Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 20

‫هو وجوب تنفيذه (أّي ا كان مصدر االلتزام )‬ ‫أثر االلتزام‬

‫فااللتزام ينشأ لينّفذ شاء المدين (تنفيذ اختياري) أم لم يشأ (تنفيذ جبري)‪ ،‬حيث يمكن للدائن أن يجبره على التنفيذ إن‬
‫امتنع‪ ،‬وهذا هو أثر االلتزام‪.‬‬

‫أمثلة‪ -:‬في الوعد بجائزة‪ ،‬على الواعد الوفاء بالتزامه بأن يقدم الجائزة لمن وعده‪.‬‬

‫‪ -‬في االلتزام باالمتناع عن اإلضرار بالغير‪ :‬على كل شخص أن يلتزم بعدم اإلضرار بغيره‪.‬‬

‫‪ -‬في عقد الهبة‪ :‬على الواهب تنفيذ التزامه بتسليم الشيء الموهوب‪.‬‬

‫التنفيذ االختياري لاللتزام‪:‬‬

‫وهو األصل‪ .‬فالوضع العادي لسير األمور أن يقوم المدين بتنفيذ التزامه طواعية وعن اختيار‪ ،‬وهذا ما‬
‫يسمى بالوفاء الذي ينقضي به االلتزام‪.‬‬

‫التنفيذ االختياري العيني‬ ‫التنفيذ االختياري نوعان‬

‫التنفيذ االختياري بمقابل‬

‫‪-1‬التنفيذ االختياري العيني لاللتزام‪ :‬األصل أن يقوم المدين بالوفاء بعين ما التزم به ‪.‬‬

‫فالبائع ملتزم بتسليم المبيع‪ ،‬والطبيب ملتزم بإجراء العملية الجراحية المتفق عليها‪ ،‬والعب كرة القدم ملتزم بلعب‬
‫المباراة‪ ،‬والجار ملتزم بعدم اإلضرار بجاره‪ ،‬والتاجر ملتزم بعدم المنافسة غير المشروعة‪...‬‬

‫‪-2‬التنفيذ االختياري بطريق التعويض وهو االستثناء‪ .‬حيث تنص م ‪ 285‬ق م "إذا قبل الدائن في استيفاء حقه مقابال‬
‫استعاض به عن الشيء المستحق‪ ،‬قام هذا مقام الوفاء"‪.‬‬

‫فيمكن أن يقبل المشتري شيئا آخر بدل المبيع محل العقد‪ ،‬أو يقبل بمبلغ مادي بدل االلتزام المتفق عليه‪ ...‬وينقضي‬
‫االلتزام بذلك‪.‬‬

‫‪ q‬التنفيذ الجبري لاللتزام‪:‬‬

‫عند امتناع المدين عن التنفيذ يمكن جبره عن طريق السلطة العامة‪.‬‬

‫التنفيذ الجبري العيني‬ ‫التنفيذ الجبري نوعان‬

‫التنفيذ الجبري بمقابل‬

‫‪-‬األصل أن ُيجبر الدائن المدين الممتنع على تنفيذ االلتزام عينا‪ .‬وتختلف طريقة الجبر بحسب موضوع االلتزام ما إن‬
‫كان قيام بعمل أو امتناع عن عمل أو إعطاء شيء‪( .‬أنظر ما سيأتي شرحه بعنوان موضوع التنفيذ العيني)‬

‫‪-‬االستثناء هو التنفيذ بمقابل‪ ،‬فقد ال يحكم على المدين بالتنفيذ العيني بل بالتعويض‪ .‬مثال ذلك استحالة التنفيذ العيني‬
‫لاللتزام بسبب المدين‪ ،‬ففي هذه الحالة ال يبقى للدائن سوى المطالبة بالتعويض‪.‬‬

‫تعريف االلتزام الطبيعي‪ :‬هو دين حقيقي في ذّمة المدين‪ ،‬لكن الدائن ال يمكنه إجباره على الوفاء به‪ .‬وبالتالي‬
‫هو التزام قانوني ناقص افتقر إلى عنصر المسؤولية‪ .‬فااللتزام الطبيعي هو واجب أدبي أو أخالقي ارتقى إلى‬
‫مرتبة االلتزام الطبيعي فرّت ب عليه القانون بعض اآلثار القانونية‪ ،‬لكن دون أن يرقى إلى مرتبة االلتزام المدني‪.‬‬
‫حسب نص م ‪ 161‬فإن لاللتزام الطبيعي مصدران‪ :‬نص القانون والقاضي‪.‬‬ ‫مصادر االلتزام الطبيعي‪:‬‬

‫‪-1‬نص القانون‪:‬‬

‫مثال‪ :‬م ‪ 320‬ق م " يترتب على التقادم انقضاء االلتزام‪ ،‬ولكن يتخلف في ذمة المدين التزام طبيعي ‪" ...‬‬

‫‪ -2‬القاضي‪:‬‬

‫إذا لم يوجد نص في القانون‪ ،‬فإّن القاضي هو الذي يقّر ر وجود االلتزام الطبيعي باالعتماد على مجموعة من الضوابط‬
‫والشروط‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪1‬ـ وجود واجب أدبي قابل للتنفيذ (العنصر المادي) يرقى في وعي الجماعة إلى منزلة االلتزام الطبيعي‪(.‬العنصر‬
‫المعنوي)‬

‫‪ -2‬أن يقصد المدين إلزام نفسه أثناء الوفاء بالدين أو التعهد به رغم علمه بأنه غير ملزم بذلك م ‪ 143‬ق م‪ ،‬و م‬
‫‪ 162‬ق م‪ ،‬أما إذا اعتقد المدين أّن ه يوفي بالتزام مدني بينما هو يوفي بالتزام طبيعي‪ ،‬فيجوز له استرداد ما وفى به‬
‫عن طريق دعوى استرداد غير المستحق‪.‬‬

‫‪3‬ـ أال يتعارض االلتزام الطبيعي مع النظام العام واآلداب العامة‪ .‬م ‪ 161‬ق م كالوفاء بديون ناشئة عن القمار‪ .‬فهنا ال‬
‫مجال للكالم عن التزام طبيعي‪ ،‬وبالتالي يمكن االسترداد لمخالفة الوفاء للنظام العام‪ .‬أو كشخص دفع دين بعد التقادم‬
‫مع الفوائد‪ ،‬فال يمكنه استرداد الدين الذي وفى به لكن يمكنه استرداد الفوائد لمخافة النظام العام‪.‬‬

‫آثار االلتزام الطبيعي‬

‫رغم أّن ه ال يمكن إجبار المدين على الوفاء بالتزام بطبيعي‪ ،‬لخلّو ه من عنصر المسؤولية‪ ،‬إّال أّن المشّر ع يعترف‬
‫لاللتزام الطبيعي ببعض اآلثار القانونية‪ ،‬لكن هذه اآلثار مرهونة بإرادة المدين وحده‪ ،‬التي تظهر إّما في صورة وفاء‬
‫أو في صورة تعّهد بالوفاء‪:‬‬

‫‪ -1‬الوفاء االختياري بااللتزام الطبيعي م ‪ 162‬ق م‬

‫إذا وّفى المدين بااللتزام الطبيعي باختياره فال يستطيع أن يسترّد ما أداه‪ .‬فالوفاء بالتزام طبيعي ال‬
‫يعتبر تبرعا بل وفاء اللتزام قائم في ذّمة المدين‪ ،‬وبالتالي ال يخضع ألحكام التبّر ع من حيث استطاعة الرجوع‪ ،‬إال‬
‫أّن ه في التشريع الجزائري ال يمكن الرجوع عن الهبة إاّل في حالة واحدة هي حالة األبوين بالنسبة ألبنائهم م ‪ 211‬ق‬
‫أسرة‪ ،‬وهذا على العكس ما ورد في القانون المصري الذي يسمح بالرجوع في الهبة واسترداد الشيء الموهوب في‬
‫عدة حاالت محّد دة حصرا (م ‪ 500‬و‪ 501‬و‪ 502‬مدني مصري)‪.‬‬

‫مثال‪ :‬إذا جّهز األب ابنته للزواج‪ ،‬هل يستطيع أن يسترد ما أعطاها إياه بحّج ة أّن ه غير ملزم قانونا بتجهيزها‪.‬؟‬

‫رغم أّن األصل أّن ه يمكن لألبوين الرجوع في الهبة الممنوحة ألبنائهم حسب الفقرة األولى من م‪ 211‬ق أسرة‪ ،‬إاّل أّن ه‬
‫وفقا لنفس المادة إذا كانت الهبة من أجل زواج االبن فال يمكن استردادها‪ .‬وكذلك الحال إذا كانت الهبة لضمان قرض‬
‫أو دين أو كان الموهوب له قد تصّر ف فيها ببيع أو تبّر ع أو أدخل على الشيء الموهوب ما من شأنه أن يغير في‬
‫طبيعته‪ ،‬ففي هذه الحاالت الثالث ليس لألبوين الرجوع في الهبة‪.‬‬

‫‪ -2‬التعّه د بالوفاء بااللتزام الطبيعي سبب إلنشاء التزام مدني م ‪ 163‬ق م‬


‫ينقلب االلتزام الطبيعي إلى التزام مدني إذا تعّهد المدين بالوفاء به عن بّينة واختيار‪ ،‬حيث يمكن للدائن االستناد‬
‫إلى هذا التعّهد إلجبار المدين على التنفيذ‪ ،‬كما لو تعّهد األب بتجهيز ابنته للزواج بملغ معين مثال‪ ،‬فيكون ملزما‬
‫بالوفاء بتعّهده ويمكن إجباره على ذلك‪.‬‬

‫لكن مجّر د االعتراف بااللتزام الطبيعي ال أثر له من حيث تحويله اللتزام مدني‪ .‬فاعتراف المدين بالدين بعد التقادم ال‬
‫يعد تعّهدا‪ ،‬وإذا قام المدين‪ ،‬الذي وّف ى بجزء من دينه بعد الصلح مع الدائن‪ ،‬باالعتراف بانشغال ذمته بالمتبقي من‬
‫الدين‪ ،‬ال يعد تعّهدا وبالتالي ال يجبر على الوفاء به‪.‬‬

‫ويقع على قاضي الموضوع استخالص نية المدين من الوقائع‪ ،‬ما إذا كان المدين قصد االعتراف أو التعهد (الوعد)‪.‬‬

‫شروط التنفيذ العيني الجبري لاللتزام‬

‫م ‪ 164‬ق م" يجبر المدين بعد إعذاره طبقا للمادتين ‪180‬و ‪ 181‬على تنفيذ التزامه عينا متى كان ذلك ممكنا"‬

‫يشترط في التنفيذ العيني ‪ :‬االعذار واإلمكان‬

‫أوال‪ -‬شرط إعذار المدين م ‪ 181 ،180 ،179 ،164‬ق م‬

‫اإلعذار هو تنبيه بالوفاء‪ ،‬حيث يهدف إلى إشعار المدين بوجوب تنفيذ التزامه متى حل أجل الوفاء‪ .‬وهو شرط في‬
‫التنفيذ العيني وفي التنفيذ بمقابل –التعويض‪-‬‬

‫الهدف من اإلعذار ‪:‬‬

‫‪ -‬وضع المدين في حالة المتأخر عن الوفاء‪ ،‬فكل تأخير عن التنفيذ يستوجب التعويض‪.‬‬

‫‪ -‬حتى ال يفهم المدين من عدم مطالبة الدائن بعد حلول األجل أّن الدائن تسامح في التأخير أو عدم التنفيذ‪.‬‬

