‫لغة القرآن الكريم‬

‫في يوم من األيام و في إحدى مدارس الرمثا ‪ ،‬دخلت معلمة اللغة العربية الجديدة " سفانة "‬
‫إلى الصف الثامن ‪ .‬إنه األسبوع الثاني لها في هذه المدرسة ‪ ،‬ألقت التحية على طالباتها ‪ ،‬و‬
‫‪.‬بدأت بتهيئة السبورة للبدء بحصة النحو‬
‫كتبت التاريخ على يمين السبورة ‪ ،‬إنه العاشر من شباط لعام اثنين و تسعين وتسعمئة و ألف‬
‫‪ ،‬انتقلت للمنتصف كتبت العنوان " الجملة االسمية "‪ ،‬و قبل أن تبدأ بكتابة األمثلة أو التكلم‬
‫حتى ‪ ،‬بدأت " سارة " إحدى الطالبات بالتضجر و التأفف ‪ ،.‬الحظت المعلمة ذلك ‪ ،‬وضعت‬
‫‪ .‬الطبشورة جانبا ‪ ،‬و توجهت نحو سارة‬
‫المعلمة ‪ :‬ما بك يا سارة ؟ لماذا تتضجرين ؟‬
‫سارة ‪ :‬أعتذر يا معلمتي ‪ ،‬لكن هذه المادة صعبة و مملة ‪ ،‬ماذا نستفيد من النحو و‬
‫‪ ..‬اإلعراب ؟! ال أعرف‬
‫تبسمت المعلمة وقالت ‪ :‬تعالوا بنا نذهب في رحلة خيالية ؛ لنستمع لحوار دار بين الخليفة‬
‫‪ _ .‬الراشدي علي بن أبي طالب و أبي األسود الدؤلي _ واضع علم النحو‬

‫‪ .‬أبو األسود ‪ :‬يا خليفة رسول هللا ‪ ،‬انظر إلى ماوصلنا إليه من لحن في لغة كتاب هللا‬
‫علي بن أبي طالب ‪ :‬ما بك ؟ عساه خيرا‬
‫أبو األسود ‪ :‬لقد مررت برجل يقرأ بعد بسم هللا الرحمن الرحيم ‪.......... ":‬أن هللا برئ من‬
‫المشركين ورسوله ‪ "...‬صدق هللا العظيم‬
‫علي بن أبي طالب ‪:‬ماذا قلت ؟! هه بخ بخ ما هذا الحال التي وصلنا إليها ‪ ،‬لقد فسد كالم‬
‫‪ .‬العرب بمخالطة األعاجم‬
‫أيعقل أن يبرأ هللا من رسوله كما يبرأ من المشركين ؟! حاشا هلل ورسوله أال يعرف أن تقدير‬
‫الكالم ورسوله كذلك برئ من المشركين ؟! هيا بنا يا أبا األسود نكتب بعض الضوابط التي‬
‫‪ .‬يرجع إليها العرب ‪ ،‬و يعتمدونها في لغتهم‬
‫كتب علي بعض القواعد على رقعة وناولها ألبي األسود‪ ،‬وقال له ‪ :‬خذ انح هذا النحو‪ ،‬أي‬
‫‪ .‬اسلك هذا الطريق‬

‫‪ .‬لقد كان يضع بذلك أسس علم النحو‬

‫هل عرفت يا سارة لماذا نتعلم النحو ؟ لتدبر كالم رب العزة و الجاللة‬
‫‪ .‬سارة ‪ :‬أوه معلمتي ‪ ،‬لقد غيرت نظرتي منذ البداية ‪ ،‬جزاك هللا خير جزاء‬