Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 30

‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬

‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫أحكام جرائم القتل بدافع الشرف في الشريعة اإلسالمية و قانون العقوبات‬


‫العراقي‬

‫دراسة فقهية قانونية مقارنة‬


‫‪The provisions of honor killings in Islamic law and the Iraqi Penal Code‬‬
‫‪Comparative jurisprudence study‬‬

‫المدرس المساعد محمد شيخان تمرخان‬


‫‪muhamad.sh.1987@gmail.com‬‬

‫الملخص‬ ‫معلومات البحث‬

‫تشمل هذه الدراسة "أحكا م جرائم القتل بدافع الشرف في‬ ‫تاریخ البحث‪:‬‬
‫االستالم‪2018/7/21 :‬‬
‫الشريعة اإلسالمية وقانون العقوبات العراقي" على دراسة النصوص‬
‫القبول‪2018/9/4 :‬‬
‫واألحكام الشريعة اإلسالمية التي ترتبط بجرائم القتل بدافع عن‬ ‫النشر‪ :‬خريف ‪2018‬‬

‫الشرف‪ ,‬مقارنة مع قانون العقوبات العراقي من خالل اتباع المنهج‬ ‫‪Doi:‬‬


‫‪10.25212/lfu.qzj.3.4.22‬‬
‫الوصفي التحليلي المقارن‪ ،‬وذلك بذكر آراء الفقهاء في المسألة‬
‫ومناقشة أدلتهم واختيار الراجح من آرائهم‪ ,‬كما تناولت الدراسة موقف‬ ‫الكلمات المفتاحیة‪:‬‬
‫‪Crime, judgment,‬‬
‫قانو ن العقوبات العراقي في المسألة‪ ,‬ومدى توافقه مع الشريعة‪ ,‬وكذلك‬ ‫‪honor, punishment,‬‬
‫ذكر أسباب جرائم القتل بدافع الشرف وسبل الوقاية منها‪.‬‬ ‫‪Islamic law, Iraqi law,‬‬
‫‪comparative analysis,‬‬
‫‪murder, prevention,‬‬
‫‪society, customs and‬‬
‫‪traditions.‬‬

‫‪633‬‬
‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬
‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫المقدمة‬

‫ي عتبر القتل بدافع الشرف ظاهرة اجتماعية منتشرة في المجتمعات اإلسالمية والشرقية عامة‪ ,‬و ال‬
‫يخلو في ذلك المجتمع العراقي بما فيه المجتمع الكردستاني‪ ,‬وقد زهقت أرواح بريئة بسببها‪ ,‬ونفوس كريمة‬
‫لم تقترف ذنبا ولم ترتكب جرما‪ ,‬لكنها صارت ضحية لعادات وتقاليد ومفاهيم مورثة خاطئة في المجتمع‪.‬‬
‫وهذه الجريمة ترتكب من قبل أفراد األسرة وغالبا ما يرتكبها الذكر ضد أنثى ألسباب تتعلق بتلوث الشرف‬
‫األسرة مثل‪ :‬الزنا أو مجرد الشك في ارتكابها أوعالقات خارج إطار الزواج‪ ,‬أو تصرفات اعتبرها األعراف‬
‫والتقاليد مخلة باألخالق واآلداب‪ ,‬ويتم الدفاع عن هذه الجرائم وإعادة إنتاجها تحت مسمي " غسل العار أو‬
‫الحفاظ على الشرف األسرة"‪.‬‬

‫مشكلة البحث‪:‬‬

‫هناك نصوص واردة في قانون العقوبات العراقي اعتبر جريمة القتل أشد خطرا على الفرد والمجتمع‪,‬‬
‫ً‬
‫قصدا مع سبق اإلصرار‪ ،‬أو السجن المؤبد لمرتكبي جرائم القتل‬ ‫وأقر عقوبة اإلعدام على مرتكب جريمة القتل‬
‫العمد‪ ,‬وعلى الرغم ذلك فقد نصت مادة (‪ )409‬من نفس القانون على تخفيف العقوبة عن مرتكبي بعض‬
‫ً‬
‫مخففا للعقوبة في‬ ‫ً‬
‫عذرا‬ ‫جرائم القتل المقصود ومن ضمنها جرائم القتل بدافع الشرف حيث اعتبر هذا الدافع‬
‫بعض الحاالت بل ومعفيا منها في البعض اآلخر‪ .‬وفي هذه الدراسة أبحث عن رؤية الشريعة اإلسالمية من‬
‫جريمة القتل بدافع الشرف‪ ،‬واظهار مدى توافقها أو اختالفها مع القانون العراقي‪.‬‬

‫أهداف البحث‪:‬‬

‫يهدف البحث إلى‪:‬‬

‫‪ .1‬بيان مدى خطورة جريمة القتل بدافع الشرف‪ ,‬والعمل على وضع الحلول المناسبة التي تساهم في القضاء‬
‫عليها خاصة أنها من الجرائم التي تهدد أمن واستقرار المجتمع‪.‬‬

‫‪ . 2‬بيان رؤية الشريعة اإلسالمية من جريمة القتل بدافع الشرف‪ ،‬واظهار مدى توافقها أو اختالفها مع القانون‬
‫العراقي‪.‬‬

‫‪634‬‬
‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬
‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫‪ -3‬بيان الرجوع إلى حكم اهلل ت عالى ومنهجه في معالجة هذه الظاهرة‪ ,‬وعدم اللجوء إلى األعراف والتقاليد‬
‫الخاطئة لمعالجتها‪.‬‬

‫أهمية البحث‪:‬‬

‫إن أهمية موضوع البحث ترجع إلى بيان جريمة من أخطر الجرائم على اإلطالق والتي صارت ظاهرة شغلت‬
‫كثير من الدول ونالت على اهتمام منظمات حقوق اإلنسان والمتخصصين في مجال القانون من خالل عقد‬
‫ً‬
‫سعيا للوصول لحيلولة لتلك الظاهرة الخطيرة‪.‬‬ ‫العديد من اللقاءات والندوات ‪ ..‬إلخ‪ ،‬وذلك‬

‫منهجية البحث‪:‬‬

‫لقد سلكت في بحثي هذا األسلوب االستقرائي التحليلي‪ ,‬فقمت باختيار الموضوع وعنوانه‪ ,‬ثم‬
‫أعدت الخطة‪ .‬ومن الناحية الشرعية ذكرت آراء الفقه اء في المسألة مع بيان أدلتهم ومناقشة أدلتهم واختيار‬
‫الراجح من آرائهم‪ ,‬كما ذكرت موقف قانون العقوبات العراقي في المسألة‪ ,‬ومدى توافقه مع الشريعة‪ ,‬وفي‬
‫النهاية لخصت بحثي بعدة نتائج وتوصيات فيما توصلت إليه‪.‬‬

‫أما المنهج التوثيقي للبحث‪ :‬فقد قمت بعزو اآليات إل ى مواضعها من كتاب ااهلل تعالى بذكر اسم السورة‬
‫ورقم اآلية‪ ,‬وتخريج األحاديث‪ ،‬واآلثار‪ ،‬وبيان درجتها من الصحة مع ذكر باب الذي ورد فيها‪ ,‬و تتبع أقوال‬
‫العلماء‪ ،‬وتوثيقهـا فـي الهـوامش‪ ،‬وقائمـة المصادر‪ ,‬مع مراعاة وسائل التثبيت بما يناسب مادة البحث العلمي‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬

‫هناك دراسات وتقارير عديدة حول هذه المسألة ناقشت من ناحية الفقهية والقانونية منها‪" :‬القتل‬
‫على خلفية الشرف العائلة رؤية شرعية قانونية" لمحمد محمد الشلش‪ ,‬و "القتل بدافع الشرف في الشريعة‬
‫اإلسالمية دارسة فقهية" لدكتور مراد رايق رشيد عودة‪ ,‬و"جرائم الشرف" لدكتور علي أبو البصل‪ ,‬ورسالة‬
‫ماجستير المسمى " بجريمة القتل بدافع الشرف في القانون الفلسطيني دراسة تحليلية مقارنة" لعبد الهادي‬
‫وليد كباجة‪ ,‬حيث ركزت كل هذه الدراسات على مسألة القتل بدافع الشرف من ناحية الشرعية والقانونية‪ ,‬إال‬
‫أنني ما عثرت على دراسة أو حتى مقالة تبحث عن أحكام "جرائم القتل بدافع الشرف مقارنة بقانون العقوبات‬
‫العراقي" كما بحثتها في هذه الدراسة‪.‬‬

‫‪635‬‬
‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬
‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫خطة البحث‪:‬‬

‫تتكون الخطة فيما يلي‪:‬‬

‫ملخص البحث باللغات العربية و اإلنكليزية والكوردية‪.‬‬

‫المدخل‪ :‬وفيه‪ :‬مشكلة البحث‪ ,‬وأهدافه‪ ,‬و أهميته‪ ,‬ومنهجيته‪ ,‬وخطته‪ ,‬والدراسات السابقة‪.‬‬

‫المبحث االول‪ :‬مفهوم الشرف كدافع لجرائم القتل وتعريفه‪.‬‬

‫ً‬
‫دفاعا عن الشرف في الشريعة االسالمية وأنواعها‪:‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬األحكام المتعلقة بالقتل‬

‫ً‬
‫دفاعا عن الشرف في القانون العراقي‪.‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬األحكام المتعلقة بالقتل‬

‫المبحث الرابع‪ :‬جرائم القتل بدافع الشرف أسبابها وسبل الوقاية منها‪.‬‬

‫الخاتمة‪ :‬وفيها النتائج وتوصيات البحث‪.‬‬

‫‪636‬‬
‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬
‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫المبحث االول‬

‫مفهوم الشرف كدافع للجرائم القتل وتعريفە‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف مفردات العنوان البحث‬

‫أوال‪ :‬تعريف الجريمة لغة واصطالحا‪:‬‬

‫أ‪ -‬ورد كلمة (جرم) في معاجم اللغة العربية (‪ )1‬بعدة معان منها‪ :‬التعدي‪ ,‬والقطع‪ ,‬والكسب‪ ,‬والحمل‪ ,‬والطلب‪,‬‬
‫ومن ذلك قوله تعالى{ وال يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام} ( ‪ ,)2‬إذن يدور كلمة (جرم)‬
‫على معنى كل ما هو مخالف للحق والصواب والطريق المستقيم(‪.)3‬‬

‫ب‪ -‬وفي االصطالح‪ :‬محظورات شرعية زجر اهلل تعالى عنها بحد أو تعزير ولها عند التهمة حال استبراء تفتضيه‬
‫السياسة الدينية‪ ,‬ولها عند ثبوتها وصحتها حال استفاء توجبه األحكام الشرعية( ‪.)4‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف الدافع لغة واصطالحا‪:‬‬

‫يء‬ ‫ت ّ‬
‫الش َ‬ ‫تنحية الشيء‪ .‬يقال دَ َفعْ ُ‬
‫َ‬ ‫يدل على‬ ‫ٌ‬
‫أصل واحد مشهور‪ُّ ،‬‬ ‫جاء مادة (دفع) الدال والفاء والعين‬ ‫أ‪-‬‬
‫وء دِ فاعا ‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫الس َ‬ ‫أدفعُ ه ْ‬
‫دفعا‪ .‬ودافع اهلل عنه ُّ‬

‫‪1‬‬
‫مجمع اللغة العربية‪ :‬معجم الوسيط‪ ,118/1:‬ط‪ :‬دار الدعوة – القاهرة‪ ,‬فيروز آبادي ‪ :‬القاموس المحيط‪ ,1405 :‬ط ‪:8‬‬
‫مؤسسة الرسالة ‪ 2005 ،‬م‬
‫‪2‬‬
‫سورة المائدة‪ :‬اآلية ‪.2‬‬
‫‪3‬‬
‫ابو زهرة‪ :‬محمد ابو زهرة‪ :‬الجريمة والعقوبة‪ ,‬ص ‪ ,9‬ط ‪ :1‬دار الفكر العربي – القاهرة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫الماوردي‪ :‬ابو الحسن علي بن محمد بن محمد ‪:‬األحكام السلطانية‪ ,‬ص ‪,219‬ب‪ ,‬ط‪ :‬دار الحديث – القاهرة‪.‬‬
‫ابن فارس‪ِ :‬أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا معجم مقاييس اللغة‪ ,288/2 :‬ب‪ ,‬ط ‪ :‬دار الفكر‪.1979 – 1399‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪637‬‬
‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬
‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫ب‪ -‬وفي االصطالح‪ :‬هو‪ :‬الحالة النفسية داخل الفرد تجعله ينزع إلى القيام بأنواع معينة من السلوك في‬
‫اتجاه معين(‪ ,)6‬أو العامل المحرك لإلرادة أو الموجه للسلوك اإلجرامي كالمحبة والشفقة والبغضاء‬
‫واالنتقام والشرف‪ ,‬أو العلة التي تحمل الفاعل على الفعل أو الغاية القصوى التي يتوخاها(‪.)7‬‬

