Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 123

‫جامعة امعربة التببة–تتبع‪-‬ة اجز ئعة‬

‫كليعة احقوقةو املومة ابيجسيعة‬


‫قبمة احقوقة‬

‫اذكعةةاقداعةضمنةالطلتجتةنيلةشهجدةة امجسلع‬
‫تخصص–تنظيمةإد ري–‬
‫ة‬
‫ر ب ب بم ب ب ب بن ب ب ب ب ب ب ب ببو نة‪:‬ة‬
‫ة‬
‫اسلمججابةفبةاجدةةإرع مة اصفقبجتة‬
‫ة‬
‫اقضجءة‬
‫امموايعةوفقبجةاللشعيعة اجز ئعي‪.‬‬ ‫ة‬

‫ةةتحتةإشع فة ألسلجذةة‬ ‫إعد دة اطجاتلجنةةةةةةةةةةةةةةةةةةة‬


‫ريجزةةانيعةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةنو لةنويوةة‬
‫هجدفبةسنجء‬
‫ة‬

‫اص ب ب بفب ب ب ببعة‬ ‫اعتتعة املميعة‬ ‫أعضجءةاجنعة امنجقشعة‬


‫رئيبجة‬ ‫أسلجذةاحجضعةقبمة‪-‬ب‪-‬‬ ‫د‪.‬عو طف سمجعلبة‬
‫اشعفبجةواقعر ة‬ ‫أسلجذةابجعدةقبم‪-‬أ‪-‬ة‬ ‫أ‪.‬ن ب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ببو ل نويوةة‬
‫املحنجة‬ ‫أسلجذةابجعدةقبم‪-‬أ‪-‬ة‬ ‫أ‪.‬نب ب ب ب ب بببعين روعكجزة‬
‫ة‬

‫ابنعة اججاميع‪:‬ة‪2017-2016‬ة‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫ق ال هللا تعالى‪:‬‬

‫‪-‬سورة النساء اآلية ‪-57‬‬


‫الحمد هلل الذي وفقنا لنطوي سهر الليالي و تعب األيام و نتذوق‬
‫خالصة مشوارنا الدراسي بين أوراق هذه المذكرة‪،‬‬

‫إلى من تكاتفنا معها و نحن نقطف زهرة النجاح و االبداع إلى‬


‫األستاذة المشرفة «نوال نويوة» التي ساندتها بتوجيهاتها القيمة و‬
‫نصائحها البناءة و أعطتنا من علمها و وقتها و جهدها جزاها هللا‬
‫خيرا‪،‬‬

‫إلى البروفيسور عمار بوضياف الذي فتح لنا مسار الماستر و‬


‫الدكتوراه في الق انون اإلداري‪،‬‬

‫إلى من صاغوا لنا علمهم و فكرهم لينيروا لنا الطريق إلى أساتذة‬
‫كلية الحقوق‪،‬‬

‫إلى من قبلوا توجيه هذه المذكرة أعضاء لجنة المناقشة‪،‬‬

‫إلى كل مجد في طلب العلم‪.‬‬

‫منية و سناء‬
‫إلى من قرن هللا تعالى اإلحسان إليهما بطاعته‪ ،‬إلى‬

‫من أعانونا بالصلوات و الدعوات فكانت مصدر‬

‫قوتنا و توفيقنا إلى أوليائنا‪،‬‬

‫إلى من ساعدونا و وقفوا معنا إلى إخواننا‪،‬‬

‫إلى من سيشاركنا فرحة النجاح و التخرج إلى زميالت و‬

‫زمالء المشوار الجامعي‪.‬‬


‫‪ ‬ص‪ :‬صفحة‪.‬‬
‫‪ ‬ج ر‪ :‬جريدة رسمية‪.‬‬
‫‪ ‬ق‪.‬إ‪.‬م‪ :‬قانون االجراءات المدنية‪.‬‬
‫‪ ‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ :‬قانون االجراءات المدنية و اإلدارية‪.‬‬
‫‪ ‬ص ع‪ :‬الصفقات العمومية‬
‫‪( ‬د ط)‪ :‬دون طبعة‪.‬‬
‫‪( ‬د د ن)‪ :‬دون دار نشر‪.‬‬
‫‪( ‬د ت ن)‪ :‬دون تاريخ النشر‪.‬‬
‫‪( ‬د ب ن)‪ :‬دون بلد النشر‪.‬‬
‫‪ ‬ق ع‪ :‬قانون عضوي‬
‫‪ ‬ق م‪ :‬قانون مدني‬
‫‪ ‬ج‪ :‬الجزء‬
‫مقـــــــــــدمـــــــــــة‬

‫تبنت الجزائر منذ دستور ‪ 1996‬نظام االزدواجية القضائية و بذلك أعلنت الدولة‬
‫الجزائرية عن بداية حملة تشريعية منذ ‪ 1999‬و كان شعارها «اصالح العدالة» تمخض‬
‫عنها صدور القانون رقم ‪ 09-08‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ 2008‬المتضمن قانون‬
‫االجراءات المدنية و االدارية يشكل هذا القانون ثمرة خمسة سنوات من التحضير و‬
‫الدراسة‪ ،‬منح المشرع بموجب هذا القانون للقاضي االداري كتابا كامال مكونا من ‪189‬‬
‫مادة حتى يتمكن من بسط رقابته على أعمال االدارة و ذلك بموجب دعوى قضائية يرفعها‬
‫األفراد قد تستغرق وقتا طويال مما يؤدي الى ضياع الحق المراد حمايته‪ ،‬لذلك وضع‬
‫المشرع قضاء استثنائيا يتمثل في القضاء االستعجالي االداري‪ ،‬و قد كان المشرع قبل‬
‫ذلك مترددا في جعل نشاط االدارة خاضعا لرقابة القضاء‪ ،‬حيث صدر األمر رقم ‪-66‬‬
‫‪ 154‬المؤرخ في ‪ 8‬يونيو ‪ 1966‬المتضمن قانون االجراءات المدنية القديم الذي خلى من‬
‫اية أحكام خاصة تتعلق بالقضاء االستعجالي اإلداري‪ ،‬إلى غاية تعديله و تتميمه بموجب‬
‫األمر رقم ‪ 77-69‬المؤرخ في ‪ 18‬سبتمبر ‪ 11969‬الذي أضاف المادة ‪ 171‬مكرر التي‬
‫أصبحت المادة األساسية التي تنظم قضاء االستعجال اإلداري بالجزائر و بقي األمر على‬
‫حاله إلى حين صدور قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية الذي يعتبر قفزة نوعية و قد‬
‫أصبح من المواضيع التي نالت اهتماما كبي ار حيث وضع له المشرع بابا خاصا في‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ بعنوان «في االستعجال» و ذلك في الباب الثالث من الكتاب الرابع‪ ،‬هذا الباب‬
‫القائم على أنقاض المادة ‪ 171‬مكرر من ق‪.‬إ‪.‬م القديم جاء بعد ثماني سنوات من ظهوره‬
‫في النظام القانوني الفرنسي و قد أورد تفصيال لمجاالته حيث قسم إلى خمسة فصول‬
‫تضمن فصال مستقال خاصا باالستعجال في مادة إبرام الصفقات العمومية و العقود‬
‫اإلدارية و هي بذلك من الحاالت االستعجالية المستحدثة بموجب ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ الجديد‪.‬‬

‫و نظ ار للمكانة التي تحتلها الصفقات العمومية حيث تعد األداة القانونية و االقتصادية‬
‫األكثر فعالية لتنفيذ مخططات التنمية الوطنية مما يعني أن تنظيم االستعجال فيها أمر‬
‫حتمي‪ ،‬و يعتبر االستعجال في مادة إبرام الصفقات العمومية إجراء قضائي مستعجل من‬

‫‪ -1‬األمر رقم ‪ 77-69‬يعدل و يتمم األمر ‪ 154-66‬المتضمن ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪ ،‬ج ر عدد ‪ 82‬مؤرخة في ‪ 26‬سبتمبر‬
‫‪ ، 1969‬ص ‪.1237‬‬
‫مقـــــــــــدمـــــــــــة‬

‫نوع خاص الهدف منه حماية قواعد اإلشهار و المنافسة قبل إبرام الصفقات العمومية‪ ،‬من‬
‫هذا المنطلق جاءت فكرة القضاء االستعجالي في مادة إبرام الصفقات العمومية في‬
‫التشريع الجزائري‪.‬‬

‫‪-1‬أهمية الموضوع‪ :‬للبحث أهمية نظرية و عملية‬

‫*‪-‬األهمية النظرية‪:‬‬

‫‪-1‬إرادة المشرع في إيجاد حلول سريعة بعد أن أثبت الواقع تزايد المنازعات اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -2‬كسر الحاجز النفسي الذي ترسخ في نفوس األفراد بسبب عدم خضوع اإلدارة‬
‫للقضاء‪.‬‬

‫*‪-‬األهمية العملية‪:‬‬

‫‪ -1‬رغبة المشرع في تأمين أكبر قدر من الحماية لمبادئ إبرام الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪ -2‬المحافظة على حقوق األفراد ضد تجاوزات اإلدارة تدعيما لدولة القانون‪.‬‬

‫‪ -3‬سد منافذ الفساد بالتصدي للصفقات المشبوهة‪.‬‬

‫‪ -2‬دوافع اختيار الموضوع‪ :‬ترجع ألسباب شخصية و أخرى موضوعية‪.‬‬

‫‪ -‬الدوافع الشخصية‪:‬‬

‫‪ -1‬تقديم اضافة علمية لمكتبة الكلية ألننا لمسنا عدم التطرق لهذا الموضوع في األبحاث‬
‫األكاديمية لكلية الحقوق‪.‬‬

‫‪ -2‬الرغبة النفسية و الميل لدراسة الموضوع المهم و المتميز كوننا لم نتوسع فيه في‬
‫المسار الدراسي للماستر‪.‬‬

‫‪ -‬الدوافع الموضوعية‪:‬‬

‫‪ -1‬القيمة العلمية لموضوع البحث‪.‬‬


‫مقـــــــــــدمـــــــــــة‬

‫‪ -2‬و حداثة الموضوع و عدم التطرق له في ق‪.‬إ‪.‬م القديم و بالتالي فمن باب أولى دراسة‬
‫التعديالت الجديدة‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلشكالية‪ :‬انطالقا مما سبق‪ ،‬فإن الدراسة تتمحور حول إشكالية مركزية كالتالي‪:‬‬

‫ما مدى فعالية الدعوى االستعجالية كضمانة قضائية في مرحلة إبرام الصفقات‬
‫العمومية؟ هذه اإلشكالية تستمد منها ثالث إشكاليات فرعية تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -1‬ما المقصود باالستعجال في مادة إبرام الصفقات العمومية؟‬

‫‪ -2‬فيما يتمثل دور القاضي االستعجالي من خالل توسيع صالحياته؟‬

‫‪ -3‬هل وفق المشرع الجزائري في تكريسه لالستعجال في مرحلة إبرام الصفقات العمومية‬
‫كإطار لحماية حقوق األفراد؟‬

‫‪ -4‬منهج الدراسة‪ :‬اعتمدنا مزيجا من مناهج البحث العلمي‪ ،‬حيث اعتمدنا كأساس‬
‫للدراسة المنهج التحليلي الوصفي األنسب لطبيعة الموضوع حيث أن المنهج التحليلي‬
‫هو األنسب للدراسات القانونية التي تعتمد على تحليل المواد القانونية و تفسير اآلراء‬
‫الفقهية‪ ،‬أما المنهج الوصفي فنحن بصدد دراسة دعوى قضائية تعين التعريف بها‬
‫ووصفها شكليا و اجرائيا‪.‬‬

‫‪ -‬كما استعملنا المنهج التاريخي بصفة عارضة في دراسة التطور التاريخي لهذه الدعوى‬
‫و استعنا بالقانون الفرنسي و ق‪.‬إ‪.‬م القديم في دراسة التطور التاريخي دون أن ترقى هذه‬
‫الدراسة إلى دراسة مقارنة‪ ،‬كما استعملنا المنهج االستقرائي ألننا بصدد دراسة جزئية و‬
‫هي القضاء االستعجالي في مادة إبرام الصفقات العمومية أوجب ذلك االنطالق من دراسة‬
‫الكل(القضاء االستعجالي اإلداري) إلى الجزء‪.‬‬

‫‪ -5‬أهداف الدراسة‪ :‬تنقسم إلى أهداف علمية و عملية‪.‬‬

‫* األهداف العلمية‪ :‬اإلحاطة بالجانب النظري لتكريس المشرع لالستعجال بنص القانون‬
‫مواكبة للتطور التشريعي‪.‬‬
‫مقـــــــــــدمـــــــــــة‬

‫* األهداف العملية ‪ :‬تسليط الضوء على الممارسة القضائية لهذه الدعوى بالرغم من أن‬
‫الواقع يناقض في كثير من األحيان النص القانوني مما يجعلنا نتساءل عن الدعوى و‬
‫محلها من التطبيق‪.‬‬

‫‪ -6‬الدراسات السابقة‪ :‬ككل بحث علمي فإننا لم ننطلق من فراغ بل كانت هناك دراسات‬
‫سابقة تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬مداخلة لألستاذة سلوى بومقورة أستاذة بجامعة بجاية بعنوان «رقابة القضاء‬
‫اإلستعجالي قبل التعاقدي في مجال الصفقات العمومية في التشريع الجزائري» ألقيت في‬
‫الملتقى الدولي الر ابع حول قضاء االستعجال اإلداري يومي ‪ 29‬و ‪ 30‬نوفمبر ‪،2011‬‬
‫المركز الجامعي الوادي و هي المداخلة رقم ‪ ،19‬تناولت الدراسة دور القضاء اإلداري في‬
‫حماية مبادئ الصفقات العمومية في مرحلة اإلبرام من خالل ثالث مباحث تضمنوا‬
‫تعريف الدعوى االستعجالية و شروطها و صالحيات القاضي اإلداري من خالل‬
‫اإلصالحات التي جاء بها ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ثم الحكم الصادر عن هذه الدعوى‪.‬‬

‫‪ -‬مقال لألستاذ لعالم محمد مهدي أستاذ بجامعة تلمسان بعنوان «القضاء االستعجالي‬
‫قبل التعاقدي في مجال الصفقات العمومية» منشور في المجلة المصرية للدراسات‬
‫القانونية و االقتصادية العدد ‪ 5‬بتاريخ جوان ‪ 2015‬من الصفحة ‪ 10‬إلى الصفحة ‪،38‬‬
‫و هي مجلة علمية محكمة إلكترونية هذه الدراسة مقسمة إلى محورين‪ ،‬المحور األول‬
‫يبحث في ماهية القضاء االستعجالي السابق للتعاقد في مجال الصفقات العمومية و ذلك‬
‫من حيث مفهوم و شروط الدعوى‪ ،‬والمحور الثاني يهتم بنظامها القضائي من حيث‬
‫أسباب تكريسها في القضاء الجزائري و سلطات القاضي الواسعة‪.‬‬

‫‪ -7‬صعوبات البحث‪ :‬قد واجهتنا عدة صعوبات في إنجاز هذه المذكرة تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -1‬ندرة المراجع المتخصصة حيث أن هذا الموضوع رغم أهميته في الواقع العملي‬
‫القضائي إال أنه لم يحظ بدراسة علمية أكاديمية في مؤلف مستقل‪ ،‬لذلك ال يزال‬
‫هذا الموضوع مجاال خصبا لدراسات تخرجه للواقع األكاديمي حيث أن هذا‬
‫مقـــــــــــدمـــــــــــة‬

‫الموضوع درس كجزئية ضمن الدعوى االستعجالية اإلدارية بصفة عامة أو ضمن‬
‫منازعات الصفقات العمومية ككل‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم امكانية ربط الجانب النظري بالجانب التطبيقي النعدام األحكام القضائية في‬
‫المراجع كما أننا قمنا بخرجة ميدانية للمحكمة اإلدارية بتبسة ألنها حسبهم دعوى‬
‫غير مفعلة على أرض الواقع حيث أن معلوماتهم تنحصر في الطعن في المنح‬
‫المؤقت‪.‬‬
‫‪ -3‬تشعب النصوص القانونية التي تحكم الموضوع و كثرة تعديالتها ألن هذا‬
‫الموضوع ال يقتصر فقط على النص اإلجرائي العام المتمثل في ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ بل‬
‫تدخل فيه قوانين الصفقات العمومية‪ ،‬قانون المنافسة‪ ،‬قانون الوقاية من الفساد و‬
‫مكافحته‪ ،‬ق‪.‬إ‪.‬م القديم‪.‬‬

‫‪ -8‬التصريح بالخطة‪ :‬قمنا بتقسيم الدراسة تقسيما ثنائيا من خالل فصلين ‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬ماهية القضاء االستعجالي اإلداري‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم القضاء االستعجالي اإلداري‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أسباب تكريس االستعجال في مادة إبرام الصفقات العمومية في التشريع‬
‫الجزائري‬

‫المبحث الثالث‪ :‬شروط و اجراءات الدعوى االستعجالية في مادة إبرام الصفقات العمومية‬

‫الفصل الثاني‪ :‬نطاق و سلطات القاضي االستعجالي اإلداري و الحكم في الدعوى‬

‫المبحث األول‪ :‬نطاق اختصاص القاضي االستعجالي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬سلطات القاضي االستعجالي‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الحكم في الدعوى االستعجالية في مادة إبرام الصفقات العمومية‬

‫و في األخير خلصنا إلى جملة من النتائج و التوصيات تضمنتها الخاتمة لتختتم دراستنا‬
‫بملخص للمذكرة‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬مفهوم القضاء االستعجالي اإلداري‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬أسباب تكريس االستعجال في مادة إبرام الصفقات العمومية في‬
‫التشريع الجزائري‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث الثالث‪ :‬شروط و إجراءات الدعوى االستعجالية في مادة إبرام الصفقات‬
‫العمومية ‪.‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إن اللجوء للقضاء االستعجالي أصبح من األمور األساسية بالنسبة للمتقاضين و‬


‫العجلة في رفع الضرر الذي قد يلحق بحقوقهم‪.‬‬

‫و على خالف ما كان عليه الوضع في قانون االجراءات المدنية القديم الذي لم‬
‫يتضمن أحكاما خاصة بالقضاء االستعجالي اإلداري إال مادة وحيدة التي أصبحت المادة‬
‫األساسية التي تنظم القضاء االستعجالي في الجزائر‪ ،‬و قد تضمن قانون االجراءات‬
‫المدنية و اإلدارية الجديد تغيي ار شامال في نظام االستعجال اإلداري‪ ،‬هذا النظام القانوني‬
‫الذي أفرد له المشرع الجزائري بابا كامال بعنوان «في االستعجال» و أنواعه منظمة في‬
‫فصول احتوى الفصل الخامس على «االستعجال في مادة إبرام العقود و الصفقات»‪ ،‬و‬
‫قد تم استحداثه في القانون الجديد لإلجراءات المدنية و اإلدارية و يمكن القول أنه وضع‬
‫لمساعدة الطرف الضعيف في الدعوى اإلدارية‪ ،‬و بذلك فالمشرع الجزائري قد واكب‬
‫التطورات التي عرفتها الدول‪.‬‬

‫و على ضوء هذا ارتأينا تقسيم الفصل األول من دراستنا إلى ثالثة مباحث فخصصنا‬
‫المبحث األول منه لتحديد مفهوم القضاء االستعجالي اإلداري ثم تناولنا في المبحث الثاني‬
‫أسباب تكريس االستعجال في مادة إبرام الصفقات العمومية في التشريع الجزائري‪.‬‬

‫و أخي ار خصصنا المبحث الثالث لدراسة شروط و إجراءات الدعوى االستعجالية في مادة‬
‫إبرام الصفقات العمومية‪.‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث األ ول‪ :‬مفووم القضاء االستعجالي اإداري‬

‫يعد القضاء االستعجالي اإلداري فرعا من القضاء اإلداري و بنظرة أولية يتضح أن‬
‫القضاء االستعجالي اإلداري يرتكز على عنصر االستعجال المنبثق على طبيعة النزاع‬
‫التي تحتم السرعة في الفصل‪ ،‬و لإلحاطة بموضوع القضاء االستعجالي اإلداري ارتأينا‬
‫تقسيم هذا المبحث إلى المطالب التالية‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف القضاء االستعجالي اإلداري‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التطور التاريخي للقضاء االستعجالي في مادة إبرام الصفقات‬


‫العمومية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مفهوم الدعوى االستعجالية في مادة إبرام الصفقات العمومية‬

‫القضاء االستعجالي اإداري‬ ‫المطلب األ ول‪ :‬تعرف‬

‫لإلحاطة بموضوع القضاء االستعجالي اإلداري وجب تعريف مصطلح االستعجال أوال‬
‫ضمن ثالثة فروع‪ ،‬بداية بالتعريف التشريعي (الفرع األول)‪ ،‬ثم التعريف الفقهي (الفرع‬
‫الثاني)‪ ،‬و أخي ار التعريف القضائي(الفرع الثالث)‪.‬‬

‫االستعجال‪L’urgence :‬‬ ‫تعرف‬

‫تع َجاالا‪ ،‬و الذي يقصد به استحث‬ ‫اس ْ‬‫جل‪ْ ،‬‬ ‫جل‪ ،‬اُ ْستُ ْع َ‬ ‫لغة‪ :‬مشتق من فعل استعجل‪َ ،‬ي ْستَ ْع ُ‬
‫السِيَئ ِة َق ْب َل اْل َح َسَن ِة »‪.2‬‬
‫على االسراع ‪ ،‬و من ذلك قوله تعالى‪َ « :‬وَي ْس َت ْع ِجُلوَن َك ِب َّ‬
‫‪1‬‬

‫‪ -1‬علي بن هادية‪ ،‬بلحسن الجياللي بن الحاج يحيى‪ ،‬القاموس الجديد للطالب‪ ،‬معجم عربي‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ (،‬ددن)‪،‬‬
‫تونس‪ ،1983 ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ -2‬سورة الرعد‪ ،‬اآلية ‪.06‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫اصطالحا‪ :‬هو ذلك الخطر الداهم المحدق بالحق أو هو الخطر الذي يلحق ضر ار ال‬
‫يمكن إدراكه باللجوء الى اجراءات التقاضي العادية‪.1‬‬

‫التشرفعي‬ ‫الفرع األول‪ :‬التعرف‬

‫االستعجال في التشرفع الجزائري‬ ‫أوال‪ :‬تعرف‬

‫المشرع الجزائري لم يعرفه و لم يضع معيا ار يمكن االعتماد عليه الستنباط عنصر‬
‫االستعجال عند النظر في قضية ما رغم وجود مصطلحات مشابهة كالسرعة و الخطر‬
‫الوشيك‪ ،2‬و إنما ترك للقاضي السلطة التقديرية الواسعة في تحديد هذا العنصر لمعالجة‬
‫كل قضية‪ ،‬و اكتفى المشرع الجزائري في ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ بتعيين أنواع الدعاوى التي توصف أنها‬
‫استعجالية دون التطرق إلى تعريف القضاء االستعجالي‪ ،‬كما نص على خصائصه في‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.3‬‬

‫االستعجال في بعض التشرفعات المقارنة‬ ‫ثانيا‪ :‬تعرف‬

‫المشرع المصري «ُينتدب في مقر المحكمة قاض من قضاة المحكمة ليحكم بصفة‬
‫مؤقتة مع عدم المساس بأصل الحق بالمسائل المستعجلة التي ُيخشى عليوا فوات‬
‫الوقت»‪.4‬‬

‫‪ -1‬مراد عبد الفتاح‪ ،‬المشكالت العملية في القضاء المستعجل‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار الكتاب و الوثائق المصرية‪ ،‬مصر‪( ،‬د ت‬
‫ن)‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -2‬محمد براهيمي‪ ،‬القضاء المستعجل‪ ،‬الجزء األول‪( ،‬د ط)‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2006 ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪ -3‬المواد ‪ 925 ،924 ،918 ،917‬من القانون رقم ‪ 09-08‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ 2008‬يتضمن ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬ﺝ ر‬
‫عدد ‪ 21‬المؤرخة في ‪ 23‬أفريل ‪ ،2008‬ص ‪.03‬‬
‫انظر كذلك‪ :‬كلوفي عز الدين‪ ،‬نظام المنازعات في مجال الصفقات العمومية على ضوء ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار النشر‬
‫جيطلي‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص ‪.124‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 45‬من قانون المرافعات المدنية و التجارية المصري‪.‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المشرع االيطالي «يجوز لمن يخشى على حقه من ضرر ال يمكن تداركه إذا طالب به‬
‫باألوضاع المعتادة أن ُتتخذ بوا االجراءات الوقتية المستعجلة»‪.1‬‬

‫المشرع الكويتي «المسائل المستعجلة هي التي يخشى عليوا من فوات الوقت»‪.2‬‬

‫المشرع المغربي« كلما توفر عنصر االستعجال»‪.3‬‬

‫الفقوي‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التعرف‬

‫الفقه الغربي‬ ‫أوال‪ :‬تعرف‬

‫الفقيهان جرسونيه ‪ Garsonnet‬و سيزار برؤ ‪ César-Bru‬يعتبران «االستعجال تلك‬


‫الضرورة التي ال تتحمل تأخي ار‪ ،‬أو الخطر المباشر الذي ال يكفي في اتقائه رفع الدعوى‬
‫عن طرفق االجراءات العادية»‪.4‬‬

‫الفقيه مورل ‪« Morel‬االستعجال هو فكرة قائمة على ما َيْن ُتج من ضرر جراء تأخير‬
‫في الفصل في النزاع»‪.5‬‬

‫الفقه العربي‬ ‫ثانيا‪ :‬تعرف‬

‫األستاذة أمينة النمر «الضرورة التي ال تحتمل تأخي ار‪ ،‬أو أنه الخطأ المباشر الذي ال‬
‫يكفي في اتقائه رفع الدعوى بالطرفق المعتاد حتى مع تقصير المواعيد»‪.6‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 700‬من القانون االيطالي‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 31‬من قانون االجراءات المدنية الجديد الكويتي الصادر سنة ‪.1998‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 149‬من المسطرة المدنية المغربية‪.‬‬
‫‪ -4‬الغوثي بن ملحة‪ ،‬القضاء المستعجل و تطبيقاته في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الديوان الوطني‬
‫لألشغال التربوية‪ ،‬الجزائر‪ ،2000 ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -5‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -6‬لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬المنتقى في قضاء االستعجال اإلداري‪ ،‬دراسة قانونية‪ ،‬فقهية و قضائية مقارنة‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص ‪.13‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫األستاذ راتب «الخطر الحقيقي المحدق بالحق المراد المحافظة عليه و الذي يلزم‬
‫درؤه بسرعة ال تكون عادة في التقاضي العادي و لو قصرت المواعيد»‪.1‬‬

‫األستاذ بربارة عبد الرحمان «هو الخطر الحقيقي المحدق بالحق المراد حمايته و‬
‫الذي يلزم درؤه سرعة ال توفرها اجراءات التقاضي العادية‪ ،‬فالمطلوب هو المحافظة‬
‫على الحق الذي يخشى عليه أمر ال يحتمل االنتظار حتى يعرض أصل النزاع على‬
‫قضاء الموضوع»‪.2‬‬

‫تعريف آخر‪« :‬االستعجال هو إجراء مختصر و استثنائي يسمح للقاضي اإداري بإتخاذ‬
‫قرار وقتي في مسائل متنازع عليوا و ال تحتمل التأخير»‪.3‬‬

‫من خالل التعريفات السابقة لالستعجال‪ 4‬نستنتج تعريف القضاء االستعجالي‪:‬‬

‫لقد عزف المشرع عن تعريف قضاء االستعجال‪ 5‬تاركا ذلك للفقه و القضاء‪ ،‬فقد عرفه‬
‫األستاذ ميريغنهاك ‪ Merignhac‬بقوله‪« :‬هو إجراء يكون الودف منه الفصل بأقصى‬
‫سرعة ممكنة في القضايا المستعجلة و في الحالة التي تثير فيوا السندات و األحكام‬
‫إشكاالت تتعلق بتنفيذها‪ ،‬لكن فقط بطرفقة مؤقتة دون المساس بأصل الحق»‪.6‬‬

‫و عرفه جانب آخر من الفقه بأنه‪« :‬الفصل في المنازعات التي يخشى عليوا من فوات‬
‫الوقت فصال مؤقتا ال يمس بأصل الحق‪ ،‬و إنما يقتصر على الحكم باتخاذ إجراء وقتي‬

‫‪ -1‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.13‬‬


‫‪ -2‬عبد الرحمان بربارة ‪ ،‬شرح قانون االجراءات المدنية و اإلدارية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬منشورات البغدادي‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص ‪.109‬‬
‫‪ -3‬سامي بن فرحات‪ ،‬الوجيز في قضاء األمور المستعجلة‪( ،‬د ط)‪( ،‬د د ن)‪ ،‬مصر‪ ،2005 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -4‬خليل مول الضاية‪ ،‬القضاء اإلداري االستعجالي في ظل ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪ ،‬مذكرة ماجيستر‪ ،‬جامعة الجزائر ‪2013 ، 1‬‬
‫ص ‪. 11‬‬
‫‪ -5‬نفس المذكرة‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Merignhac, ordonnances sur requête et des référés, deuxième partie, les référés, soubiron éditeur,‬‬
‫‪Toulouse, 1924, P 07.‬‬ ‫ص‪. 12‬‬ ‫نقال عن خليل مول الضاية‪ ،‬نفس المذكرة‪،‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ملزم للطرفين بقصد المحافظة على األوضاع القائمة أو احترام الحقوق الظاهرة‪ ،‬أو‬
‫صيانة مصالح الطرفين المتنازعين‪.1»...‬‬

‫و يعرف جانب آخر من الفقه بأنه‪« :‬قضاء وقتي يودف إلى حماية قضائية وقتية»‪.2‬‬

‫و ُيعرفه جانب آخر كذلك‪« :‬هو ضرورة الحصول على الحماية القانونية العاجلة التي‬
‫ال تتحقق من خالل اتباع االجراءات العادية للتقاضي نتيجة توافر ظروف تمثل خط ار‬
‫على حقوق الخصم أو تتضمن ضر ار قد يتعذر تداركه و إصالحه»‪.3‬‬

‫وفي األخير نجد أن اإلحاطة بمفهوم مصطلح االستعجال و تعريفه و تعريف القضاء‬
‫القضاء االستعجالي في مادة إبرام الصفقات‬ ‫االستعجالي اإلداري نصل إلى تعرف‬
‫العمومية‪.‬‬

‫عرفه األستاذ مهند مختار نوح «إجراء قضائي مستعجل من نوع خاص ذو أصل تشرفعي‬
‫أوروبي الودف منه حماية قواعد العالنية و المنافسة بشكل فعال قبل إتمام إبرام‬
‫الصفقة العمومية و ذلك عن طرفق إعطاء القاضي سلطات واسعة و غير مألوفة في‬
‫اإجراءات القضائية االستعجالية العامة» ‪.4‬‬

