Professional Documents
Culture Documents
الحبس المؤقت وحرية الفرد (من الصفحة 91-100)
الحبس المؤقت وحرية الفرد (من الصفحة 91-100)
الحبس المؤقت وحرية الفرد (من الصفحة 91-100)
النيابة العامة أمام غرفة اإلتهام النائُب العام لدى المجلس القضائي أو أحد ُو كالئه (المادة 177/ق إ ج)
وتنعقد غرفة اإلتهام إما بإستدعاء من رئيسها أو بناًء على طلب النيابة العامة كلما دعت الضرورة لذلك
وتعتبر غرفة اإلتهام جهَة تحقيٍق تراقب وتشرف على جهات التحقيق القضائي ،وتمارس غرفة اإلتهام
.صالحياتها في مراقبة التحقيق إذا ما إتصلت بملِف الدعوى بإحدى الطرق المنصوص عليها في القانون
حسب فلسفِة المشرِع الجزائري التي تهدف إلى تبسيط اإلجراءات ،واإلسراع في َس يرها وضمانا لربح
الوقت والمصاريف القَض ائية و تجنبا للمماطلة واإلفراط في الدفع بالبطالن بدون مبرٍر لم َيُجز للمتهم حق
إخطار غرفة اإلتهام بالبطالن ما دام الملف بين يدي قاضي التحقيق ،وكل ما يمكن للمحبوس مؤقتا فعله
هو الدفع بالبطالن بواسطة مذكرة كتابية ُيوِد عها لدى قلم كتاب غرفة اإلتهام حسب أحكام (المادة 183 /ق
:إ ج) ،وال يكون له هذا الحق إال إذا إلتزَم بمراعاة الشروط التالية
أ) -أن يكون ملف الدعوى معروضا أمام غرفة اإلتهام سواء بعد صدور أمٍر بإرسال المستندات من قبل
َقاضي التحقيق ،أو بمناسبة النظر في إستئناِف أمر مرتبط باإلجراء الَم شوب بعيب البطالن ( الهامش :2
" إن القانون اليجيز للمتهم طلب بطالن إجراءات التحقيق إال أمام غرفة اإلتهام و ذلك بمناسبة إستئناف
أمر له إرتباط باإلجراء الباطل نفسه أو بمناسبة عرض القضية برمتها على تلك الغرفة بعد أمر التسوية
لقاضي التحقيق مثل األمر بإرسال المستندات إلى النائب العام أما أثناء سير التحقيق فإن هذا الطلب
اليكون إال من طرف القاضي المحقق نفسه أو وكيل الجمهورية" المحكمة العليا-الغرفة الجزائية-ملف
/رقم )362769( :
قرار مؤرخ في 2005/02/02المجلة القضائية العدد -01 -سنة 2005ص.387 -و قد تالفي المشرع
الفرنسي هذا النقص بموجب تعديل 02-93 /المؤرخ في 1993/01/04الذي مس (م 170/ق إ ج
فرنسي) حيث أجاز ألطراف الدعوى (المتهم) إخطار غرفة اإلتهام و في كل وقت من أجل إلغاء كل
).إجراء يتبين له أنه معيب بالبطالن .ص 251
ب) -أن ال يكون المتهم قد تنازل صراحة عن الدفع بالبطالن أمام قاضي التحقيق وصحَح بتنازلِه
.الصريح اإلجراء المعيب حسب (المادة 157 /فقرة -2-المادة 159 /فقرة -2-ق إ ج)
ج) -أن يكون اإلجراء جوهريا وهي الحاالُت المتعلقة بإستجواب المتهم المنصوص عليها في (المادتين/
100.و 105ق إ ج) ومخالفة هذه النصوص يترتُب عليها البطالن
د) -أن يمَس هذا اإلجراء الجوهري حقوق أطراف الُخ صومة (المتهم) فتكوَن هناك مصلحة خاصة قد
مست بهذا اإلجراء( الحبس المؤقت يقيد حرية الشخص ) فيكون هناك انتقاص في الحقوق المَس طرة
.دستوريا والمتعلقة بالحريات الفردية
الصفحة 91
إذن فإذا إحترَم المتهم المحبوس مؤقتا مجمل الشروط السابقة ولم يتنازل عن حق التمسِك
