تحليل الخطاب المسرحي مح 7

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 4

‫قسم الفنون‬

‫سنة ثالثة مسرح‬


‫تحليل الخطاب‬
‫النشأة و التطور‬ ‫م‪7‬‬

‫‪petr bogatyev 1893-1971‬‬ ‫‪ /2.1‬بيتر بوغاتيريف‬


‫بعض المحطات‬ ‫‪1.2.1‬‬
‫مؤسس يها‬
‫ينضوي بوغاتيريف تحت ما يعرف بدائرة براغ بل يعتبر من ّ‬
‫األوائل‪ .‬و لقد كان لها عظيم األثر في خياراته المنهجية الشكالنية و ال تي‬
‫تح ولت بع د ذل ك إلى تص ور ب نيوي وظيفي انعكس بش كل جلي على‬
‫مقاربته للظاهرة المسرحية التجديدية‪ ،‬و على وجه التحديد مس رح ال دمى‬
‫مثلما سنرى الحقا‪.‬‬
‫اشتغل بيتر بوغاتيريف بالمتحف التاريخي بموسكو كمتعاق د‪ ،‬ب النظر إلى‬
‫خبرت ه و تراكم ه المع رفي بمج ال اإلثنوغرافي ا‪ .‬و ك ان بمعي ة روم ان‬
‫مؤسس ي ال دائرة اللس انية بموس كو خالل س نة ‪ 1915‬و ك ان‬‫جاكبس ن من ّ‬
‫واضحا آنذاك مدى تأثر عناصر هذه الدائرة باألطروحات اللسانية لدرج ة‬
‫تمجيد الشكل أو األشكال على المضامين في تعاطيها مع مختلف الظواهر‬
‫اإلنسانية و الثقافية‪ .‬لقد انصب اهتم ام بوغ اتيريف باألس اس على التقالي د‬
‫الشفوية و بالثقافات الشعبية‪ ،‬فكانت له رحالت ميدانية قادته لع دة من اطق‬
‫من اإلتح اد الس وفييتي‪ ،‬غ ير أن ذل ك لم يثن ه عن الرغب ة في استكش اف‬
‫التراث الفلكلوري لمدينة موسكو الكبيرة‪.‬‬
‫و ابتداء من س نة ‪ 1921‬ب دأت مس يرته الفعلي ة م ع الت أليف‪ .‬فنش ر مق االت‬
‫باالشتراك مع رومان جاكبسن في ‪ 1923‬و في السنة نفسه ساهم في مؤلف‬
‫جماعي في برلين بدراسة حول الممثل شارلي شابلين‪...‬‬
‫نحن هنا لسنا بصدد عرض سيري ذاتي لبيتر بوغاتيريف‪ ،‬بقدر ما نسعى‬
‫لعرض بعض المعالم التاريخية األساسية التي عرفه ا المس ار العلمي لمن‬
‫نعت بر أح د أهم المنظ رين للمس رح في العص ر الح ديث‪ ،‬و لكن ال ي ذكر‬
‫بالمقابل بالحجم نفسه الذي يذكر به ستانيسالفسكي أو بريخت‪...‬‬
‫أن سنة ‪ 1934‬تشكل منعطفا حاسما في مسيرة باحثنا‪ .‬لقد ألقى‬ ‫من الواضح ّ‬
‫محاضرة غاي ة في األهمي ة ب النظر إلى م ا تش ف عن ه من روح نقدي ة و‬
‫تجديدي ة ب المرة‪ ،‬و يمكنن ا الق ول أنّه ا س ابقة في مج ال الدراس ات‬
‫السيميولوجية‪ ،‬فجاء العنوان كاآلتي‪:‬‬
‫"مسائل الدراسات البنيوية‪ :‬للتقاليد الشعبية"‬
‫لتليها بعد ذلك‪ ،‬ضمن النسق المنهجي ذاته‪ ،‬دراسة بنفس األهمية موسومة‬
‫بـ‪:‬‬
‫"اللباس كدليل"‪:...‬‬
‫‪ 2.2.1‬األطروحات األساسية‬
‫أن نص وص بوغ اتيريف النقدي ة مرجعي ة و مؤسس ة‬ ‫بداي ة س نقول ّ‬
‫لسيميولوجيا المسرح‪ ،‬و على الرغم من كونه ا ال تع رض جه ازا تحليلي ا‬
‫متكامال بمفاهيم إجرائية واضحة على غرار الجهاز الغريماس ي مثال‪ ،‬إ ّ‬
‫ال‬
‫أنه ا تش كل في نظرن ا وص فات نقدي ة اس تطاعت ان توج ه اهتمام ات‬
‫الدارسين عن القضايا التقليدية التي تثار في ك ل ّ م رة بخص وص الط ابع‬
‫المركب الذي يميز المس رح و يعت بر ماهي ة‪ .‬لق د ح اول بوغ اتيريف أن‬
‫يعيد تعريف المسرح انطالقا من بنية ه ذا األخ ير الش كلية و النوعي ة في‬
