيين في حالة اندالع‬
‫الحرب بينهم وبين الفرس ‪ ,‬ينظر ‪ :‬نسطور ماتساس ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪,‬ص ‪.164 ,163 ,‬‬
‫‪ - 15‬على عكاشة وآخرون ‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.94‬‬
‫‪ -16‬محمود فهمي ‪ ,‬تاريخ اليونان ‪ ,‬تق ‪ :‬محمد زينهم محمد عزب‪ ,‬مكتبة الغد ‪( ,‬د‪.‬ط)‪ ,1999 ,‬ص‪,‬ص‪,‬‬
‫‪.138,139‬‬
‫‪ - 17‬ف‪ .‬دياكوف ‪ ,‬س‪ .‬كوفاليف ‪ ,‬الحضارات القديمة ‪ ,‬ج‪ , 2‬تر‪ :‬تسنيم واكيم اليازجي ‪ ,‬منشورات دار عالء‬
‫الدين ‪ ,‬ط‪ ,1‬دمشق ‪ ,2000,‬ص ‪.390‬‬
‫‪ - 18‬سيد أحمد علي الناصري ‪ ,‬اإلغريق وتاريخهم وحضارتهم من حضارة كريت حتى قيام إمبراطورية‬
‫اإلسكندر األكبر ‪ ,‬دار النهضة العربية ‪ ,‬ط‪ ,2‬القاهرة ‪( ,‬د‪ .‬ت‪ ,) .‬ص ‪,466‬‬
‫مقدونيا بفضل هذا الجيش أن تسيطر على بالد اليونان ‪ ,‬وهكذا أصبحت مقدونيا في‬
‫‪19‬‬
‫عهد فيليب الثاني وريثة اسبرطة في تحقيق أكبر قوة ضاربة عرفها اإلغريق‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األوضاع االقتصادية‪:‬‬


‫لقد شجع فيليب االقتصاد وذلك عن طريق الزراعة والصناعة وتربية المواشي‬
‫وشق الطرقات‪ 20 .‬ولقد اشتهرت مقدونيا بأشجار التين و الزيتون وبحقول القمح و‬
‫الشعير والكروم و الحدائق ‪ ,‬فضال عن المراعي الشاسعة الممتدة فوق الروابي‬
‫والسهول والتالل حيث كان ترعى قطعان المواشي و األغنام كما ساعدتها الغابات‬
‫الكثيفة على ت صدير األخشاب الالزمة لبالد اليونان ‪,‬ولقد عرف عن مقدونيا شهرتها‬
‫بتربية الخيول وبصناعة النبيذ كما أنها كانت تمتلك مناجم غنية بالذهب و الفضة ‪,‬‬
‫‪,‬وإستطاع فيليب من سك نقود ذهبية و فضية ساهمت في تقوية اقتصاد مقدونيا من‬
‫الداخل والخارج ‪ .21‬وقد جعل السلطة المركزية في إدارة الدولة وأموالها مما أدى‬
‫إلى إضعاف شوكة رجال اإلقطاع وازدادت األموال وتحولت دولته من دولة ضعيفة‬
‫مفككة يسيطر عليها اإلقطاعيون إلى دولة قوية تهدف إلى توحيد بالد اليونان تحت‬
‫سيادتها ‪,‬تمكن من ربط بالده بشبكة من الطرق ألغراض التجارة والنقل‪ ,22‬وكان‬
‫التنظيم المالي تدبيرا آخر هاما لفيليب في بناء الدولة المقدونية استخدم المعادن الثمينة‬
‫التي تطورت عن طريق فتح المناطق الذهبية و مدن تراسيا الغنية ‪ 23.‬وكذلك أقام‬
‫فيليب في امفيولوس قلعة التي أمنت له الوصول إلى مناجم الذهب الغنية في جبل‬
‫بانجيوس و قد أدى إلى إنتاج ألف تالنت من الذهب سنويا وكانت الخطوة التالية هي‬
‫االستيالء على األمالك األثينية المتبقية في اإلقليم ‪24.‬وخالصة القول فإن مقدونيا‬
‫كانت بخيراتها وأراضيها البكر واقتصادها القوى مؤهلة لكي تلعب دورا سياسيا‬
‫‪25‬‬
‫وعسكريا ناجحا في تاريخ اليونان‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬األوضاع االجتماعية‪:‬‬

‫‪ - 19‬وهيب أبي الفضل ‪ ,‬الموسوعة الكبرى لتاريخ الشعوب وحضارتها "اليونان " ‪,‬ج‪ ,5‬مركز الشرق األوسط‬
‫الثقافي ‪ ,‬ط‪ ,1‬بيروت ‪ , 2012 ,‬ص ص ‪.226 ,225‬‬
‫‪ - 20‬وهيب أبي الفاضل ‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.225‬‬
‫‪ - 21‬سيد أحمد الناصري‪ ,‬اإلغريق تاريخهم وحضارتهم‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪ ,‬ص ‪.449,450‬‬
‫‪ - 22‬خلود حبيب كريم ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.5‬‬
‫‪- 23‬ف‪ .‬دياكوف ‪ ,‬س‪ .‬كوفاليف ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.390‬‬
‫‪ - 24‬أرنولد توينبى ‪ ,‬تاريخ الحضارة الهلينية ‪ ,‬تر ‪ :‬رمزي جرجس ‪ ,‬مكتبة األسرة ‪( ,‬د‪.‬ط) ‪( ,‬د‪.‬ب) ‪,2003 ,‬‬
‫ص ‪.193‬‬
‫‪ - 25‬سيد أحمد الناصري ‪ ,‬اإلغريق تاريخهم وحضارتهم‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.450‬‬
‫لقد ساد بالد اإلغريق نظام اجتماعي بسيط‪,‬فقد كانت طبقة األقلية الحاكمة فيه‬
‫على رأس الهرم االجتماعي تمتلك معظم األراضي الزراعية المنتجة‪ ,‬هذا فضالا‬
‫على احتاللهم ألهم المراكز في الدولة‪ ,‬التي منحتهم امتيازا يتناسب مع دورهم‬
‫العسكري الذي ازدادت أهميته أكثر بين أفراد المجتمع اإلغريقي لمعاناته من كثرة‬
‫الخصومات والفتن التي أدت إلى نشوب الحروب بين المدن الهامة ‪,‬وعليه أصبح‬
‫عمل الفرد ال يقاس بما يقدمه من إنتاج يفيد به المجتمع عموما ‪ ,‬يقدر ما يقدم من‬
‫تضحيات في سبيل حماية أموال وأمالك الطبقة الحاكمة األرستقراطية ‪,‬صاحبة‬
‫السيادة و الثروة ‪ ,‬وبالتالي حتى المواطن العادي قد ساهم في زيادة التباين االجتماعي‬
‫الذي تسبب في ظهور أزمة سياسية حادة مثلت أدوارها عدة أطراف شاركت في‬
‫تنفيذها كالمعارضة الذي زاد نشاطها عن طريق المعارك واالنتقادات ألصحاب‬
‫الثروات والحكام وخاصة الملك ‪ ,‬وأدى ذلك إلي ظهور عصيان تمرد كل من مدينة‬
‫"شيرونة " و مدينة "طيبة" ‪ ,‬اللتين كان مصيرهما سحق اإلغريق ‪ ,‬و إزالة الثانية‬
‫‪ ,‬وقد ينعكس على الطبقة‬ ‫‪26‬‬
‫من الوجود من طرف فيليب الثاني في عام ‪ 337‬ق م‬
‫*‬
‫التي تضم المزارعين الذين ينحدرون من أهل البالد األوائل المدعوين بالهيلوتيين‬
‫‪,‬الذين حرموا من حقوقهم السياسية وانخرطوا في صفوف الجيش المقدوني كخدم‬
‫للمحاربين النبالء ‪,‬وأما الذين رفضوا االنخراط منهم قد توجهوا إلى احتراف مهنة‬
‫االرتزاق في داخل و خارج بالد اإلغريق للتعبير عن معارضتهم للنظام المقدوني‬
‫وضمت كذلك المدن اإلغريقية‪ ,‬بالطبع طبقات أخرى غير الطبقة األرستقراطية‬ ‫‪27‬‬
‫‪,‬‬
‫‪ ,‬فهناك الطبقة الوسطى ‪ ,‬كما أن النشاط االقتصادي في المدن اإلغريقية يقوم على‬
‫أكتاف العبيد الذين كانوا محرومين من كل الحقوق‪ ,‬وكان الملك يجمع أفراد مدينته‬
‫األحرار لكي يعرض عليهم ما أتخذه من قرارات وكان لهم حق الموافقة أو الرفض‪،‬‬
‫ولكن الحق األخير كان مقصورا على مجموعة من األرستقراطيين أن تسلب الملك‬
‫‪ - 26‬إبراهيم العيد بشي ‪,‬تاريخ مختصر ألهم حضارات الشرق القديمة ‪,‬دار هومة للطباعة ‪(,‬د‪ .‬ط)‪ ,‬الجزائر ‪,‬‬
‫‪ , 2007‬ص ‪. 160‬‬
‫*‪ -‬الهيلوتيين ‪:‬وهي طبقة من نسل خلق الدوريين فهم من أوائل سكان البيبلوبونيز وكان جلهم من الجنس األقدم‬
‫الذي كان مقيما بشبه الجزيرة قبل قدوم اإلغريق‪ ,‬ينظر‪:‬المؤلف مجهول ‪,‬التطور التاريخي والحضاري لإلغريق‬
‫‪(,‬د‪,‬د‪,‬ن )‪(,‬د‪ ،‬ط )‪(,‬د‪,‬ت‪,),‬ص‪. 81‬‬
‫‪ -27‬إبراهيم العيد بشي‪ ,‬تاريخ مختصر ألهم حضارات الشرق القديمة ‪ ,‬المرجع السابق ‪,‬ص ‪.161‬‬
‫سلطاته بالتدريج و أصبحت السلطة الفعلية في أيدي األرستقراطيين ‪ ,‬وكان حكم‬
‫كما عمل فيليب‬ ‫‪28‬‬
‫األرستقراطيين أكثر كفاءة في إدارة الدولة من النظام الملكي‪.‬‬
‫على حق الدفاع عن مصالح األغنياء مالك العبيد وأعلنت الملكية الخاصة حقا مقدسا‬
‫‪29‬‬
‫لهم وكما قام بإلغاء ديونهم‪.‬‬
‫وأدت هذه األوضاع السياسية والعسكرية واالقتصادية واالجتماعية إلى‬
‫ظهور قوة مقدونيا وسيطرتها على بالد اليونان وذلك بفضل ملكها فيليب الثاني‬
‫الذي عمل على تنظيم شؤونها الداخلية وتخلص من نزاعاتها االنفصالية‪ ,‬وبعد‬
‫اغتياله سنة ‪ 336‬ق‪.‬م تولى الحكم بعده ابنه اإلسكندر المقدوني وذلك سنة‪ 336‬ق‬
‫م‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلسكندر المقدوني واعتالئه‬


‫الحكم(‪ 336‬ق م‪ 335.‬ق م)‬
‫أوال ‪:‬مولده ونشأته‬
‫ثانيا ‪:‬تكوينه السياسي والعسكري‬
‫ثالثا‪ :‬توليه العرش‬
‫رابعا ‪:‬دوره في القضاء على تمردات‬
‫خامسا ‪:‬استعداداته العسكري‬
‫‪ -28‬فوزي مكاوي‪ ,‬تاريخ عالم اإلغريق وحضارته ‪,‬المرجع السابق ‪,‬ص ـص‪ 60‬ـ‪. 61‬‬
‫‪ - 29‬ف‪ .‬دياكوف ‪ ,‬س‪ .‬كوفاليف ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪. 391 390‬‬
‫شهد العالم القديم ظهور العديد من شخصيات الفاعلة من بينهم شخصية‬
‫اإلسكندر المقدوني من الشخصيات التاريخية العظيمة التي لعبت دورا بارز في‬
‫تاريخ القديم والتي لديها جوانب هامة ينبغي علينا أن نلم بها إذ أنها تتمثل في‬
‫شخصيته الفريدة والحوافز التي تمكن من وراءها من أعماله وفتوحاته ومن هنا‬
‫خصصنا هذا الفصل من أجل دراسة شخصيته وأهم إنجازاته ‪:‬‬
‫أوال‪ -‬مولده ونشأته ‪:‬‬
‫‪1‬ـ مولده ‪:‬‬
‫في عام ‪ 357‬ق م التقى فيليب خالل رحلة له إلى جزيرة ساموتراقيا بفتاة شابة‬
‫تدعى أولمبياس‪ ،‬وكانت أميرة تنحدر من أصل ملكي‪،‬فأحبها وتزوجها‪،‬وضمن‬
‫بزواجه منها محالفة شقيقها إسكندر مولوس ملك إبيروس* المجاورة لمقدونية‪ ،‬وأما‬
‫**‬
‫في ‪22‬من حزيران عام ‪ 356‬ق م وضعت أولمبياس مولودها األول‪ 30‬في بيال‬
‫عاصمة مقدونيا الجديدة‪ ،‬وكان أبوه فيليب الثاني الملقب باألعور‪ ,31‬و في ذلك اليوم‬
‫يحاصر مدينة بوتيديا اليونانية‪ ،‬فأوفد إليه رسول النبأ السعيد ويزف إليه البشرى‬
‫بميالد األمير‪ ،‬الذي اختر له اسم اإلسكندر تيمنا باسم أخ فيليب المتوفى واسم شقيق‬
‫أولمبياس‪ 32،‬وصادف اليوم الذي ولد فيه اإلسكندر احتراق هيكل دنايا في أفسس‬
‫وهي مناسبة تافهة يجعلها هيكسياس المغنيزي لوقف النار وانطفائها إذ يقول إن النار‬
‫نشبت‪ .‬في المعبد فاحتراق أثناء غياب سيدته التي ذهبت لمساعدة أولمبياس أثناء‬
‫المخاض ب اإلسكندر‪ ,‬وأن العرافيين الشرقيين الذي صادف وجودهم في أفسس أثناء‬

‫* ‪ -‬إيبروس‪:‬إقليم يقع على طرف بالد اليونان معزول عنها لجبال بعسر اجتياحها وتقسيم اإلقليم إلى مقاطعات‬
‫منعزلة عن بعضها جبال تتقاطع طوال وعرضا تطل على أودية عميقة‪ ,‬وكان االبيريون واالليريون يحاولون‬
‫فرض هيمنتهم على مقدونيا‪ ،‬وقد يكون زواج فيليب الثاني ملك مقدونيا من أولمبياس أخت اإلسكندروس ملك‬
‫إبيروس طريقة لصد عدوان المملكة المجاورة‪ ،‬ينظر ‪ :‬نسطور ماتساس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪ - 30‬صالح االشتر‪ ،‬اإلسكندر األكبر‪ ،‬دار الشرق العربي‪ ،‬ط‪ ,3‬سورية‪ ،,2002 ,‬ص ص ‪.23‬‬

‫** ‪ -‬بيال‪ :‬مدينة قديمة في مقدونيا قرب قرية "‪ "neochori‬الحالية‪ ،‬أصبحت عاصمة المملكة المقدونية منذ‬
‫القرن الرابع ق‪.‬م تحت حكم فبليب الثاني‪،‬وقد شهدت فترة رخاء تحت حكم المقدونيين‪ ،‬ينظر ‪ :‬أم هاني‬
‫رمضاني‪,‬المرجع السابق‪,‬ص‪.172‬‬

‫‪ 31‬ابتهال عادل إبراهيم الطائي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ص‪ 167‬ـ‪.168‬‬

‫‪ - 32‬صالح االشتر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.24 ،23‬‬


‫الحريق اتفقوا كلهم بأن الخراب الهيكل ما هو إال مصيبة أخرى فاخذوا يتراكضون‬
‫في أنحاء المدينة وهم يلطمون ويصرخون قائلين أن أمرا جلال سيتمخض به هذا‬
‫اليوم وسيكون فيه القضاء والدمار آلسيا كلها‪ 33.‬وكما صادفت والدة اإلسكندر‬
‫انتصارا لوالده فيليب على األلليرين و أيضا انتصار لخيل فيليب في سباق األولمبياد‬
‫آنذاك ‪ 34‬كما أكد العرافيين لفيليب أن ابنه صادفت والدته مثل هذه البشائر بال شك‬
‫‪35‬‬
‫هو جبار ال يغلب‪.‬‬
‫وتذكر الروايات أنه عندما تزوج الملك فيليب الثاني مع األميرة أولمبياس رأى‬
‫في الحلم أنه وضع شامة على بطن زوجته على شكل أسد‪ 36،‬فنصحوه الحكماء أن‬
‫يراقب زوجته‪,‬إال أن أرسطو* فسر له أنها حامل بذكر يكون شجاعا كاألسد ولديه‬
‫شأن كبير في المستقبل‪ 37،‬وهناك روايات أخرى تقول إن فيليب في اليوم التالي من‬
‫زفافه رأى أنه طبع على جسد زوجته خاتما عليه نقش أسد‪ ،‬قال عراف القصر إن‬
‫اإلنسان ال يختم شيئا ا فارغا‪ ،‬فال بدا أن تكون أولمبياس قد حملت‪ ،‬ووليدها سيكون في‬
‫شجاعة األسد‪ 38،‬وتذكر كذلك بعض الروايات أخرى أن األميرة أولمبياس حلمت ليلة‬
‫زفافها لفيليب‪،‬أن صاعقة من السماء قد دخلت غرفتها‪،‬واخترقت جسدها‪،‬و أشعلت‬
‫فيه نارا‪ ,‬وتنبأ العرافون حول هذه المنامة و فسروها بأن أولمبياس ستلد ابنا في‬
‫شجاعة األسود وهو من سيخلفه في العرش كما ستصاحبه انتصارات كبرى في‬
‫‪39‬‬
‫العالم‪.‬‬

‫‪2‬ـ نـــــــــشأتـــــــه‪:‬‬
‫تربى اإلسكندر خالل السنوات األولى من حياته على يد مرضعته ومربيته‬
‫تدعى هيالنيكة وهي أخت "كليتوس األسود"الذي عهد إليه كذلك باإلشراف على‬

‫‪ - 33‬بلوتارك‪ ،‬تاريخ األباطرة و فالسفة اإلغريق‪،‬تر ‪:‬جورجيس فتح هللا‪،‬مج‪،3‬ط‪،1‬الدار العربية‬


‫للمطبوعات‪،‬بيروت‪ ,2010،‬ص ‪.1275‬‬
‫‪ - 34‬ابتهال عادل إبراهيم الطائي‪ ,‬المرجع السابق‪,‬ص‪.168‬‬
‫‪ - 35‬بلوتارك‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.1275‬‬
‫* ‪ -‬أرسطو‪ 384":‬ـ‪ 322‬ق‪.‬م "ولد في ستاجيرا " ‪ "stagira‬في إقليم (تراقيا)‪,‬وكان أبوه طبيب البالط لملك‬
‫مقدونيا وعندما بلغ ثمانية عشر من عمره أوفد إلى أثينا ليلتقي العلم على يد أفالطون في األكاديمية وقد ظ ال‬
‫عضوا في األكاديمية حتى وفاة أفالطون‪ ،‬وفي عام ‪ 343‬ق‪.‬م استدعى إلى بالط فيليب الثاني في مقدونيا ليكون‬
‫معلما لإلسكندر ابن فيليب‪ ,‬ينظر‪ :‬إسماعيل علي سعيد ‪،‬التربية في الحضارة اليونانية‪( ،‬د‪.‬د‪.‬ن‪( ,).‬د‪.‬ط)‪,‬‬
‫القاهرة‪,1990،‬ص ص‪186‬ـ‪.187‬‬
‫‪- Aneta SHUKROVA, Historyof the macedonian peop, Instituteof NationaiHistory,SKOPJE200 8, P9.‬‬
‫‪36‬‬

‫‪ - 37‬أم هاني رمضاني‪،‬المرجع السابق‪,‬ص‪.171‬‬


‫‪ -38‬محمد جبريل‪ ,‬غواية اإلسكندر ‪(،‬د‪.‬د‪.‬ن)‪(،‬د‪ .‬ط)‪(,‬د‪.‬ب)‪(,‬د‪.‬ت)‪,‬ص‪.25‬‬
‫‪ -39‬فوكس وبيرن‪ ،‬اإلسكندر األكبر‪ ،‬دار المطابع المستقبل‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ,‬اإلسكندرية‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫الطفل ومرافقته يعد أول رفيق لإلسكندر وهو يبلغ من العمر عامين وكان األمير‬
‫الصغير يعدو وراء رفيقه الضابط وهو يلعب بغمد سيفه في أرجاء القصر‪ ،‬ويكاد ال‬
‫يفارقه حتى تجاوز اإلسكندر السادسة من عمره ثم أخذ يدرب األمير الصغير على‬
‫الركوب الخيل‪ ،‬ويصاحبه إلى الحقول ويحمل إليه أعشاش العصافير من بين أغصان‬
‫األشجار حتى إذا أقبل المساء وغفا الطفل بين ذراعي حارسه حمله الضابط إلى‬
‫القصر وهو نائم ذو الشعر الذهبي على صدره ليرده إلى أمه التي كانت تغزل‬
‫الصوف وال تغفل عن رعاية طفلها والسهر عليه‪ 40,‬وتتلمذ على يد ليونيديس ابن عم‬
‫أمه أولمبياس‪,‬وكان رجال متقشفا يلزم تلميذه بالنهوض باكرا‪ ,‬واالكتفاء بالغذاء‬
‫البسيط و اللباس المتواضع ويكلفه القيام بمسيرات طويلة يتخللها ركض متعب‬
‫‪,‬ومعلمه كذلك بولينيكيس وهو مدرس الموسيقى‪ 41‬من جزيرة ليمنوس‪ *,‬ومعلمه في‬
‫الهندسة هو مينيكليس من البيلوبونيز‪ ,‬وأنه تعلم كذلك الخطابة من طرف معلمه‬
‫أناكسيمينيس‪،‬ولقد نشأ اإلسكندر نشأة الشباب المقدونيين النبالء‪،‬وقد نشأ كريما وفيا‬
‫سهل اإلقناع‪ ،‬لكنه كان قويا الشكيمة ال يكره إكراها ورث عن والدته مزاجا عاطفيا‬
‫قويا وكان يحب أمه حبا جما‪،‬وذلك كطريقة لتعويض غياب أبيه الذي كان دائما‬
‫خارج القصر في معارك خارجية تستمر شهورا وعن والده عقال نيرا ومقدرة عملية‬
‫فائقة وموهبة عسكرية نادرة‪,42‬وكان مولعا بجميع المعارف فتعلم القراءة و الكتابة‬
‫ومحبا لقراءة جميع أنواع الكتب وركوب الخيل و المصارعة والصيد وأحسن‬
‫اإلسكندر الفروسية و األلعاب الجسدية والعزف على القيتار مع سائر آالت‬
‫الطرب‪43‬ولقد كان اإلسكندر منذ صباه يحب األلعاب الرياضة وقد سئل يوما إذا كان‬
‫يحب االشتراك في األلعاب األولمبية فأجاب ‪:‬نعم سينافسني فيها أبناء الملوك ولهذا‬
‫اهتم معلمه ليونداس بتنشيئته على حب الرياضة‪ 44‬والتي تدفعه إلى اقتحام الحروب‬
‫كأحد أفراد الفرسان الشجعان‪،‬وعندما بلغ اإلسكندر الثانية عشر من عمره بدأ أبوه في‬
‫إعداده للفروسية‪،‬حيث اشترى له جواده الشهير بوكيفالوس أو رأس الثور الذي‬

‫‪ - 40‬صالح االشتر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.29 ,28‬‬