بالبطالن(الهامش :1يتقرر بطالن أمر الحبس المؤقت إما بمخالفة أحكام المادتين ( 100و )105وهو ما
يعرف بالبطالن الصريح حسب (المادة 157 /ق إ ج)،وإما بمخلفة األحكام الجوهرية المتعلقة بباب
التحقيق والتي يترتب على مخالفتها اإلخالل بحقوق الدفاع المتعلقة بالمتهم وهو ما يعرف بالبطالن
الجوهري حسب (المادة 159/ق ! ج) ،وقد يكون البطالن متعلقا بالنظام العام وهو ما يعني مخالفة
األحكام العامة للتنظيم القضائي الذي يترتب عليه مساس بمصالح كل أطراف الدعوى) الذي طاَل
إجراءات التحقيق التي أدت إلى حبسِه مؤقتا ،والمتعلقة أساًسا ببطالن إجراءات السماِع عند الحضور
األول ،أو إجراء اإلستجواب أو أُي إجراء من إجراءات التحقيق األخرى التي أدت إلى حبسه مؤقتا ،فإن
له الحَق في تقديم مذكراٍت كتابية أمام غرفة اإلتهام التي تتولى َم همة النظر في مسألة إبطال أمر الحبس
.المؤقت الصادر في حقه
وكذلك الحاُل بالنسبة لقاضي التحقيق عند دراسته لَم لف الدعوى ،فإذا تبين له أن إجراٌء من اإلجراءات
التي قام بها هو نفسه ،أو تمت بموجب إنابة قضائية يشوبها عيُب البطالن ،فله أن يبادر ومن تلقاء نفسه
بإرسال ملف اإلجراءات لوكيل الجمهورية ليأخذ رأيه فيه ثم يخطر مباشرة غرفة اإلتهام وهي جهاز
المراقبة والوصاية لقاضي التحقيق ،وذلك بعد إخطار كل من المتهم والطرف المدني بهذا القرار من أجل
.إلغاء اإلجراء المشوب بالبطالن (المادة 158 /فقرة -01-ق إ ج)
ويتمتع وكيل الجمهورية بنفِس الحق في إخطار غرفة اإلتهام طبًقا لنص (للمادة 158 /فقرة -02 -ق إ ج)
وذلك إذا ما إكتشَف عند إطالعه على الملف أن إجراء من إجراءات الدعوى مشوٌب بعيب البطالن ،فله
أن يطلب من قاضي التحقيق ُم وافاته بملف اإلجراءات بعد إخطار األطراف ويرسل الملف إلى غرفة
.اإلتهام مرفوقا بعريضٍة تحمل طلباته ،ألجل إلغاء هذه األخيرة اإلجراء المشوب بالبطالن
متى تم إخطار غرفة اإلتهام للنظر في بطالن اإلجراءات فإنها تنعقد للفصل في الطلب المقدم إليها حسب
أحكام (المواد 178إلى 185ق إ ج) فتنظر في صحة اإلجراءات المرفوعة إليها ،فإذا تبين لها سبب من
أسباب البطالن قضت ببطالن اإلجراء المشوب به وعند اإلقتضاء ببطالن اإلجراءات التالية له كلها أو
بعُضها (الهامش :2بموجب (المادة 191/ق إ ج ) فإنه يجب على غرفة اإلتهام إبطال محضر اإلستجواب
وأمر الحبس المؤقت الالحق عليه،إذا كان البطالن مقررا بنص صريح (المادة 157/ق ! ج) ،أما إذا كان
البطالن مخالفا لقواعد جوهرية كالقواعد القانونية للحبس المؤقت فإن لغرفة اإلتهام الحق في تقرير بطالن
اإلجراء المشوب بعيب البطالن مع حريتها في مد هذا البطالن ألمر الحبس المؤقت الالحق عليه من
عدمه (المادة 159/ق إ ج)) ،ولها بعد اإلبطاِل أن تتصدى لموضوع اإلجراء أو ُتحيل الملف إلى قاضي
التحقيق نفسه أو غيره لمواصلة إجراءات التحقيق ،والتصرف أو القضاء بخالِف هذا المبدأ يعتبُر خطأ في
.تطبيق القانون
الصفحة 92
إذن فُغ رفة اإلتهام بموجب صالحيتها التي خولها لها القانون تمارس الرقابة القضائية وبشكٍل تلقائي على
