Professional Documents
Culture Documents
--------
--------
--------
اإلعداد:
على الطالب ان يكون ملم بالمفاهيم القاعدية في علم النفس العيادي .
االطالع على التيارات والنظريات الكبرى في علم النفس
االلمام بمختلف االضطربات النفسية واالمراض العقلية
الفهرس
المحاضرة األولى :مدخل إلى العالج النفسي 1 ..................................................................
-2أهداف عالجية لـنموذج العالج بالتقبل وااللتزام )Acceptance and Commitment Therapy (ACT
18.........................................................................................................
-4محاور التدريب على المهارات في العالج الجدلي .السلوكي 29........................ : DBT SKILLS
المحاضرة الخامسة :العالج بخفض الحساسية عن طريق حركة العين 35 ............................. EMDR
-4االستعارات56......................................................................................... :
-1مقدمة 74...............................................................................................
-2العالج الذي ِّ
يركز على الحل 74............................................................... : SFBT
هو استخدام جميع الوسائل النفسية لعالج مرض عقلي ،أو نفسي ،أو سوء توافق ،أو تكيف أو اضطراب نفسي
المصدر.
وحسب "كاتري" F.Guattariهي تسيير واستخدام المعلومات ،وتسيير معرفي ،وتحسين عالقة إنسانية ،يندمج
فيها عناصر ثالث:
يعرفها نوبيرت سيالمي بأنه "التفاعل بين المعالج والمريض ،وهو العامل األول الذي يغير عملية التعلم .من
خالل المحادثة مع المعالج ،تظهر تجارب المريض واستجاباته .دور المعالج ليس فقط الشرح ،بل ،إنه دور ديناميكي
يستجيب له المريض" .من خالل هذا الدور ،يمكن للمعالج إزالة العادات المرضية من االستجابات العاطفية (حنفي،
،1994ص )688واعتناق عادات صحيحة جديدة ،وصياغة علمي شامل تخطيط العالج ،ومهارات التواصل.
يعرفها النابلسي بأنها "وسيلة لتأسيس تواصل شفهي فريد خاص بين المعالج والشخص المصاب باضطراب تكيفي،
بشرط أن تكون العالقة وهذا التواصل مبنيين على نظريات نفسية ،وتعريفها لكل من األصحاء والمرضى • .معالجة
األمراض التي يعتقد أنها ناجمة عن عوامل نفسية -اجتماعية"( .النابلسي ،1991 ،صفحة )5
جادل آخرون بأنه يخفف من مخاوف اإلنسان من خالل الكلمات والعالقات الشخصية والمهنية .يتفق جميع
علماء النفس على أن العالج النفسي هو مجموع األساليب غير الدوائية المستخدمة لمساعدة المرضى على التغلب
على األزمات النفسية.
في الختام نستنتج أن فنون االتصال واالستماع والحوار والتفاعل مع الموضوعات هي أسس العالج النفسي،
وأنه بغض النظر عن المدارس والتقنيات المختلفة المستخدمة ،فإن أسس العالج النفسي ليست منفصلة عن إطار
1
تكنولوجيا اللغة واالتصال .في جميع اتجاهات العالج النفسي .يهتم علماء النفس بتشخيص وتحديد نوع االضطراب،
ليس ذلك فحسب ،بل تطبيق تقنيات عالجية لمنع استمرار الصراع ومشاعر القلق وعدم التوافق حتى يختفي االضطراب
النفسي.
إنه ينشط آليات الدفاع التي تساعد على التبصر وإعادة التنظيم وتقليل التوتر والشعور بمعنى الحياة .يحقق
المعالجون أفضل النتائج مع المرضى الذين يرغبون في التعافي .خالف ذلك ،لن تعمل جميع اإلجراءات التي
يستخدمها المعالج.
جميع العالجات تهدف إلى تقديم المساعدة لألفراد للخروج من دائرة االضطراب ،والتوتر والصراعات ،واآلالم
النفسية ،واالجتماعية ،والجسدية ،المعنوية منها والمادية.
وهناك أنواع متعددة من االختصاصات والمعالجين المعروفين ،وهم Le psychiatreأو الطبيب النفسي الذي
تلقى تكوينا في الطب ،Médecineوتلقى تكوينا خاصا في الطب العقلي .أما األخصائي النفساني العيادي Le
،psychologue clinicienفيعتبر ملحقا طبيا ،تلقى تكوينا في أساليب العالج النفسي.
2
أدمج العلماء ،أحسن ما توصل إليه كل اتجاه ،دون التفريق بين أي منها ،أو التحيز ألحدها (Thomas,
) ،2005, p. 66والحظ كل من ،" M. Smith, Glass and Miller 1980أن األخصائيين النفسانيين العياديين،
ينتمون إلى االتجاه اإلدماجي. Approache integratives ،
ظهر هذه االتجاه ،من خلفية ما سبق ذكره سالفاً :االتجاه الدينامي ،السلوكي المعرفي ،اإلنساني والنسقي ،واتجاه
جامع شامل لهم.
تجتمع كل المناهج ،والمقاربات والنظريات العالجية ،في نقاط مشتركة األهداف ،متكاملة األوجه .كل عالج له
مميزاته ،وآثاره اإليجابية على النفس اإلنسانية ،آخذا بعين االعتبار المرحلة العمرية ،ونوع االضطراب ،وسيكولوجية
النمو ،وسيكولوجية المجتمع الذي يعيش فيه الفرد ،وعليه تميز االتجاه اإلدماجي بالخصائص التالية:
تطبيقاته المنهجية والتقنية مرنة ،وإجراءاتها محددة ،الستعادة التوازن العاطفي للمفحوص.
تمس جوانب متعددة من االضطرابات ،وذلك بفضل ،تكامل تقنيات ،العالجات المختلفة ،وانبثق منها عدة
أشكال للعالج النفسي.
ميدان العالج النفسي ،أصبح جد واسع ،يمس االضطرابات المزاجية ،واألعصبة االضطرابات السيكوسوماتية،
وحتى الذهانية.
مزايا جميع التقنيات العالجية مدمجة ،لتقديم المساعدة المعنوية للمفحوص ،سواء كان توجيه وإرشاد ،أو
إيحاء وإعادة تأهيل ،أو تحليل نفسي.
تعتمد كلها على التواصل بين المعالج والمفحوص.
قابلية استخدام العالج النفسي بأشكاله ،على مستوى فردي ،أو جماعي حسب الحاجة لذلك(Sillamy, .
)2003, pp. 216-217
3
المحاضرة الثانية :العالج السلوكي المعرفي
-1العالج السلوكي:
عرف العالج النفسي السلوكي بأنه عقيدة تستند إلى السلوك الطبيعي وغير الطبيعي لألفراد ،والتي يتم الحصول
ُي َّ
عليها من خالل تعلم واستخدام عمليات ربط بيانات بافلوفيان أو فك االرتباط المشروط .هذا متناقض للغاية ويتعارض
مع التحليل النفسي ،الذي يعتقد أن السلوكية تضع الفرد وشخصيته في حالة من الوحدة وتعاملهم بطريقة مباشرة
(Virel, 1977, p. 39) .Psychoterapies directives
لقد عرفها" على أنها علم نفس موضوعي ،وخرجت من يدي واتسون "لتعريف علم النفس على أنه" دراسة السلوك،
وليس الالوعي واالستبطان .عادة ما تكون الردود ،سواء كانت لفظية أو حركية ،متكيفة مع الموقف .يظل العالج
السلوكي أحد أهم العالجات حتى يومنا هذا ،والتي نشأت منها ما يسمى بالسلوكية الجديدة ،والتي ال تزال تعتمد على
نظرية واتسون عن "النظرية الموضوعية وأهمية الوسيط"
إلى يومنا هذا ،يعد العالج السلوكي من أهم العالجات ،إذ انبثقت منه ما يعرف بالسلوكية الجديدةNeo-
،behaviorismeوالتي ما زالت تعتمد على نظرية واطسون"" ،النظرية الموضوعية وأهمية الوسط"(Sillamy, .
)2003, p. 35
وبالتالي ،فإن العالج السلوكي هو عالج يعالج االضطرابات كرد فعل على البيئة المعيشية للفرد أو للمحفزات
التي تثيرها البيئة .من خالل نظرية التعلم يمكننا ربط االستجابات السلبية المشروطة بتقنيات العالج السلوكي بحيث
يختفي األداء دون اختراق أعماق الشخصية.
االضطرابات النفسية ،سلوك متعلم في تكوينه ،وإزالته ،يخضع لنفس القوانين والنظريات التي يخضع لها
السلوك السوي.
االضطرابات النفسية ،قد تنشا ،من فشل الفرد في تعلم السلوكيات التوافقية ،الناجحة ،وأي اضطراب نفسي
ينشأ ،يكون بسبب الصراع ،الذي يتعرض له الفرد ،عندما يجد نفسه أمام هدفين المطلوب منه ،أن يختار
أحدهما ،وأن يتحمل مسؤولية هذا االختيار( .جبل ،2000 ،الصفحات )216-206
4
* إجراءات العالج السلوكي :
تحديد السلوك المضطرب ،والمطلوب تعديله أو تغييره .يتم ذلك في المقابلة العالجية عن طريق استخدام
االختبارات ،والتقارير ،لتحديد السلوك المضطرب.
تحديد الظروف التي حدثت فيها السلوك المضطرب ،وذلك بفحص خبرات المريض وظروفه المختلفة.
تحديد العوامل المسؤولة عن استمرار السلوك المضطرب.
إعداد جدول إعادة التعلم.
تعديل الظروف البيئية.
وينتهي العالج ،عندما يتغير السلوك إلى الشكل المرغوب فيه( .العناني ،2000 ،صفحة )184
ب) تقنيات العالج السلوكي :
التقنيات المستخدمة في معالجة األفراد ،الذين يعانون من اضطراب في سلوكهم ،مع العلم أنه ال يمكننا الجزم
بأفضلية إحدى الطرق ،على الطرائق األخرى.
5
أساليب زيادة السلوك:
oالمعززات اإليجابية :هي عبارة عن أشياء محببة للفرد ،يتم تقديمها له بطريقة مبرمجة ،بعد قيامه بسلوك مرغوب
فيه ،كالجوائز والهدايا ،وكل ما يدفعه لتكرار نفس السلوك في المستقبل ،شريطة تقديمه مباشرة ،بعد السلوك ،وعدم
تأخيره ،حتى ال يفقد أهميته .ويجب االنتباه ،إلى الفروق الفردية ،عند تقديم المعززات ،فقد ينجح معزز معين مع فرد
وال ينجح مع آخر (بسبب الخجل واالنطواء ،أو رفض الكالم).
oالمعززات السلبية :وتعني إزالة شيء غير مرغوب فيه ،من بيئة الطفل ،مما يدفعه إلى تكرار السلوك المرغوب
فيه ،عن طريق العقاب ،في المواقف غير المرغوبة ،ما يحجم الطفل عن القيام بالسلوك غير المرغوب فيه ،واستبداله
بسلوك مرغوب فيه ،يجلب له معز از إيجابيا.
oالنمذجة :تقليد السلوك :يقوم هذا األسلوب ،على تقليد كل سلوك يراه الطفل مناسبا ،أو غريبا ،أو مرتبطا بسلوك
الكبار ،سواء كان سلبي أم إيجابي .وعندها تقدم للطفل مجموعة من السلوكيات الجيدة ،والمرغوبة ونطلب منه تقليدها،
إما مباشرة ،أو تمثيال أي غير مباشرة.
أساليب خفض السلوك:
هي أساليب تهدف عند تطبيقها ،إلى خفض معدل تكرار السلوك ،غير المرغوب فيه يندرج تحت هذا األسلوب:
oالعقاب (الخبرة المنفرة) :هو أسلوب لخفض السلوك ،يتم تعريض الفرد المعالج ،لنوع من العقاب العالجي
(الخبرة المنفرة) ،إذا قام بالسلوك غير المرغوب فيه .وقد استخدم هذا األسلوب ،في عالج حاالت اضطراب الكالم
اللجلجة ،واالضطرابات السلوكية ،غير المرغوبة .كما أنه عبارة عن عقاب مادي ،جسدي ،اجتماعي ،أو حرمان من
اإلثابة ،دون أن ننسى أن هناك فروق فردية بين األطفال .ال يكون العقاب عقابا ،إال إذا أدى إلى خفض السلوك،
وحتى يكون أسلوب العقاب فعاال فالبد من مراعاة األمور التالية عند تطبيقه:
-1عندما يعاقب الطفل ،فإنه يجب علينا أن نوضح له سبب العقاب.
-2يجب أن ال يكون أسلوب العقاب ،هو النمط المميز للمربين ،أي يجب أن ال يتبعه باستمرار ألن هذا سيؤدي إلى
الكراهية ،والنفور من المربي.
oتعزيز السلوك المخالف :يهدف هذا األسلوب ،إلى جعل السلوك المرغوب في تخفيضه ليس ذو أهمية لدى
الطفل ،وذلك بالتوقف عن تعزيزه ،وتعزيز السلوك الذي يعاكسه تماما ،وذلك للفت نظر الطفل إليه.
oالتعزيز الرمزي:
يقصد به ،قيام المربي أو الولي ،بإعطاء الطفل مجموعة قطع أو نجوم ،أو غيرها ،عند قيامه بالسلوك المناسب .
يجمعها الطفل ،ثم يقوم باستبدالها بأشياء محببة ،كالهدية والحلوى ،وهناك شروط محددة لتلك المعززات الرمزية هي:
6
-1أن ال تكون قابلة للتلف.
-2أن ال تكون مؤذية للطفل كأن تكون صغيرة قابلة لالبتالع.
oالمفعول االرتجاعي :يقوم على تعريف الفرد بنتيجة سلوكه ،قبل االنتقال إلى غيره من السلوكيات ،ليقوم في
النهاية بمقارنته ،مع نسبة حدوث نفس السلوك مع أقرانه .ويهدف هذا السلوك إلى إحداث وعي لدى الفرد ،واستبصاره،
بما يحدثه هذا السلوك ،من أثر في البيئة المحيطة ،ويظهر ذلك في ردود أفعال اآلخرين وفي تقبله الشخصي له.
وعليه فإن الفرد ،يستطيع تجنب العيوب واألخطاء ،التي وقع فيها ،أثناء ممارسته لسلوك معين(Fontaine, 1978) .
oالعالج عن طريق الكراهية أو النفور :تعني استخدام األشياء المكروهة ،أو التي يخاف منها المريض خوفا
شديدا ،وبعبارة أخرى يعتمد هذا األسلوب ،على فرض ألوان معينة ،من العقاب على المريض ،كلما أتى بسلوك غير
مرغوب فيه.
oالممارسة السالبة (التشبع) :في هذا األسلوب ،يطلب المعالج من الفرد ،أن يمارس السلوك غير المرغوب
بتكرار فتؤدي هذه الممارسة إلى نتائج سلبية (التعب ،الملل) ،حتى يصل إلى درجة التشبع ،وحينها ال يستطيع
ممارسته مجددا .هذا األسلوب ،تميز بنجاحه في معالجة اللزمات الحركية ،ومص اإلبهام والتدخين.
التصحيح الذاتي:
في هذا األسلوب يتم الطلب من الطفل القيام بتصحيح الخطأ الذي وقع فيه وزيادة عليه بمعنى إجباره على أن يمارس
السلوكيات الصحيحة.
أ -تدريب مريض على االسترخاء ،الذي يعرف بأنه توقف كامل لكل االنقباضات ،والتقلصات العضلية
المصاحبة للتوتر.
ب -تحديد المواقف المثيرة للقلق ،مثل الخوف من األماكن المرتفعة.
ج -تدرج المواقف المثيرة للقلق موقفا فموقف ،مع االسترخاء.
oالعقد المشروط :هو أن يتفق مع الطفل ،على تحقيق مجموعة أهداف ،تم وضعها من قبل الولي ،وعندما
يحققها يتم تعزيزه .ويجب االنتباه ،إلى أن تكون تلك األهداف قابلة للتحقيق ،ويشترط مراعاة القواعد األساسية التالية،
والتي اقترحها "هومي وآخرون ،"1969عند كتابة العقد هي:
7
-2يجب أن تكون العقود مناسبة وقابلة للتحقيق.
-3يجب أن تصاغ العقود بطريقة إيجابية.
-4يجب أن تعمل العقود على تحقق السلوك المرغوب فيه.
oاإلطفاء :تقوم على ميكانيزم ،كف االستجابة الغير المرغوبة ،من خالل تقديم المثير الشرطي دون تعزيز.
تدريب اإلغفال أو اإلبعاد :وهي تقنية ،تقوم على تقليل احتمال ظهور االستجابة ،غير المرغوبة وذلك بإغفالها، o
وتجاهلها ،ومحاولة استبعادها ،بحرمانها من التعزيز ،فيحدث لها كف.
oعكس العادة :تستخدم مع الحاالت العصبية حيث يطلب من المفحوص القيام باستجابة ال تتفق ،وال تنسجم مع
العادة المراد التخلص ،بل تتعارض معها ،كعادة قضم األظافر ،ويكون هذا بتكرار وتعزيز االستجابة ،وتقوية الدافع.
oالتخيل االنفعالي :وهي تقنية مضادة للقلق ،يمكن استخدامها مع األطفال ،والراشدين ،فالذي يخاف من موقف
ما ،يمكنه التدرب على تخيل قصة بطولية ،أثناء الموقف ،بالتدريج حتى يتخلص منه.
oالترديد :تقوم على مبدأ السلوكيات اللفظية ،غير المرغوبة ،كحاالت اللجلجة ،والتلعثم ،وذلك بالقراءة الجهرية
واالستماع لمسجل ،لتصحيح مخارج األلفاظ ،ونغمات الصوت بالتكرار تنطفئ االستجابة غير المرغوبة( .أبو زيد،
،2002الصفحات )132-127
ج) مزايا العالج السلوكي:
-نسبة الشفاء باستخدام العالج السلوكي ،عالية جدا ،قد تصل إلى 90%من الحاالت ،يسيره على
المعالجين ،في استخدام أساليب مختلفة ،لعالج أنواع كثيرة من األمراض النفسية.
-أثبتت نجاحا ملحوظا ،في عالج المشكالت عند األطفال السلوكية والنفسية.
-يركز على المشكلة أو العرض ،مما يسهل معرفة نتيجة العالج.
-يعتمد العالج السلوكي على البحوث التجريبية العلمية ،المضبوطة ،القائمة على نظريات علمية.
-يسعى إلى تحقيق أهداف واضحة ومحددة ،حيث يلعب المريض دورا ،يتم فيه اكتشاف ما يعانيه.
-يستغرق وقتا قصي ار في العالج ،مما يوفر المال والجهد.
-2العالج المعرفي:
في هذا النوع من العالج يعتمد المريض على تصحيح األفكار الخاطئة بالطريقة التي اعتاد فيها على حل
المشكالت .يسميه البعض العالج العقالني أو العالج العاطفي العقالني أو العالج السلوكي المعرفي( .الحجار،
،1998صفحة )32
8
ِّ
ويعرفه نوبار سالمي بأنه عالج يصحح فكرة غير منطقية مفادها أنه بغض النظر عن التسميات والتعاريف،
غالبا ما تكون اضطرابات الشخصية المختلفة مصحوبة بسلوكيات غامضة ومتناقضة وغير واقعية عن الذات والبيئة.
ً
في حين أن البيئات ،القائمة على المقدمات الزائفة ،واالعتقاد بأنها صحيحة ،واإلصرار عليها ،والجدال ومحاولة إثبات
صحتها ،فهي نتيجة التعلم غير المكتمل ،فهي غير منطقية.
والمعالج المعرفي هو المعالج هو الذي يتعامل مع العديد من االضطرابات المختلفة من خالل االستكشاف أو
الفحص ثم محاولة تصحيح أو تصحيح التفكير الخاطئ للمريض .تساعد المعلومات والمعرفة والحقائق في تغيير
اتجاهاتها وسلوكها . Faulty ideas
أن المشكالت النفسية ،هي نتاج قوى حتمية ،أو اكتساب خاطئ أثناء التنشئة ،وكذلك وجود أخطاء في
التفكير ،تؤدي إلى تحريف الواقع ،وعدم إد اركه إدراكا صحيحا.
ليس هناك تنشئة ،أو معتقد ،أو فكر صحيح بدرجة مطلقة ،إذ تشوبها عراقيل تعوق وصولنا للحقيقة.
إن أخطاء التفكير ناتجة عن خبرات ،ومقدمات خاطئة.
تبعا للمواقف ،يكون سلوك األفراد واستجاباتهم ،مع مراعاة الفروق الفردية.
للوصول لعالج مشكلة الفرد ،المتمثلة في مضمونه الخاطئ للواقع ،نتبع نفس أسلوب عالج الفرد لمشاكله
في حياته اليومية.
أن مرونة فكر اإلنسان ،قابلة للتشكيل وإعادة البناء من جديد ،تجعله أكثر واقعية ،وقادر على إلغاء تفكيره
المألوف.
ج) اجراءات العالج المعرفي:
من العلماء الذين ينتمون إلى المدرسة المعرفية ،وآمنوا بها ،وأقاموا لها تقنيات خاصة استخدموها مع مرضاهم
"أرون بيك" " "Aaron Beckوهو من أهم مؤسسيه ،إذ يرى أن المريض ،يستحدث رأيا عن نفسه ،وعن ما يحيط به
ماضيا ومستقبال ،مع علمه أن مقدماته خاطئة وذات نزعة خيالية مشوهة ،ويرى"بيك" أن األفكار التلقائية ،الناتجة
عن التشوه المعرفي جلية وواضحة في :
9
-4تضخيم الحدث ،وإعطائه أهمية كبرى ،أكبر بكثير مما هو عليه.
-5العجز ،وعدم القدرة على إدراك األمور ،على حقيقتها وواقعيتها ،وبمعنى آخر العجز المعرفي.
ومن وجهة نظره ،فإن تصحيح نمط التفكير عند المريض ،يكون بالتعامل مع مشاكله والمساهمة في تخيف حدتها.
-العالج المعرفي ،يعالج االضطرابات السلوكية ،وأنماط سوء التكيف ،والعادات السيئة.
-العالج المعرفي ،واضح ،في عالج بعض االضطرابات ،واألمراض السيكوسوماتية ،إذ يساعد المرضى على
التكيف ،وبدء حياة جديدة.
-يقوم العالج المعرفي ،على الفحص الدقيق للمشكل ،والتعرف على الظروف المحيطة مستندا إلى تحليل
النمو ،والتعرف على إمكانيات المفحوص ،ومحدداته ،أي مواطن القوة والضعف ،دون أن يتخلى ،أو
يتغاضى ،عن تحليل العالقات االجتماعية.
-يستند العالج المعرفي السلوكي ،على تحليل الحوافز ،ومدى التحكم الذاتي ،كما حددها "الزاروس "Lazarus
-5المعرفة -3اإلحساس -4التصور -2االنفعال -1السلوك
-كما ال ننسى ،أن الطريقة العالجية ،في النموذج المعرفي ،مستمدة من مبادئ التعلم ومبادئ اإلشراط
الكالسيكي ،وما في ذلك ،من التعزيز اإليجابي والسلبي ،المادي واالجتماعي ،دون أن ننسى التغذية المرشدة.
10
ب) "فكتور رايمي ": " Victor Raimy
يرى هذا العالم ،أن فنيات العالج المعرفي ،تقوم على فرض المفهوم الخاطئ ،وأن االضطرابات النفسية ،هي نتيجة
لمعتقدات وقناعات خاطئة ،في إطار قاسي وغير موضوعي ،وخاصة اتجاه الذات .هذا ما يدفع لسلوك غير منطقي
نتيجة انهيار ،وانهزام الذات .وهدفه من العالج المعرفي ،هو تغيير التصورات ،واألفكار الخاطئة لدى المريض.
بمعنى آخر تصحيحها وتعديلها ،وصوال إلى زوال الالتوافق .ويستخدم المعالجون ،طريقة وفنيات" رايمي" األربع وهي:
أوالً :محاولة العثور على مفاهيم ،وتصورات خاطئة ،التي تحكم السلوك الغير مرغوب ،وتغييرها من خالل
الفحص ،عن طريق تشجيع المريض ،على الحديث عن نفسه ،وعن مفاهيمه الشخصية.
ثانياً :محاولة تفسير ،وتوضيح المفاهيم الخاطئة التي يتبناها المريض.
ثالثاً :تشجيع المريض على إثبات أفكاره الجديدة ،ببرهنة ذاتية ،على زيف وتشوه أفكاره القديمة ومفاهيمه حول
ذاته ،وعالقته باآلخرين.
رابعاً :إعطاءه خبرة مغايرة ،إزاء أفكاره ،وتصوراته الخاطئة ،كالمالحظة ،فعلى المريض مراجعة معرفية لألفكار،
واإلدراكات ،وأخي ار االستبصار باألخطاء واألفكار المزيفة والمشوهة.
يعتبر اليس من رواد العالج المعرفي السلوكي ،وهناك من يرى أن نظريته "العالج االنفعالي السلوكي" هي
النظرية األولى في العالج المعرفي السلوكي .وأن بعض النظريات األخرى في مجال العالج المعرفي السلوكي بما
في ذلك نظرية بيك ونظرية التعديل المعرفي السلوك لمكينيوم ،ما هي إال نظريات معدلة من نظرية اليس أو حتى
امتداد لها ( المحارب ،) 2000،ويعد العالج العقالني مدخال عالجية واسع المجال ،تعود جذوره إلى الفلسفة الرواقية
القديمة( .الصفهان. ) 2005،
طور اليس العالج العقالني عدة مرات ،ففي بداية نشأته أطلق عليه العالج العقالني ،وفي عام 1963م عدله
إلى العالج العقالني االنفعالي ،RETوهذا يعني تركيزه على االنفعاالت ،وفي عام 1993م طوره مرة أخرى ليركز
اهتمامه على الجانب السلوكي ليصبح العالج العقالني االنفعالي السلوكي(Seligman Retional Emotion .
)Behavior Therapy "REBT" 2006
نخلص على أن العالج العقالني من خالل مراحل تطوره ،وما وصل إليه اآلن ،فإنه يركز على ثالثة جوانب
هي :التفكير ،واالنفعال ،والسلوك .ويعتمد أساساً على نظرية العالج المعرفي السلوكي ،وعلى مبدأ أن المشاعر
والسلوكيات ناتجة عن العمليات المعرفية ،ويمكن لألفراد تعديل هذه العمليات المعرفية ،وذلك لتحقيق أفضل النتائج
11
لمشاعر وسلوكيات األفراد ،كما يركز على أهمية الدور الذي تلعبه المعرفة والسلوك في تطوير المشكالت االنفعالية
لألفراد .)1999،R.Wastson(.ويرى اليس أن األفكار واالنفعاالت والسلوك هي عمليات نفسية مترابطة ومتفاعلة
ومتداخلة ،قسم اليس التفكير إلى قسمين احداهما تفكير عقالني (منطقي) والثاني تفكير غير عقالني (غير منطقي).
(العمري. ) 2002،
تعتبر نظرية اليس العالج العقالني االنفعالي أن اإلنسان كائن عقالني وال عقالني في نفس الوقت ،فعندما يفكر
ويتصرف بعقالنية يكون فعاالً وسعيداً وكفؤاً ،ولكن عندما يفكر ويتصرف على نحو غير عقالني ،فإن ذلك يؤدي
إلى الشعور بالقلق أو االضطراب النفسي( .الريحاني. )1987،
يرى اليس في نظريته أن البشر يشتركون في غايتين أساسيتين أولهما الحفاظ على الحياة ،وثانيهما اإلحساس
بالسعادة النسبية والتخلص من األلم ،وأن العقالنية تحتوي على التفكير بطريقة تسهم في تحقيق هذين الهدفين ،في
حين أن الالعقالنية تحتوي على التفكير بطريقة تعيق تحقيق هذين الهدفين( .الشناوي 1416،ه) .
يذهب اليس إلى تأكيد دور المعرفة كعامل أولي في توليد االنفعال ،وكعامل حيوي يثير ويساعد على استم اررية
االضطراب االنفعالي ،أو العمل على تخفيفه ،وأن توجيه النفس له فوائد واضحة ومحددة في حياة األفراد الذين
يبحثون عن تحقيق إنجازات مهمة ،باإلضافة إلى ذلك فإن النظرة اإلنسانية للحياة تحتاج لتوجيه نفسي لكل المستويات
ولكل الناس ولمساعدتهم أفرادا أو مجموعات من أجل تحقيق ذواتهم. )1982،Ellis A) .
12
يرى اليس أن البشر يتعرضون لتأثيرات وراثية وبيئية قوية على شخصايتهم واضطراباتهم االنفعالية ،وأن جهازهم
الحيوي يعرضهم بقوة إلى التفكير واإلحساس والتصرف بطريقة دفاعية عن النفس ،وأنهم كبشر لديهم نزعات فطرية
نحو الحفاظ على الوجود والبقاء ،وكذلك لديهم نزعات نحو التخريب فيما يتعلق بقيمهم ومثلهم مثل الحذر المبالغ،
والتكيف ،والغرور ،والتمني ،واتخاذ المواقف الدفاعية والتعصب ،والمبالغة في الخيال وعدم الواقعيةEllis ( .
. )1976،A
على الرغم من أن األفراد في الغالب يتعلمون أو يكونون أفكارهم الالعقالنية أثناء مرحلة الطفولة ،إال أن أثر هذه
األفكار ال يظهر إال في مراحل الحقة من العمر ألن الناس يخلدون أو ِّ
يكونون أفكار جديدة أو كالهما .ويقوم الناس
عادة بصورة مستمرة بإعادة تكوين وتعديل أفكارهم الالعقالنية ويحافظون أو يساهمون بذلك في تزايد اضطرابهم،
وبهذا فإن مشاعر الناس وأفكارهم وسلوكياتهم التي حدثت في الماضي ال تبقى موجودة حتى اليوم فحسب وإنما تعدل
ويعاد بناؤها. )1982،Ellis A) .
يؤكد اليس أن العصاب ينشأ ويستمر نتيجة بعض األفكار والمعتقدات التي تخلو أساسا من العقالنية والمنطق
السليم ،وأن الناس يتبنون أهدافا غير واقعية ،بل مستحيلة وغالبا ما تتصف بالكمال ،وخصوصا تلك األهداف التي
تظهر على شكل رغبة الفرد في أن يكون محبوبا ومقبوال من كل المحيطين به وأن يكون كامال فيما ينجز من أعمال
وأال يتعرض لإلحباط في كل ما يريد ،بالرغم من كثرة األدلة التي تثبت عدم صحة هذه المعتقدات واالهداف واستحالة
تحققها فإن بعض الناس ال يتخلون عنها ويتمسكون بهذه األفكار( .الريحاني. )1987،
بالرغم من أن اليس يؤكد بأن االضطرابات العاطفية تنتج بشكل رئيسي من التفكير الالعقالني ،فإنه يعترف
بأن هذه االنفعاالت العاطفية يمكن أن تكون من ردود الفعل الضعيفة والزائدة عن الحد لألحداث ،مثل أنماط السلوك
التي تؤدي إلى خلل وظيفي كشرب الكحول ،أو عدم الذهاب إلى الطبيب في حالة المرض .وبالتالي فإن االنفعاالت
العاطفية تتضمن عناصر إدراكية وعاطفية وسلوكية ،فمتى وجد التفكير الالعقالني االنفعالي الخاطئ والسلوك المختل
أيضا عند إنسان ما فإنه يعتبر مضطرباً عاطفياً أو منفعالً(A،Ellis .1973) .
قدم إليس نموذجه الذي يوضح العالقة بين األحداث المثيرة واألفكار الالعقالنية واالضطراب االنفعالي ،وهو
يفسر االضطراب لدى األفراد عندما يخبرون أحداثاً منشطة Activating eventsغير مرغوبة ،ويليها معتقدات
Beliefsإما عقالنية أو غير عقالنية عن تلك المثيرات ،ثم يصيغون بمعتقداتهم نتائج Consequencesانفعالية
13
سلوكية ،إما أن تكون مناسبة أو غير مناسبة ،وذلك وفقاً للمعتقدات إن كانت عقالنية أو غير عقالنية ويعتمد
النموذج على جانبين يكمل كل منهما اآلخر:
هو بمثابة الجانب الشخصي ،وهو يوضح العوامل األساسية ،التي تؤدي إلى نشأة االضطراب االنفعالي.
هو الجانب العالجي ،ومن خالله يتم توضيح ومناقشة العالقات بين األحداث المثيرة ،واألفكار الالعقالنية،
ومهاجمة تلك األفكار الهدامة التي يتبناها العميل ،واستبدالها بأخرى أكثر منطقية ،ومحاولة اكساب العميل طرق
التفكير السليمة التي من خاللها يستطيع دحض Disputوتقييم أفكاره سواء السابقة تجاه األحداث التي سببت له
االضطراب االنفعالي ،أو طريقة تفكيره تجاه األحداث المثيرة التي ستواجهه.
وفيما يلي عرضاً للنقاط التفصيلية التي يعتمد عليها النموذج :
أحداث نشطة ): Activating events : (A )1
هي الخبرة أو األحداث النشطة المثيرة للفرد ،والتي تسبب له االضطراب االنفعالي.
المعتقدات ): Beliefs (B )2
هي االعتقادات أو األفكار عن الحدث ) ،(Aوقد تظهر في صورة أفكار ،أو حديث داخلي يردده الفرد كتقييم
خاطئ للحدث ،أو تفسير محرف ومشوه وخاطئ للحدث المثير للضغط.
النتائج ): Consequences (C )3
هي بمثابة النتيجة أو العواقب ،والتي يظن العميل أنها ناتجة عن الحدث ) ،(Aولكنها في الحقيقة ناتجة عن
) ،(Bوقد تكون هذه النتيجة انفعالية أو سلوكية ،وقد تظهر في صورة شعور بالتعاسة والبؤس ،أو اضطراب انفعالي.
هذا هو الجانب الشخصي ،والتي يخص العميل وحده ،ويأتي الجانب الثاني ،ليوضح العالقات السليمة بين
األحداث المثيرة واألفكار الالعقالنية ،والنتائج أو العواقب المترتبة عليها.