‫ثالثا‪ :‬تعريف الشرف‪:‬‬

‫الشرف‪ :‬يأتي بمعان عديدة منها‪:‬‬

‫‪ -1‬الحسب باآلباء‪ ،‬شرف يشرف شرفا وشرفة وشرافة‪ ،‬فهو شريف‪ ،‬والجمع أشراف‪ ,‬والشرف والمجد ال يكونان‬
‫إال باآلباء‪ .‬ويقال‪ :‬رجل شريف ورجل ماجد له آباء متقدمون في الشرف‬

‫‪ -2‬العلو‪ :‬ويقال‪ :‬ذا الشرف‪ ،‬أي ذا العالء والرفعة‪ ،‬والرجل إذا علت منزلته فهو شريف (‪.)8‬‬

‫من خالل التعريفات السابقة يتبين بأن أصل كلمة الشرف في اللغة تعني العلو والرفعة المستمدة من اآلباء و‬
‫نسب العائلة أو األسرة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم الشرف كدافع للجرائم‬

‫يقصد بالشرف واالعتبار بمفهومه العام المكانة االجتماعية التي ينعم بها الفرد في المجتمع وهي‬
‫تستمد من حصيلة ما تجمع لديه من الصفات الموروثة والمكتسبة ومن عالقاته بغيره من أبناء المجتمع‪،‬‬
‫ويتحدد له على ضوئها مركز معين تتعدد عناصره بقدر عدد المجتمعات التي يرتادها‪.‬‬

‫والقتل كدافع لتطهير الشرف هي‪ :‬تلك الجريمة التي يزهق فيها أحد أفراد األسرة روح فرد آخر‬
‫منها غالبا يكون من اإلناث متأثرا بالعادات والتقاليد التي يفرضها عليه المجتمع‪ ،‬في حالة اتهام المجني عليها‬
‫أو عليه بارتكاب جريمة الزنا أو مقدماتها‪ ،‬أو حتى لوجود إشاعات حول السلوك األخالقي للمجني عليها أو‬

‫‪6‬‬
‫زيدان‪ :‬محمد مصطفى‪ :‬الدوافع واالنفعاالت‪ ,36 :‬ط‪ :‬مكتبة عكاظ ‪ ،‬جدة ‪1984 ،‬م ‪.‬‬
‫قانون العقوبات السوري رقم (‪ )148‬المادة (‪ )191‬لسنة (‪ ,)1949‬مفهوم الدافع وأثره على عوامل السلوك اإلجرامي‪ - .‬مجلة‬ ‫‪7‬‬

‫المحقق الحلي القانونية والسياسية‪ ,‬العدد ‪ ,‬السنة الثامنة ‪.2016‬‬


‫‪8‬‬
‫ابن منظور‪ :‬أبو الفضل محمد بن مكرم بن على‪ :‬لسان العرب ‪ .169/9 :‬ط ‪ :8‬دار الصادر – بيروت‪.1979 ,‬‬
‫‪638‬‬
‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬
‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫عليه‪ ،‬بغض النظر عن صحة تلك األخبار من عدمها‪ ،‬معتقد ان فعله هذا يزيل العار الذي ُالحق بالجاني وأسرته"‬
‫( ‪.)9‬‬
‫وقد عرفت محكمة التمييز العراقية القتل بدافع الشرف بقولها‪ " :‬إن الباعث الشريف يمثل من‬
‫شعورا يدفع الشخص الرتكاب جريمة القتل محموال بما يرفضه المجتمع من عرف‬ ‫ً‬ ‫حيث طبيعته مصلحة أو‬
‫وتقاليد لها وزنها وآثرها الحسنة بين أوساط الناس‪ ،‬وعندما يرد هذا الباعث عند قتل المرأة غسالً للعار فهو‬
‫الشعور الذ ي يدفع الجاني إلى ارتكاب جريمته نتيجة لما تقترفه المرأة الخاطئة من انحراف في سلوكها يأباه‬
‫(‪.) 10‬‬
‫وينفر منه المجتمع"‬

‫فالمتتبع لجرائم القتل بدافع الشرف في المجتمعات يختلف على اختالفها‪ ،‬لذلك يجد صعوبة‬
‫في وضع ضابط معين لمفهوم الشرف في جرائم القتل‪ ،‬ففي المجتمع العراقي وباألخص المجتمع الكوردستاني‬
‫تكاد تكون جميع حاالت القتل بدافع الشرف تقع ضد اإلناث بدعوى قيامهن بأفعال غير أخالقية تسيء السمعة‬
‫العائلة‪ ،‬وقد تكون تلك األفعال مجرد رسائل مكتوبة أو الكترونية أو اتصاالت هاتفية أو الخروج مع رجل‬
‫أجنبي دون موافقة األسرة‪ ,‬وبالمقابل ينجو الذكور من القتل أو حتى الضرب في حال وقوع الفعل المخل‬
‫بالشرف‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫ً‬
‫دفاعا عن الشرف في الشريعة االسالمية وأنواعها‬ ‫األحكام المتعلقة بالقتل‬

‫تمهيد‪ :‬إن الفواحش أمر متفق على استقباحها شرعا وعرفا‪ ,‬ولذلك يعتبر الخيانة الزوجية أو بتعبير آخر‬
‫إفساد الزوجة على زوجها او البنت على أهلها‪...‬إلخ‪ ,‬من أكبر الظلم على الزوج واألهل‪ ،‬وذلك ألن أكثر‬
‫ما يؤذي المسلم في عرضه هو أن يتفاجأ بزوجته أو أحد قريباته في حالة تلبس بالزنا‪ .‬وحماية‬
‫األعراض من أعظم األمور التي حرص اإلسالم على صيانتها ومنع االعتداء عليها‪ ،‬بحيث عد اإلسالم‬
‫حماية العرض من ضمن الكليات الخمس التي يتوجب حمايتها‪.‬‬

‫كباجة ‪ :‬عبد الهادي وليد‪ :‬جريمة القتل بدافع الشرف في القانون الفلسطيني‪.92 ,‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪10‬‬
‫ال عن عمار التركي‪ ،‬االستفزاز الخطير وأثره في‬
‫قرار محكمة التمييز العراقية رقم (‪ ،)4‬هيئة موسعة‪ ،‬صادر في ‪ ،(1984‬نقا ً‬
‫جريمة القتل ‪.89,‬‬
‫‪639‬‬
‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬
‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫على رغم كبر الجريمة وقبحها‪ ,‬يطرح السؤال هنا هل أباح اإلسالم قتل من يكون ذلك حاله رغم‬
‫عدم وجود شهود يشهدون على الزنا؟ و وما حكم الزوج أو القريب عند قتل زوجته أو قريبته أو غيرهما‪ ،‬أو‬
‫قتلها هي ومن يزني بها‪ ،‬أو قتل الزاني فقط‪ ،‬ثم ادعى أنه قام بذلك لتفاجئه بهما في حالة تلبس بالزنا فهل‬
‫يقام عليه القصاص أم ال؟ نجيب على هذه األسئلة من خالل مطلب اآلتية‪:‬‬

‫ً‬
‫دفاعا عن الشرف في حال التلبس بالزنا‬ ‫المطلب األول‪ :‬األحكام المتعلقة بالقتل‬

‫تصوير المسألة‪ :‬أن يفاجأ شخص بزوجته أو إحدى محارمه متلبسة بجريمة الزنا مع رجل أجنبي‪ ،‬فيقوم بقتل‬
‫الفاعل أو قتلهما معا‪ ،‬فما حكم القتل في مثل هذه الحالة‪ ،‬وهل على القاتل قصاص‪ ،‬أم يسقط عنه‬
‫حكم القصاص ؟‬

‫اتفق جماهير الفقهاء إلى أن من وجد مع زوجته رجال يزني بها وعلم أن المرأة مطاوعة فقتلهما أو‬
‫أحدهما فال إثم عليه فيما بينه وبين اهلل(‪ .)11‬أما بالنسبة للمسؤولية الدنيوية فله حالتان‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬عند وجود البينة‪ :‬اتفق الفقهاء إلى عدم القصاص من القاتل إذا أمكن القاتل بإتيان البينة على‬
‫جريمة التلبس زوجته بالزنا‪ ،‬بالشهود أو بإقرار أولياء المقتول‪ ،‬وذلك على أساس تغيير المنكر ودفاعا‬
‫عن حق اهلل تعالى‪ ،‬من باب الغيرة المنسجمة مع الفطرة وليس إقامة للحد‪ ،‬ألن إقامة الحد من حق‬
‫اإلمام ضمن شروط اثبات جريمة الزنا (‪.)12‬‬

‫الحالة ثانية‪ :‬عند عدم وجود البينة‪ :‬ذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أن الزوج في‬
‫هذه الحالة ليس له قتل زوجته ومن يزني بها‪ ،‬و يقتص منه عند اقدامه على قتل أحدهما(‪.)13‬‬

‫‪11‬‬
‫ابن قيم الجوزية‪ ،‬محمد بن أبي بكر بن أيوب ‪ :‬زاد المعاد‪ .365/ 5 ,‬ط‪ :27‬مؤسسة الرسالة‪ -‬بيروت ‪1994‬م‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫ابن نجيم‪ ،‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق‪ , 45 / 5 ،‬ط‪ :2‬دار الكتاب اإلسالمي‪ .‬النووي ‪ ،‬المجموع شرح المهذب ‪/ 19 ،‬‬
‫‪ ,252‬ب ط‪ :‬دار الفلك – بيروت‪ .‬ابن مفلح ‪ ،‬المبدع في شرح المقنع ‪ ,467 /7 :‬ط ‪ :1‬دار الكتب العلمية‪ -‬بيروت‬
‫‪1997‬م‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫النووي‪ :‬المنهاج شرح صحيح مسلم‪ ,121/10 :‬ط‪ :2‬دار إحياء التراث العربي – بيروت‪ .1392, ,‬ابن رشد‪ :‬البيان‬
‫والتحصيل‪ ,275/16 :‬ط ‪ :2‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت ‪1988‬م‪ .‬ابن بطال‪ ،‬شرح صحيح البخاري‪, 480/8 :‬‬
‫ط ‪ :2‬مكتبة الرشد ‪ -‬الرياض‪2003 , ,‬م‪.‬‬
‫‪640‬‬
‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬
‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫بينما يرى بعض العلماء منهم الحنفية وبعض المالكية وابن تيمية إلى أن القصاص يسقط على من‬
‫قتل زوجته عند تلبسها بالزنى‪ ,‬سواء وجدت البينة أم ال ( ‪.)14‬‬

‫أدلة أصحاب القول األول‪:‬‬

‫‪ -1‬استدل الجمهور بروايات متعددة من حديث سعد بن عبادة رضي اهلل عنه منها‪:‬‬

‫أ‪ -‬عن أبي هريرة أن سعد بن عبادة األنصاري رضي اهلل عنه قال يا رسول اهلل أرأيت الرجل يجد مع امرأته‬
‫رجال أيقتله؟ قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم" ال " قال سعد‪ :‬بلى‪ ،‬والذي أكرمك بالحق! فقال‬
‫ُ‬
‫يقول سيدكم)) ( ‪.)15‬‬ ‫اهلل عليهِ وسلَّمَ " ((اسمعوا إلى ما‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل صلَّى ُ‬

‫ب‪ -‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال سعد بن عبادة‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬لو وجدت مع أهلي رجال لم أمسه حتى آتي بأربعة‬
‫شهداء؟ قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪(( :‬نعم))‪ ،‬قال‪ :‬كال والذي بعثك بالحق‪ ،‬إن كنت ألعاجله‬
‫بالسيف قبل ذلك‪ ،‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪(( :‬اسمعوا إلى ما يقول سيدكم‪ ،‬إنە لغيور‪،‬‬
‫وأنا أغير منە‪ ،‬واهلل أغير مني)) (‪.)16‬‬