‫القضائي‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬التعرف‬

‫‪ -1‬معوض عبد التواب ‪ ،‬الوسيط في قضاء األمور المستعجلة و قضاء التنفيذ‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬منشئة المعارف‬
‫باإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1995 ،‬ﺹ ﺹ ‪.17-16‬‬
‫‪ -2‬لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -3‬بشير بالعيد‪ ،‬القضاء المستعجل في األمور اإلدارية‪( ،‬د ط)‪( ،‬د د ن)‪ ،‬الجزائر‪ ،1993 ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ -4‬مهند مختار نوح‪ ،‬اإليجاب و القبول في العقد اإلداري‪ ,‬دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪( ،‬د د ن)‪ ،‬لبنان‪،2005 ،‬‬
‫ص ‪.841‬‬
‫و أنظر كذلك‪ :‬عبد الوهاب كسال‪ ،‬سلطة القاضي اإلداري في توجيه أوامر لإلدارة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة قسنطينة‪،1‬‬
‫‪ ،2015‬ص ‪.225‬‬
‫‪ -‬آمال يعيش تمام‪ ،‬سلطات القاضي اإلداري في توجيه أوامر لإلدارة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة بسكرة‪،2012 ،‬‬
‫ص‪.406‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يعتبر التعريف القضائي لالستعجال األقرب إلى الصواب و هذا يرجع للطبيعة العملية‬
‫للدعوى االستعجالية‪ ،‬و مصدر التعريفات القضائية مستمدة من النظام القضائي اإلداري‬
‫الفرنسي الذي يعتبر المرجع األول لنظام القضاء االستعجالي في الجزائر‪.‬‬

‫أوال‪ :‬قضت محكمة النقض الفرنسية بأن االستعجال ال يتوفر إال في األحوال التي يترتب‬
‫على التأخير فيها ضرر ال يحتمل اإلصالح‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬القضاء االستعجالي في الجزائر فرغم الممارسات اليومية على مستوى المحاكم‬
‫العادية و اإلدارية فال وجود لتعريف شامل موحد له‪ ،‬و لكن يمكن اإلشارة إلى قرار‬
‫المحكمة العليا الصادر في ‪ 1992/11/24‬الذي جاء في حيثياته‪« :2‬حيث أن وجود‬
‫الدعوى أمام محكمة الموضوع ال تمنع قاضي االستعجال من اتخاذ إجراءات خاصة أو‬
‫تدابير تحفظية إذا كان يخشى ضياع حقوق أطراف النزاع و هذا عمال بنص المادة‬
‫‪ 183‬من ق‪.‬إ‪.‬م»‪ ،3‬و في قرار آخر صادر عن الغرفة اإلدارية للمحكمة العليا «فإننا‬
‫نكون أمام حالة استعجال كلما كنا أمام حالة يستحيل حلوا فيما بعد»‪.4‬‬

‫وقد قضى مجلس قضاء الجزائر العاصمة قبله في قرار‪ 5‬آخر بما يلي‪« :‬حيث أنه‬
‫إذا كان قاضي األمور المستعجلة مختصا في اتخاذ إجراءاته فوذه مبررة بوجود حالة‬
‫استعجال أو خطر»‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬عرفته محكمة النقض المصرية بقولها‪« :‬يقوم اختصاص القضاء المستعجل‬
‫بالدعوى المستعجلة على توافر الخطر و االستعجال الذي يبرر تدخله إصدار قرار‬

‫‪ -1‬مجيدة خالدي‪ ،‬القضاء االستعجالي في المواد اإلدارية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ -‬تلمسان‪،-‬‬
‫‪ ،2012‬ص ‪.16‬‬
‫‪ -2‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ .109‬و أنظر كذلك‪ :‬خليل مول الضاية‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -3‬مجيدة خالدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪-4‬أنظر القرار الصادر عن الغرفة اإلدارية‪ ،‬المحكمة العليا‪ ،‬رقم ‪ ،92189‬مؤرخ في ‪ 22‬مارس ‪،1992‬نقال عن‪- :‬‬
‫عبد الغني بلعابد ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -5‬قرار مجلس قضاء الجزائر الصادر في ‪ ،1981/10/12‬منقول عن الندوة الوطنية للقضاء االستعجالي‪ ،‬و ازرة‬
‫العدل‪ ،‬الديوان الوطني لألشغال التربوية‪ ،1995،‬ص ‪ 64‬و أنظر كذلك‪ :‬الغوثي بن ملحة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وقتي يراد به رد عدوان يبدو للوهلة األولى أنه بغير حق ومنع خطر ال يمكن تداركه أو‬
‫يخشى استعجاله إذا ما فات الوقت‪.1»...‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التطور التارفخي للقضاء االستعجالي في مادة إبرام الصفقات العمومية‬

‫يرجع التطور التاريخي للقضاء االستعجالي في مادة الصفقات العمومية إلى اهتمام‬
‫مزدوج بين تعليمات أوروبية وتشريعات فرنسية و اقتباسات جزائرية‪ ،‬لذلك سنتناول التطور‬
‫التاريخي له في أوروبا(الفرع األول)‪ ،‬ثم التطور التاريخي في فرنسا (الفرع الثاني)‪ ،‬و‬
‫أخي ار التطور التاريخي في الجزائر(الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التطور التارفخي في أوروبا‬

‫يرجع النظام القانوني لالستعجال في مادة إبرام الصفقات العمومية إلى أصل تشريعي‬
‫أوروبي‪ ،‬فقد تشدد المشرع األوروبي بشأن تطبيق قواعد العالنية و المنافسة في نطاق‬
‫إبرام عقود الشراء العام‪ ،‬و في سبيل ذلك قام بإصدار التعليمة‪ 665/89 ‬بتاريخ ‪21‬‬
‫ديسمبر‪ 1989‬التي وردت تحت عنوان «طعن و رقابة» في مجال الصفقات العمومية‬
‫للتوريدات واألشغال‪ ،‬والتي تم تكريسها بهدف ضمان التجانس التشريعي بين الدول‬

‫‪ -1‬لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫اُنظر كذلك‪ :‬أمينة غني‪ ،‬االستعجال في المواد اإلدارية في قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪،‬‬
‫جامعة وهران‪ ،2012-2011 ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪ -‬سلوى بومقورة‪( ،‬رقابة القضاء االستعجالي قبل التعاقدي في مجال الصفقات العمومية في التشريع الجزائري)‪ ،‬المجلة‬
‫األكاديمية للبحث القانوني‪ ،‬العدد ‪ ،2012 ،1‬ص ‪.31‬‬
‫‪‬‬
‫‪- directive 89/665/CEE du 21 décembre 1989 «portant coordination des dispositions législatives,‬‬
‫‪réglementaire et administratives relatives à l’application des procédures de ressource en matière de passation‬‬
‫‪des marchés publics de fournitures et de travaux».‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫األعضاء في االتحاد األوروبي‪ ،‬بعد أن تنبه المشرع إلى عدم وجود دعوى قضائية تؤمن‬
‫احترام األحكام األوروبية في نطاق المنافسة والعالنية ضد خرق قواعد اإلبرام‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التطور التارفخي في فرنسا‬

‫ظهر االستعجال اإلداري في فرنسا في القرن التاسع عشر الميالدي ويعود الفضل في‬
‫رسم أسس قضاء االستعجال اإلداري الفرنسي الى السيد رونو دونوا ‪Renaud Denoix‬‬
‫نائب رئيس مجلس الدولة الفرنسي وقد جاء القانون رقم ‪ 597/2000‬بخصوص‬
‫االستعجال اإلداري والذي أُدمج في قانون العدالة اإلدارية‪.‬‬

‫أما فيما يخص القضاء االستعجالي في مادة إبرام الصفقات العمومية فقد تبنى‬
‫المشرع الفرنسي توجيهات االتحاد األوروبي وذلك بصدور القانون ‪ 10-92‬بتاريخ‬
‫ُ‬
‫‪ 1992/01/04‬و القانون ‪ 13-92‬بتاريخ ‪ 1992 /02/25‬المتعلق بالصفقات المبرمة‬
‫في القطاعات الخصوصية‪ 2‬في مجاالت الطاقة‪ ،‬المياه‪ ،‬النقل‪ ،‬االتصاالت‪ ،‬وتم إدراجها‬
‫في أحكام المادتين ‪ 23-22‬من قانون المحاكم اإلدارية ومحاكم االستئناف اإلدارية ثم‬
‫المواد ‪ 1-551‬و‪ 2-551‬في التعديل الجديد لقانون القضاء اإلداري‪.‬‬

‫وهكذا كان المشرع الفرنسي السباق في وضع نظام القضاء المستعجل قبل التعاقدي ‪،‬‬
‫و كان السباق في إرساء معالم دعوى قضائية جديدة تعد حديثة العهد بالوالدة‪. 3‬‬

‫‪ -1‬مصدر التعليمة* محمد مهدي لعالم‪( ،‬القضاء االستعجالي قبل التعاقد في مجال الصفقات العمومية)‪ ،‬المجلة‬
‫المصرية للدراسات القانونية و االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،2015 ،5‬ص ‪.29‬و انظر كذلك‪ :‬أمينة غني‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص‬
‫‪ .5‬و كذلك خليل مول الضاية‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ -2‬القانون ‪ 10/92‬المؤرخ في ‪ 04‬جانفي ‪ ،1992‬أوجد االستعجال ما قبل التعاقد‪.‬نقال عن‪ :‬لحسين بن شيخ آث‬
‫ملويا‪( ،‬المنتقى في قضاء االستعجال اإلداري)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.268‬‬
‫‪ - -3‬محمد فقير‪( ،‬رقابة القضاء االداري االستعجالي على الصفقات العمومية)‪ ،‬الملتقى الدولي الرابع حول قضاء‬
‫االستعجال اإلداري‪ ،‬المركز الجامعي الوادي‪ 30-29 ،‬نوفمبر ‪ ،2011‬ص ‪ .19‬و أنظر كذلك مهند مختار نوح‪،‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.843‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التطور التارفخي في الجزائر‬

‫إن المتتبع لحركة التشريع الجزائري يالحظ التهميش التشريعي للقضاء االستعجالي‬
‫اإلداري على مدى تعاقب النصوص القانونية التي سبقت ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪ 09-08‬لذلك ندرسه‬
‫ضمن ثالثة مراحل‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مرحلة قانون االجراءات المدنية القديم‬

‫إن استقراء أحكام ق‪.‬إ‪.‬م القديم‪ 1‬نجده جاء هزيال جدا ولم يتضمن إال مادة وحيدة هي‬
‫المادة ‪ 171‬التي نظمت بشكل سطحي أحكام القضاء االستعجالي في المواد المدنية و‬
‫اإلدارية على حد السواء رغم االختالف الكبير بينهما‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مرحلة االزدواجية القضائية‬

‫بعد صدور دستور ‪ 1996‬وتبني الجزائر لمرحلة االزدواجية القضائية وصدور‬


‫القوانين العضوية المنظمة لمجلس الدولة ﻕع (‪ ،2)01-98‬و المحاكم اإلدارية ﻕ (‪-98‬‬
‫‪ ،3)02‬و محكمة التنازع ﻕع (‪ ،4)03-98‬لم تتناول بأي شكل من األشكال القضاء‬
‫االستعجالي اإلداري وهو ما أدى إلى فراغ قانوني في المجال التطبيقي‪.‬‬

‫‪ -1‬األمر ‪ 154-66‬المؤرخ في ‪ 08‬جوان ‪ 1966‬المتضمن ق‪.‬إ‪.‬م‪ ،‬ﺝ ر عدد ‪ 47‬مؤرخة في ‪ 09‬جوان ‪،1966‬‬
‫ص ‪ ،582‬المعدل و المتمم بموجب األمر ‪ 77-69‬المؤرخ في ‪ 18‬سبتمبر ‪ 1969‬ج ر عدد ‪ 82‬مؤرخة في ‪26‬‬
‫سبتمبر ‪ 1969‬ص ‪ 1238‬و األمر ‪ 80-71‬المؤرخ في ‪ 29‬ديسمبر ‪ 1971‬الملغى‪ ،‬و القانون رقم ‪ 01-86‬المؤرخ‬
‫في ‪ 28‬جانفي ‪ ،1986‬ﺝ ر عدد ‪ 4‬المؤرخة في ‪ 29‬جانفي ‪ ،1986‬ص ‪ ،68‬و القانون رقم ‪ 23-،90‬المؤرخ في‬
‫‪ 18‬ـأوت ‪ ،1990‬ﺝ ر عدد ‪ 36‬المؤرخة في ‪ 22‬أوت ‪ ،1990‬ص ‪ ،1149‬و القانون رقم ‪ 05-01‬المؤرخ في ‪22‬‬
‫ماي ‪ ،2001‬ﺝ ر عدد ‪ 29‬المؤرخة في ‪ 23‬ماي ‪ ،2001‬ص ‪(05‬الملغى)‪.‬‬
‫‪ -2‬القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬المؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ 1998‬يتعلق باختصاصات مجلس الدولة و تنظيمه و عمله‪،‬‬
‫ﺝ ر عدد ‪ 37‬المؤرخ في ‪ 01‬جوان ‪ ،1998‬ﺹ ‪ ،03‬المعدل و المتمم بموجب القانون العضوي رقم ‪ 13-11‬المؤرخ‬
‫في ‪ 26‬جويلية ‪ ،2011‬ﺝ ر عدد ‪ 43‬المؤرخة في ‪ 03‬أوت ‪ 2011‬ص ‪.07‬‬
‫‪ -3‬القانون رقم ‪ 02-98‬المؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ 1998‬يتعلق بالمحاكم اإلدارية ‪،‬ﺝ ر عدد ‪ 37‬المؤرخة في ‪ 01‬جوان‬
‫‪ ،1998‬ص ‪. 08‬‬
‫‪ -4‬القانون العضوي رقم ‪ 03-98‬المؤرخ في ‪ 03‬جوان ‪ 1998‬يتعلق باختصاصات محكمة التنازع و تنظيمها و‬
‫عملها ‪،‬ﺝ ر عدد ‪ 39‬المؤرخة في ‪ 07‬جوان ‪ ،1998‬ص ‪ 03‬أنظر‪ :‬مجيدة خالدي‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪.08‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬مرحلة قانون اإجراءات المدنية و اإدارفة الجديد‬

‫بصدور القانون رقم ‪ 09-08‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ 2008‬المتضمن ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ الجديد‬


‫يتضح أن المشرع الجزائري خصص بابا كامال تحت عنوان «االستعجال» جاء هذا‬
‫القانون ثمرة خمسة سنوات من التحضير حيث تم عرضه على مجلس الوزراء ومناقشته‬
‫خالل ستة اجتماعات‪ ‬و كانت المصادقة عليه في صيغته النهائية‪ 1‬في ‪16‬‬
‫مارس‪ ،2005‬تمت إحالته على المجلس الشعبي الوطني‪ ‬في ‪ 28‬جوان‪ 2007‬حيث تم‬
‫التصويت عليه في ‪15‬جانفي ‪.22008‬‬

‫وبذلك منح المشرع الجزائري بموجب هذا القانون للقاضي اإلداري كتابا كامال مكون‬
‫من ‪ 189‬مادة حتى يتمكن من بسط رقابته على أعمال السلطة االدارية‪ ،‬و هذا ما تجسد‬
‫في مقولة وزير العدل‪ ‬حافظ األختام أثناء مناقشة مشروع ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ما يلي‪.‬‬

‫و هذا كذلك على حد تعبير األستاذ شابي ‪Le signe extérieur d’une « :Chapus‬‬
‫‪bonne justice c’est l’excellence de ces procédures d’urgence.»3‬‬

‫و من أهم ما جاء به المشرع في تعديل ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ أنه خص بعض المنازعات بإجراءات‬


‫االستعجال القانوني حيث يؤول فيها االختصاص إلى قاضي االستعجال اإلداري بنص‬
‫القانون‪ ،‬و ال ينظر إلى مدى توافر عنصر االستعجال و من بينها مادة إبرام العقود و‬
‫الصفقات العمومية‪.4‬‬

‫‪ -‬الفترة ما بين ‪ 20‬أكتوبر ‪ 2004‬و ‪ 16‬مارس ‪.2005‬‬


‫‪ -1‬الجريدة الرسمية لمناقشات المجلس الشعبي الوطني رقم ‪ 47‬المؤرخة في ‪ 28‬جانفي ‪ ،2008‬ص ‪.01‬‬
‫‪ -‬لجنة الشؤون القانونية و اإلدارية برئاسة مسعود شيهوب‪.‬‬
‫‪ -2‬الجريدة الرسمية لمناقشات المجلس الشعبي الوطني رقم ‪ 52‬المؤرخة في ‪ 06‬فيفري ‪ ،2008‬ص ‪.01‬‬
‫‪« -‬إن القاضي االستعجالي بالنسبة إلى المواد اإلدارية ال يصبح قاض فرد بل ثالث قضاة يشكلون القاضي‬
‫االستعجالي نظ ار إلى خطورة القرار»‪ .‬منقول عن أمينة غني‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪.05‬‬
‫‪3- Chapus René, droit du contentieux administratif, 8éme edition, éditions Montchrestien, 1999, P 128 .‬‬
‫نقال عن أمينة غني‪ ،‬نفس المذكرة‪ ،‬ص ‪.08‬‬
‫‪ -4‬مريام أكرور‪( ،‬االستعجال في مادة إبرام العقود و الصفقات العمومية)‪ ،‬الملتقى الوطني الثاني حول قانون‬
‫اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪ ،‬يومي ‪ 6-5‬ماي ‪ ،2009‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪ ،‬ص ص ‪.14-1‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مفووم الدعوى االستعجالية في مادة إبرام الصفقات العمومية‬

‫تعتبر الدعوى االستعجالية في مادة إبرام الصفقات العمومية دعوى خاصة لذلك‬
‫انفردت بخصائص تميزها عن غيرها من الدعاوى االستعجالية اإلدارية لذلك يجب‬
‫تعريفها (الفرع األول) وذكر خصائصها (الفرع الثاني) ‪.‬‬

‫الدعوى االستعجالية اإدارفة‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعرف‬

‫هي مجموعة اإلجراءات التي ترمي إلى الفصل بصفة مستعجلة و سريعة في حاالت‬
‫االستعجال في المسائل المستعجلة أو في الحاالت التي تثير فيها السندات و األحكام‬
‫إشكاالت عند مباشرة التنفيذ‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص الدعوى االستعجالية اإدارفة‬

‫تتميز بثالثة خصائص‪ 2‬و هي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬دعوى قضائية سابقة لعملية اإبرام‬

‫إن الهدف األساسي من هذه الدعوى هو منع كل مخالفة تقع على مبدأ العالنية و‬
‫المنافسة تتعلق بإبرام العقد اإلداري‪ ،‬فهي تحمل طابعا وقائيا يتم من خالله تجنب الرضوخ‬
‫لألمر الواقع الذي يعد لزاما بمجرد إبرام العقد‪ ،‬و تسعى إلى تحري المخالفات في إجراءات‬

‫اُنظر كذلك‪ :‬فريدة أبركان‪( ،‬االستعجال في مادة إبرام الصفقات العمومية)‪ ،‬الملتقى الدولي الرابع حول القضاء‬
‫االستعجالي اإلداري‪ 30-29 ،‬نوفمبر ‪ .2011‬المركز الجامعي الوادي‪ ،‬ص ص ‪.13-1‬‬
‫‪ -1‬الغوثي بن ملحة‪ ،‬القانون القضائي الجزائري‪( ،‬د ط)‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ص ‪.336‬‬
‫‪ -2‬رضية بركايل‪ ،‬الدعوى اإلدارية االستعجالية طبقا لقانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪ ،‬مذكرة ماجيستر‪ ،‬جامعة‬
‫وهران‪ ،2014 ،‬ص ‪.11‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫التعاقد قبل إتمام العملية التعاقدية‪ ،‬و عليه فإنه ال يمكن اللجوء لها متى أبرم العقد‪ ،‬ألنها‬
‫تفقد قيمتها القانونية بمجرد إبرام العقد‪. 1‬‬

‫ثانيا‪ :‬دعوى قضاء مستعجل‬

‫حتى يحقق هذا النظام فاعليته يتعين ضمان سرعة التدخل القضائي و الوصول إلى‬
‫نتيجة نهائية بما يتناسب و مرحلة التعاقد‪ ،‬إذن فالنصوص المنظمة لهذه الدعوى أسست‬
‫على فكرة السرعة‪ ،‬و يملك القاضي سلطة تقدير مدى وجود الحالة االستعجالية من‬
‫الظروف المحيطة بالدعوى‪ ،‬ففي حالة الدعوى االستعجالية قبل التعاقدية يتعين على‬
‫إن تم إبرام العقد‪.2‬‬
‫القاضي اإلداري التأكد من وجود حق للمدعي يخشى ضياعه ْ‬
‫وهي تخول للقاضي سلطات واسعة غير معروفة في النظام القانوني العام‪.3‬‬

‫ثالثا‪ :‬دعوى موضوعية‬

‫األصل العام أن القاضي االستعجالي ال يمس بأصل الحق‪ ،‬و إنما يتخذ التدابير‬
‫االستعجالية الفورية و الضرورية فقط‪ ،‬إال أنه في هذه الدعوى يفصل بصفة استعجالية‬
‫موضوعية أي ينظر في الموضوع‪ ،‬و يتمثل ذلك بالتصدي للخرق المرتكب ضد االلتزام‬
‫بمبدأ العالنية أو المنافسة وفقا لما حدده القانون من جزاء لهذا الخرق و األحكام الصادرة‬
‫عن القاضي بالبت في الموضوع تكتسب قوة الشيء المقضي فيه‪.4‬‬

‫‪ -1‬حورية بن أحمد‪ ،‬دور القاضي اإلداري في حل المنازعات المتعلقة بالصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة ماجيستر‪ ،‬جامعة‬
‫تلمسان‪ ،2011،‬ص ص ‪.49-48‬‬
‫‪ -2‬حورية بن أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.04‬‬
‫‪ -3‬محمد سعيد غندور‪( ،‬دعوى القضاء المستعجل الموضوعي السابق للتعاقد)‪ ،‬مجلة المنارة‪ ،‬العدد ‪ ،2014 ،12‬ص‬
‫‪.04‬‬
‫‪ -4‬مهند مختار نوح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.846‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أسباب تكرفس االستعجال في مادة إبرام الصفقات العمومية في التشرفع‬
‫الجزائري‬

‫المشرع الجزائري للقضاء االستعجالي اإلداري في مادة إبرام‬


‫ترجع أسباب تكريس ُ‬
‫الصفقات العمومية في هذه المرحلة بالذات لثالثة أسباب رئيسية تتم دراستها ضمن ثالثة‬
‫مطالب‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تأثر المشرع الجزائري بنظيره الفرنسي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬ظاهرة االخالل بقواعد االشهار و المنافسة في الصفقات العمومية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مصادقة الجزائر على اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد‬

‫المطلب األول‪ :‬تأثر المشرع الجزائري بنظيره الفرنسي‬

‫لدراسة هذا المطلب يجب التطرق إلى مدى اهتمام المشرع الفرنسي بالقضاء‬
‫االستعجالي اإلداري (الفرع األول)‪ ،‬و مدى تأثر المشرع الجزائري به (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اهتمام المشرع الفرنسي بالقضاء االستعجالي اإداري‬

‫تم إنشاء فريق متكون من أعضاء من مجلس الدولة أبرزهم رجال قانون وأساتذة‬
‫جامعيون‪ ،‬و كذا أعضاء من المحاكم ومجالس االستئناف اإلدارية‪ ،‬و ذلك بموجب القرار‬
‫المؤرخ في ‪ 07‬نوفمبر‪ ،1997‬حيث وضع الفريق تحت رئاسة السيد دانييل ال بتول‬
‫‪ ،Daniel Labtoulle‬حيث أوكلت له مهمة التقصي في دراسة سلطات القاضي اإلداري‪،‬‬
‫و انتهى الفريق إلى وضع تقرير تمثلت نتيجته في اقتراح مشروع قانون لتعديل إجراءات‬
‫االستعجال‪.‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تم تقديمه إلى الحكومة من طرف نائب رئيس مجلس الدولة ثم عرض على مجلس‬
‫األمة في ‪ 17‬مارس ‪.1 1999‬‬

‫وبعد ‪ 15‬شه ار من العمل البرلماني دخل القانون رقم ‪ 2597-2000‬حيز التنفيذ في‬
‫‪ 01‬جانفي ‪ ،2001‬و هو نفس توقيت دخول قانون العدالة اإلدارية الفرنسي حيز التنفيذ‪،‬‬
‫حيث تم إدماج قانون ‪ 597-2000‬فيه و ذلك في الكتاب الخامس منه‪ 3‬و اصطلح على‬
‫تسمية الدعوى المرفوعة أمام قاضي االستعجال اإلداري في مادة إبرام العقود اإلدارية و‬
‫الصفقات العمومية في التشريع الفرنسي‪ 4‬بـ «االستعجال قبل التعاقد» ‪(Le référé‬‬
‫)‪ précontractuel‬المنظم في إطار المادة ‪ 1-551‬من قانون العدالة اإلدارية و في‬
‫األخير النص على بعض المنازعات من بينها قضاء االستعجال في مجال العقود و‬
‫الصفقات ‪.)(Le référé en matière de passation de contrats et marchées‬‬

‫و قد وسع المشرع الفرنسي من نطاق الطعن االستعجالي إلى كل الصفقات و كذلك‬


‫عقود االمتياز العامة بموجب قانون ‪ ،Sapix‬و أي خرق في المادة ‪ 1‬من قانون الصفقات‬
‫الفرنسي يدخل في مقتضيات المادة ‪ 14-432‬قانون العقوبات الفرنسي‪.5‬‬

‫لقد أفرد المشرع الفرنسي كتابا كامال للقضاء االستعجالي ضمن تقنين العدالة أي ‪27‬‬
‫مادة بهدف سد الثغرات التي عرفتها التشريعات السابقة ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اهتمام المشرع الجزائري بالقضاء االستعجالي اإداري‬

‫‪ -1‬غني أمينة‪ ،‬المذكرة السابق‪ ،‬ص‪.05‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Loi n=°2000-597 du 30 Juin 2000 relative au référé devant les juridictions administratives, parue au j o n=°‬‬
‫‪151 du 01/07/2000.‬‬ ‫نقال عن أمينة غني‪ ،‬نفس المذكرة‪ ،‬ص ‪.06‬‬
‫‪ -3‬أمينة غني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.06‬‬
‫‪ -4‬لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.268‬‬
‫‪ -5‬تقابلها المادة ‪ 26‬من القانون رقم ‪ 01-06‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ 2006‬يتعلق بالوقاية من الفساد و مكافحته‪ ،‬ج‬
‫ر عدد ‪ 14‬المؤرخة في ‪ 08‬مارس ‪ ،2006‬ص ‪ ،04‬المعدل و المتمم بموجب األمر رقم ‪ 05-10‬المؤرخ في ‪26‬‬
‫أوت ‪ ،2010‬ج ر عدد ‪ 50‬المؤرخة في ‪ 01‬سبتمبر ‪ ،2010‬ص ‪ ،16‬و القانون رقم ‪ 15-11‬المؤرخ في ‪ 02‬أوت‬
‫‪ ،2011‬ج ر عدد ‪ 44‬المؤرخة في ‪ 10‬أوت ‪ ،2011‬ص ‪.04‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إن التجربة الفرنسية جعلت المشرع الجزائري يثبت وجود فراغ تشريعي فيما يتعلق‬
‫بوجود دعوى وقائية سابقة على إبرام الصفقة‪ ،‬فدعوى اإللغاء الموجهة ضد ا‬
‫القررات‬
‫اإلدارية المنفصلة عن العقد‪ ،‬ظهرت كطعن عقيم‪ 1‬ألن اإلدارة تسارع في أغلب األحيان‬
‫إلى إبرام العقد قبل بت القاضي في الدعوى بحكم نهائي‪ ،‬و في المقابل وجد المشرع‬
‫الجزائري ضرورة تخليه عن المادة ‪ 2171‬تماشيا مع التطورات في فرنسا التي شهدت عدة‬
‫مرات تعديالت في اإلطار التشريعي للقضاء االستعجالي اإلداري‪.‬‬

‫حيث أنه بعد تعديل دستور ‪ 1996‬و تبني االزدواجية القضائية نص القانون‬
‫العضوي ‪ 01-98‬المتضمن قانون مجلس الدولة في م ‪ 40‬ق‪.‬ع ‪ْ 01-98‬‬
‫أن «‬
‫تخضع اإجراءات ذات الطابع القضائي أمام مجلس الدولة ألحكام قانون اإجراءات‬
‫المدنية»‪.‬‬

‫كما نصت م ‪ 08‬من ق ‪ 02-98‬المتضمن قانون المحاكم اإلدارية على أنه « بصفة‬
‫انتقالية وفي انتظار تنصيب المحاكم اإدارفة المختصة إقليميا تبقى الغرف اإدارفة‬
‫بالمجالس القضائية وكذا الغرف اإدارفة الجووية‪ ،‬مختصة بالنظر في القضايا التي‬
‫ُتعرض عليوا طبقا لقانون اإجراءات المدنية»‪.‬‬

‫و في إطار استكمال المشرع الجزائري مسيرته نحو إصالح العدالة وجب استكمال‬
‫سلطات القاضي اإلداري بإدراج موضوع االستعجال في المادة اإلدارية ضمن ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‬
‫الذي يعتبر قفزة نوعية‪ 3‬حيث وضع المشرع بابا خاصا في ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ متعلقا باالستعجال‬
‫مكونا من خمسة فصول تحت عنوان «في االستعجال»‪ ،‬هذا الباب القائم على أنقاض‬
‫المادة ‪ 171‬و المادة ‪ 171‬مكرر‪ ‬من ق‪.‬إ‪.‬م القديم جاء بعد ثماني سنوات من ظهوره في‬

‫‪ -1‬سليمان محمد الطماوي‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬قضاء اإللغاء‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬مصر‪ ،1996 ،‬ص ص‬
‫‪.187-186‬‬
‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 171‬من األمر رقم ‪ ، 154 -66‬السابق ذكره‪.‬‬
‫‪ -3‬عز الدين كلوفي‪ ،‬نظام المنازعة في مجال الصفقات العمومية على ضوء قانون االجراءات المدنية و اإلدارية‪،‬‬
‫مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة بجاية‪ ،2012 ،‬ص ‪.209‬‬
‫‪-‬أنظر المادة ‪ 171‬مكرر أدخلت في ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ بموجب األمر ‪ ،77-69‬السابق ذكره‪.‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫النظام القانوني الفرنسي‪ 1‬بموجب القانون ‪ ، 597/2000‬و قد استحدث المشرع الجزائري‬


‫هذه الدعوى بموجب المادتين ‪ 946‬و ‪ 947‬تحت عنوان «االستعجال في مادة إبرام‬
‫العقود و الصفقات»‪ ،‬و هو أبرز خاصية تتمتع بها منازعات الصفقات العمومية و بذلك‬
‫يشكل القضاء االستعجالي السابق للتعاقد حاليا جزءا مهما في منازعات الصفقات‬
‫العمومية و في ظل شح االجتهادات القضائية في الجزائر و حداثة هذا الطعن تمت‬
‫االستعانة بأحدث اجتهادات القضاء اإلداري الفرنسي الملهم للقاضي الجزائري‪.2‬‬