‫‪ -‬الدين مطلوب وليس محمول‪.‬‬

‫هــــــل االعـــــذار مـــــن الـــنــــــظــــام العــــام ؟‬


‫االعذار ليس من النظام العام‪ ،‬إذ يجوز لألطراف االتفاق على أن يكون االعذار بورقة غير رسمية أو شفاهة‪ ،‬كما‬
‫يجوز االتفاق على أن يكون المدين معذرا بمجرد حلول األجل دون حاجة إلى اعذاره (م ‪ 180‬ق م)‪.‬‬

‫كيف يتم االعذار؟ (م ‪ 180‬ق م)‬

‫باإلنذار(قد أعذر من أنذر)‪ :‬وهو ورقة رسمية من أوراق المحضر القضائي‪،‬‬ ‫يكون االعذار‬

‫يطلب فيها الدائن من المدين تنفيذ االلتزام‪.‬‬

‫ويثبت فيها أّن المدين تسلمها أو يذكر سبب امتناعه عن التوقيع‪.‬‬

‫بما يقوم مقام اإلنذار‪ :‬مثال ‪ - :‬التكليف بالحضور‬

‫‪ -‬محضر الحجز‬

‫‪ -‬أو أي ورقة رسمية تعلن للمدين أّن الدائن يطالب بحقه‬


‫بإنذار المدين عن طريق البريد على الوجه المبين في هذا القانون‪.‬‬

‫يخضع االعذار في المسائل الّت جارية للعرف التجاري المعمول به‪.‬‬

‫*حاالت ال ضرورة فيها لالعذار ( م ‪ 180‬و‪ 181‬ق م)‬

‫‪ *1‬إذا أصبح تنفيذ االلتزام غير ممكن أو غير مجد بفعل المدين نفسه‪ ،‬هنا يستحق الدائن التعويض دون اعذار‪.‬‬
‫مثال‪ :‬عدم قيام المحامي برفع الطعن باالستئناف في اآلجال‪ .‬أو كهالك الشيء محل العقد بخطأ المدين‪ .‬أو كإفشاء‬
‫الّسر المهني‪....‬ففي هذه الحاالت ال فائدة من االعذار‪.‬‬

‫أّما إذا أصبح تنفيذ االلتزام مستحيال بسبب أجنبي عن المدين فإّن االلتزام ينقضي بقوة القانون وال مجال للتعويض (م‬
‫‪ 307‬ق م)‪.‬‬

‫‪ *2‬إذا كان محل االلتزام تعويضا ترتب على عمل غير مشروع‪ .‬فإذا أخل المدين بالتزامه بعدم اإلضرار بالغير فال‬
‫حاجة لالعذار الستحقاق التعويض ألّن التنفيذ العيني لم يعد ممكنا‪.‬‬

‫‪ *3‬محل االلتزام رد شيء يعلم المدين أنه مسروق أو تسلمه دون حق‪ .‬فال داعي إلعذاره ألنه في الحالتين سيء‬
‫النية وملتزم بالرد أو التعويض دون اعذار (أساس االلتزام هنا إما عمل غير مشروع أو إثراء بال سبب)‪.‬‬

‫‪ *4‬إذا صرح المدين كتابة أنه ال ينوي تنفيذ التزامه‬

‫‪ *5‬االتفاق المسبق على أنه ال ضرورة لالعذار ‪.‬‬

‫*آثار االعذار‪:‬‬

‫‪ -1‬يترتب على اعذار المدين أنه يمكن للدائن إجبار مدينه على الوفاء ومطالبته بالتعويض عن جميع األضرار التي‬
‫تلحقه بعد ذلك جّر اء التأخير في التنفيذ‪.‬‬

‫‪ -2‬إمكانية المطالبة بفسخ العقد بسبب عدم القيام بتنفيذ التزامه م ‪ 1/119‬ق م‪.‬‬

‫‪ -3‬انتقال تبعة الهالك من الدائن إلى المدين ولو كانت قبل االعذار على حساب الدائن م ‪ 1/ 168‬ق م ‪.‬‬

‫إال أن تبعة الهالك ال تنتقل إذا أثبت المدين أن الشيء قد يضيع عند الدائن لو سلم له‪ ،‬ما لم يكن المدين قد قبل تحمل‬
‫تبعة الحوادث المفاجئة ف‪ 2‬م ‪ 168‬ق م‪ .‬على أن الشيء المسروق إذا هلك أو ضاع بأي صورة كانت فإن تبعة‬
‫الهالك تقع على السارق ف‪ 3‬م ‪ 168‬ق م‪.‬‬

‫مثال على حالة انتقال تبعة الهالك بعد االعذار‪( :‬عقد الوديعة م ‪ 601 – 590‬ق م)‬

‫وضع "أ" (المودع ) شيء لدى "ب" (المودع لديه) على أن يحافظ عليه ويرده له عينا متى طلبه‪.‬‬

‫إذا هلك الشيء محل الوديعة تحت يد المودع لديه بسبب أجنبي كقوة قاهرة‪ ،‬فمن يتحمل الخسارة (تبعة الهالك)؟‬

‫األصل يتحمل تبعة الهالك المودع (الدائن"أ")‪.‬لكن لو كان الدائن قد أعذر المودع لديه "ب" بالتسليم قبل الهالك‪ ،‬ولم‬
‫يتم التسليم‪ ،‬فيتحمل المودع لديه (المدين "ب") تبعة الهالك وبالتالي عليه أن يعوض‪ .‬إال إذا أثبت المدين أن الشيء قد‬
‫يضيع عند الدائن لو سلم له ما لم يكن المدين قد قبل تحمل تبعة الحادث الفجائي‪....‬م ‪ 168‬ق م‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬شرط أن يكون التنفيذ العيني لاللتزام ممكنا‪:‬‬

‫التنفيذ العيني ممكن= غير مستحيل وغير مرهق للمدين‬

‫أن ال يكون التنفيذ العيني مستحيال‪ :‬االستحالة تجعل من المطالبة بتنفيذ الالتزام عينا دون جدوى‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫لكن‪ ،‬ما هو الحل القانوني في هذه الحالة ما دام ليس هناك إمكانية للحكم بالتنفيذ العيني بسبب استحالته ؟‬

‫يتوقف ذلك على سبب االستحالة‪:‬‬

‫المدين ملزم بالتعويض بدًال من التنفيذ العيني‪.‬‬ ‫فإذا كانت استحالة التنفيذ بخطأ المدين‬ ‫·‬

‫مثال‪ :‬شخص يبيع نفس الشيء لشخصين وينقل الحيازة للثاني‪ .‬أو كفنان تأخر عن موعد الحفلة حتى انصرف‬
‫الجمهور بعد أن استعادوا مبالغ التذاكر= هنا التنفيذ العيني مستحيل بسبب المدين‪ ،‬ففي الحالتين يلزم المدين بدفع‬
‫التعويض للدائن‪.‬‬

‫ينقضي االلتزام وال تعويض للدائن‪.‬‬ ‫أما إذا كانت استحالة التنفيذ بسبب أجنبي ال يد للمدين فيه‬ ‫·‬

‫السبب األجنبي= قوة قاهرة أو حادث فجائي أو خطأ الدائن المضرور أو خطأ الغير‪ .‬م ‪ 307 ،176 ، 127‬ق م‬

‫مثال‪ :‬زلزال منع الناقل من إيصال البضاعة‪ ،‬فيضان تسّبب في هالك السيارة محل العقد‪ =.‬ينقضي االلتزام وال يلزم‬
‫المدين بالتعويض‪.‬‬

‫ويعتبر من قبيل االستحالة حالة كون التنفيذ العيني لاللتزام يتطلب تدخل المدين شخصيا‪ ،‬فهنا ال يمكن إجبار المدين‬
‫على التنفيذ العيني لما في ذلك من مساس بحريته الشخصية‪ .‬كامتناع طبيب عن إجراء عملية جراحية‪ ،‬وامتناع ممثل‬
‫عن أداء دور تمثيلي‪ ،‬وامتناع العب كرة قدم عن االلتحاق بالمباراة ‪....‬فال يمكن إجبار هؤالء على التنفيذ وبالتالي ال‬
‫مجال هنا إال للحكم عليهم بالتعويض‪.‬‬

‫إذن‪ ،‬في االلتزام بقيام بعمل وااللتزام باالمتناع عن عمل‪ ،‬متى كان التنفيذ العيني يتطلب تدخل المدين شخصيا وامتنع‬
‫المدين عن التنفيذ بالرغم من أنه ممكن وغير مرهق‪ ،‬فإن ذلك يعّد من قبيل استحالة التنفيذ العيني‪ ،‬وال مناص من‬
‫الحكم على المدين بالتعويض‪ .‬م ‪ ، 169‬م ‪ 171‬ق م‬

‫إال أنه ال مانع من اللجوء إلى وسيلة غير مباشرة لدفع المدين على التنفيذ وهي الغرامة التهديدية إذا توافرت‬
‫شروطها‪ .‬م ‪ 175 ،174‬ق م‪.‬‬

‫أال يكون التنفيذ العيني مرهقًا للمدين وفي نفس الوقت ال يسبب العدول عنه(عن التنفيذ العيني) ضررا جسيما ‪2-‬‬
‫للدائن‪ :‬أما إذا كان التنفيذ العيني ممكن ولكنه مرهق للمدين‪ ،‬أي يلحق به ضررًا جسيمًا‪ ،‬فهنا يتم‬
‫الحكم بالتعويض وليس التنفيذ العيني‪.‬مثال‪ :‬م ‪ 788‬ق م‬
‫أحمد وهو يقيم بناء تعدى بحسن نية على جزء يسير من أرض جاره عمر‪.‬‬

‫فيجوز للقاضي أاّل يحكم بإزالة كل البناء من أجل جزء من قطة األرض‬

‫لما فيه من إرهاق للمدين وإّال أعتبر تعسفا في استعمال الحق‪،‬‬

‫ويجبر الدائن (عمر) على التنازل للمدين (أحمد)‬

‫عن ملكية الجزء المشغول بالبناء مقابل دفع المدين تعويض نقدي عادل‪.‬‬
‫*كل ذلك بشرط أال يلحق العدول عن التنفيذ العيني إلى التعويض ضررًا جسيمًا بالدائن‪ .‬فإذا كان التنفيذ العيني يهّد د‬
‫بخسارة جسيمة للمدين‪ ،‬والعدول عنه يضّر بمصالح الدائن نرجع إلى األصل وهو التنفيذ العيني‪ ،‬ألن الدائن إّن ما‬
‫يطالب بحقه من غير تعسف‪.‬‬

‫األساس القانوني لشرط عدم االرهاق‪ :‬نصت بعض التشريعات صراحة على شرط عدم االرهاق‪ ،‬كالتشريع‬
‫المصري في فقرة ‪ 2‬المادة ‪ 203‬ق مدني مصري‪ ،‬حيث جاء فيها‪” :‬على أّن ه إذا كان في التنفيذ العيني إرهاق‬
‫للمدين جاز له أن يقتصر على دفع تعويض نقدي‪ ،‬إذا كان ذلك ال يلحق بالدائن ضررا جسيما‪".‬بينما لم ينص المشرع‬
‫الجزائري صراحة عل شرط عدم االرهاق‪ ،‬لكن يمكن االعتماد على مبدأ عدم جواز التعسف في استعمال الحق‪ ،‬حيث‬
‫تنص م ‪ 124‬مكرر ق م " يشكل االستعمال التعسفي للحق خطأ ال سيما في الحاالت اآلتية‪:‬‬

