Wipo Ip Cai 04 1

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 26

‫‪A‬‬

‫‪WIPO/IP/CAI/04/1‬‬
‫األصل ‪ :‬بالعربية‬
‫التاريخ ‪8/2004/- :‬‬

‫المنظمة العالمية‬ ‫جمهورية‬


‫للملكية الفكرية‬ ‫مصر العربية‬

‫حلقة عمل الويبو التمهيدية‬


‫حول الملكية الفكرية‬
‫تنظمها‬
‫المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو)‬
‫بالتعاون مع‬
‫وزارة التجارة الخارجية والصناعة‬
‫القاهرة‪ 10 ،‬أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2004‬‬

‫مدخل إلى حق المؤلف والحقوق المجاورة‬

‫الدكتور حسن جميعي‬


‫أستاذ القانون الخاص‬
‫كلية الحقوق‬
‫جامعة القاهرة‬

‫‪/conversion/tmp/activity_task_scratch/749506245.doc‬‬
‫)‪(NA‬‬
‫‪WIPO/IP/CAI/04/1‬‬
‫‪-2-‬‬

‫القسم األول‬
‫حق المؤلف‬

‫الفصل األول‬
‫طبيعة حقوق المؤلف‬

‫‪%‬ة‬
‫أثارت طبيعة حقوق المؤلف جدال بين الفقهاء بالنظر إلى أن هذا الحق يحتوي عنصرين يبدوان و للوهل‪%‬‬
‫‪%‬د أن‬‫‪%‬ا نج‪%‬‬‫األولى متعارضين و هما الحق المالي والحق األدبي ‪ .‬و من منطلق هذا الخالف الفقهي فإنن‪%‬‬
‫بعض الفقهاء قد ذهب إلى أن حق المؤلف يعد من الحقوق الشخصية بينما ذهب البعض اآلخر إلى اعتباره‬
‫حق ملكية ‪ ,‬بينما اتجه فريق آخر من الفقه إلى اعتباره ذو طبيعة مختلطة ‪.‬‬

‫النظرية األولى‬
‫اعتبار حق المؤلف من الحقوق الشخصية‬

‫أوال ‪ :‬المبادئ األساسية للنظرية ‪:‬‬


‫ظهرت هذه النظرية على يد الفقيه "كانت "‪ ,‬حيث ذهب إلى أن المصنف األدبي يعتبر جزءا من شخصية‬
‫المؤلف يختلط بها وال يمكن فصله عنها ‪ .‬هذا و قد هاجم أنصار هذه النظرية ما ذهب إليه فريق آخر من‬
‫‪%‬ا‬
‫الفقهاء من اعتبار حق المؤلف حق ملكية ‪ ,‬ذلك أن المصنف الذهني ال يمكن اعتباره من األموال ‪ ,‬وإنم‪%‬‬
‫هو جماع أفكار وخيال المؤلف الذي يقوم بالتعبير عنها في الشكل الذي يراه و يعتقد به ‪ .‬و هكذا و حيث‬
‫‪%‬ا ذات‬
‫‪%‬وفر له‪%‬‬ ‫‪%‬ؤدي إلى أن تت‪%‬‬ ‫أن هذه األفكار تتصل اتصاال وثيقا بشخص الذي صدرت عنه فإن ذلك ي‪%‬‬
‫الحرمة و ذات الحماية التي يقررها القانون للشخص نفسه في شأن حماية كيانه المادي و األدبي ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬نقد نظرية اعتبار حق المؤلف من الحقوق الشخصية ‪:‬‬


‫‪%‬ل‬‫‪%‬و ال يقب‪%‬‬
‫أدى األخذ بهذه النظرية إلى اعتبار أن حق المؤلف جزء ال يتجزأ من شخصيته و بالتالي فه‪%‬‬
‫الحوالة أو الحجز عليه‪ ,‬وهو ما يعني أيضا أن العالقة بين المؤلف و مصنفة ال تنقطع بالنشر‪.‬‬
‫على أنه و بالرغم من الوجاهة الظاهرية لهذه النظرية‪ ,‬إال أنه قد أخذ عليها أنها أهملت العنصر المالي في‬
‫هذا الحق‪ ,‬وهو ما يبن مما انتهت إليه من عدم قابلية حق المؤلف للحوالة بالنظر إلى ارتباطه بشخصية‬
‫المؤلف‪ .‬ومما ال شك فيه أن هذا األساس وهذه النتائج ال يمكن القبول بهما‪ ,‬خصوصا وأن الفقه والقضاء‬
‫قد استقرا على أن للمؤلف أن يتقاضى مقابال في مقابل ما يعود على الغير من فائدة نتيجة استغالل هذا‬
‫الحق أو االستفادة منه بأي طريق من الطرق‪ .‬ويعني ذلك بالضرورة وجوب القبول بصحة حوالة العنصر‬
‫المالي من حق المؤلف‪ ,‬أي بتنازله عن جانب من هذا الحق‪.‬‬

‫النظرية الثانية‬
‫" اعتبار حق المؤلف حق ملكية "‬

‫أوال ‪:‬المبادئ األساسية لنظرية الملكية‬


‫تقوم هذه النظرية على أساس أن حق المؤلف ليس إال حق ملكية له نفس خصائص هذا الحق األخير سواء‬
‫من حيث القدرة على استعماله أو استغالله أو التصرف فيه ‪.‬‬
‫‪WIPO/IP/CAI/04/1‬‬
‫‪-3-‬‬

‫و لقد استهدفت هذه النظرية تحقيق ذات الحماية و االحترام المقرران لحق الملكية لذلك الحق الجديد "‬
‫حق المؤلف " ‪ .‬لذلك فقد قيل بحق أن " نتاج الذهن ملكية مقدسة" ‪.‬‬
‫على أنه و بالنظر إلى اختالف طبيعة محل حق المؤلف عن الطبيعة المادية لألشياء التي تعد محال لحق‬
‫الملكية التقليدي ‪ ,‬فقد ذهب بعض الفقه إلى أن ملكية حق المؤلف ملكية خاصة تتطلب تنظيما خاصا‬
‫يختلف عن التنظيم القانوني المطبق على ملكية األشياء المادية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬نقد نظرية الملكية‬


‫يرجع االنتقاد الرئيسي لهذه النظرية إلى أن وصف حق المؤلف بالملكية األدبية هو وصف وارد على‬
‫سبيل المجاز ‪ ,‬فالملكية ترد بحسب األصل على األشياء المادية ‪ ,‬فإذا كان من المقبول أن نعتبر الحق‬
‫الوارد على العنصر المالي لحق المؤلف بأنه من قبيل الملكية فإن ذلك ال يمكن القبول به فيما يتعلق بالحق‬
‫األدبي ‪.‬‬

‫و بالرغم من أن بعض أنصار نظرية الملكية يرون أن االعتراف بالحق األدبي ‪-‬‬
‫وهو الحق الذي ال ينفصل عن شخص المؤلف – يستلزم تطبيق قواعد خاصة بهذا النوع من أنواع حقوق‬
‫الملكية ‪ ,‬إال أن هذا الرأي قد انتقد على أساس أنه يؤدى إلى تشويه حق المؤلف و يعوق تحقيق الهدف منه‬
‫‪ .‬لذلك يتجه الناقدون لهذه النظرية إلى أنه و بالنظر إلى أن الفرق األساسي بين حق الملكية و حق المؤلف‬
‫يكمن في طبيعة الحق ذاتها ‪ ,‬لذلك فإنه يجب القبول بأن لحق المؤلف خصائص خاصة بسبب العمل الذي‬
‫يرد عليه ‪ ,‬و بالتالي ال تقوم الحاجة إلى إدراجه في نطاق حق الملكية ‪.‬‬

‫و لعل النقد السابق هو الذي دفع المشرع في مصر إلى العدول عما ورد به نص المادة ‪ 12‬من التقنين‬
‫المدني القديم و الذي جاء بأن حق المؤلف " حق ملكية " ‪ ,‬لذلك فقد ورد نص المادة ‪ 86‬من التقنين‬
‫المدني الحالي بأن ‪" :‬الحقوق التي ترد على أشياء غير مادية تنظمها قوانين خاصة "‪.‬‬

‫النظرية الثالثة‬
‫نظرية حقوق الملكية الفكرية‬

‫أوال‪:‬المبادئ األساسية للنظرية‪:‬‬


‫تقوم هذه النظرية على أساس من أن حق المؤلف ال يمكن اعتباره حقا شخصيا كما أنه ليس حق ملكية‬
‫عادية و إنما هو حق جديد يقوم على التفرقة بين المادة والفكر في إطار حق الملكية‪ .‬و قد انطلق أنصار‬
‫هذه النظرية استنادا على ما وجهوه من نقد إلى التقسيم التقليدي للحقوق إلى حقوق شخصية و حقوق عينية‬
‫بما يتعارض مع استيعاب ظهور حقوق جديدة مثل حق المؤلف وحق المخترع على براءة االختراع ‪ .‬و‬
‫مما سبق انتهى هذا الفقيه إلى ضرورة القبول بطائفة جديدة من الحقوق أطلق عليها " الحقوق الفكرية "‬
‫محلها ليس شيئا ماديا و إنما " األفكار" ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬نقد نظرية الحقوق الفكرية‪:‬‬


‫بالرغم من أن نظرية الحقوق الفكرية هي في ذاتها مبتكرة ‪ ,‬و أنها قد أدت إلى اإلعالء من قيمة العمل‬
‫الذهني ‪ ,‬إال جانب كبير من الفقه قد ذهب إلى القول بأن دمج الحقوق األدبية و الحقوق المالية في حق‬
‫‪WIPO/IP/CAI/04/1‬‬
‫‪-4-‬‬

‫واحد يخلط بين هذين النوعين من الحقوق اللذين و إن اتفقا في بعض الجوانب فإنهما يختلفان في جوانب‬
‫أخرى ‪.‬‬

‫النظرية الراجحة‬
‫نظرية ازدواج طبيعة حق المؤلف‬

‫أوال ‪:‬المبادئ األساسية لنظرية االزدواج‬


‫يقوم االتجاه الغالب في الفقه على أن حق المؤلف ليس حقا واحدا ‪ ,‬و إنما ينقسم إلى حقين أحدهما مالي و‬
‫الثاني أدبي ‪ .‬ولقد أيدت محكمة النقض الفرنسية هذا الرأي عندما صدر حكمها الشهير في قضية "‬
‫لوكوك" بتقرير ازدواج حق المؤلف ‪ ,‬و ما جاء في هذا الحكم من أن هذا الحق يتكون من عنصرين هما‬
‫الحق في االستغالل المالي الذي يتقرر للمؤلف و ألسرته بعد وفاته ‪ ,‬و يخضع بالتالي لقواعد القانون‬
‫المدني شريطة أن تكون متفقة مع الطبيعة الخاصة لهذا الحق ‪.‬‬

‫و هكذا فإنه و استنادا إلى حق المؤلف المالي فإن المؤلف يتمتع بحق مانع استئثاري يتصل بسلطته في‬
‫طبع ونشر مصنفه – الذي ال يمكن أن ينشر دون رضائه – وهو ما يخوله الحصول على المنافع المالية‬
‫المترتبة على ذلك االستغالل ‪ .‬و لما كان هذا ا الحق ذو طابع مالي فإنه يكون قابال للتنازل عنه أثناء حياة‬
‫المؤلف كما أنه ينتقل إلى ورثته بعد وفاته ‪.‬‬

‫أما الحق اآلخر الذي يتمتع به المؤلف فهو الحق األدبي و الذي يتضمن االمتيازات ذات الطبيعة الشخصية‬
‫و األدبية‪.‬‬
‫و في هذا الصدد يفرق بعض أنصار هذه النظرية" بين المؤلف الذي يتنازل عن بعض الطبعات من‬
‫مصنفه وذلك الذي يتنازل تنازال كامال عن حقه على المصنف ‪ :‬ففي الفرض األول يبقى المؤلف‬
‫مسيطرا على المصنف بما يمكنه من تعديله أو حتى تدميره ‪ .‬أما في الفرض الثاني فإن المؤلف ال يحق‬
‫له تعديل أو تدمير مصنفه ‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬نقد نظرية ازدواج الطبيعة القانونية لحق المؤلف ‪:‬‬


‫لقد أدى تغليب الحق المالي على الحق األدبي في هذه النظرية إلى التضحية بمصالح المؤلف‪ ,‬إذ تؤدي‬
‫النظرية السابقة في حالة الحوالة الكاملة للحق في االستغالل المالي إلى حرمان المؤلف من حق التعديل‬
‫والحق في سحب المصنف من التداول أو من حقه في تدميره‪ ,‬بالرغم من أنه كان من الممكن لهذه النظرية‬
‫أن تعترف للمؤلف بهذه الحقوق مع تقرير تعويض مالي لمن تم التنازل له عن الحق المالي له عن‬
‫األضرار التي قد تلحق به‪.‬‬

‫أما بالنسبة لما تبنته هذه النظرية من إتاحة استمرار الحق األدبي لصالح الورثة بعد وفاة المؤلف ‪ ,‬فإن هذا‬
‫التصور قد يسمح للورثة بتشويه المصنف مما يشكل اعتداءا على الحق األدبي للمؤلف و بالتالي إهدار‬
‫جوهر هذا الحق و الذي تعد وظيفته األساسية الدفاع عن شخصية المؤلف من خالل حماية المضمون‬
‫األدبي للمصنف ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الدفاع عن النظرية ‪:‬‬


‫‪WIPO/IP/CAI/04/1‬‬
‫‪-5-‬‬

‫‪ -1‬وضع الحد الفاصل بين الحق األدبي و الحق المالي ‪:‬‬


‫حاول بعض الفقه إصالح هذه النظرية في مواجهة االنتقادات التي وجهت إليها ‪ .‬لذلك فقد قام بإيضاح‬
‫الحد الفاصل بين الحق األدبي والحق المالي معطيا األولوية للحق األدبي ‪ .‬و لقد ذهب هذا الجانب من‬
‫الفقه إلى أنه و في المراحل األولى و التي تتمثل في قيام المؤلف بكتابة مصنفه و إعداده للنشر فإن الحق‬
‫األدبي يقوم منفردا بحيث ال يكون فيها وجود للحق المالي ‪ .‬أما في المرحلة التي يكون المؤلف فيها قد قام‬
‫بنشر مصنفه ‪ ,‬فإن الحق المالي للمؤلف يقوم بحيث يمكنه التنازل عنه إلى الغير ‪ .‬على أنه و في هذه‬
‫المرحلة األخيرة ‪ ,‬فإن تعاصر الحقين ال ينتقص من سلطة المؤلف في أن يعدل مصنفه أو يعيد تأليفه من‬
‫جديد باإلضافة إلى حقه في منع كل تحريف أو تشويه للمصنف‪ ,‬ذلك أن المجد والشهرة أو ما يترتب عن‬
‫الحق األدبي من مزايا أو من تبعات ال يقل منفعة عن الحق المالي‪.‬‬

