الحبس المؤقت وحرية الفرد (من الصفحة 91-100)

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 10

‫وقد ُأطلق عليها هذا اإلسم بإعتبارها الِج هة التي توِج ه اإلتهام النهائي للمتهم في الجنايات‪ ،‬ويقوم بوظيفة‬

‫النيابة العامة أمام غرفة اإلتهام النائُب العام لدى المجلس القضائي أو أحد ُو كالئه (المادة‪ 177/‬ق إ ج)‬
‫وتنعقد غرفة اإلتهام إما بإستدعاء من رئيسها أو بناًء على طلب النيابة العامة كلما دعت الضرورة لذلك‬
‫وتعتبر غرفة اإلتهام جهَة تحقيٍق تراقب وتشرف على جهات التحقيق القضائي‪ ،‬وتمارس غرفة اإلتهام‬
‫‪.‬صالحياتها في مراقبة التحقيق إذا ما إتصلت بملِف الدعوى بإحدى الطرق المنصوص عليها في القانون‬

‫‪.‬الفقرة األولى‪ :‬مراقبة غرفة اإلتهام لصحة اإلجراءات‪-‬‬

‫حسب فلسفِة المشرِع الجزائري التي تهدف إلى تبسيط اإلجراءات‪ ،‬واإلسراع في َس يرها وضمانا لربح‬
‫الوقت والمصاريف القَض ائية و تجنبا للمماطلة واإلفراط في الدفع بالبطالن بدون مبرٍر لم َيُجز للمتهم حق‬
‫إخطار غرفة اإلتهام بالبطالن ما دام الملف بين يدي قاضي التحقيق‪ ،‬وكل ما يمكن للمحبوس مؤقتا فعله‬
‫هو الدفع بالبطالن بواسطة مذكرة كتابية ُيوِد عها لدى قلم كتاب غرفة اإلتهام حسب أحكام (المادة‪ 183 /‬ق‬
‫‪ :‬إ ج)‪ ،‬وال يكون له هذا الحق إال إذا إلتزَم بمراعاة الشروط التالية‬

‫أ)‪ -‬أن يكون ملف الدعوى معروضا أمام غرفة اإلتهام سواء بعد صدور أمٍر بإرسال المستندات من قبل‬
‫َقاضي التحقيق‪ ،‬أو بمناسبة النظر في إستئناِف أمر مرتبط باإلجراء الَم شوب بعيب البطالن ( الهامش ‪:2‬‬
‫" إن القانون اليجيز للمتهم طلب بطالن إجراءات التحقيق إال أمام غرفة اإلتهام و ذلك بمناسبة إستئناف‬
‫أمر له إرتباط باإلجراء الباطل نفسه أو بمناسبة عرض القضية برمتها على تلك الغرفة بعد أمر التسوية‬
‫لقاضي التحقيق مثل األمر بإرسال المستندات إلى النائب العام أما أثناء سير التحقيق فإن هذا الطلب‬
‫اليكون إال من طرف القاضي المحقق نفسه أو وكيل الجمهورية" المحكمة العليا‪-‬الغرفة الجزائية‪-‬ملف‬
‫‪/‬رقم ‪)362769( :‬‬

‫قرار مؤرخ في ‪ 2005/02/02‬المجلة القضائية العدد ‪ -01 -‬سنة ‪ 2005‬ص‪.387 -‬و قد تالفي المشرع‬
‫الفرنسي هذا النقص بموجب تعديل‪ 02-93 /‬المؤرخ في ‪ 1993/01/04‬الذي مس (م‪ 170/‬ق إ ج‬
‫فرنسي) حيث أجاز ألطراف الدعوى (المتهم) إخطار غرفة اإلتهام و في كل وقت من أجل إلغاء كل‬
‫‪).‬إجراء يتبين له أنه معيب بالبطالن ‪ .‬ص ‪251‬‬

‫ب)‪ -‬أن ال يكون المتهم قد تنازل صراحة عن الدفع بالبطالن أمام قاضي التحقيق وصحَح بتنازلِه‬
‫‪.‬الصريح اإلجراء المعيب حسب (المادة‪ 157 /‬فقرة‪ -2-‬المادة‪ 159 /‬فقرة‪ -2-‬ق إ ج)‬

‫ج)‪ -‬أن يكون اإلجراء جوهريا وهي الحاالُت المتعلقة بإستجواب المتهم المنصوص عليها في (المادتين‪/‬‬
‫‪ 100.‬و‪ 105‬ق إ ج) ومخالفة هذه النصوص يترتُب عليها البطالن‬

‫د)‪ -‬أن يمَس هذا اإلجراء الجوهري حقوق أطراف الُخ صومة (المتهم) فتكوَن هناك مصلحة خاصة قد‬
‫مست بهذا اإلجراء( الحبس المؤقت يقيد حرية الشخص ) فيكون هناك انتقاص في الحقوق المَس طرة‬
‫‪.‬دستوريا والمتعلقة بالحريات الفردية‬

