Professional Documents
Culture Documents
القضاء الاستعجالي في مادة إبرام الصفقات العمومية في التشريع الجزائري
القضاء الاستعجالي في مادة إبرام الصفقات العمومية في التشريع الجزائري
اذكعةةاقداعةضمنةالطلتجتةنيلةشهجدةة امجسلع
تخصص–تنظيمةإد ري–
ة
ر ب ب بم ب ب ب بن ب ب ب ب ب ب ب ببو نة:ة
ة
اسلمججابةفبةاجدةةإرع مة اصفقبجتة
ة
اقضجءة
امموايعةوفقبجةاللشعيعة اجز ئعي. ة
ابنعة اججاميع:ة2017-2016ة
بسم هللا الرحمن الرحيم
ق ال هللا تعالى:
إلى من صاغوا لنا علمهم و فكرهم لينيروا لنا الطريق إلى أساتذة
كلية الحقوق،
منية و سناء
إلى من قرن هللا تعالى اإلحسان إليهما بطاعته ،إلى
تبنت الجزائر منذ دستور 1996نظام االزدواجية القضائية و بذلك أعلنت الدولة
الجزائرية عن بداية حملة تشريعية منذ 1999و كان شعارها «اصالح العدالة» تمخض
عنها صدور القانون رقم 09-08المؤرخ في 25فيفري 2008المتضمن قانون
االجراءات المدنية و االدارية يشكل هذا القانون ثمرة خمسة سنوات من التحضير و
الدراسة ،منح المشرع بموجب هذا القانون للقاضي االداري كتابا كامال مكونا من 189
مادة حتى يتمكن من بسط رقابته على أعمال االدارة و ذلك بموجب دعوى قضائية يرفعها
األفراد قد تستغرق وقتا طويال مما يؤدي الى ضياع الحق المراد حمايته ،لذلك وضع
المشرع قضاء استثنائيا يتمثل في القضاء االستعجالي االداري ،و قد كان المشرع قبل
ذلك مترددا في جعل نشاط االدارة خاضعا لرقابة القضاء ،حيث صدر األمر رقم -66
154المؤرخ في 8يونيو 1966المتضمن قانون االجراءات المدنية القديم الذي خلى من
اية أحكام خاصة تتعلق بالقضاء االستعجالي اإلداري ،إلى غاية تعديله و تتميمه بموجب
األمر رقم 77-69المؤرخ في 18سبتمبر 11969الذي أضاف المادة 171مكرر التي
أصبحت المادة األساسية التي تنظم قضاء االستعجال اإلداري بالجزائر و بقي األمر على
حاله إلى حين صدور قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية الذي يعتبر قفزة نوعية و قد
أصبح من المواضيع التي نالت اهتماما كبي ار حيث وضع له المشرع بابا خاصا في
ق.إ.م.إ بعنوان «في االستعجال» و ذلك في الباب الثالث من الكتاب الرابع ،هذا الباب
القائم على أنقاض المادة 171مكرر من ق.إ.م القديم جاء بعد ثماني سنوات من ظهوره
في النظام القانوني الفرنسي و قد أورد تفصيال لمجاالته حيث قسم إلى خمسة فصول
تضمن فصال مستقال خاصا باالستعجال في مادة إبرام الصفقات العمومية و العقود
اإلدارية و هي بذلك من الحاالت االستعجالية المستحدثة بموجب ق.إ.م.إ الجديد.
و نظ ار للمكانة التي تحتلها الصفقات العمومية حيث تعد األداة القانونية و االقتصادية
األكثر فعالية لتنفيذ مخططات التنمية الوطنية مما يعني أن تنظيم االستعجال فيها أمر
حتمي ،و يعتبر االستعجال في مادة إبرام الصفقات العمومية إجراء قضائي مستعجل من
-1األمر رقم 77-69يعدل و يتمم األمر 154-66المتضمن ق.إ.م.إ ،ج ر عدد 82مؤرخة في 26سبتمبر
، 1969ص .1237
مقـــــــــــدمـــــــــــة
نوع خاص الهدف منه حماية قواعد اإلشهار و المنافسة قبل إبرام الصفقات العمومية ،من
هذا المنطلق جاءت فكرة القضاء االستعجالي في مادة إبرام الصفقات العمومية في
التشريع الجزائري.
*-األهمية النظرية:
-1إرادة المشرع في إيجاد حلول سريعة بعد أن أثبت الواقع تزايد المنازعات اإلدارية.
-2كسر الحاجز النفسي الذي ترسخ في نفوس األفراد بسبب عدم خضوع اإلدارة
للقضاء.
*-األهمية العملية:
-1رغبة المشرع في تأمين أكبر قدر من الحماية لمبادئ إبرام الصفقات العمومية.
-الدوافع الشخصية:
-1تقديم اضافة علمية لمكتبة الكلية ألننا لمسنا عدم التطرق لهذا الموضوع في األبحاث
األكاديمية لكلية الحقوق.
-2الرغبة النفسية و الميل لدراسة الموضوع المهم و المتميز كوننا لم نتوسع فيه في
المسار الدراسي للماستر.
-الدوافع الموضوعية:
-2و حداثة الموضوع و عدم التطرق له في ق.إ.م القديم و بالتالي فمن باب أولى دراسة
التعديالت الجديدة.
-3اإلشكالية :انطالقا مما سبق ،فإن الدراسة تتمحور حول إشكالية مركزية كالتالي:
ما مدى فعالية الدعوى االستعجالية كضمانة قضائية في مرحلة إبرام الصفقات
العمومية؟ هذه اإلشكالية تستمد منها ثالث إشكاليات فرعية تتمثل في:
-3هل وفق المشرع الجزائري في تكريسه لالستعجال في مرحلة إبرام الصفقات العمومية
كإطار لحماية حقوق األفراد؟
-4منهج الدراسة :اعتمدنا مزيجا من مناهج البحث العلمي ،حيث اعتمدنا كأساس
للدراسة المنهج التحليلي الوصفي األنسب لطبيعة الموضوع حيث أن المنهج التحليلي
هو األنسب للدراسات القانونية التي تعتمد على تحليل المواد القانونية و تفسير اآلراء
الفقهية ،أما المنهج الوصفي فنحن بصدد دراسة دعوى قضائية تعين التعريف بها
ووصفها شكليا و اجرائيا.
-كما استعملنا المنهج التاريخي بصفة عارضة في دراسة التطور التاريخي لهذه الدعوى
و استعنا بالقانون الفرنسي و ق.إ.م القديم في دراسة التطور التاريخي دون أن ترقى هذه
الدراسة إلى دراسة مقارنة ،كما استعملنا المنهج االستقرائي ألننا بصدد دراسة جزئية و
هي القضاء االستعجالي في مادة إبرام الصفقات العمومية أوجب ذلك االنطالق من دراسة
الكل(القضاء االستعجالي اإلداري) إلى الجزء.
* األهداف العلمية :اإلحاطة بالجانب النظري لتكريس المشرع لالستعجال بنص القانون
مواكبة للتطور التشريعي.
مقـــــــــــدمـــــــــــة
* األهداف العملية :تسليط الضوء على الممارسة القضائية لهذه الدعوى بالرغم من أن
الواقع يناقض في كثير من األحيان النص القانوني مما يجعلنا نتساءل عن الدعوى و
محلها من التطبيق.
-6الدراسات السابقة :ككل بحث علمي فإننا لم ننطلق من فراغ بل كانت هناك دراسات
سابقة تتمثل في:
-مداخلة لألستاذة سلوى بومقورة أستاذة بجامعة بجاية بعنوان «رقابة القضاء
اإلستعجالي قبل التعاقدي في مجال الصفقات العمومية في التشريع الجزائري» ألقيت في
الملتقى الدولي الر ابع حول قضاء االستعجال اإلداري يومي 29و 30نوفمبر ،2011
المركز الجامعي الوادي و هي المداخلة رقم ،19تناولت الدراسة دور القضاء اإلداري في
حماية مبادئ الصفقات العمومية في مرحلة اإلبرام من خالل ثالث مباحث تضمنوا
تعريف الدعوى االستعجالية و شروطها و صالحيات القاضي اإلداري من خالل
اإلصالحات التي جاء بها ق.إ.م.إ ثم الحكم الصادر عن هذه الدعوى.
-مقال لألستاذ لعالم محمد مهدي أستاذ بجامعة تلمسان بعنوان «القضاء االستعجالي
قبل التعاقدي في مجال الصفقات العمومية» منشور في المجلة المصرية للدراسات
القانونية و االقتصادية العدد 5بتاريخ جوان 2015من الصفحة 10إلى الصفحة ،38
و هي مجلة علمية محكمة إلكترونية هذه الدراسة مقسمة إلى محورين ،المحور األول
يبحث في ماهية القضاء االستعجالي السابق للتعاقد في مجال الصفقات العمومية و ذلك
من حيث مفهوم و شروط الدعوى ،والمحور الثاني يهتم بنظامها القضائي من حيث
أسباب تكريسها في القضاء الجزائري و سلطات القاضي الواسعة.
-7صعوبات البحث :قد واجهتنا عدة صعوبات في إنجاز هذه المذكرة تتمثل في:
-1ندرة المراجع المتخصصة حيث أن هذا الموضوع رغم أهميته في الواقع العملي
القضائي إال أنه لم يحظ بدراسة علمية أكاديمية في مؤلف مستقل ،لذلك ال يزال
هذا الموضوع مجاال خصبا لدراسات تخرجه للواقع األكاديمي حيث أن هذا
مقـــــــــــدمـــــــــــة
الموضوع درس كجزئية ضمن الدعوى االستعجالية اإلدارية بصفة عامة أو ضمن
منازعات الصفقات العمومية ككل.
-2عدم امكانية ربط الجانب النظري بالجانب التطبيقي النعدام األحكام القضائية في
المراجع كما أننا قمنا بخرجة ميدانية للمحكمة اإلدارية بتبسة ألنها حسبهم دعوى
غير مفعلة على أرض الواقع حيث أن معلوماتهم تنحصر في الطعن في المنح
المؤقت.
-3تشعب النصوص القانونية التي تحكم الموضوع و كثرة تعديالتها ألن هذا
الموضوع ال يقتصر فقط على النص اإلجرائي العام المتمثل في ق.إ.م.إ بل
تدخل فيه قوانين الصفقات العمومية ،قانون المنافسة ،قانون الوقاية من الفساد و
مكافحته ،ق.إ.م القديم.
-8التصريح بالخطة :قمنا بتقسيم الدراسة تقسيما ثنائيا من خالل فصلين :
المبحث الثاني :أسباب تكريس االستعجال في مادة إبرام الصفقات العمومية في التشريع
الجزائري
المبحث الثالث :شروط و اجراءات الدعوى االستعجالية في مادة إبرام الصفقات العمومية
و في األخير خلصنا إلى جملة من النتائج و التوصيات تضمنتها الخاتمة لتختتم دراستنا
بملخص للمذكرة.
المبحث األول :مفهوم القضاء االستعجالي اإلداري.
المبحث الثاني :أسباب تكريس االستعجال في مادة إبرام الصفقات العمومية في
التشريع الجزائري.
المبحث الثالث :شروط و إجراءات الدعوى االستعجالية في مادة إبرام الصفقات
العمومية .
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
و على خالف ما كان عليه الوضع في قانون االجراءات المدنية القديم الذي لم
يتضمن أحكاما خاصة بالقضاء االستعجالي اإلداري إال مادة وحيدة التي أصبحت المادة
األساسية التي تنظم القضاء االستعجالي في الجزائر ،و قد تضمن قانون االجراءات
المدنية و اإلدارية الجديد تغيي ار شامال في نظام االستعجال اإلداري ،هذا النظام القانوني
الذي أفرد له المشرع الجزائري بابا كامال بعنوان «في االستعجال» و أنواعه منظمة في
فصول احتوى الفصل الخامس على «االستعجال في مادة إبرام العقود و الصفقات» ،و
قد تم استحداثه في القانون الجديد لإلجراءات المدنية و اإلدارية و يمكن القول أنه وضع
لمساعدة الطرف الضعيف في الدعوى اإلدارية ،و بذلك فالمشرع الجزائري قد واكب
التطورات التي عرفتها الدول.
و على ضوء هذا ارتأينا تقسيم الفصل األول من دراستنا إلى ثالثة مباحث فخصصنا
المبحث األول منه لتحديد مفهوم القضاء االستعجالي اإلداري ثم تناولنا في المبحث الثاني
أسباب تكريس االستعجال في مادة إبرام الصفقات العمومية في التشريع الجزائري.
و أخي ار خصصنا المبحث الثالث لدراسة شروط و إجراءات الدعوى االستعجالية في مادة
إبرام الصفقات العمومية.
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
يعد القضاء االستعجالي اإلداري فرعا من القضاء اإلداري و بنظرة أولية يتضح أن
القضاء االستعجالي اإلداري يرتكز على عنصر االستعجال المنبثق على طبيعة النزاع
التي تحتم السرعة في الفصل ،و لإلحاطة بموضوع القضاء االستعجالي اإلداري ارتأينا
تقسيم هذا المبحث إلى المطالب التالية:
لإلحاطة بموضوع القضاء االستعجالي اإلداري وجب تعريف مصطلح االستعجال أوال
ضمن ثالثة فروع ،بداية بالتعريف التشريعي (الفرع األول) ،ثم التعريف الفقهي (الفرع
الثاني) ،و أخي ار التعريف القضائي(الفرع الثالث).
تع َجاالا ،و الذي يقصد به استحث اس ْجلْ ، جل ،اُ ْستُ ْع َ لغة :مشتق من فعل استعجلَ ،ي ْستَ ْع ُ
السِيَئ ِة َق ْب َل اْل َح َسَن ِة ».2
على االسراع ،و من ذلك قوله تعالىَ « :وَي ْس َت ْع ِجُلوَن َك ِب َّ
1
-1علي بن هادية ،بلحسن الجياللي بن الحاج يحيى ،القاموس الجديد للطالب ،معجم عربي ،الطبعة الرابعة (،ددن)،
تونس ،1983 ،ص .45
-2سورة الرعد ،اآلية .06
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
اصطالحا :هو ذلك الخطر الداهم المحدق بالحق أو هو الخطر الذي يلحق ضر ار ال
يمكن إدراكه باللجوء الى اجراءات التقاضي العادية.1
المشرع الجزائري لم يعرفه و لم يضع معيا ار يمكن االعتماد عليه الستنباط عنصر
االستعجال عند النظر في قضية ما رغم وجود مصطلحات مشابهة كالسرعة و الخطر
الوشيك ،2و إنما ترك للقاضي السلطة التقديرية الواسعة في تحديد هذا العنصر لمعالجة
كل قضية ،و اكتفى المشرع الجزائري في ق.إ.م.إ بتعيين أنواع الدعاوى التي توصف أنها
استعجالية دون التطرق إلى تعريف القضاء االستعجالي ،كما نص على خصائصه في
ق.إ.م.إ.3
المشرع المصري «ُينتدب في مقر المحكمة قاض من قضاة المحكمة ليحكم بصفة
مؤقتة مع عدم المساس بأصل الحق بالمسائل المستعجلة التي ُيخشى عليوا فوات
الوقت».4
-1مراد عبد الفتاح ،المشكالت العملية في القضاء المستعجل( ،د ط) ،دار الكتاب و الوثائق المصرية ،مصر( ،د ت
ن) ،ص .19
-2محمد براهيمي ،القضاء المستعجل ،الجزء األول( ،د ط) ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2006 ،ص .93
-3المواد 925 ،924 ،918 ،917من القانون رقم 09-08المؤرخ في 25فيفري 2008يتضمن ق.إ.م.إ ،ﺝ ر
عدد 21المؤرخة في 23أفريل ،2008ص .03
انظر كذلك :كلوفي عز الدين ،نظام المنازعات في مجال الصفقات العمومية على ضوء ق.إ.م.إ( ،د ط) ،دار النشر
جيطلي ،الجزائر ،2012 ،ص .124
-4المادة 45من قانون المرافعات المدنية و التجارية المصري.
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
المشرع االيطالي «يجوز لمن يخشى على حقه من ضرر ال يمكن تداركه إذا طالب به
باألوضاع المعتادة أن ُتتخذ بوا االجراءات الوقتية المستعجلة».1
الفقيه مورل « Morelاالستعجال هو فكرة قائمة على ما َيْن ُتج من ضرر جراء تأخير
في الفصل في النزاع».5
األستاذة أمينة النمر «الضرورة التي ال تحتمل تأخي ار ،أو أنه الخطأ المباشر الذي ال
يكفي في اتقائه رفع الدعوى بالطرفق المعتاد حتى مع تقصير المواعيد».6
األستاذ راتب «الخطر الحقيقي المحدق بالحق المراد المحافظة عليه و الذي يلزم
درؤه بسرعة ال تكون عادة في التقاضي العادي و لو قصرت المواعيد».1
األستاذ بربارة عبد الرحمان «هو الخطر الحقيقي المحدق بالحق المراد حمايته و
الذي يلزم درؤه سرعة ال توفرها اجراءات التقاضي العادية ،فالمطلوب هو المحافظة
على الحق الذي يخشى عليه أمر ال يحتمل االنتظار حتى يعرض أصل النزاع على
قضاء الموضوع».2
تعريف آخر« :االستعجال هو إجراء مختصر و استثنائي يسمح للقاضي اإداري بإتخاذ
قرار وقتي في مسائل متنازع عليوا و ال تحتمل التأخير».3
لقد عزف المشرع عن تعريف قضاء االستعجال 5تاركا ذلك للفقه و القضاء ،فقد عرفه
األستاذ ميريغنهاك Merignhacبقوله« :هو إجراء يكون الودف منه الفصل بأقصى
سرعة ممكنة في القضايا المستعجلة و في الحالة التي تثير فيوا السندات و األحكام
إشكاالت تتعلق بتنفيذها ،لكن فقط بطرفقة مؤقتة دون المساس بأصل الحق».6
و عرفه جانب آخر من الفقه بأنه« :الفصل في المنازعات التي يخشى عليوا من فوات
الوقت فصال مؤقتا ال يمس بأصل الحق ،و إنما يقتصر على الحكم باتخاذ إجراء وقتي
ملزم للطرفين بقصد المحافظة على األوضاع القائمة أو احترام الحقوق الظاهرة ،أو
صيانة مصالح الطرفين المتنازعين.1»...