‫‪ -2‬انتصار نظرية ازدواج الطبيعة القانونية لحق المؤلف‬


‫يتجه معظم الفقه إلى أن هناك تطابقا بين شخصية المؤلف وبين المصنف ‪.‬‬
‫فالكتاب على سبيل المثال ليس سلعة يتم بيعها ‪ ,‬وإنما يتعلق التصرف فيه بتمكين للغير في استعمال‬
‫بعض سلطات المؤلف بما ال يرقى إلى حد التنازل عن الحق األدبي ‪ .‬لذلك فإن الناشر و إن انتقل إليه‬
‫الحق في االستغالل المالي ‪ ,‬إال أنه ال يمكن اعتباره مشتريا للحق األدبي‪ .‬و يستفاد مما تقدم أنه على‬
‫الناشر احترام " النسخة األصلية " التي سلمها له المؤلف ‪ ,‬مما يعني أنه ال يستطيع أن يقوم بالتعديل أو‬
‫بالحذف في المصنف ‪.‬‬

‫ويترتب على هذا أن أهم خصائص الحق األدبي للمؤلف تتركز في الدوام وعدم القابلية للتصرف‪ ,‬وذلك‬
‫استنادا إلى أن هذا الحق يتعلق باالحترام الواجب لشخص اإلنسان‪ ,‬و لقد رفضت هذه النظرية تشبيه حق‬
‫المؤلف بالملكية‪ .‬لذلك فإن التزام الناشر باحترام اسم المؤلف ينجم عن "حق األبوة على المصنف"‪ .‬كذلك‬
‫فإن الحق األدبي يرتبط به "الحق في احترام المصنف" بما يؤدي إلى عدم إمكان قيام الناشر بتعديل‬
‫المصنف بالحذف أو باإلضافة أو بأي تشويه آخر‪.‬‬

‫وحيث أيد القضاء الفرنسي حماية حق المؤلف ضد كل تشويه أو تحريف‪ ,‬فإن الفضل يرجع لمحكمة‬
‫النقض الفرنسية في ظهور نظرية االزدواج في مجال حق المؤلف ‪ ,‬حيث أنها اعترفت باالزدواج‬
‫واستقرت على االعتراف به في جميع أحكامها ‪.‬لهذا و في حكمها الشهير "دعوى لكوك" والسالف اإلشارة‬
‫إليها‪ ,‬صدر حكم محكمة النقض الفرنسية بعد تحليل عميق ودقيق لطبيعة حق المؤلف بتأييد ازدواج حق‬
‫المؤلف‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫شروط حماية حقوق أصحاب المصنفات‬
‫حتى يمكن لصاحب أي عمل أدبي أو فني أو علمي أن يدعي بأنه مالك لمصنف محل حماية قانونية‬
‫وتتقرر له بموجب القانون حقوقا أدبية و مالية مرتبطة بملكيته لهذا المصنف‪ ,‬فال بد أن يتمتع العمل الذي‬
‫يقوم به الشخص بوصف المصنف وفقا للتحديد و الشروط التي ينظمها القانون‪ .‬وفي هذا الصدد وبهدف‬
‫اإليضاح ومنع اللبس فإنه يلزم تحديد األثر القانوني المترتب على اإلجراءات الشكلية كاإليداع وتسجيل‬
‫المصنفات الذي قد يتصور البعض أنه شرط من شروط تقرير الحق وإضفاء الحماية على المصنفات‪ .‬و‬
‫نتناول في هذا الفصل هاتين المسألتين على التوالي‪.‬‬
‫‪WIPO/IP/CAI/04/1‬‬
‫‪-6-‬‬

‫المبحث األول‬
‫الشروط الالزمة لتمتع اإلعمال الفنية و األدبية بوصف المصنف محل الحماية القانونية‬

‫استقرت التشريعات المقارنة و وردت االتفاقيات الدولية على استبعاد مجرد األفكار واإلجراءات وأساليب‬
‫العمل و المفاهيم الرياضية من مجال المصنفات محل الحماية القانونية بموجب تشريعات حماية حق‬
‫المؤلف(‪, )1‬و هو ما يوجب تحديد المقصود بالمصنف (الفرع األول)‪ .‬و باإلضافة إلى هذا فإن حماية‬
‫النتاج الذهني ألحد األشخاص تقتضي وضع ضابط للمقصود بذلك حتى يمكن إضفاء الحماية على العمل‬
‫الذي يتميز بما بذله أحد األشخاص من جهد و ما حققه من إضافة في مجال من مجاالت الفنون أو اآلداب‬
‫أو العلوم (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫اشتراط أن يكون العمل من إنتاج الذهن أيا ما كانت طريقة التعبير عنه‬

‫من أجل تحديد المقصود بالمصنف فإن التشريعات و اإلتفاقيات الدولية تضع ضابطا عاما لألعمال التي‬
‫تعتبر من قبيل المصنفات و تلحق عادة بذلك بعض األمثلة التي توضح هذا الضابط ‪.‬‬
‫لذلك فقد ورد في الفقرة األولى من المادة الثانية من إتفاقية برن أنه تشمل عبارة المصنفات األدبية و‬
‫الفنية ‪":‬كل إنتاج في المجال األدبي و العلمي و الفني أيا كانت طريقة أو شكل التعبير عنه"‪.‬‬

‫ويبين من هذه التعريفات أن الشرط األساسي و الضابط الرئيسي للتمييز بين المصنفات محل الحماية‬
‫وغيرها هو أن تكون هذه المصنفات من إنتاج الذهن في أي من المجاالت األدبية أو العلمية أو الفنية‪,‬‬
‫وذلك بغض المنظر عن الشكل الذي تم التعبير من خالله عن هذا اإلنتاج أو طريقته ‪.‬‬
‫على أنه و بالنظر إلى اتساع نطاق هذا الشرط و عموميته فإن التشريعات الوطنية و اإلتفاقيات الدولية‬
‫تضع تعددا باألمثلة األكثر انتشارا و معلومية للمصنفات محل الحماية حتى ال يثور الشك أو اللبس في‬
‫شأن مدى إنطباق هذا الشرط عليها ‪.‬‬

‫لذلك فقد أوردت الفقرة األولى من المادة الثانية من إتفاقية برن األمثلة التالية على المصنفات المتمتعة‬
‫بالحماية‪" :‬الكتب والكتيبات وغيرها من المحررات‪ ,‬والمحاضرات والخطب والمواعظ واألعمال األخرى‬
‫التي تتسم بنفس الطبيعة‪ ,‬والمصنفات المسرحية أو المسرحيات الموسيقية‪ ,‬والمصنفات التي تؤدى‬
‫بحركات أو خطوات فنية والتمثيليات اإليمائية‪ ,‬والمؤلفات الموسيقية سواء اقترنت باأللفاظ أم لم تقترن‬
‫بها‪ ,‬والمصنفات السينمائية ويقاس عليها المصنفات التي يعبر عنها بأسلوب مماثل لألسلوب السينمائي‪,‬‬
‫والمصنفات الخاصة بالرسم وبالتصوير بالخطوط أو باأللوان وبالعمارة وبالنحت وبالحفر وبالطباعة على‬
‫الحجر‪ ,‬والمصنفات الفوتوغرافية‪ ,‬و يقاس عليها المصنفات التي يعبر عنها بأسلوب مماثل لألسلوب‬
‫الفوتوغرافي‪ ,‬والمصنفات الخاصة بالفنون التطبيقية‪ ,‬والصور التوضيحية والخرائط الجغرافية‬
‫والتصميمات والرسومات التخطيطية والمصنفات المجسمة المتعلقة بالجغرافيا أو الطبوغرافيا أو العمارة‬
‫أو العلوم"‪.‬‬

‫‪ )1(1‬ورد بذلك صراحة نص الفقرة الثانية من المادة التاسعة من اتفاقية التربس و تحت عنوان ‪( :‬العالقة مع معاهدة برن)‪.‬‬
‫‪WIPO/IP/CAI/04/1‬‬
‫‪-7-‬‬

‫ولقد جاء نص المادة ‪ 140‬من القانون المصري الجديد منتهجا ذات منهج إتفاقية برن حيث أورد على‬
‫وجه الخصوص مقدارا للمصنفات التي يضفي القانون الحماية على حقوق مؤلفيها ‪.‬‬

‫و يالحظ أن المشرع المصري قد أورد بندا خاصا (الفقرة ‪ 13‬من المادة ‪ )140‬لتأكيد إعتبار المصنفات‬
‫المشتقة من المصنفات محل الحماية و ذلك دون اإلخالل بالحماية المقرة للمصنفات األصلية التي إشتقت‬
‫منها و ذلك على نحو يطابق ما ورد به نص الفقرة الثالثة من المادة الثانية من إتفاقية برن أيضا(‪. )2‬‬
‫وبهدف تحديد المقصود بإنتاج الذهن محل الحماية و استبعاد ما ال يمكن إعتباره من قبيل المصنفات ‪ ,‬فإن‬
‫التشريعات الوطنية و اإلتفاقيات الدولية تضع عادة نصوصا خاصة تحدد فيها ما ال يمكن اعتباره نتاجا‬
‫ذهنيا أو مصنفا يخضع للمعيار العام و بالتالي ال تنبسط عليه الحماية(‪. )3‬‬

‫لذلك فقد وردت الفقرة الثامنة من المادة الثانية من إتفاقية برن بأنه ‪":‬ال تنطبق الحماية المقررة في هذه‬
‫االتفاقية على األخبار اليومية أو على األحداث المختلفة التي تتصف بكونها مجرد معلومات صحفية" و‬
‫وهو ما ورد به أيضا نص المادة (‪ )141‬من القانون المصري الجديد ‪.‬‬
‫‪%‬ريعاتها‬‫‪%‬من تش‪%‬‬‫‪%‬اء أن تض‪%‬‬ ‫كذلك أتاحت المادة (‪/2‬ثانيا في الفقرة األولى) من إتفاقية برن للدول األعض‪%‬‬
‫‪%‬وء المعي‪%‬ار الع‪%‬ام و ذل‪%‬ك‬ ‫‪%‬نفات في ض‪%‬‬ ‫استبعادا جزئيا أو كليا لبعض ما يمكن إعتباره من قبيل المص‪%‬‬
‫لالعتبارات الخاصة بكل دولة على حده ‪ .‬فجاء نص هذه المادة بأن ‪":‬تختص تشريعات دول اإلتحاد بالحق‬
‫في أن تستبعد جزئيا أو كليا الخطب السياسية و المرافعات التي تتم أثناء اإلجراءات القضائية من الحماية‬
‫المقررة ‪."........‬‬

‫و إعماال لهذا التوجه فقد ورد نص المادة (‪ )141‬من القانون المصري الجديد باستبعاد الوثائق الرسمية‬
‫مثل نصوص القوانين و اللوائح و القرارات و االتفاقيات الدولية و أحكام المحكمين و القرارات الصادرة‬
‫من اللجان اإلدارية ذات االختصاص القضائي من الحماية المقررة بموجب القانون لحقوق مؤلفي‬
‫المصنفات ‪.‬‬

‫‪)2(2‬املصنف املشتق هو مصنف جديد يتم إدماج جزء أو كل من مصنف سابق فيه دون أي مشاركة من جانب مؤلف هذا املصنف األخري ‪ .‬و‬
‫على ذلك فإن جمرد تكرار ترديد ما جاء مبصنف سابق ال يعد مصنفا مشتقا و إمنا ميثل اعتداء على حق مؤلف هذا املصنف األخري ‪.‬‬
‫و إذا كان املصنف املشتق يستلزم إبداعا شخصيا و إضافة من مؤلفه فإن الصور املعروفة يف التشريع املصري للمصنف املشتق توضح هذه اإلضافة و‬
‫هي ‪:‬‬
‫‪-1‬اإلقتباس ‪ : ADAPTATION‬و يتم اإلقتباس من خالل التحويل أو التلخيص كأن يتم إجياز مؤلف سابق بأسلوب شخصي ملن قام‬
‫بالتلخيص أو أن يتم حتويل املصنف األديب أو الفين من لون إىل لون آخر مثل حتويل القصة األدبية إىل مسرحية أو فيلم سينمائي ‪ ,‬و يعد هذا اجلهد‬
‫الذهين اخلاص ملن قام بالتلخيص أو بالتلخيص أو التحويل هو االبتكار الذي يسمح بإضفاء احلماية على املؤلف ‪.‬‬
‫‪-2‬ترمجة املصنف إىل لغة أخرى غري اليت كتب هبا ‪ :‬و يتضح من هذا النموذج من مناذج املصنفات املشتقة مدى اجلهد الذهين بل و اإلبتكاري‬
‫الذي يقوم به مؤلف الرتمجة من خالل إحالل اللغة اجلديدة حمل اللغة األصلية اليت مت كتابة املصنف هبا ‪.‬‬
‫‪-3‬اإلضافة أو التعليق أو التنقيح ‪ ,‬و ال تضفي احلماية على جهد من يقوم بذلك إال إذا متتع بالطابع اإلبتكاري كما سيأيت بيانه ف هذا البحث ‪.‬‬
‫و مما ال شك فيه أن املصنف املشتق ال يستأهل إال محاية اجلانب اإلبداعي اإلبتكاري الذي خيص مؤلفه دون إضرار حبقوق مؤلف املصنف األصلي‬
‫‪ ,‬و يعين ذلك أن مؤلف املصنف املشتق جيب أن حيصل على موافقة صاحب املصنف األصلي فيما يعد إعتداء على حقوق هذا األخري و إال خضع‬
‫يف شأن املسئوليتني املدنية و اجلنائية للنصوص املنظمة للحماية و املسئولية يف التشريع اخلاص حبماية حق املؤلف بصفة خاصة و دون إخالل بأي‬
‫أحكام أخرى تقرر هذه احلماية و تضع اجلزاءات و تنظم التعويضات عن اإلعتداء على حقوق املؤلف يف أي تشريع آخر‪.‬‬
‫‪ )3(3‬و جيدر بالذكر يف هذا املقام أن خمالفة اإلنتاج الذهين الذي يعترب من قبيل املصنفات للنظام العام و اآلداب العامة خيرجه من جمال املشروعية‬
‫اليت تتيح إضفاء احلماية عليه باإلضافة إىل خضوع العمل الذي تنحسر عنه احلماية إىل التجرمي حينما تنطبق عليه النصوص العقابية‪.‬‬
‫‪WIPO/IP/CAI/04/1‬‬
‫‪-8-‬‬