‫و بذلك تعتبر المادتان ‪ 946‬و ‪ 947‬حالا قضائيا لمواجهة أي خرق للمبادئ‬


‫المنصوص عليها في تنظيم الصفقات العمومية ضمن المرسوم الرئاسي ‪.3247-15‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬ظاهرة اإخالل بقواعد اإشوار و المنافسة في الصفقات العمومية‬

‫إن الواقع العملي للصفقات العمومية يثير نزاعات في مرحلة اإلبرام بسبب اإلخالل‬
‫بقواعد المنافسة و اإلشهار لذلك ال بد من تعريف الصفقة العمومية (الفرع األول)‪ ،‬و‬
‫تحديد أهميتها (الفرع الثاني)‪ ،‬وتوضيح رغبة المشرع في تأمين أكبر حد من شفافية‬
‫المنافسة في الصفقات العمومية (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الصفقة العمومية‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعرف‬

‫التشرفعي‬ ‫أوال‪ :‬التعرف‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عبد الكريم بودريوة‪( ،‬اشكاالت القضاء اإلداري االستعجالي في مادة الصفقات العمومية)‪ ،‬الملتقى الدولي الرابع‬
‫حول قضاء االستعجال اإلداري‪ ،‬يومي ‪ 30‬نوفمبر و ‪ 1‬ديسمبر‪ ،‬المركز الجامعي الوادي‪2011 ،‬ص ص ‪. 13-1‬‬
‫‪ -2‬نورة بن بوزيد دغبار‪( ،‬منازعات الصفقات العمومية)‪ ،‬مجلة دفاتر السياسة و القانون‪ ،‬العدد ‪ ،15‬جوان ‪،2016‬‬
‫ص ‪.16‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 5‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 247-15‬المؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ 2015‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية و‬
‫تفويضات المرفق العام‪ ،‬ج ر عدد ‪ 50‬المؤرخة في ‪ 20‬سبتمبر ‪ ،2015‬ص ‪.3‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تم التعرض لهذه المسألة ألول مرة بموجب األمر‪ 1‬رقم ‪ ، 90-67‬بعدها صدر‬
‫المرسوم المتعلق بصفقات المتعامل العمومي رقم ‪ ،2145-82‬ثم المرسوم التنفيذي ‪-91‬‬
‫‪ ،3 434‬يليه المرسوم الرئاسي ‪ ،4 250-02‬ثم المرسوم الرئاسي ‪ ،5 338-08‬يليه‬
‫المرسوم الرئاسي ‪ ،6 236-10‬و أخي ار عرفه المرسوم الرئاسي ‪ 7247-15‬كما يلي‪:‬‬
‫«الصفقات العمومية عقود مكتوبة في مفووم التشرفع المعمول به‪ ،‬تبرم بمقابل مع‬
‫متعاملين اقتصاديين وفق الشروط المنصوص عليوا في هذا المرسوم‪ ،‬لتلبية حاجات‬
‫المصلحة المتعاقدة في مجال األشغال و اللوازم و الخدمات و الدراسات»‪.‬‬

‫القضائي‬ ‫ثانيا‪ :‬التعرف‬

‫ذهب مجلس الدولة الجزائري في تعريف الصفقات العمومية في قرار‪ 8‬له (غير‬
‫منشور) إلى القول‪ ...« :‬و حيث أنه ُتعرف الصفقة العمومية بأنوا عقد يربط الدولة‬
‫بالخواص حول مقاولة أو انجاز مشروع أو خدمات‪.1»...‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 1‬من األمر رقم ‪ 90-67‬المؤرخ في ‪ 17‬جوان ‪ 1967‬يتضمن قانون الصفقات العمومية ‪ ،‬ج ر عدد ‪52‬‬
‫المؤرخة في ‪ 27‬جوان ‪ ،1967‬ص ‪.718‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 4‬من المرسوم رقم ‪ 145-82‬المؤرخ في ‪ 10‬أفريل ‪ 1982‬المتضمن الصفقات التي يبرمها المتعامل‬
‫العمومي‪ ،‬ج ر عدد ‪ 15‬المؤرخة في ‪ 13‬أفريل ‪ ،1982‬ص ‪.740‬‬
‫‪-3‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 434-91‬المؤرخ في ‪ 09‬نوفمبر ‪ ،1991‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬ج ر عدد ‪57‬‬
‫المؤرخة في ‪ 13‬نوفمبر ‪ ،1991‬ص ‪.2211‬‬
‫‪-4‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 250-02‬المؤرخ في ‪ 24‬جويلية ‪ 2002‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬ج ر عدد ‪52‬‬
‫المؤرخة في ‪ 28‬جويلية ‪ ،2002‬ص ‪ ،3‬المعدل و المتمم بالمرسوم الرئاسي رقم ‪ 301-03‬المؤرخ في ‪ 11‬سبتمبر‬
‫‪ ،2003‬ج ر عدد ‪ 55‬المؤرخة في ‪ 14‬سبتمبر ‪ 2003‬ص ‪ 5‬ومعدل بالمرسوم الرئاسي رقم ‪ 338-08‬المؤرخ في‬
‫‪ 26‬أكتوبر ‪ 2008‬ج ر عدد ‪ 62‬المؤرخة في ‪ 09‬نوفمبر ‪ 2008‬ص ‪.6‬‬
‫‪ -5‬المؤرخ في ‪ 24‬جويلية ‪ ،2008‬ج ر عدد ‪ 62‬المؤرخة في ‪ 09‬جويلية ‪ ،2008‬ص ‪.6‬‬
‫‪ -6‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 236-10‬المؤرخ في ‪ 07‬أكتوبر ‪ 2010‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية ‪ ،‬ج ر عدد ‪58‬‬
‫المؤرخة في ‪ 07‬أكتوبر ‪ ،2010‬ص ‪ .3‬جاء بأحكام جوهرية فيما يخص تجسيد مبادئ الشفافية و العلنية التي جاء بها‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪.‬‬
‫ذكره‪.‬‬ ‫‪ -7‬المادة ‪ 2‬من المرسوم الرئاسي ‪ ،247-15‬السابق‬
‫‪ -8‬قرار مجلس الدولة مؤرخ في ‪ 2002 -12-17‬رقم ‪ 6215‬فهرس ‪ 375‬نقال عن مجيدة خالدي‪ ،‬المذكرة السابقة‪،‬‬
‫‪.128‬‬ ‫ص‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفقوي‬ ‫ثالثا‪ :‬التعرف‬

‫لم يعط تعريفا للصفقة العمومية بل أعطى تعريفا للعقد اإلداري بقوله‪« :‬العقد اإداري‬
‫هو العقد الذي يبرمه شخص من أشخاص القانون العام أو بمناسبة تسييره و تظور‬
‫نيته في األخذ بأسلوب القانون العام بتضمين العقد شرطا أو شروطا غير مألوفة في‬
‫روابط القانون الخاص»‪.2‬‬

‫نستنتج أنه العتبار العقد عقدا إداريا يجب توافر ما يلي‪:3‬‬

‫‪ -1‬أن يكون أحد أطرافه من القانون العام‪.‬‬


‫‪ -2‬أن يهدف لحسن سير المرفق العام‪.‬‬
‫‪ -3‬الشرط غير المألوف و هو استعمال شروط غير مألوفة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية الصفقة العمومية‬

‫أدى ارتباط الصفقة العمومية بالمال العام إلى جعلها من أهم القنوات المستهلكة له‪،‬‬
‫لهذا أعطاها المشرع أهمية خاصة و خصها بقانون خاص ينظمها‪ ،‬فإذا تم استغاللها‬
‫خارج إطار النزاهة و الشفافية كانت صفقات مشبوهة‪.‬‬

‫حيث تُكلف الصفقات العمومية خزينة الدولة مبالغ باهظة‪ ،‬لذلك عمل المشرع‬
‫الجزائري على توفير وسائل تحكم هذا العمل التعاقدي‪ ،‬ضد آفة الفساد التي بسببها‬
‫ضيعت الماليير التي تسببت في تدهور االقتصاد الوطني‪ ،‬إذ أصبحت تبرم صفقات‬ ‫ُ‬
‫مشبوهة تتم باطنيا مما يجعل الكثير يعزف عن الدخول في المنافسات الشكلية و بما أن‬

‫‪ -1‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح تنظيم الصفقات العمومية في الجزائر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬جسور للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2011‬ص ‪.39‬‬
‫‪ -2‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.41-40‬‬
‫‪ -3‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬العقود اإلدارية‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،2005 ،‬ص ‪.29‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫مرحلة إبرام الصفقة العمومية مرحلة حاسمة في حياتها ال بد من خضوعها آللية قانونية‬
‫تعتبر كضمانة قضائية لمشروعية الصفقة العمومية‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬شفافية المنافسة في ابرام الصفقات العمومية‬

‫نتيجة لالنتهاكات الخطيرة لقواعد العالنية و المنافسة التي يفرضها تنظيم الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬و هو ما أثر سلبا على المستثمرين بتراجعهم عن التقدم بعطاءاتهم ألن معايير‬
‫االختيار تتنافى مع قواعد العالنية و المنافسة‪ 2‬و المساواة التي هي مبادئ الصفقات‬
‫العمومية المنصوص عليها بموجب المادة ‪ 05‬من المرسوم الرئاسي ‪ 247-15‬و هي‬
‫مبادئ حرية الوصول للطلبات العمومية و المساواة في معاملة المرشحين‪ 3‬و شفافية‬
‫االجراءات‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مصادقة الجزائر على اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد‬

‫لدراسة هذا المطلب يجب اإلحاطة بمفهوم مصطلح الفساد (الفرع األول)‪ ،‬ثم قراءة‬
‫في مضمون االتفاقية (الفرع الثاني)‪ ،‬و ما تولد عنها في التشريع الداخلي للدولة‬
‫بصدور قانون الفساد ‪( 01-06‬الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفووم الفساد‬

‫‪ -1‬قدوج حمامة‪ ،‬عملية إبرام الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪( ،‬د‬
‫ب ن)‪ ،2006 ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪ -2‬حورية بن أحمد‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪ -3‬محمد الشريف كتو‪( ،‬حماية المنافسة في الصفقات العمومية)‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية‪ ،‬العدد ‪،02‬‬
‫‪ ،2010‬ص ‪.39‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫سد‪َ ،‬يْف ُس ُد و‬
‫لغة‪ :‬قال ابن منظور في لسان العرب‪« :‬الفساد نقيض الصالح‪َ ،‬ف َس َد‪ُ ،‬يْف ُ‬
‫َف ُس َد َف َس اادا‪َ ،‬ف ُسودا فهو َفاسد و فسيد»‪.‬‬

‫اصالحا‪ :‬تدابروا و قطعوا األرحام و استسفد السلطان قائده إذا أساء إليه حتى استعصى‬
‫عليه‪ ،‬و المفسدة خالف المصلحة‪ ،‬و االستفساد خالف االستصالح‪ ،‬و قالوا هذا األمر‬
‫مفسدة لكذا أي فيه فساد‪.1‬‬

‫في اللغة الفرنسية تعني عدة معان ‪.Putréfaction injustice‬‬

‫‪.Corruption‬‬ ‫في اللغة اإلنجليزية‬


‫‪2‬‬
‫تدهور القيم األخالقية‪.‬‬ ‫‪Oxford‬‬ ‫يقصد بالفساد في قاموس‬

‫في الشريعة االسالمية تكرر في ثالثة و عشرين سورة‪ ،‬نذكر بعض منها‪.‬‬

‫القانوني للفساد‪:‬‬ ‫التعرف‬

‫الفساد يعبر عن جملة من النشاطات التي تتم داخل جهاز حكومي إداري و التي تؤدي‬
‫إلى انحراف ذلك الجهاز عن هدفه الرسمي لصالح أهداف خاصة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مضمون االتفاقية‬

‫نظ ار لتفشي آفة الفساد و المعاناة التي تعيشها الدول‪ ،‬ظهرت الحاجة للتعاون الدولي‬
‫بين كل دول أعضاء هيئة األمم المتحدة للوصول إلى مكافحة هذه الظاهرة و قد أثمرت‬
‫هذه الجهود على وضع اتفاقيات دولية أهمها على االطالق اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة‬

‫‪ -1‬أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور‪ ،‬لسان العرب‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د ت ن)‪،‬‬
‫المجلد الخامس‪ ،‬ص ‪ .3412‬و اُنظر كذلك‪ :‬مجد الدين الفيروز أبادي‪ ،‬القاموس المحيط‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار الحديث‪،‬‬
‫القاهرة‪( ،‬د ت ن)‪ ،‬ص ‪.323‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Oxford/Earner’s pocket dictionary, third edition, Oxford University prees 2007, P 95.‬‬
‫‪ -‬األعراف اآلية ‪ ،127- 56‬الروم اآلية ‪ ،41‬النمل اآلية ‪ ،34‬الفجر اآليتين ‪ ،12-11‬البقرة اآلية ‪ ،12‬االسراء‬
‫اآلية ‪ ،4‬المائدة اآلية ‪ ،64‬القصص اآلية ‪.4‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفساد التي اعتمدتها الجمعية العامة في ‪ 31‬أكتوبر ‪( 2003‬القرار رقم ‪ )58/04‬المؤرخ‬


‫في ‪ 31‬أكتوبر ‪ ،2003‬و فتحت باب التصديق عليها في المؤتمر المنعقد بـ مريدا‬
‫بالمكسيك بين ‪ 9‬و ‪ 11‬ديسمبر‪ ،‬و دخلت حيز التنفيذ في ‪ 14‬ديسمبر ‪ 2005‬تحتوي‬
‫على ‪ 71‬مادة مصنفة إلى ‪ 8‬فصول لتُلزم الدول األطراف فيها بضرورة إجراء تعديالت‬
‫واسعة تمس مختلف تشريعاتها‪.1‬‬

‫و لم تبق الج ازئر بمعزل عن المجتمع الدولي لمواجهة الفساد‪ ،‬فقد انضمت إلى جميع‬
‫االتفاقيات الدولية و االفريقية و العربية المناهضة للفساد‪.‬‬

‫فقد صادقت الجزائر بتحفظ بموجب المرسوم الرئاسي‪ 128-04 2‬على اتفاقية األمم‬
‫المتحدة لمكافحة الفساد‪.‬‬

‫و لقد اعترف رئيس الجمهورية بدوره بتفشي ظاهرة الفساد في اإلدارة الجزائرية في‬
‫العديد من خطاباته من بينها «‪ ...‬إن التداخل الشديد بين شبكات االرهاب و االجرام‪...‬‬
‫يستلزم أيضا اتفاقية دولية لمكافحة الفساد‪ ،‬و قد كان من بين أغراض االتفاقية تعزيز‬
‫اإلدارة السليمة للشؤون العمومية‪.3‬‬

‫‪‬‬
‫‪- Organisation de coopération et de développement économique corruption‬‬ ‫‪internationales, les éditions de‬‬
‫‪l’oced Paris, 2008 P 15.‬‬ ‫نقال عن نادية تياب ‪ ،‬ص ‪.10‬‬

‫‪ -1‬نادية تياب‪ ،‬آليات مواجهة الفساد في مجال الصفقات العمومية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ -‬تيزي‬
‫وزو‪ ،2013 ، -‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -‬معاهدة االتحاد االفريقي لمكافحة الفساد‪ ،‬معاهدة منظمة الدول األمريكية لمكافحة الفساد‪ ،‬معاهدات القانون المدني‬
‫و الجنائي لمجلس أوروبا حول الفساد‪ ،‬معاهدة منظمة التعاون و التنمية االقتصادية لمكافحة رشوة المسؤولين العموميين‬
‫األجانب خاصة‪.‬‬
‫‪ -22222‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 128-04‬المؤرخ في ‪ 19‬أفريل ‪ 2004‬يتضمن التصديق بتحفظ على اتفاقية األمم‬
‫المتحدة لمكافحة الفساد المعتمدة من قبل الجمعية العامة لألمم المتحدة بنيويورك يوم ‪ 31‬أكتوبر ‪ ،2003‬ج ر عدد‬
‫‪ 26‬المؤرخة في ‪ 25‬أفريل ‪ ،2004‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -‬خطاب رئيس الجمهورية عند افتتاح الندوة الو ازرية لترقية تصديق اتفاقية األمم المتحدة ‪ 29‬أكتوبر ‪ ،2002‬نشرة‬
‫القضاة و ازرة العدل‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،60‬ص ‪ .33‬انظر كذلك‪ :‬مجلة مجلس الدولة العدد ‪ 2‬الجزائر ‪ 2002‬ص ‪.12‬‬
‫انظر كذلك‪ :‬مجلة مجلس الدولة العدد ‪ 2‬الجزائر ‪ 2002‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -3‬أحمد أبو سويلم‪ ،‬مكافحة الفساد‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر‪( ،‬د ب ن)‪ ،2010 ،‬ص ‪.12‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬صدور قانون الفساد ‪01-06‬‬

‫لقد حاول المشرع الجزائري إقرار قواعد لمكافحة الفساد في منظومته القانونية و لعل‬
‫أبرز تدخالته صدور قانون مكافحة الفساد ‪ 01-06‬الذي جرم العديد من صور الفساد‬
‫في الصفقات العمومية أخطرها جريمة منح امتيازات غير مبررة المعروفة بجنحة المحاباة‬
‫اعتداء على المبادئ التي تحكم الصفقات العمومية و هي‬
‫ا‬ ‫م ‪ 26‬ق ‪ ،01-06‬التي تشكل‬
‫حرية المنافسة‪ ،‬المساواة بين المترشحين‪ ،‬شفافية اإلجراءات‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 9‬من قانون الفساد‪ 1‬على إمكانية اللجوء للقاضي اإلداري في حالة‬
‫االخالل بالتزامات االشهار و المنافسة التي تخضع لها عمليات إبرام الصفقات العمومية‬

‫و العقود اإلدارية‪.2‬‬

‫و قد تم إصدار التعليمة رقم ‪ 03‬المؤرخة في ‪ 13‬ديسمبر ‪ ،2009‬الصادرة عن رئيس‬


‫الجمهورية و المتعلقة بتفعيل مكافحة الفساد‪.‬‬

‫كما تم اصدار المنشور رقم ‪ 33‬المؤرخ في ‪ 25‬جوان ‪ 2008‬المتعلق باإلشهار عن‬


‫طريق االنترنيت‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 09‬من القانون رقم ‪ ،01-06‬السابق ذكره التي تنص « يجب أن تؤسس االجراءات المعمول بها في‬
‫مجال الصفقات العمومية على قواعد الشفافية و المنافسة الشريفة و على معايير موضوعية‪.‬‬
‫و يجب أن تكرس هذه القواعد على وجه الخصوص‪:‬‬
‫‪ -‬علنية المعلومات المتعلقة بإجراءات إبرام الصفقات العمومية‪،‬‬
‫‪ -‬اإلعداد المسبق لشروط المشاركة و االنتقاء‪،‬‬
‫‪ -‬معايير موضوعية و دقيقة التخاذ ق اررات متعلقة بإبرام الصفقات العمومية‪،‬‬
‫ممارسة كل طرق الطعن في حالة عدم احترام قواعد إبرام الصفقات العمومية»‪.‬‬
‫‪ -2‬حليمة بروك‪( ،‬دور الطعن االستعجالي السابق للتعاقد في مكافحة الفساد في العقود و الصفقات العمومية)‪ ،‬مجلة‬
‫‪.10‬‬ ‫المفكر‪ ،‬جامعة سوق أهراس‪ ،‬عدد‪ ،2014 ،11‬ص ‪ .296‬و أنظر كذلك نادية تياب‪ ،‬األطروحة السابقة‪ ،‬ص‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬شروط و إجراءات الدعوى االستعجالية في مادة إبرام الصفقات‬


‫العمومية‬

‫لدراسة سير الدعوى االستعجالية البد من توفر مجموعة من الشروط و وجود‬


‫أطراف تميزها عن الدعاوى األخرى‪ ،‬باإلضافة إلى مجموعة من القواعد اإلجرائية‬
‫لسيرها‪ ،‬و هذا ضمن المطالب الثالثة اآلتية‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬شروط الدعوى االستعجالية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أطراف الدعوى االستعجالية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬القواعد اإلجرائية للدعوى االستعجالية‬

‫المطلب األول‪ :‬شروط الدعوى االستعجالية‬

‫لرفع الدعوى االستعجالية ال بد من توفر مجموعة من الشروط العامة(الفرع األول)‪ ،‬و‬


‫مجموعة من الشروط الخاصة(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الشروط العامة‬

‫أوال‪ :‬الصفة‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫لم يعرفها المشرع في ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬يقصد بالصفة‬ ‫نصت عليها المادة ‪ 13‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‬
‫كشرط لرفع الدعوى صلة األطراف بموضوعها‪ ،‬لكن على مستوى الفقه يقصد بها أن‬

‫‪ -1‬تنص المادة ‪ 13‬من ق‪.‬إ ‪.‬م‪.‬إ و جاءت بعنوان األحكام المشتركة لجميع الجهات القضائية «ال يجوز ألي شخص‬
‫التقاضي ما لم تكن له صفة‪ ،‬و له مصلحة قائمة أو محتملة يقرها القانون‪.‬‬
‫يثير القاضي تلقائيا إنعدام الصفة في المدعي أو المدعى عليه‬
‫كما يثير تلقائيا انعدام اإلذن إذا ما اشترطه القانون»‪.‬‬
‫‪ -2‬مجيدة خالدي ‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يكون المدعي في وضعية مالئمة لمباشرة الدعوى و قد عرفها الدكتور عياض بن‬
‫عاشور‪« 1‬الوضعية التي يحتج بها المدعى للقيام بدعواه و التي تأثرت سلبا بالقرار المنتقد‬
‫لدى قاضي اإللغاء فقد يقوم المدعي بطعنه بصفته ناخبا أو تاج ار أو مستعمال للمرفق‬
‫العام ‪.»...‬‬

‫ثانيا‪ :‬المصلحة‬

‫نصت عليها كذلك المادة ‪ 13‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ و هي الدافع وراء الدعوى و الهدف من‬
‫تحريكها و قد تكون قائمة أو محتملة‪. 2‬‬

‫أ‪ -‬المصلحة القائمة‪: 3‬حينما تستند إلى حق أو مركز قانوني فيكون الغرض من‬
‫الدعوى حماية هذا الحق أو المركز القانوني ‪.‬‬

‫ب‪-‬المصلحة المحتملة‪ : 4‬إذا لم يتحقق ضرر يقال أن المصلحة محتملة فقد تتولد‬
‫مستقبال‪ ،‬كما قد ال تتولد أبدا‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬األهلية‬

‫نصت عليها المادة ‪ 65‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ 5‬حيث إعتبرها المشرع في ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ شرط عام‬
‫يستوجب توافره في جميع الدعاوى اإلدارية أو العادية و نفس األمر بالنسبة للدعوى‬

‫‪ -1‬عياض بن عاشور‪ ،‬القضاء اإلداري و فقه المرافعات اإلدارية‪( ،‬د ط) ‪ ،‬مركز النشر الجامعي‪ ،‬تونس‪،2006 ،‬‬
‫‪.198‬‬ ‫ص‬
‫‪ -2‬رشيد خلوفي‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬شروط قبول الدعوى اإلدارية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.263‬‬
‫‪ -3‬عمر بوجادي‪ ،‬اختصاص القضاء اإلداري في الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪،2011 ،‬‬
‫ص ‪.103‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -4‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪39- 38‬‬
‫‪ -5‬تنص المادة ‪ 65‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ في القسم الرابع ضمن العنوان « في الدفع بالبطالن » على ما يلي ‪ « :‬يثير‬
‫القاضي تلقائيا انعدام األهلية‪ ،‬و يجوز له أن يثير تلقائيا انعدام التفويض لممثل الشخص الطبيعي أو المعنوي»‪.‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫االستعجالية حيث تعرف على أنها( صالحية الشخص الكتساب المركز القانوني و‬
‫مباشرة إجراءات الخصومة القضائية)‪ ،1‬وهي ‪ 19‬سنة حسب م ‪ 40‬من ق المدني‪.‬‬

‫يتضح أن المشرع الجزائري لم يشر إلى األهلية ضمن المادة ‪ 13‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬‬

‫إ ألن هذا الشرط ال يخص شرط قبول الدعوى القضائية فقط بل هو شرط عام يتعين أن‬
‫يتوفر في الشخص الذي يباشر أي عمل قانوني‪ ،‬لذلك لم يضعه المشرع في نفس المادة‪،‬‬
‫و لقد ذهب األستاذ عبد هللا مسعودي ‪ 2‬إلى نتيجة أن النص القديم و هو المادة ‪ 459‬من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م القديم أكثر توثيقا من نص المادة ‪ 13‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ الجديد‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط الخاصة‬

‫أوال‪ :‬عنصر االستعجال‬

‫سبق التطرق له في المبحث األول مع أنه في الحقيقة أية محاولة لتعريفه من المشرع‬
‫تعتبر تقييد لسلطة القاضي ‪. 3‬‬

‫ثانيا‪ :‬عدم المساس بأصل الحق‬

‫المشرع الجزائري لم يعرف أصل الحق‪ 4‬لكن المقصود بأصل الحق هو لك ما يتعلق‬
‫بالحق وجودا و عدما فيدخل في ذلك ما يمس صحته أو يؤثر في كيانه أو يغير فيه أو‬

‫‪ -1‬حسين طاهري‪ ،‬اإلجراءات المدنية و اإلدارية الموجزة‪ ،‬الجزء الثاني‪( ،‬شرح قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية)‪،‬‬
‫‪. 115‬‬ ‫(د ط)‪ ،‬دار الخلدونية للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‬
‫‪ -2‬عبد هللا مسعودي‪ ،‬الوجيز في شرح قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص‬
‫‪.15‬‬
‫‪ -3‬عبد الغني حسونة‪( ،‬حالة االستعجال اإلداري بين التقدير القضائي و التحديد التشريعي)‪ ،‬الملتقى الدولي الرابع‬
‫حول قضاء االستعجال اإلداري‪ ،2011 ،‬يومي ‪ 29-28‬نوفمبر ‪ ، 2011‬المركز الجامعي الوادي‪ ،‬ص ص ‪.13-1‬‬
‫‪ -4‬مسعود شيهوب‪ ،‬المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية‪ ،‬الجزء األول‪( ،‬هيئات و إجراءات )‪( ،‬د ط)‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1999 ،‬ص ‪138‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫في اآلثار القانونية التي رتبها المشرع أو التي قصدها المتعاقدان و بذلك فإذا رفعت‬
‫دعوى بطلبات موضوعية فإنها تكون خارجة من اختصاص القضاء المستعجل ‪. 1‬‬

‫ثالثا‪ :‬الجدية‬

‫تجد أساسها القانوني في المادة ‪ 2919‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ و يكفي لنشأة الدعوى االستعجالية أن‬
‫يكون هناك احتمال لوجود حق و هو ما يثبت الجدية في طلب المدعي‪ ،‬و ترتبط الجدية‬
‫‪-‬بوجود تكريس قانوني للحق المراد حمايته ‪.‬‬

‫‪-‬يجب على القاضي التأكد من احتمال وجود مساس أو اخالل بالتزامات اإلشهار أو‬
‫‪3‬‬
‫المنافسة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أطراف الدعوى االستعجالية‬

‫تتمثل أطراف الدعوى االستعجالية في مادة إبرام الصفقات في صفة المدعي(الفرع‬


‫األول)‪ ،‬و صفة المدعي عليه (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬صفة المدعي‬

‫تأخذ مفهوم واسع فهي تكتسب إما بحكم المصلحة أو بحكم القانون‪.4‬‬

‫أوال‪ :‬صفة إكتساب المدعي بحكم المصلحة‬

‫تقبل الدعوى من كل من له مصلحة‪ 1‬في إبرام العقد و الذي قد يتضرر من اإلخالل‬


‫بإلتزامات اإلشهار و المنافسة التي تخضع لها عمليات إبرام العقود اإلدارية و الصفقات‬

‫‪.274‬‬ ‫‪ -1‬عبد القادر عدو‪ ،‬المنازعات اإلدارية ‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار هومة للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‬
‫‪ -2‬تنص المادة ‪ 919‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ على «‪ ...‬و متى ظهر له من التحقيق وجود وجه خاص من شأنه احداث شك‬
‫القرار»‪.‬‬ ‫جدي حول مشروعية‬
‫‪.407‬‬ ‫‪ -3‬مهند مختار نوح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ .846‬و انظر كذلك ‪ :‬آمال يعيش تمام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬
‫‪ -4‬حورية بن أحمد‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫العمومية طبقا للفقرتين األولى و الثانية من المادة ‪ 946‬حيث توسع هذه األخيرة من‬
‫األشخاص التي يمكنها رفع الدعوى و لو كانت المصلحة محتملة من خالل عبارة « قد‬
‫يتضرر»‪.‬‬

‫مفووم الضرر‪ :2‬ال يستلزم مفهوم الضرر وجوب إثبات ضرر ناتج عن اإلخالل بقواعد‬
‫المنافسة بل يكفي أن يملك المدعي فرصة للفوز بالصفقة فيما لو لم يرتكب هذا الخرق‪،‬‬
‫وبناء عليه فإن الدعوى ال تقبل كليا من األشخاص الغرباء عن عمليات إبرام العقد‬
‫كالتنظيمات المهنية والمتعاقدين من الباطن ومنظمات أخرى‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬صفة اكتساب المدعي بحكم القانون (الوالي)‬

‫جاء في المادة ‪ 946‬فقرة ‪ 2‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ على أنه يتم اخطار قاضي االستعجال من‬
‫طرف ممثل الدولة على مستوى الوالية‪ ،‬و بالرجوع للمادة ‪ 110‬من القانون رقم ‪-12‬‬
‫‪ 307‬نجد أنها نصت على‪ « :‬الوالي ممثل للدولة على مستوى الوالية و هو مفوض‬
‫الحكومة»‪.‬‬

‫و بالتالي فإن الوالي هو من له الحق في إخطار قاضي االستعجال اإلداري في حالة‬


‫إخالل جماعة إقليمية أو مؤسسة عمومية محلية بالتزامات اإلشهار والمنافسة التي تخضع‬
‫لها عملية إبرام العقود اإلدارية و الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬و يقصد بالجماعات اإلقليمية‪ :‬الوالية طبقا للمادة األولى من القانون رقم ‪ ،07-12‬و‬
‫البلدية طبقا للمادة األولى من القانون رقم ‪.410-11‬‬

‫‪ -1‬عمار بوضياف‪ ،‬المرجع في المنازعات اإلدارية‪ ،‬القسم الثاني‪( ،‬الجوانب التطبيقية للمنازعة اإلدارية)‪ ،‬الطبعة‬
‫‪.319‬‬ ‫األولى‪ ،‬جسور للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‬
‫‪ -2‬ال نجار عبد هللا مبروك‪ ،‬الضرر األدبي و مدى ضماناته في الفقه اإلسالمي‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬
‫النهضة‪ ،‬القاهرة‪ ،1990 ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 110‬من القانون رقم ‪ ،07-12‬المؤرخ في ‪ 21‬فيفري ‪ 2012‬يتعلق بالوالية‪ ،‬ج ر عدد ‪ 12‬مؤرخة في ‪29‬‬
‫فيفري ‪،2012‬ص ‪. 05‬‬
‫‪ -4‬القانون رقم ‪ 10-11‬المؤرخ في ‪ 22‬جوان ‪ 2011‬يتعلق بالبلدية‪ ،‬ج ر عدد ‪ 37‬مؤرخة في ‪ 03‬جويلية ‪،2011‬‬
‫ص ‪.03‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬أما المؤسسة العمومية المحلية هي جميع المؤسسات المذكورة في المادة ‪ 06‬من‬


