Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية‬

‫والنقدية واللغوية‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪05‬‬ ‫مجلد‪02 :‬عدد‪02 :‬السنة ‪2020‬‬

‫األغنية الشعبية في منطقة الشرق الجزائري صورتها و نمطها و بناؤها‬


‫" األغنية الثورية انموذجا "‬
‫إعداد األستاذة ‪ :‬سديرة سهام‬
‫أستاذة محاضرة صنف – أ ‪-‬‬
‫المدرسة العليا لألساتذة آسيا جبار – قسنطينة –‬
‫‪sihem.sedira@yahoo.fr‬رقم‬ ‫البريد االلكتروني ‪:‬‬
‫تاريخ اإلرسال ‪2020/03/26:‬‬ ‫الهاتف ‪07.95.54.38.54 :‬‬
‫تاريخ النشر ‪2020/12/29 :‬‬

‫المـــــلخص ‪:‬‬
‫إذا تأملنا التراث الشعبي الجزائري ‪ ،‬فإننا نجد ذخيرة وفيرة و متنوعة من أشكال‬
‫التعبير الشعبي‪ ،‬تناقلتها الجماعات الشعبية ‪ ،‬و توارثتها األجيال جيال عن جيل ‪ .‬و تعد‬
‫األغنية الشعبية واحدة من بين هذه النصوص الشعبية التي فرضت نفسها على الساحة‬
‫الشعبية إذ تعد مرآة تنعكس عليها صورة نابضة عن حياة الشعوب وآمالها و آالمها و‬
‫أخالقها و عاداتها و مثلها ‪.‬‬
‫لكن األمر الالفت لالنتباه أن األغنية الشعبية الجزائرية ال تزال مشتتة هنا و هناك ـ بل توشك‬
‫أن تندثر و تتالشى ‪ ،‬ألنها لم تخضع بعد إلى عملية منهجية واضحة في جمعها و تدوينها ‪.‬‬
‫لكن بالرغم من ذلك فقد كتبت لها الظروف السياسية و الثقافية للجزائر من االنتشار و الرواج‬
‫بين مختلف فئات المجتمع بلهجات متباينة بتباين المتغيرات اللسانية و المنتشرة في ربوع‬
‫الجزائر من شرقها إلى غربها و من شمالها إلى جنوبها ‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‬
‫األغنية الشعبية ‪ ،‬الصورة ‪ ،‬النمط ‪ ،‬البناء ‪ ،‬األغنية الثورية ‪.‬‬
‫‪Le résumé :‬‬
‫‪Si nous regardons le folklore algérien, nous trouvons des‬‬
‫‪munitions abondantes et une variété d’expressions populaires,‬‬
‫‪transmises par des groupes populaires, transmises de génération en‬‬
‫‪génération. La chanson populaire est l’un de ces textes populaires qui‬‬
‫‪s’est imposé sur la scène populaire comme un miroir reflétant la vie‬‬
‫‪des peuples et leurs espoirs et leurs souffrances, leur moralité et leurs‬‬
‫‪coutumes et ainsi de suite.‬‬
‫‪Mais il est remarquable que la chanson folklorique algérienne soit‬‬
‫‪toujours dispersée ici et là et soit sur le point de disparaître et de‬‬

‫الوادي ‪ -‬الجزائر‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر‬


‫‪335‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية‬
‫والنقدية واللغوية‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪05‬‬ ‫مجلد‪02 :‬عدد‪02 :‬السنة ‪2020‬‬

‫‪s’effacer, car elle n’a pas encore été soumise à un processus‬‬


‫‪systématique clairement défini dans la collecte et la codification.‬‬
‫‪Cependant, les conditions politiques et culturelles de l'Algérie ont été‬‬
‫‪rédigées au sujet de la propagation et de la propagation parmi les‬‬
‫‪divers groupes de la société dans différents dialectes, les différentes‬‬
‫‪variables linguistiques se propageant dans tout l'Algérie, d'est en ouest‬‬
‫‪et du nord au sud.‬‬
‫توطئــــــــــــــة‪:‬‬
‫اخترت األغنية الشعبية في منطقة الشرق الجزائري ‪ ،‬ألقف على أهم العادات و‬
‫المعتقدات المتجذرة في مجتمع الشرق الجزائري و التي تتجلى في هذا الشكل األدبي و أبيّن‬
‫صورة هذا األخير و نمطه و بنيته ‪ ،‬و هل يمكن لنص األغنية الشعبية – كنص أدبي‪ -‬اقتحم‬
‫المجال األدبي في العصر الحديث أن يستجيب لقراءات المناهج النسقية عموما ؟ كما‬
‫خصصت فضاء تحدثت فيه عن اإلطار التصوري لدراسة األغنية الشعبية ‪ :‬مفهومها و‬
‫تطورها و أنواعها وخصائصها ‪.‬‬
‫األغنية الشعبية الماهية و الشكل ‪:‬‬
‫األغنية الشعبية هي شكل أدبي تؤديه النسوة و حتى الرجال على حد سواء ‪ ،‬وقد‬
‫أفردت لها جهود خاصة باعتبارها تجمع بين الكلمة و اللحن و األداء والرقص باإلضافة إلى‬
‫اآلالت الموسيقية التقليدية خاصة ‪ .‬و قد برزت المرأة في مجال األغنية الشعبية الجزائرية‬
‫أكثر من الرجل ‪ ،‬فإذا تأملنا التراث الشعبي الجزائري ‪ ،‬فإننا نجد ذخيرة وفيرة من الشعر‬
‫النسوي انتجته أقالم نسائية و تغنت به أصوات جمعت بين اإلحساس المرهف و الكالم الناعم‬
‫و المعاني الجميلة الطريفة التي عكست الحياة االجتماعية و السياسية و الثقافية للشعب‬
‫الجزائري ‪ .‬والزالت هذه األشعار و األغاني قائمة في العديد من البيوت الجـــــــزائرية و‬
‫في المنـــــــــــاسبات المختلفة ( مناسبات الختان والزواج ) و المناسبات الدينية و غيرها من‬
‫المناسبات لحد اليوم و تبقى الذاكرة الشعبية تحفظها و ترددها و تتفاخر بها رغم انقضاء‬
‫مناسباتها األصلية كاالغنية الثورية مثال ‪.‬‬
‫و قد نالت األغنية الشعبية حظا وافرا من الدراسات و لهذا يصعب أن نل ّم بمفهوم‬
‫جامع و مانع لها ‪ ،‬ولهذا سنكتفي ببعض المفاهيم الغربية و العربية كل مفهوم على حده ‪.‬‬

‫الوادي ‪ -‬الجزائر‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر‬


‫‪336‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية‬
‫والنقدية واللغوية‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪05‬‬ ‫مجلد‪02 :‬عدد‪02 :‬السنة ‪2020‬‬