و يعرف جانب آخر من الفقه بأنه« :قضاء وقتي يودف إلى حماية قضائية وقتية».2
و ُيعرفه جانب آخر كذلك« :هو ضرورة الحصول على الحماية القانونية العاجلة التي
ال تتحقق من خالل اتباع االجراءات العادية للتقاضي نتيجة توافر ظروف تمثل خط ار
على حقوق الخصم أو تتضمن ضر ار قد يتعذر تداركه و إصالحه».3
وفي األخير نجد أن اإلحاطة بمفهوم مصطلح االستعجال و تعريفه و تعريف القضاء
القضاء االستعجالي في مادة إبرام الصفقات االستعجالي اإلداري نصل إلى تعرف
العمومية.
عرفه األستاذ مهند مختار نوح «إجراء قضائي مستعجل من نوع خاص ذو أصل تشرفعي
أوروبي الودف منه حماية قواعد العالنية و المنافسة بشكل فعال قبل إتمام إبرام
الصفقة العمومية و ذلك عن طرفق إعطاء القاضي سلطات واسعة و غير مألوفة في
اإجراءات القضائية االستعجالية العامة» .4
-1معوض عبد التواب ،الوسيط في قضاء األمور المستعجلة و قضاء التنفيذ ،الطبعة الثالثة ،منشئة المعارف
باإلسكندرية ،مصر ،1995 ،ﺹ ﺹ .17-16
-2لحسين بن شيخ آث ملويا ،المرجع السابق ،ص .12
-3بشير بالعيد ،القضاء المستعجل في األمور اإلدارية( ،د ط)( ،د د ن) ،الجزائر ،1993 ،ص .32
-4مهند مختار نوح ،اإليجاب و القبول في العقد اإلداري ,دراسة مقارنة ،الطبعة األولى( ،د د ن) ،لبنان،2005 ،
ص .841
و أنظر كذلك :عبد الوهاب كسال ،سلطة القاضي اإلداري في توجيه أوامر لإلدارة ،أطروحة دكتوراه ،جامعة قسنطينة،1
،2015ص .225
-آمال يعيش تمام ،سلطات القاضي اإلداري في توجيه أوامر لإلدارة ،أطروحة دكتوراه ،جامعة بسكرة،2012 ،
ص.406
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
يعتبر التعريف القضائي لالستعجال األقرب إلى الصواب و هذا يرجع للطبيعة العملية
للدعوى االستعجالية ،و مصدر التعريفات القضائية مستمدة من النظام القضائي اإلداري
الفرنسي الذي يعتبر المرجع األول لنظام القضاء االستعجالي في الجزائر.
أوال :قضت محكمة النقض الفرنسية بأن االستعجال ال يتوفر إال في األحوال التي يترتب
على التأخير فيها ضرر ال يحتمل اإلصالح.1
ثانيا :القضاء االستعجالي في الجزائر فرغم الممارسات اليومية على مستوى المحاكم
العادية و اإلدارية فال وجود لتعريف شامل موحد له ،و لكن يمكن اإلشارة إلى قرار
المحكمة العليا الصادر في 1992/11/24الذي جاء في حيثياته« :2حيث أن وجود
الدعوى أمام محكمة الموضوع ال تمنع قاضي االستعجال من اتخاذ إجراءات خاصة أو
تدابير تحفظية إذا كان يخشى ضياع حقوق أطراف النزاع و هذا عمال بنص المادة
183من ق.إ.م» ،3و في قرار آخر صادر عن الغرفة اإلدارية للمحكمة العليا «فإننا
نكون أمام حالة استعجال كلما كنا أمام حالة يستحيل حلوا فيما بعد».4
وقد قضى مجلس قضاء الجزائر العاصمة قبله في قرار 5آخر بما يلي« :حيث أنه
إذا كان قاضي األمور المستعجلة مختصا في اتخاذ إجراءاته فوذه مبررة بوجود حالة
استعجال أو خطر».
ثالثا :عرفته محكمة النقض المصرية بقولها« :يقوم اختصاص القضاء المستعجل
بالدعوى المستعجلة على توافر الخطر و االستعجال الذي يبرر تدخله إصدار قرار
-1مجيدة خالدي ،القضاء االستعجالي في المواد اإلدارية ،مذكرة ماجستير ،جامعة أبو بكر بلقايد -تلمسان،-
،2012ص .16
-2عبد الرحمان بربارة ،المرجع السابق ،ص .109و أنظر كذلك :خليل مول الضاية ،المذكرة السابقة ،ص .12
-3مجيدة خالدي ،المرجع السابق ،ص .16
-4أنظر القرار الصادر عن الغرفة اإلدارية ،المحكمة العليا ،رقم ،92189مؤرخ في 22مارس ،1992نقال عن- :
عبد الغني بلعابد ،المرجع السابق ،ص .14
-5قرار مجلس قضاء الجزائر الصادر في ،1981/10/12منقول عن الندوة الوطنية للقضاء االستعجالي ،و ازرة
العدل ،الديوان الوطني لألشغال التربوية ،1995،ص 64و أنظر كذلك :الغوثي بن ملحة ،المرجع السابق ،ص .16
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
وقتي يراد به رد عدوان يبدو للوهلة األولى أنه بغير حق ومنع خطر ال يمكن تداركه أو
يخشى استعجاله إذا ما فات الوقت.1»...
المطلب الثاني :التطور التارفخي للقضاء االستعجالي في مادة إبرام الصفقات العمومية
يرجع التطور التاريخي للقضاء االستعجالي في مادة الصفقات العمومية إلى اهتمام
مزدوج بين تعليمات أوروبية وتشريعات فرنسية و اقتباسات جزائرية ،لذلك سنتناول التطور
التاريخي له في أوروبا(الفرع األول) ،ثم التطور التاريخي في فرنسا (الفرع الثاني) ،و
أخي ار التطور التاريخي في الجزائر(الفرع الثالث).
يرجع النظام القانوني لالستعجال في مادة إبرام الصفقات العمومية إلى أصل تشريعي
أوروبي ،فقد تشدد المشرع األوروبي بشأن تطبيق قواعد العالنية و المنافسة في نطاق
إبرام عقود الشراء العام ،و في سبيل ذلك قام بإصدار التعليمة 665/89 بتاريخ 21
ديسمبر 1989التي وردت تحت عنوان «طعن و رقابة» في مجال الصفقات العمومية
للتوريدات واألشغال ،والتي تم تكريسها بهدف ضمان التجانس التشريعي بين الدول
األعضاء في االتحاد األوروبي ،بعد أن تنبه المشرع إلى عدم وجود دعوى قضائية تؤمن
احترام األحكام األوروبية في نطاق المنافسة والعالنية ضد خرق قواعد اإلبرام.1
ظهر االستعجال اإلداري في فرنسا في القرن التاسع عشر الميالدي ويعود الفضل في
رسم أسس قضاء االستعجال اإلداري الفرنسي الى السيد رونو دونوا Renaud Denoix
نائب رئيس مجلس الدولة الفرنسي وقد جاء القانون رقم 597/2000بخصوص
االستعجال اإلداري والذي أُدمج في قانون العدالة اإلدارية.
أما فيما يخص القضاء االستعجالي في مادة إبرام الصفقات العمومية فقد تبنى
المشرع الفرنسي توجيهات االتحاد األوروبي وذلك بصدور القانون 10-92بتاريخ
ُ
1992/01/04و القانون 13-92بتاريخ 1992 /02/25المتعلق بالصفقات المبرمة
في القطاعات الخصوصية 2في مجاالت الطاقة ،المياه ،النقل ،االتصاالت ،وتم إدراجها
في أحكام المادتين 23-22من قانون المحاكم اإلدارية ومحاكم االستئناف اإلدارية ثم
المواد 1-551و 2-551في التعديل الجديد لقانون القضاء اإلداري.
وهكذا كان المشرع الفرنسي السباق في وضع نظام القضاء المستعجل قبل التعاقدي ،
و كان السباق في إرساء معالم دعوى قضائية جديدة تعد حديثة العهد بالوالدة. 3
-1مصدر التعليمة* محمد مهدي لعالم( ،القضاء االستعجالي قبل التعاقد في مجال الصفقات العمومية) ،المجلة
المصرية للدراسات القانونية و االقتصادية ،العدد ،2015 ،5ص .29و انظر كذلك :أمينة غني ،المذكرة السابقة ،ص
.5و كذلك خليل مول الضاية ،المذكرة السابقة ،ص .38
-2القانون 10/92المؤرخ في 04جانفي ،1992أوجد االستعجال ما قبل التعاقد.نقال عن :لحسين بن شيخ آث
ملويا( ،المنتقى في قضاء االستعجال اإلداري) ،المرجع السابق ،ص .268
- -3محمد فقير( ،رقابة القضاء االداري االستعجالي على الصفقات العمومية) ،الملتقى الدولي الرابع حول قضاء
االستعجال اإلداري ،المركز الجامعي الوادي 30-29 ،نوفمبر ،2011ص .19و أنظر كذلك مهند مختار نوح،
المرجع السابق ،ص .843
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
إن المتتبع لحركة التشريع الجزائري يالحظ التهميش التشريعي للقضاء االستعجالي
اإلداري على مدى تعاقب النصوص القانونية التي سبقت ق.إ.م.إ 09-08لذلك ندرسه
ضمن ثالثة مراحل.
إن استقراء أحكام ق.إ.م القديم 1نجده جاء هزيال جدا ولم يتضمن إال مادة وحيدة هي
المادة 171التي نظمت بشكل سطحي أحكام القضاء االستعجالي في المواد المدنية و
اإلدارية على حد السواء رغم االختالف الكبير بينهما.
-1األمر 154-66المؤرخ في 08جوان 1966المتضمن ق.إ.م ،ﺝ ر عدد 47مؤرخة في 09جوان ،1966
ص ،582المعدل و المتمم بموجب األمر 77-69المؤرخ في 18سبتمبر 1969ج ر عدد 82مؤرخة في 26
سبتمبر 1969ص 1238و األمر 80-71المؤرخ في 29ديسمبر 1971الملغى ،و القانون رقم 01-86المؤرخ
في 28جانفي ،1986ﺝ ر عدد 4المؤرخة في 29جانفي ،1986ص ،68و القانون رقم 23-،90المؤرخ في
18ـأوت ،1990ﺝ ر عدد 36المؤرخة في 22أوت ،1990ص ،1149و القانون رقم 05-01المؤرخ في 22
ماي ،2001ﺝ ر عدد 29المؤرخة في 23ماي ،2001ص (05الملغى).
-2القانون العضوي رقم 01-98المؤرخ في 30ماي 1998يتعلق باختصاصات مجلس الدولة و تنظيمه و عمله،
ﺝ ر عدد 37المؤرخ في 01جوان ،1998ﺹ ،03المعدل و المتمم بموجب القانون العضوي رقم 13-11المؤرخ
في 26جويلية ،2011ﺝ ر عدد 43المؤرخة في 03أوت 2011ص .07
-3القانون رقم 02-98المؤرخ في 30ماي 1998يتعلق بالمحاكم اإلدارية ،ﺝ ر عدد 37المؤرخة في 01جوان
،1998ص . 08
-4القانون العضوي رقم 03-98المؤرخ في 03جوان 1998يتعلق باختصاصات محكمة التنازع و تنظيمها و
عملها ،ﺝ ر عدد 39المؤرخة في 07جوان ،1998ص 03أنظر :مجيدة خالدي ،المذكرة السابقة ،ص .08
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
وبذلك منح المشرع الجزائري بموجب هذا القانون للقاضي اإلداري كتابا كامال مكون
من 189مادة حتى يتمكن من بسط رقابته على أعمال السلطة االدارية ،و هذا ما تجسد
في مقولة وزير العدل حافظ األختام أثناء مناقشة مشروع ق.إ.م.إ ما يلي.
و هذا كذلك على حد تعبير األستاذ شابي Le signe extérieur d’une « :Chapus
bonne justice c’est l’excellence de ces procédures d’urgence.»3
تعتبر الدعوى االستعجالية في مادة إبرام الصفقات العمومية دعوى خاصة لذلك
انفردت بخصائص تميزها عن غيرها من الدعاوى االستعجالية اإلدارية لذلك يجب
تعريفها (الفرع األول) وذكر خصائصها (الفرع الثاني) .
هي مجموعة اإلجراءات التي ترمي إلى الفصل بصفة مستعجلة و سريعة في حاالت
االستعجال في المسائل المستعجلة أو في الحاالت التي تثير فيها السندات و األحكام
إشكاالت عند مباشرة التنفيذ.1
إن الهدف األساسي من هذه الدعوى هو منع كل مخالفة تقع على مبدأ العالنية و
المنافسة تتعلق بإبرام العقد اإلداري ،فهي تحمل طابعا وقائيا يتم من خالله تجنب الرضوخ
لألمر الواقع الذي يعد لزاما بمجرد إبرام العقد ،و تسعى إلى تحري المخالفات في إجراءات
اُنظر كذلك :فريدة أبركان( ،االستعجال في مادة إبرام الصفقات العمومية) ،الملتقى الدولي الرابع حول القضاء
االستعجالي اإلداري 30-29 ،نوفمبر .2011المركز الجامعي الوادي ،ص ص .13-1
-1الغوثي بن ملحة ،القانون القضائي الجزائري( ،د ط) ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2002 ،ص .336
-2رضية بركايل ،الدعوى اإلدارية االستعجالية طبقا لقانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،مذكرة ماجيستر ،جامعة
وهران ،2014 ،ص .11
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
التعاقد قبل إتمام العملية التعاقدية ،و عليه فإنه ال يمكن اللجوء لها متى أبرم العقد ،ألنها
تفقد قيمتها القانونية بمجرد إبرام العقد. 1
حتى يحقق هذا النظام فاعليته يتعين ضمان سرعة التدخل القضائي و الوصول إلى
نتيجة نهائية بما يتناسب و مرحلة التعاقد ،إذن فالنصوص المنظمة لهذه الدعوى أسست
على فكرة السرعة ،و يملك القاضي سلطة تقدير مدى وجود الحالة االستعجالية من
الظروف المحيطة بالدعوى ،ففي حالة الدعوى االستعجالية قبل التعاقدية يتعين على
إن تم إبرام العقد.2
القاضي اإلداري التأكد من وجود حق للمدعي يخشى ضياعه ْ
وهي تخول للقاضي سلطات واسعة غير معروفة في النظام القانوني العام.3
األصل العام أن القاضي االستعجالي ال يمس بأصل الحق ،و إنما يتخذ التدابير
االستعجالية الفورية و الضرورية فقط ،إال أنه في هذه الدعوى يفصل بصفة استعجالية
موضوعية أي ينظر في الموضوع ،و يتمثل ذلك بالتصدي للخرق المرتكب ضد االلتزام
بمبدأ العالنية أو المنافسة وفقا لما حدده القانون من جزاء لهذا الخرق و األحكام الصادرة
عن القاضي بالبت في الموضوع تكتسب قوة الشيء المقضي فيه.4
-1حورية بن أحمد ،دور القاضي اإلداري في حل المنازعات المتعلقة بالصفقات العمومية ،مذكرة ماجيستر ،جامعة
تلمسان ،2011،ص ص .49-48
-2حورية بن أحمد ،المرجع السابق ،ص .04
-3محمد سعيد غندور( ،دعوى القضاء المستعجل الموضوعي السابق للتعاقد) ،مجلة المنارة ،العدد ،2014 ،12ص
.04
-4مهند مختار نوح ،المرجع السابق ،ص .846
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
المبحث الثاني :أسباب تكرفس االستعجال في مادة إبرام الصفقات العمومية في التشرفع
الجزائري
المطلب الثالث :مصادقة الجزائر على اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد
لدراسة هذا المطلب يجب التطرق إلى مدى اهتمام المشرع الفرنسي بالقضاء
االستعجالي اإلداري (الفرع األول) ،و مدى تأثر المشرع الجزائري به (الفرع الثاني).
تم إنشاء فريق متكون من أعضاء من مجلس الدولة أبرزهم رجال قانون وأساتذة
جامعيون ،و كذا أعضاء من المحاكم ومجالس االستئناف اإلدارية ،و ذلك بموجب القرار
المؤرخ في 07نوفمبر ،1997حيث وضع الفريق تحت رئاسة السيد دانييل ال بتول
،Daniel Labtoulleحيث أوكلت له مهمة التقصي في دراسة سلطات القاضي اإلداري،
و انتهى الفريق إلى وضع تقرير تمثلت نتيجته في اقتراح مشروع قانون لتعديل إجراءات
االستعجال.
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
تم تقديمه إلى الحكومة من طرف نائب رئيس مجلس الدولة ثم عرض على مجلس
األمة في 17مارس .1 1999
وبعد 15شه ار من العمل البرلماني دخل القانون رقم 2597-2000حيز التنفيذ في
01جانفي ،2001و هو نفس توقيت دخول قانون العدالة اإلدارية الفرنسي حيز التنفيذ،
حيث تم إدماج قانون 597-2000فيه و ذلك في الكتاب الخامس منه 3و اصطلح على
تسمية الدعوى المرفوعة أمام قاضي االستعجال اإلداري في مادة إبرام العقود اإلدارية و
الصفقات العمومية في التشريع الفرنسي 4بـ «االستعجال قبل التعاقد» (Le référé
) précontractuelالمنظم في إطار المادة 1-551من قانون العدالة اإلدارية و في
األخير النص على بعض المنازعات من بينها قضاء االستعجال في مجال العقود و
الصفقات .)(Le référé en matière de passation de contrats et marchées
لقد أفرد المشرع الفرنسي كتابا كامال للقضاء االستعجالي ضمن تقنين العدالة أي 27
مادة بهدف سد الثغرات التي عرفتها التشريعات السابقة .
إن التجربة الفرنسية جعلت المشرع الجزائري يثبت وجود فراغ تشريعي فيما يتعلق
بوجود دعوى وقائية سابقة على إبرام الصفقة ،فدعوى اإللغاء الموجهة ضد ا
القررات
اإلدارية المنفصلة عن العقد ،ظهرت كطعن عقيم 1ألن اإلدارة تسارع في أغلب األحيان
إلى إبرام العقد قبل بت القاضي في الدعوى بحكم نهائي ،و في المقابل وجد المشرع
الجزائري ضرورة تخليه عن المادة 2171تماشيا مع التطورات في فرنسا التي شهدت عدة
مرات تعديالت في اإلطار التشريعي للقضاء االستعجالي اإلداري.