‫تنظيم الصفقات العمومية المتواجدة على مستوى الوالية‪.‬‬

‫إذن صارت قواعد اإلخالل بالتزامات اإلشهار والمنافسة محاصرة من الجهتين من‬
‫طرف صاحب المصلحة و المتضرر و من طرف الوالي‪.1‬‬

‫غير أن نص هذه المادة يطرح العديد من االشكاليات القانونية‪:‬‬

‫‪ -1‬إذا كان الوالي حارسا لشفافية الصفقات العمومية المحلية‪ ،‬فمن يحرص شفافية‬
‫الصفقات التي تبرمها الهيآت المركزية؟‬

‫فكأن المشرع يتجاهل وجود صفقات مركزية يجب ضمان مشروعيتها‪.‬‬

‫‪ -2‬كيف للوالي أن يعلم بالمخالفات الحاصلة في الصفقات العمومية المحلية في غياب‬


‫األطر القانونية التي تحدد كيفيات تبليغه واعالمه بالتجاوزات الحاصلة؟‬

‫‪ -3‬عندما تكون صفقة هيئة عمومية (و ازرة أو مجلس دستوري أو برلمان مثال) السؤال‬
‫يطرح بالنسبة للوزير على المستوى المركزي؟‬

‫‪ -4‬المادة ‪ 946‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ذكرت المؤسسة العمومية المحلية فقط و هي تدار عن‬
‫طريق الوصاية‪ ،‬ماذا لو كانت المؤسسة العمومية وطنية؟ إذن ال تدخل في نص‬
‫المادة‪946‬؟‬

‫‪ -5‬كذلك المؤسسات العمومية الخصوصية ذات الطابع العلمي و التكنولوجي‪ 2‬أو ذات‬
‫الطابع العلمي و الثقافي و المهني‪ 3‬غير مشمولة بنص المادة ‪ 946‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ و هي نوع‬
‫جديد ظهر بعد ‪. 1999‬‬

‫‪ -1‬سلوى بومقورة‪ ،‬المقال السابق‪ ،‬ص ‪ .36‬و انظر كذلك‪ :‬آمال يعيش تمام‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪.408‬‬
‫‪ -2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 256-99‬المؤرخ في ‪ 16‬نوفمبر ‪ 1999‬المتضمن إنشاء المؤسسة العمومية ذات الطابع‬
‫العلمي و التكنولوجي و تنظيمها و سيرها‪ ،‬ج ر عدد ‪ 82‬المؤرخة في ‪ 21‬نوفمبر ‪ ،1999‬ص ‪.03‬‬
‫‪ -3‬القانون رقم ‪ 05-99‬المؤرخ في ‪ 4‬أفريل ‪ 1999‬المتضمن القانون التوجيهي للتعليم العالي‪ ،‬ج ر عدد ‪24‬‬
‫المؤرخة في ‪ 6‬أفريل ‪ ،1999‬ص ‪،05‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -6‬اإلشكال كذلك يطرح بالنسبة للوالي المنتدب؟‬


‫‪1‬‬

‫إذن المادة ‪ 946‬لم تضبط لتسد كل ثغرات الفساد‪.‬‬

‫‪ -7‬المادة ‪ 946‬حصرت االختصاص القضائي لهذه الدعوى في المحكمة اإلدارية إذن‬


‫أين مجلس الدولة إذا كان جهة استئناف؟ أو إذا كان جهة ابتدائية نهائية في الصفقات‬
‫المركزية؟ التي لم تتكلم عليها المادة ‪946‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬

‫‪-8‬لم يحدد المشرع أجل قانوني لرفع هذه الدعوى مما يحدث تناقض بين طابعها الوقائي‬
‫قبل إبرام العقد و امكانية رفعها بعد إبرام العقد؟ مما يؤكد أن المشرع لم يكن دقيقا في‬
‫ضبط المادة ‪ 946‬فقرة ‪. 2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صفة المدعي عليه‬

‫هو الذي ينسب إليه اإلخالل بالتزامات اإلشهار و المنافسة‪ ،‬و هي تلك المنصوص عليها‬
‫في المادة ‪ 06‬من المرسوم الرئاسي ‪ 247-15‬المتضمن تنظيم الصفقات العمومية و‬
‫تفويضات المرفق العام‪.‬‬

‫‪ -‬الدولة‪.‬‬

‫‪ -‬الجماعات اإلقليمية‪.‬‬

‫‪ -‬المؤسسات العمومية الخاضعة للتشريع الذي يحكم النشاط التجاري عندما تكلف بإنجاز‬
‫عملية ممولة كليا أو جزئيا بمساهمة مؤقتة أو نهائية من الدولة أو من الجماعات‬
‫اإلقليمية‪.‬‬

‫و تدعى في صلب النص« المصلحة المتعاقدة»‪.‬‬

‫المعدل بالقانون رقم ‪ 04-2000‬ج ر عدد ‪ 75‬و القانون ‪ 06-08‬ج ر عدد ‪.10‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬القواعد اإجرائية للدعوى االستعجالية‬

‫تخضع الدعوى االستعجالية في رفعها إلجراءات محددة قانونا تتمثل في إيداع العريضة‬
‫(الفرع األول)‪ ،‬وجوب تقديم العريضة من طرف محام (الفرع الثاني)‪ ،‬ثم تبليغ العريضة و‬
‫التكليف بالحضور (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إيداع العرفضة‬

‫يتم إخطار المحكمة اإلدارية‪ 1‬بموجب عريضة افتتاحية مكتوبة وموقعة من طرف‬
‫محام تحت طائلة عدم القبول طبقا للمادة ‪ 815‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬

‫تتضمن العريضة البيانات المنصوص عليها في المادة ‪ 15‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬الجهة القضائية التي ترفع أمامها الدعوى‪،‬‬

‫‪ -2‬اسم و لقب المدعي وموطنه‪،‬‬

‫‪ -3‬اسم و لقب و موطن المدعى عليه‪ ،‬فإن لم يكن له موطن معلوم‪ ،‬فآخر موطن له‪،‬‬

‫‪ -4‬اإلشارة إلى تسمية و طبيعة الشخص المعنوي‪ ،‬و مقره االجتماعي و صفة ممثله‬
‫القانوني أو االتفاقي‪،‬‬

‫‪ -5‬عرضا موج از للوقائع و الطلبات و الوسائل التي تؤسس عليها الدعوى‪.‬‬

‫‪ -6‬اإلشارة عند االقتضاء إلى المستندات و الوثائق المؤيدة للدعوى‪.‬‬

‫و تكون عريضة افتتاح الدعوى بنسخ بعدد الخصوم‪ ،‬كما يمكن أن ترفع العريضة‬
‫بالوثائق الثبوتية‪ ،‬و طبقا للمادة ‪ 925‬من ق‪.‬إم‪.‬إ فإن العريضة تتضمن عرضا موج از‬
‫للوقائع و األوجه المبررة للطابع االستعجالي للقضية‪.‬‬

‫‪ -1‬حياة جبار‪ ،‬تطور قضاء االستعجال اإلداري على ضوء قانون ‪ ،09-08‬مذكرة ماجيستر ‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2011‬ص ‪.81‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫تودع العريضة بأمانة ضبط المحكمة اإلدارية المختصة إقليميا مقابل دفع الرسم‬
‫القضائي المادة ‪ 821‬والمادة ‪ 17‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬و تحرر على ورق مدموغ‪ 2‬و إال ال تقبل‬
‫شكال‪ ،‬و تقيد بسجل خاص بأمانة الضبط‪ ،‬و يسلم أمين الضبط للمدعي وصال يثبت‬
‫إيداع العريضة طبقا للمادة ‪ 823‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬و يحدد لها أول جلسة‪ ،‬و يسجل الرقم‬
‫على نسخ العريضة و تسلم نسخ لرافعها بغرض اتخاذ إجراءات التبليغ و هذا حسب المادة‬
‫‪ 16‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬وجوب تقديم العرفضة على يد محامي‬

‫أمام تعددية الهياكل التي تمثل أمام القضاء اإلداري و هو ما يخلق سيولة في‬
‫التشريعات التي يطبقها القاضي اإلداري و هذا ما جعل األستاذ "محيو" قد وصف الجريدة‬
‫‪3‬‬
‫الرسمية أنها ال تعدو أن تكون جريدة للقانون اإلداري‪.‬‬

‫و من هنا فإن التمثيل بواسطة محامي في المادة اإلدارية كانت وجوبية حيث يقوم‬
‫المحامي من خالل عريضة افتتاح الدعوى أو من خالل المذكرات بمساعدة القاضي في‬
‫الوصول إلى حكم أو قرار عادل يفصل في النزاع‪ ،‬لكن يترتب على مبدأ وجوبية المحامي‬
‫في المادة اإلدارية أن صاحب المصلحة يتعذر عليه ممارسة حق التقاضي و هو حق من‬
‫حقوق اإلنسان‪ 4‬و حق دستوري‪ ،5‬لذلك فقد دعا بعض النواب في المجلس الشعبي‬
‫الوطني‪ 6‬إلى تعميم وجوبية المحامي حتى في المحاكم العادية و دعوا إلى إعادة صياغة‬

‫‪ - -1‬تقدر الرسوم القضائية في مادة الصفقات العمومية ب ‪ 6000‬د ج‪-.‬مصدر المعلومة المحكمة اإلدارية تبسة‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 83‬فقرة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 21-01‬المؤرخ في ‪ 22‬جانفي ‪ 2001‬المتعلق بقانون اإلجراءات الجبائية‪ ،‬ج‬
‫ر عدد ‪ 7‬المؤرخة في ‪ 23‬جانفي ‪ 2001‬ص ‪.03‬‬
‫‪ -3‬أحمد محيو‪ ،‬محاضرات في المؤسسات اإلدارية‪( ،‬د ط)‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪( ،‬د ب ن)‪ ،1996 ،‬ص‪.6‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 8‬من االعالن العالمي لحقوق االنسان اعتمدته الجمعية العامة لألمم المتحدة بقرارها رقم ‪ 218000‬المؤرخ‬
‫في ‪ 10‬ديسمبر ‪ ،1948‬صادقت عليه الجزائر في ‪.1963‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 134‬من دستور ‪ 1996‬المعدل و المتمم‪.‬‬
‫‪ -6‬انظر جريدة مداوالت المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬رقم ‪ 52‬بتاريخ ‪ 06‬فيفري ‪ 2008‬ص ‪.01‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المادة ‪ 10‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬غير أن اللجنة القانونية رفضت التعديل و بررت ذلك بتخفيف‬
‫التكاليف على المتقاضين‪.‬‬

‫غير أن هناك استثناء وارد على مبدأ الوجوبية و هو ما نصت عليه المادة ‪ 827‬من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ على أن تعفى من التمثيل بواسطة محامي األشخاص المعنوية المذكورة في المادة‬
‫‪ 800‬و هي الدولة‪ ،‬الوالية‪ ،‬البلدية‪ ،‬المؤسسة العمومية ذات الصبغة اإلدارية سواء في‬
‫االدعاء أو التدخل أو كطرف مدعى عليه‪ ،‬غير أن إقصاء المشرع للمؤسسات العمومية‬
‫الخصوصية غير مبرر و ال يمكن تفسيره أين كان التأسيس‪.1‬‬

‫بالحضور‬ ‫الفرع الثالث‪ ،‬تبليغ العرفضة و التكلي‬

‫طبقا للمادة ‪ 838‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ فإن تبليغ عريضة إفتاح الدعوى المرفوعة أمام المحكمة‬
‫اإلدارية يتم عن طريق محضر قضائي‪ ،‬لكن اآلجال تكون قصيرة تناسبا مع الطبيعة‬
‫االستعجالية للدعوى‪ ،‬و هذا يفرض إعداد سند رسمي في موضوع التبليغ يسمى التكلي‬
‫بالحضور( استدعاء المدعى عليه)‪ ،‬و قد نصت المادة ‪ 18‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ على بياناته‪.2‬‬
‫تمنح المحكمة اإلدارية للخصوم آجال قصيرة‪ 3‬لتقديم مذكرات الرد أو مالحظاتهم و يجب‬
‫احترام اآلجال و إال اُستغني عنها دون إعذار طبقا للمادة ‪ 928‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬ثم يستدعى‬

‫‪ -1‬عمار بوضياف‪ ،‬المرجع في المنازعات اإلدارية‪ ،‬القسم األول ‪( ،‬اإلطار النظري للمنازعات اإلدارية)‪ ،‬الطبعة‬
‫‪.287-284‬‬ ‫األولى‪ ،‬جسور للنشر و التوزيع ‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص ص‬
‫‪ -2‬يتضمن التكليف بالحضور البيانات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬اسم و لقب المحضر القضائي و عنوانه المهني و ختمه و توقيعه و تاريخ التبليغ الرسمي و ساعته‪.‬‬
‫‪ -‬اسم و لقب المدعي و موطنه‪.‬‬
‫‪ -‬اسم و لقب الشخص المكلف بالحضور و موطنه‪.‬‬
‫‪ -‬تسمية و طبيعة الشخص المعنوي و مقره االجتماعي وصفة ممثله القانوني‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ أول جلسة و ساعة انعقاده‪.‬‬
‫‪ -3‬نبيل مالكية‪( ،‬تطبيقات دعاوى االستعجال في مجال إبرام العقود و الصفقات)‪ ،‬الملتقى الدولي الرابع حول قضاء‬
‫االستعجال اإلداري‪ ،‬يومي ‪ 30-29‬نوفمبر ‪ ،2011‬المركز الجامعي الوادي‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الخصوم إلى الجلسة في أقرب اآلجال و هذا تكريسا لمبدأ الوجاهية المطبق في القضاء‬
‫اإلداري المادة ‪.929‬‬

‫يمكن للقاضي أن يأمر بإجراء تحقيق مع العلم أن التحقيق في الدعاوى االستعجالية يختتم‬
‫باختتام الجلسة ما لم يقرر قاضي االستعجال تأجيل اختتامه المادة ‪.931‬‬
‫ماهية القضاء االستعجالي االداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خالصة الفصل األول‬

‫تطرقنا في الفصل األول من دراستنا إلى كشف اإلطار المفاهيمي للقضاء‬


‫االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية مما حتم علينا تعريف‬
‫مصطلح االستعجال لنصل إلى تعريف القضاء االستعجالي اإلداري لنستخلص‬
‫منه تعريف القضاء االستعجالي في مادة إبرام الصفقات العمومية‪ ،‬حيث تطرقنا‬
‫إلى دراسة تطوره التاريخي من خالل ق‪.‬إ‪.‬م‪ .‬القديم و القانون الفرنسي باعتباره مهد‬
‫هذه الدعوى‪ ،‬كما فصلنا في أسباب تكريسه في التشريع الجزائري لنصل إلى دراسة‬
‫األلية القانونية التي ترفع بها هذه الدعوى و المتمثلة في الدعوى االستعجالية‬
‫اإلدارية في مادة إبرام الصفقات العمومية و ذلك من خالل دراسة شروطها و‬
‫إجراءاتها‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬نطاق اختصاص القاضي االستعجالي‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬سلطات القاضي االستعجالي‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث الثالث‪ :‬الحكم في الدعوى االستعجالية في مادة إبرام الصفقات العمومية‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بالرجوع الى الفصل الخامس من الباب الثالث من الكتاب الرابع من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ نجد أن‬
‫المشرع قد نص على دعوى غير مقترنة بشرط االستعجال و أخضعها الختصاص قاضي‬
‫االستعجال اإلداري‪.‬‬

‫يتعلق األمر باالستعجال في مادة ابرام العقود االدارية و الصفقات العمومية‪ ،‬حيث أنه‬
‫إن هضمت االدارة حقوقه في المنافسة و االشهار عند إبرامها لصفقة عمومية ‪ ،‬تدخل‬
‫القاضي بما له من سلطات في الدعوى االستعجالية في مادة ابرام العقود االدارية و‬
‫الصفقات العمومية لحماية حقوقه ووضع حد لتجاوزات االدارة‪.‬‬

‫و قد تم استحداث هذه الدعوى عند وضع ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬و يمكن القول أنها وضعت‬
‫لمساعدة الطرف الضعيف في الدعوى االدارية‪ ،‬هدفها المحافظة على حقوقه و مراكزه‬
‫القانونية‪.‬‬

‫على ضوء هذا ارتأينا تقسيم الفصل الثاني من دراستنا الى ثالثة مباحث فخصصنا‬
‫المبحث األول منه لتوضيح نطاق اختصاص القاضي االستعجالي االداري في مادة ابرام‬
‫الصفقات العمومية‪.‬‬

‫ثم تناولنا بالدراسة في المبحث الثاني سلطات القاضي االستعجالي االداري‪ ،‬حيث‬
‫توسعت صالحياته من طرف المشرع الجزائري و ذلك لتفعيل الرقابة القضائية على‬
‫الصفقات العمومية قبل ابرامها‪.‬‬

‫و أخي ار خصصنا المبحث الثالث لدراسة الحكم الصادر في هذه الدعوى من خالل‬
‫حجيته و طرق الطعن فيه‪.‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬نطاق اختصاص القاضي االستعجالي‬

‫جاءت نصوص ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ في مجال الصفقات العمومية لتؤكد ما نصت عليه المادة ‪09‬‬
‫من القانون رقم ‪ 01-06‬المتعلق بالوقاية من الفساد و مكافحته حيث نصت المادة ‪09‬‬
‫على أنه « يجب أن تؤسس اإلجراءات المعمول بهافي مجال الصفقات العمومية على‬
‫قواعد الشفافية و المنافسة الشريفة‪.»...‬‬

‫و انطالقا من الفقرة األخيرة للمادة ‪ 09‬من قانون الفساد و المادة ‪ 946‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‬
‫يمكن اللجوء للقاضي االستعجالي في حالة االخالل بااللتزامات التي تخضع لها عملية‬
‫إبرام العقود اإلدارية أو الصفقات العمومية و هذا ما سيتم توضيحه ضمن المطالب‬
‫اآلتية‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حماية التزامات االشهار‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حماية التزامات المنافسة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬حماية عمليات ابرام العقود اإلدارية و الصفقات العمومية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حماية التزامات اإلشهار‬

‫تبدأ الصفقة العمومية بالدعوى العامة للمنافسة عن طريق اإلشهار و من خالل مبدأ‬
‫االشهار يتجسد مبدأ الشفافية‪ ،‬لذلك يجب التطرق إلى التعريف القانوني لمبدأ‬
‫االشهار(الفرع األول)‪ ،‬و تكريس مبدأ االشهار في تنظيم الصفقات العمومية(الفرع‬
‫الثاني)‪.‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف القانوني لمبدأ اإلشهار‬

‫يعتبر اإلشهار وسيلة لضمان الشفافية‪ ،1‬و يقصد به اخطار ذوي الشأن بالصفقة و‬
‫ابالغهم بالشروط العامة للعقد و كيفية الحصول على دفاتر الشروط و المواصفات و‬
‫قائمة األسعار‪.2‬‬

‫و يقصد بإلتزامات االشهار أو ما يعرف بمبدأ العلنية هو التزام اإلدارة مسبقا عن تاريخ‬
‫و مكان إجراء الصفقة حتى يتسنى للمستثمرين المشاركة فيها عن طريق تقديم عروضهم‬
‫في الوقت و الشكل المطلوب‪.3‬‬

‫و قد نصت المادة ‪ 61‬من المرسوم الرئاسي‪ 247-15‬على الزامية اللجوء الى االشهار‬
‫الصحفي في حاالت‪ - :‬طلب العروض المفتوح‪،‬‬

‫‪ -‬طلب العروض المفتوح مع اشتراط قدرات دنيا‪،‬‬

‫‪ -‬طلب العروض المحدود‪،‬‬

‫‪ -‬المسابقة‪،‬‬

‫‪ -‬التراضي بعد االستشارة‪ ،‬عند االقتضاء‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تكريس مبدأ اإلشهار في تنظيم الصفقات العمومية‬

‫‪ -1‬قدوج حمامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.123‬‬


‫‪ -2‬فيصل نسيغة‪( ،‬النظام القانوني للصفقات العمومية و آليات حمايتها)‪ ،‬مجلة االجتهاد القضائي‪ ،‬العدد ‪،2009 ،5‬‬
‫ص ‪.114‬‬
‫‪.204‬‬ ‫‪ -3‬عمار عوابدي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الجزء الثاني‪( ،‬د ط)‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2000 ،‬ص‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫جاء تنظيم الصفقات العمومية في مجال اجراءات التعاقد محددا بقواعد ال يمكن‬
‫مخالفتها‪ 1‬و يتجلى ذلك في اجراءات منح الصفقة العمومية و حياد االدارة في عملية‬
‫االعالن و إلزاميته‪.2‬‬

‫أوال‪ :‬الزامية االعالن عن الصفقة العمومية‬

‫يقصد باإلعالن ايصال العلم الى جميع الراغبين بالتعاقد و ابالغهم عن كيفية الحصول‬
‫على شروط التعاقد و نوعية المواصفات المطلوبة و مكان و زمان إجراء أي شكل من‬
‫أشكال الصفقة‪.‬‬

‫و يعتبر االعالن بمثابة توجيه الدعوة للراغبين في التعاقد و هذا ما يرتبه تنظيم‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬ألن االعالن ضروري حتى يكون هناك مجال حقيقي للمنافسة إلبرام‬
‫صفقة عمومية‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلعالن إجراء شكلي جوهري‬

‫أ‪-‬النشر الصحفي‬

‫يعتبر االشهار الصحفي إجراء شكلي جوهري‪ ،4‬و نظ ار ألهميته في تحديد نوع الصفقة‬
‫فقد فصل المشرع في قواعد االعالن و هذا بموجب المادة ‪ 65‬من المرسوم الرئاسي ‪-15‬‬
‫‪ 247‬التي نصت على أنه يحرر اعالن طلب العروض كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬باللغة العربية و لغة أجنبية واحدة على األقل‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬العقود اإلدارية‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،2005 ،‬ص ‪ ،41‬للتفصيل‬
‫راجع مهند مختار نوح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،869‬و كذلك حورية بن أحمد‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ -2‬عمار بوضياف‪ ( ،‬شرح تنظيم الصفقات العمومية)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ -3‬سليمان الطماوي‪ ،‬األسس العامة للعقود اإلدارية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬مطبعة عين شمس‪( ،‬د ب ن)‪،‬‬
‫‪ ،1991‬ص ‪.246‬‬
‫‪.141‬‬ ‫‪ -4‬منية جليل‪ ،‬المنافسة في الصفقات العمومية في الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2015 ،1‬ص‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬ينشر في جريدتين يوميتين وطنيتين وجوبا‪.‬‬

‫‪ -‬نشر االعالن على سبيل الوجوب في النشرة الرسمية لصفقات المتعامل العمومي (ن‪،‬‬
‫ر‪ ،‬ص‪ ،‬م‪ ،‬ع) «‪ ،»BOMOP1‬و بذلك فتح القانون الجزائري سبل المشاركة لكل‬
‫العارضين الذين تتوفر فيهم الشروط المعلن عنها محترما بذلك المقاييس المعمول بها في‬
‫معظم األنظمة القانونية‪.‬‬

‫و بغرض توسيع دائرة المنافسة بين أكبر عدد من العارضين تدخل المشرع بموجب‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 2301-03‬و أجاز اإلشهار المحلي بالنسبة لصفقات الواليات و‬
‫البلديات و المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري الموضوعة تحت وصايتها‪ ،‬و لكن‬
‫المشرع لم يشر لتاريخ اإلعالن في حين نجد أن أول نص قانوني أشار له هو األمر رقم‬
‫‪ 90-67‬حيث تضمنت المادة ‪ 33‬منه أن اإلعالن ينشر قبل ‪ 20‬يوما من التاريخ‬
‫المحدد الستالم العروض مع إمكانية تخفيض المدة إلى ‪ 10‬أيام عند االستعجال‪.3‬‬

‫ب‪ -‬النشر اإللكتروني‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫استحدث المشرع الجزائري النشر اإللكتروني كما أنه نص على االشهار االلكتروني‬
‫ألول مرة بموجب المرسوم الرئاسي ‪ 236-10‬حيث نصت المادة ‪ 173‬منه « تؤسس‬
‫بوابة الكترونية للصفقات العمومية لدى الوزير المكلف بالمالية» كما أكد عليه في‬

‫‪ -1‬المرسوم رقم ‪ 116-84‬المؤرخ في ‪ 12‬ماي ‪ 1984‬المتضمن إحداث نشرة رسمية خاصة بالصفقات التي يبرهما‬
‫المتعامل العمومي‪ ،‬ج ر عدد ‪ 20‬مؤرخة في ‪ 15‬ماي ‪1984‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 43‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 301-03‬المؤرخ في ‪ 11‬سبتمبر ‪ ،2003‬ج ر عدد ‪ 55‬مؤرخة في ‪14‬‬
‫سبتمبر ‪ ،2003‬يعدل و يتمم المرسوم الرئاسي رقم ‪ 250-02‬المؤرخ في ‪ 24‬يوليو ‪ 2002‬و المتضمن تنظيم‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬ص ص ‪. 8 -7‬‬
‫‪ -3‬منية جليل‪ ،‬األطروحة السابقة‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫‪ -4‬عمار بوضياف‪( ،‬شرح تنظيم الصفقات العمومية)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.114‬و انظر كذلك منية جليل‪ ،‬نفس‬
‫األطروحة‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المرسوم الرئاسي ‪ 247-15‬في القسم األول من الفصل السادس بعنوان «االتصال و‬


‫تبادل المعلومات بالطريقة اإللكترونية»‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 203‬على « تؤسس بوابة‬
‫إلكترونية للصفقات العمومية‪ ،‬تسير من طرف الوزارة المكلفة بالمالية و الوزارة المكلفة‬
‫بتكنولوجيات اإلعالم و االتصال‪.»...‬‬

‫كما تضمن القسم الثاني من الفصل السادس ضمن المادة ‪ 204‬على ما يلي‪« :‬تضع‬
‫المصالح المتعاقدة وثائق الدعوة إلى المنافسة تحت تصرف المتعهدين أو المرشحين‬
‫للصفقات العمومية‪ ،‬بالطريقة االلكترونية‪. »...‬‬

‫لكن المشرع الجزائري لم يشر لطريقة النشر اإللكتروني كوسيلة فعالة لإلعالن رغم صدور‬
‫القرار‪ 1‬المؤرخ في ‪ 17‬نوفمبر ‪ 2013‬الذي يحدد محتوى البوابة اإللكترونية للصفقات‬
‫العمومية‪.‬‬

‫يعتبر انتهاك لقواعد العلنية ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬خرق قواعد اإلعالن من طرف اإلدارة أو القيام بإعالن معيب أو نشره في جريدة‬
‫واحدة‪.2‬‬
‫‪ -‬كما يعد خرق للقواعد مدة استالم العروض‪.3‬‬
‫‪ -‬اختيار اإلدارة طريقة إبرام غير مناسبة مثل إبرام صفقة مع متعامل وحيد دون‬
‫الدعوة الشكلية للمنافسة طبقا إلجراء التراضي في غياب حاالت اللجوء اليه‪.‬‬
‫‪ -‬مخالفة المواصفات و الخصوصيات التقنية‪.4‬‬

‫‪ -1‬القرار المؤرخ في ‪ 17‬نوفمبر ‪ 2013‬الذي يحدد محتوى البوابة اإللكترونية للصفقات العمومية و كيفيات تسييرها و‬
‫كيفيات تبادل المعلومات بالطريقة اإللكترونية بين المتعاملين ج ر عدد ‪ 21‬المؤرخة في ‪ 09‬أفريل ‪2014‬ص ‪.27‬‬
‫‪ -.2‬منية جليل‪ ،‬األطروحة السابقة‪ ،‬ص ‪.180‬‬
‫‪ -3‬عبد ا لمنعم خليفة‪،‬األسس العامة للعقود اإلدارية‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪ ،2005 ،‬ص ‪.108‬‬
‫‪ -4‬منية جليل‪ ،‬األطروحة السابقة‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬اإلخالل بقواعد اختيار المتعامل المتعاقد ألن المشرع ضبط معايير اختياره ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬محتوى االعالن‬

‫يشترط تنظيم الصفقات العمومية أن يتضمن االعالن بيانات إلزامية‪ 1‬حددتها المادة ‪62‬‬
‫من المرسوم الرئاسي ‪ 247-15‬و هي كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬تسمية المصلحة المتعاقدة و عنوانها و رقم تعريفها الجبائي‪،‬‬

‫‪ -‬كيفية طلب العروض‪،‬‬

‫‪ -‬شروط التأهيل أو االنتقاء األولي‪،‬‬

‫‪ -‬موضوع العملية‪،‬‬

‫‪ -‬قائمة موجزة بالمستندات المطلوبة مع احالة القائمة المفصلة إلى أحكام دفتر الشروط‬
‫ذات الصلة‪،‬‬

‫‪ -‬مدة تحضير العروض و مكان ايداع العروض‪،‬‬

‫‪ -‬مدة صالحية العروض‪،‬‬

‫‪ -‬إلزامية كفالة التعهد إذا اقتضى األمر‪،‬‬

‫‪ -‬تقديم العروض في ظرف مغلق بإحكام‪ ،‬تكتب عليه عبارة ال يفتح اال من طرف لجنة‬
‫فتح األظرفة و تقييم العروض‪ ،‬و مراجع طلب العروض‪،‬‬

‫‪ -‬ثمن الوثائق عند االقتضاء‪.‬‬

‫‪ -1‬فاطمة الزهراء الفاسي‪( ،‬الشفافية في إبرام الصفقات العمومية)‪ ،‬الملتقى الوطني حول طرق إبرام الصفقات‬
‫العمومية‪ 07 ،‬ماي ‪،2003‬جامعة عنابة‪ ،‬ص ص ‪.09-01‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يتم االعالن عمليا عن طريق الوكالة الوطنية للنشر و االشهار ‪ ANEP‬المكلفة بعملية‬
‫النشر في الصحف الوطنية و ذلك بصفة وجوبية‪.‬‬

‫يأتي هذا التأكيد كقيد جديد على المصلحة المتعاقدة فقد اكتفى المشرع في النصوص‬
‫السابقة بإحداث هذه النشرة ‪ BOMOP‬دون أن يلزم بضرورة طرح اإلعالنات فيها حيث‬
‫اكتفى بإلزامية اإلشهار الصحفي فقط‪.‬‬

‫و بصفة مختصرة فان القواعد التي أوجدها المشرع من أجل ضمان مبدأ اإلشهار في‬
‫عملية االبرام تعتبر ضمانات لمبدأ الشفافية لكي ال يكون هناك اخالل‪ ،1‬حيث أن‬
‫الشفافية‪ 2‬تقوم على الوضوح و الصراحة في المعلومات دون اخفاء‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حماية التزامات المنافسة‬

