‫في قريه صغيره بعيده كانت هناك جده تدعى فاطمه تعيش في منزلها الصغير‬

‫المطل على حقول الزهور واالشجار الخضراء وفي كل مساء كانت فاطمة تقعد‬
‫على كرسيها الخشبي في الفناء الخلفي للمنزل وتحكي قصص مثيره لحفيدها احمد‪.‬‬
‫‪:‬ذات يوم قررت هذه األخيرة ان تروي قصة طفولتها لحفيدها‬
‫يا عزيزي احمد كانت طفولتي مليئة بالمغامرات واألحداث المثيرة‪ .‬كنت أعيش‬
‫في حي صغير مليء باأللوان والروائح الفواحة‪ ،‬حيث كانت الشوارع تعج‬
‫‪.‬باألصوات المبهجة لألطفال وضحكاتهم الصادقة‬
‫كنت أحب اللعب مع أصدقائي في الحي‪ ،‬خاصًة عندما تنزلق أشعة الشمس الذهبية‬
‫خلف الجبال وتضيء السماء بألوانها الرائعة‪ .‬وفي أيام الصيف الحارة‪ ،‬كنا نقوم‬
‫بمغامراتنا في حديقة الحي‪ ،‬حيث كانت األشجار الخضراء تقدم لنا الظل والبرودة‬
‫الذين نحتاجهما‪.‬بعد انتهائي من اللعب بشريطة ‪ ،‬البوجي و المريول والكرسي كنت‬
‫ألجأ لمكتية الحي‬
‫كان لي شغف كبير بالقراءة‪ ،‬فكنت أقضي ساعات طويلة في تلك المكتبة ‪ ،‬أتأمل‬
‫في صفحات الكتب وأستمتع بعوالم الخيال التي تأخذني بعيًدا عن الواقع المحدود‪.‬‬
‫كنت أحب القصص الخيالية والمغامرات الشجاعة‪ ،‬وكلما قرأت كتاًبا جديًدا‪ ،‬كنت‬
‫أشعر وكأنني أعيش في عالم مختلف‬
‫و في حلول ليل أحد األمسيات الباردة ‪ ،‬جلست رفقة عائلتي في منزلنا الدافئ‪،‬‬
‫محاطين بضوء الشموع ورائحة التوابل العطرة‪ .‬كانت امي تقف بجانب الطاجين‬
‫الذي ينبعث منه عبير الطعام الشهي حيث نتبادل القصص والحكايات‪ ،‬وكنت‬
‫‪.‬أستمع بشغف لحكايات جدي عن زمن الماضي آنذاك‬
‫كان لي جدول زمني مزدحم للغاية كان علي أن أتوجه إلى المطبخ صباح كل يوم‬
‫أحد حيث تقوم والدتي بإعداد وجبة اإلفطار وأنتظرها حتى تنتهي لكي تتمكن من‬
‫تصفيف شعري و تمأله بالزيت البلدي و تركت ما وضعته في شعري يرتاح‪ ،‬ثم‬
‫في الساعة ‪ 12‬ظهًر ا‪ ،‬توجهنا نحو الحمان المغربي‪.‬‬