جميع أوامر وإجراءات التحقيق وخاصة أوامر الحبس المؤقت ،إن كان هَناك إعتداٌء على أحكام القانون
اإلجرائي ،ولكن سلوك الطريق إلى غرفة اإلتهام أثناء سير إجراءات التحقيق حَق مقرر لقاضي التحقيق و
وكيل الجمهورية ،دون المتهم وهو ما ُيشكل مساسا بحقوق الدفاع ،على إعتبار أن قاضي التحقيق خاصًة
ليس طرفا في الدعوى الجزائية وليست له مصلحٌة خاصة فيها وحاالت البطالن هذه تتعلق بمصلحة
الُخ صوم ووظيفة قاضي التحقيق تتطلب منه الحياد ،وعليه فلألطراف وحدها الحق في الدفاع عن
مصالحها والطعن في اإلجراءات المشوبة بالبطالن ،وهو ما ال يزاُل غائبا عن أحكام ونصوص التشريع
.اإلجرائي الجزائري
.الفقرة الثانية :ممارسة غرفة اإلتهام ُس لطة المراجعة على ملف الدعوى-
بعد أن يقوم قاضي التحقيق بإرساِل ملف الدعوى إلى النيابة العامة التي تتولى تحويله إلى غرفة اإلتهام،
تتحقق معاني الرقابة القضائية المخولة لغرفة اإلتهام على إعتباِر أنها الجهة التي تملك سلطة الِس يادة على
ملف الدعوى ،بوصفها جهة قضائية كاملة اإلختصاص في مادة التحقيق الجنائي ،وعلى هذا األساس
وجَب عليها أن ُتحقق فيما إذا كانت اإلجراءات كاملة وسليمة وأن الشكليات التي اشترطها القانون قد
أحُترَم ت وُر وعيت بأمانة ،وعليها إثارة حاالت البطالن ولو تلقائيا ،فإذا إكتشفت غرفة اإلتهام أن إجراء
من اإلجراءات التحقيق مشوب بالبطالن قضت بإلغائه وتقرر فيما إذا كان البطالن ينصب على اإلجراء
.المشوب بعيب البطالن وحده أم يمتُد جزئيا أو كليا لإلجراءات الالحقة له
أما أشكال ممارسة غرفة اإلتهام لُسلطتها في تحقيق الرقابة القضائية من خالل مراجعة ملف الدعوى،
:فيمكن أن تتخذ صوًرا أخرى غير إثارة وتقرير البطالن فتكون في شكل األوامر التالية
أ) إذا تراءى لها نقٌص في تحقيق قاضي التحقيق فإنه من صالحياتها األمر بإجراء تحقيقات سواء تكميلية
أو إضافية ،وهو ما ُيعرف بالتوسع في التحقيق ،حسب (المادة 187 – 186 /ق.ا.ج) فتمكن هذه
التحقيقات من الوصول إلى الحقيقة الِفعلية التي قد ُتبرئ المتهم وبالتالي إخالء سبيله (الهامش :2إذا لم
تعين غرفة اإلتهام من يقوم بإجراء التحقيق التكميلي وقام قاضي التحقيق بالمحكمة دون إنابة بذلك فإن
ذلك يعد مخالفة إلجراءات اإلختصاص و متى كان ذلك إستوجب نقض و إبطال القرار المطعون فيه "
المحكمة العليا -الغرفة الجزائية -ملف/رقم )72929( :قرار مؤرخ في -1990/11/20 :المجلة القضائية
).العدد 04سنة - 1992ص )176
ب) -بعد اإلنتهاء من فحص التحقيقات اإلبتدائية أو التكميلية ،فلها أن ُتصدر قرارا بانتفاء وجه الدعوى إذا
رأت أن الوقائع ال تشكل جريمة وأن األدلة غير كافية إلسناد الوقائع للمتهم ،أو كان
الصفحة 93
المتهم مجهوال ،ويترتب على هذا القرار اإلفراج عن المتهم المحبوِس مؤقتا ما لم يكن محبوسا لسبب آخر
(.م 195/ق -08-01-ق إ ج)
ج) -كما لها أن تصدر قرارا بإحالة الدعوى أمام محكمة الُجنح إذا تبين لها أن الواقعة جنحة كما أن لها
الحق بإحالتها أمام قسم المخالفات إذا تبين لها أن الواقعة مخالفة (م 196/ق إ ج) َم ع مراعاة ضرورة