‫‪-1‬إذا وقع بقصد اإلضرار بالغير‪-2 ،‬إذا كان يرمي للحصول على فائدة قليلة بالنسبة للضرر الناشئ للغير‪-3،‬إذا كان‬
‫الغرض منه الحصول على فائدة غير مشروعة‪".‬‬

‫الغرامة التهديدية‬

‫كوسيلة لدفع المدين إلى تنفيذ التزامه عينا م ‪ 175 ،174‬ق م و عدة مواد في قانون االجراءات المدنية واالدارية‬

‫تعريف الغرامة التهديدية‪:‬‬

‫هي وسيلة غير مباشرة لدفع المدين الممتنع على تنفيذ التزامه تنفيذا عينيا متى كان هذا التنفيذ غير ممكن أو غير‬
‫مالئم إال إذا قام به المدين شخصيا‪.‬‬

‫حيث يصدر القاضي حكم بوجوب تنفيذ المدين اللتزامه العيني في مدة محددة ويفرض غرامة محددة عليه‪ ،‬وعلى‬
‫سبيل التهديد‪ ،‬عن كل وحدة زمنية (يوم‪ ،‬أسبوع‪ ،‬شهر‪ ) ...‬يتأخر فيها عن التنفيذ حتى يقوم بالتنفيذ‪ ،‬أو يتضح رفضه‬
‫نهائيا فتتم تصفية الغرامة التهديدية‪.‬‬

‫فالغرامة التهديدية إذن هي ليست هدفا في حد ذاتها بل وسيلة لدفع المدين الممتنع على تنفيذ التزامه عينا كما أنها‬
‫وسيلة تعمل على احترام أحكام القضاء الصادرة باسم الشعب‪ .‬وقد نظم أحكامها كل من القانون المدني وقانون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية ويطلق عليها أيضا مصطلح الغرامة اإلجبارية ومصطلح التهديد المالي‪.‬‬

‫مثال‪ :‬إذا امتنعت شركة الكهرباء عن تزويد أحد المشتركين بالتيار الكهربائي دون مبرر مشروع‪ ،‬فيحكم القاضي‬
‫بإلزام شركة الكهرباء بالتنفيذ مع الحكم عن كل يوم تتأخر فيه عن التنفيذ بمبلغ قدره ‪ 3000‬دج‪.‬‬

‫شروط الحكم بالغرامة التهديدية‬

‫‪-1‬امتناع المدين عن تنفيذ التزامه عينا رغم أنه ممكن م ‪ 174‬ق م ويثبت ذلك االمتناع عن طريق محضر امتناع‬
‫عن التنفيذ يحرره محضر قضائي م ‪ 625‬ق ا م ا ‪.‬‬

‫فال حاجة للجوء للغرامة التهديدية إذا كان التنفيذ مستحيال سواء كانت االستحالة بسبب المدين (الحكم بالتعويض) أو‬
‫بسبب أجنبي(انقضاء االلتزام)‪.‬‬

‫‪ -2‬أن يكون موضوع االلتزام قيام بعمل أو امتناع عن عمل م ‪ 625‬ق ا م ا‪ .‬كااللتزام بتقديم خدمة االنترنيت أو‬
‫االلتزام باالمتناع عن الغناء في فرقة أخرى‪...‬‬

‫فال مجال للحكم بالغرامة التهديدية إذا كان محل االلتزام نقل ملكية شيء‪ ،‬سواء كان منقول معين بالذات أو بالنوع أو‬
‫عقار (م ‪166 ،165‬ق م) أو مبلغ من النقود (الحجز على أموال المدين)‬

‫‪ -3‬أن يكون تدخل المدين شخصيا ضروري لتنفيذ االلتزام م ‪ 174‬ق م‬


‫يجب أن يكون التنفيذ العيني غير ممكن أو غير مالئم إال إذا قام به المدين بنفسه‪ .‬مثال االلتزام بالقيام بتقديم خدمة‬
‫االنترنيت أو االلتزام بتقديم مستندات‪ ..‬أما إذا كان باإلمكان طلب التنفيذ على نفقة المدين م ‪ 170‬و ‪ 173‬ق م فال‬
‫حاجة للحكم بالغرامة التهديدية‪.‬‬

‫خصائص الحكم بالغرامة التهديدية‬

‫‪ ü‬حكم تهديدي‪ :‬الغرامة التهديدية هي وسيلة للتغلب على عناد المدين وتعنته‪ ،‬فهي تعمل على بث الخوف والقلق‬
‫في نفسه عن طريق تقديرها بشكل مبالغ فيه مع ازدياد قيمتها بشكل دوري (عن كل يوم أو أسبوع أو شهر‪ )...‬كما‬
‫أن للقاضي سلطة تقديرية في زيادة قيمة الغرامة إذا كان من شأن ذلك الضغط على المدين ودفعه إلى التنفيذ العيني(م‬
‫‪ 2 / 174‬ق م)‪.‬‬

‫‪ ü‬حكم مؤقت‪ :‬الحكم بالغرامة التهديدية هو حكم مؤقت ال يحوز حجية الشيء المقضي به وال يحسم النزاع نهائيا‪،‬‬
‫وبالتالي فهو غير واجب التنفيذ وال يعد دينا في ذمة المدين‪ .‬فبوضوح موقف المدين نهائيا يعيد القاضي النظر فيها‬
‫لتتم تصفيتها وتحديد قيمتها النهائية‪.‬‬

‫حكم غير محدد المقدار‪ :‬وبالتالي فهو يختلف عن الحكم بالتعويض‪ ،‬إذ تحدد الغرامة عن كل وحدة زمنية (يوم‪،‬‬ ‫‪ü‬‬
‫أسبوع‪ ،‬شهر‪ ) ...‬يتأخر فيها عن التنفيذ وال يمكن معرفة مقدرها يوم صدور الحكم بها‪ ،‬لذا يتم تصفيتها الحقا عند‬
‫وضوح موقف المدين النهائي من التنفيذ‪.‬‬

‫آثار الغرامة التهديدية‪:‬‬

‫الحكم بالغرامة التهديدية هو حكم مؤقت يهدف للضغط على المدين لتنفيذ التزامه‪ ،‬ومآله إعادة النظر بعد اتضاح‬
‫الموقف النهائي للمدين والذي ال يخرج عن احتمالين‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬تنفيذ المدين اللتزامه‪ .‬ويعتبر متأخرا في التنفيذ‪ ،‬في هذه الحالة يتم الحكم عل المدين بالتعويض عن‬
‫التأخير في التنفيذ‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬تعّن ت المدين وإصراره على عدم التنفيذ‪ .‬يثبت هذا االمتناع عن طريق محضر االمتناع عن التنفيذ‬
‫الذي يحرره المحضر القضائي‪.‬‬

‫ويرفع الدائن دعوى يطلب فيها تصفية الغرامة التهديدية‪ ،‬ويقوم القاضي بتحديد المبلغ النهائي الذي يتوّج ب على‬
‫المدين دفعه للدائن في شكل تعويض‬

‫باالعتماد على عنصرين ‪:‬ما أصاب الدائن من ضرر والعنت الذي بدا من المدين‪.‬‬

‫إن مراعاة عنصر العنت في تقدير التعويض عند تصفية الغرامة التهديدية هو الذي يعطي للحكم بالغرامة التهديدية‬
‫قّو ته الرادعة والذي يجعل منها وسيلة فعالة نوعا ما تدفع المدين لتنفيذ التزامه‪ ،‬وهو الذي يمّيز التعويض بعد تصفية‬
‫الغرامة التهديدية عن التعويض وفقا للقواعد العامة‪ ،‬حيث أن هذا األخير يجب أن يكون على قدر الضرر فقط‪.‬‬

‫وال‪ :‬التقدير القضائي للتعويض م ‪ 182 – 176‬مكرر‬

‫األصل أّن ه في حالة اإلخالل بااللتزام العقدي أو القانوني فإّن الدائن يلجأ للقضاء ويقوم القاضي بتقدير التعويض ما لم‬
‫يوجد نص في القانون أو اتفاق بين الطرفين يحّد د التعويض‪.‬‬
‫أنواع التعويض القضائي‬

‫‪-1‬التعويض النقدي‪ :‬وهو الغالب‪ ،‬حيث يقدر التعويض بمبلغ من النقود‪.‬‬

‫ويصّح أن يكون التعويض مقسطا كما يصح أن يكون إيرادا مرتبا‪ ،‬ويجوز في هاتين الحالتين إلزام المدين أن يقدم‬
‫تأمينا‪( .‬م ‪ 1/ 132‬ق م)‪.‬‬

‫‪ -2‬التعويض غير النقدي‪ :‬كنشر الحكم القاضي بإدانة المدعى عليه في الصحف في دعاوى السب والقذف‪ ،‬وهو‬
‫بمثابة تعويض غير نقدي عن الضرر المعنوي الذي أصاب المضرور‪.‬‬

‫الضرر الذي يتم التعويض عنه‬

‫*الضرر المادي والضرر المعنوي م ‪ 182‬مكرر ق م‬

‫*الضرر المترتب عن عدم التنفيذ والضرر المترتب عن التأخر في التنفيذ‪.‬‬

‫*الضرر المحقق‬

‫‪-1‬الضرر المادي والضرر المعنوي م ‪ 182‬مكرر ق م‬

‫* الضرر المادي يصيب اإلنسان في ماله أو جسمه‪.‬‬

‫* الضرر المعنوي يصيب اإلنسان في حريته أو شرفه أو سمعته‬

‫تجدر اإلشارة الى أن المشرع الجزائري لم ينص صراحة على التعويض عن الضرر األدبي في القانون المدني‬
‫إال بعد تعديله سنة ‪ 2005‬بموجب القانون ‪ ،10-05‬حيث أضاف نص المادة م ‪ 182‬مكرر ق م‪ ،‬وبالرغم من ذلك‬
‫فلقد كانت المحاكم تقضي به بناء على نصوص قانونية من بينها‪ :‬م ‪ 3‬ق إجراءات جزائية‪ :‬تقبل دعوى المسؤولية‬
‫المدنية عن كافة أوجه الضرر سواء كانت مادية أو جثمانية أو أدبية‪ .‬وم ‪ 5‬ق أسرة‪ :‬جواز التعويض عن الضرر‬
‫المادي والمعنوي المترتب عن العدول عن الخطبة‪.....‬‬

‫‪ -2‬الضرر المترتب عن عدم التنفيذ والضرر المترتب عن التأخر في التنفيذ‬

‫أ‪ -‬التعويض عن عدم التنفيذ‪ :‬إذا امتنع المدين عن التنفيذ ولم يكن التنفيذ الجبري متاحا‪ ،‬فإّن التعويض يحل محل‬
‫التنفيذ العيني لاللتزام‪ .‬واألصل أّن ه ال يمكن الجمع بين التنفيذ العيني والتعويض عن عدم التنفيذ إّال إذا كان التنفيذ‬
‫العيني جزئيا فيجتمع التنفيذ العيني والتعويض عن عدم تنفيذ بقية االلتزام‪.‬‬

‫ب‪ -‬التعويض عن التأّخ ر في التنفيذ‪ :‬إذا نّفذ المدين التزامه متأّخ را بعد المدة المحّد دة وجب التعويض عن ذلك‬
‫التأخير‪.‬‬

‫ويمكن أن يجتمع هذا النوع من التعويض مع التنفيذ العيني لاللتزام وأيضا مع التعويض عن عدم التنفيذ‪.‬‬