‫وفي مقابل استبعاد بعض األعمال التي قد ينطبق عليها وصف المصنف إعماال للمعيار العام من نطاق‬
‫الحماية ‪ ,‬فإن التشريعات الوطنية و االتفاقيات الدولية قد تورد بين المصنفات محل الحماية بعض األعمال‬
‫التي لم تكن لتدخل نطاق الحماية بشكل قاطع ‪ ,‬و من ذلك ما ورد على وجه الخصوص بشأن برامج‬
‫الحاسب اآللي و البيانات المجمعة ‪.‬‬

‫لذلك فقد ورد صريح نص المادة العاشرة من اتفاقية التربس بأنه ‪-1":‬تتمتع برامج الحاسب اآللي‬
‫(الكمبيوتر) سواء أكانت بلغة المصدر أو بلغة اآللة ‪ ,‬بالحماية باعتبارها أعماال أدبية بموجب معاهدة برن‬
‫‪-2 . 1971‬يتمتع بالحماية البيانات المجمعة أو المواد األخرى سواء أكانت في شكل مقروء آليا أو أي‬
‫شكل آخر ‪ ,‬إذا كانت تشكل خلقا فكريا نتيجة انتقاء أو ترتيب محتوياتها ‪ .‬و هذه الحماية ال تشمل البيانات‬
‫أو المواد في جحد ذاتها ‪ ,‬و ال تخل بحقوق المؤلف المتعلقة بهذه البيانات أو المواد ذاتها"(‪)4‬‬

‫و لقد جاء القانون المصري الجديد في الفقرة الثانية من المادة (‪)140‬متضمنا حماية برامج الحاسب اآللي‬
‫(و بعد أن كانت هذه الحماية أضفيت على البرامج بموجب تعديالت عام ‪ 1992‬وعام ‪ 1994‬على‬
‫القانون رقم ‪ 354‬لعام ‪ 1954‬و الخاص بحماية حق المؤلف)‪ ,‬كذلك وردت الفقرة الثالثة من المادة (‬
‫‪ )140‬سالفة الذكر بحماية قواعد البيانات سواء كانت مقروءة من الحاسب اآللي أو من غيره ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫اشتراط أن يكون العمل مبتكرا‬

‫ورد نص الفقرة األولى من المادة ‪ 138‬من القانون المصري الجديد و كما كان الشأن في نص المادة‬
‫األولى من القانون الملغى (رقم ‪ 354‬لسنة ‪ )1954‬بأن المصنف هو ‪" :‬كل عمل مبتكر أدبي أو فني أو‬
‫علمي"‪.‬‬
‫و هكذا أكدت هذه المادة أن شرط االبتكار هو شرط أساسي إلضفاء الحماية القانونية على المصنف ‪.‬‬
‫و قد أتى نص الفقرة الثانية من ذات المادة محددا المقصود باالبتكار بأنه ‪":‬الطابع اإلبداعي الذي يسبغ‬
‫األصالة على المصنف"‬

‫هذا و لقد استقر الفقه المصري على اعتبار االبتكار هو البصمة الشخصية للمؤلف على المصنف باعتباره‬
‫نتاجا ذهنيا خاصا بالمؤلف متميزا عن غيره ‪.‬‬

‫و يالحظ في هذا المقام أن تعريف المصنف و ما لحقه من اشتراط اإلبتكار لم يتطلب شكال خاصا أو‬
‫طريقة معينة لعرض هذا اإلبداع الذهني ‪ ,‬بل أن طريقة العرض ذاتها قد تكون مصنفا كما هو الشأن في‬
‫ترتيب أو تبويب البيانات كما سبق بيانه ‪.‬‬

‫‪ )4(4‬تلتقي الفقرة الثانية من المادة العاشرة من إتفاقية التريبس مع الفقرة الخامسة من المادة الثانية من اتفاقية برن و التي أضفت الحماية‬
‫على مجموعة المصنفات األدبية أو الفنية لدوائر المعارف و المختارات األدبية التي تعتبر إبتكارا فكريا بسبب إختيار و ترتيب محتوياتها ‪.‬‬
‫‪WIPO/IP/CAI/04/1‬‬
‫‪-9-‬‬

‫وفي هذا فلقد وردت أحكام القضاء المصري بأن "ال يكون للمؤلف على مصنفه حق المؤلف وال يتمتع‬
‫بالحماية المقررة لهذا الحق إال إذا تميز المصنف باالبتكار الذهني أو الترتيب أو التنسيق أو أي مجهود‬
‫آخر يتسم بالطابع الشخصي و يضفي عليه وصف االبتكار "‪)5( .‬‬

‫وفي ضوء اتساع معيار االبتكار و عدم انضباطه على نحو دقيق فإنه من المستقر أن تحديد توافر هذا‬
‫الشرط يخضع في الواقع العملي لسلطة قاضي الموضوع في تقريره ‪.‬‬

‫هذا و يصادف تحديد االبتكار بالنسبة للمصنفات المشتركة المشتقة صعوبة خاصة في تحديد مدى مساهمة‬
‫الشركاء في إعداد المصنف ‪ .‬و يالحظ في هذا الخصوص أن المساهمــة ال بد أن تكون ابتكارية حتى‬
‫يعتبر المساهم مؤلفا للمصنف بحيث تستبعد المساهمات غير االبتكارية و الثانوية من مجال الحماية(‪. )6‬‬

‫التمييز بين اإلبتكار و مجرد األفكار ‪:‬‬


‫بالرغم من وضوح كون شرط االبتكار يعد شرطا أساسيا العتبار العمل من قبيل المصنفات إال أن الخلط‬
‫قد يقوم بين مجرد طرح األفكار و بين اإلنتاج الذهني الذي يمكن إعتباره من قبيل المصنفات محل الحماية‬
‫القانونية ‪ .‬لذلك فقد ورد نص الفقرة الثانية من المادة التاسعة من إتفاقية التربس بأن‪" :‬تسري حماية حقوق‬
‫المؤلف على النتاج و ليس على مجرد األفكار أو اإلجراءات أو أساليب العمل والمفاهيم الرياضية "‪.‬‬

‫و لقد تلقف المشرع المصري ذات المعيار الجديد بأن‪":‬ال تشمل الحماية مجرد األفكار و اإلجراءات‬
‫أساليب العمل و طرق التشغيل و المفاهيم و المبادئ و االكتشافات و البيانات ‪ ,‬و لو كان معبرا عنها أو‬
‫موصوفة أو موضحة أو مدرجة في مصنف"‪.‬‬

‫فكما سبق و أوضحنا فإن اإلبتكار هو اإلبداع الذهني الذي يعتبر بصمة شخصية للمؤلف و نتاج مجهوده‬
‫الذهني ‪ .‬أما األفكار و مجرد البيانات المطلقة أو اإلجراءات و أساليب العمل أو المفاهيم الرياضية‬
‫المطلقة فليست إال المادة األولية المتاحة للجميع و التي ال يجوز االستئثار بها أو اإلدعاء بحق عليها ‪.‬‬
‫لذلك فإن الفكرة قد تطرأ على ذهن عدد من األشخاص في أماكن مختلفة و أزمنة مختلفة و ال يمكن‬
‫حمايتها و إال أغلق الباب على اإلبداع ذاته ‪ .‬بل إن عدم حماية الفكرة هو الذي يتيح اختالف أسلوب‬
‫عالجها في مصنفات مختلفة بأساليب و تعبيرات مختلفة يكون كل منها نتاجا ذهنيا و محال للحماية بوصفه‬
‫كذلك ‪.‬‬

‫مدى إشتراط إفراغ نتاج الذهن في قالب مادي ‪:‬‬


‫يلحق بما تقدم من اشتراط االبتكار و استبعاد حماية األفكار تطلب التعبير عن األفكار محل اإلبداع في‬
‫شكل مادي ملموس ‪ .‬و في ذلك فقد ورد نص الفقرة الثانية من المادة الثانية من اتفاقية برن بأنه‪" :‬تختص‬
‫مع ذلك تشريعات دول اإلتحاد بحق القضاء بأن المصنفات األدبية أو الفنية أو مجموعة منها ال تتمتع‬
‫بالحماية طالما أنها لم تتخذ شكال ماديا معينا"‪.‬‬

‫‪)5(5‬المستشار عبد الحميد منشاوي ‪ ,‬حق المؤلف و أحكامه طبقا للتعديالت الواردة بالقانون رقم ‪ 38‬لسنة ‪. 1992‬‬
‫‪)6(6‬محمد سامي عبد الصادق ‪ ,‬حقوق مؤلف المصنفات المشتركة ‪ ,‬رسالة دكتوراه ‪ ,‬جامعة القاهرة‪. ,‬‬
‫‪WIPO/IP/CAI/04/1‬‬
‫‪- 10 -‬‬

‫هذا و قد يذهب البعض إلى تطلب إفراغ المصنف في شكل مادي و إخراجه إلى الواقع المادي الملموس‬
‫كالكتابة في المصنفات األدبية أو الصوت في المصنفات الموسيقية و هكذا ‪ .‬بل قد يرى المشرع ذاته و‬
‫في ضوء نص المادة الثانية من إتفاقية برن سالفة الذكر أن عدم ظهور المصنف في شكل مادي يعني أنه‬
‫ال يستأهل الحماية ألن المظهر المادي هو الذي يحقق االستقرار للمصنف و خروجه من حيز المشروع‬
‫إلى حيز المصنف المكتمل ‪ .‬بل يعتبر بعض الفقه أن العمل ما لم يفرغ في الشكل المادي يعد من قبيل‬
‫(‪)7‬‬
‫األفكار التي ال تتمتع بالحماية ‪.‬‬

‫و بالرغم من وجاهة ما تقدم من الرأي إال أن صريح نص المادة الثانية من إتفاقية برن و صحيح فهم‬
‫القانون يوضحان أن إفراغ العمل في شكل مادي ال يعد شرطا من شرائط إعتباره من قبيل المصنفات‬
‫محل الحماية ‪ ,‬ما لم يرد نصا تشريعيا يحدد ذلك ‪.‬‬
‫وبالنظر إلى أن المشرع المصري أضفي الحماية على المصنف أيا ما كانت طريقة التعبير عنه‪ ,‬ومن ذلك‬
‫أن يكون التعبير شفاهة أو كتابة ‪ ,‬فإننا نعتقد و عن يقين بأن إفراغ العمل نتاج الذهن في قالب مادي ال يعد‬
‫شرطا من شرائط اعتباره مصنفا محل حماية قانونية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫عدم اعتبار اإلجراءات الشكلية كاإليداع و التسجيل‬
‫من شروط تقرير الحماية للمصنفات‬

‫وضعت المادة الخامسة من إتفاقية برن المبدأ األساسي في حماية حقوق المؤلف األدبية و المالية بأن‬
‫ألزمت الدول المشاركة فيها بتقرير تمتع المؤلف بكل الحقوق التي تخولها قوانين تلك الدول حاليا أو‬
‫مستقبال باإلضافة إلى الحقوق المقررة في إتفاقية برن ‪ .‬و ألزمت هذه المادة في فقرتها الثانية الدول‬
‫األعضاء بعدم إخضاع التمتع بهذه الحقوق أو ممارستها ألي إجراء شكلي (‪.)8‬‬

‫‪)7(7‬مختار القاضي ‪ ,‬حق المؤلف ‪ ,‬القاهرة ‪, 1958 ,‬‬


‫‪) 8(8‬ورد نص المادة الخامسة من اتفاقية برن بأن ‪:‬‬
‫‪ -1‬يتمتع المؤلفون ‪ ,‬في دول االتحاد غير دولة منشأ المصنف بالحقوق التي تخولها قوانين تلك الدول حاليا أو قد تخولها مستقبال‬
‫لرعاياها باإلضافة إلى الحقوق المقررة بصفة خاصة في هذه االتفاقية ‪ ,‬و ذلك بالنسبة لمصنفات التي يتمتعون على أساسها بالحماية‬
‫بمقتضى هذه االتفاقية ‪.‬‬
‫‪ -2‬ال خيضع التمتع أو ممارسة هذه احلقوق ألي إجراء شكلي ‪ ,‬فهذا التمتع و هذه املمارسة مستقالن عن وجود احلماية يف دولة منشأ املصنف ‪.‬‬
‫تبعا لذلك ‪ ,‬فإن نطاق احلماية و كذلك وسائل الطعن املقررة للمؤلف حلماية حقوقه حيكمها تشريع الدولة املطلوب توفري احلماية فيها دون سواه ‪,‬‬
‫وذلك بصرف النظر عن أحكام هذه االتفاقية ‪.‬‬
‫‪3‬احلماية يف دولة املنشأ حيكمها التشريع الوطين ‪ .‬و مع ذلك إذا كان املؤلف من غري رعايا دولة منشأ املصنف الذي ميتع على أساسه باحلماية‬
‫مبقتضى هذه االتفاقية ‪ ,‬فإنه يتمتع يف تلك الدولة بذات احلقوق املقررة لرعاياها ‪.‬‬
‫‪ -4‬تعترب دولة املنشأ‬
‫(أ)بالنسبة للمصنفات اليت تنشر ألول مرة يف إحدى دول اإلحتاد ‪ ,‬الدولة املذكورة ‪ .‬و يف حالة املصنفات اليت تنشر يف آن واحد يف‬
‫عدد من دول اإلحتاد اليت متنح مددا خمتلفة للحماية ‪ ,‬الدولة اليت منح تشريعها مدة احلماية األقصر ‪.‬‬
‫(ب) بالنسبة للمصنفات اليت تنشر يف آن واحد يف دولة خارج اإلحتاد و دولة من دول اإلحتاد ‪ ,‬الدولة األخرية ‪.‬‬
‫(ج)بالنسبة للمصنفات غري املنشورة أو بالنسبة للمصنفات اليت تنشر ألول مرة يف دولة خارج اإلحتاد أن تنشر يف آن واحد يف دولة من‬
‫دول اإلحتاد ويف دولة اإلحتاد اليت يعترب املؤلف من رعاياها ‪ ,‬و مع ذلك ‪:‬‬
‫(‪)1‬إذا ما تعلق األمر مبصنفات سينمائية يقع مقر منتجها أو حمل إقامته املعتادة يف دولة من دول اإلحتاد ‪ ,‬فإن هذه الدولة‬
‫تكون دولة املنشأ ‪.‬‬
‫‪WIPO/IP/CAI/04/1‬‬
‫‪- 11 -‬‬