اإلفراج عن المتهم في حال كانت الواقعُة الداخلة تحت وصف الجنحة ال تحتمل عقوبة الحبس ،أو كانت
.الواقعة عبارة عن مخالفة ال غير
د) -أما إذا تبين لها أن الوقائع تشكل جناية (م 197 /ق إ ج) أمرت بإحالة الدعوى أمام محكمة الجنايات،
.وبالتالي تأييد أمر الحبس المؤقت واإلبقاء على المتهم محبوًسا
إذن فمعنى الرقابة القضائية يتحقق بشكل أوضح من خالل ممارسة غرفة اإلتهام لرقابتها على إجراءات
التحقيق ،وخاصة عند اتصالها بملف الدعوى بُم وجب أوامر التصرف في التحقيق فتختص غرفة المشورة
بالنظر في صحة اإلجراءات المرفوع إليها ،فإذا رأت أن األوامر والقرارات الصادرة عن قاضي التحقيق
في شأن الحبس المؤقت مخالفة للشروط القانونية وجب عليها إبطال تلك األوامر والقرارات ،كعدم توافر
األسباب المنصوص عليها في (م 123/ق 08-01ق إ ج) أو عدم تطابق المدة المحددة مع طبيعة الجريمة
·حسب (م 125 /-1-125/125/ 124/مكرر ق إ ج)
وقد تكون رقابة غرفة اإلتهام ذات أثر سلبي على المتهم المحبوس مؤقتا وذلك في حال إتصالها بملف
الدعوى بناًء على إصدار قاضي التحقيق أمرا بأال وجَه للمتابعة وكان هذا األمُر محل إستئناف النيابة
.العامة أو الطرف المدني أو إستئناف أمر اإلحالة إلى محكمة الجنح أو المخالفات
فإذا تبين لها أن قاضي التحقيق قد بذل مجهودا للحصول على الحقيقة وناقش أدلة اإلثبات وإتخذ
اإلجراءات الضرورية لحسن َس ير التحقيق ثم استخلص أنه ال بد من األمر بأال وجه للمتابعة ،أو باإلحالة
على محكمة الجنح أو المخالفات ،فإنه يتعين على غرفة اإلتهام أن تأييد هذا األمر ،و من ثم تكون غرفة
اإلتهام قد مارست حق الرقابة ،وإذا ما تبين لها أن قاضي التحقيق لم يقدر الوقائع واألدلة وأهمل جزءا من
وظيفته فلم يتخذ أًيا من اإلجراءات التي تضمن حسن سير التحقيق فلغرفة اإلتهام أن تأمر بإتخاذ ما تراه
.مناسبا ألجل إستيفاء إجراءات التحقيق (م 187 /ق إ ج)
وينبغي على غرفة اإلتهام في كل األحوال مراعاة المهل المحددة في (م 197/مكرر ق 08-01ق إ ج)
ألجل إصدار قرارها في موضوع الدعوى وذلك تحت طائلِة اإلفراج الُو جوبي عن المتهم في حال
.إنقضائها دون إصدار قرارها ضمن الحدود الزمنية القصوى المبينة في نص المادة
الصفحة 94
كما أن لها الحق أن تنظر في مسألة الحبس المؤقت بمناسبة طلب قاضي التحقيق تمديد مدة الحبس المؤقت
في مواد الجنايات إذا رأى ضرورَة ذلك وفق ما جاء في نص(المادة -1-125فقرة -07-06-05-04-ق
08-01.ق إ ج) و(المادة 125 /مكرر فقرة -05 -04-ق 08-01ق إ ج)
كما لها سلطة النظر في الطلبات التي يرفعها إليها مباشرة المتهم ،تظُلما من تقاُعس قاضي التحقيق بشان
الفصل في طلب اإلفراج المقدم من قبله (المادة 127/الفقرة -02-ق إ ج) ،وعلى غرفة اإلتهام مراعاة
.أجل الثالثين يوما ( ،)30من يوم رفع الطلب إليها ألجل البث في طلب اإلفراج المقدم من المتهم
وما ُيالحظ أن غرفة اإلتهام مجبرة على الفصل في استئناف أوامر الحبس المؤقت في أجل عشرين ()20
يوما ،أما ُم هلة الفصل في الطلبات المباشرة المتعلقة باإلفراج أو تلَك المتعلقة بنظر البطالن ،فهي ثالثون
