Professional Documents
Culture Documents
Wipo Ip Cai 04 1
Wipo Ip Cai 04 1
Wipo Ip Cai 04 1
WIPO/IP/CAI/04/1
األصل :بالعربية
التاريخ 8/2004/- :
/conversion/tmp/activity_task_scratch/749506245.doc
)(NA
WIPO/IP/CAI/04/1
-2-
القسم األول
حق المؤلف
الفصل األول
طبيعة حقوق المؤلف
%ة
أثارت طبيعة حقوق المؤلف جدال بين الفقهاء بالنظر إلى أن هذا الحق يحتوي عنصرين يبدوان و للوهل%
%د أن%ا نج%األولى متعارضين و هما الحق المالي والحق األدبي .و من منطلق هذا الخالف الفقهي فإنن%
بعض الفقهاء قد ذهب إلى أن حق المؤلف يعد من الحقوق الشخصية بينما ذهب البعض اآلخر إلى اعتباره
حق ملكية ,بينما اتجه فريق آخر من الفقه إلى اعتباره ذو طبيعة مختلطة .
النظرية األولى
اعتبار حق المؤلف من الحقوق الشخصية
النظرية الثانية
" اعتبار حق المؤلف حق ملكية "
و لقد استهدفت هذه النظرية تحقيق ذات الحماية و االحترام المقرران لحق الملكية لذلك الحق الجديد "
حق المؤلف " .لذلك فقد قيل بحق أن " نتاج الذهن ملكية مقدسة" .
على أنه و بالنظر إلى اختالف طبيعة محل حق المؤلف عن الطبيعة المادية لألشياء التي تعد محال لحق
الملكية التقليدي ,فقد ذهب بعض الفقه إلى أن ملكية حق المؤلف ملكية خاصة تتطلب تنظيما خاصا
يختلف عن التنظيم القانوني المطبق على ملكية األشياء المادية.
و بالرغم من أن بعض أنصار نظرية الملكية يرون أن االعتراف بالحق األدبي -
وهو الحق الذي ال ينفصل عن شخص المؤلف – يستلزم تطبيق قواعد خاصة بهذا النوع من أنواع حقوق
الملكية ,إال أن هذا الرأي قد انتقد على أساس أنه يؤدى إلى تشويه حق المؤلف و يعوق تحقيق الهدف منه
.لذلك يتجه الناقدون لهذه النظرية إلى أنه و بالنظر إلى أن الفرق األساسي بين حق الملكية و حق المؤلف
يكمن في طبيعة الحق ذاتها ,لذلك فإنه يجب القبول بأن لحق المؤلف خصائص خاصة بسبب العمل الذي
يرد عليه ,و بالتالي ال تقوم الحاجة إلى إدراجه في نطاق حق الملكية .
و لعل النقد السابق هو الذي دفع المشرع في مصر إلى العدول عما ورد به نص المادة 12من التقنين
المدني القديم و الذي جاء بأن حق المؤلف " حق ملكية " ,لذلك فقد ورد نص المادة 86من التقنين
المدني الحالي بأن " :الحقوق التي ترد على أشياء غير مادية تنظمها قوانين خاصة ".
النظرية الثالثة
نظرية حقوق الملكية الفكرية
واحد يخلط بين هذين النوعين من الحقوق اللذين و إن اتفقا في بعض الجوانب فإنهما يختلفان في جوانب
أخرى .
النظرية الراجحة
نظرية ازدواج طبيعة حق المؤلف
و هكذا فإنه و استنادا إلى حق المؤلف المالي فإن المؤلف يتمتع بحق مانع استئثاري يتصل بسلطته في
طبع ونشر مصنفه – الذي ال يمكن أن ينشر دون رضائه – وهو ما يخوله الحصول على المنافع المالية
المترتبة على ذلك االستغالل .و لما كان هذا ا الحق ذو طابع مالي فإنه يكون قابال للتنازل عنه أثناء حياة
المؤلف كما أنه ينتقل إلى ورثته بعد وفاته .
أما الحق اآلخر الذي يتمتع به المؤلف فهو الحق األدبي و الذي يتضمن االمتيازات ذات الطبيعة الشخصية
و األدبية.
و في هذا الصدد يفرق بعض أنصار هذه النظرية" بين المؤلف الذي يتنازل عن بعض الطبعات من
مصنفه وذلك الذي يتنازل تنازال كامال عن حقه على المصنف :ففي الفرض األول يبقى المؤلف
مسيطرا على المصنف بما يمكنه من تعديله أو حتى تدميره .أما في الفرض الثاني فإن المؤلف ال يحق
له تعديل أو تدمير مصنفه .
أما بالنسبة لما تبنته هذه النظرية من إتاحة استمرار الحق األدبي لصالح الورثة بعد وفاة المؤلف ,فإن هذا
التصور قد يسمح للورثة بتشويه المصنف مما يشكل اعتداءا على الحق األدبي للمؤلف و بالتالي إهدار
جوهر هذا الحق و الذي تعد وظيفته األساسية الدفاع عن شخصية المؤلف من خالل حماية المضمون
األدبي للمصنف .
ويترتب على هذا أن أهم خصائص الحق األدبي للمؤلف تتركز في الدوام وعدم القابلية للتصرف ,وذلك
استنادا إلى أن هذا الحق يتعلق باالحترام الواجب لشخص اإلنسان ,و لقد رفضت هذه النظرية تشبيه حق
المؤلف بالملكية .لذلك فإن التزام الناشر باحترام اسم المؤلف ينجم عن "حق األبوة على المصنف" .كذلك
فإن الحق األدبي يرتبط به "الحق في احترام المصنف" بما يؤدي إلى عدم إمكان قيام الناشر بتعديل
المصنف بالحذف أو باإلضافة أو بأي تشويه آخر.
وحيث أيد القضاء الفرنسي حماية حق المؤلف ضد كل تشويه أو تحريف ,فإن الفضل يرجع لمحكمة
النقض الفرنسية في ظهور نظرية االزدواج في مجال حق المؤلف ,حيث أنها اعترفت باالزدواج
واستقرت على االعتراف به في جميع أحكامها .لهذا و في حكمها الشهير "دعوى لكوك" والسالف اإلشارة
إليها ,صدر حكم محكمة النقض الفرنسية بعد تحليل عميق ودقيق لطبيعة حق المؤلف بتأييد ازدواج حق
المؤلف.
الفصل الثاني
شروط حماية حقوق أصحاب المصنفات
حتى يمكن لصاحب أي عمل أدبي أو فني أو علمي أن يدعي بأنه مالك لمصنف محل حماية قانونية
وتتقرر له بموجب القانون حقوقا أدبية و مالية مرتبطة بملكيته لهذا المصنف ,فال بد أن يتمتع العمل الذي
يقوم به الشخص بوصف المصنف وفقا للتحديد و الشروط التي ينظمها القانون .وفي هذا الصدد وبهدف
اإليضاح ومنع اللبس فإنه يلزم تحديد األثر القانوني المترتب على اإلجراءات الشكلية كاإليداع وتسجيل
المصنفات الذي قد يتصور البعض أنه شرط من شروط تقرير الحق وإضفاء الحماية على المصنفات .و
نتناول في هذا الفصل هاتين المسألتين على التوالي.
WIPO/IP/CAI/04/1
-6-
المبحث األول
الشروط الالزمة لتمتع اإلعمال الفنية و األدبية بوصف المصنف محل الحماية القانونية
استقرت التشريعات المقارنة و وردت االتفاقيات الدولية على استبعاد مجرد األفكار واإلجراءات وأساليب
العمل و المفاهيم الرياضية من مجال المصنفات محل الحماية القانونية بموجب تشريعات حماية حق
المؤلف(, )1و هو ما يوجب تحديد المقصود بالمصنف (الفرع األول) .و باإلضافة إلى هذا فإن حماية
النتاج الذهني ألحد األشخاص تقتضي وضع ضابط للمقصود بذلك حتى يمكن إضفاء الحماية على العمل
الذي يتميز بما بذله أحد األشخاص من جهد و ما حققه من إضافة في مجال من مجاالت الفنون أو اآلداب
أو العلوم (الفرع الثاني).
