Professional Documents
Culture Documents
محاضرة الكلاسيك
محاضرة الكلاسيك
محاضرة الكلاسيك
تمهيد:
في هذا الوقت وكرد فعل للفلسفة المركنتالية ،ظهرت المدرسة الكالسيكية التقليدية بشخوص فالسفتها األوائل مثل آدم
سميث وريكاردو وغيرهما ،بعدما تم التراكم البدائي من خالل الرأسمالية التجارية واإلستعمار ،واإلنتقال إلى المرحلة اآللية
بظهور الصناعات الحديثة التي صاحبها إستغالل رأس المال للعمل ،ومن ثم كانت اآللة وسيلة للرأسمالية في إنتاج فائض
القيمة ،وبروز عالقة إجتماعية بين العمل ورأس المال جوهرها إستغالل العمل المأجور .وتطورت وراء أسوار الحماية،
وبعدها إكتسب اإلقتصاد مرك از تنافسيا قويا.
-سياسة الحرية اإلقتصادية :يؤمن الكالسيك بضرورة الحرية الفردية وأهمية أن تكون األسواق حرة من سيادة
المنافسة الكاملة والبعد عن أي تدخل حكومي في االقتصاد؛
-لم تقتصر دعوة الكالسيك على الحرية اإلقتصادية على مستوى اإلقتصاد الداخلي ،بل تعدت إلى الحرية على
مستوى المبادالت الخارجية ،ألنها تؤدي إلى التخصيص األمثل للموارد اإلقتصادية ،وتقوم التجارة الخارجية ،حيث أعطى
آدم سميث أهمية بالغة لتقسيم العمل على المستوى الدولي؛
-الربح هو الحافز لإلستثمار :وكلما زاد معدل األرباح زاد معدل التكوين الرأسمالي واإلستثمار؛
1
المحاضرة السابعة :الفكر االقتصادي الكالسيكي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ السنة الجامعية 0202-0202
-ميل األرباح للتراجع :معدل األرباح ال يتزايد بصورة مستمرة وانما يميل للتراجع نظ ار لتزايد حدة المنافسة بين
الرأسماليين على التراكم الرأسمالي ،ويفسر سميث ذلك بزيادة األجور التي تحدث بسبب المنافسة؛
-حالة السكون :يعتقد الكالسيك حتمية ال وصول إلى حالة اإلستقرار كنهاية لعملية التراكم الرأسمالي ،ذلك ألنه ما إن
تبدأ األرباح في التراجع حتى تستمر إلى أن يصل معدل الربح إلى الصفر ويتوقف التراكم الرأسمالي ،ويستقر حتى السكون
ويصل معدل األجور إلى مستوى الكفاف ،ووفقا آلدم سميث فإن الذي يوقف النمو اإلقتصادي هو ندرة الموارد الطبيعية التي
تقود اإلقتصاد إلى حالة من السكون؛
-إعتبار العرض (اإلنتاج) هو األساس بينما الطلب الكلي يتجه تلقائيا لمساواة العرض (قانون ساي)؛
-التشغيل الكامل وعدم وجود بطالة إجبارية في المجتمع؛
-ال يخضع أصحاب األعمال والعمال إلى الوهم النقدي؛
-حجم اإلنتاج يعتمد فقط على عنصر العمل .القيمة تستمد مصدرها من العمل وتقاس بكمية العمل المبذول فيها.
وذلك على تفصيل كبير فيما يتعلق بفكر كل من آدم سميث ودافيد ريكاردو الخاص بالقيمة كأساس لتحديد األثمان .وقد
عرفت هذه النظرية بنظرية "العمل في القيمة" ،أو قيمة العمل وقد اهتم التقليديون بناحيتين من النواحي الفنية لإلنتاج :تقسيم
العمل ،وقانون الغلة المتناقصة ( )1؛
-أجور العمال هي أحد تكاليف اإلنتاج وتختلف أهمية عنصر األجور تبعا الختالف الصناعة ،إن تخفيض األجور
سوف يؤدي إلى زيادة الطلب على العمال (باعتبار العمل سلعة)؛
-يرى الكالسيك أن األجر الذي يدفع لمالك األرض في مقابل استغاللها في الزراعة أو في غير ذلك يسمى ريع
ويختلف هذا الريع باختالف درجة خصوبة األرض وموقعها؛
-سعر الفائدة عند الكالسيك هو مقابل الحرمان من اإلستهالك الحالي للتمتع بالنقود في المستقبل ويتحقق التوازن
عند سعر الفائدة الذي يتعادل عنده العرض والطلب؛
-حياد النقود :يعتبر الكالسيك أن النقود ال تنتج أية ثروة وما هي إال وسيط للمبادالت وأداة لقياس القيم.