الجانب الثاني من النموذج D.E.Fوالذي يظهر فيه دور المعالج من خالل مناقشته وإب ارزه العالقات الخفية
التي يجهلها العميل بين Aو ،Bوأن Cنتجت عن ،Bوليس عن Aكما يظن العميل .وتفصيل ذلك الجانب كالتالي:
المناقشة أو الدحض (: Disputing (D )4
هي خطوة المناقشة ،حيث يقوم المعالج بتفنيد ومناقشة أفكار العميل ،لمساعدته على أدراك العالقة بين Bو،C
وتغلبه على معتقداته غير العقالنية ،واستبدالها بأخرى بمثابة الخطوة التالية.
14
التنفيذ ): Enactment (E )5
هي خطوة التنفيذ ،وبعد أن ناقش المعالج العميل في الخطوة السابقة ،تأتي مرحلة إكساب العميل الفلسفة جديدة،
ليفكر بها بطريقة عقالنية وبناءة ،ال تؤدي به إلى االضطراب االنفعالي .
التغذية الراجعة ): Feed Back (F )6
هي العائد أو التغذية الراجعة للحدث النشط المثير للضغط ،وهنا يساعد المعالج العميل أن يكون موضوعية في
أفكاره ونتائجه التي يتوصل إليها ()4،Corey
أشار عال الدين كفافي 1999إلى العالقة بين A.B.C.D.E.Fوالتي أطلق عليها :ت.م.ن.م.ت.ع وهي
اختصار لـ ـ (التنشيط -المعتقد -النتيجة -المناقشة – التنفيذ – العائد) ،وتعني :تحديد األحداث النشطة ،إقامة
الصلة بين ) Aو ،(Cوالتحرك نحو ) ،(Bالمناقشة العائد (التغذية المرتدة)( .كفافي. ) 1999،
لتميز األفكار العقالنية عن األفكار الالعقالنية ،ال بد من الوقوف على السمات التي تتسم بها كل منها فأشار
ويندي دريدن 202 Deyden Wإلى السمات التي تتسم بها كل من األفكار العقالنية والالعقالنية
(. )2002،Dryden
15
ج -ال تساعد على تحقيق وإنجاز األهداف.
د -خطأ.
ه -غير منطقية( .كفافي. ) 1999،
* نموذج العالج المعرفي السلوكي لالكتئاب : Cognitive Behviore Therapy of Depression
أ -تمارضاً أو سلوكاً مرضيا يمكن مالحظته مثل قابلية وسهولة الشعور بالتعب والبكاء وسفح الدموع بغ ازرة
والتهديد باالنتحار.
ب -خلفية الدافعية تتضمن تجمعين من األفكار السالبة ،وأنه لن يتحقق أمل في المستقبل ،وأنه محكوم
عليه بالفشل ،وأنه محروم وعاجز( .الفقي. )1989،
16
المحاضرة الثالثة :العالج بالتقبل وااللتزام المركز
يعد العالج بالتقبل وااللتزام المركز (FACT) Focus Acceptance and Commitment Therapy
نموذجا جديدا من العالج القصير المدى الذي هو نسخة مختصرة ومكثفة من الموجة الثالثة في العالج المعرفي
السلوكي ،CBT therapyوأكدت البحوث والدراسات النفسية نجاح هذا النموذج في مساعدة الناس على تغيير
عالقتهم مع تجاربهم المؤلمة غير المرغوب فيها ،وأفكارهم المزعجة ،ومشاعرهم وذكرياتهم غير السارة ،وأعراضهم
الجسدية غير المريحة .والواقع أن هذا النموذج اإلرشادي ال يهدف فقط إلى مساعدة العمالء على التخلص عن
المحتويات الشعورية ،بل إن الجهد الكبير المبذول من طرف الناس لمحاولة التحكم في تلك األفكار السلبية وفي
الرغبة في تعويضها بأخرى إيجابية هو الذي يشكل جوهر المشكلة .عندما يصبح العمالء منشغلين بتدبير انفعاالتهم،
ومحاولة تجنب الذكريات المؤلمة أو استبدال األفكار غير العقالنية والسلبية بأفكار عقالنية إيجابية ،فإنهم يصبحون
غير قادرين على تلبية حاجياتهم المباشرة الحياتية .وبفعل ذلك ،يصبح هؤالء متصلبين ذهنيا ،غير فعالين في حل
المشكالت .إن العالج بالتقبل وااللتزام المركز ) (FACTيدرب العمالء على التعامل مع االنفعاالت واألفكار
والذكريات المؤلمة كما هي كونها مجرد مشاعر نفسية داخلية.
والخاصية الثانية للعالج بالتقبل وااللتزام المركز ) (FACTفتتمثل في التشديد على مساعدة العمالء على التعرف
على قيمهم الشخصية واالنخراط في أفعال وتصرفات ملتزمة ومتوافقة مع هذه القيم .وبدل التركيز على االنفعاالت،
يساعدهم العالج بالتقبل وااللتزام المركز ) (FACTعلى الحصول على الحياة التي يرغبون فيها حقيقةAbadi, ( .
.) B, R ,A ,Kalentari ,M .2018
وبما أننا ال نملك القدرة على التحكم في انفعاالتنا ،وفي أفكارنا ،وفي ذكريات المؤلمة ،أو األغراض الجسدية
التي قد تصاحبها ،فإنه كان لزاما علينا تركيز طاقتنا وتوجيهها نحو األشياء واألمور التي نستطيع بالفعل التحكم فيها
أي سلوكنا المباشر.
أما االلتزام فيعني في العالج بالتقبل وااللتزام المركز ) (FACTأخذ بعين االعتبار قيمنا فيما ننخرط فيه
من أفعال وتصرفات هادفة ،وقبل التفصيل في مكونات العالج بالتقبل وااللتزام المركز ) (FACTال بأس من التذكير
بنموذج العالج بالتقبل وااللتزام) Acceptance and Commitment Therapy (ACTالذي يتأسس عليه هذا
األخير.
17
-2أهداف عالجية لـنموذج العالج بالتقبل وااللتزام Acceptance and Commitment
)Therapy (ACT
يهدف ACTإلى مساعدة الفرد على إدراك الصراع الذي يعاني منه مع محتوياته الداخلية والذي يعد عامالً في
استمرار المعاناة .للقيام بذلك ،يدعوه ACTإلفساح المجال داخل نفسه لتجاريه في الوقت الحاضر .يفتح هذا الموقف
إمكانية االنخراط في مواقف أخرى ،مثل األفعال لصالح حياة أكثر ثراة وأقرب إلى ما يهمنا .إنها تعتقد أنه ليس عليك
أن تشعر بتحسن لجعل الحياة أفضل هذا ليس شرطا ضروريا .يتعلم الفرد تعديل عالقته بخبرته الداخلية ويدربه
للتمييز واختيار ما هو مهم بالنسبة له ،من خالل عمل عمليات ACTالمركزية الست ،تتيح المرونة النفسية المشاركة
في اتجاهات الحياة القيمة.
في عالج ACTيتم مساعدة العمالء على إعطاء معنى لوجودهم ،من خالل العمل على القيم .نحاول مساعدة
المرضى على التواصل مرة أخرى مع ما يجعلهم يهتزون ،وما يدفعهم ،إليجاد التناسق في حياتهم .(Batten , S
,2011 ).
يقوم العالج بالتقبل وبااللتزام ) Acceptance and Commitment Therapy (ACTعلى ست عمليات
أساسية تساعد معا الفرد على اكتساب كفاية عقلية تسمى "بالمرونة النفسية" "" Psychological Flexibility
الذي بإمكانه تغيير حياة الفرد نحو األحسن .فكلما كانت المرونة السيكولوجية كبيرة ،كلما تصالح الفرد مع أفكاره
ومع انفعاالته المؤلمة(Hayes & Smith, 2005) (Harris, 2009) (Sinclair & Beadman, 2016) .
وسنعرض في الفقرات التالية وصفا للعمليات الست األساسية في نموذج العالج بالتقبل وااللتزام Acceptance
) and Commitment Therapy (ACTكما يوضحها الشكل رقم )(01
18
الشكل رقم ( :)01نموذج الهيكسافليكس )Hexaflex (ACT
الوجود اآلن
وهنا Being
Present
التقبل
القيم الشخصية
Acceptance
Values
المرونة النفسية
Psychological
التصرف اإل زالة أو
االهتمامي
Flexibility التقليل من
االلزامي الخطر المعرفي
Committed Cognitive
Action الذات كسياق Defusion
Self as
Context
Commitment وااللتزام )(ACT بالتقبل العالج تقنية وفق النفسي المرشد دور ويرتكز
Acceptance and Therapyعلى مساعدة األفراد كي يغيروا عالقتهم بأفكارهم وانفعاالتهم المؤلمة بأن ينفصلوا
عنها ويتقبلوها كما هي ،وأن يعوا بمشاعرهم تلك ويصبحوا أكثر انفتاحا على عالمهم الداخلي النفسي وعلى عالمهم
الخارجي أو محيطهم ،ويكتشفوا قيمهم ويوجهوا أفعالهم وتصرفاتهم وفقها بصورة هادفة وملتزمة( .عطية،2011 ،
صفحة )457
وفي المقابل يفترض نموذج العالج بالتقبل وبااللتزام أن سبب المشكالت النفسية (كالقلق واالكتئاب والوسواس
القهري والرهاب االجتماعي )...والمشكالت السلوكية (كالغضب ،والتعاطي المخدرات وللكحول(Eifert, ،)...
) Mckay, & Forsyth, 2006) (Trugeon & Parent, 2012إنما ترجع إلى سببين رئيسيين :االنصهار
المعرفي Cognitive Defusionوالتجنب الخبراتی . Experiential Avoidance
يؤدي االنصهار المعرفي إلى هيمنة األفكار المزعجة على حياة الفرد ،وبذلك تشوش على تفكيره وانفعاله وسلوكه
وتؤثر على إنجازاته المهنية واألكاديمية.
19
التجنب الخبراتي :Experiential Avoidance
يقوم على استراتيجية الهروب وتحاشي كل الخبرات الشخصية غير المرغوب فيها كاألفكار ،واالنفعاالت
والذكريات المؤلمة في الماضي ،ويؤدي هذان العنصران المركزيان في النموذج الباثولوجي لمقاربة العالج بالتقبل
وبااللتزام إلى:
هيمنة الماضي أو المستقبل :أي أن حياة الفرد ومعرفته بذاته تصبح محدودة وينقطع اتصاله باللحظة الراهنة.
نقص الوضوح واالتصال بالقيم أي غياب الهدف أو مشروع الحياة :فالقيم هي بمثابة البوصلة التي توجه أفعال
وسلوك المراهق بصورة إيجابية ،كربط العالقات االجتماعية ،واالستمتاع بالحياة ،والتحصيل المدرسي.
األفعال غير المفيدة :هي أشكال السلوك التي تبعد المراهق عن تحقيق الوعي الكامل Mindfulnessوعن قيمته
في الحياة ،وهي في الغالب تؤدي به إلى اإلتيان بتصرفات بها خطورة كالتدخين ،والتعاطي المخدرات وللكحول،
والغضب ،وتدمير الممتلكات ،والتغيب ،واإلدمان على االنترنت ،ومشاهدة األفالم اإلباحية ،واالنسحاب
االجتماعي ،وممارسة الطقوس الشيطانية ،والتطرف الديني ،واالكتئاب ،والميول االنتحارية ...الخ .ويوضح
الشكل رقم ( )02النموذج الباثولوجي وفق نظرية العالج بالتقبل وااللتزام (ACT) Commitment Therapy
Acceptance and
الشكل رقم ( :)02النموذج الباثولوجي للعالج بالتقبل وااللتزام
)Acceptance and Commitment Therapy (ACT
سيطرة الماضي
أو المستقبل أو
هما معا
المرونة النفسية
Psychological
إنجاز أفعال ال الخطر أو
فائدة أو ال
Inflexibility االنصار
طائل منها المعرفي
التعلق بالذات
التصورية
20
ثالثاً :تصميم البرنامج اإلرشاد النفسي المختصر للوقاية من المشكالت النفسية والسلوكية
قام فريق البحث باعتماد نظرية العالج بالتقبل وااللتزام كنموذج لهذا البرنامج اإلرشادي النفسي ،وبالضبط على
النموذج المختصر له المعروف تحت اسم :العالج بالتقبل وااللتزام المركز Focus Acceptance and
) Commitment Therapy (FACTوهو يهدف إلى زيادة المرونة النفسية من خالل تحسين وتدريب المشاركين
والتقبل على عملياتها أو كفاياتها الستة :اإلزالة أو التقليل من الخطر المعرفيCognitive Defusion
Acceptanceوالوجود اآلن وهنا Being Presentوالذات كسياق Self as Contextواكتشاف القيم Values
والتصرف االهتمامي االلتزامي ).Committed Action (Strosahl, Robinson, & Gustavsson, 2012
ووفق هذا النموذج المختصر في العالج واإلرشاد النفسي ،كما يوضح ذلك الشكل رقم ( ،)03فإنه باإلمكان
اختزال هذه العمليات الستة األساسية في ثالث فئات فقط هي :االنفتاح OpennessوالوعيAwareness
واالنخراط (Broten, 2013) .Engagement
-القدرة على االتصال بقوة -القدرة على العيش في -القدرة على االنفصال من
القيم. اللحظة الراهنة. الخبرات الشخصية المؤلمة.
-القدرة على المحافظة -قادر على الكتاب -القدرة على تم إصدار
على االنسجام بين القيم منظور للذات أو بناء قصة األحكام اتجاه األفكار
واألفعال. للحياة. واالنفعاالت المؤلمة.
21
أ -االنفتاح :Openness
تشير هذه العملية إلى قدرة الفرد على تجربة األحداث الخاصة المؤلمة بشكل مباشر ،دون تقييم أو كفاح تجاهها،
ويميل األفراد المنفتحون إلى النظر إلى هذه التجارب باعتبارها جزءا ال يتج أز من قدرته على العيش.
تتحكم في سلوك الفرد المنفتح المعتقدات الشخصية والقيم بدل األلم الذي قد يعاني منه ،واألفراد الذين يفتقرون
إلى القوة في هذا المجال يرفضون اختبار المشاعر غير المرغوب فيها ،واألفكار والذكريات السلبية ،إنهم يميلون إلى
اتباع القواعد التي تشجع على القوة وعلى السيطرة ،أو على تجنب هذه التجارب الخاصة .وبسبب هذا ،فإن سلوكهم
يميل إلى التأثر بالقواعد بدال من النتائج الواقعية لسلوكهم.)Berens ,N, M ,Hayes , S, C, 2007) .
تعني هذه العملية القدرة على االنخراط بفعالية في أفعال مستندة على المعتقدات وعلى القيم الشخصية ،إن
األشخاص المتصلون بقيمهم ينفتحون على مجاالت مهمة في حياتهم ،وفي العمل ،وفي العالقات اإلنسانية ،وفي
الهوايات ،وفي تحسين الذات ،وفي النمو الروحي؛ وحتى عندما تواجههم تحديات في الحياة فإنهم يؤسسون حلولهم
للمشكالت استنادا إلى قيمهم الشخصية .هكذا فإن أحداث الحياة الصعبة تصبح بالنسبة لهم فرصة لتنمية شخصيتهم
في مجال القيم.
إن األشخاص الذين يفتقرون إلى مهارة االلتزام يشتكون على الدوام بأنهم يحسون بالضياع وبالتيه وبعدم امتالكهم
أي مغزى للحياة ،فرويتنهم اليومي يقوم على الخضوع للواجبات ولألوامر بدل اإلرادة الحرة ،وحين يواجهون تحديات
في الحياة ،يصبحون أكثر ميال للسلبية واالنخراط في تصرفات اندفاعية أو إلحاق األذى بالذات أو التعاطي المخدرات
أو للعنف أو التجنب .بالمقابل ،هم غير فعالين عادة في حل المشكالت) .محمد رافت عبد الرحمن (2010,
22
-4العالقة العالجية في :ACT
في الوضع العالجي ،ACTال يكون المريض بخير بشكل أساسي كما هو .موقف المعالج هو الترحيب وعدم إصدار
األحكام .كونها عالقة إنسانية متساوية تتكون من التعاون والمشاركة والتبادل وفشا لما هو مهم لكل واحد.
د) زمانية:
من المستحسن أن تأخذ وقتك في االستشارات لتجربة حسن الضيافة والبقاء اللحظة الحالية ،مما يسمح بمزيد من
االنفتاح وتقليل االندماج المعرفي.
الموقف العالجي
ACT
تطوير التقبل واالنفتاح التلميح إلى التشوه المعرفي
23
التصال باللحظة الحالية.
التمييز بين مفهوم الذات المالحظة ومفهوم الذات االصطالحية.
االتجاه نحو قيم واضحة.
بناء خطط عمل ملتزمة )(Harris ,R, 2008
وكخالصة ،إن األفراد المتصلين ذهنيا بقيمهم يشعرون بالمعاناة واأللم ،لكونهم يحاولون تجنب أو التخلص من
خبراتهم الخاصة غير المرغوب فيها بسبب خلل في االنفتاح؛ إنهم يعلقون في الماضي أو يقلقون من المستقبل ،وهم
بذلك غير قادرين على عيش اللحظة الراهنة ،أو أنهم يفتقرون للقدرة على االتصال بقيمهم العميقة ويفضلون عيش
حياة نمطية وروتينية ورتيبة بسبب افتقارهم لمعنى الحياة .وعلى العكس من ذلك يميل األشخاص الذين لديهم
مستويات عالية من المرونة السيكولوجية إلى االنفتاح على التجارب الخاصة غير المرغوب فيها والوعي باللحظة
الراهنة.
هكذا فإن الهدف من العالج المختصر بتقنية التقبل وااللتزام هو مساعدة الناس على تحقيق المرونة السيكولوجية
وتحقيق النمو.
24
المحاضرة الرابعة :العالج الجدلي .السلوكي
ظهر العالج بالمناظرة .السلوكية هي محاولة لتطبيق العالج السلوكي التقليدي أو القياسي لألفراد ذوي الميول
واألفكار والمحاوالت االنتحارية العالية .إنها صيغة تنشأ بشكل عام من التجارب السريرية وجهود الخطأ فيما يتعلق
بتطبيق مبادئ السلوك ) )Bandura, 1969ونظرية التعلم االجتماعي )(social learning theoryفي عالج
األفراد ذوي الميول واألفكار والمحاوالت االنتحارية(Staats & Staats, 1963) (Staats, 1975) .
تركيز العالج الديالكتيكي هو .تم تخصيص لتمكين العمالء من بناء حياة تستحق العيش منذ بدايتها ،وربما كان
مصمما لتقليل السلوك االنتحاري والقضاء عليه ،وقد تلقت مارشا لينهان
ً أول برنامج عالج أولي في هذا المجال
تمويال في هذا المجال .يبدأ البرنامج البحثي الدليل الذي يمتد لتشكيل المفاهيم العالجية باكتشاف وتشخيص
ً وزمالؤها
االضطرابات النفسية التي يمكن عالجها بالعالج الديالكتيكي .سلوك.
ونتيجة لذلك ،فإن أول تجارب كلينيكية فعلية ركزت على عالج األفراد ذوي الميول واألفكار والمحاوالت االنتحارية
المزمنة ،والذين ينطبق عليها أيضا محكات تشخيص اضطراب الشخصية الحدية )borderline (BPD
personality disorderبوصفهم أكثر األفراد عرضة لمخاطر االنتحار(Leichsenring, Leibing, Kruse, .
)New, & Leweke, 2011
وعادة ما يرتكز في العالج الجدلي .السلوكي على تعليم العمالء استراتيجيات حل المشكلة الفعالة effective
،problem-solving strategiesإال أن طبيعة المشكالت النفسية المعقدة المرتبطة بارتفاع معامل الخطورة
الرتكاب سلوكيات انتحارية وسلوكيات إيذاء الذات دفعت المعالجين النفسيين التحرك نحو تطبيق استراتيجيات عالجية
تتطلب من العمالء إحداث تغييرات جوهرية صعبة جدا في حياتهم.
يرحب العمالء بهذا التحول للتركيز على حل المشكالت ،ال سيما في عملية العالج النفسي التقليدية حيث يكون
وغالبا ما يتركون المدرسة وال يكملون العالج ،وهنا ال مفر من التحول إلى تغيير أساسي
ً العمالء معاديين للمعالج،
في العالج في العالقات ،والتركيز على "الدفء" و "القبول".
من ناحية أخرى ،في اضطراب الشخصية الحدية ،أعرب غالبية العمالء الذين لديهم ميول وأفكار ومحاوالت
انتحارية عن إحباطهم من العالج النفسي التقليدي ،مشيرين إلى أنهم غير كافيين لمعالجة مشاكلهم ،مما يؤكد الحاجة
إلى استراتيجيات عالجات جديدة ،بما في ذلك التوليفات المنتظمة :
25
أ) تقنية "التغير" × تقنية "التقبل".
ب) اتساع ورجاحة عقل المعالج ورشاقة حركة وسرعته وتدفقه.
ج) التقبل الراديكالي التام من قبل المعالج للعميل كما هو ،مع توجه المعالج إبطاء مع معدل تفكير العميل في
االنتحار أو إيذاء الذات.
د) تحلي المعالج بالتواضع ليرى طبيعة ونوعية التعامل المطلوب مع العميل وفقا لظروفه ووضعه الحياتي.
وقد أدى ذلك إلى إنشاء صيغة جديدة في العالج النفسي تجمع بين "القبول" و "التغيير" في هيكلها بينما تدفعهم
نحو استراتيجيات التغيير واألفكار االنتحارية ومحاوالت حل المشكالت ،من خالل االستثمار .رؤية العميل ألنفسهم.
اعترف بمشاكله وعيش معها أوالً.
إال أن تركيبة" التقبل" ،و" التغير" هذه ربما تكون صعبة بالنسبة للعمالء ،وبالتالي ومع األخذ في االعتبار ارتفاع
مستوى تعقد مشكالت العمالء يطلب منهم في إطار العالج الجدلي .السلوكي تحمل خبرات الكرب والمشقة والمعاناة
tolerate distressingمؤقتا ،ليكون أحد أهداف العملية العالجية بالرغم من صعوبته.
ويجدر اإلشارة إلى أن "ألم الماضي قد يكون أم اًر غير محتمل من قبل عديد من العمالء ،ويترتب على عدم
االحتمال هذا عديد من مظاهر السلوكيات المختلة وظيفيا ،األمر الذي يتطلب مجموعة جديدة من المهارات التي
ينبغي أن يركز العالج الجدلي .السلوكي تعليمها والتي تتمثل في:
التقبل الراديكالي :radical acceptanceأي تقبلنا جمعيا لماضينا ،وحاضرنا ،ومظاهر القصور في
تكويننا ،ومحدودية أو ندرة الفرص في المستقبل.
مهارات تحمل المشقة دون اندفاعية أو التخفيف منها بصور غير مقبولة ،فقد يلجأ العميل إلى طرائق مختلة
لتحفيف كربه ومعاناته ( .الشافعي ,نهلة )2018
عادة ما يالحظ على العمالء الذي يسعون إلى العالج وتنطبق عليهم محكات اضطراب الشخصية الحدية
وتتبدى عليهم ميوال وأفكا ار ومحاوالت انتحارية عالية الخطورة ،ولألسف وفي الغالب ما يقترن بذلك وجود مالمح
االضطرابات نفسية أخرى مقترنة مثل :االكتئاب ،اضطرابات القلق المتعدد ،اضطرابات األكل ،اضطرابات سوء
تعاطي العقاقير المخدرة ...،الخ.
26
يعاني األشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية ً
أيضا من صعوبة كبيرة في إدارة المشاعر والعواطف
وغالبا ما ينخرطون في سلوكيات غير أخالقية قد تهدف إلى تجنب خيبة األمل واإلحباط ،ويظهرون ً
نقصا ً السلبية،
نقصا في مهارات إدارة الوقت ،وهذه الخصائص تتحد لجعل مهام العالج النفسي معقد.
أو ً
في الوقت الحالي ،ال توجد إرشادات لهؤالء العمالء الذين يعانون من حاالت طبية متعددة وسلوكيات عالية
الخطورة ،لذلك يجب تطوير مثل هذه اإلرشادات لتحديد المشكالت التي يجب تحديد أولوياتها وكيفية تحديد أولوياتها
أثناء العالج.
من أجل تنظيم عملية العالج ،يجب إعطاء األولوية للتدخالت وفًقا لمدى انتشار المرض ،مع التركيز على البدء
الفوري في التعامل مع المخاطر الوشيكة ذات عامل التهديد العالي ،مما قد يؤدي إلى تعقيد المرض ويؤدي إلى
اإلعاقة ،وبالتالي فإن المراحل من عملية العالج على النحو التالي:
المرحلة األولى :تركيز العالج على تهدئة العميل وضمان استق ارره النفسي أوالً ،ومن ثم تحقيق الضبط أو السيطرة
السلوكية.
أ -خفض فوري ومباشر في السلوكيات الوشيكة المهددة للحياة مثل :المحاوالت االنتحارية ،وسلوك إيذاء الذات
غير االنتحاري.
ب -خفض السلوكيات التي تتداخل بالتأثير السلبي على العالج ،مثل :التغيب عن الجلسات العالجية،
السلوكيات التي يمكن أن تستنزف الطاقة النفسية للمعالج "االحتراق" ،رفض المشاركة في الخطوات الضرورة
للتغير المرغوب.
ج -تقليل السلوكيات التي تؤثر بالسلب على توجيه العميل وعلى جودة حياته مثل :تعاطي المخدرات ،البطالة،
والتشرد أو التسكع.
د -زيادة السلوكيات الماهرة لتحل محل السلوكيات المختلة وظيفيا.
ويطلق على المرحلة الثانية في العالج مرحلة "تهدئة اليأس " ،"quiet desperationوفيها يتم السيطرة على
الفعل وليس على االنفعال ،ويكون الهدف العالجي في المرحلة الثانية أن يشجع العميل على الخبرة أو الشعور بكامل
نطاق االنفعاالت ،وعادة ما يستفيد العمالء ذوو کرب ما بعد الصدمة من فنيات وإجراءات المرحلة الثانية.
27
المرحلة الرابعة :وتصمم لزيادة شعور العمالء باالكتمال ،وإيجاد البهجة واالستماع ،و/أو تحقيق التسامي.
).)Chaudhary ,N ,Hasan, S, 2017
صيغ العالج الجدلي .السلوكي كما أشير سابقا للتمكن من التعامل العالجي مع العمالء ذوي المشكالت
السلوكية المعقدة ومتعدي التشخيصات الكلينيكية وذوي االضطرابات عالية الخطورة.
ويتضمن العالج الجدلي .السلوكي وفقا لما سبق الطرز أو أنماط التدخل التالية:
شكل جدلي من العالج .األسس السلوكية هي األسس للتطبيق األولي في برامج تدريب الخريجين في بيئة بحثية،
وليس في بيئة سريرية ،وبعد االنتهاء من التدريب الرسمي في العالج الديالكتيكي.
يشارك معالجو أبحاث السلوك واإلشراف في جلسات إرشادية أسبوعية مع فريق االستشارة لضمان االستم اررية.
هذا هو النموذج المستخدم في جميع أبحاث العالج الديالكتيكي المبكر .من الناحية السلوكية ،عندما يتم تحديد
خصائص العالج ،يكون فريق االستشارة نفسه جزًءا من عملية العالج ،والوظيفة األساسية لفريق االستشارة هي التركيز
على التزام المعالج بعملية العالج وفًقا للسيناريوهات المتفق عليها ،مما يتيح المعالج إلدارة مشاكله واالحتراف المظاهر
الروحية وتقديم المساعدة للعمالء في العالج ،خاصة في المواقف الحرجة حيث يوجد خطر متزايد لالنتحار أو
االنخراط في سلوكيات مختلة.
المجموعة االستشارية قائمة على العالج الديالكتيكي .التعزيز السلوكي للمعالج وتكوينه السلوكي بهدف زيادة
التزامه واستم ارريته في ممارسة األنشطة العالجية.
يرتكز المنطق األساسي لتقديم ما يعرف بالتدريب ما بين الجلسات باستخدام االتصاالت الهاتفية فيما يلي:
يحتاج األفراد ذوو الميول واألفكار والمحاوالت االنتحارية إلى مزيد من االتصال أكثر من مجرد الجلسات
الفردية األسبوعية خاصة أثناء األزمة.
السماح باالتصاالت الهاتفية فقط عندما يكون التفكير االنتحاري أو الميل االنتحاري أكثر قابلية لإلقدام
الفعلي على المحاولة االنتحارية.
28
من األسباب األخرى للتدريب ما بين الجلسات عبر استخدام االتصاالت الهاتفية أن غالبية عمالء العالج
الجدلي .السلوكي يحتاجون على نحو دائم تعلم كيفية التفاعل مع اآلخرين بطرائق تجعل اآلخرين أكثر
رغبة في مساعدتهم بدال من الغضب واإلحباط منهم.
عند وضع خطة عالج ،من الواضح عدد الصعوبات غير العادية التي يمكن مواجهتها ،ومن المستحيل التركيز
في نفس الوقت على معالجة مشكالت األزمات المختلفة ،والسلوكيات المختلة ،وتحمل اإلجهاد والخلل الجوهري في
غضون ( )60دقيقة التحكم في الجوانب العاطفية والحسية وتنظيمها أثناء تدريس مجموعة من المهارات السلوكية
الالزمة للممارسة .لذلك ،ينقسم العالج إلى قسمين رئيسيين مختلفين بتأثيرات مختلفة .يركز الجزء األول على التدريب
على المهارات ،ويركز الجزء الثاني على القضايا الحالية والقضايا المتعلقة بالتحفيز ،مثل حماية حياة العميل وحمايته
من األذى .تأثير األدوية في تقليل االكتئاب والحفاظ على استم ارريته أثناء العالج( Dijik, S, 2013).
ينصب التركيز األساسي لتعليم المهارات على مساعدة العمالء على تعلم السلوكيات التي يمكن استخدامها
وظيفيا ،مع إيالء اهتمام خاص لتطوير الدافع لتطبيق هذه
ً كبدائل للسلوكيات غير القادرة على التكيف والخلل
السلوكيات في الحياة اليومية من خالل الواجبات المنزلية والواجبات المنزلية .يعتمد نهج التدريب على المهارات على
فلسفة الحجة ،والتأكيد على إجراءات التدريب ،بما في ذلك :النمذجة ،والتوجيه المباشر أو التوجيه المباشر ،والقصص،
والبروفات السلوكية السلوكية والمتكررة ،والتغذية الراجعة ،والتدريب والتدريب ،والواجب المنزلي .يتم وصف مهارات
كل وحدة تدريبية ،مع مالحق توضيحية وأوراق عمل لكل مهارة ،ودليل التدريب يدور حول العالج الديالكتيكي .السلوك
حول المحاور األربعة التالية:
أ) اليقظة العقلية mindfulness
ب) الفاعلية بين الشخصية interpersonal effectiveness
ج) تنظيم االنفعاالت والمشاعر emotional regulation
د) تحمل المشقة distress tolerance
وعادة ما يتم تقسيم المهارات محل التدريب في العالج الجدلي .السلوكي على مسارين أساسيين يستوعبان
محاور التدريب األربعة:
المسار األول -مهارات التغير :change skillsويشمل هذا المسار مهارات الفاعلية بين الشخصية ،ومهارات
تنظيم االنفعاالت والمشاعر.
المسار الثاني -مهارات التقبل :ويشمل مهارات اليقظة العقلية ومهارات تحمل المشقة.
29
محتوى التدريب المتضمن في إرشادات العالج الديالكتيكي مسموح به .قد تشمل السلوكيات أو تعدل أو تحذف
اعتمادا على طبيعة الموقف وظروفه ،باإلضافة إلى األحداث الناشئة واألزمات الطارئة.
ً مهارات أخرى،
وتجدر اإلشارة إلى العديد من تقنيات التدريب في العالج الديالكتيكي .تتم صياغة العلوم السلوكية وتطويرها في
إطار علم النفس االجتماعي ،والتعليم الروحي ،أو من خالل تعديل التعليمات المقدمة للعمالء في مختلف العالجات
القائمة على األدلة لمشاكل محددة.
فيما يلي لمحة موجزة عن المهارات األساسية التي يمكن أن يعلمها العالج الديالكتيكي .يتم تنفيذ السلوكيات وفًقا
للمحاور األربعة المركزية للتدخل في هذا الهيكل العالجي:
-اليقظة العقلية :Mindfulness
ليقظة هي عنصر أساسي في العالج الديالكتيكي .السلوك ،وما يقابلها من "مهارات اليقظة الذهنية" ،هي مهارات
أساسية في هذا المجال ،وتتعلق هذه المهارات بما هو معروف :التنقل في الواقع الحالي هنا واآلن بعقل حكيم ،موجه
بالتركيز والمالحظة ،ووصف ما يجري على ،واالندماج في الواقع الحالي دون تحيز بعقل فعال ومنفتح.
وبهذا المعنىُ ،ينظر إلى اليقظة على أنها ترجمة سلوكية لإلرشادات والدروس المتعلقة بممارسات التأمل الشرقية
والغربية ،ويتضمن كل دليل تدريبي مهارة ذهنية واحدة على األقل ،مثل :الوعي واالنفتاح في بناء العالقات مع
اآلخرين ووفًقا لتنظيم المشاعر المهارات واليقظة العقلية فيما يتعلق بالتيارات الفكرية حول الصعوبات .وفًقا لصيغة
مهما من كل ورشة عمل
"المالحظة ،الوصف والمشاركة" ،تعد سالمة مهارات اليقظة والوعي اللحظي الواعي جزًءا ً
وورقة عمل تدريبية.
-تنظيم االنفعاالت والمشاعر :Emotion regulation
تم تصميم التدريب على التحكم في العواطف والمشاعر وإدارتها وتنظيمها لتعليم األفراد مجموعة من االستراتيجيات
المعرفية والسلوكية لتقليل االستجابات العاطفية غير المرغوب فيها وزيادة المشاعر المرغوبة.
