Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 20

‫احلديث بني التجديد (دراسة حتليلية حول مكانة السنة عند حممد رشيد رضا)‬

‫عبد هللا حنفى‬


‫اجلامعة اإلسالمية احلكومية بقدس‪ ،‬قدس‪ ،‬إندونسيا‬

‫ملخص‬

‫املدومة يتحدثه العلماء من‬


‫ان دراسة حول احلديث ومكانته يف التشريع حتتاج اليها البحوث العلمية ّ‬
‫الفقهاء واحملدثيني و األصوليني وغريها‪ ,‬مع ان احلديث يف اترخييته يف املسائل يسئله الباحثون‬
‫املستشرقون ابنه كاملصدر الثاين للمسلميني إلدراك فهم األحكام الشريعة حكم به احلكماء حتكيم‬
‫األمور اإلنسانية وتثبييت احكامه الشريعة اليت اخذت بدالئلها الصحيحة من األحاديث‪ .‬وكان توضيح‬
‫العبادات واملعامالت يف النصوص ال تُبحث بصريح فوجدان يف "فصوهلا " من الفتوي واألراء عند‬
‫القضات (اي ‪ :‬احلاكمني) ان يفهمواها بنظرية الواقعية مث اتّبعهم بعدهم بكث ٍري‪ .‬السؤال عندان هل‬
‫األحاديث املكتوبة يف األواخر القرن اهلجري "متواترة" ال حتتاج البحوث و تصحيحها ؟ لوكان عدم‬
‫دوهنا الكاتبون يف رواية البخاري ومسلم والرتميذي يف الستة اوالتسعة من‬
‫الرواايت الكتابية قبلها حيت ّ‬
‫الكتب ؟‪ .‬هذا سؤال عميق طبعا الذي قد سئله الباحثون "املستشرقون" عندما يتحدثون هل السنة يف‬
‫"األحاديث" هي كاملصدر الثاين للمسلمني ؟‪ ,‬وكيف تدلييلها؟‪ ,‬مع ان تدوينها يف املسائل حيث ال‬
‫تدل علي ان احلديث انتشر يف اجملتمع "لساان وكتابة"‪ .‬هذه الرسالة تتحدث عن‬‫جند قبله كتابة الروايت ّ‬
‫فكرة حممد رشيد رضا حول السنة ومكانتها كاملصدر الثاين مرجع إلدر ِاك األحكام الشريعة حيث كان‬
‫املعروف ابنه كاملفسر بكتاب تفسرياملنار‪ ,‬فهذه الرسالة بنقطاهتا "رضا"عن فكرته يف احلديث ونقده ملن‬
‫قال حوله‪ ,‬لوكانت التارخيية هي الطريقة املستخدمة يف قراءة القرن األول للحديث ومل يظهره رضا‬
‫تدل علي انه علي وجه التارخيية تفتيشها‬
‫بصريح‪ ,‬لكن تعديله ابلرواايت وتصحيح األسانيد واملنت منه ّ‬
‫ٍ‬
‫بشروط‪ .‬كذالك استخدام هذه الطريقة لتوضيح حول احلديث ومكانته عند رضا اجمل ّدد و‬ ‫وقبوهلا االّ‬
‫دعوته ايل جتديد الفكر‪.‬‬