‫الصفحة ‪91‬‬
‫إذن فإذا إحترَم المتهم المحبوس مؤقتا مجمل الشروط السابقة ولم يتنازل عن حق التمسِك‬
‫بالبطالن(الهامش ‪:1‬يتقرر بطالن أمر الحبس المؤقت إما بمخالفة أحكام المادتين ( ‪100‬و‪ )105‬وهو ما‬
‫يعرف بالبطالن الصريح حسب (المادة‪ 157 /‬ق إ ج)‪،‬وإما بمخلفة األحكام الجوهرية المتعلقة بباب‬
‫التحقيق والتي يترتب على مخالفتها اإلخالل بحقوق الدفاع المتعلقة بالمتهم وهو ما يعرف بالبطالن‬
‫الجوهري حسب (المادة‪ 159/‬ق ! ج) ‪،‬وقد يكون البطالن متعلقا بالنظام العام وهو ما يعني مخالفة‬
‫األحكام العامة للتنظيم القضائي الذي يترتب عليه مساس بمصالح كل أطراف الدعوى) الذي طاَل‬
‫إجراءات التحقيق التي أدت إلى حبسِه مؤقتا‪ ،‬والمتعلقة أساًسا ببطالن إجراءات السماِع عند الحضور‬
‫األول‪ ،‬أو إجراء اإلستجواب أو أُي إجراء من إجراءات التحقيق األخرى التي أدت إلى حبسه مؤقتا‪ ،‬فإن‬
‫له الحَق في تقديم مذكراٍت كتابية أمام غرفة اإلتهام التي تتولى َم همة النظر في مسألة إبطال أمر الحبس‬
‫‪.‬المؤقت الصادر في حقه‬

‫وكذلك الحاُل بالنسبة لقاضي التحقيق عند دراسته لَم لف الدعوى‪ ،‬فإذا تبين له أن إجراٌء من اإلجراءات‬
‫التي قام بها هو نفسه‪ ،‬أو تمت بموجب إنابة قضائية يشوبها عيُب البطالن‪ ،‬فله أن يبادر ومن تلقاء نفسه‬
‫بإرسال ملف اإلجراءات لوكيل الجمهورية ليأخذ رأيه فيه ثم يخطر مباشرة غرفة اإلتهام وهي جهاز‬
‫المراقبة والوصاية لقاضي التحقيق‪ ،‬وذلك بعد إخطار كل من المتهم والطرف المدني بهذا القرار من أجل‬
‫‪.‬إلغاء اإلجراء المشوب بالبطالن (المادة‪ 158 /‬فقرة‪ -01-‬ق إ ج)‬

‫ويتمتع وكيل الجمهورية بنفِس الحق في إخطار غرفة اإلتهام طبًقا لنص (للمادة‪ 158 /‬فقرة‪ -02 -‬ق إ ج)‬
‫وذلك إذا ما إكتشَف عند إطالعه على الملف أن إجراء من إجراءات الدعوى مشوٌب بعيب البطالن‪ ،‬فله‬
‫أن يطلب من قاضي التحقيق ُم وافاته بملف اإلجراءات بعد إخطار األطراف ويرسل الملف إلى غرفة‬
‫‪.‬اإلتهام مرفوقا بعريضٍة تحمل طلباته‪ ،‬ألجل إلغاء هذه األخيرة اإلجراء المشوب بالبطالن‬

‫متى تم إخطار غرفة اإلتهام للنظر في بطالن اإلجراءات فإنها تنعقد للفصل في الطلب المقدم إليها حسب‬
‫أحكام (المواد ‪ 178‬إلى ‪ 185‬ق إ ج) فتنظر في صحة اإلجراءات المرفوعة إليها‪ ،‬فإذا تبين لها سبب من‬
‫أسباب البطالن قضت ببطالن اإلجراء المشوب به وعند اإلقتضاء ببطالن اإلجراءات التالية له كلها أو‬
‫بعُضها (الهامش ‪ :2‬بموجب (المادة‪ 191/‬ق إ ج ) فإنه يجب على غرفة اإلتهام إبطال محضر اإلستجواب‬
‫وأمر الحبس المؤقت الالحق عليه‪،‬إذا كان البطالن مقررا بنص صريح (المادة ‪ 157/‬ق ! ج) ‪،‬أما إذا كان‬
‫البطالن مخالفا لقواعد جوهرية كالقواعد القانونية للحبس المؤقت فإن لغرفة اإلتهام الحق في تقرير بطالن‬
‫اإلجراء المشوب بعيب البطالن مع حريتها في مد هذا البطالن ألمر الحبس المؤقت الالحق عليه من‬
‫عدمه (المادة‪ 159/‬ق إ ج))‪ ،‬ولها بعد اإلبطاِل أن تتصدى لموضوع اإلجراء أو ُتحيل الملف إلى قاضي‬
‫التحقيق نفسه أو غيره لمواصلة إجراءات التحقيق‪ ،‬والتصرف أو القضاء بخالِف هذا المبدأ يعتبُر خطأ في‬
‫‪.‬تطبيق القانون‬

