Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 15

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة أحمد درايعية‬

‫الكلية ‪ :‬العل‪%%‬وم األنس‪%%‬انية واالجتماعي‪%%‬ة والعل‪%%‬وم‬


‫اإلسالمية‬
‫التخصص‪ :‬شريعة وقانون‬
‫المقياس ‪ :‬القانون الخاص‬

‫تحت عنوان‬

‫مركز األجانب‬
‫في القانون الجزائري‬

‫من اعداد الطالبين‬


‫ي‬
‫على الطالب عبد الحميد‬ ‫‪-‬‬
‫ييقدم إلى الأستاذ‪:‬‬
‫علالي التهامي‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬قيش‬
‫الطاهري عبد الكبير‬ ‫‪-‬‬
‫الفايز محمد‬ ‫‪-‬‬
‫السنة اجلامعية‪2024-2023 :‬‬

‫‪2‬‬
‫خطة البحث‬
‫مقدمة‬

‫املبحث األول‪ :‬النظام القانوني لألجانب في الجزائر‬

‫املطلب األول‪ :‬مفهوم األجنبي في القانون الجزائري‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف األجانب في القانون الجزائري‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشخصية القانونية لألجنبي‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬مركز األجانب في النظام القانوني الجزائري‬

‫الفرع األول‪ :‬األسس املنظمة لحقوق األجانب داخل الدولة‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مركز األجانب في القانون الداخلي الجزائري‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مركز األجانب في االتفاقيات الثنائية واملتعددة األطراف‬

‫املبحث الثاني ‪ :‬األحكام العامة في دخول األجانب التراب الجزائري‬

‫املطلب األول ‪ :‬دخول األجانب إلى التراب الوطني‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬إقامة األجنبي على التراب الوطني‬

‫الفرع األول‪ :‬إقامة األجنبي غير املقيم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ .‬إقامة األجنبي املقيم‪.‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬خروج األجانب من التراب الجزائري‬

‫الفرع األول‪ :‬الخروج العادي‬

‫الفرع الثاني‪ .‬إبعاد األجنبي‪.‬‬

‫الخاتمة‬
‫مقدمة‬

‫من ‪XX‬ذ الق ‪XX‬ديم واإلنس ‪XX‬ان‪ ،‬ينتق ‪XX‬ل من مكان إلى أخ ‪XX‬ر بحث ‪XX‬ا عن الطع ‪XX‬ام واملاء وال ‪XX‬دافئ واألمن ورغم االس ‪XX‬تقرار‬
‫الذي طبع حياة اإلنسان مند اكتشاف الزارعة‪ ،‬إال أنه فتئ يعاود التنقل من دولة إلى أخرى‪.‬‬
‫والجزائر كغيرها من دول العالم ولكونها بوابة الشمال بإفريقي‪X‬ا وألن موقعه‪X‬ا وس‪X‬ط الق‪X‬ارات الثالث إفريقي‪X‬ا‬
‫واس‪XX‬يا وأروب‪XX‬ا فهم نقط‪XX‬ة رب‪XX‬ط من جمي‪XX‬ع دول الع‪XX‬الم‪ ،‬إض‪XX‬افة إلى اس‪XX‬تقرار األم‪XX‬ني وت‪XX‬وافر ش‪XX‬روط الحي‪XX‬اة الكريم‪XX‬ة‪ ،‬فق‪XX‬د‬
‫أص‪XX X‬بحت الجزائــر أنض‪XX X‬ار الن‪XX X‬ازحين‪ ،‬من من‪XX X‬اطق التوتــر وع‪XX X‬ديم االس‪XX X‬تقرار ب‪XX X‬النظر إلى ك‪XX X‬ثرة االستثمارات األجنبي‪XX X‬ة‬
‫والش‪XX X‬ركات في مج‪XX X‬االت متع‪XX X‬ددة‪ ،‬ف‪XX X‬إن الح‪XX X‬دود اإلقليمي‪XX X‬ة له‪XX X‬ا تش‪XX X‬هد حرك‪XX X‬ة تنق‪XX X‬ل متزاي‪XX X‬دة‪ ،‬جعلت األج‪XX X‬انب‬
‫ينتقلون‪ ،‬داخ‪X‬ل ال‪X‬تراب الوط‪X‬ني وفي ظ‪X‬ل الق‪X‬وانين الدولي‪X‬ة واالتفاقي‪X‬ات وك‪X‬ذا مب‪X‬دأ املعامل‪X‬ة باملث‪X‬ل‪ ،‬ف‪X‬إن الجزائ‪X‬ر‬
‫حرص ‪XX‬ت كل الح ‪XX‬رص على التعام ‪XX‬ل م ‪XX‬ع األج ‪XX‬انب بطريق ‪XX‬ة س ‪XX‬ليمة وحض ‪XX‬ارية بحيث تحف ‪XX‬ظ أراوحهم وممتلكاتهم‬
‫دون أن تهم ‪XX‬ل الحف ‪XX‬اظ على أمن وس ‪XX‬املتها اإلقليمي ‪XX‬ة وعلي ‪XX‬ه ق ‪XX‬د ص ‪XX‬در ق ‪XX‬انون رقم ‪ 11/80‬م ‪XX‬ؤرخ في ‪ 11‬جم ‪XX‬ادي الثاني ‪XX‬ة‬
‫‪ 1211‬هـ املواف ‪XX‬ق لـ ‪ 12‬ج ‪XX‬وان ‪ ،1880‬املتعل ‪XX‬ق بش ‪XX‬روط دخ ‪XX‬ول األج ‪XX‬انب إلى الجزائ ‪XX‬ر واق ‪XX‬امتهم به ‪XX‬ا وتنقلهم فيه ‪XX‬ا‪ ،‬بمثاب ‪XX‬ة‬
‫نظام بضبط حركة األجانب ويشمل على كل ما يتعلق ب‪X‬األجنبي من ش‪X‬روط دخول‪X‬ه وإقامت‪X‬ه وعب‪X‬وره ع‪X‬بر ال‪X‬تراب الوط‪X‬ني‬
‫ومغادرتهم منها‪ ،‬ومن هذا منطلق بحثنا حول مركز األجانب في القانون الجزائري‪.‬‬