وفي تفسيرهم لتقلبات المستوى العام لألثمان (قيمة النقود) ،اعتمد الكالسيك على النظرية الكمية في النقود .ومقتضاها
أن كل زيادة في كمية النقود تؤدي حتما إلى ارتفاع مستوى األثمان ،وكل نقص في هذه الكمية البد أن يؤدي إلى انخفاض
هذا المستوى.
آدم سميث 3272-3202 :جاءت السياسة اإلقتصادية آلدم سميث مرتكزة على إنتقاداته للمذهب التجاري والطبيعي ،
فيما إعتمد المبدأ الفيزيوقراطي الذي جاء به فنست جورناي والذي دعا إلى (دعه يعمل...دعه يمر ) ،مما يعني أن تعطى
على أساسه تقوم نظرية ريكاردو في الريع ،ونظرية مالتس في السكان .ومقتضى هذا القانون أنه إذا زاد أحد عناصر اإلنتاج بكميات متساوية صغيرة مع بقاء عناصر اإلنتاج ()1
األخرى ثابتة فإن الناتج الكلي سوف يتزايد بنسبة متزايدة في البداية (مرحلة تزايد الغلة) ،ولكن بعد حين فإن الزيادة في الناتج الكلي تكون بمعدل متناقص حتى يصل إلى حده
أقصى ،بعدها يبدأ الناتج الكلي في التناقص حتى مع استمرار زيادة العنصر المتغير(مرحلة تناقص الغلة).
2
المحاضرة السابعة :الفكر االقتصادي الكالسيكي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ السنة الجامعية 0202-0202
الحرية اإلقتصادية كاملة للمنتجين .فقد وضع آدم سميث ورواد مدرسته الكالسيكية األسس النظرية لسياسات الحرية
اإلقتصادية والشروط أو القوانين التي يفترض تطبيقها لضمان التبادل األمثل فيما بين البلدان المختلفة ،واآللية التلقائية التي
تتحكم في توازن األسواق عند مستوى التشغيل الكامل .وقد آمنت هذه المدرسة بنظام المشروع وبالمبادرة الفردية القائمة على
المصلحة الفردية ،التي رأت أنها كافية لخلق أكثر ما يمكن من الكفاءة والمساواة واإلستقرار في الشؤون اإلقتصادية ،وكانت
تلك هي اليد الخفية التي تخدم الصالح العام عن طريق خدمة الفرد لصالحه الخاص .وقد إعتبر هؤالء أن ذلك هو النظام
الطبيعي الذي تعمل فيه قوى طبيعية لن يؤدي التدخل في عملها إال إلى نتائج تضر بالصالح العام.
إن معيار التخصص بالنسبة إليه هو مقارنة تكاليف اإلنتاج المطلقة ،هذه األخيرة تتجه بالنسبة لكل منتج نحو
التعادل في اإلطار التنافسي الذي تشكله األسواق الداخلية ،ليس فقط ألن المنتجين غير التنافسيين يتجهون إلى الزوال ،بل
ألن أسعار عوامل اإلنتاج ذاتها (األرض ،العمل ورأس المال) تتشكل في أسواق تنافسية أيضا .أما على المستوى الدولي
فتبقى فروق األسعار دائما بسبب عدم قدرة عوامل اإلنتاج على اإلنتقال ،وعدم تعادل التقنيات الداخلة باإلنتاج ،من هنا تبرز
أهمية حرية التجارة والتخصص الدولي ال ذين يسمحان لكل بلد بإستغالل طاقته اإلنتاجية المتاحة على نحو أفضل ،وأن
تستفيد من المزايا المطلقة لكل البلدان األخرى.
