Professional Documents
Culture Documents
مركز الاجانب في القانون الجزائري
مركز الاجانب في القانون الجزائري
تحت عنوان
مركز األجانب
في القانون الجزائري
2
خطة البحث
مقدمة
الخاتمة
مقدمة
من XXذ الق XXديم واإلنس XXان ،ينتق XXل من مكان إلى أخ XXر بحث XXا عن الطع XXام واملاء وال XXدافئ واألمن ورغم االس XXتقرار
الذي طبع حياة اإلنسان مند اكتشاف الزارعة ،إال أنه فتئ يعاود التنقل من دولة إلى أخرى.
والجزائر كغيرها من دول العالم ولكونها بوابة الشمال بإفريقيXا وألن موقعهXا وسXط القXارات الثالث إفريقيXا
واسXXيا وأروبXXا فهم نقطXXة ربXXط من جميXXع دول العXXالم ،إضXXافة إلى اسXXتقرار األمXXني وتXXوافر شXXروط الحيXXاة الكريمXXة ،فقXXد
أصXX Xبحت الجزائــر أنضXX Xار النXX Xازحين ،من منXX Xاطق التوتــر وعXX Xديم االسXX Xتقرار بXX Xالنظر إلى كXX Xثرة االستثمارات األجنبيXX Xة
والشXX Xركات في مجXX Xاالت متعXX Xددة ،فXX Xإن الحXX Xدود اإلقليميXX Xة لهXX Xا تشXX Xهد حركXX Xة تنقXX Xل متزايXX Xدة ،جعلت األجXX Xانب
ينتقلون ،داخXل الXتراب الوطXني وفي ظXل القXوانين الدوليXة واالتفاقيXات وكXذا مبXدأ املعاملXة باملثXل ،فXإن الجزائXر
حرص XXت كل الح XXرص على التعام XXل م XXع األج XXانب بطريق XXة س XXليمة وحض XXارية بحيث تحف XXظ أراوحهم وممتلكاتهم
دون أن تهم XXل الحف XXاظ على أمن وس XXاملتها اإلقليمي XXة وعلي XXه ق XXد ص XXدر ق XXانون رقم 11/80م XXؤرخ في 11جم XXادي الثاني XXة
1211هـ املواف XXق لـ 12ج XXوان ،1880املتعل XXق بش XXروط دخ XXول األج XXانب إلى الجزائ XXر واق XXامتهم به XXا وتنقلهم فيه XXا ،بمثاب XXة
نظام بضبط حركة األجانب ويشمل على كل ما يتعلق بXاألجنبي من شXروط دخولXه وإقامتXه وعبXوره عXبر الXتراب الوطXني
ومغادرتهم منها ،ومن هذا منطلق بحثنا حول مركز األجانب في القانون الجزائري.
إن االعتراف لألجنبي بالشخصية القانونية مراده إثبات أهليته القانونية إلجراء كافة التصرفات التي
تقتضيها معامالته مع الغير و التعبير عنها في أي مكان و ذلك بما ال يتعارض مع النظام العام السائد داخل الدولة
املضيفة ،فاالعتراف بالشخصية القانونية لألجنبي هو حق له يقابله في الوقت ذاته التزام على الدولة املضيفة بحيث
تتحرك مسؤوليتها الدولية عند اإلخالل به .