‫ال مبحث األول‪ :‬النظام القانوني لألجانب في الجزائر‬


‫‪1‬‬
‫يترتب على السماح لألجنبي بدخول إقليم الدولة و اإلقامة فيه‪ ،‬جعله عضوا فاعال في‬
‫مجتمع الدولة و ذلك على الرغم من احتفاظه بكونه أجنبيا‪ ،‬و لذلك يتمتع بالحقوق و الحريات التي تمكنه‬
‫القيم اإلنسانية و املبادئ املستقرة في القانون الدولي‪ ،‬و بناءا على من املعيشة في الدولة و تتفق من ذلك فقد‬
‫استقرت الجماعة الدولية على االعتراف لألجنبي بمجموعة من الحقوق تحقيقا لهذا الغرض‬

‫املطلب األول‪ :‬مفهوم األجنبي في القانون الجزائري‬

‫إن االعتراف لألجنبي بالشخصية القانونية مراده إثبات أهليته القانونية إلجراء كافة التصرفات التي‬
‫تقتضيها معامالته مع الغير و التعبير عنها في أي مكان و ذلك بما ال يتعارض مع النظام العام السائد داخل الدولة‬
‫املضيفة‪ ،‬فاالعتراف بالشخصية القانونية لألجنبي هو حق له يقابله في الوقت ذاته التزام على الدولة املضيفة بحيث‬
‫تتحرك مسؤوليتها الدولية عند اإلخالل به ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف األجانب في القانون الجزائري‬

‫لقد عرف املشرع الجزائري األجنبي بموجب املادة الثالثة من القانون رقم ‪ 11/08‬املؤرخ في ‪،2008/06/25‬‬
‫املتعلق بشروط دخول األجانب إلى الجزائر و إقامتهم بها و تنقلهم فيها « بأنه كل فرد يحمل جنسية غير الجنسية‬
‫الجزائرية أو الذي ال يحمل أية جنسية» ‪ ،‬و من ثمة نستنتج ان الجنسية هي املعيار الذي يميز بين الوطني و األجنبي‪ ،‬و‬
‫ملا كانت الجنسية رابطة سياسية و قانونية يتم على أساسها تمييز الوطني من األجنبي وتحديد من يتمتع بكافة الحقوق‬
‫في الدولة من عدمه فالوطني وصف ينصرف إلى أولئك األشخاص الذين يحملون جنسية دولة ما و نقيض ذلك‬
‫يوصف باألجنبي حتى و إن ارتبط هذا األخير بالدولة بأمر أخر غير الجنسية كرابطة اإلقامة أو املوطن‪ ، 1‬و عليه فان‬
‫األجنبي بالنسبة إلى الدولة هو الشخص الذي ال تتوفر فيه الشروط التي تضعها بمقتضى قانونها الداخلي الكتسابه‬
‫وصف الوطني و يستوي بعد ذلك أن يكون األجنبي غير املتمتع بالجنسية الوطنية حامال لجنسية دولة أخرى أو ال‬
‫‪2‬‬
‫يحمل أي جنسية مطلقا مثلما هو الحال بشان عديم الجنسية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشخصية القانونية لألجنبي‬

‫توفي‪XX‬ق زي‪XX‬داني‪ ،‬ح‪XX‬ق االج‪XX‬انب في التمل‪XX‬ك العق‪XX‬اري في التش‪XX‬ريع الجزائ‪XX‬ري‪ ،‬بحث منش‪XX‬ور بمجل‪XX‬ة الب‪XX‬احث للدراس‪XX‬ات االكاديمي‪XX‬ة‪ ،‬الع‪XX‬دد‬ ‫‪1‬‬

‫الثالث عشر‪ ،‬جويلية ‪ ،2018‬ص ‪426‬‬


‫أحمد قسمت الجداوي ‪ ،‬الوجيز في القانون الدولي الخاص ‪ ،‬الجزء االول ‪ ،‬الجنسية و مركز األجانب‪ ،‬دار النهضة العربية ‪،1978 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص ‪.366‬‬