‫و يفهم مما تقدم أن اإللزام باإليداع الذي يرد في نصوص القانون أو في اللوائح التنفيذية لنسخة‬
‫واحدة أو عدد من نسخ من المصنف لدى الجهة التي يتم تحديدها ال يجب أن يكون شرطًا من شروط‬
‫اكتساب حقوق المؤلف األدبية و المالية أو شرطا من شروط ممارستها ‪.‬‬
‫لذلك فإن ما ورد به تنظيم إيداع الكتب في مصر و الذي أصبح يقع على عاتق المؤلف و الناشر و الطابع‬
‫متضامنين بعد أن كان يقع على عاتق الناشر وحده (و الذي إرتفع بعدد النسخ التي يجب إيداعها من خمس‬
‫نسخ إلى عشرة نسخ) ليس المقصود به حرمان المؤلف من حقوقه األدبية أو المالية أو اعتباره شرطا من‬
‫شروط اكتساب الحق ‪ .‬و إنما تم تنظيم اإليداع على هذا النحو قبل توزيع المصنف أو عرضه للبيع‬
‫بغرض حماية أصحاب الحق من خالل إثبات رقم اإليداع و تاريخه على المصنف بما ينشئ قرينة‬
‫لمصلحة المودع تدل على أنه صاحب حق التأليف ‪.‬‬
‫و مع ذلك فإن صاحب الحق الذي يثبت أن من بادر بإيداع المصنف أو تسجيله (كتابا كان أو‬
‫برنامج حاسب آلي أو فيلم سينمائي) قد اعتدى على حقه الثابت ‪ ,‬يمكنه أن يثبت ذلك و يقيم حجته عليه ‪,‬‬
‫فيثبت ملكيته بأي وسيلة من وسائل اإلثبات ‪ .‬لذلك فقد استقر الفقه و القضاء في مصر على أنه ال يترتب‬
‫على عدم اإليداع اإلخالل بحقوق المؤلف التي يقررها القانون ‪ ,‬و أنه يكفي لنشوء حق المؤلف على‬
‫المصنف أن يضع المؤلف فيها مصنفه في صورة مادية تصلح للنشر أو اإلتاحة و أن يتميز هذا المصنف‬
‫باإلبتكار حيث أن هذا اإلبتكار هو األساس الذي تقوم عليه الحماية القانونية للمصنفات (‪.)9‬‬
‫و بالرغم مما تقدم فإنه تجدر اإلشارة إلى أن لإليداع و التسجيل أهمية عملية باإلضافة إلى القرينة‬
‫التي ينشئها على ملكية المصنفات ‪ ,‬ذلك أن التسجيل أو اإليداع يساعدان على توثيق المعرفة الفنية و‬
‫األدبية و العلمية اللذين توصلت إليهما أمة من األمم و يعتبران أداة لمعاونة الباحثين عن المعرفة في‬
‫اكتشاف و متابعة تطورهما ‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫خصائص و مضمون الحقوق األدبية و المالية للمؤلف‬

‫ينشأ الحق األدبي بعد نشر المصنف ألن المصنف قيل نشره يكون ممتزجا بشخصية المؤلف بما ال يمكن‬
‫فصله عنها‪.‬‬

‫وبينما لم يتفق الفقه على تعريف موحد للحق األدبي بالنظر إلى اختالفه في تحديد طبيعته‪ ,‬فإنن‪%%‬ا‬
‫وبالنظر إلى ما تبنيناه من ازدواج طبيعة حق المؤلف على مصنفه ‪ ,‬فإننا نرى أن الح‪%%‬ق األدبي‬
‫وباعتباره حقا متصال بشخصية صاحبه فإن مضمونه هو تخويل المؤلف السلطات الالزمة لحماية‬
‫(‪)10‬‬
‫هذا اإلبداع بوصفه جزءا من شخصيته ‪.‬‬

‫(‪ )2‬إذا ما تعلق األمر مبصنفات معمارية مقامة يف إحدى يقع يف إحدى دول اإلحتاد ‪ ,‬فإن هذه الدولة تكون دولة املنشأ ‪.‬‬
‫‪) 9(9‬أنظر املستشار عبد احلميد منشاوي ‪ ,‬حق املؤلف و أحكام الرقابة على املصنفات طبقا للتعديالت الواردة بالقانون رقم ‪ 38‬لسنة ‪. 1992‬‬
‫‪)?( 10‬تنتظم حماية حق المؤلف في مصر بموجب القانون رقم ‪ 82‬لسنة ‪ 2002‬و الصادر في ‪ 2‬يونيو عام ‪ 2002‬ملغيا بذلك القانون‬
‫السابق رقم ‪ 354‬لسنة ‪ 1954‬المعدل بالقوانين أرقام ‪ 14‬لسنة ‪ 1968‬م و ‪ 34‬لسنة ‪ 1975‬و ‪ 38‬لسنة ‪ 1992‬و ‪ 29‬لسنة ‪1994‬‬
‫‪WIPO/IP/CAI/04/1‬‬
‫‪- 12 -‬‬

‫وبالنظر إلى هذه الطبيعة و الهدف من الحق األدبي للمؤلف يتبين لنا أن الحق األدبي يتمتع بذات‬
‫الخصائص التي تتمتع بها الحقوق اللصيقة بالشخصية بصفة عامة بحكم كونها حقوق غير مالية وال يمكن‬
‫تقويمها بالنقود ‪ ,‬لذلك فهي ال تقبل التصرف فيها وال الحجز عليها كما ال تقبل التقادم وال تنتقل إلى‬
‫الورثة ‪.‬‬

‫ونكتفي في بيان هذه الخصائص باإلحالة إلى الورقة المعنونة ‪ " :‬التعريف بالتنظيم القانوني لحقوق الملكية‬
‫الفكرية في مصر ‪:‬التنظيم القانوني المخصص لحماية حق المؤلف و الحقوق المجاورة في النظام القانوني‬
‫المصري "‬

‫الفصل الثالث‬
‫الحماية الدولية لحق المؤلف‬

‫مقدمة‬
‫إن تطور التشريعات التي عرفتها البشرية منذ بدء الخليقة و حتى وقت غير بعيد لم يكن يعرف أي حماية‬
‫مباشرة للحقوق المعنوية على وجه العموم أو لحماية حقوق اإلنتاج الذهني على وجه الخصوص‪.‬‬

‫على أنه و مع التطور الصناعي و الحاجة إلى تمييز اإلبداع في مجاالت اإلنتاج الصناعي لما له من تأثير‬
‫على االقتصاد و الدخل ثم و من بعد ذلك الشعور بذات الحاجة في مجاالت اإلبداع الذهني في مجاالت‬
‫التأليف و الفنون قد حفزت القضاء و التشريع بمساندة عظيمة من كتابات فقهاء القانون إلى استحداث‬
‫الحماية الوطنية لحقوق المؤلفين و المبتكرين في ميادين التأليف و الصناعة على التوازي ‪.‬‬
‫وال يبدو غريبا في ظل ما تقدم أن الحماية الدولية لحقوق المؤلف قد جاءت تالية على استقرار المبادئ‬
‫األساسية لتلك الحماية في تشريعات الدول األكثر تقدما كل منها على حدة ‪ ,‬إذ أن التطور الصناعي و‬
‫التكنولوجي الذي صاحبه اتساع المعامالت التجارية في ظل تيسير سبل المواصالت و االتصاالت قد‬
‫أظهر الحاجة إلى وضع حد أدنى من القواعد الموحدة التي من شأنها تنظيم حماية حقوق الملكية الفكرية‬
‫في شتى المجاالت و على رأسها المجال التقليدي لتلك الحماية و المتمثل في حماية حقوق المؤلف ‪.‬‬

‫أوال‬
‫اتفاقية برن لحماية المصنفات األدبية و الفنية‬

‫‪ -1‬بعد أن استقرت مبادئ الحماية األساسية لحماية حقوق المؤلفين على مصنفاتهم األدبية و الفنية فقد‬
‫ظهرت الحاجة إلى وضع ضوابط محددة و موحدة لتحقيق تلك الحماية على المستوى الدولي ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى االتفاقيات الدولية التي انضمت إليها مصر وهي‪:‬اتفاقية برن‪:‬لحماية المصنفات األدبية والفنية (وثيقة باريس عام ‪) 1971‬و‬
‫انضمت إليها مصر بموجب القرار الجمهوري رقم ‪ 591‬لسنة ‪ 1976‬والصادر في ‪ 13‬يوليو ‪ 1976‬وأصبحت نافذة المفعول اعتبارا‬
‫من السابع من شهر يونيه ‪ -2 .1977‬اتفاقية جنيف‪:‬بشأن حماية منتجي التسجيالت ضد النسخ غير المشروع ‪ ,‬الموقعة في ‪ 29‬أكتوبر‬
‫‪, 1971‬و انضمت إليها مصر بالقرار الجمهوري رقم ‪ 442‬لسنة ‪ 1977‬والصادر في ‪ 22‬أبريل ‪ 1977‬م‪ -3 .‬اتفاقية حماية الدوائر‬
‫المتكاملة الموقعة في واشنطن في ‪ 26‬مايو ‪ 1989‬وانضمت إليها مصر في ‪ 26‬يوليو سنة ‪ 1990‬بموجب القرار الجمهوري رقم ‪268‬‬
‫لسنة ‪ 1990‬أصبحت نافذة المفعول اعتبارا من ‪ 26‬أكتوبر ‪-4 .1990‬اتفاقية إنشاء منظمة التجارة العالمية و بصفة خاصة ملحق ج "‬
‫التربس"‪.‬‬
‫‪WIPO/IP/CAI/04/1‬‬
‫‪- 13 -‬‬

‫و في ضوء الحداثة النسبية لحماية الحقوق المعنوية و منها حقوق الملكية الذهنية على وجه الخصوص‬
‫فإن أول تنسيق دولي لتلك الحماية لم يبدأ إال مع التوقيع على اتفاقية برن في التاسع من سبتمبر عام‬
‫‪.)11( 1886‬‬

‫و من المالحظ أن هذه االتفاقية و منذ إبرامها قد خضعت للمراجعة شبه المنتظمة حتى تم تعديلها في‬
‫إستكهولم عام ‪ 1967‬ثم في باريس (وثيقة باريس ‪ 24‬يوليه ‪ )1971‬و تم تعديلها في سبتمبر ‪. 1979‬‬
‫و مما الشك فيه أن متطلبات مراجعة هذه االتفاقية ‪ ,‬و باإلضافة إلى الرغبة في متابعة المتطلبات الراجعة‬
‫إلى الدول األعضاء و المنظمة ‪ ,‬إال أنها كانت و بصفة أساسية نتاج ضرورة مواكبة التطورات‬
‫التكنولوجية التي نتج عنها ظهور وسائط جديدة مغناطيسية و إلكترونية و رقمية لتثبيت المصنفات و‬
‫نسخها وبثها كما هو الشأن (على سبيل المثال) بالنسبة لشرائط التسجيل و الفيديو و استخدام الحاسب‬
‫اآللي و ما ارتبط به من استخدامات وسائط كاألقراص المدمجة و اإلتاحة على الشبكات اإلليكترونية‬
‫(مثل شبكة اإلنترنت) ثم بث المصنفات عبر األقمار الصناعية و من خالل الربط بالكابالت و غير ذلك‪.‬‬

‫‪ -2‬و بموجب اتفاقية برن ووفقا لما ورد به نص المادة األولى من اإلتفاقية ‪ ,‬فقد تم تشكيل اتحاد‬
‫دولي لحماية حقوق المؤلفين على مصنفاتهم األدبية و الفنية (‪:)12‬‬
‫و الغرض من هذا االتحاد بصفة أساسية و في ضوء ما ورد بنصوص االتفاقية هو تحديد المقصود‬
‫بالمصنفات المتمتعة بالحماية ووضع معايير الحماية مع تحديد حد أدنى لمدة الحماية تلتزم به دول االتحاد‬
‫باإلضافة إلى تنظيم كيفية استغالل المصنفات األدبية و الفنية ‪.‬‬
‫لذلك فقد نظمت المادة الثانية من االتفاقية تحديد المصنفات التي تتمتع بالحماية فقامت بتعريف المصنفات‬
‫األدبية و الفنية (م ‪ )2/1‬بأنه "كل إنتاج في المجال األدبي و العلمي و الفني أيا كانت طريقة أو شكل‬
‫التعبير عنه ‪ "...‬و جاء هذا التعريف بأمثلة عديدة لهذه المصنفات تاركا للتشريع الوطني في كل دولة من‬
‫دول االتحاد أن تقصر الحماية على المصنفات التي تتخذ شكال ماديا معينا (م ‪. )2/2‬‬
‫و في هذا الصدد نالحظ أن االتفاقية قد حرصت على استبعاد مجرد المعلومات و األخبار اليومية و‬
‫األحداث الصحفية من الحماية إذ أنها ال تعد ابتكارا أو إنتاجا يستحق الحماية (م ‪. )2/8‬‬

‫و قد شمل تعريف المصنفات باإلضافة إلى المصنفات األصلية المصنفات المشتقة كالترجمات و‬
‫التحويرات و التعديالت الموسيقية ليضفي الحماية على هذا النوع الخاص من المصنفات دون مساس‬
‫بحقوق مؤلف المصنف األصلي ‪(.‬م ‪)2/3‬‬

‫و بالنظر إلى الطبيعة الخاصة لبعض المصنفات و التي قد ترى بعض الدول األعضاء تحديد الحماية التي‬
‫تمنحها لها (النصوص الرسمية ذات الطبيعة التشريعية أو اإلدارية أو القضائية و الترجمة الرسمية لهذه‬
‫النصوص) ‪ ,‬فقد وردت الفقرة ‪ 4‬من المادة الثانية بمنح االختصاص لتشريعات دول االتحاد في تحديد‬
‫مدى حمايتها ‪.‬‬