‫يعد الباحث " ألكسندر هجرتي كراب " من الباحثين الذين كرسوا جهودهم لدراسة األغنية‬
‫الشعبية و قد عرفها بأنّها ‪ " :‬قصيدة شعرية ملحنة ‪ ،‬مجهولة المؤلف ‪ ،‬كانت تشيع بين‬
‫‪1‬‬
‫األميين في األزمنة الماضية و ما تزال حية في االستعمال "‬
‫ّ‬
‫كما يعتبر " بوليكافسكي" األغنية الشعبية أنّها من إنتاج الشعب ألفها للتعبير عن آالمه و‬
‫معاناته يقول ‪ " :‬األغنية الشعبية هي التي أنشأها الشعب و ليست هي األغنية التي تعيش في‬
‫جو شعبي " ‪ .‬و هكذا يكون الباحثان قد ركزا على شعبية هذا االبداع الشعبي و مجهولية‬
‫مؤلفه و بهذا يكونا قد أ ّكدا صفة الشعبية لهذه األخيرة التي تناشد الوجدان الجماعي لألمة ‪ ،‬و‬
‫تجتذب الشعب كله ‪ .‬فاألغنية الشعبية هي إبداع شعبي باعتبارها تناولت الموضوعات‬
‫القومية التي تهم جميع أفراد الشعب ‪ ،‬و بطريقة أسطورية ألنها تعتمد على الحركة و اإلشارة‬
‫و اإليقاع ‪ ،‬فالجو الدرامي و األسطوري هو ما يميز األغنية الشعبية و هو نفسه الجو الذي‬
‫يشمل بقية الفنون الشعبية األخرى‪ .‬وقد أكد " أحمد صالح رشدي هذا األمر عندما قال " ّ‬
‫إن‬
‫ألن العامة اصطلحوا‬‫الن دور الفرد في إنشائه معدوم و ال ّ‬ ‫العمل األدبي مجهول المؤلف ال ّ‬
‫على أن ينكروا على الخالق الفرد حقه في أن ينسب إلـــىى نفسه ما يبدع بل ألن العمل األدبي‬
‫الشعبي يستوفي أثرا فنيا يتوافق مع الجماعة و جريا على عرفهم من حيث موضوعه و شكله‬
‫المدون و أدب الفصحى‬‫ّ‬ ‫‪ ،‬ووألنّه ال يتخذ شكله النهائي قبل أن يصل إلى جمهوره شأن األدب‬
‫‪ ،‬بل يتم الشكل األخير من خالل االستعمال و التداول " ‪ 2‬و هكذا تعتبر األغنية الشعبية إبداع‬
‫شعبي جماعي الستحواذها على مقومات األدب الشعبي كالتداول والمشافهة ما جعلها‬
‫عرضة للتغيير و التبديل و الزيادة و النقصان ‪.‬‬
‫أما ّ الباحث " ريتشارد فايس " فقد فنّد الرأي الذي قال به " بوليكافسكي" و رأى‬
‫بأن األغنية الشعبية ‪ " :‬ليست بالضرورة هي األغنية التي خلقها الشعب ‪ ،‬و لكنها األغنية‬ ‫ّ‬
‫التي يعنيها الشعب " فاألغاني الشعبية التي تناقلها أفراد الشعب ‪ .‬الشعب هو الذي عدّلها و‬
‫‪3‬‬

‫كيفها حسب رغبته بعد استحواذه عليها و أصبحت ملكه الخاص على اعتبار ّ‬
‫أن األغنية‬
‫الشعبية كإبداع شعبي تتغير بطبيعتها و ال تستقر على نحو ما ألنها شفوية و بالتالي فهي‬
‫عرضة للزيادة والنقصان‪.‬‬
‫أما الباحثين العرب فقد وضعوا عدة تعاريف لألغنية الشعبية من بينها‪:‬‬

‫‪ /‬ألكسندر هجرتي كراب ‪ ،‬علم الفولكلور ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬أحمد رشدي صالح ‪ ،‬وزارة الثقافة المصرية ‪ ،‬مؤسسة التأليف و النشر ‪ ،‬دار‬
‫‪1‬‬
‫الكاتب القاهرة ‪ 1967 ،‬ص ‪.235‬‬
‫‪ /‬أحمد صالح رشدي ‪ ،‬األدب الشعبي ط‪ 03‬دار المعارف للنشر و التوزيع مصر ‪ ،‬ص ‪. 21 /16‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫‪/ R/Weis ; HABITS AND DEVELOPMENT . SONATA . SONT . NEW‬‬
‫‪YORK / 1977 P . 125‬‬
‫الوادي ‪ -‬الجزائر‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر‬
‫‪337‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية‬
‫والنقدية واللغوية‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪05‬‬ ‫مجلد‪02 :‬عدد‪02 :‬السنة ‪2020‬‬

‫" هي قصيدة ملحنة مجهولة بمعنى أنّها نشــأت بين العامة من الناس في أزمنة ماضية ‪ ،‬و‬
‫‪4‬‬
‫بقيت متداولة أزمانا طويلة "‬
‫و يضيف " أحمد مرسي" قائال ‪ " :‬األغنية الشعبية هي األغنية المرددة التي تستوعبها‬
‫حافظة جماعة تتناقل آدابها شفاها ‪ ،‬و تصدر في تحقيق وجودها عن وجدان شعبي " ‪.5‬‬
‫أما إبراهيم فاضل فقد أل ّم إلى حدّ ما بمفهوم األغنية الشعبية ‪ ،‬حيث ر ّكز على‬
‫خصائص عديدة تميزها كالعفوية والطابع المؤثر الذي تحكمه كلماتها و بساطة أسلوبها ‪ ،‬و‬
‫بدائية آالتها الموسيقية ‪ ،‬و تعبيرها المباشر عن لحظات الوجدان واالنفعال و التأثر التي‬
‫‪6‬‬
‫تجعل نصوصها يغلب عليها الحزن و المزاج الفردي‬
‫و عموما يمكننا أن نالمس و نقترب من مفهوم األغنية الشعبية فنقول ‪ :‬هي‬
‫موضوع هام من مواضيع التراث الشعبي األدبي و مصدر أساسي من مصادره وهي معيار‬
‫حقيقي للتّعرف على ذوق الفرد الشعبي و الوجدان الجمعي لألمة‪ ،‬وقد أدّت وظائف جمة ‪،‬‬
‫حيث تعد وسيلة من وسائل التعرف على المستوى الفكري للمجتمع من خالل تركيباتها‬
‫اللغوية و األدبية و تآلفها اللّحني ‪ ،‬و تداخـــل إيقاعاتها الصوتية و الموسيقية ‪ .‬كما عبرت‬
‫عن عادات وتقاليد المجتمع و ذلك لما تحتويه من مقوالت فلسفية و روحية و أخالقية ‪.‬إذ أدّت‬
‫في كل طور من أطوار المجتمع وظائف كثيرة و أشبعت حاجات ملحة‪.‬و قد جمع و ل ّخص‬
‫"العربي دحو " في كتابه " مفاهيم و نماذج في األغنية الشعبية " وظائف األغنية الشعبية‬
‫فقال‪ " :‬ما األغاني إالّ أخالق ‪ ،‬و لغة و عوائد ‪ ،‬و تشخــــيص وانتخاب ‪ ،‬وتمثيل أحسن‬
‫الصور أو أقبحها في حركاتها و أحوالها الجزئية و الكلية ‪ ،‬و من هذه الوجهة هي معيار‬
‫األذواق و برهان الحضارة ‪ ،‬أو البداوة ‪ ،‬و دليل التصورات و الخواطــــر النفسانية ‪ .‬أ ّما من‬
‫وجهة تأثيرها على النفس ‪ ،‬فهي مفرجة الكروب ‪ ،‬و مسلية الخواطر ‪ ،‬و مجلية األحزان ‪ ،‬و‬
‫‪7‬‬
‫منشطة العزائم ‪ ،‬و غذاء األرواح ‪ ،‬ومرآة الصور الجميلة و مدعاة االئتالف و التحابب "‬
‫و هي فوق كل ذلك ترتبط بالفرد و المجتمع ارتباطا ماديا و عقليا و روحيا ‪ ،‬و هي إنتاج و‬
‫إبداع تلقائي صادر عن فكر ووجدان مشترك بين أبناء المجتمع ‪ ،‬حيث يمارسها هذا األخير‬
‫في إطار عاداته و معتقداته و مناسباته االحتفالية المتنوعة ‪ .‬و من أمثلة هذه األغاني ‪ :‬أغاني‬
‫دورة الحياة ( الميالد و مراحله كالعقيقة و الختان ‪ ...‬الخ و الزواج و مراحله ‪ ،‬الموت ) و‬