‫‪ - 41‬كالليسثينيس المزيف‪،‬حياة اإلسكندر‪ ,‬تر ‪ :‬محمود إبراهيم السعدني‪،‬المركز القومي للترجمة‪,‬‬
‫ط‪,1‬القاهرة‪،2015،‬ص‪.40‬‬
‫* ‪ -‬ليمنوس‪ :‬تقع هذه الجزيرة الصغيرة عند مدخل مضيق الدردنيل‪ ,‬ينظر ‪ :‬ييير ديقانبيه و آخرون‪،‬معجم‬
‫الحضارة اليونانية القديمة‪ ،‬ج‪ ,2‬تر‪:‬أحمد عبد الباسط حسن‪ ،‬فايز يوسف محمد‪ ,‬المركز القومي للترجمة‪، ,‬ط‪,1‬‬
‫القاهرة‪،2014,‬ص‪.22‬‬
‫‪ - 42‬أسد رستم‪ ،‬تاريخ اليونان من فيلبيوس المقدوني إلى الفتح الروماني‪ ،‬منشورات الجامعة‬
‫اللبنانية‪(،‬د‪.‬ط)‪,‬بيروت‪،1969،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ - 43‬جرجي ديمتري سرمق‪ ,‬المرجع السابق‪،‬ص‪.614‬‬
‫‪ - 44‬فوكس و بيرن‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪. 11‬‬
‫أصبح جزءا ال يتجزأ من أسطورة اإلسكندر وأن يدربه ليكون حصانه المفضل في‬
‫كل حروبه‪( 45‬أنظر الشكل‪ / 2‬ص ‪.)62‬‬
‫‪,‬كما برزت فروسيته وشجاعته على نحو واضح منذ نعومة أظافره‪ .‬وقام‬
‫بتعليمه األدب ليسمخوس حيث لقنه اإللياذة‪ 46،‬كما وصفه بلوتارك أنه محبا لألدب‬
‫ومحبا لإلطالع‪ 47,‬وكان يتميز بالذكاء و الشجاعة األدبية االجتماعية مع الناس‪،‬حتى‬
‫الغرباء عنه وعندما كبر وبلغ من عمره ثالثة عشر سنة من عمره‪،‬أخذ والده يبحث‬
‫له عن معلام يلقنه الفلسفة و المعارف البشرية المختلفة فعرض عليه حشد كبير من‬
‫العلماء اختار منهم الفيلسوف الشهير أرسطو وجعل له معبد الحوريات‪،‬بنات إله‬
‫البحر بوسيدون‪،‬مكاناا يتخذه كمدرسة‪،‬ومقابل تعليمه اإلسكندر‪ 48،‬ألن أبو أرسطو كان‬
‫طبيبا وصديقا له ليلقنه العلوم‪،‬ولقد علم أرسطو اإلسكندر البالغة و النحو والفلسفة‬
‫والطبيعة و المساحة وعلمه أصول التفكيري العقالني والنظرة الموضوعية‬
‫واألخالق و المنطق و الفن و الطب‪,‬وقد كان تأثير أرسطو واضحا في سلوكات‬
‫اإلسكندر‪ ،‬كان واضحا في طريقة تفكيره ومالحظاته ومثله األعلى‪،‬حيث أن‬
‫اإلسكندر ظل طول حياته شديد العرفان ألستاذه وقد أشاد به قائال"إن أبي هو الذي‬
‫وهبني الحياة‪ ,‬لكن أرسطو هو الذي علمني كيف أحيا‪ 49.‬ولم يكتفي أرسطو بإعطائه‬
‫معارف واسعة‪,‬بل رباه على حب الحضارة الهيللينية و الثقافة اليونانية وهيمنتها على‬
‫اليونان‪،‬وأن أرسطو هو من رسخ القيم و المبادئ في عقل اإلسكندر‪,‬وقد تأثر‬
‫اإلسكندر بتلك التعاليم ‪, 50‬وأنه كان يرسل من البلدان التي يمر بها نماذج من‬
‫حيواناتها إلى أستاذه أرسطو وذلك لإلطالع وتسهيل أبحاثه العلمية‪،‬بحيث استطاع‬
‫أرسطو أن يؤسس أول حديقة حيوان في العالم‪ 51.‬وتأثر أيضا اإلسكندر بالفيلسوف‬
‫اليوناني ديوجين فيذكر كذلك بلوتارك كيف استقبل البعثة الفارسية في غياب أبيه‪،‬بكل‬
‫الحب وروح الصداقة‪،‬ولكن كان يسألهم أسئلة أكبر من سنه‪ 52،‬وكان اإلسكندر عندما‬
‫ينتهي من دروسه‪،‬كان يجمع رفاق دراسته في مكان ما ويلقي عليهم هو درسا أو‬

‫‪ - 45‬سيد علي أحمد الناصري‪ ،‬اإلغريق تاريخهم وحضارتهم‪ ,‬المرجع السابق‪,‬ص‪.506‬‬


‫‪ - 46‬ابتهال عادل إبراهيم الطائي‪ ,‬المرجع السابق‪.168،‬‬
‫‪ - 47‬مصطفى العباادي‪ ,‬مكتبة اإلسكندرية القديمة سيرتها ومصيرها‪ ,‬منظمة األمم المتحدة للتربية و العلم و‬
‫الثقافة‪( ,‬د‪.‬ط )‪ ,‬باريس‪،1992،‬ص‪.24‬‬
‫‪ - 48‬فيان موفق النعيمي‪،‬ياسر عبد الجواد المشهداني‪ ،‬تاريخ اليونان والرومان في الشرق األدنى‪ ،‬دار‬
‫الفكر‪،‬ط‪ ,1‬عمان‪،2013 ،‬ص‪.82‬‬
‫‪ - 49‬أم هاني رمضاني‪,‬المرجع السابق‪،‬ص ص‪.172,171‬‬
‫‪ - 50‬ف‪.‬دياكوف‪،‬س‪.‬كوفاليف‪ ،‬المرجع السابق‪,‬ص‪.393‬‬
‫‪ - 51‬سمير شيخاني‪،‬صانعي التاريخ‪ ,‬ج‪,1‬مؤسسة عز الدين للطباعة والنشر‪ ،‬ط‪،1‬بيروت‪،1978،‬ص‪.45‬‬
‫‪ -52‬محمود إبراهيم السعدني‪ ،‬سيرة اإلسكندر األكبر تاريخه و قبره و آثاره‪،‬موسوعة الثقافة التاريخية و األثرية و‬
‫الحضارية‪ ,‬دار الفكر العربي‪ ,‬ط‪,1‬القاهرة‪، 2014 ,‬ص‪.12‬‬
‫يمارس معهم تدريبات عسكرية‪،‬وكان حينئذ هو الذي يصدر أمر القتال ويالحظ أن‬
‫اإلسكندر‪,‬كان قد نشأ مع أبناء الملوك والقواد و السفراء في البالط المقدوني ويضم‬
‫البالط من أبناء الملوك والحكام‪ 53.‬ولما بلغ اإلسكندر السادسة عشر من عمره نودي‬
‫به واليا للعهد ونائبا عن والده بإدارة دفة البالد أثناء انصراف األخير للحرب‪ 54,‬ضد‬
‫مدينة بيزنطة وفي هذا الوقت أولى حمالته و أسس أولى المدن التي حملت اسمه‬
‫وهي "أليكسندرو وليس " أي "مدينة اإلسكندر " في تراقية‪ ،‬فأظهر الشاب براعة في‬
‫القيادة العسكرية وكان يجيد الرماية بالقوس‪،‬إذ عرف كيف ينهض لمقارعة القبائل‬
‫التي ثارت ضد حكم والده في تراقية وبضربة سيف هنا وتسديد رمح هناك وارتدت‬
‫نيران تلك الثورة رمادا هامدا وليس هذا فحسب‪ 55,‬وكان اإلسكندر يشترك في‬
‫تدريبات المشاة ويمتطي صهوة جواده قافزا على ظهره مباشرة من األرض وكان‬
‫كذلك يشارك مع والده فيليب في التدريبات العسكرية وكان يسهم فيها مرتديا الزي‬
‫العسكري الكامل وكان يهاجم وحدات العدو وينقض عليهم بشرسة‪،‬ممتط ايا فرسه‬
‫وعندما رآه والده الملك فيليب قال له "يا إسكندر‪،‬يا بني‪،‬إنا شخصيتك وشجاعتك‬
‫‪56‬‬
‫تسعداني‪ ,‬ولكن ما يحزنني هو أنَ مالمح وجهك ال تشبهني"‪.‬‬

‫ثانيا ــ تكوينه السياسي و العسكري‪:‬‬


‫ويظهر تكوينه السياسي أنه كان طموحا إلى حد مقارعة المستحيل كما وصفه‬
‫ديموستين‪ * ,‬بالرجل الدائم التطلع والطموح لالستيالء على بالد جيرانه والعالم‪،‬كما‬
‫أنه قد امتاز بحنكة ودارية فائقتين‪،‬ثاقب النظر في معرفة مواطن ضعف‬
‫أعدائه‪،‬صبورا على تحقيق مآربه‪،‬ال يثنيه عنها إخفاق أو فشل‪،‬يمهد لالنتصار على‬
‫منافسيه بتؤدة وطول أناة‪،‬بارعا في زرع بذور التفرقة بين أعدائه‪،‬يضرب الواحد‬
‫باآلخر لتخلو له الساحة‪،‬يتالعب بخصومه‪,‬كما يتالعب بالدمى‪,‬ويوطئ للضربة‬
‫القاضية بزعزعة دعائم خصمه حتى إذا انتصر عليه‪,‬يعامل عدوه بكل اعتدال‪57.‬وهذا‬
‫ما ذهب إليه بلوتارك على أن اإلسكندر كان منذ صغره عبقرياا يتحدى المستحيل وذو‬
‫شخصية قيادية قد يكون لها شأن كبير في المستقبل‪،‬كما أنه تأثر بأعماله ووصفها‬

‫‪ - 53‬كالليسثينيس المزيف‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ص‪ 40‬ـ‪.41‬‬


‫‪- Jacob Abbott ,History of Alexander The Great, Library of congress , London, P33 54‬‬
‫‪ - 55‬األب متوديوس زهيراتي‪,‬المرجع السابق‪،‬ص‪. 9‬‬
‫‪ - 56‬كالليسثينيس المزيف‪ ,‬المرجع السابق‪،‬ص‪.41‬‬
‫* ‪ -‬ديموستين‪:‬خطيب سياسي إغريقي مشهور‪،‬كان معارضا لفي ليب الثاني الذي هاجمه في عدة خطب قاسية‬
‫ويقال أن ديموستين أنه كان فاقدا البصر‪،‬لكن لسانه الذع‪ ،‬ينظر ‪ :‬إبراهيم العيد بشي‪،‬التوسع العسكري‬
‫المقدوني‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.87‬‬
‫‪ -57‬األب ميتوديوس زهيراتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪. 24 ،23‬‬
‫باإلنجاز العظيم‪ 58.‬كما أن اإلسكندر كان شغوفا بأعمال غير عادية ومثاال للتفوق‬
‫وحب المجد والشهرة وربما أثر عليه مربيه ليسماخوس الذي كان يسمي نفسه‬
‫فونيكس كما كان يدعى مربي أخيليوس بطل اإللياذة الهومرية فكانت شخصية أخيل‬
‫نصب عينيه بكل مالها من قوة وما عليها من غضب فضيع كما كان يحتفظ دائما‬
‫بنسخة من اإللياذة تحت وسادته‪،‬جنبا إلى جنب وقد رافقته في جميع الحروب التي‬
‫خاضها إضافة إلى خنجره الذي كان يحتفظ به في نفس المكان من أجل الدفاع عن‬
‫نفسه‪59.‬وكذلك من خالل ما زرعه أرسطو في تلميذه التحمس الشديد للوحدة وهو ما‬
‫رفع رصيد انتصاراته شيئا فشيئا لتوحيد حضارتي الشرق و الغرب كما تأثر بأبيه‬
‫في مواجهة األمور ومعالجتها بدهاء ورؤية واقعية وهذا ما صنع من اإلسكندر‬
‫سياسيا ماهرا وإداريا حازما وقائدا نابغا يحسن معاملة الناس ويكسب ودهم ويفي‬
‫للعهود التي يقطعها على نفسه‪،‬ولم يسمح لموظفيه أو قواده يظلم رعياه واستبدادهم‬
‫وتأثره الديني وظهر في رغبته في المزج بين الدين والسياسة وأن الشخصية‬
‫السياسية كانت امتداد لشخصيته‪.‬أما بالنسبة لتكوينه العسكري فقد كان ليونيداس هو‬
‫دربه على ركوب الخيل وله الفضل في تربيته العسكرية الخشنة وتعويده الصبر‬‫الذي َ‬
‫على الشعب والجوع والعطش‪،‬حتى أصبح اإلسكندر قادرا على السيطرة على‬
‫نفسه‪ ،‬وقد ظل دائما يذكر فضل هذا المؤدب عليه‪,‬عندما كان يتحمل المكارة التي‬
‫تتعرض طريق زحفه بنفس راضية وصبر عجيب حتى يتغلب عليها‪ ،‬وكذلك عندما‬
‫شن فيليب حملته على البيزنطيين عين اإلسكندر نائبا في مقدونيا وهو لم يتجاوز‬
‫الستة عشرا من عمره وفوض إليه ختمه‪ ،‬وهذا ما أدى لإلسكندر إلى جرد حملة على‬
‫الميديين الثائرين وأخضعهم واستولى على مدينتهم الكبرى عنوة وطرد سكانها‬
‫البرابرة‪ ،‬واسكن في محلهم مستعمرين من عدة قوميات‪ 60،‬وكذلك عام ‪ 338‬ق م في‬
‫سن الثامنة عشرة من عمره قاد اإلسكندر الجانب األيسر من الفرسان المقدونيين في‬
‫معركة خيرونيا‪ 61،‬وكان أول جندي في الجيش هجم على العصبة الثيبية‬
‫المقدسة‪*.‬وأصبح األمير يحظى بإعجاب كل الذين يشهدون نمو جسمه وتكوينه‬
‫الشخصي و العسكري المتنامية شهرا بعد شهرا‪ 62.‬ولقد بدأ حياته الحربية ويمارس‬
‫القتال منذ اليوم التالي لوصوله‪ ,‬وقد شارك في مناوشات إلى جانب أبيه بجرأة وخفة‬

‫‪ - 58‬بلوتارك‪،‬المصدر السابق‪،‬ص‪. 1258‬‬


‫‪-59‬محمود إبراهيم السعدني‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.12‬‬
‫‪- 60‬أسد رستم‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫* ‪ -‬العصبة الثيبية المقدسة‪:‬كتبة مفضلة في الجيش في مدينة ثيباي (طيبة) كانت مكونة من ثالثمائة من بين‬
‫شباب األسر االرستقراطية وتفرغوا للقتال واكتسبو أحسن تدريب عسكري برعاية المدينة التي تنفق عليهم من‬
‫الخزينة العامة وأقسموا أن يحيوا وأن يموتوا معا‪ ،‬ينظر ‪ :‬نسطور ماتساس‪ ,‬المرجع السابق‪.148 ،‬‬
‫‪Chelsea House, P 8.،EMPIRE OF ALEXANDER ، DEBRA SKELTON & PAMELA DELL -61‬‬
‫‪ -62‬صالح االشتر‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.35‬‬
‫وشجاعة وحماسة حتى استرعى أنظار الجيش المقدوني كله‪،‬وقد بدأ اإلسكندر يتعلم‬
‫من أبيه أسرار الحرب وفن القيادة وقد أدرك أن القائد الحق ينفق قبل المعركة أياما‬
‫في االستطالعات و االستخبارات ودراسة الميدان وتأمين العتاد و التموين‪ 63.‬ولقد‬
‫احتفظ اإلسكندر بموقعه في التاريخ في كونه قائدا من أعظم قادة العالم القديم ولعل‬
‫أعظم ما تميز به بأنه كان فيلسوفا وقائدا عسكريا ويعود السبب في ذلك نتيجة لتأثره‬
‫بشخصية والده القوية وتأثره بأستاذه أرسطو وبيئته المقدونية التي عاش وترعرع‬
‫فيها‪.‬وإستطاع اإلسكندر خالل عشرة سنوات من توسيع إمبراطوريته لتشمل كافة‬
‫أرجاء األرض واتصف اإلسكندر بخشونته العسكرية مع رجاله وفي الوقت نفسه‬
‫يشاركهم أفراحهم وأحزانهم مما أكسبه حبهم‪ 64,‬كما تعددت تسميات اإلسكندر عند‬
‫المؤرخين وهي ‪ :‬اإلسكندر المقدوني أو اإلسكندر األكبر أو اإلسكندر الثالث‪ ،‬وكان‬
‫اسمه باليونانية "ألكساندروس ميغاس" وعرفه العرب باإلسكندر‪.‬المقدوني‪،‬و عرف‬
‫‪65‬‬
‫كذلك بذي القرنين‪.‬‬

‫اآلراء العامة حول شخصية‪.‬اإلسكندر ‪:‬‬


‫لقد ذكرت الكتابات التي تناولت حياة اإلسكندر بأنه ذلك الشاب التي تالحمت‬
‫األساطير قصة حياته لدى الكثير من المجتمعات التي وصلت إليها أخباره فسارعت‬
‫إلى تمجيد بطوالته من طرف الكتاب والمؤرخين ونظرا لموته المبكر فقد ساعدت‬
‫الكتابات على إظهار غروره وعليه فقد انتشرت قصة ذي القرنين‪ *,‬في معظم كتابات‬
‫المؤرخين العرب فذكر عندهم بذي القرنين‪ 66.‬وذلك عندما ذهب إلى مصر وصل‬
‫إلى المنفى فاستقبله كمحرر وبطل وحرص على أن يتوج فرعونا في معبد "بتاج‬
‫كبير"ووضع على رأسه تاج من قرني الكبش رمز آمون ومن ثم عرف في تاريخ‬
‫الشرق باسم ذو القرنين‪ 67,‬ورد في الكتاب المقدس ذكر ضريح لإلسكندر‪،‬كما ذكر‬
‫في القرآن الكريم قصة قائد صالح سمي بذو القرنين أو صاحب القرنين أو قال بعض‬
‫مفسري التوراة والقرآن أنه يحتمل أن يكون هو‪.‬اإلسكندر األكبر‪ ,‬ومن المواضع التي‬

‫‪ - 63‬نفسه‪ ،‬ص ص ‪ 46‬ـ‪.47‬‬


‫‪ - 64‬أحمد الريفي الشريف‪ ,‬اإلسكندر المقدوني "‪ 356‬ـ‪ 323‬ق‪.‬م‪ ,‬مجلة جامعة العلوم اإلنسانية ‪( ،‬د ب )‪ ,‬ع‪،3‬‬
‫مج‪،6،2007‬ص‪.59‬‬
‫‪ - 65‬فيان موفق النعيمي و ياسر عبد الجواد المشهداني‪ ,‬المرجع السابق‪،‬ص‪.81‬‬
‫* ‪ -‬ذي القرنين ‪:‬من حمير (اليمن)‪,‬وأمه رومية وقد اختلف في اسمه فقال أن اسمه عبد هللا بن الضحاك بن معد‬
‫وقيل أنه اسمه مصعب بن عبد هللا بن قتان بن عبد هللا بن أزد‪،‬وقيل أنه ملك فارسي والروم‪ ,‬ينظر ‪:‬أبي الفداء‬
‫الحافظ بن كثير‪،‬البداية والنهاية‪ ،‬ج‪ ,2‬تق‪ :‬أحمد جاد‪ ،‬دار الحديث‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ,‬مج‪،1‬القاهرة‪،2006،‬ص‪.114‬‬

‫‪ -66‬إبراهيم العيد بشي‪,‬التوسع العسكري المقدوني‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪ 51‬ـ‪.52‬‬


‫‪-67‬سمير أديب‪ ،‬موسوعة الحضارة المصرية القديمة‪ ،‬العربي للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ,1‬القاهرة‪ ,2000 ،‬ص ‪.133‬‬
‫ذكر بها‪،‬سواء المؤكدة أو غير المؤكدة‪،‬إن اإلسكندر بن فيليب المقدوني بعد خروجه‬
‫من أرض كتيم و إيقاعه بداريوس ملك فارس‪,‬ثم أثار حروبا كثيرة وفتح حصونا‬
‫متعددة وقتل ملوك األرض‪.‬واجتاز إلى أقاصي األرض وسلب غنائم جمهور من‬
‫األمم فسكتت األرض بين يديه فترفع في قلبه والشموخ وحشد جيشا قويا جداا‪،‬‬
‫واستولى على البالد و األمم و السالطين فكانوا يحملون إليه الجزية أما في القرآن‬
‫‪68‬‬
‫فمما جاء وقيل باحتمال إشارته إلى اإلسكندر‪.‬‬

‫سأَتْلُوا‬
‫كما ورد في اآلية القرآنية‪َ ﴿ :‬و َيسأَلُونَكَ عَن ذِي القَ ْرنَين قُ ْل َ‬
‫علَ ْي ُك ْم ِم ْنهُ ِذ ْكرا‪.‬إنا مكنّا لُهُ فِي األ َ ْر ِ‬
‫ض َو َءات َ ْينَاهُ ِم ْن ُك ِّل شَيءٍ‬ ‫َ‬
‫‪69‬‬
‫سبا‪﴾.‬‬ ‫َ‬
‫ُون فِي األ َ ْر َ‬
‫ض‬ ‫سد َ‬ ‫ين إِن يَأ ْ ُجو َج َو َمأْ ُجو َج ُم ْف ِ‬ ‫﴿قَالُوا يَا ذَا القَرنَ ِ‬
‫علَى أ َ ْن تَجْ َع َل َب ْينَنَا َو َب ْينَ ُه ْم ُ‬
‫سدا‪.‬قَا َل َما َم َّك ِنّي‬ ‫فَ َه ْل نَجْ َع ُل لَكَ َخ َرجا َ‬
‫‪70‬‬
‫فِي ِه َر ِبي َخ ْي ٌر فَأ َ ِعينُونِي ِبقُ َو ٍة اَجْ عَ ْل بَ ْينَ ُك ْم َو بَينَ ُه ْم َردْما﴾‬
‫أما علمائنا من ذهب أن اإلسكندر ليس هو ذي القرنين فيري أنه كان مشركا‬
‫يعبد اآللهة وكافرا معتنقا آلراء أرسطو الفلسفية‪.،‬من بينهم ابن كثير وياقوت الحموي‬
‫وغيرهم فقد نفوا ذلك‪ ,‬وذكر ابن كثير سبب هذا التناقض الصريح والفرق الواضح‬
‫واالختالف الظاهر بين ذي القرنين و اإلسكندر‪.‬المقدوني اليوناني فرق علماء‬
‫وباحثون أجالء بينهما‪ ،‬وأظهروا الخطأ البين الذي وقع فيه غيرهم وذكروا أسبابا‬
‫لهذا الخطأ‪.‬‬
‫قال‪ :‬إنما نبها عليه ألن كثيرا من الناس يعتقد أنهما وحد‪ ،‬وأن المذكور في‬
‫القرآن هو الذي كان أرسطو وزيره‪ ،‬فيقع بسبب ذالك الخطأ كبير وفساد‪ .‬فإن األول‬
‫كان عبدا مؤمنا صالحا وملكا عادال وكان وزيره الخضر‪ ،‬أما الثاني فكان مشركا‬
‫وكان وزيره فيلسوفا وقد كان بين زمانيهما أزيد من ألفي سنة‪ ،‬فأين هذا من هذا ال‬
‫‪71‬‬
‫يستويان وال يشتبهان‪.‬‬
‫وذكر كذلك ياقوت الحموي عن بعض آراء العلماء فيذكر أن األول كان مؤمنا‬
‫كما قص هللا في كتابه وعمر عمرا طويال وملك األرض‪ ،‬وأما األخير فكان يري‬

‫‪ -68‬فيان موفق النعيمي وياسر عبد الجواد المشهداني‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.119‬‬


‫‪ - 69‬سورة الكهف‪،‬االيات ‪.81.82‬‬
‫‪ - 70‬سورة الكهف‪،‬االيات ‪.89.91‬‬
‫‪ - 71‬أبي الفداء الحافظ بن كثير‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.106‬‬
‫رأي الفالسفة ويذهب إلى قدم العالم كما هو رأي أستاذه أرسطو وقتل دارا ولم يتعد‬
‫‪72‬‬
‫ملكه الروم وفارس‪.‬‬
‫ويقول ابن القيم‪ :‬في الكالم على الفالسفة ومن ملوكهم اإلسكندر المقدوني وهو‬
‫ابن فيليب وليس باإلسكندر ذي القرنين الذي قص هللا تعالي نبأه في القرآن‪ ،‬بل بينهما‬
‫قرون كثيرة وبينهما في الدين أعظم‪.‬تباين فذو القرنين كان رجال صالحا موحدا هلل‬
‫تعالى يؤمن باهلل تعالى ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر‪ ،‬وكان يغزو عباد‬
‫األصنام‪ ،‬وبلغ مشارق األرض ومغاربها‪ ،‬وبنا السد بين الناس وبين يأجوج ومأجوج‪,‬‬
‫وأما هذا المقدوني فكان مشركا يعبد األصنام هو وأهل مملكته‪ ,‬وكان بينه وبين‬
‫‪73‬‬
‫المسيح نحو ألف وستمائة سنة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تولى اإلسكندر المقدوني العرش‪.‬‬
‫كان بيت فيليب مملوء باألحقاد وقد كان فيليب غير مخلص لزوجته‬
‫أولمبياس‪ ،‬وكانت صاحبة شهامة وكبرياء وقد ضاقت نفسها وثار غضبها مما كان‬
‫يفعله زوجها من خيانة عليه تجرح شعورها‪ ،‬وتحط من مكانتها وكرامتها على أن‬
‫مسلكها هي لم تعله الشبهات وتأزمت األمور بين فيليب و أولمبياس حتى وصل‬
‫الخالف إلى قمته عندما وقع في حب فتاة مقدونية ولم تكن األمور تسمح بأن يتخذها‬
‫مجرد خليله‪ ،‬وهذه الفتاة تدعى كليوباترا ابنة أخت القائد أتالوس‪,‬ولم يكن في مقدور‬
‫فيليب أن يكبح جماح شهوته فاستسلم لها‪،‬ومن أجل ذلك هجر زوجته أولمبياس وأقام‬
‫حفال عظيما أعلن فيه رباط الزوجية بينه وبين كليوباترا‪ ،‬غير أن في حفل الزواج‬
‫طلب القائد أتالوس من الحاضرين أن يدعو اإلله أن يزرق العروسين طفال شرعيا‬
‫وليكن وربت عرش مقدونيا‪ ،‬وعندما سمع اإلسكندر ذلك هب من مكانه وقذف كأس‬
‫الشراب في وجه أتالوس الذي نال من شرف أمه‪ ،‬وفي الحال انتفض فيليب من مقعده‬
‫والخمر تلعب برأسه وهو يكاد يسقط على األرض شاهرا سيفه في وجع ابنه‪ ,‬ولكنه‬
‫من شدة سكره سقط على األرض وعندئذ صاح السكندر قائال )تأملوا الرجل الذي‬
‫يريد أن يعبر بكم أوروبا إلى آسيا وهو يسقط على األرض عندما أراد أن ينتقل من‬
‫‪74‬‬
‫مقعد إلى مقعد )‪.‬‬