‫الصفحة ‪92‬‬
‫إذن فُغ رفة اإلتهام بموجب صالحيتها التي خولها لها القانون تمارس الرقابة القضائية وبشكٍل تلقائي على‬
‫جميع أوامر وإجراءات التحقيق وخاصة أوامر الحبس المؤقت‪ ،‬إن كان هَناك إعتداٌء على أحكام القانون‬
‫اإلجرائي‪ ،‬ولكن سلوك الطريق إلى غرفة اإلتهام أثناء سير إجراءات التحقيق حَق مقرر لقاضي التحقيق و‬
‫وكيل الجمهورية‪ ،‬دون المتهم وهو ما ُيشكل مساسا بحقوق الدفاع‪ ،‬على إعتبار أن قاضي التحقيق خاصًة‬
‫ليس طرفا في الدعوى الجزائية وليست له مصلحٌة خاصة فيها وحاالت البطالن هذه تتعلق بمصلحة‬
‫الُخ صوم ووظيفة قاضي التحقيق تتطلب منه الحياد‪ ،‬وعليه فلألطراف وحدها الحق في الدفاع عن‬
‫مصالحها والطعن في اإلجراءات المشوبة بالبطالن‪ ،‬وهو ما ال يزاُل غائبا عن أحكام ونصوص التشريع‬
‫‪.‬اإلجرائي الجزائري‬

‫‪.‬الفقرة الثانية‪ :‬ممارسة غرفة اإلتهام ُس لطة المراجعة على ملف الدعوى‪-‬‬

‫بعد أن يقوم قاضي التحقيق بإرساِل ملف الدعوى إلى النيابة العامة التي تتولى تحويله إلى غرفة اإلتهام‪،‬‬
‫تتحقق معاني الرقابة القضائية المخولة لغرفة اإلتهام على إعتباِر أنها الجهة التي تملك سلطة الِس يادة على‬
‫ملف الدعوى‪ ،‬بوصفها جهة قضائية كاملة اإلختصاص في مادة التحقيق الجنائي‪ ،‬وعلى هذا األساس‬
‫وجَب عليها أن ُتحقق فيما إذا كانت اإلجراءات كاملة وسليمة وأن الشكليات التي اشترطها القانون قد‬
‫أحُترَم ت وُر وعيت بأمانة‪ ،‬وعليها إثارة حاالت البطالن ولو تلقائيا‪ ،‬فإذا إكتشفت غرفة اإلتهام أن إجراء‬
‫من اإلجراءات التحقيق مشوب بالبطالن قضت بإلغائه وتقرر فيما إذا كان البطالن ينصب على اإلجراء‬
‫‪.‬المشوب بعيب البطالن وحده أم يمتُد جزئيا أو كليا لإلجراءات الالحقة له‬

‫أما أشكال ممارسة غرفة اإلتهام لُسلطتها في تحقيق الرقابة القضائية من خالل مراجعة ملف الدعوى‪،‬‬
‫‪:‬فيمكن أن تتخذ صوًرا أخرى غير إثارة وتقرير البطالن فتكون في شكل األوامر التالية‬

‫أ) إذا تراءى لها نقٌص في تحقيق قاضي التحقيق فإنه من صالحياتها األمر بإجراء تحقيقات سواء تكميلية‬
‫أو إضافية‪ ،‬وهو ما ُيعرف بالتوسع في التحقيق‪ ،‬حسب (المادة ‪ 187 – 186 /‬ق‪.‬ا‪.‬ج) فتمكن هذه‬
‫التحقيقات من الوصول إلى الحقيقة الِفعلية التي قد ُتبرئ المتهم وبالتالي إخالء سبيله (الهامش ‪ :2‬إذا لم‬
‫تعين غرفة اإلتهام من يقوم بإجراء التحقيق التكميلي وقام قاضي التحقيق بالمحكمة دون إنابة بذلك فإن‬
‫ذلك يعد مخالفة إلجراءات اإلختصاص و متى كان ذلك إستوجب نقض و إبطال القرار المطعون فيه "‬
‫المحكمة العليا ‪ -‬الغرفة الجزائية‪ -‬ملف‪/‬رقم‪ )72929( :‬قرار مؤرخ في‪ -1990/11/20 :‬المجلة القضائية‬
‫‪).‬العدد ‪ 04‬سنة ‪ - 1992‬ص ‪)176‬‬

‫ب)‪ -‬بعد اإلنتهاء من فحص التحقيقات اإلبتدائية أو التكميلية‪ ،‬فلها أن ُتصدر قرارا بانتفاء وجه الدعوى إذا‬
‫رأت أن الوقائع ال تشكل جريمة وأن األدلة غير كافية إلسناد الوقائع للمتهم‪ ،‬أو كان‬

‫الصفحة ‪93‬‬
‫المتهم مجهوال‪ ،‬ويترتب على هذا القرار اإلفراج عن المتهم المحبوِس مؤقتا ما لم يكن محبوسا لسبب آخر‬
‫‪(.‬م‪ 195/‬ق‪ -08-01-‬ق إ ج)‬

‫ج)‪ -‬كما لها أن تصدر قرارا بإحالة الدعوى أمام محكمة الُجنح إذا تبين لها أن الواقعة جنحة كما أن لها‬
‫الحق بإحالتها أمام قسم المخالفات إذا تبين لها أن الواقعة مخالفة (م‪ 196/‬ق إ ج) َم ع مراعاة ضرورة‬
‫اإلفراج عن المتهم في حال كانت الواقعُة الداخلة تحت وصف الجنحة ال تحتمل عقوبة الحبس‪ ،‬أو كانت‬
‫‪.‬الواقعة عبارة عن مخالفة ال غير‬

‫د)‪ -‬أما إذا تبين لها أن الوقائع تشكل جناية (م ‪ 197 /‬ق إ ج) أمرت بإحالة الدعوى أمام محكمة الجنايات‪،‬‬
‫‪.‬وبالتالي تأييد أمر الحبس المؤقت واإلبقاء على المتهم محبوًسا‬