الفرع األول
اشتراط أن يكون العمل من إنتاج الذهن أيا ما كانت طريقة التعبير عنه
من أجل تحديد المقصود بالمصنف فإن التشريعات و اإلتفاقيات الدولية تضع ضابطا عاما لألعمال التي
تعتبر من قبيل المصنفات و تلحق عادة بذلك بعض األمثلة التي توضح هذا الضابط .
لذلك فقد ورد في الفقرة األولى من المادة الثانية من إتفاقية برن أنه تشمل عبارة المصنفات األدبية و
الفنية ":كل إنتاج في المجال األدبي و العلمي و الفني أيا كانت طريقة أو شكل التعبير عنه".
ويبين من هذه التعريفات أن الشرط األساسي و الضابط الرئيسي للتمييز بين المصنفات محل الحماية
وغيرها هو أن تكون هذه المصنفات من إنتاج الذهن في أي من المجاالت األدبية أو العلمية أو الفنية,
وذلك بغض المنظر عن الشكل الذي تم التعبير من خالله عن هذا اإلنتاج أو طريقته .
على أنه و بالنظر إلى اتساع نطاق هذا الشرط و عموميته فإن التشريعات الوطنية و اإلتفاقيات الدولية
تضع تعددا باألمثلة األكثر انتشارا و معلومية للمصنفات محل الحماية حتى ال يثور الشك أو اللبس في
شأن مدى إنطباق هذا الشرط عليها .
لذلك فقد أوردت الفقرة األولى من المادة الثانية من إتفاقية برن األمثلة التالية على المصنفات المتمتعة
بالحماية" :الكتب والكتيبات وغيرها من المحررات ,والمحاضرات والخطب والمواعظ واألعمال األخرى
التي تتسم بنفس الطبيعة ,والمصنفات المسرحية أو المسرحيات الموسيقية ,والمصنفات التي تؤدى
بحركات أو خطوات فنية والتمثيليات اإليمائية ,والمؤلفات الموسيقية سواء اقترنت باأللفاظ أم لم تقترن
بها ,والمصنفات السينمائية ويقاس عليها المصنفات التي يعبر عنها بأسلوب مماثل لألسلوب السينمائي,
والمصنفات الخاصة بالرسم وبالتصوير بالخطوط أو باأللوان وبالعمارة وبالنحت وبالحفر وبالطباعة على
الحجر ,والمصنفات الفوتوغرافية ,و يقاس عليها المصنفات التي يعبر عنها بأسلوب مماثل لألسلوب
الفوتوغرافي ,والمصنفات الخاصة بالفنون التطبيقية ,والصور التوضيحية والخرائط الجغرافية
والتصميمات والرسومات التخطيطية والمصنفات المجسمة المتعلقة بالجغرافيا أو الطبوغرافيا أو العمارة
أو العلوم".
)1(1ورد بذلك صراحة نص الفقرة الثانية من المادة التاسعة من اتفاقية التربس و تحت عنوان ( :العالقة مع معاهدة برن).
WIPO/IP/CAI/04/1
-7-
ولقد جاء نص المادة 140من القانون المصري الجديد منتهجا ذات منهج إتفاقية برن حيث أورد على
وجه الخصوص مقدارا للمصنفات التي يضفي القانون الحماية على حقوق مؤلفيها .
و يالحظ أن المشرع المصري قد أورد بندا خاصا (الفقرة 13من المادة )140لتأكيد إعتبار المصنفات
المشتقة من المصنفات محل الحماية و ذلك دون اإلخالل بالحماية المقرة للمصنفات األصلية التي إشتقت
منها و ذلك على نحو يطابق ما ورد به نص الفقرة الثالثة من المادة الثانية من إتفاقية برن أيضا(. )2
وبهدف تحديد المقصود بإنتاج الذهن محل الحماية و استبعاد ما ال يمكن إعتباره من قبيل المصنفات ,فإن
التشريعات الوطنية و اإلتفاقيات الدولية تضع عادة نصوصا خاصة تحدد فيها ما ال يمكن اعتباره نتاجا
ذهنيا أو مصنفا يخضع للمعيار العام و بالتالي ال تنبسط عليه الحماية(. )3
لذلك فقد وردت الفقرة الثامنة من المادة الثانية من إتفاقية برن بأنه ":ال تنطبق الحماية المقررة في هذه
االتفاقية على األخبار اليومية أو على األحداث المختلفة التي تتصف بكونها مجرد معلومات صحفية" و
وهو ما ورد به أيضا نص المادة ( )141من القانون المصري الجديد .
%ريعاتها%من تش%%اء أن تض% كذلك أتاحت المادة (/2ثانيا في الفقرة األولى) من إتفاقية برن للدول األعض%
%وء المعي%ار الع%ام و ذل%ك %نفات في ض% استبعادا جزئيا أو كليا لبعض ما يمكن إعتباره من قبيل المص%
لالعتبارات الخاصة بكل دولة على حده .فجاء نص هذه المادة بأن ":تختص تشريعات دول اإلتحاد بالحق
في أن تستبعد جزئيا أو كليا الخطب السياسية و المرافعات التي تتم أثناء اإلجراءات القضائية من الحماية
المقررة ."........
و إعماال لهذا التوجه فقد ورد نص المادة ( )141من القانون المصري الجديد باستبعاد الوثائق الرسمية
مثل نصوص القوانين و اللوائح و القرارات و االتفاقيات الدولية و أحكام المحكمين و القرارات الصادرة
من اللجان اإلدارية ذات االختصاص القضائي من الحماية المقررة بموجب القانون لحقوق مؤلفي
المصنفات .
)2(2املصنف املشتق هو مصنف جديد يتم إدماج جزء أو كل من مصنف سابق فيه دون أي مشاركة من جانب مؤلف هذا املصنف األخري .و
على ذلك فإن جمرد تكرار ترديد ما جاء مبصنف سابق ال يعد مصنفا مشتقا و إمنا ميثل اعتداء على حق مؤلف هذا املصنف األخري .
و إذا كان املصنف املشتق يستلزم إبداعا شخصيا و إضافة من مؤلفه فإن الصور املعروفة يف التشريع املصري للمصنف املشتق توضح هذه اإلضافة و
هي :
-1اإلقتباس : ADAPTATIONو يتم اإلقتباس من خالل التحويل أو التلخيص كأن يتم إجياز مؤلف سابق بأسلوب شخصي ملن قام
بالتلخيص أو أن يتم حتويل املصنف األديب أو الفين من لون إىل لون آخر مثل حتويل القصة األدبية إىل مسرحية أو فيلم سينمائي ,و يعد هذا اجلهد
الذهين اخلاص ملن قام بالتلخيص أو بالتلخيص أو التحويل هو االبتكار الذي يسمح بإضفاء احلماية على املؤلف .
-2ترمجة املصنف إىل لغة أخرى غري اليت كتب هبا :و يتضح من هذا النموذج من مناذج املصنفات املشتقة مدى اجلهد الذهين بل و اإلبتكاري
الذي يقوم به مؤلف الرتمجة من خالل إحالل اللغة اجلديدة حمل اللغة األصلية اليت مت كتابة املصنف هبا .
-3اإلضافة أو التعليق أو التنقيح ,و ال تضفي احلماية على جهد من يقوم بذلك إال إذا متتع بالطابع اإلبتكاري كما سيأيت بيانه ف هذا البحث .
و مما ال شك فيه أن املصنف املشتق ال يستأهل إال محاية اجلانب اإلبداعي اإلبتكاري الذي خيص مؤلفه دون إضرار حبقوق مؤلف املصنف األصلي
,و يعين ذلك أن مؤلف املصنف املشتق جيب أن حيصل على موافقة صاحب املصنف األصلي فيما يعد إعتداء على حقوق هذا األخري و إال خضع
يف شأن املسئوليتني املدنية و اجلنائية للنصوص املنظمة للحماية و املسئولية يف التشريع اخلاص حبماية حق املؤلف بصفة خاصة و دون إخالل بأي
أحكام أخرى تقرر هذه احلماية و تضع اجلزاءات و تنظم التعويضات عن اإلعتداء على حقوق املؤلف يف أي تشريع آخر.
