Professional Documents
Culture Documents
سكرتارية
سكرتارية
سكرتارية
وقد بلغ اهتمام املرأة املسلمة بالدراسات الشرعية درجة كبرية لتتعرف على تعاليم الدين اإلسالمي الصحيح لتطبيقه عملًّي ا،
وق د أش ارت كتب ال رتاجم إىل النش اط العلمي امللم وس هلذه الفئ ة حيث ذك رت تل ك املص ادر أمساء العدي د من املقرئ ات،
واحملِّدثات والفقيهات ،واألديبات ،إىل غري ذلك من العاملات بالعلوم األساسية األخرى.
وظل اجملتمع الدويل رافًض ا لتعليم املرأة إىل أن ظهرت أصوات ضعيفة تنادي بتعليم املرأة يف أواخر القرن السابع عشر امليالدي،
وُبعي د الغ زو العس كري للع امل اإلس المي ،ح ل حمل ه الغ زو الفك ري ،ليلعب دوره املرس وم ،ألج ل مواصلة اهليمن ة الغربي ة على
مقومات األمة اإلسالمية ،املادية واملعنوية.
ويف منتصف القرن التاسع عش ر امليالدي أصبحت هناك شبكة واسعة من املدارس يف البالد العربية واإلسالمية ،وكان هناك
حتُّف ظ يف الدول العربية جتاهها ،والذي مرده إىل التخوف من التمرد على بعض أحكام الشرع والدعوة إىل املساواة بالرجل،
فلم يكن التحفظ للتعليم بذاته ،بل كان يف نوعيته وطريقته ،ومن يقوم به ،وإىل أي مدى سيصل بالفتاة العربية؟
يف منتصف القرن العشرين اهتم اجملتمع الدويل بقضايا املرأة ،وتكررت مطالبته بتحسني أوضاعها املختلفة ،وإلغاء كافة أشكال
التمييز ضدها ،وعلى رأس ذلك مطالبته بتحسني تعليمها ،وإزال ة العقبات ال يت حتول دون مش اركتها الفعالة في ه ،وملا كانت
املرأة العربية تعاين من سوء األوضاع التعليمية ،فقد بذلت الدول العربية جهوًد ا واضحة من أجل حتسني تلك األوضاع وحتقيق
الرتبية للجميع ،حىت تتمكن األمة من مواجهة الكثري من التحديات املتمثلة يف التجزئة والتخلف واهلجمة الصهيونية ،وتعرض
األمن الق ومي ملخ اطر احلروب اإلقليمي ة واألهلي ة والنزاع ات العص بية والقبلي ة والديني ة ،فضًال عن التح دي املتمث ل بضرورة
اللحاق بالثورة العلمية والتكنولوجية.
وقد حدثت يف البالد العربية مجلة من العوامل االقتصادية والسياسية والثقافية أدت إىل تطور األوضاع التعليمية تطوًر ا واض ًح ا،
خاصة يف عقد التسعينيات من القرن املاضي وما بعده؛ فارتفع اإلنفاق العام على التعليم ،وصدرت قوانني وتشريعات بشأن
إلزاميت ه وجمانيت ه ،وب ذلت جه ود لتعميم التعليم األساس ي وحمو األمي ة ،ف زادت مع دالت االلتح اق ب التعليم األساس ي بعامة
ومعدالت التحاق اإلناث خباصة ،ومتكنت بعض الدول من تقليص الفجوة بني تعليم الذكور وتعليم اإلناث.
تواجه الدول العربية يف الوقت احلاضر العديد من التحديات والعراقيل الثقافية واحلضارية اليت متنعها من حتقيق طموحها ،واليت
من أبرزه ا الع ادات والتقالي د البالي ة ،وارتف اع نس بة أمي ة اإلن اث ،والت دين الن وعي يف العملي ة التعليمي ة ،واالختالط اجلامعي
واالبتعاث وما جنم عنهما من مشكالت ،والعوملة الثقافية ،والثورات العربية اليت اجتاحت عدًد ا من البالد العربية ،وما ترتب
على ذلك من هجرة العقول.
إن التح ديات ال يت يواجهه ا اجملتم ع الع ريب س الحها ث ورة يف املعلوماتي ة ومف اهيم جدي دة يف العالق ات االجتماعي ة والقيم
واملتطلبات اإلنتاجية ،وهذا جيعل احلاجة ملحة إلحياء علوم الدين الصحيح وإحياء علوم الدنيا مًع ا يف توازن وتكامل ،وإعادة
النظر يف جمموعة من املقوالت واملبادئ األخالقية واالجتماعية اليت تشكل القاعدة اليت تشيد عليها صورة املرأة ،ومعاجلتها يف
ضوء هذه التحديات.
