Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 13

‫  �إن الرقابة على د�ستورية القوانين لي�ست مجرد مقابلة‬

‫حرفية بين كل من ن�صو�ص الد�ستور ون�صو�ص القانون‪ ،‬حيث‬


‫الحرفية‬
‫ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻯ‬ ‫المقابلة‬
‫ﺍﻟﻔﻘﻪ‬ ‫ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔتلك‬
‫ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻓﻰ‬ ‫الرقابة على‬ ‫ﺿﻮﺍﺑﻂهذه‬
‫ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪� :‬إنه لو اقت�صرت‬
‫أهميتها؛ فال�سلطة الت�شريعية‬ ‫ومن �‬
‫ﺍﻟﻤﺼﺮﻯ‬ ‫جدواها‬
‫ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ‬ ‫لفقدت كثيرا من‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ‪:‬‬
‫ﻭﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩالمخالفة‬
‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ�إلى حد‬
‫ت�شريعات‬ ‫ﻓﻲمن‬
‫ﺍﻟﻔﻜﺮ‬ ‫ت�سنه‬ ‫ﻣﺠﻠﺔفيما‬
‫ﻣﺴﺎﻟﻚ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪ :‬ال تذهب عادة‬
‫لن�صو�ص الد�ستور‪ ،‬لأنها ال تعد الو�سيلة‬‫ﺯﻫﺮﻭ‬‫الوا�ضحة‬
‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪ :‬ال�صريحة ﺭﺿﻮﺍﻥ‬
‫ن�صو�ص القوانين ب�أ�سلوب يظهرها‬ ‫المخالفة داخل‬
‫ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭﻯ‬ ‫تلك ﻋﺒﺪﺍﷲ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒلإخفاء‬
‫ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫الد�ستورية؛ فالرقابة الحقيقية هي التي ت�ؤدي‬
‫في ثوب ﻉ‪37,38‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫ﻧﻌﻢالتعار�ض الخفي‪ .‬لكن �إ�شكاالت �أخرى تطرح‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪�:‬إلى ك�شف ذلك‬
‫حدود و�ضوابط هذه الرقابة؛ فما هي �إذن‬ ‫‪2016‬‬
‫بخ�صو�ص‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫مختلف �ضوابط وحدود الرقابة على الد�ستورية‬
‫‪101 - 112‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫في الفقه المقارن؛ م�صر نموذجا؟  ‬
‫‪743653‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫الرقابة على د�ستورية القوانين‬ ‫�ضوابط‬
‫‪Arabic‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬

‫المقارن‪ -‬النموذج الم�صري‪-‬‬


‫الد�ستوري ‪EcoLink,‬‬
‫الفقه‪HumanIndex‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ في‬
‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫المن�صوري عبد اهلل‬

‫�إن‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/743653‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬
‫الهدف الأ�سا�سي للرقابة على د�ستورية الق�ضاء الد�ستوري وازده���اره في تحقيق هذا‬
‫القوانين‪ ،‬على اختالف النظم القانونية الهدف ترجع في حقيقة الأمر �إلى تقيده والتزامه‬
‫التي تقررها‪ ،‬يتمثل ف��ي تحقيق مفهوم بعدد من ال�ضوابط التي تكفل ممار�سة الرقابة في‬
‫الدولة القانونية‪ ،‬ب�إخ�ضاع ال�سلطات العامة في �إطارها القانوني ال�صحيح‪ ،‬تالفيا لل�صراعات‬
‫الدولة‪ -‬خا�صة ال�سلطة الت�شريعية‪ -‬للرقابة على ال�سيا�سية مع ال�سلطات العامة‪� ،‬سواء ال�سلطة‬
‫ت�صرفاتها للت�أكد من التزامها بحدود الد�ستور‪ ،‬الت�شريعية �أو ال�سلطة التنفيذية‪ ،‬وتجنبا للدخول‬
‫وعدم انتهاكها للحقوق والحريات التي يكفلها مع �أيهما في معركة غير متكافئة قد ت�ؤدي للنيل‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬للحكم من هذه الرقابة وتقلي�صها‪.2‬‬ ‫للأفراد‪ ،‬و�إال �أ�صبحت ت�شريعاتها عر�ضة‬
‫© ‪ 2021‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‬
‫الد�ستوريﺗﺤﻤﻴﻞ‬ ‫الق�ضاء‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ‬ ‫��ر���صﺍﻟﻨﺸﺮ‬
‫ﺣﻘﻮﻕ‬ ‫ﺟﻤﻴﻊ ح‬
‫م�صر‪،‬‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪،‬وف��ي‬
‫ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ‬ ‫ال�صواب‪.1‬‬
‫ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ‬ ‫جادة‬ ‫تنكبت‬
‫ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ‬ ‫ﺑﻨﺎﺀإذاﻋﻠﻰ‬
‫د�ستوريتها �‬ ‫بعدم‬
‫ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ‬ ‫ﻫﺬﻩ‬
‫م�ســـالـــك‬

‫ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ‬
‫على ت�أكيد التزامه بممار�سة رقابته‪،‬‬ ‫نجاحﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ‬
‫الم�صري‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬ ‫��ىﺣﻘﻮﻕ‬ ‫ﻣﻦؤدي �إل‬
‫ﺃﺻﺤﺎﺏ‬ ‫ﺧﻄﻲ ت���‬
‫أ�سباب التي‬
‫ال ﺗﺼﺮﻳﺢ‬
‫ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ(��مﺩﻭﻥ‬
‫ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ولعل �أه‬
‫‪101‬‬ ‫العدد ‪38/37‬‬
‫  �إن الرقابة على د�ستورية القوانين لي�ست مجرد مقابلة‬
‫حرفية بين كل من ن�صو�ص الد�ستور ون�صو�ص القانون‪ ،‬حيث‬
‫�إنه لو اقت�صرت هذه الرقابة على تلك المقابلة الحرفية‬
‫لفقدت كثيرا من جدواها ومن �أهميتها؛ فال�سلطة الت�شريعية‬
‫ال تذهب عادة فيما ت�سنه من ت�شريعات �إلى حد المخالفة‬
‫ال�صريحة الوا�ضحة لن�صو�ص الد�ستور‪ ،‬لأنها ال تعد الو�سيلة‬
‫لإخفاء تلك المخالفة داخل ن�صو�ص القوانين ب�أ�سلوب يظهرها‬
‫في ثوب الد�ستورية؛ فالرقابة الحقيقية هي التي ت�ؤدي‬
‫�إلى ك�شف ذلك التعار�ض الخفي‪ .‬لكن �إ�شكاالت �أخرى تطرح‬
‫بخ�صو�ص حدود و�ضوابط هذه الرقابة؛ فما هي �إذن‬
‫مختلف �ضوابط وحدود الرقابة على الد�ستورية‬
‫في الفقه المقارن؛ م�صر نموذجا؟  ‬

‫�ضوابط الرقابة على د�ستورية القوانين‬


‫في الفقه الد�ستوري المقارن‪ -‬النموذج الم�صري‪-‬‬
‫المن�صوري عبد اهلل‬
‫الق�ضاء الد�ستوري وازده���اره في تحقيق هذا‬
‫الهدف ترجع في حقيقة الأمر �إلى تقيده والتزامه‬
‫بعدد من ال�ضوابط التي تكفل ممار�سة الرقابة في‬
‫الهدف الأ�سا�سي للرقابة على د�ستورية‬
‫القوانين‪ ،‬على اختالف النظم القانونية‬
‫التي تقررها‪ ،‬يتمثل ف��ي تحقيق مفهوم‬
‫�إن‬
‫�إطارها القانوني ال�صحيح‪ ،‬تالفيا لل�صراعات‬ ‫الدولة القانونية‪ ،‬ب�إخ�ضاع ال�سلطات العامة في‬
‫ال�سيا�سية مع ال�سلطات العامة‪� ،‬سواء ال�سلطة‬ ‫الدولة‪ -‬خا�صة ال�سلطة الت�شريعية‪ -‬للرقابة على‬
‫الت�شريعية �أو ال�سلطة التنفيذية‪ ،‬وتجنبا للدخول‬ ‫ت�صرفاتها للت�أكد من التزامها بحدود الد�ستور‪،‬‬
‫مع �أيهما في معركة غير متكافئة قد ت�ؤدي للنيل‬ ‫وعدم انتهاكها للحقوق والحريات التي يكفلها‬
‫من هذه الرقابة وتقلي�صها‪.2‬‬ ‫للأفراد‪ ،‬و�إال �أ�صبحت ت�شريعاتها عر�ضة للحكم‬
‫وف��ي م�صر‪ ،‬ح��ر���ص الق�ضاء الد�ستوري‬ ‫بعدم د�ستوريتها �إذا تنكبت جادة ال�صواب‪.1‬‬
‫م�ســـالـــك‬

‫الم�صري على ت�أكيد التزامه بممار�سة رقابته‪،‬‬ ‫ولعل �أه��م الأ�سباب التي ت���ؤدي �إل��ى نجاح‬
‫‪101‬‬ ‫العدد ‪38/37‬‬
‫المن�صوري عبد اهلل‬