)3(3و جيدر بالذكر يف هذا املقام أن خمالفة اإلنتاج الذهين الذي يعترب من قبيل املصنفات للنظام العام و اآلداب العامة خيرجه من جمال املشروعية
اليت تتيح إضفاء احلماية عليه باإلضافة إىل خضوع العمل الذي تنحسر عنه احلماية إىل التجرمي حينما تنطبق عليه النصوص العقابية.
WIPO/IP/CAI/04/1
-8-
وفي مقابل استبعاد بعض األعمال التي قد ينطبق عليها وصف المصنف إعماال للمعيار العام من نطاق
الحماية ,فإن التشريعات الوطنية و االتفاقيات الدولية قد تورد بين المصنفات محل الحماية بعض األعمال
التي لم تكن لتدخل نطاق الحماية بشكل قاطع ,و من ذلك ما ورد على وجه الخصوص بشأن برامج
الحاسب اآللي و البيانات المجمعة .
لذلك فقد ورد صريح نص المادة العاشرة من اتفاقية التربس بأنه -1":تتمتع برامج الحاسب اآللي
(الكمبيوتر) سواء أكانت بلغة المصدر أو بلغة اآللة ,بالحماية باعتبارها أعماال أدبية بموجب معاهدة برن
-2 . 1971يتمتع بالحماية البيانات المجمعة أو المواد األخرى سواء أكانت في شكل مقروء آليا أو أي
شكل آخر ,إذا كانت تشكل خلقا فكريا نتيجة انتقاء أو ترتيب محتوياتها .و هذه الحماية ال تشمل البيانات
أو المواد في جحد ذاتها ,و ال تخل بحقوق المؤلف المتعلقة بهذه البيانات أو المواد ذاتها"()4
و لقد جاء القانون المصري الجديد في الفقرة الثانية من المادة ()140متضمنا حماية برامج الحاسب اآللي
(و بعد أن كانت هذه الحماية أضفيت على البرامج بموجب تعديالت عام 1992وعام 1994على
القانون رقم 354لعام 1954و الخاص بحماية حق المؤلف) ,كذلك وردت الفقرة الثالثة من المادة (
)140سالفة الذكر بحماية قواعد البيانات سواء كانت مقروءة من الحاسب اآللي أو من غيره .
الفرع الثاني
اشتراط أن يكون العمل مبتكرا
ورد نص الفقرة األولى من المادة 138من القانون المصري الجديد و كما كان الشأن في نص المادة
األولى من القانون الملغى (رقم 354لسنة )1954بأن المصنف هو " :كل عمل مبتكر أدبي أو فني أو
علمي".
و هكذا أكدت هذه المادة أن شرط االبتكار هو شرط أساسي إلضفاء الحماية القانونية على المصنف .
و قد أتى نص الفقرة الثانية من ذات المادة محددا المقصود باالبتكار بأنه ":الطابع اإلبداعي الذي يسبغ
األصالة على المصنف"
هذا و لقد استقر الفقه المصري على اعتبار االبتكار هو البصمة الشخصية للمؤلف على المصنف باعتباره
نتاجا ذهنيا خاصا بالمؤلف متميزا عن غيره .
و يالحظ في هذا المقام أن تعريف المصنف و ما لحقه من اشتراط اإلبتكار لم يتطلب شكال خاصا أو
طريقة معينة لعرض هذا اإلبداع الذهني ,بل أن طريقة العرض ذاتها قد تكون مصنفا كما هو الشأن في
ترتيب أو تبويب البيانات كما سبق بيانه .
)4(4تلتقي الفقرة الثانية من المادة العاشرة من إتفاقية التريبس مع الفقرة الخامسة من المادة الثانية من اتفاقية برن و التي أضفت الحماية
على مجموعة المصنفات األدبية أو الفنية لدوائر المعارف و المختارات األدبية التي تعتبر إبتكارا فكريا بسبب إختيار و ترتيب محتوياتها .
WIPO/IP/CAI/04/1
-9-
وفي هذا فلقد وردت أحكام القضاء المصري بأن "ال يكون للمؤلف على مصنفه حق المؤلف وال يتمتع
بالحماية المقررة لهذا الحق إال إذا تميز المصنف باالبتكار الذهني أو الترتيب أو التنسيق أو أي مجهود
آخر يتسم بالطابع الشخصي و يضفي عليه وصف االبتكار ")5( .
وفي ضوء اتساع معيار االبتكار و عدم انضباطه على نحو دقيق فإنه من المستقر أن تحديد توافر هذا
الشرط يخضع في الواقع العملي لسلطة قاضي الموضوع في تقريره .
هذا و يصادف تحديد االبتكار بالنسبة للمصنفات المشتركة المشتقة صعوبة خاصة في تحديد مدى مساهمة
الشركاء في إعداد المصنف .و يالحظ في هذا الخصوص أن المساهمــة ال بد أن تكون ابتكارية حتى
يعتبر المساهم مؤلفا للمصنف بحيث تستبعد المساهمات غير االبتكارية و الثانوية من مجال الحماية(. )6
و لقد تلقف المشرع المصري ذات المعيار الجديد بأن":ال تشمل الحماية مجرد األفكار و اإلجراءات
أساليب العمل و طرق التشغيل و المفاهيم و المبادئ و االكتشافات و البيانات ,و لو كان معبرا عنها أو
موصوفة أو موضحة أو مدرجة في مصنف".
فكما سبق و أوضحنا فإن اإلبتكار هو اإلبداع الذهني الذي يعتبر بصمة شخصية للمؤلف و نتاج مجهوده
الذهني .أما األفكار و مجرد البيانات المطلقة أو اإلجراءات و أساليب العمل أو المفاهيم الرياضية
المطلقة فليست إال المادة األولية المتاحة للجميع و التي ال يجوز االستئثار بها أو اإلدعاء بحق عليها .
لذلك فإن الفكرة قد تطرأ على ذهن عدد من األشخاص في أماكن مختلفة و أزمنة مختلفة و ال يمكن
حمايتها و إال أغلق الباب على اإلبداع ذاته .بل إن عدم حماية الفكرة هو الذي يتيح اختالف أسلوب
عالجها في مصنفات مختلفة بأساليب و تعبيرات مختلفة يكون كل منها نتاجا ذهنيا و محال للحماية بوصفه
كذلك .
)5(5المستشار عبد الحميد منشاوي ,حق المؤلف و أحكامه طبقا للتعديالت الواردة بالقانون رقم 38لسنة . 1992
)6(6محمد سامي عبد الصادق ,حقوق مؤلف المصنفات المشتركة ,رسالة دكتوراه ,جامعة القاهرة. ,
WIPO/IP/CAI/04/1
- 10 -
هذا و قد يذهب البعض إلى تطلب إفراغ المصنف في شكل مادي و إخراجه إلى الواقع المادي الملموس
كالكتابة في المصنفات األدبية أو الصوت في المصنفات الموسيقية و هكذا .بل قد يرى المشرع ذاته و
في ضوء نص المادة الثانية من إتفاقية برن سالفة الذكر أن عدم ظهور المصنف في شكل مادي يعني أنه
ال يستأهل الحماية ألن المظهر المادي هو الذي يحقق االستقرار للمصنف و خروجه من حيز المشروع
إلى حيز المصنف المكتمل .بل يعتبر بعض الفقه أن العمل ما لم يفرغ في الشكل المادي يعد من قبيل
()7
األفكار التي ال تتمتع بالحماية .
و بالرغم من وجاهة ما تقدم من الرأي إال أن صريح نص المادة الثانية من إتفاقية برن و صحيح فهم
القانون يوضحان أن إفراغ العمل في شكل مادي ال يعد شرطا من شرائط إعتباره من قبيل المصنفات
محل الحماية ,ما لم يرد نصا تشريعيا يحدد ذلك .
وبالنظر إلى أن المشرع المصري أضفي الحماية على المصنف أيا ما كانت طريقة التعبير عنه ,ومن ذلك
أن يكون التعبير شفاهة أو كتابة ,فإننا نعتقد و عن يقين بأن إفراغ العمل نتاج الذهن في قالب مادي ال يعد
شرطا من شرائط اعتباره مصنفا محل حماية قانونية.