لقد عرف املشرع الجزائري األجنبي بموجب املادة الثالثة من القانون رقم 11/08املؤرخ في ،2008/06/25
املتعلق بشروط دخول األجانب إلى الجزائر و إقامتهم بها و تنقلهم فيها « بأنه كل فرد يحمل جنسية غير الجنسية
الجزائرية أو الذي ال يحمل أية جنسية» ،و من ثمة نستنتج ان الجنسية هي املعيار الذي يميز بين الوطني و األجنبي ،و
ملا كانت الجنسية رابطة سياسية و قانونية يتم على أساسها تمييز الوطني من األجنبي وتحديد من يتمتع بكافة الحقوق
في الدولة من عدمه فالوطني وصف ينصرف إلى أولئك األشخاص الذين يحملون جنسية دولة ما و نقيض ذلك
يوصف باألجنبي حتى و إن ارتبط هذا األخير بالدولة بأمر أخر غير الجنسية كرابطة اإلقامة أو املوطن ، 1و عليه فان
األجنبي بالنسبة إلى الدولة هو الشخص الذي ال تتوفر فيه الشروط التي تضعها بمقتضى قانونها الداخلي الكتسابه
وصف الوطني و يستوي بعد ذلك أن يكون األجنبي غير املتمتع بالجنسية الوطنية حامال لجنسية دولة أخرى أو ال
2
يحمل أي جنسية مطلقا مثلما هو الحال بشان عديم الجنسية
توفيXXق زيXXداني ،حXXق االجXXانب في التملXXك العقXXاري في التشXXريع الجزائXXري ،بحث منشXXور بمجلXXة البXXاحث للدراسXXات االكاديميXXة ،العXXدد 1
ص .366
2
إن تقرير تمتع اإلنسان بالشخصية القانونية يترتب عليه ضرورة االعتراف له بالحقوق
الالزمة ملمارسة هذه الشخصية لوظيفتها ،فاالعتراف لألجنبي بالشخصية القانونية و قبول الدولة له على إقليمها
بمعنى التصريح له بالدخول و اإلقامة يقتضي االعتراف له بالحقوق و الحريات العامة التي يتمتع بها الفرد في عالقته
بالجماعة التي يعيش فيها ،و يطلق غالبية الفقه على الحريات العامة الحريات اللصيقة بالشخصية مثل حرية العقيدة
و حرية التفكير و الرأي و حرية التنقل و حرمة املسكن و غيرها ،و يمكن تعريف الحقوق العامة بانها كل حق يرتبط
بشخص اإلنسان و بالتالي فهي الحقوق اللصيقة به و
التي تتقرر له بصفته إنسانا و هذا ما أدى بالفقهاء القانونيين إلى إطالق تسمية الحقوق اللصيقة
بالشخصية أو الحقوق الشخصية أو الحقوق الطبيعية عليها ،مثل حق الفرد في الحياة و في سالمة جسده
و في حرية التفكير و اإلعتقاد ،أو في حقه في أن ينسب إليه نتاج ذهنه العلمي و األدبي و الفني ،باإلضافة الى حق
التنقل من مكان إلى مكان آخر و الحقوق التي تعتبر مقومات للشخصية اإلنسانية هي ما اصطلح على تسميته
بالحقوق العامة.3
و قد وردت اإلشارة إلى وجوب تمتع األجنبي بالشخصية القانونية في نص املادة السادسة من اإلعالن العالمي
لحقوق اإلنسان التي جاءت كما يلي ":لكل إنسان أينما وجد الحق في أن يعترف
بشخصيته القانونية" ،كما تضمنت املادة 03من اتفاقية جنيف الرابعة لسنة ، 1949التأكيد على تمتع
األفراد بما فيهم األجانب بالحق في الشخصية اإلنسانية ،ويشمل حق التمتع بالشخصية اإلنسانية حق
الفرد في الحياة و الحرية و مؤدى ذلك أن يحض األجنبي و الوطني سواء في القدرة على التمتع بالحقوق
و اإللتزام بالواجبات ،فلألجنبي كأصل عام الحق في إبرام العقود و التصرف في أمواله بكافة أنواع التصرفات ،سواء
كان التصرف بعوض أو بغير عوض.
و باملثل يخضع الشخص االعتباري األجنبي للقانون الوطني من حيث نشأته وحياته و
إنقضائه ،غير انه يعامل معاملة األجانب من حيث مدى تمتعه بالحقوق ،و ھذا ما ينطبق على الشركات األجنبية
حسب ما تضمنته الفقرة الخامسة من املادة 50القانون املدني الجزائري والتي تنص
على ":الشركات التي يكون مركزها الرئيسي في الخارج ولها نشاط في الجزائر يعتبر مركزها في نظر القانون الداخلي في
الجزائر" ،أما بالنسبة للجمعيات فقد حدد ھا القانون رقم 90/31املؤرخ في 1990/ 12/04والذي خصص الباب
3بدر الدين عبد املنعم شوقي ،العالقات الخاصة الدولية ،أحكام الجنسية – املوطن -مركز األجانب ،دراسة مقارنة مع الفقه
اإلسالمي ،الطبعة ،02، 2005ص316-315
3
الرابع منه للجمعيات األجنبية من حيث تعريفها ،إنشائها ،كيفية ممارسة نشاطها وحتى وقفها. 4
إن تحليل التوثيق القانوني الجزائري الخاص بوضعية األجانب ،سواء النصوص القانونية
الداخلية (األحكام العامة أو الواردة في قوانين خاصة ) أو القانون االتفاقي يكشف أن املشرع الجزائري ،جمع بين
أسلوب تشبيه األجانب بالوطنيين أحيانا وبين االعتراف لألجانب باملعاملة التفضيلية أو األخذ باملعاملة باملثل كما
سيأتي تفصيله .