‫الوقت نفسه و ليس من كون المس رح مج ّرد م زيج من الفن ون المختلف ة‪.‬‬
‫أن طبيع ة المس رح ديناميكي ة بحت ة‪ ،‬فال يمكنن ا‬‫هذا و يالحظ بوغاتيريف ّ‬
‫ال ض من س ياق م ا بعين ه‪ .‬كم ا‬ ‫حصرها و ال استيعاب اآلثار المس رحية إ ّ‬
‫حاول الكشف عن العالقة التفاعلية بين المبدع و بين الجمهور‪.‬‬
‫العالقة بين الممثل و المتفرج‪:‬‬
‫يش كل مس رح ال دمى أو ‪ théatre des marionette‬المتن الّ ذي اش تغل علي ه‬
‫الباحث‪ .‬فمسرح ال دمى في تص وره يمكن أن يك ون‪ ،‬اس تقرائيا‪ ،‬األس اس‬
‫ننظ ر من خالله للمسرح إجماال‪..." .‬لم تحظ المكانة الجمالية لمسرح‬ ‫الذي ّ‬
‫ال دمى كفاي ة ب االعتراف في الدراس ات األدبي ة فيم ا يمكن ه‪ ،‬من خالل‬
‫خصوص يته‪ ،‬أن يكش ف حس ب بوغ اتيريف عن توض يح ه ام يتعلّ ق‬
‫‪1‬‬
‫بالجمالية المسرحية بشكل عام‪".‬‬
‫تحتل دورا محوريا في نظري ة بوغ اتيريف‪ ،‬فه و‬ ‫أن مسألة التلقي ّ‬ ‫ال شك ّ‬
‫أن الخصائص الشكلية النوعية لمسرح الدمى تختلف عن خص ائص‬ ‫يرى ّ‬
‫المسرح الواقعي‪ ،‬و حتى ندرك هذه االستقاللية علينا أن نتص ّور المس رح‬
‫كبني ة من ال دّالئل ال كموض وعات فعلي ة‪ .‬فحينم ا ن رى ال دمى بحجمه ا‬
‫‪ céline trautmann-waller‬موس وم ب‪Pëtr Bogatyrëv et le théâtre de marionnettes: :‬‬ ‫مق ال للباحثة‬ ‫‪ 1‬من‬
‫‪L’émergence d’une sémiotique théâtrale entre Russie et Tchécoslovaquie‬‬
‫الصغير و حركاتها الممنهج ة أو المقيّ دة لكن بس لوكات إنس انية علين ا أن‬
‫بالمرة أننا هنا أمام حالة استثنائية من العروض تقتض ي من ا آلي ات‬ ‫ّ‬ ‫نتذكر‬
‫تحليل خاصة بهذا النوع من العروض‪:‬‬
‫هذا التوجه الذي نقرأه في أحد النصوص المهمة لبوغاتيريف و الموسوم‬
‫موج ه‬
‫بـ "دالئل المسرح " " )‪ les signes du theàtre " (1938‬ك ان بمثاب ة نق د ّ‬
‫أن "العالق ة بين‬‫للب احث ‪ Otakar zich‬أوتاك ار زيش‪ .‬ه ذا األخ ير ي رى ّ‬
‫أي رمزي ة عن الممث ل‬ ‫المتلقي و الموضوع الحسي عالقة مباشرة" تسقط ّ‬
‫الذي نراه على الخشبة و على حركاته و لباسه أو ح تى عناص ر ال ديكور‬
‫بحيث يحكم على هذه العناصر كلها كحكمه على الواقع و يغيب عن ه أنّن ا‬
‫ان رؤية أوتكار‬ ‫هنا أمام تحول أو مسرحة ‪ théâtralisation de la réalité‬للواقع‪ّ .‬‬
‫س يكولوجية و اجتماعي ة ب المرة‪ ،‬تنظ ر إلى التمثي ل ك أداء ي رتهن إلى‬
‫المس اهمة الفعلي ة للمتلقي من خالل انطباع ه و مواقف ه من الع رض و‬
‫عناصره‪ :‬فال يعقل أن نرى دمية من الخشب بال تناسب و ال عقل تتحدّث‬
‫إن ذل ك في نظ ره ي ترك المتلقي في حال ة من االختالل و‬ ‫لغ ة اإلنس ان‪ّ ،‬‬
‫يشعره بالملل و الغرابة و السخرية‪ .‬نالحظ ّ‬
‫أن اإلسقاطات التحليلية نفس ها‬
‫الممارسة على الدراما الواقعي ة و على الحي اة اليومي ة في ح ّد ذاته ا هي‬
‫نفسها التي يستند إليها أوتكار في تحليله لمسرح الدمى‪.‬‬
‫ل ذلك س يعتمد بوغ اتيريف على التح ّول كمفه وم مح وري في منظومت ه‬
‫الفكرية‪.‬‬