المبحث الثاني
عدم اعتبار اإلجراءات الشكلية كاإليداع و التسجيل
من شروط تقرير الحماية للمصنفات
وضعت المادة الخامسة من إتفاقية برن المبدأ األساسي في حماية حقوق المؤلف األدبية و المالية بأن
ألزمت الدول المشاركة فيها بتقرير تمتع المؤلف بكل الحقوق التي تخولها قوانين تلك الدول حاليا أو
مستقبال باإلضافة إلى الحقوق المقررة في إتفاقية برن .و ألزمت هذه المادة في فقرتها الثانية الدول
األعضاء بعدم إخضاع التمتع بهذه الحقوق أو ممارستها ألي إجراء شكلي (.)8
و يفهم مما تقدم أن اإللزام باإليداع الذي يرد في نصوص القانون أو في اللوائح التنفيذية لنسخة
واحدة أو عدد من نسخ من المصنف لدى الجهة التي يتم تحديدها ال يجب أن يكون شرطًا من شروط
اكتساب حقوق المؤلف األدبية و المالية أو شرطا من شروط ممارستها .
لذلك فإن ما ورد به تنظيم إيداع الكتب في مصر و الذي أصبح يقع على عاتق المؤلف و الناشر و الطابع
متضامنين بعد أن كان يقع على عاتق الناشر وحده (و الذي إرتفع بعدد النسخ التي يجب إيداعها من خمس
نسخ إلى عشرة نسخ) ليس المقصود به حرمان المؤلف من حقوقه األدبية أو المالية أو اعتباره شرطا من
شروط اكتساب الحق .و إنما تم تنظيم اإليداع على هذا النحو قبل توزيع المصنف أو عرضه للبيع
بغرض حماية أصحاب الحق من خالل إثبات رقم اإليداع و تاريخه على المصنف بما ينشئ قرينة
لمصلحة المودع تدل على أنه صاحب حق التأليف .
و مع ذلك فإن صاحب الحق الذي يثبت أن من بادر بإيداع المصنف أو تسجيله (كتابا كان أو
برنامج حاسب آلي أو فيلم سينمائي) قد اعتدى على حقه الثابت ,يمكنه أن يثبت ذلك و يقيم حجته عليه ,
فيثبت ملكيته بأي وسيلة من وسائل اإلثبات .لذلك فقد استقر الفقه و القضاء في مصر على أنه ال يترتب
على عدم اإليداع اإلخالل بحقوق المؤلف التي يقررها القانون ,و أنه يكفي لنشوء حق المؤلف على
المصنف أن يضع المؤلف فيها مصنفه في صورة مادية تصلح للنشر أو اإلتاحة و أن يتميز هذا المصنف
باإلبتكار حيث أن هذا اإلبتكار هو األساس الذي تقوم عليه الحماية القانونية للمصنفات (.)9
و بالرغم مما تقدم فإنه تجدر اإلشارة إلى أن لإليداع و التسجيل أهمية عملية باإلضافة إلى القرينة
التي ينشئها على ملكية المصنفات ,ذلك أن التسجيل أو اإليداع يساعدان على توثيق المعرفة الفنية و
األدبية و العلمية اللذين توصلت إليهما أمة من األمم و يعتبران أداة لمعاونة الباحثين عن المعرفة في
اكتشاف و متابعة تطورهما .
الفصل الثالث
خصائص و مضمون الحقوق األدبية و المالية للمؤلف
ينشأ الحق األدبي بعد نشر المصنف ألن المصنف قيل نشره يكون ممتزجا بشخصية المؤلف بما ال يمكن
فصله عنها.
وبينما لم يتفق الفقه على تعريف موحد للحق األدبي بالنظر إلى اختالفه في تحديد طبيعته ,فإنن%%ا
وبالنظر إلى ما تبنيناه من ازدواج طبيعة حق المؤلف على مصنفه ,فإننا نرى أن الح%%ق األدبي
وباعتباره حقا متصال بشخصية صاحبه فإن مضمونه هو تخويل المؤلف السلطات الالزمة لحماية
()10
هذا اإلبداع بوصفه جزءا من شخصيته .
( )2إذا ما تعلق األمر مبصنفات معمارية مقامة يف إحدى يقع يف إحدى دول اإلحتاد ,فإن هذه الدولة تكون دولة املنشأ .
) 9(9أنظر املستشار عبد احلميد منشاوي ,حق املؤلف و أحكام الرقابة على املصنفات طبقا للتعديالت الواردة بالقانون رقم 38لسنة . 1992
)?( 10تنتظم حماية حق المؤلف في مصر بموجب القانون رقم 82لسنة 2002و الصادر في 2يونيو عام 2002ملغيا بذلك القانون
السابق رقم 354لسنة 1954المعدل بالقوانين أرقام 14لسنة 1968م و 34لسنة 1975و 38لسنة 1992و 29لسنة 1994
WIPO/IP/CAI/04/1
- 12 -
وبالنظر إلى هذه الطبيعة و الهدف من الحق األدبي للمؤلف يتبين لنا أن الحق األدبي يتمتع بذات
الخصائص التي تتمتع بها الحقوق اللصيقة بالشخصية بصفة عامة بحكم كونها حقوق غير مالية وال يمكن
تقويمها بالنقود ,لذلك فهي ال تقبل التصرف فيها وال الحجز عليها كما ال تقبل التقادم وال تنتقل إلى
الورثة .
ونكتفي في بيان هذه الخصائص باإلحالة إلى الورقة المعنونة " :التعريف بالتنظيم القانوني لحقوق الملكية
الفكرية في مصر :التنظيم القانوني المخصص لحماية حق المؤلف و الحقوق المجاورة في النظام القانوني
المصري "
الفصل الثالث
الحماية الدولية لحق المؤلف
مقدمة
إن تطور التشريعات التي عرفتها البشرية منذ بدء الخليقة و حتى وقت غير بعيد لم يكن يعرف أي حماية
مباشرة للحقوق المعنوية على وجه العموم أو لحماية حقوق اإلنتاج الذهني على وجه الخصوص.
على أنه و مع التطور الصناعي و الحاجة إلى تمييز اإلبداع في مجاالت اإلنتاج الصناعي لما له من تأثير
على االقتصاد و الدخل ثم و من بعد ذلك الشعور بذات الحاجة في مجاالت اإلبداع الذهني في مجاالت
التأليف و الفنون قد حفزت القضاء و التشريع بمساندة عظيمة من كتابات فقهاء القانون إلى استحداث
الحماية الوطنية لحقوق المؤلفين و المبتكرين في ميادين التأليف و الصناعة على التوازي .
وال يبدو غريبا في ظل ما تقدم أن الحماية الدولية لحقوق المؤلف قد جاءت تالية على استقرار المبادئ
األساسية لتلك الحماية في تشريعات الدول األكثر تقدما كل منها على حدة ,إذ أن التطور الصناعي و
التكنولوجي الذي صاحبه اتساع المعامالت التجارية في ظل تيسير سبل المواصالت و االتصاالت قد
أظهر الحاجة إلى وضع حد أدنى من القواعد الموحدة التي من شأنها تنظيم حماية حقوق الملكية الفكرية
في شتى المجاالت و على رأسها المجال التقليدي لتلك الحماية و المتمثل في حماية حقوق المؤلف .
أوال
اتفاقية برن لحماية المصنفات األدبية و الفنية
-1بعد أن استقرت مبادئ الحماية األساسية لحماية حقوق المؤلفين على مصنفاتهم األدبية و الفنية فقد
ظهرت الحاجة إلى وضع ضوابط محددة و موحدة لتحقيق تلك الحماية على المستوى الدولي .
باإلضافة إلى االتفاقيات الدولية التي انضمت إليها مصر وهي:اتفاقية برن:لحماية المصنفات األدبية والفنية (وثيقة باريس عام ) 1971و
انضمت إليها مصر بموجب القرار الجمهوري رقم 591لسنة 1976والصادر في 13يوليو 1976وأصبحت نافذة المفعول اعتبارا
من السابع من شهر يونيه -2 .1977اتفاقية جنيف:بشأن حماية منتجي التسجيالت ضد النسخ غير المشروع ,الموقعة في 29أكتوبر
, 1971و انضمت إليها مصر بالقرار الجمهوري رقم 442لسنة 1977والصادر في 22أبريل 1977م -3 .اتفاقية حماية الدوائر
المتكاملة الموقعة في واشنطن في 26مايو 1989وانضمت إليها مصر في 26يوليو سنة 1990بموجب القرار الجمهوري رقم 268
لسنة 1990أصبحت نافذة المفعول اعتبارا من 26أكتوبر -4 .1990اتفاقية إنشاء منظمة التجارة العالمية و بصفة خاصة ملحق ج "
التربس".