‫‪2‬‬
‫إن تقرير تمتع اإلنسان بالشخصية القانونية يترتب عليه ضرورة االعتراف له بالحقوق‬
‫الالزمة ملمارسة هذه الشخصية لوظيفتها‪ ،‬فاالعتراف لألجنبي بالشخصية القانونية و قبول الدولة له على إقليمها‬
‫بمعنى التصريح له بالدخول و اإلقامة يقتضي االعتراف له بالحقوق و الحريات العامة التي يتمتع بها الفرد في عالقته‬
‫بالجماعة التي يعيش فيها‪ ،‬و يطلق غالبية الفقه على الحريات العامة الحريات اللصيقة بالشخصية مثل حرية العقيدة‬
‫و حرية التفكير و الرأي و حرية التنقل و حرمة املسكن و غيرها‪ ،‬و يمكن تعريف الحقوق العامة بانها كل حق يرتبط‬
‫بشخص اإلنسان و بالتالي فهي الحقوق اللصيقة به و‬
‫التي تتقرر له بصفته إنسانا و هذا ما أدى بالفقهاء القانونيين إلى إطالق تسمية الحقوق اللصيقة‬
‫بالشخصية أو الحقوق الشخصية أو الحقوق الطبيعية عليها‪ ،‬مثل حق الفرد في الحياة و في سالمة جسده‬
‫و في حرية التفكير و اإلعتقاد‪ ،‬أو في حقه في أن ينسب إليه نتاج ذهنه العلمي و األدبي و الفني‪ ،‬باإلضافة الى حق‬
‫التنقل من مكان إلى مكان آخر و الحقوق التي تعتبر مقومات للشخصية اإلنسانية هي ما اصطلح على تسميته‬
‫بالحقوق العامة‪.3‬‬

‫و قد وردت اإلشارة إلى وجوب تمتع األجنبي بالشخصية القانونية في نص املادة السادسة من اإلعالن العالمي‬
‫لحقوق اإلنسان التي جاءت كما يلي‪ ":‬لكل إنسان أينما وجد الحق في أن يعترف‬
‫بشخصيته القانونية"‪ ،‬كما تضمنت املادة ‪ 03‬من اتفاقية جنيف الرابعة لسنة ‪ ، 1949‬التأكيد على تمتع‬
‫األفراد بما فيهم األجانب بالحق في الشخصية اإلنسانية‪ ،‬ويشمل حق التمتع بالشخصية اإلنسانية حق‬
‫الفرد في الحياة و الحرية و مؤدى ذلك أن يحض األجنبي و الوطني سواء في القدرة على التمتع بالحقوق‬
‫و اإللتزام بالواجبات‪ ،‬فلألجنبي كأصل عام الحق في إبرام العقود و التصرف في أمواله بكافة أنواع التصرفات‪ ،‬سواء‬
‫كان التصرف بعوض أو بغير عوض‪.‬‬

‫و باملثل يخضع الشخص االعتباري األجنبي للقانون الوطني من حيث نشأته وحياته و‬
‫إنقضائه‪ ،‬غير انه يعامل معاملة األجانب من حيث مدى تمتعه بالحقوق‪ ،‬و ھذا ما ينطبق على الشركات األجنبية‬
‫حسب ما تضمنته الفقرة الخامسة من املادة ‪ 50‬القانون املدني الجزائري والتي تنص‬
‫على ‪":‬الشركات التي يكون مركزها الرئيسي في الخارج ولها نشاط في الجزائر يعتبر مركزها في نظر القانون الداخلي في‬
‫الجزائر"‪ ،‬أما بالنسبة للجمعيات فقد حدد ھا القانون رقم ‪ 90/31‬املؤرخ في ‪ 1990/ 12/04‬والذي خصص الباب‬

‫‪ 3‬بدر الدين عبد املنعم شوقي‪ ،‬العالقات الخاصة الدولية‪ ،‬أحكام الجنسية – املوطن ‪ -‬مركز األجانب‪ ،‬دراسة مقارنة مع الفقه‬
‫اإلسالمي‪ ،‬الطبعة ‪ ،02، 2005‬ص‪316-315‬‬

‫‪3‬‬
‫الرابع منه للجمعيات األجنبية من حيث تعريفها ‪ ،‬إنشائها ‪ ،‬كيفية ممارسة نشاطها وحتى وقفها‪. 4‬‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬مركز األجانب في النظام القانوني الجزائري‬

‫إن تحليل التوثيق القانوني الجزائري الخاص بوضعية األجانب‪ ،‬سواء النصوص القانونية‬
‫الداخلية (األحكام العامة أو الواردة في قوانين خاصة ) أو القانون االتفاقي يكشف أن املشرع الجزائري‪ ،‬جمع بين‬
‫أسلوب تشبيه األجانب بالوطنيين أحيانا وبين االعتراف لألجانب باملعاملة التفضيلية أو األخذ باملعاملة باملثل كما‬
‫سيأتي تفصيله ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األسس املنظمة لحقوق األجانب داخل الدولة‬

‫على الرغم من القيود الواردة على حرية الدولة وسلطتها في تنظيم مركز األجانب داخلها‪ ،‬إال أن الدولة تستطيع‬
‫بما تملكه من سيادة وسلطة بناء التنظيم القانوني لألجانب وفقا ملا تراه مناسبا ومحققا ملصالحها السياسية‬
‫واالقتصادية والسكانية وكذلك بما يتالئم وينسجم مع االتفاقيات الدولية والقواعد االخالقية في هذا املجال ‪.‬‬