حيث أنه بعد تعديل دستور 1996و تبني االزدواجية القضائية نص القانون
العضوي 01-98المتضمن قانون مجلس الدولة في م 40ق.ع ْ 01-98
أن «
تخضع اإجراءات ذات الطابع القضائي أمام مجلس الدولة ألحكام قانون اإجراءات
المدنية».
كما نصت م 08من ق 02-98المتضمن قانون المحاكم اإلدارية على أنه « بصفة
انتقالية وفي انتظار تنصيب المحاكم اإدارفة المختصة إقليميا تبقى الغرف اإدارفة
بالمجالس القضائية وكذا الغرف اإدارفة الجووية ،مختصة بالنظر في القضايا التي
ُتعرض عليوا طبقا لقانون اإجراءات المدنية».
و في إطار استكمال المشرع الجزائري مسيرته نحو إصالح العدالة وجب استكمال
سلطات القاضي اإلداري بإدراج موضوع االستعجال في المادة اإلدارية ضمن ق.إ.م.إ
الذي يعتبر قفزة نوعية 3حيث وضع المشرع بابا خاصا في ق.إ.م.إ متعلقا باالستعجال
مكونا من خمسة فصول تحت عنوان «في االستعجال» ،هذا الباب القائم على أنقاض
المادة 171و المادة 171مكرر من ق.إ.م القديم جاء بعد ثماني سنوات من ظهوره في
-1سليمان محمد الطماوي ،القضاء اإلداري ،قضاء اإللغاء( ،د ط) ،دار الفكر العربي ،مصر ،1996 ،ص ص
.187-186
-2أنظر المادة 171من األمر رقم ، 154 -66السابق ذكره.
-3عز الدين كلوفي ،نظام المنازعة في مجال الصفقات العمومية على ضوء قانون االجراءات المدنية و اإلدارية،
مذكرة ماجستير ،جامعة بجاية ،2012 ،ص .209
-أنظر المادة 171مكرر أدخلت في ق.إ.م.إ بموجب األمر ،77-69السابق ذكره.
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
إن الواقع العملي للصفقات العمومية يثير نزاعات في مرحلة اإلبرام بسبب اإلخالل
بقواعد المنافسة و اإلشهار لذلك ال بد من تعريف الصفقة العمومية (الفرع األول) ،و
تحديد أهميتها (الفرع الثاني) ،وتوضيح رغبة المشرع في تأمين أكبر حد من شفافية
المنافسة في الصفقات العمومية (الفرع الثالث).
1
-عبد الكريم بودريوة( ،اشكاالت القضاء اإلداري االستعجالي في مادة الصفقات العمومية) ،الملتقى الدولي الرابع
حول قضاء االستعجال اإلداري ،يومي 30نوفمبر و 1ديسمبر ،المركز الجامعي الوادي2011 ،ص ص . 13-1
-2نورة بن بوزيد دغبار( ،منازعات الصفقات العمومية) ،مجلة دفاتر السياسة و القانون ،العدد ،15جوان ،2016
ص .16
-3المادة 5من المرسوم الرئاسي رقم 247-15المؤرخ في 16سبتمبر 2015يتضمن تنظيم الصفقات العمومية و
تفويضات المرفق العام ،ج ر عدد 50المؤرخة في 20سبتمبر ،2015ص .3
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
تم التعرض لهذه المسألة ألول مرة بموجب األمر 1رقم ، 90-67بعدها صدر
المرسوم المتعلق بصفقات المتعامل العمومي رقم ،2145-82ثم المرسوم التنفيذي -91
،3 434يليه المرسوم الرئاسي ،4 250-02ثم المرسوم الرئاسي ،5 338-08يليه
المرسوم الرئاسي ،6 236-10و أخي ار عرفه المرسوم الرئاسي 7247-15كما يلي:
«الصفقات العمومية عقود مكتوبة في مفووم التشرفع المعمول به ،تبرم بمقابل مع
متعاملين اقتصاديين وفق الشروط المنصوص عليوا في هذا المرسوم ،لتلبية حاجات
المصلحة المتعاقدة في مجال األشغال و اللوازم و الخدمات و الدراسات».
ذهب مجلس الدولة الجزائري في تعريف الصفقات العمومية في قرار 8له (غير
منشور) إلى القول ...« :و حيث أنه ُتعرف الصفقة العمومية بأنوا عقد يربط الدولة
بالخواص حول مقاولة أو انجاز مشروع أو خدمات.1»...
-1المادة 1من األمر رقم 90-67المؤرخ في 17جوان 1967يتضمن قانون الصفقات العمومية ،ج ر عدد 52
المؤرخة في 27جوان ،1967ص .718
-2المادة 4من المرسوم رقم 145-82المؤرخ في 10أفريل 1982المتضمن الصفقات التي يبرمها المتعامل
العمومي ،ج ر عدد 15المؤرخة في 13أفريل ،1982ص .740
-3المرسوم التنفيذي رقم 434-91المؤرخ في 09نوفمبر ،1991يتضمن تنظيم الصفقات العمومية ،ج ر عدد 57
المؤرخة في 13نوفمبر ،1991ص .2211
-4المرسوم الرئاسي رقم 250-02المؤرخ في 24جويلية 2002يتضمن تنظيم الصفقات العمومية ،ج ر عدد 52
المؤرخة في 28جويلية ،2002ص ،3المعدل و المتمم بالمرسوم الرئاسي رقم 301-03المؤرخ في 11سبتمبر
،2003ج ر عدد 55المؤرخة في 14سبتمبر 2003ص 5ومعدل بالمرسوم الرئاسي رقم 338-08المؤرخ في
26أكتوبر 2008ج ر عدد 62المؤرخة في 09نوفمبر 2008ص .6
-5المؤرخ في 24جويلية ،2008ج ر عدد 62المؤرخة في 09جويلية ،2008ص .6
-6المرسوم الرئاسي رقم 236-10المؤرخ في 07أكتوبر 2010يتضمن تنظيم الصفقات العمومية ،ج ر عدد 58
المؤرخة في 07أكتوبر ،2010ص .3جاء بأحكام جوهرية فيما يخص تجسيد مبادئ الشفافية و العلنية التي جاء بها
ق.إ.م.إ .
ذكره. -7المادة 2من المرسوم الرئاسي ،247-15السابق
-8قرار مجلس الدولة مؤرخ في 2002 -12-17رقم 6215فهرس 375نقال عن مجيدة خالدي ،المذكرة السابقة،
.128 ص
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
لم يعط تعريفا للصفقة العمومية بل أعطى تعريفا للعقد اإلداري بقوله« :العقد اإداري
هو العقد الذي يبرمه شخص من أشخاص القانون العام أو بمناسبة تسييره و تظور
نيته في األخذ بأسلوب القانون العام بتضمين العقد شرطا أو شروطا غير مألوفة في
روابط القانون الخاص».2
أدى ارتباط الصفقة العمومية بالمال العام إلى جعلها من أهم القنوات المستهلكة له،
لهذا أعطاها المشرع أهمية خاصة و خصها بقانون خاص ينظمها ،فإذا تم استغاللها
خارج إطار النزاهة و الشفافية كانت صفقات مشبوهة.
حيث تُكلف الصفقات العمومية خزينة الدولة مبالغ باهظة ،لذلك عمل المشرع
الجزائري على توفير وسائل تحكم هذا العمل التعاقدي ،ضد آفة الفساد التي بسببها
ضيعت الماليير التي تسببت في تدهور االقتصاد الوطني ،إذ أصبحت تبرم صفقات ُ
مشبوهة تتم باطنيا مما يجعل الكثير يعزف عن الدخول في المنافسات الشكلية و بما أن
-1عمار بوضياف ،شرح تنظيم الصفقات العمومية في الجزائر ،الطبعة الثالثة ،جسور للنشر و التوزيع ،الجزائر،
،2011ص .39
-2نفس المرجع ،ص ص .41-40
-3محمد الصغير بعلي ،العقود اإلدارية( ،د ط) ،دار العلوم للنشر و التوزيع ،عنابة ،2005 ،ص .29
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
مرحلة إبرام الصفقة العمومية مرحلة حاسمة في حياتها ال بد من خضوعها آللية قانونية
تعتبر كضمانة قضائية لمشروعية الصفقة العمومية.1
نتيجة لالنتهاكات الخطيرة لقواعد العالنية و المنافسة التي يفرضها تنظيم الصفقات
العمومية ،و هو ما أثر سلبا على المستثمرين بتراجعهم عن التقدم بعطاءاتهم ألن معايير
االختيار تتنافى مع قواعد العالنية و المنافسة 2و المساواة التي هي مبادئ الصفقات
العمومية المنصوص عليها بموجب المادة 05من المرسوم الرئاسي 247-15و هي
مبادئ حرية الوصول للطلبات العمومية و المساواة في معاملة المرشحين 3و شفافية
االجراءات.
المطلب الثالث :مصادقة الجزائر على اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد
لدراسة هذا المطلب يجب اإلحاطة بمفهوم مصطلح الفساد (الفرع األول) ،ثم قراءة
في مضمون االتفاقية (الفرع الثاني) ،و ما تولد عنها في التشريع الداخلي للدولة
بصدور قانون الفساد ( 01-06الفرع الثالث).
-1قدوج حمامة ،عملية إبرام الصفقات العمومية في القانون الجزائري ،الطبعة الثانية ،ديوان المطبوعات الجامعية( ،د
ب ن) ،2006 ،ص .5
-2حورية بن أحمد ،المذكرة السابقة ،ص .8
-3محمد الشريف كتو( ،حماية المنافسة في الصفقات العمومية) ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية ،العدد ،02
،2010ص .39
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
سدَ ،يْف ُس ُد و
لغة :قال ابن منظور في لسان العرب« :الفساد نقيض الصالحَ ،ف َس َدُ ،يْف ُ
َف ُس َد َف َس ااداَ ،ف ُسودا فهو َفاسد و فسيد».
اصالحا :تدابروا و قطعوا األرحام و استسفد السلطان قائده إذا أساء إليه حتى استعصى
عليه ،و المفسدة خالف المصلحة ،و االستفساد خالف االستصالح ،و قالوا هذا األمر
مفسدة لكذا أي فيه فساد.1
في الشريعة االسالمية تكرر في ثالثة و عشرين سورة ،نذكر بعض منها.
الفساد يعبر عن جملة من النشاطات التي تتم داخل جهاز حكومي إداري و التي تؤدي
إلى انحراف ذلك الجهاز عن هدفه الرسمي لصالح أهداف خاصة.
نظ ار لتفشي آفة الفساد و المعاناة التي تعيشها الدول ،ظهرت الحاجة للتعاون الدولي
بين كل دول أعضاء هيئة األمم المتحدة للوصول إلى مكافحة هذه الظاهرة و قد أثمرت
هذه الجهود على وضع اتفاقيات دولية أهمها على االطالق اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة
-1أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور ،لسان العرب( ،د ط) ،دار المعارف ،القاهرة( ،د ت ن)،
المجلد الخامس ،ص .3412و اُنظر كذلك :مجد الدين الفيروز أبادي ،القاموس المحيط( ،د ط) ،دار الحديث،
القاهرة( ،د ت ن) ،ص .323
2
- Oxford/Earner’s pocket dictionary, third edition, Oxford University prees 2007, P 95.
-األعراف اآلية ،127- 56الروم اآلية ،41النمل اآلية ،34الفجر اآليتين ،12-11البقرة اآلية ،12االسراء
اآلية ،4المائدة اآلية ،64القصص اآلية .4
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
و لم تبق الج ازئر بمعزل عن المجتمع الدولي لمواجهة الفساد ،فقد انضمت إلى جميع
االتفاقيات الدولية و االفريقية و العربية المناهضة للفساد.
فقد صادقت الجزائر بتحفظ بموجب المرسوم الرئاسي 128-04 2على اتفاقية األمم
المتحدة لمكافحة الفساد.
و لقد اعترف رئيس الجمهورية بدوره بتفشي ظاهرة الفساد في اإلدارة الجزائرية في
العديد من خطاباته من بينها « ...إن التداخل الشديد بين شبكات االرهاب و االجرام...
يستلزم أيضا اتفاقية دولية لمكافحة الفساد ،و قد كان من بين أغراض االتفاقية تعزيز
اإلدارة السليمة للشؤون العمومية.3
- Organisation de coopération et de développement économique corruption internationales, les éditions de
l’oced Paris, 2008 P 15. نقال عن نادية تياب ،ص .10
-1نادية تياب ،آليات مواجهة الفساد في مجال الصفقات العمومية ،أطروحة دكتوراه ،جامعة مولود معمري -تيزي
وزو ،2013 ، -ص .11
-معاهدة االتحاد االفريقي لمكافحة الفساد ،معاهدة منظمة الدول األمريكية لمكافحة الفساد ،معاهدات القانون المدني
و الجنائي لمجلس أوروبا حول الفساد ،معاهدة منظمة التعاون و التنمية االقتصادية لمكافحة رشوة المسؤولين العموميين
األجانب خاصة.
-22222المرسوم الرئاسي رقم 128-04المؤرخ في 19أفريل 2004يتضمن التصديق بتحفظ على اتفاقية األمم
المتحدة لمكافحة الفساد المعتمدة من قبل الجمعية العامة لألمم المتحدة بنيويورك يوم 31أكتوبر ،2003ج ر عدد
26المؤرخة في 25أفريل ،2004ص .12
-خطاب رئيس الجمهورية عند افتتاح الندوة الو ازرية لترقية تصديق اتفاقية األمم المتحدة 29أكتوبر ،2002نشرة
القضاة و ازرة العدل ،الجزائر ،العدد ،60ص .33انظر كذلك :مجلة مجلس الدولة العدد 2الجزائر 2002ص .12
انظر كذلك :مجلة مجلس الدولة العدد 2الجزائر 2002ص .12
-3أحمد أبو سويلم ،مكافحة الفساد ،الطبعة األولى ،دار الفكر( ،د ب ن) ،2010 ،ص .12
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
لقد حاول المشرع الجزائري إقرار قواعد لمكافحة الفساد في منظومته القانونية و لعل
أبرز تدخالته صدور قانون مكافحة الفساد 01-06الذي جرم العديد من صور الفساد
في الصفقات العمومية أخطرها جريمة منح امتيازات غير مبررة المعروفة بجنحة المحاباة
اعتداء على المبادئ التي تحكم الصفقات العمومية و هي
ا م 26ق ،01-06التي تشكل
حرية المنافسة ،المساواة بين المترشحين ،شفافية اإلجراءات.
كما نصت المادة 9من قانون الفساد 1على إمكانية اللجوء للقاضي اإلداري في حالة
االخالل بالتزامات االشهار و المنافسة التي تخضع لها عمليات إبرام الصفقات العمومية
و العقود اإلدارية.2
-1أنظر المادة 09من القانون رقم ،01-06السابق ذكره التي تنص « يجب أن تؤسس االجراءات المعمول بها في
مجال الصفقات العمومية على قواعد الشفافية و المنافسة الشريفة و على معايير موضوعية.
و يجب أن تكرس هذه القواعد على وجه الخصوص:
-علنية المعلومات المتعلقة بإجراءات إبرام الصفقات العمومية،
-اإلعداد المسبق لشروط المشاركة و االنتقاء،
-معايير موضوعية و دقيقة التخاذ ق اررات متعلقة بإبرام الصفقات العمومية،
ممارسة كل طرق الطعن في حالة عدم احترام قواعد إبرام الصفقات العمومية».
-2حليمة بروك( ،دور الطعن االستعجالي السابق للتعاقد في مكافحة الفساد في العقود و الصفقات العمومية) ،مجلة
.10 المفكر ،جامعة سوق أهراس ،عدد ،2014 ،11ص .296و أنظر كذلك نادية تياب ،األطروحة السابقة ،ص
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
أوال :الصفة
2 1
لم يعرفها المشرع في ق.إ.م.إ ،يقصد بالصفة نصت عليها المادة 13من ق.إ.م.إ
كشرط لرفع الدعوى صلة األطراف بموضوعها ،لكن على مستوى الفقه يقصد بها أن
-1تنص المادة 13من ق.إ .م.إ و جاءت بعنوان األحكام المشتركة لجميع الجهات القضائية «ال يجوز ألي شخص
التقاضي ما لم تكن له صفة ،و له مصلحة قائمة أو محتملة يقرها القانون.
يثير القاضي تلقائيا إنعدام الصفة في المدعي أو المدعى عليه
كما يثير تلقائيا انعدام اإلذن إذا ما اشترطه القانون».
-2مجيدة خالدي ،المذكرة السابقة ،ص .23
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
يكون المدعي في وضعية مالئمة لمباشرة الدعوى و قد عرفها الدكتور عياض بن
عاشور« 1الوضعية التي يحتج بها المدعى للقيام بدعواه و التي تأثرت سلبا بالقرار المنتقد
لدى قاضي اإللغاء فقد يقوم المدعي بطعنه بصفته ناخبا أو تاج ار أو مستعمال للمرفق
العام .»...
ثانيا :المصلحة
نصت عليها كذلك المادة 13من ق.إ.م.إ و هي الدافع وراء الدعوى و الهدف من
تحريكها و قد تكون قائمة أو محتملة. 2
أ -المصلحة القائمة: 3حينما تستند إلى حق أو مركز قانوني فيكون الغرض من
الدعوى حماية هذا الحق أو المركز القانوني .
ب-المصلحة المحتملة : 4إذا لم يتحقق ضرر يقال أن المصلحة محتملة فقد تتولد
مستقبال ،كما قد ال تتولد أبدا.