WIPO/IP/CAI/04/1
- 13 -
و في ضوء الحداثة النسبية لحماية الحقوق المعنوية و منها حقوق الملكية الذهنية على وجه الخصوص
فإن أول تنسيق دولي لتلك الحماية لم يبدأ إال مع التوقيع على اتفاقية برن في التاسع من سبتمبر عام
.)11( 1886
و من المالحظ أن هذه االتفاقية و منذ إبرامها قد خضعت للمراجعة شبه المنتظمة حتى تم تعديلها في
إستكهولم عام 1967ثم في باريس (وثيقة باريس 24يوليه )1971و تم تعديلها في سبتمبر . 1979
و مما الشك فيه أن متطلبات مراجعة هذه االتفاقية ,و باإلضافة إلى الرغبة في متابعة المتطلبات الراجعة
إلى الدول األعضاء و المنظمة ,إال أنها كانت و بصفة أساسية نتاج ضرورة مواكبة التطورات
التكنولوجية التي نتج عنها ظهور وسائط جديدة مغناطيسية و إلكترونية و رقمية لتثبيت المصنفات و
نسخها وبثها كما هو الشأن (على سبيل المثال) بالنسبة لشرائط التسجيل و الفيديو و استخدام الحاسب
اآللي و ما ارتبط به من استخدامات وسائط كاألقراص المدمجة و اإلتاحة على الشبكات اإلليكترونية
(مثل شبكة اإلنترنت) ثم بث المصنفات عبر األقمار الصناعية و من خالل الربط بالكابالت و غير ذلك.
-2و بموجب اتفاقية برن ووفقا لما ورد به نص المادة األولى من اإلتفاقية ,فقد تم تشكيل اتحاد
دولي لحماية حقوق المؤلفين على مصنفاتهم األدبية و الفنية (:)12
و الغرض من هذا االتحاد بصفة أساسية و في ضوء ما ورد بنصوص االتفاقية هو تحديد المقصود
بالمصنفات المتمتعة بالحماية ووضع معايير الحماية مع تحديد حد أدنى لمدة الحماية تلتزم به دول االتحاد
باإلضافة إلى تنظيم كيفية استغالل المصنفات األدبية و الفنية .
لذلك فقد نظمت المادة الثانية من االتفاقية تحديد المصنفات التي تتمتع بالحماية فقامت بتعريف المصنفات
األدبية و الفنية (م )2/1بأنه "كل إنتاج في المجال األدبي و العلمي و الفني أيا كانت طريقة أو شكل
التعبير عنه "...و جاء هذا التعريف بأمثلة عديدة لهذه المصنفات تاركا للتشريع الوطني في كل دولة من
دول االتحاد أن تقصر الحماية على المصنفات التي تتخذ شكال ماديا معينا (م . )2/2
و في هذا الصدد نالحظ أن االتفاقية قد حرصت على استبعاد مجرد المعلومات و األخبار اليومية و
األحداث الصحفية من الحماية إذ أنها ال تعد ابتكارا أو إنتاجا يستحق الحماية (م . )2/8
و قد شمل تعريف المصنفات باإلضافة إلى المصنفات األصلية المصنفات المشتقة كالترجمات و
التحويرات و التعديالت الموسيقية ليضفي الحماية على هذا النوع الخاص من المصنفات دون مساس
بحقوق مؤلف المصنف األصلي (.م )2/3
و بالنظر إلى الطبيعة الخاصة لبعض المصنفات و التي قد ترى بعض الدول األعضاء تحديد الحماية التي
تمنحها لها (النصوص الرسمية ذات الطبيعة التشريعية أو اإلدارية أو القضائية و الترجمة الرسمية لهذه
النصوص) ,فقد وردت الفقرة 4من المادة الثانية بمنح االختصاص لتشريعات دول االتحاد في تحديد
مدى حمايتها .
)11(11و المكملة في باريس في 4مايو 1896ثم خضعت للتعديالت و المراجعة في برلين في 13نوفمبر 1908و المكملة في برن
مرة أخرى في 20مارس 1914و تم تعديلها مرة أخرى في روما في 2يونيو 1928و بر وكسل في 26يونيو 1948و إستكهولم
في 14يوليه 1967و أخيرا في باريس في 24يوليه ( 1971و عدلت في 28سبتمبر .)1979
) 12(12ورد نص المادة األولى من االتفاقية بأن "تشكل الدول التي تسري عليها هذه االتفاقية اتحادا لحماية حقوق المؤلفين على
مصنفاتهم األدبية و الفنية "
WIPO/IP/CAI/04/1
- 14 -
و في إطار ذات الهدف فقد ورد نص المادة 3/1يحيل إلى اختصاص تشريعات دول االتحاد في استبعاد
الخطب السياسية و المرافعات التي تتم أثناء اإلجراءات القضائية من الحماية المقررة للمصنفات األدبية و
()13
الفنية .
) 13(13و لقد تولت باقي فقرات املادة الثانية و الثالثة تفصيل حدود احلماية املقررة للمصنفات اليت هلا طابع خاص كمجموعات املصنفات (م
2/5و م )3/3و مصنفات الفنون التطبيقية و الرسوم و النماذج (م )2/7باإلضافة إىل تنظيم و حتديد الشروط اليت يتم مبقتضاها نقل بعض هذه
األعمال للجمهور (م . )3/2
) 14(14ورد بتحديد املقصود باملصنفات املنشورة نص الفقرتني الثالثة و الرابعة من املادة الثالثة ,على أنه و بالنظر إىل الطبيعة اخلاصة للمصنفات
السينمائية و املعمارية و بعض مصنفات الفنون التخطيطية و التشكيلية فقد أتى نص املادة الرابعة بتقرير معايري أوسع للحماية و من ذلك إضفاء
احلماية على مؤلف املصنف السينمائي الذي يكون مقر منتجه أو إقامته املعتاد هو دولة من الدول األعضاء باالحتاد .
) 15(15هذا و قد عاجلت املادة اخلامسة أيضا تنظيم احلقوق حمل احلماية سواء يف دولة املنشأ أو يف الدول األعضاء األخرى باالحتاد على حنو
تفصيلي (الفقرات .)4 , 3
WIPO/IP/CAI/04/1
- 15 -
ورد نص المادة ( )5/2من االتفاقية بما يؤكد على أن نطاق الحماية و وسائل الطعن المقررة لحق المؤلف
يحكمها التشريع الوطني للدولة المطلوب توفير الحماية فيها دون سواها و بغض النظر عن أحكام هذه
االتفاقية .
على أن ذلك رهين باإللتزام بالحدود الدنيا للحماية و دون إخالل بحق الدولة العضو في االتحاد في التوسع
في الحماية من حيث النطاق أو المدة .
لذلك فإن للدولة العضو باالتحاد أن تضع قيودا على حماية حقوق المؤلفين تقيد بها حماية المصنفات
الخاصة بالمؤلفين من رعايا دولة غير عضو متى كانت هذه الدولة األخيرة ال تقرر الحماية الكافية
()16
لمصنفات المؤلفين من رعاياها (م )6/1
: 8/1و في شأن الحقوق المعنوية فقد قررت االتفاقية أن الحق المالي للمؤلف يشمل حق المؤلف في
المطالبة بنسبة المصنف إليه (حق األبوة) باإلضافة إلى الحق في االعتراض على كل تحريف أو تشويه أو
أي تعديل آخر لهذا المصنف أو كل مساس أخر بذات المصنف أو يكون ضارا بشرف أو سمعة المؤلف (م
6ثانيا – . )1
وفيما يتعلق بحق تحوير المصنفات و تعديلها أو إجراء أية تحويالت أخرى عليها فقد ورد بذلك نص
المادتين 14 , 12من االتفاقية .
