صورة المرأة في الرواية الجزائرية المعاصرة رواية حوريات على حافة الجنة ﻠ بشرى بوشارب أنموذجا

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 68

‫اﻝﺠﻤﻬورﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ اﻝدﻴﻤﻘراطﻴﺔ اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ‬

‫وزارة اﻝﺘﻌﻠـﻴم اﻝﻌﺎﻝـﻲ واﻝﺒﺤث اﻝﻌﻠﻤـﻲ‬


‫ﺠﺎﻤﻌـﺔ اﻝدﻜﺘور ﻴﺤـﻲ ﻓﺎرس ﺒﺎﻝﻤدﻴـﺔ‬
‫ﻜﻠﻴـﺔ اﻵداب واﻝﻠﻐــﺎت‬
‫ﻗﺴـم‪ :‬اﻝﻠﻐـﺔ واﻷدب اﻝﻌرﺒـﻲ‬

‫ﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻲ اﻝرواﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ اﻝﻤﻌﺎﺼرة‬


‫رواﻴﺔ "ﺤورﻴﺎت ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻓﺔ اﻝﺠﻨﺔ"‬

‫ﻝـ‪ :‬ﺒﺸرى ﺒـوﺸــﺎرب أﻨﻤــوذﺠـــﺎ‬

‫ﻤذﻜـرة ﻤﻘدﻤﺔ ﻝﻨﻴل ﺸﻬﺎدة اﻝﻤﺎﺴﺘر ﻓﻲ ﺸﻌﺒﺔ اﻝدراﺴﺎت اﻷدﺒﻴﺔ‬

‫ﺘﺨﺼص‪ :‬أدب ﻋرﺒﻲ ﺤدﻴث وﻤﻌﺎﺼر‬

‫ﺘﺤت إﺸراف اﻝدﻜﺘور‪:‬‬ ‫إﻋداد اﻝطﺎﻝﺒـﺘﻴن‪:‬‬

‫ﻣﺤﻤﺪ ﻛﻮﺷﻨﺎن‬ ‫* ﻋﻘﻴﻠﺔ ﺒﻠﻘﺎﺴم ﻓﻴﺴﺔ‬


‫* ﺴﺎرة وﻨﺎس‬

‫السنــــة الجامعيــــة‪2021 - 2020 :‬‬


‫ﺸﻜر وﻋرﻓﺎن‬

‫ﻋﻤﻼ ﻴﻘول أﻋظم اﻝﺨﻠق ﺴﻴدﻨﺎ ﻤﺤﻤد ﻋﻠﻴﻪ اﻝﺼﻼة واﻝﺴﻼم » أﻓﻼ أﻜون ﻋﺒداً ﺸﻜو ارً«‬

‫أﺤﻤد رﺒﻲ ﺤﻤداً ﻜﺜﻴ ارً وأﺜﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ وأرﻓﻊ ﺸﻜري إﻝﻴﻪ‪ ،‬ﺜم ﻻ ﻴﺴﻌﻨﻲ إﻻ أن أرﺠﻊ ﺒﺸﻜري‬

‫ﻝﻸﺴﺘﺎذ " اﻝدﻜﺘور ﻤﺤﻤد ﻜوﺸﻨﺎن" اﻝذي أﺸرف ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝﺒﺤث وﺘﻌﻬد ﻤﻨذ اﻝﺒداﻴﺔ ﻓﺄﺨذ‬

‫ﺒﻴدي ﻓﻲ ﺴﺒﻴل أن ﻴﺨرج ﻫذا اﻝﻌﻤل إﻝﻰ اﻝﻨور ﺒﺈرﺸﺎدﻩ وﺘوﺠﻴﻬﻪ وﻤﺘﺎﺒﻌﺘﻪ وﺘﻘوﻴﻤﻪ ﻓﺈﻝﻴﻪ‬

‫أﺴدي ﺸﻜري وﺘﻘدﻴري واﻤﺘﻨﺎﻨﻲ ﻜﻤﺎ أﻗدم ﺸﻜري إﻝﻰ ﻤن ﺴﺎﻋدﻨﻲ ﻓﻲ إﻨﺠﺎز ﻫذا اﻝﺒﺤث‬

‫ودﻓﻌﻨﻲ وﺤﺜﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻝﻤواﺼﻠﺔ واﻝﻤﺜﺎﺒرة‪.‬‬