‫‪4‬‬
‫‪ /‬فوزي العنتيل ‪ ،‬األغنية الشعبية ‪ ،‬مجلة الدوحة ‪ ،‬العدد ‪ 2003 ، 14‬ص ‪.40 :‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ /‬أحمد مرسي ‪ ،‬األغنيو الشعبية ‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للتأليف و النشر ‪ ،‬القاهرة ‪ ،1968 ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ /‬ينظر ‪ :‬عبد األمير جعفر ‪ ،‬الفن الغنائي في الخليج العربي ‪ ،‬وزارة الثقافة و اإلعالم و اإلرشاد القومي ‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫دمشق ‪ ،1980 ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ /‬العربي دحو ‪ ،‬مفاهي م و نماذج في األغنية الشعبية عن الثورة التحريرية " األوراس نموذجا" ‪ ،‬الناشر‬
‫‪7‬‬
‫المتصدر للترقية الثقافية و العلمية و اإلعالمية ‪ ،‬الجزائر ط‪ ، 2013 ، 1‬ص ‪.8/7 :‬‬
‫الوادي ‪ -‬الجزائر‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر‬
‫‪338‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية‬
‫والنقدية واللغوية‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪05‬‬ ‫مجلد‪02 :‬عدد‪02 :‬السنة ‪2020‬‬

‫من ذلك أغاني السمر والمناسبات كاألعياد و أغاني العمل مثل أغاني الصيد و الحصاد ‪،‬‬
‫استدرار األمطار و األغاني الثورية ‪ ،‬األغاني الدينية و غيرها‬
‫خصائص األغنية الشعبية و أنواعها ‪:‬‬
‫انطالقا من مفهوم األغنية الشعبية ‪ ،‬يمكننا أن نجمع و نلخص و نل ّم في نفس الوقت‬
‫بخصائص ومميزات األغنية الشعبية ‪ ،‬معتمدين على آراء بعض الدارسين و المتخصصين و‬
‫هو الباحث األلماني " ألكسندر هجرتي كراب" ‪ ،8‬هذا األخير الذي جمع خصائص األغنية‬
‫الشعبية فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬هي إبداع جماعي ‪ ،‬و لذا فهي عرضة للتبديل و التغيير و اإلضافة و‬
‫الحذف ‪ ،‬بسبب مشافهتها ‪.‬‬
‫‪ ‬غنائية ‪ ،‬تتنتول موضوعاتها بطريقة جديدة حيوية و ألوانها كثيرة تشبه‬
‫ألوان الصناعة الشعبية الريفية‪.‬‬
‫‪ ‬كثير من األغاني الشعبية هي ميلودرامية مأساوية ‪ ،‬حزينة و انفعالية ‪،‬‬
‫فهي ليست بالضرورة مستقات من مواضيع مفرحة أو مسلية ‪.‬‬
‫أن أسلوبها بسيط جدا‬ ‫هي انفعالية للغاية ‪ ،‬غير أن انفعاليتها بسيطة غير معقدة كما ّ‬
‫هو اآلخر فهو في أغلب األحيان أسلوب المربعات ‪.‬‬
‫إلى جانب خصائص أخرى من بينها ‪ :‬مجهولية المؤلف ‪ ،‬لكن ال يمكننا تعميم هذه الخاصية ‪،‬‬
‫ألن الكثير من النصوص عرف صاحبها ‪ ،‬كقصيدة ( حيزية ) فهي الشاعر " محمد الصغير‬
‫بن قيطون" و أداها الكثير من المطربين الجزائريين ك " عبد الحميد عبابسة ‪ ،‬و رابح‬
‫درياسة و خليفي أحمد ‪ ...‬لتصبح منتشرة في األوساط الشعبية و يرددها الناس في كل مكان‬
‫و زمان ‪ .‬كذلك ‪ :‬االنتشار و التداول بين العامة من الناس و في كل المناسبات ‪ ،‬أيضا من‬
‫خصائصها التعديل بالزيادة و النقصان ‪ :‬وهو عنصر البد منه أثناء التناقل الشفهي ‪ ،‬طبعا‬
‫دون المساس بجوهر و أصل النص الغنائي ‪.‬‬
‫و يجب أن نضع بعين االعتبار تنوع نص األغنية الشعبية من حيث الكلمات من منطقة إلى‬
‫أخرى و هذا راجع إلى تنوع اللهجات ‪ ،‬لكن الجانب الموسيقي من لحن و نغم يبقى ثابتا ال‬
‫يتغير ‪.‬‬
‫أ ّما إذا جئنا إلى أنواع األغنية الشعبية ‪ ،‬فقد انقسمت هذه األخيرة إلى عدة أصناف‬
‫من بينها ‪:‬‬
‫‪ .1‬أغاني المناسبات االجتماعية‬
‫‪ .2‬أغاني العمل‬

‫‪ /‬ألكسندر هجرتي كراب ‪ ،‬علم الفولكلور تر ‪ :‬رشدي صالح ‪ ،‬وزارة الثقافة المصرية ‪ ،‬دار الكتاب ‪،‬‬
‫‪ 8‬القاهرة ‪ ،1967 ،‬ص ‪.133‬‬
‫الوادي ‪ -‬الجزائر‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر‬
‫‪339‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية‬
‫والنقدية واللغوية‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪05‬‬ ‫مجلد‪02 :‬عدد‪02 :‬السنة ‪2020‬‬