‫‪ - 72‬شهاب الدين أبي عبد هللا ياقوت بن عبد هللا الحموي الرومي البغداوي‪،‬معجم البلدان ‪ ،‬دار صادر‪ ,‬مج‪,1‬‬
‫(د‪.‬ط)‪ ,‬بيروت‪ ,1977 ،‬ص ‪.184‬‬
‫‪ - 73‬محمد خير رمضان يوسف‪ ،‬ذو القرنين القائد الفاتح والحاكم الصالح‪ ،‬الدار الشامية‪ ،‬ط‪ ,2‬بيروت‪,1994 ،‬‬
‫ص ‪.150‬‬
‫‪ - 74‬علي بشير مصباح الهدار‪ ،‬مدينة اإلسكندرية في عهد اإلسكندر األكبر وخلفائه وعالقتها بكوريني الليبية‬
‫(‪ 96.356‬ق‪.‬م)‪ ،‬شهادة مكملة لمتطلبات اإلجازة العالية (الماجستير ) في اآلثار الكالسيكية‪ ،‬تحت إشراف ‪:‬أحمد‬
‫محمد انديشه‪ ،‬قسم اآلثار‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم بالخمس‪ ,‬جامعة المرقب‪ ,2008 ،‬ص ‪.16,15‬‬
‫وخرج اإلسكندر من القاعة واللحاق بأمه‪ ،‬وقد هيأ لها السفر إلى مملكة‬
‫ابيروس مقر شقيقها‪ ،‬وهو يأمل أن يستشير خاله ملك ابيروس لالنتقام لشرف‬
‫األسرة‪ ،‬ولكن خاله كان رجال مسالما فاكتفى باحتجاج على ما أصاب أخته وابنها من‬
‫أذى وجور‪ ،‬وبعد ذلك سعى ملك فيليب إلى استرضاء ولده ومصالحته‪ ،‬فعاد‬
‫اإلسكندر وأمه إلى العاصمة المقدونية بشروط وافق عليها فيليب‪ ،‬وغير أن زوجته‬
‫‪75‬‬
‫كليوباترا رزقت بطفل فأصبح لإلسكندر منافس حقيقي على عرش مقدونية‪.‬‬
‫في الوقت ذاته كان حرص فيليب هو تحاشي قطع العالقات بينه وبين ملك‬
‫ابيروس شقيق أولمبياس التي أسقطت هيبتها وكرامتها‪ ،‬من أجل تحسين العالقات‬
‫بينهما زوج فيليب ابنته للملك ابيروس‪ ،‬أعد فيليب لذلك مهرجانا ضخما وكان ذلك‬
‫وكان ذلك مساء اليوم الذي سيسافر فيه إلى ساحة القتال في آسيا لمحاربة الفرس‪،‬‬
‫بينما كان فيليب يتقدم موكب زفاف ابنته وجهت إليه طعنة فسقط قتيال وأشارت‬
‫‪76‬‬
‫أصابع االتهام إلى كل من بوزانياس القاتل الذي أساء إليه أتالوس‪.‬‬
‫وكذلك قد ثارت الشبهات حول أولمبياس في مصرع زوجها لكن ال يوجد دليل‬
‫يؤكد ذلك كما ال يوجد دليل على علم اإلسكندر بالمؤامرة التي أودت بحياة أبيه‬
‫‪77‬‬
‫وقيل أيضا أنه الفرس كان لهم ضلع في المؤامرة‪.‬‬
‫وبعد مقتل فيليب تولى اإلسكندر العرش هو في العشرين من عمره عام ‪336‬ق‬
‫م‪ 78,‬كان اإلسكندر هادئا بعد مقتل ولده ثم نادي أتباعه ورعاياه بأن ال يحزنوا لفقد‬
‫ملكهم وأن يلتفو ا حول الملك الجديد ووعدهم بأنه شيئا لن يتغير في المملكة سوى اسم‬
‫الملك‪ ،‬ثم أمر اإلسكندر بعدها بقتل بعض منافسيه ممن يمكن‪.‬أن ينافسوه‪.‬في‬
‫‪79‬‬
‫الحكم‪.‬‬
‫كما كانت المملكة تكتنفها المخاطر وتمزقها الفوضى ومكائد األعداء الحاقدين‬
‫ومن ذلك أن الشعوب البربرية التي كانت تحد مقدونيا أبت أن يحكمها إال أمير من‬
‫أمرائها‪ ،‬لهذا نزل تلك الشعوب وهي في حال ال توصف من الفوضى والغليان‬
‫‪80‬‬
‫وكانت تلك الفترة للمقدونيين أحرج فترة‪.‬‬

‫‪ - 75‬صالح االشتر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.57‬‬


‫‪ - 76‬علي بشير مصباح الهدار‪,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ - 77‬فادية محمد أبوبكر‪،‬دراسات في العصر الهلليستني‪ ،‬دار المعفة الجامعية‪( ,‬د‪.‬ط)‪ ،‬اإلسكندرية‪,1998 ،‬‬
‫ص‪.62‬‬
‫‪ - 78‬أم هاني رمضاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪ - 79‬فوكس وبيرن‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ - 80‬بلوتارك‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.1264‬‬
‫فقد قام أنتيباتروس بإخماد االضطرابات التي وقعت عقب مقتل فيليب بتدعيم‬
‫اإلسكندر بكامل تسلحيه العسكري إلى المسرح المدينة وراح يتكلم مع الجماهير‬
‫لوقت طويل حتى يقتنع المقدونيون ب اإلسكندر وأن يطلب منهم مؤازرته‪،‬ولكن‬
‫اإلسكندر قد أظهر أنه كان أقدر وأكفا من والده ألنه‪.‬كان أقوى من الجميع وكان ال‬
‫‪81‬‬
‫يتردد في أن يعلن عن اعتراضه ألي موضوع مهم‪.‬‬
‫كما يعتبر أول قائد كبير عرفه التاريخ بوثوق وتفسير بين القواد العباقرة‬
‫العالمين كان اإلسكندر يحلم منذ يفاعته بالفتوحات البعيدة ذكر لنا بلوتارك أنه عندما‬
‫بلغه مرة انتصاره والده في إحدى المعارك قال حزينا لصحبه "لن يترك لي ولدي‬
‫من عظيم أنجزه معكم " لذلك لم يكد يستوي على العرش حتى أكمل تحسينات والده‬
‫‪82‬‬
‫في قطاعات الجيش‪.‬‬
‫كما أصدر قرارات ملكية وثبتها في كل أنحاء المدينة‪ ،‬وكان كل اليونانيين قد‬
‫بدؤوا في التجمع معا في مقدونيا ثم قام اإلسكندر بفتح األسلحة الملكية‪ ،‬التابعة‬
‫‪83‬‬
‫لوالده ووزع تسليحا كامال للشباب‪.‬‬
‫ثم أعلن اإلسكندر إلغاء جميع الحكومات الدكتاتورية في بالد اليونان وأمر أن‬
‫تعيش كل مدينة حرة حسب قوانينها وثبت له المجلس االمفكتيوني جميع الحقوق التي‬
‫منحها فيليب‪ ،‬واجمع في مؤتمر كورنيثا مع جميع المدن اليونانية ما عدا اسبرطة‬
‫وأعلنه قائدا لجميع اليونان ووعد أن يعينه بالمال والرجال في حروبه اآلسيوية‬
‫‪84‬‬
‫المرتقبة‪ ،‬ثم رجع اإلسكندر إلى بيال ونظم شؤون العاصمة‪.‬‬
‫وكان هادئا بعد مقتل ولده تم نادي أتباعه ورعاياه وبأن ال يحزنوا لفقد ملكهم‪،‬‬
‫وأن يلتفوا حول الملك الجديد ووعدهم بأن شيئا ا لن يتغير في المملكة سوى اسم‬
‫الملك‪ ،‬ثم أمر اإلسكندر بعدها‪.‬بقتل بعض منافسيه ممن يمكن أن ينافسوه في‬
‫‪85‬‬
‫الحكم‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬دور اإلسكندر المقدوني في القضاء على تمردات اإلغريقية ‪:‬‬
‫كان على اإلسكندر أن يقضي السنة التي تلت وصوله إلى العرش في حروب‬
‫مستمرة في بالد اليونان لتوطيد دعائم سلطاته وزعامته للقضاء على االضطرابات‬

‫‪ - 81‬لكاليتنش المزيف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬


‫‪ - 82‬األب متوديوس زهيرتي‪ ،‬المرجع السابق‪.49 ،‬‬
‫‪ - 83‬لكاليتنش المزيف‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ - 84‬ويل وديورانت‪ ،‬قصة الحضارة‪،‬ج‪ ، 2‬تر‪ :‬محمد بدران‪ ,‬دار الجيل‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪.‬ت) ص ‪.537‬‬
‫‪ - 85‬فوكس وبيرن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫التي اندلعت في مقدونيا وأيضا بالد اإلغريق‪ ،‬ويبدو أن صغر سن اإلسكندر كان‬
‫‪86‬‬
‫عامال مشجعا على الثورة‪.‬‬
‫وحولت المدن اليونانية التخلص من السيطرة المقدونية فبدأ اإلسكندر بتصفية‬
‫حساباته مع المتآمرين من النبالء المقدونيين بمساعدة أنتباتروس أحد مستشارين‬
‫فيليب فقد أمر بإعدام امينتاس والملكة كليوباترة وعمه وبوزنياس قاتل أبيه‪ 87،‬ثم‬
‫‪88‬‬
‫اقتضي أثر معارضيه مما دعاهم إلى اللجوء إلى بالد أجنبية‪.‬‬
‫وفي بداية سنة ‪335‬ق‪.‬م خرج اإلسكندر بجنوده إلخماد ثورات القبائل الشمالية‬
‫الضاربة في تراقية وإليريا‪ 89،‬وخرجت عن طاعته إتوليا وأكرنانيا وفوسيس وإليس‬
‫وأرجوليس‪ ،‬وطرد االمبراقيوتيون الحامية المقدونية من بالدهم وكان أرتخشتر‬
‫الثالث يفخر بأنه هو المحرض على قتل فيليب‪ ،‬أن بالد فارس ال تخشى شيئا ا من هذا‬
‫الحادث المراهق الذي ورث الملك وهو في العشرين من العمر‪ ،‬واجه اإلسكندر هذه‬
‫الصعاب بعزيمة وقضى‪.‬على مقاومة الداخلية وأثناء هذه وأثناء هذه الحملة أشيع نبأ‬
‫وفاته ففرح اليونانيين واستبشروا وجاهر الطيبيون بالعصيان وقتلوا قائدي الجنود‬
‫‪90‬‬
‫المقدونية‪.‬‬
‫كذلك مما شجع كل المتمردين من اإلغريق على إعالن الثورة ضد مقدونيا‪،‬‬
‫وقادت أثينا هذه الحركات‪.‬االستقاللية‪ ،‬ثم على اتجه اإلسكندر للقضاء على التمرد‬
‫‪91‬‬
‫وكانت أولى معاركه ضد طيبة‪.‬‬
‫التي رفض أهلها االستسالم وأعلنوا أنهم حلفاء رسميون للفرس‪ ،‬فأنقض جيش‬
‫اإلسكندر على المدينة واقتحموا أبوابها وكانت مجزرة رهيبة قتل فيها عشرة آالف‬
‫طيبي وأسر خمسون ألفا منهم بيع عبيدا ولم ينج المرضى والنساء من الذبح‬
‫واضمحل شعب طيبة عن بكرة أبيه‪ ,‬ثم عمد جنود اإلسكندر إلى إحراق المدينة ولم‬
‫يتركوا منها غير المعابد وبين الشاعر بندرواس وتحولت المدينة إلى أنقاض وكان‬
‫تدمير طيبة إنذار لغيرها من المدن اإلغريقية‪.92‬‬

‫‪ - 86‬صالح االشتر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.61‬‬


‫‪ - 87‬أم هاني رمضاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.176‬‬
‫‪ - 88‬فوزي مكاوي‪ ،‬تاريخ العالم اإلغريقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.219‬‬
‫‪89 - DEBRA SKELTON & PAMELA DELL، Op.cit، P 11.‬‬
‫‪ - 90‬ويل ودورانت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.537 ,.536‬‬
‫‪ - 91‬فوزي مكاوي‪ ،‬تاريخ العالم اإلغريقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.220‬‬
‫‪ - 92‬صالح االشتر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.64 ,63‬‬
‫ودخل الرعب في قلوب اإلغريق بعدما عرفوا أنهم أمام شخصية قوية ال يمكن‬
‫االستهانة بها وأسرعت أثينا زعيمة المتمردين إلى طلب عقد هدنه ولبى اإلسكندر‬
‫‪93‬‬
‫طلبا شريطة أن يحكم بنفي قائدي التمرد وهما خاريس و خاريموس‪.‬‬
‫غير أن أثينا حزنت كثيرا على ما أصاب مدينة طيبة‪،‬ورغم تحذيرات‬
‫اإلسكندر ومنع تقديم المساعدات الالجئين والمختبئين أمام أسوار مدينتها إال أنها‬
‫استقبلت الطبيين وساعدتهم ومع ذلك عفا عنها‪.‬اإلسكندر‪ ,‬ولم يوقع أيه عقوبات ضد‬
‫أثينا ألنه كان يكن احتراما خاصا مثل والده‪ ،‬ويأمل في كسب عطف أهلها‬
‫وهكذا‪.‬استطاع‪ .‬اإلسكندر خالل عامين فقط من موت أبيه أن يسطر على الموقف‬
‫‪94‬‬
‫بالد اإلغريق‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬االستعدادات العسكرية لإلسكندر المقدوني‪.‬‬
‫عاد اإلسكندر األكبر من بالد اإلغريق إلى مقدونيا في خريف ‪ 335‬ق م كي‬
‫يكمل استعداداته‪,‬فاستدعى بارمينيون من آسيا الصغرى حيث كان فيليب قد أرسله‬
‫إليها في عام ‪ 336‬ق م على رأس قوة استطالعية‪ 95،‬وقد استطاع اإلسكندر أن يضم‬
‫أكثر من ثالثين ألف من المشاة وخمسة آالف من الفرسان وحوالي مائة وستين سفينة‬
‫حربية‪،‬وعددا من الخبراء في الفنون العسكرية والميدانية من المهندسين وجغرافيين‬
‫وإداريين وماليين‪،‬وقد نظم اإلسكندر قواته‪ 96،‬وعمد إلى إعداد جيش قوي ال يهزم‬
‫فقام ببنائه وإمداده بكاف ة األسلحة ومعدات القتال في ذلك الوقت مما جعل من جيشه‬
‫جيشا ال يقهر والذي اسند قيادته إلى األصدقاء ‪ 97‬ومن بينهم القائد بارمينيون وولداه‬
‫فيلوتاس الذي كان يقود فرقة الفرسان ( الرفاق) ونيكاندر الذي كان يقود بحملة‬
‫الدروع ومن أسماء القادة المقدونيين الذين لمعت اسماهم برديكاس* و أمونتاس‬
‫وملياجر‪،‬وكليتوس الذي كان يتولى حراسه اإلسكندر مع الحرس الملكي‬
‫وأنيتجونوس الذي كان يقود قوات الحلفاء اإلغريق‪ 98،‬الذي أبدوا والئهم لإلسكندر‬
‫وسخروا كل قواهم في حماية مملكة مقدونيا كما كانوا في خدمته من أجل توسعاته‬
‫‪ - 93‬فوزي مكاوي‪ ،‬تاريخ العالم اإلغريقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.220‬‬
‫‪ - 94‬أم هاني رمضاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.220‬‬
‫‪ - 95‬مفيد رائف العابد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪ - 96‬علي بشير مصباح الهدار ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ - 97‬أرنولد تونيبي‪ ،‬تاريخ البشرية‪ ،‬تر‪ :‬نقوال زيادة‪ ،‬دار األهلية للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ,1‬بيروت‪,1981 ،‬‬
‫ص‪.242‬‬
‫*‪ -‬برديكاس ‪:‬كان قائد من قواد فيليب الثاني واإلسكندر المقدوني بعد وفاة اإلسكندر حكم كوحي على العرش من‬
‫بابل وقد حاول جهده اإلبقاء على اإلمبراطورية موحدة ولكن قاومه اآلخرون‪،‬وقد هزمه بطلميوس األول في‬
‫مصر وقتل أثناء تمرد قام به رجاله وذلك سنة ‪ 321‬ق م‪ ،‬ينظر ‪ :‬فوزي مكاوي‪ ،‬تاريخ العالم اإلغريقي‪ ،‬المرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.227‬‬
‫‪ - 98‬سيد أحمد ناصري‪ ،‬اإلغريق تاريخهم وحضارتهم‪ ,‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.515‬‬
‫العسكرية إلى شملت العالم القديم أراد اإلسكندر التحرير من قوة وشخصية الجندي‬
‫المقدوني فعمد إلى تحضير فرق الخيالة‪ 99‬التي تعتبر الخيالة الثقيلة من العناصر‬
‫الرئيسية في الميدان المعركة وعناصرها فتيان أشداء مسلحين بالسيوف‪ ،‬والدروع‬
‫الحامية للصدور جلدية طالت أم معدنية ومزودين بأكمام واقية وخوذات فوق‬
‫رؤوسهم‪ ,‬وكانت مهامهم في الميدان المعركة الميمنة وهي التي كانت تقرر مصير‬
‫المعركة‪ ,‬حيث كانت تغير بأقصى سرعتها مسببة الخسائر الكبيرة للعدو‪ 100,‬وعليه‬
‫فإن قوال وكفاءة اإلسكندر المتمثلة في شخصيته ساعدت على التفوق والنهوض في‬
‫الميدان العسكري‪،‬وهنا يظهر التكتيك الجيد على عكس المؤسسات العسكرية‬
‫الفارسية التي قتلت في تحقيق هذا التكتيك رغم قوة وصالبة جنودها‪101,‬كما عمال‬
‫اإلسكندر بإدخاله تعديالت جديدة في تعبئة قطاعات جيشه فقسيم الوحدات المقدونية‬
‫المتراصة شراذم صغيرة أكسبتها سرعة ومرونة‪ ،‬وأنشأ وحدات من النبالة بين‬
‫المشاة والفرسان‪ 102،‬كما كانت تقسيمات الجيش المقدوني حسب طبقات الهرم‬
‫االجتماعي لبالد اإلغريق وهي كاآلتي‪:‬‬
‫أول فرقة كانت تمثل طبقة النبالء في الجيش المقدوني وهذه الفرقة تضم الخالية‬
‫الهيترس التي تعني رفاق الملك هذه الفرقة تعد بمثابة الحرس الملكي‪.‬‬
‫وك ذلك فرقة المالك الصغار ‪ :‬كانوا يجندون في المشاة ويسمون بيزتيرس أي‬
‫الراجلون‪ ،‬وهناك فرقة المشاة الثقيلة هوبلت لكن يبدو أن هذه الفرقة كانت مسلحة‬
‫تسليحا خفيفا‪ ،‬إذا كان جندي الهوبلت يلبس الخوذة والدرع وواقية الساقين ويحمل‬
‫‪103‬‬
‫الترس والرمح ولهذا كان سالحها دفاعيا أكثر منه هجوميا‪.‬‬
‫وكذلك أفقر الطبقات االجتماعية كانت تجند في فرقة الهيباسبست ويبدو أن هذه‬
‫الفرقة كانت موجودة منذ عهد فيليب الثاني كما كانت مسلحة تسليحا خفيفا وتتألف من‬
‫عدة فيالق تضم حملة السيوف والدروع والتروس الحديدية‪ ،‬لكن في عهد اإلسكندر‬
‫فقد أجريت عدة تعديالت على تنظيم هذه الفرقة‪ ،‬كما كان التسليح يتغير حسب الطبقة‬
‫‪104‬‬
‫االجتماعية التي ينتمي إليها كل جندي‪.‬‬
‫كذلك عدة تعديالت أخرى وهي معدات الحصار والتجهيزات ‪ :‬يضم هذا الفرع‬
‫العديد من المهندسين والفنيين الذين يقومون بصناعة أكياس الدك وأبراج الحصار‬
‫‪ - 99‬أرنولد تونيبي‪ ،‬تاريخ البشرية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.242‬‬
‫‪ - 100‬علي بشير مصباح الهدار ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪- 101‬ارنولد تونيبي‪ ،‬تاريخ البشرية‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪242‬‬
‫‪ - 102‬األب متوديوس زهيراتي‪,‬المرجع السابق‪،‬ص‪. 50‬‬
‫‪ - 103‬إبراهيم العيد بشي‪,‬التوسع العسكري المقدوني‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫‪ - 104‬نفسه‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫وبناء الجسور والقناطر والساللم ويساعدهم عدد من الجنود المكلفين لبناء‬
‫المعسكرات وحمل التجهيزات‪.‬‬
‫خطوط الموصالت والتموين ‪ :‬استخدم اإلسكندر الجنود المتطوعين من المدن‬
‫اإلغريقية في حراسة خطوط الموصالت وكذلك استخدمهم في الحاميات على‬
‫األراضي التي سيطر عليها‪ ،‬كما استخدم وسائل النقل البرية والبحرية التي تقوم‬
‫بإمداداته العسكرية والتموينية وقد استخدم اإلسكندر سياسة جمع موارد اإلقليم الذي‬
‫يسيطر عليه ويستخدمه في المرحلة التي تليه‪.‬‬
‫المالحق العسكرية‪ :‬كان لجيش اإلسكندر إداريون يقومون بتسجيل اإلحداث‬
‫اليومية وكذلك قسم المحفوظات‪ ،‬وقسم مصلحة الجغرافيا والتاريخ وأركان قيادته‬
‫‪105‬‬
‫وعدد من الخبراء والعلماء والفالسفة‪.‬‬
‫في األخير نستنتج أن اإلسكندر المقدوني تأثر بأفكاره معلمه أرسطو كثيرا‬
‫وتربى منذ صغره على حياة السياسية والعسكرية‪,‬كما يعد اإلسكندر المقدوني من‬
‫أعظم القادة العسكريين في تاريخ اإلغريق حيث حكم مقدونيا بعد اغتيال والده سنة‬
‫‪336‬ق م‪ ،‬واستطاع في فترة وجيزة أن يوطد أركان دولته ويجمع كلمة اإلغريق‬
‫ويكون جيشا قويا ومنظماا‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬غزوات اإلسكندر‬


‫المقدوني(‪ 334‬ق م‪331.‬ق م)‬
‫أوال ‪ :‬أسباب ودوافع غزوات اإلســـــــكندر‬
‫المقدوني‬

‫‪ - 105‬حلمي رسول رضا‪ ,‬بالد النهرين في العصر الهللنستي (‪ 321.333‬ق م)‪ ,‬رسالة مكملة لنيل الدكتوراه في‬
‫اآلداب في التاريخ القديم اليوناني والروماني‪،‬تحت إشراف محمد فهمي عبد الباقي محمود‪،‬قسم التاريخ‪ ,‬كلية‬
‫اآلداب‪ ,‬جامعة القاهرة‪ ,2015،‬ص‪. 47‬‬
‫ثانيا ‪ :‬غزوات اإلسكندر المقدوني في آسيا‬
‫الصغرى‬
‫ثالثا ‪:‬غزوات اإلسكندر المقدوني في بالد‬
‫الشــــــــــــــام‬
‫رابعا ‪ :‬غــــــــزوات اإلسكـــــــــــــــندر‬
‫المقـــــــدوني في مصر‬
‫خامسا ‪ :‬غزوات اإلسكندر المقدوني في بالد‬
‫فارس‬