ثالثا :األهلية
نصت عليها المادة 65من ق.إ.م.إ 5حيث إعتبرها المشرع في ق.إ.م.إ شرط عام
يستوجب توافره في جميع الدعاوى اإلدارية أو العادية و نفس األمر بالنسبة للدعوى
-1عياض بن عاشور ،القضاء اإلداري و فقه المرافعات اإلدارية( ،د ط) ،مركز النشر الجامعي ،تونس،2006 ،
.198 ص
-2رشيد خلوفي ،قانون المنازعات اإلدارية ،شروط قبول الدعوى اإلدارية ،الطبعة األولى ،ديوان المطبوعات
الجامعية ،الجزائر ،2009 ،ص .263
-3عمر بوجادي ،اختصاص القضاء اإلداري في الجزائر ،أطروحة دكتوراه ،جامعة مولود معمري تيزي وزو،2011 ،
ص .103
. -4عبد الرحمان بربارة ،المرجع السابق ،ص ص 39- 38
-5تنص المادة 65من ق.إ.م.إ في القسم الرابع ضمن العنوان « في الدفع بالبطالن » على ما يلي « :يثير
القاضي تلقائيا انعدام األهلية ،و يجوز له أن يثير تلقائيا انعدام التفويض لممثل الشخص الطبيعي أو المعنوي».
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
االستعجالية حيث تعرف على أنها( صالحية الشخص الكتساب المركز القانوني و
مباشرة إجراءات الخصومة القضائية) ،1وهي 19سنة حسب م 40من ق المدني.
يتضح أن المشرع الجزائري لم يشر إلى األهلية ضمن المادة 13من ق.إ.م.
إ ألن هذا الشرط ال يخص شرط قبول الدعوى القضائية فقط بل هو شرط عام يتعين أن
يتوفر في الشخص الذي يباشر أي عمل قانوني ،لذلك لم يضعه المشرع في نفس المادة،
و لقد ذهب األستاذ عبد هللا مسعودي 2إلى نتيجة أن النص القديم و هو المادة 459من
ق.إ.م القديم أكثر توثيقا من نص المادة 13من ق.إ.م.إ الجديد.
سبق التطرق له في المبحث األول مع أنه في الحقيقة أية محاولة لتعريفه من المشرع
تعتبر تقييد لسلطة القاضي . 3
المشرع الجزائري لم يعرف أصل الحق 4لكن المقصود بأصل الحق هو لك ما يتعلق
بالحق وجودا و عدما فيدخل في ذلك ما يمس صحته أو يؤثر في كيانه أو يغير فيه أو
-1حسين طاهري ،اإلجراءات المدنية و اإلدارية الموجزة ،الجزء الثاني( ،شرح قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية)،
. 115 (د ط) ،دار الخلدونية للنشر و التوزيع ،الجزائر ،2013 ،ص
-2عبد هللا مسعودي ،الوجيز في شرح قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية( ،د ط) ،دار هومة ،الجزائر ،2010 ،ص
.15
-3عبد الغني حسونة( ،حالة االستعجال اإلداري بين التقدير القضائي و التحديد التشريعي) ،الملتقى الدولي الرابع
حول قضاء االستعجال اإلداري ،2011 ،يومي 29-28نوفمبر ، 2011المركز الجامعي الوادي ،ص ص .13-1
-4مسعود شيهوب ،المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية ،الجزء األول( ،هيئات و إجراءات )( ،د ط) ،ديوان
المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1999 ،ص 138
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
في اآلثار القانونية التي رتبها المشرع أو التي قصدها المتعاقدان و بذلك فإذا رفعت
دعوى بطلبات موضوعية فإنها تكون خارجة من اختصاص القضاء المستعجل . 1
ثالثا :الجدية
تجد أساسها القانوني في المادة 2919من ق.إ.م.إ و يكفي لنشأة الدعوى االستعجالية أن
يكون هناك احتمال لوجود حق و هو ما يثبت الجدية في طلب المدعي ،و ترتبط الجدية
-بوجود تكريس قانوني للحق المراد حمايته .
-يجب على القاضي التأكد من احتمال وجود مساس أو اخالل بالتزامات اإلشهار أو
3
المنافسة.
تأخذ مفهوم واسع فهي تكتسب إما بحكم المصلحة أو بحكم القانون.4
.274 -1عبد القادر عدو ،المنازعات اإلدارية ( ،د ط) ،دار هومة للنشر و التوزيع ،الجزائر ،2012 ،ص
-2تنص المادة 919من ق.إ.م.إ على « ...و متى ظهر له من التحقيق وجود وجه خاص من شأنه احداث شك
القرار». جدي حول مشروعية
.407 -3مهند مختار نوح ،المرجع السابق ،ص .846و انظر كذلك :آمال يعيش تمام ،المرجع السابق ،ص
-4حورية بن أحمد ،المذكرة السابقة ،ص .56
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
العمومية طبقا للفقرتين األولى و الثانية من المادة 946حيث توسع هذه األخيرة من
األشخاص التي يمكنها رفع الدعوى و لو كانت المصلحة محتملة من خالل عبارة « قد
يتضرر».
مفووم الضرر :2ال يستلزم مفهوم الضرر وجوب إثبات ضرر ناتج عن اإلخالل بقواعد
المنافسة بل يكفي أن يملك المدعي فرصة للفوز بالصفقة فيما لو لم يرتكب هذا الخرق،
وبناء عليه فإن الدعوى ال تقبل كليا من األشخاص الغرباء عن عمليات إبرام العقد
كالتنظيمات المهنية والمتعاقدين من الباطن ومنظمات أخرى.
جاء في المادة 946فقرة 2من ق.إ.م.إ على أنه يتم اخطار قاضي االستعجال من
طرف ممثل الدولة على مستوى الوالية ،و بالرجوع للمادة 110من القانون رقم -12
307نجد أنها نصت على « :الوالي ممثل للدولة على مستوى الوالية و هو مفوض
الحكومة».
-و يقصد بالجماعات اإلقليمية :الوالية طبقا للمادة األولى من القانون رقم ،07-12و
البلدية طبقا للمادة األولى من القانون رقم .410-11
-1عمار بوضياف ،المرجع في المنازعات اإلدارية ،القسم الثاني( ،الجوانب التطبيقية للمنازعة اإلدارية) ،الطبعة
.319 األولى ،جسور للنشر و التوزيع ،الجزائر ،2013 ،ص
-2ال نجار عبد هللا مبروك ،الضرر األدبي و مدى ضماناته في الفقه اإلسالمي ،دراسة مقارنة ،الطبعة األولى ،دار
النهضة ،القاهرة ،1990 ،ص .14
-3المادة 110من القانون رقم ،07-12المؤرخ في 21فيفري 2012يتعلق بالوالية ،ج ر عدد 12مؤرخة في 29
فيفري ،2012ص . 05
-4القانون رقم 10-11المؤرخ في 22جوان 2011يتعلق بالبلدية ،ج ر عدد 37مؤرخة في 03جويلية ،2011
ص .03
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
إذن صارت قواعد اإلخالل بالتزامات اإلشهار والمنافسة محاصرة من الجهتين من
طرف صاحب المصلحة و المتضرر و من طرف الوالي.1
-1إذا كان الوالي حارسا لشفافية الصفقات العمومية المحلية ،فمن يحرص شفافية
الصفقات التي تبرمها الهيآت المركزية؟
-3عندما تكون صفقة هيئة عمومية (و ازرة أو مجلس دستوري أو برلمان مثال) السؤال
يطرح بالنسبة للوزير على المستوى المركزي؟
-4المادة 946من ق.إ.م.إ ذكرت المؤسسة العمومية المحلية فقط و هي تدار عن
طريق الوصاية ،ماذا لو كانت المؤسسة العمومية وطنية؟ إذن ال تدخل في نص
المادة946؟
-5كذلك المؤسسات العمومية الخصوصية ذات الطابع العلمي و التكنولوجي 2أو ذات
الطابع العلمي و الثقافي و المهني 3غير مشمولة بنص المادة 946ق.إ.م.إ و هي نوع
جديد ظهر بعد . 1999
-1سلوى بومقورة ،المقال السابق ،ص .36و انظر كذلك :آمال يعيش تمام ،المذكرة السابقة ،ص .408
-2المرسوم التنفيذي رقم 256-99المؤرخ في 16نوفمبر 1999المتضمن إنشاء المؤسسة العمومية ذات الطابع
العلمي و التكنولوجي و تنظيمها و سيرها ،ج ر عدد 82المؤرخة في 21نوفمبر ،1999ص .03
-3القانون رقم 05-99المؤرخ في 4أفريل 1999المتضمن القانون التوجيهي للتعليم العالي ،ج ر عدد 24
المؤرخة في 6أفريل ،1999ص ،05
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
-8لم يحدد المشرع أجل قانوني لرفع هذه الدعوى مما يحدث تناقض بين طابعها الوقائي
قبل إبرام العقد و امكانية رفعها بعد إبرام العقد؟ مما يؤكد أن المشرع لم يكن دقيقا في
ضبط المادة 946فقرة . 2
هو الذي ينسب إليه اإلخالل بالتزامات اإلشهار و المنافسة ،و هي تلك المنصوص عليها
في المادة 06من المرسوم الرئاسي 247-15المتضمن تنظيم الصفقات العمومية و
تفويضات المرفق العام.
-الدولة.
-الجماعات اإلقليمية.
-المؤسسات العمومية الخاضعة للتشريع الذي يحكم النشاط التجاري عندما تكلف بإنجاز
عملية ممولة كليا أو جزئيا بمساهمة مؤقتة أو نهائية من الدولة أو من الجماعات
اإلقليمية.
المعدل بالقانون رقم 04-2000ج ر عدد 75و القانون 06-08ج ر عدد .10
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
تخضع الدعوى االستعجالية في رفعها إلجراءات محددة قانونا تتمثل في إيداع العريضة
(الفرع األول) ،وجوب تقديم العريضة من طرف محام (الفرع الثاني) ،ثم تبليغ العريضة و
التكليف بالحضور (الفرع الثالث).
يتم إخطار المحكمة اإلدارية 1بموجب عريضة افتتاحية مكتوبة وموقعة من طرف
محام تحت طائلة عدم القبول طبقا للمادة 815من ق.إ.م.إ.
تتضمن العريضة البيانات المنصوص عليها في المادة 15من ق.إ.م.إ وهي كالتالي:
-3اسم و لقب و موطن المدعى عليه ،فإن لم يكن له موطن معلوم ،فآخر موطن له،
-4اإلشارة إلى تسمية و طبيعة الشخص المعنوي ،و مقره االجتماعي و صفة ممثله
القانوني أو االتفاقي،
و تكون عريضة افتتاح الدعوى بنسخ بعدد الخصوم ،كما يمكن أن ترفع العريضة
بالوثائق الثبوتية ،و طبقا للمادة 925من ق.إم.إ فإن العريضة تتضمن عرضا موج از
للوقائع و األوجه المبررة للطابع االستعجالي للقضية.
-1حياة جبار ،تطور قضاء االستعجال اإلداري على ضوء قانون ،09-08مذكرة ماجيستر ،جامعة الجزائر،
،2011ص .81
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
1
تودع العريضة بأمانة ضبط المحكمة اإلدارية المختصة إقليميا مقابل دفع الرسم
القضائي المادة 821والمادة 17ق.إ.م.إ ،و تحرر على ورق مدموغ 2و إال ال تقبل
شكال ،و تقيد بسجل خاص بأمانة الضبط ،و يسلم أمين الضبط للمدعي وصال يثبت
إيداع العريضة طبقا للمادة 823من ق.إ.م.إ ،و يحدد لها أول جلسة ،و يسجل الرقم
على نسخ العريضة و تسلم نسخ لرافعها بغرض اتخاذ إجراءات التبليغ و هذا حسب المادة
16من ق.إ.م.إ.
أمام تعددية الهياكل التي تمثل أمام القضاء اإلداري و هو ما يخلق سيولة في
التشريعات التي يطبقها القاضي اإلداري و هذا ما جعل األستاذ "محيو" قد وصف الجريدة
3
الرسمية أنها ال تعدو أن تكون جريدة للقانون اإلداري.
و من هنا فإن التمثيل بواسطة محامي في المادة اإلدارية كانت وجوبية حيث يقوم
المحامي من خالل عريضة افتتاح الدعوى أو من خالل المذكرات بمساعدة القاضي في
الوصول إلى حكم أو قرار عادل يفصل في النزاع ،لكن يترتب على مبدأ وجوبية المحامي
في المادة اإلدارية أن صاحب المصلحة يتعذر عليه ممارسة حق التقاضي و هو حق من
حقوق اإلنسان 4و حق دستوري ،5لذلك فقد دعا بعض النواب في المجلس الشعبي
الوطني 6إلى تعميم وجوبية المحامي حتى في المحاكم العادية و دعوا إلى إعادة صياغة
- -1تقدر الرسوم القضائية في مادة الصفقات العمومية ب 6000د ج-.مصدر المعلومة المحكمة اإلدارية تبسة.
-2المادة 83فقرة 1من القانون رقم 21-01المؤرخ في 22جانفي 2001المتعلق بقانون اإلجراءات الجبائية ،ج
ر عدد 7المؤرخة في 23جانفي 2001ص .03
-3أحمد محيو ،محاضرات في المؤسسات اإلدارية( ،د ط) ،ديوان المطبوعات الجامعية( ،د ب ن) ،1996 ،ص.6
-4المادة 8من االعالن العالمي لحقوق االنسان اعتمدته الجمعية العامة لألمم المتحدة بقرارها رقم 218000المؤرخ
في 10ديسمبر ،1948صادقت عليه الجزائر في .1963
-5المادة 134من دستور 1996المعدل و المتمم.
-6انظر جريدة مداوالت المجلس الشعبي الوطني ،رقم 52بتاريخ 06فيفري 2008ص .01
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
المادة 10من ق.إ.م.إ ،غير أن اللجنة القانونية رفضت التعديل و بررت ذلك بتخفيف
التكاليف على المتقاضين.
غير أن هناك استثناء وارد على مبدأ الوجوبية و هو ما نصت عليه المادة 827من
ق.إ.م.إ على أن تعفى من التمثيل بواسطة محامي األشخاص المعنوية المذكورة في المادة
800و هي الدولة ،الوالية ،البلدية ،المؤسسة العمومية ذات الصبغة اإلدارية سواء في
االدعاء أو التدخل أو كطرف مدعى عليه ،غير أن إقصاء المشرع للمؤسسات العمومية
الخصوصية غير مبرر و ال يمكن تفسيره أين كان التأسيس.1
طبقا للمادة 838من ق.إ.م.إ فإن تبليغ عريضة إفتاح الدعوى المرفوعة أمام المحكمة
اإلدارية يتم عن طريق محضر قضائي ،لكن اآلجال تكون قصيرة تناسبا مع الطبيعة
االستعجالية للدعوى ،و هذا يفرض إعداد سند رسمي في موضوع التبليغ يسمى التكلي
بالحضور( استدعاء المدعى عليه) ،و قد نصت المادة 18ق.إ.م.إ على بياناته.2
تمنح المحكمة اإلدارية للخصوم آجال قصيرة 3لتقديم مذكرات الرد أو مالحظاتهم و يجب
احترام اآلجال و إال اُستغني عنها دون إعذار طبقا للمادة 928من ق.إ.م.إ ،ثم يستدعى
-1عمار بوضياف ،المرجع في المنازعات اإلدارية ،القسم األول ( ،اإلطار النظري للمنازعات اإلدارية) ،الطبعة
.287-284 األولى ،جسور للنشر و التوزيع ،الجزائر ،2013 ،ص ص
-2يتضمن التكليف بالحضور البيانات التالية :
-اسم و لقب المحضر القضائي و عنوانه المهني و ختمه و توقيعه و تاريخ التبليغ الرسمي و ساعته.
-اسم و لقب المدعي و موطنه.
-اسم و لقب الشخص المكلف بالحضور و موطنه.
-تسمية و طبيعة الشخص المعنوي و مقره االجتماعي وصفة ممثله القانوني.
-تاريخ أول جلسة و ساعة انعقاده.
-3نبيل مالكية( ،تطبيقات دعاوى االستعجال في مجال إبرام العقود و الصفقات) ،الملتقى الدولي الرابع حول قضاء
االستعجال اإلداري ،يومي 30-29نوفمبر ،2011المركز الجامعي الوادي ،ص .14
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
الخصوم إلى الجلسة في أقرب اآلجال و هذا تكريسا لمبدأ الوجاهية المطبق في القضاء
اإلداري المادة .929
يمكن للقاضي أن يأمر بإجراء تحقيق مع العلم أن التحقيق في الدعاوى االستعجالية يختتم
باختتام الجلسة ما لم يقرر قاضي االستعجال تأجيل اختتامه المادة .931
ماهية القضاء االستعجالي االداري الفصل األول:
بالرجوع الى الفصل الخامس من الباب الثالث من الكتاب الرابع من ق.إ.م.إ نجد أن
المشرع قد نص على دعوى غير مقترنة بشرط االستعجال و أخضعها الختصاص قاضي
االستعجال اإلداري.
يتعلق األمر باالستعجال في مادة ابرام العقود االدارية و الصفقات العمومية ،حيث أنه
إن هضمت االدارة حقوقه في المنافسة و االشهار عند إبرامها لصفقة عمومية ،تدخل
القاضي بما له من سلطات في الدعوى االستعجالية في مادة ابرام العقود االدارية و
الصفقات العمومية لحماية حقوقه ووضع حد لتجاوزات االدارة.
و قد تم استحداث هذه الدعوى عند وضع ق.إ.م.إ ،و يمكن القول أنها وضعت
لمساعدة الطرف الضعيف في الدعوى االدارية ،هدفها المحافظة على حقوقه و مراكزه
القانونية.
على ضوء هذا ارتأينا تقسيم الفصل الثاني من دراستنا الى ثالثة مباحث فخصصنا
المبحث األول منه لتوضيح نطاق اختصاص القاضي االستعجالي االداري في مادة ابرام
الصفقات العمومية.
ثم تناولنا بالدراسة في المبحث الثاني سلطات القاضي االستعجالي االداري ،حيث
توسعت صالحياته من طرف المشرع الجزائري و ذلك لتفعيل الرقابة القضائية على
الصفقات العمومية قبل ابرامها.
و أخي ار خصصنا المبحث الثالث لدراسة الحكم الصادر في هذه الدعوى من خالل
حجيته و طرق الطعن فيه.
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
جاءت نصوص ق.إ.م.إ في مجال الصفقات العمومية لتؤكد ما نصت عليه المادة 09
من القانون رقم 01-06المتعلق بالوقاية من الفساد و مكافحته حيث نصت المادة 09
على أنه « يجب أن تؤسس اإلجراءات المعمول بهافي مجال الصفقات العمومية على
قواعد الشفافية و المنافسة الشريفة.»...