‫ج‪ -‬و في رواية أخرى عن المغيرة‪ ،‬قال‪ :‬قال سعد بن عبادة‪ :‬لو رأيت رجال مع امرأتي لضربته بالسيف غير‬
‫مصفح‪ ،‬فبلغ ذلك النبي صلى اهلل عليه وسلم فقال‪(( :‬أتعجبون من غيرة سعد‪ ،‬ألنا أغير منە‪ ،‬واهلل‬
‫أغير مني)) (‪.)17‬‬

‫وجە الداللة‪ :‬في جميع هذه الروايات نهى النبي صلى اهلل عليه وسلم عن القتل دون إقامة البينة بدليل قول‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بلى أو نعم‪ ،‬أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم طلب منه البينة‬
‫على ذلك‪ ،‬وإال أقيم عليه حد القذف‪ ،‬فكذلك لو قام بقتله فإنه ال بد من إحضار البينة على صدق‬
‫دعواه‪ ,‬وإال سيقام عليه حد القصاص‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الشيخ نظام وجماعة من علماء الهند‪ :‬الفتاوى الهندية ‪ :‬ج ‪ 2‬ص ‪ ,162‬ابن قيم الجوزية‪ ،‬زاد المعاد‪.365/5 ,‬‬
‫‪15‬‬
‫مسلم‪ :‬صحيح مسلم‪ :‬باب انقضاء عدة المتوفى عنها زوجها‪ ,1122/2 ,‬الرقم‪.1498 :‬‬
‫‪16‬‬
‫مسلم‪ :‬صحيح مسلم‪ :‬باب انقضاء عدة المتوفى عنها زوجها‪ ,1136/2 ,‬الرقم‪.1499 :‬‬
‫‪17‬‬
‫البخاري‪ :‬صحيح البخاري‪ :‬باب من رأى مع امرأته رجال فقتله‪ ,173/8 ,‬الرقم ‪.6846‬‬
‫‪641‬‬
‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬
‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫قال أبو سليمان الخطابي( ‪ :)18‬يشبه أن تكون مراجعة سعد النبي صلى اهلل عليه وسلم طمعا في الرخصة‪ ،‬ال‬
‫ردا لقوله صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فلما أبى ذلك رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬سكت‪ ،‬وانقاد‪ .‬وفيه‬
‫دليل على أن من قتل رجال‪ ،‬ثم ادعى أنه وجده على امرأته أنه ال يسقط عنه القصاص به حتى يقيم‬
‫البينة على زناه‪ ،‬وكونه محصنا مستحقا للرجم‪ ،‬كما لو قتله‪ ،‬ثم ادعى أنه كان قد قتل ثم أبى‪ ،‬فعليه‬
‫البينة‪ ،‬وكذلك لو قطع يده‪ ،‬ثم ادعى عليه سرقة ال يقبل حتى يقيم بينة على أنه سرق نصابا من‬
‫حرز ال شبهة له فيه(‪.)19‬‬

‫‪ -2‬عن سهل بن سعد‪ ,‬جاء عويمر إلى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول اهلل رجل وجد مع‬
‫امرأته رجال أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع؟ فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪(( :‬قد أنزل اهلل‬
‫القرآن فيك وفي صاحبتك)) فأمرهما رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بالمالعنة بما سمى اهلل في‬
‫كتابه فالعنها‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬إن حبستها فقد ظلمتها فطلقها‪ ،‬فكانت سنة لمن كان بعدهما‬
‫في المتالعنين(‪.)20‬‬

‫وجە الداللة‪ :‬أن عويمرا كان يعلم أنه لو قتل زوجته أو من يزني بها دون أن تكون لديه البينة على زناهما فإن‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم سيقتله بذلك‪ ،‬كما أن النبي صلى اهلل عليه وسلم لم يرخص له في القتل‬
‫ً‬
‫مسموحا به في هذه الحالة ألمر النبي‬ ‫وانما العن بينه وبين زوجته ثم فرق بينهما ولو كان القتل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم بقتلها أو لرخص لعويمر بذلك فدل ذلك داللة واضحة على أن القاتل في هذه‬
‫الحالة يقتل لعدم وجود البينة ( ‪.)21‬‬

‫‪ -3‬عن سعيد بن المسيب أن رجال بالشام وجد مع امرأته رجال فقتله أو قتلها فكتب معاوية إلى أبي موسى‬
‫األشعري بأن يسأل له عن ذلك عليا فسأله فقال علي رضي اهلل عنه أن هذا الشيء ما هو بأرض‬

‫‪18‬‬
‫هو‪ :‬أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي لفقيه أاألديب‪ ,‬المتوفي ‪ 388‬هـ‪ ,‬الذهبي‪ :‬شمس الدين أبو عبد‬
‫هللا محمد بن أحمد بن عثمان بن َق أايماز تاريخ اإلسالم‪ ,632/8 :‬ط‪ :1‬دار الغرب اإلسالمي ‪2003‬م‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫البغوي‪ :‬أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء ‪ ,‬شرح السنة‪ ,265 /9 :‬ط‪ :3‬المكتب االسالمي بيروت ‪ 1983‬م‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫البخاري‪ :‬صحيح البخاري‪ ,‬باب {والخامسة أن لعنة هللا عليه إن كان من الكاذبين}‪ ,99/6 ,‬الرقم‪.4746 :‬‬
‫كباجة‪ :‬جريمة القتل بدافع الشرف في القانون الفلسطيني‪.157 :‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪642‬‬
‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬
‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫العراق عزمت عليك لتخبرني فأخبره فقال علي رضي اهلل عنه أنا أبو حسن أن لم يأت بأربعة شهداء‬
‫فليعط برمته(‪.)22‬‬

‫وجە الداللة ‪ :‬يستدل من هذا األثر أن علي بن أبي طالب اشترط أربعة شهداء لسقوط القصاص على ابن‬
‫خيبري‪.‬‬

‫‪ -4‬عن ابن عباس‪ ،‬أن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال‪(( :‬لو يعطى الناس بدعواهم‪ ،‬الدعى ناس دماء رجال‬
‫وأموالهم‪ ،‬ولكن اليمين على المدعى عليە))( ‪.)23‬‬

‫وجە الداللة ‪ :‬وقد بين النبي صلى اهلل عليه وسلم الحكمة في كونه ال يعطى بمجرد دعواه‪ ،‬ألنه لو كان أعطى‬
‫بمجردها الدعى قوم دماء قوم وأموالهم‪ ،‬وال يمكن المدعى عليه أن يصون ماله ودمه وأما المدعي‬
‫فيمكنه صيانتهما بالبينة‪.‬‬

‫‪ -5‬عن عبد اهلل بن عمر قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم)) ال يحل دم امرئ مسلم‪ ،‬يشهد أن ال إلە‬
‫إال اهلل وأني رسول اهلل‪ ،‬إال بإحدى ثالث‪ :‬الثيب الزاني‪ ،‬والنفس بالنفس‪ ،‬والتارك لدينە المفارق‬
‫للجماعة ))( ‪.)24‬‬

‫وجە الداللة‪ :‬أن اإلسالم عصم النفس البشرية‪ ,‬وحرم قتلها إال بما حدده الشرع مع وجود البينة والشهود‪.‬‬

‫أدلة أصحاب القول الثاني‪:‬‬

‫ذهب الحنفية وبعض المالكية وبعض الحنابلة (‪ )25‬بأن القاتل ال يقتل ودم المقتول هدر‪ ،‬سواء وجدت‬
‫البينة أم لم ال توجد واستدلوا على ذلك باألدلة التالية‪:‬‬

‫‪22‬‬
‫البيهقي ‪ :‬السنن الكبرى‪ :‬باب الشهود في الزنا‪.230/ 8 :‬‬
‫‪23‬‬
‫مسلم‪ :‬صحيح مسلم ‪ :‬باب اليمين على المدعى عليه‪ 1336/ 3:‬الرقم‪.1711:‬‬
‫‪24‬‬
‫المصدر السابق‪ :‬باب ما يباح به دم المسلم‪.1676/1302/3 :‬‬
‫‪25‬‬
‫الشيخ نظام وجماعة من علماء الهند ‪ :‬الفتاوى الهندية‪ ,162/2:‬اليعمري‪ :‬تبصرة األحكام‪ ,257/2 ,‬ابن قيم الجوزية‪ ،‬زاد‬
‫المعاد‪.365/5 ,‬‬
‫‪643‬‬
‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬
‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫‪ -1‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال سعد بن عبادة‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬لو وجدت مع أهلي رجال لم أمسه حتى آتي بأربعة‬
‫شهداء؟ قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪(( :‬نعم))‪ ،‬قال‪ :‬كال والذي بعثك بالحق‪ ،‬إن كنت ألعاجله‬
‫بالسيف قبل ذلك‪ ،‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪(( :‬اسمعوا إلى ما يقول سيدكم‪ ،‬إنە لغيور‪،‬‬
‫وأنا أغير منە‪ ،‬واهلل أغير مني)) (‪.)26‬‬

‫و في رواية أخرى عن المغيرة‪ ،‬قال‪ :‬قال سعد بن عبادة‪ :‬لو رأيت رجال مع امرأتي لضربته بالسيف‬
‫غير مصفح‪ ،‬فبلغ ذلك النبي صلى اهلل عليه وسلم فقال‪(( :‬أتعجبون من غيرة سعد‪ ،‬ألنا أغير منە‪ ،‬واهلل أغير‬
‫مني)) (‪.)27‬‬

‫وجە الداللة‪ :‬أن الرسول صلى اهلل عليه وسلم سكت على ما قاله سعد‪ ،‬وسكوته إقرار لما قاله سعد على تلك‬
‫الغيرة‪ ،‬وعلى الفعل الناتج عنها‪ ،‬وبناء عليه يجوز للزوج قتلها دون إقامة البينة وال مسئولية على‬
‫عليه في تلك الحالة‪.‬‬

‫‪ -2‬عن أبي سعيد الخدري رضي اهلل عنه قال ‪ :‬سمعت رسول صلى اهلل عليه وسلم يقول‪ (( :‬من رأى منكم‬
‫ً‬
‫منكرا فليغيره بيده‪ ،‬فإن لم يستطع فبلسانە ‪ ،‬فإن لم يستطع فبقلبە وذلك أضعف اإليمان))( ‪.)28‬‬

‫وجە الداللة‪ :‬أن الدفاع عن العرض والشرف جزء من أجزاء األمر بالمعروف والنهي عن المنكر الوارد في‬
‫الحديث‪ ،‬فيكون هذا الدفاع واج ًبا ولو أدى إلى القتل ألن القتل هنا من باب تغيير المنكر وليس من‬
‫باب اقامة الحد أو التعزير ألن هذا من صالحيات ولي األمر‪.‬‬

‫‪ -3‬روى عن عمر‪ :‬أنه كان يوما يتغدى إذ جاء رجل يعدو وفى يده سيف ملطخ بالدم ووراءه قوم يعدون خلفه‬
‫فجاء حتى جلس مع عمر فجاء اآلخرون فقالوا‪ :‬يا أمير المؤمنين إن هذا قتل صاحبنا فقال له عمر‬
‫ما تقول؟ فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين إني ضربت فخذي امرأتي فإن كان بينهما أحد فقد قتلته فقال عمر‪:‬‬

‫‪26‬‬
‫مسلم‪ :‬صحيح مسلم‪ :‬باب انقضاء عدة المتوفى عنها زوجها‪ ,1136/2 :‬الرقم‪.1499 :‬‬
‫‪27‬‬
‫سبق تخريج الحديث‪.‬‬
‫مسلم‪ :‬صحيح مسلم‪ :‬باب بيان كون النهي عن المنكر من اإليمان‪ 69/1 :‬الرقم‪.49:‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪644‬‬
‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬
‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫ما تقولون ؟ قالوا‪ :‬يا أمير المؤمنين إنه ضرب بالسيف فوقع في وسط الرجل وفخذي المرأة فأخذ‬
‫عمر سيفه فهزه ثم دفعه إليه وقال‪(( :‬إن عاد فعد )) (‪.)29‬‬