‫والدول وهي بصدد بناء التنظيم القانوني لألجانب تختلف فيما بينها بالنسبة لألسس التي تبني عليها هذا التنظيم فمنها‬
‫أوال ‪ ،‬دول تساوي بين األجنبي والوطني فال فرق عندها بينهما فكالهما له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات‬
‫ويمكننا تسمية هذا األساس مبدأ التسوية بين الوطني واألجنبي ومنها دول تفرق بين الوطني وألجنبي وتميز فيما بينهم‬
‫من جهة الحقوق واالمتياز ات والتكاليف ويمكننا تسمية هذا األساس بمبدأ التمييز بين الوطني واألجنبي ومنها ثالثا‬
‫دول تفضل األجانب على الوطنيين فتمنح لألجنبي امتياز ات ال تمنحها للوطني ويسمى هذا األساس بمبدأ االمتيازات‬
‫األجنبية ومنها رابعا ما تعلق معاملة األجنبي على تعامل دولة هذا األجنبي لرعاياها وهو ما يعرف بمبدأ املعاملة باملثل‪،‬‬
‫ومنها خامسا ما تعلق تعاملها مع األجنبي على عالقتها مع دولة أو دول معنية فيتم االتفاق فيما بينهما على منح‬
‫األجنبي معاملة احد رعايا هذه الدولة على الرغم من أن دولة األجنبي ليست طرفا في هذا االتفاق‪ ،‬وهو ما يعرف‬
‫بمبدأ الدولة األولى بالرعاية‪.5‬‬

‫عصام الدين القصبي‪ ،‬القانون الدولي الخاص املصري‪ ،‬مطبعة جامعة املنصورة‪ ،2009/2008 ،‬ص ‪484‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ 5‬عبد املنعم موسى إبراهيم‪ ،‬االعتبار الشخصي في شركات األموال و قانون تملك األجانب للعقارات‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬منشورات‬
‫الحلبي الحقوقية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2008 ،‬ص‬
‫‪.29‬‬

‫‪4‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مركز األجانب في القانون الداخلي الجزائري‬

‫بالوقوف عند أهم النصوص القانونية الداخلية ذات الصلة بوضعية األجانب يتضح أن‬
‫القانون الجزائري اقر الوسائل الفنية املعتمدة في القانون املقارن‪ ،‬سواء بكفالة حقوق خاصة لفئات معينة‬
‫من األجانب استنادا إلى صفتهم املوضوعية أو انتمائهم بجنسيتهم ‪ ،‬أو بإقرار مبدأ املعاملة باملثل أو‬
‫تشبيههم بالوطنيين أو معاملة رعايا دول معينة معاملة تفضيلية‪ ،‬و من مظاهر ذلك أن املشرع الجزائري‬
‫لم يميز بين الوطني و األجنبي في إقرار الضمانات املترتبة على نزع امللكية للمنفعة العامة و في التأميم و في االستيالء‪ ،‬و‬
‫كمثال على ذلك فقد اكتفى املشرع الجزائري في قانون‬
‫‪ 04 -08‬الخاص بممارسة األنشطة التجارية في الجزائر بوضع شروط موضوعية ملمارسة النشاط بغض النظر عن‬
‫جنسية الشخص املمارس ‪.‬‬

‫باملثل إن القوانين الجزائرية الخاصة بحماية امللكية الفكرية لم تميز في صاحب الحق‪ ،‬املؤلف والفنان وصاحب‬
‫العالمة التجارية أو املخترع ‪ ،‬بين الوطني واألجنبي‪ ،‬في حين يستفيد بعض األجانب بمعاملة تفضيلية بالنظر إلى‬
‫صفتهم كمستثمرين أجانب أو لتمتعهم بجنسيات معينة‪ ،‬اقر قانون تطوير االستثمار حوافز تشجيعية للمستثمرين‬
‫دون تمييز بين الوطني واألجنبي في االستفادة من الضمانات والحماية الم‬
‫نصوص عليها في القوانين والتنظيمات املعمول بها كاإلعفاء من الضرائب والرسوم الجمركية وتسهيل الحصول على‬
‫التراخيص وامللكية العقارية وحق املستثمر في تحويل جميع مداخيل استثماراته‪ ،‬أو قرار ضمانات قانونية خاصة في‬
‫‪6‬‬
‫حالة نزع ملكية أو الحرب ‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مركز األجانب في االتفاقيات الثنائية واملتعددة األطراف‬

‫اعتبارا للعالقات املكثفة التي تربط الجزائر بدول الجوار‪ ،‬فقد أبرمت الجزائر اتفاقيات ثنائية مع هذه الدول‬
‫خاصة بمعاملة رعايا الدولتين‪ ،‬كما أبرمت اتفاقيات ثنائية خاصة بالحماية و تشجيع االستثمارات‪ ،‬ويتضح من‬
‫تحليل أحكام تلك االتفاقيات في الحالتين‪ ،‬أنها خصت رعايا الدول املعينة بمعاملة خاصة‪ ،‬فقد أخذت االتفاقية‬
‫الجزائرية الفرنسية الخاصة بالتشجيع و الحماية املتبادلة لالستثمارات مبدأ تشبيه رعايا الدولتين بالوطنيين أو‬
‫معاملتهم معاملة رعايا الدولة األكثر رعاية‪ ،‬إذا كانت هذه املعاملة األكثر امتياز‪.7‬‬