حيث يرى آدم سميث بأن تقسيم العمل هو األساس لرفع اإلنتاجية ،كما يؤكد أيضا على حاجة اإلقتصاد القومي إلى
التراكم الرأسمالي من أجل التوسع ف ي تقسيم العمل ومن ثم زيادة نصيب الفرد من الدخل ،هذا إضافة إلى قيد آخر على
تقسيم العمل والمتمثل في حجم السوق ،كما يرى أنه حين تبدأ عملية التنمية فإنها تصبح متجددة ذاتيا وبصورة آلية ،والبدء
في عملية التنمية يتطلب أن يكون معدل الربح موجبا .ومن رواد هذه الفكرة كذلك دافيد ريكاردو الذي قام بتوضيح كيفية
ظهور وانتشار الركود في النهاية على كافة اإلقتصاديات.
يعتبر آدم سميث مؤسس المدرسة الكالسيكية ومذهب الحرية االقتصادية ،ولقد كان له فضل عظيم في ترسيخ
االقتصاد كعلم ،لذا عرف بأب االقتصاد السياسي .وقد تضمن كتاب "ثروة األمم" مجمل أفكاره:
-اإلنسان هو أساس اإلنتاج :يقول آدم سميث أن مصدر ثروة األمم يكمن في عمل اإلنسان؛
-السوق هو أساس التوازن :إن الوسيلة التي تضمن التوازن بين المصالح المتناقضة لألفراد هي السوق وذلك بفضل
حرية األسعار ،ومن هنا نفهم أن سميث يعتمد على مفهوم السعر في تحليله للظواهر االقتصادية بحيث يعتبر بأن اإلنتاج ما
هو إال مجموعة من التكاليف أي من األسعار ،كما أن األجر أيضا يعتبره سع ار؛
-إن نظرة سميث إلى التوازن ليست بالنظرة الساكنة فهو يفرق بين الحالة التطورية ،الحالة السكونية والحالة الرجعية.
ويقول أن عجلة الحالة التطورية تكمن في تراكم رأس المال مع التفوق النسبي لهذا التراكم عن النمو الديمغ رافي لألجراء الذي
يؤدي إلى اإلرتفاع في مستوى كل من األجور واألرباح في نفس الوقت وتعتبر فكرة سميث هذه فكرة أولية عن النمو؛
3
المحاضرة السابعة :الفكر االقتصادي الكالسيكي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ السنة الجامعية 0202-0202
-نظرية القيمة :مادام سميث جعل من العمل مصدر للثروة فمن الطبيعي أنه يجعل من العمل مصد ار للقيمة كما أنه
يميز بين القيمة اإلستعمالية والقيمة التبادلية( .)2
دافيد ريكاردو 3202- 3220بنى ريكاردو أفكاره وتحليله على دعامتين أساسيتين هما :نظرية مالتس للسكان ،قانون
تناقص الغلة .يعتقد ريكاردو أن الزراعة هي القطاع الرئيسي الهام في النشاط اإلقتصادي الذي يخضع لقانون تناقص الغلة،
نتيجة التسابق بين الغذاء من ناحية والسكان من ناحية أخرى .وقد جعل ريكاردو ،رغم تأكيده ألهمية التراكم الرأسمالي ،من
عنصر األرض عامال محددا للنمو اإلقتصادي ،حيث يرى أن عنصر السكان عندما يكون قليال بالنسبة للموارد الطبيعية،
تتوافر فرص الربحية أمام المستثمرين الرأسماليين فيزيدون من إستثماراتهم خاصة في القطاع الزراعي ،مما يؤدي إلى زيادة
األرباح ومعدالت التراكم الرأسمالي ،وبالتالي يزيد اإل نتاج والريع والطلب على العمل ،فترتفع األجور ،فيزيد النمو السكاني،
وتشتد المنافسة على األراضي األكثر خصوبة.
وبإستمرار النمو السكاني تستغل جميع األراضي حتى األقل خصوبة ،مما يؤدي إلى ظهور قانون تناقص الغلة،
وارتفاع أسعار الغذاء .وهنا يطالب العمال برفع أجورهم فتنخفض األرباح والتراكم الرأسمالي ،ويقل الحافز على اإلستثمار،
فينخفض الطلب على العمل ،وتتجه األجور إلى اإلنخفاض حتى تصل إلى حد الكفاف وتظهر هنا حالة من الركود
اإلقتصادي الذي يصعب معه إستمرار عملية النمو.