‫‪ )11(11‬و المكملة في باريس في ‪ 4‬مايو ‪ 1896‬ثم خضعت للتعديالت و المراجعة في برلين في ‪ 13‬نوفمبر ‪ 1908‬و المكملة في برن‬
‫مرة أخرى في ‪ 20‬مارس ‪ 1914‬و تم تعديلها مرة أخرى في روما في ‪ 2‬يونيو ‪ 1928‬و بر وكسل في ‪ 26‬يونيو ‪ 1948‬و إستكهولم‬
‫في ‪ 14‬يوليه ‪ 1967‬و أخيرا في باريس في ‪ 24‬يوليه ‪ ( 1971‬و عدلت في ‪ 28‬سبتمبر ‪.)1979‬‬
‫‪ ) 12(12‬ورد نص المادة األولى من االتفاقية بأن "تشكل الدول التي تسري عليها هذه االتفاقية اتحادا لحماية حقوق المؤلفين على‬
‫مصنفاتهم األدبية و الفنية "‬
‫‪WIPO/IP/CAI/04/1‬‬
‫‪- 14 -‬‬

‫و في إطار ذات الهدف فقد ورد نص المادة ‪ 3/1‬يحيل إلى اختصاص تشريعات دول االتحاد في استبعاد‬
‫الخطب السياسية و المرافعات التي تتم أثناء اإلجراءات القضائية من الحماية المقررة للمصنفات األدبية و‬
‫(‪)13‬‬
‫الفنية ‪.‬‬

‫‪ -3‬معايير الحماية ‪:‬‬


‫بهدف تحديد أصحاب الحقوق من المؤلفين الذين تنطبق عليهم أحكام هذه االتفاقية فقد ورد نص المادة‬
‫الثالثة من االتفاقية (م ‪-1-3‬أ) بمعيار الرعوية (الجنسية) أو اإلقامة المعتــادة (م ‪ )3/2‬إلضفاء‬
‫الحماية على المؤلفين من رعايا إحدى دول االتحاد على مصنفاتهم األدبية و الفنية و بغض النظر عما إذا‬
‫كانت تلك المصنفات منشورة أو غير منشورة ‪ .‬و باإلضافة إلى المعيار السابق فقد جعلت االتفاقية من‬
‫نشر المصنف أول مرة في أي دولة من دول االتحاد (أو في آن واحد في دولة من دول االتحاد و دولة من‬
‫غير الدول األعضاء) معيارا آخر لتوفير الحماية للمؤلف حتى و إن لم يكن من رعايا أي من الدول‬
‫األعضاء (‪.)14‬‬

‫‪ -4‬عدم استلزام الشكلية لتقرير الحماية [مبدأ الحماية التلقائية]‪:‬‬


‫ورد نص المادة ‪ 5/2‬من االتفاقية بمبدأ أساسي هو مبدأ الحماية التلقائية الذي يقضي بتقرير الحماية‬
‫للمؤلف على المصنفات محل الحماية بمجرد نسبته إليه و بغير أي تطلب ألي إجراء شكلي لتقرير التمتع‬
‫بالحق أو حمايته ‪.‬‬

‫‪ -5‬مبدأ المعاملة الوطنية ‪:‬‬


‫تتقرر الحماية في دول االتحاد بموجب التشريعات الوطنية‪ ,‬وفي هذا الصدد فقد أرست اتفاقية برن مبدءا‬
‫أساسيا يقضي بمعاملة المؤلفين في دولة من الدول أعضاء االتحاد غير دولة منشأ المصنف بذات الحقوق‬
‫التي تخولها قوانين تلك الدول حاليا أو مستقبال لرعاياها باإلضافة إلى الحقوق المقررة باالتفاقية وذلك‬
‫بالنسبة إلى المصنفات التي يتمتعون على أساسها بالحماية بمقتضى االتفاقية‬
‫(‪)15‬‬
‫(م ‪)5/1‬‬

‫مبدأ إستقالل الحماية ‪:‬‬ ‫‪-6‬‬

‫‪ ) 13(13‬و لقد تولت باقي فقرات املادة الثانية و الثالثة تفصيل حدود احلماية املقررة للمصنفات اليت هلا طابع خاص كمجموعات املصنفات (م‬
‫‪ 2/5‬و م ‪ )3/3‬و مصنفات الفنون التطبيقية و الرسوم و النماذج (م ‪ )2/7‬باإلضافة إىل تنظيم و حتديد الشروط اليت يتم مبقتضاها نقل بعض هذه‬
‫األعمال للجمهور (م ‪. )3/2‬‬
‫‪ ) 14(14‬ورد بتحديد املقصود باملصنفات املنشورة نص الفقرتني الثالثة و الرابعة من املادة الثالثة ‪ ,‬على أنه و بالنظر إىل الطبيعة اخلاصة للمصنفات‬
‫السينمائية و املعمارية و بعض مصنفات الفنون التخطيطية و التشكيلية فقد أتى نص املادة الرابعة بتقرير معايري أوسع للحماية و من ذلك إضفاء‬
‫احلماية على مؤلف املصنف السينمائي الذي يكون مقر منتجه أو إقامته املعتاد هو دولة من الدول األعضاء باالحتاد ‪.‬‬
‫‪ ) 15(15‬هذا و قد عاجلت املادة اخلامسة أيضا تنظيم احلقوق حمل احلماية سواء يف دولة املنشأ أو يف الدول األعضاء األخرى باالحتاد على حنو‬
‫تفصيلي (الفقرات ‪.)4 , 3‬‬
‫‪WIPO/IP/CAI/04/1‬‬
‫‪- 15 -‬‬

‫ورد نص المادة (‪ )5/2‬من االتفاقية بما يؤكد على أن نطاق الحماية و وسائل الطعن المقررة لحق المؤلف‬
‫يحكمها التشريع الوطني للدولة المطلوب توفير الحماية فيها دون سواها و بغض النظر عن أحكام هذه‬
‫االتفاقية ‪.‬‬

‫على أن ذلك رهين باإللتزام بالحدود الدنيا للحماية و دون إخالل بحق الدولة العضو في االتحاد في التوسع‬
‫في الحماية من حيث النطاق أو المدة ‪.‬‬

‫‪ -7‬مبدأ المعاملة بالمثل ‪:‬‬


‫أرست المادة السادسة من االتفاقية و بالنسبة لمؤلفي المصنفات الذين ال يتمتعون بجنسية إحدى الدول‬
‫األعضاء باالتحاد أو يقيمون بها إقامة معتادة مبدأ المعاملة بالمثل في شأن حدود الحماية المقررة لحقوقهم‬
‫‪.‬‬

‫لذلك فإن للدولة العضو باالتحاد أن تضع قيودا على حماية حقوق المؤلفين تقيد بها حماية المصنفات‬
‫الخاصة بالمؤلفين من رعايا دولة غير عضو متى كانت هذه الدولة األخيرة ال تقرر الحماية الكافية‬
‫(‪)16‬‬
‫لمصنفات المؤلفين من رعاياها (م ‪)6/1‬‬

‫‪ -8‬الحقوق الممنوحة للمؤلفين ‪:‬‬


‫أقرت االتفاقية للمؤلفين على المصنفات محل الحماية نوعان أساسيان من الحقوق أولهما الحق المعنوي و‬
‫الثاني هو الحق المالي ‪.‬‬

‫‪ : 8/1‬و في شأن الحقوق المعنوية فقد قررت االتفاقية أن الحق المالي للمؤلف يشمل حق المؤلف في‬
‫المطالبة بنسبة المصنف إليه (حق األبوة) باإلضافة إلى الحق في االعتراض على كل تحريف أو تشويه أو‬
‫أي تعديل آخر لهذا المصنف أو كل مساس أخر بذات المصنف أو يكون ضارا بشرف أو سمعة المؤلف (م‬
‫‪ 6‬ثانيا – ‪. )1‬‬
‫وفيما يتعلق بحق تحوير المصنفات و تعديلها أو إجراء أية تحويالت أخرى عليها فقد ورد بذلك نص‬
‫المادتين ‪ 14 , 12‬من االتفاقية ‪.‬‬

‫و قد أكدت ذات المادة السابقة (الفقرة الثانية) أن الحقوق المعنوية تبقى على األقل إلى حين انقضاء‬
‫الحقوق المالية مع تقرير اختصاص تشريع كل دولة من األعضاء بتنظيم الوسائل و اإلجراءات الالزمة‬
‫(‪.)17‬‬
‫للمحافظة على هذه الحقوق (م ‪ 6‬ثانيا – ‪)3‬‬

‫هذا و قد ورد نص المادة ‪ 11‬فقرة (‪ )2 , 1‬يمنح المؤلف حقا استئثاريا في التصريح بتمثيل مصنفه و‬
‫أدائه علنا بما في ذلك التمثيل و األداء العلني أيا كانت وسيلة ذلك أو طريقته ‪ ,‬باإلضافة إلى الحق في نقل‬
‫تمثيل المصنف و األداء إلى الجمهور بأي وسيلة كانت ‪.‬‬

‫‪ ) 16(16‬و ذلك بدون إضرار باحلقوق املقررة ملصنف مت نشره قبل وضع هذا القيد موضع التنفيذ (م ‪ )6/2‬و مع القيام بإخطار املدير العام‬
‫للمنظمة العاملية للملكية الفكرية بإعالن كتايب يتم إبالغه إىل كل دول االحتاد‪.‬‬
‫‪ ) 17(17‬يالحظ يف هذا الصدد أن احلق األديب للمؤلف بعض التشريعات مثل التشريع املصري هو حق أبدي ‪.‬‬
‫‪WIPO/IP/CAI/04/1‬‬
‫‪- 16 -‬‬

‫كذلك فقد ورد نص المادة ‪ 11‬ثالثا بتقرير الحق االستئثاري للمؤلف في التصريح بالتالوة الفنية للمصنف‬
‫بكل الوسائل و الطرق باإلضافة إلى الحق في التصريح بالترجمة‪.‬‬

‫‪ : 8/2‬أما بالنسبة للحقوق المالية و حق استغالل المصنف من قبل مؤلفه فقد أكدت عليه المادة ‪ 6‬ثانيا‪,‬‬
‫ثم جاء نص المادة التاسعة مقررا لمؤلفي المصنفات األدبية و الفنية حقا استئثاريا في التصريح بعمل نسخ‬
‫من مصنفاتهم بأي طريقة و أي شكل كان باإلضافة إلى ما ورد بنص المادة الثامنة في منح المؤلفين حقا‬
‫استئثاريا في ترجمة مصنفاتهم أو التصريح بذلك طوال مدة الحماية ‪ .‬كذلك ورد نص المادة (‪ 11‬ثالثا)‬
‫بتقرير حق التمثيل و األداء العلني و نقل التمثيل أو األداء إلى الجمهور باإلضافة إلى الحق االستئثاري‬
‫فيما يتعلق بالمصنفات المسرحية و المسرحيات و المصنفات الموسيقية (‪.)18‬‬

‫و أخيرا فقد ورد نص المادة (‪ 14‬ثالثا) بحكم خاص في شأن تقرير حق التتبع بشأن المصنفات الفنية‬
‫األصلية و المخطوطات األصلية لكتب و مؤلفات موسيقية بما يتيح للمؤلف و من له صفة من بعد وفاته‬
‫وفقا للتشريع الوطني بحق غير قابل للتصرف فيه في تعلق مصلحتهم بعمليات بيع المصنف التالية ألول‬
‫تنازل عن حق االستغالل ‪.‬‬

‫و لقد قيدت هذه المادة هذا الحق بضرورة النص عليه في التشريع الوطني للمؤلف و في الحدود التي‬
‫ينظمها هذا التشريع ‪.‬‬

‫‪ -9‬مدة الحماية ‪:‬‬


‫نظمت المادة السابعة من االتفاقية مدة الحماية بوجه عام على أن تشمل مدة حياة المؤلف و خمسين سنة‬
‫بعد وفاته ‪ ,‬إال أنها قد أوردت أحكاما خاصة بتحديد بدء هذه المدة بالنسبة للمصنفات السينمائية أو التي‬
‫تحمل اسم المؤلف أو تحمل اسما مستعارا ‪.‬‬

‫أما بشأن مصنفات التصوير الفوتوغرافي و الفن التطبيقي فقد أوردت المادة (‪ )7/2‬حدًا أدنى للحماية‬
‫(‪. )19‬‬
‫مقداره خمس و عشرين سنة من تاريخ إنجاز المصنف‬

‫‪ -10‬اإلستثناءات الواردة على الحماية المقررة بموجب االتفاقية ‪:‬‬


‫‪ : 10/1‬إتاحة استعمال المصنف ‪ :‬ورد نص المادة (‪ )10/1‬بإخراج حاالت استعمال مقتطفات من‬
‫المصنف على نحو مشروع و بما يبرره الغرض المنشود ‪.‬‬
‫كما أتاحت الفقرة الثانية من المادة العاشرة ( وفي حدود ما يرد به نص التشريع الوطني) استعمال‬
‫المصنفات األدبية و الفنية ألغراض التعليم بشرط أن يتفق ذلك مع حسن االستعمال و في حدود ما يبرره‬
‫الغرض من المشروع و بشرط أن يذكر المصدر و اسم المؤلف (م ‪. )10/3‬‬
‫‪ )18(18‬أما املادة (‪ 11‬ثانيا) فقد وردت بتقرير احلقوق اإلستئثارية ملؤلفي املصنفات األدبية و الفنية يف التصريح بإذاعة املصنفات أو نقلها‬
‫للجمهور بأية وسيلة تستخدم إلذاعة اإلشارات أو األصوات أو الصور سلكيا آو السلكيا حىت يف احلاالت اليت تقوم هيئة أخرى غري اهليئة األصلية‬
‫هبذا النقل ‪ ,‬كذلك قررت ذات املادة احلق اإلستئثاري بنقل املصنفات املذاعة مبكرب للصوت أو أي جهاز آخر مشابه ناقل لإلشارات أو األصوات‬
‫أو الصور ‪ ,‬و قد تركت املادة وضع ضوابط حتديد استعمال هذه احلقوق لتشريعات دول االحتاد ‪.‬‬
‫‪ ) 19(19‬أما إذا كان املصنف مشرتكا فتحسب املدة املقررة على إثر وفاة آخر من بقي من الشركاء حيا (م ‪ 7‬ثانيا) هذا و قد نصت م ‪7/5‬‬
‫على احتساب مدد احلماية املقررة على اعتبار أول يناير من السنة التالية للوفاة أو الواقعة املقررة يف الفقرات ‪ 4 , 3 , 2‬من ذات املادة ‪ .‬كل ذك‬
‫مع إتاحة تقرير مدة أطول للحماية يف تشريعات الدول األعضاء ‪.‬‬
‫‪WIPO/IP/CAI/04/1‬‬
‫‪- 17 -‬‬