‫وجە الداللة‪ :‬أن عمر رضي اهلل عنه أقر الرجل على فعله ولم يُقِ م عليه القصاص رغم عدم وجود البينة فلو‬
‫كان يستحق القصاص ألقامه عمر عليه دون تردد‪ .‬فدل ذلك على أن من يجد مع امرأته رجالً فيقتله‬
‫أو يقتلهما ال يضمن‪.‬‬

‫األدلة ومناقشتها‪:‬‬

‫ناقش الجمهور بأدلتهم أصحاب القائلين بجواز القتل دون وجود البينة بما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬الرد على الدليل األول‪ :‬من روايات سعد بن عبادة‪ ,‬فقد أجاب الجمهور عليها بأن هذه األحاديث تدل على‬
‫وجود القصاص والقود على من قتل رجالً وجده مع امرأته‪ ،‬ألن اهلل تعالى أغير من سعد‪ ،‬وقد أوجب‬
‫الشهود في الحدود‪ ،‬فال يجوز أن يتعدى حدود اهلل تعالى‪ ،‬وال يسقط دما بمجرد دعوى‪ .‬وقالوا بأن‬
‫إقرار النبي صلى اهلل عليه وسلم لغيرة سعد هو إقرار لخلق كريم حث عليه الشرع‪ ،‬لكن هذه الغيرة‬
‫ال تكون بحال أكثر من غيرة النبي صلى اهلل عليه وسلم وقد أوضح في الحديث برواياته بأنه ال‬
‫يجوز قتله إال بالبينة( ‪ )30‬وهذا ما يؤيده حديث أبي هريرة رضي اهلل عنه ‪ ":‬أن سعد بن عبادة رضي‬
‫اهلل عنه قال لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬أرأيت إن وجدت مع امرأتي رجالً أأمهله حتى آتي‬
‫بأربعة شهداء؟ فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪(( :‬نعم))‪.‬‬

‫ويرد أيضا ‪ :‬بأن حديث سعد بن عبادة قد ورد قبل نزول آيات اللعان التي حرم اهلل ألحد إن وجد زوجته أو‬
‫ً‬
‫سعدا قال أي قول بعد آيات اللعان؛ ألنه‬ ‫إحدى محارمه مع رجل يزني بهما أن يقتلهما‪ ,‬ولم يرد أن‬
‫ً‬
‫ساكتا‪ ،‬أو يتكلم دون بينة فيقام عليه‬ ‫مخرج‪ ،‬فعليه أن يرى الجريمة ويبقى‬
‫ٌ‬ ‫قبل نزولها لم يكن للزوج‬
‫مخرج وهو المالعنة‬
‫ٌ‬ ‫حد القذف‪ ،‬أو يقتل زوجته فيقتل بها‪ ،‬أما بعد نزول آيات اللعان فقد أصبح له‬

‫‪29‬‬
‫ذكره األلباني في إرواء الغليل‪ ,‬و قال إسانده مرسل ‪.275/7:‬‬
‫‪30‬‬
‫ابن قيم الجوزية‪ ،‬زاد المعاد‪.365/5 :‬‬
‫‪645‬‬
‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬
‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫ً‬
‫ومنعا لكثير من حاالت القتل تحت ما‬ ‫لكل من الزوج والزوجة‬
‫ثم التفريق بينهما‪ ،‬وفي ذلك إنصاف ٍ‬
‫يسمى غطاء الشرف(‪.)31‬‬

‫‪ -2‬وأجاب الجمهور على الدليل الثاني‪ :‬بأن التغير دائما يكون بالتدريج وال يكون مباشرة بالقتل‪ ،‬فلو أن هذا‬
‫منكرا من وجه نظره بيده وألصبح المجتمع المسلم‬‫ً‬ ‫الباب انفتح ألصبح كل شخص يغير ما يراه‬
‫عبارة عن غابة يتنازع فيها الناس ويقتل بعضهم بعضا بحجة تغيير المنكر‪ ،‬وال شك أن هذا األمر فيه‬
‫مفاسد عظيمة تفوق ما يمكن أن يحصل من المنافع (‪.)32‬‬

‫‪ -3‬أما استداللهم بما وردة عن ع مر رضي اهلل عنه فقد رد أصحاب قول األول على هذا الدليل من عدة وجوه‪:‬‬

‫أ‪ -‬أن الثابت من الواقعة أن أولياء المقتول كانوا حاضرين ومعترفين بالواقعة‪ ،‬فدل ذلك على أن حكمه كان‬
‫تبعا لذلك وأنه لو لم يكن هناك اعتراف من أولياء المقتول الشترط إقامة البينة من قبل القاتل‪.‬‬

‫ب‪ -‬ويرد عنه أن األخبار الواردة عن عمر رضي اهلل عنه جاءت في ذلك مختلفة‪ ،‬وعامة‬

‫أسانيدها منقطعة(‪.)33‬‬

‫الرأي الراجح‪:‬‬

‫بعد عرض أدلة الفريقين من الفقهاء و استقرائها‪ ,‬يتبين رجحان ما ذهب إليه الجمهور القائل بعدم‬
‫جواز القتل بدون وجود البينة في حال التلبس بالزنا وذلك للألمور التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬لقوة أدلتهم وسالمتها من الردود ووضوح الحجة فيها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أن رأي الجمهور يتوافق مع مقاصد الشريعة اإلسالمية والتي من ضمنها حق اإلنسان في الحياة ومنع‬
‫االعتداء عليها بدون وجه حق‪ ,‬و سدً ا لذريعة سفك الدماء لمجرد اإلدعاء بالتلبس بالزنا أو لمجرد‬
‫الشك‪.‬‬

‫كباجة‪ :‬جريمة القتل بدافع الشرف في القانون الفلسطيني‪.159 :‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪32‬‬
‫النووي ‪ :‬المجموع شرح المهذب‪.253/19 :‬‬
‫‪33‬‬
‫ابن حجر‪ :‬أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقالني ‪ :‬دار المعرفة ‪ -‬بيروت‪ ,1379 ،‬ب ط‪ :‬فتح الباري‪.174/12 :‬‬
‫‪646‬‬
‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬
‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫ً‬
‫وخصوصا‬ ‫ثالثا‪ :‬هذا القول يتوافق مع قواعد التثبت وضرورة وجود البينة التي أمرت بها الشريعة اإلسالمية‪،‬‬
‫في القضايا التي لها انعكاس على األفراد والمجتمع‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬إن إقامة الحدود من مسؤولية االمام والسلطة الحاكمة‪ ،‬ولوترك األمر دون اشراف ولي األمر لعمت‬
‫الفوضى وانتشر القتل وتهدر الدماء‪.‬‬

‫ً‬
‫دفاعا عن الشرف في حال عدم التلبس بالزنا‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬األحكام المتعلقة بالقتل‬

‫تحدثنا في المطلب السابق عن رجحان قول القائلين بعدم جواز قتل الزوجة أو أحد المحارم في‬
‫حال التلبس بالزنا‪ ,‬فإذا كان القتل ال يجوز في حالة التلبس فمن باب أولي أنه ال يجوز في غير حاالت التلبس‪،‬‬
‫فال يجوز القتل بحجة وجود شكوك في تصرفات المرأة‪ ،‬أو لوجود إشاعات أن سلوكها غير قويم‪ ,‬بل الواجب‬
‫عليه في حال اتهامها اقامة البينة وهي أربعة شهود أو اللعان ‪ ،‬وإال لزمه حد القذف‪ ،‬وإن قتلها أقيم عليه حد‬
‫القصاص وهذا موضع اتفاق الفقهاء‪ .‬واألدلة الشرعية الدالة على ذلك ما يلي‬

‫‪ -1‬قوله تعالى‪{:‬وَ الَّذِ ينَ يَرْ مُ ونَ َا ْزوَ اجَ ُهمْ وَ لَمْ َيكُنْ لَ ُهمْ ُشهَ دَ اءُ ِا َّال َا ْن ُف ُس ُهمْ َف َشهَ ادَ ُة َاحَ دِ هِ مْ َارْ بَعُ َشهَ ادَ ٍ‬
‫ات ِب َّ ِ‬
‫اهلل‬
‫اب‬‫اهلل عَ لَ ْي ِە ِانْ كَانَ مِ نَ الْكَاذِ ِبينَ (‪ )7‬وَ ي َْد َر ُا عَ نْهَ ا الْعَ َذ َ‬ ‫ت َّ ِ‬‫الصادِ قِ ينَ (‪ )6‬وَ الْ َخامِ َس ُة َانَّ لَعْ َن َ‬‫ِا َّن ُە لَمِ نَ َّ‬
‫اهلل عَ لَ ْيهَ ا ِانْ كَانَ مِ نَ‬
‫ب َّ ِ‬
‫ض َ‬‫اهلل ِا َّن ُە لَمِ نَ الْكَاذِ ِبينَ (‪ )8‬وَ الْ َخامِ َس َة َانَّ َغ َ‬ ‫ات ِب َّ ِ‬‫َانْ َت ْشهَ دَ َارْ بَعَ َشهَ ادَ ٍ‬
‫اب حَ كِ يمٌ }(‪.)34‬‬‫اهلل َت َّو ٌ‬
‫َحمَ ُت ُە وَ َانَّ َّ َ‬ ‫ض ُل َّ ِ‬
‫اهلل عَ لَ ْيكُمْ وَ ر ْ‬ ‫الصادِ قِ ينَ (‪ )9‬وَ لَ ْو َال َف ْ‬
‫َّ‬

‫وجە الداللة‪ :‬بينت اآلية أنه ال يجوز إقامة حد الزنا بغير دليل‪ ،‬بل يسقط عنها حد الرجم‪ ،‬وباللعان سقط عن‬
‫الزوج حد القذف ويفرق بينهما‪.‬‬

‫‪ -2‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪(( ":‬ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم‪ ،‬فإن وجدتم للمسلم‬
‫ً‬
‫مخرجا‪ ،‬فخلوا سبيلە‪ ،‬فإن اإلمام أن يخطئ في العفو خير لە من أن يخطئ في العقوبة))( ‪.)35‬‬

‫وجە الداللة‪ :‬يتبين عدم جواز القتل بحجة الشرف لوجود شبهة أو شك حول سلوك من يراد قتله‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫سورة النور اآلية‪.10-6 :‬‬
‫‪35‬‬
‫البيهقي ‪ :‬السنن الكبرى ‪ ،‬باب ما جاء في درء الحدود بالشبهات ‪ , 233 / 17 :‬الرقم‪ ،17139 :‬ضعفه األلباني في إرواء‬
‫الغليل ‪,343 /7 :‬ط‪ :2‬المكتب اإلسالمي – بيروت‪1985 ,‬م‪.‬‬
‫‪647‬‬
‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬
‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫‪ -3‬إن النبي صلى اهلل عليه وسلم تعرض لموقف من أشد المواقف صعوبة عندما طعن المنافق عبداهلل بن أبي‬
‫بن سلول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم في عرضه واتهم زوجته عائشة رضي اهلل عنها ولكن قال‬
‫بذنب فاستغفري‬
‫ٍ‬ ‫بر ُئ ِك اهلل‪ ،‬واِن كُ ْن ِت ألممت‬
‫فسي ِ‬
‫ُ‬ ‫بر ً‬
‫يئة‬ ‫لها النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ِ (( :‬انْ كُ ْن ِت ِ‬
‫اهلل وتوبي إليە )) ( ‪.)36‬‬

‫ووجە الداللة‪ :‬لم يزد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم على ذلك فلم يقتل ولم يشتم بل صبر رسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم وصبرت أم المؤمنين حتى أنزل اهلل عشر آيات في سورة النور( ‪ )37‬تثبت براءتها‬
‫وكذب كل من تكلم في عرضه صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬

‫‪ -4‬عن أبي موسى األشعري رضي اهلل عنه قال ‪ُ " :‬اتي عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه بامرأة من أهل اليمن‬
‫قالوا بغت‪ ،‬قالت ‪ :‬إني كنت نائمة‪ ،‬فلم أستيقظ إال برجل رمى في مثل الشهاب‪ ،‬فقال عمر رضي اهلل‬
‫عنه‪(( :‬يمانية ُن ُؤومة شابة‪ ،‬فخلى عنها وَ مَ تَّ عَ هَ ا )) ( ‪.)38‬‬

‫وجە الداللة ‪ :‬أن عمر رضي اهلل عنه لم يطبق الحد على هذه المرأة رغم أن زناها ثابت باإلقرار‪ ،‬لوجود شبهة‬
‫اإلكراه‪ ،‬فكذلك ال يجوز قتل المشتبه بها لمجرد التهمة‪.‬‬