و انطالقا من الفقرة األخيرة للمادة 09من قانون الفساد و المادة 946من ق.إ.م.إ
يمكن اللجوء للقاضي االستعجالي في حالة االخالل بااللتزامات التي تخضع لها عملية
إبرام العقود اإلدارية أو الصفقات العمومية و هذا ما سيتم توضيحه ضمن المطالب
اآلتية:
تبدأ الصفقة العمومية بالدعوى العامة للمنافسة عن طريق اإلشهار و من خالل مبدأ
االشهار يتجسد مبدأ الشفافية ،لذلك يجب التطرق إلى التعريف القانوني لمبدأ
االشهار(الفرع األول) ،و تكريس مبدأ االشهار في تنظيم الصفقات العمومية(الفرع
الثاني).
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
يعتبر اإلشهار وسيلة لضمان الشفافية ،1و يقصد به اخطار ذوي الشأن بالصفقة و
ابالغهم بالشروط العامة للعقد و كيفية الحصول على دفاتر الشروط و المواصفات و
قائمة األسعار.2
و يقصد بإلتزامات االشهار أو ما يعرف بمبدأ العلنية هو التزام اإلدارة مسبقا عن تاريخ
و مكان إجراء الصفقة حتى يتسنى للمستثمرين المشاركة فيها عن طريق تقديم عروضهم
في الوقت و الشكل المطلوب.3
و قد نصت المادة 61من المرسوم الرئاسي 247-15على الزامية اللجوء الى االشهار
الصحفي في حاالت - :طلب العروض المفتوح،
-المسابقة،
جاء تنظيم الصفقات العمومية في مجال اجراءات التعاقد محددا بقواعد ال يمكن
مخالفتها 1و يتجلى ذلك في اجراءات منح الصفقة العمومية و حياد االدارة في عملية
االعالن و إلزاميته.2
يقصد باإلعالن ايصال العلم الى جميع الراغبين بالتعاقد و ابالغهم عن كيفية الحصول
على شروط التعاقد و نوعية المواصفات المطلوبة و مكان و زمان إجراء أي شكل من
أشكال الصفقة.
و يعتبر االعالن بمثابة توجيه الدعوة للراغبين في التعاقد و هذا ما يرتبه تنظيم
الصفقات العمومية ،ألن االعالن ضروري حتى يكون هناك مجال حقيقي للمنافسة إلبرام
صفقة عمومية.3
أ-النشر الصحفي
يعتبر االشهار الصحفي إجراء شكلي جوهري ،4و نظ ار ألهميته في تحديد نوع الصفقة
فقد فصل المشرع في قواعد االعالن و هذا بموجب المادة 65من المرسوم الرئاسي -15
247التي نصت على أنه يحرر اعالن طلب العروض كما يلي:
-1محمد الصغير بعلي ،العقود اإلدارية( ،د ط) ،دار العلوم للنشر و التوزيع ،عنابة ،2005 ،ص ،41للتفصيل
راجع مهند مختار نوح ،المرجع السابق ،ص ،869و كذلك حورية بن أحمد ،المذكرة السابقة ،ص .61
-2عمار بوضياف ( ،شرح تنظيم الصفقات العمومية) ،المرجع السابق ،ص .112
-3سليمان الطماوي ،األسس العامة للعقود اإلدارية ،دراسة مقارنة ،الطبعة الخامسة ،مطبعة عين شمس( ،د ب ن)،
،1991ص .246
.141 -4منية جليل ،المنافسة في الصفقات العمومية في الجزائر ،أطروحة دكتوراه ،جامعة الجزائر ،2015 ،1ص
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
-نشر االعالن على سبيل الوجوب في النشرة الرسمية لصفقات المتعامل العمومي (ن،
ر ،ص ،م ،ع) « ،»BOMOP1و بذلك فتح القانون الجزائري سبل المشاركة لكل
العارضين الذين تتوفر فيهم الشروط المعلن عنها محترما بذلك المقاييس المعمول بها في
معظم األنظمة القانونية.
و بغرض توسيع دائرة المنافسة بين أكبر عدد من العارضين تدخل المشرع بموجب
المرسوم الرئاسي رقم 2301-03و أجاز اإلشهار المحلي بالنسبة لصفقات الواليات و
البلديات و المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري الموضوعة تحت وصايتها ،و لكن
المشرع لم يشر لتاريخ اإلعالن في حين نجد أن أول نص قانوني أشار له هو األمر رقم
90-67حيث تضمنت المادة 33منه أن اإلعالن ينشر قبل 20يوما من التاريخ
المحدد الستالم العروض مع إمكانية تخفيض المدة إلى 10أيام عند االستعجال.3
4
استحدث المشرع الجزائري النشر اإللكتروني كما أنه نص على االشهار االلكتروني
ألول مرة بموجب المرسوم الرئاسي 236-10حيث نصت المادة 173منه « تؤسس
بوابة الكترونية للصفقات العمومية لدى الوزير المكلف بالمالية» كما أكد عليه في
-1المرسوم رقم 116-84المؤرخ في 12ماي 1984المتضمن إحداث نشرة رسمية خاصة بالصفقات التي يبرهما
المتعامل العمومي ،ج ر عدد 20مؤرخة في 15ماي 1984ص .11
-2المادة 43من المرسوم الرئاسي رقم 301-03المؤرخ في 11سبتمبر ،2003ج ر عدد 55مؤرخة في 14
سبتمبر ،2003يعدل و يتمم المرسوم الرئاسي رقم 250-02المؤرخ في 24يوليو 2002و المتضمن تنظيم
الصفقات العمومية ،ص ص . 8 -7
-3منية جليل ،األطروحة السابقة ،ص .144
-4عمار بوضياف( ،شرح تنظيم الصفقات العمومية) ،المرجع السابق ،ص .114و انظر كذلك منية جليل ،نفس
األطروحة ،ص .143
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
كما تضمن القسم الثاني من الفصل السادس ضمن المادة 204على ما يلي« :تضع
المصالح المتعاقدة وثائق الدعوة إلى المنافسة تحت تصرف المتعهدين أو المرشحين
للصفقات العمومية ،بالطريقة االلكترونية. »...
لكن المشرع الجزائري لم يشر لطريقة النشر اإللكتروني كوسيلة فعالة لإلعالن رغم صدور
القرار 1المؤرخ في 17نوفمبر 2013الذي يحدد محتوى البوابة اإللكترونية للصفقات
العمومية.
-خرق قواعد اإلعالن من طرف اإلدارة أو القيام بإعالن معيب أو نشره في جريدة
واحدة.2
-كما يعد خرق للقواعد مدة استالم العروض.3
-اختيار اإلدارة طريقة إبرام غير مناسبة مثل إبرام صفقة مع متعامل وحيد دون
الدعوة الشكلية للمنافسة طبقا إلجراء التراضي في غياب حاالت اللجوء اليه.
-مخالفة المواصفات و الخصوصيات التقنية.4
-1القرار المؤرخ في 17نوفمبر 2013الذي يحدد محتوى البوابة اإللكترونية للصفقات العمومية و كيفيات تسييرها و
كيفيات تبادل المعلومات بالطريقة اإللكترونية بين المتعاملين ج ر عدد 21المؤرخة في 09أفريل 2014ص .27
-.2منية جليل ،األطروحة السابقة ،ص .180
-3عبد ا لمنعم خليفة،األسس العامة للعقود اإلدارية( ،د ط) ،دار الكتب القانونية ،مصر ،2005 ،ص .108
-4منية جليل ،األطروحة السابقة ،ص .181
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
-اإلخالل بقواعد اختيار المتعامل المتعاقد ألن المشرع ضبط معايير اختياره .
يشترط تنظيم الصفقات العمومية أن يتضمن االعالن بيانات إلزامية 1حددتها المادة 62
من المرسوم الرئاسي 247-15و هي كاآلتي:
-موضوع العملية،
-قائمة موجزة بالمستندات المطلوبة مع احالة القائمة المفصلة إلى أحكام دفتر الشروط
ذات الصلة،
-تقديم العروض في ظرف مغلق بإحكام ،تكتب عليه عبارة ال يفتح اال من طرف لجنة
فتح األظرفة و تقييم العروض ،و مراجع طلب العروض،
-1فاطمة الزهراء الفاسي( ،الشفافية في إبرام الصفقات العمومية) ،الملتقى الوطني حول طرق إبرام الصفقات
العمومية 07 ،ماي ،2003جامعة عنابة ،ص ص .09-01
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
يتم االعالن عمليا عن طريق الوكالة الوطنية للنشر و االشهار ANEPالمكلفة بعملية
النشر في الصحف الوطنية و ذلك بصفة وجوبية.
يأتي هذا التأكيد كقيد جديد على المصلحة المتعاقدة فقد اكتفى المشرع في النصوص
السابقة بإحداث هذه النشرة BOMOPدون أن يلزم بضرورة طرح اإلعالنات فيها حيث
اكتفى بإلزامية اإلشهار الصحفي فقط.
و بصفة مختصرة فان القواعد التي أوجدها المشرع من أجل ضمان مبدأ اإلشهار في
عملية االبرام تعتبر ضمانات لمبدأ الشفافية لكي ال يكون هناك اخالل ،1حيث أن
الشفافية 2تقوم على الوضوح و الصراحة في المعلومات دون اخفاء.
إن حرية المنافسة من الحريات العامة لذلك يسعى القضاء اإلداري في الجزائر لحماية
مبدأ المنافسة رغم أن مجال هذا المبدأ القانون التجاري لذلك نعرف مبدأ المنافسة(الفرع
األول) ،ثم استثناءات مبدأ المنافسة(الفرع الثاني).
-1اسماعيل بحري ،الضمانات في مجال الصفقات العمومية في الجزائر ،مذكرة ماجستير ،جامعة الجزائر-2008 ،
،2009ص .33
- -2لخميسي سليماني( ،دور منظمة الشفافية الدولية لمكافحة الفساد) ،مجلة الفقه و القانون ،العدد ،9جويلية
،2013ص .31
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
هو مجموعة من القواعد القانونية الموضوعة من قبل السلطة العامة قصد تنظيم الحياة
االقتصادية بين المتعاملين االقتصاديين.1
هي حرية الدخول في الصفقة التي تعلن عنها االدارة وفق الحدود التي يحددها
القانون ،2بمعنى إعطاء الفرصة للجميع للمشاركة دون تمييز.
أ -دستوريا:
قبل التعديل الدستوري األخير لم ينص المشرع صراحة في الدستور على مبدأ المنافسة
لكنه تعرض ضمنا من خالل النص على حرية الصناعة و التجارة ،وعدم تحيز االدارة و
على المعاقبة القانونية على التعسف في استعمال السلطة ،إال أنه في التعديل الدستوري
لسنة 2016نص صراحة على مبدأ المنافسة في المادة 43الفقرة 4منه و التي جاء
فيها «يمنع القانون االحتكار و المنافسة غير النزيهة ،»3كما نصت المادة 34من
التعديل الدستوري لسنة 2016على «ضمان المساواة في الحياة االقتصادية».
ب-قانونيا:
-1عارف صالح مخلف ،علي عماد مخلف( ،مبدأ حرية المنافسة في التعاقد) ،مجلة العلوم القانونية ،العدد 2010 ،5
،ص .258
-2نفس المرجع ،ص .295و انظر كذلك منية جليل ،األطروحة السابقة ،ص .136
المتمم. -3أنظر المادة 4/ 43من دستور 1996المعدل و
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
نصت المادة 02من القانون رقم 105-10على أنه«...تطبق أحكام هذا األمر على
ما يأتي ...الصفقات العمومية ،بدءا بنشر اإلعالن عن المناقصة الى غاية المنح
النهائي للصفقة.»...
و بالتالي يتضح أن الدعوة إلى المنافسة هي وسيلة أصلية و إجراء يهدف إلى وضع
عدة مترشحين في منافسة و منح الصفقة للمتعهد الذي يقدم العرض األفضل ماليا و
تقنيا.
-1القانون رقم 05-10المؤرخ في 15أوت 2010المعدل و المتمم لألمر رقم 03-03المتعلق بالمنافسة ،جريدة
رسمية عدد 46مؤرخة في 18أوت ،2010ص .10
- -2األمر رقم 03-03المؤرخ في 19جويلية 2003المتعلق بالمنافسة ،جريدة رسمية عدد 43مؤرخة في 20
جويلية ،2003ص ،25المعدل بموجب القانون رقم 12-08المؤرخ في 25جوان ،2008جريدة رسمية عدد 36
مؤرخة في 2جويلية ،2008ص ،11و المعدل كذلك بموجب القانون رقم 05-10المشار إليه أعاله
-3ياسين قايد ،قانون المنافسة و األشخاص العمومية في الجزائر ،مذكرة ماجستير ،جامعة الجزائر ،2000 ،ص
.298
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
و يعتبر مبدأ المنافسة في ص ع من المبادئ التي نصت عليها المادة 05من المرسوم
الرئاسي ،247-15مع أن المرسوم الرئاسي 338-08أول من تضمن مبادئ حرية
المنافسة في الصفقات العمومية.
ليس مبدأ المنافسة على إطالقه بل توجد قيود 1واردة عليه ،و ضوابط تحكم ممارسة
هذه الحرية ،ترجع إلى طبيعة ص ع أو إلى حاالت اإلقصاء في تنظيم ص ع.
يمكن لإلدارة أن تفرض شروط معينة فال يجوز المشاركة فيها إال لألشخاص الذين
تتوفر فيهم الشروط المعلن عنها ،2مثال طلب العروض المحدود الذي عرفته المادة 45
من المرسوم الرئاسي 247-15الفقرة 1منه كما يلي « :طلب العروض المحدود هو
إجراء الستشارة انتقائية ،يكون المرشحون الذين تم انتقائهم األولي من قبل مدعوين
وحدهم لتقديم تعهد».
و تضيف الفقرة 2من المادة 45على أنه« يمكن للمصلحة المتعاقدة أن تحدد في
دفتر الشروط العدد األقصى للمرشحين الذين ستتم دعوتهم لتقديم تعهد ،بعد انتقاء
أولي بخمسة ( )5منهم».
- -1ليلى بوكحيل( ،دور القضاء اإلداري في حماية مبدأ حرية المنافسة) ،الملتقى الدولي حول المنافسة 28 ،ماي
،2013جامعة عنابة ص .05
-2عمار بوضياف ( ،شرح تنظيم الصفقات العمومية) ،المرجع السابق ،ص .154
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
كذلك من حق المصلحة المتعاقدة أن تفرض بعض الشروط الخاصة خاصة ما تعلق منها
بالقدرة المالية و الفنية 1و هذا ما يعتبر وجوب تقديم شهادة التخصيص و التصنيف
المهنيين من قبل المؤسسات التي ترغب في إنجاز ص ع في ميدان البناء و األشغال
العمومية و الري. 2
كذلك في المسابقة المحدودة 3حيث نصت المادة 48فقرة 6من ذات المرسوم «يمكن
للمصلحة المتعاقدة أن تحدد في دفتر الشروط العدد األقصى للمرشحين الذين ستتم
دعوتهم لتقديم تعهد بعد انتقاء اولي بخمسة منهم».
نصت المادة 75من القسم الرابع من المرسوم الرئاسي 247-15تحت عنوان حاالت
االقصاء من المشاركة في ص ع على ما يلي:
-الذين رفضوا استكمال عروضهم أو تنازلوا عن تنفيذ صفقة عمومية قبل نفاذ آجال
صالحية العروض،
-1جليل منية ،األطروحة السابقة ،ص .155و انظر كذلك :ياسين قايد ،المذكرة السابقة ،ص .298و كذلك:
مداخلة نادية تياب بعنوان( تكريس مبدأ حرية المنافسة في مجال ص ع حماية للمال العام) ،2013 ،جامعة بجاية،
ص .12
-2المرسوم التنفيذي رقم 289-93المؤرخ في 28نوفمبر 1993المتضمن وجوب تقديم شهادة التخصيص و
التصنيف المهنيين من قبل المؤسسات في ميدان البناء و األشغال العمومية و الري ،ج ر عدد 79مؤرخة في 29
نوفمبر ، 1993ص ، 12المعدل و المتمم بالمرسوم التنفيذي رقم 114-05المؤرخ في 07أفريل 2005ج ر عدد
.26المؤرخة في 11أفريل ، 2005ص .17
- - 3لينا حسين زكي ،قانون حماية المنافسة و منع االحتكار( ،د ط) ،دار النهضة العربية( ،د ب ن)( ،د ت ن)،
ص .89
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
-الذين كانوا محل حكم قضائي حاز قوة الشيء المقضي فيه بسبب مخالفة تمس
بنزاهتهم المهنية،
-الذين كانوا محل إدانة بسبب مخالفة خطيرة لتشريع العمل و الضمان االجتماعي،
-1محمد الشريف كتو( ،حماية المنافسة في الصفقات العمومية) ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية ،العدد ،2010 ،2
ص .74
-2سهيلة ديباش ،إشكالية تطبيق قانون المنافسة على الصفقات العمومية ،مداخلة مقدمة في كلية الحقوق ،جامعة
بومرداس ،2013 ،ص .12
-3محمد الشريف كتو ،المقال السابق ،ص . 76و انظر كذلك :سلوى بومقورة( ،رقابة القضاء االستعجالي قبل
التعاقدي في التشريع الجزائري) ،الملتقى الدولي الرابع حول قضاء االستعجال اإلداري ،يومي 30-29نوفمبر ،2011
المركز الجامعي الوادي ،ص .15
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
يخضع إبرام العقود اإلدارية بصفة عامة لجملة من المبادئ منها الوضع في المنافسة
و المساواة بين المترشحين ،و األصل أن طريقة اإلبرام تكون لإلدارة إال أنها ليست
مطلقة بل تخضع إلى قاعدة عامة هي الدعوة للمنافسة و يجب أن تكون مستوفية لجميع
الشروط و األركان الضرورية و يمكن الطعن فيها من خالل الدعوى االستعجالية.