‫الفصل الثاني‪ :‬غزوات اإلسكندر المقدوني (‪)334.331‬‬


‫كانت اإلمبراطورية الفارسية جار اليونان من الشرق‪ ,‬وهذه اإلمبراطورية‬
‫الشاسعة التي امتدت من مصر والبحر األبيض المتوسط ‪ ،‬و من البحر إلى الهند‬
‫وآسيا الوسطى و استطاعت السيطرة على العالم القديم ألكثر من قرنين من الزمان و‬
‫عدوا قدي اما لليونان لسبب وجيه‪ .‬بدأ الفرس سلسلة من حروب‬
‫ضا ا‬ ‫كانت بالد فارس أي ا‬
‫الفتح مع اليونان بدأت في حوالي عام ‪ 500‬قبل الميالد ‪ ،‬بهدف توسيع اإلمبراطورية‬
‫الفارسية‪.‬كما قام اليونانيين برد عليهم وهي كاألتي ‪:‬‬
‫أوال‪:‬أسباب و دوافع غزوات اإلسكندر المقدوني‬
‫الشك أن األسس القومية التي أقام عليها فيليب واالستعدادات التي جهزها قبل‬
‫موته‪،‬قد سهلت كثيرا من المصاعب العسكرية أمام اإلسكندر وكانت عامال ماديا‬
‫ومهما جدا‪ ،‬وأسهم في تسيير مهمة اإلسكندر فوزه برئاسة حلفي تسالية وكورنثة‬
‫على نحو ما مرينا سابقا ‪.‬كما أن اإلسكندر ورث عن أبيه عزمه على محاربة الفرس‬
‫تحقيقا لدعوة ايسوقراط وكان من أشهر فالسفة اإلغريق وخطبائهم في القرن الرابع‬
‫وذلك أن هذا فليسوف كان قد اتجه إلى فيليب مناشدا إياه تحقيق الدعوة التي لم يمل‬
‫ترديدها على مدى نصف قرن تقريبا‪،‬ولكنها ذهبت هباء وسط انهماك المدن‬
‫اإلغريقية في صراعاتها الدموية التقليدية‪،‬وفحوى هذه الدعوة هي أن خير وسيلة‬
‫إلنقاذ بلد اإلغريق من نزاعاتها كانت أنفة اإلغريق للثأر من البرابرة والسيطرة‬
‫عليهم بحق سمو الحضارة اإلغريقية على ما عداها وإنشاء مدن في األقاليم التي تقهر‬
‫والشك أن حث أرسطو لإلسكندر على االطالع وحب المعرفة كان دافعا آخر من‬
‫‪106‬‬
‫دوافع الحملة الشرقية‪.‬‬
‫تعددت الدوافع التي حدت باإلسكندر ومنه قبله فيليب المقدوني أن ينشأ حملة‬
‫عسكرية على الفرس‪،‬فقد طالت األدوار الصراع بين اإلغريق و الفرس وأصاب‬
‫اإلغريق كثيرا من المهانة على يد الفرس كما أن اإلسكندر من قبله أبوه رأى في‬
‫‪107‬‬
‫حرب الفرس هدفا عاما يمكن أن يجتمع عليه كل اإلغريق تحت قيادة مقدونيا‬
‫ونجد كذلك دوافع الداخلية العميقة غير مباشرة التي ألمت ببالد اإلغريق للتوسع‬
‫ودفعتها إلى الشرق على حساب الشرقيين والشعوب األخرى هي األوضاع‬
‫االقتصادية والسياسية واالجتماعية الصعبة التي كانت تعيشها اإلغريق في‬
‫بالدهم‪ 108،‬وهي زيادة عدد سكان بصفة مستمرة وقلة الموارد االقتصادية األساسية‬
‫والسيما القمح قد أوجد حاجة ماسة إلى توسع اإلغريق خارج بالدهم ‪ 109.‬كما نجد أن‬
‫اإلغريق عملوا على االنتقام من الفرس للحمالت التي شنها خشارشا على بالد‬
‫اليونان وكفهم كذلك عن تدخل في أمور اليونان وإلغاء الفرمان اردشير الثاني‬
‫المعروف باتفاق آن تالسيد هذا هو الظاهرة ولكن هناك دوافع خفية له أهمها التوسع‬
‫والسيطرة المقدونية على بالد فارس‪ ,‬كما كانت الثروة الذهبية الطائلة التي امتألت‬
‫بها الخزينة الفرس وثروات الممالك الغربية من األسباب المحرضة لهذا‬
‫الغزو‪110،‬كذلك نجد أن اإلسكندر كان يحلم بأن تكون حملته عسكرية وحضارية و‬
‫ثقافية لنشر المنارات المشعة للثقافة اإلغريقية في الشرق‪ ،‬ولذا اصطحب معه‬
‫‪111‬‬
‫مجموعة من العلماء والباحثين ليرصدوا مصادر في بلدان الشرق‪.‬‬

‫‪ - 106‬مفيد رائف العابد‪ ،‬المرجع سابق‪ ،‬ص ‪.251‬‬


‫‪ - 107‬فوزي مكاوي‪ ،‬تاريخ العالم اإلغريقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.219‬‬
‫‪ - 108‬حلمي رسول رضا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ - 109‬محمد عبد هللا الشهراني‪ ،‬تطور مفهوم الدبلوماسية في بالد اليونان والشرق األدنى خالل القرنين الرابع‬
‫والثالث قبل الميالد‪ ،‬مجلة البحوث الشرق األوسط‪(،‬د‪.‬ب)‪ ،‬العدد ‪,48‬ص‪.7‬‬
‫‪- 110‬حسن بيرنيا‪ ،‬تاريخ إيران القديم من البداية حتى النهاية العهد الساساني‪ ،‬تق‪:‬يحي الخشاب‪ ،‬دار الثقافة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ,‬ط‪( ,2‬د‪.‬ب)‪ ,1996 ,‬ص‪.122‬‬
‫‪ - 111‬سمير أديب‪ ،‬تاريخ وحضارة مصر القديمة‪ ،‬مكتبة اإلسكندرية‪( ،‬د‪.‬ط)‪( ,‬د‪.‬ب)‪ ,1997 ،‬ص ‪.259‬‬
‫ثانيا‪ :‬غزوات اإلسكندر المقدوني آسيا الصغرى‪.‬‬
‫بعد انتصاره بالد اليونان وذلك في ‪ 335‬ق م أمضى اإلسكندر الشتاء كله في‬
‫االستعداد وتنظيم بالده داخليا لغيبه طويلة‪ ،‬ثم توجه في الربيع إلى آسيا‪ ,‬فلم تسعفنا‬
‫األيام بشيء واضح‪ ،‬ولكن يمكننا أن نقول في ثقة واطمئنان أن خطته في الغزو كانت‬
‫مدروسة دراسة وافية وأنهما انطلق في هذا الغزو كمغامر يسطو على كل ما تقع‬
‫عليه يده وصادفه في طريقه‪ ،‬ولقد اندمجت خطته األصلية بعد ذلك في خطة الثانية‬
‫كبيرة‪ ،‬والتي لم يكن يتصورها حينما غادر مقدونيا ألنه كان في حاجة إلى معرفة‬
‫جغرافية آسيا الوسطى‪ .‬ولكن الخطة األولى كان هدفه غزو بالد فارس ليخلع الملك‬
‫العظيم من عرشه ويحل محله‪ ،‬وليكيل لفارس بالصاع الذي كال به اكسرسيس‬
‫لمقدونيا وبقية هالس‪ ،‬وحتى يحقق هذه الخطة كان عليه أوال أن يحمي تراقيا وقد‬
‫فعل ذلك أما الغزو نفسه فقد كان له ثالث مراحل وهي المرحلة األولى غزو آسيا‬
‫الصغرى والمرحلة الثانية غزو سورية ومصر وقد كانت هاتان الغزوتان قبل تقدمه‬
‫إلى أرض بابل وسوسة وهي مرحلة الثالثة و يعينان ليس فقط امتالكه أراض بل‬
‫يهدفان إلى إيجاد قواعد عسكرية لغزو آخر‪ .‬وكانت النقطة الضعيفة في مشروع‬
‫اإلسكندر هو افتقاره إلى أسطول قادر على القوة البحرية الفارسية‪ ,‬ولذلك اعتمد على‬
‫اتحد كورنثا فقد قدمت له أثينا وحدها سفينة ‪.‬وقد اضطرا اإلسكندر لترك جزء كبير‬
‫من الجيش في مقدونيا ليحميها من أعدائها فترة غيابه ‪ .‬وترك سلطة البالد في يد‬
‫وزير والده انتياتروس وقد قيل أن اإلسكندر قد قام بتنظيمات قبل مغادرته‪ ،‬يلمس‬
‫فيها المؤرخ عدم التفكير في العودة إلى وطنه مرة أخرى‪ ،‬فقد قام بتقسيم كل أمالكه‬
‫الملكية والغابات وحينما سأله برديكاس عما تركه لنفسه‪ ،‬أجاب "األمل" وعند ذلك‬
‫أبي برديكاس أن يأخذ شيئا ا منها ‪ .‬وقد كانت اإلمبراطورية الفارسية في هذا الوقت‬
‫ضعيفة يحكمها ملك ضعيف‪ ،‬فهذا أرتاكسركسس يتفاخر بقوته ويعيد سلطانه على‬
‫آسيا الصغرى ويقمع الثورات في فينيقية وقبرص‪ ،‬ويغزو مصر التي حاولت التحرر‬
‫من االستعباد الفارسي وفر نقتانبو إلى بالد النوبة وقبض الملك الفارسي على زمام‬
‫األمور في مصر‪,‬وقد كان لسوء معاملة أرتاكسركسس المصرين وغيرهم من شعوب‬
‫اإلمبراطورية أن اغتيل في قصره‪ ،‬وبعد أن مرت البالد بأزمات في الحكم تولى‬
‫‪112‬‬
‫العرش بعده داريوش كودوماتوس عام ‪335‬ق م أو ما يسمي داريوش الثالث ‪.‬‬
‫‪ -1‬معركة كرانيك‪:‬‬

‫‪ - 112‬عبد الحميد زايد‪ ،‬الشرق الخالد مقدمة في تاريخ وحضارة الشرق األدنى ‪363‬ق م‪ ,‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫(د‪.‬ب)‪(،‬د‪ .‬ت)‪ ،‬ص ‪.660‬‬
‫في عام ‪334‬ق م شرع اإلسكندر في القيام بالحملة العسكرية ضد‬
‫اإلمبراطورية الفار سية‪ ،‬وقد اختلفت اآلراء حول دوافع اإلسكندر لغزو الشرق‬
‫األدنى‪ ،‬فالبعض يري أنه كان حلقة من حلقات الصراع بين الشرق والغرب تحت‬
‫شعار االنتقام من الفرس لغزوهم بالد اليونان‪ ،‬وقد شجع اإلسكندر على القيام بهذه‬
‫المغامرة معرفته بمبلغ ضعف اإلمبراطورية الفارسية والصراع السياسي بين‬
‫األمراء الفرس للفوز بالعرش وسوء إدارة الواليات الفارسية وهكذا وأتت لإلسكندر‬
‫فرصة لتحقيق الفكرة التي نادى بها بعض كبار المفكرين اإلغريق للقيام بحملة كبرى‬
‫ضد الشرق األدنى سوف يكون فرصة لتوحيد اإلغريق‪ 113،‬قد جمع اإلسكندر جيشا‬
‫مؤلفا من ثالثين ألفا راجل وما يقرب من خمسة أالف فارس بين مقدوني‬
‫ويوناني‪ 114,‬وعبر مضيق بحر مرمرة سار جنوبا إلى مكان طروادة القديمة وبعد‬
‫ذلك اجتاز الدردنيل بمائة وثمانين سفينة قصد آسيا الصغرى‪ ،‬فلما وصل نهر كرانيك‬
‫قابله الجيش الفارسي وكان مؤلفا من خمسين ألفا مقاتل بين فارسي ومجند يوناني‬
‫مأجور بقيادة ممنن الرودسي‪ 115‬ويبدو أن الملك دارا لم يقدر مدى الخطر الذي وفد‬
‫عليه من وراء البحر‪،‬فكلف عددا من والته في آسيا‪،‬بعد هجوم الغازي المقدوني‬
‫وبالفعل قام والء كل من فروجية على الدردنيل‪،‬ولودية وأيونية وكبدوكية وفروجية‬
‫الوسطى بأعداد قوة كبيرة‪ ,‬اتخذوا لهم موقعا منيعا على الضفة الشرقية الشديدة‬
‫االنحدار لنهر غرانيق* تجاه مدينة المبساكوس‪ 116.‬ويقودهم القائد ممنن الذي فكر‬
‫بخطة وهي أن يتحرر لجيش الفارسي عن الدخول في الحرب‪ ،‬وينظم عملية انسحاب‬
‫يتم بمقتضاها استدراج اإلسكندر لدخول فارس‪ ،‬على أن يتلف الجيش الفارسي كل ما‬
‫يجده في طريقه من مؤن وهذا من ناحية أخرى على البحرية الهخماشية القومية‬
‫تضييق المجال في أوروبا على المقدونيين‪ ،‬إال أن رئيس الجيش الفارسي رفض تلك‬

‫‪ - 113‬محمد عبد هللا الشهراني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.6‬‬


‫‪ - 114‬إسماعيل مظهر‪ ،‬مصر في قيصرية اإلسكندر المقدوني‪ ،‬مؤسسة هندواي‪( ,‬د‪.‬ط)‪ ،‬مصر‪ ,2012 ،‬ص‬
‫‪.33‬‬
‫‪- 115‬على ظريف األعظمي‪ ،‬تاريخ الدول اليونانية والفارسية في العراق‪ ،‬تق‪:‬عزه رفعت‪ ,‬مكتبة الثقافة‬
‫الدينية‪(،‬د‪.‬ط)‪ ,‬بورسعيد‪( ،‬د‪.‬ت)‪,‬ص‪.6‬‬

‫*‪ -‬نهر الغرانيق‪ :‬هو االسم القديم لنهر كوكابلس في تركيا الحالية يتدفق في اتجاه الشمال والشمال الشرقي إلى‬
‫بحر مرمرة شهد هذا النهر معركتين كبيرتين في التاريخ القديم فعلى ضفافه انتصر اإلسكندر على الفرس في عام‬
‫‪ 334‬ق م وانتصر الرومان بقيادة لوكولس‪ ،‬ينظر‪ :‬فوزي مكاوي‪ ،‬تاريخ العالم اإلغريقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬
‫‪.221‬‬
‫‪ - 116‬مفيد رائف العابد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫الخطة لما رأي فيها من مخالفة لتقليد الحرب الفارسية وأصطف بجنوده على‬
‫الشاطئ األيمن نهر كرانيك‪ ،‬على أن تتقدم األساورة صفوف الجيش وأن يبقى الجنود‬
‫اليونانيين خلفهم ويتضح للوهلة األولى من هذا الترتيب أن النصر سيكون حليف‬
‫للفرس‪ ،‬الن رماة السهام والرماح الفرس قد أحدثوا في صفوف خسائر جسيمة إال أن‬
‫األمور تغيرت حين عبر اإلسكندر النهر فجأة وتحطمت مقاومة الفرس الذين قاوموه‬
‫مقاومة يائسة فقتل منهم وأسر عدد كبير وفر الباقون‪ 117،‬وهكذا تحطم الجيش‬
‫الفارسي الذي تصور الملك األكبر أنه كان في وسعه الدفاع عن آسيا الصغرى‬
‫بأسرها حتى جبال طوروس‪ .‬ولم يبق أمام اإلسكندر االستيالء على المواقع المنيعة‬
‫التي بها حاميات فارسية أو مرتزقة اإلغريق في خدمة الفرس‪ 118،‬وبعد معركة‬
‫عنيفة انتصر اإلسكندر وتمزق جيش الفرس وخسر ألفي أسير وعددا كبيرا من القتلى‬
‫وهذه أول معركة بين اإلسكندر ودارا الثالث** وذلك سنة ‪334‬ق م وتعرف بواقعة‬
‫نهر الغرانيق‪( ,‬أنظر الشكل‪/ 3‬ص‪.) 63‬‬
‫وعلى أثر هذا الفوز استولى اإلسكندر على جميع المدن التي بساحل األناضول‬
‫‪ 119,‬ونتيجة هذه المعركة استسلمت سارديس دون قتال و تلى ذلك مبايعة المدن‬
‫األيونية لإلسكندر واعتباره محررا ونصيرا للديمقراطية ضد االوليجارجية العملية‬
‫للفرس ‪ .‬ولم يقف في وجه اإلسكندر سوى مدينتان هما ميليتوس وهاليكارناسوس فقد‬
‫كانت هذه المدن تنعم بالرخاء التجاري في ظل الحكم الفارسي ‪ 120.‬ولكن وصول‬
‫األسطول المقدوني ودخوله المعركة اسقط هاتين المدينتين وطرد األسطول الفارسي‬
‫من مياهها ثم أجبرتا على الدخول في الحلف اإلغريقي المقدوني بالقوة كما طالب‬
‫أهل ال خيوس بإعالن الوالء له بعد ذلك عين اإلسكندر أرملة الملك ادريوس حاكمة‬
‫على ملك زوجها وهي ملكة كاريا‪،‬كما أبقى سترابات الفرس في وظائفهم بعد أن‬
‫بايعوه ‪.‬ولم يغادر اإلسكندر ساحل آسيا الصغرى إال بعد أن اطمأن إلى األسطول‬
‫الفارسي لن يقوي على العودة إليه عندئذ أمر أسطوله بالتحرك ألنه يدرك أن‬

‫‪ - 117‬حسن بيرنيا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.123‬‬


‫‪ - 118‬مفيد رائف العابد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫**‪ -‬دارا الثالث‪ :‬ويعرف باسم بداريوش الثالث وكذلك داريوش كومومانوس حكم فارس من ‪ 336‬ق م إلى‬
‫‪ 330‬ق م اعتلى العرش بمساعدة باجواس حكمه لم يكن مستقرا وقد غزا اإلسكندر األكبر اإلمبراطورية الفارسية‬
‫على عهده وهز مه في معركتين هرب بعدها إلى باكتيريا حيث اغتيل هناك في عام ‪ 330‬ق م‪ ،‬ينظر‪ :‬فوزي‬
‫مكاوي ‪ ,‬تاريخ العالم اإلغريقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪ - 119‬على ظريف األعظمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪- 120‬سيد أحمد الناصري‪ ،‬تاريخ وحضارة مصر والشرق األدنى في العصر الهلنستي‪ ،‬دار النهضة‬
‫‪(,‬د‪.‬ط)‪،‬القاهرة ‪ ,1992 ,‬ص‪.69‬‬
‫المعركة الفاصلة بينه وبين الملك دارا هي معركة تقررها الجيوش البرية في مقام‬
‫‪121‬‬
‫األول ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬معركة ايسوس‪.‬‬
‫بعد استسالم معظم مقاطعات آسيا الصغرى ومدنها الرئيسة وتعيين عدد من‬
‫قادته على الواليات التي خضعت إلسكندر ثم زحف شماال لالنضمام إلى قوات‬
‫بارمنيون عند جورديوم ‪ 122,‬حيث انتظر وصول اإلمدادات من مقدونية وحدثت‬
‫عندئذ أن مات ممنون الرودسي قائد األسطول الفارسي والمحرك األول المشاكل‬
‫وللثورات ضد اإلسكندر وكان خليفته أقل منه كفاية وقوة‪ ،‬وزاد في ضعفه أن انقص‬
‫قواته نقص كبيرا فبقى في قيادته مكتوف األيدي بقوات رمزية ومن جوديوم حيث‬
‫اتجه اإلسكندر زحفه شماال صوب أنقرة حيث وفد عليه مبعوثون من بعض الواليات‬
‫البعيدة لتقديم فروض الطاعة وإزاء زوال الخطر ممنون واالستعدادات التي بدأها‬
‫دارا يتخذها‪،‬زحف اإلسكندر جنوبا الحتالل البوابات الكيليكية* ذات الموقع‬
‫االستراتيجي الهام وبعد االستيالء عليها اتجه إلى طرطوس وفيها أصابته حمى‬
‫شديدة استطاع طبيبه فيليب معالجته منها‪ 123 ،‬من ثم سار اإلسكندر جنوبا في اتجاه‬
‫سهل المضيق المؤدي صوب سوريا ولما سمع بوجود دارا في مدينة سوخي بسوريا‬
‫اتجه إليه‪،‬ولكن دارا سبق اإلسكندر بالهجوم على ايسوس* قتل الجرحى المقدونيين‬
‫والرجال الباقين فيها لحمايتها وعسكر في سهلها ‪124‬عندئذ سارع اإلسكندر لمالقاة‬
‫الجيش الفارسي الذي كان قد تحصن قرب نهر بيناروس بين التالل والبحر وكان‬
‫يبلغ تعداده ‪ 35.000‬من الفرس واإلغريق المرتزقة‪ ،‬أما جيش اإلسكندر فكان أقل‬
‫‪ - 121‬سيد أحمد ناصري‪ ،‬تاريخ اإلغريق وحضارتهم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.518‬‬
‫‪122‬‬
‫‪- Waldemar Heckel, The Conquests Of Alexander The Great, Cambridge University press,‬‬
‫‪p 53.‬‬
‫* ‪ -‬ال كيليكية‪ :‬تقع شمال سورية التي تعرف اليوم بمنطقة أضنه في آسيا الصغرى على الخليج اإلسكندرونة‬
‫الواقعة على الطريق ممرات جبال االمانوس والتي تشكل حاجزا بين سوريا ومدن الساحل الفينيقي‪ ،‬ينظر‪ :‬ابتهال‬
‫عادل إبراهيم الطائي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.170‬‬
‫‪ - 123‬مفيد رائف العابد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.155‬‬

‫*‪ -‬ايسوس‪ :‬مدينة قديمة في جنوب شرق آسيا الصغرى قرب رأس الخليج الذي كان يعرف بنفس االسم ‪ .‬وتقع‬
‫على الشريط ضيق من األرض تقوم على حافته جبال عالية بالقرب من هذا المكان يقع ممر الذي يعرف باسم‬
‫بوابات كيليكا لقد كانت ايسوس مسرحا لثالثة معارك تاريخية ففي عام ‪333‬ق م هزم اإلسكندر قوات داريوش‬
‫الثالث الفارسي وهنا أيضا هزم اإلمبراطور البيزنطي هرقل الفرس وذلك عام ‪ 622‬م‪,‬ينظر‪ :‬ام هاني رمضاني‪،‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.184‬‬
‫‪- 124‬أسد رستم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫من ذلك بكثير وذلك في شهر أكتوبر ‪333‬ق م‪ 125،‬التحام الجيشان عند ايسوس في‬
‫سيليشيا‪ 126,‬وكان تفاوت في أعداد القوات هائال وتنظيمات دارا ثم مهارة كبرى فاقت‬
‫خطط قواده في الموقعة السابقة‪,‬ولكن عبقرية اإلسكندر كانت تعادل آالفا ا مؤلفة من‬
‫قوات الجيش فما كاد الليل يرخي سدوله حتى جن الملك وعول على الهرب إلى قلب‬
‫آسيا وأصبح جيشه فيما فرقة المرتزقة من اليونانيين أشتاتا تلوذ بالفرار بعد أن هانت‬
‫عزيمتها وذهب ريحها‪ ،‬وكان ذلك أمام اإلسكندر طريقان ليختار أحدهما‪ :‬ففي وسعة‬
‫أن يقضي أثر دارا ويحاول لتوسيع االدعاء الذي كان قد أعلنه وتيكا بأنه أصبح سيد‬
‫آسيا أو إن شاء يترك الفرس يلمون شمل جيوشهم بينما يتفرغ بنفسه إلى دعم مركزه‬
‫وتوطيد أقدامه في الغرب وهو وإن لم يبلغ من العمر إال ثالثة وعشرين عاما فإنه‬
‫كان قد أوتى عقل الرجل السياسي القائد الحكيم‪ ،‬ولذا قد قرار على أن يختار السياسية‬
‫األسلم عاقبة مع أنها أقل روعة واستهواء لإلبصار وإنه كان مؤقتا أن األمر يتطلب‬
‫من دارا فترة طويلة من الوقت ليتم تعبئة جيوش آسيا وحشدها‪ ،‬ثم تذكر من الناحية‬
‫األخرى أن األسطول الفارسي ال يزال رابطا من خلفه وال سبيل له بتحديه‪ ،‬بل وقد‬
‫يستطيع هذا األسطول أن يقطع سبل االتصال بينه وبين مقدونيا تماما وإذا فمن‬
‫األحوط أن يأخذ بالسياسة الحكيمة التي كانت تملى عليه أن يضمن والء شواطئ‬
‫حوض البحر المتوسط الشرقي حيث اتخذ األسطول المعادي قواعده التي ال يستطيع‬
‫بدونها البقاء طويال في نشاطه ‪(127.‬أنظر الشكل‪ /4‬ص ‪.) 64‬‬
‫واستخدم اإلسكندر نفس التكتيك الذي استخدمه في غرانيق حيث أبلى الجنرال‬
‫بارمنيون بالء حسنا ونتيجة لذلك لم يصد الفرس طويال ‪128‬وبحسن خطط اإلسكندر و‬
‫وإدارة حركاته الحربية انتصر انتصارا فاصال‪ 129،‬فانسحب دارا وتبعه قواته الذي‬
‫استولى على عرابة دارا الملكية وخيمته‪ 130.‬وذلك بعد انهزامه وتاركا في مركز‬
‫جيشه من األموال والذخائر ماال يحصى ومن القتلى ألوفا ومن األسرى مثل ذلك‬
‫فيهم أمه وزوجته وابنتاه‪ 131،‬وقد عوملت نساء الملك معاملة مهذبة نبيلة وتخليدا‬
‫لذكرى االنتصار أسست مدينة اإلسكندرونة التي ال تزال تحمل اسمه مكان‬
‫الحادث‪ 132،‬ويمكن الوقوف على أسباب هزيمة الجيش الفارسي في تلك المعركة‪ ،‬فقد‬