‫وقد خّص المشرع حالة تأخر المدين في الوفاء بمبلغ من النقود بنص خاص م ‪ 186‬ق م الضرر المفترض غير‬
‫قابل إلثبات العكس فليس على الدائن إثبات الضرر الذي أصابه جراء التأخر في الوفاء‪.‬‬

‫‪-3‬الضرر المحقق‪ :‬يجب أن يكون الضرر محّققا أي وقع فعال أو مؤكد الوقوع مستقبال‪ ،‬أما الضرر االحتمالي فال‬
‫مجال للتعويض عنه حتى يتأكد وقوعه‪.‬‬

‫مثال‪ :‬تضّر ر شخص من األشغال التي يقوم بها جاره‪:‬‬


‫*تهدم جزء كبير من شرفة المنزل= ضرر محّقق = يجب التعويض عنه‪.‬‬

‫*خطر تهّد م كل الشرفة = ضرر مؤكد الوقوع مستقبال حسب الخبير= ضرر محّقق = بجب التعويض عنه‪.‬‬

‫*احتمال تهدم كل المنزل = ضرر احتمالي غير محّقق= ال يتم التعويض عنه حتى يقع أو يتأّك د وقوعه‪.‬‬

‫ولكن ماذا عن الضرر المتغير؟‬

‫اذا لم يتيّسر للقاضي وقت الحكم أن يقّد ر مدى التعويض بصفة نهائية فله أن يحتفظ للمضرور بالحق في أن يطالب‬
‫خالل مدة معينة بالنظر من جديد في التقدير (م ‪ 131‬ق م)‬

‫وماذا عن تفويت فرصة هل هي ضرر محّق ق يتم التعويض عنه أو احتمالي؟‬

‫مثال عن تفويت فرصة‪ :‬تعّر ض شخص ذاهب الجتياز مسابقة لحادث‪ ،‬أو التسبب في تعطيل شخص عن الدخول في‬
‫مناقصة‪ ...‬وقد استقر القضاء في فرنسا ومصر على التعويض عن تفويت الفرصة‪ ،‬فهي وإن كانت أمرا محتمال إاّل‬
‫أّن تفويتها أمر محّقق يجب التعويض عنه‪.‬‬

‫عناصر تقدير التعويض = ما لحق الدائن من خسارة ‪ +‬ما فاته من كسب م ‪ 182‬ق م‬

‫أمثلـــة‪:‬‬

‫ما فاته من كسب مالي‬ ‫ما لحق الدائن من خسارة‬ ‫الضرر‬


‫ما سيفوته من كسب جراء توقفه عن‬ ‫تعرض شخص إلصابة جسدية بخطأ مصاريف العالج التي تكبدها‬
‫العمل‪(...‬مع مراعاة قاعدة عدم جواز الجمع‬ ‫جراء اإلصابة الجسدية‪...‬‬ ‫المدين‬
‫بين تعويضين عن نفس الضرر)‬
‫المبلغ الذي دفعه الدائن لاضطراره المبلغ الذي كان سيجنيه(الربح) لو سلمت له‬ ‫امتناع المدين عن تسليم البضاعة‬
‫إلى شراء بضاعة بثمن أعلى‪ ......‬البضاعة في وقتها‪...‬‬ ‫المدفوع ثمنها‬
‫‪ :‬ما أنفقه الدائن في اإلعداد للحفلة ما ضاع‬ ‫كل الخسائر ‪ :‬ما أنفقه الدائن في‬ ‫امتناع المغني عن إحياء الحفلة ‪.‬‬
‫عليه من ربح لو أن المغني أحيى حفلته‪...‬‬ ‫اإلعداد للحفلة‪.‬‬

‫*هل يستحق الدائن التعويض حتى لو لم يلحقه أي ضرر جراء خطأ المدين؟‬

‫األصل أنه‪ :‬ال ضرر = ال تعويض‪.‬‬

‫فال مجال للتعويض إذا لم يثبت الدائن أي ضرر قد أصابه تسبب في خسارة أو فوات ربح حتى ولو كان المدين قد‬
‫أخل بالتزامه‪ .‬كمحامي يخل بالتزامه في رفع االستئناف المتفق عليه مع موكله إال أنه يتضح أن الحكم غير قابل‬
‫لالستئناف فهنا ال وجود للضرر فال مجال للتعويض‪.‬‬

‫حدود التعويض‪:‬‬

‫األصل أن يكون التعويض جابرا لألضرار قدر اإلمكان‪ ،‬فيشمل ما لحق الدائن من خسارة وما فاته من كسب (الضرر‬
‫يزال)‪.‬‬

‫لكن هل يتم التعويض عن جميع األضرار سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة وسواء كانت متوقعة أو غير متوقعة؟‬
‫م‪ 1/ 182‬ق م "‪ ...‬ويشمل التعويض ما لحق الدائن من خسارة وما فاته من كسب بشرط أن يكون هذا نتيجة طبيعية‬
‫لعدم الوفاء بااللتزام‪ ،‬أو للتأخر في الوفاء به‪ .‬ويعتبر الضرر نتيجة طبيعية إذا لم يكن في استطاعة الدائن أن يتوقاه‬
‫ببذل جهد معقول‪.‬‬

‫غير أّن ه إذا كان االلتزام مصدره العقد فال يلتزم المدين الذي لم يرتكب غشا أو خطأ جسيما إال بتعويض الضرر‬
‫الذي كان يمكن توقعه عادة وقت التعاقد "‬

‫وبالتالي يرد على مبدأ التعويض يجبر كل األضرار قيدين‪:‬‬

‫‪-1‬بالنسبة لألضرار المباشرة وغير المباشرة‪:‬‬

‫يكون التعويض عن الضرر المباشر فقط دون الضرر غير المباشر سواء في المسؤولية العقدية أو التقصيرية‪.‬‬

‫فلم يحرث أرضه ولم يزرعها‬


‫فعجز عن سداد ديونه وتم الحجز على أرضه وبيعت‬

‫انتقلت العدوى لبقية األبقار فماتت كلها‬

‫اشترى فالح بقرة يجهل بأّن ها مريضة‬

‫مات ابنه ألّن ه لم يستطع توفير العالج له‬


‫) ‪ pothier‬للفقيه الفرنسي بوتييه ( مثال البقرة الموبوءة‬

‫فهل يعوض المدين (بائع البقرة الموبوءة) عن كل هذه األضرار المتسلسلة والمتعاقبة؟‬

‫في حال كون األضرار متعاقبة‪ ،‬يتم التعويض عن األضرار المباشرة فقط دون األضرار غير المباشرة سواء في‬
‫المسؤولية العقدية أو التقصيرية‪ ،‬فما المقصود باألضرار المباشرة؟‬

‫يقصد باألضرار المباشرة األضرار التي تكون نتيجة طبيعية لعدم الوفاء بااللتزام أو للتأّخ ر فيه‪ ،‬وتكون كذلك إذا لم‬
‫يكن في استطاعة الدائن أن يتوّقاها ببذل جهد معقول‪( .‬م ‪1 / 182‬ق م)‬

‫واألضرار المباشرة حسب مثال البقرة الموبوءة هي موت كل الحيوانات‪ ،‬أّما األحداث التي وقعت بعد ذلك هي‬
‫أضرار غير مباشرة ال يتم التعويض عنها‪ ،‬إذ كان في وسع الدائن تفاديها ببذل جهد معقول‪ ،‬كأن يقترض ماال أو‬
‫يؤجر أرضه للغير‪....‬فليس من المعقول أن يترك الدائن األضرار تتعاقب وتنتقل حاله من سّي ء ألسوء لمجرد أّن‬
‫مدينه أخّل بالتزامه‪ ،‬فهو إن فعل ذلك أعتبر مخطئا وال يتحّمل المدين نتائج خطأ الدائن‪.‬‬

‫‪ -2‬بالنسبة لألضرار المتوقعة وغير المتوقعة‪:‬‬

‫يكون التعويض في المسؤولية العقدية عن األضرار المتوقعة فقط ما لم يرتكب المدين غشا أو خطأ جسيما‪ ،‬و‬
‫يكون التعويض في المسؤولية التقصيرية عن األضرار المتوقعة وغير المتوقعة‪.‬‬
‫األصل‪ :‬أّن ه يعتّد بالضرر الذي يتوّقعه الرجل المعتاد في مثل الظروف التي وجد فيها المدين‪ .‬ومعيار التوقع هو معيار‬
‫موضوعي وليس ذاتي‪.‬‬

‫مثال الحقيبة الضائعة‪ :‬تتوّقع شركة الطيران أّن حقائب المسافرين بها مالبس ومستلزمات بسيطة‪ ،‬فإذا ضاعت حقيبة‬
‫واتضح أّن بها مجوهرات ومبالغ ضخمة فإّن الشركة ال تكون مسؤولة عن قيمة ما كان في الحقيبة‪ ،‬ويكون التعويض‬
‫عن الضرر المتوقع فقط‪.‬‬

‫االستثناء‪ :‬يلتزم المدين بتعويض الضرر المتوقع وغير المتوقع إذا كان قد ارتكب غشا(خطأ عمدي) أو خطأ‬
‫جسيما (خطأ ال يصدر عن أقل الناس تبصرا) (م ‪ 2 / 182‬ق م)‪.‬‬

‫فإذا ثبت أّن ضياع الحقيبة كان بسبب غش شركة الطيران أو خطئها الجسيم فهنا تكون ملزمة بتعويض كل األضرار‬
‫المباشرة سواء كانت متوقعة أو غير متوقعة‪.‬‬

‫* هل تدخل درجة الخطأ في عناصر تقدير التعويض إلى جانب حجم الضرر؟‬

‫األصل‪ :‬ال يقدر التعويض على أساس حجم خطأ المدين بل على أساس األضرار (ما لحق الدائن من خسارة وما فاته‬
‫من كسب )‪ .‬ذلك أن وظيفة التعويض إصالح الضرر وليس عقاب المخطئ‪.‬‬

‫االستثناء‪ :‬قد يدخل القاضي في اعتباره جسامة خطأ المدين عند تقديره للتعويض إذا نص القانون على ذلك‪:‬‬

‫‪ -1‬يراعي القاضي عند تصفية الغرامة التهديدية وتحديد التعويض النهائي العنت الذي بدا من المدين (م ‪ 175‬ق م)‪.‬‬

‫‪ -2‬يكون المتعاقد الذي ارتكب غشا أو خطأ جسيما مسؤوال عن األضرار المتوقعة وغير المتوقعة(م ‪ 2/ 182‬ق م)‪.‬‬

‫‪-3‬يراعي القاضي الظروف المالبسة عند تقديره للتعويض(م‪ 131‬ق م)‪ .‬وهي الظروف الخاصة بالمضرور‪ ،‬إذ أن‬
‫معيار تقدير التعويض هو معيار ذاتي وليس موضوعي‪ ،‬فالضرر الذي يلحق العين عند طبيب أو أستاذ يفوق كثيرا‬
‫الضرر الذي يلحق المزارع (الحالة المهنية)‪ ،‬والجرح الذي يصيب مريض سكري أخطر من الذي يصيب رجل‬
‫سليم(الحالة الصحية)‪.‬‬

‫تنفيذ االلتزام عن طريق التعويض‬

‫األصل هو التنفيذ العيني لاللتزام (م ‪ 164‬ق م) واالستثناء هو التعويض‪.‬‬

‫حاالت التعويض‬

‫‪ -1‬إذا كان التنفيذ العيني مستحيل بسبب المدين م ‪ 176‬ق م‬

‫‪ -2‬إذا كان التنفيذ العيني مرهق للمدين‪ ,‬والتعويض ال يسبب ضررا جسيما للدائن‪ .‬م ‪ 124‬مكرر ‪1‬‬