كما نصت المادة 946من ق.إ.م.إ على عبارة العقود اإلدارية و ص ع و هو ما يوحي
بوجود فرق بين المصطلحين و هو أمر صائب ،فكون ص ع نوع من العقود اإلدارية ال
يعني أن جميع ص ع عقود إدارية ،فالصفقات التي تبرمها المؤسسات العمومية الخاضعة
للتشريع الذي يحكم النشاط التجاري 1عندما ت ازول نشاطا ال يكون خاضعا للمنافسة
(المادة 07من المرسوم الرئاسي )247-15و المؤسسات العمومية االقتصادية 2حسب
(المادة 09من المرسوم الرئاسي )247-15ال تعد عقود إدارية طبقا للمعيار العضوي
المكرس في المادة 800من ق.إ.م.إ
يمثل القاضي اإلداري مركز صنع القرار في السلطة القضائية لذلك فهو يلعب الدور
األساسي في الرقابة على العقود اإلدارية و ص ع بفعل السلطة الواسعة الممنوحة له.
و يمارس القضاء الرقابة عن طريق الطعون المرفوعة لديه ،و دور القضاء هنا هو
التوفيق بين المصلحتين العامة و الخاصة دون إهدار ألحدهما.
أوال :عقد إنجاز األشغال العامةLe marché des travaux publics :
عقد األشغال العامة هو عقد بين شخص من أشخاص القانون العام و شخص آخر
(كفرد أو شركة) يتعهد بمقتضاه المقاول بالقيام بعمل من أعمال البناء أو الهدم أو الحفر
أو الترميم أو اإلصالح أو الصيانة في عقار لحساب الشخص العام ،و تحقيق النفع العام
مقابل ثمن يحدده العقد.
يستمد عقد انجاز األشغال العامة أساسه القانوني من المادة 2و المادة 29من
المرسوم الرئاسي 247-15و ألهميته أشارت إليه كل قوانين ص ع الجزائرية حيث ورد
1
نقال عن أمينة غني ،المذكرة - Pierre Delvolvé , Le droit administratif, 2éme= edition, Dalloz Paris, 1998, P 128.
السابقة ،ص .131
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
ذكره 1ومن خالل هذا التعريف يتضح أنه في عقد األشغال العامة يجب توافر ثالثة
عناصر:
أ -موضوع العقد أعمال ترد على عقار :إن األعمال محل العقد تهدف إلى إحداث تغيير
في العقار ذاته ،في تكوينه أو شكله كأعمال البناء و الحفر و الهدم و اإلصالح أو
الترميم و الصيانة ،و على ذلك يعتبر المنقول الذي يصبح عقا ار بالتخصيص ،هو عقار
يمكن أن يكون موضوعا لعقد أشغال عامة.2
ب -أن يتم العمل لحساب شخص معنوي عام :حتى نكون أمام عقد األشغال العامة
وجب أن يتم العمل الوارد على العقار حسب الشروط الموضحة ،و أن يكون لحساب
شخص معنوي عام 3أي شخص إقليمي ،كالدولة ،الوالية ،البلدية ،أو شخص مرفقي
كالجامعة أو مؤسسة استشفائية.
ج -يهدف إلى تحقيق نفع عام :الهدف من األشغال العامة هو تحقيق مصلحة عامة أو
نفع عام.
ثانيا :عقد اقتناء اللوازم ( عقد توريد)Le marché des fournitures :
عرف المرسوم الرئاسي 247-15في المادة 429فقرة 6عقد اقتناء اللوازم بقولها
«تهدف الصفقة العمومية للوازم إلى اقتناء أو بيع أو إيجار أو بيع باإليجار بخيار أو
-1انظر المادة 1من األمر رقم ، 90-67السابق ذكره كذلك المادة 4من المرسوم رقم ،145-82السابق ذكره
كذلك المادة 3من المرسوم التنفيذي ،434-91السابق ذكره و كذلك المادتان 4و 13من المرسوم الرئاسي رقم
،236-10السابق ذكره.
-2محمود عاطف البنا ،العقود اإلدارية ،الطبعة األولى ،دار الفكر العربي( ،د ب ن) ،2008 ،ص .73
-3عمار بوضياف (،شرح تنظيم الصفقات العمومية) ،المرجع السابق ،ص .69
.09 -4أنظر المادة 04/29من المرسوم الرئاسي رقم ،247-15السابق ذكره ،ص
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
دون خيار الشراء ،من طرف المصلحة المتعاقدة ،لعتاد أو مواد ،مهما كان شكلها،
موجهة لتلبية حاجات متصلة بنشاطها لدى المورد».
عقد الدراسات هو عقد يتم من خالله اتفاق بين اإلدارة المتعاقدة و شخص طبيعي أو
معنوي يلزم بإنجاز دراسات محددة في العقد مقابل أن تلتزم االدارة بدفعه تحقيقا للمصلحة
العامة ،و يجد أساسه القانوني في المادة 02و المادة 29فقرة 10من المرسوم الرئاسي
.247-15
هو اتفاق بموجبه يقدم أحد األشخاص خدماته لشخص معنوي عام مقابل عرض يتفق
عليه حسب الشروط المتفق عليها ،و المقابل هنا يكون خدمة و ليس منقوال لتتميز عن
صفقة التوريد مثل صيانة األجهزة 1و تجد أساسها القانوني كذلك في المادة 29الفقرة
األخيرة .
-1عمار عوابدي ،القانون اإلداري ،النشاط اإلداري ،طبعة ،2002ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر( ،د ت ن)،
ص 200و انظر كذلك :اسماعيل بحري ،المذكرة السابقة ،ص.59
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
تمنح المادة 946من ق.إ.م.إ سلطات جديدة للقاضي االستعجالي الهدف األساسي
منها هو المحافظة على قواعد اإلشهار و المنافسة ،هذه السلطات 1سنتناولها ضمن
ثالثة مطالب:
منحت الفقرة 4من المادة 946من ق.إ.م.إ القاضي االستعجالي سلطة توجيه أمر
لإلدارة لالمتثال اللتزاماتها لذلك نتطرق إلى التعريف القانوني لألمر و سلطة القاضي
فيه(الفرع األول) ،ثم سلطة القاضي االستعجالي في مواجهة اإلشكال في التنفيذ(الفرع
الثاني).
-1شريف يوسف خاطر ،دور القضاء اإلداري المستعجل في حماية الحريات األساسية( ،د ط) ،دار النهضة العربية،
القاهرة ،2009 ،ص .209و أنظر منية جليل ،األطروحة السابقة ،ص .186
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
لم يعطي المشرع تعريفا لألمر تاركا ذلك للفقه و القضاء إال أنه بصدور ق.إ.م.إ رقم
09-08منح للقاضي االستعجالي هذه السلطة حيث أصبح يملك مكنة توجيه أمر لإلدارة
لتفي بالتزاماتها في مجالي العالنية و المنافسة كأن يأمرها:1
لقد ربط الفقه بين مصطلح األمر و مشكلة تنفيذ األحكام القضائية اإلدارية رغم الفرق
الشاسع بينهما على أساس أن األمر مسألة سابقة على مشكلة التنفيذ ،في حين أن األمر
يتعلق بالقاضي ،أما مشكلة تنفيذ الحكم القضائي ال تثور إال بعد صدور الحكم القضائي
و تبليغه لإلدارة.2
و يعرف أيضا « ذلك األمر الصادر عن القاضي اإلداري إلى أحد أطراف النزاع
باتخاذ سلوك معين و ذلك بإنجاز عمل أو االمتناع عنه».3
-1عبد الوهاب كسال ،األطروحة السابقة ،ص .231انظر كذلك :آمال يعيش تمام ،األطروحة السابقة ،ص ص
.409-401
-2مهند مختار نوح( ،القضاء اإلداري و األمر القضائي) ،مجلة العلوم القانونية ،العدد ،2004 ،02ص .188
-3نادية تياب ،األطروحة السابقة ،ص .280
-4آمال يعيش تمام ،األطروحة السابقة ،ص .409
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
قد كان من المستقر عليه أن القاضي ال يوجه أم ار لإلدارة و هو الموقف الذي ظل
القضاء اإلداري الجزائري يتبناه 1إلى وقت قريب جدا ،فنجده في قضية بين رئيس بلدية
"درقينة" ضد "س.ع" يصرح بأن البلدية إدارة عمومية ال يمكن لها أن تكون محال ألمر
أداء ،و ذلك في .2000/04/24
األمر هو طلب مقترن بجزاء صادر عن القاضي اإلداري إلى أطراف النزاع فهو التزام
على عاتقهم.2
إشكال :تثيره الفقرة 4من المادة 946من ق.إ.م.إ يجعلنا نبدي المالحظات التالية:
-بدأت هذه الفقرة بعبارة يمكن ،بمعنى أن سلطة توجيه أمر لإلدارة سلطة تقديرية
للقاضي.
يعتبر اإلشكال في تنفيذ األوامر الموجهة لإلدارة آلية لتعطيل تنفيذ األحكام القضائية
كسبا للوقت ،حيث تتخذ اإلدارة هذه اآللية كذريعة لإلفالت من سلطة القاضي اإلداري
- -1نادية تياب ،األطروحة السابقة ،ص .278و انظر كذلك :لحسين بن شيخ آث ملويا ،دروس في المنازعات
اإلدارية ،وسائل المشروعية ،الطبعة الثالثة ،دار هومة للنشر ،الجزائر ،2007 ،ص .505
-2إلهام فاضل ( ،سلطات قاضي االلغاء لضمان تنفيذ أحكامه في التشريع الجزائري) ،الملتقى الوطني األول حول
سلطات القاضي اإلداري في المنازعات اإلدارية ،2011 ،جامعة قالمة ،ص .07
-3عبد الوهاب كسال ،األطروحة السابقة ،ص .236
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
بتوجيه أوامره إليها للتنفيذ ،1و هذا األمر استدعى ضرورة تدخل القاضي لوضع حد لهذا
التعسف.
-برفعه لمحكمة غير مختصة و هنا يظهر سوء نية اإلدارة و رغبتها بإيقاف الحكم
الصادر ضدها لكسب الوقت.
في التشريع الجزائري ينتهي استحالة التنفيذ بالتعويض الذي يقدره القضاء اإلداري على
أساس معايير موضوعية من مدى تحقق الضرر ،المدة ،تضييع الفرصة.
و اإلشكال بالنسبة للمشرع الجزائري أنه رغم تعديل ق.إ.م.إ إال أنه لم ينص على
الجزاء في حالة تعسف اإلدارة و لم يبين إذا كان االختصاص يؤول للقاضي االستعجالي
أم لقاضي الموضوع الفاصل في الدعوى.2
منحت كذلك المادة 946من ق.إ.م.إ سلطة للقاضي في فرض الغرامة التهديدية وهذا
ما سنتناوله ضمن فرعين بداية بالتعريف القانوني للغرامة التهديدية و سلطة القاضي فيها
(الفرع األول) ،و نوضح موقف المشرع الجزائري من الغرامة التهديدية بعد صدور
ق.إ.م.إ (الفرع الثاني).
-1آمال يعيش تمام ،األطروحة السابقة ،ص .368و كذلك :سلوى بومقورة ،المداخلة السابقة ،ص .15
-2عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،تنفيذ األحكام اإلدارية واشكاالته القانونية( ،د ط) ،دار الفكر الجامعي ،االسكندرية،
،2008ص .125
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
الفرع األول :التعريف القانوني للغ ارمة التهديدية و سلطة القاضي فيها
لم يقدم المشرع الجزائري تعريفا للغرامة التهديدية تاركا ذلك للفقه و القضاء لكنه
باعتبارها وسيلة قانونية أقرها صراحة في المواد من 980إلى 986من ق.إ.م.إ.
تعريف عبد الرزاق السنهوري( 1القضاء يلزم المدين بتنفيذ التزاماته عينا في خالل مدة
معينة ،فإذا تأخر عن التنفيذ كان ملزما بدفع الغرامة التهديدية عن هذا التأخير مبلغا
معينا عن كل يوم أو كل أسبوع أو كل شهر.)...
تعريف الفقيه Aubuبقوله (أن الغرامة التهديدية تسري في جميع ماله قوة تنفيذية مما
يصدره القضاء حتى و لو كان ال يتمتع بحجية أو قوة الشيء المقضي به.)2
و هو ما تؤكده المادة 980من ق.إ.م.إ ،3بينما يتجه فقه القانون اإلداري لألخذ بنظام
الغرامة.4
-1عبد الرزاق السنهوري ،نظرية االلتزام بوجه عام ،الطبعة الثالثة ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،لبنان،
،1998ص .807
-2محمد باهي أبو يونس ،الغرامة التهديدية كوسيلة إلجبار اإلدارة على تنفيذ األحكام اإلدارية( ،د ط) ،دار الجامعة
الجديدة للنشر ،االسكندرية ،2001 ،ص .58
-3اُنظر المادة 980من القانون رقم ، 09-08السابق ذكره.
-4محمد الصغير بعلي( ،تنفيذ الفرار القضائي اإلداري) ،مجلة التواصل ،العدد ،2006 ،17ص .152
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
هي مبلغ مالي يوقعه القاضي اإلداري على المدين الممتنع عن تنفيذ التزام واقع على
عاتقه بمقتضى سند تنفيذي ،بناء على طلب الدائن ،إذن هي تهديد مالي هدفه الضغط
على اإلدارة الممتنعة أو المتماطلة عن التنفيذ بالتزاماتها بأداء مبلغ مالي عن كل فترة
زمنية في تأخير تنفيذ االلتزام وهو ما يمكن أن يحملها على االلتزام بقواعد العالنية و
المنافسة.1
للقاضي الحرية في تحديد مبلغ الغرامة التهديدية فقد يحددها بأكثر من قيمة الضرر كما
يجوز للجهة القضائية تخفيض الغرامة التهديدية 2أو الغائها عند الضرورة و ذلك طبقا
للمادة 984من ق.إ.م.إ ،ألن سبب وجودها هو اإلجبار على التنفيذ و ليس العقاب.3
الفرع الثاني :موقف المشرع الجزائري من الغرامة التهديدية بعد صدور ق.إ.م.إ.
أجاز المشرع الجزائري فرض الغرامة التهديدية في ق.إ.م.إ في الباب السادس من
الكتاب الرابع حيث وسع سلطات القاضي في هذا المجال و لكن ذلك بشروط:4
-لزوم األمر بالغرامة التهديدية حيث يأمر القاضي بمبلغ كجزاء عن كل يوم تأخير.
لكن هناك عدة اشكاالت 1طرحت في موضوع فرض الغرامة التهديدية حيث يرى
البعض أن الغرامة التهديدية ال تحسم النزاع ،ألنه في حالة امتناع المخالف عن االلتزام
رغم توقيع الغرامة ،فما هي الوسائل المخولة لقاضي االستعجال إلجباره على االلتزام؟
كما أن عبارة يمكن في المادة 946من ق.إ.م.إ بمعنى سلطة جوازية تخضع للسلطة
التقديرية للمحكمة اإلدارية في تحديد أجل االلتزام.
-لم يتناول المشرع الجزائري كيفية تغطية الغرامة 2التهديدية في حالة عدم قدرة اإلدارة
على التنفيذ ،هل يتحمل ذلك خزينة الدولة؟ و ذلك على حسب أنواع الغرامة.3
منحت الفقرة السادسة من المادة 946للقاضي سلطة األمر بتأجيل 4إمضاء العقد حيث
أنه بمجرد إخطار المحكمة اإلدارية بالدعوى في حالة اإلخالل بالتزامات اإلشهار و
المنافسة فإنه يمكنها أن تأمر بتأجيل إمضاء العقد لذلك نتطرق لتعريف إمضاء العقد في
مجال العقود اإلدارية و ص ع (الفرع األول) ثم دور أمر التأجيل في الضغط على
اإلدارة (الفرع الثاني).
- -1عبد الكريم بودريوة( ،اشكاالت القضاء اإلداري االستعجالي في مادة الصفقات العمومية) ،الملتقى الدولي الرابع
حول قضاء االستعجال اإلداري ،المركز الجامعي الوادي ،2011 ،ص .15
-2عز الدين كلوفي،المذكرة السابقة ،ص .121
-3محمد باهي أبو يونس ،المرجع السابق ،ص .46
-4محمد مهدي لعالم ،المقالة السابقة ،ص .31
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
هو توقيع االتفاقية بين المصلحة المتعاقدة و المتعامل المتعاقد الذي تم اختياره دون
احترام اجراءات المنافسة و اإلشهار.
و حسب األستاذ لحسين بن الشيخ آث ملويا (أن هذا األمر ذو طابع تحفظي و
مؤقت ألنه يصدر قبل الفصل في موضوع الدعوى المرفوعة أمام المحكمة اإلدارية و
المتعلقة باإلخالل بالتزامات اإلشهار و المنافسة).1
يعد هذا التأجيل في حد ذاته وسيلة ضغط على اإلدارة لتفي بالتزاماتها و هي سلطة
خطيرة تشل إبرام العقد و تؤثر في سير المرفق العام بانتظام و إطراد 2و يؤجل توقيع
الصفقة إلى نهاية اإلجراءات القضائية أمام المحكمة اإلدارية على أن ال تتجاوز المدة
عشرون ( )20يوما.
و قد راعى المشرع من خالل هذه الفقرة األخيرة من المادة 946من ق.إ.م.إ التوازن
بين المصلحتين العامة و الخاصة ،ألنه إذا لم يتم تأجيل إمضاء الصفقة فإنها ستوقع و
ربما سيشرع في تنفيذها في الوقت الذي تسري فيه إجراءات الدعوى أمام القضاء و إلى
أن يصدر األمر فقد تترتب نتائج يصعب تداركها بما يلحق الضرر بالمصلحة المتعاقدة و
بمصلحة المدعي و حتى بالمتعاقد الذي تم قبوله دون احترام إجراءات اإلشهار و
المنافسة.
-1لحسين بن الشيخ آث ملويا ،قانون االجراءات اإلدارية( ،د ط) ،دار هومة للنشر و التوزيع ،الجزائر ،2013 ،ص
.42
-2أمينة غني ،المذكرة السابقة ،ص .265و انظر كذلك :ليلى بوكحيل ،المداخلة السابقة ،ص .10
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
في الوقت ذاته فقد حدد المشرع أجال معقوال يتناسب و طبيعة القضية االستعجالية و
يراعى عدم تعطيل سير المرفق العام ،فهو األجل نفسه المخصص للفصل في القضية
كما هو وارد في المادة 947من ق.إ.م.إ و هو عشرون ( )20يوما.