‫الكلمة املفتاحية‪ :‬احلديث‪ ,‬التجديد ‪,‬النقد‪ ,‬رضا‪ ,‬عبده‬


‫املق ّدمة‬
‫االسالم تشريع للعاملني‪ ,‬امن به املسلمون يف عقيدهتم وامياهنم وإمساك دستورهم ومكانته يف‬
‫اجملتمع ان ا الدين له دوريف تنمية الثقافة واحلضارة اليت هبا ينمو اجملتمع كما ينمو كذالك دينهم علي شكل‬
‫كامل‪ ,‬ومن كتبهم (اي‪ :‬القرأن واحلديث) يستطيع اجملتمع أن يف ّسروا معان النص حتتاج إليها احلضارُة‬
‫تصنيع " اإلنسانية" من فهم النص الديين‪ .‬هذه كما يقوله القائلون ان فهم الدين اي تفهيم النصوص فيها‬
‫املفسرين علي نظر الواقعية إستطاع ايل حصول‬
‫ان يكون الدين صاحلا كل زمن ومكان وهو حسب تفسري ّ‬
‫هذ القول "زمنا ومكاان" وإالّ فال‪ ,‬وعلي هذا فالعلماء يف التفسري واحلديث ان هلم القدرة يف تنمية‬
‫م ان فكرة اإلسالمية يف‬ ‫درساهتم ايل حاجة املعاصرة دراسةً حمتاج اليها اجملتمع واملستقبل‪ .‬بعد‬
‫املصر هلا دور مهمة يف تنمية "العقلية"وتُقصد هذه عند اجمل ّددين تفهيم النصوص الدينية مناسبة مع الطرق‬
‫والوسائل احلديثة‪ ,‬فالعلماء هذا القرن يق ّدم جتديد الفكرات املاضية حيث مناسبة مع املعاصرة واألخذ‬
‫ابجلديد فيما جيري هبا يف الغرب من العلوم والثقافة‪.‬‬
‫حضور اجمل ّددون يف املصر "مجال الدين األفغاين و حممد عبده" كأن تفتفحا ابواب العقول‬
‫واألحوال ألن يلتقيا يف الواقعية علي حسب صاحل زمنا ومكنا‪ ,‬وهذا التجديد انتشر ايل بالد متنوعة‬
‫خصوصا لطالب اجلامعات واملدارس العربية السيما قبل انتقال املمالك ايل اجلمهورية كما وجدانها اليوم‪,‬‬
‫فرجوع طالهبا ايل بالدهم انتشاركذالك األفكار التجديدية ايل الغري ابالروح اجلديدة واهلمسة الشبابية‪ ,‬وهذا‬
‫يدل ايل التغيري يف فهم النص الديين موجه ابلعقلية وحذف "التقليد" علي الرتاث القدماء حيث‬ ‫التجديد ّ‬
‫يوجهون املصر‬
‫عدم النقد فيها‪ ,‬دعوة ايل جتديد الفكر من األفغاين وعبده منتشرة ايل بالد املسلمني اليت ّ‬
‫خرجون ومن "مدرسة التجديد"‬ ‫ِ‬
‫واألزهر جامعةً قبلتُهم يف ا لعلوم و الثقافة‪ ,‬فبعد وفاهتما جاء بعده املت ّ‬
‫يستمرون هذه الفكرة حيت انتشرت سريعةَ منذ ‪ 1900‬م بكثري من املف ّكرين يف اعطاء‬‫ّ‬ ‫‪",‬طالب"‬
‫"النقطات" الفكرية ايل من قالوا ان "ابب اإلجتهاد" مغلق بعدم فهم النصوص الدينية اِالّ اخذواهم‬
‫الفكرات والعلوم يف الرتاث السابقني‪ ,‬مثاله هذا النقد من حممد رشيد رضا‪ ,‬وتوفيق صدقي‪,‬وحسني هيكل‪,‬‬
‫ومنهم من مجعية اإلخوان قبل فروقهم من اجلمهورية بسبب السياسي‪.‬‬
‫هذه الرسالة تتحدث عن الفكرات حممد رشيد رضا حول السنة ومكانتها كاملصدر الثاين و‬
‫املفسر بكتاب تفسري "املنار" اليت فيها األقوال‬ ‫ِ‬
‫مرجع إلدراك األحكام الشريعة حيث كان املعروف ابنه ك ّ‬
‫عبده ومأخوذة من الفكرات ابملواضع الدراسية اجلامعية او اجملالس التعليمية اليت اشرتك معه منذ وقت‬ ‫ل ُ‬
‫طويل‪ ,‬وقد كتب فكرته عندما "رضا" يف طلب العلم "ابألزهر"وكان أستاذه يف الكليات حيت استطع علي‬
‫حصول كتابة تفسري األايت ا لقرانية وكتُب غريها بطريقة "اإلمالئية وحمافظتها الكتابية" مث تكرارها يف‬
‫جديد بتصحيح مباشر من أستاذه قبل انتشاره‪ .‬و قول املؤلف (اي‪ :‬حممد رشيد رضا)عن السنة بعد‬
‫اختالف املتح ّدثون يف احلديث بفكرات املستشرقني يف اعطاء النقطات عن اترخيية كتابة األحاديث يف‬
‫اواخر القرن الثاين اهلجري‪.‬‬
‫مدرسه يف التعليم‬
‫تُقصد هذا البحث حبثا عميقا ملعرفة فكرة حممد رشيد رضا "اجمل ّدد" وكان عبده ّ‬
‫مفرقه يف مكانته ودوره (اي ‪ :‬احلديث) مع ان فقد كتبه‬
‫والتفكري فهل متساوية بفكرته عند احلديث ؟ او ّ‬
‫رضا تفسريه يف "املنار" وهذا الكتاب معروفاً أل ستاذه (اي‪ :‬عبده) اما من حيث الكتابة فقام عليها‬
‫فتفشها عبده قبل طباعتها و انتشارها و اتّفقها‬
‫"رضا" حيت انتهاه بكميل وترتيب ايل اخر السورة‪ّ .‬‬
‫كذالك كل كتابة من تفسري األايت و هي مأخوذة من "احملفوظات" اليت لقد القاه يف الفرصات التعليمة‬
‫واجملالسية املتعلّقة بدراسة القرأن والتفسري‪ .‬هذه املقالة تبحث فكرة رضا ابحلديث النبوي عن مكانته يف‬
‫التشريع واملصدر الثاين عند احلكم (اي‪ :‬الفقه) فإتّفقه ابجلميع مرجعا و ّاجته املسلمون بدالئلها التفصيلية‬
‫ختصيصا‬
‫ً‬ ‫الية"وخصصها احلديث‬
‫ّ‬ ‫وتفسريا ألحكام األايت من القرأن حيث كانت لبعض األايت "امج‬ ‫ً‬
‫وتفسريها وادراك افهامها بوضيحة‪ .‬فظهرت األفكار يف اوائل القرن ‪ 1900‬م ابن احلديث يُطلب ابلنظر اليه‬
‫ونوضح معانه‪ ,‬وهذا هو مما اتفق عبده ابلرواايت املتواترة مقبولةً كانت بال‬
‫لنفرق رواايته ّ‬‫نظرية اترخيية ّ‬
‫سؤال‪ .‬ويُقال من اجلميع ان املقبول هو من األحاديث بروايتها صحيحة وهي متواترة او احد‪ ,‬فاملتواترة يف‬
‫حجة غري قبوهلا بسبب العدد صحيحة كانت ومباشرة‪.‬‬
‫"اعلي درجة" برواايهتا الكثرية من العدد وال ّ‬
‫ُكتبت هذه الرسالة األكادميية للبحث فكرات املف ّكرين منهم اجمل ّددين املعروفني واملشهورين‬
‫للسنة هلا‬
‫بتجديديهم للفكر ونقدهم ايل تراث السابقني فوجدان بكثريمنهم اتّفاقهم ابجلميع أبن الرواايت ّ‬
‫وجه الكاتب‬
‫دور ومنزلة لتح كيم األمور وتوضيحها "التفصيلية" بدالئلها املقبولة‪ ,‬ابلنسبة ايل املقصود هذا ف ّ‬
‫هذه املقالة لبحث فكرة رضا حول مكانة السنة والتعريف بينها وبني احلديث يف اإلصطالحية كما قد‬
‫اوعرفوامها يف كلمة‪ ,‬وكانت طريقة املستخدمةهذاالبحث استعمال طريقة‬ ‫عرفهما الباحثون اما التفريق عليها ّ‬
‫ّ‬
‫"الدراسة املكتبية" حيث تبحث فيها من الكتب املناسبة املطلّقة أبكثر مبا حبثت عنها املقالة من األحاديث‬
‫ومف ّكرها وارائها وأتليفها من الكتب اليت تعاونت ابلقدرة تعريفها الرئيسية و من غريها الكتب الثانية تقوية‬
‫يف ادراك األفهام من "رضا " وفكرته‪ .‬فمن هنا الكاتب استعمال منهج البحث "منهجاً اترخيياً" توضيح‬
‫الدالئل املوجودة عن رضا وحول فكرته (اي ‪ :‬احلديث) املرجع األول و الثانية من الكتب‪ ,‬لو كانت املقالة‬
‫حتضر يف معاصرهتا الواقعية هذااليوم مع ا ّن اهتجت كتابة املقالة العلمية ايل استخدام تكنولوجيا أبكثر يف‬
‫عصر املصنع الرابع ابلنقطة والصفرة لكن تقوية من الناحية العلمية اإلبتدائية وتنميتها الب ّد إقامتها يف‬
‫البحوث ابهنا من الثقافات اليت قد حبثوا قبلها حيت جاء العصراليوم يف إستخدام التكنولوجيا أبكثر‪.‬‬
‫فبهذه الطريقة التارخيية إستطعنا ابلقدرة ادراك األفهام من رضا حول احلديث مع ان ماكتب رضا‬
‫خباصة ومسّاه كتبه احلديث اوالسنة فوجدان حوله من األراء اليت كتبواها الباحثون املف ّكرون بعده‪ ,‬وهذه‬
‫الطريقة املقصودة لنستطيع النظر "اترخييا" عن رضا ابلسرية الذاتية وتعلّمعه ولقائه مع عبده وإشرتاك فهمه‬
‫وخدمته العلمية ورأيه بتجديد الفكر‪,‬كذالك النظر"اترخييا" يف فهم احلديث والسنة من القدماء يف عصر‬
‫خصصواهبذه الدراسة وتنميته حيت ادراك‬
‫للمخرجي القرن الثاين والثالث وبعده من العلماءالذين ّ‬
‫ّ‬ ‫خترجيه‬
‫نعرف اإلصطالحات‬ ‫الدالئل حول فكرة السنة ورضا اليت نبحث فيها‪ .‬فمن جهة التاريخ إستطعنا ان ّ‬
‫تتعلّق هبذالبحث إستخدمواها الباحثون لتوضيح املعان املناسبة من التعريفات وقد حبثناها يف الكتب اليت‬
‫تقوم هبذه الكتابة‪ ,‬فالطريقة املستخدمة املذكورة ملعرفة اجلواب من السؤلني الرئيسيني كيف يفهم رضا حول‬
‫احلديث ومكانته كاملصدرالثاين ومرجع إلدراك األفهام الدينية ؟‪ ,‬وكيف استخدام رضا طرقه لتوضيح ارائه‬
‫يفرقه استاذه او متساوية؟‪ ,‬طبعاً هذان سؤاالن عميقان حيتجان‬
‫عن الرواايت املقبولة من األحاديث وهل ّ‬
‫جواهبما بواس ٍع وتوضيحها واضحا كافيا حيث كان رضا واستاذه يف كلمة عند تفسرياألايت وهل‬
‫سنوجدمها كذالك يف فكرهتما ابحلديث او السنة النبوية؟‪ ,‬مع ان رضا يف احدي الفرصات طلب ايل‬
‫استمره كاتبه من‬
‫ّ‬ ‫"توفيق صدقي" الكاتب مقالة "املنار" ابملوضوع "القرأن هو املصدر وحده" وقيل هذا‬
‫تدل ابنّه اليتّفقه‬
‫فكرة "عبده" أبن الرواية لألحاديث املقبولة علي انه يف درجته "املتواترة" وكأ ّن هذه ّ‬
‫ٍ‬
‫صرحية حيت يفهم أبن القرأن هو‬ ‫ٍ‬
‫بكلمة‬ ‫وضحه "صدقي" الذي فهمه من قراءة أستاذه‬ ‫ابلرواايت غريه و ّ‬
‫املصدروحده كما ذكره يف موضوعه‪ .‬فهذان السؤاالن حيتجان ايل حبثهما العميقني مع ان رضا ُشهر هو‬
‫كاملفسر من تفسري القرأن احلكيم ‪.‬‬
‫ّ‬
‫قام هذ البحث مستخدماً بطريقة "النقد اخلارجي" وهي الطريقة تفهيم النصوص إبدراك‬
‫املالحظات لتنميتها واستمرار حبثها ايل البحوث املتقدمة املستمرة‪ ,‬علي وسيلة مجع البياانت ودالئلها‬
‫املناسبة الصحيحة‪ ,‬وهذه القراءة النقدية هي قراءة داخلية للكتب املرجعية الرئيسية مثاهلا "جملة املنار"‬
‫اسسه رضا ابلقاهرة وبطباعتها ترتيبيا من ‪-1865‬‬ ‫وتفسري "القرأن احلكيم" (اي ‪ :‬تفسري املنار) هذه جملة ّ‬
‫)‪ ,‬كذالك من‬ ‫كتبت فيها املقاالت الدينيية واإلجتمائية وخباصة دعوًة ايل جتديد الفكر(‬
‫‪ُ 1935‬‬
‫أتليفه الرئيسي هو كتاب تفسري "القرأن احلكيم" ومشهور بتفسري املنار وأصبح هذا مرجع للتفاسري اليت‬
‫حتضر بعده ابملصر كتفسري "املراغي" و"يف ظالل القرأن" للسيّد قطب وخلارج املصر مثاله ابألندونيسيا‬
‫) و تفسري "املصباح" حملمد قريش‬ ‫حضور تفسري "األزهار" لعبد املالك كرمي امرهللا (اي‪:‬‬
‫)‪,‬اما الكتب الثانية اليت استطعنا قراءهتا وهي كتاب "الفتوي" واتريخ‬ ‫شهاب(‬