يركز على مهارات التعلم التي تعلم األفراد كيفية اكتشاف وتحديد ووصف المشاعر ،وكيفية تغيير االستجابات
العاطفية ،وكيفية تقليل التعرض للمشاعر السلبية ،وكيفية إدارة المشاعر الصعبة والمعقدة.
عادة ما يبدأ التدريب على مهارات تنظيم العواطف بتعليم موجز لكل ما يتعلق بالعواطف والمشاعر ووصف أنماط
ً
االستجابات العاطفية للمحفزات الداخلية والخارجية(Ekman & Davidson, 1994).
كما يؤكد في العالج الجدلي .السلوكي أثناء التدريب على تنظيم االنفعاالت والمشاعر على أهمية القيمة
التكيفية لالنفعاالت والمشاعر ،وعلى ضرورة فهم األفراد أن االنفعاالت ضرورة حياتية بدونها تستحيل حياة اإلنسان
وتصبح جحيم ال يطاق(Tooby & Cosmides, 1990) .
وتتمثل المهمة األولى في تدريب مهارات تنظيم االنفعاالت والمشاعر في تقديم نماذج تدريبية تجسد ما يلي :
30
الحساسية االنفعالية للهاديات والعالمات وهشاشة التكوين االنفعالي للفرد.
األحداث الداخلية و/أو الخارجية التي تعمل کھاديات أو مثيرات انفعالية عند االنتباه إليها (األحداث المنشطة).
تقدير وتفسيرات الهاديات والمثيرات المنشطة لالنفعاالت والمشاعر.
ميول االستجابة بما تتضمنه من استجابات عصبية كيميائية وفسيولوجية ،واستجابات خبرية مباشرة وحفزات
نحو الفعل.
االستجابات واألفعال التعبيرية اللفظية وغير اللفظية.
تأثيرات التوهج أو االستثارة االنفعالية قبل وبعد تأثيرات األحداث والتي قد تمثل انفعاالت ثانوية.
توجد عدة كتيبات تدريبية حول العالج الديالكتيكي .السلوك هو جزء نوعي من النظام العاطفي ألننا نعتقد أنه
إذا أراد الشخص تغيير عواطفه من خالل السلوك العاطفي الذي يترتب على ذلك ،فيمكن القيام بذلك عن طريق
تدريب أجزاء معينة من النظام العاطفي.
بمجرد تشكيل النموذج المجسد للمهارة ،تحدث عملية التغيير العاطفي بسالسة وبشكل طبيعي بعد التعرض
بناء على التدريب السلوكي المتكرر.
للنموذج وتقليده في المواقف التمثيلية ً
تقنية "التعرض" هي إجراء آخر يمكن استثماره في تعليم ما يسمى بمهارات "الفعل المعاكس" عندما يعرض
العميل سلوكيات تتعارض مع عواطفه و /أو المحفزات المطلوبة للعمل ،على سبيل المثال :االقتراب من التحفيز
المخيف.
ثم هناك استخدام تقنيات "المراجعة المعرفية" ،ربما وفًقا لرؤية 1977 ،Meichenbaum Meichenbaum
لفحص الحقائق والحقائق ،والقدرة على تحدي ودحض المشاعر المستهجنة وغير المنطقية ،أثناء تدريب األفراد على
إعادة تفسير األحداث لتتوافق مع حقائق وحقائق.
التالي هو إمكانية استخدام تقنية "بروفة التخيل" ،والتي تعتمد على التدريب السلوكي المتكرر باستخدام المواقف
التخيلية ،والتي ترتبط بفكرة "التأقلم المسبق" ،حيث يتخيل األفراد أنهم يواجهون بشكل فعال الخوف والقلق ،األلم
واالستياء أو المواقف المؤلمة.
كما تمت إضافة تقنية " "Imagined Behavior Rehearsalإلى التطبيق في بروتوكول Nightmare
( .Coping Protocolكراكوف وآخرون )2001باإلضافة إلى تغيير االستجابات العاطفية ،وفًقا لنهج العالج
الديالكتيكي ،يتم تعليم األفراد مهارات تنظيم عواطفهم ومشاعرهم لتقليل احتمالية تعرضهم للمشاعر السلبية.
يصف علماء السلوك أنفسهم على أنهم عالج يساعد العمالء على بناء حياة تستحق العيش .لتحقيق ذلك ،يوصى
بزيادة تعليم المهارات الذي يمكن األفراد من البحث عن كل األشياء اإليجابية والبهجة والمبهجة والمثمرة في الحياة
31
واستكشافها على مستوى قصير المدى ،مثل زيادة األحداث السارة والممتعة ،وعلى المدى الطويل .المستوى ،مثل
مثابرة الرجل على تحديد وتحقيق أهداف تتفق مع قيمه ومعنى الحياة.
على سبيل المثال المهارات المجسدة في تركيبة "دير مان "DEARMANوالتي يوضحها الشكل اآلتي:
الشكل رقم ) :(04صيغة تدريب مهارات الفاعلية بين الشخصية وفقا لتركيبة ديرمان.
Describe
Express
Assert
(Stay( Mindful
Reinforce
Appear Confident
DEARMAN ACRONYM FROM INTERPERSONAL EFFECTIVENESS MODULE
إذ وفقا لهذه الصيغة يتم تعليم األفراد كيفية تقديم الطلبات الشخصية بصورة إيجابية فعالة ،وتحدث هذه المهارات
نوعا من التوازن بين كيف ومتى تقول "ال" بصورة فعالة ،ويجدر اإلشارة إلى أنه تم توسيع نطاق التدريب على
مهارات الفاعلية بين الشخصية لتتضمن مهارات الجدل ،والتصديق واالعتراف وإجراءات إدارة العواقب.
32
-تحمل المشقة :distress tolerance
ويجدر التنويه إلى أنه عندما صيغ العالج الجدلي .السلوكي في نسخته األولى لم يكن يتضمن أجلة عالجية
تستهدف تقوية مهارات العمالء في تحمل المشاق والمتاعب والكروب ومظاهر الضيق االنفعالي المرتبطة باألحداث
أو الظروف المزعجة والعصيبة.
وكانت التدخالت السلوكية المتاحة في هذا الوقت تركز على تغيير السلوك ،إال أن تحمل المشقة في العالج
الجدلي .السلوكي يتركز على تعليم العمالء :التقبل للذات واألحداث والظروف ،إيجاد دالالتها ومعانيها ،وتحمل
المشقة والمعاناة المرتبطة به أو الناتجة عنها والمصاحبة لها.
وعادة ما يركز في التدريب على تحمل المشقة على تعليم عدد من فنيات "إرجاء اإلشباع delay of
،"gratificationو"تهدئة الذات "Self-soothingبهدف التعايش األولي مع األزمات بدون تضخيم تأثيراتها السلبية
مثل :تجنب تعاطي المخدرات ومحاوالت االنتحار ،وتجنب االندماج في سلوك مختل وظيفيا وضار أو مؤذي للذات.
وقد يتم اللجوء في القيام بمثل هذا التدريب إلى ما يعرف اختصار بصيغة تب ) )TIPكما يوضحها الشكل رقم
( ،)05والتي تم تطويرها في إطار بحوث كيفية تنشيط نظام الجسد الفسيولوجي العصبي لتقليل االستثارة عبر إما
درجة الح اررة ) ،(Jay, Christensen, & White, 2007) (Foster & Sheel, 2005أو تنظيم التنفس بصورة
فعالة ،واالسترخاء العضلي(Linehan, 2005) .
Paced Breathing
P
Paired Muscle Relaxation
ويتضمن التدريب على تحمل المشاق أيضا مجموعة من المهارات التي تركز على "القبول الواقع reality
"acceptanceوالتي تستهدف تقليل المعاناة وزيادة الحرية عندما تكون الوقائع واألحداث المؤلمة ال يمكن تغييرها
فو از أو يستحيل تغييرها.
33
ومن بين مهارات قبول الواقع المهارات التي ترتبط بقبول صورة الذات الجسمية للشخص عن طريق الفرح بالذات
واالبتسام لها وقبولها كما هي فيما يعرف باستراتيجية "نصف االبتسامة" و"األيدي والمرحبة ."Willing hands
واشتقت استراتيجية "نصف االبتسامة "Half smilingمن األعمال البحثية التي أظهرت أن االنفعاالت تتأثر
بتعبيرات الوجه(Ekman, et al., 1987) (Ekman P. , 2003) .
34
المحاضرة الخامسة :العالج بخفض الحساسية عن طريق حركة العين EMDR
-1مقدمة :
يعتبر عصرنا الحالي عص ار مليئا باألحداث المتسارعة و الضاغطة و المسببة للكثير من مشاعر القلق و التوتر
و ذلك في مختلف مجاالت الحياة سواءا كانت شخصية أو مهنية أو إجتماعية ،كل هذا ساعد على تشكيل بيئة
مالئمة لإلصابة بمختلف األمراض واإلضطرابات النفسية و السلوكية والتي تؤدي بالفرد إلى عدم القدرة على تحقيق
توافقه النفسي و اإلجتماعي إن تعرض الفرد المستمر لنمط حياة مليئ بالتوترات و اإلحباطات و األحداث الصادمة
كوفاة شخص عزيز مثال أو التعرض لحادث عمل خطير أو إندالع الحروب والعنف و غيرها قد تدخل الشخص في
دوامة من الصدمات النفسية الحادة و التي قد يجد صعوبة في تجاوزها أو التكيف معها .و يسعى المعالجون
النفسانيون في خضم األحداث الراهنة إلى تطبيق تقنيات عالجية نفسية فعالة لمعالجة الفرد أو على األقل تخفيف
من حدة الصدمة النفسية و من بين أحدث التقنيات المكتشفة حديثا هي تقنية EMDRأو ما يسمى تقنية إزالة
الحساسية و إعادة المعالجة بحركة العين بحيث تعتبر هذه التقنية عالجا نفسيا جيدا لتحكم في أعراض ما بعد
الصدمة و بعض إضطرابات النفسية األخرى .و قد أكدت فرانسين شابيرو Francine Shapiroمكتشفة تقنية
EMDRأن الذكريات واألحداث المزعجة هي السبب الرئيسي في اإلصابة باإلضطراب النفسي و بالتالي تهدف
تقنية المعالجة بحركة العين السريعة ) ( emdrإلى تخفيف من أعراض إضطرابات النفسية خاصة في ما يتعلق
بإضطراب ما بعد الصدمة أو ، PTSDوقد إستندت فرانسين شابيرو في تأسيسها لهذه التقنية إلى عدة نظريات نفسية
سابقة كنظرية التحليل النفسي و العالج السلوكي و العالج المعرفي.
في سنة 1979أثناء إنهائها لمشروع الدكتورة في األدب اإلنجليزي بجامعة نيويورك اكتشفت فرنسيس شابيرو
بأنها تعاني من سرطان .الشيء الذي جعلها تحول أنظارها عن هذا المشروع وركزت انشغالها حول ما يثير الحصر
لدى الناس ،تقول شابيرو " ألنه فقط الحقل المناعي النفسي العصبي بدأ في التوسع .األعمال التي قام بها Norman
Cousins,و Pelletierوآخرون اهتمت بالتفاعل بين العقل والجسد .الشيئ الذي سحرني و دفعني للتساؤل لماذا
كمجتمع لدينا الكثير من التقدم التكنولوجي ولكن لم نكن قادرين على إدارة هذه األسئلة عقل-جسم فقررت البحث في
أشكال أقوم بها وجعلها في متناول الجمهور الكبير.
35
أوقفت شابيرو أعمالها في نيويورك وتنقلت إلى كالفورنيا ونظمت العديد من الملتقيات والورشات التي تمركزت
حول العالقة بين الجسم والعقل فبدأت دراسة علم النفس ونالت شهادة الدكتورة .في سنة 1987بينما كانت تمشي
في حديقة مملوءة بالزوار(سانتر بارالك) ،وكانت تستذكر في ذكريات مؤلمة (سوداء) وفجأة القت وهي واعية وبعصبية
نظرها يمينا ويسا ار فاكتشفت في نفس الوقت أن ثقل الذكريات السلبية بدا يقل.
أدى هذا إلى افتراضها بأن هناك عالقة بين حركات العين ونقص اإلحساس بالذكريات السلبية .حيث تقول
شابيرو " لما كنت أعود إلى التفكير في ذكريات مقلقة ولما أحرك عيناي بشكل معين فهذا التفكير يتالشى ويتبدد
والسؤال كان على أي نوع من التفكير يمكن توظيفها".
ثم أعادت تجربتها على نفسها وعلى أقاربها ثم على مرضاها في العالج النفسي الذين قاربوا السبعين ولمدة
شهور.
بعدها فكرت شابيرو في النوم المتناقض ومن هنا جاءت فكرت حركات العين فابنسبة لشابيرو عندما ننام ونحن
نحس بالقلق من شيئ معين فإننا عند استيقاضنا نحس بتحسن أحسن عن ما كنا قبل النوم وهذا ما جعلها تحس
بوجود عالقة بين حركات العين و المسار الذي يحدث أثناء النوم وهو الشيئ المشترك بين كل البشر(.النميسي,
مرسيلينا .).2016
في سنة 1989تم اعتماد هذه التقنية و كانت تقوم على تقييم أثر العالج من الصدمات في خالل حصة واحدة
وكانت في البداية تسمى ) EMD (Eye Movement Desensitizationأو التحسيس بحركة العين ألن العالج
كان مرك از حول توجه سلوكي وكان االعتقاد السائد هو أن حركة العين لها ميزة وحيدة من أجل التسبب في حساسية
فعالة .فمن وجهة النظر هذه فإن العالج يتمحور في التخفيف من أثر الخوف والحصر الناجم عن الصدمة النفسية.
خالل السنوات الالحقة تم إضافة أشكال أخرى من التحفيزات وهي األصوات والطرق على األشياء.
خالل فترة العالج ،يتم استبدال المشاعر السلبية بالمشاعر اإليجابية ،تغيير األحاسيس الجسدية مصحوبة
بشعور جديد من الذات .باختصار ،تحويل الصدمة الى خبرات تعليمية التي تحول الشخص من شخصية مرضية
إلى شخصية ناجحة ونافعة.
الـ EMDRهي اختصار باللغة انجليزية وتعنى Reprocessing Eye Movement Desensitization
andاما باللغة العربية تعني :عالج إبطال التحسس وإعادة المعالجة بحركات العينين .
36
هو عالج ادماجي ( تحليلي ،معرفی ،سلوکی ،جشتلطی ) نفسي قصير يهدف الى ازالة التحسس العاطفي
والجسدي ،ويتم ذلك عن طريق مراحل لدی فرد مصاب بصدمة نفسية. (Migneaut, S, 2018).
عرفتها جمعية EMDR- FRANCEبأنها عالج باإلدماج العصبي اإلنفعالي عن طريق إثارة ثنائية الجانب
(حركات العينين أو غيرها) و هي تقنية عالجية تسمح بإستئناف المعالجة التكيفية الطبيعية للمعلومات المؤلمة
المكبوحة ،كما تسمح بتحريك اإلمكانات النفسية ،و ترميم تقدير الذات المنخفض .
تقوم تقنية EMDRعلى إعادة المواجهة التخيلية مع الصدمة ويقوم أساس خفض حساسية العين واإلعادة على
االفتراضات حول تخزين ذكريات الصدمة في الدماغ حيث تتم ازالة االنفعال المستثار المخزن في الدماغ مع ذكرى
المؤلمة من خالل اللوزتين التي تقوم بإرسال رسائل الخطر إلى الدماغ.
تعمل EMDRعلى التنبيه الثنائي المتناوب Stimulation bilateral alterneلنصفي الدماغ من خالل
حركات العين ومع التأثر المزدوج لالنتباه ،وهذا يعني أن تتم استثارة نصفي الكرة الدماغية كلتيهما بالتبادل من خالل
المتابعة البصرية األصبع المعالج .
كما توجد تقنية أخرى مشابهة ل ـ EMDRتسمى EMTوهي اختصار لكلمة Eye Mouvement
Techicniquesالتي تعني تقنية حركة العين ،وهي طريقة جديدة تماما للتحول الذاتي تستخدم حركات العين
اإليقاعية أو التربيت على اليدين أو الركبتين ،تساهم في تقليل من التوتر والصراع وتحكم في االنفعاالت السلبية،
باإلضافة إلى ذلك حل المشاكل المستمرة.
هذه تقنية طورها العالم النفس األمريكي Fred friedbergتتضمن استخدام ثنائية مماثلة لتلك المستخدمة في
إزالة الحساسية وإعادة المعالجة لحركة العين ،EMDRلكن EMTال يكمن استخدامها في عالج اضطراب مابعد
الصدمة وانما يمكن استخدامها في حاالت الرهاب ،التحكم في الغضب ،اإلجهاد المتعلق بالعمل ،القلق قبل االمتحان،
المخاوف المرتبطة بالحمل أو الوالدة ،التحكم في النفس.
ومن كل هذا نستنتج أن تقنية EMDRتقنية حديثة ،حيث تعتمد على الطلب من المريض أن يتذكر و يسترجع
أي حدث تعرض إليه و الذي سبب له الصدمة ،وتركيزه على األفكار واالنفعاالت الوجدانية وفي نفس الوقت يتابع
حركات أصابع المعالج السريعة من اليمين إلى اليسار وذلك بسرعة تصاعدية حتى يتم معالجته تماما وتخلصه من
37
ج) األساس النظري لتقنية الـEMDR :
نموذج المعالجة التكييفية للمعلومات ) Adaptive information Processing model ( AIP modal
تعريف AIP :إن المهم الجيد لتقنية EMDRيتطلب منا استيعاب نموذج AIPفهذا األخير يمثل األساس النظري
الذي تقوم عليه مقاربة ، EMDRوهو افتراض حول الطرق التي يمكن أن يستعملها الدماغ لمعالجة الخبرات (
المعلومات ) والوصول إلى حل تكيفي ،مما ساهم في ترسيخ معنى الراحة والفعالية للفرد ،ونموذج AIPهو نموذج
عصبي فيزيولوجي في طبيعته ،ولذلك نجد أن شابيرو استعانت بمصطلحات المعلومات العصبية الفيزيولوجية التي
رأت أن استعمال هذه المصطلحات ليس لديها أي مرجعية أو داللة عصبية فيزيولوجية محددة ودقيقة وهو أمر هام
جدا في التأكيد على فكرة أن فعالية EMDRال تقوم على صدق وصحة النموذج الفيزيولوجي المقدم ،ألن فيزيولوجية
الدماغ الزالت غير مفهومة وغير واضحة بعد ،وبكلمات أبسط تؤكد شابيرو على أن النموذج المفسر لفعالية تقنيتها
ال يتمتع بالصدق التام ،وهذا راجع لكونه يقوم على معلومات فيزيولوجية عصبية مرتبطة بالدماغ غير كافية وغير
دقيقة ،إال أن هذا النموذج ال يتناقض مع ما توصل إليه العلم إلى حد اآلن حول فيزيولوجية الدماغ ،إذ أن البحث
في مجال فيزيولوجية الدماغ مازال ضعيفا والنتائج المتوصل إليها غير أكيدة وغير كافية ،وعليه فان فعالية EMDR
ال تتوقف على صحة النموذج المفسر ،وقد كررت شابيرو هذه الفكرة وأكدت عليها في قولها " :قدمت نموذجا نظريا
( تقصد نموذج ) AIPلتفسير التأثيرات العيادية للـ EMDRوليس إلثبات وجود آليات خاصة ،وصرحت أن النموذج
يبقى مجرد فر ضية ،وهو قابل للتغيير القائم على المالحظات المخبرية والعيادية ،وقد استوحت شابيرو نموذج AIP
من عالمين :
العالم بافلوف : Pavlovالذي يسلم في أعماله بأنه يوجد في الدماغ توازن بين الكف واإلثارة ،وهذا التوازن
هو المسئول على العمل العادي للدماغ ،فان تسبب شيء ما في اختالل هذا التوازن نتج عن ذلك باثولوجيا
عصبية ،وهذا ما يشبه " العقدة في الحبل " وهذا ما يتماشى كذلك مع أفكار فيتوز.
العالم هوروويتز : HOROWITZحيث يرى حسب نموذجه أن األعراض الصدمية تمثل رد فعل إزاء عدد
ضخم من المعطيات التي تكونها الخبرة الصدمية.
أ) األهداف:
تفكيك الذكرى عن اإلنفعال عن طريق حركات العينين بإتباع حركات أصابع المعالج
وضع شعور إيجابي بدال من سلبي
38
تعديل المعتقدات والسلوكات
يساعد في تخفيف األعراض السريرية بنجاح بمعالجة مكونات الذكريات المخزنة أو الصدمية المساهمة سواء
كانت صغيرة أو كبيرة( .سعدوني غدية مسعود ،2012 ،ص)141
ب) المبادئ:
تستند EMDRعلى المالحظة أن مجرد ذكرى الصدمة ليست كافية بل على الشخص المصدوم أن يتذكر
قلب المشهد.
بروتوكول EMDRمطمئن ولذلك يمكن أن يرافق الشخص المصدوم إلى نواة الصدمة
تذكير الشخص المصدوم ال يركز على اللفظ فقط بل التصورات واإلدراكات والعواصف واألحاسيس الجسدية
باإلضافة إلى الحواس حركة العينين.
مهما تكن االتجاهات النظرية مختلفة التي تحكم مختلف الممارسات العيادية تقود إلى أن هناك اتفاق حول فكرة
نشوء عالمات المعاناة الصدمية ،والتي تكون غالبا نتاج خبرات مؤلمة حدثت في الماضي وتعتبر عالمات الصدمة
النفسية نموذج يرتكز عليه لمعرفة واالطالع على الظواهر المرضية الكامنة في ذاكرة المريض.
هي المرحلة األولى من العالج يضمن من خاللها بأن العميل قادر على تحريك عينيه ،وأن هذا العالج مناسب
له على أساس قدرته على التعامل مع الحدث الصادم الذي ستتم إثارته بالعالج ،وهذه المرحلة ال تشمل فقط اإلجراءات
المعتادة لتناول العالج النفسي بحيث يلم المعالج فيها المعلومات الخاصة بالعميل من التاريخ النفسي واالجتماعي
والطبي ،وذلك للتأكد من طبيعة المرض الذي يعانيه ،واقامة عالقة معه ،وتحديد أهدافه ،وامتحان الحالة العقلية،
وتقييم دفاعات العميل وأنماط العالقات ،فالمعالج يعد خطة عالجية يحدد من خاللها جملة من األهداف التي ستتم
معالجتها ثم تحديد المثيرات الحالية التي تسبب ارتباكا انفعاليا ثم تحدد الوضعيات المستقبلية التي من التوقع أن تخلق
ارتباكا لدى المريض( .عتيق نبيلة ،2013،ص ص )70-69
ويتم فيها التطرق إلى التاريخ المرضي للشخص المتألم بالتفصيل ،بحيث تهتم هذه المرحلة بالطاقات الداخلية
للفرد المعالج من صالبة األنا والجلد.
39
ولكن أيضا تقيم جاهزية العميل للعالج بطريقة EMDRوتحديد محدد ألحداث ماضي العميل والحاضر والمستقبل
المرتقبة سوف يكون التركيز في العالج على ما يلي:
يطلب المعالج من العميل سرد ما حدث قبل الحدث الصنمي بقليل وصوال إلى الحالة الحالية ،وفي حالة ما إذا
كان العميل في حالة حرجة (بكاء مثال وال يستطيع التكلم ) أو معاناة جسدية (غثيان ،صداع ).. ،ال يصر على سرد
الوقائع وإنما يقول له قلي ببساطة ما حدث فالمعالج ال يستجوب وال يلح على التعرف على األحداث األكثر تشويشا،
وهذا لتجنب إثارة القلق لدى المريض في هذه المرحلة في هذه المرحلة ال يقدم المعالج المحفزات الثنائية حتى يتجنب
بدء العالج قبل أوانه.
وإذا كان من الممكن تطبيق مقياس لقياس اإلجهاد ما بعد الصدمة حتى يمكن للمعالج من تقييم الفعالية .
تركز هذه المرحلة على بناء عالقة عالجية مع المريض لكي يصبح له دور فعال في شفاء نفسه ،كما يتم تعليمه
أيضا تقنيات االسترخاء وتقنيات التصرف باإلجهاد النفسي لكي يتمكن المعالج من التطرق إلى الحادث الصنمي،
ولهذه المرحلة أهمية حاسمة في معالجة عمالء ذوي األنا المفكك ،ألن في حالة معالجة الصدمة مع العمالء الذين
ليس لديهم الموارد الداخلية أو قوة األنا أو الذين ال يمكنهم تحديد المشاعر و أحاسيس الجسم ،فإن استخدام EMDR
كبروتوكول الصدمة دون إعداد قد يؤدي إلى إثارة الذكريات المؤلمة ،زعزعة • اعتقاد ايجابي :يتحول أنا في خطر
إلى أنها آمن األن ( .عتيق نبيلة ،2013 ،ص ص )72-71
وتكون هذه األشياء خاصة بالذكرى الصنمي ،ويقيم مدى ضيقه على سلم وحدات االرتباك الذاتي ( SUDمن 0
انعدام االنزعاج إلى 10شدة الضيق) ،ثم يقيم مدى صحة االعتقاد االيجابي على سلم مصداقية التغيير ( VOCمن
مصداقية ضعيفة 1إلى كامل الصدق ( )7وليد خالد عبد الحميد ،2011 ،ص ،VOC ،)4وأخي ار تستخرج اإلحساسات
الجسدية المرتبطة بالصدمة ،مثال ضيق الصدر ،انقباض الحلق ،الشعور بالنقل في المعدة ،ومن خالل مرحلة التقييم
تم اإللمام بمختلف عناصر الهدف الصدمي وهي العنصر المعرفي (مصداقية التغيير) والذي تم قياسه على سلم
VOCوالعنصر االنفعالي يقاس على سلم ( SUDدرجة االنزعاج ) ،والعنصر الجسدي Body scanتم التعرف
عليه وتحديد مكانه ،فالتقييمات تساعد على معرفة مدى العالج وتطوره(.عتيق نبيلة ،2013 ،ص ص)73-72
بعد أن تكون جميع عناصر الخلل الموجودة في الذاكرة الصدمية قابلة للوصول إليها وعن طريق عملية التحفيز
الثنائي (تحريك العين يمينا ويسارا ،أصوات أو شيء آخر ) يسمح يتحول الذاكرة الصدمية إلى ذاكرة سردية عادية،
40
بحيث تهدف إلى معالجة الذكريات المخزنة بطريقة غير تكيفية والوصول بالحدث الصنمي إلى حل تكفي ،ومن خالل
معالجة تل ك المعلومات يحدث اتحاد ما بين شبكة الكروية غير التكيفية الخاصة بالذكريات الصدمية والشبكات
الكروية التكيفية األخرى ففي جلسة ال EMDRيطلب المعالج من المريض أن يركز انتباهه على المواد المستهدفة
وعلى معاناة الذكرى األليمة وما تسببه له من انزعاج ،والتي تم تحديدها في المرحلة السابقة وكذلك على رغبته في
التغيير ومن خالل االحتفاظ بكل ذلك في الذهن يطلب من المريض القيام بسلسلة من الحركات (التنبيه الثنائي
اللعين) ،وذلك بمتابعة أصبعي يد المعالج التي تتحرك بصور إيقاعية وبشكل سريع ذهابا وإيابا ضمن مجال رؤية
المريض وعلى بعد 30سم ،ويظل الرأس في حالة سكون خالل تحريك العينين ،حيث تقوم كل مرحلة تنبيه ثنائي
من 30إلى 60ثانية ،ويقوم المريض في النهاية يتنفس عميق في عدة ثواني ،بعد ذلك يتكلم عن ما أحس به خالل
فترة التنبيه الثنائي ،ثم يعيد المعالج قياس االنزعاج على سلم SUDوقياس رغبة التغيير على سلم ، VOCثم يعاد
التنبيه الثنائي مرة أخرى حتى ينخفض اإلحساس المزعج إلى أدنى درجة ممكنة وهكذا تبدأ عملية المعالج ة( ،عتيق
نبيلة ،2013 ،ص ،)73وتتواصل العملية إلى أن تتوقف المواد الصدمية المستهدفة من التسبب في أي ارتباك ،وهذا
ما يترجم الحصول على درجة 0على سلم ، SUDوعلى المعالج أن يسمح بحدوث انفعاالت من قبل العميل خالل
العملية مع ترك المبادرة والقيادة للمريض ،وهذا أهم أسلوب للعمل خالل هذه المرحلة ،كما يجب التذكير إلى أن حصة
ال EMDRقد تدوم من 60إلى 90دقيقة كأقصى حد.
في هذه المرحلة تكون مصداقية الرغبة في التغيير قد ارتفعت مشكلة دافع ايجابي يتم ربطه مع ما تبقى من
إحساس مزعج ،فتتم إزالته بقرات تنبيه أخرى ،في هذه المرحلة يستمر العالج حتى تكون درجة مصداقية الرغبة في
التغير 6أو ، 7حيث يسال المعالج المريض :عندما تفكر في الحدث األصلي ،بما تشعر إزاء هذه الكلمات :لقد
فعلت أفضل ما لدي ( أو أي اعتقاد ايجابي حدد سابقا ) ،وهكذا يتم التعزيز وتقوية االعتقاد االيجابي عبر سلسلة
من اإلثارة ثنائية الجانب ويقيم المعالج صحة االعتقاد ،وتستمر هذه العملية ومعالجة كل ما يعيق شعور المريض بأن
ذلك االعتقاد صادق ( .عتيق نبيلة ،2013 ،ص ص )76-73
-والخطوات السابقة تقام من جديد في كل لقاء مع المريض باستخدام صورة مؤلمة مختلفة.
()http://www.emdr.france.org/
إن إحدى نقاط قوة EMDRهي اهتمامها بالمعلومات غير اللفظية ،والتي تتضمن الروائح والمذاقات واألصوات،
كما تتضمن إحساسات جسدية أخرى مثل التوتر أو التضايق ،حتى نضمن أن كل مظاهر الذكري الصدمية تمت
41
م عالجتها ،ويقوم المريض بمسح ذهني لكل جسده للتعرف على أي إحساسات جسدية مربكة ثم يعالجها عبر سلسلة
من اإلثارة ثنائية الجانب ،وتستمر هذه العملية إلى غاية التخلص من تلك اإلحساسات الجسدية المربكة (.عتيق نبيلة،
،2013ص ص ،)77-76والهدف من هذه المرحلة هو تحديد التوتر أو المشاعر السلبية التي ال تزال متبقية
والعمل على إزالتها باستخدام سلسلة من حركات العين ،حيث يركز المريض مغمضة العينين على ما تبقى من انزعاج
يحس به في بدنه على شكل تقلصات عضلية ،قلق ،إحساس باالرتعاش ،درجة ح اررة الجسم ..إذا أحس المريض
بشيء من هذا القبيل فيجب معاودة التنبيه الثنائي للعين حتى يزول االنزعاج .
هذه المرحلة تتكرر في نهاية كل جلسة بغض النظر عن المهام التي يقوم بها المريض مع المعالج ،حيث يجب
التأكد من أن المريض وصل إلى حالة من التوازن العاطفي والذهني قبل أن تسمح له بمغادرة قاعة الفحص ،حتى
وإن لم تنته المعالجة ،وذلك بممارسة استراتيجيات التهدئة الذاتية ،ويحاول أن يعيد تصرفه بشكل صحيح عن طريق
االسترخاء ( ،)http//r.france.org :www.end/ويخبره بأن المعالجة ستستمر إلى جلسات أخرى ،ويطلب من
المريض استعمال مذكرات لتدوين الم واد الجديدة التي ظهرت ،وتقنيات التهدئة التي استعملها المريض الحتواء ذلك
الهيجان ،ليتم التركيز عنها في الحصص اآلتية.
في بداية الجلسة الموالية يتأكد المعالج من أن النتائج اإليجابية المتحصل عليها في الجلسة السابقة لم تتعطل،
حيث يطلب من المريض إعادة النظر والتفكير ثانية في الهدف المحدد خالل الجلسة السابقة ،وبناء على ردود فعل
المريض يقوم بتقييم تأثير العالج وتكييفه تبعا لذلك ،ومن ثم يكيف السيرورة العالجية ،فيعمل على تحديد ومعالجة
األهداف القديمة التي مازالت تحتاج إلى معالجة ،أو تحديد أهداف جديدة لمعالجتها ،وفي هذه المرحلة كسابقتها،
وليس بالضرورة أن يكون ترتيبها األخير ،لكنها مرحلة مهمة جدا ألن المعالج يضمن من خاللها أن المريض أن
ينتقل إلى معالجة مادة جديدة إال بعد معالجة مواد سابقة ،وبلوغ المستوى المرغوب والذي يتمظهر مثال من الدرجة 0
على SUDوالدرجة 6أو 7على سلم ،VOCوفي نهاية العالج يطلب من المريض ملء استمارة تحتوي الذكريات
التي تم التعامل معها خالل الجلسات واألحاسيس المرافقة التي تتبادر إلى ذهنه خارج الجلسات.
42
المحاضرة السادسة :اليقظة العقلية
أ) التطور التاريخي لمفهوم اليقظة الذهنية :يعود أصل اليقظة الذهنية ) (Organizational Mindfulnessإلى
حقل علم النفس كنتاج لتطوير افتراضات اليقظة الذهنية لألفراد أو على مستوى الفرد ذاته من قبل الكثير من الباحثين،
إذ بين الباحثين أمثال ) (Langer . Sternberg . Ryleفي مجال علم النفس أن اليقظة الذهنية تعني اهتمام
الفرد بالمستجدات من األحداث مع إمكانية التمييز بينها والتي تمكنه من البقاء منتبها للحظة الحالية.