‫كذلك ورد نص المادة (‪ )10/2‬بالسماح بنقل المقاالت المنشورة في الصحف و الدوريات باإلضافة إلى‬
‫نقل المصنفات األدبية و الفنية التي تكون سمعت أو شوهدت أثناء حدث جاري لجعلها في متناول الجمهور‬
‫وفقا للحدود و الضوابط الواردة بهذه المادة و ما يقرره التشريع الوطني ‪.‬‬

‫‪ : 10/2‬إمكانية تحديد حق تسجيل المصنفات الموسيقية أو الكلمات المصاحبة لها ‪:‬‬


‫ورد نص المادة (‪ )13‬من االتفاقية محيال إلى التشريعات الوطنية في شأن الترخيص اإلجباري المقيد‬
‫للحق اإلستئثاري في تسجيل المصنفات الموسيقية أو الكلمات المصاحبة لها ‪.‬‬

‫‪ : 10/3‬أحكام خاصة بشأن البلدان النامية ‪:‬‬


‫ورد نص المادة (‪ )21‬من االتفاقية مشيرا إلى الملحق الذي يتضمن أحكاما خاصة بالبلدان النامية والذي‬
‫وردت أحكام المادة الثانية منه تسمح بتقييد حق الترجمة و تتيح للتشريعات الوطنية بالبلدان النامية النص‬
‫على منح تراخيص إجبارية غير إستئثارية و غير قابلة للتحويل وفقا للضوابط الواردة في هذه المادة بشأن‬
‫المصنفات المنشورة في شكل مطبوع أو أي شكل مماثل من أشكال اإلستنساخ ‪.‬‬

‫كذلك فقد وردت المادة الثالثة من هذا الملحق بشأن حق البلدان النامية في تقييد حق االستنساخ و حق‬
‫التشريعات الوطنية في منح التراخيص غير اإلستئثارية و غير القابلة للتحويل في ضوء الضوابط الواردة‬
‫بهذه المادة أيضا ‪ ,‬و التي يحكمها بصفة أساسية تلبية االحتياجات العامة للجمهور أو التعليم المدرسي و‬
‫الجامعي ‪.‬‬

‫و يالحظ في هذا الصدد أنه و فيما عدا بعض الحاالت الخاصة فإنه يمتنع توزيع ما يتم ترجمته أو‬
‫إستنساخه في ضوء هذه األحكام إال في الدولة التي تمتع بالحق في إصدار الترخيص ‪ ,‬و يعني ذلك عدم‬
‫إمكان تصدير النسخ إلى أي دولة أخرى ‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬‬
‫اتفاقية الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية (التريبس) ‪:‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية و ما أسفر عنها من كساد اقتصادي عالمي ارتأى الحلفاء ضرورة إنشاء‬
‫نظام جديد للتجارة الدولية يتميز بحرية المنافسة من خالل إزالة العوائق التي تواجه هذه التجارة‪.‬‬

‫لذلك و في ‪ 30‬أكتوبر ‪ 1947‬تم إقرار االتفاقية العامة للتعريفات و التجارة‬


‫]‪. GENERAL AGREEMENT ON TARRIFS AND TRADE [GATT‬‬

‫و بعد مضي أكثر من ‪47‬عاما تقريبا و في ‪ 15‬إبريل ‪ 1994‬تم توقيع الوثيقة الختامية المتضمنة نتائج‬
‫جولة أورجواي للمفاوضات التجارية متعددة األطراف و التي انتهت بإنشاء منظمة التجارة العالمية "‬
‫‪. "WTO‬‬

‫و إذا كانت اتفاقية إنشاء منظمة التجارة العالمية في الوثيقة األساسية إال أن كافة االتفاقات األخرى التي‬
‫تضمنتها الوثيقة الختامية قد اعتبرت جزءًا ال يتجزأ منها ووردت في شكل مالحق لها أشير إليها باسم‬
‫‪WIPO/IP/CAI/04/1‬‬
‫‪- 18 -‬‬

‫"اتفاقات التجارة متعددة األطراف" و اعتبرت ملزمة لكافة الدول األعضاء في المنظمة وفقا لما وردت به‬
‫المادة ‪. 2/2‬‬

‫و يهمنا في صدد بحثنا هذا الملحق ‪/1‬ج المسمى "اتفاقية الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية‬
‫الفكرية" و المعروف اصطالحا باسم اتفاقية "التريبس"‪ .‬و تقع هذه االتفاقية في ‪ 73‬مادة تستهدف تحرير‬
‫التجارة العالمية مع األخذ في االعتبار بضرورة تشجيع الحماية الفعالة و المالئمة لحقوق الملكية الفكرية ‪,‬‬
‫و ضمان أال تكون التدابير المتخذة إلنفاذ حقوق الملكية الفكرية في حد ذاتها عوائقا أمام التجارة الدولية‬
‫المشروعة ‪.‬‬

‫وهكذا تتميز هذه االتفاقية بأنها ال تنظم من جوانب الملكية الفكرية إال ما تعلق بالتجارة الدولية ودون‬
‫التعارض أو اإلخالل باالتفاقيات الدولية األخرى المخصصة لتنظيم حماية هذا النوع من أنواع الحقوق‪.‬‬

‫‪ -1‬المبادئ العامة في االتفاقية ‪:‬‬


‫أرست اتفاقية التريبس مبدأين عامين أساسيين هما مبدأ المعاملة الوطنية و مبدأ الدولة األولى بالرعاية‪ ,‬و‬
‫يقصد بالمبدأ األول أن تحقق كل دولة من الدول األعضاء ذات المعاملة و الحقوق و الحماية المقررة‬
‫لرعاياها و المقيمون إقامة معتادة فيها لكل صاحب حق من الحقوق محل التنظيم و الحماية يتمتع بجنسية‬
‫أي دولة عضو أخرى في المنظمة (م ‪. )3‬‬
‫أما المبدأ الثاني "الــدولة األولى بالرعايــة" فيقصد به أن يتمتع مواطنو كل دولة عضو بالمنظمة‬
‫بذات المزايا أو التفضيالت أو االمتيازات أو الحصانة التي تقررها إحدى الدول األعضاء لمواطني الدولة‬
‫(‪. )20‬‬
‫عضو أخرى في خصوص الموضوعات محل التنظيم بموجب اتفاقية التريبس (م ‪)4‬‬

‫‪ -2‬اإلحالة إلى االتفاقيات المنظمة لحق المؤلف ‪:‬‬


‫في ضوء ما سبق اإلشارة إليه من أن التريبس ال تنظم إال ما تعلق بالتجارة الدولية من جوانب الملكية‬
‫الفكرية ‪ ,‬فلقد أحال نص المادة التاسعة من التريبس إلى اتفاقية برن ملزما البلدان األعضاء بمراعاة‬
‫األحكام التي تنص عليها هذه االتفاقية األخيرة في المواد من ‪ 1‬إلى ‪ 21‬من معاهدة برن ‪ 1971‬و ملحقها‬
‫مع التحفظ بأن البلدان األعضاء بمنظمة التجارة العالمية لن تتمتع بحقوق أو تتحمل بالتزامات فيما يتعلق‬
‫بالحقوق المنصوص عليها في المادة ‪ 6‬مكرر من معاهدة برن أو الحقوق النابعة عنها (‪. )21‬‬

‫اإللتزامات العامة على البلدان األعضاء في االتفاقية ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪) 20(20‬توجد بعض القيود على تطبيق هذه املبادئ العامة ورد النص عليها تفصيال يف املواد سالف اإلشارة إليها‪.‬‬
‫‪) 21(21‬و املادة ‪ 6‬ثانيا تتعلق باحلقوق املعنوية‪ ,‬و هو ما يعين أن اتفاقية الرتيبس ال تتضمن أي حقوق أو التزامات ورد هبا نص هذه املادة واليت‬
‫أتى نصها يف اتفاقية برن على النحو التايل ‪)1(":‬بغض النظر عن احلقوق املالية ‪ ,‬بل و حىت بعد انفصال هذه احلقوق ‪ ,‬فإن املؤلف حيتفظ باحلق يف‬
‫املطالبة بنسبة املصنف إليه ‪ ,‬و باالعرتاض على كل حتريف أو تشويه أو أي تعديل آخر هلذا املصنف أو كل مساس آخر بذات املصنف يكون ضارا‬
‫بشرفه أو بسمعته ‪.‬‬
‫(‪)2‬احلقوق املمنوحة للمؤلف مبقتضى الفقرة (‪ )1‬السابقة تظل حمفوظة بعد وفاته ‪ ,‬وذ لك على األقل إىل حني إنقضاء احلقوق املالية ‪ ,‬و ميارس‬
‫هذه احلقوق األشخاص أو اهليئات املصرح هلا من قبل تشريع الدولة املطلوب توفري احلماية فيها ‪ .‬و مع ذلك ‪ ,‬فإن الدول اليت ال يتضمن تشريعها‬
‫املعمول به ‪ ,‬عند التصديق على هذه االتفاقية أو اإلنضمام إليها ‪ ,‬نصوصا تكفل احلماية بعد وفاة املؤلف لكل احلقوق املنصوص عليها يف الفقرة‬
‫السابقة ‪ ,‬يكون هلا احلق يف النص على أن بعض هذه احلقوق ال حيتفظ هبا بعد وفاة املؤلف ‪.‬‬
‫(‪)3‬وسائل الطعن للمحافظة على احلقوق املقررة يف هذه املادة حيددها تشريع الدولة املطلوب توفري احلماية فيها ‪.‬‬
‫‪WIPO/IP/CAI/04/1‬‬
‫‪- 19 -‬‬

‫كما سبق و قدمنا من أن اتفاقية التريبس قد أتت لتؤكد على دعم حقوق الملكية الفكري‪%%‬ة بم‪%%‬ا ال يعط‪%%‬ل‬
‫الشرعية و ال يعوق التجارة الدولية ‪ ,‬لذلك فقد ورد نص المادة ‪ 41‬من االتفاقية يلزم ال‪%%‬دول األعض‪%%‬اء‬
‫باشتمال قوانينها على إجراءات اإلنفاذ الواردة في االتفاقية بهدف إتخاذ التدابير الفعالة ضد االعتداء على‬
‫‪%‬ارة‬
‫‪%‬ام التج‪%‬‬
‫‪%‬واجز أم‪%‬‬‫‪%‬ة الح‪%‬‬ ‫الحقوق محل الحماية خصوصا الجزاءات السريعة و الرادعة لضمان إزال‪%‬‬
‫المشروعة [م ‪ 61‬أيضا] ‪.‬‬

‫‪%‬ة‬
‫‪%‬ة التكلف‪%‬‬
‫و قد أتى نص هذه المادة بإلزام الدول أيضا بأن تكون تلك اإلجراءات منصفة و عادلة و معتدل‪%‬‬
‫غير مشتملة على حدود زمنية غير معقولة أو ال داعي لها ‪.‬‬

‫‪%‬ائية‬
‫‪%‬ام القض‪%‬‬
‫‪%‬رارات و األحك‪%‬‬‫كذلك و حرصت االتفاقية على االلتزام بمبدأ الشرعية و على أن تكون الق‪%‬‬
‫مسببة و أن يتاح لألطراف فيها اإلطالع على الدفوع و األدلــة و مواجهتها (م ‪.)41/3‬‬
‫و لقد أكدت االتفاقية أن هذا اإللزام ال يعني إجبار الدول على إقامة نظام قض‪%%‬ائي يختل‪%%‬ف عن النظ‪%%‬ام‬
‫الساري فيها [م ‪ ]41/5‬و لكنها استلزمت أن يكون هناك حق لألطراف في اللجوء إلى القضاء بش‪%%‬أن أي‬
‫قرار إداري نهائي [م ‪.]41/4‬‬

‫‪ -4‬اإلجراءات و الجزاءات المدنية و اإلدارية ‪:‬‬


‫وألن االتفاقية حرصت على أن تكون اإلجراءات التي تلتزم الدول بإتخاذها منصفة وعادلة فقد ورد نص‬
‫‪%‬يالت‬
‫‪%‬تمل على تفص‪%‬‬ ‫‪%‬ار مش‪%‬‬ ‫المادة ‪ 42‬صريحا في هذا الشأن مفصال حق المدعي عليهم في تلقي إخط‪%‬‬
‫اإلدعاء و إتاحة تمثيلهم بواسطة محامون مستقلون في ضوء إجراءات غير مرهقة‪ ,‬مع الحق في إثب‪%%‬ات‬
‫الطلبات و تقديم كافة األدلة المتصلة بدعواه أو مطالباته دون تعطيل لإلجراءات (م‪.)43‬‬

‫و ألن االتفاقية إهتمت بضرورة عدم إستخدام البطء اإلداري أو القضائي كع‪%‬ائق للتج‪%‬ارة ‪ ,‬فق‪%‬د نظمت‬
‫أوامر اإلنذار القضائي [م ‪ ]44‬إلتاحة الصالحية للقضاء في أمر أي من األطراف باإلمتناع عن التع‪%%‬دي‬
‫على حقوق الملكية الفكرية ‪.‬‬
‫وأوضحت المواد من ‪ 45‬إلى ‪ 49‬التعويضات و غيرها من الجزاءات المدنية و اإلدارية الواجب إتخاذها‬
‫‪%‬دها ‪,‬‬
‫‪%‬تي تكب‪%‬‬
‫‪%‬روفات ال‪%‬‬ ‫لمنح المعتدى عليه تعويضا مناسبا عما لحق به من الضرر باإلضافة إلى المص‪%‬‬
‫باإلضافة إلى التصرف في السلع أو المنتجات التي تمثل تعديا على الحق‪.‬‬

‫ومع ذلك فقد كفلت أحكام االتفاقية (م‪ )48‬تعويض المدعى عليه عن أي تعسف أو إس‪%%‬اءة في اس‪%%‬تخدام‬
‫إجراءات اإلنفاذ ‪.‬‬

‫‪ -5‬التدابير المؤقتة و التدابير الحدودية ‪:‬‬


‫‪%‬ة على‬
‫‪%‬ت االتفاقي‪%‬‬
‫و في سبيل توفير الحماية العاجلة للحقوق حتى يتم إصدار الحكم النهائي بشأنها حرص‪%‬‬
‫إلزام الدول األعضاء بتوفير ما يلزم لتحقيق إتخاذ إجراءات و تدابير مؤقتة فعالة و عاجلة م‪%%‬ع تحقي‪%%‬ق‬
‫‪%‬ق في‬‫‪%‬تخدام الح‪%‬‬‫التوازن لمصلحة المدعى عليه و ذلك بإلزام المدعى بإيداع كفالة لضمان عدم إساءة إس‪%‬‬
‫‪%‬ة يختص‬‫‪%‬ة معقول‪%‬‬ ‫‪%‬ترة زمني‪%‬‬‫إتخاذ تلك اإلجراءات باإلضافة إلى إلزامه برفع األمر أمام القضاء خالل ف‪%‬‬
‫‪WIPO/IP/CAI/04/1‬‬
‫‪- 20 -‬‬