‫إذن فمعنى الرقابة القضائية يتحقق بشكل أوضح من خالل ممارسة غرفة اإلتهام لرقابتها على إجراءات‬
‫التحقيق‪ ،‬وخاصة عند اتصالها بملف الدعوى بُم وجب أوامر التصرف في التحقيق فتختص غرفة المشورة‬
‫بالنظر في صحة اإلجراءات المرفوع إليها‪ ،‬فإذا رأت أن األوامر والقرارات الصادرة عن قاضي التحقيق‬
‫في شأن الحبس المؤقت مخالفة للشروط القانونية وجب عليها إبطال تلك األوامر والقرارات‪ ،‬كعدم توافر‬
‫األسباب المنصوص عليها في (م‪ 123/‬ق ‪ 08-01‬ق إ ج) أو عدم تطابق المدة المحددة مع طبيعة الجريمة‬
‫·حسب (م‪ 125 /-1-125/125/ 124/‬مكرر ق إ ج)‬

‫وقد تكون رقابة غرفة اإلتهام ذات أثر سلبي على المتهم المحبوس مؤقتا وذلك في حال إتصالها بملف‬
‫الدعوى بناًء على إصدار قاضي التحقيق أمرا بأال وجَه للمتابعة وكان هذا األمُر محل إستئناف النيابة‬
‫‪.‬العامة أو الطرف المدني أو إستئناف أمر اإلحالة إلى محكمة الجنح أو المخالفات‬

‫فإذا تبين لها أن قاضي التحقيق قد بذل مجهودا للحصول على الحقيقة وناقش أدلة اإلثبات وإتخذ‬
‫اإلجراءات الضرورية لحسن َس ير التحقيق ثم استخلص أنه ال بد من األمر بأال وجه للمتابعة‪ ،‬أو باإلحالة‬
‫على محكمة الجنح أو المخالفات‪ ،‬فإنه يتعين على غرفة اإلتهام أن تأييد هذا األمر‪ ،‬و من ثم تكون غرفة‬
‫اإلتهام قد مارست حق الرقابة‪ ،‬وإذا ما تبين لها أن قاضي التحقيق لم يقدر الوقائع واألدلة وأهمل جزءا من‬
‫وظيفته فلم يتخذ أًيا من اإلجراءات التي تضمن حسن سير التحقيق فلغرفة اإلتهام أن تأمر بإتخاذ ما تراه‬
‫‪.‬مناسبا ألجل إستيفاء إجراءات التحقيق (م‪ 187 /‬ق إ ج)‬

‫وينبغي على غرفة اإلتهام في كل األحوال مراعاة المهل المحددة في (م‪ 197/‬مكرر ق ‪ 08-01‬ق إ ج)‬
‫ألجل إصدار قرارها في موضوع الدعوى وذلك تحت طائلِة اإلفراج الُو جوبي عن المتهم في حال‬
‫‪.‬إنقضائها دون إصدار قرارها ضمن الحدود الزمنية القصوى المبينة في نص المادة‬

‫الصفحة ‪94‬‬

‫‪.‬الفقرة الثالثة‪ -‬ممارسة الرقابة بأشكاٍل أخرى‪-‬‬


‫لغرفة اإلتهام خارج إختصاصها بنظر طلبات إبطال اإلجراءات المشوبة بعيوب البطالن‪ ،‬وخارج نطاق‬
‫رقابتها على ملف الدعوى بعد إصداِر أوامر التصرف في التحقيق من قبل قاضي التحقيق‪ُ ،‬سلطة النظر‬
‫في موضوع الحبس المؤقت‪ ،‬وسلطة اإلفراج خصوصا عن المتهم وذلك في الحاالت الوارد ذكرها في‬
‫نص (المادة‪ 128/‬ق إ ج) والتي سبق وأن تعرضنا إليها عند دراسة السلطات المخولة لغرفة اإلتهام‬
‫‪.‬للفصل في طلبات اإلفراج‬

‫كما أن لها الحق أن تنظر في مسألة الحبس المؤقت بمناسبة طلب قاضي التحقيق تمديد مدة الحبس المؤقت‬
‫في مواد الجنايات إذا رأى ضرورَة ذلك وفق ما جاء في نص(المادة ‪ -1-125‬فقرة‪ -07-06-05-04-‬ق‬
‫‪ 08-01.‬ق إ ج) و(المادة ‪ 125 /‬مكرر فقرة‪ -05 -04-‬ق ‪ 08-01‬ق إ ج)‬

‫كما لها سلطة النظر في الطلبات التي يرفعها إليها مباشرة المتهم‪ ،‬تظُلما من تقاُعس قاضي التحقيق بشان‬
‫الفصل في طلب اإلفراج المقدم من قبله (المادة‪ 127/‬الفقرة ‪ -02-‬ق إ ج)‪ ،‬وعلى غرفة اإلتهام مراعاة‬
‫‪.‬أجل الثالثين يوما (‪ ،)30‬من يوم رفع الطلب إليها ألجل البث في طلب اإلفراج المقدم من المتهم‬