على الرغم من القيود الواردة على حرية الدولة وسلطتها في تنظيم مركز األجانب داخلها ،إال أن الدولة تستطيع
بما تملكه من سيادة وسلطة بناء التنظيم القانوني لألجانب وفقا ملا تراه مناسبا ومحققا ملصالحها السياسية
واالقتصادية والسكانية وكذلك بما يتالئم وينسجم مع االتفاقيات الدولية والقواعد االخالقية في هذا املجال .
والدول وهي بصدد بناء التنظيم القانوني لألجانب تختلف فيما بينها بالنسبة لألسس التي تبني عليها هذا التنظيم فمنها
أوال ،دول تساوي بين األجنبي والوطني فال فرق عندها بينهما فكالهما له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات
ويمكننا تسمية هذا األساس مبدأ التسوية بين الوطني واألجنبي ومنها دول تفرق بين الوطني وألجنبي وتميز فيما بينهم
من جهة الحقوق واالمتياز ات والتكاليف ويمكننا تسمية هذا األساس بمبدأ التمييز بين الوطني واألجنبي ومنها ثالثا
دول تفضل األجانب على الوطنيين فتمنح لألجنبي امتياز ات ال تمنحها للوطني ويسمى هذا األساس بمبدأ االمتيازات
األجنبية ومنها رابعا ما تعلق معاملة األجنبي على تعامل دولة هذا األجنبي لرعاياها وهو ما يعرف بمبدأ املعاملة باملثل،
ومنها خامسا ما تعلق تعاملها مع األجنبي على عالقتها مع دولة أو دول معنية فيتم االتفاق فيما بينهما على منح
األجنبي معاملة احد رعايا هذه الدولة على الرغم من أن دولة األجنبي ليست طرفا في هذا االتفاق ،وهو ما يعرف
بمبدأ الدولة األولى بالرعاية.5
عصام الدين القصبي ،القانون الدولي الخاص املصري ،مطبعة جامعة املنصورة ،2009/2008 ،ص 484 4
5عبد املنعم موسى إبراهيم ،االعتبار الشخصي في شركات األموال و قانون تملك األجانب للعقارات ،دراسة مقارنة ،منشورات
الحلبي الحقوقية ،الطبعة األولى ،2008 ،ص
.29
4
الفرع الثاني :مركز األجانب في القانون الداخلي الجزائري
بالوقوف عند أهم النصوص القانونية الداخلية ذات الصلة بوضعية األجانب يتضح أن
القانون الجزائري اقر الوسائل الفنية املعتمدة في القانون املقارن ،سواء بكفالة حقوق خاصة لفئات معينة
من األجانب استنادا إلى صفتهم املوضوعية أو انتمائهم بجنسيتهم ،أو بإقرار مبدأ املعاملة باملثل أو
تشبيههم بالوطنيين أو معاملة رعايا دول معينة معاملة تفضيلية ،و من مظاهر ذلك أن املشرع الجزائري
لم يميز بين الوطني و األجنبي في إقرار الضمانات املترتبة على نزع امللكية للمنفعة العامة و في التأميم و في االستيالء ،و
كمثال على ذلك فقد اكتفى املشرع الجزائري في قانون
04 -08الخاص بممارسة األنشطة التجارية في الجزائر بوضع شروط موضوعية ملمارسة النشاط بغض النظر عن
جنسية الشخص املمارس .
باملثل إن القوانين الجزائرية الخاصة بحماية امللكية الفكرية لم تميز في صاحب الحق ،املؤلف والفنان وصاحب
العالمة التجارية أو املخترع ،بين الوطني واألجنبي ،في حين يستفيد بعض األجانب بمعاملة تفضيلية بالنظر إلى
صفتهم كمستثمرين أجانب أو لتمتعهم بجنسيات معينة ،اقر قانون تطوير االستثمار حوافز تشجيعية للمستثمرين
دون تمييز بين الوطني واألجنبي في االستفادة من الضمانات والحماية الم
نصوص عليها في القوانين والتنظيمات املعمول بها كاإلعفاء من الضرائب والرسوم الجمركية وتسهيل الحصول على
التراخيص وامللكية العقارية وحق املستثمر في تحويل جميع مداخيل استثماراته ،أو قرار ضمانات قانونية خاصة في
6
حالة نزع ملكية أو الحرب .