‫خالصة القول‪ :‬أن من قتل زوجته أو إحدى قريباته أو محارمه أو غيرها‪ ،‬وادعى أنه وجدها في حالة تلبس‬
‫ً‬
‫صادقا فيجوز له قتلها أو قتل من يزني بها فيما بينه وبين اهلل أي ديانة‪ ،‬أما قضاء‬ ‫بالزنا‪ ،‬فإن كان‬
‫ً‬
‫صادقا فينبغي عليه لرفع القصاص عن نفسه أن يأتي بأربعة شهود من عدول الرجال‬ ‫فحتى ولو كان‬
‫ً‬
‫محصنا‪ ،‬كما يُ درأ‬ ‫يشهدون بصدق قوله‪ ،‬فهنا يُ درأ عنه القصاص‪ ،‬مع وجوب أن يكون المقتول‬
‫القصاص عن القاتل في حال اعترف أولياء المقتول بصحة ادعائه‪ ،‬أما الزوج فله سبيل آخر في حالة‬
‫ما اتهم زوجته بالزنا وهو اللعان‪ ،‬فإن اعترفت الزوجة يقام عليها الحد‪ ،‬وان لم تعترف والعنت الزوج‬
‫فيفرق القاضي أو الحاكم بينهما(‪.)39‬‬

‫‪36‬‬
‫البخاري‪ :‬صحيح البخاري‪ :‬باب قوله‪{ :‬قال‪ :‬بل سولت لكم أنفسكم أم ار فصبر جميل} ‪ ,76/6‬الرقم ‪.4690‬‬
‫‪37‬‬
‫سور النور اآلية ‪.21 -11‬‬
‫‪38‬‬
‫البيهقي ‪ ،‬السنن الكبرى ‪ ،‬كتاب الحدود ‪ ،‬باب من زنى بامرأة مستكرهة ‪ ،‬حديث‪ 228 / 17 :‬الرقم‪ ، 17129 :‬صححه‬
‫األلباني في إرواء الغليل‪. 30 / 8 :‬‬
‫كباجة‪ :‬جريمة القتل بدافع الشرف في القانون الفلسطيني‪.166 ,‬‬ ‫‪39‬‬

‫‪648‬‬
‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬
‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫المغتصب دفاعا عن الشرف وإجهاض الجنين‬


‫ِ‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬أحكام قتل‬

‫الفرع األول‪ :‬أحكام تتعلق باالغتصاب‪:‬‬

‫ً‬
‫ظلما‬ ‫أوالً‪ :‬تعريف االغتصاب‪ :‬االغتصاب في اللغة من باب االفتعال من غصب‪ .‬والغصب‪ :‬وهو أخذ مال الغير‬
‫ً‬
‫كرها‪ ,‬فاستعاره للجماع (‪ .)40‬وهذا المعنى األخير‬ ‫ً‬
‫وعدوانا‪ .‬أو أنه غصبها نفسها‪ :‬أي أراد أنه وقوعها‬
‫االغتصاب‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫اغتصابا‪ .‬و‬ ‫هو الذي شاع استعماله حتى غلب في العرف فصار اإلكراه على الجماع يسمى‬
‫في الغالب يقع من الرجل على المرأة‪ ،‬والمقصود هو إجبار المرأة على الجماع‪ ،‬وبغير رضاها‪ ،‬فإن‬
‫ُ‬
‫الشرع ويعتبر من كبائر الذنوب‪ ,‬قال تعالى‪:‬‬ ‫كان الوقاع برضاها‪ ،‬فهو ً‬
‫زنا‪ ،‬وهو جريمة يعاقب عليها‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫اجل ُِدوا كُ َّل وَ ِ‬ ‫الزان َِي ُة وَ َّ‬
‫اهلل ِان كُ ُ‬
‫نتمْ‬ ‫اح ٍد ِّم ْن ُهمَ ا مِ َئة جَ لدَ ٍة وَ ال َت ْا ُخذكُم ِب ِهمَ ا َر ْا َفة فِ ي دِ ِ‬
‫ين َّ ِ‬ ‫الزانِي َف ْ‬ ‫{ َّ‬
‫اهلل وَ الْ َي ْو ِم ْ‬
‫اْل ِخ ِر وَ لْ َي ْشهَ ْد عَ َذاب َُهمَ ا َطائ َِف ٌة ِّمنَ الْمُ ْؤمِ نِينَ }( ‪ ,)41‬وإذا ُاضيف اإلكرا ُه إلى الزنا‪،‬‬ ‫ُت ْؤمِ ُنونَ ِب َّ ِ‬
‫كانت الجريمة أكبر‪ ،‬واإلثم أعظم على الرجل المغتصب‪.‬‬

‫المغتصبة ال إثم عليها‪ ،‬ألنها مكرَهة‪،‬‬


‫َ‬ ‫المغتصب شرعا‪ :‬اتفق الفقهاء(‪ )42‬على أن الفتاة‬
‫َ‬ ‫ثانيا‪:‬ال إثم وال حد على‬
‫لم ا ورد عن النبي صلى اهلل عليه وسلم أنه قال‪(( :‬رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا‬
‫اس ُتكرهت على‬
‫عليە)) (‪ )43‬وكما أن المكرَهة ال حدَّ عليها‪ ،‬عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه ((أن امرأة ْ‬
‫المغتصب هي‪ :‬إقامة ِّ‬
‫حد الزنا‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الحد)) ( ‪ ,)44‬وعقوبة‬ ‫عهد رسول اهلل صلى اهلل عليە وسلم فدر َا عنها‬
‫المغتصب مهر‬
‫ِ‬ ‫ً‬
‫محصنا فالرجم‪ ,‬وكذلك يضمن‬ ‫ً‬
‫عزبا فجلد مائة‪ ،‬وإذا كان‬ ‫المغتص ُب‬
‫ِ‬ ‫عليه‪ ،‬فإن كان‬
‫المثل للمغتصبة‪ ،‬على قول جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة(‪.)45‬‬

‫‪40‬‬
‫ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ,648/1 :‬فيروز آبادي‪ :‬القاموس المحيط ‪.154 :‬‬
‫‪41‬‬
‫سورة النور اآلية ‪.2‬‬
‫‪42‬‬
‫ابن قدامة‪ :‬المغني‪ ,154/10 ,‬ب ط‪ :‬مكتبة القاهرة ‪1968‬م‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫ابن حبان‪ :‬صحيح ابن حبان ‪ :‬باب األيمان والعقود إذا اختلجت ببال المرء ال حرج عليه بها‪ ،‬ما لم يساعده الفعل‪ ،‬أو النطق‪:‬‬
‫‪ ,178 /10‬الرقم‪ ,4334 :‬علق عليه شعيب األرنؤوط بأن إسناده صحيح ‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫الترمذي‪ :‬سنن الترمذي‪ :‬باب ما جاء في المرأة إذا استكرهت على الزنا‪ ,107/3:‬الرقم‪ .1453 :‬وقال هذا حديث غريب‪ ،‬وليس‬
‫إسناده بمتصل‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫ابن قدامة‪ ::‬المغني‪.155/10 :‬‬
‫‪649‬‬
‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬
‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫المغتصب‪ :‬الواجب الشرعي يقتضي أن تدافع المرأة عن عرضها وشرفها حال تعرضها‬
‫ِ‬ ‫ثالثا‪ :‬حكم قتل‬
‫المغتصبة‪ ،‬فقد ورد في‬
‫َ‬ ‫لالغتصاب‪ ،‬وتدفع المغتصب بكل طريقة تقدر عليها‪ ،‬ولو أدى ذلك إلى قتل‬
‫الحديث عن سعيد بن زيد رضي اهلل عنه قال‪ :‬سمعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول‪(( :‬من‬
‫ب‪ ،‬يهدر دمه وال شيء عليها من‬ ‫غتص َ‬
‫المغتصبة الم ِ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫شهيد)) ( ‪ )46‬وإذا قتلت‬ ‫ُقتل دون عرضە فهو‬
‫الكفارة أو القصاص‪ ،‬وهذا موضع اتفاق أهل العلم(‪.)47‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حكم إجهاض الجنين غسال للعار‬

‫ً‬
‫إجهاضا وهي‬ ‫أوال‪ :‬تعريف اإلجهاض‪ :‬اإلجهاض مأخوذ من الفعل الثالثي (جهض) فتقول أجهضت الناقة‬
‫مجهض أي ألقت ولدها لغير تمام( ‪ .)48‬أما على صعيد الفقه‪ ،‬فقد عرفه الفقهاء على أنه‬
‫ً‬
‫عمدا في الرحم"( ‪.)49‬‬ ‫ً‬
‫عمدا من الرحم قبل الموعد الطبيعي لوالدته أو قتله‬ ‫"إخراج الجنين‬

‫و المراد هنا‪ :‬هو إنهاء حالة الحمل الناتج عن جريمة اغتصاب ارتكبت بحق المرأة التي ال ذنب لها سوى أنها‬
‫كانت فريسة سهلة وضحية للمجرم الذي اغتصبها‪ ,‬غسال للعار‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حكم إجهاض الجنين الناتج عن االغتصاب‬

‫اتفق العلماء على تحريم اإلجهاض دون عذر بعد الشهر الرابع من بدء الحمل‪ ،‬حيث أن األصل في‬
‫اإلجهاض الحرمة والمنع‪ ،‬منذ عملية التلقيح ألنه ينشأ الكائن الجديد‪ ،‬ويستقر في القرار المكين وهو الرحم‪،‬‬
‫ولو كان هذا الكائن نتيجة اتصال محرم كالزنا‪ ،‬وقد أمر الرسول صلى اهلل عليه وسلم "الغامدية" التي أقرت‬
‫بالزنا واستوجبت الرجم أن تذهب بجنينها حتى تلد ‪ ،‬ثم بعد الوالدة حتى الفطام (‪.)50‬‬

‫الترمذي‪ :‬سنن الترمذي‪ :‬باب ما جاء فيمن قتل دون ماله فهو شهيد‪ , 82/3 :‬الرقم‪ 1421 :‬وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫‪47‬‬
‫الصنعاني‪ :‬سبل السالم‪,262/3‬ابن قدامة‪ :‬الشرح الكبير‪ .455/5‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪ ,106/28‬ط‪ :‬و ازرة األوقاف‬
‫والشئون اإلسالمية – الكويت ‪1404‬هـ‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫ابن منظور ‪ ،‬لسان العرب ‪.131/7 ، ،‬‬
‫‪49‬‬
‫الموسوعة الفقهية الكويتية‪.327/32:‬‬
‫‪50‬‬
‫حديث الغامدية‪ :‬أخرجه مسلم ‪.1323 / 3‬‬
‫‪650‬‬
‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬
‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫ويعد اإلجهاض جريمة‪ ،‬ألنه إزهاق نفس وقتل إنسان‪ ,‬إال أن هناك بعض من الفقهاء من يجيز‬
‫اإلجهاض لضرورة كمرض عضال أو سار كالسل أو السرطان‪ ،‬أو عذر آخر أو أن تتعرض المرأة لألذى كالقتل‬
‫مثالً ‪ ،‬أو أن ت تعرض لمرض نفسي أو عصبي‪ ،‬أو أن يصيبها في عقلها شيء ‪ ،‬أو أن يبقى العار يالحق أسرتها ‪،‬‬
‫مكانا ً‬
‫آمنا يلوذ به ( ‪.)51‬‬ ‫ً‬ ‫في أمر ال ذنب لها فيه ‪ ،‬أو أن هذا المولود ال يجد‬

‫وعليه إذا قلنا بجواز اإلجهاض للحاجة‪ ،‬فال حاجة أشد من رفع الضيق و الحرج الناجم عن‬
‫االغتصاب‪ .‬ألنه يندرج تحت القاعدة‪ " :‬الحاجة تنزل منزلة الضرورة‪ ،‬عامة كانت أو خاصة "‪ .‬فيباح للمرأة التي‬
‫حملت نتيجة االغتصاب إجهاض حملها‪ ،‬ما دام لم تنفخ فيه الروح‪ ،‬بل لعلها أعظم حاالت الحاجة التي تلحق‬
‫يمس المرأة من طعن في شرفها و سمعتها‪ ،‬و لما تتعرض له من أذى شديد على المجتمع (‪.)52‬‬
‫بالضرورة؛ لما ُّ‬