‫األستاذ اإلمام الشيخ ‪,‬و نداء اجلنس اللطيف‪ ,‬و الوحي حممد‪ ,‬يسري اإلسالم واصول التشريع العام‪,‬‬
‫) اليت‬ ‫واخلالصة إلمامة العظماء‪,‬و ذكر املوليد النيب‪,‬و حقوق املرأة الصاحلة (‬

‫قد كتبها رضا ومن غريها من املراجع الثانية‪.‬‬


‫كانت البحوث السابقة املتعلّقة هبذاملوضوع لكتابتها العلمية األكادميية منها الذي كتبه‬
‫صصت بدراسة اإلسالم واإلجتمائية ابملوضوع "ااثر فكرة‬‫اليت خ ّ‬ ‫يف جملة‬
‫وضحه املؤلف حبثت حول السند واملنت وفكرة رضا بني احلديث‬ ‫رضا يف احلديث" وهذه املقالة كما ّ‬
‫موجهة ايل تعريف احلديث من انحية العلوم اما الفرق بينه وبني هذا يف توضيح‬
‫والواقعية تقصد هذه املقالة ّ‬
‫البحث حيث ال تبحث فيها املتعلّقة وااثرها من استاذه وفكرته عن مكانة و دورها الثاين إلدراك احلكم‪.‬‬
‫كذالك الذي حبثه فيضرمحان وهو طالب جلامعة يوكياكرات اإلسالمية احلكومية وانتهي كتابته عن رضا‬
‫ابملوضوع "اراء حممد رشيد رضا يف احلديث حول إنشقاق القمر ‪:‬دراسة نقدية ‪ ,‬هذه املقالة األكادميية يف‬
‫وجهت كتابته حول‬
‫مو ّ‬ ‫املرحلة األويل حلصول علي الشهادة اجلامعية "ابلبقاالريوس" للسنة الدراسية‬
‫فتدل هذه املقالة "مقالةً موضوعيةً" كما وجدان مشهورا يف دراسة‬
‫رضا واحلديث املذكور من املوضوع ّ‬
‫م ابملوضوع" اراء‬ ‫التفسري ُمسّيت بتفسرياملوضوع‪ .‬كذالك الذي حبثه حممد بن رمضان رمضاين للسنة‬
‫حممد رشي د رضا يف قضااي السنة النبوية من خالل جملة املنار‪ :‬دراسة حتليلية نقدية‪ .‬هذه الرسالة الألكادميية‬
‫خصصه يف املنار اما يقصد به اجمللّة او تفسري القرأن‬
‫اليت ّاجته كاتبه للبحث حول رضا وأفكاره ابحلديث ّ‬
‫خيصص الكاتب يف دراسة املكانة حيث نبحثه كاملصدر الثاين‬ ‫احلكيم‪ ,‬طبعا هذالبحث حبثا عاما ال ّ‬
‫خصصه لفكرة‬‫يفرقه مع استاذه او كانت متاسوية ؟‪ ,‬مع ان مبا فكره "صدقي" لقد كان ّ‬ ‫للمسلمني هل ّ‬
‫عبده حول احلديث بتوضيحه الصريح من الكتابة‪ ,‬ووجدان كذالك األخر من الكتابة األكادميية او غريها‬
‫ابلبحوث الكثرية عن رضا و دراسة التفسري ابملنار‪ ,‬وافكار جتديده‪ ,‬وااثر جتديده يف الرتبية اإلسالمية‬
‫وغريها مما ال تتعلّق مبا نبحثها حول احلديث مثاهلا ابملضوع "فكرة حممد رشيد رضا يف تنمية اإلسالم‬
‫(نظرية اترخيية) الذي كتبه اندي مافياسوان طالب جبامعة عالء الدين اإلسالميةاحلكومية مبكاسر‪ ,‬لشروط‬
‫‪ ,‬واملوضوع األخر هو "فكرة رشيد رضا حول التجديد‬ ‫حصول علي درجة األويل اجلامعية للسنة‬
‫م‪ ,‬وقد كتب كذالك إبسم‬ ‫للسنة‬ ‫حلكم اإلسالم الذي كتبه امحد سنوسي يف جملّة "تزكيا"‬
‫مبوضوعه "دراسة تفسريحممد رشيد رضا يف املنار وسيّد قطب يف ظالل القرأن عن معين‬ ‫"طهرين"‬
‫القتال وهذا من البحوث األكادميعية حلصول علي الدرجة األويل اجلامعية‪ ,‬واملوضوع األخر "دراسة عن‬
‫اهل الكتاب عند رشيد رضا يف تفسرياملنار وكاتبته "نيال فراح" طالبة جبامعة الشيخ نور جايت اإلسالمية‬
‫احلكومية‪ ,‬طبعاً هذه البحوث ال تتعلّق خباصة عن رضا وافكاره عند احلديث اليت سنبحثها فيما يلي‪.‬‬

‫السرية الذاتية رشيد رضا‬


‫ُولد رشيد رضا يف "قلمون" وهي اربعة كيلو ابلقرب من "ترفويل" لبنان‪ ,‬يف ‪ 28‬مجاد األويل‬
‫)‪ ,‬وزايدة ايل امسه "سيّد" بسبب اتصال العائلة ايل‬ ‫من اهلجري (‬ ‫سنة‬
‫)‪ ,‬ومن هذا‬ ‫حسني بن علي بن ايب طالب زوج فاطمة والدة رسول هللا (‬
‫شهرت عائلة "رضا" عائلة طاعتهم يف الدين وقدرهتم يف العلوم الدينية و مذكورة من اجملتمع بتسميتهم "‬
‫الشيخ" يف العائلية ‪,‬وكان احد جدته وهو السيد الشيخ امحد شهرت بطاعته وجهوده ووضع اوقاته اليومية‬
‫يف القراائت والعبادات ال يلتقي الضيوف يف البيت االّ من الصحابة والعلماء فحسب يف اوقات حمددة‬
‫يوافقه جده‪ ,‬عندما حصل رضا علي عمره يف"البلوغ" كان جده له القدرة يف العلوم والثقافة فأخذه ابوه‬
‫)‪:‬‬ ‫بتعليمه وعلّم بعده ابنه من العلوم‪ ,‬هكذا كما كتبه "األدوي" ابلنقطات التالية (‬
‫فنظرت من عظاماء النصاري رهبنيهم برتفويل ولبنان ذات يوم يلتقي مع‬ ‫ُ‬ ‫كنت يف عمري البلوغ واان شباب‬
‫ايب ويتحدثون بينهم كما يتحدث األب مع الشيوخ قبله فقال يل ابنه عرف الرهبنيني يف املدينة اقرهبم معه‬
‫يف التعاون واحتاد الوطين الشعيب العريب وهلذا مطلوب الينا التسامح بيننا يف اقامة العدالة اإلجتمائية والتعاون‬
‫و انصح الدين ايل حضارة املدنية‪.‬‬
‫كان "رضا" تعلّم أبكثار العلوم من ابيه و ايل غريه يف مرحلة طفولية والتحق مرحلته اإلبتدائية‬
‫واملدرسية برتيفويل لبنان اليت عُلمت فيها النحوي والصرف والعقيدة والفقه واجلغرافية ابستخدام لغة‬
‫)‪,‬‬ ‫"الرتكية" يف استعدادها يصبحون املوظفني احلكومي للمملكة‪ .‬بعد ٍ‬
‫سنة(‬