‫إن حرية المنافسة من الحريات العامة لذلك يسعى القضاء اإلداري في الجزائر لحماية‬
‫مبدأ المنافسة رغم أن مجال هذا المبدأ القانون التجاري لذلك نعرف مبدأ المنافسة(الفرع‬
‫األول)‪ ،‬ثم استثناءات مبدأ المنافسة(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف القانوني لمبدأ المنافسة‬

‫‪ -1‬اسماعيل بحري‪ ،‬الضمانات في مجال الصفقات العمومية في الجزائر‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪-2008 ،‬‬
‫‪ ،2009‬ص ‪.33‬‬
‫‪ - -2‬لخميسي سليماني‪( ،‬دور منظمة الشفافية الدولية لمكافحة الفساد)‪ ،‬مجلة الفقه و القانون‪ ،‬العدد ‪ ،9‬جويلية‬
‫‪ ،2013‬ص ‪.31‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫هو مجموعة من القواعد القانونية الموضوعة من قبل السلطة العامة قصد تنظيم الحياة‬
‫االقتصادية بين المتعاملين االقتصاديين‪.1‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف حرية المنافسة في العقود االدارية و الصفقات العمومية‬

‫هي حرية الدخول في الصفقة التي تعلن عنها االدارة وفق الحدود التي يحددها‬
‫القانون‪ ،2‬بمعنى إعطاء الفرصة للجميع للمشاركة دون تمييز‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تكريس مبدأ المنافسة دستوريا و قانونيا‬

‫أ‪ -‬دستوريا‪:‬‬

‫قبل التعديل الدستوري األخير لم ينص المشرع صراحة في الدستور على مبدأ المنافسة‬
‫لكنه تعرض ضمنا من خالل النص على حرية الصناعة و التجارة‪ ،‬وعدم تحيز االدارة و‬
‫على المعاقبة القانونية على التعسف في استعمال السلطة‪ ،‬إال أنه في التعديل الدستوري‬
‫لسنة ‪ 2016‬نص صراحة على مبدأ المنافسة في المادة ‪ 43‬الفقرة ‪ 4‬منه و التي جاء‬
‫فيها «يمنع القانون االحتكار و المنافسة غير النزيهة‪ ،»3‬كما نصت المادة ‪ 34‬من‬
‫التعديل الدستوري لسنة ‪ 2016‬على «ضمان المساواة في الحياة االقتصادية»‪.‬‬

‫ب‪-‬قانونيا‪:‬‬

‫مبدأ المنافسة نجده في قانون المنافسة و تنظيم الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪ -1‬مبدأ المنافسة في قانون المنافسة‬

‫‪ -1‬عارف صالح مخلف‪ ،‬علي عماد مخلف‪( ،‬مبدأ حرية المنافسة في التعاقد)‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‪ ،‬العدد ‪2010 ،5‬‬
‫‪ ،‬ص ‪.258‬‬
‫‪ -2‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪ .295‬و انظر كذلك منية جليل‪ ،‬األطروحة السابقة‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫المتمم‪.‬‬ ‫‪ -3‬أنظر المادة ‪ 4/ 43‬من دستور ‪ 1996‬المعدل و‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ 105-10‬على أنه«‪...‬تطبق أحكام هذا األمر على‬
‫ما يأتي‪ ...‬الصفقات العمومية‪ ،‬بدءا بنشر اإلعالن عن المناقصة الى غاية المنح‬
‫النهائي للصفقة‪.»...‬‬

‫و بالرجوع لألمر‪ 2‬رقم ‪ 03-03‬نجده قد نص على مبادئ المنافسة و عدد الممارسات‬


‫المنافية لها‪.3‬‬

‫‪ -2‬مبدأ المنافسة في تنظيم الصفقات العمومية‬

‫إن إبرام ص ع يتم حسب المادة ‪ 39‬من المرسوم الرئاسي ‪ 247-15‬بطريقتين‪:‬‬

‫تتمثل األولى في إجراء طلب العروض الذي يشكل القاعدة العامة‪.‬‬

‫و تتمثل الثانية في إجراء التراضي الذي يشكل االستثناء‪.‬‬

‫و حسب المادة ‪ 40‬من المرسوم الرئاسي ‪ 247-15‬فان طلب العروض يستهدف‬


‫الحصول على عروض من عدة متعهدين متنافسين‪ ،‬بينما المادة ‪ 41‬من ذات المرسوم‬
‫فإنها تنص على تخصيص الصفقة لمتعامل واحد دون الدعوة الشكلية إلى المنافسة‪.‬‬

‫و بالتالي يتضح أن الدعوة إلى المنافسة هي وسيلة أصلية و إجراء يهدف إلى وضع‬
‫عدة مترشحين في منافسة و منح الصفقة للمتعهد الذي يقدم العرض األفضل ماليا و‬
‫تقنيا‪.‬‬

‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 05-10‬المؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪ 2010‬المعدل و المتمم لألمر رقم ‪ 03-03‬المتعلق بالمنافسة‪ ،‬جريدة‬
‫رسمية عدد ‪ 46‬مؤرخة في ‪ 18‬أوت ‪ ،2010‬ص ‪.10‬‬
‫‪ - -2‬األمر رقم ‪ 03-03‬المؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪ 2003‬المتعلق بالمنافسة‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 43‬مؤرخة في ‪20‬‬
‫جويلية ‪ ،2003‬ص ‪ ،25‬المعدل بموجب القانون رقم ‪ 12-08‬المؤرخ في ‪ 25‬جوان ‪ ،2008‬جريدة رسمية عدد ‪36‬‬
‫مؤرخة في ‪ 2‬جويلية ‪ ،2008‬ص ‪ ،11‬و المعدل كذلك بموجب القانون رقم ‪ 05-10‬المشار إليه أعاله‬
‫‪ -3‬ياسين قايد‪ ،‬قانون المنافسة و األشخاص العمومية في الجزائر‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2000 ،‬ص‬
‫‪.298‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫و يعتبر مبدأ المنافسة في ص ع من المبادئ التي نصت عليها المادة ‪ 05‬من المرسوم‬
‫الرئاسي ‪ ،247-15‬مع أن المرسوم الرئاسي ‪ 338-08‬أول من تضمن مبادئ حرية‬
‫المنافسة في الصفقات العمومية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬استثناءات مبدأ المنافسة‬

‫ليس مبدأ المنافسة على إطالقه بل توجد قيود‪ 1‬واردة عليه‪ ،‬و ضوابط تحكم ممارسة‬
‫هذه الحرية‪ ،‬ترجع إلى طبيعة ص ع أو إلى حاالت اإلقصاء في تنظيم ص ع‪.‬‬

‫أوال‪ :‬بحكم طبيعة الصفقة العمومية‬

‫يمكن لإلدارة أن تفرض شروط معينة فال يجوز المشاركة فيها إال لألشخاص الذين‬
‫تتوفر فيهم الشروط المعلن عنها‪ ،2‬مثال طلب العروض المحدود الذي عرفته المادة ‪45‬‬
‫من المرسوم الرئاسي ‪ 247-15‬الفقرة ‪ 1‬منه كما يلي‪ « :‬طلب العروض المحدود هو‬
‫إجراء الستشارة انتقائية‪ ،‬يكون المرشحون الذين تم انتقائهم األولي من قبل مدعوين‬
‫وحدهم لتقديم تعهد»‪.‬‬

‫و تضيف الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 45‬على أنه« يمكن للمصلحة المتعاقدة أن تحدد في‬
‫دفتر الشروط العدد األقصى للمرشحين الذين ستتم دعوتهم لتقديم تعهد‪ ،‬بعد انتقاء‬
‫أولي بخمسة (‪ )5‬منهم»‪.‬‬

‫‪ - -1‬ليلى بوكحيل‪( ،‬دور القضاء اإلداري في حماية مبدأ حرية المنافسة)‪ ،‬الملتقى الدولي حول المنافسة‪ 28 ،‬ماي‬
‫‪ ،2013‬جامعة عنابة ص ‪.05‬‬
‫‪ -2‬عمار بوضياف‪ ( ،‬شرح تنظيم الصفقات العمومية)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.154‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كذلك من حق المصلحة المتعاقدة أن تفرض بعض الشروط الخاصة خاصة ما تعلق منها‬
‫بالقدرة المالية و الفنية‪ 1‬و هذا ما يعتبر وجوب تقديم شهادة التخصيص و التصنيف‬
‫المهنيين من قبل المؤسسات التي ترغب في إنجاز ص ع في ميدان البناء و األشغال‬
‫العمومية و الري‪. 2‬‬

‫كذلك في المسابقة المحدودة‪ 3‬حيث نصت المادة ‪ 48‬فقرة ‪ 6‬من ذات المرسوم «يمكن‬
‫للمصلحة المتعاقدة أن تحدد في دفتر الشروط العدد األقصى للمرشحين الذين ستتم‬
‫دعوتهم لتقديم تعهد بعد انتقاء اولي بخمسة منهم»‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬بحكم حاالت اإلقصاء في تنظيم الصفقات العمومية‬

‫نصت المادة ‪ 75‬من القسم الرابع من المرسوم الرئاسي ‪ 247-15‬تحت عنوان حاالت‬
‫االقصاء من المشاركة في ص ع على ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الذين رفضوا استكمال عروضهم أو تنازلوا عن تنفيذ صفقة عمومية قبل نفاذ آجال‬
‫صالحية العروض‪،‬‬

‫‪ -‬الذين في حالة افالس أو تسوية قضائية أو تصفية أو توقف عن النشاط أو الصلح‪،‬‬

‫‪ -1‬جليل منية‪ ،‬األطروحة السابقة‪ ،‬ص ‪ .155‬و انظر كذلك‪ :‬ياسين قايد‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪ .298‬و كذلك‪:‬‬
‫مداخلة نادية تياب بعنوان( تكريس مبدأ حرية المنافسة في مجال ص ع حماية للمال العام)‪ ،2013 ،‬جامعة بجاية‪،‬‬
‫ص ‪.12‬‬
‫‪ -2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 289-93‬المؤرخ في ‪ 28‬نوفمبر ‪ 1993‬المتضمن وجوب تقديم شهادة التخصيص و‬
‫التصنيف المهنيين من قبل المؤسسات في ميدان البناء و األشغال العمومية و الري‪ ،‬ج ر عدد ‪ 79‬مؤرخة في ‪29‬‬
‫نوفمبر ‪ ، 1993‬ص ‪ ، 12‬المعدل و المتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 114-05‬المؤرخ في ‪ 07‬أفريل ‪ 2005‬ج ر عدد‬
‫‪.26‬المؤرخة في ‪ 11‬أفريل ‪ ، 2005‬ص ‪.17‬‬
‫‪ - - 3‬لينا حسين زكي‪ ،‬قانون حماية المنافسة و منع االحتكار‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار النهضة العربية‪( ،‬د ب ن)‪( ،‬د ت ن)‪،‬‬
‫ص ‪.89‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬الذين كانوا محل حكم قضائي حاز قوة الشيء المقضي فيه بسبب مخالفة تمس‬
‫بنزاهتهم المهنية‪،‬‬

‫‪ -‬الذين ال يستوفون واجباتهم الجبائية و شبه الجبائية‪،‬‬

‫‪ -‬الذين ال يستوفون اإليداع القانوني لحسابات شركاتهم‪،‬‬

‫‪ -‬الذين قاموا بتصريح كاذب‪،1‬‬

‫‪ -‬المسجلون في البطاقية الوطنية لمرتكبي الغش و مرتكبي المخالفات‪ 2‬الخطيرة للتشريع‬


‫و التنظيم في مجال الجباية و الجمارك و التجارة‪،‬‬

‫‪ -‬الذين كانوا محل إدانة بسبب مخالفة خطيرة لتشريع العمل و الضمان االجتماعي‪،‬‬

‫‪ -‬الذين أخلوا بالتزاماتهم المحددة بخصوص االستثمار في شراكة (المادة ‪.)84‬‬

‫‪ -‬المسجلون في قائمة المتعاملين االقتصاديين الممنوعين من المشاركة في الصفقات‬


‫العمومية بسبب المتابعات الجزائية (المادة ‪.)89‬‬

‫و بذلك فاالستبعاد من الصفقة هو إخراج عطاء بعينه من دائرة المنافسة‪.3‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬حماية عمليات إبرام العقود اإلدارية و الصفقات العمومية‬

‫‪ -1‬محمد الشريف كتو‪( ،‬حماية المنافسة في الصفقات العمومية)‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية‪ ،‬العدد ‪،2010 ،2‬‬
‫ص ‪.74‬‬
‫‪ -2‬سهيلة ديباش‪ ،‬إشكالية تطبيق قانون المنافسة على الصفقات العمومية‪ ،‬مداخلة مقدمة في كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫بومرداس‪ ،2013 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -3‬محمد الشريف كتو‪ ،‬المقال السابق‪ ،‬ص‪ . 76‬و انظر كذلك‪ :‬سلوى بومقورة‪( ،‬رقابة القضاء االستعجالي قبل‬
‫التعاقدي في التشريع الجزائري)‪ ،‬الملتقى الدولي الرابع حول قضاء االستعجال اإلداري‪ ،‬يومي ‪ 30-29‬نوفمبر ‪،2011‬‬
‫المركز الجامعي الوادي‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تخضع عمليات إبرام العقود اإلدارية و ص ع لحماية قضائية من طرف القاضي‬


‫االستعجالي لذلك البد أن نتطرق إلى تعريف إبرام العقود اإلدارية و الرقابة القضائية‬
‫عليها(الفرع األول)‪ ،‬ثم نوضح أنواع ص ع محل الدعوى االستعجالية (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف إبرام العقود اإلدارية و الرقابة القضائية عليها‬

‫أوال‪ :‬تعريف إبرام العقود اإلدارية‬

‫يخضع إبرام العقود اإلدارية بصفة عامة لجملة من المبادئ منها الوضع في المنافسة‬
‫و المساواة بين المترشحين‪ ،‬و األصل أن طريقة اإلبرام تكون لإلدارة إال أنها ليست‬
‫مطلقة بل تخضع إلى قاعدة عامة هي الدعوة للمنافسة و يجب أن تكون مستوفية لجميع‬
‫الشروط و األركان الضرورية و يمكن الطعن فيها من خالل الدعوى االستعجالية‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 946‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ على عبارة العقود اإلدارية و ص ع و هو ما يوحي‬
‫بوجود فرق بين المصطلحين و هو أمر صائب‪ ،‬فكون ص ع نوع من العقود اإلدارية ال‬
‫يعني أن جميع ص ع عقود إدارية‪ ،‬فالصفقات التي تبرمها المؤسسات العمومية الخاضعة‬
‫للتشريع الذي يحكم النشاط التجاري‪ 1‬عندما ت ازول نشاطا ال يكون خاضعا للمنافسة‬
‫(المادة ‪ 07‬من المرسوم الرئاسي ‪ )247-15‬و المؤسسات العمومية االقتصادية‪ 2‬حسب‬
‫(المادة ‪ 09‬من المرسوم الرئاسي‪ )247-15‬ال تعد عقود إدارية طبقا للمعيار العضوي‬
‫المكرس في المادة ‪ 800‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‬

‫‪ -1‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 07‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،247-15‬السابق ذكره‪.‬‬


‫‪-2‬تنص المادة ‪ 9‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،247-15‬السابق ذكره‪ .‬على ما يلي‪ «:‬ال تخضع المؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية ألحكام إبرام الصفقات العمومية المنصوص عليها في هذا الباب‪.»...‬‬
‫‪-‬لمزيد من التفصيل راجع‪ :‬عمار بوضياف‪ (،‬المرجع في المنازعات اإلدارية)‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬اإلطار النظري للمنازعات‬
‫اإلدارية المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.207‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرقابة القضائية على العقود االدارية و الصفقات العمومية‬

‫يمثل القاضي اإلداري مركز صنع القرار في السلطة القضائية لذلك فهو يلعب الدور‬
‫األساسي في الرقابة على العقود اإلدارية و ص ع بفعل السلطة الواسعة الممنوحة له‪.‬‬

‫لذلك يذهب األستاذ ‪ Pierre Delvolvé‬في تحليله لمنازعات‪ 1‬العقود اإلدارية وص ع‬


‫إلى ما يلي‪:‬‬

‫‪»Il veut seulement mettre en évidence l’otonomie du contentieux des‬‬


‫‪actes administratifs unilatéraux par rapport aux autres.‬‬

‫‪Il ne signifie pas que les autres soient tous secondaires».‬‬

‫و يمارس القضاء الرقابة عن طريق الطعون المرفوعة لديه‪ ،‬و دور القضاء هنا هو‬
‫التوفيق بين المصلحتين العامة و الخاصة دون إهدار ألحدهما‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع الصفقات العمومية محل الدعوى االستعجالية‬

‫أوال‪ :‬عقد إنجاز األشغال العامة‪Le marché des travaux publics :‬‬

‫عقد األشغال العامة هو عقد بين شخص من أشخاص القانون العام و شخص آخر‬
‫(كفرد أو شركة) يتعهد بمقتضاه المقاول بالقيام بعمل من أعمال البناء أو الهدم أو الحفر‬
‫أو الترميم أو اإلصالح أو الصيانة في عقار لحساب الشخص العام‪ ،‬و تحقيق النفع العام‬
‫مقابل ثمن يحدده العقد‪.‬‬

‫يستمد عقد انجاز األشغال العامة أساسه القانوني من المادة ‪ 2‬و المادة ‪ 29‬من‬
‫المرسوم الرئاسي ‪ 247-15‬و ألهميته أشارت إليه كل قوانين ص ع الجزائرية حيث ورد‬

‫‪1‬‬
‫نقال عن أمينة غني‪ ،‬المذكرة ‪- Pierre Delvolvé , Le droit administratif, 2éme= edition, Dalloz Paris, 1998, P 128.‬‬
‫السابقة‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ذكره‪ 1‬ومن خالل هذا التعريف يتضح أنه في عقد األشغال العامة يجب توافر ثالثة‬
‫عناصر‪:‬‬

‫أ‪ -‬موضوع العقد أعمال ترد على عقار‪ :‬إن األعمال محل العقد تهدف إلى إحداث تغيير‬
‫في العقار ذاته‪ ،‬في تكوينه أو شكله كأعمال البناء و الحفر و الهدم و اإلصالح أو‬
‫الترميم و الصيانة‪ ،‬و على ذلك يعتبر المنقول الذي يصبح عقا ار بالتخصيص‪ ،‬هو عقار‬
‫يمكن أن يكون موضوعا لعقد أشغال عامة‪.2‬‬

‫ب‪ -‬أن يتم العمل لحساب شخص معنوي عام‪ :‬حتى نكون أمام عقد األشغال العامة‬
‫وجب أن يتم العمل الوارد على العقار حسب الشروط الموضحة‪ ،‬و أن يكون لحساب‬
‫شخص معنوي عام‪ 3‬أي شخص إقليمي‪ ،‬كالدولة‪ ،‬الوالية ‪ ،‬البلدية‪ ،‬أو شخص مرفقي‬
‫كالجامعة أو مؤسسة استشفائية‪.‬‬

‫ج‪ -‬يهدف إلى تحقيق نفع عام‪ :‬الهدف من األشغال العامة هو تحقيق مصلحة عامة أو‬
‫نفع عام‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عقد اقتناء اللوازم ( عقد توريد)‪Le marché des fournitures :‬‬

‫عرف المرسوم الرئاسي ‪ 247-15‬في المادة ‪ 429‬فقرة ‪ 6‬عقد اقتناء اللوازم بقولها‬
‫«تهدف الصفقة العمومية للوازم إلى اقتناء أو بيع أو إيجار أو بيع باإليجار بخيار أو‬

‫‪ -1‬انظر المادة ‪ 1‬من األمر رقم ‪ ، 90-67‬السابق ذكره كذلك المادة ‪ 4‬من المرسوم رقم ‪ ،145-82‬السابق ذكره‬
‫كذلك المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،434-91‬السابق ذكره و كذلك المادتان ‪ 4‬و ‪ 13‬من المرسوم الرئاسي رقم‬
‫‪ ،236-10‬السابق ذكره‪.‬‬
‫‪ -2‬محمود عاطف البنا‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر العربي‪( ،‬د ب ن)‪ ،2008 ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪ -3‬عمار بوضياف‪ (،‬شرح تنظيم الصفقات العمومية)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪.09‬‬ ‫‪ -4‬أنظر المادة ‪ 04/29‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،247-15‬السابق ذكره‪ ،‬ص‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫دون خيار الشراء‪ ،‬من طرف المصلحة المتعاقدة‪ ،‬لعتاد أو مواد‪ ،‬مهما كان شكلها‪،‬‬
‫موجهة لتلبية حاجات متصلة بنشاطها لدى المورد»‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬عقد انجاز الدراسات‪La réalisation d’études :‬‬

‫عقد الدراسات هو عقد يتم من خالله اتفاق بين اإلدارة المتعاقدة و شخص طبيعي أو‬
‫معنوي يلزم بإنجاز دراسات محددة في العقد مقابل أن تلتزم االدارة بدفعه تحقيقا للمصلحة‬
‫العامة‪ ،‬و يجد أساسه القانوني في المادة ‪ 02‬و المادة ‪ 29‬فقرة ‪ 10‬من المرسوم الرئاسي‬
‫‪.247-15‬‬

‫رابعا‪ :‬عقد تقديم الخدمات‪Le marché de préstation des services :‬‬

‫هو اتفاق بموجبه يقدم أحد األشخاص خدماته لشخص معنوي عام مقابل عرض يتفق‬
‫عليه حسب الشروط المتفق عليها‪ ،‬و المقابل هنا يكون خدمة و ليس منقوال لتتميز عن‬
‫صفقة التوريد مثل صيانة األجهزة‪ 1‬و تجد أساسها القانوني كذلك في المادة ‪ 29‬الفقرة‬
‫األخيرة ‪.‬‬

‫‪ -1‬عمار عوابدي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬النشاط اإلداري‪ ،‬طبعة ‪ ،2002‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪( ،‬د ت ن)‪،‬‬
‫ص ‪ 200‬و انظر كذلك‪ :‬اسماعيل بحري‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬سلطات القاضي االستعجالي‬

‫تمنح المادة ‪ 946‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ سلطات جديدة للقاضي االستعجالي الهدف األساسي‬
‫منها هو المحافظة على قواعد اإلشهار و المنافسة‪ ،‬هذه السلطات‪ 1‬سنتناولها ضمن‬
‫ثالثة مطالب‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬سلطة توجيه أمر لإلدارة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬سلطة فرض الغرامة التهديدية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬سلطة األمر بتأجيل إمضاء العقد‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬سلطة توجيه أمر لإلدارة)‪(L’injonction‬‬

‫منحت الفقرة ‪ 4‬من المادة ‪ 946‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ القاضي االستعجالي سلطة توجيه أمر‬
‫لإلدارة لالمتثال اللتزاماتها لذلك نتطرق إلى التعريف القانوني لألمر و سلطة القاضي‬
‫فيه(الفرع األول)‪ ،‬ثم سلطة القاضي االستعجالي في مواجهة اإلشكال في التنفيذ(الفرع‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف القانوني لألمر و سلطة القاضي فيه‬

‫أوال‪ :‬التعريف القانوني لألمر‬

‫أ‪ -‬التعريف التشريعي‬

‫‪ -1‬شريف يوسف خاطر‪ ،‬دور القضاء اإلداري المستعجل في حماية الحريات األساسية‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،2009 ،‬ص ‪ .209‬و أنظر منية جليل‪ ،‬األطروحة السابقة‪ ،‬ص ‪.186‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لم يعطي المشرع تعريفا لألمر تاركا ذلك للفقه و القضاء إال أنه بصدور ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ رقم‬
‫‪ 09-08‬منح للقاضي االستعجالي هذه السلطة حيث أصبح يملك مكنة توجيه أمر لإلدارة‬
‫لتفي بالتزاماتها في مجالي العالنية و المنافسة كأن يأمرها‪:1‬‬

‫‪ -‬بنشر اإلعالن عن الصفقة في الصحف اليومية أو إعادة نشره مستوفيا البيانات‬


‫اإللزامية أو يوجه لها أم ار بقبول مرشح محروم أو مستبعد من دخول الصفقة دون وجه‬
‫حق‪ ،‬و هو ما يجعله يتدخل في أصل الحق و ينظر في جوهر الدعوى خالفا للقواعد‬
‫العامة المعروفة في القضاء االستعجالي الذي ال يمس بأصل الحق‪.‬‬

‫ب‪ -‬التعريف الفقهي‬

‫لقد ربط الفقه بين مصطلح األمر و مشكلة تنفيذ األحكام القضائية اإلدارية رغم الفرق‬
‫الشاسع بينهما على أساس أن األمر مسألة سابقة على مشكلة التنفيذ‪ ،‬في حين أن األمر‬
‫يتعلق بالقاضي‪ ،‬أما مشكلة تنفيذ الحكم القضائي ال تثور إال بعد صدور الحكم القضائي‬
‫و تبليغه لإلدارة‪.2‬‬

‫و يعرف أيضا « ذلك األمر الصادر عن القاضي اإلداري إلى أحد أطراف النزاع‬
‫باتخاذ سلوك معين و ذلك بإنجاز عمل أو االمتناع عنه»‪.3‬‬

‫أو هو «إجراء قضائي مستعجل خاص»‪.4‬‬

‫ج‪ -‬التعريف القضائي‬

‫‪ -1‬عبد الوهاب كسال‪ ،‬األطروحة السابقة‪ ،‬ص ‪ .231‬انظر كذلك‪ :‬آمال يعيش تمام‪ ،‬األطروحة السابقة‪ ،‬ص ص‬
‫‪.409-401‬‬
‫‪ -2‬مهند مختار نوح‪( ،‬القضاء اإلداري و األمر القضائي)‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‪ ،‬العدد ‪ ،2004 ،02‬ص ‪.188‬‬
‫‪ -3‬نادية تياب‪ ،‬األطروحة السابقة‪ ،‬ص ‪.280‬‬
‫‪ -4‬آمال يعيش تمام‪ ،‬األطروحة السابقة‪ ،‬ص ‪.409‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫قد كان من المستقر عليه أن القاضي ال يوجه أم ار لإلدارة و هو الموقف الذي ظل‬
‫القضاء اإلداري الجزائري يتبناه‪ 1‬إلى وقت قريب جدا‪ ،‬فنجده في قضية بين رئيس بلدية‬
‫"درقينة" ضد "س‪.‬ع" يصرح بأن البلدية إدارة عمومية ال يمكن لها أن تكون محال ألمر‬
‫أداء‪ ،‬و ذلك في ‪.2000/04/24‬‬

‫األمر هو طلب مقترن بجزاء صادر عن القاضي اإلداري إلى أطراف النزاع فهو التزام‬
‫على عاتقهم‪.2‬‬

‫إشكال‪ :‬تثيره الفقرة ‪ 4‬من المادة ‪ 946‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ يجعلنا نبدي المالحظات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬بدأت هذه الفقرة بعبارة يمكن‪ ،‬بمعنى أن سلطة توجيه أمر لإلدارة سلطة تقديرية‬
‫للقاضي‪.‬‬

‫‪ -‬كذلك السلطة التقديرية في تحديد أجل لاللتزام‪.3‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬سلطة القاضي االستعجالي في مواجهة اإلشكال في التنفيذ‬

‫أوال‪ :‬تعريف االشكال في التنفيذ‬

‫يعتبر اإلشكال في تنفيذ األوامر الموجهة لإلدارة آلية لتعطيل تنفيذ األحكام القضائية‬
‫كسبا للوقت‪ ،‬حيث تتخذ اإلدارة هذه اآللية كذريعة لإلفالت من سلطة القاضي اإلداري‬

‫‪ - -1‬نادية تياب‪ ،‬األطروحة السابقة‪ ،‬ص ‪ .278‬و انظر كذلك‪ :‬لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬دروس في المنازعات‬
‫اإلدارية‪ ،‬وسائل المشروعية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار هومة للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص ‪.505‬‬
‫‪ -2‬إلهام فاضل ‪( ،‬سلطات قاضي االلغاء لضمان تنفيذ أحكامه في التشريع الجزائري) ‪ ،‬الملتقى الوطني األول حول‬
‫سلطات القاضي اإلداري في المنازعات اإلدارية‪ ،2011 ،‬جامعة قالمة‪ ،‬ص ‪.07‬‬
‫‪ -3‬عبد الوهاب كسال‪ ،‬األطروحة السابقة‪ ،‬ص ‪.236‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بتوجيه أوامره إليها للتنفيذ‪ ،1‬و هذا األمر استدعى ضرورة تدخل القاضي لوضع حد لهذا‬
‫التعسف‪.‬‬

‫و من صور تعسف اإلدارة في استخدام حق اإلشكال في التنفيذ‪:‬‬

‫‪ -‬برفعه لمحكمة غير مختصة و هنا يظهر سوء نية اإلدارة و رغبتها بإيقاف الحكم‬
‫الصادر ضدها لكسب الوقت‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مواجهة القاضي آللية اإلشكال في التنفيذ‬

‫في التشريع الجزائري ينتهي استحالة التنفيذ بالتعويض الذي يقدره القضاء اإلداري على‬
‫أساس معايير موضوعية من مدى تحقق الضرر‪ ،‬المدة‪ ،‬تضييع الفرصة‪.‬‬

‫و اإلشكال بالنسبة للمشرع الجزائري أنه رغم تعديل ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ إال أنه لم ينص على‬
‫الجزاء في حالة تعسف اإلدارة و لم يبين إذا كان االختصاص يؤول للقاضي االستعجالي‬
‫أم لقاضي الموضوع الفاصل في الدعوى‪.2‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬سلطة فرض الغرامة التهديدية )‪(L’astreinte‬‬

‫منحت كذلك المادة ‪ 946‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ سلطة للقاضي في فرض الغرامة التهديدية وهذا‬
‫ما سنتناوله ضمن فرعين بداية بالتعريف القانوني للغرامة التهديدية و سلطة القاضي فيها‬
‫(الفرع األول)‪ ،‬و نوضح موقف المشرع الجزائري من الغرامة التهديدية بعد صدور‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪ -1‬آمال يعيش تمام‪ ،‬األطروحة السابقة‪ ،‬ص ‪ .368‬و كذلك‪ :‬سلوى بومقورة‪ ،‬المداخلة السابقة‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -2‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬تنفيذ األحكام اإلدارية واشكاالته القانونية‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬االسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص ‪.125‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف القانوني للغ ارمة التهديدية و سلطة القاضي فيها‬

‫أوال‪ :‬التعريف القانوني للغرامة التهديدية‬

‫أ‪ -‬التعريف التشريعي‬

‫لم يقدم المشرع الجزائري تعريفا للغرامة التهديدية تاركا ذلك للفقه و القضاء لكنه‬
‫باعتبارها وسيلة قانونية أقرها صراحة في المواد من ‪ 980‬إلى ‪ 986‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬

‫ب‪ -‬التعريف الفقهي‬

‫تعريف عبد الرزاق السنهوري‪( 1‬القضاء يلزم المدين بتنفيذ التزاماته عينا في خالل مدة‬
‫معينة‪ ،‬فإذا تأخر عن التنفيذ كان ملزما بدفع الغرامة التهديدية عن هذا التأخير مبلغا‬
‫معينا عن كل يوم أو كل أسبوع أو كل شهر‪.)...‬‬

‫تعريف الفقيه ‪ Aubu‬بقوله (أن الغرامة التهديدية تسري في جميع ماله قوة تنفيذية مما‬
‫يصدره القضاء حتى و لو كان ال يتمتع بحجية أو قوة الشيء المقضي به‪.)2‬‬

‫و هو ما تؤكده المادة ‪ 980‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،3‬بينما يتجه فقه القانون اإلداري لألخذ بنظام‬
‫الغرامة‪.4‬‬

‫ج‪ -‬التعريف القضائي‪:‬‬

‫‪ -1‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬نظرية االلتزام بوجه عام‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪ ،1998‬ص ‪.807‬‬
‫‪ -2‬محمد باهي أبو يونس‪ ،‬الغرامة التهديدية كوسيلة إلجبار اإلدارة على تنفيذ األحكام اإلدارية‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة للنشر‪ ،‬االسكندرية‪ ،2001 ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪ -3‬اُنظر المادة ‪ 980‬من القانون رقم ‪ ، 09-08‬السابق ذكره‪.‬‬
‫‪ -4‬محمد الصغير بعلي‪( ،‬تنفيذ الفرار القضائي اإلداري)‪ ،‬مجلة التواصل‪ ،‬العدد ‪ ،2006 ،17‬ص ‪.152‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫هي مبلغ مالي يوقعه القاضي اإلداري على المدين الممتنع عن تنفيذ التزام واقع على‬
‫عاتقه بمقتضى سند تنفيذي‪ ،‬بناء على طلب الدائن‪ ،‬إذن هي تهديد مالي هدفه الضغط‬
‫على اإلدارة الممتنعة أو المتماطلة عن التنفيذ بالتزاماتها بأداء مبلغ مالي عن كل فترة‬
‫زمنية في تأخير تنفيذ االلتزام وهو ما يمكن أن يحملها على االلتزام بقواعد العالنية و‬
‫المنافسة‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬سلطة القاضي في فرض الغرامة التهديدية‬

‫للقاضي الحرية في تحديد مبلغ الغرامة التهديدية فقد يحددها بأكثر من قيمة الضرر كما‬
‫يجوز للجهة القضائية تخفيض الغرامة التهديدية‪ 2‬أو الغائها عند الضرورة و ذلك طبقا‬
‫للمادة ‪ 984‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬ألن سبب وجودها هو اإلجبار على التنفيذ و ليس العقاب‪.3‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬موقف المشرع الجزائري من الغرامة التهديدية بعد صدور ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬

‫أجاز المشرع الجزائري فرض الغرامة التهديدية في ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ في الباب السادس من‬
‫الكتاب الرابع حيث وسع سلطات القاضي في هذا المجال و لكن ذلك بشروط‪:4‬‬

‫‪ -‬عدم تنفيذ اإلدارة للحكم و مخالفة التزامها‪.‬‬

‫‪ -‬لزوم األمر بالغرامة التهديدية حيث يأمر القاضي بمبلغ كجزاء عن كل يوم تأخير‪.‬‬

‫‪ -1‬سلوى بومقورة‪ ،‬المداخلة السابقة‪ ،‬ص ‪.16‬‬


‫‪ -2‬فائزة براهيمي‪ ،‬سهام براهيمي‪( ،‬االعتراف القانوني للقاضي اإلداري بمواجهة اإلدارة في تنفيذ األحكام القضائية)‪،‬‬
‫مجلة دفاتر السياسة و القانون‪ ،‬العدد ‪ ،2010 ،10‬ص ‪.217‬‬
‫‪ -3‬عبد الغني بلعابد‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪ -4‬رمضان غناي‪( ،‬موقف مجلس الدولة من الغرامة التهديدية)‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪،2003 ،04‬‬
‫ص ‪.145‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لكن هناك عدة اشكاالت‪ 1‬طرحت في موضوع فرض الغرامة التهديدية حيث يرى‬
‫البعض أن الغرامة التهديدية ال تحسم النزاع‪ ،‬ألنه في حالة امتناع المخالف عن االلتزام‬
‫رغم توقيع الغرامة‪ ،‬فما هي الوسائل المخولة لقاضي االستعجال إلجباره على االلتزام؟‬

‫كما أن عبارة يمكن في المادة ‪ 946‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ بمعنى سلطة جوازية تخضع للسلطة‬
‫التقديرية للمحكمة اإلدارية في تحديد أجل االلتزام‪.‬‬

‫‪ -‬لم يتناول المشرع الجزائري كيفية تغطية الغرامة‪ 2‬التهديدية في حالة عدم قدرة اإلدارة‬
‫على التنفيذ‪ ،‬هل يتحمل ذلك خزينة الدولة؟ و ذلك على حسب أنواع الغرامة‪.3‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬سلطة األمر بتأجيل إمضاء العقد )‪(La suspension‬‬

‫منحت الفقرة السادسة من المادة ‪ 946‬للقاضي سلطة األمر بتأجيل‪ 4‬إمضاء العقد حيث‬
‫أنه بمجرد إخطار المحكمة اإلدارية بالدعوى في حالة اإلخالل بالتزامات اإلشهار و‬
‫المنافسة فإنه يمكنها أن تأمر بتأجيل إمضاء العقد لذلك نتطرق لتعريف إمضاء العقد في‬
‫مجال العقود اإلدارية و ص ع (الفرع األول) ثم دور أمر التأجيل في الضغط على‬
‫اإلدارة (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف إمضاء العقد في مجال العقود اإلدارية و ص ع‬

‫‪ - -1‬عبد الكريم بودريوة‪( ،‬اشكاالت القضاء اإلداري االستعجالي في مادة الصفقات العمومية)‪ ،‬الملتقى الدولي الرابع‬
‫حول قضاء االستعجال اإلداري‪ ،‬المركز الجامعي الوادي‪ ،2011 ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -2‬عز الدين كلوفي‪،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪ -3‬محمد باهي أبو يونس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪ -4‬محمد مهدي لعالم‪ ،‬المقالة السابقة‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫هو توقيع االتفاقية بين المصلحة المتعاقدة و المتعامل المتعاقد الذي تم اختياره دون‬
‫احترام اجراءات المنافسة و اإلشهار‪.‬‬

‫و حسب األستاذ لحسين بن الشيخ آث ملويا (أن هذا األمر ذو طابع تحفظي و‬
‫مؤقت ألنه يصدر قبل الفصل في موضوع الدعوى المرفوعة أمام المحكمة اإلدارية و‬
‫المتعلقة باإلخالل بالتزامات اإلشهار و المنافسة)‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دور أمر التأجيل في الضغط على اإلدارة‬

‫يعد هذا التأجيل في حد ذاته وسيلة ضغط على اإلدارة لتفي بالتزاماتها و هي سلطة‬
‫خطيرة تشل إبرام العقد و تؤثر في سير المرفق العام بانتظام و إطراد‪ 2‬و يؤجل توقيع‬
‫الصفقة إلى نهاية اإلجراءات القضائية أمام المحكمة اإلدارية على أن ال تتجاوز المدة‬
‫عشرون (‪ )20‬يوما‪.‬‬

‫و قد راعى المشرع من خالل هذه الفقرة األخيرة من المادة ‪ 946‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ التوازن‬
‫بين المصلحتين العامة و الخاصة‪ ،‬ألنه إذا لم يتم تأجيل إمضاء الصفقة فإنها ستوقع و‬
‫ربما سيشرع في تنفيذها في الوقت الذي تسري فيه إجراءات الدعوى أمام القضاء و إلى‬
‫أن يصدر األمر فقد تترتب نتائج يصعب تداركها بما يلحق الضرر بالمصلحة المتعاقدة و‬
‫بمصلحة المدعي و حتى بالمتعاقد الذي تم قبوله دون احترام إجراءات اإلشهار و‬
‫المنافسة‪.‬‬

‫‪ -1‬لحسين بن الشيخ آث ملويا‪ ،‬قانون االجراءات اإلدارية‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار هومة للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‬
‫‪.42‬‬
‫‪ -2‬أمينة غني‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪ .265‬و انظر كذلك‪ :‬ليلى بوكحيل‪ ،‬المداخلة السابقة‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫في الوقت ذاته فقد حدد المشرع أجال معقوال يتناسب و طبيعة القضية االستعجالية و‬
‫يراعى عدم تعطيل سير المرفق العام‪ ،‬فهو األجل نفسه المخصص للفصل في القضية‬
‫كما هو وارد في المادة ‪ 947‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ و هو عشرون (‪ )20‬يوما‪.‬‬

‫و سلطة األمر بتأجيل إمضاء العقد هي سلطة وقائية يباشرها القاضي بمجرد‬
‫إخطاره بالدعوى و ال يحتاج فيها للتأكد من ثبوت المخالفة‪.1‬‬

‫لكن هناك اشكال يتمثل في حال رفع الدعوى بعد ابرام العقد يصبح هذا األمر دون‬
‫جدوى‪.‬‬

‫و يرى األستاذ بودريوة ‪ « 2‬عندما ذكر أن تنظيم الصفقات العمومية نص على‬


‫إمكانية البدء في تنفيذ العقد‪ ‬قبل إبرامه استجابة لضرورات معينة‪ ،‬إال أن ذلك يتنافى مع‬
‫إمكانية رفع دعوى استعجالية‪ ،‬أي ال تجدي نفعا بعد اإلمضاء على العقد فقد تتحجج‬
‫اإلدارة بالطابع االستثنائي للمشروع أو تبدأ في تنفيذه لتخفي المخالفات التي ارتكبتها و‬
‫المتعلقة بمبدأ المنافسة و االشهار فتفلت بالتالي من الرقابة»‪.‬‬
‫إن هذا االتساع‪ 3‬في سلطات القاضي اإلداري دفع بالبعض إلى طرح إشكالية جوهرية‬
‫تتمثل فيما إذا كان في استطاعة قاضي الدعوى المستعجلة أن يبت بما لم يطلبه‬
‫الخصوم‪ ،‬إذا كان يشكل هذا الطلب نتيجة منطقية لما طلبوه‪4‬؟ ‪.‬‬

‫‪ -1‬فريدة مزياني‪ ،‬آمنة سلطاني‪( ،‬مبدأ حظر توجيه أوامر من القاضي اإلداري لإلدارة و االستثناءات الواردة عليه في‬
‫قانون االجراءات المدنية و اإلدارية)‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬العدد ‪ ،2011 ،07‬ص ‪.134‬‬
‫‪ -2‬عبد الكريم بودريوة‪ ،‬المداخلة السابقة‪ ،‬ص ص ‪.13 -1‬‬
‫‪ -‬تسمى صفقة تسوية‪ ،‬انظر المادة ‪ 12‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،247-15‬السابق ذكره‪.‬‬
‫‪ -3‬سلوى بومقورة‪ ،‬المقالة السابقة‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ -4‬حورية بن أحمد‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫و من التطبيقات القضائية لتأجيل إمضاء العقد نجد‪:‬‬


‫القرار‪ 1‬القضائي اإلداري االستعجالي الصادر عن مجلس قضاء األغواط(الغرفة‬
‫اإلدارية) بتاريخ ‪ 2010/09/06‬بين مؤسسة األشغال العمومية و والي والية األغواط‪،‬‬
‫حيث أن النزاع يتعلق بالمناقصة التي تلتمس المدعية وقف تنفيذها مع إلغاء قرار اللجنة‬
‫الوالئية ص ع‪ ،‬و أهم ما جاء في حيثياته(‪...‬حيث يستخلص لهيئة المجلس أن الغرفة‬
‫اإلدارية االستعجالية مختصة بالنظر في القضية الحالية طبقا للمادة ‪ 946‬و ‪ 947‬من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪ ...‬حيث أن المدعية هي من تقدمت بأقل عرض حسب الوثائق وأن إقصائها‬
‫لألسباب التقنية حسب ادعاءات مديرية األشغال العمومية ال أساس له طالما أن التنقيط‬
‫جاء مخالفا لبنود دفتر الشروط ‪.....‬حيث أن طلب المدعية المتعلق بوقف إجراءات‬
‫المناقصة و وقف أي إمضاء بشأنها مؤسس و يتعين االستجابة له‪..............‬لهذه‬
‫األسباب قرر المجلس في الموضوع‪:‬‬
‫القضاء بإلغاء قرار اللجنة الوالئية للص ع و القضاء بوقف إجراءات المناقصة‬
‫يكتسي الحكم الصادر حجية الشيء المقضي فيه‪.‬‬

‫‪.73‬‬ ‫‪ -1‬القرار القضائي منقول عن‪ :‬خليل مول الضاية‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الحكم في الدعوى االستعجالية في مادة إبرام الصفقات العمومية‬

‫إن الحكم الصادر أمام القاضي اإلداري االستعجالي يعتبر النتيجة للمطالبة القضائية‬
‫التي ال بد أن تنتهي بأمر حتى و لو كانت النتيجة عدم قبول الطلب أو القضاء بعدم‬
‫االختصاص‪ ،‬لذلك نعالج هذا المبحث ضمن ثالثة مطالب ‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مدى حجية الحكم االستعجالي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الطعن في الحكم االستعجالي‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬قواعد االختصاص اإلقليمي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مدى حجية الحكم االستعجالي‬

‫إن الحكم الصادر في الدعوى االستعجالية في مادة إبرام ص ع يتميز عن غيره من‬
‫األحكام في الدعاوى االستعجالية اإلدارية األخرى لذلك نتطرق الى تعريف الحكم و‬
‫طبيعة األمر االستعجالي (الفرع األول) ثم نوضح قواعد إصدار األمر االستعجالي‬
‫(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الحكم و طبيعة األمر االستعجالي‬

‫أوال‪ :‬تعريف الحكم‬

‫الحكم هو ما انتهى إليه القضاء من رأي في الخصومة عند إجراء المداولة سواء‬
‫باإلجابة الكلية أو الجزئية لطلبات المدعي أو رفضها‪ ،‬و لقد ذهب ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ في تعريفه‬
‫للحكم كما يلي «الحكم الفاصل في الموضوع كليا أو جزئيا في موضوع النزاع أو في‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫شكل دفع شكلي أو في دفع بعدم القبول أو في أي طلب عارض‪ ،‬و يكون مجرد النطق‬
‫به حائ از لحجية الشيء المقضي فيه في النزاع المفصول فيه»‪.1‬‬

‫و يقتصر النطق بالحكم على تالوة منطوقه من طرف الرئيس و بحضور قضاة‬
‫التشكيلة الذين تداولوا في القضية‪ ،‬مع االشارة إلى أن تاريخ الحكم هو تاريخ النطق به‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬طبيعة األمر االستعجالي‬

‫إذا أخطرت المحكمة اإلدارية‪ 3‬بالدعوى االستعجالية في مادة إبرام ص ع فإنها تدرس‬
‫الملف و يحدد لها أجل ‪( 20‬عشرون) يوما للفصل في الدعوى‪ ،4‬حيث تصدر أم ار له‬
‫حجية تلزم أطراف الدعوى‪ ،‬و هو حكم قطعي‪ 5‬له حجية قضائية‪ ،‬فاصل في أصل‬
‫الحق‪ ،‬و من ثم يتميز بحجية الحكم نفسها الذي يصدر عن القضاء اإلداري(قضاء‬
‫الموضوع)‪ ،‬فهو ليس بحكم مؤقت و ال يتعلق بتدابير وقائية‪ ،‬فهو مشمول بالنفاذ‬
‫المعجل‪ ،6‬يسمح للقاضي بالتدخل استعجاليا‪.‬‬

‫يكون لألمر االستعجالي حجية الشيء المقضي فيه‪ ،‬حيث يمنع الخصوم من إعادة‬
‫طرح النزاع بينهم أو أمام القاضي الذي أصدر األمر ما لم يحدث تغير في الوقائع‬

‫‪ -1‬انظر المادة ‪ 296‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬السابق ذكره‪.‬‬


‫‪ -2‬كريمة خلف هللا‪ ،‬منازعات الصفقات العمومية في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكر ماجستير‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪،2013 ،1‬‬
‫ص ‪.234‬‬
‫‪ -3‬جليل منية‪ ،‬األطروحة السابقة‪ ،‬ص ‪ .184‬و انظر كذلك‪ :‬محمد فقير‪ ،‬المداخلة السابقة‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -4‬اسماعيل بحري‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -5‬حسين طاهري‪ ،‬اإلجراءات المدنية و اإلدارية الموجزة‪ ،‬الجزء الثاني‪( ،‬شرح ق‪ .‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪(،‬د ط)‪ ،‬دار الخلدونية للنشر‬
‫و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪ -‬الحجية القضائية‪ :‬هو أول أثر قانوني يتصف به كل حكم قضائي قطعي‪ ،‬و يكون قابال للطعن بالطرق العادية‪.‬‬
‫‪ -6‬عبد الكريم بودريوة‪ ،‬المداخلة السابقة‪ ،‬ص ‪.106‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المادية‪ ،‬و هذه الحجية ال تؤثر على سلطة قاضي االستعجال في تفسير و تصحيح‬
‫األخطاء المادية التي تضمنها منطوقه‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬قواعد إصدار األمر االستعجالي‬

‫تطبق على األوامر المستعجلة في مادة إبرام ص ع نفس القواعد المطبقة على‬
‫األحكام فيما يتعلق بإجراءات اصدارها‪ ،‬و يمكن تلخيص هذه القواعد فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التشكيلة‬

‫وحد المشرع الجزائري التشكيلة الفاصلة في االستعجال و الموضوع‪ ،‬حيث أن الهيئة‬


‫الفاصلة في دعوى إلغاء القرار المخالف لقواعد العالنية و المنافسة هي نفسها الفاصلة‬
‫في الدعوى االستعجالية‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 917‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ على أنه « يفصل في‬
‫مادة االستعجال بالتشكيلة الجماعية المنوط بها البت في دعوى الموضوع»‪.‬‬

‫يرى بعض رجال القانون أن التشكيلة الجماعية‪ 2‬تمكن من إضفاء مصداقية على‬
‫األوامر الصادرة عن هذا القضاء‪.‬‬

‫أ‪ -‬الطابع الوجاهي و الكتابي و الشفوي في الدعوى‬

‫‪ -1‬الطابع الوجاهي‬

‫‪ -1‬خليل مول الضاية‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪.35‬‬


‫‪ -2‬سلوى بومقورة‪ ،‬المداخلة السابقة‪ ،‬ص ‪ .14‬و انظر كذلك‪ :‬عز الدين كلوفي‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪ .134‬و لمزيد‬
‫من التفصيل انظر المادة ‪ 171‬مكرر من ق‪.‬إ‪.‬م (الملغى) حيث كان يأخذ بالتشكيلة الفردية التي تفصل في مادة‬
‫االستعجال اإلداري و هذا منوط لرئيس المجلس القضائي قبل انشاء المحاكم اإلدارية‪.‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مبدأ المواجهة من أهم مبادئ التقاضي اإلداري ألنها ضمانة من ضمانات الدفاع‪،1‬‬
‫و مقتضى الطابع الوجاهي هو أن أي مستند أو أي وجه يقدمه أحد الطرفين لطلباته أو‬
‫دفوعه يجب أن يتاح للطرف اآلخر معرفة عناصره‪.‬‬

‫‪ -2‬الطابع الكتابي‬

‫أكدت هذا المبدأ المادة ‪ 923‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ بأن يفصل قاضي االستعجال وفقا إلجراءات‬
‫كتابية‪.‬‬

‫‪ -3‬الطابع الشفوي‬

‫يجوز للخصوم عند جلسة الحكم أن يتقدموا بمالحظاتهم الشفوية تدعيما لطلباتهم‬
‫الكتابية طبقا للمادة ‪ 844‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬فيسمح للقاضي أن يتحقق من الطلبات‬
‫االستعجالية من خالل سماع األطراف‪.‬‬

‫ب‪ -‬طبيعة اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬

‫يصدر القاضي أم ار استعجاليا يفصل به في موضوع النزاع‪ ،‬و يجب أن ينطق األمر‬
‫االستعجالي اإلداري في جلسة علنية‪* 2‬ضمانا لحقوق المتقاضين‪ ،‬و عند إصدار األمر‬
‫االستعجالي يجب االشارة إلى تطبيق أحكام المادتين ‪ 931‬و ‪ 932‬المتعلقتين باختتام‬
‫التحقيق و إخطار الخصوم و يبلغ األمر االستعجالي وفقا للقواعد المقررة للتبليغ الرسمي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مضمون األمر االستعجالي‬

‫‪ -1‬عبد الغني بلعابد‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪.46‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 6‬من االتفاقية األوروبية المؤرخة في ‪ 3‬سبتمبر ‪1953‬المتضمنة حقوق االنسان و الحريات األساسية‪ ،‬ص‬
‫‪.9‬‬
‫*‪-‬االتفاقية األوروبية لحقوق االنسان و الحريات األساسية‪ (Cour Européenne des droits de l’homme) :‬هي معاهدة‬
‫دولية‪ ،‬يمكن االطالع على االتفاقية و برتوكوالتها على الموقع الشبكي ‪ ،www.conventionCOE.int‬تاريخ التصفح ‪3‬‬
‫‪2100h ،2017‬‬ ‫أفريل‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫األمر االستعجالي كبقية أحكام القضايا بصفة عامة يشتمل وجوبا في ديباجته تحت‬
‫طائلة البطالن العبارة التالية‪:‬‬

‫« الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية باسم الشعب »‬

‫كما يصدر مسببا‪ ،‬و يتضمن على ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬الجهة التي أصدرت الحكم‪،‬‬

‫‪ -2‬أسماء و ألقاب و صفات القضاة الذين تداولوا في القضية ‪،‬‬

‫‪ -3‬تاريخ النطق به‪،‬‬

‫‪ -4‬اسم و لقب ممثل النيابة العامة عند االقتضاء‪،‬‬

‫‪ -5‬اسم و لقب أمين الضبط الذي حضر الجلسة‪،‬‬

‫‪ -6‬أسماء و ألقاب الخصوم و موطنهم‪ ،‬و في حالة شخص معنوي نذكر طبيعته و‬
‫تسميته و مقره االجتماعي و صفة ممثله القانوني أو االتفاقي‪.‬‬

‫يسبق منطوق الحكم كلمة« يقرر»‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬خصائص األمر االستعجالي‬

‫‪ -‬األمر االستعجالي مشمول بالنفاذ المعجل‪ ،‬حيث يتمتع بالقوة التنفيذية (ينفذ فورا) ‪ ،‬و‬
‫غير قابل للمعارضة و ال لإلعتراض على النفاذ المعجل‪.‬‬

‫‪-1‬انظر المادة ‪ 890‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬السابق ذكره‪.‬‬


‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬من حيث طرق الطعن‪ ،‬لم يفرده المشرع بإجراءات خاصة‪ ،‬و من ثم‪ 1‬فهو يخضع‬
‫للقواعد العامة المقررة لألحكام االستعجالية ضمن ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬

‫‪ -‬يرتب األمر االستعجالي آثاره من تاريخ التبليغ الرسمي (المادة ‪935‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الطعن في الحكم االستعجالي‬

‫تمثل طرق الطعن وسيلة للمتقاضي في الحصول على تصويب الحكم للقضية‬
‫المعروضة أمام القضاء االستعجالي اإلداري‪ ،‬و طرق الطعن تحمي القاضي لكونها تمكنه‬
‫من مراجعة األخطاء التي يكون قد ارتكبها في حكمه األول‪ ،‬و قد جرى التمييز بين‬
‫نوعين من طرق الطعن و هي طرق الطعن العادية (الفرع األول) و طرق الطعن غير‬
‫العادية (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬طرق الطعن العادية‬

‫أوال‪ :‬االستئناف‬

‫يعتبر االستئناف طريق طعن عادي ضد الحكم االبتدائي الصادر عن محاكم الدرجة‬
‫األولى بقصد اصالح القضاء الوارد به و الذي يشتكي منه الطاعن‪ ،‬و عرضه على جهة‬
‫أعلى‪ ،‬قصد مراجعة الحكم االبتدائي أو تعديله أو الغائه و ذلك بهدف رقابته و تقدير‬
‫مدى سالمته و تطابقه مع القانون‪.2‬‬

‫‪ - -1‬مسعود شيهوب‪ ،‬المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية‪ ،‬ج ‪ (2‬نظرية االختصاص)‪( ،‬د ط)‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.145‬‬

‫‪ -2‬مجيدة خالدي‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪.54‬‬


‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يتم استئناف األوامر االستعجالية الصادرة عن المحكمة اإلدارية أمام مجلس الدولة‬
‫باعتباره أعلى جهة قضائية في القضاء اإلداري‪.1‬‬

‫و قد ترك المشرع الجزائري في ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ بعض األوامر دون أن يشير الى امكانية‬
‫استئنافها من عدمها مما يثير الغموض بشأنها و هو الحال في مجال االستعجال في‬
‫مادة ابرام العقود االدارية و الصفقات العمومية م ‪ ،946‬و مصدر هذا الغموض أنه في‬
‫حاالت أخرى نص صراحة على القابلية للطعن مثل حالة التسبيق المالي (م ‪943‬‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪ ،‬و أكثر من ذلك فإنه نص في المادتين ‪ 936‬و ‪ 937‬على األوامر القابلة‬
‫لالستئناف و على تلك الغير قابلة لالستئناف و ال توجد مادة ص ع ضمن أي الفئتين‪.2‬‬

‫لذلك يرى األستاذ مسعود شيهوب أن األوامر الصادرة في مادة إبرام ص ع بموجب‬
‫المادة ‪ 946‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬تكون قابلة للطعن باالستئناف طالما نصت المادة الموالية لها و‬
‫هي المادة ‪ 947‬على أجل الفصل في الدعوى (‪ 20‬يوما) و طالما لم ينص المشرع على‬
‫أحكام خاصة فإنه يخضع ميعاد االستئناف و إجراءاته للقواعد العامة‪ 3‬المقررة للطعن في‬
‫األوامر االستعجالية بموجب المادة ‪ 949‬و ‪ 950‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬

‫و عليه فإن األوامر الصادرة تطبيقا للمادة ‪ 946‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ قابلة للطعن باالستئناف أمام‬
‫مجلس الدولة في ميعاد ‪ 15‬يوما تسري من يوم التبليغ الرسمي لألمر إلى المعني‪ ،‬و‬
‫تسري من تاريخ انقضاء أجل المعارضة إذا صدر غيابيا (المادة ‪.)950‬‬

‫كما يضيف األستاذ مسعود شيهوب أنه يعيب على المشرع هذه المنهجية غير‬
‫الموحدة‪ ،‬إذ كان عليه أن يتبع منهجية واحدة سواء بالنص فقط على األوامر غير القابلة‬

‫‪-1‬انظر المادة ‪ 171‬من دستور ‪ 1996‬المعدل و المتمم‪.‬‬


‫‪ -2‬مسعود شيهوب‪ ،‬المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية‪ ،‬ج ‪( ،1‬الهيئات و اإلجراءات)‪( ،‬د ط)‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.150‬‬
‫‪ -3‬كريمة خلف هللا‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪ .238‬و كذلك ‪ :‬سلوى بومقورة‪ ،‬المداخلة السابقة‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫للطعن و ما عداها فهو قابل للطعن أو العكس‪ ،‬فينص على األوامر االستعجالية القابلة‬
‫للطعن و ما عداها فهو غير قابل للطعن باالستئناف‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المعارضة‬

‫تعد المعارضة طريق طعن عادي في األحكام الغيابية‪ ،‬تمكن الخصم الغائب من إبداء‬
‫دفوعه و أسانيده في موضوع النزاع أمام الجهة القضائية التي أصدرته بهدف إلغائه و‬
‫إعادة الفصل في القضية من جديد‪.‬‬

‫هل يجوز الطعن بالمعارضة في األوامر االستعجالية اإلدارية الغيابية في مادة إبرام‬
‫ص ع ؟‪.‬‬

‫بالرجوع للمادة ‪ 950‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ «‪...‬و تسري من تاريخ انقضاء أجل المعارضة إذا‬
‫صدر غيابيا‪ »...‬نجد أن المعارضة جائزة‪ ،‬لكن بالرجوع للمادة ‪ 953‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ «تكون‬
‫األحكام و الق اررات الصادرة غيابيا عن المحاكم االدارية و مجلس الدولة قابلة‬
‫للمعارضة» نالحظ عدم ذكر األوامر في تعداد الق اررات القضائية القابلة للمعارضة مما‬
‫يفهم أنها تجوز في األحكام و الق اررات دون األوامر االستعجالية االدارية‪ ،‬و نظ ار‬
‫للتناقض بين المادتين يبقى األمر متروك لالجتهاد القضائي‪.‬‬

‫وفي انتظار ذلك رفضت المحكمة االدارية لوالية تيزي وزو المعارضة ضد أمر‬
‫استعجالي لمخالفته أحكام المادة ‪ 953‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬في قرار لها بتاريخ ‪ ،2013/03/11‬ورد‬
‫في حيثياته ما يلي‪ ...« :‬حيث أن الدفع الشكلي المثار من قبل المدعى عليها (ب‪ ،‬و)‬
‫بواسطة دفاعها (أ‪ ،‬م) في محله‪ ،‬كون أن المشرع في أحكام المادة ‪ 953‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪،‬‬
‫أجاز المعارضة في األحكام و الق اررات الصادرة عن المحاكم االدارية و مجلس الدولة‪.‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫حيث أن المدعي شكل معارضة ليس ضد حكم المحكمة و إنما ضد أمر استعجالي‪،‬‬
‫لذلك يتعين عدم قبول المعارضة شكال دون التصدي للموضوع‪» 1‬‬

‫بقيت المعارضة في األوامر االستعجالية االدارية بصفة عامة محل إشكال مما أدى الى‬
‫ظهور آراء فقهية حول هذه المسألة‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬طرق الطعن غير العادية‬

‫أوال‪ :‬الطعن بالنقض‬

‫يعتبر الطعن بالنقض في أحكام القضاء طريق غير عادي يرمي إلى النظر فيما إذا‬
‫كانت المحاكم قد طبقت النصوص و المبادئ القانونية بصورة سليمة في األحكام الصادرة‬
‫عنها‪ ،‬هذا ما تنص عليه المادة ‪ 956‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.3‬‬

‫يفهم منها أن الطعن بالنقض يتعلق بالق اررات و ليس باألوامر االستعجالية إذا ما قارنها‬
‫بمضمون المادة ‪ 949‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ المتعلقة باالستئناف‪.‬‬

‫أما المادة ‪ 11‬من ق ع رقم‪ 01-98‬فإنها تنص على ما يلي‪« :‬يفصل مجلس الدولة‬
‫في الطعون بالنقض في ق اررات الجهات القضائية االدارية الصادرة نهائيا‪ ،‬و كذا‬