‫‪ -3‬امتناع المدين عن التنفيذ مع كون التنفيذ العيني غير ممكن أو غير مالئم إال إذا قام به المدين بنفسه‪.‬‬

‫‪ -4‬تراضي الطرفان على العدول عن التنفيذ العيني إلى طريق التعويض سواء صراحة أو ضمنا‪.‬‬

‫شروط استحقاق التعويض‬

‫‪ -1‬االعذار م ‪ 179‬ق م‬

‫‪ -2‬قيام أركان المسؤولية المدنية عقدية كانت أو تقصيرية‬


‫الخطأ (إخالل بالتزام عقدي أو قانوني)‬

‫الضرر (ال ضرر = ال تعويض)‬

‫قيام العالقة السببية بين الخطأ والضرر‬

‫طرق تقدير التعويض‬

‫من الذي يحدد مقدار التعويض؟‬

‫م ‪ 182‬ق م ” إذا لم يكن التعويض مقدرا في العقد أو في القانون فالقاضي هو الذي يقدره‪“ ...‬‬

‫التعويض القضائي‬

‫التعويض االتفاقي‬

‫التعويض القانوني‬

‫ثانيا‪ :‬التقدير االتفاقي للتعويض (الشرط الجزائي)‬

‫م ‪ 187 ،185 ،184 ،183‬ق م‬

‫الشرط الجزائي هو اتفاق مسبق يقدر فيه المتعاقدان سلفا التعويض الذي يستحقه الدائن إذا لم ينفذ المدين التزامه أو‬
‫تأخر في تنفيذه‪.‬‬

‫وبالتالي يمكن أن يكون الشرط الجزائي كتعويض عن عدم التنفيذ‪ ،‬كالشرط الجزائي الذي يقضي بالتزام الفنان بدفع‬
‫مبلغ ‪.....‬دج لشركة إنتاجه إذا تعامل مع شركة إنتاج أخرى‪.....‬‬

‫كما يمكن ان يكون كتعويض عن التأخير في التنفيذ‪ ،‬كالشرط الجزائي الذي يقضي بإلزامية دفع المقاول مبلغ‪ ....‬دج‬
‫لرب العمل عن كل يوم أو أسبوع يتأخر فيه عن تسليم المشروع عن التاريخ المتفق عليه‪.‬‬

‫خصائص الشرط الجزائي‬

‫‪ -1‬الشرط الجزائي اتفاق سابق على اإلخالل بااللتزام وبالتالي فهو تقدير جزافي للتعويض‪.‬‬

‫‪ -2‬الشرط الجزائي هو وسيلة احتياطية ال يلجأ إليها إال عند عدم تنفيذ االلتزام عينا‪ ،‬وال يستطيع الدائن اللجوء إليها‬
‫إّال إذا كان التنفيذ العيني ممكنا‪ .‬كل ذلك ما لم يكن المقصود من الشرط الجزائي هو التعويض عن التأخير في‬
‫التنفيذ‪ ،‬فهنا يمكن المطالبة به سواء مع التنفيذ العيني أو مع التعويض عن عدم التنفيذ‪.‬‬

‫‪ -3‬االلتزام بالشرط الجزائي التزام تابع لاللتزام األصلي‪ ،‬يبقى ببقائه ويزول بزواله‪.‬‬

‫يترتب على أن االلتزام بالشرط الجزائي التزام تابع لاللتزام األصلي عدة نتائج أهمها‪:‬‬

‫أ‪ -‬بطالن االلتزام األصلي يؤدي إلى بطالن الشرط الجزائي بالتبعية والعكس غير صحيح‪ ،‬فإذا كان الشرط الجزائي‬
‫باطال فال يبطل االلتزام األصلي‪ .‬فإذا قضى مثال الشرط الجزائي بأّن ه إذا لم يستوف الدائن حقه عند حلول األجل فله‬
‫أن يبيع العقار المرهون دون إتباع اإلجراءات الواجبة قانونا أو أن يتمّلكه‪ ،‬فهذا الشرط باطل بموجب المادة ‪ 903‬ق‬
‫م‪ ،‬إاّل أّن ه ال يؤدي إلى بطالن الّر هن‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا سقط االلتزام األصلي نتيجة استحالة تنفيذه بقّو ة قاهرة‪ ،‬سقط معه االلتزام بالشرط الجزائي‪ .‬فال مجال للمطالبة‬
‫بالشرط الجزائي إذا كان عدم التنفيذ أو التأخر فيه نتيجة سبب أجنبي ال يد للمدين فيه‪.‬‬

‫ج‪ -‬إذا فسخ العقد الذي أنشأ االلتزام األصلي فإّن الشرط الجزائي يزول‪ ،‬فال يمكن للدائن الذي طالب بالفسخ بسبب‬
‫إخالل المدين بالتزامه أن يطالب بالشرط الجزائي‪ ،‬ولكن له المطالبة بتعويض يقّد ره القاضي‪.‬‬

‫*سلطة القاضي في إلغاء أو تعديل(بالتخفيض أو الزيادة) الشرط الجزائي‬

‫األصل طبقا لمبدأ العقد شريعة المتعاقدين م‪106‬ق م من المفروض أّن ه ال يمكن للقاضي التدخل إللغاء أو تعديل العقد‪.‬‬

‫لكن‪ ،‬استثناءا‪ ،‬أجاز المشرع للقاضي التدخل إللغاء أو تعديل الشرط الجزائي وفق ما يلي‪( :‬ال استثناء إال بنص)‬

‫حاالت تدخل القاضي إللغاء الشرط الجزائي‬

‫‪-1‬إذا أثبت المدين أن الدائن لم يلحقه أي ضرر جراء إخالله بااللتزام فال مجال للحكم بالشرط الجزائي‪ .‬ال ضرر‬
‫=ال تعويض (م ‪ 1 /184‬ق م)‬

‫مثال‪ :‬إذا لم يحضر الفنان إلحياء الحفل‪ ،‬وكان الحفل قد ألغي لسبب آخر ال عالقة له بعدم مجيئه‪ ،‬فهنا إخالل الفنان‬
‫بالتزامه لم يلحق أي ضرر بمتعهد الحفالت‪ ،‬فال يستحق هذا األخير أي تعويض (شرط جزائي)‪.‬‬

‫‪ -2‬إذا أثبت المدين أن التنفيذ أصبح مستحيال بسبب أجنبي ال يد للمدين فيه فال مجال للحكم بالشرط الجزائي (م‬
‫‪307 ،176‬ق م ) مثال‪ :‬كوقوع زلزال مفاجئ يمنع المغني من االنتقال لمكان الحفل‪ ،‬فال مجال للحكم باستحقاق‬
‫الشرط الجزائي‪.‬‬

‫حاالت تدخل القاضي لتخفيض قيمة الشرط الجزائي‬

‫‪-1‬إذا أثبت المدين أن تقدير الشرط الجزائي مفرط أي مبالغ فيه بحيث يكون أكثر بكثير من الضرر الواقع‪ ،‬فيخفض‬
‫القاضي قيمة الشرط الجزائي دون أن يجعله مساويا للضرر (م ‪ 184/2‬ق م)‪.‬‬

‫مثال‪ :‬قيمة الشرط الجزائي المتفق عليه ‪ 2.000.000‬دج‪ ،‬بينما الضرر الواقع فعال ‪ 1.000.000‬دج‪ ،‬فيمكن‬
‫للمدين أن يطلب من القاضي تخفيض قيمة الشرط الجزائي المبالغ فيها مقارنة بالضرر‪.‬‬

‫‪ -2‬إذا أثبت المدين أّن ه قد نّف ذ جزء من االلتزام األصلي فيخفض القاضي قيمة الشرط الجزائي (م ‪ 2 /184‬ق م)‬

‫مثال‪ :‬إذا حضر الالعب نصف المباراة فله أن يطلب عدم دفع كل مبلغ الشرط الجزائي الذي يستحق عند غيابه عن‬
‫كل المباراة‪ ،‬وبالتالي يمكن تخفيض قيمة الشرط الجزائي بحسب نسبة ما تم تنفيذه‪.‬‬

‫‪ -3‬إذا تسّب ب الدائن بسوء نية في إطالة أمد النزاع فللقاضي أن يخّفض قيمة الشرط الجزائي أو ال يقضي به أصال‬
‫عن المدة التي طال فيها النزاع دون مبرر (م ‪187‬ق م)‬

‫مثال‪ :‬إذا تم اتفاق رب العمل مع المقاول على شرط جزائي قدره ‪ 30.000‬دج عن كل شهر تأخير عن التسليم‪ ،‬و لم‬
‫يسلم المقاول المشروع في األجل المتفق عليه‪ ،‬فلو صدر الحكم في ماي ستكون قيمة التعويض هنا اكبر مما لو صدر‬
‫في فيفيري‪ ،‬وبالتالي قد يتعمد الدائن المماطلة إلطالة مدة النزاع أمام القضاء حتى يستفيد من قيمة تعويض اكبر‪.‬‬
‫وللقاضي في هذه الحالة أن يخفض قيمة الشرط الجزائي أو أن ال يقضي به عن المدة التي طال فيها النزاع عن قصد‬
‫ويسوء نية الدائن‪.‬‬
‫حاالت تدخل القاضي لزيادة قيمة الشرط الجزائي‬

‫‪-1‬إذا كانت قيمة الشرط الجزائي أقل من الضرر ‪ +‬وأثبت الدائن أّن المدين ارتكب غّش ا أو خطأ جسيما يحكم‬
‫القاضي بتعويض يعادل الضرر حتى ولو زاد عن قيمة الشرط الجزائي (م ‪185‬ق م)‪ .‬أّما إذا لم يرتكب المدين غّشا‬
‫أو خطأ جسيما فال مجال للزيادة حتى ولو كان الشرط الجزائي أقل من الضرر‪.‬‬

‫مثال‪ :‬إذا تم االتفاق على شرط جزائي قدره ‪500.000‬دج عند عدم التنفيذ‪ ،‬ثم أثبت الدائن أن الضرر الذي لحقه‬
‫جراء عدم التنفيذ تجاوز تلك القيمة حيث قّد ر ب‪ 900.000‬دج فليس للدائن هنا أن يطالب بأكثر من قيمة الشرط‬
‫الجزائي‪ ،‬إال إذا أثبت أن عدم التنفيذ نتج عن خطأ عمدي أو خطأ جسيم من المدين ‪.‬‬

‫‪ -2‬إذا كانت قيمة الشرط الجزائي تافهة ‪ +‬في إطار المسؤولية التقصيرية فللقاضي الحكم بتعويض مناسب وفقا‬
‫للقواعد العامة حتى ولو زاد هذا التعويض عن قيمة الشرط الجزائي‪ ،‬ألّن ذلك االتفاق يعّد بمثابة االتفاق على اإلعفاء‬
‫من المسؤولية التقصيرية وهو باطل وفقا للمادة ‪ 178‬ق م‪.‬‬