و سلطة األمر بتأجيل إمضاء العقد هي سلطة وقائية يباشرها القاضي بمجرد
إخطاره بالدعوى و ال يحتاج فيها للتأكد من ثبوت المخالفة.1
لكن هناك اشكال يتمثل في حال رفع الدعوى بعد ابرام العقد يصبح هذا األمر دون
جدوى.
-1فريدة مزياني ،آمنة سلطاني( ،مبدأ حظر توجيه أوامر من القاضي اإلداري لإلدارة و االستثناءات الواردة عليه في
قانون االجراءات المدنية و اإلدارية) ،مجلة المفكر ،العدد ،2011 ،07ص .134
-2عبد الكريم بودريوة ،المداخلة السابقة ،ص ص .13 -1
-تسمى صفقة تسوية ،انظر المادة 12من المرسوم الرئاسي رقم ،247-15السابق ذكره.
-3سلوى بومقورة ،المقالة السابقة ،ص .29
-4حورية بن أحمد ،المذكرة السابقة ،ص .69
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
.73 -1القرار القضائي منقول عن :خليل مول الضاية ،المذكرة السابقة ،ص
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
إن الحكم الصادر أمام القاضي اإلداري االستعجالي يعتبر النتيجة للمطالبة القضائية
التي ال بد أن تنتهي بأمر حتى و لو كانت النتيجة عدم قبول الطلب أو القضاء بعدم
االختصاص ،لذلك نعالج هذا المبحث ضمن ثالثة مطالب :
إن الحكم الصادر في الدعوى االستعجالية في مادة إبرام ص ع يتميز عن غيره من
األحكام في الدعاوى االستعجالية اإلدارية األخرى لذلك نتطرق الى تعريف الحكم و
طبيعة األمر االستعجالي (الفرع األول) ثم نوضح قواعد إصدار األمر االستعجالي
(الفرع الثاني).
الحكم هو ما انتهى إليه القضاء من رأي في الخصومة عند إجراء المداولة سواء
باإلجابة الكلية أو الجزئية لطلبات المدعي أو رفضها ،و لقد ذهب ق.إ.م.إ في تعريفه
للحكم كما يلي «الحكم الفاصل في الموضوع كليا أو جزئيا في موضوع النزاع أو في
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
شكل دفع شكلي أو في دفع بعدم القبول أو في أي طلب عارض ،و يكون مجرد النطق
به حائ از لحجية الشيء المقضي فيه في النزاع المفصول فيه».1
و يقتصر النطق بالحكم على تالوة منطوقه من طرف الرئيس و بحضور قضاة
التشكيلة الذين تداولوا في القضية ،مع االشارة إلى أن تاريخ الحكم هو تاريخ النطق به.2
إذا أخطرت المحكمة اإلدارية 3بالدعوى االستعجالية في مادة إبرام ص ع فإنها تدرس
الملف و يحدد لها أجل ( 20عشرون) يوما للفصل في الدعوى ،4حيث تصدر أم ار له
حجية تلزم أطراف الدعوى ،و هو حكم قطعي 5له حجية قضائية ،فاصل في أصل
الحق ،و من ثم يتميز بحجية الحكم نفسها الذي يصدر عن القضاء اإلداري(قضاء
الموضوع) ،فهو ليس بحكم مؤقت و ال يتعلق بتدابير وقائية ،فهو مشمول بالنفاذ
المعجل ،6يسمح للقاضي بالتدخل استعجاليا.
يكون لألمر االستعجالي حجية الشيء المقضي فيه ،حيث يمنع الخصوم من إعادة
طرح النزاع بينهم أو أمام القاضي الذي أصدر األمر ما لم يحدث تغير في الوقائع
المادية ،و هذه الحجية ال تؤثر على سلطة قاضي االستعجال في تفسير و تصحيح
األخطاء المادية التي تضمنها منطوقه.1
تطبق على األوامر المستعجلة في مادة إبرام ص ع نفس القواعد المطبقة على
األحكام فيما يتعلق بإجراءات اصدارها ،و يمكن تلخيص هذه القواعد فيما يلي:
أوال :التشكيلة
يرى بعض رجال القانون أن التشكيلة الجماعية 2تمكن من إضفاء مصداقية على
األوامر الصادرة عن هذا القضاء.
-1الطابع الوجاهي
مبدأ المواجهة من أهم مبادئ التقاضي اإلداري ألنها ضمانة من ضمانات الدفاع،1
و مقتضى الطابع الوجاهي هو أن أي مستند أو أي وجه يقدمه أحد الطرفين لطلباته أو
دفوعه يجب أن يتاح للطرف اآلخر معرفة عناصره.
-2الطابع الكتابي
أكدت هذا المبدأ المادة 923من ق.إ.م.إ بأن يفصل قاضي االستعجال وفقا إلجراءات
كتابية.
-3الطابع الشفوي
يجوز للخصوم عند جلسة الحكم أن يتقدموا بمالحظاتهم الشفوية تدعيما لطلباتهم
الكتابية طبقا للمادة 844من ق.إ.م.إ ،فيسمح للقاضي أن يتحقق من الطلبات
االستعجالية من خالل سماع األطراف.
ب -طبيعة اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية
يصدر القاضي أم ار استعجاليا يفصل به في موضوع النزاع ،و يجب أن ينطق األمر
االستعجالي اإلداري في جلسة علنية* 2ضمانا لحقوق المتقاضين ،و عند إصدار األمر
االستعجالي يجب االشارة إلى تطبيق أحكام المادتين 931و 932المتعلقتين باختتام
التحقيق و إخطار الخصوم و يبلغ األمر االستعجالي وفقا للقواعد المقررة للتبليغ الرسمي.
األمر االستعجالي كبقية أحكام القضايا بصفة عامة يشتمل وجوبا في ديباجته تحت
طائلة البطالن العبارة التالية:
-6أسماء و ألقاب الخصوم و موطنهم ،و في حالة شخص معنوي نذكر طبيعته و
تسميته و مقره االجتماعي و صفة ممثله القانوني أو االتفاقي.
-األمر االستعجالي مشمول بالنفاذ المعجل ،حيث يتمتع بالقوة التنفيذية (ينفذ فورا) ،و
غير قابل للمعارضة و ال لإلعتراض على النفاذ المعجل.
-من حيث طرق الطعن ،لم يفرده المشرع بإجراءات خاصة ،و من ثم 1فهو يخضع
للقواعد العامة المقررة لألحكام االستعجالية ضمن ق.إ.م.إ.
تمثل طرق الطعن وسيلة للمتقاضي في الحصول على تصويب الحكم للقضية
المعروضة أمام القضاء االستعجالي اإلداري ،و طرق الطعن تحمي القاضي لكونها تمكنه
من مراجعة األخطاء التي يكون قد ارتكبها في حكمه األول ،و قد جرى التمييز بين
نوعين من طرق الطعن و هي طرق الطعن العادية (الفرع األول) و طرق الطعن غير
العادية (الفرع الثاني).
أوال :االستئناف
يعتبر االستئناف طريق طعن عادي ضد الحكم االبتدائي الصادر عن محاكم الدرجة
األولى بقصد اصالح القضاء الوارد به و الذي يشتكي منه الطاعن ،و عرضه على جهة
أعلى ،قصد مراجعة الحكم االبتدائي أو تعديله أو الغائه و ذلك بهدف رقابته و تقدير
مدى سالمته و تطابقه مع القانون.2
- -1مسعود شيهوب ،المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية ،ج (2نظرية االختصاص)( ،د ط) ،ديوان المطبوعات
الجامعية ،الجزائر ،2009 ،ص .145
يتم استئناف األوامر االستعجالية الصادرة عن المحكمة اإلدارية أمام مجلس الدولة
باعتباره أعلى جهة قضائية في القضاء اإلداري.1
و قد ترك المشرع الجزائري في ق.إ.م.إ بعض األوامر دون أن يشير الى امكانية
استئنافها من عدمها مما يثير الغموض بشأنها و هو الحال في مجال االستعجال في
مادة ابرام العقود االدارية و الصفقات العمومية م ،946و مصدر هذا الغموض أنه في
حاالت أخرى نص صراحة على القابلية للطعن مثل حالة التسبيق المالي (م 943
ق.إ.م.إ) ،و أكثر من ذلك فإنه نص في المادتين 936و 937على األوامر القابلة
لالستئناف و على تلك الغير قابلة لالستئناف و ال توجد مادة ص ع ضمن أي الفئتين.2
لذلك يرى األستاذ مسعود شيهوب أن األوامر الصادرة في مادة إبرام ص ع بموجب
المادة 946من ق.إ.م.إ ،تكون قابلة للطعن باالستئناف طالما نصت المادة الموالية لها و
هي المادة 947على أجل الفصل في الدعوى ( 20يوما) و طالما لم ينص المشرع على
أحكام خاصة فإنه يخضع ميعاد االستئناف و إجراءاته للقواعد العامة 3المقررة للطعن في
األوامر االستعجالية بموجب المادة 949و 950ق.إ.م.إ.
و عليه فإن األوامر الصادرة تطبيقا للمادة 946ق.إ.م.إ قابلة للطعن باالستئناف أمام
مجلس الدولة في ميعاد 15يوما تسري من يوم التبليغ الرسمي لألمر إلى المعني ،و
تسري من تاريخ انقضاء أجل المعارضة إذا صدر غيابيا (المادة .)950
كما يضيف األستاذ مسعود شيهوب أنه يعيب على المشرع هذه المنهجية غير
الموحدة ،إذ كان عليه أن يتبع منهجية واحدة سواء بالنص فقط على األوامر غير القابلة
للطعن و ما عداها فهو قابل للطعن أو العكس ،فينص على األوامر االستعجالية القابلة
للطعن و ما عداها فهو غير قابل للطعن باالستئناف.
ثانيا :المعارضة
تعد المعارضة طريق طعن عادي في األحكام الغيابية ،تمكن الخصم الغائب من إبداء
دفوعه و أسانيده في موضوع النزاع أمام الجهة القضائية التي أصدرته بهدف إلغائه و
إعادة الفصل في القضية من جديد.
هل يجوز الطعن بالمعارضة في األوامر االستعجالية اإلدارية الغيابية في مادة إبرام
ص ع ؟.
بالرجوع للمادة 950ق.إ.م.إ «...و تسري من تاريخ انقضاء أجل المعارضة إذا
صدر غيابيا »...نجد أن المعارضة جائزة ،لكن بالرجوع للمادة 953ق.إ.م.إ «تكون
األحكام و الق اررات الصادرة غيابيا عن المحاكم االدارية و مجلس الدولة قابلة
للمعارضة» نالحظ عدم ذكر األوامر في تعداد الق اررات القضائية القابلة للمعارضة مما
يفهم أنها تجوز في األحكام و الق اررات دون األوامر االستعجالية االدارية ،و نظ ار
للتناقض بين المادتين يبقى األمر متروك لالجتهاد القضائي.
وفي انتظار ذلك رفضت المحكمة االدارية لوالية تيزي وزو المعارضة ضد أمر
استعجالي لمخالفته أحكام المادة 953ق.إ.م.إ ،في قرار لها بتاريخ ،2013/03/11ورد
في حيثياته ما يلي ...« :حيث أن الدفع الشكلي المثار من قبل المدعى عليها (ب ،و)
بواسطة دفاعها (أ ،م) في محله ،كون أن المشرع في أحكام المادة 953من ق.إ.م.إ،
أجاز المعارضة في األحكام و الق اررات الصادرة عن المحاكم االدارية و مجلس الدولة.
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
حيث أن المدعي شكل معارضة ليس ضد حكم المحكمة و إنما ضد أمر استعجالي،
لذلك يتعين عدم قبول المعارضة شكال دون التصدي للموضوع» 1
بقيت المعارضة في األوامر االستعجالية االدارية بصفة عامة محل إشكال مما أدى الى
ظهور آراء فقهية حول هذه المسألة.2
يعتبر الطعن بالنقض في أحكام القضاء طريق غير عادي يرمي إلى النظر فيما إذا
كانت المحاكم قد طبقت النصوص و المبادئ القانونية بصورة سليمة في األحكام الصادرة
عنها ،هذا ما تنص عليه المادة 956ق.إ.م.إ.3
يفهم منها أن الطعن بالنقض يتعلق بالق اررات و ليس باألوامر االستعجالية إذا ما قارنها
بمضمون المادة 949ق.إ.م.إ المتعلقة باالستئناف.
أما المادة 11من ق ع رقم 01-98فإنها تنص على ما يلي« :يفصل مجلس الدولة
في الطعون بالنقض في ق اررات الجهات القضائية االدارية الصادرة نهائيا ،و كذا
-1انظر قرار المحكمة اإلدارية تيزي وزو القسم االستعجالي رقم ،13/00242مؤرخ في ،2013/03/11قضية رقم
،13ملف رقم ( 13/00281غير منشور) منقول عن رضية بركايل ،المذكرة السابقة ،ص .68
-2عمر حمدي باشا( ،المعارضة في األحكام االستعجالية) ،المجلة القضائية للمحكمة العليا ،العدد ،2003 ،02ص
ص ،83-79و لمزيد من التفصيل راجع عبد القادر عدو ،المنازعات اإلدارية( ،د ط) ،دار هومة للنشر و التوزيع،
الجزائر ،2012 ،ص .293
-3تنص على ما يلي« :يحدد أجل الطعن بالنقض بشهرين يسري من تاريخ التبليغ الرسمي للقرار محل الطعن ،ما لم
ينص القانون على خالف ذلك».
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
الطعون بالنقض في ق اررات مجلس المحاسبة ،كما يختص بالقضايا المخولة له بموجب
نصوص خاصة».
إذا أردنا التدقيق في الق اررات النهائية الصادرة عن القضاء االداري ،نجدها في الوضع
الغالب تصدر عن مجلس الدولة ،كون أن المحاكم االدارية ال تصدر كأصل عام ق اررات
نهائية ،بل أحكامها تعد ابتدائية.
لذلك ال يعتبر مجلس الدولة جهة نقض فيما يخص األوامر االستعجالية الصادرة عن
المحاكم االدارية ،بل يعد جهة استئناف ،1و هو ال يفصل في قرار صادر عنه.2
لكن اذا صدر أمر استعجالي عن المحكمة االدارية و تم تبليغه للخصم و لم يرفع هذا
األخير استئنافا ضده في ميعاد 15يوما الممنوحة له قانونا ،فإن األمر يصبح نهائيا.
فهل هذا يعني إمكانية رفع طعن بالنقض ضده طبقا للمادة 11ق ع 01-98باعتباره
أصبح نهائيا بفوات مواعيد الطعن؟.
إن المادة 11أعاله تتعلق بالق اررات الصادرة نهائيا أي في آخر درجة ،و تبعا لذلك إذا
صدر األمر االستعجالي االبتدائي في مادة ابرام ص ع و لم يستأنف ضده في الميعاد
القانوني ،فال يمكن الطعن فيه بالنقض كون المحكوم عليه رضي باألمر االستعجالي
عندما لم يرفع ضده استئنافا في الميعاد القانوني ،لذا ال يعقل أن يقبل منه طعن بالنقض،
كونه سوف يحرم خصمه درجة من درجات التقاضي و هي االستئناف.3
-1عبد الغني بلعابد ،المذكرة السابقة ،ص .65و انظر كذلك :كريمة خلف هللا ،المذكرة السابقة ،ص .118
-2مجلة مجلس الدولة العدد ،02سنة ،2002ص . 155
-3لحسين بن الشيخ آث ملويا( ،المنتقى في قضاء االستعجال االداري) ،المرجع السابق ،ص .168
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
يعتبر اعتراض الغير الخارج عن الخصومة طريق طعن غير عادي ،يجوز اللجوء إليه
من كل شخص لحقه ضرر من الحكم أو القرار الذي فصل في أصل النزاع ،في خصومة
لم يكن طرفا فيها بهدف م ارجعته أو إلغائه ،1فيتم الفصل في القضية من جديد من حيث
الوقائع و القانون ،أمام نفس الجهة القضائية التي أصدرته.2
أما بالنسبة إلمكانية اعتراض الغير الخارج عن الخصومة ضد األوامر االستعجالية في
مادة ابرام الصفقات العمومية ،فالنصوص القانونية المتعلقة بطرق الطعن غير العادية لم
تتعرض بصفة صريحة لعدم جوازها.
هذه المادة تطبق أمام القضاء االداري فيمكن القول كذلك بجواز رفعه ضد األوامر
االستعجالية اإلدارية في مادة إبرام ص ع.1
يعتبر التماس إعادة النظر طريق من طرق الطعن غير العادية ،يجوز اللجوء إليه في
إحدى الحالتين المحددتين في المادة 967ق.إ.م.إ ،2و ال يكون ذلك ممكنا إال ضد
الق اررات الصادرة عن مجلس الدولة.3
لذلك ال يجوز رفع التماس إعادة النظر ضد األحكام و األوامر االستعجالية الصادرة
عن المحاكم االدارية ،بينما األوامر الصادرة عن مجلس الدولة و أمام غياب نص يجيزها
أو يمنعها ،يذهب الفقه إلى عدم جوازه.
هو طلب تصحيح لعرض غير صحيح لواقعة مادية أو تجاهل وجودها يرفع أمام الجهة
القضائية مصدرة الحكم أو القرار إال أن ق.إ.م.إ لم ينص على أن األوامر اإلدارية
االستعجالية تقبل هذا الطريق من الطعن أم ال؟ إال أن الترجيح القانوني يقتضي قابليتها و
ذلك لسببين أولهما أن الخطأ واقع من السلطة القضائية و الثاني هو أن األمر اإلداري
االستعجالي عندما يتضمن خطأ يتعذر تنفيذه لذلك يتعين سلطة تصحيحه.4
فقواعد االختصاص اإلقليمي تهتم بتوزيع القضايا على أساس إقليمي بين مختلف
المحاكم من نفس النوع و المنتشرة في ربوع البالد.