و قد أكدت ذات المادة السابقة (الفقرة الثانية) أن الحقوق المعنوية تبقى على األقل إلى حين انقضاء
الحقوق المالية مع تقرير اختصاص تشريع كل دولة من األعضاء بتنظيم الوسائل و اإلجراءات الالزمة
(.)17
للمحافظة على هذه الحقوق (م 6ثانيا – )3
هذا و قد ورد نص المادة 11فقرة ( )2 , 1يمنح المؤلف حقا استئثاريا في التصريح بتمثيل مصنفه و
أدائه علنا بما في ذلك التمثيل و األداء العلني أيا كانت وسيلة ذلك أو طريقته ,باإلضافة إلى الحق في نقل
تمثيل المصنف و األداء إلى الجمهور بأي وسيلة كانت .
) 16(16و ذلك بدون إضرار باحلقوق املقررة ملصنف مت نشره قبل وضع هذا القيد موضع التنفيذ (م )6/2و مع القيام بإخطار املدير العام
للمنظمة العاملية للملكية الفكرية بإعالن كتايب يتم إبالغه إىل كل دول االحتاد.
) 17(17يالحظ يف هذا الصدد أن احلق األديب للمؤلف بعض التشريعات مثل التشريع املصري هو حق أبدي .
WIPO/IP/CAI/04/1
- 16 -
كذلك فقد ورد نص المادة 11ثالثا بتقرير الحق االستئثاري للمؤلف في التصريح بالتالوة الفنية للمصنف
بكل الوسائل و الطرق باإلضافة إلى الحق في التصريح بالترجمة.
: 8/2أما بالنسبة للحقوق المالية و حق استغالل المصنف من قبل مؤلفه فقد أكدت عليه المادة 6ثانيا,
ثم جاء نص المادة التاسعة مقررا لمؤلفي المصنفات األدبية و الفنية حقا استئثاريا في التصريح بعمل نسخ
من مصنفاتهم بأي طريقة و أي شكل كان باإلضافة إلى ما ورد بنص المادة الثامنة في منح المؤلفين حقا
استئثاريا في ترجمة مصنفاتهم أو التصريح بذلك طوال مدة الحماية .كذلك ورد نص المادة ( 11ثالثا)
بتقرير حق التمثيل و األداء العلني و نقل التمثيل أو األداء إلى الجمهور باإلضافة إلى الحق االستئثاري
فيما يتعلق بالمصنفات المسرحية و المسرحيات و المصنفات الموسيقية (.)18
و أخيرا فقد ورد نص المادة ( 14ثالثا) بحكم خاص في شأن تقرير حق التتبع بشأن المصنفات الفنية
األصلية و المخطوطات األصلية لكتب و مؤلفات موسيقية بما يتيح للمؤلف و من له صفة من بعد وفاته
وفقا للتشريع الوطني بحق غير قابل للتصرف فيه في تعلق مصلحتهم بعمليات بيع المصنف التالية ألول
تنازل عن حق االستغالل .
و لقد قيدت هذه المادة هذا الحق بضرورة النص عليه في التشريع الوطني للمؤلف و في الحدود التي
ينظمها هذا التشريع .
أما بشأن مصنفات التصوير الفوتوغرافي و الفن التطبيقي فقد أوردت المادة ( )7/2حدًا أدنى للحماية
(. )19
مقداره خمس و عشرين سنة من تاريخ إنجاز المصنف
كذلك ورد نص المادة ( )10/2بالسماح بنقل المقاالت المنشورة في الصحف و الدوريات باإلضافة إلى
نقل المصنفات األدبية و الفنية التي تكون سمعت أو شوهدت أثناء حدث جاري لجعلها في متناول الجمهور
وفقا للحدود و الضوابط الواردة بهذه المادة و ما يقرره التشريع الوطني .
كذلك فقد وردت المادة الثالثة من هذا الملحق بشأن حق البلدان النامية في تقييد حق االستنساخ و حق
التشريعات الوطنية في منح التراخيص غير اإلستئثارية و غير القابلة للتحويل في ضوء الضوابط الواردة
بهذه المادة أيضا ,و التي يحكمها بصفة أساسية تلبية االحتياجات العامة للجمهور أو التعليم المدرسي و
الجامعي .
و يالحظ في هذا الصدد أنه و فيما عدا بعض الحاالت الخاصة فإنه يمتنع توزيع ما يتم ترجمته أو
إستنساخه في ضوء هذه األحكام إال في الدولة التي تمتع بالحق في إصدار الترخيص ,و يعني ذلك عدم
إمكان تصدير النسخ إلى أي دولة أخرى .
ثالثا:
اتفاقية الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية (التريبس) :
مقدمة :
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية و ما أسفر عنها من كساد اقتصادي عالمي ارتأى الحلفاء ضرورة إنشاء
نظام جديد للتجارة الدولية يتميز بحرية المنافسة من خالل إزالة العوائق التي تواجه هذه التجارة.
و بعد مضي أكثر من 47عاما تقريبا و في 15إبريل 1994تم توقيع الوثيقة الختامية المتضمنة نتائج
جولة أورجواي للمفاوضات التجارية متعددة األطراف و التي انتهت بإنشاء منظمة التجارة العالمية "
. "WTO
و إذا كانت اتفاقية إنشاء منظمة التجارة العالمية في الوثيقة األساسية إال أن كافة االتفاقات األخرى التي
تضمنتها الوثيقة الختامية قد اعتبرت جزءًا ال يتجزأ منها ووردت في شكل مالحق لها أشير إليها باسم
WIPO/IP/CAI/04/1
- 18 -
"اتفاقات التجارة متعددة األطراف" و اعتبرت ملزمة لكافة الدول األعضاء في المنظمة وفقا لما وردت به
المادة . 2/2
و يهمنا في صدد بحثنا هذا الملحق /1ج المسمى "اتفاقية الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية
الفكرية" و المعروف اصطالحا باسم اتفاقية "التريبس" .و تقع هذه االتفاقية في 73مادة تستهدف تحرير
التجارة العالمية مع األخذ في االعتبار بضرورة تشجيع الحماية الفعالة و المالئمة لحقوق الملكية الفكرية ,
و ضمان أال تكون التدابير المتخذة إلنفاذ حقوق الملكية الفكرية في حد ذاتها عوائقا أمام التجارة الدولية
المشروعة .
وهكذا تتميز هذه االتفاقية بأنها ال تنظم من جوانب الملكية الفكرية إال ما تعلق بالتجارة الدولية ودون
التعارض أو اإلخالل باالتفاقيات الدولية األخرى المخصصة لتنظيم حماية هذا النوع من أنواع الحقوق.
) 20(20توجد بعض القيود على تطبيق هذه املبادئ العامة ورد النص عليها تفصيال يف املواد سالف اإلشارة إليها.
) 21(21و املادة 6ثانيا تتعلق باحلقوق املعنوية ,و هو ما يعين أن اتفاقية الرتيبس ال تتضمن أي حقوق أو التزامات ورد هبا نص هذه املادة واليت
أتى نصها يف اتفاقية برن على النحو التايل )1(":بغض النظر عن احلقوق املالية ,بل و حىت بعد انفصال هذه احلقوق ,فإن املؤلف حيتفظ باحلق يف
املطالبة بنسبة املصنف إليه ,و باالعرتاض على كل حتريف أو تشويه أو أي تعديل آخر هلذا املصنف أو كل مساس آخر بذات املصنف يكون ضارا
بشرفه أو بسمعته .
()2احلقوق املمنوحة للمؤلف مبقتضى الفقرة ( )1السابقة تظل حمفوظة بعد وفاته ,وذ لك على األقل إىل حني إنقضاء احلقوق املالية ,و ميارس
هذه احلقوق األشخاص أو اهليئات املصرح هلا من قبل تشريع الدولة املطلوب توفري احلماية فيها .و مع ذلك ,فإن الدول اليت ال يتضمن تشريعها
املعمول به ,عند التصديق على هذه االتفاقية أو اإلنضمام إليها ,نصوصا تكفل احلماية بعد وفاة املؤلف لكل احلقوق املنصوص عليها يف الفقرة
السابقة ,يكون هلا احلق يف النص على أن بعض هذه احلقوق ال حيتفظ هبا بعد وفاة املؤلف .