كما بينت Langerوزمالءها في المجال النفسي المنافع الصحية لليقظة الذهنية للفرد وتخفيض مستوى ضغط
العمل واإلحباط النفسي( .العابدي و آخرون ،2018 ،صفحة )110
أما ظهور مصطلح (اليقظة الذهنية التنظيمية) تحديدا في مجال العلوم التنظيمية فكان الجهود الكثير من
الباحثين في دراسات تتعلق بعمليات معالجة المعلومات منهم )(Sandelands & Stablein & Levinthal
ودراسات تتعلق بالمنظمات ذات الموثوقية العالية للباحثين ) (Weick & Robertsإذ تساهم اليقظة في استخالص
معلومات هامة وحاسمة من مختلف اإلشارات الصادرة عن مختلف ظروف وأوضاع التطورات التقنية التكنولوجية
التي يشهدها المحيط لتمكين المنظمة من توليد معارف جديدة تساعدها على سبق منافسيها وتعزيز قدرتها على
االستجابة السريعة لمختلف التغيرات وبهذه الكيفية تتكامل هذه النظم مع نظم اإلدارة لخلق االنسجام الضروري بين
المنظور الداخلي والخارجي المعارف المنظمة.
ب) تعريف اليقظة الذهنية" :هي طريقة ألن يكون الفرد على درجة عالية من الوعي بما يدور داخله وخارجه في
البيئة مع التركيز على لحظة حاضرة واقعة".
نالحظ أن " البسطامي وعبد الهادي" رك از على أن اليقظة العقلية تركز على اللحظة الحالية وهذا ما يتوافق مع
براون وريان في التعريف التالي:
-تعريف براون وريان " :2003هي حالة من الوعي باألحداث والتجارب اآلنية ،هو االهتمام والوعي بالتجربة الحالية.
)(Brown & Ryan, 2003
ج) خصائص األشخاص المتيقظين عقليا :بين كابات -زين ) (1990عددا من الخصائص من بينها:
-االنفتاح :يرى الشخص المتيقظ عقليا األشياء كما لو أنه رآها ألول مرة ،ويركز انتباهه على جميع االحتماالت
في اللحظة الحاضرة.
الالحكم :وتعني المالحظة المستندة على اللحظة الحاضرة دون تقويم أو تصنيف. -
الثقة :وتعني ثقة الفرد بنفسه وجماعته وحدسه وانفعاالته. -
43
-القبول :وتعني فهم الحاضر وتقبله وهي ال تعني السلبية بل أن يكون الشخص أكثر فاعلية في االستجابة.
-التعاطف :يتصف بالمشاعر ،وتفهم مواقف اآلخرين في اللحظة الحاضرة.
-اللطف :يتصف الشخص المتيقظ عقليا بكونه محبا وحنونا ومتسامحا( .مطلك ،2019 ،صفحة )652
كما عرفها ) (Neale & Griffinبأنها االستمرار حاضر الذهن بشكل مقصود وتشمل جانبين هما الوعي واالنتباه،
ويزيد الوعي من خالل الرصد الدائم المستمر للخبرة بينما يزيد االنتباه عن طق درجة اإلحساس بالخبرة والتركيز
عليها ،ويشير ) (Maceإلى أن اليقظة العقلية تسهم في تخفيض أعراض الضغوط النفسية وتحسين جودة الحياة
وتعديل الحالة المزاجية وخفض الضغط والقلق وتغيير االتجاهات والتعاطف وحل مشكالت الذات.
أ) أهمية اليقظة الذهنية :أشار ميس ) (Maceإلى أن التدخالت القائمة على اليقظة الذهنية يتم اعتمادها وتوظيفها
في تطبيقات عديدة منها القلق والضغط واالتجاهات والتعاطف ومشكالت الذات مثل الوعي بالذات ،وكراهية الذات )
إذ تسهم اليقظة الذهنية في تخفيض أعراض الضغوط النفسية وتحسين جودة الحياة وتعديل الحالة المزجية في سياق
عالجي مختلف لدى عينات مختارة من ذوي األمراض المزمنة وذوي االضطرابات النفسية مثال اضطرب القلق ،وأن
لليقظة الذهنية العديد من الفوائد التي يمكن تحديدها بما يأتي:
تمنح اليقظة الذهنية مزيدا من التركيز ،فعند تركيز االنتباه يكتسب الفرد كثي ار من القوة والثقة السيطرة في
جميع جوانب الحياة ،ومجاالتها فالتركيز الذي يأتي من اليقظة الذهنية مستويات األداء في العمل.
تعزز اليقظة الذهنية من شعور الفرد بالمقدرة على إدارة البيئة المحيطة من خالل تعزيز االستجابات
الكيفية لمواجهة الضغوط( .الهاشم ،2017 ،صفحة )15
أوضح دوير ) (Deurr 2008أنه يمكن استخدام اليقظة الذهنية لتنمية الوعي في مها من خالل أدراك
األفكار أو المشاعر مثل التفكير والعاطفة ،ما وراء المعرفة التي يتم تعل وتشجيع الفرد على تطوير منظور
عدم التمركز ،كما أن لليقظة الذهنية فوائد نفسية وفسيولوجية وتتمثل الفوائد النفسية في خفض الضغوط والقلق
والمخاوف المرضية وتعمل على تحسين الذاكرة العامة وعمليات االنتباه والتسامح ،أما الفوائد الفسيولوجية فتتمثل
في التغيرات الفسيولوجية التي تصيب الفرد مثل خفض األلم المزمن( .الهاشم ،2017 ،صفحة )16
كما شهدت العقود الثالثة الماضية اهتماما شعبيا وأكاديميا بالفوائد المتعددة لليقظة العقلية وأثر تطبيقاتها في
المجاالت المختلفة وذلك نظ ار ألهمية التي تتميز بها( .الختاتنة ،)2019 ،منها:
-اليقظة العقلية عملية حيوية تكمن أهميتها في كونها إحدى المتطلبات الرئيسية للعديد من العمليات العقلية كالتذكر
واإلدراك ،التفكير والتعلم ،فمن دونها قد ال تحدث كل العمليات السابقة الذكر ،مما قد يتعرض الفرد للوقوع في
44
العديد من األخطاء سواء على صعيد عملية التفكير أم على صعيد السلوك وتفسيره ،كما أنها تعمل على زيادة
اإلدراك من خالل تعزيز الوعي ومالحظة الذات ،وزيادة تدفق األفكار( .مطلك ،2019 ،صفحة )648
-تتيح اليقظة الذهنية لألفراد القدرة على النظر في األشياء بطريقة جديدة ومدروسة( .مخامرة ،2018 ،صفحة )19
ج) مزايا اليقظة العقلية :من بين مزايا اليقظة العقلية أنها تساعد الفرد على:
-التعامل بحساسية أكثر مع البيئة واالنفتاح على المعلومات الجديدة.
-استحداث فئات جديدة.
-زيادة الوعي بوجهات النظر المتعددة ثم المساهمة في حل المشكالت( .عزير ،قاسم ،و كريم ،2017 ،صفحة )13
45
ج -االستمرارية في الوعي واالنتباه :تعد اليقظة العقلية هي القدرة الكامنة للفرد وفي بدايات حاالت اليقظة العقلية
قد تكون سريعة أو غير نظامية أو مستمرة ،فاستقرار الوعي واالنتباه يساعد في التخلص من المفاهيم الخاطئة
واألفكار واالنفعاالت السلبية( .السندي)2010 ،
د -الحساسية تجاه العمليات : Sensitivity to Operationsإن اإلدارة العليا للمنظمات اليقظة تركز على
تطوير قابلياتها الشخصية كما توجه اهتمام خاص بذلك لكل المستويات اإلدارية والحساسية تجاه العمليات تستوجب
االهتمام بتفاصيل العمل لوضع برامج استراتيجية هادفة على أساس استثمار القاعدة المعرفية لتحقيق نتائج عملية.
إن الحساسية تجاه العمليات تساعد األفراد العاملين على تكوين صورة واضحة ومتكاملة عن العمليات التي تجري
داخل المنظمات وبالتالي تمكنهم من االلتزام بتنفيذ الخطط والسياسات الموضوعة بدقة ،كما أن تبني الحساسية تجاه
تفاصيل العمليات تدفع اإلدارة العليا إلى االستماع باهتمام إلى أراء األفراد العاملين عن واقع العمل الفعلي.
هـ -االلتزام بالمرونة :Commitment to Resilienceتعد المرونة أحد األبعاد األساسية لبناء الثقة في
المنظمات فالقادة اإلداريون في المنظمات اليقظة تظهر التزاما لتحقيق البرامج التنظيمية وهم يؤكدون ويعملون
ويشجعون على مشاركة االلتزام من قبل األفراد العاملين لضمان تحقيق نجاح البرامج اإلستراتيجية للمنظمة طورت
المنظمات المرنة القدرة على االرتجال واالبتعاد عن النكسات التنظيمية يمكن تمييز المرونة في الكليات اليقظة على
أنها االستعداد للتصرف بسرعة ودراسة المواقف بسرعة واالشتراك في تعلم الوقت الحقيقي ثم التنفيذ( .العابدي و
آخرون ،2018 ،صفحة )113
و -احترام الخبرات :Deference to Expertiseإن متخذي القرار في المنظمة يعتمدون على الخبرات المتميزة
للخروج بق اررات تعمل على رفع أداء المنظمة ،إذ تدرك المنظمات اليقظة أن الخبرة ال تنطبق فقط مع المستوى الهرمي
وهكذا تصل بالقرارات إلى أدني مستوى ممكن في الكليات اليقظة لتنقل الق اررات إلى من هم ذوي الخبرة بدال من ربط
عملية صنع القرار بالهرم اإلداري أو اللقب العلمي في الكليات.
اليقظة تحدد األقسام مستقبلها بناء على معرفة محددة باالختصاص وتبحث الكليات اليقظة عن إدخال األفراد
ذوي المعرفة في الكلية القادرين على توفير تغذية عكسية وإرشاد القيم بغض النظر عن مستواهم الهرمي أو مراتبهم
إن كليات إدارة األعمال كالمنظمات األخرى التي تعمل في بيئات متقلبة ال يمكنها أن تعتمد على سمه الغفلة المتمثلة
باالعتماد على االستجابات المتكررة وعمليات التفكير األوتوماتيكي(Ray, Baker, & Plowman, 2011, p. 193) .
ومن جهة أخرى تعددت وجهات النظر لدى بعض العلماء كما هو موضح في الجدول التالي:
46
جدول رقم ) : (01وجهات النظر التي تناولت مكونات اليقظة الذهنية التنظيمية
البحث عن الجديد واالرتباط :بمعنى توجهات الفرد نحو البيئة التي يعيش
فيها بما تتضمنه من البحث عن الجديد واالنفتاح واستطالع البيئة. Langer
تقديم الجديد والمرونة :يشيران إلى عمليتي التفاعل والتعاون اللتين )(1989
يمارسهما الفرد أثناء احتكاكه مع البيئة.
القصد :تظهر أهميتها من خالل تحويل عملية القصد لدى الفرد إلى
من سلسلة متصلة من التنظيم الذاتي إلى استكشاف الذات
Kabat-Zinn
االنتباه :يعني االحتفاظ باالنتباه من خالل مالحظة العمليات التي
)(1990
تحدث لدى الفرد بين لحظة وأخرى ومن خالل الخبرات الداخلية والخارجية.
االتجاه :ويشير إلى نوعية اليقظة العقلية التي تعكس توجيه الخبرة التي
تتشكل من التقبل والفضول.
أ) وضوح الوعي :وهو تسجيل للمحفزات الجسمية المادية ،وحركة الحواس ،وأنشطة العقل واالتصال المباشر مع
الواقع.
ب) المرونة في الوعي واالنتباه :وهي القدرة على تغيير الحاالت الذهنية بتغير المواقف ،وعدم الجمود على المألوف،
وتقديم أفكار حول استجابات ال تنتمي لفئة واحدة.
ج) االستمرارية في الوعي لالنتباه واالستقرار :وهي صفات للوعي واالنتباه ،وهي غير معهودة عند معظم الناس.
(الطوطو ،2018 ،صفحة )18
47
وتعد اليقظة العقلية هي القدرة الكامنة للكائن البشري .إال أنها على الرغم من ذلك تتفاوت في قوتها بشكل مبدئي،
إذ تضع في اعتبارها أنها قد تكون نادرة أو عابرة أو متكررة أو مستمرة( .رحيم و كاظم ،2016 ،صفحة )6
أ) التمييز اليقظ :يشير هذا البعد إلى كيفية رؤية الفرد لألشياء وابتكاره لألفكار الجديدة ،فالتمييز اليقظ يجعل الفرد
ينتج أفكا ار جديدة وإبداعا متواصال لألفكار.
ب) االنفتاح على الجديد :هو إحساس الفرد ومعرفته بالمثيرات الجديدة والتفاعل معها ،فهو ال يعني المخاطرة ففي
الوقت الذي يكون فيه الفرد منفتحا على الطرق الجديدة يكون في ذات الوقت على وعي بعواقب السلوك فال
يخاطر ألن سلوكه اليقظ يجعله يقيم األفكار بشكل جيد وفي الوقت المناسب( .المعموري و سالم،2018 ،
صفحة )3
ج) الوعي بوجهات النظر المتعددة :ويعني القدرة على النظر للموقف برؤى مختلفة دون توقف عند رأي ،مما يمكنه
من الوعي التام للموقف ،مع اتخاذ الرأي المناسب( .الشلوي ،2018 ،صفحة )6
كما أشار 2005 ،germerإلى أن اليقظة الذهنية تتكون بشكل عام من ثالثة أبعاد( :الوعي ،التجربة الحالية،
القبول ،فيما ذهب (بيير وآخرون )2006 ،ليحدد خمسة أبعاد لليقظة الذهنية تفسرها بوضوح وهي:
-عدم التأثر بالتجارب الداخلية.
-مراقبة ومالحظة ،واإلصغاء لإلحساس والتصور والمشاعر والتفكير.
-التصرف بوعي - .الوصف مع الكلمات.
-الحكم من خالل التجربة( .النوري ،صفحة )216
أ -التركيز" :مشاهدة "التنفيس عن طريق التركيز على فتحتي األنف أو حركة البطن ،كما يمكن التركيز كذلك على
كلمات معينة أو عبارات بسيطة.
ب -إعادة التركيز :يعد الجزء األكثر أهمية في هذه الفنية هو أن تختار أسلوب إعادة التركيز والعودة إلى التركيز
مع التحلي بالصبر.
ج -وضعية الجسم :عموما يعتبر االسترخاء أفضل من الجلوس في وضع مستقيم.
د -العيون :وهذا معناه إغالق العينين أو فتحهما قليال مع نظرة بسيطة لألمام.
48
ه -التوقيت :هو تحديد الوقت المناسب لممارسة اليقظة العقلية االيجابية( .إسماعيل ،2017 ،صفحة )301
أ -النجر :ترى النجر أن اليقظة العقلية تعني القدرة على خلق فئات جديدة واستقبال المعلومات الجديدة واالنفتاح
على وجهات نظر مختلفة من السيطرة على السياق ،والتأكيد على النتيجة تفترض نظرية اليقظة العقلية .كما تفترض
هذه النظرية أن جميع القابليات محدودة تكون نتيجة لتقبل غير واع لإلبداعات المعرفية السابقة ألوانها ،فقد أظهرت
نتائج النجر وبيك ) ،(Lager & Beck 1979أنه بإمكاننا تحسين الذاكرة بعيدة المدى وقصيرة المدى من خالل
المتغيرات السياقية وذلك يكون مقدا ار من المعلومات للمعالجة بصورة شعورية( .عبد هللا ،2013 ،صفحة )347
بحيث طورت النجر نظرية اليقظة العقلية استنادا إلى البحوث المتعلقة بالسلوك البشري؛ إذ وضعت في اعتبارها
أن السلوك ال يقتصر على حالة اليقظة فحسب لكنه أكثر من ذلك بل هو طريقة لمواجهة الحياة مواجهة كاملة.
(عيسى ،2018 ،صفحة )272
ب -نظرية التصميم الذاتي (المعاملة الخاصة والتفضيلية) :ترى نظرية التصميم الذاتي أن اليقظة الذهنية تقوم
بتسيير الذاكرة من خالل النشاط الذاتي وإشباع االحتياجات النفسية األساسية للمصادقة الذاتية،
فاألشخاص المتيقظين عقليا للخبرة الحسية يكونون أكثر ذاكرة من األشخاص المنخرطين في عمل مشتت الذهن.
كما أن الوعي يسهل التيقظ إلى عالمات الرموز التي تنشأ عن الحاجات األساسية ،وهذا ما يجعل الفرد أكثر
ترجيحا في تنظيم سلوكه بطريقة تساعده على إشباع حاجياته.
وتعد نظرية التصميم الذاتي نظرية واسعة االنتشار إذ تعمل على تطوير الوظائف الشخصية في السياقات
االجتماعية ،كما تصب جل اهتمامها على درجة اختيار الفرد لسلوكياته الني يقررها بنفسه ،وهذه االختالفات بين
األفراد تقودهم إلى القيام بمجموعة من األفعال والتصرفات التي تكون عالية المستوى من االنتباه والوعي لالختيار
الذاتي دون تدخل اآلخرين( .عبد و بديوي ،2018 ،صفحة )423
49
المحاضرة السابعة :العالج بالتنويم االيحائي
هو حالة استرخاء ذهني وسكون تقوم على فكرة التواصل الواعي مع العقل الباطن (العقل الال واعي) بعد تشتيت
العقل الواعي وفي هذه الحالة يكون العقل الباطن منفتحاً على األفكار المقترحة واإليحاءات التي تطرح عليه ويباشر
بتنفيذها ,ولذلك سمي بالتنويم االيحائي وهو ال يعتبر نوماً وإنما حالة تفصل بين الوعي والالوعي وأقرب إلى الوعي
منها إلى النوم.
وهذا هو المنطلق الـأساسي للتنويم المغناطيسي أال وهو زرع أفكار و صور عن شخصية الشخص واإليحاء
للعقل الباطن بقبولها بعد تشتيت العقل الواعي وإجهاده عن طريق التركيز بفكرة أو تخيل معين ( .سليمان ,المدني
),1996,
أنه "حالة يقظة من اإلدراك( ،أو الوعي) ،حيث ينفصل انتباه الشخص عن بيئته المباشرة ويتم امتصاصه من
خالل التجارب الداخلية مثل المشاعر واإلدراك والتصور ".
يتضمن اإلستقراء التنويمي تركيز اإلنتباه والمشاركة الخيالية إلى النقطة التي يشعر فيها ما يتم تخيله بأنه حقيقي .
من خالل استخدام وقبول االقتراحات ،يقوم الطبيب والمريض ببناء واقع منوم.
تُعتبر حاالت "الغيبوبة" اليومية جزًءا من تجربتنا اإلنسانية المشتركة ،مثل التيهان في كتاب جيد ،أو القيادة على
امتداد طريق مألوف دون ُّ
تذكر واعي ،أو أثناء الصالة أو التأمل ،أو عند القيام بنشاط رتيب أو إبداعي .
إن وعينا الواعي بمحيطنا مقابل اإلدراك الداخلي يكون في سلسلة متصلة ،لذلك عندما يكون تركيز المرء في
داخليا في الغالب ،لكن ال يفقد المرء بالضرورة كل وعيه الخارجي.
ً هذه الحاالت
وع َمٍد لغرض عالجي أو تنموي .
تأملية يمكن للمرء أن يتعلم الوصول إليها بوعي َ
يمكن اعتبار التنويم حالة ُّ
شفهيا أو باستخدام الصور الموجهة نحو النتيجة المرجوة .و مع ذلك ،فإن الفائدة
ً ثم يتم تقديم االقتراحات إما
الرئيسية للحالة المنومة هي زيادة فعالية االقتراح والوصول إلى روابط العقل /الجسم أو المعالجة الالواعية( .كيلستورم
ج ،ف ؛ .(2001
"النموذج" البسيط الذي يمكن استخدامه لمساعدة المرضى على فهم أن هذا رد فعل معتاد هو استجابة ِّ
الدماغ
أيضا بالمعالجة الواعية /الالواعية ..والفكرية /العاطفية.
األيمن /األيسر ،والذي يمكن أن يرتبط ً
50
الدماغ ِّنصفي الكرة المخية ،وأثناء حالة اليقظة الطبيعية ،يميل ِّ
الدماغ األيسر إلى أن يكون أكثر هيمنة يمتلك ِّ
51
ويمكن تعريف الالوعي على أنه:
.1خزان من المعرفة والتعلم والذكريات والمهارات ...التي اختبرناها ودمجناها بوعي أم ال .لذلك هناك ثروة غير
متوقعة وبالتالي غير مستخدمة جز ًئيا في كل واحد منا.
.2المنظم لجميع وظائفنا البيولوجية .هنا مرة أخرى ،يجعل أجسامنا تعمل ،بوعي أم ال (توازنات طبيعية ،أنظمة
فسيولوجية لجميع األنواع مستقلة ،نظام المناعة ،إلخ).
.3الحماية والحكمة :مقر غريزة البقاء وكذلك الحدس ،على سبيل المثال ،يعرف كيف يدرك ما هو ضروري
للموضوع (الوعي) ،ويتجاهل ما هو إشكالي أو عديم الفائدة (القمع ،النسيان).
جدا ،بل غير محدودة.
لذلك فإن إمكانيات الالوعي قوية ً
في التنويم المغناطيسي ،نتعامل مع الالوعي ،ونطلب منه ببساطة مساعدتنا في مشكلة أو صعوبة أو هدف معين.
وألنه خير يستجيب للطلب)1841 James Braid( .
استند التنويم اإلريكسوني في البداية على العمل والتأثير الكبير لميلتون إريكسون ،وهو طبيب نفسي في أوائل القرن
العشرين وأب موهوب للعالج الموجز الحديث.
هذا النهج ال عالقة له على اإلطالق بالتنويم المغناطيسي الذي شاهده الجميع .فالهدف من التنويم االريكسوني هو
السماح للمريض بالوصول إلى العقل الباطن وموارده من أجل حل مشكلة ما .لذلك فإن احتماالت هذا النهج غير
محدودة من الناحية النظرية.
أيضا ،فالموضوع يأتي لمساعدته ،ويقرر تغييراته ،ويتخذ الق اررات التي تناسبه.
جدا ً
الفضائل العالجية مهمة ً
التنويم اإليحائي اإلريكسوني غير توجيهي (ال شيء مفروض) ،وبالطبع يتم احترام الذات وتطلعاتها.
52
أ) التنويم والغرض منه:
أساسيا في عملية التغيير وهو "نعم لتغيير" ،الن هدف التنويم هو التغيير في حياتنا والذي
ً عنصر
ًا يعد تحديد الهدف
ينطلق من التغيير في البنية المعرفية
ويتحقق ذلك في حالة التقريب ،يمكن أن ينشأ العديد من سوء الفهم :و في ذلك عدة حاالت
-الهدف في الحقيقة هو هدف المعالج و ليس المسترشد.
-تحقق الهدف وال يدركه أحد لعدم تحديده بوضوح.
نوعا من الغموض الفني الخادع الذي ال معنى له.
-الهدف غير معروف ،والعالقة العالجية تصبح ً
-إلخ.
لذلك فإن وضع عملية التغيير يعني أوالً وقبل كل شيء تحديد هدف واحد أو أكثر.
53
) 5البيئة :
هل هناك مشكلة يجب تغييرها؟
غالبا ما يكون غالبا :عندما يتغير الفرد ،فإن النظام بأكمله الذي ينتمي إليه يتطور
سؤال مفاجئ إلى حد ما ،لكنه ً
معه.
توقع هذا يكشف عن عقبات أمام التغيير.
على سبيل المثال :شخص يعاني من ( APDرهاب الخالء) معتاد على مرافقته.
بمجرد حل المشكلة ،ماذا سيفعل الشخص الذي رافق من قبل والذي فقد حالة الرهاب المضاد؟
كيف سيغير هذا العالقات داخل النظام .وهل سيوجد هذا حواجز أمام التغيير؟
) 6ما الذي منع تحقيق الهدف حتى اآلن؟
بوعي ،قد يكون للموضوع بالفعل فكرة عن العقبات ،حقيقية أو متخيلة .هناك ،التعبير عن هذه العقبات مهم ،يمكن
أن يعطي بالفعل بداية إجابة لحل المشكلة.
)7ما الذي ينقصنا حتى اآلن لتحقيق الهدف ،أية موارد؟
أيضا ،الصياغة مهمة ،بنية ما يقال ،الصور ،الموضوع يشرح ما يحتاجه ،يعطي التعليمات ،بوعي أو بغير
هنا ً
وعي.
54
* المحفزات الخارجية تفقد أهميتها.
خارج هذا اإلطار الواعي ،يغير الذات توجهه إلى الواقع ،ويفتح أمام موارد جديدة ،وإمكانيات التطور التي كانت حتى
ذلك الحين غير واعية.
تنمية المهارات الشخصية :اإلبداع ،والخيال ،وموارد التغيير ،والوصول إلى المعرفة ،والمعرفة ...كلها مرتبطة بالتوجه
نحو الداخل
* مواقف التغيير:
سوف نتحدث ،تأثير منهجي ،تخطيطي ،من المكانة المنخفضة والمكانة العالية.
المكانة المنخفضة في العالج هي من نسي نفسه (طلب المساعدة ،وضع جانباً معرفته ،موارده) ،والمكانة العالية
هي العكس (الشخص الذي يساعد ،يعرف ،لديه الموارد).
تم تضمين سوء الفهم المذكور في بداية هذه الفقرة هنا .لديك مركز علوي يعتقد أن لديه قوة العمليات ،بينما الموضع
السفلي هو المسؤول.
منخفضا ،فلن تكون هناك عالقة عالجية و /أو ال يوجد عالج على اإلطالق.
ً في الواقع ،إذا لم يكن
لكي يترك الموضوع في مركز منخفض مكانه في العالقة ،من الضروري أن يكون لديه الوسائل والموارد الالزمة
لالرتقاء وأن يوافق اآلخر على النزول.
دائما في الطبيب أو العالجات التي تتعثر عندما ال يوجد شيء
خالًفا لذلك ،يستمر الوضع (مبدأ اشتراك المرضى ً
آخر يمكن قوله ويتم حل المشكلة في الواقع في بعض األحيان).
-عادة ما يكون ً
مدركا لهذه اآلليات ،فإن مسؤولية المعالج موجودة :
قبول النزول والسماح للمريض بالصعود ،وتتطور العالقة.
هناك ،ستصبح المعرفة والتقنية والخبرة عملية وفعالة ألنها سيتم تثبيتها في خريطة الموضوع وتوجيهها نحو االستقاللية.
)(Erickson, M.H. Rossi, H.L. 1979
-3التنويم و النكوص:
تقنية النكوص التنويمي هو أسلوب متقدم في التنويم ،يتم ممارسته مع معالج عالي الجودة .وإعادة اكتشاف الماضي
وإعادة إحيائه ال فائدة منه في حد ذاته.
من ناحية أخرى ،قد يكون من المفيد إعادة النظر في حدث من الماضي (معظم الوقت أثناء الطفولة أو قبل ذلك
بقليل) .إلنشاء مسافة ،نوجد التفكك :الموضوع ليس في الحدث ،لكنه يالحظه (يرى ويسمع لكنه يشعر بالقليل).
55
في هذا الموقف ،يمكن للكبار هنا واآلن أن يرى الماضي في ضوء جديد ،وأن يفهم ،ويعيد تأطير تصوره ،وهو أمر
غير ممكن بالنسبة للطفل ،ويستدرك ويدرك الواقع كما يسمح له عمره.
النكوص ليس أداة من الماضي ،ولكنه أداة قوية وفعالة إلعادة هيكلة الحاضر والمستقبل.
* وصف المهام:
يصف إريكسون المهام بترتيب مختلف:
-المهام المجازية :
وهي التعبير عن التغيير في شكل مجازي .بالنسبة لشخص يحلم بقطع العالقات مع أم مفرطة في التملك ،يمكننا أن
تماما شراء حبل ونقطع قطعة منه كل يوم.
نطلب ً
جيدا (تدمير ،دفن ،قطع أو حتى حرق ،هي مهام رمزية بامتياز) (Erickson,
يفهم الالوعي هذا النوع من الرسائل ً
)M.H. Rossi, H.L. 1979
-المهام اليومية :
الع َرض المذكور.
الع َرض عند ظهور َ
إيالما من َ
وهي مسألة وصف مهمة أكثر ً
على سبيل المثال ،وصف إريكسون المهام الطائشة لمن يعانون من األرق عند االستيقاظ في الليل ،لذلك فضلوا دون
وعي… عدم االستيقاظ.
-المهام المتناقضة :
الهدف هو وصف األعراض للموضوع .الهدف هو إعادة تقديم فكرة التحكم في األعراض ،لمطالبة الموضوع بإنتاجها
عند الطلب.
-مهام التعلم :
قريبة من السلوكية ،وهي المهام التي تسمح بتنمية المهارات الالزمة لحل المشكلة.
-4االستعارات:
تم تطوير االستعارة كجزء من البحث التطوري عن التغيير بواسطة ميلتون إريكسون.
لعمل استعارة هو إخراج كلمة أو مجموعة من الكلمات من سياقها لجعلها تنتقل من المعنى الحرفي إلى المعنى
المجازي .
بعبارة أخرى ،فإن االستعارة هي مقارنة خفية ،يتم التعبير عنها بدون كلمة "أعجبني".
المعنى الحرفي موجه للعقل ،المعنى المجازي للتخيل.
56
يمكن أن تتخذ االستعارة شكل صورة ،أو قصة ،أو مثل ،أو حكاية ،أو اقتباس ،أو أسطورة ،أو حكاية( ...سليمان،
المدني)1996 ،
* معايير االستعارة:
يجب أن تستوفي االستعارة بعض المعايير حتى تكون فعالة:
-استعارة ،فكل قصة يجب أن يكون لها بداية ووسط ونهاية.
-يجب أن تكون االستعارة متشابهة ،أي إعادة إنتاج األشخاص أو األحداث أو العمليات أو المشكالت بطريقة
مكافئة لمعايير الموقف الحقيقي.
-يجب أن تحترم االستعارة خريطة واقع الذات :الهيمنة الحسية ،والطرائق الفرعية ،والميتابروغرام ،وأنظمة االعتقاد
...
-يجب أن يقال المجاز بشكل متزامن ومعاير و ضبط وفًقا لردود الفعل اللفظية وغير اللفظية.
-يجب أن تثير االستعارة االنفعاالت أو االهتمام اآلتي لبلورة المعاني والحلول دون وعي.
االستخدام المجازي له مزايا عديدة:
-االستعارة موحية :
فهي تخاطب الالوعي لدى الفاعل من خالل إحباط آليات الدفاع التي كان من الممكن أن تنطلق برسالة مباشرة.
-الحل مستتر :
فهو يعطي اإلمكانية للمستفيد أن يتبنى أو ال يتبنى ما هو مقترح له.
-الحل إذا اختار المستفيد حله:
دائما هو تنشيط عمليات (التطور، ق
حكاية ،حكاية ،تجربة شخصية للمعالج ...كلها طر تقدم نحو التغيير .الهدف ً
التغيير) في الموضوع.
سوف تستحضر االستعارة الموارد الالزمة للموضوع لحل مشكلته.
يمكن استخدام االستعارة لدمج أي عنصر من عناصر عملية التدريب:
-الموضوع فيه موارد تطوره
-الفشل معلومة
-يمكن التغلب على الصعوبات
-نصل للهدف ...
57
أوالً :التوجه نحو الحلول
مستوحى من العمل على التواصل من قبل Batesonأو ، Weaklandمن خالل نهج العالج النفسي لميلتون
إريكسون ،فإن النهج الموجه نحو الحلول هو نهج استقرائي موجه نحو ما هو مفيد ويولد الحلول.
تقليديا على المشكالت التي يجب حلها ،يركز هذا النهج على الحلول التي سيتم
ً بعبارة أخرى ،بينما يركز نهج التغيير
وضعها :
بدالً من "لماذا تسير األمور بشكل سيء؟ " ،سيكون السؤال" :كيف تتحسن؟"
ثانياً :المبادئ والخطوات
يكشف Saleebeyبشكل مناسب عن القوة الممنوحة للعميل فيما يسميه منظور القوة:
-بالرغم من صعوبات الحياة ،يتمتع كل فرد بنقاط قوة يمكن حشدها لتحسين حياته.
-يجب على الممارسين احترام نقاط القوة هذه و التوجيهات التي يرغب العمالء في تطبيقها.
-يزداد دافع العميل إذا تم التركيز باستمرار على نقاط القوة التي كشف عنها.
-اكتشاف نقاط القوة هذه يتطلب عملية استكشاف مشتركة بين العمالء والمهنيين.
-حتى الممارس الخبير ال يعرف ،في نهاية المطاف ،ما يحتاجه العمالء لتحسين حياتهم.
-التركيز على نقاط القوة يصرف الممارسين عن الحكم على العمالء أو إلقاء اللوم عليهم بسبب الصعوبات
التي يواجهونها ،ويحثهم على اكتشاف كيف تمكن العمالء من البقاء على قيد الحياة ،حتى في أصعب
األوقات.
-كل البيئات ،حتى المظلمة منها ،تحتوي على موارد( .الندولت أ س ،ميلين ل س2011 ،؛ -1022 -31
.(1031
ثالثا .عناصر (T.O.S = Thérapie orientée solution )TOS
مستوحى من إريكسون ،يستجيب العالج الموجه للحل )" ("T.O.S.لنهج دقيق وتوجه مثير لالهتمام.
إنها فلسفة خاصة ومبتكرة للمرافقة ،غارقة في األفكار الجيدة بحيث يمكن لكل مدرب أو معالج أن يستخرج الجوهر
المفيد .العمود الفقري لـ T.O.S ..يظهر هنا:
. 1االتصال :
كيف يمكنني مساعدتك؟
كما هو الحال في أي عملية تغيير ،تتمثل الخطوة األولى أوالً وقبل كل شيء في كشف المشكلة .السؤال األول
تقليدي فيT.O.S.
58
سوف تتوافق إجابة الموضوع مع عرض تقديمي للمشكلة (المشكالت).
في ، T.O.S.نستمع إلى هذه الشكوى باحترام ،ونتعمق أكثر إذا لزم األمر لمزيد من الدقة" :كيف هذه مشكلة بالنسبة
لك؟ ولكن بالفعل فكرة تحويل المشكلة إلى حل موضوعي يتمحور حول فكرة موجودة.