‫وما ُيالحظ أن غرفة اإلتهام مجبرة على الفصل في استئناف أوامر الحبس المؤقت في أجل عشرين (‪)20‬‬
‫يوما‪ ،‬أما ُم هلة الفصل في الطلبات المباشرة المتعلقة باإلفراج أو تلَك المتعلقة بنظر البطالن‪ ،‬فهي ثالثون‬
‫يوما (‪ )30‬وهو ما ال يعرف مغزاه‪ ،‬فال َح بذ لو أقر المشرع بتوحيد هذه الُم هل وجعلها أقصر ضمانا‬
‫‪.‬للسرعة وتجنب إطالة بقاء المتهم محبوسا ُم ؤقتا‬

‫إذن فالمقصود بالرقابة القضائية بمعنى سلطة إلغاء األمر المشوب بعيب البطالن‪ ،‬تتحقق بدءا بجهود‬
‫قاضي التحقيق‪ ،‬لتختتم بممارسة غرفة اإلتهام سلطتها في إلغاء األمر بالحبس المؤقت إذا ما أمر به بشكل‬
‫تعُسفي أي مخالف للشروط الشكلية والموضوعية المنصوص عليها صراحًة في نصوص القانون‬
‫‪.‬اإلجرائي‬

‫وحرصا على تدعيم مبدأ الرقابة على مشروعية الحبس المؤقت وتحقيقا للتوازن المنشود بين ِج هة اإلتهام‬
‫والمتهم فقد أعطى المشرع الوطني للمتهم كذلك الحق في ممارسة الرقابة على أمر حبسه‪ ،‬وجعله مقترنا‬
‫أساس بممارسة هذا األخير لحقه في الطعن‪ ،‬فما هي ياترى السبل المتاحة للمتهم ألجل ُم مارسة الرقابة‬
‫على أمر الحبس المؤقت الصادر في حقه‪ ،‬وما هي الضمانات والنتائج التي تترتب جراء ممارسة هذه‬
‫الرقابة؟‬

‫الصفحة ‪95‬‬

‫‪.‬المطلب الثاني‪ -‬الرقابة القضائية بناًء على طلِب المتهم‪-‬‬

‫إن الوقوف عند اإللتزام بتسبيب األمر الصادر بالحبس المؤقت دون تقرير حق الطعن فيه من ِقبل الصادر‬
‫ضده‪ ،‬وترك المتهم محبوسا لحين اإلنتهاء المدة المقررة للحبس ما هو إال حماية شكلية‪ ،‬وإخالل بحقوق‬
‫اإلنسان في حماية حريته وبحقه في األمن‪ ،‬وهو القانون الذي يجب أن تحرص عليه كافُة الدساتير‬
‫والتشريعات فما فائدة التسبيب إذا لم يقتِر ن بحق عرض األمر المسبب على جهة الطعن التي تملك سلطته‬
‫‪.‬الرقابة عليه فتأيده أو تلِغ يه حسبما تراه متفقا مع شرعية األمر ومبرراته الواقعية وسنده القانوني‬

‫وقد اتجهت ُم ختلف التشريعات إلى األخذ بهذا الحق وهو ما نستخلصه من نص (المادة‪ )13 /‬من اإلتفاقية‬
‫األوروبية لحماية حقوق اإلنسان بأن "لكل شخص يتمتع بحق الحرية بموجب نصوص هذه اإلتفاقية‪ ،‬إن‬
‫وقع إعتداٌء على هذا الحق فله أن يطعن أمام هيئة وطنية في القرار الصادر ضده حتى ولو كان صادرا‬
‫‪''.‬من قبل أشخاص مؤهلين ويمارسون وظائفهم الرئيسية‬

‫كما ورد في نص(المادة ‪ / 05‬فقرة ‪ )4‬من نفس اإلتفاقية "لكل شخص َم حروم من حريته بسبب القبض‬
‫عليه‪ ،‬الحق في الطعن ضد هذا اإلجراء أمام المحكمة التي تفصل في مشروعية الحبس في أقرب وقت‬
‫‪".‬لتأُم ر بإخالء سبيله إذا كان الحبس غير مشروع‬

‫فالرقابة القضائية بناًء على طلب المتهم تكون في شكل سلوك طريق الطعن العادي أي استئناف المتهم‬
‫ألمر الحبس المؤقت الصادر ضده‪ ،‬أمام الجهة القضائية األعلى درجة للنظر في مدى مشروعيته (الفرع‬
‫األول)‪ ،‬أو في سلوك طريق طعن غير عادي يتمثل في اإللتجاء إلى جهة أخرى يحددها المشرع ويضع‬
‫‪.‬سبال َخ اصة للجوء إليها (الفرع الثاني)‬

‫‪.‬الفرع ‪ -01‬سلوك طريق الطعن العادي (اإلستئناف)‪-‬‬

‫تتفق ُم عظم التشريعات الجزائية على منِح المتهم حق الطعن في أمر حبسه مؤقتا‪ ،‬وقد أكدت البعُض منها‬
‫ذلك في دساتيرها وهو ما قضى به الدستور الهندي ‪( 1949‬المادة ‪ /22‬فقرة ‪ ،)5‬والدستور األيسلندي‬
‫‪( 1920‬المادة ‪ ،)61 /‬الدستور الدنماركي لسنة ‪ ،1915‬وقد جعل دستور أيسلندا من أمر استئناف أمر‬
‫الحبس المؤقت مثله مثل إستئناف األحكام الصادرة في الدعوى الجنائية من حيث ُخ ضوع كالهما لنفس‬
‫‪.‬اإلجراءات‬