‫التشريع الوطني بتحديدها و إال إنقضت التدابير الوقتية [المادة (‪ )50‬من إتفاقية التريبس في شأن التدابير‬
‫المؤقتة و المواد (‪ )51‬و حتى المادة (‪ )60‬في شأن التدابير الحدودية]‪.‬‬

‫‪ -6‬إلتزامات الدول األعضاء بشأن إكتساب حقوق الملكية الفكرية ‪:‬‬


‫أجازت االتفاقية (م ‪ )62‬للدول األعضاء أن تشترط إلكتساب حقوق الملكية الفكرية (و من بينها حق‪%%‬وق‬
‫المؤلف و الحقوق المجاورة) إجراءات و شكليات معقولة تتسق و أحكام االتفاقية مع ضمان أن يكون ذلك‬
‫خالل مدة زمنية معقولة و أن يكون إشتراط هذه اإلجراءات و الشكليات خاض‪%%‬عا إلج‪%%‬راءات اإللغ‪%%‬اء‬
‫‪%‬تي‬‫‪%‬ة ال‪%‬‬
‫اإلداري و اإلجراءات التي تؤثر في عدة أطراف كاإلعتراض و اإلبطال و اإللغاء للمبادئ العام‪%‬‬
‫ورد عليها النص في مادة (‪ 41‬الفقرتين ‪ , )3 , 2‬و يقصد من ذلك عرض القرارات اإلدارية و التي‬
‫يفضل أن تكون مكتوبة و مسببة على سلطة قضائية لتمكين األطراف من ع‪%%‬رض و جه‪%%‬ة نظ‪%%‬رهم و‬
‫إخضاع القرارات لمراجعة القضاء العادل المنصف ‪.‬‬

‫‪ -7‬منع المنازعات و تسويتها ‪:‬‬


‫‪%‬ع‬
‫‪%‬أن من‪%‬‬ ‫‪%‬اورة بش‪%‬‬ ‫أخيرا فقد وضعت إتفاقية التريبس أحكاما عامة تغطي حقوق المؤلفين و الحقوق المج‪%‬‬
‫المنازعات و تسويتها و ألزمت بها الدول األعضاء ‪.‬‬
‫و من أهم هذه األحكام اإللزام بنشر التشريعات (و اللوائح و األحكام القضائية و القرارات اإلدارية النهائية‬
‫و اإلتفاقيات الدولية النافذة )(م ‪ , )63/1‬و بإخطار مجلس الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكي‪%%‬ة‬
‫الفكرية بها (م ‪. )63/2‬‬

‫و كذلك فقد ألزمت االتفاقية (م ‪ )63/3‬البلدان األعضاء باإلستعداد لتقديم المعلومات بش‪%%‬أن الق‪%%‬وانين و‬
‫‪%‬اء‬
‫‪%‬دول األعض‪%‬‬ ‫‪%‬ا إلى ال‪%‬‬
‫اللوائح و األحكام القضائية و القرارات اإلدارية و اإلتفاقات سالف اإلشارة إليه‪%‬‬
‫األخرى التي تقدم بذلك طلبا مكتوبا (م ‪ )63/3‬طالما أن هذه المعلومات ليست سرية و ال يؤدي اإلفصاح‬
‫عنها إلى عرقلة إنفاذ القوانين أو اإلضرار بالمصالح المشروعة ‪.‬‬
‫‪%‬وية‬
‫‪%‬تي تحكم تس‪%‬‬ ‫‪%‬راءات ال‪%‬‬ ‫ومن جهة أخرى فقد ألزمت االتفاقية الدول األعضاء بإحترام القواعد واإلج‪%‬‬
‫‪%‬تي‬
‫‪%‬د ال‪%‬‬‫المنازعات من خالل جهاز متخصص في ذلك تابع لمنظمة التجارة العالمية (التفاهم بشأن القواع‪%‬‬
‫تحكم تسوية المنازعات ملحق رقم ‪ )2‬و ذلك دون إخالل بالمادة ‪ 64‬من إتفاقية التريبس ‪.‬‬
‫‪%‬لبيات‬
‫والحقيقة أن الهدف من قواعد تسوية المنازعات التي نصت عليها االتفاقية هو مواجهة معوقات وس‪%‬‬
‫‪%‬دات‬
‫‪%‬يز بالتعقي‪%‬‬
‫النظام القديم و الذي كان يقتضي عرض األمر على محكمة العدل الدولية و الذي كان يتم‪%‬‬
‫الشديدة ‪.‬‬

‫‪ -8‬المعايير المتعلقة بتوفير حقوق الملكية الفكرية و نطاقها و استخدامها فيما يخص حقوق المؤلف و‬
‫الحقوق المتعلقة بها ‪:‬‬
‫تضمنت اتفاقية التريبس اعتمادا ألهم ما انتهت إليه النتائج التي توصلت إليها منظمة الوايبو فيما عرف‬
‫بفترة التنمية الموجهة و بصفة خاصة فيما يتعلق بحماية قواعد البيانات و برامج الحاسب اآللي و فيما‬
‫يتعلق بالتأجير ‪.‬‬

‫‪:8/1‬حماية برامج الحاسب اآللي و قواعد البيانات ‪:‬‬


‫‪WIPO/IP/CAI/04/1‬‬
‫‪- 21 -‬‬

‫ورد نص المادة العاشرة ‪ 1/‬من اتفاقية التريبس ببسط الحماية على برامج الحاسب اآللي (الكمبيوتر)‬
‫سواء أكانت بلغة المصدر أو بلغة اآللة بالحماية باعتبارها من األعمال األدبية التي تنبسط عليها الحماية‬
‫بموجب اتفاقية برن ‪. 1971‬‬
‫كذلك فقد نصت المادة ‪ 10/2‬على أن تتمتع بالحماية أيضا البيانات المجمعة أو المواد األخرى سواء‬
‫أكانت في شكل مقروء آليا أو أي شكل آخر ‪ ,‬إذا كانت تشكل خلقا فكريا نتيجة انتقاء أو ترتيب محتوياتها ‪,‬‬
‫مع التحفظ بأن هذه الحماية ال تشمل البيانات أو المواد في حد ذاتها مع عدم اإلخالل بحقوق المؤلفين‬
‫المتعلقة بهذه البيانات أو المواد ‪.‬‬

‫‪ : 8/2‬حقوق التأجير ‪:‬‬


‫ألزمت المادة (‪ )11‬من االتفاقية البلدان األعضاء بالمنظمة ‪ WTO‬لمنح المؤلفين و ورثتهم حق إجازة أو‬
‫حظر تأجير أعمالهم األصلية المتمتعة بحقوق الطبع أو النسخ المنتجة عنها تأجيرا تجاريا للجمهور‪ .‬و‬
‫استثنت االتفاقية من ذلك األعمال السينمائية ما لم يكن تأجيرها قد أدى إلى انتشار نسخها بما يلحق ضررا‬
‫ماديا بالحق المطلق في اإلستنساخ الممنوع في تشريع البلد العضو للمؤلفين أو خلفائهم ‪.‬‬
‫و باإلضافة إلى ما تقدم فقد قيدت االتفاقية حق اإلجازة أو الحظر على التأجير فيما يتعلق ببرامج الحاسب‬
‫اآللي حينما ال يكون البرنامج نفسه الموضوع األساسي للتأجير ‪.‬‬

‫‪ : 8/3‬مدة الحماية ‪:‬‬


‫ورد نص المادة ‪ 12‬من اتفاقية التريبس بأنه ‪":‬عند حساب مدة حماية عمل من األعمال ‪-‬خالف األعمال‬
‫الفوتوغرافية أو األعمال الفنية التطبيقية ‪ -‬على أساس آخر غير مدة حياة الشخص الطبيعي‪ ,‬ال تقل هذه‬
‫المدة عن ‪ 50‬سنة اعتبارا من نهاية السنة التقويمية التي أجيز فيها نشر تلك األعمال‪ ,‬أو في حالة عدم‬
‫وجود ترخيص بالنشر في غضون ‪ 50‬سنة اعتبارا من إنتاج العمل المعني‪ ,‬تكون مدة الحماية ‪ 50‬سنة‬
‫(‪.)22‬‬
‫اعتبارا من نهاية السنة التقويمية التي تم فيها إنتاجه"‬

‫‪ : 4/ 8‬الضابط الرئيسي للقيود و اإلستثناءات ‪:‬‬


‫ورد نص المادة (‪ )13‬من التريبس بوضع ضابط و معيار أساسي تلتزم به البلدان األعضاء عند وضع‬
‫القيود أو اإلستثناءات على الحقوق المطلقة ‪ ,‬و ذلك بأن يتم قصر هذه القيود و اإلستثناءات على حاالت‬
‫خاصة معينة ال تتعارض مع االستخدام العادي للعمل الفني و ال تلحق ضررا غير معقول بالمصالح‬
‫المشروعة لصاحب الحق فيه ‪.‬‬

‫القسم الثاني‬
‫الحقوق المجاورة لحق المؤلف‬

‫‪%‬رورة‬ ‫تعرضنا فيما سبق لطبيعة حق المؤلف و محل هذا الحق و بينا حتمية إتسامه بطابع الجــدة و ض‪%‬‬
‫كونه مبتكرا بحيث ينتج المؤلف شيئا جديدا من نتاج ذهنه و من إبتكاره ‪.‬‬
‫ويترتب للمؤلف بناء على ذلك عددا من الحقوق تتسم بالخصوصية تتصف بصفات خاصة و ينشأ بالتبعية‬
‫لهذا اإلنتاج –أو إستغالله‪ -‬دور لعدد غير قليل من األشخاص يكون شبيها بحقوق المؤلف إلى حد ما إال‬
‫‪)22(22‬بالرجوع إىل‪:‬املادة ‪ 7/4‬من اتفاقية برن جند أن للدول األعضاء يف اتفاقية برن حتديد مدة احلماية املقررة للمصنفات الفوتوغرافية و‬
‫مصنفات الفن التطبيقي مبا ال يقل عن ‪ 25‬سنة ميالدية يبدأ حساهبا من تاريخ إجناز املصنف ‪.‬‬
‫‪WIPO/IP/CAI/04/1‬‬
‫‪- 22 -‬‬

‫أنه يتسم بطابع خاص ال يتفق و إمكان إعتباره من حقوق المؤلف حيث يقتصر عادة دور هؤالء‬
‫األشخاص على أداء المصنف المكتوب أو تمثيله أو تالوته و بثه أو تسجيله ‪ .‬غير أن ذلك ال يعني التقليل‬
‫من أهمية دور هؤالء األشخاص بالنسبة للمصنف حيث أن دورهم يرتبط ارتباطا وثيقا بالمصنف و يؤدي‬
‫إلى إعطائه قيمة إضافية لم تكن ليكتسبها دون هذا الدور ‪.‬‬

‫و نظرا ألن عمل هؤالء األشخاص وهو ذو طبيعة خاصة –كما ذكرنا‪ -‬يفتقد لبعض العناصر الالزمة‬
‫إلمكان إعتبار الحقوق الواردة عليها من حقوق المؤلف ‪ ,‬فقد شملته التشريعات بحماية خاصة إعماال‬
‫لقواعد العدالة و إعتــرافا بحقوق هؤالء األشخاص ‪ ,‬و أطلق على هذه الحقوق "الحقوق المجاورة لحق‬
‫المؤلف"‪.‬‬

‫تعريف الحقوق المحاورة لحق المؤلف ‪:‬‬


‫الحقوق المحاورة لحقوق المؤلف ‪ :‬هي الحقوق الخاصة باألشخاص الذين تدور أعمالهم في فلك إستغالل‬
‫المصنف األدبي أو الفني و المترتبة لهم بناء على الدور الذي نفذوه فيه ‪.‬‬
‫و قد كانت هذه األدوار في الماضي ال تعدو كونها خدمة يؤديها الفنان أو الشخص و تنتهي بتمام تنفيذ‬
‫الدور المناط به تنفيذه ‪ .‬إال أنه بالنظر للتطور التقني الرهيب في إمكانيات التسجيل ووسائل اإلذاعة‬
‫الالسلكية و ظهور التوابع الصناعية ‪ ,‬فقد أصبح من المستحيل إعتبار دور هؤالء األشخاص منتهيا‬
‫بمجرد إنتهائهم من أداء أدوارهم حيث يمكن تسجيل هذا األداء و بثه عدة آالف المرات ‪.‬‬

‫و في إطار ما تقدم فإنه قد أصبح من المنطقي أن يمتلك هؤالء األشخاص حق تقرير البث أو التسجيل أو‬
‫أي منهما‪ ,‬دون أن تصل حقوقهم إلى مثيلتها المقـررة للمؤلف ذاته ‪.‬‬
‫و بالفعل فقد قررت التشريعات المختلفة حقوقا لهؤالء األشخاص كل حسب الدور الذي قام به‪ ,‬وفيما يلي‬
‫نعرف بأصحاب هذه الحقوق و نوضح حقــوق كل منهم ‪.‬‬

‫تقسيم ‪:‬‬
‫أنواع الحقوق المجاورة ‪:‬‬
‫‪ -1‬حقوق المؤدون‬
‫‪-2‬حقوق منتجو التسجيالت الصوتية‬
‫‪ -3‬حقوق هيئات اإلذاعة ‪.‬‬

‫‪ -1‬المؤدون ‪ :‬فنانو األداء ‪:‬‬


‫التعريف بالمصطلح ‪:‬‬
‫ورد في إتفاقية روما (‪ )1961‬أن فناني اآلداء هم الممثلون و المغنون و الموس‪%%‬يقيون و الراقص‪%%‬ون و‬
‫غيرهم من األشخاص الذين يمثلون أو يغنون أو يلقون أو ينشدون أو يعزفون مصنفات أدبية أو فني‪%%‬ة أو‬
‫يؤدونها بصورة أو بأخرى (م ‪/3‬أ ) ‪.‬‬
‫ولقد أكدت اإلتفاقيات الدولية المتتالية في هذا الشأن شمول هؤالء الفنانين بالحماية ‪ ,‬و من ذلك ما وردت‬
‫به نصوص إتفاقية الوايبو ‪ 1996‬بشأن األداء و التسجيل الصوتي متفقة مع ما وردت به نصوص إتفاقية‬
‫روما سالفة الذكر ‪.‬‬
‫‪WIPO/IP/CAI/04/1‬‬
‫‪- 23 -‬‬