. 2تحديد الهدف:
مختلفا في حياتك (ممارستك ،نتائجك )...عندما يتم حل المشكلة؟ "
ً " ما الذي سيكون
تم بالفعل تغطية تحديد الهدف في صفحات هذا الموقع المخصصة للتنويم. T.O.S.
مختلفا عند حل المشكلة .يتم استخدام
ً ستجلب مع ذلك ابتكارات أو تقنيات معينة :ينصب التركيز على ما سيكون
تقنية السؤال المعجزة على نطاق واسع.
سؤال معجزة..
هنا ،حرفيا ،سؤال معجزة من دي شازر:
" اآلن أود أن أسألك سؤاال غريبا .تخيل أنه أثناء نومك في الليلة التالية والبيت كله هادئ ،تحدث معجزة .المعجزة
هي أن المشكلة التي أتت بك إلى هنا قد تم حلها .ومع ذلك ،وأنت نائم ،فأنت ال تعلم أن المعجزة قد حدثت .لذلك
عندما تستيقظ صباح الغد ،ما الذي سيخبرك أن معجزة حدثت وأن المشكلة التي أتت بك إلى هنا قد تم حلها؟ "
الفائدة من سؤال المعجزة:
ندخل في األمر ،في حل المشكلة .الموضوع يعطي المكونات ،ويصف عملية التغيير.
-السؤال يفتح مجال االحتماالت .والخيال هو بذرة المستقبل.
حول سؤال المعجزة:
سيؤدي اإلسقاط في المعجزة إلى تضخيم جوانب معينة من تحديد الهدف:
" -ما مدى أهمية ذلك بالنسبة لك؟ "
يتم تعريف الفرد من بين أشياء أخرى من خالل عالقاته .الجانب النظامي هو ً
أيضا أساس التغيير أو التطور .تعتمد
إمكانات الفرد ورغباته ونقاط قوته ...على األفكار المتعلقة به التي يمكنه إقراضها لألشخاص الذين يهمونه( .
الندولت أ س ،ميلين ل س2011 ،؛ .(1031-1022 - 31
مختلفا؟ "
ً " -في أي حالة محددة سيكون األمر
تحديدا.
ً قد يجد العميل صعوبة في تصور تغيير كامل ،ولكن باألحرى تحسين في مواقف معينة أكثر
59
" -ما اإليجابي سيحدث؟"
ممكنا ،في الوقت الحاضر :ال يتعلق األمر
ً إيجابيا ،وإذا كان ذلك
ً وصفا
يجب على المعالج أن يحضر العميل ليقدم ً
بوصف عدم وجود مشكلة بل بمراقبة وجود الحلول وحتى اختبارها.
شيئا ما قد تغير؟ "
" -ما هي أول عالمة على أن ً
غالبا ما يبحث العميل عن نتيجة نهائية ،بل مطلقة .يحتاج إلى إدراك المراحل المختلفة لتطوره .يتيح طرح األسئلة
ً
في المرحلة األولى إمكانية إنشاء توقعات ملموسة وواقعية وتثبيت الموضوع في عملية التغيير.
" -كيف سيتغير هذا بالنسبة لك؟"
هذا السؤال يجعل من الممكن تركيز الموضوع على نفسه ،لتثبيته في ديناميات التغيير.
" -بشكل ملموس ،ما الذي سيتغير؟ "
يجب أن تتوافق شروط التغيير الموصوفة مع هدف محدد بشكل صحيح :ملموس وواقعي وقابل للقياس.
" -كيف هذا التحدي بالنسبة لك؟ "
فكرة مهمة يتعين إنجازها ،من المهم أن تولد .هذه الجوانب تطور الدافع للموضوع واالستثمار الشخصي .يمكننا
أيضا الصعود أثناء المقابلة إلى أعلى المستويات المنطقية (االنتماء والمهمة وما إلى ذلك) ،ومواءمة الشخص بأكمله
ً
مع الهدف (يتم عرض المستويات المنطقية في الصفحات التي تتعامل مع البرمجة اللغوية العصبية)
.3استكشف االستثناءات :
األوقات التي تسير فيها األمور على ما يرام.
"موجها للمشكلة".
ً عالجيا أو تدر ًيبا ،يكون
ً نهجا
عندما يتخذ الشخص ً
أيضا التحدث عن الصعوبات التي يواجهها بإسهاب ،وبأدق التفاصيل :في ، T.O.S.كلما تحدثنا عن مشكلة
يمكنه ً
أكثر ،ازدادت المشكلة.
ولكن على العكس من ذلك ،كلما تحدثنا أكثر عن الحلول ،كلما أخذت الحلول مكانها في واقع الموضوع.
يمكننا بالطبع تلقي المظاهر السلبية للمشكلة ألغراض المعلومات ،لكن األداة األساسية ستتشكل من اللحظات التي
ال تحدث فيها المشكلة :االستثناءات.
وفًقا لـ ، De Shazerفإن االستثناءات هي "تلك التجارب السابقة في حياة العميل حيث لم تظهر المشكلة عندما
يتوقع المرء ظهورها بشكل معقول".
أيضا
وتجدر اإلشارة إلى أن استكشاف االستثناءات يمكن أن يتم بطريقة مرتبطة (تصورات عن الموضوع) ،ولكن ً
منفصلة (التصورات التي يمكن أن يمتلكها مراقب خارجي))De Shazer S 1984( .
60
-احذر من االستثناءات:
لتسليط الضوء على االستثناءات وتطويرها ،من الضروري أوالً أن يدرك العميل هذه اللحظات االستثنائية.
يهدف االستجواب إلى توليد هذا الوعي.
-كشريك" :هل كانت هناك أوقات لم تحدث فيها المشكلة أو كانت أقل حدة؟ "
-مفترق :
لو سألت زوجتك إذا كانت هناك أيام أفضل فماذا تجيب؟
االستثناءات المتعمدة أو العشوائية :المصطلحان "متعمد" و "عشوائي" يأتيان من تنظير دي شازر.
-استثناء متعمد :
يمكن للموضوع أن يعطي نشأة االستثناء .يمكننا المتابعة بنمذجة أو وصفة مهمة ("افعل المزيد من نفس الشيء").
-استثناء عشوائي :
ال يمكن للموضوع أن يعطي نشأة االستثناء .قد ُيطلب منه بعد ذلك مالحظة االستثناءات التالية ومالحظة ما يحدث.
-اسأل عن التفاصيل:
إنها مسألة رفع معايير االختالف في اللحظات االستثنائية " :ما الذي يختلف عندما ال يحدث؟ »يمكن أن تحدث
االختالفات على مستويات مختلفة :المكان ،واألشياء ،واألشخاص ،والزمانية ،وما إلى ذلك.
في أي وقت من هذه العملية ،من المهم االشتراك في خريطة الموضوع الذي تظهر عناصره في صفحات هذا الموقع
التي تتعامل مع معالجة اللغات الطبيعية والتنويم اإلريكسون :القناة السائدة ،الرسم البياني ،القيم ،المعتقدات ...المزيد
من التزامن بين المعالج وسيتم تطوير العميل ،وكلما كانت العالقة وثيقة الصلة والحلول فردية وفعالة.
.4ردود الفعل والمهام..
يدافع De Shazerعن هيكل ثالثي األطراف :اإلطراء و الجسر و المهام)De Shazer S 1984( .
-اإلطراء :
المجاملة تقوي وتحفز العميل .
يصادق على ما يدركه وما هو مهم بالنسبة له.
أيضا ،مع اإلطراء ،هناك توجه نحو الحل .إنها تنشط الفرد وتثبته في عملية التغيير الخاصة به :من خالل
هناك ً
نقاط قوته واستثناءاته ،لديه وسائل تطوره .في هذا ،نجد مبدأ Ericksonianأو ممارسي NLPالذي يثبت أن كل
شخص لديه موارد تطوره بداخله.
-الجسر :
61
الجسر بين اإلطراء (المالحظة) والمهام (اتخاذ اإلجراءات).
لذلك ،سوف يقوم الجسر باالنتقال بين القوى واإلمكانيات والعمل من خالل استحضار الهدف.
-المهام :
في T.O.S.يتم تحديد المهام .هذه هي مهام المراقبة والمهام السلوكية حصرًيا .لذلك سيكون األمر يتعلق بجمع
المعلومات المتعلقة بلحظات االستثناءات أو تطوير العوامل التي تخلق هذه االستثناءات.
-5اإلطار التنويمي:
دخل هذا المفهوم إلى العالج النفسي عن طريق إرفنج غوفمان في كتابه ( أطر التجربة Frame )1974
analysis1974الذي ينتمي الى مدرسة شيكاغو الجديدة ..طبق المنهجية اإلثنوغرافية (االنسان البدائي) على
(االنسان المتحضر) عاش في جزيرة Shetlandللدراسة /وفي مستشفى االمراض العقلية لدراسة مجتمع الفصاميين
و درس مجتمع المقهى ( .لين سَ .و ناش م،ر 1994 .؛ (.208-194 -36
حيث وضح ما يلي:
-هناك تشفير للسلوك اإلجتماعي
-حيث للسلوك مستويين la sémantique ,la syntaxالمعنى و المبنى
-كل سلوك هو اتصال كامل
-المفهوم البينفاعلي للسلوك تختلف عن االتصال داخل-شخصي و خارج-شخصي.
و وضح فيه :
* اإلطار اإلبتدائي:
ال يمكن تفسير األحداث إال بوضعها في إطار
األفعال تستدعي الكثير من األطر النفسية
-اإلطار الطبيعي :القوانين الفيزيائية
-اإلطار االجتماعي :القوانين اإلجتماعية ( األسرية مثال)
* التحويل ..و هو ظاهرة لها وجهان :التنميط او الصناعة
-التنميط :مفهوم انتقل من التعامل بين الحيوانات (في أعمال باتيسون)
مثال :فردين في العائلة ويلعبان األوراق
"ممكن لفردين يتسابان في لعبة األوراق ولكن في النهاية تبقى مجرد لعبة مسلية" حسب جوفمان
تخيل معي والد وابنته يلعبان األوراق (ماذا سيحدث بينهما ؟)
62
هنا تنميط لعالقة لعالقة أب/بنت ( إطار أولي ) تحولت لعالقة رفاق لعب ( إطار ثانوي )
مثال آخر :رجل و زوجته في مكان العمل حيث زوجته هي المديرة و هو موظف لديها
ما هو اإلطار االولي ؟
و ما هو اإلطار الثانوي ؟
في ماذا ينفعنا هذا ؟
القدرة على وجود ﺇطارين معياريين في نفس الموقف هو مايصنع اإلنفصال التنويمي.
*الصناعة ( :صناعة اإلطار )
مثال :شرطيين في حالة اختبار مع الضابط المسؤول!!!!!
تخيل معي شرطيين مع معلم يختبرهما هنا سيحاوالن إخافته انه يستحسن منه اال يراقبهما ..فاذا كان المراقب أصال
مسؤول شرطة ..هنا أعوان الشرطة سيحترمان اإلطار الن صناعته تحقق ذلك.
هنا يمكن أن يقدم التنويم كصناعة إطار.
63
3التمركزات الحسية Le centrageالتركيز على الذات ،األحاسيس ،التنفس...الخ
4االنتظارات اإليجابية L’attente positiveوعود النتظار شيء مجهول؟ .تشويق
مثال " :سوف تحدث لك اشياء وتحس بأحاسيس لم تعرفها من قبل"
5االزعاجات المملة - L’ennui ..صوت غريب ...كالم مشوش...كلمات متسلسلة ..تسبب الملل
6االرباكات المشتتة - La confusion ..احداث الشك...االرتياب (الهذيان)
مثال :تشير يدك الى مكان و تجلس في مكان اخر
النطق بجمل معقدة غير منتظرة النطق في حالة الطبيب
( القفز من الديك الى الحمار) >----ادخال الشخص في عالم غريب
7المفاجئات الغريبة - La surprise ..احداث التنويم عن طريق فعل شيء غير منطقي وغير منتظر
مثال :رفع ذراع المريض
افعال ال تتالءم مع اإلطار اإلبتدائي ( مريض /طبيب)
64
-6الرابطة المضاعفة :Double contrainte
الرابطة المزدوجة هي معضلة في االتصال حيث يتلقى الفرد (أو المجموعة) رسالتين متعارضتين أو أكثر.
في بعض السيناريوهات (على سبيل المثال داخل العائالت أو العالقات الرومانسية) يمكن أن يكون هذا محب ً
طا
موقفا تؤدي فيه االستجابة الناجحة لرسالة واحدة إلى استجابة فاشلة لآلخر (والعكس صحيح)،
عاطفيا ،مما يوجد ً
ً
تلقائيا ُينظر إليه على أنه خطأ ،بغض النظر عن كيفية استجابته.
ً بحيث يكون الشخص المستجيب
يمنع هذا الرابط المزدوج الشخص من حل المعضلة األساسية أو االنسحاب من الموقف.
وصف جريجوري باتسون وزمالؤه نظرية الرابطة المزدوجة ألول مرة في الخمسينيات من القرن الماضي ،في نظرية
حول أصول الفصام واضطراب ما بعد الصدمة.
غالبا ما يتم استخدام الروابط المزدوجة كشكل من أشكال التحكم دون إكراه مفتوح -استخدام االرتباك يجعل من
ً
الصعب عليها االستجابة والمقاومة على ٍ
حد سواء .
عموما مستويات مختلفة من التجريد في ترتيب الرسائل ويمكن أن يتم ذكر هذه الرسائل
ً يتضمن الرابط المزدوج
ضمنيا في سياق الموقف ،أو يمكن نقلها بنبرة الصوت أو لغة الجسد .تنشأ المزيد من التعقيدات عندما
ً صراح ًة أو
تكون الروابط المزدوجة المتكررة جزًءا من عالقة مستمرة يلتزم بها الشخص أو المجموعة (Kurt, T, epperwein,
)1981
حسب جريجوري باتسون أب مدرسة بالو ألتو ..و صاحب نظرية الرابطة المضاعفة
لالتصال 03مستويات:
مستوى 1اللغة اللفظية ( الكلمات )
مستوى 2اللغة دون اللفظية (لغة الجسد)
مستوى 3الموافقة بينهما أي بين 1و 2
حيث يكون الكالم تجويد و اإليماء تاكيد
و لهما نفس الرسالة
فإن تناقضا تكون قد تشكلت رابطة مضاعفة
حيث يرسل الالوعي ( اإليماءات ) رسالة تناقض رسالة الوعي ( الكلمات )
مثال :1
تذهب ضيفا عند أحدهم
فيقول لك تفضل مرحبا بك
65
و في وجهه عبوس او ضحكة صفراء
=رابطة مضاعفة
انت في دهشة و في حرج
الدهشة هي لحظة تنويم
مثال :2
حارس مرمى حسب خبرته الكرة ستتجه نحو الجهة اليمنى من المرمى و يستعد لالرتماء لكن الكرة تدور و يراها
بعينيه تتجه نحو الجهة المعاكسة ،يقف باهتا مندهشا النه في تلك اللحظة تصله رسالتين متناقضتين
إنها رابطة مضاعفة
إنها لحظة تنويم
مثال :3
ترى رجال ضخما و عندما يتكلم
صوته حاد و انثوي
انت تندهش و تضحك
الن الضحك ناتج عن توقع كاذب
هذه رابطة مضاعفة
الضحك احيانا هو لحظة تنويم
إن الرابطة المضاعفة من اسباب الفصام:
االم التي ربت أطفالها تعطيهم رساىل متناقضة
تقول لهم " ال تكذبوا " و هم يسمعونها تكذب
تقول لهم " ال تسرقوا " و هم يرونها تسرق
في فترة المراهقة احتمال كبير يصابون بالفصام ( الشيزوفرينيا )
خاصة في وجود استعداد وراثي و اب ديكتاتوري و عدم القدرة على التوافق مع المجتمع
يمكنكم التوسع في هذا الموضوع
مع جريجوي باتسون من خالل قراءة كتابه الشهير ( إيكولوجيا الفكر ) بجزئيه االول و الثاني
أضعهما لكم باللغة الفرنسية
66
-7التقنيات المستخدمة في التنويم اإليحائي:
* االسترخاء..
من المرجح أن تفشل وتواجه مقاومة باستخدام هذه األشياء ،بسبب سمعتها السيئة.
ومع ذلك ،هناك سران وراء تثبيت العين .أوالً ،يبقي الشيء العقل الواعي مشغوالً ،ويفتح العقل الباطن على اإليحاء.
إيابا.
ذهابا و ً
جسديا عند ثباتهما أو تحركهما ً
ً ثانيا ،تتعب عيناك
ً
يمكن ان تضع نقطة ما في الحائط
او تطلب من العميل تركيز النظر على القلم المعلق في جيب قميصك.
* تقنية المصافحة :
67
اشتهر ميلتون إريكسون -مبدع العالج بالتنويم -باستخدام تقنية المصافحة كوسيلة الحداث على التنويم .
شيوعا في مجتمعنا.
ً المصافحة هي أكثر أشكال التحية
تصدم تقنية المصافحة العقل الباطن من خالل تعطيل هذه القاعدة االجتماعية الشائعة.
بدالً من مصافحة اليد بشكل طبيعي ،يقوم المنوم بمقاطعة النمط الذي أنشأته أذهاننا عن طريق اإلمساك بالمعصم
أو سحب الموضوع لألمام وإيقاف توازنه.
مع مقاطعة النمط ،ينفتح العقل الباطن فجأة على اإليحاء.
اطلب من المدرب ان يشرح لك هذه التقنية اكثر و كيف استخدم ملتون اريكسون ظاهرة الرابطة المضاعفة هنا
* التصور:
يمكن استخدام التخيل للحث على النشوة وتقديم االقتراحات.
جيدا .
على سبيل المثال ،اطلب من موضوعك أن يتذكر غرفة مألوفة لديهم ً
تخيل كل التفاصيل في تلك الغرفة :األرضية ،شكل النوافذ ،اللوحة على الحائط ،الرائحة ،الضوء.
ثم انتقل إلى غرفة ليسوا على دراية بها.
بينما يكافحون لتذكر التفاصيل الدقيقة ،يفتحون العقل على االقتراح.
نصيحة متقدمة :
استخدم التخيل الستدعاء الذكريات اإليجابية وربطها بسلوك مجزي ،أو لتغيير تصور المرء للصورة السلبية.
صور وتجارب إيجابية (زفاف ،طفل ،عيد ميالد ،تخرج)
تجاهل الصور السيئة (ربما قم برميها في سلة المهمالت)
إشارات الوصول العينية :
"إبداعا" والجانب الواعي واليسار "العملي" والعقل الباطن.
ً هناك مجاالن للدماغ -األيمن يدير الجانب األكثر
في أي محادثة ،نبحث عن ردود الفعل من المستمع لنرى كيف يتفاعلون مع تصريحاتنا(Aroz, D.L 1982).
مشاهدة عيون الموضوع:
هل ينظرون إلى اليمين ،ويصلون إلى العقل الواعي أم اليسار إلى العقل الباطن؟
هل يركزون على شيء واحد في الغرفة؟
إذا كانوا يصلون إلى العقل الباطن ،فيمكنك تقديم اقتراح بأنهم ليسوا على دراية بوعي به.
نصيحة متقدمة :اتصال العين اإلدراج
قراءة حركات عين المستمع هي حالة شائعة االستخدام.
أيضا إجراء تحريض منوم على المستمع بحركات عينك؟
لكن هل تعلم أنه بصفتك المتحدث ،يمكنك ً
68
تم تطوير هذه التقنية الجديدة واختبارها بواسطة ستيفن بروكس.
" تقنية ليست صحيحة و فعالة مع الجميع لسبب مهم ..هو ان إشارات الوصول العينية ليست صادقة إال في %50
من الحاالت و لذلك ال يمكن االعتماد عليها " ...
صدمة مفاجئة /سقوط إلى الوراء :
مصدوما أن يدخل في نشوة.
ً التقدم بحذر ..على غرار تقنية المصافحة ،يمكن للشخص الذي يجد نفسه
أبدا عن التسبب في أي ألم جسدي لموضوع ما ،لكن إريكسون أظهر هذا مرة واحدة من خالل الدوس على
لن أدافع ً
قدم امرأة واتباعها باقتراح.
اعتداال هو "سقوط الثقة" الذي ربما سمعت عنه أو شاركت فيه في حدث بناء الفريق.
ً اإلصدار األكثر
إن اإلحساس بالسقوط إلى الوراء يصدم النظام ويفتح العقل على اإليحاء ،ومع ذلك ،يجب أن يكون المرء على يقين
من أنهم لن يتخلوا عن الموضوع.
"ال أنصح بهذه التقنية لكونها غير مالئمة للممارسة خاصة مع الجنس اآلخر " ...
مسح شامل للجسم (طريقة شائعة للتنويم الذاتي)
ابدأ من الجزء العلوي من الجسم وعينيك مغلقة ،وابدأ بالمسح ببطء من الرأس إلى القدمين.
الحظ كل اإلحساس -أنفاسك تتوسع في القفص الصدري ،والكرسي على ظهرك ،واأللم في كوعك ،وكل إصبع
ممتد ،والقدم على األرض .كرر العملية من األسفل إلى األعلى.
استمر في المسح ألعلى وألسفل حتى تدخل نشوة.
المسح هنا هو استشعار ذهني بوجود ذلك الجزء و االحساس بذلك.
يمكن تقوية فحص الجسم بتقنيات تحريض التنويم األخرى مثل التنفس بالعد التنازلي واالسترخاء لزيادة الفعالية
"يمكنك استخدام تمرين االرخاء الذهني لشولتز في هذا السياق و هي أكثر فعالية " (Aroz, D.L 1982).
تقنية رفع الذراع
باستخدام تقنية إريكسونية كالسيكية ،يبدأ العميل بإغالق عينيه.
يطلب منهم مالحظة الفرق في الشعور بين ذراعيهم.
يقدم المعالج بالتنويم اإليحائي اقتراحات فيما يتعلق باألحاسيس الموجودة في كل ذراع.
جسديا
ً على سبيل المثال ،قد يقولون إن الذراع ثقيلة أو خفيفة ،ساخنة أو باردة .يدخل العميل في نشوة وقد يرفع ذراعه
أو يعتقد ببساطة أنه قد رفع ذراعه.
ناجحا.
ً في كلتا الحالتين ،كان االستقراء
واحدة من أكثر وسائل التنويم الكالسيكية هي تحريض رفع الذراع.
69
تم استخدام هذه الفئة من الحث من قبل معظم المعالجين بالتنويم بمرور الوقت ،والفكرة هي أنه مع ارتفاع ذراع العميل
في الهواء (على ما يبدو من تلقاء نفسه) يتعمق العميل في التنويم.
قام الطبيب النفسي األمريكي ميلتون إريكسون بتحسين التقنية من خالل تطبيق مهاراته "غير المباشرة" في التنويم
وطورها إلى أسلوب استخدام ،وهذا هو نهج إريكسون.
انطباعا بأن رفع الذراع
ً في السابق ،كان المعالج يقترح التحليق بطريقة مباشرة وسلطوية .لسوء الحظ ،أعطى هذا
كان بسبب "قوة" المنوم.
سمح نهج إريكسون للعميل بتجربة رفع الذراع من داخله /نفسها كما لو كانت االستجابة ناتجة عن عمليات الشعورية
ناتجة عن ترابط األفكار.
رسميا.
ً غالبا ما كان إريكسون "يبذر" األفكار واالقتراحات لظواهر التنويم قبل وقت طويل من طلب حدوثها
ً
من خالل تقديم الحكايات العرضية والتشبيهات واالستعارات حول الرفع والخفة واالرتفاع ،كان يبذر فكرة رفع الذراع
بحيث يلتقط العقل الالواعي للعميل االقتراح غير المباشر لحدوث رفع الذراع.
التوقع والتوقع يركبان نجاح رفع الذراع .يجب أن تتوقع رفع الذراع مع ترك مساحة صغيرة للهروب في حالة عدم
حدوث ذلك ألن العميل عادة ما يلتقط المخاوف والشكوك التي يتواصل معها المعالج الذي يفتقر إلى الثقة.
متقدما على العميل بخطوة.
ً عندما تحاول رفع ذراعك يجب أن تسرع نفسك حتى تكون
يمكنك القيام بذلك من خالل االهتمام بتجربة العميل ووظائفه)Rossi E L 2002( .
لفظيا أو غير لفظي.
إذا كانت الذراع سترفع ،فسوف يخبرك العميل بطريقته الخاصة إما ً
لذلك ،اآلن إلى رفع الذراع الفعلي نفسه -يجب أوالً لفت انتباه العميل إلى أي اختالفات بين ذراعه األيمن وذراعه
األيسر.
يجب أن تفعل هذا بطريقة استفسار وتوقع أن يكون هناك فرق.
سيتم تحديد توقعك للفرق من قبل العميل على مستوى الالوعي وهذا سيوجد توقعات نيابة عن العميل ،وهذا هو المكان
الذي ستثبت فيه مهاراتك اللغوية غير المباشرة فائدتها.
ستؤدي الطلبات اإلضافية لالهتمام بالفرق إلى مضاعفة األحاسيس في أي من الذراعين.
يمكنك استخدام أي اختالف تقر ًيبا في اإلحساس كنقطة انطالق -الدفء ،والبرودة ،والخفة ،والثقل ،والخدر ،والدبابيس
واإلبر وما إلى ذلك .
بمجرد أن يتعرف العميل على إحساس واحد في ذراع واحدة ،يمكنك اإلشارة إلى أنه سيختبر اإلحساس المعاكس في
الذراع األخرى ،يمكنك القيام بذلك عن طريق االستفسار عن أسئلة مثل "وكيف يقارن ذلك بمشاعر ذراعك األخرى؟".
أيضا أن تقترح أنه كلما شعرت ذراع واحدة بإحساس واحد كلما شعرت الذراع األخرى باإلحساس المعاكس.
يمكنك ً
70
احدا ضد اآلخر .الدفء والبرودة ،الثقل والخفة ،الحساسية والخدر ،إلخ .
إحساسا و ً
ً لذلك أنت تعمل
وهذا ما يسمى بقانون التأثير المعكوس .من الواضح أنه إذا شعرت إحدى اليدين بأنها أثقل من األخرى ،فستشعر
األخرى بأنها أخف.
إنك تستفيد فقط من الظواهر التي تحدث بشكل طبيعي.
الخطوة التالية هي قيادة العميل لتوقع رفع الذراع.
يمكنك القيام بذلك عن طريق تداخل اقتراحاتك حول األحاسيس مع اقتراحات الرفع في ذراع واحدة أكثر من األخرى،
حتى أنك قد تقترح أن إحدى الذراعين يمكن أن تصبح أخف واألخرى أثقل.
غالبا ما يضاعف التخيل من نجاح رفع الذراع ،لذا قد ترغب في بعض األحيان في مطالبة العميل بتخيل رفع ذراعه
ً
أثناء إغالق عينيه.
غالبا ما يعمل بشكل جيد للغاية ،في بعض األحيان يعتقد
هذا نوع من أسلوب البروفة .ومع ذلك ،في حين أن هذا ً
العميل أن رفع الذراع المتخيل حقيقي وال يرفع الذراع في الواقع كجزء من ظاهرة التنويمW ,H O Hanlon M ( .
)Martin 1992
طالما أن العميل "يعتقد" أن ذراعه قد رفعت فال يهم.
يمكن تعميق النشوة المنومة من خالل رفع ذراع حقيقي أو وهمي ،بنفس الطريقة التي قد تبدأ في إفراز اللعاب إذا
فكرت في تقطيع الليمون.
أيضا كاستعارة جسدية
ومصدق غيبوبة مجتمعة .يمكن استخدامه ً
رفع الذراع عبارة عن تحريض منوم ،ونشوة عميقةُ ،
للتحكم في العضالت من أجل العالج.
يمكن تحقيق المزيد من تعميق النشوة المنومة عن طريق إبطاء خفض ذراع العميل إلى حضنه.
كما ترى التفاصيل أو كل خطوة معقدة للغاية ،خاصة أنها تتداخل مع بعضها البعض .لذلك يجب تعلم التقنية مباشرة
من خالل مالحظة العرض التوضيحي وتوجيهه في الممارسة .
تحقيق السماحية ""La permissivitè
للحصول على نتيجة وجب تحويل مجرى مقاومة المسترشد لصالح التنويم عن طريق االيحاء ..وهنا طور ملتون
اريكسون مجموعة من التقنيات للحصول على فعل غير مباشر ..ونذكر منها:
أسلوب التضمين Implication
االيحاء غير المباشر أهم وأكثر قبوال
مثال " :وعندما تفكر وتحس بأجفانك تثقل حتى تنغمض"
بدال من " :أغمض عينيك"
71
ملتون إريكسون يقول :
"ربما ترغبون في الحفاظ على أعينكم
متفتحة وأحب أنا أيضا لو تستطيعون فعل ذلك طويال طبيعيا سوف ننزل أجفاننا اآلن أو بعد وقت قصير".
متتاليات الموافقة- La séquence d’acceptation :
المنوم يردد مجموعة من اإليعازات التي سوف يجيب عليها المسترشد ب "نعم" بالضرورة ثم يطلب منه طلبا ليتبرمج
بقول "نعم"
مثال " :جالس انت فوق االريكة " "..تنفس تنفسا عميقا" "..شهيق ...زفير...الخ"
* الروابط Le lien
ربط ظاهرتين...صناعة ثنائية (مثير/استجابة)
مثال " :عندما تتنفس اجفانك تزداد ثقال وستستسلم للنعاس"
الروابط المضاعفة *Le double-lien :
تناقض في االتصال يضع المسترشد في حيرة االختيار.
مثال - :ماذا تفضل ..أن تدخل في حالة التنويم اآلن أو بعد قليل.
-هو :ال أدري.
-وأنت ال تعلم إن كانت يدك اليمنى أو اليسرى ترتفع في وقت ما ؟
-هو :؟؟؟
-كل ذلك ال يهم ..إنها تستطيع أن تبقى في راحة ساكنة وليديك أن تفعل ما تريد.
-في حالة المسترشد يرفض اغماض عينيه ؟
يمكن االستفادة من المقاومة أيضا لصالح التنويم.
مثال " :كلما ازدادت مقاومتك للتنويم...كلما ازددت اقترابا من النعاس" ..
-في حالة إذا ما قال لك المسترشد " :كل ما تقوله تافه"
من الخطأ الجواب هكذا " :ال...بل كل ما أقوله له معنى".
الصواب " :لك الحق...وكلما قلت كالما تافها ..تغوص أكثر فأكثر الى أعماق ذاتك لتكتشف الراحة الكاملة".
- Le saupoudrage :
"أتمنى أن تصغي إلي براحة عندما أتحدث إليك عن زراعة الطماطم .ربما هو موضوع تافه للمحادثة ..نتشوق
اليه..لماذا نتحدث عن الطماطم ؟
72
نقوم بذر البذورعلى االرض ونحن نحس األمل كونها ستنمو لتعطي حقال من الطماطم مما يجعلنا نحس بالفرحة
وتشبع الرغبات بنتاجها.
البذور تمتص الماء بسهولة تامة بفضل المطر الذي يبعت على الراحة والسالم " عن ملتون اريكسون
>—-حل المشكالت أمر سهل
-اإليحاءات المفتوحةLes suggestions ouvertes :
لتفادي المقاومة يسعى المنوم إلى استعمال مجموعة كاملة من االيحاءات لعل المسترشد يتأثر بإحداها و " أنت تحس
بالنعاس" ب "الهدوء" ب "الخشوع" ب "األمن" ب "الدفء" و لكي تكون مجموعة الكلمات اإليحائية مفتوحة يضيف
"وأحاسيس أخرى".
أدوات فعالة* Des outils efficaces :
تطوير ملتون إريكسون لبعض التقنيات التي عرفت عند مدرسة نانسي...الفوق في (السماحية)
Erickson : Le processus idéodynamique
"Double lien" + "Position basse
"المنوم يستعمل الموقع األدنى
مثال " :افعل ما تشاء...فكأني عندها فعلت ما أريد أنا")W ,H O Hanlon M Martin 1992(.
73
المحاضرة الثامنة :العالجات السريعة
-1مقدمة
بدأ نموذج هذا العالج ببعض التأثيرات من العالج الموجز الذي ِّ
يركز على المشكالت والذي تم ممارسته في
عيادة العالج الموجز ) (MRIالتابعة لمعهد البحوث العقلية وتطور نحو فلسفة الحلول (إسترادا .)2006 ،في عام
،1978أسس "دي شازر" وزوجته "إنسو كيم بيرغ" وزمالئهم (إيالم نونالي ،وإيف ليبشيك ،وأليكس مولنار) مركز
74
يركز على الحل ،وهو نهج ِّ
يركز على المستقبل وموجه نحو الهدف للعالج الموجز، ويعتبر SFBTعالج موجز ِّ
* استخدام :SFBT
يعمل على مساعدة األشخاص الذين يواجهون صعوبة في العثور على األدوات التي يمكنهم استخدامها على الفور
إلدارة األعراض والتعامل مع التحديات ،إلى االعتقاد بأنه على الرغم من أن األفراد قد يكون لديهم بالفعل المهارات
غالبا ما يحتاجون إلى المساعدة في تحديد وتطوير تلك المهارات.
الالزمة إلحداث تغيير في حياتهم ،إال أنهم ً
وبالمثل ،تدرك SFBTأن الناس يعرفون بالفعل ،على مستوى ما ،ما هو التغيير المطلوب في حياتهم ،ويعمل
ممارسو SFBTعلى مساعدة األشخاص في رعايتهم على توضيح أهدافهم.
يشجع ممارسو SFBTاألفراد على تخيل المستقبل الذي يرغبون فيه ثم العمل بشكل تعاوني على تطوير سلسلة من
الخطوات التي ستساعدهم على تحقيق هذه األهداف.
على وجه الخصوص ،يمكن للمعالجين مساعدة أولئك الذين يخضعون للعالج في تحديد وقت في الحياة كانت فيه
ضرر أو أكثر قابلية لإلدارة وتقييم العوامل المختلفة أو الحلول التي ربما كانت موجودة في
ًا المشكلة الحالية إما أقل
الماضي.