‫المبحث الثالث‬

‫ً‬
‫دفاعا عن الشرف في القانون العراقي‬ ‫األحكام المتعلقة بالقتل‬

‫المطلب األول‪ :‬قتل الرجل زوجتە أو إحدى محارمە‬

‫من المعلوم أن عقوبة القتل العمد في القانون العراقي هو اإلعدام أو السجن المؤبد‪ ،‬لكن استثنى‬
‫في قضية الرجل الذى يقتل زوجته أو إحدى محارمه‪ ،‬عندما يفاجئها في حالة التلبس بالزنا‪ .‬كما ويحرم‬
‫الضحية من حق الدفاع الشرعي‪ ,‬ويمنح أيضا أحكاما مخففة عندما تتعلق الجريمة بجرائم الشرف‪.‬‬

‫فقد نصت المادة (‪ )409‬من قانون العقوبات العراقي الرقم (‪ )111‬لسنة (‪ )1969‬المعدل على أنه‪:‬‬
‫(( يعاقب بالحبس مدة ال تزيد على ثالث سنوات من فاجأ زوجته او إحدى محارمه في حالة تلبس بالزنا او‬
‫وجدها في فراش واحد مع شريكها فقتلها في الحال او قتل احداهما او اعتدى عليهما أو على احدهما اعتداء‬
‫افضي الى الموت او عاهة مستديمة ‪ ،‬وال يجوز استعمال حق الدفاع الشرعي ضد من يستفيد من هذا العذر‬
‫وال تطبق ضده احكام الظروف المشددة ))(‪.)53‬‬

‫‪51‬‬
‫الزحيلي‪ :‬الفقه االسالمي أدلته‪ ,2646/4 :‬ط ‪ :4‬دار الفكر – دمشق‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫غانم‪ :‬عمر بن محمد بن إبراهيم ‪ :‬أحكام الجنين في الفقه اإلسالمي ‪ ,48‬ط ‪ :1‬دار ابن حزم – القاهرة ‪2000‬م‪.‬‬
‫المادة ‪ 409‬من قانون العقوبات العراقي رقم ‪ 111‬لسنة ‪ 1969‬المعدل‪.‬‬ ‫‪53‬‬

‫‪651‬‬
‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬
‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫يفهم من نص المادة بأن كل رجل قتل او اعتدى بالضرب المفضي الى الموت او العاهة المستديمة‬
‫على زوجته أو إحدى محارمه أو شريكها عند وجودهما في حالة تلبس بالزنا أو في فراش واحد‪ ,‬فعقوبته ال‬
‫تزيد عن ثالث سنوات وللقاضي سلطة تقديرية في تخفيف تلك العقوبة‪ ,‬وال يجوز ان تشدد العقوبة على‬
‫القاتل‪.‬‬

‫ويفهم ايضا من نص المادة بأن المستفيد من تخفيف عقوبة القتل هو الرجل فقط فاذا قتلت المرأة‬
‫زوجها في حالة تلبسه بالزنا فإنها تعاقب بالعقوبة المقررة قانونا دون اي تخفيف‪.‬‬

‫ولكن علق العمل بحكم المادة (‪ )409‬من قانون العقوبات العراقي في إقليم كوردستان ‪ -‬العراق‬
‫بموجب القانون رقم (‪ )3‬المادة رقم (‪ )1‬لسنة ‪ 2015‬بتأريخ ‪ "2015/4/7‬الصادر في برلمان اإلقليم‪ ,‬وأوضح‬
‫ً‬
‫الفتا الى أن "قرار التعديل‬ ‫بأن "العمل بالقانون سيتم من تاريخ نشره في جريدة وقائع كردستان الرسمية‪،‬‬
‫جاء بغية ترسيخ العدالة وايجاد مجتمع بعيد عن العنف والتمييز الجنسي في اقليم كردستان"‪ .‬مع ذلك ال‬
‫يخلو إقليم كوردستان من حوادث جرائم الشرف‪ ،‬بل إن االنفتاح االجتماعي ساهم في نقل تفاصيل الحوادث‬
‫الى المأل عبر نشرها في وسائل اإلعالم من صحافة وتلفزيون‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬قتل الجنين والمغتصب دفاعا عن الشرف‬

‫أوال‪ :‬قتل الجنين‪ :‬تعد واقعة اإلجهاض جريمة يعاقب عليها وفقا لنصوص قانون العقوبات العراقي المادة‪:‬‬
‫(‪ )417‬رقم ( ‪)111‬لسنة ( ‪ ) 1969‬حيث تنص المادة‪ ( :‬يعاقب بالحبس مدة ال تزيد على سنة‬
‫وبغرامة ال تزيد على مائة دينار او بإحدى هاتين العقوبتين كل امرأة اجهضت نفسها بأية وسيلة‬
‫ً‬
‫صيدليا‬ ‫ً‬
‫طبيبا او‬ ‫ً‬
‫مشددا للجاني اذا كان‬ ‫ً‬
‫قضائيا‬ ‫ً‬
‫ظرفا‬ ‫كانت او مكنت غيرها من ذلك برضاها)‪ .‬ويعد‬
‫ً‬
‫كيميائيا أو قابلة أو احد معاونيهم(‪.)54‬‬ ‫أو‬

‫أما قتل االم لجنينها يعد ظرفا قضائيا مخففا اتقاء للعار اذا كانت قد حملت سفاحا‪ .‬وكذلك االمر‬
‫في هذه الحالة بالنسبة لمن اجهضها من اقربائها الى الدرجة الثانية‪ .‬وهذا من المفارقات القضائية على مستوى‬
‫تطبيق االحكام الجزائية في التشريع الجنائي العراقي‪ ,‬حيث تستفيد االم من هذا العذر ويتم الحكم عليها‬
‫ً‬
‫قانونا للجرائم المماثلة‪.‬‬ ‫بعقوبة اخف من تلك المقررة‬

‫قانون عقوبات العراقي‪ :‬المادة ‪ ,417‬الرقم ‪ ,111‬لسنة‪.1969:‬‬ ‫‪54‬‬

‫‪652‬‬
‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬
‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫ثانيا‪ :‬قتل المغتصب ‪ :‬فقد نص المشرع العراقي حق الدفاع الشرعي عن النفس‪ ,‬بأن يتولى الشخص بنفسه‬
‫صد االعتداء الحال بالقوة الالزمة لتعذر االستعانة بالسلطة لحماية الحق المعتدي عليه‪ ,‬و أجاز ان‬
‫يصل فعل الدفاع في حالة الدفاع الشرعي عن النفس الى القتل‪ .‬جاءت المادة ‪ 42‬عقوبات متضمنة‬
‫الشروط الواجب توافرها لقيام حالة الدفاع الشرعي كسبب من اسباب االباحة‪ .‬وفي مادة ‪ 43‬نصت‬
‫ً‬
‫قصدا إال إذا أريد به دفع أحد األمور التالية‪:‬‬ ‫على أن الدفاع الشرعي عن النفس ال يبيح القتل‬

‫‪ . 1‬فعل يتخوف أن يحدث منه الموت او جراح بالغة إذا كان لهذا التخوف أسباب معقولة‪.‬‬

‫ً‬
‫كرها‪.‬‬ ‫‪ .2‬مواقعة امرأة او اللواطة بها او بذكر‬

‫‪ .3‬خطف إنسان‬

‫المبحث الرابع‬

‫آثار جرائم القتل بدافع الشرف وأسبابها وسبل الوقاية منها‬

‫ومما يؤكد أن اإلسالم حرص أشد الحرص على حفظ وصيانة الضرورات الخمسة‪ ،‬وهي‪ :‬حفظ‬
‫الدين‪ ،‬و النفس‪ ،‬والعِ رض‪ ،‬والعقل‪ ،‬والمال‪ ،‬وبحفظ هذه الضروريات يسعد المجتمع‪ ،‬ويطمئن كل فرد فيه‪،‬‬
‫وعلى أساس هذه الصيانة رتبت ال عقوبات المنصوص عليها والتي تعرف في الفقه اإلسالمي بالجنايات‬
‫والحدود (‪.)55‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أسباب جرائم الشرف‬

‫تتعد أسباب جرائم ما يسمى بدافع الشرف منها‪:‬‬

‫‪ -1‬ضعف واضع الديني لدى كثير من الناس حول كيفية معالجة الشريعة اإلسالمية للقضايا المتعلقة بالشرف‬
‫والجرائم االخالقية سواء ما يتعلق بوسائل اإلثبات أو طرق العقاب‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫التويجري‪ :‬محمد بن إبراهيم بن عبد هللا موسوعة الفقه اإلسالمي ‪ ,9/5 :‬ط‪ :1‬بيت االفكار الدولية ‪.2009‬‬
‫‪653‬‬
‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬
‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫‪ -2‬ترسيخ بعض العادات و التقاليد االجتماعية الخاطئة و التي تشكل نوع من أنواع الضغط االجتماعي على‬
‫األسرة مما يدفع إلى القتل استجابة لهذه الضغوط االجتماعية‪.‬‬

‫‪ -3‬تأخر الزواج بسبب غالء المهور وعدم ال قدرة على تأمين متطلبات الزواج وتكاليفه الباهظة‪ ,‬ونفور المجتمع‬
‫من تعدد الزوجات‪ ,‬األمر الذي أدى إلى ازدياد العنوسة في المجتمع‪ ,‬ومن ثم االنحراف الى الرذيلة‪.‬‬

‫‪ -4‬التفكك األسري و عدم مراقبة األبناء‪ ,‬وعدم تثقيفهم بثقافة الجنسية المطلوبة التي تجعلهم قادرين على‬
‫التميز بين الخطأ و الصواب‪.‬‬

‫‪ -5‬وجود بعض النصوص القانونية التي تخفف من عقوبة القتل بدافع الشرف‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬طرق الوقاية من جرائم القتل‬

‫أوال‪ :‬االلتزام باآلداب اإلسالمية وذلك بما يأتي‪:‬‬

‫أ‪ .‬الحث على الزواج ‪ :‬لقد حث اإلسالم الشباب على الزواج‪ ،‬وجعله وسيلة لغض األبصار وحفظ الفروج‪ ،‬وفي‬
‫ذلك يقول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪(( :‬يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج‪،‬‬
‫ومن لم يستطع فعليە بالصوم فإنە لە وجاء))( ‪.)56‬‬

‫ب‪ .‬تحريم النظر إلى المحرمات واألمر باالحتشام‪ :‬لقد أمر اإلسالم جميع المسلمين والمسلمات بغض النظر‬
‫ً‬
‫مقصورا على األزواج ؛ ألن النظر بشهوة وسيلة إلى الزنا ودواعيه‪,‬‬ ‫إلى ما حرم اهلل وجعل البصر‬
‫وكذلك دعى المرأة للحجاب واالحتشام صيانة لعرضها وطهارة لقلوب الجميع قال تعالى‪ُ {:‬ق ْل‬
‫ِك َا ْزكَى لَ ُهمْ ِانَّ َّ َ‬
‫اهلل َخ ِبيرٌ ِبمَ ا ي ْ‬
‫َصنَعُ ونَ (‪)30‬‬ ‫َح َف ُظوا ُفرُ وجَ ُهمْ َذل َ‬
‫ارهِ مْ وَ ي ْ‬
‫ْص ِ‬ ‫لِلْمُ ْؤمِ نِينَ ي َُغ ُّ‬
‫ضوا مِ نْ َاب َ‬
‫َح َف ْظنَ ُفرُ وجَ ُهنَّ وَ َال يُ ْبدِ ينَ ِزينَتَ ُهنَّ ِا َّال مَ ا َظهَ َر مِ نْهَ ا‬
‫ارهِ نَّ وَ ي ْ‬ ‫ضنَ مِ نْ َاب َ‬
‫ْص ِ‬ ‫ض ْ‬ ‫ات ي َْغ ُ‬ ‫وَ ُق ْل لِلْمُ ْؤمِ َن ِ‬
‫ض ِربْنَ ِب ُخمُ ِرهِ نَّ عَ َلى جُ ُي ِ‬
‫وب ِهنَّ ‪.)57 (}...‬‬ ‫وَ لْ َي ْ‬