‫‪ 6‬محمد بوعطاية ‪"،‬مركز األجانب في القانون الجزائري"‪ ،‬دار األدب الجديد‪ ،2018 ،‬ص ‪ 139-138‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ 7‬محمد بوعطاية ‪"،‬مركز األجانب في القانون الجزائري"‪ ،‬نفس املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ 189-187‬بتصرف‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬األحكام العامة في دخول األجانب التراب الجزائري‬
‫تراعى في دخول و إقامة و تنقل و خروج األجانب‪ ،‬االتفاقيات الدولية‪ ،‬لكن ال يسري هذا القانون على أعضاء‬
‫البعثات الدبلوماسية‪ ،‬و أعضاء البعثات القنصلية‪.‬‬
‫و يعد أجنبيا‪ ،‬في مفهوم هذا القانون‪ ،‬كل من يحمل جنسية أجنبية‪ ،‬أو ال يحمل أية جنسية‪ .‬و الالجئ و عديمي‬
‫الجنسية‪ ،‬لهما وضع خاص تحدده االتفاقيات الدولية التي صادقت عليها الجزائر‪.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬دخول األجانب إلى التراب الوطني‪.‬‬
‫يشترط في دخول األجانب اآلتي من الشروط‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يكون حائزا على جواز سفر (أو وثيقة سفر)‪ ،‬مدة صالحيتها الدنيا ‪ 06‬أشهر‪ .‬و في حالة عديم الجنسية و الالجئ‪،‬‬
‫فإن وثيقة السفر تلك تمنحها الدولة املضيفة‪،‬‬
‫‪ .2‬أن تكون لألجنبي تأشيرة قيد الصالحية‪ .‬على أن مدة اإلقامة بالجزائر هي ‪ 90‬يوما كحد أقصى‪ .‬و متى رفضت‬
‫تأشيرة الدخول‪ ،‬أمكن املعني التظلم بموجب طعن والئي أمام الهيئة املعنية؛ عمال بمبدأ املعاملة باملثل‪.‬‬
‫‪ . 3‬إثبات وسائل العيش الكافية طوال مدة إقامته‪ ،‬و رجوعه أيضا عند انتهاء مدة إقامته‪،‬‬
‫‪ . 4‬أن يحوز الرخص اإلدارية عند االقتضاء؛ و هذا كالدفتر الصحي في حاالت انتشار األوبئة‪،‬‬
‫‪ . 5‬يضاف إلى ما سبق‪ ،‬شرط آخر يخص األجنبي الذي يريد اإلقامة املؤقتة بالجزائر‪ ،‬بحيث يتحتم عليه اكتتاب تأمينا‬
‫على السفر‪.‬‬
‫هذا و يجوز لوزير الداخلية دائما‪ ،‬منع أي أجنبي من دخول اإلقليم الجزائري‪ .‬و يكون سبب هذا املنع‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫إما ألسباب تتعلق بالنظام العام‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫أو ألسباب تتعلق بأمن الدولة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫أو ألسباب تمس باملصالح األساسية الدبلوماسية للدولة الجزائرية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫و يتعين على األجنبي عند دخوله التراب الوطني‪ ،‬التقدم لدى السلطات املختصة‪ ،‬املكلفة بالرقابة على مستوى مراكز‬
‫الحدود‪ ،‬مرفقا بالوثائق السالفة الذكر و عندما ترفض السلطات الجزائرية‪ ،‬دخول أجنبي التراب الوطني‪ ،‬عن طريق‬
‫الجو أو البحر‪ ،‬فإن مؤسسة النقل التي أحضرته‪ ،‬ملزمة بإعادته‪.8‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬إقامة األجنبي على التراب الوطني‬
‫فرق املشرع الجزائري في األحكام التي يخضع لها األجنبي بهذا الصدد بين املقيم و غير املقيم‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬إقامة األجنبي غير املقيم‪.‬‬
‫يقصد باألجنبي غير املقيم‪ ،‬األجنبي‪:‬‬
‫العابر لإلقليم الجزائري‪،‬‬ ‫·‬
‫أو األجنبي الذي يأتي لإلقامة بالجزائر‪ ،‬مدة ال تتجاوز ‪ 90‬يوما‪ ،‬و ليس له القصد في تثبيت إقامته بالجزائر‪ ،‬أو‬ ‫·‬
‫ممارسة نشاط منهي أو مأجور‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ .‬إقامة األجنبي املقيم‪.‬‬
‫يقصد باألجنبي املقيم‪ ،‬ذلك األجنبي الذي يريد أن يثبت إقامته الفعلية و املعتادة و الدائمة بالجزائر‪ .‬و يكون ذلك‬
‫أيضا لألجنبي الذي يرغب في تمديد مدة إقامته بالجزائر‪ ،‬ألكثر من املدة املحددة في تأشيرته و هو يقصد تثبيت إقامته‪.‬‬
‫و تسلم بطاقة املقيم‪ ،‬بعد أداء املعني حقوق الطابع التي يحددها قانون املالية‪ ،‬تلك من والية إقامة األجنبي‪ .‬و يسلم‬
‫لألجنبي في هذه الحالة‪ ،‬وصال يعد بمثابة بطاقة مقيم‪ ،‬إلى أن تسلم له بطاقة املقيم‪.‬‬
‫و بطاقة املقيم‪ ،‬تشترط لدى كل أجنبي بلغ سن ‪ 18‬من عمره‪ ،‬لكن يعفى منها األجنبي السائح‪ ،‬و كذا أعضاء البعثات‬
‫الدبلوماسية و القنصلية‪.‬‬
‫و على ضوء ما سبق‪ ،‬فإن بطاقة املقيم‪ ،‬تسلم‪:‬‬
‫للطالب األجنبي‪ ،‬مدة تكوينه أو تمدرسه‪ ،‬مع إمكان تجديدها‪،‬‬ ‫·‬
‫للعامل األجنبي األجير‪ ،‬مدة صالحية الوثيقة التي ترخص له بالعمل‬ ‫·‬
‫و على األجنبي الذي يريد ممارسة نشاط تجاري أو صناعي او حرفي‪ ،‬أن يحصل على بطاقة لهذا الغرض‪.‬‬ ‫·‬
‫على أن األجنبي املقيم‪ ،‬يفقد صفته تلك‪ ،‬إن هو تغيب‪ ،‬و بصفة مستمرة‪ ،‬عن الجزائر‪ ،‬مدة سنة كاملة‪.‬‬
‫و تسحب بطاقة املقيم‪ ،‬من األجنبي املقيم‪ ،‬متى لم يستوف أحد شروط منحها‪ .‬و في مثل هذه الحالة‪ ،‬يتم إعذاره‬
‫بمغادرة التراب الوطني‪ ،‬و له في ذلك‪ ،‬مهلة ‪ 30‬يوما‪ ،‬من تاريخ تبليغه باإلجراء‪.‬‬