الفرع الثالث :مركز األجانب في االتفاقيات الثنائية واملتعددة األطراف
اعتبارا للعالقات املكثفة التي تربط الجزائر بدول الجوار ،فقد أبرمت الجزائر اتفاقيات ثنائية مع هذه الدول
خاصة بمعاملة رعايا الدولتين ،كما أبرمت اتفاقيات ثنائية خاصة بالحماية و تشجيع االستثمارات ،ويتضح من
تحليل أحكام تلك االتفاقيات في الحالتين ،أنها خصت رعايا الدول املعينة بمعاملة خاصة ،فقد أخذت االتفاقية
الجزائرية الفرنسية الخاصة بالتشجيع و الحماية املتبادلة لالستثمارات مبدأ تشبيه رعايا الدولتين بالوطنيين أو
معاملتهم معاملة رعايا الدولة األكثر رعاية ،إذا كانت هذه املعاملة األكثر امتياز.7
6محمد بوعطاية "،مركز األجانب في القانون الجزائري" ،دار األدب الجديد ،2018 ،ص 139-138بتصرف.
7محمد بوعطاية "،مركز األجانب في القانون الجزائري" ،نفس املرجع السابق ،ص 189-187بتصرف.
5
املبحث الثاني :األحكام العامة في دخول األجانب التراب الجزائري
تراعى في دخول و إقامة و تنقل و خروج األجانب ،االتفاقيات الدولية ،لكن ال يسري هذا القانون على أعضاء
البعثات الدبلوماسية ،و أعضاء البعثات القنصلية.
و يعد أجنبيا ،في مفهوم هذا القانون ،كل من يحمل جنسية أجنبية ،أو ال يحمل أية جنسية .و الالجئ و عديمي
الجنسية ،لهما وضع خاص تحدده االتفاقيات الدولية التي صادقت عليها الجزائر.
املطلب األول :دخول األجانب إلى التراب الوطني.
يشترط في دخول األجانب اآلتي من الشروط:
.1أن يكون حائزا على جواز سفر (أو وثيقة سفر) ،مدة صالحيتها الدنيا 06أشهر .و في حالة عديم الجنسية و الالجئ،
فإن وثيقة السفر تلك تمنحها الدولة املضيفة،
.2أن تكون لألجنبي تأشيرة قيد الصالحية .على أن مدة اإلقامة بالجزائر هي 90يوما كحد أقصى .و متى رفضت
تأشيرة الدخول ،أمكن املعني التظلم بموجب طعن والئي أمام الهيئة املعنية؛ عمال بمبدأ املعاملة باملثل.
. 3إثبات وسائل العيش الكافية طوال مدة إقامته ،و رجوعه أيضا عند انتهاء مدة إقامته،
. 4أن يحوز الرخص اإلدارية عند االقتضاء؛ و هذا كالدفتر الصحي في حاالت انتشار األوبئة،
. 5يضاف إلى ما سبق ،شرط آخر يخص األجنبي الذي يريد اإلقامة املؤقتة بالجزائر ،بحيث يتحتم عليه اكتتاب تأمينا
على السفر.
هذا و يجوز لوزير الداخلية دائما ،منع أي أجنبي من دخول اإلقليم الجزائري .و يكون سبب هذا املنع:
6
إما ألسباب تتعلق بالنظام العام،
أو ألسباب تتعلق بأمن الدولة،
أو ألسباب تمس باملصالح األساسية الدبلوماسية للدولة الجزائرية.
و يتعين على األجنبي عند دخوله التراب الوطني ،التقدم لدى السلطات املختصة ،املكلفة بالرقابة على مستوى مراكز
الحدود ،مرفقا بالوثائق السالفة الذكر و عندما ترفض السلطات الجزائرية ،دخول أجنبي التراب الوطني ،عن طريق
الجو أو البحر ،فإن مؤسسة النقل التي أحضرته ،ملزمة بإعادته.8
املطلب الثاني :إقامة األجنبي على التراب الوطني
فرق املشرع الجزائري في األحكام التي يخضع لها األجنبي بهذا الصدد بين املقيم و غير املقيم.