والعمل بصدق وجدية على إخراج املرأة من ظلمة اجلهل إىل نور املعرفة ،لتصبح فاعلة ومؤثرة يف احلياة االجتماعية ،وتتمكن
من مواكبة مستجدات العصر ،واالرتقاء مبستواها العلمي والفكري وتذليل الصعوبات اليت تقف أمام تعليمها ،لتمكينها من
املشاركة يف عملية البناء والتنمية الشاملة للمجتمع.
النتائج:
-1اعت رب العلم ق دًميا رذيل ة بالنس بة للم رأة إىل أن ج اء اإلس الم ب العلم ،وح رص على طلب ه ،فحف ل الت اريخ بطالب ات العلم
واملتعلمات يف شىت اجملاالت العلمية.
-2تع ددت األس باب ال يت أدت إىل حرمان املرأة من التعليم أو مواصلته؛ كالع ادات والتقالي د الس ائدة يف اجملتمع ات ،ونتيج ة
الفهم اخلاطئ لل دين ل دى طائف ة من الن اس ،أو خوًف ا من فتن ة االختالط بالش باب ،أو نتيج ة ألس باب اقتص ادية؛ ك الفقر ،أو
شخصية تتعلق باملرأة نفسها.
-3تأثر تعليم املرأة إىل حد كبري بالفكر الغريب من حيث مضمون التعليم وكيفيته.
-4تدين اجلودة النوعية يف كافة مراحل التعليم ،ونقص يف التمويل الالزم ملواجهة التحديات.
-5قصور البيانات املصنفة على أساس النوع االجتماعي اليت متكن من النهوض بالوضع احلايل للمرأة يف جمال التعليم.
-6وما زالت املرأة العربية حىت اآلن تعاين من التمييز ضدها ،ومن ظروف تعليمية واقتصادية واجتماعية غري مالئمة ،بل إن
متكني املرأة العربية يأيت يف املرتبة األخرية بني مناطق العامل ،مما يستدعي بذل املزيد من اجلهود لتحسني مكانة املرأة يف كافة
اجملاالت ،وعلى رأسها جمال التعليم والتدريب.
التوصيات:
-1التوعية الدينية املستنرية ألفراد اجملتمع حىت ال يستغل الدين استغالًال خاطًئ ا للتقليل من شأن املرأة بقصور يف فهم الدين
الصحيح ،وإكساب الفتيات القيم والعادات والتقاليد السليمة ،وهتيئتهن ليكونوا أعضاء نافعني يف بناء جمتمعهم حمبني لوطنهم
معتزين بتارخيه وحضارته وتراثه؛ ليتمكن من مواجهة حتديات العوملة.
-2إعادة بناء نظمنا الرتبوية على أساس اإلسالم ،وتطوير األهداف التعليمية لكل مرحلة مع دراسة احتياجات سوق العمل
من القوى العاملة ،وحتديد املهارات األساسية الالزمة لكل نوع من األعمال أو املهن الواجب توافرها يف املتخرجات من فروع
التعليم املختلفة ،وتضمني هذه املهارات يف املناهج الدراسية.
-3االستفادة من االجتاهات العاملية احلديثة يف بناء وتطوير التعليم كتنمية مهارات التفكري ،والتأكيد على عمل املشروعات يف
عملية التعلم والتعليم ،وتشجيع التعلم الذايت وباالكتشاف ،والتعلم املستمر ،والرتبية البيئية والسكانية والوقائية.
-4حتقيق التوازن بني التوسع يف التعليم العام النظري والتعليم الفين والتقين ،وفتح مدارس ومعاهد وكليات فنية وتقنية إلعداد
وختريج األيدي العاملة املاهرة.
-5أن جتس د املرأة النم وذج املت وازن ال ذي ي ؤدي واجب ه داخ ل أس رته ،حبٍّب وتف اٍن ،من دون أن يك ون منقطًع ا عن دوره يف
العمل اجملتمعي.
-6وبصفة املرأة املسلمة املربية األوىل لإلنسان عليه ا أن حتسن من أدائها ال رتبوي ،فتتوسع يف ثقافتها اإلسالمية مهما كان
ختصص ها العلمي ووظيفته ا ،لتخ رج للمجتم ع أبن اًء منفتحني وأصيلني ،أبن اء ق ادرين على مواجه ة حتديات ع امل س ريع التغ ري
بشجاعة وثقة بالذات.
ويف النهاي ة ،ف إن أفكارن ا ح ول التغي ري والتجدي د والنم و س تظل عدمية الفائ دة ,ما مل منتل ك اإلرادة الص لبة ال يت تكتش ف
اإلمكانات وتصنعها.