‫‪ 8‬سفيان بوعطة‪" ،‬قانون الهجرة وإقامة األجانب في الجزائر" ‪ ،‬دار البيان‪ ،2019 ،‬ص‪91‬‬

‫‪7‬‬
‫كما يتم سحب بطاقة املقيم من األجنبي‪ ،‬و هذا متى كان في نشاطه‪ ،‬منافاة لألخالق و السكينة العامة‪ ،‬أو كان فيه‬
‫مساس باملصالح الوطنية‪ ،‬أو أدت نشاطاته إلى إدانته الرتكاب تلك األفعال‪.9‬‬
‫املطلب الثالث‪ .‬تنقل األجانب داخل التراب الجزائري‪.‬‬
‫لألجنبي املقيم‪ ،‬التنقل في اإلقليم الجزائري بكل حرية‪ ،‬شريطة احترام قوانين الجمهورية‪ .‬على أن األجنبي يلتزم‬
‫بتقديم الوثائق املثبتة لوضعيته‪ ،‬عند كل طلب من األعوان املؤهلين لذلك‪.‬‬
‫و ملصالح األمن‪ ،‬الحجز املؤقت‪ ،‬لوثيقة أو جواز السفر الخاصة باألجنبي‪ ،‬املوجود في وضعية غير قانونية‪ ،‬و هذا إلى‬
‫أن يثبت وضعيته‪ .‬و يسلم له إثر هذا الحجز‪ ،‬وصال‪ ،‬يعد بمثابة هوية لألجنبي‪.‬‬
‫و على األجنبي املقيم‪ ،‬إقامة قانونية‪ ،‬أن يصرح بتغيير إقامته الفعلية بصفة نهائية أو ملدة تتجاوز ‪ 06‬أشهر‪ ،‬لدى‬
‫محافظة الشرطة‪ ،‬أو فرقة الدرك‪ ،‬أو البلدية في محل اإلقامة القديمة و الجديدة‪.‬‬
‫أوجب املشرع‪ ،‬على كل مؤجر‪ ،‬محترفا كان او عاديا‪ ،‬يأوي أجنبيا‪ ،‬بأي صفة كانت‪ ،‬أن يصرح به خالل مهلة ‪24‬‬
‫ساعة‪ ،‬لدى كل من‪ :‬محافظة الشرطة‪ ،‬أو فرقة الدرك‪ .‬و في حالة عدم وجودهما‪ ،‬فيتم التصريح‪ ،‬لدى بلدية محل‬
‫العين املؤجرة‪.‬‬
‫كما أوجب على كل شخص طبيعي أو معنوي‪ ،‬يشغل أجنبيا‪ ،‬بأية صفة كانت‪ ،‬يلتزم بالتصريح بذلك‪ ،‬خالل ‪ 48‬ساعة‪،‬‬
‫إما لدى املصالح املختصة إقليميا‪ ،‬التابعة للوزارة املكلفة بالتشغيل‪ ،‬و إال فلدى بلدية مكان التشغيل‪ ،‬أو محافظة‬
‫الشرطة املختصة إقليميا‪ ،‬أو لدى فرقة الدرك املختصة إقليميا‪.‬‬
‫املبحث الثالث ‪ :‬خروج األجانب من التراب الجزائري واألحكام الجزائية الخاصة بمخالفة أحكام قانون األجانب‪.10‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬خروج األجانب من التراب الجزائري‬
‫الفرع األول‪ :‬الخروج العادي‬
‫يتوجب على األجنبي مغادرة التراب الوطني‪ ،‬متى انقضت مدة صالحية تأشيرته‪ ،‬أو متى انقضت مدة صالحية بطاقة‬
‫إقامته‪.‬‬
‫و يكون خروج األجنبي‪ ،‬غير املقيم‪ ،‬بنفس الطريقة التي دخل بها التراب الوطني‪ .‬أما إن تعلق األمر بأجنبي مقيم‪ ،‬فإنه‬
‫يغادر التراب الوطني‪ ،‬بعد حصوله على تأشيرة خروج نهائي‪ ،‬أو تأشيرة خروج و عودة في الحالة التي يعتزم فيها األجنبي‬
‫الرجوع إلى أرض الوطن‪.11‬‬
‫الفرع الثاني‪ .‬إبعاد األجنبي‪.‬‬
‫يتعرض األجنبي‪ -‬و لو الجئا سياسيا إقامته قانونية‪ ،‬لكن بشروط – إلى إجراء اإلبعاد خارج اإلقليم الجزائري‪ ،‬و هذا‬
‫في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫متى تبين للسلطات الجزائرية‪ ،‬أن وجود األجنبي في الجزائر‪ ،‬يشكل تهديدا للنظام العام و ‪ /‬أو ألمن الدولة‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 9‬أحمد بن علي‪" ،‬إقامة األجانب في القانون الجزائري"‪ ،‬دار الهدى‪ ،2017 ،‬ص ‪117‬‬