إن معظم أفكار ريكاردو يتضمنها كتابه مبادئ االقتصاد السياسي ومن أهمها:
-نظرية القيمة في العمل التي أصبحت فيما بعد إحدى نظريات كارل ماركس؛
-نظرية التكاليف النسبية المقارنة في مجال التجارة الخارجية ،بالنسبة لريكاردو فقد بين أنه في الواقع أن البلد الذي
ينتج بميزة مطلقة في اإلنتاجية (التكلفة) في جميع المنتجات له مع هذا مصلحة المتاجرة ،وتتمثل هذه المصلحة في أن
يتخصص بإنتاج السلع التي تكون تكاليفها النسبية أدنى ما يمكن ،فالتبادل الخارجي بالنسبة لريكاردو أمر مرغوب فيه
وهو في مصلحة جميع البلدان؛
-نظرية الريع التفاضلي -مفهوم األجر الطبيعي المساوي إلى الحد األدنى الفيزيولوجي (الحاجات الضرورية).
أن مالك األراضي الزراعية عادة ما يحاولون اإلثراء على حساب الطبقات األخرى من المستهلكين.
إن ريكاردو أشار َّ
َّ
كما اعتقد ريكاردو أيضا َّ
أن المرتبات وأجور العمال وأيضا أرباح المنظمين وال رأسماليين الصناعية ال يمكن زيادتها إال بزيادة
إنفاق باقي طبقات المجتمع .وأشار إلى َّ
أن تلك األرباح عادة ما تتجه إلى اإل نخفاض مما يؤدي إلى وصول الصناعة إلى
حالة ركود والسكون النسبي.
()2
فاألولى أساسها المنفعة الشخصية والثانية فقيمتها تحدد في السوق ،ويأتي سميث بمثال حول الماء واأللماس وهو بذلك يطرح لغز حيث يقول ":الماء هو نافع جدا ال قيمة له في
المبادلة أما األلماس هو غير ذي قيمة استعمالية ولكنه بكمية كبيرة من السلع " ،ومن خالل هذا المثال يؤكد سميث إن القيمة االستعمالية ال تشكل أساس القيمة التبادلية ،ويبرر
ذلك بأن العمل هو القياس الشامل الوحيد والدقيق للقيم في كل مكان وزمان ،لكنه يعتقد أن هناك باإلضافة إلى العمل مصدران آخران للقيمة وهما الريع والربح ألن القليل من األشياء
حسب رأيه تأخذ قيمتها التبادلية من العمل فقط.
4
المحاضرة السابعة :الفكر االقتصادي الكالسيكي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ السنة الجامعية 0202-0202
جان باتيست ساي 3220-3272 :وهو أول أستاذ لالقتصاد السياسي في فرنسا ويعود إليه الفضل في التقسيم
الكالسيكي اإلنتاج ،التداول ،التوزيع واالستهالك .وقد استطاع أن يضع بوضوح عوامل اإلنتاج المتمثلة آنذاك في األرض،
العمل رأس المال مع التفرقة بين عنصر رأس المال والتنظيم ،كما يعود له الفضل في وضع قانون المنافذ الذي يقول بأنه ال
مجال ألزمات فيض اإلنتاج ألنه هناك تبادل بين المنتجين وأن العرض يخلق الطلب عليه ،أما التبادل فيجب أن يكون ح را.
ومن الواضح أن أفكار ساي يطبعها شيء من التفاؤل على عكس ريكاردو ومالتس .لخص ساي قانونه في عبارة “العرض
يخلق الطلب الخاص” .تُبين هذه العبارة العامية رؤية الكالسيك أن الناس يعرضون خدماتهم من أجل الحصول على أكبر
دخل ممكن الذي يسمح ل هم بإقتناء أكبر كمية ممكنة من السلع والخدمات وعليه يندرج سلوك اإلفتراض ضمن فكرتين:
أن تحقيق قانون ساي ال يعني َّ
أن كل يبحثون دائما عن تعظيم المنفعة -المنفعة المباشرة للنقد معدومة .ويجب أن نالحظ َّ
األسواق متوازنة.