‫التحق رضا ايل املدرسة العالية احلكومية واستخدام العربية يف تعليمها و اثنيتها الفرنسية‪ ,‬وعالقتها يف العلم‬
‫اسسهااحدي اجمللة‬ ‫ايل مؤسس املدرسة ارساله ايل الفرصات يف كتابة اجملالت الذي كان املؤسس ممن ّ‬
‫برتيفويل ولبنان ‪ ,‬ومن هذا عرفنا انه قد بدأ الكتابة حيت يصبح رئيسا يف جملة " املنار" حيث انتشاره يف‬
‫النقد السياسي علي القرار وتفهيم النصوص الدينية والنقد اإلجتمائي‪ ,‬وهذا اشهره ابلكتابة اما يف التفسري‬
‫و النقطات يف املنار وات بعهم الطالب اجلامعية واملدرسية علي فكرهتم اجملددين جتديدهم ايل األفكار و‬
‫العقلية ابن األفكار للنص الديين غري مستورة ايل يوم ما‪.‬‬
‫)‪.‬ومن‬ ‫(‬ ‫لقي يف هذه املدرسة األساتذ خبلفياهتم املختلفة‬
‫هذا يسبب"رضا" لديه األفكار يف املستقبل حيث يسهله عليه يف متابعة وترمجة أفكار أستاذه "حممد‬
‫عبده" واستمرار تفسريه يف "املنار"‪ ,‬فكان األساتذ اليت درسه رضا بقدرهتم يف علوم الدين والثقافة مع‬
‫طريقتهم يف التصوف كالشيخ حسن اجلسر مرشد ومريب لطريقة "اخللوطية" ‪ ,‬كذلك الشيخ القواقجي الذي‬
‫يفضلون ايل هذه منذ انتشاره يف وقت طويل ‪ ,‬وكان رضا ايضا‬
‫اشرتك طريقة "الشاذلية" اليت اكثر املصريني ّ‬
‫لقي الشيخ حممود تشابة مدرس يف تعليم احلديث فدرس معه علومه يف الرواايت و تصحيح األحاديث‬
‫من املوضوعية حيت ُشهرت ابلقدرة يف التوضيح بني الصحيح والضعيف‪.‬‬
‫يف عام ‪ 1897‬م اعطاه استاذه لرضا "اجازة" وهي الشهادة العلمية يف فهم علوم الدين واللغات و‬
‫الفلسفة وأتثر هذة الفكرة العلمية يف حياته املستقبل مع انه "عبده" اعلي أتثري اليه يف فكرته عندما التقائه‬
‫يف املرحلة الدراسية العالية اجلامعية وبعد “التجديد” انتشر وقلّده املصريّون من العلماء و الشيوخ والطالب‬
‫و الشباب يف ا هلمسة العلمية الدينية ابنه جديدا ال يدرك قبله عندما العامل اإلسالمي يف نظرية ان‬
‫اإلجتهاد غري حاجة ابلسبب قد شرح بصريح يف الرتاث املاضي ‪ ,‬قبل التقائه مع "عبده" يف اإللتقاء‬
‫العلمي "ابألزهر" فمن األساتذ قد درس منهم علومهم يف تفهيم النصوص الدينية وهم عبد الغين الرافع‬
‫معلّم بكتاب "نيل األوطار" كذالك من امسائهم حممد احلسيين وحممد كامل الرافع‪.‬‬
‫شهررضا كذالك اعتكافه يف اوقات ابملسجد الذي اختاره جده لإلعتكاف والدراسة يف قراائت‬
‫اجرب نفسي يف حالة مقدسة اجلسدية‬
‫الكتب عندما بلوغ عمره يف الشباب حيث قال رضا ‪ :‬كنت دائما ّ‬
‫و الروحية حيت ال نعرفه من املغيبات فدخل عليه بصفاته "اإلهلامية" إبدراكه وقدرة تفهيمه بصريح من‬
‫العلوم‪ ,‬ومن هنا كان رضا معروف يف حياته بقرائته الكتب لتنمية الروحية والقلوب يف التصوف‪ ,‬مثاله‬
‫كتاب "احيا علوم الدين" لغزايل كاملصدار الرئيسي هبذا العلم ألن يكون فرد متقراب يف املصاحل وتبعيده من‬
‫الفحيشة كما شهر رضا برجل صويف حينما عمره شااب يف اشرتاكه وسلوكه علي وسيلة منهج "الطريقة"‬
‫لتقوية الروحية‪.‬‬

‫حول مكانة احلديث عند حممد رشيد رضا‬


‫املدومة يتحدثه العلماء‬
‫ان دراسة حول احلديث ومكانته يف التشريع حتتاج اليها البحوث العلمية ّ‬
‫من الفقهاء واحملدثيني و األصوليني وغريها‪ ,‬مع ا ّن احلديث يف اترخييته يف املسائل يسئله الباحثون‬
‫املستشرقون ابنه كاملصدر الثاين للمسلمني إلدراك فهم األحكام الشريعة حكم به احلكماء حتكيم األمور‬
‫اإلنسانية وتثبيت احكامه الشريعة اليت اخذت بدالئلها الصحيحة من األحاديث‪ .‬وكان توضيح العبادات‬
‫واملعامالت يف النصوص ال تُبحث بصريح فوجدان يف "فصوهلا " من الفتوي واألراء عند القضات (اي ‪:‬‬
‫احلاكمني) ان يفهمواها بنظرية الواقعية مث اتّبعهم بعدهم بكث ٍري ّ‬
‫نسميها "مذهبا" مبناهجها الفقهية اليت‬
‫كانت تدليلها من األايت واألحاديث املقبولة‪ .‬السؤال عندان هل األحاديث املكتوبة يف األواخر القرن‬
‫دوهنا الكاتبون‬
‫اهلجري "متواترة" ال حتتاج البحوث و تصحيحها ؟ لوكان عدم الرواايت الكتابية قبلها حيت ّ‬
‫يف رواية البخاري ومسلم والرتميذي يف الستة اوالتسعة من الكتب ؟‪ .‬هذا سؤال عميق طبعا الذي قد سئله‬
‫الباحثون "املستشرقون" عندما يتحدثون هل السنة يف "األحاديث" هي كاملصدر الثاين للمسلمني ؟‪,‬‬
‫تدل علي ان احلديث انتشر‬
‫كيف تدلييلها؟‪ ,‬مع ا ّن تدوينها يف املسائل حيث ال جند قبله كتابة الروايت ّ‬
‫يف اجملتمع "لساان وكتابة"‪.‬‬
‫عرفنا من التاريخ ان األحاديث يف اوائلها "بال كتابة" يقوله النيب من لسانه يف الفرصات اشرتك‬
‫ومن‬
‫اليها ومسعها الصحابة وانتشارها "ابحلفظ" لفظا ومعنا‪ ,‬امر النيب بعدم كتابتها علي كل الصحابة َ‬
‫كتبها فعليه "مسحها" ألحاديث اليت قد ُكتبت وإلقائها الصحابة ايل غريهم‪,‬ش ّدد النيب قوله بكلمة واضحة‬
‫يف "هنيها" ألن ال يكتبوا احاديثه بال خالف واتّبع الصاحبة كبارها وصغارها بعده حيت ال جيد التابعون‬
‫الرواايت الكتابية االّ علي وجه البحوث عنها لكل راوي احلديث الذين هلم القدرة يف الضبط (اي ‪:‬‬
‫احلفظ) وهبذا قيل انتشار احلديث يف القرن األول ان رواايهتا حبضور الرواة من قبله‪ .‬بعد هني النيب كتابة‬
‫األحاديث ما وجدان الكاتبني حيت جاء التابعون بعدم املصاحف لدليل علي ان الرواايت قبله غري مكتوبة‪,‬‬
‫ان شهادة الراوي تكون شرط اسسي يف قبول احلديث عن غريه‪ ,‬من هنا مما يطلبه املستشرقون ألوائل‬
‫القرن يف اإلسالم حيث تكون الرواايت بقوة الكتابة يف املصاحف حيت وصلت عصر التدوين يف القرن‬
‫ودوهنا "زيد " علي‬
‫الثاين "العباسية" كما قد ُكتبت القران ابمر النيب عند نزوله فكتب الصحابة األايت ّ‬
‫رغم ايب بكر كتااب واحدايصدر اليه اجملتمع ‪ ,‬وهذا مما ال جندها يف احلديث بعد وفاة النيب "مكتوبة" منذ‬
‫حيددون اي تقليل الرواايت بسبب خافوا تكثري اخبارها وعدم تصحيحها بشهادة‬ ‫اوائلها وان الصحابة ّ‬
‫الروات يف انتشار األحاديث بعضهم ايل بعض‪ ,‬طبعا من هنا ال حيتاجون ايل الكتابة حيث عاشوا فيهم‬
‫بكثري من الروات ويسببهم غري حاجة اليها‪ ,‬ومن هنا ايضا ان كبار الصحابة وصغارها ال يثبتون "القرار" يف‬
‫وفرقوا بعضهم فرقتني عديدتني‪.‬‬
‫تدوين السنة بعهداخلالفة األربعة حيت جائت الفتنة اليهم ابملعارك الداخلية ّ‬
‫اتفق العلماء ان احلديث كاملصدر الثاين يف اإلسالم وله مكانة خاصة ودوره يف عميق للقرائن‬
‫)‪ ,‬لوكانت األحاديث من رواايهتا ليست كلها تقبل وتُعمل‪ ,‬بل هي"ااثر"‬ ‫(‬
‫ألقواهلا وافعاهلا وتقريرها وصفاهتا من النيب امن هبا املسلمون يف قلوهبم وحاجة اليها يف ضرورايهتا "بياان"‬
‫لتفهيم األايت القرائنية فقال "الشاطيب" ان احلديث له مكانةيف تفسري معان النصوص القرائنية (اي‪:‬‬
‫تصديقها)علي وجه البيان ختصيصها وأتكيدها لألايت اليت فيها إختالفات وحمتاجة ايل الرتجيح (‬
‫مفسر ومبني القران يف اقوله وافعاله والتوضيح هذا‬
‫)‪ .‬وقال "رضا" ان النيب هو ّ‬
‫علي وسيلة التقييد والتفصيل لكن بعدم القدرة من النيب "نسخه اوتغيريه" لألحكام الشريعة اليت قد ُشرحت‬
‫بصريح قصصها وشريعتها‪ ,‬وان املصدار لإلسالم هو القران الذي ّنزل هللا علي نبيه "اب اإلهلامية"‬
‫ويفسرون الشريعة اليت هبا ظهور املذاهب واتّبعها‬
‫يوضحون ّ‬ ‫فاألحاديث يف دورها الثانية مرجع للمسلمني ّ‬
‫)‪ .‬وقاله يف األحاديث غري متواترة‬ ‫أبكثا ٍر واثبات األحكام يف العبادات واملعامالت وغريها(‬