‫للف�صل في الم�س�ألة الد�ستورية �إال �إذا كان ذلك‬ ‫في �إط��ار عدد من ال�ضوابط التي فر�ضها على‬
‫�ضروريا للف�صل في الخ�صومة الأ�صلية‪ ،‬لي�س‬ ‫نف�سه‪ ،‬حتى تظل تلك الرقابة ملتزمة بمجالها‬
‫�إال نتيجة طبيعية العتبار الرقابة على د�ستورية‬ ‫الطبيعي‪ ،‬كي ال تكون مفرطة في مداها �أو قا�صرة‬
‫القوانين جزء من الوظيفة الق�ضائية؛ فالمهمة‬ ‫عن الإحاطة بموجباتها‪ .‬وتنبثق هذه ال�ضوابط‬
‫الأ�صلية للمحكمة هو الو�صول �إلى حل ما يعر�ض‬ ‫من قاعدة كلية؛ حا�صلها �أن المحكمة ال تتدخل‬
‫عليها م��ن ال��خ�����ص��وم��ات ب��ب��ي��ان ح��ك��م القانون‬ ‫لح�سم الم�س�ألة الد�ستورية ما لم يكن تدخلها‬
‫فيها‪ .‬وعلى ذلك‪ ،‬ف�إنه ال يجوز لها �أن تت�صدى‬ ‫الزم��ا للف�صل في ال��ن��زاع المو�ضوعي المت�صل‬
‫للبحث في د�ستورية القانون‪� ،‬إال �إذا كان هذا‬ ‫بها‪ ،‬ويكون ذل��ك من خ�لال خ�صومة ق�ضائية‪،‬‬
‫البحث م�س�ألة �أولية يتوقف الف�صل في مو�ضوع‬ ‫ت��ت��واف��ر لرفعها م�صلحة �شخ�صية مبا�شرة‪،‬‬
‫الخ�صومة على الف�صل فيها‪ .4‬ويعتبر ذلك‪،‬‬ ‫وتت�صل بالمحكمة ات�صاال مطابقا للأو�ضاع‬
‫من وجه �آخر‪ ،‬تطبيقا للقرينة الم�ست�صحبة في‬ ‫المقررة قانونا‪ ،‬وب��م��راع��اة قرينة الد�ستورية‬
‫الق�ضاء الد�ستوري‪ ،‬حيث �إن الأ�صل في الت�شريع‬ ‫ل�صالح الت�شريعات‪ ،‬وبمراعاة ال�سلطة التقديرية‬
‫�أن يكون د�ستوريا‪ ،‬ومن ثم‪ ،‬ف�إن بحث د�ستوريته‬ ‫للم�شرع‪ ،‬وعدم البحث عن الدوافع الكامنة وراء‬
‫من عدمه �أم��ر ال تتطوع فيه المحكمة؛ فتقرير‬ ‫الن�صو�ص القانونية التي �أقرها‪� ،‬أو مناق�شة كيفية‬
‫تطبيقها �أو مالءمة �إ�صدارها‪.3‬‬
‫عدم د�ستورية ن�ص قانوني دواء‪ ،‬ال ي�صح الرجوع‬
‫وترتيبا على ما تقدم‪ ،‬نتناول ا�ستعرا�ض‬
‫�إليه‪� ،‬إال �إذا كانت الحاجة �إليها ملحة و�ضرورية‪.‬‬
‫ه��ذه ال�ضوابط ‪ -‬ح�سب الم�ستقر عليه فقها‬
‫وبالنظر �إل��ى واق��ع م�صر الت�شريعي‪ ،‬ف�إنه‬
‫وق�ضاء ‪ -‬من خالل �أربعة �ضوابط �أ�سا�سية هي‬
‫يبقى التزام المحكمة‪ ،‬على هذا الأ�سا�س‪� ،‬أمرا‬
‫كالتالي‪:‬‬
‫في غاية الأهمية‪ ،‬حيث �إنه يعمل على حمايتها‬ ‫‪ -‬عدم التعر�ض للم�شكلة الد�ستورية‪� ،‬إال‬
‫من �أي محاولة للنيل منها �أو تحجيم دورها‪.5‬‬ ‫�إذا كان �ضروريا للف�صل في مو�ضوع الخ�صومة‬
‫ولقد التزمت المحكمة العليا في م�صر بهذا‬ ‫الأ�صلية‪.‬‬
‫القيد (ال�ضابط)‪ ،‬حيث ق�ضت ب�أن "الم�شرع قد‬ ‫‪ -‬وجود قرينة د�ستورية؛ م�ؤداها �أن الأ�صل‬
‫فرق بين طريقة رفع الدعوى الد�ستورية وميعاد‬ ‫في الت�شريع د�ستوري‪.‬‬
‫رفعها‪ ،‬و�أوج���ب على محكمة المو�ضوع ‪� -‬إذا‬ ‫‪ -‬ع��دم ال��خ��و���ض ف��ي ب��واع��ث الت�شريع �أو‬
‫ر�أت �ضرورة الف�صل في د�ستورية الت�شريع وقبل‬ ‫مالءمته‪.‬‬
‫الف�صل ف��ي مو�ضوع ال��دع��وى ‪� -‬أن تقرر وقف‬ ‫‪ -‬الرقابة داخل �إطار الد�ستور ال خارجه‪.‬‬
‫الف�صل في الدعوى الأ�صلية وتحدد ميعادا لرفع‬ ‫المطلب الأول‬
‫الدعوى الد�ستورية �أمام المحكمة العليا"‪.6‬‬ ‫عدم التعر�ض للم�شكلة الد�ستورية �إال �إذا كان‬
‫ويت�ضح من ذلك الحكم �أن المحكمة العليا‬ ‫�ضروريا للف�صل في مو�ضوع الخ�صومة الأ�صلية‬
‫م�ســـالـــك‬

‫تعمل قاعدة عدم تدخل المحكمة لح�سم الم�س�ألة‬ ‫ف��ي الحقيقة‪� ،‬إن ع��دم تعر�ض المحكمة‬
‫العدد ‪38/37‬‬ ‫‪102‬‬
‫�ضوابط الرقابة على د�ستورية القوانين في الفقه الد�ستوري المقارن‪ -‬النموذج الم�صري ‪-‬‬

‫التف�سير الذي يجعله موافقا للد�ستور‪.‬‬ ‫الد�ستورية‪� ،‬إال �إذا كان تدخلها هذا الزما لزوما‬
‫و���س��وف نبين ه��ذي��ن الأم��ري��ن ب�شيء من‬ ‫حتميا للف�صل في النزاع‪.7‬‬
‫التف�صيل على النحو الآتي‪:‬‬ ‫ولذلك‪ ،‬ق�ضت المحكمة العليا �أي�ضا بعدم‬
‫الأمر الأول؛ يعني �أنه مادام �أن الت�شريع قد‬ ‫قبول الدعوى‪ ،‬لأن الت�شريع الطعين ‪ -‬قرار بقانون‬
‫�صدر‪ ،‬ف�إنه مطابق للد�ستور‪ ،‬و�أن على من يدعي‬ ‫رقم (‪� )162‬سنة ‪1958‬م ب�ش�أن حالة الطوارئ والأمر‬
‫عدم د�ستوريته �إثبات ذل��ك؛ فالت�شريع ينطوي‬ ‫الع�سكري رقم (‪ )3‬ل�سنة ‪1974‬م– ال ينطبق على‬
‫على قرينة ب�أنه �صدر مطابقا للد�ستور‪ ،‬وبالتالي‬ ‫حالة المدعي وال عالقة له بها �إطالقا‪ ،‬ومن ثم‪،‬‬
‫ف�إن القا�ضي الد�ستوري يلتزم بهذه القرينة وال‬ ‫تنتفي الم�صلحة في الطعن"‪.8‬‬
‫ي�صدر الحكم بعدم د�ستورية الت�شريع �إال �إذا كان‬ ‫المطلب الثاني‬
‫ذلك وا�ضحا و�ضوحا تاما وقاطعا‪ ،‬بحيث ينتفي‬ ‫قرينة الد�ستورية لم�صلحة القوانين‬
‫لدى القا�ضي الد�ستوري �أي مجال معقول لل�شك‬ ‫م���ؤدى ه��ذه القاعدة �أن الأ�صل في كل ما‬
‫في احتمال د�ستورية هذا الت�شريع‪.10‬‬ ‫ي�صدر عن ال�سلطة الت�شريعية من قوانين �أنه‬
‫�أما الأمر الثاني من القاعدة؛ فيعني �أنه �إذا‬ ‫�صحيح و�صادر في الحدود التي ر�سمها الد�ستور‬
‫�أمكن تف�سير الت�شريع على �أكثر من وجه وكان‬ ‫لتلك ال�سلطة‪ ،9‬ومن ثم‪ ،‬فالواجب على القا�ضي‬
‫�أحد الوجوه يجعله متفقا مع الد�ستور‪ ،‬ف�إن على‬ ‫عند فح�صه د�ستورية القوانين �أن يالحظ هذا‬
‫المحكمة �أن تلتزم هذا التف�سير‪ ،‬ما دامت عبارة‬ ‫الأثر‪ ،‬فال يخرج عن مقت�ضى تلك القرينة �إال �إذا‬
‫الت�شريع تحتمله دون �أن تكلف نف�سها البحث في‬ ‫كان التعار�ض بين الت�شريع والد�ستور تعار�ضا‬
‫نية الم�شرع الحقيقة‪ ،‬وفي المدلول ال��ذي �أراد‬ ‫وا���ض��ح��ا �صريحا‪ ،‬بحيث ينعدم معه ال�سبيل‬
‫�أن يمنحه للت�شريع‪ ،‬حيث �إنه من واجب القا�ضي‬ ‫�إلى التوفيق بينهما‪ .‬وهكذا‪ ،‬ف�إن هذه القاعدة‬
‫ال��د���س��ت��وري �أن يعطي للت�شريع تف�سيرا عاما‬ ‫تت�ضمن �أمرين‪:‬‬
‫�أو مطلقا‪ ،‬وعلى الق�ضاء الد�ستوري �أن يحمل‬ ‫�أولهما‪� :‬أن القا�ضي الد�ستوري ال يق�ضي‬
‫عموم الت�شريع ال��ذي �أراد ‪� -‬ضمنا ‪� -‬أن يجعل‬ ‫ب��ع��دم ال��د���س��ت��وري��ة �إال �إذا ك���ان ذل���ك وا�ضحا‬
‫ن�صه الت�شريعي داخال في الحدود التي ر�سمها‬ ‫وقطعيا‪ ،‬بحيث ال يبقي مجال معقول الحتمال‬
‫له الد�ستور؛ وبهذه الو�سيلة‪ ،‬تتجنب المحكمة‬ ‫د���س��ت��وري��ة ال��ق��ان��ون‪ ،‬وب��ال��ت��ال��ي‪ ،‬ف����إن القا�ضي‬
‫الق�ضاء بعدم د�ستورية القوانين‪.11‬‬ ‫الد�ستوري ال يعدل عن مقت�ضى هذه القرينة‪� ،‬إال‬
‫لكن‪ ،‬ي�شترط ‪ -‬بطبيعة الحال ‪� -‬أن يكون‬ ‫�إذا كان مخالفة القانون للد�ستور وا�ضحة �شديدة‬
‫تف�سير المحكمة‪ ،‬وهي ب�سبيلها لهذا التوفيق‪،‬‬ ‫الو�ضوح‪.‬‬
‫م��ق��ب��وال وم��ع��ق��وال؛ ف�����إذا ك���ان ال��ق��ان��ون وا�ضحا‬ ‫وثانيهما‪� :‬أن القا�ضي الد�ستوري يجب عليه‬
‫و�صريحا وال تحتمل �ألفاظه �إال مدلوال واحدا‪،‬‬ ‫عند التف�سير ‪� -‬إذا كان هناك �أكثر من تف�سير‪-‬‬
‫م�ســـالـــك‬