يوما ( )30وهو ما ال يعرف مغزاه ،فال َح بذ لو أقر المشرع بتوحيد هذه الُم هل وجعلها أقصر ضمانا
.للسرعة وتجنب إطالة بقاء المتهم محبوسا ُم ؤقتا
إذن فالمقصود بالرقابة القضائية بمعنى سلطة إلغاء األمر المشوب بعيب البطالن ،تتحقق بدءا بجهود
قاضي التحقيق ،لتختتم بممارسة غرفة اإلتهام سلطتها في إلغاء األمر بالحبس المؤقت إذا ما أمر به بشكل
تعُسفي أي مخالف للشروط الشكلية والموضوعية المنصوص عليها صراحًة في نصوص القانون
.اإلجرائي
وحرصا على تدعيم مبدأ الرقابة على مشروعية الحبس المؤقت وتحقيقا للتوازن المنشود بين ِج هة اإلتهام
والمتهم فقد أعطى المشرع الوطني للمتهم كذلك الحق في ممارسة الرقابة على أمر حبسه ،وجعله مقترنا
أساس بممارسة هذا األخير لحقه في الطعن ،فما هي ياترى السبل المتاحة للمتهم ألجل ُم مارسة الرقابة
على أمر الحبس المؤقت الصادر في حقه ،وما هي الضمانات والنتائج التي تترتب جراء ممارسة هذه
الرقابة؟
الصفحة 95
إن الوقوف عند اإللتزام بتسبيب األمر الصادر بالحبس المؤقت دون تقرير حق الطعن فيه من ِقبل الصادر
ضده ،وترك المتهم محبوسا لحين اإلنتهاء المدة المقررة للحبس ما هو إال حماية شكلية ،وإخالل بحقوق
اإلنسان في حماية حريته وبحقه في األمن ،وهو القانون الذي يجب أن تحرص عليه كافُة الدساتير
والتشريعات فما فائدة التسبيب إذا لم يقتِر ن بحق عرض األمر المسبب على جهة الطعن التي تملك سلطته
.الرقابة عليه فتأيده أو تلِغ يه حسبما تراه متفقا مع شرعية األمر ومبرراته الواقعية وسنده القانوني
وقد اتجهت ُم ختلف التشريعات إلى األخذ بهذا الحق وهو ما نستخلصه من نص (المادة )13 /من اإلتفاقية
األوروبية لحماية حقوق اإلنسان بأن "لكل شخص يتمتع بحق الحرية بموجب نصوص هذه اإلتفاقية ،إن
وقع إعتداٌء على هذا الحق فله أن يطعن أمام هيئة وطنية في القرار الصادر ضده حتى ولو كان صادرا
''.من قبل أشخاص مؤهلين ويمارسون وظائفهم الرئيسية
كما ورد في نص(المادة / 05فقرة )4من نفس اإلتفاقية "لكل شخص َم حروم من حريته بسبب القبض
عليه ،الحق في الطعن ضد هذا اإلجراء أمام المحكمة التي تفصل في مشروعية الحبس في أقرب وقت
".لتأُم ر بإخالء سبيله إذا كان الحبس غير مشروع
فالرقابة القضائية بناًء على طلب المتهم تكون في شكل سلوك طريق الطعن العادي أي استئناف المتهم
ألمر الحبس المؤقت الصادر ضده ،أمام الجهة القضائية األعلى درجة للنظر في مدى مشروعيته (الفرع
األول) ،أو في سلوك طريق طعن غير عادي يتمثل في اإللتجاء إلى جهة أخرى يحددها المشرع ويضع
.سبال َخ اصة للجوء إليها (الفرع الثاني)
تتفق ُم عظم التشريعات الجزائية على منِح المتهم حق الطعن في أمر حبسه مؤقتا ،وقد أكدت البعُض منها
ذلك في دساتيرها وهو ما قضى به الدستور الهندي ( 1949المادة /22فقرة ،)5والدستور األيسلندي
( 1920المادة ،)61 /الدستور الدنماركي لسنة ،1915وقد جعل دستور أيسلندا من أمر استئناف أمر
الحبس المؤقت مثله مثل إستئناف األحكام الصادرة في الدعوى الجنائية من حيث ُخ ضوع كالهما لنفس