‫‪ - 125‬سيد أحمد الناصري‪ ،‬تاريخ اإلغريق وحضارتهم‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.518‬‬
‫‪126 -Carol j. king ، Anciet Macedonia، Routledge ،p155.‬‬
‫‪ - 127‬سيرها رولدا دريس بل‪ ،‬الهلينية في مصر من اإلسكندر األكبر إلى الفتح العربي‪،‬تر‪ :‬زكي علي‪ ،‬دار‬
‫المعارف‪ ،‬ط‪ ,2‬مصر‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ,‬ص ص ‪.44 43‬‬
‫‪ - 128‬سيد أحمد الناصري‪ ،‬تاريخ اإلغريق وحضارتهم‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.518‬‬
‫‪- 129‬إسماعيل مظهر‪ ،‬مصر قيصرية اإلسكندر المقدوني‪،‬مؤسسة هنداوي‪( ،‬د‪.‬ط) مصر ‪ ,2012‬ص ‪.34‬‬
‫‪- Aneta SHUKROVA 130، Op.cit،P 42 .‬‬
‫‪- 131‬علي ظريف االعظمى‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 6‬‬
‫‪ - 132‬فليب حتى‪ ,‬سورية ولبنان وفلسطين‪ ،‬ج‪ , 1‬دار الثقافة‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪ .‬ت)‪ ,‬ص ‪.254‬‬
‫وضح أن ميدان القتال كان ضيقا ومحصورا بين البحر والجبل مما لم يكن الغالبية‬
‫من أفراد الجيش الفارسي من االشتراك في القتال كما لم تستطيع األساورة من‬
‫االشتراك في العمليات الحربية‪ ,‬وفي أعقاب هزيمة داريوش في المعركة وقد أعلن‬
‫‪133‬‬
‫شروط الصلح مع اإلسكندر بعد هذه الهزيمة ونصت شروط الصلح على ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يدفع الفرس لمقدونيا عشرة آالف تالنت ( أي إثنا عشر مليون بالعملة‬
‫الحالية )‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتخلى الفرس عن جميع المماليك من دجلة حتى بحر المغرب وبحر‬
‫الجزاير لمقدونيا‪.‬‬
‫‪ -‬يزوج داريوش ابنته لإلسكندر‪ ،‬على أن يرد اإلسكندر جميع أفراد عائلة‬
‫داريوش إليه ‪ .‬ولكن اإلسكندر لم يقبل هذه شروط‪ 134،‬وقال له بارمنيون‪ :‬لو كنت‬
‫اإلسكندر لقبلت عرض دارا ولكن اإلسكندر رد على بارمينيون منهمكا‪ ،‬وأنا ال أشك‬
‫أن هذا ما كنت أفعله لو كنت بارمينيون‪ 135،‬وقال أيضا إن األسرى والغنائم وغيرها‬
‫والتي نجمت عن الفتح تكون من حقه وتتعلق به‪ ،‬أما فيما يتعلق بالصلح فيجب على‬
‫داريوش أن يذهب إليه بنفسه ويعرض على طلباته ‪ 136.‬ولقد كانت معركة ايسوس‬
‫حاسمة ومهمة بالنسبة لإلغريق من خالل نتائجها التي تمثلت في السيطرة على المدن‬
‫من آسيا الصغرى كما كانت المعركة بمثابة االنتصار الكبير لإلسكندر وهذا لم يكلفه‬
‫إال القليل‪ ،‬كما كانت بمثابة الضربة الموجعة للفرس وبداية نهاية هذه اإلمبراطورية ‪.‬‬
‫واتضح لنا من خالل معركة ايسوس أن اإلسكندر قد حقق إنجازا كبيرا وهو‬
‫تحقيق ثاني انتصار له على اإلمبراطورية فارس وهذا بفضل عبقريته اإلستراتيجية‪،‬‬
‫وعليه فإن هذا االنتصار كان بمثابة الخطوة الكبرى في تاريخ مقدونيا بأكملها وهذا‬
‫ما تحقق بالفعل ذلك أن انتصار اإلسكندر في هذه معركة غير تاريخ المنطقة والعالم‬
‫كما كلف داريوش خسائر بشرية كبرى (أنظر الشكل‪ /5‬ص ‪.)65‬‬
‫كما أنه من أهم نتائج المعركة أنها كانت نهاية الحقيقة إلمبراطورية الفرس‪,‬‬
‫وسيطر اإلسكندر على مند آسيا الصغرى ومكن له غرس جذور إمبراطورية مقدونيا‬
‫في شبه الجزيرة الهندية ووضع نفسه سيدا آلسيا بأكملها‪( 137.‬أنظر الشكل ‪ /6‬ص‬
‫‪.)66‬‬
‫لعله من المناسب أن نتوقف لنشير إلى أنه قبل متابعة اإلسكندر زحفه إلى ما‬
‫وراء آسيا الصغرى وضع نظما مؤقتة إدارية ومالية وعسكرية للبالد التي فتحها‬

‫‪- 133‬أم هاني رمضاني‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.185‬‬


‫‪ - 134‬حسن بيرينا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪137‬‬
‫‪ - 135‬فوكس وبيرن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪- 136‬حسن بيرينا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 137،138‬‬
‫‪- 137‬ابتهال عادل إبراهيم الطائي‪ ،‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.172‬‬
‫التعديالت الطفيفة وإذا كنا سنرى أنه في الواليات الشرقية حاول اإلسكندر الفصل‬
‫بين السلطات المدينة والعسكرية والمالية في الواليات التي فتحها في آسيا الصغرى‬
‫واكتفى بإقامة مشرفين ماليين ومستقلين تاركا للوالة المقدونيين الذين أقامهم بدال من‬
‫الوالة الفرس وجمع بين السلطتين المدنية والعسكرية‪ ,‬وحرص اإلسكندر على التودد‬
‫إلى المدن اإلغريقية ضمان االستقرار األمور لصالحه ذلك أن كل مدينة كان شعبها‬
‫أو اإلسكندر يعيد إليها الحكم الديمقراطي كان اإلسكندر يعفيها من الضريبة التي‬
‫اعتادت دفعها للملك الفارسي‪ ،‬وفضال عن ذلك فإن اإلسكندر ضم على األقل بعض‬
‫هذه المدن إلى الحلف الهليني الذي كان يترأسه ولم يكن معنى إعادة اإلسكندر‬
‫للديمقراطية في مدن آسيا الصغرى السماح بالعودة إلى النزاعات والصراعات‬
‫ا لحزبية القديمة ولعل تدخل اإلسكندر في مدينة افسوس وجزيرة خيوس لوقف هذا‬
‫الصراع وقتل الخصوم اإلسكندر على أن يسود الوئام بين اإلغريق كذلك اإلغريق‬
‫والفرس ‪.‬‬
‫وبعد تنظيم شؤون المناطق المفتوحة وضمان خطوط مواصالته وتبيين حلفاء‬
‫له في المدن اإلغريقية‪ ،‬لم يقتف أثر دارا وإنما اتجه صوب فينيقية لتحطيم األسطول‬
‫‪138‬‬
‫الفارسي المسيطر على بحر ايجة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬غزوات اإلسكندر المقدوني في بالد الشام‬
‫بدال من اقتفاء أثر الملك داريوش فإن السكندر اتجه جنوبا على الساحل الفينيقي‬
‫تنفيذا لسياسته بالعمل على فصل القوة البحرية الفارسية عن القوات البرية‪ 139،‬وكذلك‬
‫رغبة منه في تدمير األسطول البحري الفينيقي الذي كان عماد فارس في شرق البحر‬
‫المتوسط والذي كان باستطاعته أن يقطع خط مواصالت السكندر مع مقدونيا وعمر‬
‫مدينة مرياندروس (مدينة اإلسكندرونه الحالية)‪ 140،‬ثم تقدم نحو ماراثوس فاستقبله‬
‫استرابون نائب ملك أر واد والساحل المقابل له‪،‬وقدم له تاجا من ذهب نازال له عن‬
‫أرواد وماراثوس ومملكته كلها‪ ,‬في ماراثوس كلف إلسكندر بارمنيون باالستيالء‬
‫على دمشق‪ ،‬وكانت المدينة الرئيسية في سورية الداخلية وبدون قتال تم االستيالء‬
‫‪141‬‬
‫على دمشق حيث استولى بارمنيون أيضا على مهمات جيش دارا وخزانة حربه‬

‫‪ - 138‬مفيد رائف العابد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.156‬‬


‫‪ - 139‬فوزي مكاوي‪ ،‬الشرق األدنى في العصرين الهلينسي والروماني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ - 140‬نقوال زيادة‪،‬فلسطين من اإلسكندر إلى الفتح العربي اإلسالمي‪( ،‬د‪.‬د‪.‬ن)‪ ,‬مج‪( ,2:‬د‪.‬ط)‪( ,‬د‪ ,‬ب)‪( ،‬د‪,‬ت)‪,‬‬
‫ص ‪.42‬‬
‫‪ - 141‬أحمد الريفي الشريف‪,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫*‪ -‬جبيل‪ :‬تحتل مدينة جبيل مكانه هامة على الساحل الفينيقي أذ تقوم عند مصب نهر أودنيس‪ ،‬وتعد من أقدم‬
‫المدن التي سكنت في العالم حين بدأت عالقتها تجارية مع بالد اليونان وجزر اإليجي منذ البحر اإليجي منذ العهد‬
‫المينوسي‪ ،‬ويتضح أن عظمة جبيل قد ارتبطت إلى حد كبير بصالتها االقتصادية والتي قد ازدهرت منذ األلف‬
‫وسار السكندر بعد ذلك على ساحل الشامي‪،‬فاستسلمت له بيبلوس (جبيل ) *وصيدا‬
‫**‬
‫غزو صور‪:‬‬
‫وغادر السكندر ماراثوس صوب الجنوب حيث بلغه نبأ استسالم جبيل‬
‫وترحيب سكان صيدا به فدخل هذه المدينة العريقة وأعاد إليها ممتلكاتها ودستورها‬
‫الخاص‪ ،‬ثم تابع زحفه جنوبا وفي الطريق استقبل وفدا من سكان صور*** جاءه‬
‫عارضا عليه في غياب ملكهم المرافق لألسطول الفارسي استسالم مدينتهم بيد أنه‬
‫عندما طلب اإلسكندر السماح له بدخول المدينة ليقدم القرابين لجده األعلى اإلله‬
‫ملقارت **** ورفض الصوريون طلبه ‪ 142,‬لم يتجرأ على إغالق األبواب في وجه‬
‫المهاجم سوى مدينة صور ملكة الساحل الفينيقي التي سبق أن تحدث سلمناصر‬
‫وسرجون ونبوخذ نصر‪ ،‬فبنى اإلسكندر رصيفا طوله نصف ميل وعرضه ‪ 200‬قدم‬
‫من الشاطئ حتى الجزيرة التي يبلغ طولها ميلين وكانت المدينة التعيسة الحظ تتوقع‬
‫المساعدة من شقيقاتها في الشمال‪143،‬وما لبث اإلسكندر أن تلقى دعما من كافة المدن‬
‫الفينيقية ومقاطعتي لوكيا وكليكيا في آسيا الصغرى وجزيرتي رودس وقبرص وذلك‬
‫بأن أرسلت له سفنا حربية بلغ عددها مائتين وعشرون سفينة وأمر اإلسكندر بشن‬
‫هجوم على مدينة صور وذلك عام ‪ 332‬ق م‪ 144،‬ولكن الصوريون قاوموا السكندر‬
‫إال أن هذا األخير استطاع أن يخضع الجزيرة بعد حصار دام لمدة سبعة أشهر‬

‫الثانية‪ ،‬ينظر‪ :‬محمد الصغير غانم‪ ،‬التوسع الفينيقي في غربي البحر المتوسط‪ ،‬دار الهدى‪( ،‬د‪,‬ط)‪ ,‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ,2003‬ص ص ‪.21،23‬‬
‫** ‪ -‬صيدا‪ :‬يعود تأسيسها إلى العهود الباكرة من تمركز الفينيقيين على الساحل السوري أي حوالي األلف الثالثة‬
‫قبل ميالد وقد نتج عن وجود موقع صيدا االستراتيجي القائم على رأس ممتد داخل البحر كما أن صيدا قد تزعمت‬
‫المدن الفينيقية في الفترة الممتدة من القرن ‪ 14‬ق م حتى القرن ‪ 12‬فكانت من أشهر المراكز الفينيقية الهامة في‬
‫شرقي البحر المتوسط‪ ،‬ينظر‪ :‬نفسه‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫*** ‪ -‬صور‪ :‬تقع صور على بعد ‪ 40‬كلم جنوب صيدا وتعتبر أعظم المدن الفينيقية وطبقا لرواية هيرودت عن‬
‫كهنة ملقارت فلقد أنشأت صور قبل قدوم هيردوت إليها حوالي ‪ 450‬ق م بألفين وثالثمائة سنة ومن تم ظهرت‬
‫للوجود حوالي ‪ 2750‬ق م‪ ،‬وقد بنيت على جزيرة وقد كانت المدينة كحصن وعلى أية حال فلقد ظلت صور‬
‫نتيجة ثرائها فضال عن بسالة أهلها مستقلة حتى أيام اإلسكندر األكبر وهنا قام بضمها في عام ‪332‬ق م‪ ،‬ينظر‪:‬‬
‫محمد بيومي مهران‪ ،‬المدن الفينيقية تاريخ لبنان القديم‪ ،‬دار النهضة العربية‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ,‬بيروت‪ ,1994 ،‬ص ص‬
‫‪.161,166‬‬
‫****‪ -‬ملقارت‪ :‬اله فينيقي شهير يعادل هرقل في الديانة اإلغريقية والذي كان االسمندو يدعى انحدراه منه مثلما‬
‫فعل اللهه آخرون ويعلل األستاذ جوكية فرض الصوريين بأن زيارة اإلسكندر معبد ملقارت كانت تعني اعتراف‬
‫اإلله بحق اإلسكندر في المدينة في عرف ذلك العصر‪ ،‬ينظر‪ :‬محمد رائف العابد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫‪ - 142‬مفيد رائف العابد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫‪ - 143‬فيليب حتى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.253‬‬
‫‪ - 144‬أحمد الريفي الشريف‪ ،‬المرجع السابق‪.59 ،‬‬
‫وتأخير هذا كان نابعا من رغبته في عدم التقدم دون تأمين خطوط مواصالته‪145‬وبعد‬
‫استيالءه اإلسكندر على المدينة شنق حوالي ‪ 2000‬من أهلها وباع ما يقدر بثالثين‬
‫ألفا في سوق النحاسية وكان يتبع في ذلك العادة الشائعة في الحرب واحتفل بإقامة‬
‫األلعاب والشعائر الدينية وبتقديم الذبائح في معبد اله المدينة ملقارت‪ 146،‬وفي أثناء‬
‫الحصار اإلسكندر لصور تسلم رسالة ثانية من دارا عارضا عليه فيما عرضه في‬
‫محالفته والنزول له عن كل إمبراطوريته غربي الفرات‪ ،‬ولكن اإلسكندر رفض‬
‫عروض دا را كلها ورد عليه رد قاسيا وحاسما‪ ،‬وتابع مسيرة الساحلي في اتجاه‬
‫‪147‬‬
‫مصر بعد أن ترك بارمنيون في دمشق لتنظيم شؤون سورية‪.‬‬
‫غزو غزة‪:‬‬
‫بعد االستيالء على مدينة صور توجه اإلسكندر نحو مصر ليمر بمدينة غزة‬
‫التي كانت محاطة بسور منيع‪ 148.‬و ذلك في خريف عام ‪ 332‬ق م تقدم اإلسكندر‬
‫بجيشه جنوبا نحو مدينة غزة التي تقع حافة الصحراء السورية وفي نفس الوقت تطل‬
‫على البحر األبيض المتوسط والمدينة القديمة التي كانت مقامة فوق هضبة عالية‪،‬‬
‫ويحيط من حولها الخنادق والتحصينات مما جعلها قلعة ال يمكن أن تسقط‪ 149،‬حيث‬
‫‪150‬‬
‫امتنعت عن التسليم اعتماد على مناعة أسوارها وتأييد حلفائها من العرب‪،‬‬
‫وقاومت غزة اإلسكندر مدة شهرين كاملين‪ 151،‬ودرات معركة طاحنة بين غزة‬
‫والجيش المقدوني تمكن على أثرها اإلسكندر من االستيالء على المدينة وقتل أهلها‬
‫وهيكال لهم فيه صنم يعبدونه وقتل جميع الكهنة‪ 152،‬وجر قائدها الخصي حول أسوار‬
‫المدينة وهو موثوق بعربات اإلسكندر‪ ،‬وبيع سكان المدينة عبيدا وقد أصيب اإلسكندر‬
‫بجراح طفيفة هنا كما أصيب في ايسوس واستولى الفاتح على مخازن ضخمة من‬
‫التوابل ألن المدينة كانت مستودع الرئيسي على البحر المتوسط لمنتجات الجزيرة‬
‫العربية والبالد التي تجاورها باحتالل غزة دق مسمارا أخر في نعش السيادة‬

‫‪ - 145‬ابتهال عادل إبراهيم الطائي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.174‬‬


‫‪ - 146‬فيليب حتى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.253‬‬
‫‪ - 147‬مفيد رائف العابد‪ ،‬المرجع السابق‪.157،‬‬
‫‪ - 148‬إبراهيم العيد بشي‪ ،‬التوسع العسكري المقدوني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.200‬‬
‫‪ - 149‬سيد أحمد الناصري‪،‬اإلغريق تاريخهم وحضارتهم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.518‬‬
‫‪ - 150‬مفيد رائف العابد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.158‬‬
‫‪ - 151‬فوزي مكاوي‪ ,‬الشرق األدنى في العصرين الهلنيستي والروماني‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ - 152‬يوسفيوس اليهودي‪ ،‬تاريخ اليهود‪ ،‬شركة الطباعة المصرية‪ ،‬إعداد الراهب القمص أنطونيوس االنطوني‪،‬‬
‫ط‪( ,1‬د‪,‬ب) ‪ ,2006‬ص ‪.53‬‬
‫الفارسية في البحر المتوسط‪ 153‬وأعاد اإلسكندر بناء وتعمير المدينة من بين الجرحى‬
‫‪154‬‬
‫من جنوده وسكان المناطق المحيطة بها ‪.‬‬
‫غزو فلسطين‪:‬‬
‫بعدما أنهى اإلسكندر احتالله لصور وغزة حتى رأى الكاهن األعلى للجالية‬
‫اليهودية هذا حلما دعاه إلى االستسالم للقائد المقدوني‪ ،‬فإذا كان الكاهن األعلى‬
‫اليهودي باتفاق م ع داريوش الثالث الملك الفارسي فلماذا لم يساعد األخير وهو في‬
‫فترة أكثر حاجة للمساعدة إن كان حقا يقدر االلتزامات ويحترم العهود‪ ,‬والواقع أن‬
‫الكاهن األعلى لم يتقدم لمساعدة سيده الملك الفارسي بل انتظر ما تتمخض عنه‬
‫هجمات اإلسكندر على صور وغزة اللتين كانت أقوى المدن في سورية وفلسطين‬
‫فلما انتصرت الجيوش المقدونية ودخلت المدينتين المذكورتين تذرع الكاهن بحجة‬
‫الحلم‪ ،‬وعلى الحال فان القدس قد استسلمت لإلسكندر سنة ‪ 332‬ق م دون مقاومة‬
‫تذكر بل رحبت به‪ 155،‬وقد ترك اليهود أن يمسهم في دينهم أو تقاليدهم مخافة أن‬
‫يؤيدوا الفرس وقد ظل رئيس دويلة اليهود هو الكاهن واستمرت المستعمرة اليهودية‬
‫تحت حماية وعطف اإلسكندر‪ 156،‬وبعد ذلك تقدم الستكمال احتالل المدن الفلسطينية‬
‫األخرى حيث استقبله الناس بحفاوة بالغلة‪ ،‬وأسس اإلسكندر في يافا دائرة لضرب‬
‫النقود وأمر بتبديل اسم المدينة من يافو إلى جوبا ‪ 157,‬كما أدي االستيالء على المدن‬
‫الفينيقية إلى تفكيك األسطول الذي كان يتكون أساسا من سفن فينيقية ‪ ,‬وانضمت‬
‫سفن المدن التي تم االستيالء عليها إلى اإلسكندر وكذلك سفن من قبرص في آسيا‬
‫‪158‬‬
‫الصغرى ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬غزوات اإلسكندر المقدوني في مصر‬

‫‪ - 153‬فيليب حتى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.254‬‬


‫‪- 154‬فوكس ويبرن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪ - 155‬سعيد األحمد شارمي ‪ ،‬تاريخ فلسطين القديم‪ ،‬مكتبة المهتدين‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ,‬بغداد‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ,‬ص ص ‪،287‬‬
‫‪.286‬‬
‫‪ - 156‬ظفر اإلسالم خان‪ ،‬تاريخ فلسطين القديم (‪1220‬ق م‪ 1359 ،‬م)‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬ط‪ ,3‬بيروت‪ ,1981 ،‬ص‬
‫‪.68‬‬
‫‪ - 157‬سعيد األحمد شارمي‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.287‬‬
‫‪- JOHN D.GRAINGER , ALEXANDER THE GREAT FAILURE , P77 .158‬‬
‫* نقراطيس‪ :‬هي أقدم المدن اليونانية في مصر الفرعونية‪،‬أنشأت حوالي القرن السابع قبل الميالد‪،‬بالقرب من‬
‫العاصمة القديمة (سايس)‪،‬على الفرع الكانوني للنيل وكانت مركزا تجاريا‪ ،‬ينظر‪ :‬حسين الشيخ‪ ،‬دراسات في‬
‫تاريخ الحضارات القديمة "مصر تحت حكم اليونان والرومان"‪،‬دار المعرفة الجامعية‪( ,‬د‪.‬ط)‪،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪،1997‬ص ‪.20‬‬
‫لم يكن فتح اإلسكندر المقدوني لمصر عمال فرديا وإنما سبقته مقدمات طويلة‬
‫قادت إلى نتيجة وهي فتح مصر‪،‬هذه المقدمات تمثلت في العالقة بين مصر واليونان‬
‫التي ترجع تاريخها إلى بداية عهد األسرات قبل ظهور اإلسكندر‪،‬ومن الطبيعي أن‬
‫مثل هذه العالقة بين الحضارتين تبدأ ضعيفة ثم وبمرور الوقت وتطور الحضارات‬
‫تقوى وتتعدد مظاهرها‪،‬وأن هذين الحضارتين مصر واليونان شهدت فترة من‬
‫االزدهار الحضاري وشكلت في هذه الفترة من تاريخ العالقات المتبادلة بين مصر‬
‫واليونان شهدت ازدهارا ونموا مضطردا للتبادل التجاري بين البلدين عنه‪،‬فكانت‬
‫مصر تصدر القمح لليونان وتحصل على الفضة بدال عنه‪،‬وتصل هذه العالقة إلى‬
‫قيمتها بإنشاء اليونانيون لمدينة نقراطيس* كمحطة تجارية يونانية وأن نقراطيس‬
‫كانت مستعمرة يونانية داخل مصر التي بدأ اليونانيون في تأسيسها على سواحل‬
‫البحر األسود و البحر المتوسط وجنوب إيطاليا‪،‬إذ يظهر الفرس كقوة عسكرية تهدد‬
‫مصر وتستولي عليها‪،‬ثم تقوم بتهديد اليونان أيضا مما يجعل التحالف السياسي‬
‫والعسكري بين مصر واليونان أمرا مقبوال بهدف السيطرة على العدو الفارسي‬
‫المشترك‪ 159،‬وكذلك قد سبق لإلغريق أنهم ساعدوا المصريين في ثوراتهم ضد‬
‫المستعمرين األجانب‪ ،‬ويبدو أن هذه العالقة القوية كانت السبب وراء فتح اإلسكندر‬
‫المقدوني لمصر‪.‬‬
‫‪-1‬غزو اإلسكندر مصر‪:‬‬
‫تقدم اإلسكندر في عام ‪ 332‬قبل الميالد بعد خوض حروب طاحنة كحصار‬
‫صور وغزة لم يكن إال بمثابة نزهة نصر لجنوده وعندما بدأ زحفه على مصر‬
‫حوالي أكتوبر سنة ‪ 332‬ق م‪ ،‬كان مازاكس شطربة الفرس على مصر ال يملك تحت‬
‫قيادته إال عددا قليال من الجنود الفرس هذا باإلضافة إلى أهل مصر الذين كانوا‬
‫ساخطين على الحكم الفارسي في أواخر أيامهم‪ ،‬ومن أجل ذلك لم يكن مازاكس‬
‫مستعدا لمقاومة غزو اإلسكندر الذي كان على األبواب‪ ،‬زحف اإلسكندر بجيشه من‬
‫غزة على مصر‪ ،‬فوصل إلى الحدود المصرية بعد سيرة سبعة أيام وعسكر في‬
‫(الفرما) حيث الحامية المصرية التي تقع على الحدود وتشرف على الفرع الشرقي‬
‫للنيل وكان أسطوله قد وصل عند مصبه بقيادة أمير البحر هيفاستيون ومن المدهش‬
‫أن اإلسكندر عندما وصل إلى مصر لم يجد أبوابها مفتوحة له وحسب بل رأى‬
‫حشودا من المصريين قد تجمعوا ليرحبوا بمقدمه ‪،‬وكان أول عمل قام به اإلسكندر‬
‫في أر ض الكنانة أنه وضع حامية من جنوده في بلوز وأمر أسطوله بالصعود في‬
‫النيل إلى منف*‪ ،‬وزحف اإلسكندر بجيشه البري كذلك إليها و هناك سلم الشطربة‬