75
يتضمن هذا النوع من العالج أوالً تطوير رؤية لمستقبل المرء ثم تحديد كيفية تعزيز القدرات الداخلية من أجل تحقيق
النتيجة المرجوة.
يحاول المعالجون الذين يمارسون SFBTتوجيه األشخاص في العالج من خالل عملية التعرف على ما يصلح لهم،
ومساعدتهم على استكشاف أفضل السبل لمواصلة ممارسة هذه االستراتيجيات ،وتشجيعهم على االعتراف بالنجاح
واالحتفال به .باإلضافة إلى ذلك ،يدعم ممارسو SFBTاألشخاص في العالج أثناء تجربتهم ألساليب حل المشكالت
الجديدة.
المعالج ُيترجمه إلى تعريف للحل .الخطوة التالية هي تحديد أهداف العالج .بعبارة أخرى:
بعد تحديد تعريف المشكلةُ .
ما هو مصدر القلق الذي يدفع العميل إلى العالج ،وما الذي يريده العميل للخروج من العالج ،وما هي بعض الطرق
للوصول إليه؟ يجب أن تكون األهداف ُمهمة للعميل؛ أن توصف بطريقة تفاعلية داخل سياق اجتماعي؛ يجب أن
76
أخيرا ،يجب أن ُيدرك العميل أن هذا قد
وصفها على أنها بداية سلوك جديد بدالً من نهاية سلوك غير مرغوب فيه؛ و ً
كبير (بيرج.)1994 ،
وجهدا ًا ُّ
يتطلب عمالً شاًقا
ً
االستثناءات هي تلك المواقف الفريدة في حياة العميل عندما ال تحدث الشكوى أو ،عندما تحدث ،يحدث ذلك بدرجة
احتماال(de Shazer et al 1986) .
ً أكثر
أحيانا وكأنه أسلوب جامد .قد ال يشعر بعض العمالء بالراحة تجاه هذه األسئلة ألنها قد تبدو
ً قد يبدو السؤال المعجزة
وكأنها لعبة خيالية .من الناحية المثالية ،قد يطلب المرء اإلذن من العميل لتجربة شيء جديد .المفتاح ليس السؤال
عن المعجزة ،ولكن بدالً من ذلك اسأل عن األشياء التي قد تحدث بعد المعجزة .على سبيل المثال" ،كيف ستُالحظ
المعالج ُّ
حدوث نوع من المعجزات وأن المشكلة التي دفعتك إلى العالج قد تم حلها؟" بعد وصف مفصل لـ "الحل" ،يعود ُ
شيئا مثل ،متى كانت آخر مرة (ربما أيام ،ساعات،
إلى الوقت الحاضر ويبحث عن استثناءات .قد يسأل /تسأل ً
سلوكا سرديا
أسابيع) كانت األمور على هذا النحو قليالً (عندما حدثت المعجزة وتم حل المشكلة)؟ هذه األسئلة تُعطينا ً
حول كيف ستبدو األشياء عند حل المشكلة واالختالفات في حياة العميل عند حدوث ذلك.
77
أسئلة القياس :
ص ِّممت هذه األداة (دي شازر )1994 ،1991 ،1988 ،لتقييم بعض الجوانب الذاتية أو المجردة (بيرج،)1994 ، ُ
حيث 10تساوي تحقيق جميع األهداف و ِّ
الصفر هو أسوأ سيناريو ممكن .هذه واحدة من أكثر األدوات المفيدة للمقابلة
تصور التقُّدم العالجي والتأسيس مع العمالء الذين يضعون أهداًفا غير
ُّ التي تُ ِّ
ركز على الحلُ .يساعد على تقييم
محددة .على سبيل المثال ،عند استخدام أسئلة المقياس ،من الممكن تقييم مستوى احترام الذات ،وثقة العميل في
تحقيق التغيير أو الحفاظ عليهُّ ،
وتقدم العالج ،وميل العميل للعمل في العالج ،ومخاطر االنتحار ،من بين أمور
أخرى (بيرج.)1994 ،
يتضمن
َّ بعد مرور خمس وأربعين دقيقة من الجلسة ،يتوقف المعالجون عادة .الغرض هو تصميم الرسالة ِّ
النهائية. ُ
مجامالت ومهام الواجبات المنزلية .بشكل عام ،هذه الرسائل قصيرة ،في صلب الموضوع ،وتتجنب بدء نقاشات أو
حوارات جديدة.
في الجلسات الالحقة ،من الشائع أن نبدأ بالسؤال :ما األشياء التي تم تحسينها؟ أو ما هو األفضل ،وما هو الشيء
نفسه ،وما هو األسوأ؟ تفترض هذه األسئلة أن التغيير قد حدث بالفعل وتُعتبر مفيدة للغاية .األهداف الرئيسية في
جميع الجلسات الالحقة هي :
.1إنشاء الفاصل الزمني بين الجلسات على أنها فترات تحدث فيها التحسينات.
.3لمساعدة العميل في تحديد األشياء التي تساعده في تحقيق اإلنجازات ومعرفة أي منها يجب أن يستمر في القيام
به.
ُّ .5
لتجنب الحديث عن المشاكل عندما ال يصف العمالء التحسينات( .دي شازر)1989،
78
* القضايا التي تم التعامل معها معSFBT :
تم تطويره بهدف أساسي هو مساعدة أولئك الذين يخضعون للعالج على إيجاد حلول للتحديات ،وقد توسع النهج
لمعالجة القضايا في مجاالت الحياة األخرى ،مثل المدارس وأماكن العمل.
لقد ثبت أن األفراد من مختلف الثقافات والخلفيات والفئات العمرية يستفيدون من هذا النوع من العالج.
"خبيرا" في مخاوفه ،ويشجع المعالج الفرد على تصور حله ،أو ما
ً فيُ ، SFTBيعتبر الشخص الذي يسعى للعالج
سيبدو عليه التغيير ،ثم تحديد الخطوات الالزمة لحل المشكالت وتحقيق األهداف .
نظر ألن هذه الطريقة تركز على حلول المشكالت ،بدالً من األسباب الكامنة وراءها ،فقد تكون أكثر فاعلية في
ًا
معالجة بعض المخاوف من غيرها.
العالج الذي يركز على الحل هو نوع من العالج يسلط الضوء على قدرة العميل على حل المشكالت ،بدالً من سبب
أو كيفية إنشاء المشكلة .تم تطويره على مدار بعض الوقت بعد مالحظات المعالجين في منشأة للصحة العقلية في
والية ويسكونسن بواسطة ستيف دي شازر وإنسو كيم بيرج وزمالئهم.
مثل علم النفس اإليجابي ،يركز ممارسو العالج المركز على الحل ) (SFTعلى األسئلة الموجهة نحو الهدف لمساعدة
العميل في االنتقال إلى اتجاه مستقبلي.
79
تم تطبيق العالج الذي يركز على الحل بنجاح على مجموعة واسعة من مخاوف العمالء بسبب تطبيقه الواسع .لقد
أيضا .يفترض النهج أن يكون لدى العمالء بعض المعرفة
تم استخدامه في مجموعة متنوعة من مجموعات العمالء ً
بما سيحسن حياتهم(De Shazer S ,Dolan ,Y et al , 2007).
االكتئاب
صعوبات في العالقات
تعاطي المخدرات والكحول
اضطرابات االكل
السيطرة على الغضب
صعوبات التواصل
التدخل في األزمات
الحد من العودة إلى السجن
-3عالج االحتمال:
فضل ُّ
التوقف عن استخدام اسم العالج الموجه هو إمكانية العالج بدالً من العالج الموجه للحل ألن َّ O'Hanlon
لتجنب االلتباس مع العالج الذي ِّ
يركز على الحل)(O'Hanlon and Bertolino,2001 للحل ُّ
يعتبر وصف عملية العالج باالحتمال أكثر تعقيدا من وصف العالج الذي ِّ
يركز على الحل .ال يعملO'Hanlon ً ُ
مخطط لكل جلسة ألنه بالنسبة له جميع األساليب ،كل ِّ
التقنيات هي االحتماالت التي يمكن استخدامها .يمكننا َّ مع
سماع "أوهانلون" يقول في العديد من ورش العمل" :هذه ِّ
التقنية فعالة ،إال عندما ال تكون كذلك ".بعبارة أخرى ،يمكن
المعالج ِّ
للمعالج أن ُيجرب تدخالت مختلفة ولن تعمل جميعها مع جميع العمالء وجميع مشكالت العمالء .مرونة ُ ُ
"ضرورة" .المرونة من حيث البحث عن طرق مختلفة لفتح االحتماالت للتغيير و ُّ
التقدم للعمالء.
في العالج االحتمالي ،يتم بناء العالقة العالجية في بيئة محترمة ،وم ارَق َبة كل من الرسائل اللفظية وغير اللفظية
صحتهم ،وتقديرهم ،وفهمهم .يدور هذا العالج بشكل للتأكد من أن العمالء يشعرون بأنهم مسموعون ،ويتم الت ُّ
حقق من َّ ُّ
صحتها ،مع ضمان اكتشاف إمكانيات أساسي حول االعتراف بتجربة العمالء وأفكارهم حول حياتهم والت ُّ
حقق من َّ
80
التغيير وتضخيمها .فقط بعد أن يشعر العميل بالت ُّ
حقق من صحته واالعتراف به ،يمكنه الخوض في المشاكل والحلول.
(أو هانلون وبيتدل.)1999 ،
ِّ
المحيرة، أبدا .لمنع مثل هذه النتيجة
إذا كنت ال تعرف إلى أين أنت ذاهب ،فمن المحتمل أال تصل إلى هناك ً
المعالج والعميل واضحين بشأن أهداف العالج( أوهانلون و1999). ، Beadleيجب أن تكون يجب أن يكون ُ
ِّ
متبادلة؛ أي ،يجب أن تتفق جميع األطراف على أن الهدف وثيق الصلة وقابل للتَّحقيقً .
غالبا ما تتضمن األهداف َ
األهداف عناصر الوقت :عدد المرات ِّ
(التكرار) ،متى (البيانات /الوقت /الموعد النهائي) ،كم تستغرق (المدة) .يجب
تحديدها من حيث حل المشكلة التي جلبت العميل إلى العالج وكذلك القدرة على تقييم الت ُّ
قدم .في اآلونة األخيرة،
إحساسا باالنفتاح والمرونة توفر هذه الكلمة غير ُ O'Hanlonلغته حول األهداف ِّ
ويفضل تسميتها "االتجاهات" ،حيث ِّ
ً
وتشعر بأنها أقل صرامة (O'Hanlon and Beadle, 1999) .
* ِّ
مكونات العالج االحتمالي:
81
.4تقييم التقدم والنتائج والم ِّ
حصالت :تحقق مع األشخاص خالل العملية لمعرفة ما إذا كان ما تعمل معهم ُ
مفيدا ومناسبا .استخدم أسئلة القياس و ِّ
النسبة المئوية ،باإلضافة إلى أسئلة الشعور لتقييم كيف تسير األمور ً ً
وفًقا للعمالء
.5التخطيط للخطوات التالية :تخطيط المهام للتجارب خارج الجلسة .اسأل عن موعد االجتماع القادم وفًقا لهم.
كافيا في االتجاه الذي يريدون إيقاف اسأل الناس عما إذا كانوا يريدون العودة ،وما إذا كانوا قد أحرزوا ُّ
تقد ًما ً
عملية االستشارة أو العالج أو أخذ قسط من الراحة .خطة اتصاالت المتابعة والوقاية من االنتكاس أو ِّ
الشفاء.
تاركا إمكانية العودة مفتوحة ألي مشاكل مستقبلية أو ِّتكرار .6إنهاء العالج :أوقف العالج ِّ
باالتفاق المتبادلً ،
مشاكل سابقة.
أضاف "أوهانلون" الخطوات السبع التالية في العالج القائم على االحتمال /الحل:
.1خلق جو من التغيير واإلمكانية (من خالل اللغة وأساليب التقييم والكلمات غير اللفظية).
.2االعتراف باأللم والمعاناة والمشاكل والتفسيرات والمشاعر ووجهات النظر مع إبقاء إمكانيات التغيير مفتوحة.
أ) تحقق من صحة الواقع الحالي دون افتراض أن األشياء ستبقى كما هي.
ب) استمع دون محاولة جعل األشياء أكثر بهجة أو أفضل مما تبدو عليه للشخص الذي يتحدث عن الموقف.
أ) اكتشف ما يريده الناس من العالج أو ما هو الحد األدنى من التغيير الذي يتوقعونه.
ب) اكتشف ما إذا كان لدى الناس أي آمال وأحالم غير محققة قد تكون ذات صلة بحل المشكلة.
ِّ
المتورطين في حالة المشكلة. ب) ابحث عن وجهات نظر نموذجية لألشخاص
82
د) اكتشف ما يحدث حول حالة المشكلة اجتماعيا.
هـ) ِّ
حدد أي قصص أو أفكار بديلة تختلف عن القصص أو األفكار النموذجية أو اإلشكالية.
ب) ربط الناس بشكل تجريبي بدوافعهم من أجل إحداث تغيير في حالة المشكلة.
أ) تحد يد أي شيء يرغب أو يستطيع أي شخص مشارك في حالة المشكلة القيام به من أجل إجراء تغيير بسيط في
الفعل أو ِّ
السياق. العرض أو ِّ
ِّ
المتكررة بشكل صارم لحالة المشكلة. ب) عادة ما ينطوي هذا على بعض الجوانب
لذا ،لتلخيص وإضافة بضع نقاط أخرى حول االختالف الذي يحدث الفرق:
أ .االختالف األول هو أن العالج الموجه للحلول (اآلن عالج االحتمالية) ال يحتوي على صيغ أو تقنيات ثابتة أو
محددة ،على عكس النهج المعتمد للغاية للعالج الذي ِّ
يركز على الحلول.
ب .لقد غيرت اسم مقاربتي لـ "العالج االحتمالي" منذ بضع سنوات لتجنب الخلط بين الطريقتين.
83
ج .الفرق اآلخر هو أن "العالج االحتمالي" ِّ
يركز على االستماع إلى معاناة الناس ووجهات نظر المشكلة أكثر من
قصير في النهج الذي ِّ
يركز على الحل، ًا العالج الذي ِّ
يركز على الحلول .أعتقد أن االعتراف بالمعاناة ُيعطى تحوًال
المعالج. ِّ
مما يؤدي إلى استياء بعض العمالء وإحباط ُ
د .االختالف األخير هو أن ستيف دي شازر ،في اتباع منهجه البسيط للغاية ،والذي أُعجبت به ،ربما جعل نموذجه
طا للغاية ،حيث يتجاهل القضايا السياسية واالجتماعية التي يمكن أن ِّ
تؤثر على تشكيل المشكلة وحلها. بسي ً
-5العالج الشامل:
في كتابه ،يشرح "أوهانلون" ثالث طرق أساسية وستة وعشرين طريقة تطبيقية منها الطرق األساسية هي2003) :
(O'Hanlon.
ثانياً :اقترح إمكانية ظهور أضداد أو تناقضات تتعايش دون صراع .على سبيل المثال" ،يمكنك أن تسامح وال تسامح
في نفس الوقت".
ثالثاً :اسمح باالحتمال المعاكس عند الحديث عن الطريقة التي كانت أو ستكون .يمكنك أن تقول" ،إما ستتحسن أو
ستفوز".
84
المعالج يمكنه
أخي ًرا ،نتفق مع )1999( O'Hanlon and Beadleحول كيفية تعلم أساليبهم ،حيث أوضحوا أن ُ
اختيار بعض األساليب المحددة وتجربتها ،وعندما تصبح ِّتلقائية ،ارجع واختر طرًقا أخرى.
" العالج الموجز" هو مفهوم ُولد في معهد األبحاث العقلية (إم آر آي) في بالو ألتو (في خليج سان فرانسيسكو)
في كاليفورنيا ( و م أ ) ،في النصف الثاني من هذا القرن .م .هي شبكة من التبادالت الفكرية التي جمعت بين العديد
من الباحثين من خلفيات مختلفة في العلوم اإلنسانية وما يسمى بالعلوم الدقيقة ،وعلم التحكم اآللي ( سيبرنيطيقا )
على وجه الخصوص.
كان عملهم البحثي يتعلق بالتواصل -اإلنسان والحيوان -قلبت المقدمات المنطقية لما كان سائدا باإلجماع في هذا
المجال ،مما أدى إلى والدة نهج منهجي للتواصل تحت زخم العالمة جريجوري باتيسون .Grégory Bateson
ستلهم بول واتسالفيك وجون ويكالند ،من بين أمور أخرى ،عمل المعالج االستثنائي ميلتون إريكسون وأنشؤوا مركز
العالج الموجز للتصويرMRI .
فعاال بشكل خاص :إنه أداة ملموسة لتنظيم الفكر ومنطق للعمل يسعد أولئك الذين يعتبر
عالجيا ً
ً نموذجا
ً لقد طور
الحصول على تغيير كلمة رئيسية عندما يتعين عليهم حل مشكلة ما.
إنه مختلف جذرًيا -وال نقول هرطقة -مقارنة بالنماذج العالجية القديمة ،والتحليل النفسي على وجه الخصوص.
في مدرسة بالو ألتو ،يهدف التدخل إلى التغيير :سيحاول تحديد المشكلة بشكل ملموس -هنا واآلن.
لوضعها في الطريقة التي يعيش بها هذا الشخص اتصاالته في "النظام العالئقي" الذي هو له .لتقليل ألمه ،الجسدي
أو المعنوي ،ستهدف بأسرع ما يمكن وبأقل طريقة ممكنة إلى جعله يتعلم الدروس الضرورية ليعيش ً
غدا بشكل أفضل
ما يسبب له مشاكل اليوم.
تحاول أن تفهم في أي سياق يمكن أن يكون لهذا السلوك المؤلم معنى بدالً من تسميته ،والحكم عليه.
بعيدا
خياراته المحتملة من خالل تجارب جديدة في حياته ،وليس من خالل التفسيرات أو التفاهمات أو النظرياتً .
تماما ،وبالتالي تبطئ التغيير،
عن محاولة تعليم العميل العقيدة العالجية وتفسيرات المعالج ،والتي تثير مقاومة مفهومة ً
85
جميعا محركات في االتجاه المطلوب(Guillaume .
ً فإن التدخل سيعتمد على قدرات وموارد وقيم المريض ،الذين هم
)P , Virgile, S, M ;2012
وبالمثل ،ستعمل مع الشخص (األشخاص) الذين يريدون تغيير الموقف والمستعدون لالستثمار فيه ،وليس بالضرورة
مع الشخص الذي يظهر األعراض.
طا ،واتخاذ خطوات صغيرة (يمكن تنفيذها وفعلها!) والتي -بالسرعة الكافية -يمكن أن
يضا نش ً
يتطلب هذا مر ً
مبدعا.
ً ومعالجا
ً تتضاعف بمجرد أن تبدأ -
موجز :يهدف نشاط المريض إلى جعل المعالج عديم الفائدة في أسرع وقت ممكن!
ًا كما يوحي االسم ،سيكون التدخل
متناقضا
ً ثم من الضروري أوالً إيقاف الحلول غير الفعالة ،ثم تخيل حل ' 180من الحلول السابقة ،والذي قد يبدو
ومدهشا ...ويثبت فعاليته بشكل مثير للفضول!
ً
يفاجئ هذا أولئك الذين اعتادوا على التدخالت الكالسيكية ،ويتعاملون مع التجريدات والتفسيرات ،معتقدين أن التغيير
جائر عن سبب الماضي بدالً من اكتساب مهارة
ومؤلما ويتطلب بحثًا " عميًقا " وبالتالي ًا
ً ال يمكن إال أن يكون ً
بطيئا
جديدة.
من بينهم ،هناك الكثير ممن يعتقدون أن معرفة األسباب المفترضة الضطرابهم الحالي ٍ
كاف لتحسينه :على العكس
من ذلك ،نعتقد أن معرفة السبب ليس ضرورًيا وال يكفي للتغيير.
نحن نسعى بدالً من ذلك إلى كيفية إنشاء مشكلتنا و المحافظة عليها ،من أجل معرفة كيفية الخروج منها.
أيضا...
الدور النشط واإلبداعي الواضح للمعالج قد يفاجئ ً
86
-7العالج السردي:
أيضا
العالج السردي هو أحدث العالجات الحالية المعروفة باسم الموجة الثالثة من العالجات الموجزة ،والتي تشمل ً
العالج الموجه نحو الحلول.
تم إنشاؤه بواسطة مايكل وايت وديفيد إبستون ،وهما عالمان نفسيان أستراليان.
الجزء الرئيسي من هذا النص مأخوذ من كتاب "العالج السردي" لفريدمان وكومبس ،وهما أمريكيان ساعد في تعميم
هذا النهج في أمريكا الشمالية
تم تحديد الموجة األولى على أنها "علم التحكم اآللي من الدرجة األولى" .يجمع هذا التيار ما يسمى بالمناهج
اإلستراتيجية مع مؤلفين مثل Haleyو MadanesوWatzlawick.
على الرغم من أن هذه األساليب االستراتيجية قد ابتكرت في العديد من مجاالت التدخل لتقليل مدة العالج ،إال أن
مؤيدي الموجة الثالثة أبعدوا أنفسهم عن هذا االتجاه الذي يدعو إلى رؤية األسرة على أنها آلة معيبة يمكن للمعالج
إصالحها مثل الفني.
فيما يلي بعض االنتقادات الموجهة لهذا التيار :الكثير من التحكم في العمالء ،وعدم منح االئتمان الكافي للعميل
كثير على الخلل الوظيفي.
للنتائج المحققة ،و المعالج الذي ُينظر إليه على أنه خارج النظام ،والتركيز ًا
تقترح الموجة الثانية المسماة "علم التحكم اآللي من الدرجة الثانية" إعطاء المعالج قوة أقل وعدم وضعه خارج النظام.
نشأ هذا التيار مع مجموعة ميالن) ( Cecchin Boscoloأو مؤلفين آخرين متأثرين بهمTomm). ، (Hoffman
اللغة الموصى بها أقرب إلى بيئة األنظمة منها إلى اآللة.
يهتم المعالج بمعنى التفاعالت ،ويفضل طرح األسئلة بدالً من تقديم االقتراحات ،وتتعاون فرق المعالجين أكثر مع
العميل لبناء الحلول بدالً من اقتراحها.
87
حتى أن العمالء مدعوون إلرسال مهامهم عبر الجلسات .حتى لو كان من الصعب تصنيف ميلتون إريكسون ،فإنه
يقترب من هذه المجموعة األخيرة بعدة مواقف تتفق مع العالج السردي .وهو يعتقد أن "كل مقابلة فريدة من نوعها
كبير من اإلبداع من جانب المعالج والعميل لتحقيق النتائج"( .إريكسون وروسي.)1979 ،
قدر ًا
وتتطلب ًا
يؤكد إريكسون أن المهمة الرئيسية للمعالج هي فهم معتقدات العميل وخبراته ولكن تجنب فرضها عليهم.
ومهتما للناس واعتبرهم واسعي الحيلة .عالوة على ذلك ،كان يعتقد أن بإمكان
ً حقيقيا
ً تقدير
عالوة على ذلك ،أظهر ًا
أخير ،شعر أن التجربة الشخصية تُبنى من خالل اللغة ،والتي تصبح
الناس إعادة كتابة حياتهم بشكل مستمر وفعالً .ا
بعد ذلك رافعة رئيسية للتدخل .من ناحية أخرى ،يختلف العالج السردي عن المقاربات اإلريكسونية أو السيبرنيطيقية
من الدرجة الثانية من خالل حقيقة أنه يأخذ في االعتبار الواقع الثقافي والتاريخي واالجتماعي لكل شخص.
لقد نسوا أن المعالج له تاريخه وقيمه وآرائه التي تؤثر على العالج.
عالوة على ذلك ،ال تزال هذه األساليب تفتقر إلى الشفافية والتعاون ؛ ال تزال اإلستراتيجية والتسلسل الهرمي للعميل-
المعالج موجودة وتسلب الكثير من القوة من العميل على عملية التغيير.
نبع العالج السردي من البناء االجتماعي الذي يؤمن بأن القيم والمعتقدات والمؤسسات والعادات والتسميات والقوانين
وما إلى ذلك .يتم إنشاؤها من قبل أعضاء ثقافة من خالل تفاعلهم مع بعضهم البعض من جيل إلى جيل ومن يوم
آلخر.
وهكذا ،فإن هذا النهج ينظم عالم الخبرة ليس من حيث النظام أو النمط بل من حيث التاريخ.
لم تعد مهمة المعالج إيجاد حل أو فهم األنظمة ،بل طرح أسئلة لمساعدة العمالء على مالحظة تأثير بعض التواريخ
الثقافية التقييدية وإثراء قصة حياتهم .
الشيء المهم ليس حل المشكلة ولكن تحديد أو تغيير القصص التي تحافظ على المشكلة و بناء قصص جديدة تصنع
إمكانيات جديدة للحياة.
يدرك المعالج أنه يأتي من خلفية ثقافية أخرى وأنه يجب عليه تجنب إعادة إنتاج نماذج المجتمع (مثل الرجال الذين
يتمتعون بسلطة أكبر من النساء في مجتمعنا) مع عمالئه(Miller, W, R, Rollnick, S, 2006) .
88
فيما يلي بعض الفرضيات عن الناس وعن العالج (فريدمان وكومبس):
العمالء هم أشخاص عاديون يعيشون حياة عادية والذين يواجهون لألسف تجارب حياة صعبة وغير عادية.
عندما يسعى األفراد أو العائالت إلى العالج النفسي ،فذلك ألنهم يواجهون معضلة ال يتوفر لهم فيها نوع الدعم
المطلوب لحلها.
ال يستطيع المعالج فهم لغة الشخص حتى يمكنه مناقشتها معه.
يحتوي العالج السردي على أفكار محددة للغاية حول كيفية مشاهدة الواقع:
-الفكرة االولى:
تم تحديد كل شيء من خالل كيفية استخدام البشر له :الطعام ،واللغة ،واألعمال المنزلية ،وتربية األطفال ،والزراعة،
واإلسكان ،والمواصالت ،إلخ.
على مر األجيال ،أصبح االنسان ينسى أن هناك احتماالت أخرى ألداء نفس األنشطة ألنهم تعلموا كيف يتم ذلك!
-الفكرة الثانية
89
مختلفا.
ً دائما ما يكون غير محدد إلى حد ما و من المحتمل أن يكون
لذا فإن المعنى الدقيق لكل كلمة ً
يتضمن أي تغيير عالجي بالضرورة لغة جديدة ومعاني جديدة للمعتقدات أو السلوكيات أو المشاعر التي تنطوي على
مشاكل.
-الفكرة الثالثة
عندما يحكي الشخص قصة ،فإنه يختار بعض العناصر على البعض اآلخر ،وينظم ويصيغ الحقائق المختلفة.
في العالج السردي ،نسعى لفهم تأثير بعض القصص المهيمنة على العميل.
-الفكرة الرابعة:
احدا هو "التفسير
تفسير و ً
ًا هي أنه ال توجد حقائق أساسية .توجد طرق عديدة لتفسير تجربة ما ولكن ال يمكن القول بأن
الحقيقي".
ما هو صحيح هو العرض التقديمي الخاص لتجربة يفضلها أشخاص معينون في ثقافة معينة.
يسعى المعالج السردي إلى تقديم تفسيرات مختلفة للموقف وبالتالي يقود الشخص إلى تفضيل التفسيرات التي تدعم
نموه.
90
اجتماعيا؟
ً -هل أستمع بما يكفي لفهم كيف تم بناء الواقع التجريبي لهذا الشخص
حاليا؟
-ما اللغة التي أفضلها ً
-كيف يمكنني دعوة هذا الشخص لالنخراط في "ثورة" معرفية حول هذه القصص المهمشة؟
-هل أقوم بتقييم هذا الشخص أو أدعوه لتقييم مجموعة واسعة من األشياء (كيف يسير العالج ،واالتجاهات المفضلة
في الحياة)... ،؟
-هل أنا شفاف بشأن خلفيتي وقيمي ونواياي حتى يتمكن هذا الشخص من تقييم آثار تحيزاتي؟
بناء على ما يمثل مشكلة في تجربة ذلك الشخص؟ هل أبتعد عن تخمينات أو
-هل نحدد بشكل تعاوني القضايا ً
نظرية الخبراء؟
العالج بالسرد هو طريقة عالج تفصل الشخص عن مشكلته .يشجع الناس على االعتماد على مهاراتهم الخاصة
لتقليل المشاكل الموجودة في حياتهم.
قصصا شخصية .يعطي الناس معنى لهذه القصص ،وتساعد القصص في
ً طوال الحياة ،تصبح التجارب الشخصية
تشكيل هوية الشخص.
91
يستخدم العالج السردي قوة هذه القصص لمساعدة الناس على اكتشاف الغرض من حياتهم.
غالبا عن طريق تخصيص دور "الراوي" لهذا الشخص في قصته الخاصة(Yves D Olivier C Julien .
يتم ذلك ً
)B Luc I Dominique M 2016
طور مايكل وايت وديفيد إبستون العالج السردي .لقد ابتكروه كنهج غير مرضي ،وتمكين ،وتعاوني.
حيث تدرك أن الناس لديهم مهارات وخبرات يمكن أن تساعد في توجيه التغيير في حياتهم.
يفصل العالج السردي الناس عن مشاكلهم .هذا يسمح للمعالجين بمساعدة الناس على إخراج القضايا الحساسة.
قد يؤدي تحديد القضايا إلى تقليل مقاومة الشخص ودفاعاته .يسمح للناس بمعالجة القضايا بطريقة أكثر إنتاجية.
يعتقد ممارسو العالج السردي أن سرد قصة المرء هو شكل من أشكال العمل نحو التغيير.
يحدد المعالج والشخص الخاضع للعالج الوقائع المنظورة "البديلة" أو "المفضلة" والبناء عليها.
أنها تساعد الناس على استكشاف تأثير المشكلة .هذا يسمح لهم بتحديد ما هو ذو قيمة لشخص ما في سياق أوسع،
يتجاوز المشكلة.
92
قد يجد الناس بعد ذلك صلة بين أفعالهم وخياراتهم .جميع تجارب وقيم الحياة "األخرى" "غائبة ولكنها ضمنية" عندما
يتنقل الناس في مواضيع جديدة.
يمكن أن تساعد هذه العملية الناس على فهم كيفية تجربة الحياة بشكل أفضل .قد يسمح لهم بالحصول على وكالة
لمعالجة سيناريوهات المشكلة في المستقبل(Yves G L 2017) .
ال يسعى العالج السردي إلى تحويل الشخص إلى العالج .بدالً من ذلك ،تهدف إلى تحويل آثار المشكلة.
على سبيل المثال ،يمكن أن يكون إجهاد ما بعد الصدمة آلية دفاع.
اضا جديدة ،مثل القلق .يساعد العالج السردي األشخاص على إخراج المشكلة.
أيضا أعر ً
لكنه يجلب ً
يمكن أن تساعد هذه العملية الناس على تنمية قدر أكبر من التعاطف مع الذات.
قد يساعد التعاطف مع الذات الناس على الشعور بأنهم أكثر قدرة على التغيير.
حدد بعض علماء النفس عملية تسمى النمو التالي للشدة .يفسر هذا المصطلح التغيير اإليجابي الذي يمكن أن
يحدث بعد المرور بحدث صادم.
يمكن لألفراد أو األزواج أو العائالت استخدام العالج السردي .في إطار الزوجين أو األسرة ،تسهل تقنية إظهار
المشكالت التفاعل اإليجابي.
93
تساعد رؤية المشكلة بشكل موضوعي األزواج والعائالت على إعادة االتصال بقلب عالقتهم .قد يكونون قادرين على
معالجة كيفية تحدي المشكلة للقوة األساسية لرابطهم.
-7العالج التعاوني:
في بداية الثمانينيات ،انفصل ستيف دي شازر عن العالج النفسي الموجز الحالي لمدرسة بالو ألتو التي جمعت
بين مؤلفين مشهورين مثل Watzlawickو Weaklandو Fischألنهم كانوا يركزون بشكل كبير على حل مشكلة
العميل " حل المشكلة المركزة ".
تدرب معه معالجين آخرين مثل بيل أوهانلون وإينسو كيم بيرج وميشيل وينر ديفيس وسكوت ميلر .
منذ ذلك الحين ،تقدم العديد من المستشارين في مسار توجيه الحلول و "العالج التعاوني" :بيل أوهانلون ،بوب
بيرتولينو ،سكوت ميلر...
العميل خبير في حياته وتجاربه .إنه يعرف ما مر به وكيف يشعر .كما أن العميل على دراية بما حاول حل
مخاوفه .إنه يعرف الخطأ الذي حدث ،وما الذي نجح (على أي مستوى) وما الذي قد ينجح في المستقبل .
المستشار خبير في إيجاد سياقات تسهل التغيير اإليجابي .يسمح لها الدفء واالعتبار اإليجابي غير المشروط
والتعاطف والرعاية اليقظة بالتعرف على التجربة الداخلية للعميل والتحقق من صحتها أثناء استكشاف إمكانيات التغيير
في اتجاه أهداف ذلك العميل.
في العالج التعاوني عادة ما يكون العميل جزًءا من عمليات العالج .يتم استشارته بشأن:
إجراءات التشخيص؛
94
يطرح المستشار األسئلة ويفترض االفتراضات بطريقة غير موثوقة ،مما يمنح العميل مساحة واسعة واإلذن
باالعتراض .
إذا كان لدى المستشار أفكار ،يتم تقديمها للعميل ليس كحقائق أو اتجاهات صحيحة ،ولكن باعتبارها انطباعات
وإمكانيات شخصية .
على الرغم من أنه قد ُيعرض على العميل عدة خيارات ،إال أنه يختار الخيارات المناسبة له .
يتضح هذا عندما يستمر في "اكتشاف" نفس المشكالت التي يواجهها العميل بعد العميل (على سبيل المثال،
"الحزن الذي لم يتم حله" ،و "قلق االنفصال" ،و "اضطراب التعلق" ،وما إلى ذلك) .