‫الصفحة ‪96‬‬

‫وهو ما أكدتُه مختلف التشريعات األخرى لهذا الحق من خالل نصوص قواعد قانون اإلجراءات الجزائية‪،‬‬
‫‪.‬وهو ما ينص عليه التشريع اإلجرائي البلجيكي‪ ،‬اإلسباني‪ ،‬الهولندي‪ ،‬األلماني‬

‫وأمام هذا الواقع ِس لك المشرع الجزائري بداية سلوك المشرع الفرنسي حيث كانت (المادة‪ 172 /‬من قانون‬
‫‪-13‬فيفري‪ 1983-‬ق إ ج) تمنح للمتهم أو وكيله الحق في رفع إستئناف أمام غرفة اإلتهام بالمجلس‬
‫القضائي عن األوامر المنصوص عليها في المواد (‪ )127 -125 -74‬وكذلك عن األوامر التي ُيصدرها‬
‫قاضي التحقيق في إختصاصه بنظر الدعوى إما من تلقاء نفسه أو بناء على دفع أحد الخصوم بعدم‬
‫اإلختصاص‪ ،‬وهو ما كان يقضي به القانون اإلجرائي الفرنسي قبل تعديل ‪ 17‬جويلية ‪ ،1970‬ولكن بعد‬
‫تعديل ‪ 2001/01/26‬بموجب القانون ‪ 08-01‬إتخذ المشرع الجزائري موقفا جديدا فمنح للمتهم حق‬
‫إستئناف أمر حبسه مؤقتا‪ ،‬وهو ما تترجم من خالل نص (المادة‪ 123/‬مكرر ق ‪ 08-01‬ق إ ج) حيث جاء‬
‫فيها أنه "يجب أن يؤسس أمر الوضع في الحبس المؤقت على األسباب المنصوص عليها في المادة ‪123‬‬
‫‪.‬من هذا القانون‬

‫يبلغ قاضي التحقيق األمر المذكور شفاهًة إلى المتهم وينبهه بأن له ثالث (‪ )03‬أيام من تاريخ هذا التبليغ‬
‫‪".‬إلستئنافه‬

‫وقد تعزز حق اإلستئناف بالنص عليه ضمن أحكام (المادة‪ 172/‬ق‪ 14-04-‬ق ! ج)" للمتهم أو لوكيله‬
‫الحق في رفع إستئناف أمام غرفة اإلتهام بالمجلس القضائي عن األوامر المنصوص عليها في المواد ‪65‬‬
‫‪...''.‬مكرر ‪ 69 /4‬مكرر‪ 123 /74/‬مكرر‪ 125 /1-125 /125 /‬مكرر‪ 125 /‬مكرر ‪143/154 /127 /1‬‬

‫فمن خالل إستقراء النصين الساِبقين نجد أن المشرع الجزائري قد ساير بالفعل نظيرُه الفرنسي وذلك من‬
‫خالل منح المتهم حق إستئناف أمر الحبس المؤقت‪ ،‬وما يتبعه من أوامر تجديد ورفض طلب اإلفراج‬
‫وبالتالي عرضها على غرفة اإلتهام لتحقق في مدى شرعيتها‪ ،‬وبالتالي تكون قد مارست رقابة قضائية‬
‫عليها بموجب تقديم المتهم لطلبه‪ ،‬ولكنه تأخر عن الُم شرع الفرنسي على اعتبار أن هذا األخير منح للمتهم‬
‫‪.‬حق الطعن في أمر بقائه محبوسا مؤقتا بعد إنتهاء التحقيق وبعد أمر اإلحالة‬

‫و ُتعد غرفة اإلتهام الدرجة الثانية للتحقيق و المسؤولة عن نظر الطعون المرفوعة إليها من قبل المتهم‬
‫الصادر في حقه أمر بالحبس المؤقت أو وكيله‪ ،‬و تكون إما عن طريق التصريح الشفهي أو عن طريق‬
‫عريضة كتابية في أجل ثالث (‪ )03‬أيام من تبليغ األمر للمتهم‪ ،‬و اإلستئناف إعتمادا على عدم وجود‬
‫‪.‬عريضة كتابية يعد خطأ في تطبيق القانون‬

‫الصفحة ‪97‬‬

‫أما إذا كان المتهم محبوسا مؤقتا‪ ،‬تكون العريضة صحيحة إذا تلقاها كاتب ضبط المؤسسة العقابية في‬
‫اآلجال المحددة وتقيد في سجل خاص‪ ،‬ويتعين على المراقب الرئيسي لمؤسسة إعادة التربية تسليم هذه‬
‫العريضة لقلم كتاب المحكمة في ظرف أربع وعشرين (‪ )24‬ساعة وإال تعرض لجزاءات تأديبية وال تبدأ‬
‫‪ُ.‬م هلة اإلستئناف بالسريان إال من اليوم الذي يلي تاريخ تبليغ األمر إليه‬