إذا فالغاية منه هو تيسير التقاضي و تقريب المحاكم من المتقاضين ،و المالحظ أن
المشرع الجزائري اعتمد مصطلح اإلقليم ،بدال من المحلي الذي كان سائدا في ق.إ.م
الملغى ،و ذلك لما لهذا المصطلح من مدلول أوسع و أشمل من الناحية القانونية.2
و يعتبر االختصاص اإلقليمي من النظام العام ال يجوز االتفاق على مخالفته و يمكن
إثارته من قبل الخصوم أومن تلقاء القاضي نفسه المختص بالفصل في النزاع و في أي
مرحلة من مراحل سير الدعوى االدارية االستعجالية.3
-1الملحق المتضمن االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية تابع للمرسوم التنفيذي رقم 356-98المؤرخ في 14
نوفمبر ،1998يحدد كيفيات تطبيق أحكام القانون رقم ،02-98ج ر عدد 85المؤرخة في 15نوفمبر ،1998ص
ص .16-5
-2يوسف يعقوبي ،االستعجال في المادة اإلدارية في ضوء ق.إ.م.إ ،مذكرة ماجستير ،جامعة عنابة ،2011 ،ص
.48
-3انظر المادة 807من القانون رقم ،09-08السابق ذكره.
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
يتحدد االختصاص اإلقليمي للمحكمة اإلدارية طبقا للمادة 37و 38ق.إ.م.إ وفقا لنص
اإلحالة الذي ورد في المادة 803ق.إ.م.إ 1كما يلي:
طبقا للمادة 37ق.إ.م.إ فإن المحكمة المختصة هي محكمة موطن المدعى عليه ،ألن
األصل هو براءة ذمة المدعى عليه مما نسب إليه ،و على المدعي تحمل عبء اإلثبات
و عبء التنقل و غيرها ،و تبدو القاعدة في غاية العدل و المنطق.
و إذا كانت المادة 37أشارت لحالة عدم وجود موطن معروف ،و أن االختصاص
يعود حينئذ لمحكمة آخر موطن للمدعى عليه ،فإن هذا يخص أشخاص القانون الخاص
و األفراد بالتحديد و ال يخص اإلدارة ،ألن موطنها معروف ،فال يثور مثل هذا اإلشكال
أمام المحاكم اإلدارية و بالذات في منازعات ابرام الصفقات العمومية.
في حالة تعدد المدعى عليهم بالنسبة ص ع و العقود اإلدارية موضوع المادة 946
ق.إ م.إ نتصور أن اإلخالل بالتزامات اإلشهار و المنافسة صادر من جهة إدارية
واحدة.2
-1انظر المادة 803من القانون رقم ،09-08السابق ذكره ،تنص على ما يلي « :يتحدد االختصاص االقليمي
للمحاكم اإلدارية طبقا للمادتين 37و 38من هذا القانون».
-2رضية بركايل ،المذكرة السابقة ،ص .48و كذلك :عمار بوضياف ،القضاء اإلداري في الجزائر ،دراسة وصفية
تحليلية مقارنة ،الطبعة الثانية ،جسور للنشر و التوزيع ،الجزائر ،2008 ،ص .137
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
نصت المادة 804ق.إ.م.إ أنه خالفا للقاعدة العامة و هي وجوب رفع الدعوى في
موطن المدعى عليه ،فإن الدعوى ترفع في أمكنة محددة بتوجيه من المشرع في حاالت
معينة.1
في مادة العقود اإلدارية و ص ع فإن المشرع قد قام بتسهيل اإلجراءات أمام
المتقاضين ،و جعل االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية ينعقد حسب مكان تنفيذ العقد
و مكان إبرام العقد حسب المادة 804ق.إ.م.إ .
و قد جعل المشرع الجزائري تحديد االختصاص اإلقليمي لمنازعات يشكل استثناء على
القاعدة العامة ضمن المادة 804في فقراتها الثانية ،الثالثة و السادسة كما يلي« :
-2في مادة األشغال العمومية ،أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان
تنفيذ األشغال،
-3في مادة العقود اإلدارية ،مهما كانت طبيعتها ،أمام المحكمة التي يقع في دائرة
اختصاصها مكان إبرام العقد أو تنفيذه،
-6في مادة التوريدات أو األشغال أو تأجير خدمات فنية أو صناعية ،أمام المحكمة
التي يقع في دائرة اختصاصها مكان إبرام االتفاق أو مكان تنفيذه إذا كان أحد األطراف
مقيما به».
-1عمار بوضياف ،المرجع في المنازعات اإلدارية ،القسم األول ( ،اإلطار النظري للمنازعات اإلدارية) ،المرجع
السابق ،ص .183و انظر كذلك :آمال يعيش تمام ،األطروحة السابقة ،ص .369
نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية الفصل الثاني:
ليصل القاضي من خالل هذه السلطات إلى حكم فاصل في الموضوع و هو حكم قطعي
فاصل في أصل الحق.
الخــــــاتمــــــة
إن الصفقات العمومية التي تبرمها اإلدارة تثير في الواقع العملي عدة منازعات ال سيما
في مرحلة اإلبرام و ذلك في حالة إخالل اإلدارة بالتزامات اإلشهار و المنافسة ملحقة
بذلك أضرار للمتعاقد معها ،مما يستوجب تدخل الجهة القضائية المختصة بناء على
طلب هذا األخير إلنصافه ،من هذا المنطلق جاءت فكرة القضاء االستعجالي في مادة
إبرام الصفقات العمومية الذي كان محل اهتمام تشريعي بإفراد فصل مستقل لتنظيم
أحكامه ،،حيث أوجد المشرع الجزائري وسيلة توفر الحماية العاجلة تتمثل في الدعوى
االستعجالية االدارية في مادة ابرام الصفقات العمومية ،هذه الدعوى المستحدثة في القانون
رقم 09-08المتضمن ق.إ.م.إ و المنصوص عليها في المادتين 946و 947أعطت
للقاضي االستعجالي اإلداري سلطات واسعة في مواجهة اإلدارة من شأنها أن تؤدي إلى
تحقيق الشفافية في إبرام الصفقات العمومية تتمثل في:
و في ختام دراستنا لهذه الدعوى يمكن القول أنها آلية قضائية جد فعالة ،كما تعتبر
ضمانة قضائية لحماية قواعد اإلشهار و المنافسة ،إال أن هذا يحتاج إلى وعي كبير لدى
المتعاملين المتعاقدين بهذه األحكام من إخراجها من النصوص إلى التطبيق ،حيث أن
إعمال هذه المواد يسمح لتدخل القاضي اإلداري قبل إبرام العقود اإلدارية و الصفقات
العمومية و بذلك فهي صفعة موجعة للمفسدين.
النتائج:
-1من إبداعات ق.إ.م.إ أنه استحدث فصال بعنوان االستعجال في مادة إبرام العقود
اإلدارية و الصفقات العمومية.
الخــــــاتمــــــة
-2المشرع عندما تبنى االستعجال في مادة إبرام الصفقات العمومية ابتغى من وراء
ذلك تكريس آليات الرقابة القضائية على اإلدارة.
-3تعتبر دعوى استثنائية بامتياز ألنها ال تتقيد بشرط عدم المساس بأصل الحق حيث
تسمح للقاضي اإلداري التدخل استعجاليا و النظر في الموضوع (أصل الحق) من خالل
اتخاذه إجراءات قطعية نهائية.
-4تتميز هذه الدعوى عن غيرها من خالل القواعد الخاصة التي تميزها و المتمثلة في
(أطراف الدعوى ،مدة الفصل في النزاع ،طبيعة الحكم القطعي).
-5دعوى وقائية فهي ال تهدف إلى توقيع الجزاء بقدر ما تهدف إلى إصالح المخالفات
قبل إبرام العقد.
-6تعتبر قفزة نوعية ضمن ق.إ.م.إ و هي أبرز خاصية تتمتع بها منازعات الصفقات
العمومية.
التوصيات:
في ظل النتائج المتوصل إليها ارتأينا إدراج بعض التوصيات أو االقتراحات تتمثل في:
-1تمكين القاضي من التدخل لوضع حد لمخالفات اإلدارة حتى و لو أبرمت العقد ألنه
حسب المادة 946سلطة القاضي معدومة إذا تم إبرام العقد.
-2نظ ار لخصوصية هذه الدعوى ينبغي إعادة النظر في طرق الطعن لتحكمها قواعد
خاصة بصفة مستقلة ليست كما هي عليه اآلن ترجع للقواعد العامة ،و إزالة الغموض
عنها.
الخــــــاتمــــــة
-1القرآن الكريم
-2النصوص التأسيسية
الدستور
القوانين العادية
األوامر
-4النصوص التنظيمية
المراسيم
المراسيم الرئاسية:
المراسيم التنفيذية
الق اررات
التعليمات
1- loi n=˚ 2000- 597 du 30 juin 2000 relative au référé devant les juridictions
administratives. Parue au j o n=˚ 151 du 01/07/2000.
ثانيا :المؤلفات
-1أبو سويلم أحمد ،مكافحة الفساد ،الطبعة األولى ،دار الفكر( ،د ب ن).2010 ،
-2السنهوري عبد الرزاق ،نظرية االلتزام بوجه عام ،الطبعة الثالثة ،منشورات الحلبي
الحقوقية ،بيروت ،لبنان.1998 ،
-3الطماوي سليمان ،األسس العامة للعقود اإلدارية ،دراسة مقارنة ،الطبعة الخامسة،
مطبعة عين شمس( ،د ب ن).1991 ،
-4ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ،القضاء اإلداري ،قضاء اإللغاء( ،د ط) ،دار الفكر العربي،
مصر.1996 ،
-7باهي أبو يونس محمد ،الغرامة التهديدية كوسيلة إلجبار اإلدارة على تنفيذ األحكام
اإلدارية( ،د ط) ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية ،مصر.2001 ،
-8بربارة عبد الرحمان ،شرح قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،الطبعة الثانية،
منشورات البغدادي ،الجزائر.2009 ،
-9بعلي محمد الصغير ،العقود اإلدارية( ،د ط) ،دار العلوم للنشر و التوزيع ،عنابة،
.2005
-10بلعيد بشير ،القضاء المستعجل في األمور اإلدارية( ،د ط)( ،د ب ن) ،الجزائر،
.1993
-11بن عاشور عياض ،القضاء اإلداري و فقه المرافعات اإلدارية( ،د ط) ،مركز النشر
الجامعي ،تونس.2006 ،
-12بن فرحات سامي ،الوجيز في قضاء األمور المستعجلة( ،د ط)( ،د د ن) ،مصر،
.2005
-13بوضياف عمار ،القضاء اإلداري في الجزائر ،دراسة وصفية تحليلية مقارنة ،الطبعة
الثانية ،جسور للنشر و التوزيع ،الجزائر.2008 ،
-18حسين زكي لينا ،قانون حماية المنافسة و منع االحتكار( ،د ط) ،دار النهضة
العربية( ،د ب ن )( ،د ت ن).
-19حمامة قدوج ،عملية إبرام الصفقات العمومية في القانون الجزائري ،الطبعة الثانية،
ديوان المطبوعات الجامعية( ،د ب ن).2006 ،
-20خلوفي رشيد ،قانون المنازعات اإلدارية ،شروط قبول الدعوى اإلدارية ،الطبعة
األولى ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر.2009 ،
-21خليفة عبد العزيز عبد المنعم ،تنفيذ األحكام اإلدارية و إشكاالته القانونية( ،د ط)،
دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية.2008 ،
-24طاهري حسين ،اإلجراءات المدنية و اإلدارية الموجزة ،الجزء الثاني (،شرح قانون
اإلجراءات المدنية و اإلدارية)( ،د ط) ،دار الخلدونية للنشر و التوزيع ،الجزائر.2013 ،
-25عاطف البنا محمود ،العقود اإلدارية ،الطبعة األولى ،دار الفكر العربي( ،د ب ن)،
.2008
-26عبد الفتاح مراد ،المشكالت العملية في القضاء المستعجل( ،د ط) ،دار الكتاب و
الوثائق المصرية ،مصر( ،د ت ن).
-27عبد هللا مبروك النجار ،الضرر األدبي و مدى ضماناته في الفقه اإلسالمي ،دراسة
مقارنة ،الطبعة األولى ،دار النهضة ،القاهرة.1990 ،
-28عدو عبد القادر ،المنازعات اإلدارية( ،د ط) ،دار هومة للنشر و التوزيع ،الجزائر،
.2012
-29عوابدي عمار ،القانون اإلداري ،النشاط اإلداري ،الطبعة الثانية ،ديوان المطبوعات
الجامعية ،الجزائر.2002 ،
-30لحسين بن شيخ آث ملويا ،المنتقى في قضاء االستعجال اإلداري ،دراسة قانونية ،
فقهية و قضائية مقارنة ،الطبعة األولى ،دار هومة ،الجزائر.2007 ،
-33مختار نوح مهند ،اإليجاب و القبول في العقد اإلداري ،دراسة مقارنة ،الطبعة
األولى( ،د د ن) ،لبنان.2005 ،
-35مسعودي عبد هللا ،الوجيز في شرح قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية( ،د ط)،
دار هومة ،الجزائر.2010 ،
-36معوض عبد التواب ،الوسيط في قضاء األمور المستعجلة و قضاء التنفيذ ،الطبعة
الثالثة ،منشأة المعارف باإلسكندرية ،مصر.1995 ،
-2تياب نادية ،آليات مواجهة الفساد في مجال الصفقات العمومية ،أطروحة لنيل شهادة
الدكتوراه ، ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو.2013 ،
-4كسال عبد الوهاب ،سلطة القاضي اإلداري في توجيه أوامر لإلدارة ،أطروحة لنيل
شهادة الدكتوراه ،تخصص قانون عام ،جامعة قسنطينة.2015 ،1
-5يعيش تمام آمال ،سلطات القاضي اإلداري في توجيه أوامر لإلدارة ،أطروحة دكتوراه،
جامعة بسكرة.2012 ،
-7خلف هللا كريمة ،منازعات الصفقات العمومية في التشريع الجزائري ،مذكرة ماجيستر،
جامعة قسنطينة.2013 ،1
-10كلوفي عز الدين ،نظام المنازعة في مجال الصفقات العمومية على ضوء قانون
اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،مذكرة ماجيستر ،جامعة بجاية.2012 ،
رابعا :المقاالت
-1براهيمي فائزة ،براهيمي سهام( ،االعتراف القانوني للقاضي اإلداري بمواجهة اإلدارة
في تنفيذ األحكام القضائية) ،مجلة دفاتر السياسة و القانون ،العدد .2010 ،10
-2بروك حليمة( ،دور الطعن االستعجالي السابق للتعاقد في مكافحة الفساد في العقود
و الصفقات العمومية) ،مجلة المفكر ،العدد .2014 ،11
-3بعلي محمد الصغير( ،تنفيذ القرار القضائي اإلداري) ،مجلة التواصل ،العدد،17
.2006
-4بن بوزيد دغبار نورة( ،منازعات الصفقات العمومية) ،مجلة دفاتر السياسة و القانون،
العدد .2016 ،15
-6سليماني لخميسي( ،دور منظمة الشفافية الدولية في مكافحة الفساد) ،مجلة الفقه و
القانون ،العدد ،09جويلية .2013
-7غندور محمد سعيد( ،دعوى القضاء المستعجل الموضوعي السابق للتعاقد) ،مجلة
المنارة ،العدد .2014 ،12
-8كتو محمد الشريف( ،حماية المنافسة في الصفقات العمومية) ،المجلة الجزائرية للعلوم
القانونية ،العدد .2010 ،02
-10مختار نوح مهند( ،القضاء اإلداري و األمر القضائي) ،مجلة العلوم القانونية ،العدد
.2004 ،02
-11مخلف عارف صالح ،مخلف علي عماد( ،مبدأ حرية المنافسة في التعاقد) ،مجلة
العلوم القانونية ،العدد .2009 ،05
-12مزياني فريدة ،سلطاني آمنة(،مبدأ حضر توجيه أوامر من القاضي اإلداري لإلدارة
و االستثناءات الواردة عليه في قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية) ،مجلة المفكر،
جامعة بسكرة ،العدد .2011 ،07
-1أبركان فريدة( ،االستعجال في مادة إبرام الصفقات العمومية) ،مداخلة مقدمة للملتقى
الدولي الرابع حول قضاء االستعجال اإلداري) ،يومي 30 ،29نوفمبر ،2011المركز
الجامعي الوادي.
-2أكرور مريام( ،االستعجال في مادة إبرام العقود و الصفقات العمومية) ،مداخلة مقدمة
للملتقى الوطني الثاني حول قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،2009 ،جامعة محمد
بوضياف ،المسيلة.
-3الفاسي فاطمة الزهراء( ،الشفافية في إبرام الصفقات العمومية) ،مداخلة مقدمة للملتقى
الوطني حول طرق إبرام الصفقات العمومية ،يوم 07ماي ،2003جامعة عنابة.
-5بوكحيل ليلى( ،دور القضاء اإلداري في حماية مبدأ حرية المنافسة) ،مداخلة مقدمة
للملتقى الدولي حول المنافسة ،يوم 28ماي ،2013جامعة عنابة.
-8ديباش سهيلة( ،إشكالية تطبيق قانون المنافسة على الصفقات العمومية) ،مداخلة
مقدمة في اليوم الدراسي حول المنافسة ،2013 ،جامعة بومرداس.
-10فاضل الهام( ،سلطات قاضي اإللغاء لضمان تنفيذ أحكامه في التشريع الجزائري)،
مداخلة مقدمة للملتقى الوطني األول حول سلطات القاضي اإلداري في المنازعات
اإلدارية ،2011 ،جامعة قالمة.
-1أبو الفضل جمال الدين بن مكرم بن منظور ،لسان العرب( ،د ط) ،دار المعارف،
القاهرة( ،د ت ن).
-2بن هادية ،بلحسن الجياللي بن الحاج يحي ،القاموس الجديد للطالب(معجم عربي)،
الطبعة الرابعة( ،د د ن) ،تونس.1983 ،
-3مجد الدين الفيروز أبادي ،القاموس المحيط( ،د ط) ،دار الحديث ،القاهرة( ،د ت
ن).
http://www.un.org/ar/documents/udhr
www.conventionCOE.int
تاريخ االطالع 03أفريل 21 :00h 2017
www.joradp.alg.dz
http://www.legifrance.gouv.fr