()3وسائل الطعن للمحافظة على احلقوق املقررة يف هذه املادة حيددها تشريع الدولة املطلوب توفري احلماية فيها .
WIPO/IP/CAI/04/1
- 19 -
كما سبق و قدمنا من أن اتفاقية التريبس قد أتت لتؤكد على دعم حقوق الملكية الفكري%%ة بم%%ا ال يعط%%ل
الشرعية و ال يعوق التجارة الدولية ,لذلك فقد ورد نص المادة 41من االتفاقية يلزم ال%%دول األعض%%اء
باشتمال قوانينها على إجراءات اإلنفاذ الواردة في االتفاقية بهدف إتخاذ التدابير الفعالة ضد االعتداء على
%ارة
%ام التج%
%واجز أم%%ة الح% الحقوق محل الحماية خصوصا الجزاءات السريعة و الرادعة لضمان إزال%
المشروعة [م 61أيضا] .
%ة
%ة التكلف%
و قد أتى نص هذه المادة بإلزام الدول أيضا بأن تكون تلك اإلجراءات منصفة و عادلة و معتدل%
غير مشتملة على حدود زمنية غير معقولة أو ال داعي لها .
%ائية
%ام القض%
%رارات و األحك%كذلك و حرصت االتفاقية على االلتزام بمبدأ الشرعية و على أن تكون الق%
مسببة و أن يتاح لألطراف فيها اإلطالع على الدفوع و األدلــة و مواجهتها (م .)41/3
و لقد أكدت االتفاقية أن هذا اإللزام ال يعني إجبار الدول على إقامة نظام قض%%ائي يختل%%ف عن النظ%%ام
الساري فيها [م ]41/5و لكنها استلزمت أن يكون هناك حق لألطراف في اللجوء إلى القضاء بش%%أن أي
قرار إداري نهائي [م .]41/4
و ألن االتفاقية إهتمت بضرورة عدم إستخدام البطء اإلداري أو القضائي كع%ائق للتج%ارة ,فق%د نظمت
أوامر اإلنذار القضائي [م ]44إلتاحة الصالحية للقضاء في أمر أي من األطراف باإلمتناع عن التع%%دي
على حقوق الملكية الفكرية .
وأوضحت المواد من 45إلى 49التعويضات و غيرها من الجزاءات المدنية و اإلدارية الواجب إتخاذها
%دها ,
%تي تكب%
%روفات ال% لمنح المعتدى عليه تعويضا مناسبا عما لحق به من الضرر باإلضافة إلى المص%
باإلضافة إلى التصرف في السلع أو المنتجات التي تمثل تعديا على الحق.
ومع ذلك فقد كفلت أحكام االتفاقية (م )48تعويض المدعى عليه عن أي تعسف أو إس%%اءة في اس%%تخدام
إجراءات اإلنفاذ .
التشريع الوطني بتحديدها و إال إنقضت التدابير الوقتية [المادة ( )50من إتفاقية التريبس في شأن التدابير
المؤقتة و المواد ( )51و حتى المادة ( )60في شأن التدابير الحدودية].
و كذلك فقد ألزمت االتفاقية (م )63/3البلدان األعضاء باإلستعداد لتقديم المعلومات بش%%أن الق%%وانين و
%اء
%دول األعض% %ا إلى ال%
اللوائح و األحكام القضائية و القرارات اإلدارية و اإلتفاقات سالف اإلشارة إليه%
األخرى التي تقدم بذلك طلبا مكتوبا (م )63/3طالما أن هذه المعلومات ليست سرية و ال يؤدي اإلفصاح
عنها إلى عرقلة إنفاذ القوانين أو اإلضرار بالمصالح المشروعة .
%وية
%تي تحكم تس% %راءات ال% ومن جهة أخرى فقد ألزمت االتفاقية الدول األعضاء بإحترام القواعد واإلج%
%تي
%د ال%المنازعات من خالل جهاز متخصص في ذلك تابع لمنظمة التجارة العالمية (التفاهم بشأن القواع%
تحكم تسوية المنازعات ملحق رقم )2و ذلك دون إخالل بالمادة 64من إتفاقية التريبس .
%لبيات
والحقيقة أن الهدف من قواعد تسوية المنازعات التي نصت عليها االتفاقية هو مواجهة معوقات وس%
%دات
%يز بالتعقي%
النظام القديم و الذي كان يقتضي عرض األمر على محكمة العدل الدولية و الذي كان يتم%
الشديدة .
-8المعايير المتعلقة بتوفير حقوق الملكية الفكرية و نطاقها و استخدامها فيما يخص حقوق المؤلف و
الحقوق المتعلقة بها :
تضمنت اتفاقية التريبس اعتمادا ألهم ما انتهت إليه النتائج التي توصلت إليها منظمة الوايبو فيما عرف
بفترة التنمية الموجهة و بصفة خاصة فيما يتعلق بحماية قواعد البيانات و برامج الحاسب اآللي و فيما
يتعلق بالتأجير .
ورد نص المادة العاشرة 1/من اتفاقية التريبس ببسط الحماية على برامج الحاسب اآللي (الكمبيوتر)
سواء أكانت بلغة المصدر أو بلغة اآللة بالحماية باعتبارها من األعمال األدبية التي تنبسط عليها الحماية
بموجب اتفاقية برن . 1971
كذلك فقد نصت المادة 10/2على أن تتمتع بالحماية أيضا البيانات المجمعة أو المواد األخرى سواء
أكانت في شكل مقروء آليا أو أي شكل آخر ,إذا كانت تشكل خلقا فكريا نتيجة انتقاء أو ترتيب محتوياتها ,
مع التحفظ بأن هذه الحماية ال تشمل البيانات أو المواد في حد ذاتها مع عدم اإلخالل بحقوق المؤلفين
المتعلقة بهذه البيانات أو المواد .
القسم الثاني
الحقوق المجاورة لحق المؤلف
%رورة تعرضنا فيما سبق لطبيعة حق المؤلف و محل هذا الحق و بينا حتمية إتسامه بطابع الجــدة و ض%
كونه مبتكرا بحيث ينتج المؤلف شيئا جديدا من نتاج ذهنه و من إبتكاره .
ويترتب للمؤلف بناء على ذلك عددا من الحقوق تتسم بالخصوصية تتصف بصفات خاصة و ينشأ بالتبعية
لهذا اإلنتاج –أو إستغالله -دور لعدد غير قليل من األشخاص يكون شبيها بحقوق المؤلف إلى حد ما إال
)22(22بالرجوع إىل:املادة 7/4من اتفاقية برن جند أن للدول األعضاء يف اتفاقية برن حتديد مدة احلماية املقررة للمصنفات الفوتوغرافية و
مصنفات الفن التطبيقي مبا ال يقل عن 25سنة ميالدية يبدأ حساهبا من تاريخ إجناز املصنف .
WIPO/IP/CAI/04/1
- 22 -
أنه يتسم بطابع خاص ال يتفق و إمكان إعتباره من حقوق المؤلف حيث يقتصر عادة دور هؤالء
األشخاص على أداء المصنف المكتوب أو تمثيله أو تالوته و بثه أو تسجيله .غير أن ذلك ال يعني التقليل
من أهمية دور هؤالء األشخاص بالنسبة للمصنف حيث أن دورهم يرتبط ارتباطا وثيقا بالمصنف و يؤدي
إلى إعطائه قيمة إضافية لم تكن ليكتسبها دون هذا الدور .
و نظرا ألن عمل هؤالء األشخاص وهو ذو طبيعة خاصة –كما ذكرنا -يفتقد لبعض العناصر الالزمة
إلمكان إعتبار الحقوق الواردة عليها من حقوق المؤلف ,فقد شملته التشريعات بحماية خاصة إعماال
لقواعد العدالة و إعتــرافا بحقوق هؤالء األشخاص ,و أطلق على هذه الحقوق "الحقوق المجاورة لحق
المؤلف".