ُيحترم مقدمو الرعاية اآلخرون ،وال ُينسب إليهم أي نوايا سيئة وال تعتبر مناهجهم خاطئة .
تتم دعوتهم إلى عالقة تعاونية من خالل سؤالهم عن وجهة نظرهم حول الموقف والنتائج التي يتوقعونها من
عالجهم .
إذا كانوا على استعداد للتحدث عن ذلك ،يمكنك أن تسألهم كيف يمكنك المساعدة أو على األقل عدم التدخل في
عالجهم .هذا ال يعني أنه عليك قبول أو دعم كل ما يفعلونه .الوالء األول للعمالء .
سيناريوهات االستحالة والخطأ واإلبطال والحتمية سيتم استجوابها بلطف ومهارة من خالل االعتراف بصحتها
المحتملة وإدخال االحتماالت الموازية.
فرصا للعميل للتعليق وإبداء الرأي بشأن عملية المساعدة .عالوة على ذلك ،بموافقته ،يمكن
يوفر المستشار ً
مشاركة خبرته مع اآلخرين ،وبالتالي رفع وضعهم من متلقي سلبي في حاجة إلى حالة مساهم نشط وخبير.
95
* مسلمات و فرضيات ستيف دي شازر :
oالمسلمات:
. 1إذا لم ينكسر ،فال تصلحه .إذا لم يكن هناك شيء ما يمثل مشكلة بالنسبة للعميل ،وإذا كان ،بهذه الحقيقة
بالذات ،ال يشكو منه ،فعندئذ -سواء رأى المعالج أو المجتمع أنه مشكلة واضحة -فهذه ليست مشكلة .حالة المعالج.
. 2بمجرد أن تعرف ما يصلح ،افعل المزيد منه .هناك أوقات تسير فيها األمور على ما يرام بشكل عام ،بالنظر
إلى الظروف المعيشية للعميل .ما يفعله العميل خالل هذه األوقات االستثنائية هو بالضبط ما يحتاج إلى القيام بالمزيد
منه :بمعنى آخر ،عليهم االستمرار في فعل ما ينجح .إذا كان ما تم في الجلسة السابقة نافذا في رأي العميل ،فيجب
إعادته مرة أخرى.
oالفرضيات:
الفرضية األولى .من بين شكاوى العمالء ،هناك سلوكيات ناتجة عن الصورة التي لديهم عن العالم.
إنه يشبه إلى حد ما الناس الذين يقولون :إما أن أتصرف بطريقة "أ" أو بطريقة "غير أ" .لسبب ما ،أو لمجموعة من
األسباب ،يبدو أن "أ" هو االختيار الصحيح (األكثر منطقية ،أو األفضل ،أو الممكن فقط) ،وبالتالي فإن كل شيء
آخر (غير أ) يقع في نفس الفئة ،وبالتالي مستبعد.
الفرضية الثانية.
من هناك ،يتصرف العمالء كما لو كانوا مجبرين على فعل المزيد من الشيء نفسه ،بسبب الجزء اآلخر من إما /أو
االقتراح الذي تم رفضه أو حظره.
96
الفرضية الثالثة:
هناك حاجة إلى الحد األدنى من التغييرات لبدء عملية حل الشكوى ،وبمجرد أن يبدأ التغيير (وهي وظيفة المعالج)،
فإن التغييرات اإلضافية التي ينشئها العميل سوف تتراكم في مكانها .
غالبا ما يستخدم العمالء البديل إما /أو للتعبير عن شكواهم ،وعندما يكون األمر كذلك ،قد يكون من المفيد للمعالج
ً
بناء المشكلة من حيث كليهما /و.
الفرضية الرابعة:
تتشكل فكرة ما يجب تغييره من فكرة العميل عن الواقع إذا لم تكن الشكوى المعنية موجودة.
إلى جانب الموقف المحدد ،يجب أن يعرف المعالج المعنى (المعاني) التي يعطيها العميل للصعوبات التي يواجهها.
غالبا بسؤاله كيف يتخيل الموقف بمجرد حل المشكلة.
يمكن اكتشاف ذلك ً
الفرضية الخامسة:
يمكننا أن نكتفي باقتراح طرق جديدة للرؤية .ويمكن أن يسمح السلوك الجديد المستند إلى أي إعادة تعريف للمشكلة
للعميل بإيجاد حل.
واحدة من المهام الدنيا (على الرغم من أنها ليست بسيطة وال سهلة) التي يجب على المعالج إنجازها خالل الجلسة
أيضا خالل الجلسات التالية ،هي إثارة الشك في ذهن العميل فيما يتعلق بوجهات النظر التي يتبناها
األولى ،وربما ً
و السلوكيات التي تنتج عنها.
الفرضية السادسة:
في العالج الموجز ،يتم إيالء اهتمام خاص للمفهوم النظامي للكلية (الكلية) :التغيير الذي يحدث على مستوى عنصر
في النظام أو على مستوى إحدى العالقات بين العناصر المختلفة لهذا النظام ،سيؤثر على اآلخر .العناصر والعالقات
معا النظام.
التي تشكل ً
97
"عالج الممكن" :فرضيات بيل أوهانلون la thérapie du possible
العمالء لديهم الموارد ونقاط القوة لحل المشكالت في كثير من األحيان ،يغفل العمالء ،الذين تغمرهم الصعوبات في
حياتهم ،عن قدراتهم على حل المشكالت .قد يحتاجون ببساطة إلى تذكيرهم باألدوات التي لديهم بالفعل لتطوير
حلول مستدامة ومرضية.
شفهيا أو غير
ً أمر ال مفر منه.
دائما ،فسوف تتصرف كما لو كان التغيير ًا
التغيير دائم .إذا افترضت أن التغيير ً
انطباعا بأنه سيكون من المفاجئ أن تستمر مشكلتهم .يعتقد الفيزيائيون أن كل شيء
ً لفظي ،سوف تنقل للعمالء
يتقلب ،علماء األحياء أننا نوجد باستمرار خاليا جديدة في أجسامنا .
بالنسبة لنا ،الكون هو عالم التغيير .تتغير مواقف الناس باستمرار ،وتظل نظرتهم إلى المواقف كما هي عندما يبلغون
عن عدم تغير أي شيء.
أوالً ،أن نكون واضحين مع أنفسنا ؛ ثم البحث عن أي عالمات وضوح لدى اآلخرين واالعتراف بها ،وتعزيزها في
كل شيء .وهو متوازن معهم( ".ج .بيتسون )1972
يمكننا أن نشعر بالرضا عن الحد األدنى من المعلومات .كثرة المعلومات تقتل المعلومات .
يمكن أن نكون عالقين ألن لدينا الكثير من المعلومات حول المشكلة وليس لدينا ما يكفي عن الحل.
يولي المعالجون الموجهون نحو الحلول أهمية أكبر لما يفعله العمالء بالفعل ،وهو ما يثبت فعاليته أكثر من جمع
معلومات مفصلة حول المشكلة .
هناك الكثير لنتعلمه من االستثناءات ،من تلك األوقات التي ال تكون فيها المشكلة التي تجلب العمالء مزعجة .
ليس من الضروري معرفة سبب أو وظيفة المشكلة لحلها Bill O Hanlon , Sandy Beadle 1994 .
98
نحن ال نقبل االعتقاد بأن األعراض (ما نسميه المشاكل) تخدم وظائف ،سواء لألفراد أو للعالقات الشخصية أو
حتما إلى انهيار داخل األسرة أو إلى أعراض
أبدا أن القضاء على األعراض يؤدي ً
للعائالت" .لم تُظهر الممارسة ً
جديدة لدى أفراد األسرة اآلخرين .
شيوعا للعائالت تجاه تحسن أفرادها هو الراحة ...ومن ناحية أخرى ،المعالج الذي يعتقد أن
ً و كان رد الفعل األكثر
األعراض تخدم الوظائف يمكن أن تشجع في الواقع على تفكك األسرة ...إن أخطر مشكلة في مفهوم وظيفة األعراض
هي أنها يمكن أن تصبح نبوءة مضادة للعالج وتحقق الذات "(جيمس كوين)1985 ،
يمكن أن يؤدي التغيير في جزء واحد من النظام إلى تغييرات في جزء آخر من النظام .
بمجرد تحقيق تغيير إيجابي صغير ،يشعر الناس ببعض التفاؤل والثقة في التعامل مع التغييرات األخرى
ال نعتقد أن هناك طريقة واحدة "صحيحة" أو "صالحة" لتعيش حياتك .
تماما في
سلوكا غير محتمل لعائلة معينة أو لشخص معين ،هو سلوك مقبول ً
ً لقد توصلنا إلى قبول أن ما قد يكون
سياق آخر.
ا نعتقد أن "مشكلة حقيقية" تكمن وراء شكاوى عمالئنا ،وال نعتقد أن المعالجين في وضع أفضل لتقرير كيف يجب أن
يعيش العمالء حياتهم .
لذلك نطلب من الذين يأتون للتشاور معنا تحديد أهداف العالج بأنفسهم.
نعتقد أنه نتيجة لتفاعلنا خالل الجلسة األولى ،يكتسب عمالؤنا رؤية جديدة و أكثر إنتاجية وتفاؤًال لوضعهم .
ٍ
متساو . يمكن أن تكون وجهات النظر المختلفة صحيحة وتناسب الحقائق بشكل
99
نحن ال نعتقد أن هناك وجهة نظر أكثر صحة من اآلخرين ،من ناحية أخرى نعتقد أن هناك وجهات نظر مفيدة أكثر
أو أقل .
أي أن رأي الناس في مشاكلهم يزيد أو يقلل من فرص رؤية الحلول .
يتركز االهتمام على ما يمكن تحقيقه وما يمكن تغييره .بدال من ما ال يمكن الوصول إليه وال يمكن تغييره .
العالج التعاوني القائم على الكفاءة" :إطار عمل بوب برتولينو Bob Bertolino
يتمتع الناس بالقدرات ونقاط القوة والموارد التي يمكن أن تساعد في إيجاد حلول للمشاكل وحل النزاعات .
نحن ال نقترح أن يكون لديهم كل المهارات التي سيحتاجون إليها على اإلطالق .
ال يتعلق األمر بـ "نظرية اللؤلؤ الخفي" ،التي تعتبر العميل صاحب خزان ال ينضب من اإلجابات على جميع مشاكل
الحياة.
تشمل المهارات الداخلية نقاط القوة والقدرات الفردية بينما تتعلق الموارد الخارجية بالعائلة واألصدقاء والمجتمع والدين
واألعمال وأي إمكانات عالئقية أخرى .
إن رؤية العمالء كوكالء للتغيير يعني االعتراف والتحقق من التحديات التي يواجهونها مع التركيز في الوقت نفسه
على فرص التغيير الموجودة.
100
تقييمات العمالء للعالقة هي الطريقة األكثر اتساًقا للتنبؤ بالتحسن .
يختلف الوقت الذي يستغرقه الناس ليشعروا بالراحة في العالقات ويعتمد بشكل كبير على تصوراتهم .
التحالف العالجي هو مصطلح شامل يؤكد على التعاون بين العمالء والممارسين .يتم استشارة العمالء حول
تفضيالتهم وأهدافهم وطرق تحقيق تلك األهداف .
االستشارة ليست مدفوعة بالنظريات ،ولكن من قبل العمالء .إنهم مهندسو التغيير .
من المهم دعوة العمالء لمشاركة أفكارهم حول ما يعتقدون أنه يؤثر على صعوباتهم ويمكن أن يصبح موارد للتغيير
في المستقبل .
على الرغم من األسرة والعالقات االجتماعية وعلم الوراثة والمعرفة والثقافة والمجتمع والجنس والدين /الروحانية
واالقتصاد ،إلخ .
يجب أن يركز المعالجون على أخذ نظريات العمالء في االعتبار واستخدام الممارسات التي تتفق مع كيفية رؤية
العمالء للعالم .
ينخرطون في محادثات حول كيفية تفكير العمالء في تطور مشكالتهم ،وما الذي تم محاولة حلها ،ومدى فعالية أو
فشل هذه الجهود ،وما الذي اعتبروه ولكن لم يجربوه ،وما الذي قد يفكرون فيه في المستقبل لتحقيق التغيير هم
يرغبون.بالتوجه نحو التغيير .
تشير األبحاث إلى أن متوسط مدة العالج من 6إلى 10جلسات .باإلضافة إلى ذلك ،ميلر وآخرون .كتب أن
شيوعا
ً "جميع الدراسات التحليلية التلوية للتغيير ،التي أجريت على نطاق واسع ،تشير إلى أن التحسينات األكثر
تحدث في وقت مبكر من العالج" .
101
أظهرت الدراسات أن معظم اآلثار اإليجابية الرئيسية تحدث خالل الجلسات 8-6األولى ،ثم يستمر التأثير ولكنه
يتضاءل خالل الجلسات العشر التالية .
ليس عدد الجلسات هو األهم ،ولكن العمل مع العمالء لتحديد المكان الذي يريدون الذهاب إليه ومتى سيتم تحقيق
أهدافهم.
أحد أقوى العوامل التي تنبئ بالنتائج السلبية هو االفتقار إلى هيكل في االستشارة ،هذا ال يعني أن تقديم المشورة يتبع
الشبكة .
يساعد الهيكل في بناء اتجاه العمل من فهم اهتمامات العمالء ،والتغيير الذي يرغبون في تحقيقه وكيف سيعرفون أنهم
قد حققوا ذلك .
سيرفض بعض العمالء كلمة "موضوعي" وسيتردد صداها مع البحث عن "المعنى" أو "الغرض ".
األمر متروك للممارسين للتوضيح مع العمالء ما الذي يضعونه وراء كلماتهم حتى يتمكنوا من التحرك نحو نتائج
واقعية وقابلة للتحقيق.
تعتمد فعالية األساليب والتقنيات بشدة على مدى مالءمتها لألفكار التي لدى العمالء عن مشاكلهم والوسائل و /أو
الطرق الالزمة لحلها .
يجب أن تأتي الوسائل واألساليب والتقنيات المستخدمة من التفاعالت بين العميل والممارس .
إذا كان لدى المستشارين أفكار لطرق قد تسهل التغيير ،فيجب عليهم تقديمها للعمالء ،وليس فرضها .
أي أن العمالء يقررون ما هو منطقي لهم حًقا ومن المرجح أن يصبحوا ممثلين في حياتهم عندما تتطابق الوسائل
واألساليب مع نظرياتهم الشخصية.
102
فرضيات مايكل وايت وديفيد إبستون
-العمالء هم أشخاص عاديون يعيشون حياة عادية والذين يواجهون لألسف تجارب حياة صعبة وغير عادية.
-عندما يسعى األفراد أو العائالت إلى العالج النفسي ،فذلك ألنهم يواجهون معضلة ال يتوفر لهم فيها نوع الدعم
المطلوب لحلها.
-ال يستطيع المعالج فهم لغة الشخص حتى يمكنه مناقشتها معه.
ينظر إلى المشاكل على أنها منفصلة عن الناس .هذا يساعد العمالء على االنخراط بشكل أكبر في قضاياهم.
تسعى النظرية جاهدة للسماح للعمالء بإشراك فضولهم واهتماماتهم وقدراتهم اإلبداعية لتطوير حوار يثير تعاون الفريق
وتعزيزه .
تم تطبيق هذا النموذج بنجاح عبر مجموعة واسعة من القطاعات .لقد تأثر المدراء والمؤسسات بشكل إيجابي من
خالل التدريب والبصيرة التي اكتسبوها من الدكتور أندرسون .
إنها تستخدم خبرتها الواسعة في الفهم البشري لتطوير جسر تواصل للعمالء الذين تعمل معهم .
تم تطوير العالج التعاوني من قبل هارلين أندرسون على مدار عملها كمعالجة ومن خالل البحث غير الرسمي مع
مهتمة بفهم سبب نجاح العالج مع بعض األشخاص دون غيرهم ،سعت ً أولئك الذين عملت معهم في العالج.
أندرسون الكتشاف ما سهل عملية التحول في العالج وأنواع المحادثات التي يمكن للمعالجين إجراؤها مع األشخاص
في العالج لمساعدتهم على الشعور باألمل .
103
أجرت أندرسون جزًءا من بحثها غير الرسمي من خالل االنخراط في مناقشات مع شركاء محادثة ،بما في ذلك الزمالء
واألشخاص الذين يخضعون للعالج والطالب .من خالل هذه الحوارات ،طورت النهج التعاوني ما بعد الحداثي الذي
يرتكز عليه العالج التعاوني. Luc Isebaert ,Marie-Christine Cabié 2003
أساس العالج التعاوني هو ما بعد الحداثة ،وهو نهج فلسفي يدعو إلى كل من الموقف المتشكك تجاه المعرفة
اجتماعيا ،وليست حقيقة عالمية .
ً واالعتقاد بأن المعرفة مفهوم مبني
هناك نوعان من المفاهيم األساسية لما بعد الحداثة أساسيان في العالج التعاوني .األول هو فكرة أن المعرفة سائلة،
يتم إنشاؤها مع تطور اللغة ،وبالتالي تحدث عملية النمو والتعلم من خالل الحوار مع اآلخرين .
المفهوم الثاني لما بعد الحداثة الذي يؤثر على العالج التعاوني هو فكرة وجود حقائق متعددة ،لذلك ال توجد طريقة
واحدة صحيحة لرؤية الموقف .
-يعتبر أندرسون العالج التعاوني فلسفة أكثر منه نظرية أو نموذج .
-المبدان األساسيان لهذا النهج هما تطوير عالقة تعاونية بين المعالج والفرد في العالج والمشاركة في الحوارات التي
تشجع على النمو والتغيير .
-يعتقد أندرسون أن العالج التعاوني يسهل التحول لكل من الشخص المعالج والمعالج .
-مع حدوث محادثات هادفة واستكشاف وجهات نظر مختلفة ،قد يكتسب كال الطرفين معرفة وفهم جديدين.
-خالل جلسة العالج التعاوني ،يقوم المعالج والشخص الخاضع للعالج بتطوير شراكة حيث
-يتحدثان مع بعضهما البعض ،وليس على بعضهما البعض .
-يمكن لألفراد سرد قصتهم بينما يستمع المعالج بنشاط ويسعى لفهم وجهة نظرهم .
-لتسهيل الحوار ،قد يطرح المعالج أسئلة ،ويعلق ،ويتأكد من أنهم يفهمون بدقة ما يقوله الشخص الخاضع
للعالج .
104
-من خالل تكوين عالقة تعاونية ،يعملون ً
معا اليجاد فهم جديد لتجربة الفرد ،مما يسمح بالتحول.
-جزء أساسي من العالج التعاوني هو إدراك المعالج أن الشخص الخاضع للعالج هو الخبير في تجربته
الخاصة .
-ال يتصرف المعالج كشخصية مرجعية أو كما لو كان لديهم معرفة أو فهم أكبر .
-قد يقدمون اقتراحاتهم أو وجهات نظرهم الخاصة ،لكنهم يتجنبون فرض أفكارهم الخاصة على الفرد في العالج.
-تتضمن التقنيات المحددة التي قد يستخدمها المعالج التعاوني دعوة الفرد لرواية قصته بطريقته الخاصة
وبوتيرته الخاصة وإظهار االهتمام الحقيقي بتجربته .
-قد يستمع المعالج باهتمام ويستجيب ،وينتبه للتواصل اللفظي وغير اللفظي ،ويسأل الشخص المعالج عما إذا
مستخدما الصمت اليجاد مساحة للتفكير.
ً كان تفسيره للتجربة دقيًقا ،ثم يتوقف مؤقتًا،
105
المحاضرة التاسعة :العالج بتقنية الحرية االنفعالية
غالبا ما يشار إليه باسم " ،EFTيجمع الوخز باإلبر العاطفي بين التنصت على نقاط الوخز
وضح تشرش أنه ً
باإلبر الرئيسية مع تركيز انتباهك على األلم أو الذكريات غير السارة أو المشاعر غير المريحة أو الرغبة الشديدة في
تناول الطعام أو أي مشكلة أخرى ".العوامل العاطفية الكامنة التي تسبب المشكلة هي عادة مع كتلة الطاقة(Look, .
)2010, p. 2
ويوضح Churchأنه غالبا ما تسمى : EFTتعرف تقنية اإلطالق العاطفي ( )EFTعلى أنها" :طريقة للمساعدة
الذاتية للعقل والجسم تتضمن التنصت باإلضافة إلى األفكار والمشاعر .بدالً من الوخز باإلبر أو العالج باالبر
لمعالجتها".الطاقة"(Church, 2010, p. 16) .
تعرف تقنية الحرية النفسية ) (EFTبأنها :يتم تعريف التحويل اإللكتروني على النحو التالي" :عملية النقر على
نقاط النهاية لسلسلة من مسارات الطاقة لتحقيق التوازن أو إطالق الطاقة في نقاط محددة في مسارات الطاقة المرتبطة
بأعضاء الجسم المختلفة ،ولكل مسار طاقة نقطة نهاية .على سطح الجسم الذي يمكن من خالله الوصول إلى قناة
الطاقة(Hafter B. , Barbee, Miller, & Shaner, 2011, p. 5).
وتعرف EFTبأنها " :يتم تعريف التحويل اإللكتروني على النحو التالي" :عملية النقر على نقاط النهاية لسلسلة
من مسارات الطاقة لتحقيق التوازن أو إطالق الطاقة في نقاط محددة في مسارات الطاقة المرتبطة بأعضاء الجسم
المختلفة ،ولكل مسار طاقة نقطة نهاية(Suls, Ed, Rdn, Ldn., & Elia, 2015, p. 2) .
بينما يذكر ) (Williams, 2015, p. 10أن الربت هي " :طريقة بسيطة تُستخدم بأطراف أصابعنا لتركيز وعينا
وأفكارنا ومشاعرنا أثناء تربيت نقاط الوخز باإلبر على أجزاء معينة من الجسم".
ويشير (صمويل ،2019 ،صفحة )39ب يشير إلى أنها تقنية للتعامل مع المشكالت النفسية والبحث عن
السبب الرئيسي للمرض ،حيث أن العديد من الذكريات المؤلمة والمشاعر السلبية تأخذ شكل أمراض عضوية .دعها
تتدفق بشكل صحيح على المسار الصحيح للمساعدة في استعادة التوازن.
106
-2تقنية الحرية النفسية ونظام طاقة الجسم:
طور معالجون آخرون عالجات متوازية للعالج باالبر ،ولكن بدالً من إدخال اإلبر ،يتم تحفيز النقاط بالضغط
أو النقر .لذا فإن التحويل اإللكتروني ينسب سبب جميع المشاعر السلبية إلى اضطراب نظام الطاقة في الجسم ،وهذا
ما يسمى "بيان االكتشاف"( .ضحي بنت ،2007 ،صفحة )57
عندما تتدفق طاقتنا بشكل طبيعي ودون عوائق ،نشعر بالرضا في كل شيء .يمكن أن تؤدي المشاعر السلبية
أو الضارة إلى ظهور أعراض جسدية مختلفة(Edwards, 1999, p. 4) .
لذلك ترجع تقنية الحرية النفسية سبب كل المشاعر السلبية إلى اضطراب نظام الطاقة في الجسم ،عندما يتم
حظر طاقتنا أو ركودها أو انقطاعها في واحد أو أكثر من مسارات الطاقة في الجسم .كلما زاد اضطراب نظام الطاقة،
سوءا مع زيادة اضطراب الطاقة،
زاد شعورنا باأللم والصعوبة تجاه أنفسنا واآلخرين ،والعالم بشكل عام ،ويزداد األمر ً
ويؤدي انخفاض تدفق الطاقة إلى الشعور بعدم الراحة واالرتباك ،كما يتسبب في الضعف .هيئ(Church, 2010, .
)p. 16
وكلما زاد اضطراب نظام الطاقة ،كلما شعرنا عن أنفسنا وعن اآلخرين ،وعن العالم كله أن الحياة أصبحت
صعبة ومؤلمة ،ويزداد األمر سوءا مع زيادة اضطراب الطاقة ،فانخفاض تدفق الطاقة يؤدي إلى الشعور باالنزعاج
والتفكير المضطرب ،ويجعل الجسم ضعيفة أيضا(Hartmann, 2013, p. 11) .
أ) الخطوة األولى :حدوث صدمة أو اضطرابات نفسية وقد تحدث هذه الخطوة خلال أكبر في نظام الطاقة بالجسم.
107
ب) الخطوة الثانية :خلل في نظام الطاقة بالجسم ،وهي الخطوة الوسطي.
ج) الخطوة الثالثة :حدوث المشاعر واألحاسيس السلبية ،وأن سبب جميع هذه المشاعر السلبية خلل في نظام طاقة
الجسم.
فإذا لم تحدث الخطوة الثانية فإن الخطوة الثالثة يستحيل حدوثها ،وبمعنى آخر إن لم تسبب الذاكرة المصابة خلالً في
نظام الطاقة في الجسم ،فلن يحدث المشاعر السلبية ،فلو تم مراعاة الخطوة ) (2في االعتبار بدالً من الخطوة )،(1
فربما كان األلم أقل نسبية ومن الممكن أن يتم تصحيح الخلل بنظام الطاقة (بالربت بأماكن معينة) ،وبذلك تحل
السكينة ويتم التخلص من المشاعر السلبية وربما يتم الشفاء سريعة( .حمود باتل ،2004 ،صفحة )9
تعمل تقنية ) (EFTمع نظام الطاقة الخفي في الجسم -شبكة من مسارات الطاقة ،تسمى خطوط الطول في الطب
الصيني التقليدي ،فهذه المسارات يمكن الوصول إليها عبر مواقع محددة في الجسم تسمى نقاط الوخز ،فالوخز باإلبر
يستخدم اإلبر في هذه النقاط ،وذلك لإلفراج عن عالقة ،والطاقة الراكدة ،وإعادة توازن نظام الطاقة(Hafter B. , .
)Barbee, Miller, & Shaner, 2017, p. 7
ويوضح (n.d,9) Hollandأن مسارات الطاقة هي عبارة عن خطوط طول تسير داخل الجسم ،وهي مثل الكهرباء
في الجسم ،حيث يحمل األسالك الطاقة لكل من الجسم والعقل ،وفي حالة حدوث انقطاع في مسارات الطاقة نشعر
بالمشاعر السلبية ،والتي يمكن أن تسبب لنا األعراض الجسدية ،فهذا االضطراب هو مثل زيادة الطاقة أو حدوث
ماس كهربائي في الكهرباء ،ففي هذه الحالة يتوقف تدفق الطاقة.
ويمكننا من خالل EFTالربت على نهاية كل مسارات الطاقة ،ودفع الطاقة إلى هذه المسارات لتخفيف أي اضطرابات
حتى تتمكن طاقاتنا من التدفق مرة أخرى.
وبعد استخدام EFTوحدوث حالة من التوازن تمكننا من السير في الطريق الصحيح ،لمواجهة التحديات والقضايا
بطريقة منطقية وعقالنية بدون حدوث أي ضرر من العاطفة السلبية الزائدة.
ويوضح صمويل تامر ( )2020أن تقنية الحرية النفسية تعتمد على العالج المزدوج حيث ترتكز على جزئيين
متزامنين مع بعضهما البعض وهما:
أ) مراكز الطاقة بالجسم :يعكس الجانب الفسيولوجي ،وذلك من خالل الطرق أو الربت.
ب) المشاعر السلبية :تعكس الجانب النفسي ،وذلك من خالل عبارات اإلثبات والتذكير.
108
* الربت كأساس لتقنية الحرية النفسية:
يشير ) (Ortner, 2014, p. 5أن المبدأ األساسي لتقنية الحرية النفسية هو الربت على مسارات الطاقة في الجسم،
حيث يتم اإلحساس بالمشاعر السلبية بسبب خلل في طاقة الجسم ،فاأللم الجسدي أو المرض مرتبط بشكل معقد
بالعواطف ،والمشاكل الصحية أو األعراض الجسدية يسبب الضيق العاطفي ،والمشاكل العاطفية التي لم تحل بشكل
واضح من خالل أنفسنا تظهر في األعراض الجسدية أيضاً ،لذلك ال نستطيع عالج األعراض بدون معالجة األسباب
والعكس صحيح.
ويمكن التخلص من العواطف السلبية واألعراض الجسدية التي تنبع من اضطراب الطاقة ،والربت يستعيد على نهاية
مسارات الطاقة توازن الطاقة في الجسم ،مما يتيح التخلص من المشاعر السلبية.
يتم تطبيق تقنية الحرية النفسية لعدد من الحاالت ،وهي على سبيل المثال ال الحصر :اإلدمان ،الغضب،
االكتئاب ،األرق ،المخاوف /الرهاب ،اضطراب ما بعد الصدمة ،الوسواس القهري ،فقدان الوزن ،متالزمة التعب
المزمن ،واإلجهاد ،واضطرابات األكل(Suls, Ed, Rdn, Ldn., & Elia, 2015, p. 2) .
ويمكن تطبيق تقنية الحرية النفسية على جميع أنواع المشاكل الجسدية والعاطفية ،وهذا يعني تقريبا جميع األفكار
واألفكار المزعجة وكذلك االضطرابات النفسية الجسدية ،ويمكن تخفيف العديد من حاالت األمراض العقلية واإلجهاد
العاطفي والخوف واأللم وبالتالي تسهيل االنتعاش ،وكذلك تستخدم في كثير من األحيان للحد من الرغبة الشديدة في
تناول الطعام ،والتدخين أو األلم ،ويصل استخدام تقنية الحرية النفسية إلى خمس مرات في اليوم ،وفي حاالت
الطوارئ يمكنك استخدام التقنية بقدر المستطاع وبالقدر الذي تحتاج إليه ،وال تتردد في استخدام تقنية الحرية النفسية
ومساء ،وبدون استخدام أي عبارة خاصة في وضع األعداد وذلك لتحقيق
ً كوسيلة استرخاء عامة يوميا صباحاً
التوازن(Kjell & Forsberg, 2010, pp. 13-14).
109
* خطوات تطبيق تقنية الحرية النفسية :
قبل تطبيق تقنية الحرية النفسية يجب علينا تحديد المشكلة التي نرغب في التعامل معها ،ومن ثم تقييم مستوى
االنزعاج المرتبط بالمشكلة ،وهذه العملية تسمى تقدير مستوى المشاعر السلبية (SUDS) Subjective Unit of
،Distressوهذه العملية مهمة جدا للقيام بتقييم المشكلة قبل التطبيق ولمالحظة النتائج بعد تطبيق التقنية( .صمويل،
،2019صفحة )40
ويتكون ) (SUDSمن إحدى عشرة نقطة ووضع لقياس القلق الحالي المقدر ذاتية بين ) (0حالة مطلقة و)(100
أسوأ قلق على اإلطالق ،وتم استخدام مقياس أكثر إحكاماً يتراوح ما بين صفر إلى عشرة ،وتم التوسع في استخدام
هذا المقياس الستخدامه مع مختلف العالجات القائمة على التعرض ،ومن المالحظ أن هذا المقياس عنصر إجرائي
مهم في العالج السلوكي ،وذلك لمراقبة أي تغيير في الحاالت ،ومن أجل تقييم تقدم العالج ،لذلك قام Joseph
Wolpeفي عام 1969م بتطوير وتقديم وحدات ذاتية لقياس مستوى االنزعاج(Robertson & n.d, p. 4) .
ويعتبر ) (SUDSأداة لقياس االنزعاج ،وشدة المشاعر والتجارب الداخلية األخرى ،مثل القلق والغضب واإلثارة
والتوتر أو أي مشاعر مؤلمة أخرى .فغالباً ما يرتبط مستوى المشاعر السلبية بمستوى إفراز األدرينالين في الجسم،
والذي تفرزه الغدة الكظرية ،فمستوى األدرينالين في الجسم يرتبط بالخبرات والتجارب التي نمر بها(Molin, 2015, .
)p. 1
فعادة ما تبدأ جلسات EFTمع التقدير الذاتي لعدم الراحة باستخدام مقياس من صفر إلى 10أو مقياس شدة
االنزعاج أو مقياس المشاعر السلبية (SUDS) Subjective Unit of Distressفيمكن أن يكون لقياس ألم
جسدي مثل :الصداع أو اإلدمان ،أو يمكن أن يكون عاطفية مثل :الخوف ،والقلق ،االكتئاب ،أو الغضب(Church, .
)2010, p. 19
يشير صمويل تامر أنه يجب عند تطبيق تقنية الحرية النفسية أن نقوم بــ:
-1يمكنك الربت بأي من يديك لكنه من األفضل إجراء ذلك باليد المعتاد استعمالها.
110
-2استعمل أطراف األصابع السبابة والوسطى؛ فهذا يسمح بتغطية منطقة أوسع عما إذا استخدمت إصبعين
واحدة كما يسمح بإحكام الربت على نقاط الطاقة بالجسم بسهولة.
-3قم بالربت بصالبة ولكن بدون شدة بحيث ال تؤذي نفسك أو تتسبب في إحداث خدوش.
-4عدد مرات الربت هو ) (7مرات تقريبا على كل نقطة أو من 5إلى 9فذلك كاف.
تقع معظم نقاط الطاقة على جانبي الجسم ،فال يهم على أي الجانبين تربت ،فال مانع من االنتقال من جانب
إلى آخر.
111
المحاضرة العاشرة :العالج باالسترخاء
-1مقدمة:
يعتبر العالج السلوكي ،االختصاص ،الذي انبثق منه العديد من أشكال العالج النفسي ،ذلك ألنه حديث نسبيا،
فقد بدأ في الخمسينات ،وتزايد استعماله ،في الثالثين سنة األخيرة .كما تعددت أساليبه ،وبرزت أهميته ،وفعاليته ،في
معالجة االضطرابات النفسية ،والسلوكية.
فقد وضع" جاكبسون" " ،" E. Jacobsonطريقة لالسترخاء التدريجي الواعي ،بإرخاء العضالت ،أما" شولتز"
" "Schutlzفقد ابتكر طريقة للسترخاء بالتركيز الذاتي ،Auto concentrationأو التنويم الذاتي ،Autohypnose
كما كانت تقنية "أجورياقي ار" " "Ajuriaguerraتعرف ب ـ ـ إعادة التأهيل النشاط النفسي Reeducation
psychotonique.هناك العديد من تقنيات االسترخاء ،التي استخدمت موازاة مع تقنيات العالج السلوكي.