جون ستيوارت ميل 3222-3227جون ستيوارت ميل هو ابن الفيلسوف الكبير (جيمس ميل) ،وقد ثقفه والده منذ
الصغر ،وكان أستاذا للفلسفة ثم أستاذا لالقتصاد السياسي ،لقد تأثر بريكاردو عن طريق والده ،والذي كانت مهمته الفكرية
هي شرح ومعالجة نظريات االقتصاديين الكالسيكيين اإلنجليز وخصوصا ريكاردو ،إال أن ستيوارت ميل جاء بعناصر جديدة
متأث ار باالشتراكيين الفرنسيين األوائل وخصوصا سان سيمون .حاول ميل الموافقة بين أطروحات "القوانين الطبيعية" التي
شرحها أصحاب المدرسة الكالسيكية والتي اعتبرها صحيحة وبين أطروحات المخالفين لها المتمثلة في اتجاه التدخل
الحكومي ،وهو صاحب ك تا ب مبادئ االقتصاد السياسي الذي نشر سنة ،8181وقد حاول ميل أن يوفق بين التشاؤم والتفاؤل
من جهة وبين ص رامة الليبرالية والطموح االجتماعي من جهة أخرى .واسهام ميل في النظرية الليبرالية يكمن في أنه ميز بين
قوانين اإلنتاج التي يطغى عليها الطابع االجتماعي والنسبية الذاتية.
-الجديد في تحليل ميل لإلنتاج ،هو إضافته لرأس المال كعامل ثالث من عوامل اإلنتاج إلى جانب الطبيعة ،ويؤكد
ميل أن رأس المال منتج ،وأنه يأتي من اإلدخار ،وحسب ميل فإن التقدم االقتصادي ال يمكن أن يتم إال بتراكم رأس المال.
-رأى ميل أن ريكاردو لم يوضح طريقة تحديد قيمة كل من السلعتين المتبادلتين فتكفل هو بذلك ،وقال :في بلد
تتوقف قيمة السلعة األجنبية على كميات المنتجات المحلية التي تمت مبادلتها في مقابلها ،فعندما نريد أن نحدد ما يكسبه بلد
ما من وراء إستيراد سلعة وتصدير سلعة يتخصص في إنتاجها ،يجب أن نحدد قيمة كل من السلعتين ومن السهل تحديد قيمة
السلعة المصدرة في البلد الذي يصدرها فهي تتحدد بنفقة إنتاجها .وقيمة السلعة المستوردة تتحدد بنفقة إنتاج السلعة المصدرة
سدادا للسلعة المستوردة.
-تحديد معدل التبادل الدولي بين الدولتين يتوقف على قوة طلب الدولة على ناتج الدولة األخرى ومرونة هذا الطلب.
-لم يدرك ميل أن الدخول هي أسعار عوامل اإلنتاج ،كما أنه لم يميز بين المستحدث والرأسمالي ،كما فعل ساي ،بل
اعتمد على ريكاردو مقسما الدخول إلى ثالثة أنواع حسب أصحابها :أجر العمال وريع مالك العقارات وأرباح الرأسماليين.
5
المحاضرة السابعة :الفكر االقتصادي الكالسيكي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ السنة الجامعية 0202-0202
توماس روبرت مالتوس 3222-3277تأثر مالتوس كثي ار بالبؤس الذي عاشته إ نجلت ار إثر الثورة الصناعية ومختلف
الثورات ضد فرنسا ويظهر هذا التأثير في أعماله الفكرية بحيث يطبعها شيء من التشاؤم .وقد اشتهر مالتوس بسبب مؤلفه
الخاص ببحث كيفية المواءمة بين اإلنتاج وعالقته بالزيادة السكانية .حيث اتضح فيه َّ
أن نمو الموارد االقتصادية تزيد طبقا
لمتوالية حسابية فيما يتزايد عدد السكان طبقا لمتولية هندسية .ولذا فإن لم تتخذ اإلجراءات التي من شأنها الحد من هذا النمو
المتزايد لعدد السكان ،فسيؤدي األمر بوصول المجتمعات إلى الكوارث والمجاعات والحروب.
أن مالتوس لم يكن من مؤيدي تدخل الدولة حيث اعتبر أن هذا التدخل عديم الجدوى َّ
فإن القوانين الطبيعية كما نجد َّ
تعتبر من قبيل القوانين الحتمية ،كما أن الحل الوحيد بالنسبة لمشكلة تزايد السكان إنما يكون في أيدي األفراد أنفسهم وليس
في أيدي المسؤولين.