و في إطار ما تقدم فإنه قد أصبح من المنطقي أن يمتلك هؤالء األشخاص حق تقرير البث أو التسجيل أو
أي منهما ,دون أن تصل حقوقهم إلى مثيلتها المقـررة للمؤلف ذاته .
و بالفعل فقد قررت التشريعات المختلفة حقوقا لهؤالء األشخاص كل حسب الدور الذي قام به ,وفيما يلي
نعرف بأصحاب هذه الحقوق و نوضح حقــوق كل منهم .
تقسيم :
أنواع الحقوق المجاورة :
-1حقوق المؤدون
-2حقوق منتجو التسجيالت الصوتية
-3حقوق هيئات اإلذاعة .
على أن نصوص إتفاقية الوايبو أضافت إلى المشمولين بالحماية و السابق تعدادهم على نحو ما وردت به
نصوص إتفاقية روما ,كل من يقومون بأوجه من التعبير الفلكلوري و إعتبرتهم بالتالي من فناني األداء .
و بالرغم من بديهية ثبوت هذا الحق للمؤدين إال أن نصوص إتفاقية روما لعام 1961لم أو التريبس لم
ترد بها ,و إنما جاء النص عليها في إتفاقية الوايبو لعام 1996و ذلك فيما ورد به نص المادة . 5/1و
قد ورد نص هذه المادة األخيرة على أن تكون مدة هذه الحقوق ممتدة بعد وفاة الفنان و إلى حين إنقضاء
الحقوق المالية على األقل .
-2حالة ما إذا أجري اإلستنساخ لغير األغراض التي وافق عليها فنان األداء .
-3حالة ما إذا أجري التثبيت األصلي وفقا ألحكام المادة 15و جرى استنساخه ألغراض تختلف عن
تلك المشار إليها في تلك األحكام (اإلنتفاع الخاص – اإلنتفاع بمقتطفات قصيرة للتعليق على األحداث
الجارية أو التثبيت المؤقت الذي تجريه هيئة إذاعة بوسائلها الخاصة لإلنتفاع به في برامجها اإلذاعية –
اإلنتفاع المقصور على أغراض البحث العلمي )
-كذلك فلقد وردت نصوص إتفاقية التريبس على حق المؤدين في منع عمل نسخ من التسجيالت دون
ترخيص منهم (م. )14/1
-و جاءت في ذات التوجه و بذات الحق نصوص معاهدة الويبو حيث ورد نص المادة السابعة من هذه
اإلتفاقية بـأنه " تمتع فنانو األداء بالحق اإلستئثاري في التصريح باإلستنساخ المباشر أو غير المباشر
ألوجه أدائهم المثبتة في تسجيالت صوتية بأي طريقة أو أي شكل كان " .
-و مما ال شك فيه أن للفنان الموافقة الالحقة على اإلستغالل الذي تم بداءة من غير استئذانه .
-و بالرغم من أن حق فنان األداء ثابت بالضرورة و إعماال للمبادئ العامة في القانون ,إال أن المادة
19من إتفاقية روما أرادت أن تقيد من ذلك الحق حينما تتعارض طبيعة العمل الفني مع اإلبقاء عليه ,
لذلك فلقد ورد نصها بشأن وقف إعمال الحماية المقررة لحقوق فناني األداء و المنصوص عليها بالمادة 7
منها بمجرد موافقة فنان األداء على إدراج أدائه في تثبيت بصري أو سمعي بصري .
و بينما لم يرد النص علي ذلك الحق إتفاقية روما أو تريبس ,فلقد نصت عليه إتفاقية الوايبو في المادة
الثامنة منها.
و جدير بالذكر أن المعاهدة (الوايبو) تركت لألطراف المتعاقدة حرية تحديد شروط استنفاذ الحق
االستئثاري في التصريح بإتاحة النسخة األصلية أو غيرها من النسخ عن األداء المثبت أو نقل ملكيتها
بطريقة أخرى للمرة األولى بتصريح فنان األداء .
و لقد أجازت إتفاقية الوايبو للدول األعضاء التي كانت في تاريخ 15/4/1991و ال تزال تطبق نظاما
يكفل مكافأة عادلة لفنان األداء مقابل تأجير نسخ عن أوجه أدائه المثبتة ,أن تستمر في تطبيقه شريطة أال
يلحق ذلك ضررا بفنان األداء في حقوقه اإلستئثارية في اإلستنساخ .
لذلك فقد ورد نص المادة العاشرة من إتفاقية الوايبو التي اعتمدها المؤتمر الدبلوماسي في 20ديسمبر
1996بأن حق إتاحة األداء المثبت هو "حق استئثاري" لفنان األداء في التصريح بإتاحة أوجه أدائه
المثبتة في تسجيالت صوتية للجمهور بوسائل سلكية أو ال سلكية بما بمن أفراد من الجمهور من اإلطالع
عليها من مكان و في وقت يختارهما الواحد منهم بنفسه "
موقف إتفاقية روما :أعطت إتفاقية روما في المادة 10لمنتجي التسجيالت الصوتية حقا إستئثاريا في
شأن اإلستنساخ ,فللمنتج أن يصرح أو يحظر إستنساخ التسجيل .
و أوجبت اإلتفاقية على من ينتفع بالتسجيل الصوتي المنشور ألغراض تجارية أو نسخة إلذاعته أو نقله
للجمهور أن يدفع مكافأة عادلة للفنان أو منتج التسجيالت أو كليهما .
كذلك أعطت إتفاقية تريبس أيضا منتجو التسجيالت الصوتية حق إجازة النسخ المباشر أو غير المباشر
لتسجيالتهم الصوتية أو منعه ( )14/2و حق إجازة حظر التأجير .
وفي اتفاقية الوايبو فقد قسمت الحقوق المخولة لمنتج التسجيالت إلى حق اإلستنساخ و التوزيع و التأجير و
اإلتاحة ,و أعطيت للمنتج جميع هذه الحقوق بصورة إستئثارية ,و بذلك فلم تختلف عن حقوق فناني
األداء .
كذلك فقد قررت إتفاقية الوايبو حق لفناني األداء و منتجي التسجيالت الصوتية في مكافأة عادلة واحدة
مقابل اإلنتفاع بالمصنف و اعتبرت التسجيالت الصوتية المتاحة بحيث يمكن ألي فرد من الجمهور
اإلطالع عليها في المكان و الزمان الذي يريده كما لو كانت نشرت ألغراض تجارية .
WIPO/IP/CAI/04/1
- 26 -
وأعطت إتفاقية الوايبو حماية لمدة 50سنة على األقل لفناني األداء تبدأ أيضا من نهاية السنة التي تم فيها
تثبيت األداء .
أما منتجي التسجيالت الصوتية فقد فرقت اإلتفاقية بين حالة النشر أو عدم النشر ففي الحالة الثانية تبدأ
الخمسين سنة من تاريخ التثبيت أما إذا تم النشر تبدأ المدة من السنة التالية للنشر .
-3هيئات اإلذاعة:
نصت اتفاقية روما (م )13على حدود دنيا لهيئات اإلذاعة تجعل لها الحق في أن تصر أو تحظر إعادة
بث برامجها اإلذاعية أو تثبيتها أو استنساخ ما تم تثبيته من برامجها دون موافقتها أو استنساخ ما تم من
تثبيتات برامجها طبقا لإلستثناءات المباحة و ذلك بغرض استخدامها في أغراض أخرى غير تلك
اإلستثناءات .
و كذلك حق التصريح أو الحظر بالنسبة لنقل برامجها التليفزيونية إلى الجمهور إذا جرى ذلك في أماكن
متاحة للجمهور لقاء رسوم دخول .
و في إتفاقية تريبس أعطت هذه اإلتفاقية (م )14/3خيارا للدول األعضاء في أن تمنح الحقوق لهيئات
اإلذاعة أو مالك حقوق المؤلف مع مراعاة أحكام معاهدة برن ,و هذه الحقوق هي :
التصريح أو حظر تسجيل البرامج اإلذاعية و عمل نسخ من التسجيالت و إعادة البث عبر الوسائل
الالسلكية و نقلها بالتليفزيون و مدة الحماية في التريبس 20سنة من نهاية سنة البث كحد أدنى .
[نهاية الوثيقة]