‫فإذا رفع اإلستئناف ضد أمر الحبس المؤقت فال يجوز لغرفة اإلتهام أن تأمر بإجراء تحقيقات إضافية ال‬
‫صلة لها بالحبس المؤقت طبقا لألثر الناقل لإلستئناف‪ ،‬ومن ثم ال يجوز لها التصدي لموضوع الدعوى‬
‫‪.‬وهذه قاعدة طبيعية ناتجة عن القاعدة بأن بطالن أمر الحبس المؤقت ال يمتد إلى التحقيق‬

‫كما ال يترتب عن استئناف أمر الحبس المؤقت‪ ،‬األثر الموقف الذي يترتب على اإلستئناف عامة وهو ما‬
‫أكدته (الفقرة األخيرة من المادة ‪- 172‬ق ‪ 14-04‬ق ! ج) ''‪ ...‬ليس لإلستئناف المرفوع من طرف المتهم‬
‫ضد األوامر المتعلقة بالحبس المؤقت أو الرقابة القضائية أثر موقف" غير أن اإلستئناف المقرر لوكيل‬
‫الجمهورية ضد قرار اإلفراج له أثر موقف على تنفيذه‪ ،‬وذلك حتى في اآلجال المقررة له (المادة ‪170 /‬‬
‫‪.‬ف ‪ 02‬ق إ ج) وهو ما يشكل مساسا بحقوق الدفاع‬
‫متى تم التقرير باإلستئناف وتسجيلُه بكتابة الضبط للمحكمة التي ينتمي المحقق إليها أعتبَر الطعن مرفوعا‪،‬‬
‫وتعيَن حينئذ القيام باإلجراءات التالية ألجل عرض اإلستئناف على غرفة اإلتهام والفصل فيه وأهم هذه‬
‫‪:‬اإلجراءات تتمثل في‬

‫‪ :‬أوال)‪ -‬اإلجراءات التحضيرية‪-‬‬

‫أ)ـ إعداد ملف القضية‪ ،‬بحيث يقوم كاتب التحقيق بتحضير أصل الملف وترقيمه على وجه السرعة ثم‬
‫يسلمه إلى وكيل الجمهورية الذي يضيف إليه تقريرا يبين فيه رأيه ويرسله بدوره إلى النائب العام لدى‬
‫‪.‬المجلس القضائي‬

‫ب)‪ -‬تحديد تاريخ الجلسة من قبل رئيس غرفة اإلتهام بناء على طلب النائب العام (المادة ‪ 178/‬ق إ ج) ثم‬
‫‪.‬تتولى مصالح النيابة العامة تهيئة القضية في ظرف خمسة (‪ )05‬أيام على األكثر (المادة‪ 179 /‬ق ! ج)‬

‫ج)‪ -‬إعالم الخصوم بتاريخ الجلسة عن طريق كتاب موصى عليه ويجب مراعاة مهلة ثمانية وأربعين(‬
‫‪ )48‬ساعة في حالة كون المتهم محبوس مؤقتا‪ ،‬وأجل خمسة(‪ )5‬أيام في الحاالت‬

‫الصفحة ‪98‬‬

‫األخرى (المادة‪ 182 /‬ق إ ج)‪ ،‬ويعتبر هذا اإلجراء جوهريا وماسا بحِق الدفاع ولذلك قررت المحكمة‬
‫‪.‬العليا أن عدم مراعاته ُيرتب البطالن متى تَم سك به الطاعن‬

‫‪:‬ثانيا)‪ -‬إجراءات نظر اإلستئناف‪-‬‬

‫تعقُد غرفة اإلتهام جلساتها وتفصل في القضية بعد تالوة القاضي المقرر لتقريره المكتوب وبعد اإلطالع‬
‫على طلبات النائب العام ومذكرات الخصوم‪ ،‬ويجوز لألطراف ولمحاميهم الحضوَر للجلسة وتوجيه‬
‫مالحظاتهم الشفوية ألجل تدعيم طلباتهم‪ ،‬ويبقى أمر حضور المتهم إلى الجلسة أمرا متروكا للسلطة‬
‫‪.‬التقديرية لغرفة اإلتهام وإذا تقرر إستدعاؤه فيجب أن يكون مرفوقا بمحاميه (م‪ 184/‬ق ! ج)‬

‫‪:‬ثالثا)‪ -‬إجراءات الفصل في اإلستئناف‪-‬‬

‫أ)– النظر في الشروط الشكلية فإذا توافرت هذه الشروط كان اإلستئناف مقبوال أما إذا تخلف أحدها كأن‬
‫‪.‬كان خارج الميعاد‪ ،‬أو كان من غير ذي صفة‪ ،‬رفض النظر في اإلستئناف لتخلف الشروط الشكلية‬

‫‪ :‬ب)– إذا كان الطعن مقبوال من قبل غرفة اإلتهام فإنها تبدأ بنظر النزاع المتعلق بالحبس المؤقت فلها‬

‫ب‪ – 1/‬تأييد أمر الحبس المؤقت إذا رأت أن قاضي التحقيق قد أصاب فيما أمر به وترتب بالتالي عليه‬
‫‪.‬أثره كامال‬
‫ب‪ – 2/‬إلغاء األمر المستأنف المتعلق بالحبس المؤقت دون التعرض إلى موضوع الدعوى وإال كان‬
‫حكمها باطال‪ ،‬وهنا يتعين على النائب العام إرجاع ملف القضية فورا إلى المحقق بعد تنفيذ قرار غرفة‬
‫‪.‬اإلتهام (المادة ‪ 192‬ق ‪ 08-01‬فقرة‪ -01-‬ق إ ج)‬