‫فلي�س للمحكمة ف��ي �سبيل التوفيق بينه وبين‬ ‫�أن يختار للت�شريع المطعون بعدم د�ستوريته‬
‫‪103‬‬ ‫العدد ‪38/37‬‬
‫المن�صوري عبد اهلل‬

‫يجعله متفقا مع الد�ستور‪ ،‬فعلى المحكمة �أن‬ ‫الد�ستور‪� ،‬أن تعطي تف�سيرا يتعار�ض مع �صريح‬
‫تلتزم هذا الوجه في تف�سير القانون‪ ،‬ما دامت‬ ‫هذه الألفاظ‪.12‬‬
‫عباراته تحتمله‪ ،‬دون تكليف نف�سها عناء البحث‬ ‫وال��واق��ع �أن ه��ذه ال��ق��اع��دة ال��ت��ي و�ضعتها‬
‫عن نية ال�شارع والمدلول ال��ذي �أراد �أن ينحله‬ ‫المحكمة العليا الأم��ري��ك��ي��ة‪ ،‬ل��م تلتزمها كل‬
‫للت�شريع"‪.14‬‬ ‫االلتزام‪ ،‬و�إنما �أدخلت عليها معاني غريبة‪ ،‬قد‬
‫ولقد �أعلمت المحكمة الد�ستورية العليا‬ ‫ت���ؤدي �إل��ى هدم فكرة قرينة الد�ستورية ذاتها‪،‬‬
‫مقت�ضى هذه القرينة في العديد من �أحكامها‪،‬‬ ‫وف�ضال عن ذلك‪ ،‬ف�إن المحكمة قد طبقت هذه‬
‫ومنها حكمها في الق�ضية الد�ستورية رقم (‪)1‬‬ ‫القرينة بمرونة �شديدة‪ ،‬ت�ؤدي �إلى ات�ساع �سلطتها‬
‫ل�سنة ‪ 15‬الق�ضائية بجل�سة ‪ 7‬ماي ‪1994‬م‪ ،‬والذي‬ ‫التقديرية في مجال الرقابة‪ ،‬ال �إلى ت�ضييق هذه‬
‫ج��اء فيه "�أن الأ�صل في الن�صو�ص الت�شريعية‬ ‫ال�سلطة؛ وهو الهدف من هذه القاعدة‪ ،‬وغيرها‬
‫ه��و حملها على قرينة الد�ستورية‪ ،‬بافترا�ض‬ ‫من قواعد التقييد الذاتي للرقابة‪ .‬كما يرى جانبا‬
‫مطابقتها للد�ستور‪ ،‬وم��ن ثم ال يجوز �أن يكون‬ ‫من الفقه الم�صري �أن المحكمة العليا ت�ستطيع‬
‫�سريانها متراخيا‪ ،‬بل يكون �إنفاذها‪ -‬واعتبارا‬ ‫بوا�سطة تف�سيرها لقاعدة القرينة تف�سيرا مرنا‬
‫من تاريخ العمل بها‪ -‬الزما‪ ،‬وال يجوز بالتالي �أن‬ ‫وغام�ضا ومتعار�ضا �أحيانا‪� ،‬أن تقرر انطباق‬
‫يكون مجرد الطعن عليها موقفا لأحكامها‪� ،‬أو‬ ‫القرينة على قانون ترغب في �إبقائه و�أن تقرر‬
‫مانعا من فر�ضها على المخاطبين بها‪ ،‬ذلك �أن‬ ‫عدم انطباقها على قانون �آخر ترغب في التو�صل‬
‫�إبطالها ال يكون �إال بقرار من المحكمة الد�ستورية‬ ‫�إلى عدم د�ستوريته‪.13‬‬
‫العليا‪� ،‬إذا ما قام لديها الدليل على مخالفتها‬ ‫وف���ي م�����ص��ر‪ ،‬وج���دت ق��ري��ن��ة الد�ستورية‬
‫للد�ستور‪ ،‬ف�إن هي انتهت �إلى براءتها من العيوب‬ ‫اهتماما من الق�ضاء الد�ستوري الم�صري‪ ،‬عبر‬
‫ال�شكلية والمو�ضوعية‪ ،‬ك��ان ذل��ك ا�ست�صحابا‬ ‫عنه الم�ست�شار بدوي �إبراهيم حمودة �أول رئي�س‬
‫لأ�صل �صحتها لنزول ال�شبهة التي كانت عالقة‬ ‫للمحكمة العليا بقوله "‪� ...‬إن الأ�صل فيما ي�صدر‬
‫بها‪ ،‬والزم ذلك �أن الن�صو�ص الت�شريعية التي‬ ‫عن الهيئة الت�شريعية من قوانين �أنها �صادرة في‬
‫ال تبطلها المحكمة الد�ستورية العليا‪ ،‬وال يجوز‬ ‫�ضوء الد�ستورية‪ ،‬ومن ثم‪ ،‬يجب على القا�ضي‬
‫بحال وق��ف تنفيذها‪ ،‬ب��ل يجب �إع��م��ال �آثارها‬ ‫عند فح�ص د�ستورية القوانين �أن يالحظ هذا‬
‫كاملة دون ان��ق��ط��اع ب��وق��ف �سريانها‪ ،‬و�إال عد‬ ‫الأم��ر‪ ،‬فال يخرج عن مقت�ضى هذه القرينة �إال‬
‫ذل��ك عدوانا على الوالية التي �أثبتها الد�ستور‬ ‫�إذا كان التعار�ض بين القانون والد�ستور وا�ضحا‬
‫لل�سلطة الت�شريعية‪ ،‬و�إ�سباغا الخت�صا�ص منتحل‬ ‫بينا و�صريحا‪ ،‬بحيث ي�ستحيل التوفيق بينهما؛‬
‫على المحكمة الد�ستورية العليا‪ ،‬دون �سند من‬ ‫وبعبارة �أخ���رى‪ ،‬ف���إن المحكمة ال تق�ضي بعدم‬
‫الد�ستور �أو القانون‪.15" ...‬‬ ‫د�ستورية الت�شريع‪� ،‬إال �إذا كانت مخالفته للد�ستور‬
‫ونخل�ص‪ -‬مما تقدم‪� -‬أنه ال يمكن الت�سليم‬ ‫فوق م�ستوى كل �شك معقول‪ ...‬و�إذا �أمكن تف�سير‬
‫م�ســـالـــك‬

‫بتلك ال��ق��اع��دة‪ ،‬فهي تت�سم ب��ع��دم المعقولية‪،‬‬ ‫ال��ق��ان��ون على �أك��ث��ر م��ن وج��ه وك���ان بينها وجه‬
‫العدد ‪38/37‬‬ ‫‪104‬‬
‫�ضوابط الرقابة على د�ستورية القوانين في الفقه الد�ستوري المقارن‪ -‬النموذج الم�صري ‪-‬‬