ويحدد مالتوس بعض الحلول التي قد تؤجل النهاية المؤلمة للبشرية وهي :تحديد النسل ،البد من العفة واالمتناع عن
الزواج أو تأخيره أو إلغاؤه نهائيا.
-إعطاء أهمية أقل للتكنولوجيا ،بافتراضها الكالسيكي بأن المعارف الفنية من المعطيات وأنها ال تتغير مع الزمن،
-ركزت النظرية على أهمية التراكم الرأسمالي في عملية النمو اإلقتصادي ،إال أنه يعاب على النظرية موجة التشاؤم التي
سادت أفكارها والمتمثلة في ت زايد السكان من ناحية وتناقص الغلة من ناحية أخرى .وتبين في الواقع عدم تحقق النتائج التي
إنتهت إليها المدرسة الكالسيكية ،وكذلك عدم واقعية مفهوم عملية النمو؛
-في الواقع لم يحدث أن آلت األجور نحو مستوى الكفاف ،وأن األرباح ليست دائما في تراجع ،كما أن الدول المتقدمة لم
تصل إلى مستوى الكساد الدائم؛
-اتبع الكالسيك في بحثهم طريقة االستنتاج التجريدية ولم يهتموا بالجانب التاريخي ،وذلك العتقادهم في وجود قوانين
اقتصادية مطلقة صالحة في كل مكان وزمان ،وكرد فعل إهمال الجانب التاريخي من طرف الكالسيك
جاءت المدرسة التاريخية األلمانية؛
-إ ن العمل ليس بالعنصر الوحيد الذي يدخل في إنتاج البضاعة بل هناك أيضا األرض ورأس المال؛
يقسم ريكاردو المجتمع إلى ثالث فئات :فئة الرأسماليين ،فئة العمال ،وفئة مالك األراضي الزراعية .ويرى أن عبء قيادة النمو اإلقتصادي يقع على كاهل الرأسماليين من خالل ()3
قيامهم بتشييد المصانع ،وتشغيل العمال ،واستثمار األرباح .وأن أجور العمال ال بد وأن يتم تحديدها عند مستوى أجر الكفاف ،إذ أ ن رفع األجور عن ذلك المستوى يعمل على زيادة
عرض العمل .وتقوم فئة مالك األراضي الزراعية بإمداد المجتمع بالغذاء والطعام الذي تنتجه أراضيهم .ويالحظ مبالغة ريكاردو في تشاؤمه فيما يخص قانون تناقص الغلة شأنه شأن
غيره من اإلقتصاديين التقليديين ،متجاهال ما قد يحدثه التقدم التكنولوجي من تأثير ،أو إمكانية إحالل عنصري رأس المال والعمل محل األرض.
6
المحاضرة السابعة :الفكر االقتصادي الكالسيكي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ السنة الجامعية 0202-0202
-أكد كينز على أن ميل الفرد لإل حتفاظ بالنقود قد يزيد فيقل الطلب الكلي فينقص اإلنتاج وتنشأ البطالة ،فالنقود كمخزن
للقيمة قد تؤدي إلى حدوث بطالة أي أنها تؤثر على مستوى البطالة ومن ثم فهي ليست مجرد وسيط للمبادلة؛
-في تحليلهم للتجارة الخارجية لم يأخذوا العوامل اآلتية في الحسبان :تداخل القطاعات في بلد معين ،إندماج االقتصاد ،
ظواهر الهيمنة االقتصادية على المستوى الدولي ،التخصص في إنتاج منتج واحد قد يجعل االقتصاد في بلد ما تابع للخارج؛
-إن ال سلوك اإلجتماعي لإلنسان هو سلوك غريزي وليس سلوك انعكاسي للمصلحة الذاتية كما يزعم الكالسيك؛
-إن النظام الرأسمالي يؤدي بطبيعته إلى أزمات اقتصادية (أزمة فيض اإلنتاج ،البطالة ،التضخم )..ولذا فهو ليس األمثل
حسب المدرسة اإل شتراكية التي تقترح نفسها كبديل والتي تأتي كرد فعل لليبرالية.
7