‫‪ 10‬نور الدين بن حسين‪" ،‬الحقوق والواجبات املترتبة على األجانب املقيمين في الجزائر"‪ ،‬دار النشر‪ :‬دار الفكر الحر‪ ،‬سنة النشر‪،2018 :‬‬
‫ص ‪.38-37‬‬
‫‪ 11‬فاطمة زهرة بوعزة‪" ،‬قوانين الجريمة واملسؤولية الجزائية لألجانب في القانون الجزائري"‪ ،‬دار العلوم‪ ،2019 ،‬ص‪.57‬‬

‫‪8‬‬
‫متى صدر ضد األجنبي‪ ،‬حكم أو قرار قضائي نهائي‪ ،‬يتضمن عقوبة سالبة للحرية بسبب ارتكابه جناية أو‬ ‫‪‬‬
‫جنحة‪،‬‬
‫متى لم يستوف األجنبي‪ ،‬الشروط الخاصة "بإقامة األجنبي املقيم‬ ‫‪‬‬
‫و يتم اتخاذ قرار اإلبعاد‪ ،‬من طرف وزير الداخلية‪ ،‬بحيث يبلغ األجنبي بالقرار‪ ،‬الذي تتراوح مهلة التقيد به ‪ -‬حسب‬
‫خطورة األفعال املنسوبة إليه ‪ -‬بين ‪ 48‬ساعة و ‪ 15‬يوما‪ ،‬منذ تاريخ التبليغ‪.‬‬
‫و يحق لألجنبي‪ ،‬موضوع قرار اإلبعاد‪ ،‬أن يرفع دعوى أمام القضاء اإلستعجالي في املواد اإلدارية‪ ،‬للطعن في قرار‬
‫اإلبعاد‪ .‬و يكون للطعن أثر موقف لقرار اإلبعاد‪.‬‬
‫و للقاضي االستعجالي‪ ،‬أن يأمر بالوقف املؤقت لتنفيذ قرار اإلبعاد‪ ،‬و هذا في حاالت الضرورة القصوى؛ السيما في‬
‫اآلتي من الحاالت‪:‬‬
‫‪ . 1‬األب األجنبي أو األم األجنبية لطفل جزائري قاصر مقيم في الجزائر‪ ،‬متى أثبت (ة) أنه (ها) يساهم في رعاية و تربية‬
‫ذلك الطفل‬
‫‪ .2‬األجنبي القاصر عند اتخاذ قرار اإلبعاد‪،‬‬
‫‪ .3‬األجنبي اليتيم القاصر‪،‬‬
‫‪ .4‬املرأة الحامل عند صدور قرار اإلبعاد‪.‬‬
‫و يمكن للسلطات اإلدارية [وزير الداخلية]‪ ،‬أن تتخذ قرار يتم بموجبه تحديد إقامة األجنبي املبعد‪ ،‬إلى حين إمكان‬
‫تنفيذ قرار اإلبعاد‪.12‬‬
‫الفرع الثالث‪ .‬طرد األجنبي‪.‬‬
‫األجنبي الذي يدخل اإلقليم الجزائري بصفة غير قانونية‪ ،‬أو يقيم فيه بصفة غير قانونية‪ ،‬يمكن أن يتخذ في حقه‬
‫إجراء بالطرد‪ ،‬يتخذه الوالي املختص إقليميا‪ .‬و يتم الطرد إلى الحدود‪ ،‬إال أن تسوى وضعية األجنبي اإلدارية‪.‬‬
‫على أنه يمكن للسلطات‪ ،‬في انتظار طرد األجنبي إلى الحدود أو ترحيلهم إلى بلدانهم األصلية‪ ،‬أن تنشئ مراكز انتظار‬
‫تأوي األجانب املطرودين‪ .‬و من حق األجنبي موضوع قرار الطرد إلى الحدود‪ ،‬أن يتصل بممثليته الدبلوماسية أو‬
‫‪13‬‬
‫القنصلية‪ ،‬و االستفادة عند االقتضاء‪ ،‬من خدمات محام‬
‫املطلب الثاني‪ :‬األحكام الجزائية الخاصة بمخالفة أحكام قانون األجانب‪.‬‬
‫إن األحكام الجزائية التي ذكرها املشرع‪ ،‬عبارة عن الغرامات و الحبس و السجن أحيانا التي قد يتعرض لها األجنبي أو‬
‫غيره ممن يخالف النصوص املتعلقة بدخول و تنقل و إقامة و نشاط و خروج األجانب من التراب الوطني إيواء أجنبي‬
‫دون التصريح به‪،‬‬