‫فلو اتفق مالك المصنع مع جيرانه المزارعين بأنه سيعطيهم ‪ 50.000‬دج في حال تضرر محصوالتهم الزراعية‪،‬‬
‫وبعد ذلك أصيب المزارعون بأضرار تجاوزت قيمتها ‪ 700.000‬دج‪ ،‬فهنا يكون صاحب المصنع قد أخّل بالتزام‬
‫عام‪ ،‬مصدره القانون وليس االتفاق‪ ،‬هو "االلتزام بعدم اإلضرار بالغير " يترتب على اإلخالل به مسؤولية تقصيرية‬
‫وليس عقدية‪ ،‬فيحق لهم المطالبة بزيادة قيمة التعويض المستحق تزيد عن قيمة الشرط الجزائي نظرا ألن تفاهة المبلغ‬
‫المتفق عليه مقارنة باألضرار الواقعة فعال يعد بمثابة االتفاق على اإلعفاء من المسؤولية التقصيرية وهو غير جائز‬
‫قانونا‪.‬‬

‫فوائد الشرط الجزائي‬

‫‪ -1‬إعفاء الدائن من إثبات ركن الضرر‪ :‬األصل أّن عبء إثبات الضرر يقع على الدائن (المضرور)‪ ،‬فالبّينة على من‬
‫اّد عى‪ .‬إاّل أّن ه في حال وجود اتفاق على شرط جزائي‪ ،‬فإّن عبء إثبات الضرر ينتقل من الدائن إلى المدين‪.‬‬

‫فبوجود الشرط الجزائي تقوم قرينة قانونية على أّن إخالل المدين بالتزامه قد سّبب ضررا للدائن‪ ،‬وبالتالي ال يكّلف‬
‫الدائن بإثبات هذا الضرر‪ ،‬ويمكن للمدين درء هذه القرينة‪ ،‬حتى يتخّلص من الشرط الجزائي‪ ،‬بإثبات أّن الدائن لم‬
‫يلحقه أي ضرر جراء إخالله بااللتزام (م ‪ 1 /184‬ق م)‪.‬‬

‫‪ -2‬وسيلة تهديدية‪ :‬قد يحّث الشرط الجزائي المدين على تنفيذ التزامه على الوجه المّت فق عليه خوفا من تسديد الشرط‬
‫الجزائي والذي عادة ما يكون مبالغا فيه‪.‬‬

‫‪ -3‬استبعاد تدخل القضاء‪ :‬ففي كثير من األحيان يتم دفع قيمة الشرط الجزائي دون اللجوء إلى القضاء‪ ،‬وحتى إن تم‬
‫التقاضي فغالبا ما يحكم القاضي بالقيمة المتفق عليها ما لم تتوّفر إحدى حاالت اإللغاء أو التعديل السابق ذكرها‪.‬‬

‫التقدير القانوني للتعويض‬

‫قد يتوّلى القانون تقدير مقدار التعويض الذي يستحّقه الدائن‪ .‬ومن بين صور التقدير القانوني للتعويض في القانون‬
‫الجزائري‪ :‬التعويض عن األضرار المادية والجسمانية الناتجة عن حوادث السيارات[‪( ]1‬أمر رقم ‪،]2[)15-74‬‬
‫التعويض عن حوادث العمل واألمراض المهنية (ق ‪ 83-13‬المعدل والمتمم)‪ .‬حيث يحدّد القانون في هذه الحاالت‬
‫نسب لتقدير التعويض وال يكون للقاضي سلطة تقديرّية في ذلك‪.‬‬

‫ويدخل ضمن مفهوم التعويض القانوني أيضا ما يسّمى بالفوائد التأخيرية‪ ،‬والتي تعرف بأّن ها‪ :‬مبلغ من النقود يلتزم‬
‫المدين بدفعه على سبيل التعويض عن التأخير في تنفيذ التزام محله مبلغ من النقود عن الميعاد المحدد له‪.‬‬

‫والفوائد التأخيرية نوعان قانونية واتفاقية‪ ،‬وقد نصت عليها معظم التشريعات المقارنة ووضعت قيودا وشروطا‬
‫الستحقاقها‪ ،‬فالقانون المدني المصري مثال نص في المادة ‪ 226‬منه على الفوائد التأخيرية القانونية وحّد د سعر الفائدة‬
‫ب ‪% 4‬في المواد المدنية و‪ % 5‬في المواد التجارية (والعبرة في ذلك بصفة المدين ما إذا كان تاجرا أو ال)‪ ،‬أّما‬
‫الفوائد التأخيرية االتفاقية تكون في صورة عقد قرض بفائدة مقابل استفادة المدين بمبلغ من النقود لمّد ة معّينة‪ ،‬فال‬
‫يجوز أن تزيد عن الحد األقصى وهو ‪ % 7‬طبقا للمادة ‪ 227‬ق م مصري‪.‬‬

‫أما المشرع الجزائري فلم ينص على الفوائد التأخيرية القانونية‪ ،‬لكّن ه نص في م ‪ 186‬ق م على تعويض الضرر‬
‫عن التأخير بالوفاء بمبلغ من النقود معين المقدار‪ ،‬حيث يقّد ر القاضي هذا التعويض (تعويض تأخيري قضائي)‪.‬‬
‫ّخ‬
‫والضرر هنا هو ضرر مفترض غير قابل إلثبات العكس‪ ،‬فليس على الدائن إثبات الضرر الذي أصابه جّر اء التأ ر‬
‫في الوفاء بمبلغ من النقود‪ .‬على أّن احتساب الفوائد التأخيرية يبدأ من تاريخ رفع الدعوى ال من تاريخ اإلعذار‪(.‬م‬
‫‪ 186‬ق م)‬

‫أّما بالنسبة للفوائد التأخيرية االتفاقية التي يحّد دها األطراف‪ ،‬فإّن اإلرادة التشريعّية منعت القرض بفائدة بين األفراد‪،‬‬
‫حيث نصت م ‪ 454‬ق م على أّن القرض بين األفراد يكون دائما بدون أجر ويقع باطال كل نص يخالف ذلك‪ ،‬على أّن ه‬
‫يجوز لمؤسسات القرض في حالة إيداع أموال لديها أن تمنح فائدة‪ ،‬ولها أيضا في حال منح قروض أن تأخذ فائدة‪،‬‬
‫ويحّد د قدر هذه الفوائد بموجب قرار من الوزير المكلف بالمالية تشجيعا لالدخار وتشجيعا للنشاط االقتصادي (م‬
‫‪456 ،455‬ق م )‪.‬‬

‫ضمان حقوق الدائنين‬

‫حسب م‪188‬ق م فإن أموال المدين جميعها ضامنة للوفاء بديونه‪ ،‬وهذا ما يسمى "الضمان العام" كما أن جميع‬
‫الدائنين متساوون تجاه هذا الضمان‪ ،‬وال يتقدم دائن على آخر بأسبقية نشوء دينه‪ ،‬فإذا لم تكف أموال المدين‪ ،‬اقتسموا‬
‫حاصل التنفيذ بينهم قسمة غرماء‪ ،‬بحيث يحصل كل دائن على نسبة من دينه‪ ،‬كالنصف أو الثلث مثال‪ .‬كل هذا ما لم‬
‫يكن للدائن حق أفضلية بموجب ضمان خاص كرهن رسمي م‪ 882‬ق م أو حق امتياز م ‪982‬ق م أو غيرها من‬
‫التأمينات العينية‪.‬‬

‫وإذا كان القانون قد كفل للدائن حق التنفيذ على أموال المدين‪ ،‬فإنه حرص أيضا على حماية الدائن من تصرفات مدينه‬
‫التي قد تضر به‪ ،‬سواء كانت هذه التصرفات عن سوء نية أو عن إهمال‪ .‬لذا نص قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬
‫على وسائل تحفظية (كالحجز التحفظي على منقول ملك للمدين) وأخرى تنفيذية (الحجز على المنقول لدى المدين‬
‫وحجز ما للمدين لدى الغير)‪ .‬وبدوره نص القانون المدني على وسائل لضمان حقوق الدائنين‪ ،‬منها ما يمنح الدائن‬
‫حق التقدم على غيره من الدائنين العاديين في اقتضاء حقه (التأمينات العينية) وأخرى تهدف إلى المحافظة على‬
‫الضمان العام‪ ،‬تتمثل في ثالث دعاوى‪ :‬الدعوى غير المباشرة‪ ،‬دعوى عدم نفاذ التصرف (الدعوى البولصية) ودعوى‬
‫الصورية‪ .‬وهذه الدعاوى هي موضوع دراستنا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الدعوى غير المباشرة م‪ 189‬ق م‬

‫تعريف الدعوى غير المباشرة‪:‬‬

‫هي وسيلة لحماية الضمان العام نتيجة تقصير المدين في استعمال بعض الحقوق أو المطالبة بها‪ .‬وبالتالي فهي تمّك ن‬
‫الدائن من رفع دعوى على مدين مدينه للمطالبة بحقوق مدينه وذلك في حالة تقاعس أو إهمال هذا االخير في المطالبة‬
‫بحقوقه التي لدى الغير‪ ،‬وفي هذه الحالة يعتبر الدائن نائبا عن مدينه نيابة قانونية مصدرها نص القانون وليس االتفاق‪،‬‬
‫لذا فإن الدائن يرفع الدعوى غير المباشرة باسم مدينه ونيابة عنه وليس باسمه هو‪ ،‬ويستفيد كل الدائنين مع الدائن رافع‬
‫الدعوى من الحق المستوفى على حد سواء ألنه يدخل في الضمان العام‪.‬‬

‫مثال‪ :‬إذا كنت دائن لصديقك " أكرم " بمبلغ من المال وهو ليس لديه ما يكفي لسداد الدين‪ ،‬وفي نفس الوقت "أكرم"‬
‫دائن "لمصطفى" بمبلغ من المال ولكنه لم يقم بمطالبته به‪ ،‬ففي هذه الحالة يكون من مصلحتك أن يقوم "أكرم"‬
‫باسترجاع حّق ه حتى يكون قادرا على الوفاء لك‪ ،‬وألنه ال يمكنك جبره على رفع دعوى على مدينه "مصطفى"‪ ،‬فقد‬
‫أعطى لك القانون إمكانية رفع دعوى على "مصطفى"‪ ،‬وهو مدين مدينك‪ ،‬لكن هذه الدعوى ترفعها كنائب عنه أي‬
‫باسم "أكرم" ولحسابه‪ ،‬فهدفها ليس استيفاء حقك مباشرة بل بطريقة غير مباشرة عن طريق زيادة الضمان العام‪ ،‬لذا‬
‫سّميت بالدعوى غير المباشرة‪.‬‬

‫*تمييز الدعوى غير المباشرة عن الدعوى المباشرة‪:‬‬

‫الدعوى المباشرة ‪ l'action Directe‬هي دعوى يرفعها الدائن باسمه الشخصي ولحسابه على مدين مدينه‪،‬‬
‫ويطالب فيها بحقوق مدينه تجاه مدين مدينه‪ .‬فيستفيد الدائن رافع الدعوى المباشرة من هذا الوفاء وحده دون مزاحمة‬
‫باقي الدائنين‪ ،‬وهذا ما يميزها عن الدعوى غير المباشرة‪.‬‬

‫وبالتالي فإن الدعوى المباشرة هي وسيلة أكثر فعالية من الدعوى غير المباشرة‪ ،‬إّال أن حاالتها محددة حصرا‬
‫بنصوص خاصة‪ ،‬فمثال للمؤجر دعوى مباشرة ضد المستأجر الفرعي يستطيع بموجبها مطالبته باألجرة وغيرها من‬
‫االلتزامات التي أنشئها عقد اإليجار الفرعي في ذمة المستأجر الفرعي للمستأجر األصلي م‪ 507‬ق م‪.‬‬