‫‪ - 159‬حسين الشيخ‪ ،‬مصر تحت حكم اليونان والرومان‪ ،‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ص‪.20-19‬‬
‫مازاكس نفسه‪ 160,‬و جعله اإلسكندر يستسلم بهدوء ودون قتال في بيلوزيوم التي دخل‬
‫عن طريقها اإلسكندر مصر وهي تعرف باسم الفرما والتي كانت تقع على الفرع‬
‫البيلوزي للنيل على مسافة أربعة كيلو متر تقريبا من البحر وكانت أهم قلعة والتي‬
‫اشتهرت بكونها محطة تجارية‪ 161,‬وأن مازاكس سلم القلعة بذهبها وخيراتها ومتاعها‬
‫وأثاثها الفاخرة إلى اإلسكندر المقدوني‪ ،‬وأصبحت مصر تحت قدمي اإلسكندر‬
‫المقدوني‪ 162,‬وكان اإلسكندر سياسيا ذكيا عارفا كما اعتبر مصر هي أرض أبيه‬
‫آمون‪ **،‬لهذا حرص على معاملة المصريين معاملة طيبة للغاية باعتباره وريث‬
‫الفراعنة وأظهر احترامه الكامل للديانة المصرية ولعادات المصريين ‪،‬وأن‬
‫المصريين رحبوا به وقبلوه فرعونا وبطال ومحررا من ظلم الفرس‪ ،‬وكان اإلسكندر‬
‫صادقا مما أدى إلى إعجاب المصريين وحبهم له‪ ،‬وكذلك ابنا ا آلمون ولقب بعدة ألقاب‬
‫مثل ابن الشمس‪،‬حبيب آمون ‪.. ...‬إلخ‪ ،‬وال تزال هذه األلقاب المنقوشة باقية حتى‬
‫اآلن على بعض المعابد المصرية‪ ،‬وعندما وصل إلى منف فاستقبلوه كمحرر بطل‬
‫وفرعونا على مصر‪ 163،‬وألبسته كهنتها تاج الوجهين القبلي والبحري وأقيم عقب‬
‫االحتفال حفل رياضي وموسيقي إغريقي‪،‬حضره اإلغريق والمصريون‪ 164,‬ويروي‬
‫لنا أريانوس أن اإلسكندر أعلن االندماج الحضاري بين مصر وبالد اإلغريق عندما‬
‫أقام مهرجانه الكبير حيث عرضت فيه الشعر و اإللقاء و اإلنشاد وقد اشترك كذلك‬
‫فريق من المغنيين والممثلين و الراقصين‪ 165,‬و أثناء هذه الزيارة أقام بعض الوقت‬
‫تفرغ فيه إلعادة نظام اإلدارة و الحكم في مصر على أسس جديدة تتلخص فيما‬
‫يلي‪،‬قسمت مصر إلى قسميها الرئيسيين‪,‬شمالي وجنوبي أي الوجه البحري‪،‬و الوجه‬
‫القبلي‪،‬وعهد بإدارة كل قسم إلى موظف مصري‪ 166،‬وحرص كذلك اإلسكندر على‬
‫أن ينظم مصر تنظيما علميا دقيقا وذكيا ينم عن دهائه فقد حرص على اإلبقاء على‬

‫‪ - 160‬فوكس وبيرن‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.63‬‬


‫*‪ -‬منف‪ :‬كانت أولى مقاطعات الوجه البحري والتي عرفت باسم (أتب حح) أي الجدار األبيض وكانت تسمى‬
‫بالمصرية القديمة‪ ،‬وتسمى باإلغريقية ممفيس واسمها الحالي ميتا رهنية‪ ،‬ينظر‪ :‬محمد فتحي بكير‬
‫محمد‪،‬الجغرافيا التاريخية ‪،‬دار المعرفة الجامعية‪(،‬د‪.‬ط)‪،‬اإلسكندرية‪(،‬د‪ .‬س)‪،‬ص ‪. 396‬‬
‫‪ -161‬حسين الشيخ‪,‬دراسات في تاريخ الحضارات القديمة" العصر الهلينستي "‪ ،‬دار المعرفة الجامعية ‪(,‬د‪.‬ط)‪,‬‬
‫اإلسكندرية‪ ,1996 ,‬ص ‪. 25‬‬
‫‪ - 162‬إبراهيم نصحي‪،‬تاريخ مصر في عصر البطالمة‪ ،‬ج‪(،1‬د‪,‬د‪.‬ن)‪ ،‬ط‪( ،4‬د‪.‬ب)‪ ،1976 ,‬ص ‪. 519‬‬
‫** ‪ -‬آمون‪:‬هو سيد اآللهة والبشر وأعظم اله كان يعبده المصريون القدامى وما اآللهة اآلخرون إال تجسيم‬
‫لصفاته‪ ،‬في عبادته يتجلى لون من توحيد الناري كان يدين به المصريون رغم تعدد آلهتهم‪ ،‬ينظر ‪ :‬نسطور‬
‫ماتساس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.163‬‬
‫‪ - 163‬سمير أديب‪ ,‬تاريخ وحضارة مصر القديمة ‪ ,‬المرجع السابق‪،‬ص ‪. 133‬‬
‫‪ - 164‬فوكس وبيرن‪,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 63‬‬
‫‪ - 165‬سيد علي ناصري‪ ،‬اإلغريق تاريخهم وحضارتهم‪ ،‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪. 521‬‬
‫‪ - 166‬مصطفى العبادي‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪. 21‬‬
‫النظم المصرية القديمة وتنويع الحكم بين المصريين و اإلغريق الذي وضع بين‬
‫أيديهم السلطة العسكرية والمالية وأبقى للمصريين السلطة اإلدارية وبذلك يضمن‬
‫قيام الثو رة الوطنية ويضمن رضاء المصريين ويمنع في نفس الوقت احتمال قيام أحد‬
‫اإلغريق أو المقدونيين باالستقالل بمصر وبذلك لم يعين حاكما مقدونيا أو إغريقيا بل‬
‫ورع السلطات بتوازن دقيق يمنع ذلك االحتمال‪ ،‬وأبقى على منف العاصمة المصرية‬
‫كعاصمة الوالية وأبقى التقسيم التقليدي هو الوجه القبلي والوجه البحري أما السلطة‬
‫العسكرية‪ ،‬فقد جعلها في أيدي المقدونيين فقد ترك حامية مقدونية عسكرية واحدة في‬
‫سقارة و أخرى في الجنوب‪،‬أما في الشمال فقد ترك أسطوال كحماية السواحل‬
‫المصرية‪،‬كما ترك حامية في الشرق وأخرى في الغرب ‪.‬‬
‫لم يمس اإلسكندر النظم اإلدارية والمالية التي كان الفراعنة قد أوجدوها في‬
‫مصر و التي تقوم على نظام المقاطعات التي يحكمها محليون نيابة عن الفرعون‪،‬‬
‫ويجمعون باسمه وله الضرائب والعوائد‪ ،‬وكل ما هناك أنه عزل السلطة اإلدارية عن‬
‫السلطة المالية بتعيين وزير مالية من أحد إغريق مصر ليشرف على المالية والخزانة‬
‫وجمع الضرائب ‪ .‬كما حرص كذلك على فتح أبواب مصر للمهاجرين اإلغريق‬
‫خاصة المقدونيين ألن مصر مستقبال كما تخيلها اإلسكندر كانت والية مقدونية أو‬
‫إغريقية حكما وفكرا و ثقافة‪،‬وكان ذلك نقطة تحول في تاريخ مصر إذ دخلت عهدا‬
‫جديدا من حضاراتها المتنوعة الخاصة‪،‬ولقد كانت الفترة التي قضاها اإلسكندر في‬
‫مصر قصيرة ال تتعد ستة شهور ولكنها كانت عامرة باألحداث و اإلصالحات التي‬
‫حولت مصر إلى فلك الحضارة اإلغريقية في البحر المتوسط وكان يتمنى أن يعود‬
‫‪167‬‬
‫إليها مرة أخرى ليرى ثمار ما وضع ولكن القدر لم يحقق له‪.‬‬
‫وهذا هو ملخص الذي وضعه اإلسكندر لحكم مصر قبل أن يغادرها في ربيع‬
‫‪168‬‬
‫‪ 331‬ق م ليواصل حربه ضد الملك الفارسي في الشرق‪.‬‬
‫‪ -2‬تأسيس مدينة اإلسكندرية‪:‬‬
‫بعد أن أقام اإلسكندر بضع أسابيع في ممفيس سار غربا متبعا الفرع الكانوني‬
‫للنيل حتى وصل إلى كانوب القديمة (كوم السعدي) عند حافة الدلتا الشمالية‬
‫الغربية‪،‬وشاهد اإلسكندر بحيرة مريوط تلك البحيرة التي يفصلها عن البحر المتوسط‬
‫شريط رفيع من الصخور والرمال ال يتعدى عرضه ميال واحدا‪ ،‬وعاين اإلسكندر‬
‫هذا الشريط الضيق من األرض الواقع بين البحر و البحيرة والذي ال يبعد سوى‬
‫عشرين ميال غربا من كانوب القديمة و اختاره ليبني عليه مدينته الجديدة في مصر‬

‫‪ - 167‬سمير أديب‪ ،‬تاريخ وحضارة مصر القديمة ‪ ,‬المرجع السابق‪،‬ص ص‪. 263-262‬‬
‫‪ - 168‬مصطفى العبادي‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ص ‪.22-21‬‬
‫اإلسكندرية*‪،‬وقد الحظ اإلسكندر أن هذا المكان يكاد أن يكون جزيرة مستقلة‪ ،‬وفي‬
‫نفس الوقت يرتبط بالدلتا عن طريق أحد فروع نهر النيل مما يجعله مرتبطا‬
‫بنقراطيس التي تقع على مسافة ليست بالبعيدة‪ ،‬وبممفيس العاصمة الفرعونية وبذلك‬
‫يمكن ربط اإلسكندرية بالبحر األحمر مما يؤهلها بأن تكون ميناءا عالميا بين الشرق‬
‫و الغرب‪ ،‬وفي مواجهة هذا الشريط الرملي كانت تقف جزيرة صغيرة اسمها جزيرة‬
‫فاروس‪،‬ومن العجيب أن هذه الجزيرة قد أشارت إليها األوديسا‪ 169،‬وهناك روايات‬
‫أخرى تقول أن اإلسكندر أعجب بحسن موقع قرية صغيرة يسكنها بعض صيادي‬
‫السمك‪ ,‬تسمى راقودة "راكوتيس "تجاه جزيرة فاروس في بقعة بين المتوسط‬
‫ومريوط فأمر أن تؤسس مدينة عظيمة ‪ 170‬وأنها ذات موقع إستراتيجي هام يتجه بها‬
‫من الداخل نحو النيل ومن الخارج نحو البحر المتوسط‪ ،‬وأنها ذات ميناءان الشرقي و‬
‫الغربي يصالن بين أقصى طرف المدينة‪ ،‬تحميهما جزيرة فاروس‪ ،‬وبموقعها الفريد‬
‫من رياح الشمال ‪ . 171‬ويقول بلوتارك أن اإلسكندر قد اختار موقع اإلسكندرية "بعد‬
‫أن حلم ذات ليلة‪،‬أن هومر قد ظهر له في صورة شيخ جليل وأنشد عليه بعض‬
‫األبيات "اإللياذة" ومنها وهناك وسط المياه البحر الصاحبة "أمام مصر"جزيرة‬
‫يسميها فاروس‪ 172.‬وقد حرص اإلسكندر على اإلشراف بنفسه على تخطيط المدينة‬
‫الجديدة‪ 173.‬واستعان اإلسكندر المهندس رودسي الذي كان يدعى دينوقراطيس‪,‬‬
‫لتخطيط المدينة فخططها مستطيال بين بحيرة مريوط وبين البحر وقسمها أحياء‬
‫بشوارع مستقيمة‪174،‬وبنيت على سطح مستو فكانت ذات نظام أكثر من غيرها من‬
‫المدن اليونانية وكانت الشوارع تنقسم إلى زاوية قائمة ويشق من وسطها الشارع‬
‫األعظم وعرضه ثالثون مترا وطوله ستة كيلومترات وعلى جانبيها أبنية عظيمة‪,‬‬
‫وأن المهندس دينوقراطيس اختار النمط للمدينة وهو عبارة عن شارعين رئيسيين‬
‫متقاطعين بزاوية قائمة ثم تخطيط شوارع أخرى فرعية‪ ،‬تتوازى مع كل من‬
‫الشارعين مما يجعل مساحة األرض أشبه بقطعة الشطرنج‪،‬وكان يحيط بالمدينة سور‬
‫ضخم ذو أبراج وحصون وأبواب كثيرة كان أهمها باب الشمس في الشرق‪،‬وباب‬
‫القمر في الغرب وبنيت من األحجار المأخوذة من محاجر الكلس‪ ,‬أما خارج السور‬

‫*‪ -‬اإلسكندرية‪ :‬وهي مدينة أسسها اإلسكندر في مصر‪،‬توجد أكثر من خمسة وخمسون مدينة في العالم تحمل اسم‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬ينظر‪ :‬علي بشير مصباح الهدار‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪. 48‬‬
‫‪ - 169‬سيد علي الناصري‪ :‬اإلغريق تاريخهم وحضارتهم‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ص ‪. 524- 523‬‬
‫‪ - 170‬إبراهيم نمير سيف الدين وآخرون‪ ،‬مصر في العصور القديمة‪،‬مكتبة مدبولي‪،‬ط‪ ،2‬القاهرة‪،1998،‬ص‬
‫‪. 208‬‬
‫‪ - 171‬محمد جبريل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 22‬‬
‫‪ - 172‬فوكس وبيرن‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪. 68‬‬
‫‪ - 173‬ناصر األنصاري‪ ،‬المجمل في تاريخ مصر‪،‬دار الشروق‪،‬ط‪،2‬مصر‪،1997،‬ص ‪. 58‬‬
‫‪ - 174‬أسد رستم‪,‬المرجع السابق‪،‬ص ‪. 32‬‬
‫شرقا وغربا رماال ممتدة غير مأهولة بالسكان تتخللها أشجار النخيل‪(175.‬أنظر‬
‫الشكل‪ /7‬ص ‪.)67‬‬
‫وأن من أهم الدوافع الرئيسية في تأسيس مدينة اإلسكندرية أولها عسكري‬
‫حربي بحري‪،‬فقد رأى اإلسكندر منذ أن تم له فتح مصر إن البد من إنشاء قاعدة‬
‫بحرية كبيرة في شرقي البحر المتوسط يأوي إليها أسطوله في حال الخطر ويتم فيها‬
‫إنشاء بوارجه وترميمها ويتيسر له فيها تموين هذا األسطول ‪ .‬والبد أن يكون‬
‫اإلسكندر قد لمس من الناحية الثانية‪،‬عظم التجارة التي كانت عبر البحر األحمر بين‬
‫الشرق و الغرب وأهمية بعض المواد األولية التي كانت تستخرج من إفريقية نفسها ‪.‬‬
‫وكان قد قضى على صور أعظم الثغور التجارية ولمس البضائع في مستودعات‬
‫غزة فأراد أن يؤسس في مصر ثغرا جديدا يكون بمثابة "صور مقدونية"‪ ،‬ورأى‬
‫اإلسكندر من الناحية الثالثة‪،‬أنه البد من امتزاج الحضارتين الشرقية واليونانية في‬
‫دولة كبيرة طمع في تأسيسها كي يتم ضمان التجانس بينه وبين رعاياه ويتيسر‬
‫التعاون المنشود في السياسة و الحرب‪ 176.‬وكذلك من دوافع تأسيسها أراد اإلسكندر‬
‫مدينته أن تكون ميناءا هاما‪،‬ينقل منه خيرات مصر الوفيرة إلى بالده‪،‬وكذلك حلقة‬
‫ترابط وتواصل بين الموانئ اإلغريقية في الشمال الشرقي‪،‬وأنحاء البحر األبيض‬
‫المتوسط‪ ،‬وكانت الدويالت اليونانية قد أخذت تبرز كقوة بحرية والسفن البحرية قد‬
‫أخذت تكبر للوفاء بالعالقات التجارية المتزايدة‪،‬والتطورات العسكرية و السياسية‬
‫التي شهدها حوض هذا البحر‪،‬وكذلك إقامة حامية عسكرية مقدونية مع مجموعات‬
‫من السكان المحليين وتضاف إليهم جالية يونانية‪ 177،‬وفي األخير احتفل اإلسكندر‬
‫بتأسيسها في العشرين أو الحادي والعشرين من كانون الثاني ‪331‬ق م‪ ،‬وسكن‬
‫اإلسكندرية عند تأسيسها مقدونيين ويونانيون وعدد كبير من المصريين وأرغموا‬
‫على اإلقامة فيها واالنتقال إليها‪،‬وأن اإلسكندر شجع اليهود على اإلقامة في‬
‫اإلسكندرية يمنحهم حقوقها المدنية ألن هؤالء لم يكونوا قد تفوقوا في التجارة‬
‫‪178‬‬
‫والمال‪.‬‬
‫وأصبحت اإلسكندرية عاصمة لمصر وكانت أغلب تجارة البحر األبيض‬
‫المتوسط تمر بها والتي أصبحت من أهم المدن في البحر المتوسط‪,‬وبقيت اإلسكندرية‬
‫‪179‬‬
‫أهم مدينة في مصر‪.‬‬

‫‪ - 175‬خالد فؤاد بسيوني‪,‬أسوار اإلسكندرية الدفاعية القديمة‪،‬منطقة السالالت‪,‬مجلة اإلتحاد العام لألثريين‬
‫العرب‪,‬العدد ‪(،10‬د‪ .‬ت)‪،‬ص ‪.104‬‬
‫‪ - 176‬أسد رستم‪ ,‬المرجع السابق‪،‬ص ‪. 32‬‬
‫‪ - 177‬مصطفى العبادي‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 35‬‬
‫‪ - 178‬أسد رستم‪ ،‬المرجع السابق‪. 32 ،‬‬
‫‪ - 179‬فوزي مكاوي‪ ،‬تاريخ العالم اإلغريقي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪. 224‬‬
‫‪ – 3‬زيارة اإلسكندر لمبعد آمون‪:‬‬
‫بعد أقام اإلسكندر بوضع األساس لمدينته الجديدة اإلسكندرية‪ ،‬واصل سيره في‬
‫اتجاه الغرب‪ ،‬وقرر أن يخترق الصحراء جنوباا إلى واحة سيوة‪* ،‬حيث يوجد معبد‬
‫إله آمون **‪،‬وهو معبد نال شهرة عالية آنذاك باعتباره من أشهر المعابد الوحي في‬
‫العالم ‪ ،180‬وأنه ذات شهرة كبيرة منذ عدة قرون‪،‬وكانت هذه الزيارة في بداية عام‬
‫‪ 331‬ق م‪ 181،‬وكانت هذه الرحلة طويلة شاقة‪،‬وخطرة من جهتين‪،‬ولو أنهم فقدوا‬
‫متعذرا عدة أيام‪ ،‬ولوهبت ريح الجنوب العنيفة‬
‫ا‬ ‫مختزنهم ألن الحصول عليه كان‬
‫عليهم وهم في رحلتهم يجوسون الصحراء الواسعة برمالها السميكة‪ ،‬وبعد أن قطع‬
‫اإلسكندر تلك المجاهل بلغ موضعاا‪ 182،‬وقد أراد اإلسكندر من خالل هذه الرحلة أن‬
‫يحقق عدة أهداف‪ ،‬أولها إثبات انتسابه لإلله آمون‪،‬كما أراد من ناحية أخرى أن يسأل‬
‫الوحي عن مدى نجاح خططه المستقبلية ‪ .‬وكانت رحلته ورفاقه إلى واحة سيوة‬
‫معرضة بالمخاطر‪ 183،‬وعندما وصل اإلسكندر إلى هناك فأستقبله كهنة المعبد‬
‫صادرا عن أبيه "آمون " وأنه منح الكهنة‬
‫ا‬ ‫بالترحيب‪ 184،‬عند أول السالم‪ ،‬ترحيباا‬
‫هدايا ثمينة ‪،185‬وأن اإلسكندر قدم القرابين آلمون وذلك يدافع عن ذاكرته أنه كان قد‬
‫ولد من صلبه‪ ،‬ويصلي من أجله أمام مذبحه‪،‬قال‪":‬يا أبتاه أعطني عالمة بأن ما قالته‬
‫أمي لي حقيقة "‪ ،‬أي بأنني ولدت من صلبك وأنا ابنك فأرسل له عالمة‪ ،‬فقام‬
‫اإلسكندر بترميم المحراب‪ ،‬كما أمر بتذهيب تمثال اإلله الخشبي وأهدى له وأهدى له‬
‫‪186‬‬
‫النقش التالي أمون‪،‬ثم رأى اإلسكندر اإلله آمون بفروته الذهبية‪ ،‬وقرون الكبش‪.‬‬
‫ويالحظ أن اإلسكندر قد انتحل بعد زيارته لواحة سيوة صفة أبن آمون‪ 187.‬وقد تركت‬

‫* ‪-‬واحة سيوة‪ :‬تعرف هذه الواحة بواحة أمون حيث شيد معبدا لهذا اإلله وقد اشتهر هذا المعبد في كافة العالم‬
‫الهيليني وله مركزا هام من مراكز الوحي و النبوة‪،‬ينظر‪:‬أدرس بل‪ ،‬مصر من اإلسكندر األكبر حتى الفتح‬
‫العربي‪ ,‬تر‪:‬عبد اللطيف أحمد علي ‪،‬دار النهضة العربية ‪( ،‬د‪.‬ط)‪،‬بيروت‪،1973،‬ص ‪.39‬‬
‫** ‪ -‬معبد آمون‪ :‬أقيم هذا المعبد‪ ،‬فوق ربوة مرتفعة في الصحراء تعلو عما حولها بحوالي ‪ 1000‬م قدم‪ ،‬وقد‬
‫انقسم المعبد إلى عدة غرف‪ ،‬أحداهما صنعت من المرمر‪،‬وخصصت للتتويج ‪ ,‬ينظر‪ :‬فوكس و بيرن‪ ،‬المرجع‬
‫السابق‪،‬ص ‪.72‬‬
‫‪ - 180‬أبو اليسر فرح‪,‬تاريخ مصر في عصر البطالمة و الرومان‪(،‬د‪.‬د‪.‬ن)‪،‬ط‪( ،1‬د ‪.‬ب)‪،2002 ،‬ص ‪. 28‬‬
‫‪ - 181‬رمضان السيد‪،‬تاريخ مصر القديمة "منذ بداية األسرة الخامسة عشرة حتى دخول اإلسكندر األكبر مصر‬
‫عام ‪ 332‬ق‪.‬م"‪،‬ج‪ , 2‬مطبعة هيئة اآلثار المصرية‪(,‬د‪.‬ط)‪(،‬د‪.‬ب )‪،1992,‬ص ‪. 311‬‬
‫‪ - 182‬بلوتارك‪ ,‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪. 1280‬‬
‫‪ - 183‬أبو اليسر فرح‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪. 29‬‬
‫‪ - 184‬محمود إبراهيم السعدني‪ ,‬المرجع السابق‪،‬ص ‪. 5‬‬
‫‪ - 185‬بلوتارك‪ ،‬المصدر السابق‪،‬ص ‪. 1280‬‬
‫‪ - 186‬كالليسثينيس المزيف‪ ,‬المرجع السابق‪،‬ص ‪. 58‬‬
‫‪ - 187‬فوكس وبيرن‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪. 73‬‬
‫كبيرا في نفس اإلسكندر وظلت ذكراها عالقة بذهنه وقيل أنه أوصى‬
‫هذه الزيارة أثرا ا‬
‫‪188‬‬
‫بأن يدفن بعد موته في واحة سيوة ليكون بجوار أبيه أمون‪.‬‬
‫خامسا ‪ -‬غزوات اإلسكندر المقدوني في بالد فارس‪:‬‬
‫‪ -1‬معركة أربيل (غوغاميال)‪:‬‬
‫باستخدام الثروات المصرية المواصالت البحرية مع هيلالد ومقدونيا‪ ،‬مشى‬
‫اإلسكندر في عام ‪ 331‬ق م إلى ميزوبوتاميا عبر سوريا‪ ،‬هنا قرب الضيعة األشورية‬
‫غوغاميال *على نهر دجلة‪،‬و أن هذه المعركة أهم من كل المعارك الحملة وأنه عبر‬
‫النهر بدون عناء ألنه لم يكن محفورا‪،‬و أنه آمن‪ ،‬وكان دارا الثالث ‪،‬قد عبأ جيشه في‬
‫سهل غوغاميال على الشاطئ األيسر من هذا النهر‪ ،‬وفي هذا المكان التحم الجيشان‬
‫أول أكتوبر ‪ 331‬ق م‪ ،‬وسميت هذه الواقعة بواقعة أربيل لقرب ميدان الحرب من‬
‫تلك المدينة‪ 189,‬ولقد بلغ جيش دارا كما يروى‪ ,‬مليون رجل بضمهم مرتزقة من‬
‫اإلغريق و مئة عربة ذات فؤوس‪ 190،‬وكذلك حوالي ‪ 100‬ألف من المشاة (مع‬
‫النساء واألطفال وعناصر التموين وغيرهم )وكذلك ‪ 35‬ألف من الفرسان من مختلف‬
‫أنحاء اإلمبراطورية و ‪ 200‬عربة و ‪ 15‬فيل قتال‪ ،‬أما بالنسبة لجيش اإلسكندر‪40،‬‬
‫ألف من المشاة و ‪ 7500‬فارس و خيال‪،‬بذل الفرس جهودا كبيرة بعد معركة إيسوس‬
‫إلعادة بناء جيش يتمكن من الصمود بوجه جيش محترف تقوده عبقرية‪،‬فكانت‬
‫ال معركة الحاسمة بين الفرس و اإلسكندر فلقد وضع داريوش مشاته في خط طويل‬
‫يؤلف القلب والجناحين وحشد خيالته في األمام وسترها ب ‪ 200‬عربة منجلية على‬
‫‪191‬‬
‫الجناحين والوسط‪،‬وبقيت الفيلة خلفها‪ ،‬وجعل مقره في وسط القلب الخط الخلفي‪,‬‬
‫أما بالنسبة لقوات اإلسكندر فإنه خطط التعبوية تجاه هذه الصعوبات حرية بالدرس و‬
‫المالحظة‪ ،‬وأنه رتب جيوشه في الصباح واضعا بارمنيون والخيالة في الميسرة و‬
‫الصفوف في القلب‪ ,‬ووضع في الميمنة المشاة المسلحين تسليحا ثقيال‪ ،‬ووضع جندا‬
‫من صنف كل من الميمنة و الميسرة خلفا ذلك بصورة منحرفة اتقاء الحركة التفاف‬
‫من العدو‪،‬وبدأت المعركة بتعرض جيش اإلسكندر تجاه ذلك متجها بهيئة مائلة إلى‬