‫وا�ضحا و�صريحا �أم كان خروجا خفيا‪ ،‬وذلك‬ ‫للأ�سباب الآتية‪.16‬‬


‫حماية لحقوق الأف���راد وحرياتهم م��ن اعتداء‬ ‫ال�سبب الأول؛ وهو �أن ال�سلطة الت�شريعية‬
‫ال�سلطة الت�شريعية عليها‪.17‬‬ ‫لي�ست بال�سذاجة التي تجعلها تخالف الد�ستور‪،‬‬
‫المطلب الثالث‬ ‫مخالفة وا�ضحة و�صريحة‪ ،‬لأن��ه��ا تعلم �أن ما‬
‫عدم الخو�ض في بواعث الت�شريع �أو مالءمته‬ ‫���س��وف ت�سنه م��ن ت�شريعات مخالفة للد�ستور‬
‫ه���ذه ال��ق��اع��دة ال��ت��ي و�ضعتها المحكمة‬ ‫مخالفة وا�ضحة و�صريحة هو �أن ي�صدر حكم‬
‫الد�ستورية العليا الأمريكية‪ ،‬والتي عبر عنها‬ ‫بعدم د�ستوريتها‪ ،‬ومن ثم‪ ،‬ف�إنها تلج�أ �إلى �إ�صدار‬
‫جانب من الفقه الفرن�سي بقوله �أن المحكمة ال‬ ‫ت�شريعات تكون في ظاهرها �سليمة ولكنها في‬
‫تمار�س على القوانين‪� ،‬إال رقابة فنية ذات طابع‬ ‫باطنها باطلة‪ .‬ولذلك‪ ،‬يجب عدم الوقوف عند‬
‫قانوني مجرد‪ ،‬و�أنها ت�ستبعد من هذه الرقابة كل‬ ‫ظ��اه��ر ال��ن�����ص‪ ،‬ب��ل يجب البحث عما �إذا كان‬
‫عن�صر غير د�ستوري؛ بمعنى �أن رقابة د�ستورية‬ ‫الم�شرع تحت �ستار من الألفاظ العامة المجردة‬
‫ال��ق��وان��ي��ن ه��ي م��ج��رد رق��اب��ة فنية‪ ،‬يمتنع على‬ ‫واتباع قواعد ال�شكل والإج��راءات واالخت�صا�ص‬
‫الق�ضاء الخو�ض في ماهية البواعث التي �أدت‬ ‫والمحل ق��د �سن م��ن الت�شريعات م��ا ي��ك��ون قد‬
‫�إلى �سن الت�شريع‪� ،‬أو �ضرورته‪� ،‬أو التعر�ض لبحث‬ ‫خالف به الد�ستور مخالفة غير ظاهرة‪.‬‬
‫مدى مالءمته‪ ،‬باعتبار هذه الأمور من عنا�صر‬ ‫ال�سبب الثاني؛ �أن الأخذ بهذه القاعدة‪ ،‬بما‬
‫ال�سيا�سة الت�شريعية ال��ت��ي تمتنع على جهات‬ ‫ينتج عنه من وقوف الق�ضاء عند ظاهر الن�ص‪،‬‬
‫الرقابة التدخل فيها‪ ،‬و�أن في تدخل الق�ضاء‬ ‫يفتح بابا خطيرا �أم��ام الم�شرع للعدوان على‬
‫بالحكم عليها‪ ،‬عدوانا على ال�سلطة الت�شريعية‪،‬‬ ‫الحريات العامة والحقوق الفردية‪ ،‬وهو في م�أمن‬
‫وخروجا على مبد�أ الف�صل بين ال�سلطات‪.18‬‬ ‫من الرقابة الق�ضائية‪ ،‬وفيه الق�ضاء على القيمة‬
‫وت�ضم هذه القاعدة ‪ -‬كما ذهب البع�ض‪-‬‬ ‫الحقيقية للقيود الد�ستورية‪.‬‬
‫�أمورا ثالثا هي‪:19‬‬ ‫وم���ن ه����ذا‪ ،‬ك���ان واج���ب���ا ع��ل��ى القا�ضي‬
‫‪� -‬أوال؛ �إن المحكمة ال تناق�ش �ضرورة‬ ‫الد�ستوري �أال ي�أخذ بهذه القاعدة وال يقف عند‬
‫الت�شريع �أو عدم �ضرورته‪.‬‬ ‫هذا الظاهر الخادع‪ ،‬بل يجب �أن يتطرق برقابته‬
‫‪ -‬ثانيا؛ �إن المحكمة ال ت��راق��ب مالءمة‬ ‫�إل��ى الك�شف عن الطبيعة الحقيقية للن�صو�ص‬
‫الت�شريع وال حكمته‪.‬‬ ‫الت�شريعية‪ ،‬وما �إذا كانت تنطوي في داخلها على‬
‫‪ -‬ث��ال��ث��ا؛ �إن المحكمة ال ت��راق��ب بواعث‬ ‫مخالفة لن�ص من ن�صو�ص الد�ستور �أو لروحه‪،‬‬
‫الت�شريع‪.‬‬ ‫حتى ولو كان الظاهر �صحيحا و�سليما‪ ،‬ولي�س في‬
‫و���س��وف نبين ه��ذه العنا�صر ال��ث�لاث فيما‬ ‫هذا خروجا من الق�ضاء على وظيفته الأ�صلية؛‬
‫يلي‪:‬‬ ‫فمهمة الق�ضاء هي �صون الد�ستور وحمايته من‬
‫م�ســـالـــك‬

‫الفرع الأول‪ :‬ع��دم ام��ت��داد الرقابة �إلى‬ ‫الخروج على �أحكامه‪� ،‬سواء �أك��ان هذا الخروج‬
‫‪105‬‬ ‫العدد ‪38/37‬‬
‫المن�صوري عبد اهلل‬

‫في مفهوم الرقابة على د�ستورية القوانين �أو‬ ‫البحث في �ضرورة الت�شريع �أو عدم �ضرورته‬
‫يقدر القا�ضي االعتبارات التي قدرتها ال�سلطة‬ ‫من الم�سلم به �أن ال�سلطة الت�شريعية هي‬
‫الت�شريعية‪ ،‬وقدرت على �أ�سا�سها مالءمة و�ضع‬ ‫التي تقرر وحدها الحاجة �إلى �إ�صدار الت�شريع‬
‫ت�شريع معين �أو عـدم و�ضعه‪ ،‬حيث �إن ــه لو كان‬ ‫ومدى �ضرورته‪ ،‬ويعتبر ذلك من �أخ�ص مظاهر‬
‫الأمر بهذه ال�صورة لأ�صبحت الرقابة م�صادرة‬ ‫ال�سلطة التقديرية للم�شرع‪ ،‬بحيث يعتبر تدخل‬
‫للم�شرع ف��ي ت��ق��دي��ره‪ ،‬وح��رم��ان��ا م��ن وظيفته‬ ‫الق�ضاء في هذه الناحية وتقدير مدى الحاجة‬
‫الد�ستورية التي يمار�سها داخ��ل ال��ح��دود التي‬ ‫�إل��ى الت�شريع �أو ع��دم الحاجة �إليه تدخال في‬
‫حددها له الد�ستور‪ ،‬من حرية في وزن منا�سبات‬ ‫�صميم عمل ال�سلطة الت�شريعية‪ ،‬وخروجا على‬
‫ال��ت�����ش��ري��ع��ات ال��ت��ي ي�����ض��ع��ه��ا وت��ق��دي��ر مالءمة‬ ‫مبد�أ الف�صل بين ال�سلطات؛ فتقدير الحاجة �إلى‬
‫و�ضعها‪.22‬‬ ‫الت�شريع وم��دى �ضرورته يدخل في اخت�صا�ص‬
‫وفي هذا ال�صدد‪ ،‬ذهب ر�أي في الفقه �إلى‬ ‫البرلمان وح��ده‪ ،‬باعتباره عن�صرا من عنا�صر‬
‫�أنه �إذا تدخل الم�شرع و�سن ت�شريعه الذي ينظم‬
‫ال�سيا�سة الت�شريعية التي يمتنع على المحاكم‬
‫م�س�ألة ما‪ ،‬ف�إن تقديره في المفا�ضلة بين البدائل‬
‫التدخل فيها‪.20‬‬
‫المختلفة واخ��ت��ي��اره �إح��داه��ا‪ ،‬يخ�ضع للرقابة‬
‫الفرع الثاني‪ :‬ع��دم امتداد الرقابة �إلى‬
‫ال��د���س��ت��وري��ة ل��ل��وق��وف ع��ل��ى م��دى تحقيق الحل‬
‫مالءمة الت�شريع وال �إلى حكمته‬
‫الذي اختاره الم�شرع للم�صلحة العامة‪ ،‬ومدى‬
‫وفاءه للمتطلبات التي تقت�ضيها هذه الم�صلحة‬ ‫ومعنى ذل��ك �أن تتجنب المحكمة �إ�صدار‬
‫في خ�صو�ص المو�ضوع الذي تناوله بالتنظيم‪،‬‬ ‫حكم تقويمي على القانون من ناحية مالءمته‬
‫وتلك هي منطقة رقابة الغلط البين في التقدير‪،‬‬ ‫�أو مدى �صالحيته ال�سيا�سية واالجتماعية‪� ،‬إذ‬
‫تو�سيعا لنطاق الرقابة الق�ضائية على مالءمة‬ ‫�أن ه��ذه المالءمة هي �أخ�ص مظاهر ال�سلطة‬
‫الت�شريع‪ ،‬والوقوف بدقة على توافقه والمبادئ‬ ‫التقديرية التي تتمتع بها الهيئة الت�شريعية‪.‬‬
‫الد�ستورية‪ ،‬ف�ضال عن مدى مالءمته �سيا�سيا‬ ‫فمالءمة الت�شريع م�س�ألة تتعلق بالباعث‬
‫واجتماعيا‪.23‬‬ ‫ال���ذي دف��ع الم�شرع �إل���ى �إ����ص���داره‪ ،‬بموجب ما‬
‫الفرع الثالث‪ :‬ع��دم امتداد الرقابة �إلى‬ ‫يتمتع به الم�شرع من �سلطة تقديرية؛ فهو قد‬
‫الخو�ض في بواعث الت�شريع‬ ‫يختار �أح��د الحلول‪ ،‬دون الحلول الأخ��رى‪ ،‬وهو‬
‫�إذا كان الت�شريع في ظاهره‪ ،‬وكما يت�ضح‬ ‫يختار التوقيت الذي ي�صدر فيه الت�شريع‪ ،‬وذلك‬
‫من ن�صو�صه‪ ،‬داخ�لا في ال�سلطات التي ي�سمح‬ ‫من المالئمات التي ال يمكن �أن تخ�ضع لرقابة‬
‫بها الد�ستور لل�سلطة الت�شريعية بممار�ستها‪ ،‬ف�إنه‬ ‫الق�ضاء الد�ستوري‪.21‬‬
‫ال يجوز للمحاكم التنقيب وراء ن�صو�صه للبحث‬ ‫كما تخت�ص ال�سلطة الت�شريعية بتقدير‬
‫عن البواعث الم�شروعة‪� ،‬أو غير الم�شروعة التي‬ ‫م�لاءم��ة الت�شريع‪ ،‬م��ن حيث م��دى �صالحيته‬
‫م�ســـالـــك‬