‫(‬ ‫(اي ‪ :‬احد) وهلا الرواايت واألخبار تصبح املصدر الثالث يف ادراك األحكام الشريعة‬
‫) ‪ ,‬مع ان قوله عند احلديث هذاكما ُكتبت يف "املنار" حيث قيل بُين اإلميان يف اصدار‬
‫املسلمني لقرأنه وللسنة العملية من الصالة واحلج مبناسكه ولألحاديث القولية املقبولة اتّفقها العلماء‬
‫والسابقون من السلف‪ .‬فاإلجتهاد هووسيلة وطريقة لألحاديث اليت هلا رواية األساند بصفاهتا "احد" اي‬
‫صص وال ّحتلل ايل مواضع خاصة يف األحكام‬
‫(‬ ‫غري متواترة دخلت هي علي "الظنّية" ال ُخت ّ‬
‫)‪ .‬وهبذا ان املذاهب كانت ال يقبلون االّ "الصحيحة" كلها وهذا بعد تفكريهم‬
‫ويتح ّدثوهنا يف ادراك احكامها بنظر الواقعية وتصحيح اسانيدها وتبحيث عنها إما البخاري ومسلم وغريها‬
‫من الستّة‪ ,‬فمن هنا ما يُقصد "رضا" قوله "ابإلجتهاد" هو التفتيش والتبحيث و التوضيح والرتجيح علي‬
‫الرواايت حيث كانت هلا "اترخيية" اليت ال يتح ّدثون "اتّفاقا" فيما هو الصحيح‪.‬‬

‫جتديد السنة عند "رضا"‬


‫كانت طريقة يف استعمال تصحيح احلديث هو حتقيقها والتبحيث عن الرواايت ابسانيدها‪ ,‬كما‬
‫قاله استاذه "عبده" ابن احلديث يف املصدار الثاين لإلسالم واعلي دورها بتدوينها الذي هبا عرف املسلمون‬
‫)‪ ,‬فاحلديث عندمها بعدم تقليدها يف تصحيحا والنقد‬ ‫اخبار السابقني ونبيهم (‬