.اإلجراءات
الصفحة 96
وهو ما أكدتُه مختلف التشريعات األخرى لهذا الحق من خالل نصوص قواعد قانون اإلجراءات الجزائية،
.وهو ما ينص عليه التشريع اإلجرائي البلجيكي ،اإلسباني ،الهولندي ،األلماني
وأمام هذا الواقع ِس لك المشرع الجزائري بداية سلوك المشرع الفرنسي حيث كانت (المادة 172 /من قانون
-13فيفري 1983-ق إ ج) تمنح للمتهم أو وكيله الحق في رفع إستئناف أمام غرفة اإلتهام بالمجلس
القضائي عن األوامر المنصوص عليها في المواد ( )127 -125 -74وكذلك عن األوامر التي ُيصدرها
قاضي التحقيق في إختصاصه بنظر الدعوى إما من تلقاء نفسه أو بناء على دفع أحد الخصوم بعدم
اإلختصاص ،وهو ما كان يقضي به القانون اإلجرائي الفرنسي قبل تعديل 17جويلية ،1970ولكن بعد
تعديل 2001/01/26بموجب القانون 08-01إتخذ المشرع الجزائري موقفا جديدا فمنح للمتهم حق
إستئناف أمر حبسه مؤقتا ،وهو ما تترجم من خالل نص (المادة 123/مكرر ق 08-01ق إ ج) حيث جاء
فيها أنه "يجب أن يؤسس أمر الوضع في الحبس المؤقت على األسباب المنصوص عليها في المادة 123
.من هذا القانون
يبلغ قاضي التحقيق األمر المذكور شفاهًة إلى المتهم وينبهه بأن له ثالث ( )03أيام من تاريخ هذا التبليغ
".إلستئنافه
وقد تعزز حق اإلستئناف بالنص عليه ضمن أحكام (المادة 172/ق 14-04-ق ! ج)" للمتهم أو لوكيله
الحق في رفع إستئناف أمام غرفة اإلتهام بالمجلس القضائي عن األوامر المنصوص عليها في المواد 65
...''.مكرر 69 /4مكرر 123 /74/مكرر 125 /1-125 /125 /مكرر 125 /مكرر 143/154 /127 /1
فمن خالل إستقراء النصين الساِبقين نجد أن المشرع الجزائري قد ساير بالفعل نظيرُه الفرنسي وذلك من
خالل منح المتهم حق إستئناف أمر الحبس المؤقت ،وما يتبعه من أوامر تجديد ورفض طلب اإلفراج
وبالتالي عرضها على غرفة اإلتهام لتحقق في مدى شرعيتها ،وبالتالي تكون قد مارست رقابة قضائية
عليها بموجب تقديم المتهم لطلبه ،ولكنه تأخر عن الُم شرع الفرنسي على اعتبار أن هذا األخير منح للمتهم
.حق الطعن في أمر بقائه محبوسا مؤقتا بعد إنتهاء التحقيق وبعد أمر اإلحالة
و ُتعد غرفة اإلتهام الدرجة الثانية للتحقيق و المسؤولة عن نظر الطعون المرفوعة إليها من قبل المتهم
الصادر في حقه أمر بالحبس المؤقت أو وكيله ،و تكون إما عن طريق التصريح الشفهي أو عن طريق
عريضة كتابية في أجل ثالث ( )03أيام من تبليغ األمر للمتهم ،و اإلستئناف إعتمادا على عدم وجود
.عريضة كتابية يعد خطأ في تطبيق القانون
الصفحة 97
أما إذا كان المتهم محبوسا مؤقتا ،تكون العريضة صحيحة إذا تلقاها كاتب ضبط المؤسسة العقابية في
اآلجال المحددة وتقيد في سجل خاص ،ويتعين على المراقب الرئيسي لمؤسسة إعادة التربية تسليم هذه
العريضة لقلم كتاب المحكمة في ظرف أربع وعشرين ( )24ساعة وإال تعرض لجزاءات تأديبية وال تبدأ
ُ.م هلة اإلستئناف بالسريان إال من اليوم الذي يلي تاريخ تبليغ األمر إليه
فإذا رفع اإلستئناف ضد أمر الحبس المؤقت فال يجوز لغرفة اإلتهام أن تأمر بإجراء تحقيقات إضافية ال