‫ع�ساها تكون قد دفعت الهيئة الت�شريعية �أو بع�ض‬ ‫للأحوال االجتماعية وال�سيا�سية‪ ،‬بحيث ال يدخل‬
‫العدد ‪38/37‬‬ ‫‪106‬‬
‫�ضوابط الرقابة على د�ستورية القوانين في الفقه الد�ستوري المقارن‪ -‬النموذج الم�صري ‪-‬‬

‫رقابة الم�شروعية؛ ف���إذا تجاوز الق�ضاء رقابة‬ ‫�أع�ضائها �إلى �سن ذلك القانون‪.24‬‬
‫الم�شروعية �إلى رقابة المالءمة �أو لم يقت�صر على‬ ‫ولقد ذهب جانب من الفقه �إلى �أن القا�ضي‬
‫الناحية الفنية القانونية عند النظر في م�س�ألة‬ ‫هو قا�ضي م�شروعية ولي�س قا�ضي مالءمة‪ ،‬بحيث‬
‫مخالفة �أو ع��دم مخالفة القانون للد�ستور‪ ،‬بل‬ ‫يمتنع عن البحث في بواعث الت�شريع‪ ،25‬وذلك لأن‬
‫جعل من اخت�صا�صه‪� -‬أي�ضا‪ -‬النظر في الناحية‬ ‫البواعث التي تدفع الم�شرع �إلى �سن ت�شريع معين‬
‫ال�سيا�سية‪� ،‬أي النظر في مبلغ مالءمة القانون‬ ‫في وقت معين �أو عدم �سنه تعد من المالءمات‬
‫لظروف االجتماعية وال�سيا�سية‪ ،‬ف���إن الق�ضاء‬ ‫المتروكة للم�شرع‪ ،‬وال��ت��ي ال يمكن �أن تخ�ضع‬
‫يخرج في هذه الحالة عن مهمته في الرقابة على‬ ‫للرقابة الق�ضائية على د�ستورية القوانين‪.26‬‬
‫د�ستورية القوانين‪.28‬‬ ‫و�إذا كان عدم الخو�ض في بواعث الت�شريع‬
‫وف��ي م�صر‪ ،‬يكاد يجمع الفقه الد�ستوري‬ ‫�أمرا م�سلما به وال يثير �صعوبة‪ ،‬وذلك �أن الدوافع‬
‫على �أن الرقابة على د�ستورية الت�شريعات هي‬ ‫الذاتية التي قد ت�ؤثر على بع�ض �أع�ضاء الهيئة‬
‫رقابة فنية‪ ،‬ذات طابع قانوني مجرد‪ ،‬تقت�صر‬
‫الت�شريعية من ال�صعب التدليل عليها‪ ،‬وقلما‬
‫على الم�سائل الد�ستورية‪ ،‬وتتم ممار�ستها في‬
‫ت�ستولي على الهيئة الت�شريعية كلها �أو على جانب‬
‫�إطار احترام ال�سلطة التقديرية للم�شرع‪ ،‬بحيث‬
‫كبير منها‪ ،‬بحيث يمكن القول �أن الت�شريع قد‬
‫تنح�صر تلك ال��رق��اب��ة ع��ن التعر�ض لمناق�شة‬
‫�ضرورة الت�شريع �أو عدم �ضرورته �أو البحث عن‬ ‫�صدر عن باعث غير �شريف �أو غير م�شروع �سيطر‬
‫مالءمته وحكمته‪� ،‬أو البحث عن نوايا الم�شرع‬ ‫على الهيئة التي �أ�صدرته‪.‬‬
‫وبواعث �إ�صداره للت�شريع؛ فتقدير هذه الأمور‬ ‫ول��ك��ن‪ ،‬الم�شكلة الحقيقية تكمن عندما‬
‫يقت�صر االخت�صا�ص ب�ش�أنه على �سلطة الت�شريع‪،29‬‬ ‫ي�سعى البرلمان �إل��ى ممار�سة ن�شاط ت�شريعي‬
‫باعتباره من عنا�صر ال�سيا�سة الت�شريعية التي‬ ‫محظور فيلب�سه ثوبا غير حقيقي‪ ،‬وينحله �صورة‬
‫يمتنع على جهات الرقابة التدخل فيها‪ ،‬كما‬ ‫ن�شاط ت�شريعي �آخر‪ ،‬مما يدخل في اخت�صا�صاته‬
‫�أنها تعد من �أخ�ص مظاهر ال�سلطة التقديرية‬ ‫الد�ستورية‪.‬‬
‫للم�شرع‪ ،‬و�أن تدخل جهات الرقابة فيها ي�شكل‬ ‫و�أخ��ي��را‪ ،‬ذه��ب ج��ان��ب م��ن الفقه �إل���ى �أن‬
‫خروجا على مبد�أ الف�صل بين ال�سلطات‪.‬‬ ‫القا�ضي الد�ستوري في رقابته لل�سلطة الت�شريعية‬
‫ولقد ق�ضت المحكمة العليا ‪ -‬بعد �إن�شائها‬ ‫ال تمتد رقابته لل�سلطة التقديرية للم�شرع‪ ،‬وال‬
‫�سنة ‪1969‬م ‪ -‬ب�أن "واليتها ال تمتد �إلى مناق�شة‬ ‫يحاول الحد منها �أو مجادلة ال�سلطة في خياراتها‬
‫ومالءمة الت�شريع �أو البواعث التي حملت ال�سلطة‬ ‫الكامنة وراء الن�صو�ص القانونية التي �أقرتها �أو‬
‫الت�شريعية على �إقراره‪ ،‬لأن ذلك كله مما يدخل‬ ‫تناق�ش كيفية تطبيقها �أو مالءمة �إ�صدارها‪.27‬‬
‫ف��ي �صميم اخت�صا�ص ال�سلطة الت�شريعية‪،‬‬ ‫فهذه رقابة المالءمة �أو رقابة �سيا�سة الت�شريع‪،‬‬
‫وتقديرها المطلق"‪.30‬‬ ‫وه���ي ال ت��ن��ط��وي‪ -‬ب�����أي ���ش��ك��ل م��ن الأ���ش��ك��ال‪-‬‬
‫م�ســـالـــك‬

‫كما ق�ضت المحكمة الد�ستورية العليا‪-‬‬ ‫تحت ل��واء الرقابة على د�ستورية القوانين �أو‬
‫‪107‬‬ ‫العدد ‪38/37‬‬
‫المن�صوري عبد اهلل‬

‫دون خ�ضوع هذين الت�شريعين للرقابة الد�ستورية‪.‬‬ ‫بعد �إن�شائها �سنة ‪ 1979-‬ب�أن "مالءمة الت�شريع‬
‫والواقع �أن هذا القول في غير محله‪ ،‬لأن كل من‬ ‫وال��ب��واع��ث على �إ���ص��داره تعتبر م��ن �إطالقات‬
‫هذين القانونين قد تعر�ض للملكية الخا�صة التي‬ ‫ال�سلطة الت�شريعية وتخرج بالتالي عن رقابة‬
‫�صانها الد�ستور وو�ضع لحمايتها �ضوابط وقواعد‬ ‫المحكمة الد�ستورية"‪.31‬‬
‫محددة"‪.35‬‬ ‫ولقد حر�ص الق�ضاء الد�ستوري الم�صري‪-‬‬
‫المطلب الرابع‬ ‫���س��واء ف��ي ذل���ك المحكمة العليا وم���ن بعدها‬
‫الرقابة تكون داخل �إطار الد�ستور ال خارجه‬ ‫المحكمة الد�ستورية العليا‪ -‬على ت�أكيد �أن تقييد‬
‫الرقابة على د�ستورية القوانين هي رقابة‬ ‫�سلطته في الرقابة على مالءمة الت�شريع م�شروطة‬
‫فنية ذات ط��اب��ع ق��ان��ون��ي‪ ،‬حيث تتمثل وظيفة‬ ‫ب�أال يكون هناك خروج على �أحكام الد�ستور‪.32‬‬
‫القا�ضي في حل التعار�ض بين الن�ص الت�شريعي‬ ‫ل��ق��د ق�ضت المحكمة العليا ف��ي حكمها‬
‫وال��ن�����ص ال��د���س��ت��وري‪ ،‬ب���إه��م��ال الأدن���ى و�إعمال‬ ‫ال�صادر في ‪ 1976 /7 /3‬م ب�أنه "و�إن كانت الرقابة‬
‫الأع��ل��ى‪� -‬أي الد�ستور‪ -‬عند مخالفة القانون‬ ‫الق�ضائية على د�ستورية الت�شريع ال تمتد �إلى‬
‫له‪.36‬‬ ‫مالءمة �إ���ص��داره‪ ،‬باعتبار �أن مالءمة الت�شريع‬
‫وم��ن ث��م‪ ،‬ف�إنه يتعين على القا�ضي‪ ،‬عند‬ ‫من �أخ�ص مظاهر ال�سلطة التقديرية لل�شارع‪،‬‬
‫ممار�سة رقابته على الد�ستورية‪� ،‬أال يتجاوز �إطار‬ ‫�إال �أن ذلك ال يعنى �إطالق هذه ال�سلطة في �سن‬
‫الد�ستور �إلى ما يعلوه من مبادئ غير مكتوبة‪ ،‬و�إال‬ ‫القوانين دون تقييد بالحدود وال�ضوابط التي‬
‫كان متجاوزا لمفهوم الرقابة نف�سها بحلوله محل‬ ‫ن�ص عليها الد�ستور‪ ،‬والتي يتعين التزامها‪ ،‬و�إال‬
‫الم�شرع العادي‪ ،‬بل والم�شرع الد�ستوري نف�سه‪،‬‬ ‫كان الت�شريع مخالفا للد�ستور‪.33‬‬
‫حال ا�ستخال�صه لتلك المبادئ وممار�سة الرقابة‬ ‫كما ق�ضت المحكمة الد�ستورية العليا في‬
‫باال�ستناد �إليها‪.37‬‬ ‫حكمها ال�صادر في ‪1980 /2 /16‬م ب���أن "مالءمة‬
‫فالرقابة على د�ستورية القوانين يجب �أن‬ ‫الت�شريع والبواعث على �إ���ص��داره من �إطالقات‬
‫تتم في �إطار ن�صو�ص الد�ستور وال تتعداها �إلى‬ ‫ال�سلطة الت�شريعية ما لم يقيدها الد�ستور بحدود‬
‫�أي �شيء خارج عنها‪.‬‬ ‫و�ضوابط معينة"‪.34‬‬
‫ود�ستور الدولة هو قانونها الأ�سا�سي �أو هو‬ ‫وق�ضت المحكمة الد�ستورية العليا‪� -‬أي�ضا–‬
‫قانون القوانين‪� ،‬سواء كان ذلك الد�ستور عرفيا‬ ‫في حكمها ال�صادر في ‪ 1981 /5 /16‬ب�أن "القانون‬
‫�أو مكتوبا‪ ،‬مرنا �أو جامدا‪ .،‬وب�صدد الرقابة على‬ ‫رقم (‪ )52‬ل�سنة ‪1972‬م والقانون رقم (‪ )69‬ل�سنة‬
‫د�ستورية القوانين‪ ،‬ف�إننا نكون ب�صدد د�ستور‬ ‫‪1974‬م قد ت�ضمنا تعوي�ض الخا�ضعين للحرا�سة‬
‫بالمعنى المو�ضوعي‪ ،‬بحيث يعتبر ذلك الد�ستور‬ ‫عن �أموالهم وممتلكاتهم‪ ،‬وتذهب الحكومة �إلى‬
‫هو قمة النظام القانوني في ال��دول��ة وال يمكن‬ ‫�أن تقدير ه��ذا التعوي�ض يعد م��ن المالءمات‬
‫م�ســـالـــك‬