‫اليها غري حاجة ايل الرتاث املاضي ومن السابقني‪ ,‬وهبذا انه اصطالح اخري للسنة النبوية يف األقوال‬
‫املدونة لساهنا وكتاهبا فيجب البحوث عنها يف البحوث العلمية وعرفنا ماهو الصحيح من‬ ‫ابملصاحف ّ‬
‫يدل علي ان "رضا واستاذه علي احلقييقة تصحييحهما و تبحيث عنهما يف جمال تعليق‬ ‫الضعيف‪ ,‬وهذا ّ‬
‫األحاديث علي نظر الواقعية والتارخيية والعلمية والعقلية ووصلنا ايل الثانية مبصدراليها مرجع يف تفاسري األية‬
‫ٍ‬
‫ملسائل اسنادية يف تصحيحها وال يقبل‬ ‫)‪ .‬من هنا فاألحاديث اليت روايهتا‬ ‫(‬
‫احمل ّدثون أبكثار فال تُدخلها مباشرة(اي‪ :‬رواايهتا) ايل "مردودة" فاهنا كلّها "مقبولة" يف جمال "اخبارها"‬
‫حيث ان احلديث من احلضارة للسابقني وااثر منهم وصل الينا إبخباره وكتابته يف كتب األحاديث وموقفنا‬
‫حسب فتحه والبحوث عنه يف رفوف املكتبة اليت وجد فيها الكتب لألحاديث النبوية بتدوينها علماءالقرن‬
‫الثاين األخري من اهلجري واثلثها وحضارهتم وصلت الينا ابلكتابة ‪ ,‬فال أبس عنده (اي‪ :‬رضا) لوكانت‬
‫دل ابن حديثهم واخبارهم دليل علي اهنا "ااثرة " السابقني يف‬
‫الروات يف أخطائهم من الرواايت حيث ت ّ‬
‫اإلمكانية اخبارهم قد مسعه وانتشر يف ّاوهلا ( اي‪ :‬يف عهد النيب) لكن بعدم الشروط املطلوبة علي‬
‫تصحيحها فدخل هو ايل "غري مقبول" من اجل الرواايت‪.‬‬
‫املدونون اما الصحيحان والستّة والتسعة وما بعدها من‬ ‫ويف نقده "رضا" األحاديث اليت كتبها ّ‬
‫الكتب‪ ,‬ليست كلها بصحيحة اال بعد تصحيحها "اسنادا ومتنا" بطريقتها الرواايت والعقلية والتارخيية‬
‫والواقعية لوكان بعضهم غري اتّفاقهم فيما هو الصحيح حديثه‪ .‬وقوله يف الرواايت "احد" فهذه من‬
‫األحاديث حيث مروايهتا بعدد الرواة ما حصلت ايل درجة تقال غريال زمة ‪ ,‬عن هذا فان هذه األحاديث‬
‫(اي‪ :‬احد) اخبار السابقني الينا وحكمة وحضارة اإلسالم ابسانيدهم ما وجدان ها غريها فلو كان "احد"‬
‫"حجة" يف العقائد‬
‫قل اسناده فيمن رواي حديثه فإننا حمتاج اليه يف مسائلنا ّ‬ ‫من ان حية الرواايت أب ّ‬
‫)‪ .‬ونقده فيما يُقال "الصحيح" يف الرواية املكتوبة‬ ‫واألحكام والعبادات (‬
‫املصححة‬
‫ّ‬ ‫وصححه كذالك اجملتمع ابألحاديث‬‫دوهنا البخاري ومسلم ّ‬‫ابلكتابني الصحيحني الذين معرفني ّ‬
‫عندهم بالزمها واطوال إنتشارها وال ُُيخذها االّ بصحيح‪ .‬فرأيه (اي ‪ :‬رضا) ال تُقصد هبا بعدم النقد فيها‬
‫بصحيح‪ ,‬لو كان السابقون قد حبثوا عنها حبثا عميقا وال مطلوبة ايل التجريح وتعديله‪,‬‬ ‫ٍ‬ ‫يف الرواايت إتّفقها‬
‫تقليد" فيما هوالسابق بال‬ ‫ليس املقصود عنها (اي ‪ :‬عند رضا) بعدم "النقد" يف رواايهتا بل جنب الينا بال " ٍ‬
‫حاجة علي وسيلة معرفته وليس اتباع فحسب‪ ,‬وهذا كما ُكتب يف نقطاته عندما اعطاء رضا "النقد"‬
‫لألحاديث متعلّقة ابلسحر وخلق العامل فيما يلي ‪َ :‬ح َّدثَِين ُحمَ َّم ُد بْ ُن الْ ُمثَ ََّّن‪َ ،‬حدَّثَنَا َْحي ََي‪َ ،‬حدَّثَنَا ِه َشام‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صنَ ْعهُ‪.‬‬ ‫َّيب ‪ُ " :‬سحَر َح ََّّت َكا َن ُخيَيَّ ُل إِلَْيه أَنَّهُ َ‬
‫صنَ َع َشْي ئًا َوَملْ يَ ْ‬ ‫ال‪َ :‬ح َّدثَِين أَِيب‪َ ،‬ع ْن َعائ َشةَ أَ ّن النِ َّ‬
‫قَ َ‬
‫الرد ( اي ‪ :‬ال يقبالن) َمن اجملتمع مسّاه‬
‫شرح "رضا" هذاحلديث كما وضحه استاذه ابهنما يف ّ‬
‫"ابلسحر" كما اخبه هذاحلديث السابق عن رواية عائشة ابن رسول هللا ُسحر "ذات يوم" فقال رضا ابن‬
‫"السحر" هو "املكر" ليست حقيقة بعدم وجوده يف الواقعية ‪ ,‬وفهمنا من هنا اهنما قبول احلديث السابق‬
‫الصحيح بل غري قبوهلا من انحية "املنت" حيث ال يقبل "العقل" عندما يُفكر هل النيب ُسحر؟‪ ,‬مع انه‬
‫نبوته‪ ,‬فكيف كانت بعض الروات اخبواها ؟‪ ,‬هل رواهتم متعلّقني بعهدهم حيث كان‬ ‫معصوم ب ّ‬
‫السحرمنتشر يف اجملتمع قبلهم وقد جار ابلسهولية يف "اجلاهلية" ‪ ,‬طبعاً هذه األسئلة املطلوبة إبنتظار‬
‫اجيابتها يف تفهيم حديث "السحر" كما رأي رضا وعبده حيث ال يقبل العقل الصريح عن السحور اليت‬
‫هي بعدم الوجود و دون اإلستطاعة يتكلّمها اإلنسان يف الواقعية وحقيقتها من املغيّبات خبالفها مع‬
‫الدنياوية اليت كانت فيها حياة اإلنسان ‪ ,‬يتعلّق هبذاحلديث قال "رضا" انه مردود لو كانت رواايته من‬
‫البخاري بالزم صحيحه والعامة اتّبعه علي طريقة حتقيق تصحيحه اذا كانت بغري النظرية علي وجه الرواايت‬
‫والعقلية والتارخيية والواقعية اُخذ اسناده لكن املنت يف حبث اخر‪ .‬والتايل حديث عن خلق العامل الذي اعطاء‬
‫رضا النقد من اجل رواية ومنت حيث قيل يف احلديث ‪:‬حدثين سريج بن يونس وهارون بن عبد هللا قاال‬
‫حدثنا حجاج بن حممد قال قال ابن جريج أخبين إمسعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد هللا بن رافع‬
‫موىل أم سلمة عن أيب هريرة قال أخذ رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بيدي فقال خلق هللا عز وجل الرتبة‬
‫يوم السبت وخلق فيها اجلبال يوم األحد وخلق الشجر يوم االثنني وخلق املكروه يوم الثالاثء وخلق النور‬
‫يوم األربعاء وبث فيها الدواب يوم اخلميس وخلق آدم عليه السالم بعد العصر من يوم اجلمعة يف آخر‬
‫اخللق يف آخر ساعة من ساعات اجلمعة فيما بني العصر إىل الليل قال إبراهيم حدثنا البسطامي وهو‬
‫احلسني بن عيسى وسهل بن عمار وإبراهيم ابن بنت حفص وغريهم عن حجاج هبذا احلديث‬
‫ذُكر كذالك روايته يف مسند أمحد حيث قيل ‪ :‬حدثنا حجاج قال ابن جريج قال أخبين إمساعيل‬
‫بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد هللا بن رافع موىل ألم سلمة عن أيب هريرة قال قال أخذ رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم بيدي فقال خلق هللا الرتبة يوم السبت وخلق اجلبال فيها يوم األحد وخلق الشجر‬
‫فيها يوم االثنني وخلق املكروه يوم الثالاثء وخلق النور يوم األربعاء وبث فيها الدواب يوم اخلميس وخلق‬
‫آدم عليه السالم بعد العصر يوم اجلمعة آخر اخللق يف آخر ساعة من ساعات اجلمعة فيما بني العصر إىل‬
‫الليل‪.‬‬
‫بعد رضا حبث عن احلديث السابق فقوله ابن الرواية املذكورة غري مقبولة ال يصحه حديثه بسبب‬
‫) لو كان رواه ابو هريرة اب كثررواية احلديث‬ ‫املنت خيالف القرائن كاملصدار يف األول (‬
‫من التاريخ ود ّونه مسلم واخذه حديثه ( اي ‪ :‬مسلم) من حجاج بن حممد األعواري وابن جريع مع ان‬
‫تغري حفظه بضعيف وهكذا كما شرح‬ ‫ضعيف يف الضبط عند شيوخه وقيل ايضا انه رواي حديثه بعد ّ‬
‫كذالك يف الكتب الروات ‪ ,‬فزاد ابن كثري بتفسري األايت يف القرأن العظيم ألية الرابعة ومخسني من "‬
‫األعراف" متعلّقة هباذا ‪,‬حيث قيل يف احلديث ومكتوب فيها بسبعة األايم خللق هللا العامل‪ ,‬فالعلماء‬
‫واحمل ّدثون بعد حتقيق الرواية هذاحلديث وجدوا عندهم "ااب هريرة (اي ‪ :‬الصحابة) قد اخذها من "كعب‬
‫األخب"هو مشهور إبخباره من حضارة اليهودية يف الرواايت‪ ,‬ومعروف ايضا لقد اسلم ولقي من اكثر‬
‫الصحابة‪ .‬وهبذا ان طريقة وتصحيح احلديث عنده (اي ‪ :‬رضا) ليس حسب علي وجه "العقلية" مع انه‬
‫قال هذا احلديث السابق كأن خيتلف القرأن "بسبعته" يف خلق العامل ‪ ,‬وذُكر يف األية بستّته‪ ,‬والعقل‬
‫الصريح ال يقبله من انحية "التقابلية" وهذا كأ ّن هناك اإلختالف من احلديث طبعا مع اهنما مرجعني‬
‫األساسني يف تفهيم النصوص والقران يف املصدر األول إلدراك األحكام واحلديث بيانه وتفصيله وتفسريه‬
‫وعرف كذالك ان احلديث املذكور يف خلق العامل هذا مرفوع روايته ايل النيب وذُكر فيه " كعب"‬
‫الذي له القدرة ملعرفة ما قبله من حضارة "اليهودية" ولو انه من قبل هذا من اهل الكتاب فليس يف‬
‫"مسأل ٍة" ‪ ,‬من هنا عرفنا ان طريقة تصحيح عند رضا ليس حسب نظر العقلية فوجدان ارائه يف السابق‬
‫فدل هذا طبعا انه استعمال الرواية لتفهيم النصوص الدينية‬
‫للحديثني واعطاء نقطاته للروات يف مسائلها ‪ّ ,‬‬
‫بنظر اسانيدها لو كان يف حتقيقها يف اعلي طرقية علي حسب قبول "العقل" والتاريخ لألحاديث اليت‬
‫عندها حمتاجة ايل التفكري والشرح ‪ ,‬فهذه طريقتها يف حتقيق ما هو الصحيح من احلديث‪.‬‬

‫اراء رضا حول "التدوين"‬


‫املدونون يف اواخرالثانية و ّاول كتابتها يف عهد "العماوية" أبم ِر‬
‫ان تدوين األحاديث النبوية كتبها ّ‬
‫مرة" يف ِوالية األمري ابملصر (‬
‫عبد العزيز بن مروان واستمره ولده "عمر " وامر كذالك "كثري بن ّ‬
‫)‪ .‬وكان هذاالتدوين مكتوبة رمسية ما وجدان مصاحفها يف التاريخ حيت وصلنا ايل‬
‫"املوطي" ملالك ابملدينة وامجع احاديثه علي حسب الرواايت متعلّقة ابألحكام الفقهية وكان‬
‫فجمعت هذه األحاديث إلدراك فهم النص الديين‬ ‫"اإلمام"للمذهب الكبري اتّبع اليه بعده بكثري من األمة ُ‬
‫حباجتها ايل الرواايت الصرحية ومجعها مناسبة يف الضرورايت قبل عصر التدوين اليت ال تُوجد قبله رواية‬
‫وخرج مالك رواايته يف طريقة خاصة علي وجه الفقه‬ ‫األحايث "ابلكتابية" للمجتمع ف ُكتب أملوطاء" ّ‬
‫)‪ .‬فكان اإلمام الفقيه مجع احاديثه‬ ‫ابألحاديث تتعلّق يف األحكام (‬