‫‪ .3‬الموال‬
‫و قد اختلف الباحثون في تقسم األغاني الشعبية ‪ ،‬فبعض الباحثين قسمها إلى ‪ :‬أغاني‬
‫المناسبات و أغاني البحارة ‪ ،‬و أغاني الفالحين و أغاني الثورة التحريرية و األغاني‬
‫الحضرية ذات الطابع األندلسي ‪ 9‬كما قسمها باحث آخر إلى ثالثة أصناف و هي ‪ :‬أغاني‬
‫الحياة و األغاني الدينية ‪ ،‬و أغاني القيم المثالية ‪ . 10‬و مهما اختلفت األنواع ‪ ،‬و حسب‬
‫فإن لكل أمة نوعا خاصا تؤديه في مناسباتها المختلفة ‪ ،‬فقد عرفت‬ ‫المراجع التاريخية ‪ّ ،‬‬
‫العوالم العربية أنواعا مختلفة وطبوعا مختلفة من األغاني الشعبية كاألهازيج و األغنية الحرة‬
‫‪ ،‬و النشيد و الموال والقصيدة الغنائية و الموشحات و األزجال و المغناة ‪ ...‬و غيرها ‪.‬‬

‫األغنية الشعبية في منطقة الشرق الجزائري مضمونها و بنيتها ‪:‬‬


‫لعبت األغنية الشعبية في منطقة الشرق الجزائري دورا فعاال في تصوير واقع‬
‫المجتمع بكل تجلياته العقائدية و السياسية و االجتماعية و الدينية ‪ ،‬فهي مرآة تعكس عادات‬
‫هذا المجتمع و تقاليده وكل قيمه االنسانية بكل صدق ‪.‬‬
‫إن األغنية الشعبية من أكثر الفنون القولية تداوال في منطقة الشرق الجزائري ‪ ،‬حيث حافظ‬ ‫ّ‬
‫أفراد هذا المجتمع على هذا الموروث و انتقل هذا األخير إلى ألسنة العامة من الناس و‬
‫مختلـــــــــــف الطبقات االجتماعية الفقيـــــــــرة والبرجوازية ‪ ،‬و انتشر على نطاق واسع‬
‫في شكل طبوع متنوعة كالحوفي و الصراوي و الموال و العيطة و األهازيج والفقيرات و‬
‫الحوزي و الشعبي ‪ ...‬و غيرها من الطبوع المعروفة في الساحة الجزائرية ‪ ،‬و التي أدّها و‬
‫لحنها كبار الفنانين و المغنين الجزائريين عن طريق الكلمة و اللحن و الموسيقى ‪.‬‬
‫انتشرت األغنية الشعبية في منطقة الشرق الجزائري بمدنها و قراها و مداشرها ‪،‬‬
‫و تجذّرت في قلوب الجماهير الشعبية ‪ ،‬و تميّزت بطابعها الفلكلوري المتميز أين يحضر‬
‫األداء و اللحن و اللباس التقليدي األصيل و الراقصة والبراح و اآلالت الموسيقية المتنوعة‬
‫كالبندير و الطبل و النقران و الدف و الدربوكة و الطار و القرقابو و الدندون ‪ ...‬و غيرها‬
‫من اآلالت النفخية و الناي و الغايطة و المزود ‪ ...‬الخ ‪ .‬أما الموسيقى فهي األخرى تحاكي‬
‫الموسيقى الالندلسية إن لم نقل مأخوذة عنها ‪ ،‬خاصة تلك األغاني الشعبية كإيقاع بورجيلة و‬
‫البروالي و الروميا ‪ ...‬و غيرها‬

‫‪9‬‬
‫‪ /‬محمد عيالن ‪ ،‬محاضرات في اآلدب الشعبي ‪ ،‬منشورات جامعة عنابة ‪ ، 1991 ،‬ص ‪.04‬‬
‫‪ /‬هــــ ‪ .‬ز ‪ .‬أولكن مصادر شعبية للثقافة المعاصرة ‪ ،‬تر حسين الدافوقي ‪ ،‬مجلة التراث الشعبي ‪ ،‬وزارة‬
‫‪10‬‬
‫الثقافة و اإلعالم ‪ ،‬العراق ‪ ،‬العدد الفصلي األول ‪ ، 1986‬ص ‪.184‬‬
‫الوادي ‪ -‬الجزائر‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر‬
‫‪340‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية‬
‫والنقدية واللغوية‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪05‬‬ ‫مجلد‪02 :‬عدد‪02 :‬السنة ‪2020‬‬

‫و تعتبر األغنية المؤداة في الشرق الجزائري من أكثر األلوان استماعا في الجزائر العتمادها‬
‫على توظيف الكلمات النظيفة و اللغة السهلة المفهومة التي تستوعبها معظم الفئات الشعبية ‪.‬‬
‫أما في العهد االستعماري ‪ ،‬فقد ازدهرت األغنية الشعبية ازدهارا كبيرا خاصة‬
‫منها األغنية الشاوية و القبائلية ‪ ،‬والسطايفية ‪ ،‬فعند أهل الشاوية انتشر الغناء الجماعي‬
‫كالرحابة و الغناء الفردي في منطقة سطيف و الذي يعرف بالصراوي‪ .‬و من رواد األغنية‬
‫الشاوية عيسى الجرموني ‪ ،‬مسينيسا ‪ ،‬عميروش ‪ ...‬و آخرون أما رواد األغنية السطايفية‬
‫فنذكر على سبيل المثال ‪ :‬سمير السطايفي بكاك شي الخير ‪ ،‬نور الدين بن تومي ‪ ...‬و‬
‫غيرهم ‪ ،‬وكانت أغانيهم ذات مضمون وطني سياسي استوعبت النضال التحريري و الكفاح‬
‫صور هؤالء الشعراء الشعبيون أحداث الثورة و س ّجلوا البطوالت ‪ ،‬و كان‬ ‫المسلح ‪ ،‬حيث ّ‬
‫الشاعر الشعبي " شاعر نضال ‪ ،‬و رفيق سالح ‪ ،‬وحامل رسالة يستمد شعره من عاطفة‬
‫دينية قوية ‪ ،‬و يحمل بين جوانحه ضميرا قوميا شفافا " ‪ ، 11‬سجل انتصارات الجزائريين و‬
‫تضحياتهم و تاريخ الثورات ‪ ،‬و بعث النخوة و الكرامة في نفوس المواطنين ‪ ،‬و تغنى بهذه‬
‫األشعار في قصائد طويلة و تلقاها الرواة و الحفظة فيما بعد ‪ ،‬فأصبح أداؤها يتم في مناسبات‬
‫احتفالية مختلفة ‪.‬‬
‫و قد تميزت األغنية الثورية بخصائص مكنتها من االمتداد و االنتشار ‪ ،‬فهي تقوم‬
‫على أسس فنيّة و معايير خاصة‪ ،‬أصبحت فيما بعد جزءا من تقاليدنا الموروثة و المتفق‬
‫عليها بين المؤدين و المحترفين ‪ ،‬فالشاعر " لم يكن أديبا " صناعيا " يتفنن في اختيار‬
‫القوالب الجميلة لكي يؤثر في عواطف الناس ‪ ،‬و إنما كان يقول الشعر بطريقة تلقائية و‬
‫يصور إحساس مواطنيه ‪ ،‬فيذكرهم‬ ‫ّ‬ ‫عفوية ‪ ،‬يعيش محنة االحتالل بكل آالمها و جراحها و‬
‫بأحداث الماضي ليدفعهم إلى الجهاد و التضحية من أجل تحقيق الحياة الكريمة ‪ .‬و الشاعر‬
‫الشعبي ال يهدف من وراء الشعر إلى كسب الشهرة أو الجاه ‪ ،‬و إنما يهدف من وراء شعره‬
‫إلى تصوير مأساة غزو استعماري استهدف دينه وثقافته " ‪. 12‬‬
‫كما تميز النص الثوري بالواقعية النابعة من صدق عاطفة الشاعر ‪ ،‬هذا األخير الذي كان‬
‫يقرض الشعر في لحظات الشدائد و المحن ال في لحظات الفراغ و التأمل الخيالي و قد‬
‫وص لتنا الكثير من النصوص عن طريق الرواية الشفوية التي تفجرت فيها عواطف الشعراء‬
‫الشعبيين ‪ ،‬لتدل على مدى تأثرهم باألوضاع السيئة التي اضطهد و قهر فيها الشعب‬
‫الجزائري ‪ ،‬و دخلت هذه النصوص كل البيوت الجزائرية و تغنت بها النساء خاصة جاعات‬
‫و فرادى ‪ .‬فهاهي إحدى األمهات تشتكي هم الجوع و البؤس و الذي يقابله الغالء الفاحش‬
‫تقول ‪:‬‬