‫تعديله بنف�س الطريقة التي تو�ضع وتعدل بها‬ ‫ال�سيا�سية التي ي�ستقل بها الم�شرع‪ ،‬مما يحول‬
‫العدد ‪38/37‬‬ ‫‪108‬‬
‫�ضوابط الرقابة على د�ستورية القوانين في الفقه الد�ستوري المقارن‪ -‬النموذج الم�صري ‪-‬‬

‫حيث �إنها م�ستخل�صة من ن�صو�صه المدونة‪،‬‬ ‫القوانين العادية‪ ،‬بل يقت�ضى التعديل �إجراءات‬
‫كما �أن الم�شرع �إذا لم يلتزم بهذه المبادئ عند‬ ‫�أ�شد تعقيدا؛ فعندما تتوفر هذه المقدمات يثار‬
‫�سن القوانين وخرج عليها خروجا م�ستترا‪ ،‬ب�أن‬ ‫مو�ضوع الرقابة على د�ستورية تقديرية‪ ،‬بحيث‬
‫ا�ستعمل �سلطته التقديرية بق�صد تحقيق غايات‬ ‫�إنه �إذا �صدر ت�شريع يتعار�ض مع هذه المبادئ‬
‫�شخ�صية‪ ،‬ف���إن��ه ب��ذل��ك ي��ك��ون ق��د ان��ح��رف في‬ ‫العليا‪ ،‬ف�إنه يكون باطال لما ينطوي عليه من‬
‫ا�ستعمال �سلطته الت�شريعية‪ .‬ومن هذه المبادئ‬ ‫انحراف في ا�ستعمال ال�سلطة الت�شريعية‪.38‬‬
‫‪ -‬مثال ‪ -‬مبد�أ ا�ستقالل ال�سلطة الق�ضائية؛ ف�إذا‬ ‫غير �أن من الفقه ما ذهب �إل��ى �أن هناك‬
‫�أ�صدر الم�شرع ‪ -‬مثال ‪ -‬ت�شريعا عاما مجردا في‬ ‫فارقا بين روح الد�ستور وبين المبادئ العليا‪ ،‬و�أن‬
‫منا�سبة ق�ضية معينة منظورة �أم��ام المحاكم‪،‬‬ ‫هذا الفارق يبدو جليا عندما يتعر�ض القا�ضي‬
‫ويكون الت�شريع ال ينطبق �إال على هذه الق�ضية‬ ‫لتف�سير الن�ص ال��د���س��ت��وري؛ فعندما يتعر�ض‬
‫ب��ال��ذات‪ ،‬ف����إذا ك��ان ذل��ك وا�ضحا وق��ت �إ�صدار‬ ‫القا�ضي لتف�سير ن�ص د�ستوري غام�ض‪ ،‬ف�إنه‬
‫البرلمان للت�شريع‪ ،‬ك��ان الت�شريع ف��ي حقيقته‬ ‫يحاول التعمق في فهم ه��ذا الن�ص على �ضوء‬
‫قرارا �إداري��ا فرديا �أ�صدره البرلمان في �صورة‬ ‫الرابطة العامة التي تجمع بين ن�صو�ص الد�ستور‬
‫ت�شريع عام‪ ،‬وهذا ما يجعله م�شوبا باالنحراف‬ ‫جميعها‪ ،‬وتجعل منها وحدة متنا�سقة‪ ،‬ال تعار�ض‬
‫في ا�ستعمال ال�سلطة الت�شريعية‪.39‬‬ ‫بين �أج��زائ��ه��ا‪ ،‬وتلك الرابطة التي تربط بين‬
‫وف��ي ال��واق��ع‪� ،‬أن ه��ذه النظرية التي نادى‬ ‫الن�صو�ص هي ما يمكن ت�سميتها بروح الد�ستور‪.‬‬
‫بها العميد ديجيه ‪ ،Duguit‬على نبل الغاية التي‬ ‫وم��ن خ�لال فهم ال���روح‪ ،‬تتي�سر للقا�ضي‬
‫هدفت �إليها‪ ،‬لم تنل ر�ضا الكثير من الفقه‪40‬؛‬ ‫مهمة فهم الن�ص الد�ستوري الغام�ض‪ ،‬وال �شك‬
‫فهذه النظرية تفتقد �إلى �ضوابط مو�ضوعية �أو‬ ‫�أن القا�ضي‪ ،‬حين يقوم بذلك‪ ،‬ف�إنه يقوم بوظيفته‬
‫من�ضبطة‪ ،‬ثم ما هو المعيار الذي ت�ستطيع عن‬ ‫الطبيعية والعادية في تف�سير الن�صو�ص‪ ،‬دون �أن‬
‫طريقه �أن ت�ستدل على ه��ذه ال��م��ب��ادئ العليا‪،‬‬ ‫يعني ذلك �أن ي�ستخل�ص مبادئ عليا‪� ،‬أو دون �أن‬
‫وك��ي��ف يمكن لل�سلطة الق�ضائية �أن تتعـرف‬ ‫يعني ذلك �أي�ضا ارتباط تلك المبادئ العليا ‪� -‬أو‬
‫عليها وتطبقها‪ ،‬ثـم م��ا ه��و ال��ج��زاء على عدم‬ ‫عدم ارتباطها ‪ -‬بالن�صو�ص الد�ستورية‪.‬‬
‫احترامها؟‬ ‫وفي الواقع‪ ،‬ن�ست�أذن القول ب�أن ما ذهب �إليه‬
‫ن�ست�أذن القول في هذا ال�صدد ب�أن القا�ضي‬ ‫الر�أي ال�سابق‪ ،‬ب�أن هناك فارقا بين روح الد�ستور‬
‫الد�ستوري لي�س من حقه رقابة مالءمة الت�شريع‪،‬‬ ‫والمبادئ العليا �أو المبادئ الد�ستورية العامة‬
‫من حيث البحث عن الحاجة �أو عدم الحاجة �إلى‬ ‫لي�س ل��ه – ف��ي نظرنا ‪� -‬أهمية عملية‪ ،‬وذلك‬
‫الت�شريع و�ضرورة �إ�صداره‪ ،‬فتلك من المالءمات‬ ‫لأنه �أيا كانت الت�سمية التي تطلق على المبادئ‬
‫المتروكة للم�شرع ‪ -‬في هذه الحالة‪ -‬ف�إنه بذلك‬ ‫الم�ستخل�صة من ن�صو�ص الد�ستور‪ ،‬ف�إن القا�ضي‬
‫م�ســـالـــك‬

‫يكون قد �أحل تقديره محل تقدير الم�شرع‪ ،‬وهذا‬ ‫الد�ستوري يلتزم بها‪ ،‬كما �أنها تلزم الم�شرع‪،‬‬
‫‪109‬‬ ‫العدد ‪38/37‬‬
‫المن�صوري عبد اهلل‬