‫‪ -1‬انظر قرار المحكمة اإلدارية تيزي وزو القسم االستعجالي رقم ‪ ،13/00242‬مؤرخ في ‪ ،2013/03/11‬قضية رقم‬
‫‪ ،13‬ملف رقم ‪( 13/00281‬غير منشور) منقول عن رضية بركايل‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪ -2‬عمر حمدي باشا‪( ،‬المعارضة في األحكام االستعجالية)‪ ،‬المجلة القضائية للمحكمة العليا‪ ،‬العدد ‪ ،2003 ،02‬ص‬
‫ص ‪ ،83-79‬و لمزيد من التفصيل راجع عبد القادر عدو‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار هومة للنشر و التوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2012 ،‬ص ‪.293‬‬
‫‪ -3‬تنص على ما يلي‪« :‬يحدد أجل الطعن بالنقض بشهرين يسري من تاريخ التبليغ الرسمي للقرار محل الطعن‪ ،‬ما لم‬
‫ينص القانون على خالف ذلك»‪.‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الطعون بالنقض في ق اررات مجلس المحاسبة‪ ،‬كما يختص بالقضايا المخولة له بموجب‬
‫نصوص خاصة»‪.‬‬

‫إذا أردنا التدقيق في الق اررات النهائية الصادرة عن القضاء االداري‪ ،‬نجدها في الوضع‬
‫الغالب تصدر عن مجلس الدولة‪ ،‬كون أن المحاكم االدارية ال تصدر كأصل عام ق اررات‬
‫نهائية‪ ،‬بل أحكامها تعد ابتدائية‪.‬‬

‫لذلك ال يعتبر مجلس الدولة جهة نقض فيما يخص األوامر االستعجالية الصادرة عن‬
‫المحاكم االدارية‪ ،‬بل يعد جهة استئناف‪ ،1‬و هو ال يفصل في قرار صادر عنه‪.2‬‬

‫لكن اذا صدر أمر استعجالي عن المحكمة االدارية و تم تبليغه للخصم و لم يرفع هذا‬
‫األخير استئنافا ضده في ميعاد ‪ 15‬يوما الممنوحة له قانونا‪ ،‬فإن األمر يصبح نهائيا‪.‬‬

‫فهل هذا يعني إمكانية رفع طعن بالنقض ضده طبقا للمادة ‪ 11‬ق ع ‪ 01-98‬باعتباره‬
‫أصبح نهائيا بفوات مواعيد الطعن؟‪.‬‬

‫إن المادة ‪ 11‬أعاله تتعلق بالق اررات الصادرة نهائيا أي في آخر درجة‪ ،‬و تبعا لذلك إذا‬
‫صدر األمر االستعجالي االبتدائي في مادة ابرام ص ع و لم يستأنف ضده في الميعاد‬
‫القانوني‪ ،‬فال يمكن الطعن فيه بالنقض كون المحكوم عليه رضي باألمر االستعجالي‬
‫عندما لم يرفع ضده استئنافا في الميعاد القانوني‪ ،‬لذا ال يعقل أن يقبل منه طعن بالنقض‪،‬‬
‫كونه سوف يحرم خصمه درجة من درجات التقاضي و هي االستئناف‪.3‬‬

‫‪ -1‬عبد الغني بلعابد‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪ .65‬و انظر كذلك‪ :‬كريمة خلف هللا‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫‪ -2‬مجلة مجلس الدولة العدد ‪ ،02‬سنة ‪ ،2002‬ص ‪. 155‬‬
‫‪ -3‬لحسين بن الشيخ آث ملويا‪( ،‬المنتقى في قضاء االستعجال االداري)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.168‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫و عليه فاألمر االستعجالي في مادة ابرام ص ع الصادر عن المحكمة االدارية ال يقبل‬


‫الطعن بالنقض و أمام سكوت المشرع يبقى الغموض بشأن مجلس الدولة باعتباره جهة‬
‫استئناف أو جهة ابتدائية نهائية في الصفقات المركزية؟‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اعتراض الغير الخارج عن الخصومة‬

‫يعتبر اعتراض الغير الخارج عن الخصومة طريق طعن غير عادي‪ ،‬يجوز اللجوء إليه‬
‫من كل شخص لحقه ضرر من الحكم أو القرار الذي فصل في أصل النزاع‪ ،‬في خصومة‬
‫لم يكن طرفا فيها بهدف م ارجعته أو إلغائه‪ ،1‬فيتم الفصل في القضية من جديد من حيث‬
‫الوقائع و القانون‪ ،‬أمام نفس الجهة القضائية التي أصدرته‪.2‬‬

‫أما بالنسبة إلمكانية اعتراض الغير الخارج عن الخصومة ضد األوامر االستعجالية في‬
‫مادة ابرام الصفقات العمومية‪ ،‬فالنصوص القانونية المتعلقة بطرق الطعن غير العادية لم‬
‫تتعرض بصفة صريحة لعدم جوازها‪.‬‬

‫حيث يفهم من المادة ‪ 960‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ أنها ال تتعلق باألوامر االستعجالية باعتبارها‬


‫تخص األحكام و الق اررات‪ ،‬لكن بالعودة إلى المادة ‪ 961‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ نجدها تطبق األحكام‬
‫المتعلقة باعتراض الغير الخارج عن الخصومة على المواد من ‪ 831‬إلى ‪ 389‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪،‬‬
‫و بالرجوع لهذه المواد فإنها تسمح باالعتراض في األوامر االستعجالية‪ ،‬حيث تنص المادة‬
‫‪ 381‬على «يجوز لكل شخص له مصلحة و لم يكن طرفا و ال ممثال في الحكم أو‬
‫القرار أو األمر المطعون فيه‪ ،‬تقديم اعتراض الغير الخارج عن الخصومة»‪ ،‬و ما دامت‬

‫‪ -1‬مجيدة خالدي‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪.58‬‬


‫‪-2‬انظر المواد ‪ 960‬إلى ‪ 962‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬السابق ذكره‪.‬‬
‫* و بالرجوع للمادتين ‪ 380‬و ‪ 960‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ نجدهما قد اشترطتا لممارسة هذا الطعن أن الحكم أو القرار فاصال‬
‫في أصل النزاع و الدعوى االستعجالية في مادة إبرام الصفقات العمومية تمس بأصل الحق و بالتالي فهو جائز‪.‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫هذه المادة تطبق أمام القضاء االداري فيمكن القول كذلك بجواز رفعه ضد األوامر‬
‫االستعجالية اإلدارية في مادة إبرام ص ع‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬التماس إعادة النظر‬

‫يعتبر التماس إعادة النظر طريق من طرق الطعن غير العادية‪ ،‬يجوز اللجوء إليه في‬
‫إحدى الحالتين المحددتين في المادة ‪ 967‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،2‬و ال يكون ذلك ممكنا إال ضد‬
‫الق اررات الصادرة عن مجلس الدولة‪.3‬‬

‫لذلك ال يجوز رفع التماس إعادة النظر ضد األحكام و األوامر االستعجالية الصادرة‬
‫عن المحاكم االدارية‪ ،‬بينما األوامر الصادرة عن مجلس الدولة و أمام غياب نص يجيزها‬
‫أو يمنعها‪ ،‬يذهب الفقه إلى عدم جوازه‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬دعوى تصحيح األخطاء المادية‬

‫هو طلب تصحيح لعرض غير صحيح لواقعة مادية أو تجاهل وجودها يرفع أمام الجهة‬
‫القضائية مصدرة الحكم أو القرار إال أن ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ لم ينص على أن األوامر اإلدارية‬
‫االستعجالية تقبل هذا الطريق من الطعن أم ال؟ إال أن الترجيح القانوني يقتضي قابليتها و‬
‫ذلك لسببين أولهما أن الخطأ واقع من السلطة القضائية و الثاني هو أن األمر اإلداري‬
‫االستعجالي عندما يتضمن خطأ يتعذر تنفيذه لذلك يتعين سلطة تصحيحه‪.4‬‬

‫‪ -1‬خليل مول الضاية‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪.43‬‬


‫‪-2‬انظر المادة ‪ 967‬من القانون رقم ‪ 09-08‬السابق ذكره تنص على مايلي «يمكن تقديم التماس إعادة النظر في‬
‫إحدى الحالتين اآلتيتين‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا اكتشف أن القرار قد صدر بناء على وثائق مزورة قدمت ألول مرة أمام مجلس الدولة‪،‬‬
‫‪ -2‬إذا حكم على خصم بسبب عدم تقديم وثيقة قاطعة كانت محتجزة عند الخصم»‪.‬‬
‫‪ -3‬مجيدة خالدي‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪ .59‬و انظر كذلك‪ :‬آمال يعيش تمام‪ ،‬األطروحة السابقة‪ ،‬ص ‪.474‬‬
‫‪ -4‬خليل مول الضاية‪ ،‬نفس المذكرة‪ ،‬ص ص ‪ 45-44‬و منية جليل‪ ،‬األطروحة السابقة‪ ،‬ص ‪.185‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬قواعد االختصاص اإلقليمي‬

‫لدراسة االختصاص اإلقليمي للمحكمة االدارية يجب اإلحاطة بتعريف االختصاص‬


‫اإلقليمي (الفرع األول) و معايير تحديده (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف االختصاص اإلقليمي‬

‫يقصد باالختصاص اإلقليمي توزيع االختصاص توزيعا جغرافيا يخضع للتقسيم‬


‫القضائي‪ 1‬بين المحاكم المنتشرة في أنحاء الدولة ‪.‬‬

‫فقواعد االختصاص اإلقليمي تهتم بتوزيع القضايا على أساس إقليمي بين مختلف‬
‫المحاكم من نفس النوع و المنتشرة في ربوع البالد‪.‬‬

‫إذا فالغاية منه هو تيسير التقاضي و تقريب المحاكم من المتقاضين‪ ،‬و المالحظ أن‬
‫المشرع الجزائري اعتمد مصطلح اإلقليم‪ ،‬بدال من المحلي الذي كان سائدا في ق‪.‬إ‪.‬م‬
‫الملغى‪ ،‬و ذلك لما لهذا المصطلح من مدلول أوسع و أشمل من الناحية القانونية‪.2‬‬

‫و يعتبر االختصاص اإلقليمي من النظام العام ال يجوز االتفاق على مخالفته و يمكن‬
‫إثارته من قبل الخصوم أومن تلقاء القاضي نفسه المختص بالفصل في النزاع و في أي‬
‫مرحلة من مراحل سير الدعوى االدارية االستعجالية‪.3‬‬

‫‪ -1‬الملحق المتضمن االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية تابع للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-98‬المؤرخ في ‪14‬‬
‫نوفمبر ‪ ،1998‬يحدد كيفيات تطبيق أحكام القانون رقم ‪ ،02-98‬ج ر عدد ‪ 85‬المؤرخة في ‪ 15‬نوفمبر ‪ ،1998‬ص‬
‫ص ‪.16-5‬‬
‫‪ -2‬يوسف يعقوبي‪ ،‬االستعجال في المادة اإلدارية في ضوء ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة عنابة‪ ،2011 ،‬ص‬
‫‪.48‬‬
‫‪-3‬انظر المادة ‪ 807‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬السابق ذكره‪.‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬معايير تحديد االختصاص اإلقليمي‬

‫أوال‪ :‬القاعدة العامة‬

‫يتحدد االختصاص اإلقليمي للمحكمة اإلدارية طبقا للمادة ‪ 37‬و ‪ 38‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ وفقا لنص‬
‫اإلحالة الذي ورد في المادة ‪ 803‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ 1‬كما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬المحكمة المختصة هي محكمة موطن المدعى عليه‬

‫طبقا للمادة ‪ 37‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ فإن المحكمة المختصة هي محكمة موطن المدعى عليه‪ ،‬ألن‬
‫األصل هو براءة ذمة المدعى عليه مما نسب إليه‪ ،‬و على المدعي تحمل عبء اإلثبات‬
‫و عبء التنقل و غيرها‪ ،‬و تبدو القاعدة في غاية العدل و المنطق‪.‬‬

‫و إذا كانت المادة ‪ 37‬أشارت لحالة عدم وجود موطن معروف ‪ ،‬و أن االختصاص‬
‫يعود حينئذ لمحكمة آخر موطن للمدعى عليه‪ ،‬فإن هذا يخص أشخاص القانون الخاص‬
‫و األفراد بالتحديد و ال يخص اإلدارة‪ ،‬ألن موطنها معروف‪ ،‬فال يثور مثل هذا اإلشكال‬
‫أمام المحاكم اإلدارية و بالذات في منازعات ابرام الصفقات العمومية‪.‬‬

‫ب‪ -‬المحكمة المختصة في حالة تعدد المدعى عليهم‬

‫في حالة تعدد المدعى عليهم بالنسبة ص ع و العقود اإلدارية موضوع المادة ‪946‬‬
‫ق‪.‬إ م‪.‬إ نتصور أن اإلخالل بالتزامات اإلشهار و المنافسة صادر من جهة إدارية‬
‫واحدة‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬االستثناء الوارد على قواعد االختصاص اإلقليمي للمحكمة اإلدارية‬

‫‪-1‬انظر المادة ‪ 803‬من القانون رقم‪ ،09-08‬السابق ذكره‪ ،‬تنص على ما يلي ‪« :‬يتحدد االختصاص االقليمي‬
‫للمحاكم اإلدارية طبقا للمادتين ‪ 37‬و ‪ 38‬من هذا القانون»‪.‬‬
‫‪ -2‬رضية بركايل‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪ .48‬و كذلك‪ :‬عمار بوضياف‪ ،‬القضاء اإلداري في الجزائر‪ ،‬دراسة وصفية‬
‫تحليلية مقارنة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬جسور للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪.137‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 804‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ أنه خالفا للقاعدة العامة و هي وجوب رفع الدعوى في‬
‫موطن المدعى عليه‪ ،‬فإن الدعوى ترفع في أمكنة محددة بتوجيه من المشرع في حاالت‬
‫معينة‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬االختصاص اإلقليمي في مادة العقود اإلدارية و الصفقات العمومية‪.‬‬

‫في مادة العقود اإلدارية و ص ع فإن المشرع قد قام بتسهيل اإلجراءات أمام‬
‫المتقاضين‪ ،‬و جعل االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية ينعقد حسب مكان تنفيذ العقد‬
‫و مكان إبرام العقد حسب المادة ‪ 804‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪.‬‬

‫و قد جعل المشرع الجزائري تحديد االختصاص اإلقليمي لمنازعات يشكل استثناء على‬
‫القاعدة العامة ضمن المادة ‪ 804‬في فقراتها الثانية‪ ،‬الثالثة و السادسة كما يلي‪« :‬‬

‫‪ -2‬في مادة األشغال العمومية‪ ،‬أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان‬
‫تنفيذ األشغال‪،‬‬

‫‪ -3‬في مادة العقود اإلدارية‪ ،‬مهما كانت طبيعتها‪ ،‬أمام المحكمة التي يقع في دائرة‬
‫اختصاصها مكان إبرام العقد أو تنفيذه‪،‬‬

‫‪ -6‬في مادة التوريدات أو األشغال أو تأجير خدمات فنية أو صناعية‪ ،‬أمام المحكمة‬
‫التي يقع في دائرة اختصاصها مكان إبرام االتفاق أو مكان تنفيذه إذا كان أحد األطراف‬
‫مقيما به»‪.‬‬

‫‪ -1‬عمار بوضياف‪ ،‬المرجع في المنازعات اإلدارية‪ ،‬القسم األول‪ ( ،‬اإلطار النظري للمنازعات اإلدارية)‪ ،‬المرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪ .183‬و انظر كذلك‪ :‬آمال يعيش تمام‪ ،‬األطروحة السابقة‪ ،‬ص ‪.369‬‬
‫نطاق اختصاص القاضي االستعجالي اإلداري في مادة إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خالصة الفصل الثاني‬

‫تطرقنا في هذا الفصل لإلخالل بالتزامات اإلشهار و المنافسة في مادة إبرام ص ع‬


‫المنصوص عليها في المادة ‪ 946‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ و التي لم يخضعها المشرع لشرط‬
‫االستعجال بالطبيعة بل أخضعها لالستعجال بنص القانون و منح بموجبها للقاضي‬
‫اإلداري االستعجالي سلطات واسعة و غير مألوفة تتمثل في‪:‬‬

‫‪-‬سلطة توجيه أمر لإلدارة‬

‫‪-‬سلطة فرض الغرامة التهديدية‬

‫‪-‬سلطة األمر بتأجيل إمضاء العقد‬

‫ليصل القاضي من خالل هذه السلطات إلى حكم فاصل في الموضوع و هو حكم قطعي‬
‫فاصل في أصل الحق‪.‬‬
‫الخــــــاتمــــــة‬

‫إن الصفقات العمومية التي تبرمها اإلدارة تثير في الواقع العملي عدة منازعات ال سيما‬
‫في مرحلة اإلبرام و ذلك في حالة إخالل اإلدارة بالتزامات اإلشهار و المنافسة ملحقة‬
‫بذلك أضرار للمتعاقد معها‪ ،‬مما يستوجب تدخل الجهة القضائية المختصة بناء على‬
‫طلب هذا األخير إلنصافه‪ ،‬من هذا المنطلق جاءت فكرة القضاء االستعجالي في مادة‬
‫إبرام الصفقات العمومية الذي كان محل اهتمام تشريعي بإفراد فصل مستقل لتنظيم‬
‫أحكامه‪ ،،‬حيث أوجد المشرع الجزائري وسيلة توفر الحماية العاجلة تتمثل في الدعوى‬
‫االستعجالية االدارية في مادة ابرام الصفقات العمومية‪ ،‬هذه الدعوى المستحدثة في القانون‬
‫رقم ‪ 09-08‬المتضمن ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ و المنصوص عليها في المادتين ‪ 946‬و ‪ 947‬أعطت‬
‫للقاضي االستعجالي اإلداري سلطات واسعة في مواجهة اإلدارة من شأنها أن تؤدي إلى‬
‫تحقيق الشفافية في إبرام الصفقات العمومية تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬توجيه أوامر لإلدارة‪.‬‬

‫‪ -‬فرض غرامة تهديدية‪.‬‬

‫‪ -‬تأجيل إمضاء العقد‪.‬‬

‫و في ختام دراستنا لهذه الدعوى يمكن القول أنها آلية قضائية جد فعالة‪ ،‬كما تعتبر‬
‫ضمانة قضائية لحماية قواعد اإلشهار و المنافسة‪ ،‬إال أن هذا يحتاج إلى وعي كبير لدى‬
‫المتعاملين المتعاقدين بهذه األحكام من إخراجها من النصوص إلى التطبيق‪ ،‬حيث أن‬
‫إعمال هذه المواد يسمح لتدخل القاضي اإلداري قبل إبرام العقود اإلدارية و الصفقات‬
‫العمومية و بذلك فهي صفعة موجعة للمفسدين‪.‬‬

‫النتائج‪:‬‬

‫‪ -1‬من إبداعات ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ أنه استحدث فصال بعنوان االستعجال في مادة إبرام العقود‬
‫اإلدارية و الصفقات العمومية‪.‬‬
‫الخــــــاتمــــــة‬

‫‪ -2‬المشرع عندما تبنى االستعجال في مادة إبرام الصفقات العمومية ابتغى من وراء‬
‫ذلك تكريس آليات الرقابة القضائية على اإلدارة‪.‬‬

‫‪ -3‬تعتبر دعوى استثنائية بامتياز ألنها ال تتقيد بشرط عدم المساس بأصل الحق حيث‬
‫تسمح للقاضي اإلداري التدخل استعجاليا و النظر في الموضوع (أصل الحق) من خالل‬
‫اتخاذه إجراءات قطعية نهائية‪.‬‬

‫‪ -4‬تتميز هذه الدعوى عن غيرها من خالل القواعد الخاصة التي تميزها و المتمثلة في‬
‫(أطراف الدعوى‪ ،‬مدة الفصل في النزاع‪ ،‬طبيعة الحكم القطعي)‪.‬‬

‫‪ -5‬دعوى وقائية فهي ال تهدف إلى توقيع الجزاء بقدر ما تهدف إلى إصالح المخالفات‬
‫قبل إبرام العقد‪.‬‬

‫‪ -6‬تعتبر قفزة نوعية ضمن ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ و هي أبرز خاصية تتمتع بها منازعات الصفقات‬
‫العمومية‪.‬‬

‫‪ -7‬دعوى خاصة لسد منافذ الفساد‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬

‫في ظل النتائج المتوصل إليها ارتأينا إدراج بعض التوصيات أو االقتراحات تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -1‬تمكين القاضي من التدخل لوضع حد لمخالفات اإلدارة حتى و لو أبرمت العقد ألنه‬
‫حسب المادة ‪ 946‬سلطة القاضي معدومة إذا تم إبرام العقد‪.‬‬

‫‪ -2‬نظ ار لخصوصية هذه الدعوى ينبغي إعادة النظر في طرق الطعن لتحكمها قواعد‬
‫خاصة بصفة مستقلة ليست كما هي عليه اآلن ترجع للقواعد العامة‪ ،‬و إزالة الغموض‬
‫عنها‪.‬‬
‫الخــــــاتمــــــة‬

‫‪ -3‬ضرورة ضبط نص المادة ‪ 946‬لتسد ثغرات الفساد و ذلك ‪:‬‬

‫‪ -‬بتحديد من يحرص شفافية ص ع التي تبرمها الهيئات المركزية ‪.‬‬


‫‪ -‬ضرورة تحديد األطر القانونية التي تحدد كيفيات تبليغ الوالي و إعالمه بالتجاوزات‬
‫الحاصلة‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة تحديد الجزاء المترتب على اإلشكال في التنفيذ لتفادي عدم فاعلية هذه‬
‫الدعوى‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة تكريس القاضي االستعجالي اإلداري لهذه السلطات الممنوحة له بكل ثقة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬قائمة المصادر‬

‫‪ -1‬القرآن الكريم‬

‫‪ -2‬النصوص التأسيسية‬

‫الدستور‬

‫دستور‪ 1996‬ج ر عدد ‪ 76‬المؤرخة في ‪ 08‬ديسمبر ‪ 1996‬معدل ب‪:‬‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ 03-02‬المؤرخ في ‪ 10‬أفريل ‪ 2002‬ج ر عدد ‪ 25‬مؤرخة في ‪14‬‬


‫أفريل ‪.2002‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 19-08‬المؤرخ في ‪ 15‬نوفمبر ‪ 2008‬ج ر عدد ‪ 63‬المؤرخة في ‪16‬ر‬
‫نوفمبر ‪.2008‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 01-16‬المؤرخ في ‪ 06‬مارس ‪ 2016‬ج ر عدد ‪ 14‬المؤرخة في ‪07‬‬
‫مارس ‪.2016‬‬
‫‪ -‬المعاهدات و االتفاقيات الدولية‬
‫‪ -‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬اعتمدته الجمعية العامة لألمم المتحدة بقرارها رقم‬
‫‪ 218000‬المؤرخ في ‪ 10‬ديسمبر ‪ 1948‬صادقت عليه الجزائر في ‪.1963‬‬
‫‪ -‬االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان و الحريات األساسية المؤرخة في ‪ 03‬سبتمبر‬
‫‪. 1953‬‬
‫‪ -‬المرسوم الرئاسي ‪ 128-04‬المؤرخ في ‪ 19‬أفريل ‪ 2004‬يتضمن التصديق بتحفظ‬
‫على اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد المعتمدة من قبل الجمعية العامة لألمم‬
‫المتحدة بنييورك يوم ‪ 31‬أكتوبر ‪ 2003‬ج ر عدد ‪ 26‬المؤرخة في ‪ 25‬أفريل‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ -3‬النصوص التشريعية‬
‫القوانين العضوية‬

‫‪ -1‬القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬المؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ 1998‬يتعلق باختصاصات‬


‫مجلس الدولة و تنظيمه و عمله‪ ،‬ج ر عدد ‪ 37‬المؤرخة في ‪ 01‬جوان ‪ 1998‬المعدل و‬
‫المتمم بموجب القانون العضوي رقم ‪ 13 -11‬المؤرخ في ‪ 26‬جويلية ‪ 2011‬ج ر عدد‬
‫‪ 43‬المؤرخة في ‪ 03‬أوت ‪.2011‬‬

‫‪ -2‬القانون العضوي رقم ‪ 03 -98‬المؤرخ في ‪ 03‬جوان ‪ 1998‬يتعلق باختصاصات‬


‫محكمة التنازع و تنظيمها و عملها‪ ،‬ج ر عدد ‪ 39‬المؤرخة في ‪ 07‬جوان ‪.1998‬‬

‫القوانين العادية‬

‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 02-98‬المؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ 1998‬يتعلق بالمحاكم اإلدارية‪ ،‬ج ر عدد‬


‫‪ 37‬المؤرخة في ‪ 01‬جوان ‪.1998‬‬

‫‪ -2‬القانون رقم ‪ 05-99‬المؤرخ في ‪ 04‬أفريل ‪ 1999‬المتضمن القانون التوجيهي للتعليم‬


‫العالي‪ ،‬ج ر عدد ‪ 24‬المؤرخة في‪ 04‬أفريل ‪ 1999‬معدل ب‪:‬‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ 04-2000‬ج ر عدد ‪.75‬‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ 06-08‬ج ر عدد ‪.10‬‬

‫‪ -3‬القانون رقم ‪ 01-06‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ 2006‬يتعلق بالوقاية من الفساد و‬


‫مكافحته‪ ،‬ج ر عدد ‪ 14‬المؤرخة في ‪ 08‬مارس ‪ 2006‬المعدل و المتمم بموجب‪:‬‬

‫‪ -‬األمر رقم ‪ 05-10‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ ،2010‬ج ر عدد ‪ 50‬المؤرخة في ‪01‬‬


‫سبتمبر ‪.2010‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 15-11‬المؤرخ في ‪ 02‬أوت ‪ ،2011‬ج ر عدد ‪ 44‬المؤرخة في ‪10‬‬
‫أوت ‪.2011‬‬
‫‪ -4‬القانون رقم ‪ 09-08‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ 2008‬المتضمن قانون االجراءات‬
‫المدنية و اإلدارية‪ ،‬ج ر عدد ‪ 21‬المؤرخة في ‪ 23‬أفريل ‪.2008‬‬

‫‪ -5‬القانون رقم ‪ 10-11‬المؤرخ في ‪ 22‬جوان ‪ 2011‬يتعلق بالبلدية‪ ،‬ج ر عدد ‪37‬‬


‫المؤرخة في ‪ 03‬جويلية ‪.2011‬‬

‫‪ -6‬القانون رقم ‪ 07-12‬المؤرخ في ‪ 21‬فيفري ‪ 2012‬يتعلق بالوالية‪ ،‬ج ر عدد ‪12‬‬


‫المؤرخة في ‪ 29‬فيفري ‪.2012‬‬

‫األوامر‬

‫‪ -1‬األمر رقم ‪ 154-66‬المؤرخ في ‪ 08‬جوان ‪ 1966‬المتضمن قانون االجراءات‬


‫المدنية‪ ،‬ج ر عدد ‪ 47‬المؤرخة في ‪ 09‬جوان ‪ 1966‬المعدل و المتمم بموجب‪:‬‬

‫‪ -‬األمر رقم ‪ 77-69‬المؤرخ في ‪ 18‬سبتمبر ‪ ،1969‬ج ر عدد ‪ 82‬المؤرخة في ‪26‬‬


‫سبتمبر ‪.1969‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 80-71‬المؤرخ في ‪ 29‬ديسمبر ‪ 1971‬الملغى‪.‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 01-86‬المؤرخ في ‪ 28‬جانفي ‪ ،1986‬ج ر عدد ‪ 04‬المؤرخة في ‪29‬‬
‫جانفي ‪.1986‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 23-90‬المؤرخ في ‪ 18‬أوت ‪ ،1990‬ج ر عدد ‪ 36‬المؤرخة في ‪22‬‬
‫أوت ‪.1990‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 05-01‬المؤرخ في ‪ 22‬ماي ‪ ،2001‬ج ر عدد ‪ 29‬المؤرخة في ‪23‬‬
‫ماي ‪.2001‬‬

‫‪ -2‬األمر ‪ 90-67‬المؤرخ في ‪ 17‬جوان ‪ 1967‬يتضمن قانون الصفقات العمومية‪ ،‬ج‬


‫ر عدد ‪ 52‬المؤرخة في ‪ 27‬جوان ‪.1967‬‬
‫‪ -3‬األمر رقم ‪ 03-03‬المؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪ 2003‬المتعلق بالمنافسة‪ ،‬ج ر عدد ‪43‬‬
‫المؤرخة في ‪ 20‬جويلية ‪ 2003‬المعدل بموجب‪:‬‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ 12-08‬المؤرخ في ‪ 25‬جوان ‪ ،2008‬ج ر عدد ‪ 36‬المؤرخة في ‪02‬‬


‫جويلية ‪.2008‬‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ 05-10‬المؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪ ،2010‬ج ر عدد ‪ 46‬المؤرخة في ‪18‬‬


‫أوت ‪.2010‬‬

‫‪ -4‬النصوص التنظيمية‬

‫المراسيم‬

‫‪ -1‬مرسوم رقم ‪ 145-82‬المؤرخ في ‪ 10‬أفريل ‪ 1982‬المتضمن الصفقات التي يبرمها‬


‫المتعامل العمومي‪ ،‬ج ر عدد ‪ 15‬المؤرخة في ‪ 13‬أفريل ‪.1982‬‬

‫‪ -2‬مرسوم رقم ‪ 116-84‬المؤرخ في ‪ 12‬ماي ‪ 1984‬المتضمن إحداث النشرة الخاصة‬


‫بالصفقات التي يبرمها المتعامل العمومي )‪ ،(BOMOP‬ج ر عدد ‪ 20‬المؤرخة في ‪15‬‬
‫ماي ‪.1984‬‬

‫المراسيم الرئاسية‪:‬‬

‫‪ -1‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 250-02‬المؤرخ في ‪ 24‬جويلية ‪ 2002‬المتضمن تنظيم‬


‫الصفقات العمومية‪ ،‬ج ر عدد ‪ 52‬المؤرخة في ‪ 28‬يوليو ‪.2002‬‬

‫‪ -2‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 301-03‬المؤرخ في ‪ 11‬سبتمبر ‪ ،2003‬ج ر عدد ‪55‬‬


‫المؤرخة في ‪ 14‬سبتمبر ‪.2003‬‬
‫‪ -3‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 338 -08‬المؤرخ في ‪ 26‬أكتوبر ‪ 2008‬ج ر عدد ‪62‬‬
‫مؤرخة في ‪ 09‬نوفمبر ‪.2008‬‬

‫‪ -4‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 236-10‬المؤرخ في ‪ 07‬أكتوبر ‪ 2010‬يتضمن تنظيم‬


‫الصفقات العمومية ج ر عدد ‪ 58‬المؤرخة في ‪ 07‬أكتوبر ‪ 2010‬معل و متمم‪:‬‬

‫‪ -‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 98-11‬المؤرخ في ‪ 01‬مارس ‪ 2011‬ج ر عدد ‪ 14‬المؤرخة‬


‫في ‪ 06‬مارس ‪.2011‬‬
‫‪ -‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 23-12‬مؤرخ في ‪ 18‬جانفي ‪ 2012‬ج ر عدد ‪ 04‬المؤرخة‬
‫في ‪ 26‬جانفي ‪. 2012‬‬
‫‪ -‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 03-13‬المؤرخ في ‪ 13‬جانفي ‪ 2013‬المتعلق بتنظيم‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬ج ر عدد ‪ 02‬مؤرخة في ‪ 13‬جانفي ‪.2013‬‬