‫‪ /‬التلي بن الشيخ ‪ ،‬دور الشعر الشعبي في الثورة التحريرية ‪ ،1830،1845 ،‬الشركة الوطنية للنشر و‬
‫‪11‬‬
‫التوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪ ،1983 ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ /‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫الوادي ‪ -‬الجزائر‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر‬
‫‪341‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية‬
‫والنقدية واللغوية‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪05‬‬ ‫مجلد‪02 :‬عدد‪02 :‬السنة ‪2020‬‬

‫هنا الغلى علــــــــينا طـــــــــــــــــــــال‬ ‫ربي الطف بهذا الحال‬


‫و القلّــــــــــــيل كيـــــــــته كســـــــــــــــــية‬ ‫الغاني فنى له المال‬
‫قالت لي ‪ :‬بركاك من قعاد الدار‬ ‫صابتني لمرا بالعــــــار‬
‫يتلهــــــــــــــــاو بـــــــها شــــــــــــــويا‬ ‫اشري لحوايج للصغار‬
‫و يصور شاعر آخر أوضاعهم المزرية خاصة بعد كل ثورة أو انتفاضة ‪ ،‬و رد فعل العدو‬
‫الغاشم ‪:‬‬
‫قال جات من عند الفســــــــــــــياس‬ ‫جانا مرسول القايد ببرية‬
‫تتلطف و تقول استر يا رحمـــــان‬ ‫كي اقراها ابقات األمة تتوحد‬
‫حكم شرع جديد ما راته لعيــــــــــــان‬ ‫قالوا جات اليوم قوانين جدد‬
‫و اللي يقول عالش ينفوه الكيان‬ ‫اللي يحب يعيش لفرانسا يسجد‬
‫و غيرها من النماذج الشعرية الكثيرة التي تحفظها الجماعات الشعبية و تتغنى بها ‪.‬‬
‫و توجد نصوص أخرى تميزت بمضامينها الرافضة للذل و تحمل في طياتها نبرة حزينة ‪،‬‬
‫يقول " محمد الصالح لوصيف " في بداية قصيدته التي عنونها ب ‪ " :‬أول نوفمبر " ‪ :‬في‬
‫أغنية صب الرشراش ‪:‬‬
‫خاوتي اداتهم الغالبـــــــــــــــة‬ ‫خاوتي ماهمش اهنـــــــــــا‬
‫اعمر بن موسى في الحياة‬ ‫ما تبكوشي يا لحليميات‬
‫يقضي زوج حوايـــــــــــج اكبار‬ ‫يرفد زوج عْالمـــــــــــــــــات‬
‫و تحكي كذلك الكثير من النصوص مضامين تتناول واقع المرأة األوراسية في قلب المعركة‬
‫‪ 13‬و التي وسمت بطابع الحسرة و اللوعة و الحزن ‪:‬‬
‫لي قشي راني مـــــاشي‬ ‫جميلة بنتي هيا اغسلي‬
‫عرب السيالن بابا حني‬ ‫عرب الجبال عاهدوني‬
‫و أيضا ‪:‬‬
‫الجزاير راهي لينا يا ديغول روح اخطينا‬ ‫يا دليلة يا للي جات من بوزينة‬
‫لحقتني لجيـــــــب مليــــــانة عســـــــــــــــــــكر‬ ‫دليلة بنتي اعطيني البندير انقصر‬
‫الحوني في السجن يا ربي و استر‬
‫و في مضمون آخر يبين عن التشوق و الحنين‬
‫صح للعربية واش ولــــــــــــدت‬ ‫الشمس منين طلعت‬
‫هي في النيران حتى استقلت‬ ‫سبع سنين عقبت‬
‫و أيضا‬
‫القومية واش دواهم‬ ‫آه يا طفلة يا بركاهم‬

‫‪ /‬العربي دحو ‪ ،‬مفاهيم و نماذج في األغنية الشعبية ص ‪12513 :‬‬


‫الوادي ‪ -‬الجزائر‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر‬
‫‪342‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية‬
‫والنقدية واللغوية‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪05‬‬ ‫مجلد‪02 :‬عدد‪02 :‬السنة ‪2020‬‬