‫مفهوم التح ّول‪:‬‬


‫إن المس رح بمك ّونات ه و أيض ا الممثّ ل ك ّل ذل ك ينبغي أن ي درك ض من‬ ‫ّ‬
‫بعدين‪ :‬بعد واقعي و بعد سيميولوجي‪:‬‬
‫"إن خط أ أوتك ار زيش المميت يكمن في ع دم إدراك ه لمس رح ال دمى‬
‫كنسق متميّز لإلش ارة‪ ...‬و حالم ا ال ن درك العم ل الف ني(ال دمى) كإش ارة‬
‫لموضوع بل كموضوع (كش يء بذات ه)‪ ،‬أو إذا كن ا دائم ا نعي اإلش ارات‬
‫الفنية كموضوعات فعلي ة تص در عن الموض وع الفعلي و ليس عن نس ق‬
‫اإلشارات الذي يكون لعمل فني‪ ،‬سنلتقي االنطباع الذي وص فه زيش فيم ا‬
‫‪2‬‬
‫يتعلّق بتفهمه للدمى‪"...‬‬
‫فال ينبغي أن يدرك المتلقي المس رح كواق ع على اإلطالق و لكن ال ينبغي‬
‫أن يتصوره كوهم أو كإيهام أيضا على اإلطالق‪ .‬ضمن ه ذه الثنائي ة فق ط‬
‫أن بين المواض يع الفعلي ة في‬‫يمكن ه أن يت أرجح بينهم ا تأسيس ا على ّ‬
‫المس رح و الع الم ال واقعي عالق ة أيقوني ة أو رمزي ة‪ .‬فهي ‪،‬يق ول‬
‫بوغاتيريف‪ ،‬دالئل أو دالئل لدالئل‪ .‬تلك هي خاص ية المس رح الجوهري ة‬
‫التي تفطن إليها الباحث و قام بتحليلها في مقاله الموس وم بـ"الس يمياء في‬
‫المسرح الشعبي"‪.‬‬
‫ففي هذا المق ال يتس اءل الب احث‪ ":‬م ا ه و بالض بط ال زي المس رحي أو‬
‫إن ال زي المس رحي و المش هد ال دال‬‫المشهد الذي يمثل بيتا على الخشبة؟ ّ‬
‫على بيت في مسرحية هما غالبا إشارات ترمز إلى واح دة من اإلش ارات‬
‫التي تص ف بيت ا أو زي ش خص معين في المس رحية‪ .‬فك ّل من ال ّزي أو‬
‫‪3‬‬
‫البيت هو إشارة إلشارة‪ ،‬و ليس إشارة إلى شيء مادي"‬

‫يتبع‬

‫‪ 2‬أودمير كورية‪ ،‬سيمياء براغ للمسرح‪ ،‬دراسات سيميائية‪ ،‬ترجمة و تقديم‪ ،‬منشورات وزارة الثقاف‪::‬ة‪،‬‬
‫‪ ،1997‬ص‪17‬‬
‫‪ 3‬المرجع نفسه‪،‬ص ‪63‬‬

You might also like