‫حباجة يف ضرورية ابن الرواايت مل تُكتب ‪ ,‬وعرفنا من هذا ان املصاحف األويل يف الكتب األحاديث النبوية‬
‫هي ما مجعه املالك يف "املوطاء" وهذا ّاول الكتاب يف الرواية قبل انتشار غريه من الكتب بعصر التدوين‬
‫ودوهنا البخاري ومسلم والرتميذي يف القرن األول "العباسي" وان كان تصحيح كتبها اليت‬ ‫حيث مجعها ّ‬
‫املذكورة هذه يف اعالء تصحيحها واوضح حتقيقها ال تُقصد هبا ّاوُهلم يف التدوين بل حضورهذه بعد عصر‬
‫الكتابة قبل التدوين الرمسي وعرف اخلالفاء و العامة "العماوية" حباجاهتم ايل الرواايت فحضر "املوطاء"‬
‫ملالك حيلّل اإلحتياجات ومصدرهم‪.‬‬
‫سكن دائما اإلمام مالك ابملدينة من مولده ايل اخر حياته‪ ,‬فمن املعروف ان طريقته يف حتقيق‬
‫احلديث يصدره ايل"املدينة" واهله كانوا كاملرجع الرئيسي يف الرواية حيث انه قيل ابن األحاديث النبوية قد‬
‫حفظواها واخبواها اهل املدينة بعد هجرة النيب ايل "يثريب" (اي ‪ :‬مدينة) فانتشر رواايته ايل املدن ابملشرق‬
‫واملغرب وكان اهل املدينة ّاوُهلم يف مسعِها واخبارها تلك الرواايت وحفظوها "لساان" من اقواهلم وافعاهلم حيت‬
‫مر بعده زمن طويل فكان اهله الذين سكنوا ومقيمون ابملدينة قد حفظواها الرواايت واهنم مشهورين‬ ‫ّ‬
‫املخرجني حيث ان املدينة يف املرجع السياسي لرحلتهم ان يطلبوا‬
‫املدونني ّ‬
‫أبحاديثهم ويصدراليهم أبكثر من ّ‬
‫الرواايت من الروات ومن هذا اصبحت "مدينة " مكانة خاصة عند تصحيح األحاديث فكأ ّن للرواايت‬
‫األخري من اكثر املدن اليت فيها األحاديث ُجتد كذالك رواايهتا ابملدينة‪.‬‬
‫اصح الرواية يف قدرهتم اهل املدينة قد‬
‫وهبذا عند "املوطاء"الذي فهمنا يف اإلمكانية فيها كأ ّن ّ‬
‫حافظوا احاديثهم وكما ّاول مسعهم وانتشارهم و ّاوهلم يف عمليتها اليوميّة من اقواهلم وافعاهلم حيث يقال اذا‬
‫كان احلديث من املدينة فهي صحيحة بسبب اصبحوا اهلهم كاملرجع إلدراك األحكام الشريعة ويصدره‬
‫املالك ومذهبه كااملصدر السياسي يف تفهيم النص اتّبعهم كثريون ايل مذهبه وقد انتشر الينا بعد مرور الزمن‬
‫من املدينة ايل املدن واصبح "املوطاء" ااثرهم من املاضي الذي كتبه "مالك" يف حاجة اجملتمع ايل الرواايت‬
‫قبله‪ .‬ومن هنا كذالك ان األحاديث للموطاء مؤخوذة حسب لرجوعها ايل اهل املدينة ألن اهلهم يف‬
‫نبوة حيت جاء اليهم عصور التدوين فلوكان املوطاء ّاول الرواايت املكتوبة‬
‫العملية حبديثهم دائماً منذ عهد ال ّ‬
‫ال يصبحه مباش ٍر أبعالئها درجة يف الصحيح من الكتب بعصر التدوين كالبخاري‪ ,‬كيف تكون ذالك ؟‪,‬‬
‫هذا بسبب الطريقة واملنهج املستعمل يف تصحيح روايةاحلديث ورواته ابلشروط اخلمسة العامة وهي اتصال‬
‫سنده‪,‬ان يكون الروي عادال‪ ,‬وضبط رواته‪ ,‬وعدم الشاذ‪ ,‬وعدم العلة يف احلديث (‬
‫عرفها العلماء واحمل ّدثون بعد عصور التدوين الرمسي فكان البخاري والستّة ما‬
‫)‪ ,‬فهذه القواعد ّ‬
‫عرفها َمن بعدهم االّ لديهم الشروط اخلاصة حيث كان‬ ‫وجدوا الشروط اخلمسة هذه ألحاديثهم اليت ّ‬
‫البخاري يف الشروط الثالثة إبتّصال السند وعدالة رواته وضبط الروات‪ ,‬اما الشرطني األخرين ادخلهما‬
‫"متفرقة" بني األحاديث فيما يُقال اليه ابحلديث الصحيح وعاد ًة يف‬
‫البخاري يف الثالثة‪ ,‬فهذه الشروط ّ‬
‫اتّفاقها احمل ّدثون مبا هي الرواية الصحيحة‪ ,‬مثاله وجدان الرتميذي يف اختالفه معهم ابإلصطالح اجلديد وهو‬
‫"حديث حسن" مع ان ما وجدان قبله من البخاري وال تُوجد احاديثه هبذا االّ حديثه صحيح او ضعيف‪.‬‬
‫تدل علي "النهي" يف الكتابة(اي ‪ :‬احلديث) يف مسائلها اخلاصة‬ ‫وقوله رضا أبن األحاديث اليت ّ‬
‫حيث كان بعهد النيب يُنزل القرأن مرتًبا وحاجة ايل الكتابة مبباشرة حيث قد امر هبا النيب اليها إبشكال‬
‫"اللجنة الكتابية" ألايت القرئنية وهم مستع ّدون اليها مبباش ٍر عندما تُنزل األية والقي ها النيب اصحابه‬
‫ومن هذا يسبب حاجته ايل حتديد الرواايت من احلديث بكتابتها‬ ‫)‬ ‫(‬
‫أل ّن مل تُنزل األية كلها‪ ,‬لو كان من الذي قالوا عن هذا يف خوفهم بدون القدرة "الفرق" بني كتابة األايت‬
‫واألحاديث يف صفحة واحدة حيث ما وجد منهم "الوسيلة املناسبة" من القرطاس واألقالم وغريها اال‬
‫حمددة مع مجلة الكاتبني قليلة من عددهم‪ .‬ومن األحاديث اليت هني الكتابة ابألحاديث من النيب‬
‫بقليلة و ّ‬
‫اصح الرواايت متعلّقة مبا شرحنا عن "هني الكتابة" حيث قيل‬
‫الذي رواي ها ابو سعيد اخلدري وقيل انه يف ّ‬
‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ ,‬و مسند امحد‬ ‫يف صحيح مسلم‬
‫حدثنا هداب بن خالد األزدي حدثنا مهام عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أيب سعيد‬
‫اخلدري أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال ال تكتبوا عين ومن كتب عين غري القرآن فليمحه وحدثوا‬
‫عين وال حرج ومن كذب علي قال مهام أحسبه قال متعمدا فليتبوأ مقعده من النار‪ ,‬اثنيا ‪ :‬حدثنا إمساعيل‬
‫أخبان مهام بن حيَي عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أيب سعيد قال قال رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم ال تكتبوا عين شيئا سوى القرآن ومن كتب شيئا سوى القرآن فليمحه‪ ,‬اثلثا ‪:‬حدثنا شعيب بن حرب‬
‫قال أخبان مهام قال أخبان زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أيب سعيد قال قال رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم ال تكتبوا عين شيئا فمن كتب عين شيئا فليمحه‪ ,‬رابعا‪ :‬حدثنا يزيد أخبان مهام بن حيَي عن زيد‬
‫بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أيب سعيد اخلدري قال قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ال تكتبوا عين‬
‫شيئا إال القرآن فمن كتب عين شيئا غري القرآن فليمحه‪ ,‬خامسا‪ :‬حدثنا أبو عبيدة حدثنا مهام بن حيَي عن‬
‫زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أيب سعيد أن النيب صلى هللا عليه وسلم قال ال تكتبوا عين شيئا إال‬
‫القرآن فمن كتب عين شيئا فليمحه‪ ,‬سادسا‪ :‬حدثنا عفان حدثنا مهام أخبان زيد بن أسلم عن عطاء بن‬
‫يسار عن أيب سعيد اخلدري عن النيب صلى هللا عليه وسلم قال ال تكتبوا عين شيئا غري القرآن فمن كتب‬
‫عين شيئا غري القرآن فليمحه‬
‫يدل علي‬
‫كان النيب هني عن الكتابة وهذه مكتوبة بصرحية يف احلديث السابق فوجدان بعده حديثا ّ‬
‫) وقال‬ ‫ا ّن الكتابة بغري ممنوعتهامن النيب ومسع الصحابة هبذاحلديث الصريح (‬