‫و الواد احـــــــــــــــذاهم‬ ‫دواهم المـــــــــــــــــــــوس‬


‫مضمون آخر يعكس روح التحدي و الالمباالة ‪:‬‬
‫ما تقوليش راح علية‬ ‫آه طفله عربيـــــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫تعود الدولة عربيـــــّة‬ ‫اطلبي ربي صباح و عشية‬
‫مضمون آخر يحمل دالالت الصبر و التجمل ‪:‬‬
‫ما تبكيش ‪..‬ولدك شهـــــيد‬ ‫ما تبكيش يا لعجوز‬
‫ّ‬
‫اللي سينيا ‪..‬وولى رومي‬ ‫تبكي اميمة القومي‬
‫نص للتعزية‪:‬‬
‫نطلع لروس الجبال و نعاون الفالقة ‪.‬‬ ‫يمه حنه واشري لي عالقة‬
‫الحزن في لحظة االستشهاد و السلوان ‪:‬‬
‫اسمحي لي في جهادي‬ ‫اسمحيلي يا لميمة‬
‫وليدي من عند العالي‬ ‫السماح السماح لبابا‬
‫هذا و قد سجلت الكثير من النصوص النضاالت و البطوالت التي حققها‬
‫الجزائريون في المقاومات الشعبية ‪ ،‬كمقاومة األمير عبد القادر ‪ ،‬و الزعاطشة و بعض‬
‫المظاهرات السلمية ‪ .‬كما عبروا عن آمالهم في تحقيق النصر مستقبال ‪ ،‬يقول أحد الشعراء‬
‫في مظاهرات ‪ 11‬ديسمبر معبرا عن تفاؤله بالنصر الذي سيأتي بعد الثورة ‪:‬‬
‫إحدى عشر ديسمبر الصادي من الصبح إكندر‬
‫أمغور‬
‫ّ‬ ‫في انهار أمغير تراعي أتشوق الطنق‬
‫اتصور‬
‫ّ‬ ‫المجاهد يصبر و الطيارة تكشف و‬
‫و الرومي اخبر ما صابش كيفاه ايدبر‬
‫أشواق العسكر في الصاص أدم امغدر‬
‫ما احلى هاذ المنظر كان اليوم الحرب مطور‬
‫الزمني نشعر و الشعر هلّل و كبر‬
‫العلم اخضر منور أمنا بالوكن تحرر‬
‫اتصور‬
‫ّ‬ ‫أدور و‬‫و البوسط يهدر والصحافة ّ‬
‫بالثورة نفرح ذا التاريخ الزم يتكرر‬
‫هكذا كان النص الشعري الشعبي المغنى منه خاصة بمثابة الوثيقة الرسمية ‪ ،‬التي‬
‫أدق تفاصيل الثورة ‪ ،‬كجرائم االستعمار و كيف تصدّى الشعب الجزائري‬ ‫صورت ّ‬ ‫سجلت و ّ‬
‫لهذا المحتل الغاشم طيلة سنوات طويلة ‪ ،‬تلك الفترة المريرة التي عانى فيها الشعب من‬
‫ويالت االستعمار ‪ ،‬و ذاق مرارة األلم من قتل و تعذيب و سجن و اعتقال وقمع و تشريد ‪.‬‬
‫كان هذا الغناء حاضرا بالكلمة و الصوت ‪ ،‬و اللحن حيث تغنى الجزائريون نساء و رجاال‬

‫الوادي ‪ -‬الجزائر‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر‬


‫‪343‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية‬
‫والنقدية واللغوية‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪05‬‬ ‫مجلد‪02 :‬عدد‪02 :‬السنة ‪2020‬‬

‫وشبانا بالبطوالت و االنتصارات مشجعين و محمسين وممجدين ‪ ،‬يقول الشاعر " أحمد‬
‫قاجة " في قصيدة بعنوان " زغرودة نوفمبر " يمجد يوم اندالع الثورة‬
‫زيدي يا أختـــــــــــاه و لـــــــــــــــــول لثنين‬ ‫زغردي يا أ ّماه في عيد الثورة‬
‫يقـــــــــــــــــــــــــــــراوه أجيال و المؤرخيـــن‬ ‫نوفمبر تاريخ رمز المفخرة‬
‫انطلق صوت الحق فالربعة و خمسين‬ ‫أول شــــــــــــــــــرارة‬ ‫باهلل أكبر ّ‬
‫من قمم األوراس علنوا المخلصــــــــين ‪14‬‬ ‫الساعة صفر بدات البشرى‬
‫كما كانت األغنية القبائلية حاضرة ‪ ،‬حيث غنت المرأة القبائلية مستسرخة بأغاني‬
‫شعبية ثورية بروح قومية ووطنية معا ‪ ،‬فها هي إحدى النساء تصف المعركة التي أدّها‬
‫البطل المجاهد " عميروش" مع أتباعه ‪ ،‬و تعدد صفات هذا البطل الشهم و قد تحدثت عن فئة‬
‫الخونة الذين يتعاملون مع أعوان اإلدارة الفرنسية ووصفتهم بالخنازير ‪ ،‬و بأبشع الصفات ‪،‬‬
‫جراء الغدر و الخيانة ‪،‬‬ ‫و تحدث كذلك عن استشهاد أغلب أتباع " سي عميروش" ّ‬
‫تقول الراوية في هذا المطلع من األغنية ‪:‬‬
‫سي عميروش في الصحراء‬ ‫سي عميروش فصّحراء‬
‫بيع من طرف المـــــــــــــــــــــرأة‬ ‫ْ‬ ‫تْتَب ْ‬
‫ْعيث أثيز ْنـــــــــــــــــــــــــــزن‬
‫سبعة و سبعين جـــــــــــــندي‬ ‫سبع و سبعين ذا جندي‬
‫سقط كل من وقـــــــــــــــــــــف‬ ‫و ايبدان يغلــــــــــــــــــــــــــي‬
‫في سبيل الحــــــــــــــــــــــــــرية‬ ‫في سبيل لـــــــــــــــــــــحريا ّ‬
‫أعمر أيوسف نـــــــــــــــــــــــــزل‬ ‫إ ْطر ْذ أعْمر أيوســــــــــف‬
‫شبيه الخـــــــــــــــــــــــــــــــــــنزير‬ ‫أشْبـــها ييـــــــــــــــــــــــــلف‬
‫صارخا تحيا فرنـــــــــــــــــــسا ‪15‬‬ ‫إعي ْط فيفا فرنســــــــــــــا‬
‫كما تكمل األغنية موضوع الغدر و الخيانة في هذه القصة ‪ ،‬فتتحدث عن وجوب أخذ الثأر‬
‫من الخائن و دفعه الثمن غاليا ‪:‬‬
‫يا ويلتك من قبضتنا‬ ‫أم ْنعاش ذ ْكنحْ كام‬
‫سنقطعك كالســـالطة‬ ‫ذ ْك ْنقد ْد ْذشْالطا‬
‫هكذا إذن تميزت األغنية الثورية بالوصف الواقعي الدقيق ‪ ،‬النابع من صدق‬
‫األحداث ‪ ،‬فاسحة المجال للتعبير عن آالم الشعب و آماله و مآسيه من ذلك الواقع المرير‪،‬‬
‫وقد كانت المرأة خاصة بارزة في أداء األغنية بانتقائها ألرق األلفاظ و الكلمات الملحنة‬
‫بالموسيقى لعلها تخفف بها من تلك المعاناة ‪ ،‬لتسهم في إقامة صرح هذا الفن الشعبي الخالد ‪.‬‬

‫‪ /‬عبد الحميد بورايو ‪ ،‬النزعة التاريخية و التوثيقية و الحس الملحمي في الشعر الشعبي الجزائري في منطقة‬
‫الجنوب ‪ ،‬محاضرات الندوة الفكرية السادسة ‪ ،‬الملتقى الوطني الموروث الشعبي الوادي ‪ ، 2006 ،‬ص‬
‫‪14‬‬
‫‪.87‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ /‬بوحراث ذهبية ‪ 88 ،‬سنة ‪.2013/12/12 ،‬‬
‫الوادي ‪ -‬الجزائر‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر‬
‫‪344‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية‬
‫والنقدية واللغوية‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪05‬‬ ‫مجلد‪02 :‬عدد‪02 :‬السنة ‪2020‬‬