‫‪ 12‬عبد هللا بن محمد‪" ،‬دراسة تحليلية للمسؤولية الجزائية لألجانب في القانون الجزائري"‪ ،‬دار الحكمة‪ ،2018 ،‬ص ‪.48-47‬‬

‫‪13‬‬
‫عبد هللا بن محمد‪" ،‬دراسة تحليلية للمسؤولية الجزائية لألجانب في القانون الجزائري"‪ ،‬نفس املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪77‬‬

‫‪9‬‬
‫األجنبي الذي ال يمتثل لطلب أعوان األمن بشأن تقديم الوثائق املثبتة لوضعيته‪ ،‬أو األجنبي الذي يغير محل إقامته‬
‫دون التصريح بذلك‪ ،‬أو األجنبي الذي يمتنع عن تنفيذ قرار الطرد أو اإلبعاد أو يعود من جديد إلى الجزائر بعد صدور‬
‫هذين اإلجراءين في حقه‪.14‬‬

‫الخاتمة‬

‫اًل‬
‫ختاًم ا‪ ،‬يمثل مركز األجانب في القانون الجزائري موضوًع ا معقًد ا ومتنوًع ا يتطلب فهًم ا دقيًق ا وشام ‪ .‬يتعلق هذا‬
‫املوضوع بالحقوق والواجبات التي تنطوي عليها إقامة وتواجد األجانب على التراب الوطني الجزائري‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫القوانين واللوائح التي تنظم دخولهم وإقامتهم وتنقلهم داخل البالد‪.‬‬

‫يتنوع مركز األجانب في القانون الجزائري بين الجوانب القانونية واإلجرائية‪ ،‬وتتضمن القوانين املتعلقة بهذا‬
‫املوضوع مجموعة متنوعة من التشريعات واألنظمة التي تغطي مختلف الجوانب مثل الهجرة‪ ،‬واإلقامة‪ ،‬والتنقل‬
‫الداخلي‪ ،‬واملسؤولية الجزائية‪.‬‬

‫تعتبر الكتب والدراسات التي تتناول موضوع مركز األجانب في القانون الجزائري مرجًع ا هاًم ا للباحثين واملهتمين بهذا‬
‫ًال‬
‫املجال‪ ،‬حيث توفر فهًم ا عميًق ا ومفص للتشريعات واألنظمة املعمول بها في البالد‪.‬‬
‫من املهم أن ندرك أن مركز األجانب في القانون الجزائري يتطور باستمرار تبًع ا للتحديات والتغيرات في السياق‬
‫القانوني واالجتماعي‪ ،‬مما يستدعي البحث املستمر والتحديث في هذا املجال لضمان تطبيق القوانين بشكل فعال‬
‫وعادل لجميع األفراد في البالد‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫عبد هللا بن محمد‪" ،‬دراسة تحليلية للمسؤولية الجزائية لألجانب في القانون الجزائري"‪ ،‬نفس املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪119‬‬

‫‪10‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‪:‬‬
‫توفيق زيداني‪ ،‬حق االجانب في التملك العقاري في التشريع الجزائري‪ ،‬بحث منشور بمجلة الباحث‬ ‫‪-1‬‬
‫للدراسات االكاديمية‪ ،‬العدد الثالث عشر‪ ،‬جويلية ‪.2018‬‬
‫أحمد قسمت الجداوي ‪ ،‬الوجيز في القانون الدولي الخاص ‪ ،‬الجزء االول ‪ ،‬الجنسية و مركز األجانب‪ ،‬دار‬ ‫‪-2‬‬
‫النهضة العربية ‪.1978 ،‬‬
‫بدر الدين عبد املنعم شوقي‪ ،‬العالقات الخاصة الدولية‪ ،‬أحكام الجنسية – املوطن ‪ -‬مركز األجانب‪ ،‬دراسة مقارنة مع‬ ‫‪-3‬‬
‫الفقه اإلسالمي‪ ،‬الطبعة ‪.02، 2005‬‬
‫عصام الدين القصبي‪ ،‬القانون الدولي الخاص املصري‪ ،‬مطبعة جامعة املنصورة‪.2009/2008 ،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫عبد املنعم موسى إبراهيم‪ ،‬االعتبار الشخصي في شركات األموال و قانون تملك األجانب للعقارات‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬منشورات‬ ‫‪-5‬‬

‫الحلبي الحقوقية‪ ،‬الطبعة األولى‪.2008 ،‬‬


‫‪-6‬‬

‫‪11‬‬
12

You might also like