)(Sillamy, 2003, p. 226
-2تعريف االسترخاء:
يسمع الكثير منا بهذا المصطلح ،لكن القليلين فقط من أمعنوا النظر في معناه.
ويمكننا أن نعرف االسترخاء على أنه " :حالة هدوء وتنشأ في الفرد عقب إزالة التوتر ،بعد تجربة انفعالية شديدة،
أو جهد جسدي شاق ،وقد يكون االسترخاء غير إرادي عند الذهاب للنوم ،بحيث تتحول كهرباء الدماغ من "غاما"
إلى "دالتا" في حالة النوم .أو إرادي عندما يتخذ المرء وضعا مريحا ،ويتصور حاالت ،باعثة على الهدوء عادة ،أو
يرخي العضالت المشاركة في أنواع مختلفة من النشاط( .عثمان ،2001 ،صفحة )147
إن أحد األساليب الفعالة لتعليم االسترخاء ،اظهر إحداث تجاوب ،بأجهزة تكشف عن مستوى النشاط الكهربائي
الحيوي ،لتجعله في متناول الشخص.
إن استرخاء أي عضلة ،يعني االنعدام التام لكافة االنقباضات ،فال تبدي العضلة أي مقاومة وتكون مرتخية،
وعندما تكون العضالت مسترخية تماما ،فإن األعصاب الحسية الذاهبة إليها ،والواردة منها ،ال تحمل أي رسالة
حسية أو حركية .أي ساكنة كليا ،وينعدم النشاط الكهربائي به .ومن الواضح ،أن درجة قصوى من االسترخاء،
مطلوبة في عملية ضبط التبول والتبرز .ذلك دليل على أن التوتر ،يمس حتى عضالت األعضاء الداخلية ،كالمعدة
والقفص الصدري .وعندما يتعرض الشخص المنبهات ،انفعالية شديدة ،تزداد الحركات الالإرادية .ونتيجة لكل هذا
جاء االسترخاء ليكون العدو األول للتوتر والقلق( .إبراهيم ،1994 ،صفحة )154
112
يعتبر" جاكوش" أول من قرر أهمية االسترخاء ،كإجراء مقابل ،أو مضاد للقلق ،وكان يري ،أن خبرة الشخص
االنفعالية ،تنتج عن تقلص أو انقباض العضالت ،واقترح االسترخاء السكن الحالة المعاكسة ،أو المضادة لحالة
التوتر واالنفعال ".بعبارة أخرى هناك عالقة قوية بين درجة التوتر العضلي واإلثارة االنفعالية .وفي تأييده لهذه الفكرة
قال "جاكوش" أن "معدل النبض وضغط الدم ،يرتفعان في الحاالت االنفعالية ،وينخفضان باالسترخاء العميق".
(العيسوي ،1997 ،صفحة )152
إن االسترخاء ،يعطي فرصة للمعالج النفسي ،لإليحاء والتداعي الحر ،لتعلم سلوك جديد مضاد للتوتر،
فاالسترخاء الذهني ،أو العضلي ،يعني قدرة اإلنسان ،على تجاوز التوتر وتجديد الطاقة اإليجابية ،لمواجهة متطلبات
الحياة ،وهو في حد ذاته غاية ،وهدف ،لجميع العالجات النفسية والجسمية والدوائية.
وتعتبر مبادئ االسترخاء ،مدخال هاما ،الكتساب مهارات التدريب ،على االسترخاء بشتى أنواعه وأهمها:
أ) الكلمات :
يجب االنتباه ،إلى استخدام الكلمات ،والتعابير ،وتعليمها للمتعالج والتي منها:
" -أترك عضالتك مسترخية".
"دع عضالتك ملساء". -
ويجب لفت االنتباه ،إلى استخدام كلمة "دع" ،وليس "اجعل ،أو "حاول" ،اللتين تتضمنان معنى الجهد ،بينما تدل
كلمة "دع" أو "أترك" ،على استجابة إرادية ،وليست قصرية أو جبرية ،إذ تعتبر قاعدة هامة ،لما للكلمات من أهمية
إيحائية.
ب) الوقت:
هناك أفراد يتعلمون االسترخاء بسرعة ،وبعد تدريب قليل التحقيق ذلك يجب ما يلي:
-عرض تعلم االسترخاء ببطئ ،أو بإيقاع ،في بداية التعليم التدريبي ،مع وقفات ،لجعل الخبرة الذاتية متكاملة.
-عدم السرعة في عرض الكلمات ،اإليحائية االسترخائية.
-جعل الكلمات تتابع ببطئ ،وبتلقائية طبيعية ،فتنتقل من إيحاء إلى آخر ،مع فواصل زمنية.
ج) مراعاة الفروق الفردية:
يجب مراعاة الفروق الفردية ،في فهم تقنية االسترخاء ،وتفسير هذه الخبرة ،وأهدافها وفوائدها ،وأيضا اإلحساسات،
التي قد يشعر بها المرضي ،عندما يتقنون االسترخاء( .الحجار ،1990 ،صفحة )185
113
د) االبتعاد عن السلبية:
االنتباه إلى خصوصية كل فرد ،فالجمل التي يمكن أن تكون بالنسبة لنا سارة ،قد تجعل المفحوص ،يتفاعل
ويضطرب.
فهناك من التخيالت ،التي قد ال يستحبها المفحوص ،وال يشعر بالهدوء ،أو السرور ،إذا ما تخيلها .لذا يجب،
معرفة رأي المفحوص مقدما ،ما إذا كان يفضل صو ار معينة يتخيلها ،وأخرى تزعجه فنتفاداها.
ه) إدراك عالمة التوتر:
يتعين على المعالج ،مالحظة عالمات التوتر ،واالسترخاء .السعال والتنفس ،غير المنتظم والتشنج العضلي،
غالبا ما تدل على عدم نجاعة األسلوب ،أو التقنية المستعملة.
و) الحصول على المفعول األرتجاعي:
نتحصل عليه في نهاية ،كل جلسة عالجية ،فنتكلم مع المفحوص عن مشاعره ،وردود أفعاله ،والمقاومات
النفسية ،التي ظهرت خالل الجلسة .ووفقا لهذا المفعول األرتجاعي ،يمكن أن نستمر ،أو نتوقف وتغير التقنية ،أو
األسلوب المستعمل.
ز) تنبيه المفحوص إلى أهمية بقائه يقظا ،وواعيا أثناء االسترخاء
ينبغي على الفاحص ،أن يرنم صوته ليوحي بالهدوء ،وإعطاء المفحوص ،الوقت الكافي الفهم التوصيات ،وتنفيذها.
يجب البقاء في حالة وعي ،ألن النوم ،خالل االسترخاء ،يعتبر تجنبا له ،وهنا يجب شرح الفرق بين النوم واالسترخاء.
بعض األفراد ،تنتابهم نوبات خوف من االسترخاء ،فيشعرون بأنهم يكادون يفقدون السيطرة على ذواتهم ،لذلك يجب
طمأنة المفحوص ،إلى أن االسترخاء المستمر ،هو أسلوب لكسب السيطرة ،على الذات ،وعلى أعضاء الجسد ،وليس
فقدان هذه السيطرة .كما يساعده على التأمل ،في إحساساته الجديدة اثناء االسترخاء ،بصورة إيجابية( .الحجار،
،1990صفحة )187
ح) تطوير الذات:
يجب تذكير المفحوص ،أن ما يتعلمه وينفذه ،هو تقنية واحدة ،وعليه أال ينظر إليه ،على أنه الوسيلة الوحيدة،
التي ال يوجد غيرها .ومن خالل ممارسة التدريب االسترخائي ،يمكن للمفحوص أن يخترع المقوالت اإليحائية ،ويضعها
بنفسه.
على المفحوص أن يعلم ،أن ما يتدرب عليه ،ليس من أجل المعالج ،بل لذاته ولنفسه .وأن كل تدريب ،من شأنه
تعليم ذاته ،سرعة االسترخاء وتعميقه.
ط) وتغيير أساليب االسترخاء:
إذا اتضح أن نوع معين من االسترخاء ،لم يكن نافعا ،وجب تغييره إلى األنواع األخرى.
114
ي) الوقت والمكان :يجب:
-أال يمارس المفحوص ،تمارينه البيتية االسترخائية ،بعد االستيقاظ مباشرة ،وال قبل النوم مباشرة.
-أن تمارس في مكان ،يدل على الهدوء والراحة( ،مقعد مريح ،وليس على السرير ،إال في حاالت القلق).
ك) نقل التدريب :
يجب على المعالج ،تشجيع المفحوص ،على نقل تعلمه لالسترخاء ،ليطبقه في حياته اليومية وفي تعامله مع
المؤثرات.
االسترخاء كوسيلة وكهدف عالجي ،فكل عالج نفسي ،أو دوائي ،في الماضي وفي الحاضر استهدف هذه
النتيجة .غير أن الجديد في االسترخاء ،هو االهتمام ،الذي حظي به في السنوات األخيرة ،لما له من أثر فعال ،في
عالج االضطرابات النفسية ،عامة والسيكوسوماتية خاصة.
-التعود التدريجي ،على المواقف المثيرة للقلق ،إذا ما استعمل ،مع أسلوب التطبيق التدريجي وهو أسلوب من
أساليب العالج الذاتي.
-يستخدم في لعب األدوار ،فعندما يطلب من المفحوص ،تأدية دور معين (األب ،الرئيس) قد تسبب له مصد ار
للقلق ،ولكن بمعية أسلوب االسترخاء ،يستقبل المفحوص األدوار ،دون أن يعاني من مشاكل اتجاهها،
وبالتالي نجاح أسلوب لعب األدوار.
-يستخدم للتغيير ،من االعتقادات الفكرية الخاطئة ،التي قد تكون أحيانا ،من األسباب الرئيسية ،في إثارة
االضطرابات االنفعالية .ويمكن للشخص أن يدرك المواقف المهددة بصورة عقلية ومنطقية .من المعروف
أن االسترخاء ،عندما يستخدم في عالج حاالت القلق والمخاوف ،وتوهم المرض ،من شأنه أن يمنح الشخص
بصيرة ،عقلية وواقعية بطبيعة قلقه .فالقلق الذي كان يعتقد المريض ،أنه ألسباب فيزيولوجية عضوية ،يصبح
شيئا يمكن ضبطه ،والتحكم فيه ذاتيا.
الواقع الفيزيولوجي للفرد ،هو واقع متكامل ،يشمل الوظائف الجسمية ،كما يشمل الوظائف والعمليات الفكرية،
والعاطفية والسلوكية .ولهذا فإنه من المتعذر علينا ،اإلحاطة بالواقع الكلي والكامل ،ألي إنسان ،بمجرد اإلحاطة بجزء
من تكوينه ،سواء كان هذا الجزء ،نفسيا أو جسميا .إن من طبيعة هذا الواقع ،أن يتغير من حال إلى حال ،بين
115
لحظة وأخرى .إذا ما استجدت العوامل المحفزة للتغيير ،من محيط الفرد الداخلي أو الخارجي ،وفي أي جزء من
كيان الفرد ،سواء كان ذلك نفسيا أو جسميا ،أو فيهما في آن واحد .وللتغير الحادث في مجال اي منها ،أن يحدث
أثرا ،ولو غير محسوس ،أو واضح وبأي وسيلة قياسية ،في الوقت الحاضر .ما يحدث في حاالت االسترخاء يوصف
دائما بالقياس ،مع الحالة الفيزيولوجية المسماة ،بحالة الراحة الفيزيولوجية .يكون الفرد فيها جالسا بارتياح ،أو مستلقيا
ومغمض العينين ،وغير معرض إلثارات حسية ،من صوت أو ضوء أو لمس ،وغير مشغول ،بعمليات فكرية مزعجة،
أو تتطلب التركيز.
أفادت المالحظات االختبارية ،بأن الفرد في مثل هذه الحالة من الراحة ،يكون في حالة معتدلة من الفعل
الفيزيولوجي ،سواء كان ذلك ،في حركة القلب ،أو التنفس ،أو حركة الدماغ.
الطقوس التي مارسها اإلنسان ،بصورة فردية أو جماعية ،عبر عصور طويلة ،من تاريخه ضمنت له استجابات
االسترخاء ،والتقليل من التوتر .فمعظم هذه الطقوس ،تتطلب درجة من التركيز النفسي الداخلي ،الذي من شأنه أن
يعزل الفرد ،عن المؤثرات المحيطية الخارجية .والهدف هو الدمج المتوازن بين الجسد والنفس .وفي جميع هذه
الحاالت من التوازن والتناسق ،بين الشعور والجسم ،يكمن سر االسترخاء ،وما يؤدي به من االنفراج النفسي .وهكذا
فإن هذه األنواع من االسترخاء ،تدخل الفرد في حالة ،يتغير فيها وعيه ،ويصبح بعد انتهائها ،قاد ار على أداء نشاطاته
بكل حيوية ،وبطاقة متجددة .وأهم هذه األنواع:
-االسترخاء التخيلي :يقوم على تخيل مشهد يبعث على الهدوء والسكينة.
-االسترخاء التأملي.
-االسترخاء بتمارين التنفس.
-االسترخاء بالتدليك.
-االسترخاء بسماع القرآن :ألنه فيه شفاء لما في الصدور" أال بذكر هللا تطمئن القلوب" .صدق هللا العظيم.
-استرخاء الجسم بتمارين" جاكوبسون" :يبني أسلوبه على أساس ،أن هرموني ،األدرينالين والنورأدرينالين.
فقد تمت دراسة هذه الهرمونات ،في حالة مقارنة ،ومتضادة ،كحاالت الكسل والجهد العضلي ،وقلة النشاط
الجسمي ،وحاالت اإلثارة الحسية .وقد أفادت هذه الدراسات ،بوجود فروق ،في مقادير الهرمونات ،مثل إفراز
هرمون األدرينالين ،يبلغ ثالث أضعاف ،في حالة التوتر ما يبلغه في حاالت االسترخاء.
116
كما يمكن مالحظة ،الفرق بين االسترخاء والتوتر ،من خالل جهاز لرصد حركة النبض السماعي ،وجهاز لرصد
حركة تخطيط الدماغ .EEG
االسترخاء التأملي:
معظم حاالت التأمل ،يصاحبها ،أو ينجم عنها ،حالة من االسترخاء .ويمكن وصف هذه الحالة ،بأنها أشبه ما
تكون ،بحالة الراحة الفيزيولوجية للجسم .وفيها يكون الجسم في حالة راحة عميقة ،مع هبوط في فعالية الجهاز
العاطفي ،وانخفاض في مستوى االنفعاالت ،الحسية والعاطفية وفي التوتر العضلي ،وغيرها ،من التغيرات الفيزيولوجية،
الظاهرة أو الداخلية في الجسم ،بما في ذلك الدورة الدموية ،والتنفس ،والجهاز الهرموني ،والحركة الدماغية.
أن يجلس الفرد وهو مستلق على ظهره ،وعيناه مغمضتان ،وأثناء ذلك ،يركز على ترديد صامت الكلمة معينة.
يجلس الفرد في غرفة مظلمة ،في الوقت الذي يجري فيه تسجيل ،لحركاته الدماغية ،وعندما يدق الجرس،
يطلب إلى الفرد ،أن يبين فيما إذا كانت حركته الدماغية "" "αالفا" (وهي الحركة الدماغية المسيطرة أثناء راحته
الفيزيولوجية) ،ويخبر إذا كان تقديره صحيحا أو خاطئا ،وبصورة تدريجية يصبح الفرد قاد ار على الربط بين شعوره
الداخلي ،وبين الحركة الكهربائية لدماغه .وفي النهاية يصبح قادرا ،على أن يزيد أو يقلل ،من انبعاث حركة ""α
الدماغية ،واالسترخاء لوحده.
إن القلق يحدث التوتر العضلي ،وعملية االسترخاء وتتم في عدة جلسات ،يقوم الفرد في كل جلسة منها ،بتمارين
االسترخاء ،لمجموعة من العضالت ،بتسلسل منتظم في جلسة واحدة .وتبدأ هذه التمارين ،بإرخاء عضالت الذراعين،
وفي الجلسة الثانية ،إرخاء عضالت الرأس والوجه والجبين ،ثم الرقبة والفم واألنف على التوالي ،ومنه إلى األطراف
السفلى.
يقوم المفحوص ،بتكرار هذه التمارين في البيت ،وبالممارسة ،ينخفض مستوى القلق لديه ،كما أنها تزيد من
تقبله ،وتعلمه ،ألساليب عالجية أخرى.
117
االسترخاء العضلي عن طريق التطبع الصوتي :
هذا األسلوب االسترخائي ،يستخدم جها از صوتيا ،مترونوم » « Métronomeالذي ينبض ستون نبضة
صوتية ،في الدقيقة ،وتجري تمارين االسترخاء ،بالتوافق مع نبض الجهاز .هذا التوافق ،يؤدي في النهاية ،إلى إقامة
حالة التطبع الشرطي ،هذا األسلوب التقني ،إلحداث االسترخاء ،يمكن المفحوص من استعماله في البيت ،أو العمل
عند الضرورة .كما يمكن تسجيل نبض الجهاز على جهاز K7لنفس الغرض( .العيسوي ،1997 ،صفحة )155
-الرغبة في االسترخاء ،ومحولة مساعدة المعالج ،على إنجاح تطبيق االسترخاء ،وبالتالي الوصول إلى نتائج
إيجابية ،في خفض التوتر.
-توفر درجة من التركيز النفسي الداخلي.
-سليم من األمراض العقلية.
-الهدوء الجسمي واالمتناع عن الحرك.
118
-8مجاالت استخدام العالج باالسترخاء:
إن تدريبات االسترخاء ،قاسم مشترك ،في معظم العالجات السلوكية ،بل وغير السلوكية ويستخدم مع المرضى،
واألسوياء ،على حد سواء .وألنه يرتبط بالتوتر ،ال يستغني عنه مريض أو سوي .بمعنى ال حصر لمجاالت استخدام
االسترخاء.
ثمة عوامل عديدة ،تحدث التوتر ،وبالتالي تعطل االسترخاء الطبيعي وتؤجله .وألنه في حد ذاته ،طاقة سالبة
مكتومة ،البد لها أن تخرج .فبدال عن االستخدام الخاطئ ،للطاقة الحيوية ،الذي يحتوي على كثير من أسباب
ومظاهر التوتر .ممارسة االسترخاء ،تظهر الطاقة اإليجابية ،وتخفضه.
التوتر الجسمي ،ينشأ غالبا من التوتر الذهني ،ألن الجسم ،ما عليه إال أن يستجيب ألوامر الدماغ ،فإن كانت
األوامر سالبة ،فاالستجابة الجسمية ،تكون توتر ،ويتطلب استرخاء ذهني.
التوتر مثل الصدأ ،البد له أن يزال بسرعة ،وباستمرار ،ألن المشكلة الحقيقية ،التي يعاني منها اغلبية المرضى،
والمضطربين نفسيا ،او جسديا ،هي عدم الصيانة النفسية ،التي دائما نؤجلها إلى حين حدوث االضطراب ،العادات
السيئة في :العمل ،الجلوس ،النوم ،الالتنظيم ،األفكار الحصرية ،والتحميل الزائد على األعصاب والعضالت ،األرق.
. .الخ .وعليه االسترخاء مطلب يومي في الحياة المعاصرة.
يمكن التركيز ،على المناطق التالية ،سواء في عملية التدريب ،على االسترخاء ،أو في التأكد من مدى نجاحه،
باعتبار هذه المناطق بؤر التوتر.
الشكل رقم ( :)08مخطط يوضح المناطق المستهدفة من التوتر والتي يجب التركيز عليها أثناء االسترخاء
الرأس والرقبة
الجبهة
الكتفين
الساقين واألرجل
119
قائمة المراجع:
أحالم مهدي عبد هللا .)2013( .اليقظة الذهنية لدى طلبة الجامعة .مجلة األستاذ.)205(2 ، .1
أسماء طه النوري( .بال تاريخ) .أثر أبعاد اليقظة الذهنية في اإلبداع التنظيمي .مجلة العلوم االقتصادية .2
واالدارية.)68(18 ،
إسمهان يونس .)2015( .اليقظة العقلية وعالقتها بأساليب التعلم لدى طلبة المرحلة اإلعدادية .جامعة واسط. .3
أشرف محمد محمد عطية .)2011( .فعالية العالج بالقبول واإللتزام في تخفيف حدة اإلكتئاب لدى أمهات .4
األطفال المصابين باألوتيزم .مجلة دراسات عربية.484 - 429 ،)3(10 ،
ألفت حسين كحلة .)2009( .العالج المعرفي السلوكي والعالج السلوكي عن طريق التحكم الذاتي لمرضى .6
االكتئاب .القاهرة :إيتراك للطباعة والنشر والتوزيع.
أماني الهاشم .)2017( .درجة توافر اليقظة الذهنية لدى مديري المدارس الثانوية الحكومية وعالقتها بدرجة .7
ممارسة سلوك المواطنة التنظيمية للمعلمين من وجهة نظرهم .األردن :رسالة ماجستير ،جامعة الشرق األوسط.
تامر صمويل .)2019( .تقنية الحرية النفسية بين العقالنية والتحليلية .مكتبة أنجلو المصرية. .8
حامد زهران .)2005( .علم نفس النمو الطفولة والمراهقة .القاهرة :عالم الکتب ،ط.6 .9
حسام عماد كاظم جواد الزاملي .)2018( .اليقظة العقلية لدى طلبة الجامعة .كلية التربية جامعة القادسية. .10
خلود رحيم ،و سهام كاظم .)2016( .عالقة اليقظة العقلية بصراع األدوار لدى الطالبات المتزوجات في .11
كلية التربية للبنات .مؤتمر العلمي التخصصي 21لكلية التربية الجامعة المستنصرية.
رانية موفق الطوطو .)2018( .اليقظة العقلية وعالقتها بالتفكير التأملي لدى طلبة جامعة دمشق .مجلة .12
جامعة البعث.)4(40 ،
سامي محسن الختاتنة .)2019( .فاعلية برنامج للتدريب على اليقظة العقلية في خفض الضغط النفسي .13
وتحسين نمط الحياة لدى طلبة جامعة حكومية في األردن .دراسات العلوم التربوية ،الملحق .46 ،1
120
سعد أنور بطرس السندي .)2010( .اليقظة العقلية وعالقتها بالنزعة االستهالكية لدى موظفي الدولة .رسالة .14
ماجستير غير منشورة ،جامعة بغداد ،كلية اآلداب.
سلوى فؤاد المري( .بال تاريخ) .اليقظة العقلية لدى الطالبات الممارسات وغير الممارسات لألنشطة الرياضية .15
وعالقتها بالتحصيل الدراسي .المملكة العربية السعودية :كلية التربية ،جامعة حفر الباطن.
شادية ابراهيم عزير ،داخل سندس قاسم ،و دعاء عالوي كريم .)2017( .اليقظة الذهنية لدى طلبة الجامعة. .16
كلية التربية ،جامعة القادسية.
عبد الرحمان العيسوي .)1997( .العالج النفسي .لبنان :دار الرتب الجامعية. .17
عبد الستار ابراهيم .)1994( .العالج النفسى السلوكى المعرفى الحديث .القاهرة :دار الفجر للطباعة والنشر .18
والتوزيع.
عبد الستار إبراهيم .)1994( .العالج النفسي السلوكي المعرفي الحديث .القاهرة :دار الفجر للنشر والتوزيع. .19
علي حسين مظلوم المعموري ،و محمد علي هادي عبد سالم .)2018( .اليقظة العقلية لدى طلبة الجامعة. .20
مجلة العلوم اإلنسانية.)3(25 ،
علي رزاق العابدي ،و آخرون .)2018( .تأثير اليقظة الذهنية التنظيمية في األداء الريادي .مجلة الغري .21
للعلوم االقتصادية واالدارية.)01(15 ،
علي محمد الشلوي .)2018( .اليقظة العقلية وعالقتها بالكفاءة الذاتية لدى عينة من طالب كلية التربية .22
بالدوامي .مجلة البحث العلمي في التربية(.)19
فاروق السيد عثمان .)2001( .القلق وإدارة الضغوط النفسية .القاهرة :دار الفكر العربي ،ط.1 .23
فاطمة عباس مطلك .)2019( .تأثير اليقظة العقلية في التفكير االيجابي لدى طلبة الجامعةRoute . .24
.)8(6 ،Social Science Journal & Educational
لويس كامل مليكة .)1990( .العالج السلوكي وتعديل السلوك .الكويت :دار القلم للنشر والتوزيع. .25
محمد أحمد النابلسي .)1991( .مبادئ العالج النفسي ومدارسه .بيروت :دار النهضة العربية للطباعة .26
والنشر.
محمد حمدي الحجار .)1990( .فن العالج في الطب النفسي السلوكي .بيروت :دار العلم للماليين ،ط.1 .27
محمود ضحي بنت .)2007( .الطب البديل .فهرست مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء. .28
121
مرام رسمي عودة مخامرة .)2018( .اليقظة الذهنية وعالقتها باإلبداع التنظيمي لدى موظفي مديريات التربية .29
والتعليم العالي في محافظتي الخليل وبيت لحم.)29( .
مها صدام عبد ،و زينب حياوي بديوي .)2018( .اليقظة العقلية لدى طلبة الجامعة .مجلة أبحاث البصرة .30
للعوم االنسانية.)1(43 ،
نجيبة بكيري .)2012( .أثر برنامج معرفي سلوكي في عالج بعض األعراض النفسية للسكريين المراهقين. .31
دكتوراه في علم النفس العيادي جامعة باتنة.
هالة خير سنارى إسماعيل .)2017( .المرونة النفسية وعالقتها باليقظة العقلية لدى طالب كلية التربية - .32
دراسة تنبؤية .مجلة اإلرشاد النفسية(.)50
هبة مجيد عيسى .)2018( .اليقظة العقلية وعالقتها بالتفكير ما وراء المعرفي والحاجة إلى المعرفة لدى .33
طلبة كلية التربية للعلوم اإلنسانية والصرفة -بناء وتطبيق .مجلة أبحاث البصرة للعلوم اإلنسانية.)3(43 ،
سعدوني غديرة 2012،مصير األطفال المصدومين من جراء العنف ،دار الهدى للطباعة .34
والنشر والتوزيع ،عين مليلة ،الجزائر. .35
فيصل محمد خير الزراد . 2005العالج النفسي السلوكي ،دار العمم لماليين ،بيروت،لبنان. .36
التميسي ،ناطق فحل الكيسي ،على ناصر . ) 2017 ( .إختبار فعالية منهج ابطال التحسس و إعادة .37
المعالجة بحركات العين ،مجلة البحوث التربوية و النفسية ( ) 48
شعبان ،مرسلينا . ) 2016 ( ،حركة العينين و المتتابعة و إعادة المعالجة في اإلضطرابات التالية للصدمة .38
مجلة بصائر النفسية .سوريا ( ) 13
وليد خالد عبد الحميد ،إبطال التحسس واعادة العالج بحركات العينين ،المجلة اإللكترونية لشبكة العلوم .39
النفسية ،المجلد ،8العدد.2011 ،31
كيلستورم ج ،ف .التنويم اإليحائي والالوعي النفسي .التقييم والعالج :مقاالت متخصصة من موسوعة .40
الصحة العقلية.
سان دييغو ،كاليفورنيا :أكاديمي بريس؛ .2001 .41
كريش إ ،التنويم اإليحائي للتعزيز السلوكي المعرفي لتخفيف الوزن :إعادة تحليل أخرى .مجلة االستشارات .42
وعلم النفس اإلكلينيكي1996 .؛ .519-517 :64
122
. مراجعة منهجية شاملة: فعالية التنويم اإليحائي كتدخل أللم المخاض والوالدة، ميلين ل س،الندولت أ س .43
.1022-1031 :)6( 31 ؛2011 عام.مراجعة علم النفس اإلكلينيكي
المجلة األمريكية. تداعيات العالج النفسي والتنويم اإليحائي: الحقيقة في الذاكرة. ر، َو ناش م.لين س .44
.208-194 :36 ؛1994 .للتنويم اإليحائي السريري
123
58. Derbyshire, c. H. (2012). Emotional Freedom Technique (E.F.T).
http://www.dchs.nhs.uk/assets/public/dchs/services_we_provide/service-
directory/our-services/health-
psychology/Energy%20Therapies/Emotional%20Freedom%20Technique%20-
%20short%20form.pdf.
59. Edwards, T. (1999). The Use of EFT and Homeopathy in Combination.
http://www.meridian-therapy.org/images/resources/8-
EFT%20&%20Hom%20Book.pdf.
60. Eifert, G. H., Mckay, M., & Forsyth, J. (2006). ACT on life not on anger: the new
Acceptance & Commitment Therapy : Guide to Problem Anger. New Harbinger
Publications: USA.
61. Ekman, P. (2003). Facial expression and emotion. American Psychologist, 48(4),
384.
62. Ekman, P. E., & Davidson, R. J. (1994). nature of emotion: Fundamental
questions. Oxford University Press.
63. Ekman, P., Friesen, W. V., O’Sullivan, M., Chan, A., Diacoyanni-Tarlatzis, I.,
Heider, K., & Tzavaras, A. (1987). Universals and cultural differences in the
judgments of facial expressions of emotion. journal of personality and social
psychology, 53(4), 712.
64. Foster, G. E., & Sheel, A. W. (2005). the human diving response, its function,
and its control. Scandinavian journal of medicine & science in sports, 3(12), 3-
12.
65. Hafter, B., Barbee, J. .., Miller, C., & Shaner, L. (2017). The Aamet Free EFT
Manual. https://www.changeahead.biz/wp-
content/uploads/2016/02/AAMET_Free_EFT_Manual.pdf.
66. Hafter, B., Barbee, J., Miller, C., & Shaner, L. (2011). The EFT free Manual a
Comprehensive Guide to Using EFT (Emotional Freedom Techniques).
http://www.ct.gov/dmhas/lib/dmhas/pubLook,cations/eftfree_manual.pdf.
67. Harris, R. (2009). Passez à l’ACT : Pratique de la thérapie d’acceptation et
d’engagement. Belgique: Boeck.
68. Hartmann, S. (2013). Positive EFT. http://the-eye.eu/public/concen.org/Ex-
Illuminati%20Jay%20Parker%20Free%20Your%20Mind%201-
4%20Conference%20%282011-2016%29/ebooks%201/Positive%20EFT%20-
%20Silvia%20Hartmann.pdf.
124
69. Hayes, S., & Smith, S. (2005). Penser moins pour être heureux : Ici et
maintenant, accepter son passé, ses peurs et sa tristesse. Paris-France: Eyrolles.
70. Jay, O., Christensen, J. P., & White, M. D. (2007). Human face-only immersion
in cold water reduces maximal apnoeic times and stimulates ventilation.
Experimental Physiology, 92(1), 197-206.
71. Kjell, & Forsberg, A. (2010). Introduktion till Emotional FreedomTechniques.
https://www.pdfdrive.com/emotional-freedom-techniques-d61084753.html.
72. Leichsenring, F., Leibing, E., Kruse, J., New, A. S., & Leweke, F. (2011).
Borderline personality disorder. Lancet(377), 74-84.
73. Linehan, M. M. (2005). Track 7: Long progressive muscle relaxation. Putting
your worries on a shelf (compact disc recording). Seattle: Behavioral Tech. LLC.
74. Linehan, M. M., & Egan, K. J. (1979). Assertion training for women. In
A.S.Bellack & M. Hersen (Eds.), Research and practice in social skills training.
New York: Plenum Press.
75. Look, C. (2010). Emotional Freedom Techniques (EFT).
www.attractingabundance.com.
76. Molin, L. (2015). A User Guide to: Using the SUDS Scale to Measure the
Intensity of Feelings.
https://www.inneractions.com.au/downloads/useful_tools/SUDS_Scale-
Intensity_of_Feelings_Measure.pdf.
77. Ortner, N. (2014). The Tapping Solution: A Revolutionary System for Stress-Free
Living. http://www.thetappingsolution.com/TappingSolutionEbook.pdf.
78. Ray, J. L., Baker, L. T., & Plowman, D. A. (2011). Organizational Mindfulness in
Business Schools. Academy of Management Learning & Education, 10(2).
79. Robertson, C., & n.d. (s.d.). Scales for measuring subjective experiences and
emotional responses.
https://www.havening.org/media/articles/04c490_42c325da785c49e5ba972866d
7058c8a.pdf.
80. Sillamy, N. (2003). Dictionnaire psychologie.
81. Sinclair, M., & Beadman, M. (2016). The little ACT Workbook : An introduction
to Acceptance and Commitment Therapy. Malta: Crimson, Gutenberg Press.
82. Staats, A. W. (1975). Social behaviorism. IL: Dorsey Press.
125
83. Staats, A. W., & Staats, C. K. (1963). Complex human behavior. New York: Holt,
Rinehart & Win.
84. Strosahl, K., Robinson, P., & Gustavsson, T. (2012). Brief Interventions for
Radical Change : Principles and Practice of Focused Acceptance & Commitment
Therapy. New Harbinger Publications, Inc.
85. Suls, A., Ed, M. .., Rdn, Ldn., & Elia, D. (2015). Mind Body Happy Hour
Emotional Freedom Technique (EFT) or “Tapping. https://integrativerd.org/wp-
content/uploads/2014/08/EFT-Handout-FNCE-2015.pdf.
86. Thomas, G. p. (2005). Comtemporary Clinical psychology. Second Edition.
87. Tooby, J., & Cosmides, L. (1990). The past explains the present : Emotional
adaptations and the structure of ancestral environments. Ethology and
sociobiology, 11(4), 375-424.
88. Trugeon, L., & Parent, S. (2012). Intervention cognitivo-comportementale auprès
des enfants et des adolescents, Tome1 : Troubles Intériorisé. Canada: Presses de
l’Université du Québec.
89. Williams, D. (2015). Re-Parent Your Inner Child Using EFT.
https://gumroad.com/read.
126