‫بناء األغنية الشعبية ‪:‬‬


‫يمكننا أن نقول في مجال تحليل األغنية الشعبية إ ّنها تسمح " بقراءات استيعابية أو‬
‫تفسيرية توثيقية أو تأويلية ‪ ،‬بل نقول ‪ :‬كي تمكن المتلقي من فتح هذه المستويات كلها " ‪، 16‬‬
‫كما أنّها تستجيب في الوقت ذاته إلـــى قراءات المناهج النسقية هذه األخيرة التي تهتم باألبعاد‬
‫الداخلية للنص و سبر أغواره ‪ ،‬بوصفه بنية فنية مغلقة و مكتفية بذاتها ‪ ،‬كما تولي عناية‬
‫خاصة بسياق النص و الولوج بالتالي إلى تأويالته و دالالته ‪ .‬و تعد البنيوية من أكثر المناهج‬
‫النقدية انتشارا في الوطن العربي‪ ،‬ومن أشهر النقاد العرب الذين تبنوا هذا المنهج يمنى العيد‬
‫‪ ،‬صالح فضل ‪ ،‬زكرياء ابراهيم ‪ ،‬حسين الواد ‪ ،‬عبد المالك مرتاض ‪ ...‬و غيرهم‬
‫و قد أوحت لنا النصوص السابقة – نماذج من األغنية الشعبية الثورية – من ناحية بنيتها ‪،‬‬
‫أشكاال مختلفة بل وطبوعا متباينة منها الغنائية وهي التي تتكون " في الغالب مما أسميناه‬
‫ا لرباعيات ‪ ،‬حيث تتكون من أربعة أشطار ‪ ،‬أي من بيتين ‪ ...‬و الرباعيات إنتاج جماعي‬
‫مشترك ‪ ،‬ساهمت المرأة في القول فيها و الشيخ و الفتى و كل األفراد لذلك ال نعرف قائليها‬
‫ّإال إلماما و تظل منتقلة وسط الجماهير في مناطق مختلفة " ‪ . 17‬و النوع اآلخر و هي التي‬
‫تأتي على شاكلة القصيدة و يسمى بالقصيد ‪.‬‬
‫وقد غلبت على نصوص األغنية الشعبية الثورية ظاهرة الرباعيات " فقد‬
‫استطاعت األغاني الرباعية المتنوعة القافية أن تعبر عن مشاعر الناس و تمكن الشعراء‬
‫الشعبيون أنذاك من خرق القواعد الشعرية بهدف إدخال بعض الكلمات المعنية و الموجهة‬
‫إلى الفرنسيين " ‪ 18‬و تتميز لغة الرباعيات باستخدامها للكلمات ذات األصل العربي في‬
‫مجملها ‪ ،‬لكنها التحافظ على خاصية الكلمة العربية الفصيحة ليس على مستوى القواعد‬
‫النحوية فحسب ‪ ،‬بل على مستوى النطق بالحروف المكونة للكلمة أيضا ‪ ،‬و بذلك فهي ال‬
‫تراعي القواعد النحوية و الصرفية واللغوية عند النطق بها ‪ ،‬و عند كتابتها ‪ ،‬إضافة إلى‬
‫وجود مفردات أو عبارات قد ال نجدها في العربية الرسمية و الكلمات األجنبية التي دخلت‬
‫‪19‬‬
‫إليها نتيجة االحتالل الفرنسي‬
‫يقول أحد الشعراء ‪:‬‬
‫خرجوا طريق الحدود‬ ‫فرنسا و اليـــــــــــــهود‬

‫‪16‬‬
‫‪ /‬العربي دحو ‪ ،‬مفاهيم و نماذج في األغنية الشعبية ‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ /‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪ /‬فالدمير سكورو بوغاتوف ‪ ،‬الشعر الملحون و الحروب االستعمارية ‪ ،‬المجاهد األسبوعي ‪ ،‬العدد ‪،680‬‬
‫‪18‬‬
‫الجزائر ‪ ،1973 ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ /‬ينظر ‪ :‬العربي دحو ‪ ،‬الشعر الشعبي و دوره في الثورة التحريرية الكبرى بمنطقة األوراس ص ‪.194 :‬‬
‫‪19‬‬
‫‪195‬‬
‫الوادي ‪ -‬الجزائر‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر‬
‫‪345‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية‬
‫والنقدية واللغوية‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪05‬‬ ‫مجلد‪02 :‬عدد‪02 :‬السنة ‪2020‬‬

‫‪20‬‬‫جبناه بالـــــــــــــبارود‬ ‫بالدنا بالد الجنــــــــــود‬


‫و يقول نفس الشاعر واصفا حالة المجاهدين المناضلين في الجبال ‪:‬‬
‫هازين لبشاطل راهم ارفو‬ ‫طالعين لجبال هما ازفو‬
‫لميمة هللا ينصركم ‪21‬‬ ‫طالعين لجبال هما اشفو‬
‫ومرة يحفز الشاعر الجنود و هم يقاومون ظلم و طغيان جيش االحتالل ‪:‬‬
‫تضرب حبة بالميزان‬ ‫الطيارة بالسينيال‬
‫تموا العهد يا رجال ‪22‬‬ ‫و الموت هي بالجبال‬
‫كما حدثنا الشاعر عن طريقة تعذيب الثوار ‪:‬‬
‫و العسة ساليقان‬ ‫سركلوا علينا بالسيالن‬
‫يا لميمة هذاك لي كان ‪23‬‬ ‫سالولي على هاذوك الشبان‬
‫أن هذه الرباعيات احتوت على كلمات بالدارجة العامية ليس لها أصل في اللغة العربية‬ ‫يظهر ّ‬
‫‪ ،‬لكنها لم تراع الميزان الصرفي و ال القواعد النحوية ‪ ،‬الكلمات الفصحى مثل ‪ :‬طريق ‪،‬‬
‫الحدود ‪ ،‬بالد ‪ ،‬البرهان ‪ ،‬تشعل ‪ ،‬األحرار ‪ ،‬جيران ‪.‬‬
‫و كلمات عامية ك ‪ :‬البارود ‪ ،‬البشاطل ومعناها بنادق الصيد ‪ ،‬أزفو ‪ :‬بمعنى ‪ :‬اسرعوا ‪،‬‬
‫اشفوا ‪ :‬أي يستحقون العطف و الحنان ‪ ،‬لميمة ‪ :‬األم ‪ ،‬العسة ‪ :‬أي الحراسة‪ ،‬سركلوا ‪،‬‬
‫السيالن ‪ ...‬الكلمات الدخيلة ك ‪ :‬السينيال ‪ :‬و يقصد الضوء ‪ ،‬النجيري كلمة فرنسية و تعني‬
‫الجزائر ‪ ،‬ساليقان ‪ :‬أي من السنغال ‪ ،‬الدوبلكي ‪ :‬و هي إحدى الفرق العسكرية المقاتلة ‪.‬‬
‫أما عن لغة الرباعيات رغم تنوع الكلمات المستخدمة فيها من ألفاظ دارجة ‪ ،‬و‬
‫دخيلة ‪ ،‬و عربية فصيحة ‪ ،‬إال أنها ال تخضع لقواعد الصرف و النحو ‪ ،‬و تتميز بالسهولة و‬
‫الليونة ‪ ،‬تفهمها كل الشرائح االجتماعية ‪ ،‬نظرا لبساطتها ‪ ،‬و تبقى هذه الرباعيات غنائية‬
‫بالدرجة األولى ‪ ،‬خاصة و أنّها التعتمد على األدوات الموسيقية واللحن كالمزمار و الناي و‬
‫البندير ‪ ...‬و غيرها و هذا ما يميزها عن باقي القصائد األخرى ‪ .‬و استطاعت الرباعيات أن‬
‫تتغلغل في نفوس الشعراء الجزائريين من جهة و الجمهور المتلقي من جهة أخرى ‪ ،‬و نالت‬
‫الحضوة الكبيرة وفضلت على سائر أصناف الشعر الشعبي لما تحمله من خصائص شكلية و‬
‫مضمونية ‪ ،‬خاصة تلك التي ألفت أثناء الثورة التحريرية المجيدة ‪.‬‬
‫إن هذا النص الشعبي المتمثل في األغنية الشعبية هو‬ ‫وفي الختام يمكن أن نقول ّ‬
‫نص مرن غير مستقر على حال واحد ‪ ،‬يتلون و يتالءم مع المتغير الجديد ‪ ،‬و في الوقت‬