‫الرواايت من‬
‫"رضا" هبذين احلديثني حباجتهما ايل " النسخ" فكانت ا ّلرواايت اليت جائت بعدها تنسخ ّ‬
‫فاي‬
‫قبلها‪ ,‬فاألحاديث اليت كانت دليلة ايل هني الكتابة "متعلّقة " للألحاديث اجازه النيب ايل كتباهتا ‪ّ ,‬‬
‫األحاديث املنسوخة ؟‪ ,‬طبعا هذه مطلوبة ايل البحث العميق لوكان رضا حيث قال ا ّن األحاديث اليت‬
‫األول يف فهم النصوص الدينيّة‪,‬‬
‫دلّت علي هنيها (اي‪ :‬ابلكتابة) تُقصد هبا ابن القرأن هواملصدر ّ‬
‫واألحاديث حمتاجة ايل تصحيح الرواايت حيت تكون احلديث صحيحا اسناده ومتنه فلو كان رضا هبذالرأي‬
‫يف مكانة احلديث ال تُصبحه كمحمد توفيق صدقي حيث قد كتب مقالته يف املنار ابملوضوع احلار‬
‫"القرأن هو املصدار وحده" فأجب اليه العلماء املصريون لكلمته اليت خرجت من دورها الذي كان‬
‫"صدقي" هو الدكتور يف الطب ودون القدرة اعطاء النقد خارج دكتوره‪ .‬فكان صدقي هو متّبع يف فكرة‬
‫يوضح ايل اجملتمع بكلمته‬‫"عبده " اليت اتّبعه عليها بوسيلة تلميذه وهو "رضا" فبعد األايم اراد رضا اليه ان ّ‬
‫املكتوبة يف املنار حيث قال "القرأن هواملصدار وحده بدون النقد منه للحديث الذي قال يف املكانة بدورها‬
‫ليس مصدرا يف ادراك األحكام بل كان املصدرهوالقرأن وحده‪ .‬وكانت األحاديث يف إختالفها التارخيية اليت‬
‫خرجون يف القرن الثاين "رمسيا"‪ ,‬فلو كان استاذه (اي ‪ :‬رضا) مشهور بنقده‬
‫دوهنا امل ّ‬
‫أتخرت كتابتها حيت ّ‬
‫ّ‬
‫للحديث كما شرحنا السابق يف احلديث متعلّق ابلسحر وخلق العامل وهني اانيب يف "الكتابة" ولكن ما‬
‫وجد منه انه قيل ليست بدورها الثانية كما رأي صدقي الذي كتبها يف املنار وقرأها أبكثر املصريني‬
‫بتجديده‪ ,‬ومن هنا عرفنا ان رضا ال يتّفق كما قاله تلميذه للحديث ليس يف املكانة الثانية لو كان انه قد‬
‫نقد لألحاديث ال يقبله العقل الصريح والتاريخ والواقع حيت يصل احلديث صحيحا اسناده ومتنه بال‬
‫ٍ‬
‫خالف‪.‬‬
‫م والقي حممد عبده جتديده يف املصر اتّبعوه أبكثر الطالب اجلامعية واملدرسية واألساتذ‬ ‫بعد‬
‫والعلماء هبذ القرن‪ ,‬منها "رضا" الذي كان من تلميذه وله القدرة إلستمرار فكرته حيث من موقف‬
‫املسلمني من تراثهم املاضي واستقباهلم يف التجديد بعدم "التقليد" ايل السابقني من ارائهم واقواهلم ألن يف‬
‫كل زمن حباجتهم اخلاصة وكانت املاضية ارائهم واقواهلم كذالك للمستقبل من اقواهلم مناسبة لزمنهم‪ .‬فأن‬ ‫ّ‬
‫التقليد كأ ّن عدم اإلستطاعة لفهم النصوص اليت وردت يف مصدران الرئيسي حيت وصل الزمن حيث يُقال‬
‫أبن اإلجتهاد مستور او ُمغلق عدم اإلستطاعة يف اجتهادان علي النصوص الدينية ادراك األفهام فيها اليت‬
‫هي مناسبة مع الزمن "ابلواقعية"‪ ,‬والتجديد رضا يف فهم السنة واتريخ تدوينها كما وضح قبله فإتّبعهم‬
‫بعض العلماء اليه إبتّفاقهم ألراء رضا هبذا‪ ,‬وكثريبعضها ال يتّفقون مبا راي ه ( اي ‪ :‬رضا) يف األحاديث‬
‫متعلّقة ابلسحر وخلق العامل و غريها الذين قالوا من اجمل ّددين وغريها بقوهلم حول مكانة السنّة ودورها يف‬
‫ادراك األحكام ومصدر للمسلمني الثانية حيث إتّباع علي السنّة النبوية إبتّباعها ايل احلديث الذي كانت‬
‫الرواايت فيها وجود السنة ومكتوبة برواهتم و اخبارهم‪ ,‬وايل منهجه رضا يف النسخ بوجود األحاديث يف‬
‫اإلابحة كتابة األحاديث من النيب وكان منسوخ بنهيه حيث وردت الرواية ابن ال يكتبوا الصحابة احاديثه‬
‫فقوله (اي ‪ :‬رضا) ان طريقة لفهم هذين احلديثني حمتاجة ايل نظرية "النسخ و املنسوخ" اي كان احلديث‬
‫األول يُنسخ ابحلديث (اي‪ :‬الرواية) الذي جاء بعده‪.‬‬
‫ّ‬
‫حجة ودليلة‬
‫يدل علي اابحته رواي عنه الروات يف ضعيف التكون ّ‬ ‫وزاد رضا قوله هذا ان احلديث ّ‬
‫علي اهنا يف اإلابحة لكتابة السنة النبوية‪ ,‬فامسكه رضا ايل هذه الرواية فحسب بعدم كتابتها للألحاديث‬
‫ال جندها من ارائه اواقواله تتعلّق هبذ يف اابحتها‪ .‬وكما قال املستشرقون ان الرواايت قبل القرن الثاين اهلجري‬
‫مؤخرة بعد إنتشارها ايل‬
‫يف "مسائل" بوجود احلديث الذي قيل هني النيب كتابة احاديثه وكانت مكتوبة ّ‬
‫املدن وروي عنها الروات "لساان" بدون الكتابة فال جيد من بعدهم من اخلالفاء األربعة كتابة األحاديث‬
‫النبوية ابملصحف الواحد كما قد كتبهم ومجعهم القرأن الكرمي "مصحفا" و"كتااب" اليت قد ّاوهلا بعهد النيب‬
‫ومتّت كتابتها يف ايب بكر وتصحيحه او تصديره من انحية الكتابة بعهد عثمان بن ع ّفان قبل ظهور عام‬
‫الفنت اليهم فالقرأن مكتوب ويصدرونه اجملتمع ايل كتابتها اليت منتشرة ايل املدن املختارة حيث يف مدينة‬
‫واحدة هلا مصدرهم املكتوبة للقرأن‪.‬‬
‫فتأخرت الكتابة للألحاديث اليت قامت إبقامتها يف أواخر القرن الثاين طلبه املستشرقون ابلكتابة‬
‫ّ‬
‫اليها من ّاول ظهورها بعهد النيب حيت جائت عصور التدوين‪ ,‬اين الكتابة اليت دلّت علي ان األحاديث‬
‫معروفة من قبل التدوين ؟‪ ,‬دليلة مكتوبة ابملصاحف حيث كانت روايهتا واسانيدها مذكورة بسلسلتها‬
‫الكاملة‪ ,‬فما وجدهم املستشرقون هذه االّ رواايهتا حمافظتها اللسانية من قبلهم فهل كانت األحاديث‬
‫صحيحة عند املستشرقني ؟ ‪ ,‬مع ان طلبواها بدليلتها الكتابية‪ ,‬طبعا اجلواب هذه حباجة املقاالت الكثرية‬
‫ألهنم ليسوا يف "كلمة" فكرهتم للسنّة (اي ‪ :‬احلديث) لو كان هناك اهنم الذين قالوا هبذه األقوال اليت‬
‫يصدرون كذالك بعض اجمل ّددين بعد جتديده عبده وإتّبعهم تالميذه بعدم إتّفاقهم يف كلمة واحدة عن‬
‫مكانة السنة يف دورها املصدر الرئيسي الثاين للمسلمني مع ان رضا يف إختالفه الذي من قال "القرأن‬
‫هواملصدار وحده" (اي‪ :‬صدقي) وطلب منه بتغيري مقالته املكتوبة يف املنار عن هذه اليت فيها فكرته حيث‬
‫حت ّدث العلماء ونقدهم اليه يف هذه اجمللّة‬

‫اخلامتة‬
‫فمن هنا فهمنا ان نظرية رضا للألحاديث يف خصائصهاحيث كانت السنة يف مكانتها الثانية‬
‫ملصدر املسلمني بيان وتفسري للقرأن حمتاجة ايل تصحيح اسنادها ومتنها التارخيية والعقلية والواقعية وبدون‬
‫خالفها للقرأن كاملصدر األول‪ ,‬ومن هنا عرفنا ان "رضا" أبكثار أثره من استاذه ( اي ‪ :‬عبده) فكرته يف‬
‫التجديد وغري تقليده ايل من جاء من السابقني أرائهم واقواهلم لنصوص الدينية وافهمهم إتّبعهم أبكثر االّ‬
‫يف اتّباعها العلمية النقدية‪ ,‬بل يقصد رضا هبذا التجديد بنظرية العقلية والواقعية حيت يكون النص مناسبا‬
‫مع الزمن وحاجتهم اجملتمع اليه‪ ,‬فهذه مما ُكتبت هبذه املقالة األكادميية عن رضا وارائه يف السنّة‪ ,‬طبعا‬
‫إبنتظارها املقاالت األخري بعد هذا تبحث عنها يف مبحث عميق وواسع يصدرون الطالب اجلامعية‬
‫بدراسة القرأن واحلديث يف تنمية دراستهم وعلومهم من احناء اجلامعات‪.‬‬

You might also like