‫‪ - 188‬سمير أديب‪ ،‬تاريخ وحضارة مصر القديمة ‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪. 262‬‬


‫*‪ -‬غوغاميال‪ :‬فهي مكان المعركة التي وقعت بين اإلسكندر وداريوس الثالث سنة ‪ 331‬قبل الميالد‪ ،‬وهي تقع‬
‫على بعد ستين ميال من أربيل‪ ،‬ينظر‪:‬فوزي مكاوي‪ ،‬تاريخ العالم اإلغريقي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪. 225‬‬
‫‪ - 189‬ف ‪.‬دياكوف‪ ،‬س‪ .‬كوفاليف‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.395‬‬
‫‪ - 190‬طه باقر‪ ،‬مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة في حضارة وادي النيل‪ ,‬ج‪,2‬دار الوراق‪ ،‬بغداد‪,2011 ،‬‬
‫ص ‪. 489‬‬
‫‪ - 191‬ابتهال عادل إبراهيم الطائي‪,‬المرجع السابق‪،‬ص ‪. 182‬‬
‫*‪ -‬بارمينيون‪:‬كان قائدا مقدونيا في خدمة فيليب الثاني ومات سنة ‪ 330‬ق م‪ ,‬ينظر‪:‬فوزي مكاوي‪ ،‬تاريخ العالم‬
‫اإلغريقي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.225‬‬
‫اليمين واستمر في نقل كتائبه وصفوفه الثقيلة في االتجاه نفسه فأمر دارا بهجوم على‬
‫جناح اإلسكندر ليصدهم‪ ،‬ولكن نبالة اإلسكندر أسقطوا الخيول والسواق فانفتحت‬
‫كتائب المشاة وقد أحدثت العربات ثغرة في جناح الفرس األيسر اقتحمها اإلسكندر‬
‫على رأس خيالته‪ ،‬شاطراا صف الفرس إلى شطرين وزحفت الصفوف زحفا عنيفا‬
‫على قلب جيش دارا‪،‬فقد الملك الفارسي صوابه‪،‬فأدار عربته وولاى هاربا‪ 192,‬وقد‬
‫انتهت هذه المعركة لصالح المقدونيين‪ ،‬وتمكن داريوش الثالث من النجاة حيث التجأ‬
‫إلى منطقة ميديا محاوال أن يعيد تنظيم مقاوماته من جديد‪ ،‬وحاول مرة ثالثة أن يوقف‬
‫الزحف المقدوني عن طريق المفاوضات فاقترح على اإلسكندر إيقاف حملته على‬
‫الشرق في مقابل منحه كل المناطق الواقعة غرب نهر الفرات‪،‬كما أبدى داريوش‬
‫رغبته في إطالق سراح أفراد أسرته لقاء مبلغ عشرة آالف تالنت‪ ،‬وعرض على‬
‫اإلسكندر أيضا أن يزوجه ابنته ستاتيرا‪ ,‬أثارت هذه المقترحات عددا من ردود الفعل‬
‫بين معاوني اإلسكندر األكبر ‪ .‬ويذكر أن أحدهم الذي يدعى بارمينيون قال له " لو‬
‫كنت اإلسكندر لقبلتها " فأجابه اإلسكندر " ولو كنت بارمينيون لقبلتها أيضا "‪،‬إال أن‬
‫اإلسكندر رفض أي محاوالت الصلح و إيقاف القتال ألنه كان يرى في وجود الملك‬
‫داريوش خطرا على كل ما حققه من انتصارات ولذلك واصل الحملة‪( 193.‬أنظر‬
‫الشكل ‪ /8‬ص‪.)68‬‬
‫ومن أهم النتائج التي ترتبت عنها هذه المعركة الحاسمة والتي انتهت بانتصار‬
‫اإلسكندر عسكريا على دارا الثالث وهي معركة فاصلة في التاريخ‪ ،‬وقدرت خسائر‬
‫اإلسكندر بحوالي ‪ 2000-1500‬قتيل وجريح أما الفرس فقدرت خسائر بحوالي ‪50‬‬
‫ألف قتيل و جريح ‪ 194,‬وأما سياسيا من أهمها كانت النهاية الحقيقية لإلمبراطورية‬
‫‪195‬‬
‫الفارسية اإلخمينية‪.‬‬

‫‪- 2‬غزو بابل‪:‬‬

‫‪ -192‬طه باقر‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 490‬‬


‫‪ - 193‬فوزي مكاوي‪ ،‬تاريخ العالم اإلغريقي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪. 225‬‬
‫‪ - 194‬ابتهال عادل إبراهيم الطائي‪ ,‬المرجع السابق‪،‬ص ‪. 184‬‬
‫‪ - 195‬طه باقر‪ ,‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪. 490‬‬
‫بعد أن انكسر و انهزم دارا الثالث في أربيال‪،‬سار اإلسكندر إلى مدينة‬
‫بابل*‪ 196‬التي ال تبعد أن أربلة أكثر من أربع مئة وخمسين كيلومترا وكان‬
‫مازيوس**القائد الفارسي قد التجأ إليها فوصلها اإلسكندر في أواخر تشرين األول‬
‫من السنة ‪ 331‬ق م‪ ،‬وكان يحيط بمنطقة المدينة سور عظيم ويبلغ ارتفاعه ثالثين‬
‫مترا ويقدر محيطه بمائة كيلو متر‪،‬ودخل اإلسكندر هذه المنطقة من باب بابل واطل‬
‫على المدينة العظيمة بسوريها وأبراجها وتوقع مقاومة من مازيوس ورجاله ولكن‬
‫مازيوس آثر االستسالم‪ 197،‬وأنه سلم المدينة لإلسكندر وأنه عندما دخل اإلسكندر‬
‫بابل خرجت إليه رجال ونساء وزعماء وقادة و الكهنة و الحكام بالهدايا والتقادم‬
‫فحدثهم وأمنهم ‪ ،198‬وكذلك أضاءوا الطرق المحيطة لمعسكره بصب البنزين في‬
‫قنوات المجاري و إشعاله طول الليل‪199 .‬و اتبع اإلسكندر في بابل سياسة التسامح‬
‫والمداراة التي اتبعها في مصر فأعاد الحاكم "مازيوس" إلى منصبه حاكما على‬
‫بابل‪،‬و ألقى في روع السكان أنه خلصهم من اضطهاد البرابرة وصمم على إعادة‬
‫بناء معابد اآللهة‪ ،‬ومن األمور المثيرة أن اإلسكندر وجد صرح بابل المدرج الشهير‬
‫العائد إلى مردوخ في حالة أنقاض‪،‬ولقد صمم اإلسكندر على أن يجعل بابل مركزا‬
‫مهما في إمبراطوريته لربط الغرب بالشرق و عزم على ربطها بطرق‬
‫تجارية‪(200.‬أنظر الشكل ‪/9‬ص ‪.)69‬‬
‫وفي األخير نستنتج أن اإلسكندر المقدوني استطاع في مدى أعوام قليلة أن‬
‫يحطم اإلمبراطورية الفارسية الضخمة ويضم أقاليمها إليه ويغير مجرى التاريخ‬
‫البشري ‪,‬كما يعتبر نفسه وريثا للعرش إلمبراطورية الفارسية وتمكن خالل مدة‬
‫زمنية وجيزة من حكمه أن يضم العديد من المناطق ‪,‬كما خاض العديد من المعارك‬
‫إال أن أهم المعارك المهمة وهي معركة الغرانيق وايسوس ومعركة غوغاميال ‪.‬‬

‫*‪ -‬بابل‪ :‬مدينة قديمة تقع على الفرات على بعد ‪ 90‬كيال جنوبي بغداد ويقوم على أطاللها حاليا‪،‬تل بابل و‬
‫القصر و عمران المراكس و قرى أخرى مثل غنانة و غيرها من قرى‪ ،‬ينظر‪ :‬محمد بيومي مهران‪ ،‬مصر و‬
‫الشرق األدنى القديم "تاريخ العراق القديم "‪،‬دار المعرفة الجامعية‪( ،‬د ‪.‬ط)‪ ,‬اإلسكندرية‪،1990،‬ص ‪. 215‬‬
‫‪ - 196‬علي ظريف األعظمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 7‬‬
‫**‪ -‬مازايوس‪:‬هو حاكم بابل على عهد اإلخمينيين وهو الذي سلم المدينة العظيمة بعد انتهاء معركة أربيال إلى‬
‫اإلسكندر ‪ ,‬ينظر ‪ :‬آريان‪ ،‬أيام اإلسكندر الكبير في العراق‪ ,‬تر‪ :‬فؤاد جميل‪ ,‬دار الرواق‪,‬ط‪ ،1‬بغداد‪،2007،‬ص‬
‫‪. 278‬‬
‫‪ - 197‬أسد رستم‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪36‬‬
‫‪ ، - 198‬جرجي ديمتري سرسق ‪ ,‬المرجع السابق‪،‬ص ‪. 226‬‬
‫‪ - 199‬فوكس وبيرن‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 82‬‬
‫‪ - 200‬طه باقر‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 491‬‬
‫خـــــــــاتــــــــ‬
‫مة‬
‫بعد دراستنا للموضوع نستنتج مايلي ‪:‬‬
‫‪ -‬قام فيليب الثاني بتوسيع ممكلته عن طريق احتالله بانجوس وهي قرب‬
‫مدينة امفيبولس سنة ‪ 358‬ق م وكذلك المنطقة الغنية جدا بثروات الذهب التي‬
‫تدر عليه سنويا ألف تالنت من الذهب وبهذا استطاع أن يوسع جيشه ويقويه‬
‫عن طريق خبرته العسكرية التي أكتسبها من مدينة طيبة عندما كان رهينة‬
‫هناك ‪.‬‬
‫‪ -‬استطاع فيليب الثاني أن يوحد بالد اليونان والسيما في المعركة‬
‫الحاسمة وهي معركة خيرونية سنة ‪ 338‬ق م كما اجري بعد ذلك إصالحات‬
‫إدارية وعسكرية كان لها األثر في صنع مستقبل لمقدونيا‬
‫‪ -‬اقامة مؤتمر كورنثا سنة ‪ 338‬ق م تمكن من خالله فيليب المقدوني‬
‫الحصول على موافقة الدول اليونانية بتهيئة جيش قوي لضرب بالد فارس‬
‫كذلك نجد أن فيليب هو من وضع األساس القوي لبنائه إمبراطورية كبير‬
‫لولده اإلسكندر وكان له فضل في ذلك ‪.‬‬
‫‪ -‬تربى اإلسكندر تربية سياسية وعسكرية منذ صغره لكي يكون قائدا‬
‫عظيما‬
‫‪ -‬من خالل العديد من دراسات التي قام بها المؤرخون تأكد أن اإلسكندر‬
‫ليس له صلة بذي القرنين مذكور في القرآن‪.‬‬
‫‪ -‬تولى اإلسكندر المقدوني العرش هو في عمر العشرين واستطاع أن‬
‫يخمد التمردات التي قامت عليه في بالد اليونان ‪.‬‬
‫‪ -‬استفاد اإلسكندر من الجيش الذي تركه له والده ونظمه فأحسن تنظيمه‬
‫وأصبح يملك أقوي جيش في ذلك العصر ‪.‬‬
‫‪ -‬كانت أول معركة بين اإلسكندر ودراريوش الثالث التي تعرف‬
‫بموقعة كرانيك التي نتجت عنها استيالء اإلسكندر على جميع المدن بساحل‬
‫األناضول ‪.‬‬
‫‪ -‬أما عن معركة ايسوس كانت بداية لنهاية اإلمبراطورية الفارسية على‬
‫يد اإلسكندر المقدوني‪.‬‬
‫‪ -‬أن غزوات اإلسكندر العسكرية كانت لها جوانب حضارية ذلك من‬
‫خالل بناء مدن تحمل اسمه في مناطق التي قام باحتاللها وكانت من بين‬
‫المدن مدينة اإلسكندرية التي لها شأن عظيم عبر مرور الزمن التي أساسها‬
‫على يده ‪.‬‬
‫‪ -‬كان اإلسكندر يحسن معاملة الشعوب التي تعترض عليه وال تحاربه‬
‫وذلك من خالل ما قام به في مصر حيث قام بزيارة معبد آمون وتقديم‬
‫القرابين إلى اآللهة وكل هذا من أجل كسب ودهم والتقرب إليهم أكثر ‪.‬‬
‫‪ -‬سعى اإلسكندر إلى ترسيخ المفاهيم اإلغريقية في البلدان المالحقة‬
‫ليرسي فيها فتوحاته ففي منفيس مثال نظم مباريات الرياضية والموسيقية ‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر معركة غوغاميال معركة حاسمة بين اإلسكندر وداريوش الثالث‬
‫والتي انتهت بانتصار اإلسكندر عسكريا وهي معركة الفاصلة في التاريخ ‪.‬‬
‫‪ -‬تمكن من بسط سيطرته على آسيا الصغرى وبالد الشام ومصر وبالد‬
‫الرافدين ‪.‬‬
‫‪ -‬لم يقف اإلسكندر عن فتوحات بال واصل حتى توغل في وسط‬
‫اإلمبراطورية الفارسية وكذلك غزو الهند ‪.‬‬
‫المـــــالحــــــــ‬
‫ق‬
‫‪201‬‬
‫الشكل (‪ :)01‬بالد اليونان في عهد فيليب الثاني‬

‫‪ - 201‬كارول توماس ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.152‬‬


202
‫ اإلسكندر المقدوني‬:)02( ‫الشكل‬

202
- Editor Ruth Sheppard, Alexander The Great At War, Osprey, p 146.
‫‪203‬‬
‫الشكل (‪:)03‬مخطط معركة كرانيك‬

‫‪ - 203‬كارول توماس ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.204‬‬


‫‪204‬‬
‫الشكل (‪ :)04‬مخطط معركة إيسوس‬

‫‪ - 204‬كارول توماس ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.205‬‬


205
‫ معركة إيسوس‬:)05( ‫الشكل‬

- DEBRA SKELTON & PAMELA DELL، Op.cit، P 23


205
‫الشكل (‪ :)06‬فتوحات اإلسكندر المقدوني‬
‫‪206‬‬

‫‪ - 206‬كارول توماس ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص‪.213‬‬


‫‪207‬‬
‫الشكل(‪ :)07‬مخطط مدينة اإلسكندرية‬

‫‪ - 207‬علي زكي ‪ ،‬اإلسكندرية في عهد البطالمة والرومان‪ ،‬مطبعة دار المستقبل ‪( ,‬د‪.‬ط)‪( ,‬د‪.‬ب)‪( ,‬د‪.‬ت)‪ ,‬ص‬
‫‪.13‬‬
‫‪208‬‬
‫الشكل (‪ :)08‬سير معركة غوغاميال‪.‬‬

‫‪ - 208‬ابتهال عادل إبراهيم الطائي‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.183‬‬


‫‪209‬‬
‫الشكل (‪ :)09‬طريق اإلسكندر المقدوني لبابل‪.‬‬

‫‪ - 209‬أريان ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص‪.270‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫أوال‪ :‬الكتب السماوية‪:‬‬
‫‪ ‬القرآن الكريم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المصادر‪:‬‬
‫‪ ‬بلوتارك‪ ،‬تاريخ األباطرة و فالسفة اإلغريق‪،‬تر ‪:‬جورجيس فتح‬
‫هللا‪،‬مج‪،3‬ط‪،1‬الدار العربية للمطبوعات‪،‬بيروت‪.2010،‬‬
‫‪ ‬اليهودي يوسفيوس‪ ،‬تاريخ اليهود‪ ،‬شركة الطباعة المصرية‪ ،‬إعداد‬
‫الراهب القمص أنطونيوس االنطوني‪ ،‬ط‪( ,1‬د‪,‬ب) ‪.2006‬‬
‫ثالثا‪ :‬المراجع‪:‬‬
‫أ‪ -‬باللغة العربية ‪:‬‬
‫‪ .1‬أبوبكر فادية محمد‪،‬دراسات في العصر الهلليستني‪ ،‬دار المعفة الجامعية‪,‬‬
‫(د‪.‬ط)‪ ،‬اإلسكندرية‪.1998 ،‬‬
‫‪ .2‬أديب سمير‪ ،‬تاريخ وحضارة مصر القديمة‪ ،‬مكتبة اإلسكندرية‪( ،‬د‪,‬ط)‪,‬‬
‫(د‪,‬ب)‪.1997 ،‬‬
‫‪ .3‬آريان‪ ،‬أيام اإلسكندر الكبير في العراق‪ ,‬تر‪ :‬فؤاد جميل‪ ,‬دار الرواق‪,‬ط‪،1‬‬
‫بغداد‪2007،‬‬
‫‪ .4‬األشتر صالح‪ ،‬اإلسكندر األكبر‪ ،‬دار الشرق العربي‪ ،‬ط‪ ,3‬سورية‪.2002 ,‬‬
‫‪ .5‬األعظمي على ظريف‪ ،‬تاريخ الدول اليونانية والفارسية في العراق‪،‬‬
‫تق‪:‬عزه رفعت‪ ,‬مكتبة الثقافة الدينية‪(،‬د‪.‬ط)‪ ,‬بورسعيد‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ .6‬األنصاري ناصر‪ ،‬المجمل في تاريخ مصر‪،‬دار الشروق‪،‬ط‪،2‬مصر‪.1997،‬‬
‫‪ .7‬باقر طه‪ ،‬مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة في حضارة وادي النيل‪,‬‬
‫ج‪,2‬دار الوراق‪ ،‬بغداد‪.2011 ،‬‬
‫‪ .8‬بشي إبراهيم العيد‪،‬تاريخ مختصر ألهم حضارات الشرق القديمة‪،‬دار هومة‬
‫للطباعة‪(،‬د‪ .‬ط)‪ ,‬الجزائر‪.2007 ،‬‬
‫‪ .9‬بشي إبراهيم العيد‪,‬التوسع العسكري المقدوني من خالل حملة اإلسكندر‬
‫األكبر "‪ 336‬ق‪.‬م ـ‪ 323‬ق‪.‬م"على بالد الشرق‪,‬دار هومه‪(،‬د‪ .‬ط )‪ ,‬الجزائر ‪2005,‬‬
‫‪.‬‬
‫المعرفة‬ ‫التاريخية‪،‬دار‬ ‫فتحي‪،‬الجغرافيا‬ ‫‪ .10‬بكير محمد محمد‬
‫الجامعية‪(،‬د‪.‬ط)‪،‬اإلسكندرية‪(،‬د‪ .‬س)‪.‬‬
‫‪ .11‬بل أدرس‪ ،‬مصر من اإلسكندر األكبر حتى الفتح العربي‪ ,‬تر‪:‬عبد اللطيف‬
‫أحمد علي‪،‬دار النهضة العربية‪( ،‬د‪.‬ط)‪،‬بيروت‪1973،‬‬
‫‪ .12‬بن كثير أبي الفداء الحافظ‪,‬البداية والنهاية‪،‬ج‪ ،2‬تق‪:‬أحمــــد جـــــــاد‪ ,‬دار‬
‫الحديث‪(،‬د‪.‬ط) ‪,‬مج‪ ،1‬القاهرة‪.2006 ،‬‬
‫‪ .13‬بيرنيا حسن‪ ،‬تاريخ إيران القديم من البداية حتى النهاية العهد الساساني‪،‬‬
‫تق‪:‬يحي الخشاب‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ,‬ط‪( ,2‬د‪.‬ب)‪.1996 ,‬‬
‫‪ .14‬توينبى أرنولد‪ ,‬تاريخ الحضارة الهلينية‪ ،‬تر ‪ :‬رمزي جرجس‪ ,‬مكتبة‬
‫االسرة‪( ،‬د‪.‬ط)‪(،‬د‪.‬ب‪.2003 ،).‬‬
‫‪ .15‬جبريل محمد‪ ,‬غواية اإلسكندر‪(،‬د‪.‬د‪.‬ن)‪(،‬د‪ .‬ط)‪(,‬د ‪.‬ب)‪(,‬د ‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ .16‬حتى فليب‪ ,‬سورية ولبنان وفلسطين‪ ،‬ج‪ ,1‬دار الثقافة‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫(د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫‪ .17‬خان ظفر اإلسالم‪ ،‬تاريخ فلسطين القديم (‪1220‬ق م‪ 1359 ،‬م)‪ ،‬دار‬
‫النفائس‪ ،‬ط‪ ,3‬بيروت‪.1981 ،‬‬
‫‪ .18‬ف‪ .‬دياكوف‪ ،‬س‪ .‬كوفاليف‪ ،‬الحضارات القديمة‪ ،‬ج‪ ,2‬تر‪ :‬تسنيم واكيم‬
‫اليازجي‪ ،‬منشورات دار عالء الدين‪ ،‬ط‪ ,1‬دمشق‪.2000 ،‬‬
‫‪ .19‬ديمتري سرسق جرجي‪ ,‬تاريخ اليونان‪( ،‬د‪.‬د‪.‬ن)‪ ,‬ط‪ ,1‬بيروت‪.1876 ،‬‬
‫‪ .20‬رستم أسد‪,‬تاريخ اليونان من فيلبيوس المقدوني إلى الفتح الروماني‪،‬‬
‫منشورات الجامعة اللبنانية‪(،‬د‪.‬ط)‪ ,‬بيروت‪.1969،‬‬
‫‪ .21‬رمضان محمد خير يوسف‪ ،‬ذو القرنين القائد الفاتح والحاكم الصالح‪،‬‬
‫الدار الشامية‪ ،‬ط‪ ,2‬بيروت‪.1994 ،‬‬
‫‪ .22‬رمضاني أم هاني‪ ,‬جزيرة العرب والقوى القديمة اإلغريق والرومان‪،‬‬
‫دار هومه‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬الجزائر‪2014 ،‬‬
‫‪ .23‬زايد عبد الحميد‪ ،‬الشرق الخالد مقدمة في تاريخ وحضارة الشرق األدنى‬
‫‪363‬ق م‪ ,‬دار النهضة العربية‪( ،‬د‪.‬ط)‪(,‬د‪.‬ب)‪(،‬د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫‪ .24‬زكي علي ‪ ،‬اإلسكندرية في عهد البطالمة والرومان‪ ،‬مطبعة دار المستقبل‬
‫‪(,‬د‪.‬ط)‪(,‬د‪.‬ب)‪( ,‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ .25‬السايح إبراهيم‪,‬مقدمة في تاريخ الحضارة الرومانية واليونانية تاريخ‬
‫اليونان‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪( ،‬د‪.‬ط )‪،‬اإلسكندرية‪.1998 ،‬‬
‫‪ .26‬سعيد إسماعيل علي‪،‬التربية في الحضارة اليونانية‪( ،‬د‪.‬د‪.‬ن‪( ,).‬د‪.‬ط)‪,‬‬
‫القاهرة‪.1990،‬‬
‫‪ .27‬السيد رمضان‪،‬تاريخ مصر القديمة "منذ بداية األسرة الخامسة عشرة‬
‫حتى دخول اإلسكندر األكبر مصر عام ‪ 332‬ق‪.‬م"‪،‬ج‪ ,2‬مطبعة هيئة اآلثار‬
‫المصرية‪(,‬د‪.‬ط)‪(،‬د‪.‬ب )‪.1992,‬‬
‫‪ .28‬سيرها رولدا دريس بل‪ ،‬الهلينية في مصر من اإلسكندر األكبر إلى الفتح‬
‫العربي‪،‬تر‪ :‬زكي علي‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬ط‪ ,2‬مصر‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ .29‬شارمي سعيد األحمد‪ ،‬تاريخ فلسطين القديم‪ ،‬مكتبة المهتدين‪( ،‬د‪.‬ط)‪,‬‬
‫بغداد‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ .30‬الشيخ حسين‪ ،‬دراسات في تاريخ الحضارات القديمة "مصر تحت حكم‬
‫اليونان والرومان"‪،‬دار المعرفة الجامعية‪( ,‬د‪.‬ط)‪،‬اإلسكندرية‪.1997 ،‬‬
‫‪ .31‬الشيخ حسين‪,‬دراسات في تاريخ الحضارات القديمة" العصر الهلينستي‬
‫"‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪(،‬د‪.‬ط)‪ ,‬اإلسكندرية‪.1996 ,‬‬
‫‪ .32‬شيخاني سمير‪،‬صانعي التاريخ‪ ,‬ج‪ ,1‬مؤسسة عز الدين للطباعة‬
‫والنشر‪،،‬ط‪،1‬بيروت‪.1978،‬‬
‫‪ .33‬الطائي ابتهال عادل إبراهيم‪ ،‬تاريخ اإلغريق منذ فجر بزوغه وحتى نهاية‬
‫عصر اإلسكندر المقدوني‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط‪ ,1‬عمان ‪.2014‬‬
‫‪ .34‬طراد مجيد إبراهيم‪ ،‬تاريخ الدولة المكدونية والمماليك التي انفصلت‬
‫عنها‪ ،‬المطبعة اللبنانية‪( ،‬د‪.‬ط)‪,‬بيروت ‪.1886‬‬
‫‪ .35‬العابد مفيد رائف‪ ،‬دراسات في تاريخ اإلغريق‪ ،‬المطبعة الجديدة‪(،‬د‪.‬ط)‪,‬‬
‫دمشق‪1980 ،‬‬
‫‪ .36‬العباادي مصطفى‪ ,‬مكتبة اإلسكندرية القديمة سيرتها ومصيرها‪ ,‬منظمة‬
‫األمم المتحدة للتربية و العلم و الثقافة‪( ,‬د‪.‬ط )‪ ,‬باريس‪.1992،‬‬
‫‪ .37‬عكاشة على وآخرون‪ ،‬اليونان والرومان‪ ،‬دار األمل‪ ،‬ط‪( ,1‬د‪.‬ب)‪1991 ,‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ .38‬غانم محمد الصغير‪ ،‬التوسع الفينيقي في غربي البحر المتوسط‪ ،‬دار‬
‫الهدى‪( ،‬د‪,‬ط)‪ ,‬الجزائر‪.2003 ،‬‬
‫‪ .39‬فرح أبو اليسر‪,‬تاريخ مصر في عصر البطالمة و الرومان‪(،‬د‪.‬د‪.‬ن)‪،‬ط‪،1‬‬
‫(د ‪.‬ب)‪. 2002 ،‬‬
‫‪ .40‬فهمي محمود‪ ،‬تاريخ اليونان‪ ،‬تق ‪ :‬محمد زينهم محمد عزب‪ ،‬مكتبة الغد‪،‬‬
‫(د‪.‬ط)‪.1999 ,‬‬
‫‪ .41‬ماتساس نسطور‪ ,‬مذكرات اإلسكندر الكبير‪ ،‬تع ‪:‬طاهر قيقه‪ ,‬الشركة‬
‫التونسية للتوزيع‪ ،‬ط‪ ,1‬تونس‪ ,1989 ،‬ص‪.155 ,‬‬
‫‪ .42‬المزيف كالليسثينيس‪,‬حياة اإلسكندر‪،‬تر‪:‬محمود إبراهيم السعدني‪،‬المركز‬
‫القومي للترجمة‪,‬ط‪,1‬القاهرة‪.2015،‬‬
‫‪ .43‬مظهر إسماعيل‪ ،‬مصر في قيصرية اإلسكندر المقدوني‪ ،‬مؤسسة هندواي‪,‬‬
‫(د‪.‬ط)‪ ،‬مصر‪.2012 ،‬‬
‫‪ .44‬مكاوي فوزي‪ ،‬الشرق األدنى في العصرين الهلينستي والروماني‪ ،‬المكتب‬
‫المصري‪(،‬د‪.‬ط)‪,‬القاهرة ‪.1999‬‬
‫‪ .45‬مكاوي فوزي‪،‬تاريخ العالم اإلغريقي وحضارته من أقدم عصوره حتى‬
‫عام ‪332‬ق‪.‬م‪ ،‬دار الرشاد الحديثة‪ ،‬ط‪ ,1‬الدار البيضاء‪.1980 ،‬‬
‫‪ .46‬مهران محمد بيومي‪ ،‬المدن الفينيقية تاريخ لبنان القديم‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ,‬بيروت‪.1994 ،‬‬
‫‪ .47‬مهران محمد بيومي‪ ،‬مصر و الشرق األدنى القديم "تاريخ العراق القديم‬
‫"‪،‬دار المعرفة الجامعية‪( ،‬د ‪.‬ط)‪ ,‬اإلسكندرية‪.1990،‬‬
‫‪ .48‬الناصري سيد أحمد‪ ،‬تاريخ وحضارة مصر والشرق األدنى في العصر‬
‫الهلنستي‪،‬دار النهضة‪( ،‬د‪.‬ط)‪،‬القاهرة‪.1992 ,‬‬
‫‪ .49‬الناصري سيد أحمد علي‪ ،,‬اإلغريق وتاريخهم وحضارتهم من حضارة‬
‫كريت حتى قيام إمبراطورية اإلسكندر األكبر‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪ ,2‬القاهرة‪( ،‬د‪.‬‬
‫ت‪.) .‬‬
‫‪ .50‬نصحي إبراهيم‪،‬تاريخ مصر في عصر البطالمة‪ ،‬ج‪(،1‬د‪,‬د‪.‬ن)‪ ،‬ط‪،4‬‬
‫(د‪.‬ب)‪.1976 ,‬‬
‫‪ .51‬النعيمي فيان موفق وياسر عبد الجواد المشهداني‪ ،‬تاريخ اليونان والرومان‬
‫في الشرق األدنى‪ ،‬دار الفكر‪،‬ط‪ ,1‬عمان‪.2013 ،‬‬
‫‪ .52‬نقوال زيادة‪،‬فلسطين من اإلسكندر إلى الفتح العربي اإلسالمي‪( ،‬د‪.‬د‪.‬ن)‪,‬‬
‫مج‪( ,2:‬د‪.‬ط)‪( ,‬د‪ ,‬ب)‪( ،‬د‪,‬ت)‪.‬‬
‫‪ .53‬نمير إبراهيم سيف الدين وآخرون‪ ،‬مصر في العصور القديمة‪،‬مكتبة‬
‫مدبولي‪،‬ط‪ ،2‬القاهرة‪.1998،‬‬
‫‪ .54‬وبيرن فوكس‪ ،‬اإلسكندر األكبر‪ ،‬دار المطابع المستقبل‪( ،‬د‪.‬ط)‪,‬‬
‫اإلسكندرية‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ .55‬وديورانت ويل‪ ،‬قصة الحضارة‪،‬ج‪ ,2‬تر‪ :‬محمد بدران‪,‬دار الجيل‪( ،‬د‪.‬ط)‪،‬‬
‫بيروت‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫ب‪ -‬باللغة األجنبية ‪:‬‬
‫‪1.‬‬ ‫‪Editor Ruth Sheppard, Alexander The Great At War, Osprey.‬‬
‫‪2.‬‬ ‫‪Aneta SHUKROVA, Historyof the macedonian peop, Instituteof‬‬
‫‪NationaiHistory,SKOPJE 2008.‬‬
‫‪3.‬‬ ‫‪Carol j. king ,Anciet Macedonia ,Routledge.‬‬
‫‪4.‬‬ ‫‪DEBRA SKELTON & PAMELA DELL ،EMPIRE OF‬‬
‫‪ALEXANDER، Chelsea House.‬‬
‫‪5.‬‬ ‫‪Jacob Abbott ,History of Alexander The Great, Library of‬‬
‫‪congress , London.‬‬
‫‪6.‬‬ ‫‪JOHN D.GRAINGER , ALEXANDER THE GREAT FAILURE‬‬
‫‪.‬‬
‫‪7.‬‬ ‫‪Waldemar Heckel, The Conquests Of Alexander The Great,‬‬
‫‪Cambridge University press.‬‬