صلة لها بالحبس المؤقت طبقا لألثر الناقل لإلستئناف ،ومن ثم ال يجوز لها التصدي لموضوع الدعوى
.وهذه قاعدة طبيعية ناتجة عن القاعدة بأن بطالن أمر الحبس المؤقت ال يمتد إلى التحقيق
كما ال يترتب عن استئناف أمر الحبس المؤقت ،األثر الموقف الذي يترتب على اإلستئناف عامة وهو ما
أكدته (الفقرة األخيرة من المادة - 172ق 14-04ق ! ج) '' ...ليس لإلستئناف المرفوع من طرف المتهم
ضد األوامر المتعلقة بالحبس المؤقت أو الرقابة القضائية أثر موقف" غير أن اإلستئناف المقرر لوكيل
الجمهورية ضد قرار اإلفراج له أثر موقف على تنفيذه ،وذلك حتى في اآلجال المقررة له (المادة 170 /
.ف 02ق إ ج) وهو ما يشكل مساسا بحقوق الدفاع
متى تم التقرير باإلستئناف وتسجيلُه بكتابة الضبط للمحكمة التي ينتمي المحقق إليها أعتبَر الطعن مرفوعا،
وتعيَن حينئذ القيام باإلجراءات التالية ألجل عرض اإلستئناف على غرفة اإلتهام والفصل فيه وأهم هذه
:اإلجراءات تتمثل في
أ)ـ إعداد ملف القضية ،بحيث يقوم كاتب التحقيق بتحضير أصل الملف وترقيمه على وجه السرعة ثم
يسلمه إلى وكيل الجمهورية الذي يضيف إليه تقريرا يبين فيه رأيه ويرسله بدوره إلى النائب العام لدى
.المجلس القضائي
ب) -تحديد تاريخ الجلسة من قبل رئيس غرفة اإلتهام بناء على طلب النائب العام (المادة 178/ق إ ج) ثم
.تتولى مصالح النيابة العامة تهيئة القضية في ظرف خمسة ( )05أيام على األكثر (المادة 179 /ق ! ج)
ج) -إعالم الخصوم بتاريخ الجلسة عن طريق كتاب موصى عليه ويجب مراعاة مهلة ثمانية وأربعين(
)48ساعة في حالة كون المتهم محبوس مؤقتا ،وأجل خمسة( )5أيام في الحاالت
الصفحة 98
األخرى (المادة 182 /ق إ ج) ،ويعتبر هذا اإلجراء جوهريا وماسا بحِق الدفاع ولذلك قررت المحكمة
.العليا أن عدم مراعاته ُيرتب البطالن متى تَم سك به الطاعن
تعقُد غرفة اإلتهام جلساتها وتفصل في القضية بعد تالوة القاضي المقرر لتقريره المكتوب وبعد اإلطالع
على طلبات النائب العام ومذكرات الخصوم ،ويجوز لألطراف ولمحاميهم الحضوَر للجلسة وتوجيه
مالحظاتهم الشفوية ألجل تدعيم طلباتهم ،ويبقى أمر حضور المتهم إلى الجلسة أمرا متروكا للسلطة
.التقديرية لغرفة اإلتهام وإذا تقرر إستدعاؤه فيجب أن يكون مرفوقا بمحاميه (م 184/ق ! ج)
أ)– النظر في الشروط الشكلية فإذا توافرت هذه الشروط كان اإلستئناف مقبوال أما إذا تخلف أحدها كأن
.كان خارج الميعاد ،أو كان من غير ذي صفة ،رفض النظر في اإلستئناف لتخلف الشروط الشكلية
:ب)– إذا كان الطعن مقبوال من قبل غرفة اإلتهام فإنها تبدأ بنظر النزاع المتعلق بالحبس المؤقت فلها
ب – 1/تأييد أمر الحبس المؤقت إذا رأت أن قاضي التحقيق قد أصاب فيما أمر به وترتب بالتالي عليه
.أثره كامال
ب – 2/إلغاء األمر المستأنف المتعلق بالحبس المؤقت دون التعرض إلى موضوع الدعوى وإال كان
حكمها باطال ،وهنا يتعين على النائب العام إرجاع ملف القضية فورا إلى المحقق بعد تنفيذ قرار غرفة
.اإلتهام (المادة 192ق 08-01فقرة -01-ق إ ج)
بعد إلغاء غرفة اإلتهام أمر قاضي التحقيق وبعد إرجاع الملف إلى قاضي التحقيق ألجل مواصلة التحقيق،