‫على أن نصوص إتفاقية الوايبو أضافت إلى المشمولين بالحماية و السابق تعدادهم على نحو ما وردت به‬
‫نصوص إتفاقية روما ‪ ,‬كل من يقومون بأوجه من التعبير الفلكلوري و إعتبرتهم بالتالي من فناني األداء ‪.‬‬

‫الحقوق محل الحماية لفنانو اآلداء ‪:‬‬


‫كما هو الشأن بالنسبة لحقوق المؤلف ‪ ,‬فإن حقوق المؤدي تنقسم إلى قسمين ‪ ,‬القسم األول منها يتعلق‬
‫بحقوقه األدبية على اآلداء ذاته ‪ ,‬أما القسم الثاني فيتصل بالحقوق المالية المتعلقة باستغالل هذا اآلداء على‬
‫النحو الذي يحقق المصالح المادية لصاحبه ‪ .‬و ندرس ذلك فيما يلي ‪.‬‬

‫أ‪ -‬الحقوق األدبية لفناني األداء ‪:‬‬


‫تتمثل الحقوق األدبية لفنان األداء في الحق في نسبة أدائه إليه ‪ ,‬و كذلك الحق في منع أي تغيير أو تشويه‬
‫ألدائه سواء في ذلك ما يتعلق بأدائه السمعي الحي أو أدائه المثبت في تسجيل صوتي ‪.‬‬

‫و بالرغم من بديهية ثبوت هذا الحق للمؤدين إال أن نصوص إتفاقية روما لعام ‪ 1961‬لم أو التريبس لم‬
‫ترد بها ‪ ,‬و إنما جاء النص عليها في إتفاقية الوايبو لعام ‪ 1996‬و ذلك فيما ورد به نص المادة ‪ . 5/1‬و‬
‫قد ورد نص هذه المادة األخيرة على أن تكون مدة هذه الحقوق ممتدة بعد وفاة الفنان و إلى حين إنقضاء‬
‫الحقوق المالية على األقل ‪.‬‬

‫ب‪ -‬الحقوق المالية لفنانو األداء ‪:‬‬


‫يتمتع فنانو األداء بعدد من الحقوق اإلستئثارية سواء كان ذلك بالنسبة ألوجه أدائهم المثبتة أو الغير‬
‫المثبتة‪.‬‬
‫و قد جاء النص على هذه الحقوق في جميع المعاهدات الدولية ‪ ,‬و نبين هذه الحقوق فيما يلي ‪:‬‬

‫ب‪ -1/‬الحقوق المالية بالنسبة ألوجه األداء غير المثبتة ‪:‬‬


‫تتمثل هذه الحقوق في إمكانية منع ما يلي ‪:‬‬
‫ب‪ -1/1/‬منع إذاعة األداء أو نقله للجمهور دون موافقة الفنان شريطة كونه لم يسبق إذاعته‬
‫ب‪ - 1/2 /‬منع تثبيت أدائهم غير المثبت دون موافقتهم ‪.‬‬
‫* و قد نصت إتفاقية روما على هذه الحقوق في المادة ‪/7/1‬أ‪-‬ب ‪.‬‬
‫* و كذلك نصت عليها إتفاقية التريبس في المادة ‪. 14/1‬‬
‫* و نصت عليها إتفاقية الوايبو فيما ورد به نص المادة ‪. 6‬‬

‫ب‪ -2/‬الحقوق المالية بالنسبة ألوجه األداء المثبتة ‪:‬‬


‫هي حقوق فنانو األداء اإلستئثارية في التصريح باإلستنساخ أو التوزيع أو التأجير أو إتاحة األداء المثبت ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬اإلستنساخ ‪:‬‬


‫المقصود باإلستنساخ هو عمل نسخ من األداء المثبت ‪ ,‬و على ذلك يعد من قبيل اإلعتداء على هذه‬
‫الحقوق القيام بنسخ األداء دون موافقة الفنان المؤدي ‪.‬‬
‫و لقد اعتبرت إتفاقية روما من قبيل اإلستنساخ المحظور ما يلي ‪( :‬م ‪/7‬ج)‬
‫‪ -1‬حالة ما إذا أجري التثبيت األصلي نفسه دون موافقة فناني األداء ‪.‬‬
‫‪WIPO/IP/CAI/04/1‬‬
‫‪- 24 -‬‬

‫‪-2‬حالة ما إذا أجري اإلستنساخ لغير األغراض التي وافق عليها فنان األداء ‪.‬‬
‫‪ -3‬حالة ما إذا أجري التثبيت األصلي وفقا ألحكام المادة ‪ 15‬و جرى استنساخه ألغراض تختلف عن‬
‫تلك المشار إليها في تلك األحكام (اإلنتفاع الخاص – اإلنتفاع بمقتطفات قصيرة للتعليق على األحداث‬
‫الجارية أو التثبيت المؤقت الذي تجريه هيئة إذاعة بوسائلها الخاصة لإلنتفاع به في برامجها اإلذاعية –‬
‫اإلنتفاع المقصور على أغراض البحث العلمي )‬

‫‪ -‬كذلك فلقد وردت نصوص إتفاقية التريبس على حق المؤدين في منع عمل نسخ من التسجيالت دون‬
‫ترخيص منهم (م‪. )14/1‬‬

‫‪-‬و جاءت في ذات التوجه و بذات الحق نصوص معاهدة الويبو حيث ورد نص المادة السابعة من هذه‬
‫اإلتفاقية بـأنه " تمتع فنانو األداء بالحق اإلستئثاري في التصريح باإلستنساخ المباشر أو غير المباشر‬
‫ألوجه أدائهم المثبتة في تسجيالت صوتية بأي طريقة أو أي شكل كان " ‪.‬‬

‫‪ -‬و مما ال شك فيه أن للفنان الموافقة الالحقة على اإلستغالل الذي تم بداءة من غير استئذانه ‪.‬‬

‫‪ -‬و بالرغم من أن حق فنان األداء ثابت بالضرورة و إعماال للمبادئ العامة في القانون ‪ ,‬إال أن المادة‬
‫‪ 19‬من إتفاقية روما أرادت أن تقيد من ذلك الحق حينما تتعارض طبيعة العمل الفني مع اإلبقاء عليه ‪,‬‬
‫لذلك فلقد ورد نصها بشأن وقف إعمال الحماية المقررة لحقوق فناني األداء و المنصوص عليها بالمادة ‪7‬‬
‫منها بمجرد موافقة فنان األداء على إدراج أدائه في تثبيت بصري أو سمعي بصري ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬حق التوزيع ‪:‬‬


‫المقصود بحق التوزيع هو حق فنانو األداء اإلستئثاري في التصريح بإتاحة أي نسخة عن أوجه أدائهم‬
‫المثبتة في تسجيالت صوتية و ذلك بنقل ملكيتها بأية طريقة ‪.‬‬

‫و بينما لم يرد النص علي ذلك الحق إتفاقية روما أو تريبس ‪ ,‬فلقد نصت عليه إتفاقية الوايبو في المادة‬
‫الثامنة منها‪.‬‬
‫و جدير بالذكر أن المعاهدة (الوايبو) تركت لألطراف المتعاقدة حرية تحديد شروط استنفاذ الحق‬
‫االستئثاري في التصريح بإتاحة النسخة األصلية أو غيرها من النسخ عن األداء المثبت أو نقل ملكيتها‬
‫بطريقة أخرى للمرة األولى بتصريح فنان األداء ‪.‬‬

‫ثالثا ‪:‬حق التأجير ‪:‬‬


‫و هو حق فنان األداء اإلستئثاري في التصريح بتأجير أي نسخة من أوجه أدائه المثبتة في تسجيالت‬
‫صوتية للجمهور ألغراض تجارية ‪ ,‬حتى بعد توزيعها بمعرفة فنان األداء أو بتصريح منه ‪.‬‬
‫و بالنظر إلى خلو إتفاقية روما للتسجيالت الصوتية من تحديد لهذا الحق ‪ ,‬فقد ورد في إتفاقية الوايبو (‬
‫‪ )1996‬نص المادة التاسعة ‪/‬فقرة أولى بتقرير الحق اإلستئثاري للمؤدي في التأجير ‪.‬‬
‫‪WIPO/IP/CAI/04/1‬‬
‫‪- 25 -‬‬

‫و لقد أجازت إتفاقية الوايبو للدول األعضاء التي كانت في تاريخ ‪ 15/4/1991‬و ال تزال تطبق نظاما‬
‫يكفل مكافأة عادلة لفنان األداء مقابل تأجير نسخ عن أوجه أدائه المثبتة ‪ ,‬أن تستمر في تطبيقه شريطة أال‬
‫يلحق ذلك ضررا بفنان األداء في حقوقه اإلستئثارية في اإلستنساخ ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬حق إتاحة األداء المثبت ‪:‬‬


‫لم يرد في التريبس أو في إتفاقية روما أي تعريف لحق إتاحة األداء المثبت ‪ ,‬مما أثار جدال حول تحديد‬
‫ماهية هذا الحق ‪.‬‬

‫لذلك فقد ورد نص المادة العاشرة من إتفاقية الوايبو التي اعتمدها المؤتمر الدبلوماسي في ‪ 20‬ديسمبر‬
‫‪ 1996‬بأن حق إتاحة األداء المثبت هو "حق استئثاري" لفنان األداء في التصريح بإتاحة أوجه أدائه‬
‫المثبتة في تسجيالت صوتية للجمهور بوسائل سلكية أو ال سلكية بما بمن أفراد من الجمهور من اإلطالع‬
‫عليها من مكان و في وقت يختارهما الواحد منهم بنفسه "‬

‫‪ -2‬منتجو التسجيالت الصوتية ‪:‬‬


‫تعريف منتج التسجيل الصوتي ‪ :‬هو الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي يقوم بتثبيت األصوات أو األداء‬
‫أو غير ذلك من األصوات ألول مرة ‪.‬‬
‫ويتمتع منتجو التسجيالت الصوتية بعدد من الحقوق المالية اإلستئثارية التي تمنع من إستغالل تسجيالتهم‬
‫أو إتاحتها علنيا دون موافقة منهم ‪.‬‬

‫موقف إتفاقية روما ‪ :‬أعطت إتفاقية روما في المادة ‪ 10‬لمنتجي التسجيالت الصوتية حقا إستئثاريا في‬
‫شأن اإلستنساخ ‪ ,‬فللمنتج أن يصرح أو يحظر إستنساخ التسجيل ‪.‬‬

‫و أوجبت اإلتفاقية على من ينتفع بالتسجيل الصوتي المنشور ألغراض تجارية أو نسخة إلذاعته أو نقله‬
‫للجمهور أن يدفع مكافأة عادلة للفنان أو منتج التسجيالت أو كليهما ‪.‬‬

‫كذلك أعطت إتفاقية تريبس أيضا منتجو التسجيالت الصوتية حق إجازة النسخ المباشر أو غير المباشر‬
‫لتسجيالتهم الصوتية أو منعه (‪ )14/2‬و حق إجازة حظر التأجير ‪.‬‬

‫وفي اتفاقية الوايبو فقد قسمت الحقوق المخولة لمنتج التسجيالت إلى حق اإلستنساخ و التوزيع و التأجير و‬
‫اإلتاحة ‪ ,‬و أعطيت للمنتج جميع هذه الحقوق بصورة إستئثارية ‪ ,‬و بذلك فلم تختلف عن حقوق فناني‬
‫األداء ‪.‬‬
‫كذلك فقد قررت إتفاقية الوايبو حق لفناني األداء و منتجي التسجيالت الصوتية في مكافأة عادلة واحدة‬
‫مقابل اإلنتفاع بالمصنف و اعتبرت التسجيالت الصوتية المتاحة بحيث يمكن ألي فرد من الجمهور‬
‫اإلطالع عليها في المكان و الزمان الذي يريده كما لو كانت نشرت ألغراض تجارية ‪.‬‬
‫‪WIPO/IP/CAI/04/1‬‬
‫‪- 26 -‬‬

‫مدة الحماية الممنوحة لفناني األداء و منتجي التسجيالت الصوتية‬


‫وردت نصوص إتفاقية تريبس بأن تكون فترة الحماية ‪ 50‬سنة على األقل تبدأ إعتبارا من السنة التقويمية‬
‫التي تم فيها التسجيل األصلي أو حدث فيها األداء ‪.‬‬

‫وأعطت إتفاقية الوايبو حماية لمدة ‪ 50‬سنة على األقل لفناني األداء تبدأ أيضا من نهاية السنة التي تم فيها‬
‫تثبيت األداء ‪.‬‬

‫أما منتجي التسجيالت الصوتية فقد فرقت اإلتفاقية بين حالة النشر أو عدم النشر ففي الحالة الثانية تبدأ‬
‫الخمسين سنة من تاريخ التثبيت أما إذا تم النشر تبدأ المدة من السنة التالية للنشر ‪.‬‬

‫‪ -3‬هيئات اإلذاعة‪:‬‬
‫نصت اتفاقية روما (م ‪ )13‬على حدود دنيا لهيئات اإلذاعة تجعل لها الحق في أن تصر أو تحظر إعادة‬
‫بث برامجها اإلذاعية أو تثبيتها أو استنساخ ما تم تثبيته من برامجها دون موافقتها أو استنساخ ما تم من‬
‫تثبيتات برامجها طبقا لإلستثناءات المباحة و ذلك بغرض استخدامها في أغراض أخرى غير تلك‬
‫اإلستثناءات ‪.‬‬
‫و كذلك حق التصريح أو الحظر بالنسبة لنقل برامجها التليفزيونية إلى الجمهور إذا جرى ذلك في أماكن‬
‫متاحة للجمهور لقاء رسوم دخول ‪.‬‬
‫و في إتفاقية تريبس أعطت هذه اإلتفاقية (م‪ )14/3‬خيارا للدول األعضاء في أن تمنح الحقوق لهيئات‬
‫اإلذاعة أو مالك حقوق المؤلف مع مراعاة أحكام معاهدة برن ‪ ,‬و هذه الحقوق هي ‪:‬‬
‫التصريح أو حظر تسجيل البرامج اإلذاعية و عمل نسخ من التسجيالت و إعادة البث عبر الوسائل‬
‫الالسلكية و نقلها بالتليفزيون و مدة الحماية في التريبس ‪ 20‬سنة من نهاية سنة البث كحد أدنى ‪.‬‬

‫[نهاية الوثيقة]‬

You might also like