‫رابعا‪ :‬الرسائل األكاديمية ‪:‬‬


‫أ‪ -‬الدكتوراه‪:‬‬
‫رضا حلمي رسول‪,‬بالد النهرين في العصر الهللنستي (‪ 321.333‬ق م)‪،‬‬
‫رسالة مكملة لنيل الدكتوراه في اآلداب في التاريخ القديم اليوناني والروماني‪،‬تحت‬
‫إشراف محمد فهمي عبد الباقي محمود‪،‬قسم التاريخ‪ ،‬كلية اآلداب‪ ,‬جامعة‬
‫القاهرة‪.2015،‬‬

‫ب‪ -‬الماجستير‪:‬‬
‫‪ .1‬ناصف عبد المنصف‪،‬الثالوث في مصر القديمة حتى نهاية الدولة‬
‫الحديثة‪ ،‬رسالة ماجستير في األدب من قسم اآلثار بكلية األدب‪،‬جامعة طنطا‪.2000،‬‬
‫‪ .2‬الهدار علي بشير مصباح‪ ،‬مدينة اإلسكندرية في عهد االسكندر األكبر‬
‫وخلفائه وعالقتها بكوريني الليبية (‪96.356‬ق‪.‬م)‪ ،‬شهادة مكملة لمتطلبات االجازة‬
‫العالية (الماجستير ) في اآلثار الكالسيكية‪ ،‬تحت إشراف ‪:‬أحمد محمد انديشه‪ ،‬قسم‬
‫اآلثار‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم بالخمس‪ ,‬جامعة المرقب‪. 2008 ،‬‬
‫ج‪ -‬الماستر‪:‬‬
‫بوزرد طاهر وآخرون‪ ،‬التوسعات العسكرية لالسكندر المقدوني (‪.336‬‬
‫‪323‬ق‪.‬م)‪،‬رسالة لنيل شهادة الماستر ل م د في التاريخ‪ ،‬تحت إشراف ‪:‬بقة‬
‫بلخير‪،‬قسم علوم إنسانية‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة ابن خلدون‬
‫بتيارت‪.2016.2015 ،‬‬
‫‪ .1‬عزوز سمير‪ ,‬الديمقراطية في أثينا (‪404,592‬ق‪.‬م)رسالة لنيل شهادة‬
‫الماستر في تاريخ الحضارات القديمة‪ ،‬تحت إشراف األستاذ ‪:‬عبد الحق بالنور‪،‬قسم‬
‫العلوم اإلنسانية‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر‪،‬‬
‫بالوادي‪.2016,2015 ،‬‬
‫خامسا‪:‬المجاالت ‪:‬‬
‫‪ .1‬بسيوني خالد فؤاد‪,‬أسوار اإلسكندرية الدفاعية القديمة‪،‬منطقة‬
‫السالالت‪,‬مجلة اإلتحاد العام لألثريين العرب‪,‬العدد ‪(،10‬د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫‪ .2‬حبيب كريم خلود‪ ,‬فيليب المقدوني قراءة تاريخية في حادثة اغتياله‬
‫(‪336 ,359‬ق‪,‬م)‪ ,‬قسم التاريخ‪ ,‬كلية التربية للعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة كربالء‪.‬‬
‫‪ .3‬الريفي الشريف أحمد‪ ,‬اإلسكندر المقدوني "‪ 356‬ـ‪ 323‬ق‪.‬م‪ ,‬مجلة‬
‫جامعة العلوم اإلنسانية‪(,‬د‪ .‬ب)‪،‬مج‪،6‬ع‪. 3،2007‬‬
‫‪ .4‬الشهراني محمد عبد هللا‪ ،‬تطور مفهوم الدبلوماسية في بالد اليونان‬
‫والشرق األدنى خالل القرنين الرابع والثالث قبل الميالد‪ ،‬مجلة البحوث الشرق‬
‫األوسط‪(،‬د ب)‪ ،‬العدد ‪.48‬‬
‫‪ .5‬المؤلف مجهول‪،‬التطور التاريخي والحضاري لإلغريق‪(،‬د‪,‬د‪,‬ن )‪(,‬د‪ ،‬ط‬
‫)‪(,‬د‪,‬ت‪.),‬‬
‫سادسا‪ :‬المعاجم ‪:‬‬
‫‪ .1‬ديقانبيه ييير و آخرون‪،‬معجم الحضارة اليونانية القديمة‪ ،‬ج‪ ,2‬تر‪:‬أحمد‬
‫عبد الباسط حسن‪ ،‬فايز يوسف محمد‪ ,‬المركز القومي للترجمة‪،‬ط‪ ,1‬القاهرة‪. 2014,‬‬
‫‪ .2‬ياقوت بن عبد هللا الحموي الرومي البغداوي شهاب الدين أبي عبد‬
‫هللا‪،‬معجم البلدان‪ ،‬دار صادر‪ ,‬مج‪( ,1‬د‪.‬ط)‪ ,‬بيروت‪. 1977 ،‬‬
‫سابعا‪ :‬موسوعات ‪:‬‬
‫‪ .1‬أديب سمير‪ ,‬موسوعة الحضارة المصرية القديمة‪ ،‬العربي للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬ط‪ ,1‬القاهرة‪.2000 ،‬‬
‫‪ .2‬السعدني محمود إبراهيم‪ ،‬سيرة اإلسكندر األكبر تاريخه و قبره و‬
‫آثاره‪،‬موسوعة الثقافة التاريخية و األثرية و الحضارية‪ ,‬دار الفكر العربي‪,‬‬
‫ط‪,1‬القاهرة‪. 2014 ,‬‬
‫‪ .3‬وهيب أبي الفضل‪ ،‬الموسوعة الكبرى لتاريخ الشعوب وحضارتها‬
‫"اليونان "‪،‬ج‪ ,5‬مركز الشرق األوسط الثقافي‪ ,‬ط‪ ,1‬بيروت‪.2012 ,‬‬

‫الفهارس‬
‫رقم الصفحة‬ ‫االسم‬ ‫األحرف‬

‫فهرس األسماء‬

‫فهرس األسماء‬
‫‪-34-32-31-27-26-24-22-21‬‬ ‫اإلسكندر‬
‫‪-47-46-44-43-41-40-38-37‬‬
‫‪.56-55-54-51-50-49‬‬
‫‪.30 -21‬‬ ‫أولمبياس‬
‫‪37-35-29-26-24-22‬‬ ‫أرسطو‬
‫‪.30-29‬‬ ‫أتالوس‬ ‫أ‬
‫‪.33‬‬ ‫أمونتاس‬
‫‪.33‬‬ ‫أنتجونوس‬
‫‪.38‬‬ ‫اكسرسيس‬
‫‪.39‬‬ ‫أرتاكسركس‬
‫‪.54-53-44‬‬ ‫آمون‬
‫‪.30-16‬‬ ‫بوزنياس‬
‫‪.23‬‬ ‫بولينيكيس‬
‫‪.32‬‬ ‫بندرواس‬ ‫ب‬
‫‪55-46-45-43-42-33‬‬ ‫بارمنينون‬
‫‪.39-33‬‬ ‫برديكاس‬
‫‪.32‬‬ ‫خاريس‬
‫خ‬
‫‪.32‬‬ ‫خاريموس‬
‫‪.24‬‬ ‫دوجين‬
‫‪.25‬‬ ‫ديموستين‬ ‫د‬
‫‪55-54-47-44-43-42-41-40-39‬‬ ‫داريوش الثالث‬
‫‪-30-29-27-17-16-15-14-13‬‬ ‫فليب الثاني‬
‫ف‬
‫‪.41-37‬‬
‫‪.33-22‬‬ ‫كليتوس‬
‫ك‬
‫‪.30-29‬‬ ‫كليوباترا‬
‫‪.26-23‬‬ ‫ليونداس‬
‫ل‬
‫‪.25-24‬‬ ‫ليسماخوس‬
‫‪.21‬‬ ‫مولوس‬
‫‪.23‬‬ ‫مينبكيس‬
‫‪.33‬‬ ‫ملياجر‬
‫م‬
‫‪.40-39‬‬ ‫ممنن‬
‫‪.48‬‬ ‫مازاكس‬
‫‪.56‬‬ ‫مازايوس‬
‫‪.22‬‬ ‫هيالنيكه‬ ‫ه‬
‫فهرس األماكن‬
‫فهرس األماكن‬
‫رقم الصفحة‬ ‫االسم‬ ‫األحرف‬
‫‪.38-33-15-13‬‬ ‫أثينا‬
‫‪.16-13‬‬ ‫اسبرطة‬
‫‪.15‬‬ ‫أمفيبولس‬
‫‪.30-29-21‬‬ ‫إبيروس‬
‫‪.21‬‬ ‫أفسس‬
‫‪.32‬‬ ‫اليريا‬
‫‪.32‬‬ ‫إتوليا‬
‫أ‬
‫‪.32‬‬ ‫أرجوليس‬
‫‪.40-39‬‬ ‫أيونية‬
‫‪.40‬‬ ‫االسكندرونه‬
‫‪.54-47-43-41-32‬‬ ‫ايسوس‬
‫‪.44‬‬ ‫أرواد‬
‫‪.52-51-50-33‬‬ ‫اإلسكندرية‬
‫‪.54‬‬ ‫أربيل‬
‫‪.14‬‬ ‫بلغاريا‬
‫‪.15‬‬ ‫بدنا‬
‫‪.21-15‬‬ ‫بوتيديا‬
‫‪.31-21‬‬ ‫بيال‬
‫ب‬
‫‪.23‬‬ ‫بيلوبونيز‬
‫‪.25‬‬ ‫بيزنطة‬
‫‪.56-38‬‬ ‫بابل‬
‫‪.48‬‬ ‫بيلوزيوم‬
‫‪.38-32-25‬‬ ‫تراقية‬
‫ت‬
‫‪.37‬‬ ‫تسالية‬
‫‪41‬‬ ‫جورديوم‬
‫ج‬
‫‪45‬‬ ‫جبيل‬
‫‪.46-45‬‬ ‫دمشق‬ ‫د‬
‫‪.46‬‬ ‫رودس‬ ‫ر‬
‫‪.46-41-38‬‬ ‫سوريا‬
‫‪.38‬‬ ‫سوسة‬
‫س‬
‫‪.40‬‬ ‫سارديس‬
‫‪.42‬‬ ‫سيليشيا‬
‫‪.45‬‬ ‫صيدا‬
‫ص‬
‫‪.47-46-45‬‬ ‫صور‬
‫‪.17-15-13‬‬ ‫طيبة‬
‫ط‬
‫‪.41‬‬ ‫طرطوس‬
‫‪.48-47-46‬‬ ‫غزة‬ ‫غ‬
‫‪.32‬‬ ‫فوسيس‬
‫‪.39‬‬ ‫فروجية‬
‫ف‬
‫‪.47‬‬ ‫فلسطين‬
‫‪.51‬‬ ‫فاروس‬
‫‪.47-46‬‬ ‫قبرص‬ ‫ق‬
‫‪.38-37-31‬‬ ‫كورنيثا‬
‫‪.39‬‬ ‫كبدوكية‬ ‫ك‬
‫‪.46-41‬‬ ‫كيليكية‬
‫‪.39‬‬ ‫لودية‬
‫‪.40‬‬ ‫المبساكوس‬ ‫ل‬
‫‪.48‬‬ ‫لوكيا‬
‫‪-38-31-30-17-16-14‬‬ ‫مقدونيا‬
‫‪.54-52-44‬‬
‫‪-50-49-48-46-39-38‬‬ ‫مصر‬
‫‪.56-52‬‬
‫‪.40‬‬ ‫ميتليوس‬
‫‪.44‬‬ ‫مرياندروس‬ ‫م‬
‫‪.44‬‬ ‫ماراثوس‬
‫‪.49‬‬ ‫منف‬
‫‪.51‬‬ ‫ممفيس‬
‫‪.54‬‬ ‫ميزوبوتاميا‬
‫‪.56-55‬‬ ‫ميديا‬
‫‪.40‬‬ ‫هاليكارناسوس‬ ‫ه‬
‫‪.14‬‬ ‫يوغسالفيا‬
‫ي‬
‫‪.47‬‬ ‫يافا‬
‫فهرس العام‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪3‬‬ ‫شكر وعرفان‬


‫‪4‬‬ ‫اإلهداء‬
‫‪6‬‬ ‫المختصرات‬
‫‪8‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪19-12‬‬ ‫مدخل عام ‪ :‬أوضاع بالد اليونان خالل حكم فيليب الثاني(‪359‬ق‬
‫م‪336.‬ق م )‬
‫‪13‬‬ ‫أوال‪ :‬األوضاع السياسية والعسكرية‬
‫‪16‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬األوضاع االقتصادية‬
‫‪17‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬األوضاع االجتماعية‬
‫‪35-20‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬اإلسكندر المقدوني واعتالئه الحكم (‪ 336‬ق م ‪335 .‬‬
‫قم)‬
‫‪21‬‬ ‫أوال ‪ :‬مولده ونشأته‬
‫‪25‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬تكوينه السياسي والعسكري‬
‫‪29‬‬ ‫ثالثا ‪:‬توليه العرش‬
‫‪31‬‬ ‫رابعا ‪ :‬دوره في القضاء على التمردات‬
‫‪33‬‬ ‫خامسا ‪ :‬استعداداته العسكرية‬
‫‪56-36‬‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬غزوات اإلسكندر المقدوني (‪ 334‬ق م ‪ 331 .‬ق م )‬

‫‪37‬‬ ‫أوال ‪ :‬أسباب ودوافع غزوات اإلسكندر المقدوني‬


‫‪38‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬غزوات اإلسكندر المقدوني في آسيا الصغرى‬
‫‪44‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬غزوات اإلسكندر المقدوني في بالد الشام‬
‫‪48‬‬ ‫رابعا ‪ : :‬غزوات اإلسكندر المقدوني في مصر‬
‫‪54‬‬ ‫خامسا ‪ :‬غزوات اإلسكندر المقدوني في بالد فارس‬
‫‪57‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪60‬‬ ‫المالحق‬
‫‪70‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪78‬‬ ‫الفهارس‬
‫‪79‬‬ ‫فهرس األسماء‬
‫‪82‬‬ ‫فهرس األماكن‬
‫‪86‬‬ ‫فهرس العام‬
‫‪89‬‬ ‫ملخص الدراسة‬

‫ملخص الدراسة ‪:‬‬

‫تعد هذه الدراسة (اإلسكندر المقدوني وغزواته ‪336‬ق م ‪331‬ق م )واحدة من‬
‫الدراسات التي تمثل جانبا وركنا بارزا في تاريخ وحضارة بالد اليونان التي تناولت‬
‫أوضاع بالد اليونان خالل حكم فيليب الثاني وأهم األعمال التي قام بها ‪ ,‬وقد خلفه في‬
‫العرش ابنه اإلسكندر المقدوني في الذي تميز منذ نعومة أظافره بشجاعته وحكمته‬
‫ودهائه في الحروب والسياسة فقد كان العقل المفكر والقائد المدبر ويحلم باالستيالء‬
‫على العالم كله ليوحد الشعوب المختلفة تحت حكمه ويجعل حضارة بالد اليونان تعم‬
‫أرجاء المعمورة ‪,‬كما أنه أراد أن يحقق رغبة أبيه وهي غزو اإلمبراطورية الفارسية‬
‫‪,‬ونتيجة لذلك قام باستعداداته العسكرية وتمكن من تنظيم جيش كبير من المقدونيين‬
‫واليونانيين وبفضله استطاع أن يهزم الفرس ويفرض نفوذه على كل من آسيا‬
‫الصغرى وبالد الشام ومصر وبالد فارس ‪ ,‬وقد عرف أنه من أشهر القادة‬
‫العسكريين والفاتحين ألنه لم يهزم بأي معركة خاضها ‪.‬‬

‫‪Résumé de l'étude‬‬
‫‪Cette étude est considère par Alexandre le Macédonien le‬‬
‫‪conquérant 336-331 comme l'une des études qui représente un‬‬
‫‪aspect proéminent de l'histoire et de la civilisation des pays‬‬
‫‪Grèce qu' ont traité des condition de la Grèce sous le règne de‬‬
‫‪Philippe il et de travaux les plus importants qu'il a réalisés. Et la‬‬
‫‪politique, il était l'esprit pensant et le cerveau, et rêvait de‬‬
‫‪conquérir le monde entier pour unir les différents peuples sons‬‬
son règne et faire répandre le civilisation grecque dans le monde
entier- il voulait également réaliser le désir de son père qui est
la conquête de des pays de Grèce qui ont traite des conditions
de la Grèce sous il voulait également réaliser le désir de son père
et imposés son influence son toute l'axé Mineure le levant et
l'Egypte.

Study summary
This study (Alexander the Macedonian and his conquests
336 BC. AD 331 BC) is one of the studies that represent a
prominent aspect and corner of the history and civilization of
Greece that dealt with the conditions of the Greek children
during the rule of Philip II and the most important works carried
out by his successor to the throne his son Alexander He was the
thinking mind and the mastermind who dreamed of taking over
the whole world to unite the different peoples under him and
make the civilization of Greece spread throughout the globe.
What it achieves is the fulfillment of a desire to do so, which is
achieving goals, wonderful, wonderful, wonderful beach and the
Levant, Egypt and Persia, he is one of the most famous military
leaders and conquerors because he has not defeated any battle he
fought.

You might also like