‫‪ /‬ال عربي دحو ‪ ،‬ديوان الشعر الشعبي عن الثورة التحريرية بالعربية و األمازيغية الشاوية ‪ ،‬منشورات بونة‬
‫‪20‬‬
‫للبحوث ‪ ، 2012 ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ /‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.236‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ /‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.246‬‬
‫‪23‬‬
‫‪ /‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.223‬‬
‫الوادي ‪ -‬الجزائر‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر‬
‫‪346‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية‬
‫والنقدية واللغوية‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪05‬‬ ‫مجلد‪02 :‬عدد‪02 :‬السنة ‪2020‬‬

‫نفسه يعتمد على عناصر ثابتة في بنائه ‪ ،‬و إذا تأملنا التراث الشعبي الجزائري ‪ ،‬فإ ّننا نجد‬
‫ذخيرة وفيرة من األغاني الشعبية أنتجتها أقالم نسائية في الغالب ‪ ،‬فتغنت به أصوات جمعت‬
‫بين اإلحساس المرهف و الكالم الناعم ‪ ،‬و المعاني الجميلة الطريفة ‪ ،‬عكست الحياة‬
‫االجتماعية والسياسية و الثقافية للشعب الجزائري ‪ ،‬و الزالت هذه األشعار و األغاني قائمة‬
‫في العديد من المناسبات المختلفة لحد اليوم ‪.‬‬

‫قائمة المصادر و المراجع ‪:‬‬


‫‪ -01‬أحمد صالح رشدي ‪ ،‬األدب الشعبي ط‪ 03‬دار المعارف للنشر و التوزيع ‪ ،‬مصر ‪.‬‬
‫‪ -02‬فوزي العنتيل ‪ ،‬األغنية الشعبية ‪ ،‬مجلة الدوحة ‪ ،‬العدد ‪. 2003 ، 14‬‬
‫‪ -03‬أحمد مرسي ‪ ،‬األغنية الشعبية ‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للتأليف و النشر ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪.1968‬‬
‫‪ - 04‬عبد األمير جعفر ‪ ،‬الفن الغنائي في الخليج العربي ‪ ،‬وزارة الثقافة و اإلعالم و‬
‫اإلرشاد القومي ‪ ،‬دمشق ‪.1980 ،‬‬
‫‪ - 05‬العربي دحو ‪ ،‬مفاهيم و نماذج في األغنية الشعبية عن الثورة التحريرية " األوراس‬
‫نموذجا" ‪ ،‬الناشر المتصدر للترقية الثقافية و العلمية و اإلعالمية ‪ ،‬الجزائر ط‪. 2013 ، 1‬‬
‫‪ - 06‬محمد عيالن ‪ ،‬محاضرات في اآلدب الشعبي ‪ ،‬منشورات جامعة عنابة ‪1991 ،‬‬
‫‪ -07‬العربي دحو ‪ ،‬الشعر الشعبي و دوره في الثورة التحريرية الكبرى بمنطقة األوراس ‪،‬‬
‫ج‪ ، 1‬المؤسسة الوطنية للكتاب ‪ ، ،1989 ،‬دط ‪ ،‬دت ‪.‬‬
‫‪ - 08‬العربي دحو ‪ ،‬ديوان الشعر الشعبي عن الثورة التحريرية بالعربية و األمازيغية‬
‫الشاوية ‪ ،‬منشورات بونة للبحوث و الدراسات ‪ ،‬الجزائر ‪. 2012 ،‬‬
‫المراجع المترجمة ‪:‬‬
‫‪ - 09‬ألكسندر هجرتي كراب ‪ ،‬علم الفولكلور ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬أحمد رشدي ‪ ،‬وزارة الثقافة‬
‫المصرية ‪ ،‬مؤسسة التأليف و النشر ‪ ،‬دار الكاتب القاهرة ‪1967 ،‬‬
‫المراجع األجنبية ‪:‬‬
‫‪R/Weis ; HABITS AND DEVELOPMENT . SONATA . -10‬‬
‫‪.SONT . NEW YORK / 1977‬‬
‫المجـــــــــــــــــــــالّت ‪:‬‬
‫‪ - 11‬هــــ ‪ .‬ز ‪ .‬أولكن مصادر شعبية للثقافة المعاصرة ‪ ،‬تر حسين الدافوقي ‪ ،‬مجلة التراث‬
‫الشعبي ‪ ،‬وزارة الثقافة و اإلعالم ‪ ،‬العراق ‪ ،‬العدد الفصلي األول ‪1986‬‬
‫‪ -12‬فوزي العنتيل ‪ ،‬األغنية الشعبية ‪ ،‬مجلة الدوحة ‪ ،‬العدد ‪. 2003 ، 14‬‬
‫‪ - 13‬فالدمير سكورو بوغاتوف ‪ ،‬الشعر الملحون و الحروب االستعمارية ‪ ،‬المجاهد‬
‫األسبوعي ‪ ،‬العدد ‪ ،680‬الجزائر ‪.1973 ،‬‬
‫الوادي ‪ -‬الجزائر‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر‬
‫‪347‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية‬
‫والنقدية واللغوية‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪05‬‬ ‫مجلد‪02 :‬عدد‪02 :‬السنة ‪2020‬‬

‫‪ - 14‬عبد الحميد بورايو ‪ ،‬النزعة التاريخية و التوثيقية و الحس الملحمي في الشعر الشعبي‬
‫الجزائري في منطقة الجنوب ‪ ،‬محاضرات الندوة الفكرية السادسة ‪ ،‬الملتقى الوطني‬
‫الموروث الشعبي الوادي ‪.2006 ،‬‬

‫الوادي ‪ -‬الجزائر‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر‬


‫‪348‬‬

You might also like