‫بعد إلغاء غرفة اإلتهام أمر قاضي التحقيق وبعد إرجاع الملف إلى قاضي التحقيق ألجل مواصلة التحقيق‪،‬‬
‫فإنه ال يجوز للمتهم الطعن في قرار اإلرجاع ما دام أن التحقيق لم ينته وقرار غرفة اإلتهام لم ينتج عنه‬
‫‪.‬مقتضيات نهائية‪ ،‬فأي طعن مقدم وجب مقابلته بالرفض مع تحميل الطاعن المصاريف القضائية‬

‫ويتعين على غرفة اإلتهام مراعاة اآلجال المحددة قانونا حسب نص (المادة ‪ 179‬ق‪ 08- 01-‬ق إ ج) وهي‬
‫مدة ‪ 20‬يوما (عشرين) – ألجل الفصل إستئناف مرفوع في موضوع الحبس المؤقت‪ ،‬وبإحتساب مدة‬
‫الخمس (‪ )05‬أيام المقررة للنائب العام ألجل تهيئة القضية‪ ،‬فإن المدة اإلجمالية هي خمسٌة وعشرون‬

‫الصفحة ‪99‬‬

‫يوًم ا كحد أقصى لفصِل غرفة اإلتهام في استئَناِف أمر الحبس المؤقت وهي بالُم قارنة مع التشريع )‪(25‬‬
‫‪.‬الفرنسي مدًة طويلة‬

‫فغرفة اإلتهام في فرنسا يجُب عليها أن تنعقد في اليوم الثالث (‪ )03‬على األكثر لنظر إستئناِف المتهم ألمر‬
‫حبسه مؤقًتا‪ ،‬فإذا تبين لها أن حبسه مؤقتا غير ضروري قررْت تعليق أمر حبسه واإلفراج عنه إلى غاية‬
‫إصدار قرارها النهاِئي في أجل خمسَة عشر (‪ )15‬يوما على األكثر من يوم رفِع اإلستئناف وإال وجب‬
‫‪.‬اإلفراُج عن المتهم مؤقتا‪ ،‬ولكن قد ال َتتقيُد غرفة اإلتهام بهذه المدة في حال تقرير إجراء بحث إضافي‬

‫إذن يعد استئناف المتهم ألمر حبسه مؤقتا وسيلًة فعالة في دفع غرفة اإلتهام إلى ممارسة الرقابة القضائية‬
‫على أمر الحبس المؤقت‪ ،‬فلها إلغاء هذا األمر واإلفراج عن المتهِم إذا تبين لها عدم ضرورته أو مخالفته‬
‫للقواعد اإلجرائية والشكلية‪،‬إذن فما يمكن قوله أن الُم شرع الجزائري ُم وفق إلى حٍد ما في تحقيق الرقابة‬
‫على شرعية أمر الحبس المؤقت من خالل منح المتهم أحد أهم وسائل تحريكها وقد تجاوَز بذلك ومن‬
‫ناحية حماية حقوق اإلنسان عديد التشريعات العربية‪ ،‬ولو أنه ُيؤخذ عليه ِط وال مدة العشرون يوما (‪)20‬‬
‫المقررة للفصل في استئناف أمر الحبس المؤقت فهي مقارنًة بالتشريع الفرنسي طويلة وهو ما يدعونا إلى‬
‫‪.‬دعوته ألجل تقليصها إحترام لقرينة البراءة‬

‫‪.‬الفرع ‪ -02‬ما مدى جواز سلوك المتهم طريق الطعن بالنقض ضد أمر الحبس المؤقت‪-‬‬

‫بالرغم مما تقرر من رقابٍة قضائية على مستوى التشريع الجزائري فيما يخص أمر الحبس المؤقت ورغم‬
‫اشتراط التسبيب كشرٍط أساسي إلصدار أمر الحبس المؤقت‪ ،‬وإعطاء غرفة اإلتهام ُسلطة واسعة في‬
‫ممارسة الرقابة على هذا النوِع من األوامر بشكٍل خاص‪ ،‬وعلى أعمال قاضي التحقيق بشكل عام إال أن‬
‫هذا ال يعُدوا أن يكون ِس وى ضمانة منقوصة ألن مثل هذا اإلجراء ُيفلت من رقابة القضاء األعلى ذلك أن‬
‫المحكمة العليا ال تملك فرض رقابتها على ُقضاة التحقيق في مسألة الحبس المؤقت‪ ،‬وكذلك صحة قرارات‬
‫غرفة اإلتهام المتعلقة بالحبس المؤقت‪ ،‬ذلك ألن الطعن بالنقض في قرارات غرفة اإلتهام أمام المحكمة‬
‫العليا يعتبر طعًنا غير عادي‪ ،‬فطريقه غيُر مفتوح على ِم صرعيه أمام جميع األطراف وفي كل الحاالت‪،‬‬
‫فالمبدأ الذي انتهجه الُم شِر ع الجزائري في هذا الشأن متناقض وحق المتهم في الدفاع عن نفسه فُيَبرر ذلك‬
‫بدعوى تفادي التأخير في الفصل في الدعوى وتجنب الزيادة في المصاريف القضائية وغيرها‬

‫الصفحة ‪100‬‬

You might also like