‫وبالتالي إذا كنت قد اجرت منزلي لعمر وعمر اجر منزلي بعد موافقتي إلى علي ولم يوف عمر لي بدين مصدره عقد‬
‫االيجار هدا‪ ،‬فيكون لي بصفتي المؤجر الخيار بين أن أرفع دعوى عادية ضد المستأجر عمر‪ ،‬ولي ايضا أن أرفع‬
‫دعوى مباشرة على علي ‪-‬المستأجر الفرعي‪ -‬في حال كان الوضع المادي لعلي افضل من عمر مثال‪.‬‬

‫*شروط الدعوى غير المباشرة‬

‫إعساره المدين ‪+‬إهماله في استعمال حق له قابال للحجز وغير خاص بشخصه ‪ +‬وجود مصلحة مشروعة‬
‫للدائن ‪ +‬طلب إدخال المدين في الخصومة‬

‫إهمال المدين في استعمال حقه مما يتسبب في إعساره أو يزيد في إعساره‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫يشترط حتى يتمّك ن الدائن من رفع الدعوى غير المباشرة أن يكون هنالك تقصير أو تقاعس من المدين في المطالبة‬
‫بحقوقه أو استعمالها أو المحافظة عليها‪ .‬وأن يؤدي تقصير المدين هذا إلى إعساره أو الزيادة في إعساره‪ ،‬أي‬
‫تصبح ديونه أكثر من حقوقه‪ .‬أما إذا كان المدين موسرا فليس من حق الدائن التدخل في شؤونه‪.‬‬

‫ويقع عبء إثبات إعسار المدين على عاتق الدائن‪ .‬ويكفي أن يثبت الدائن مقدار ما في ذمة المدين من ديون حتى‬
‫تقبل دعواه‪ ،‬وعلى المدين إذا أراد أن يمنع رفع الدعوى غير المباشرة أن يثبت أن أمواله تكفي لسداد ديونه‪.‬‬

‫أن يكون الحق المطالب به قابال للحجز وغير خاص بشخص المدين‪ ،‬ومن أمثلة الحقوق التي ال‬ ‫‪-2‬‬
‫يجوز رفع دعوى غير مباشرة بشأنها‪ :‬النفقة‪ ،‬فهي حق غير قابل للحجز‪ ،‬وحق المؤلف في نشر مؤلف أو إعادة‬
‫نشره‪ ،‬فهو حق يّت صل بشخص المدين‪.‬‬

‫وجود مصلحة مشروعة للدائن في رفع الدعوى وأن يطلب إدخال المدين في الخصومة‬ ‫‪-3‬‬

‫يشترط لقبول الدعوى غير المباشرة أن يكون للدائن تجاه المدين حق ثابت ومحّقق خال من النزاع‪ ،‬وبالتالي ثبوت‬
‫صفة الدائنية في الدائن‪.‬‬

‫ويجب على الدائن أن يقوم بإدخال المدنين خصما في الدعوى التي يرفعها نيابة عنه وفق لإلجراءات المحددة في‬
‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬وهذا شرط شكلي لقبول الدعوى‪.‬‬

‫*آثار الدعوى غير المباشرة‬


‫‪-‬بالنسبة للمدين‪ :‬يدخل الحق الذي يستوفيه الدائن من مدين مدينه في ذمة المدين‪ ،‬فالدائن ليس سوى نائب له‪،‬‬
‫وبالتالي يجوز للمدين أن يتصرف في الحق محل المطالبة ببيعه أو بمقايضته أو بأي نوع من التصرفات القانونية‪.‬‬
‫وليس للدائن إذا ما تصرف المدين في أمواله على هذا النحو إال أن يطعن في تصرفه بالدعوى البولصية إذا ما‬
‫توافرت شروطها‪.‬‬

‫‪ -‬بالنسبة للدائن وغيره من الدائنين‪ :‬ال تدخل حصيلة الدعوى في ذمة الدائن رافع الدعوى غير المباشرة‪ ،‬إذ أنه‬
‫مجرد نائب عن المدين‪ ،‬وإنما تدخل في ذمة المدين‪ ،‬وبالتالي في الضمان العام لجميع الدائنين‪ .‬فرافع الدعوى ال يكون‬
‫له أية أفضلية على غيره من الدائنين‪.‬‬

‫‪-‬بالنسبة للخصم(مدين المدين)‪ :‬للخصم الحق في أن يدفع في مواجهة الدائن بكل الدفوع التي يحق له أن يدفع بها في‬
‫مواجهة المدين‪ .‬فيستطيع الخصم مثاال الدفع بالتقادم والمقاصة وبطالن التصرف‪.‬‬

‫ونخلص مما سبق إلى أن الدعوى غير المباشرة تعتبر وسيلة قاصرة نسبيا عن ضمان حقوق الدائنين‪ ،‬خاصة‬
‫بمقارنتها بالدعوى المباشرة كما سبقت اإلشارة‪ ،‬ذلك أن الدائن بعد أن ينفق جهذا ووقتا وماال في رفع هذه الدعوى‬
‫تكون المحصلة أن يستفيد جميع الدائنين من ثمارها دون أن تكون له أي أفضلية‪ .‬من جهة أخرى فإن هذه الدعوى ال‬
‫تمنع المدين من التصرف في هذا الحق بأي طريقة شاء‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دعوى عدم نفاذ التصـرف (الدعوى البولصية)‬

‫المواد من ‪ 191‬إلى ‪ 197‬ق م‬

‫*تعريف دعوى عدم نفاذ التصرف‬

‫هي دعوى يرفعها الدائن بشأن تصرفات المدين التي يبرمها بسوء نية لإلضرار بالدائنين والتي تسبب إعساره أو‬
‫الزيادة في إعساره‪ .‬وهي ال تهدف إلى إبطال هذه التصرفات وإنما إلى عدم االحتجاج بالتصرف الصادر من المدين‬
‫في مواجهة الدائنين الذين صدر هذا التصرف إضرارا بهم‪.‬‬

‫فقد يقوم المدين بتصرفات تلحق ضررا بدائنيه كأن يبيع أمواله ويخفي ثمنها‪ ،‬أو يحابي أقربائه وأصدقائه فيبيعهم‬
‫أمواله بثمن بخس أو يهبهم إياه‪ ،‬فهذه الدعوى تهدف إلى حماية الدائنين من غش المدين المعسر عن طريق المطالبة‬
‫بعدم سريان أثر تصرفاته في مواجهتهم ‪.‬‬

‫مثال‪ :‬كقيام المدين المعسر بالتبرع بعقار له‪ ،‬أو بيع سيارته بأقل من قيمتها أو شراء شيء بثمن أكثر من قيمته‬
‫الحقيقية‪ ،‬وكل هذه التصرفات المفقرة التي يقوم بها مدين معسر أو على وشك اإلعسار إنما تدل على سوء نيته‬
‫ورغبته في اإلضرار بدائنيه عن طريق اإلنقاص من الضمان العام‪.‬‬

‫*شروط دعوى عدم نفاذ التصرف‬

‫أ‪-‬شروط تتعلق بحق الدائن‪:‬‬

‫‪ -1‬أن يكون حق الدائن مستحق األداء وخال من أي نزاع‪ ،‬أما إذا كان معّلقا على شرط واقف لم يتحقق بعد أو‬
‫مضاف ألجل لم يحن بعد‪ ،‬فال يحق له رفع الدعوى‪.‬‬

‫‪ - 2‬أن يكون حق الدائن سابًقا في نشوئه على التصرف القانوني المطعون فيه‪ .‬أما إذا كان حق الدائن نشأ بعد‬
‫إبرام المدين للتصرف سواء تبرعا أو معاوضة فال يحق للدائن أن يطعن فيه‪.‬‬

‫ب‪-‬شروط تتعلق بالمدين‬


‫‪ –1‬اإلعسار‪ :‬يشترط لرفع الدعوى الوليصية أن يؤدي تصرف المدين إلى إعساره أو أن يزيد في إعساره‪ ،‬وبالتالي‬
‫عدم كفاية أمواله لسداد ما عليه من ديون‪ ،‬كما يشترط أن يظل اإلعسار قائما حتى وقت رفع الدعوى‪.‬‬

‫وقد يّسر المشرع للدائن إثبات إعسار مدينه‪ ،‬حيث يكفي أن يثبت مقدار ما في ذمة المدين من ديون حتى تقبل دعواه‪،‬‬
‫وعلى المدين إذا أراد أن يمنع رفع الدعوى أن يثبت أن أمواله تكفي لسداد ديونه‪.‬‬

‫‪-2‬إثبات غش المدين(نية اإلضرار) ‪+‬وتواطؤ المتصرف إليه ‪+‬في عقود المعاوضة‪:‬‬

‫إذا كان التصرف معاوضة كالبيع‪ ،‬يشترط لقبول دعوى البولصية أن يثبت الدائن غش المدين ‪ +‬تواطؤ المتصرف‬
‫إليه‪ .‬أما إذا كان التصرف تبرعا فال داعي إلثبات ال الغش في جانب المدين وال التواطؤ في جانب المتصرف إليه‪.‬‬

‫والغش هو أن يقصد المدين‪ ،‬بالتصرف الذي يبرمه مع الغير‪ ،‬اإلضرار بالدائن‪ .‬ويكفي العتبار التصرف منطويا‬
‫على غش أن يكون قد صدر من المدين وهو عالم بأنه معسر‪ ،‬على أن هذه القرينة غير قاطعة‪ ،‬حيث يجوز للمدين‬
‫أن يثبت أنه على الرغم من علمه بإعساره إال أنه لم يكن يقصد اإلضرار بالدائن‪ ،‬ويثبت أن الباعث من تصرفه كان‬
‫أمرا آخر‪ ،‬كحصوله على ما يقوم بحاجات معيشته أو صيانة زراعته أو صناعته‪ .‬فإذا أثبت ذلك امتنع على الدائن‬
‫رفع الدعوى البولصية‪.‬‬

‫ويقصد بالتواطؤ أن يكون من صدر له التصرف(أي المتصرف إليه كالمشتري أو الموهوب له) على علم بأن المدين‬
‫تصرف تصرفا مفقرا وهو في حالة إعسار‪ .‬أما إذا كان المتصرف له حسن النية ولم يعلم بأن المدين كان معسرا‬
‫وجبت حمايته حفاظا على استقرار المعامالت وبالتالي ال تقبل الدعوى البولصية إذا كان المتصرف له حسن النية‪.‬‬

‫أما إذا كان التصرف تبرعا‪ ،‬كالهبة‪ ،‬فيجوز الطعن فيه بالدعوى البوليصية دون حاجة إثبات غش المدين وتواطؤ‬
‫المتصرف إليه‪ ،‬حتى لو كان هذا األخير حسن النية‪.‬‬

‫ج‪-‬شروط التصرف المطعون فيه‬

‫‪ -1‬يجب أن يكون التصرف المطعون فيه تصرفا قانونيا‪ ،‬سواء كان تصرفا من جانب واحد‪ ،‬أو من جانبين‪ ،‬معاوضة‬
‫أو تبرع ‪ .‬وبالتالي ال يمكن الطعن في أعمال المدين المادية والتزاماته غير اإلرادية‪ ،‬فالتزامه بالتعويض بسبب إلحاقه‬
‫أضرارا بالغير ال يمكن الطعن فيه حتى لو أدى إلى إعساره‪.‬‬

‫‪ -2‬أن يكون تصرف المدين مفًقرا‪ ،‬ويكون كذلك إذا أدى إلى االنتقاص من حقوق المدين‪ ،‬كالتبرع أو البيع بثمن‬
‫بخس‪ ،‬أو إلى زيادة التزاماته‪،‬كأن يشتري شيئا بأكثر من قيمته أو كالقرض بفائدة‪.‬‬