الفرع األول :إقامة األجنبي غير املقيم.
يقصد باألجنبي غير املقيم ،األجنبي:
العابر لإلقليم الجزائري، ·
أو األجنبي الذي يأتي لإلقامة بالجزائر ،مدة ال تتجاوز 90يوما ،و ليس له القصد في تثبيت إقامته بالجزائر ،أو ·
ممارسة نشاط منهي أو مأجور.
الفرع الثاني .إقامة األجنبي املقيم.
يقصد باألجنبي املقيم ،ذلك األجنبي الذي يريد أن يثبت إقامته الفعلية و املعتادة و الدائمة بالجزائر .و يكون ذلك
أيضا لألجنبي الذي يرغب في تمديد مدة إقامته بالجزائر ،ألكثر من املدة املحددة في تأشيرته و هو يقصد تثبيت إقامته.
و تسلم بطاقة املقيم ،بعد أداء املعني حقوق الطابع التي يحددها قانون املالية ،تلك من والية إقامة األجنبي .و يسلم
لألجنبي في هذه الحالة ،وصال يعد بمثابة بطاقة مقيم ،إلى أن تسلم له بطاقة املقيم.
و بطاقة املقيم ،تشترط لدى كل أجنبي بلغ سن 18من عمره ،لكن يعفى منها األجنبي السائح ،و كذا أعضاء البعثات
الدبلوماسية و القنصلية.
و على ضوء ما سبق ،فإن بطاقة املقيم ،تسلم:
للطالب األجنبي ،مدة تكوينه أو تمدرسه ،مع إمكان تجديدها، ·
للعامل األجنبي األجير ،مدة صالحية الوثيقة التي ترخص له بالعمل ·
و على األجنبي الذي يريد ممارسة نشاط تجاري أو صناعي او حرفي ،أن يحصل على بطاقة لهذا الغرض. ·
على أن األجنبي املقيم ،يفقد صفته تلك ،إن هو تغيب ،و بصفة مستمرة ،عن الجزائر ،مدة سنة كاملة.
و تسحب بطاقة املقيم ،من األجنبي املقيم ،متى لم يستوف أحد شروط منحها .و في مثل هذه الحالة ،يتم إعذاره
بمغادرة التراب الوطني ،و له في ذلك ،مهلة 30يوما ،من تاريخ تبليغه باإلجراء.
8سفيان بوعطة" ،قانون الهجرة وإقامة األجانب في الجزائر" ،دار البيان ،2019 ،ص91
7
كما يتم سحب بطاقة املقيم من األجنبي ،و هذا متى كان في نشاطه ،منافاة لألخالق و السكينة العامة ،أو كان فيه
مساس باملصالح الوطنية ،أو أدت نشاطاته إلى إدانته الرتكاب تلك األفعال.9
املطلب الثالث .تنقل األجانب داخل التراب الجزائري.
لألجنبي املقيم ،التنقل في اإلقليم الجزائري بكل حرية ،شريطة احترام قوانين الجمهورية .على أن األجنبي يلتزم
بتقديم الوثائق املثبتة لوضعيته ،عند كل طلب من األعوان املؤهلين لذلك.
و ملصالح األمن ،الحجز املؤقت ،لوثيقة أو جواز السفر الخاصة باألجنبي ،املوجود في وضعية غير قانونية ،و هذا إلى
أن يثبت وضعيته .و يسلم له إثر هذا الحجز ،وصال ،يعد بمثابة هوية لألجنبي.
و على األجنبي املقيم ،إقامة قانونية ،أن يصرح بتغيير إقامته الفعلية بصفة نهائية أو ملدة تتجاوز 06أشهر ،لدى
محافظة الشرطة ،أو فرقة الدرك ،أو البلدية في محل اإلقامة القديمة و الجديدة.
أوجب املشرع ،على كل مؤجر ،محترفا كان او عاديا ،يأوي أجنبيا ،بأي صفة كانت ،أن يصرح به خالل مهلة 24
ساعة ،لدى كل من :محافظة الشرطة ،أو فرقة الدرك .و في حالة عدم وجودهما ،فيتم التصريح ،لدى بلدية محل
العين املؤجرة.