فإنه ال يجوز للمتهم الطعن في قرار اإلرجاع ما دام أن التحقيق لم ينته وقرار غرفة اإلتهام لم ينتج عنه
.مقتضيات نهائية ،فأي طعن مقدم وجب مقابلته بالرفض مع تحميل الطاعن المصاريف القضائية
ويتعين على غرفة اإلتهام مراعاة اآلجال المحددة قانونا حسب نص (المادة 179ق 08- 01-ق إ ج) وهي
مدة 20يوما (عشرين) – ألجل الفصل إستئناف مرفوع في موضوع الحبس المؤقت ،وبإحتساب مدة
الخمس ( )05أيام المقررة للنائب العام ألجل تهيئة القضية ،فإن المدة اإلجمالية هي خمسٌة وعشرون
الصفحة 99
يوًم ا كحد أقصى لفصِل غرفة اإلتهام في استئَناِف أمر الحبس المؤقت وهي بالُم قارنة مع التشريع )(25
.الفرنسي مدًة طويلة
فغرفة اإلتهام في فرنسا يجُب عليها أن تنعقد في اليوم الثالث ( )03على األكثر لنظر إستئناِف المتهم ألمر
حبسه مؤقًتا ،فإذا تبين لها أن حبسه مؤقتا غير ضروري قررْت تعليق أمر حبسه واإلفراج عنه إلى غاية
إصدار قرارها النهاِئي في أجل خمسَة عشر ( )15يوما على األكثر من يوم رفِع اإلستئناف وإال وجب
.اإلفراُج عن المتهم مؤقتا ،ولكن قد ال َتتقيُد غرفة اإلتهام بهذه المدة في حال تقرير إجراء بحث إضافي
إذن يعد استئناف المتهم ألمر حبسه مؤقتا وسيلًة فعالة في دفع غرفة اإلتهام إلى ممارسة الرقابة القضائية
على أمر الحبس المؤقت ،فلها إلغاء هذا األمر واإلفراج عن المتهِم إذا تبين لها عدم ضرورته أو مخالفته
للقواعد اإلجرائية والشكلية،إذن فما يمكن قوله أن الُم شرع الجزائري ُم وفق إلى حٍد ما في تحقيق الرقابة
على شرعية أمر الحبس المؤقت من خالل منح المتهم أحد أهم وسائل تحريكها وقد تجاوَز بذلك ومن
ناحية حماية حقوق اإلنسان عديد التشريعات العربية ،ولو أنه ُيؤخذ عليه ِط وال مدة العشرون يوما ()20
المقررة للفصل في استئناف أمر الحبس المؤقت فهي مقارنًة بالتشريع الفرنسي طويلة وهو ما يدعونا إلى
.دعوته ألجل تقليصها إحترام لقرينة البراءة
.الفرع -02ما مدى جواز سلوك المتهم طريق الطعن بالنقض ضد أمر الحبس المؤقت-
بالرغم مما تقرر من رقابٍة قضائية على مستوى التشريع الجزائري فيما يخص أمر الحبس المؤقت ورغم
اشتراط التسبيب كشرٍط أساسي إلصدار أمر الحبس المؤقت ،وإعطاء غرفة اإلتهام ُسلطة واسعة في
ممارسة الرقابة على هذا النوِع من األوامر بشكٍل خاص ،وعلى أعمال قاضي التحقيق بشكل عام إال أن
هذا ال يعُدوا أن يكون ِس وى ضمانة منقوصة ألن مثل هذا اإلجراء ُيفلت من رقابة القضاء األعلى ذلك أن
المحكمة العليا ال تملك فرض رقابتها على ُقضاة التحقيق في مسألة الحبس المؤقت ،وكذلك صحة قرارات
غرفة اإلتهام المتعلقة بالحبس المؤقت ،ذلك ألن الطعن بالنقض في قرارات غرفة اإلتهام أمام المحكمة
العليا يعتبر طعًنا غير عادي ،فطريقه غيُر مفتوح على ِم صرعيه أمام جميع األطراف وفي كل الحاالت،
فالمبدأ الذي انتهجه الُم شِر ع الجزائري في هذا الشأن متناقض وحق المتهم في الدفاع عن نفسه فُيَبرر ذلك
بدعوى تفادي التأخير في الفصل في الدعوى وتجنب الزيادة في المصاريف القضائية وغيرها
الصفحة 100