‫أما إذا كان التصرف ال ينقص من حقوق المدين أو ال يزيد في التزاماته‪ ،‬كعدم قبول المدين لهبة‪ ،‬فال يجوز للدائنين‬
‫رفع الدعوى البوليصية للمطالبة بعدم نفاذ هذا التصرف‪ ،‬ألن قبول الهبة أو رفضها‪ ،‬يقوم على اعتبارات شخصية‬
‫وأدبية ال يستطيع تقديرها إّل ا المدين‪.‬‬

‫د‪-‬وجوب رفع الدعوى البولصية في الميعاد القانوني‬

‫م‪ 197‬ق م تسقط الدعوى البولصية بالتقادم بمضي ثالث سنوات من يوم علم الدائن بسبب عدم نفاذ التصرف وتسقط‬
‫في جميع األحوال بمضي خمس عشرة سنة من وقت صدور التصرف‪.‬‬

‫* آثار الدعوى البولصية‪:‬‬

‫‪-‬بالنسبة للدائنين‪ :‬تهدف الدعوى إلى عدم االحتجاج بالتصرف الصادر من المدين في مواجهة الدائن‪ ،‬فمتى تقّر ر‬
‫عدم نفاذ التصرف‪ ،‬أعتبر المال الذي تصرف فيه المدين تصرفا مفقرا كأنه لم يخرج من ذمته‪ ،‬فيستطيع الدائن اتخاذ‬
‫كافة إجراءات التنفيذ على المال محل التصرف كما لو كان باقيا في ذمة المدين‪ ،‬ويستفيد من ذلك الدائن رافع‬
‫الدعوى وجميع الدائنين الذين صدر هذا التصرف إضرارا بهم إذا كانت حقوقهم قد نشأت قبل التصرف المطعون‬
‫فيه‪.‬‬

‫‪-‬بالنسبة للعالقة بين المدين والمتصرف إليه‪ :‬إذا صدر الحكم القاضي بعدم نفاذ التصرف يظل‬
‫هذا التصرف صحيحا ومنتجا آلثاره بينهما‪ ،‬ألنها ليست دعوى إبطال‪ ،‬وإنما عدم نفاذ تصرف المطعون فيه في‬
‫مواجهة الدائنين‪ .‬لذلك يجوز للمتصرف إليه الرجوع على المدين بكل الدفوع التي تنشأ من التصرف‪ ،‬فله أن يطالبه‬
‫بضمان االستحقاق أو التنفيذ بمقابل‪ ،‬أو بالفسخ والتعويض‪ .‬فإذا حصل الدائنين على حقوقهم فإن الزيادة تكون‬
‫للمتصرف إليه‪.‬‬

‫‪ -‬بالنسبة للعالقة بين المتصرف إليه والدائن يستطيع المتصرف إليه أن يتخّلص من دعوى عدم نفاذ التصرف إذا‬
‫وّف ى للدائن رافع الدعوى بما له في ذمة المدين ويرجع بعد ذلك على المدين بدعوى اإلثراء بال سبب‪ ،‬وأيضا إذا أودع‬
‫ثمن المثل لدى خزانة المحكمة‪.‬م ‪ 195‬ق م‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬دعوى الصورية م ‪ 199 ،198‬ق م‪:‬‬

‫الصورية هي وضع ظاهر غير حقيقي يستر موقفا خفيا حقيقيا يقوم على اتفاق مستتر قد يمحو كل أثر للوضع الظاهر‬
‫وقد يعّد ل أحكامه‪ ،‬فإن كان ذلك الوضع عقدا يخفي العالقة التعاقدية بين طرفيه كان العقد الظاهر هو العقد الصوري‬
‫وكان العقد الخفي هو العقد الحقيقي ويسمى أيضا بورقة الضد‪.‬‬

‫ويمكن القول أن الصورية هي إخفاء حقيقة معينة وراء مظهر قانوني كاذب‪.‬‬

‫مثال‪ :‬هبة في صورة بيع‪ ،‬فعقد البيع هو العقد الصوري أما الهبة فهي العقد الحقيقي‪.‬‬

‫لماذا يلجأ المتعاقدان إلى الصورية؟‬

‫قد يلجأ الشخص إلى الصورية كلما أراد إخفاء حقيقة وضع ما‪ ،‬فقد يلجا إليها المدين إلبعاد أمواله عن أيدي دائنيه‪،‬‬
‫فيتصرف في أمالكه عن طريق بيع صوري لكي ال يتخلى عن ملكية المبيع‪ ،‬ويحتفظ لنفسه في مواجهة المشتري‬
‫الظاهر بورقة الضد إلثبات أن التصرف الظاهر ال وجود له في الحقيقة‪.‬‬

‫وقد ال يقصد المدين اإلضرار بدائنيه وإنما يهدف من ورائها إلى أغراض أخرى كإيثار شخص ما ببعض أمواله أو‬
‫التهرب من دفع الضريبة أو التحايل على القانون في أوضاع أخرى ‪.‬‬

‫وتكمن أهمية دعوى الصورية بشكل أساسي في المحافظة على الضمان العام للدائنين باإلضافة إلى غايات أخرى‬
‫تخرج عن نطاق دراستنا‪.‬‬

‫والصورية نوعان هما ‪ :‬الصورية المطلقة و الصورية النسبية‪ ،‬فاألولى هي الصورية التي تمحو أثر الوضع‬
‫الظاهر‪ ،‬كإبراء من دين يّت فق الطرفان على عدم وقوعه‪ ،‬وكعقد يقضي االتفاق المستتر بعدم وجوده‪ ،‬فهي تتناول‬
‫التصرف الظاهر في وجوده وال يتضمن االتفاق المستتر تصرفا يخفيه التصرف الظاهر‪ ،‬وإنما يقتصر على تقرير أن‬
‫التصرف الظاهر صوري ال وجود له‪.‬‬

‫أما الصورية النسبية فهي الصورية التي تخفي حقيقة العالقة القانونية بين الطرفين من دون أن تنكر وجودها‪،‬‬
‫فهي تخفي جانبا من جوانب العالقة الحقيقية القائمة بين الطرفين‪ ،‬وتختلف تسميتها باختالفه‪ ،‬وتكون على ثالث صور‬
‫‪:‬‬

‫أولها الصورية بطريقة التستر وهي الصورية التي يكون الهدف منها إخفاء طبيعة التصرف‪ ،‬كوصية في صورة بيع‬
‫تقع كي ال يقع نفاذها فيما جاوز الثلث من التركة على إجازة الورثة‪.‬‬
‫والصورة الثانية هي الصورية بطريقة الضد وهي الصورية التي تتناول ركنا في العقد أو شرطا فيه‪ ،‬كأن يذكر في‬
‫عقد البيع ثمن أقل من الثمن الحقيقي أو أكثر منه تخفيفا من رسوم التسجيل في الحالة األولى ومنعا من أخذ البيع‬
‫بالشفعة في الحالة الثانية‪.‬‬

‫أما الصورة الثالثة هي الصورية بطريق التسخير أو التوسط وهي الصورية التي تتناول شخص أحد المتعاقدين ويتم‬
‫التصرف بها لحساب شخص آخر غير ممكن ذكره في العقد تحايال على حكم القانون عند وجود مانع قانوني يحول‬
‫دون إتمام الصفقة لشخص معين‪ ،‬كشراء الحقوق المتنازع فيها بالنسبة للقضاة م ‪ 402‬ق م‪.‬‬

‫*شروط دعوى الصورية‪:‬‬

‫‪-‬يجب أن يوجد اتفاق مستتر تتجه فيه إرادتان إلى اتخاذ موقف حقيقي يخفيه الوضع الظاهر‪.‬‬

‫‪-‬كما يجب أن يكون الموقف الحقيقي مغايرا للوضع الظاهر في جميع نواحيه أو في بعضها‪ ،‬فقد يمحو كل أثر له وقد‬
‫يتناوله بالتعديل تبعا الختالف أنواع الصورية‪.‬‬

‫‪-‬وأخيرا يجب أن تتحقق المعاصرة الذهنية بين الوضع الظاهر وبين االتفاق المستتر وان اختلف تاريخهما‪ .‬ويقصد‬
‫بالمعاصرة الذهنية ‪ :‬هي اتجاه اإلرادة إلى اتخاذ الموقف الحقيقي الخفي والى ستره بوضع ظاهر في آن واحد‬

‫أما إذا لم تتحقق هذه المعاصرة وصف بأنه اتفاق جدي تعّد لت أحكامه باتفاق الحق‪ ،‬ولقاضي الموضوع‪ ،‬بما له من‬
‫سلطة في تفسير العقود وتقدير الوقائع‪ ،‬أن يقّر ر تحّقق المعاصرة الذهنية بالرغم من تفاوت التاريخ‪.‬‬

‫*أحكام الصورية‪:‬‬

‫حسب نص المادة ‪ 199‬ق م فإن العبرة بين المتعاقدين وخلفهما العام بالعقد الحقيقي المستتر ألنه هو الذي يتماشى‬
‫مع اإلرادة الحقيقة لطرفي التصرف‪ .‬وبالتالي فال يعتد بالعقد الظاهر‪.‬‬

‫وعلى من يدعي الصورية إثبات ادعائه‪ .‬والقاعدة أنه ال يجوز إثبات ما يخالف الكتابة إال بالكتابة‪ ،‬وبالتالي إذا كان‬
‫العقد الصوري الظاهر مكتوبا فيجب إثبات العقد المستتر بالكتابة (ورقة الضد) وال تقبل الشهادة والقرائن إال في‬
‫حاالت استثنائية كحالة وجود مانع مادي أو أدبي حال دون الحصول على الكتابة‪ ،‬وكحالة فقد الورقة بسبب أجنبي‪. ..‬‬

‫وللغير حسن النية التمسك بالعقد الصوري أي الظاهر م ‪ 198‬ق م‪ ،‬ويقصد بالغير هنا الدائنون العاديون للمتعاقدين‬
‫والخلف الخاص بهم‪ .‬وحسن النية يقصد به أن هذا الغير يجهل التصرف الحقيقي المستتر أي أنه يجهل بصورية‬
‫العقد‪ .‬وللغير حسن النية إثبات الصورية بكافة طرق اإلثبات‪ ،‬إذ أنه لم يكن طرفا في التصرف حتى يستطيع أن‬
‫يحصل ما يثبت صورية التصرف بالكتابة‪.‬‬

‫وقد تتعارض مصالح دائني المتعاقدين‪ ،‬بحيث يكون من مصلحة أحدهما التمسك بالعقد الحقيقي ومن مصلحة اآلخر‬
‫التمسك بالعقد الصوري‪ .‬وبالرغم من أنه ال يوجد حكم بذلك في التشريع الجزائري إال أن غالبية الفقه ترى بأن‬
‫األفضلية لمن يتمسك بالعقد الظاهر الصوري‪.‬‬

‫مثال‪" :‬أ" أبرم مع "ب" عقد بيع منزل صوري بثمن أقل من قيمته الحقيقية‪ .‬فمن مصلحة دائن البائع "أ" أن يتمّسك‬
‫بالعقد الحقيقي ودائن المشتري من مصلحته التمسك بالعقد الظاهر‪ ،‬فإذا تعارضت المصالح وتمسك أحدهم بالعقد‬
‫الحقيقي واآلخر تمسك بالعقد الظاهر كانت األفضلية لمن تمسك بالعقد الظاهر ضمانا الستقرار المعامالت‬

You might also like