‫‪ -5‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 247-15‬المؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ 2015‬يتضمن تنظيم‬


‫الصفقات العمومية و تفويضات المرفق العام ج ر عدد ‪ 50‬المؤرخة في ‪ 20‬سبتمبر‬
‫‪.2015‬‬

‫المراسيم التنفيذية‬

‫‪ -1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 434-91‬المؤرخ في ‪ 09‬نوفمبر ‪ 1991‬يتضمن تنظيم‬


‫الصفقات العمومية‪ ،‬ج ر عدد ‪ 57‬المؤرخة في ‪ 13‬نوفمبر ‪.1991‬‬

‫‪ -2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 289-93‬المؤرخ في ‪ 28‬نوفمبر ‪ 1993‬يتضمن وجوب‬


‫تقديم شهادة التصنيف و التخصيص المهنيين من قبل المؤسسات التي ترغب في إنجاز‬
‫الصفقات العمومية في ميدان البناء و األشغال العمومية و الري‪ ،‬ج ر عدد ‪ 79‬مؤرخة‬
‫في ‪ 01‬ديسمبر ‪1993‬المعدل و المتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 114-05‬المؤرخ في ‪07‬‬
‫أفريل ‪ 2005‬ج ر عدد ‪.26‬‬
‫‪ -3‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-98‬المؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر ‪ 1998‬يحدد كيفيات تطبيق‬
‫أحكام القانون رقم ‪ 02-98‬ج ر عدد ‪ 85‬المؤرخة في ‪ 15‬نوفمبر ‪ 1998‬يتبع بالملحق‬
‫المتضمن االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -4‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 256-99‬المؤرخ في ‪ 16‬نوفمبر ‪ 1999‬المتضمن إنشاء‬


‫المؤسسة العمومية ذات الطابع العلمي و التكنولوجي و تنظيمها و سيرها ج ر عدد ‪82‬‬
‫المؤرخة في ‪ 16‬نوفمبر ‪.1999‬‬

‫الق اررات‬

‫‪ -1‬القرار المؤرخ في ‪ 17‬نوفمبر ‪ 2013‬الذي يحدد محتوى البوابة اإللكترونية للصفقات‬


‫العمومية و كيفيات تسييرها و كيفيات تبادل المعلومات بالطريقة اإللكترونية ج ر عدد‬
‫‪ 21‬المؤرخة في ‪ 09‬أفريل ‪. 2014‬‬

‫التعليمات‬

‫‪ -1‬التعليمة رقم ‪ 03‬المؤرخة في ‪ 13‬ديسمبر ‪ 2009‬الصادرة عن رئيس الجمهورية‬


‫المتعلقة بتفعيل مكافحة الفساد‪.‬‬

‫‪ -5‬نصوص قانونية أجنبية (الفرنسية)‬

‫‪- Les lois‬‬

‫‪1- loi n=˚ 2000- 597 du 30 juin 2000 relative au référé devant les juridictions‬‬
‫‪administratives. Parue au j o n=˚ 151 du 01/07/2000.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المؤلفات‬

‫‪ -1‬أبو سويلم أحمد‪ ،‬مكافحة الفساد‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر‪( ،‬د ب ن)‪.2010 ،‬‬

‫‪ -2‬السنهوري عبد الرزاق‪ ،‬نظرية االلتزام بوجه عام‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1998 ،‬‬

‫‪ -3‬الطماوي سليمان‪ ،‬األسس العامة للعقود اإلدارية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة الخامسة‪،‬‬
‫مطبعة عين شمس‪( ،‬د ب ن)‪.1991 ،‬‬

‫‪ -4‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬قضاء اإللغاء‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار الفكر العربي‪،‬‬
‫مصر‪.1996 ،‬‬

‫‪ -5‬الغوثي بن ملحة‪ ،‬القضاء المستعجل و تطبيقاته في النظام القضائي الجزائري‪،‬‬


‫الطبعة األولى‪ ،‬الديوان الوطني لألشغال التربوية‪ ،‬الجزائر‪.2000 ،‬‬

‫‪ -6‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪ ،‬القانون القضائي الجزائري‪( ،‬د ط)‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬


‫الجزائر‪.2002 ،‬‬

‫‪ -7‬باهي أبو يونس محمد‪ ،‬الغرامة التهديدية كوسيلة إلجبار اإلدارة على تنفيذ األحكام‬
‫اإلدارية‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2001 ،‬‬

‫‪ -8‬بربارة عبد الرحمان‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫منشورات البغدادي‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬

‫‪ -9‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬العقود اإلدارية‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪ ،‬عنابة‪،‬‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ -10‬بلعيد بشير‪ ،‬القضاء المستعجل في األمور اإلدارية‪( ،‬د ط)‪( ،‬د ب ن)‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.1993‬‬

‫‪ -11‬بن عاشور عياض‪ ،‬القضاء اإلداري و فقه المرافعات اإلدارية‪( ،‬د ط)‪ ،‬مركز النشر‬
‫الجامعي‪ ،‬تونس‪.2006 ،‬‬

‫‪ -12‬بن فرحات سامي‪ ،‬الوجيز في قضاء األمور المستعجلة‪( ،‬د ط)‪( ،‬د د ن)‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2005‬‬

‫‪ -13‬بوضياف عمار‪ ،‬القضاء اإلداري في الجزائر‪ ،‬دراسة وصفية تحليلية مقارنة‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬جسور للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬

‫‪ -14‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪ ،‬شرح تنظيم الصفقات العمومية في الجزائر‪( ،‬دراسة وفق المرسوم‬


‫الرئاسي‪ ،)236-10‬الطبعة الثالثة‪ ،‬جسور للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬

‫‪ -15‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪( ،‬د ط)‪ ،‬جسور للنشر‪ ،‬الجزائر‪،‬‬


‫‪.2013‬‬

‫‪ -16‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪ ،‬المرجع في المنازعات اإلدارية‪( ،‬القسم األول)‪ ،‬اإلطار‬


‫النظري للمنازعات اإلدارية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬جسور للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬

‫‪ -17‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪ ،‬المرجع في المنازعات اإلدارية‪( ،‬القسم الثاني)‪ ،‬الجوانب‬


‫التطبيقية للمنازعة اإلدارية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬جسور للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬

‫‪ -18‬حسين زكي لينا‪ ،‬قانون حماية المنافسة و منع االحتكار‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪( ،‬د ب ن )‪( ،‬د ت ن)‪.‬‬

‫‪ -19‬حمامة قدوج‪ ،‬عملية إبرام الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية‪( ،‬د ب ن)‪.2006 ،‬‬
‫‪ -20‬خلوفي رشيد‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬شروط قبول الدعوى اإلدارية‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬

‫‪ -21‬خليفة عبد العزيز عبد المنعم‪ ،‬تنفيذ األحكام اإلدارية و إشكاالته القانونية‪( ،‬د ط)‪،‬‬
‫دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.2008 ،‬‬

‫‪ -22‬شيهوب مسعود‪ ،‬المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية‪ ،‬الجزء األول‪( ،‬هيئات و‬


‫إجراءات)‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬

‫‪ -23‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪ ،‬المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية‪ ،‬الجزء الثاني‪ ( ،‬نظرية‬


‫االختصاص)‪( ،‬د ط)‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬

‫‪ -24‬طاهري حسين‪ ،‬اإلجراءات المدنية و اإلدارية الموجزة‪ ،‬الجزء الثاني‪ (،‬شرح قانون‬
‫اإلجراءات المدنية و اإلدارية)‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار الخلدونية للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬

‫‪ -25‬عاطف البنا محمود‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر العربي‪( ،‬د ب ن)‪،‬‬
‫‪.2008‬‬

‫‪ -26‬عبد الفتاح مراد‪ ،‬المشكالت العملية في القضاء المستعجل‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار الكتاب و‬
‫الوثائق المصرية‪ ،‬مصر‪( ،‬د ت ن)‪.‬‬

‫‪ -27‬عبد هللا مبروك النجار‪ ،‬الضرر األدبي و مدى ضماناته في الفقه اإلسالمي‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النهضة‪ ،‬القاهرة‪.1990 ،‬‬

‫‪ -28‬عدو عبد القادر‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار هومة للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2012‬‬

‫‪ -29‬عوابدي عمار‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬النشاط اإلداري‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2002 ،‬‬
‫‪ -30‬لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬المنتقى في قضاء االستعجال اإلداري‪ ،‬دراسة قانونية ‪،‬‬
‫فقهية و قضائية مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬

‫‪ -31‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪ ،‬دروس في المنازعات اإلدارية‪ ،‬وسائل المشروعية‪،‬‬


‫الطبعة الثالثة‪ ،‬دار هومة للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬

‫‪ -32‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪ ،‬قانون اإلجراءات اإلدارية‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار هومة للنشر و‬


‫التوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬

‫‪ -33‬مختار نوح مهند‪ ،‬اإليجاب و القبول في العقد اإلداري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪( ،‬د د ن)‪ ،‬لبنان‪.2005 ،‬‬

‫‪ -34‬محيو أحمد‪ ،‬محاضرات في المؤسسات اإلدارية‪( ،‬د ط)‪ ،‬ديوان المطبوعات‬


‫الجامعية‪( ،‬د ب ن)‪.1996 ،‬‬

‫‪ -35‬مسعودي عبد هللا‪ ،‬الوجيز في شرح قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪( ،‬د ط)‪،‬‬
‫دار هومة‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬

‫‪ -36‬معوض عبد التواب‪ ،‬الوسيط في قضاء األمور المستعجلة و قضاء التنفيذ‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة‪ ،‬منشأة المعارف باإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.1995 ،‬‬

‫‪ -37‬يوسف خاطر شريف‪ ،‬دور القضاء اإلداري المستعجل في حماية الحريات‬


‫األساسية‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2009 ،‬‬

‫ثالثا‪ :‬الرسائل الجامعية‬

‫أ‪ -‬أطروحات الدكتوراه‬


‫‪ -1‬بوجادي عمر‪ ،‬اختصاص القضاء اإلداري في الجزائر‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2011 ،‬‬

‫‪ -2‬تياب نادية‪ ،‬آليات مواجهة الفساد في مجال الصفقات العمومية‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه‪ ، ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2013 ،‬‬

‫‪ -3‬جليل منية‪ ،‬المنافسة في الصفقات العمومية في الجزائر‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة‬


‫الدكتوراه‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2015 ،1‬‬

‫‪ -4‬كسال عبد الوهاب‪ ،‬سلطة القاضي اإلداري في توجيه أوامر لإلدارة‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫شهادة الدكتوراه‪ ،‬تخصص قانون عام‪ ،‬جامعة قسنطينة‪.2015 ،1‬‬

‫‪ -5‬يعيش تمام آمال‪ ،‬سلطات القاضي اإلداري في توجيه أوامر لإلدارة ‪،‬أطروحة دكتوراه‪،‬‬
‫جامعة بسكرة‪.2012 ،‬‬

‫ب‪ -‬مذكرات الماجستير‬

‫‪ -1‬بحري اسماعيل‪ ،‬الضمانات في مجال الصفقات العمومية في الجزائر‪ ،‬مذكرة‬


‫ماجيستر‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2009 ،‬‬

‫‪ -2‬بركايل رضية‪ ،‬الدعوى اإلدارية االستعجالية طبقا لقانون اإلجراءات المدنية و‬


‫اإلدارية‪ ،‬مذكرة ماجيستر‪ ،‬جامعة وهران‪.2014 ،‬‬

‫‪ -3‬بلعابد عبد الغني‪ ،‬الدعوى االستعجالية اإلدارية و تطبيقاتها في الجزائر‪ ،‬رسالة‬


‫ماجيستر‪ ،‬جامعة قسنطينة‪.2008 ،‬‬

‫‪ -4‬بن أحمد حورية‪ ،‬دور القاضي اإلداري في حل المنازعات المتعلقة بالصفقات‬


‫العمومية‪ ،‬مذكرة ماجيستر‪ ،‬جامعة تلمسان‪.2011 ،‬‬
‫‪ -5‬جبار حياة‪ ،‬تطور قضاء االستعجال اإلداري على ضوء قانون ‪ ،09-08‬مذكرة‬
‫ماجيستر‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬

‫‪ -6‬خالدي مجيدة‪ ،‬القضاء االستعجالي في المواد اإلدارية‪ ،‬مذكرة ماجيستر‪ ،‬جامعة‬


‫تلمسان‪.2012 ،‬‬

‫‪ -7‬خلف هللا كريمة‪ ،‬منازعات الصفقات العمومية في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجيستر‪،‬‬
‫جامعة قسنطينة‪.2013 ،1‬‬

‫‪ -8‬غني أمينة‪ ،‬االستعجال في المواد اإلدارية في قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪،‬‬


‫مذكرة ماجيستر‪ ،‬جامعة وهران‪.2012 ،‬‬

‫‪ -9‬قايد ياسين‪ ،‬قانون المنافسة و األشخاص العمومية في الجزائر‪ ،‬مذكرة ماجيستر‪،‬‬


‫جامعة الجزائر‪ ،‬بن عكنون‪.2000 ،‬‬

‫‪ -10‬كلوفي عز الدين‪ ،‬نظام المنازعة في مجال الصفقات العمومية على ضوء قانون‬
‫اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪ ،‬مذكرة ماجيستر‪ ،‬جامعة بجاية‪.2012 ،‬‬

‫‪ -11‬مول الضاية خليل‪ ،‬القضاء اإلداري االستعجالي في ظل قانون اإلجراءات المدنية‬


‫و اإلدارية‪ ،‬مذكرة ماجيستر‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2013 ،1‬‬

‫‪ -12‬يعقوبي يوسف‪ ،‬االستعجال في المادة اإلدارية في ضوء قانون اإلجراءات المدنية و‬


‫اإلدارية‪ ،‬مذكرة ماجيستر‪ ،‬جامعة عنابة‪.2011 ،‬‬

‫رابعا‪ :‬المقاالت‬

‫‪ -1‬براهيمي فائزة‪ ،‬براهيمي سهام‪( ،‬االعتراف القانوني للقاضي اإلداري بمواجهة اإلدارة‬
‫في تنفيذ األحكام القضائية)‪ ،‬مجلة دفاتر السياسة و القانون‪ ،‬العدد ‪.2010 ،10‬‬
‫‪ -2‬بروك حليمة‪( ،‬دور الطعن االستعجالي السابق للتعاقد في مكافحة الفساد في العقود‬
‫و الصفقات العمومية)‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬العدد ‪.2014 ،11‬‬

‫‪ -3‬بعلي محمد الصغير‪( ،‬تنفيذ القرار القضائي اإلداري)‪ ،‬مجلة التواصل‪ ،‬العدد‪،17‬‬
‫‪.2006‬‬

‫‪ -4‬بن بوزيد دغبار نورة‪( ،‬منازعات الصفقات العمومية)‪ ،‬مجلة دفاتر السياسة و القانون‪،‬‬
‫العدد ‪.2016 ،15‬‬

‫‪ -5‬بومقورة سلوى‪(،‬رقابة القضاء االستعجالي قبل التعاقدي في مجال الصفقات العمومية‬


‫في التشريع الجزائري)‪ ،‬المجلة األكاديمية للبحث القانوني‪ ،‬العدد ‪.2012 ،01‬‬

‫‪ -6‬سليماني لخميسي‪( ،‬دور منظمة الشفافية الدولية في مكافحة الفساد)‪ ،‬مجلة الفقه و‬
‫القانون‪ ،‬العدد ‪ ،09‬جويلية ‪.2013‬‬

‫‪ -7‬غندور محمد سعيد‪( ،‬دعوى القضاء المستعجل الموضوعي السابق للتعاقد)‪ ،‬مجلة‬
‫المنارة‪ ،‬العدد ‪.2014 ،12‬‬

‫‪ -8‬كتو محمد الشريف‪( ،‬حماية المنافسة في الصفقات العمومية)‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم‬
‫القانونية‪ ،‬العدد ‪.2010 ،02‬‬

‫‪ -9‬لعالم محمد مهدي‪( ،‬القضاء االستعجالي قبل التعاقدي في مجال الصفقات‬


‫العمومية)‪ ،‬المجلة المصرية للدراسات القانونية و االقتصادية‪ ،‬العدد ‪.2015 ،05‬‬

‫‪ -10‬مختار نوح مهند‪( ،‬القضاء اإلداري و األمر القضائي)‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‪ ،‬العدد‬
‫‪.2004 ،02‬‬

‫‪ -11‬مخلف عارف صالح‪ ،‬مخلف علي عماد‪( ،‬مبدأ حرية المنافسة في التعاقد)‪ ،‬مجلة‬
‫العلوم القانونية‪ ،‬العدد ‪.2009 ،05‬‬
‫‪ -12‬مزياني فريدة‪ ،‬سلطاني آمنة‪(،‬مبدأ حضر توجيه أوامر من القاضي اإلداري لإلدارة‬
‫و االستثناءات الواردة عليه في قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية)‪ ،‬مجلة المفكر‪،‬‬
‫جامعة بسكرة‪ ،‬العدد ‪.2011 ،07‬‬

‫خامسا‪ :‬الملتقيات و المداخالت‬

‫‪ -1‬أبركان فريدة‪( ،‬االستعجال في مادة إبرام الصفقات العمومية)‪ ،‬مداخلة مقدمة للملتقى‬
‫الدولي الرابع حول قضاء االستعجال اإلداري)‪ ،‬يومي ‪ 30 ،29‬نوفمبر ‪ ،2011‬المركز‬
‫الجامعي الوادي‪.‬‬

‫‪ -2‬أكرور مريام‪( ،‬االستعجال في مادة إبرام العقود و الصفقات العمومية)‪ ،‬مداخلة مقدمة‬
‫للملتقى الوطني الثاني حول قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪ ،2009 ،‬جامعة محمد‬
‫بوضياف‪ ،‬المسيلة‪.‬‬

‫‪ -3‬الفاسي فاطمة الزهراء‪( ،‬الشفافية في إبرام الصفقات العمومية)‪ ،‬مداخلة مقدمة للملتقى‬
‫الوطني حول طرق إبرام الصفقات العمومية‪ ،‬يوم ‪ 07‬ماي ‪ ،2003‬جامعة عنابة‪.‬‬

‫‪ -4‬بودريوة عبد الكريم‪( ،‬إشكاالت القضاء اإلداري االستعجالي في مادة الصفقات‬


‫العمومية)‪ ،‬مداخلة مقدمة للملتقى الدولي الرابع حول قضاء االستعجال اإلداري‪ ،‬يومي‬
‫‪ 30 ،29‬نوفمبر ‪ ،2011‬المركز الجامعي الوادي‪.‬‬

‫‪ -5‬بوكحيل ليلى‪( ،‬دور القضاء اإلداري في حماية مبدأ حرية المنافسة)‪ ،‬مداخلة مقدمة‬
‫للملتقى الدولي حول المنافسة‪ ،‬يوم ‪ 28‬ماي ‪ ،2013‬جامعة عنابة‪.‬‬

‫‪ -6‬بومقورة سلوى‪( ،‬رقابة القضاء االستعجالي قبل التعاقدي في مجال الصفقات‬


‫العمومية في التشريع الجزائري)‪ ،‬مداخلة مقدمة للملتقى الدولي الرابع حول قضاء‬
‫االستعجال اإلداري‪ ،‬يومي ‪ 29‬و ‪ 30‬نوفمبر ‪ ،2011‬المركز الجامعي الوادي‪.‬‬
‫‪ -7‬تياب نادية‪( ،‬تكريس مبدأ حرية المنافسة في مجال الصفقات العمومية حماية للمال‬
‫العام)‪ ،‬مداخلة مقدمة في اليوم الدراسي حول المنافسة‪ ،2013 ،‬بجاية‪.‬‬

‫‪ -8‬ديباش سهيلة‪( ،‬إشكالية تطبيق قانون المنافسة على الصفقات العمومية)‪ ،‬مداخلة‬
‫مقدمة في اليوم الدراسي حول المنافسة‪ ،2013 ،‬جامعة بومرداس‪.‬‬

‫‪ -9‬عبد الغني حسونة‪(،‬حالة االستعجال اإلداري بين التقدير القضائي و التحديد‬


‫التشريعي)‪ ،‬مداخلة مقدمة للملتقى الدولي الرابع حول قضاء االستعجال اإلداري‪ ،‬يومي‬
‫‪ 30 ،29‬نوفمبر‪ ،2011‬المركز الجامعي الوادي‪.‬‬

‫‪ -10‬فاضل الهام‪( ،‬سلطات قاضي اإللغاء لضمان تنفيذ أحكامه في التشريع الجزائري)‪،‬‬
‫مداخلة مقدمة للملتقى الوطني األول حول سلطات القاضي اإلداري في المنازعات‬
‫اإلدارية‪ ،2011 ،‬جامعة قالمة‪.‬‬

‫‪ -11‬فقير محمد‪(،‬رقابة القضاء اإلداري االستعجالي على الصفقات العمومية)‪ ،‬مداخلة‬


‫مقدمة للملتقى الدولي الرابع حول قضاء االستعجال اإلداري‪ ،‬يومي ‪30 ،29‬‬
‫نوفمبر‪ ،2011‬المركز الجامعي الوادي‪.‬‬

‫‪ -12‬مالكية نبيل‪( ،‬تطبيقات دعاوى االستعجال في مجال إبرام العقود و الصفقات)‪،‬‬


‫مداخلة مقدمة للملتقى الدولي الرابع حول قضاء االستعجال اإلداري‪ ،‬يومي ‪30 ،29‬‬
‫نوفمبر ‪ ،2011‬المركز الجامعي الوادي‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬المجالت القضائية‬

‫‪ -1‬مجلة مجلس الدولة العدد ‪ 02‬لسنة ‪.2002‬‬

‫‪ -2‬مجلة مجلس الدولة العدد ‪ 04‬لسنة ‪.2003‬‬

‫‪ -3‬المجلة القضائية للمحكمة العليا العدد ‪ 02‬لسنة ‪.2003‬‬


‫‪ -4‬نشرة القضاة و ازرة العدل العدد ‪ 60‬لسنة ‪.2002‬‬

‫سابعا‪ :‬الوثائق البرلمانية‬

‫‪ -1‬لجريدة الرسمية لمناقشات المجلس الشعبي الوطني رقم ‪ 47‬المؤرخة في ‪ 28‬جانفي‬


‫‪. 2008‬‬

‫‪ -2‬الجريدة الرسمية لمناقشات المجلس الشعبي الوطني المؤرخة في ‪ 06‬فيفري ‪.2008‬‬


‫ثامنا‪ :‬القواميس و المعاجم‬

‫‪ -1‬أبو الفضل جمال الدين بن مكرم بن منظور‪ ،‬لسان العرب‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار المعارف‪،‬‬
‫القاهرة‪( ،‬د ت ن)‪.‬‬

‫‪ -2‬بن هادية‪ ،‬بلحسن الجياللي بن الحاج يحي‪ ،‬القاموس الجديد للطالب(معجم عربي)‪،‬‬
‫الطبعة الرابعة‪( ،‬د د ن)‪ ،‬تونس‪.1983 ،‬‬

‫‪ -3‬مجد الدين الفيروز أبادي‪ ،‬القاموس المحيط‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د ت‬
‫ن)‪.‬‬

‫تاسعا‪ :‬المواقع اإللكترونية‬

‫‪ -1‬الموقع الرسمي لإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‬

‫‪http://www.un.org/ar/documents/udhr‬‬

‫تاريخ االطالع ‪ 17‬مارس ‪15:00h 2017‬‬

‫‪ -2‬الموقع الرسمي لالتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان و الحريات األساسية‬

‫‪www.conventionCOE.int‬‬
‫تاريخ االطالع ‪ 03‬أفريل ‪21 :00h 2017‬‬

‫‪ -3‬الموقع الرسمي للجريدة الرسمية الجزائرية‬

‫‪www.joradp.alg.dz‬‬

‫تاريخ التصفح أوقات مختلفة‪.‬‬

‫‪ -4‬الموقع الرسمي للجريدة الرسمية الفرنسية‬

‫‪http://www.legifrance.gouv.fr‬‬

‫تاريخ التصفح ‪ 24‬أفريل ‪20 :42h 2017‬‬


‫خالصـــة الموضــوع‬
‫الملخـــــــص‪:‬‬

‫تناولنا من خالل هذه المذكرة موضوع « القضاء االستعجالي في مادة إبرام‬


‫الصفقات العمومية وفقا للتشريع الجزائري» في دراسة وصفية تحليلية مقدمة في‬
‫فصلين حيث أستمد هذا الموضوع من القانون الفرنسي لكنه في التشريع الجزائري‬
‫يجد مرجعه األساسي في القانون رقم ‪ 09-08‬المتضمن ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ الذي نضمه‬
‫ضمن المادتين ‪ 946‬و ‪ ،947‬بموجب هاتين المادتين فتح المشرع المجال لرفع‬
‫دعوى استعجالية أمام المحكمة اإلدارية في حال اإلخالل بالتزامات اإلشهار و‬
‫المنافسة التي تخضع لها عمليات إبرام العقود اإلدارية و الصفقات العمومية‪ ،‬على‬
‫أن يتم الفصل فيها بسرعة لذلك خص المشرع منازعات الصفقات العمومية في‬
‫مرحلة اإلبرام بإجراءات االستعجال بنص القانون و منح للقاضي صالحيات واسعة‬
‫و غير مألوفة ليتم الفصل بحكم قطعي و نهائي‪.‬‬
‫الــــــــــفـــــهـــــــــــــــرس‬
‫فهرس المحتويات‪:‬‬

‫رقم الصفحة‬ ‫المحتوى‬


‫‪1‬‬ ‫مقـــــدمـــــــة‬
‫‪6‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬ماهية القضاء االستعجالي اإلداري‬
‫‪7‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم القضاء االستعجالي اإلداري‬
‫‪7‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف القضاء االستعجالي اإلداري‬
‫‪8‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التعريف التشريعي‬
‫‪9‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف الفقهي‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬التعريف القضائي‬
‫‪13‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬التطور التاريخي للقضاء االستعجالي في مادة‬
‫إبرام الصفقات العمومية‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التطور التاريخي في أوروبا‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التطور التاريخي في فرنسا‬
‫‪15‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬التطور التاريخي في الجزائر‬
‫‪17‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬مفهوم الدعوى االستعجالية في مادة إبرام الصفقات‬
‫العمومية‬
‫‪17‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف الدعوى االستعجالية اإلدارية‬
‫‪17‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص الدعوى االستعجالية اإلدارية‬
‫‪19‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أسباب تكريس االستعجال في مادة إبرام‬
‫الصفقات العمومية في التشريع الجزائري‬
‫‪19‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تأثر المشرع الجزائري بنظيره الفرنسي‬
‫‪19‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اهتمام المشرع الفرنسي بالقضاء االستعجالي اإلداري‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اهتمام المشرع الجزائري بالقضاء االستعجالي اإلداري‬
‫‪22‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬ظاهرة اإلخالل بقواعد اإلشهار و المنافسة في‬
‫الصفقات العمومية‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف الصفقة العمومية‬
‫‪24‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية الصفقة العمومية‬
‫‪25‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬شفافية المنافسة في إبرام الصفقات العمومية‬
‫‪25‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬مصادقة الجزائر على اتفاقية األمم المتحدة‬
‫لمكافحة الفساد‬
‫‪25‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفهوم الفساد‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مضمون االتفاقية‬
‫‪28‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬صدور قانون الفساد ‪01-06‬‬
‫‪29‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬شروط و إجراءات الدعوى االستعجالية في مادة‬
‫إبرام الصفقات العمومية‬
‫‪29‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬شروط الدعوى االستعجالية‬
‫‪29‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الشروط العامة‬
‫‪31‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط الخاصة‬
‫‪32‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أطراف الدعوى االستعجالية‬
‫‪32‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬صفة المدعي‬
‫‪35‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬صفة المدعى عليه‬
‫‪36‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬القواعد اإلجرائية للدعوى االستعجالية‬
‫‪36‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إيداع العريضة‬
‫‪37‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬وجوب تقديم العريضة على يد محامي‬
‫‪38‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تبليغ العريضة و التكليف بالحضور‬
‫‪40‬‬ ‫خالصة الفصل األول‬
‫‪41‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬نطاق و سلطات القاضي االستعجالي اإلداري و‬
‫الحكم في الدعوى‬
‫‪42‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬نطاق اختصاص القاضي االستعجالي‬
‫‪42‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬حماية التزامات اإلشهار‬
‫‪43‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التعريف القانوني لمبدأ اإلشهار‬
‫‪43‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تكريس مبدأ اإلشهار في تنظيم الصفقات العمومية‬
‫‪48‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬حماية التزامات المنافسة‬
‫‪48‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التعريف القانوني لمبدأ المنافسة‬
‫‪51‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬استثناءات مبدأ المنافسة‬
‫‪53‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬حماية عمليات إبرام العقود اإلدارية و الصفقات‬
‫العمومية‬
‫‪54‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفهوم إبرام العقود اإلدارية و الرقابة القضائية عليها‬
‫‪55‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع الصفقات العمومية محل الدعوى االستعجالية‬
‫‪58‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬سلطات القاضي االستعجالي‬
‫‪58‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬سلطة توجيه أمر لإلدارة‬
‫‪58‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التعريف القانوني لألمر و سلطة القاضي فيه‬
‫‪60‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬سلطة القاضي االستعجالي في مواجهة اإلشكال في‬
‫التنفيذ‬
‫‪61‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬سلطة فرض الغرامة التهديدية‬
‫‪62‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التعريف القانوني للغرامة التهديدية و سلطة القاضي‬
‫فيها‬
‫‪63‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬موقف المشرع الجزائري من الغرامة التهديدية بعد‬
‫صدور قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‬
‫‪64‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬سلطة األمر بتأجيل إمضاء العقد‬
‫‪64‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف إمضاء العقد في مجال العقود اإلدارية و‬
‫الصفقات العمومية‬
‫‪65‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬دور أمر التأجيل في الضغط على اإلدارة‬
‫‪68‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬الحكم في الدعوى االستعجالية في مادة إبرام‬
‫الصفقات العمومية‬
‫‪68‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مدى حجية الحكم االستعجالي‬
‫‪68‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف الحكم و طبيعة األمر االستعجالي‬
‫‪70‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬قواعد إصدار األمر االستعجالي‬
‫‪73‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الطعن في الحكم االستعجالي‬
‫‪73‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬طرق الطعن العادية‬
‫‪76‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬طرق الطعن غير العادية‬
‫‪80‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬قواعد االختصاص اإلقليمي‬
‫‪80‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف االختصاص اإلقليمي‬
‫‪81‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬معايير تحديد االختصاص اإلقليمي‬
‫‪82‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬االختصاص اإلقليمي في مادة العقود اإلدارية و‬
‫الصفقات العمومية‬
‫‪83‬‬ ‫خالصة الفصل الثاني‬
‫‪84‬‬ ‫الخاتمة‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬
‫خالصة الموضوع‬
‫الفهرس‬

You might also like