كما أوجب على كل شخص طبيعي أو معنوي ،يشغل أجنبيا ،بأية صفة كانت ،يلتزم بالتصريح بذلك ،خالل 48ساعة،
إما لدى املصالح املختصة إقليميا ،التابعة للوزارة املكلفة بالتشغيل ،و إال فلدى بلدية مكان التشغيل ،أو محافظة
الشرطة املختصة إقليميا ،أو لدى فرقة الدرك املختصة إقليميا.
املبحث الثالث :خروج األجانب من التراب الجزائري واألحكام الجزائية الخاصة بمخالفة أحكام قانون األجانب.10
املطلب األول :خروج األجانب من التراب الجزائري
الفرع األول :الخروج العادي
يتوجب على األجنبي مغادرة التراب الوطني ،متى انقضت مدة صالحية تأشيرته ،أو متى انقضت مدة صالحية بطاقة
إقامته.
و يكون خروج األجنبي ،غير املقيم ،بنفس الطريقة التي دخل بها التراب الوطني .أما إن تعلق األمر بأجنبي مقيم ،فإنه
يغادر التراب الوطني ،بعد حصوله على تأشيرة خروج نهائي ،أو تأشيرة خروج و عودة في الحالة التي يعتزم فيها األجنبي
الرجوع إلى أرض الوطن.11
الفرع الثاني .إبعاد األجنبي.
يتعرض األجنبي -و لو الجئا سياسيا إقامته قانونية ،لكن بشروط – إلى إجراء اإلبعاد خارج اإلقليم الجزائري ،و هذا
في الحاالت اآلتية:
متى تبين للسلطات الجزائرية ،أن وجود األجنبي في الجزائر ،يشكل تهديدا للنظام العام و /أو ألمن الدولة،
9أحمد بن علي" ،إقامة األجانب في القانون الجزائري" ،دار الهدى ،2017 ،ص 117
10نور الدين بن حسين" ،الحقوق والواجبات املترتبة على األجانب املقيمين في الجزائر" ،دار النشر :دار الفكر الحر ،سنة النشر،2018 :
ص .38-37
11فاطمة زهرة بوعزة" ،قوانين الجريمة واملسؤولية الجزائية لألجانب في القانون الجزائري" ،دار العلوم ،2019 ،ص.57
8
متى صدر ضد األجنبي ،حكم أو قرار قضائي نهائي ،يتضمن عقوبة سالبة للحرية بسبب ارتكابه جناية أو
جنحة،
متى لم يستوف األجنبي ،الشروط الخاصة "بإقامة األجنبي املقيم
و يتم اتخاذ قرار اإلبعاد ،من طرف وزير الداخلية ،بحيث يبلغ األجنبي بالقرار ،الذي تتراوح مهلة التقيد به -حسب
خطورة األفعال املنسوبة إليه -بين 48ساعة و 15يوما ،منذ تاريخ التبليغ.
و يحق لألجنبي ،موضوع قرار اإلبعاد ،أن يرفع دعوى أمام القضاء اإلستعجالي في املواد اإلدارية ،للطعن في قرار
اإلبعاد .و يكون للطعن أثر موقف لقرار اإلبعاد.
و للقاضي االستعجالي ،أن يأمر بالوقف املؤقت لتنفيذ قرار اإلبعاد ،و هذا في حاالت الضرورة القصوى؛ السيما في
اآلتي من الحاالت:
. 1األب األجنبي أو األم األجنبية لطفل جزائري قاصر مقيم في الجزائر ،متى أثبت (ة) أنه (ها) يساهم في رعاية و تربية
ذلك الطفل
.2األجنبي القاصر عند اتخاذ قرار اإلبعاد،
.3األجنبي اليتيم القاصر،
.4املرأة الحامل عند صدور قرار اإلبعاد.
و يمكن للسلطات اإلدارية [وزير الداخلية] ،أن تتخذ قرار يتم بموجبه تحديد إقامة األجنبي املبعد ،إلى حين إمكان
تنفيذ قرار اإلبعاد.12
الفرع الثالث .طرد األجنبي.
األجنبي الذي يدخل اإلقليم الجزائري بصفة غير قانونية ،أو يقيم فيه بصفة غير قانونية ،يمكن أن يتخذ في حقه
إجراء بالطرد ،يتخذه الوالي املختص إقليميا .و يتم الطرد إلى الحدود ،إال أن تسوى وضعية األجنبي اإلدارية.