‫‪56‬‬
‫البخاري‪ :‬صحيح البخاري‪ :‬باب قول النبي ص‪« :‬من استطاع منكم الباءة فليتزوج‪ ,3/7 :‬الرقم‪.5065 :‬‬
‫‪57‬‬
‫سورة النور‪ :‬اآلية‪.31-30 :‬‬
‫‪654‬‬
‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬
‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫ثانيا‪ :‬ال توعية الدينية‪ :‬إن من المعلوم كلما ارتفع الوعي الديني عند أفراد المجتمع قل نسبة الجرائم‪ ,‬ألن‬
‫الشريعة تأمر بالمحافظة على النفوس وستر أعراض الناس‪ ,‬وجعل لكل جريمة عقوبة ما يناسبها‬
‫وساوى في ذلك ببين الرجل والمرأة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬العقوبة القضائية‪ :‬تتنوع عقوبات جرائم الشرف والتي تصدر بحكم قضائي؛ لتشمل الحـدود‪ ،‬والقصاص‪،‬‬
‫والتعزير‪ ،‬والعقوبة التعزيرية يترك تحديد العقوبة فيها للحـاكم المـسلم نوعا‪ ،‬ومقدارا وفق ما‬
‫تقتضيه مصلحة الدولة العليا‪ ،‬وأمنها االجتماعي‪ ،‬والسياسي؛ ألن تصرف الحاكم منوط بالمصلحة‪،‬‬
‫وحيثما تحققت المصلحة المعتبرة شرعا فـثم شرع ااهلل تعالى ودينه( ‪.)58‬‬

‫الخاتمة‬

‫من خالل هذه الدراسة وصلت إلى هذه النتائج و التوصيات‪:‬‬

‫أوال‪ :‬النتائج‬

‫‪ -1‬االعتداء على النفس بالقتل بدافع الشرف‪ ،‬وحفظ السمعة‪ ،‬من الجرائم المرتبطة بالعادات والتقاليد‬
‫الخاطئة‪ ،‬ال يتوافق مع عدالة الشريعة االسالمية‪ ,‬وخير دليل على ذلك ما شاهدناه في قتل "دعاء‬
‫خليل أسود" المنتمية إلى الديانة اليزيدية حيث قتل من قبل ذويه بدافع غسل العار‪.‬‬

‫‪ -2‬ال يجوز للزوج قتل زوجته إذا رماها بالزنا‪ ،‬بل الواجب عليه في حال اتهامها إقامة البينة وهي أربعة شهود‬
‫أو اللعان وإال لزمه حد القذف‪ ،‬وإن قتلها أقيم عليه حد القصاص‪.‬‬

‫‪ -3‬إن الشريعة اإلسالمية أجازت لمن وجد زوجته أو إحدى قريباته أو غيرها في حالة تلبس بالزنا قتلها أو‬
‫ً‬
‫ديانة ال قضاء‪ ،‬أما فيما يتعلق بالقضاء فال يسقط القصاص عنه إال إذا أتى بأربعة شهود‬ ‫كليهما وذلك‬
‫عدول يشهدون بصدق‪ ،‬أو أن يشهد أولياء المقتول على الزنا‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫أبو البصل‪ :‬علي عبد األحد أبو البصل‪ :‬جرائم الشرف‪.36 :‬‬
‫‪655‬‬
‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬
‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫‪ -4‬تعتبر جرائم القتل بدافع الشرف في غالبها صورة من صور القتل العمد العادي‪ ،‬واألصل أن يعاقب مرتكبوها‬
‫ً‬
‫عذرا‬ ‫ً‬
‫قضائيا‪ ،‬أو‬ ‫ً‬
‫ظرفا‬ ‫بالعقوبة المخصصة للقتل العمد‪ ،‬إال أن القانون العراقي قد منح مرتكبيها‬
‫ً‬
‫معفيا من العقوبة‪.‬‬ ‫ً‬
‫مخففا أو‬ ‫ً‬
‫قانونيا‬

‫‪ -5‬االختالف بين كل من الشريعة والقانون العراقي‪ ,‬في أن الشريعة تساوي بين الرجل والمرأة في العقوبة أما‬
‫في القانون نجد عقوبة تشمل المرأة أكثر من الرجل‪.‬‬

‫ً‬
‫أيضا‪،‬‬ ‫‪ -6‬إن جرائم القتل بدافع الشرف وان كان غالبية ضحاياها من النساء‪ ،‬إال أنها قد ترتكب ضد الرجال‬
‫وهذا ما تشهد به المحاكم‪.‬‬

‫‪-7‬إن قانون العقوبات المطبق في العراق سوى إقليم كوردستان يقرر على تخفيف أو إعفاء مرتكبي جرائم‬
‫القتل بدافع الشرف من العقوبة‪.‬‬

‫‪ -8‬إن الشريعة اإلسالمية قد عالجت موضوع القتل بدافع الشرف بشكل جذري من خالل وضعها لمنظومة‬
‫وقائية وعقابية متكاملة‪ ،‬فقد حذرت الشريعة من ارتكا ب جريمة الزنا ومقدماتها واعتبرتها جريمة‬
‫من أعظم الجرائم على اإلطالق‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التوصيات‬

‫‪ -1‬ينبغي على المسلم بأن ال يضع نفسه في مواطن الشبهات‪ ،‬وأن ال يستعجل في اتخاذ القرارات‪ ،‬بمجرد وجد‬
‫الشبهات ألن المعلومة الصحيحة‪ ،‬والتثبت‪ ،‬والتدقيق في االخبار من مستلزمات اتخاذ القرار في‬
‫الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ -2‬ضرورة إلغاء كافة النصوص القانونية التي تخفف على مرتكبي جرائم القتل بدافع الشرف من العقوبة‪ ,‬و‬
‫تعديل كافة النصوص القانونية التي قد يلجأ إليها ويستفيد منها مرتكبوها‪.‬‬

‫‪ -3‬عقد دورات ومؤتمرات تثقيفية‪ ،‬و توعية المجتمع لحماية األسرة من العنف سواء من حيث الوقاية‪ ،‬أو‬
‫العقوبة الدنيوية واألخروية‪.‬‬

‫‪ -4‬التوعية الدينية وبيان خطورة جرائم الشرف وبيان موقف الشريعة اإلسالمية منها‪.‬‬

‫‪656‬‬
‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬
‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫‪ -5‬ضرورة تربية أفراد العائلة على العفة‪ ,‬وتيسير الزواج الشرعي للشباب‪ ,‬ومحاربة الفساد والبطالة ألنها‬
‫تساهم لمكافحة الجرائم الشرف‪.‬‬

‫المصادر والمراجع‬

‫أوال‪ :‬اللغة‬

‫إبراهيم مصطفى ‪ /‬أحمد الزيات ‪ /‬حامد عبد القادر ‪ /‬محمد النجار‪ :‬المعجم الوسيط‪ :‬مجمع اللغة‬ ‫‪.1‬‬
‫العربية بالقاهرة‪ ,‬الناشر‪ :‬دار الدعوة‪.‬‬

‫ابن فارس‪ :‬أِبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا‪ ,‬معجم مقاييس اللغة‪ ,‬المحقق ‪ :‬عبد السالم محمد‬ ‫‪.2‬‬
‫هارون‪ ,‬الناشر ‪ :‬دار الفكر‪ ,‬الطبعة ‪1399 :‬هـ ‪1979 -‬م‪.‬‬

‫ابن منظور‪ :‬أبو الفضل محمد بن مكرم بن على‪( ،‬المتوفى‪711 :‬هـ)‪ ,‬لسان العرب ‪ ,‬الناشر‪ :‬دار صادر‬ ‫‪.3‬‬
‫– بيروت‪ ,‬الطبعة‪ :‬الثالثة ‪ 1414 -‬هـ‪.‬‬

‫فيروزآبادي‪ :‬محمد بن يعقوب(المتوفي ‪ :) 817‬القاموس المحيط‪ ,‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة بيروت‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحديث وشروحە‬

‫ابن بطال‪ :‬أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك (المتوفى‪449 :‬هـ)‪ ,‬شرح صحيح البخاري البن‬ ‫‪.5‬‬
‫بطال‪ ,‬تحقيق‪ :‬أبو تميم ياسر بن إبراهيم‪ ,‬دار النشر‪ :‬مكتبة الرشد ‪ -‬السعودية‪ ،‬الرياض‪ ,‬الطبعة‪:‬‬
‫الثانية‪1423 ،‬هـ ‪2003 -‬م‪.‬‬

‫ابن حبان‪ :‬محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَ عْ بدَ ‪ ،‬التميمي‪( ،‬المتوفى‪354 :‬هـ)‪ ,‬صحيح‬ ‫‪.6‬‬
‫ابن حبان بترتيب ابن بلبانا‪ ,‬لمحقق‪ :‬شعيب األرنؤوط‪ ,‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة – بيروت‪ ,‬الطبعة‪:‬‬
‫الثانية‪1993 – 1414 ،‬م‪.‬‬

‫ابن حجر العسقالني‪ :‬أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقالني‪ :‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪,‬‬ ‫‪.7‬‬
‫الناشر‪ :‬دار المعرفة ‪ -‬بيروت‪.1379 ،‬‬

‫‪657‬‬
‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬
‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫األلباني‪ :‬محمد ناصر الدين (المتوفى ‪1420 :‬هـ)‪ ,‬إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل‪:‬‬ ‫‪.8‬‬
‫إشراف‪ :‬زهير الشاويش‪ ,‬الناشر‪ :‬المكتب اإلسالمي – بيروت‪ ,‬الطبعة‪ :‬الثانية ‪ 1405‬هـ ‪1985 -‬م‪.‬‬

‫البخاري‪ :‬محمد بن إسماعيل أبو عبداهلل البخاري لمتوفى‪256 :‬هـ)‪,‬صحيح البخاري‪ ,‬المحقق‪ :‬محمد‬ ‫‪.9‬‬
‫زهير بن ناصر الناصر‪ ,‬الناشر‪ :‬دار طوق النجاة ( مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد‬
‫فؤاد عبد الباقي)‪ ,‬الطبعة‪ :‬األولى‪1422 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪ .10‬البيهقي‪ :‬أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر(المتوفى ‪ ,)458‬سنن البيهقي الكبرى ‪,‬تحقيق‬
‫محمد عبد القادر عطا‪ ,‬الناشر مكتبة دار الباز‪ ,‬سنة النشر ‪1994 – 1414‬م‪.‬‬

‫‪ .11‬الترمذي‪ :‬أبو عيسى محمد بن عيسى بن َسوْ رة بن موسى بن الضحاك‪( ،‬المتوفى‪279 :‬هـ)‪ ,‬الجامع‬
‫الكبير ‪ -‬سنن الترمذي‪ ,‬المحقق‪ :‬بشار عواد معروف‪ ,‬الناشر‪ :‬دار المعرفة‪ -‬بيروت‪.‬‬

‫‪ .12‬الصنعاني‪ :‬محمد بن إسماعيل األمير الكحالني (المتوفى ‪1182 :‬هـ)‪ :‬سبل السالم‪ :‬مكتبة مصطفى‬
‫البابي الحلبي‪ ,‬الطبعة ‪ :‬الرابعة ‪1379‬هـ‪1960 /‬م‪.‬غرب اإلسالمي – بيروت‪ ,‬سنة النشر‪1998 :‬م‪.‬‬

‫‪ .13‬مسلم‪ :‬مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري (المتوفى‪261 :‬هـ)‪ ,‬صحيح مسلم‪,‬‬
‫المحقق‪ :‬محمد ف ؤاد عبد الباقي‪ ,‬الناشر‪ :‬دار إحياء التراث العربي – بيروت‪.‬‬

‫‪ .14‬النووي‪ :‬أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف (المتوفى‪676 :‬هـ)‪ ,‬المنهاج شرح صحيح مسلم بن‬
‫الحجاج‪ ,‬الناشر‪ :‬دار إحياء التراث العربي – بيروت‪ ,‬الطبعة‪ :‬الثانية‪.1392 ،‬‬

‫ثالثا‪ :‬الفقە وأصولە‬

‫‪ .15‬ابن رشد‪ :‬أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي (المتوفى‪520 :‬هـ)‪ ,‬البيان والتحصيل والشرح‬
‫والتوجيه والتعليل لمسائل المستخرجة‪ ,‬تحقيق‪ :‬د محمد حجي وآخرون‪ ,‬الناشر‪ :‬دار الغرب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ,‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ 1408 ،‬هـ ‪ 1988 -‬م‪.‬‬