‫وذلك لأن البواعث �أو الغايات مخالفة للد�ستور‪،‬‬ ‫ما ال يجب‪ ،‬حيث �إن��ه يعتبر بذلك متدخال في‬
‫وما ذلك �إال للت�أثير الكبير لعامل النية �أو الغر�ض‬ ‫ال�سيا�سة الت�شريعية وم��ت��ج��اوزا نطاق رقابته‬
‫في الأعمال الإدارية ومنها الت�شريع‪ ،‬فال يمكن �أن‬ ‫لم�شروعية ال��ق��ان��ون �إل���ى ال��ب��ح��ث ف��ي مالءمة‬
‫نبطل التزاما �أو عقدا لوجود غر�ض غير م�شروع‬ ‫�إ�صداره‪.‬‬
‫ون�سمح ب�صدور قانون يحقق �أغرا�ضا ينهى عنها‬ ‫و�إذا كان الأمر كذلك‪ ،‬ف�إن الم�شرع قد ي�سن‬
‫الد�ستور‪ ،‬ومن هنا‪ ،‬ف�إن البحث عن �صحة غاية‬ ‫قانونا ما‪ ،‬منظما لحق �أو حرية مثال‪ ،‬ويذهب تحت‬
‫الم�شرع هي واج��ب تمليه طبيعة عمل القا�ضي‬ ‫�ستار من هذا التنظيم �إلى تحقيق غايات غير‬
‫الد�ستوري‪ ،41‬وذلك �صونا للد�ستور وحمايته من‬ ‫م�شروعة‪ ،‬فما هو الحل في هذه الحالة؟ هل تقف‬
‫الخروج على �أحكامه خروجا م�ستترا‪ ،‬حماية‬ ‫الرقابة الد�ستورية عند مجرد المقابلة الحرفية‬
‫لحقوق الأفراد وحرياتهم‪.‬‬ ‫بين ن�صو�ص الت�شريع ون�صو�ص الد�ستور‪� ،‬أم �إنه‬
‫وجدير بالذكر‪� ،‬أن بحث القا�ضي الد�ستوري‬ ‫يجب على القا�ضي الد�ستوري البحث في نوايا‬
‫ع��ن ال��غ��اي��ة الحقيقية للم�شرع ي��ع��د بحثا في‬ ‫الم�شرع ليك�شف عن الغايات الحقيقية من وراء‬
‫االنحراف الت�شريعي‪ ،‬وذلك لأن عيب االنحراف‬ ‫�إ�صدار الت�شريع؟‬
‫الت�شريعي يتعلق �أ�سا�سا بالغاية من الت�شريع‪،‬‬ ‫في حقيقة الأمر‪ ،‬ال يمكن الوقوف بالرقابة‬
‫لكي يحقق م�صلحة فردية �أو م�صلحة حزب من‬ ‫على د�ستورية القوانين عند م��ج��رد المقابلة‬
‫الأحزاب �أو مجموعة من الأ�شخا�ص‪ ،‬وكان ذلك‬ ‫الحرفية بين ن�صو�ص الت�شريع ون�صو�ص الد�ستور‪،‬‬
‫كله لغير هدف الم�صلحة العامة �أو كان ذلك كله‬ ‫و�إال لفقدت تلك الرقابة الد�ستورية �أهميتها‪.‬‬
‫�أو �أي منه ي�ستهدف الإ�ضرار بفرد �أو مجموعة‬ ‫ولذلك‪ ،‬يجب على القا�ضي الد�ستوري البحث في‬
‫�أفراد بدواتهم �أو فئة معينة من النا�س‪ ،‬على غير‬ ‫نوايا الم�شرع للك�شف عن الغاية الحقيقية من‬
‫ما تقت�ضيه الم�صلحة العامة‪ ،‬ف�إن الت�شريع في‬ ‫وراء �إ�صدار الت�شريع‪ ،‬ورقابة القا�ضي الد�ستوري‬
‫كل هذه ال�صور والحاالت ينطوي على انحراف‬ ‫في هذه الحالة لي�ست من قبيل رقابة المالءمة‪،‬‬
‫بال�سلطة الت�شريعية لغير ما �أقامها الد�ستور‬ ‫و�إنما من قبيل رقابة الم�شروعية "الد�ستورية"؛‬
‫عليه‪.42‬‬ ‫فهو ال يراقب �ضرورة الت�شريع �أو عدم �ضرورته‬
‫فالم�شرع‪ ،‬في ا�ستعماله ل�سلطته التقديرية‬ ‫وال يتدخل في ال�سيا�سة الت�شريعية للم�شرع‪ ،‬و�إنما‬
‫في اختيار وترجيح �أي من هذه الو�سائل والبدائل‬ ‫فقط يبحث عن غاية الم�شرع الحقيقة من وراء‬
‫والخيرات‪ ،‬يتعين عليه �أن يتغيا الم�صلحة العامة‬ ‫�إ�صداره لت�شريع ما‪.‬‬
‫دون �سواها؛ ف�إن هو انحرف عنها وتغيا غيرها‪،‬‬ ‫وف��ي ه��ذا ال�صدد‪ ،‬ذه��ب البع�ض �إل��ى �أن‬
‫لحقه عيب االن��ح��راف ف��ي ا�ستعمال ال�سلطة‬ ‫البواعث ت���ؤث��ر على ال��غ��اي��ات‪ ،‬وم��ن هنا‪ ،‬كانت‬
‫الت�شريعية‪ .‬ومن هنا؛ ف�إن غاية الت�شريع تخ�ضع‬ ‫قاعدة عدم جواز الخو�ض في بواعث الت�شريع؛‬
‫م�ســـالـــك‬

‫لرقابة القا�ضي الد�ستوري‪ .43‬وعلى ذلك‪ ،‬ف�إنه‬ ‫وه��ي م�شكلة تتعلق بركن الغاية ف��ي القانون‪،‬‬
‫العدد ‪38/37‬‬ ‫‪110‬‬
‫�ضوابط الرقابة على د�ستورية القوانين في الفقه الد�ستوري المقارن‪ -‬النموذج الم�صري ‪-‬‬

‫التي �أ�ضمرها‪ ،‬وكان ي�سعى �إلى تحقيقها من وراء‬ ‫يجب عدم الوقوف عند ظاهر الن�ص الت�شريعي‪،‬‬
‫�إ�صداره للت�شريع‪.‬‬ ‫و�إنما يجب على القا�ضي الد�ستوري البحث في‬
‫نوايا الم�شرع‪ ،‬للك�شف عن الغايات الحقيقية‬

‫هوام�ش‪:‬‬
‫‪ - 1‬د‪� .‬شعبان �أحمد رم�ضان‪�" :‬ضوابط و�آثار الرقابة على د�ستورية القوانين"‪ ،‬درا�سة مقارنة‪ ،‬دار النه�ضة العربية‪� ،2000 ،‬ص ‪.511‬‬
‫‪ - 2‬د‪ .‬عادل عمر �شريف‪" :‬ق�ضاء الد�ستورية"‪ ،‬ر�سالة الدكتوراه‪ ،‬جامعة عين ال�شم�س‪� ،1994 ،‬ص ‪.135 - 134‬‬
‫‪ - 3‬الم�ست�شار محمد علي بليغ‪" :‬تقديم مجموعة �أحكام المحكمة الد�ستورية العليا ‪ -‬الجزء الثالث ‪ -‬الأحكام التي �أ�صدرتها المحكمة من يناير ‪1984‬‬
‫حتى دي�سمبر ‪� ،"1986‬ص ‪ 4‬و ‪.5‬‬
‫‪ - 4‬راجع في ذلك‪ :‬د‪� .‬أحمد كمال �أوب المجد‪" :‬الرقابة على د�ستورية القوانين في الواليات المتحدة الأمريكية‪ ،‬والإقليم الم�صري"‪ ،‬ر�سالة الدكتوراه‪،‬‬
‫جامعة القاهرة‪� ،1960 ،‬ص ‪.4041‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عادل عمر �شريف‪" :‬ق�ضاء الد�ستورية" المرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.137 – 136‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عبد العزيز محمد �سالمان‪" :‬رقابة د�ستورية القوانين"‪ ،‬ر�سالة الدكتوراه‪ ،‬جامعة عين ال�شم�س‪� ،1994 ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪ - 5‬د‪ .‬جابر جاد ن�صار‪" :‬الأداء الت�شريعي لمجل�س ال�شعب والرقابة على د�ستورية القوانين في م�صر"‪ ،‬دار النه�ضة العربية‪ ،‬ط‪� ،1999 ،1.‬ص ‪.113‬‬
‫‪ - 6‬حكم المحكمة العليا في الدعوى رقم (‪ )10‬ل�سنة (‪ )1‬ق�ضائية عليا "د�ستورية" جل�سة ‪1972 /4 /1‬م‪ ،‬مجموعة �أحكام وقرارات المحكمة العليا‪،‬‬
‫الجزء الأول‪� ،‬ص ‪.271‬‬
‫‪ - 7‬د‪ .‬عادل عمر �شريف‪ ،‬ر�سالة الدكتوراه‪ ،‬جامعة عين �شم�س‪� ،1988 ،‬ص ‪.138‬‬
‫‪ - 8‬حكم المحكمة العليا في الدعوى رقم (‪ )18‬ل�سنة (‪ )7‬ق�ضائية عليا "د�ستورية" جل�سة ‪1978 /4 /1‬م‪ ،‬مجموعة �أحكام وقرارات المحكمة العليا‪،‬‬
‫الجزء الثاني‪� ،‬ص ‪.179‬‬
‫‪ - 9‬د‪� .‬أحمد كمال �أبو المجد‪ ،‬المرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.447‬‬
‫‪ - 10‬د‪� .‬أحمد كمال �أبو المجد‪ ،‬المرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.448‬‬
‫‪ - 11‬د‪� .‬أحمد كمال �أبو المجد‪ ،‬المرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.448‬‬
‫‪ - 12‬د‪� .‬أحمد كمال �أبو المجد‪ ،‬المرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.273 –272‬‬
‫‪ - 13‬د‪ .‬علي ال�سيد الباز‪" :‬الرقابة على د�ستورية القوانين في م�صر"‪ ،‬ر�سالة الدكتوراه‪ ،‬جامعة الإ�سكندرية‪� ،‬ص ‪.638‬‬
‫‪ - 14‬الم�ست�شار بدوي �إبراهيم حمودة‪" :‬تقديم مجموعة �أحكام وقرارات المحكمة العليا في الدعاوى الد�ستورية من �سنة ‪� 1970‬إلى ‪ ،1976‬الجزء‬
‫الأول"‪ ،‬مرجع �سابق‪.‬‬
‫‪ - 15‬مجموعة �أحكام المحكمة الد�ستورية العليا بم�صر‪ ،‬الجزء ال�ساد�س‪� ،‬ص ‪.277‬‬
‫‪ - 16‬د‪ .‬عبد العزيز محمد �سالمان‪ ،‬المرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.107‬‬
‫‪ - 17‬رائد �صالح �أحمد قنديل‪" :‬الرقابة على د�ستورية القوانين‪ -‬درا�سة مقارنة –"‪ ،‬دار النه�ضة العربية‪ ،‬القاهرة‪� ،2012 ،‬ص ‪.147‬‬
‫‪18 - Tunc (A. Ets.), "Le système constitutionnel des Etat-Unis d’Amérique ", T. II, Paris, 1951, 291 Ets.‬‬
‫‪ - 19‬د‪� .‬أحمد كمال �أبو المجد‪" :‬الرقابة على د�ستورية القوانين"‪ ،‬المرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.461 - 460‬‬
‫‪ - 20‬د‪� .‬أحمد كمال �أبو المجد‪ ،‬المرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.461‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عادل عمر ال�شريف‪ " :‬ق�ضاء الد�ستورية"‪ ،‬المرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.152‬‬
‫‪ - 21‬د‪ .‬نبيلة عبد الحليم كامل‪" :‬الرقابة الق�ضائية على د�ستورية القوانين" ‪ ،‬الق�ضاء الد�ستوري‪ ،‬دار النه�ضة‪� ،2002 ،‬ص ‪.222 - 221‬‬
‫‪ - 22‬د‪ .‬على ال�سيد الباز‪ ،‬المرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.0610‬‬
‫‪ - 23‬د‪ .‬زكي محمد النجار‪" :‬فكرة الغلط البين في التقدير في الق�ضاء الد�ستوري درا�سة مقارنة" ‪ ،‬دار النه�ضة العربية‪ 1997 ،‬م‪� ،‬ص ‪.211 - 210‬‬
‫‪ - 24‬د‪� .‬أحمد كمال �أبو المجد‪ ،‬مرجع �سابق‪� ،‬ص ‪.463‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬على ال�سيد الباز‪ ،‬المرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.610‬‬
‫م�ســـالـــك‬