على أنه يمكن للسلطات ،في انتظار طرد األجنبي إلى الحدود أو ترحيلهم إلى بلدانهم األصلية ،أن تنشئ مراكز انتظار
تأوي األجانب املطرودين .و من حق األجنبي موضوع قرار الطرد إلى الحدود ،أن يتصل بممثليته الدبلوماسية أو
13
القنصلية ،و االستفادة عند االقتضاء ،من خدمات محام
املطلب الثاني :األحكام الجزائية الخاصة بمخالفة أحكام قانون األجانب.
إن األحكام الجزائية التي ذكرها املشرع ،عبارة عن الغرامات و الحبس و السجن أحيانا التي قد يتعرض لها األجنبي أو
غيره ممن يخالف النصوص املتعلقة بدخول و تنقل و إقامة و نشاط و خروج األجانب من التراب الوطني إيواء أجنبي
دون التصريح به،
12عبد هللا بن محمد" ،دراسة تحليلية للمسؤولية الجزائية لألجانب في القانون الجزائري" ،دار الحكمة ،2018 ،ص .48-47
13
عبد هللا بن محمد" ،دراسة تحليلية للمسؤولية الجزائية لألجانب في القانون الجزائري" ،نفس املرجع السابق ،ص 77
9
األجنبي الذي ال يمتثل لطلب أعوان األمن بشأن تقديم الوثائق املثبتة لوضعيته ،أو األجنبي الذي يغير محل إقامته
دون التصريح بذلك ،أو األجنبي الذي يمتنع عن تنفيذ قرار الطرد أو اإلبعاد أو يعود من جديد إلى الجزائر بعد صدور
هذين اإلجراءين في حقه.14
الخاتمة
اًل
ختاًم ا ،يمثل مركز األجانب في القانون الجزائري موضوًع ا معقًد ا ومتنوًع ا يتطلب فهًم ا دقيًق ا وشام .يتعلق هذا
املوضوع بالحقوق والواجبات التي تنطوي عليها إقامة وتواجد األجانب على التراب الوطني الجزائري ،باإلضافة إلى
القوانين واللوائح التي تنظم دخولهم وإقامتهم وتنقلهم داخل البالد.
يتنوع مركز األجانب في القانون الجزائري بين الجوانب القانونية واإلجرائية ،وتتضمن القوانين املتعلقة بهذا
املوضوع مجموعة متنوعة من التشريعات واألنظمة التي تغطي مختلف الجوانب مثل الهجرة ،واإلقامة ،والتنقل
الداخلي ،واملسؤولية الجزائية.
تعتبر الكتب والدراسات التي تتناول موضوع مركز األجانب في القانون الجزائري مرجًع ا هاًم ا للباحثين واملهتمين بهذا
ًال
املجال ،حيث توفر فهًم ا عميًق ا ومفص للتشريعات واألنظمة املعمول بها في البالد.
من املهم أن ندرك أن مركز األجانب في القانون الجزائري يتطور باستمرار تبًع ا للتحديات والتغيرات في السياق
القانوني واالجتماعي ،مما يستدعي البحث املستمر والتحديث في هذا املجال لضمان تطبيق القوانين بشكل فعال
وعادل لجميع األفراد في البالد.
14
عبد هللا بن محمد" ،دراسة تحليلية للمسؤولية الجزائية لألجانب في القانون الجزائري" ،نفس املرجع السابق ،ص 119
10
قائمة املصادر واملراجع:
توفيق زيداني ،حق االجانب في التملك العقاري في التشريع الجزائري ،بحث منشور بمجلة الباحث -1
للدراسات االكاديمية ،العدد الثالث عشر ،جويلية .2018
أحمد قسمت الجداوي ،الوجيز في القانون الدولي الخاص ،الجزء االول ،الجنسية و مركز األجانب ،دار -2
النهضة العربية .1978 ،
بدر الدين عبد املنعم شوقي ،العالقات الخاصة الدولية ،أحكام الجنسية – املوطن -مركز األجانب ،دراسة مقارنة مع -3
الفقه اإلسالمي ،الطبعة .02، 2005
عصام الدين القصبي ،القانون الدولي الخاص املصري ،مطبعة جامعة املنصورة.2009/2008 ، -4
عبد املنعم موسى إبراهيم ،االعتبار الشخصي في شركات األموال و قانون تملك األجانب للعقارات ،دراسة مقارنة ،منشورات -5
11
12