‫‪658‬‬
‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬
‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫‪ .16‬ابن فرحون‪ :‬إبراهيم بن علي بن محمد‪ ، ،‬برهان الدين اليعمري (المتوفى‪799 :‬هـ)‪ ,‬تبصرة الحكام‬
‫في أصول األقضية ومناهج األحكام‪ ,‬الناشر‪ :‬مكتبة الكليات األزهرية‪ ,‬الطبعة‪ :‬األولى‪1406 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪1986‬م‪.‬‬

‫‪ .17‬ابن قدامة المقدسي‪ :‬عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الجماعيلي الحنبلي‪( ,‬المتوفى‪682 :‬هـ)‪ :‬الشرح‬
‫الكبير على متن المقنع ‪ :‬دار الكتاب العربي للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪ .18‬ابن قدامة‪ :‬أبو محمد موفق الدين عبد اهلل بن أحمد بن محمد الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي‬
‫الحنبلي‪ ،‬الشهير بابن قدامة المقدسي (المتوفى‪620 :‬هـ)‪ ,‬المغني البن قدامة ‪ ,‬ط ‪ :‬مكتبة القاهرة‬
‫‪1968‬م‪.‬‬

‫‪ .19‬ابن قيم الجوزية‪ :‬محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين (المتوفى‪751 :‬هـ)‪ ,‬زاد المعاد‬
‫في هدي خير العباد‪ ,‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت ‪ -‬مكتبة المنار اإلسالمية‪ ،‬الكويت‪ ,‬الطبعة‪:‬‬
‫السابعة والعشرون ‪1415 ,‬هـ ‪1994/‬م‪.‬‬

‫‪ .20‬ابن مفلح‪ :‬إبراهيم بن محمد بن عبد اهلل بن محمد‪( ،‬المتوفى‪884 :‬هـ)‪ ,‬المبدع في شرح المقنع‬
‫الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ,‬الطبعة‪ :‬األولى‪ 1418 ،‬هـ ‪ 1997 -‬م‪.‬‬

‫‪ .21‬ابن نجيم‪ :‬زين الدين بن إبراهيم بن محمد المصري (المتوفى‪970 :‬هـ)‪ ,‬البحر الرائق شرح كنز‬
‫الدقائق‪ ,‬وبالحاشية‪ :‬منحة الخالق البن عابدين‪ ,‬الناشر‪ :‬دار الكتاب اإلسالمي‪ ,‬الطبعة‪ :‬الثانية ‪ -‬بدون‬
‫تاريخ‪.‬‬

‫‪ .22‬ابو زهرة‪ :‬محمد ابو زهرة الجريمة والعقوبة‪ ,‬ط ‪ :1‬دار الفكر العربي – القاهرة‪.‬‬

‫‪ .23‬البغوي‪ :‬أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء (المتوفى‪516 :‬هـ) شرح السنة‪ ,‬تحقيق‪:‬‬
‫شعيب األرنؤوط‪ -‬محمد زهير الشاويش‪ ,‬الناشر‪ :‬المكتب اإلسالمي ‪ -‬دمشق‪ ،‬بيروت‪ ,‬الطبعة‪ :‬الثانية‪،‬‬
‫‪1403‬هـ ‪1983 -‬م‪.‬‬

‫‪ .24‬التويجري‪ :‬محمد بن إبراهيم بن عبد اهلل موسوعة الفقه اإلسالمي ‪ :‬الطبعة‪ :1:‬بيت االفكار الدولية‬
‫‪.2009‬‬

‫‪659‬‬
‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬
‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫‪ .25‬التويجري‪ :‬محمد بن إبراهيم بن عبد اهلل‪ ,‬موسوعة الفقه اإلسالمي‪ ,‬الناشر‪ :‬بيت األفكار الدولية‪,‬‬
‫الطبعة‪ :‬األولى‪ 1430 ،‬هـ ‪ 2009 -‬م‪.‬‬

‫اإلسالمي وأدلته‪ :‬دار الفكر ‪ ,‬دمشق‪ ,‬الطبعة‪ :‬الرَّ ابعة‪.‬‬


‫ّ‬ ‫‪ .26‬الزحيلي‪ :‬أ‪ .‬د‪ .‬وَ هْ َبة بن مصطفى‪ ،‬الناشر‪ : :‬الفقه‬

‫‪ .27‬زيدان‪ :‬د محمد مصطفى‪ :‬الدوافع واالنفعاالت‪ :‬مكتبة العكاظ – سعودية – الطبعة‪ :‬األولى‪.1404 ,‬‬

‫‪ .28‬غانم‪ :‬عمر بن محمد بن إبراهيم ‪ :‬أحكام الجنين في الفقه اإلسالمي ‪ ,48‬ط ‪ :1‬دار ابن حزم – القاهرة‬
‫‪2000‬م‪.‬‬

‫‪ .29‬الماوردي‪ :‬ابو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي‪ ،‬الشهير بالماوردي‬
‫(المتوفى‪450 :‬هـ) األحكام السلطانية‪ ,‬ص ‪ ,219‬ط‪ :‬دار الحديث – القاهرة‪.‬‬

‫‪ .30‬الموسوعة الفقهية الكويتية‪ :‬صادر عن‪ :‬وزارة األوقاف والشئون اإلسالمية – الكويت ‪ ,‬الطبعة‪ :‬من‬
‫‪ 1427 - 1404‬هـ‪.‬‬

‫‪ .31‬نظام‪ :‬الشيخ نظام وجماعة من علماء الهند‪ :‬الفتاوى الهندية في مذهب اإلمام األعظم أبي حنيفة‬
‫النعمان‪ ,‬الناشر دار الفكر‪ ,‬سنة النشر ‪1411‬هـ ‪1991 -‬م‪.‬‬

‫‪ .32‬النووي‪ :‬أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف (المتوفى‪676 :‬هـ)‪ ,‬المجموع شرح المهذب (مع تكملة‬
‫السبكي والمطيعي)‪ ,‬الناشر‪ :‬دار الفك‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬التأريخ والتراجم‬

‫‪ .33‬الذهبي‪ :‬شمس الدين أبو عبد اهلل محمد بن أحمد بن عثمان بن َقايْ ماز (المتوفى‪748 :‬هـ) تاريخ‬
‫اإلسالم وَ وَ فيات المشاهير وَ األعالم‪ :‬المحقق‪ :‬الدكتور بشار عوّ اد معروف‪ ,‬الناشر‪ :‬دار الغرب‬
‫اإلسالمي‪ ,‬الطبعة‪ :‬األولى‪ 2003 ،‬م‪.‬‬

‫‪ .34‬الذهبي‪ : :‬شمس الدين أبو عبد اهلل محمد بن أحمد بن عثمان بن َقايْ ماز‪ :‬تاريخ اإلسالم وَ وَ فيات‬
‫المشاهير وَ األعالم (المتوفى‪748 :‬هـ)‪ ,‬المحقق‪ :‬الدكتور بشار عوّ اد معروف‪ : ,‬دار الغرب اإلسالمي‪,‬‬
‫الطبعة‪ :‬األولى‪ 2003 ،‬م‪.‬‬

‫‪660‬‬
‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬
‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫‪ .35‬خامسا‪ :‬الرسائل واألطاريح الجامعية‬

‫‪ .36‬كباجة ‪ :‬عبد الهادي وليد‪ :‬جريمة القتل بدافع الشرف في القانون الفلسطيني‪ -‬دراسة تحليلة مقارنة‪,‬‬
‫رسالة ماجستير قدم إلى كلية الشريعة والقانون بجامعة االسالمية – غزة سنة ‪2016‬م‪.‬‬

‫‪ .37‬أبو البصل‪ :‬د‪ -‬علي عبد األحد أبو البصل‪ :‬جرائم الشرف – دراسة فقهية مقارنة‪ ,‬بحث منشور من‬
‫قبل مجلة البحوث والدراسات الشرعية ‪ 1434‬هـــ‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬القوانين‬

‫‪ .38‬السعيد د‪ .‬كامل السعيد‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجرائم الواقعة على اإلنسان‪ ،‬الطبعة الثانية‪ :,‬دار‬
‫الثقافة للنشر والتوزيع‪ -‬عمان‪.‬‬

‫‪ .39‬قانون العقوبات السوري‪ :‬رقم (‪ )148‬لسنة ( ‪ ) 1949‬المادة (‪. )192‬‬

‫‪ .40‬قانون العقوبات العراقي‪ :‬المادة ‪ 409‬رقم ‪ 111‬لسنة ‪ 1969‬المعدل‪.‬‬

‫‪ .41‬قرار محكمة التمييز العراقية‪ :‬الرقم (‪ ،)4‬هيئة موسعة‪ ،‬صادرة في عام ‪.1984‬‬

‫سابعا‪ :‬الدوريات‬

‫‪ .42‬علي‪ :‬رقية عبد علي‪ :‬بحث مقارن بين القو انين العراقية النافذة وبين التعديالت التي اجريت عليها‬
‫في اقليم كردستان‪ ,‬الحوار المتمدن‪-‬العدد‪. 21:15 - 7 / 8 / 2013 - 4177 :‬‬

‫‪ .43‬مفهوم الدافع وأثره على عوامل السلوك اإلجرامي‪ - .‬مجلة المحقق الحلي القانونية والسياسية‪,‬‬
‫العدد‪ , 2‬السنة الثامنة ‪.2016‬‬

‫ثامنا‪ :‬مصادر الكترونية‬

‫‪ .44‬عمار التركي‪ ،‬االستفزاز الخطير وأثره في جريمة القتل‪.‬‬


‫‪https://www.iasj.net/iasj?func=fulltext&aId=9427‬‬

‫‪661‬‬
‫مجلة قەاڵى زانست العلمية‬
‫مجلة علمية دورية محكمة تصدر عن الجامعة اللبنانية الفرنسية – اربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،‬العراق‬
‫المجلد ( ‪ – ) ٣‬العدد ( ‪ ،) ٤‬خریف ‪٢٠١٨‬‬
‫رقم التصنيف الدولي‪ISSN 2518-6566 (Online) - ISSN 2518-6558 (Print) :‬‬

‫‪ .45‬فارس علي‪ :‬مقال بعنوان‪ :‬مـــــــاهية جريمة (( غســـــــــل العـــــــار ) ‪:/11/2011 -‬‬
‫‪.http://www.startimes.com/?t=29558468‬‬

‫پوختە‬

‫ئهم توێژینهوهیه بریته له لێكۆلینهوه له دیاردهیهكی بهرباڵوی كۆمهالیهتی ئهویش ( تاوانی‬


‫كوشتنە لە ژێر ناونیشانی پارێزگاریكردن لە شەرهف و ناموس)‪ ،‬كه كۆمهڵگای عێراقی به گشتی و‬
‫كوردستانیش لێی بێبهش نیه‪ ،‬توێژهر ههولی داوه باسێكی پوخت و بابهتیانهی ئهم دیاردهیه بكات‪ ،‬و‬
‫حوكمی شهرعی‪ ،‬و هۆكارو چارهسهرهكانی دهست نیشان بكات‪ ،‬ئهمهش لهڕێگای باسكردنی دهقهكانی‬
‫پهیوهست بهم بابهتهوه له شهریعه تی ئیسالمی‪ ،‬و باسكردنی بیروبۆچونی زانایانی شهرع زان‪ ،‬و باسكردنی‬
‫بهڵگهو ڕاجیاوازیهكان‪ ،‬و ههڵبژاردنی ڕای پهسهند لهم بارهیهوه به بهراورد لهگهڵ یاسای سزادانی عێراقی‪،‬‬
‫و ئهندازهی یهكانگیری له نێوانیاندا‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬

‫‪This research is comprising of investigation one of the common social‬‬


‫‪phenomena which is murdering by honor killing in Iraq generally and Kurdistan‬‬
‫‪also. Researcher tried to precise discus this phenomenon with identification of‬‬
‫‪Sharia laws and determine the causes and treatment of the subject. This is by‬‬
‫‪explaining some articles which related to that in Islamic sharia and explaining the‬‬
‫‪idea of some Sharia scientists with evidence and different views of them. Then,‬‬
‫‪selecting the right idea compared with the Iraqi criminal law and the. ratio of‬‬
‫‪agreement between sharia and law.‬‬

‫‪662‬‬

You might also like