‫‪ - 25‬راجع في ذلك‪ :‬د‪� .‬أحمد �أبو المجد‪ ،‬المرجع �سابق‪� ،‬ص ‪.463‬‬

‫‪111‬‬ ‫العدد ‪38/37‬‬


‫المن�صوري عبد اهلل‬

‫‪ -‬د‪ .‬عبد الغني ب�سيوني عبد اهلل‪" ،‬النظم ال�سيا�سية والقانون الد�ستوري" ‪ ،‬من�ش�أة المعارف‪ ،‬الإ�سكندرية ‪� ،1970‬ص ‪.810‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬على ال�سيد الباز‪ ،‬المرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.610‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عبد العزيز محمد �سالمان‪ ،‬المرجع ال�سابق‪�،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ - 26‬د‪ .‬يحي الجمل‪" :‬الق�ضاء الد�ستوري في م�صر‪ ،‬درا�سة مقارنة"‪ ،‬دار النه�ضة العربية‪� ،2008 ،‬ص ‪.208‬‬
‫‪ - 27‬راجع في ذلك الر�أي‪:‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عزيزة �شريف‪" :‬الق�ضاء الد�ستوري الم�صري" ‪ ،‬دار النه�ضة العربية‪� ،1990 ،‬ص ‪.310‬‬
‫‪ -‬د‪� .‬صالح الدين فوزي‪" :‬الدعوى الد�ستورية "‪ ،‬دار النه�ضة العربية‪� ،1994 ،‬ص ‪.178‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عبد العزيز �سالمان‪ ،‬المرجع ال�سابق‪�،‬ص ‪.110 - 109‬‬
‫‪ - 28‬د‪ .‬عبد الحميد متولي‪" :‬الو�سيط في القانون الد�ستوري" ‪ ،‬الطبعة الأولى‪ ،‬دار الطالب لن�شر الثقافة الجامعية‪ ،‬الإ�سكندرية‪� ،1956 ،‬ص ‪.668‬‬
‫‪ - 29‬راجع في ذلك‪ :‬د‪ .‬عادل عمر �شريف‪ ،‬المرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.151‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محمد ال�سنارى‪" :‬ال�شريعة الإ�سالمية و�ضوابط رقابة د�ستورية القوانين في م�صر" ‪ ،‬عالم الكتب‪� ،1986 ،‬ص ‪.258‬‬
‫‪ - 30‬حكم المحكمة العليا في الدعوى رقم (‪ )11‬ل�سنة (‪ )1‬ق�ضائية عليا "د�ستورية " بجل�سة �أول �أبريل ‪ ،1972‬مجموعة �أحكام وقرارات المحكمة‬
‫العليا‪ ،‬الجزء الأول‪� ،‬ص ‪.75‬‬
‫وراجع �أي�ضا �أحكام المحكمة العليا التالي‪:‬‬
‫‪ -‬حكمها في الدعوى رقم (‪ )4‬قي عليا "د�ستورية " جل�سة ‪.1972 /5 /1‬‬
‫‪ -‬مجموعة �أحكام وقرارات المحكمة العليا‪ ،‬الجزء الأول‪� ،‬ص ‪.108‬‬
‫‪ -‬وحكمها في الدعوى (‪ )5‬ل�سنة (‪ )7‬ق عليا "د�ستورية " بجل�سة ‪.1978 /4 /1‬‬
‫‪ -‬مجموعة �أحكام وقرارات المحكمة العليا‪ ،‬الجزء الثاني‪� ،‬ص ‪.1469‬‬
‫‪ - 31‬حكم المحكمة الد�ستورية العليا في الدعوى رقم (‪ )26‬ل�سنة (‪ )4‬ق " د�ستورية "‪ ،‬جل�سة ‪ ،1983 /4 /1‬مجموعة �أحكام المحكمة الد�ستورية‬
‫العليا‪ ،‬الجزء الثاني‪� ،‬ص ‪.67‬‬
‫وراجع �أي�ضا حكمها في الدعوى رقم (‪ )67‬ل�سنة (‪ )4‬ق "د�ستورية "‪ ،‬جل�سة ‪ ،1985 /2 /2‬مجموعة �أحكام المحكمة الد�ستورية العليا‪ ،‬الجزء الثالث‪،‬‬
‫�ص ‪.122‬‬
‫‪ - 32‬د‪ .‬عزيزة ال�شريف‪" :‬الق�ضاء الد�ستوري"‪ ،‬دار النه�ضة العربية‪� ،1990 ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ - 33‬حكم المحكمة العليا في الدعوى رقم (‪ )5‬ق�ضائية عليا "د�ستورية"‪ ،‬جل�سة ‪ ،1976 /4 /3‬مجموعة �أحكام وقرارات المحكمة العليا‪ ،‬ج‪� ،1.‬ص ‪.414‬‬
‫‪ - 34‬حكم المحكمة الد�ستورية العليا في الدعوى رقم (‪ )13‬ل�سنة (‪ )1‬ق�ضائية "د�ستورية "‪ ،‬جل�سة ‪ ،1980 /2 /16‬مجموعة �أحكام المحكمة الد�ستورية‬
‫العليا‪ ،‬الجزء الأول‪� ،‬ص ‪.151‬‬
‫‪ - 35‬حكم المحكمة الد�ستورية العليا في الدعوى رقم (‪ )5‬ل�سنة (‪ )1‬ق "د�ستورية" جل�سة ‪ ،1981 /5 /16‬مجموعة �أحكام المحكمة الد�ستورية العليا‪،‬‬
‫الجزء الأول‪� ،‬ص ‪.195‬‬
‫‪ - 36‬د‪ .‬وهيب عياد �سالمة‪" :‬مبادئ القانون الد�ستوري وتحليل النظام الد�ستوري الم�صري"‪ ،‬مكتبة الآالت الحديثة ب�أ�سيوط‪� ،1999 ،‬ص ‪.128‬‬
‫‪ - 37‬د‪ .‬محمد ال�سنارى‪" :‬ال�شريعة الإ�سالمية و�ضوابط د�ستورية القوانين في م�صر"‪ ،‬المرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.233 - 232‬‬
‫‪ - 38‬د‪� .‬أحمد عبد الرزاق ال�سنهورى‪" :‬مخالفة الت�شريع للد�ستور واالنحراف في ا�ستعمال ال�سلطة الت�شريعية"‪ ،‬مجلة مجل�س الدولة‪ ،‬ال�سنة الثالثة ‪ ،‬يناير‬
‫‪� ،1952‬ص ‪.102‬‬
‫‪ - 39‬د‪� .‬أحمد عبد الرزاق ال�سنهورى‪" :‬مخالفة الت�شريع للد�ستور واالنحراف في ا�ستعمال ال�سلطة الت�شريعية"‪ ،‬المرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪ - 40‬راجع في ذلك‪ :‬د‪� .‬سليمان الطماوي‪" :‬النظرية العامة للقرارات الإدارية"‪ ،‬المرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.38 - 37‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عبد الحميد متولي‪" :‬الو�سيط في القانون الد�ستوري"‪ ،‬المرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪ 66‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -‬د‪� .‬أحمد كمال �أبو المجد‪ ،‬المرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.600 - 599‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عبد العزيز �سالمان‪ ،‬المرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪ - 41‬د‪ .‬محمد ماهر �أبو العينين‪" :‬االنحراف الت�شريعي والرقابة على د�ستوريته"‪ ،‬ر�سالة دكتوراه‪ ،‬جامعة القاهرة‪� ،‬ص ‪.536 - 535‬‬
‫‪ - 42‬د‪ .‬يحيى الجمل‪" :‬الق�ضاء الد�ستوري في م�صر"‪ ،‬دار النه�ضة العربية‪� ،2008 ،‬ص ‪.207‬‬
‫م�ســـالـــك‬

‫‪ - 43‬د‪ .‬يحيى الجمل‪" :‬الق�ضاء الد�ستوري في م�صر"‪ ،‬المرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.209 208-‬‬

‫العدد ‪38/37‬‬ ‫‪112‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like