‫إﻝﻰ ﺠﻤﻴﻊ أﺴﺎﺘذة ﻜﻠﻴﺔ اﻵداب ﻗﺴم اﻝﻠﻐﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ وآداﺒﻬﺎ ﺒﺠﺎﻤﻌﺔ ﻴﺤﻲ ﻓﺎرس ﻝﻤﺎ ﺒذﻝوﻩ ﻓﻲ‬

‫ﺴﺒﻴل اﻝﻌﻠم واﻝﻤﻌرﻓﺔ‪ ،‬إﻝﻰ ﻜل ﻫؤﻻء ﺘﺤﻴﺔ ﺸﻜر وﻋرﻓﺎن‬


‫اﻹﻫداء‬
‫إﻝﻰ ذﻝك اﻝﺤرف اﻝﻼﻤﺘﻨﺎﻫﻲ ﻤن اﻝﺤب واﻝرﻗﺔ واﻝﺤﻨﺎن اﻝﺘﻲ ﺒﺤﻨﺎﻨﻬﺎ ارﺘوﻴت‬
‫وﺒدﻓﺌﻬﺎ اﺤﺘﻤﻴت‪ ،‬وﺒﻨورﻫﺎ اﻫﺘدﻴت‪ ،‬وﺒﺒﺼرﻫﺎ اﻗﺘدﻴت وﻝﺤﻘﻬﺎ ﻤﺎ وﻓﻴت‬
‫إﻝﻰ ﻤن ﻴﺸﺘﻬﻲ اﻝﻠﺴﺎن ﻨطﻘﻬﺎ وﺘرﻓرف اﻝﻌﻴن ﻤن وﺤﺸﺘﻬﺎ‪ ،‬واﻝﺘﻲ ﻜﺎﻨت ﺘﺘﻤﻨﻰ رؤﻴﺘﻲ‬
‫وأﻨﺎ أﺤﻘق ﻫذا اﻝﻨﺠﺎح‪ ،‬وﺸﺎء اﷲ أن ﻴﺄﺘﻲ ﻫذا اﻝﻴوم أﻫدي ﻫذا اﻝﻌﻤل إﻝﻰ أﻤﻲ‪.‬‬
‫إﻝﻰ درﻋﻲ اﻝذي ﺒﻪ اﺤﺘﻤﻴت‪ ،‬وﻓﻲ اﻝﺤﻴﺎة ﺒﻪ اﻗﺘدﻴت‪ ،‬واﻝذي ﺸق ﻝﻲ ﺒﺤر اﻝﻌﻠم واﻝﺘﻌﻠم‪،‬‬
‫إﻝﻰ ﻤن اﺤﺘرﻗت ﺸﻤوﻋﻪ ﻝﻴﻀﻲء ﻝﻨﺎ درب اﻝﻨﺠﺎح‪ ،‬رﻜﻴزة ﻋﻤري‪ ،‬إﻝﻰ ﻜﺒرﻴﺎﺌﻲ وﻜراﻤﺘﻲ‪،‬‬
‫أﺒﻲ أطﺎل اﷲ ﻓﻲ ﻋﻤرﻩ‪.‬‬
‫وﻤرﻫﺎ‬
‫إﻝﻰ اﻝذي ﻴذﻜرﻫم اﻝﻘﻠب ﻗﺒل أن ﻴﻜﺘب اﻝﻘﻠم‪ ،‬إﻝﻰ ﻤن ﻗﺎﺴﻤوﻨﻲ ﺤﻠو اﻝﺤﻴﺎة ّ‬
‫ﺘﺤت ﺴﻘف واﺤد إﺨوﺘﻲ‪ ،‬ﺸﻌﻴب‪ ،‬ﻤﺤﻤد آدم‪ ،‬ﺴﻴف اﻹﺴﻼم‪.‬‬
‫إﻝﻰ أﺤﺴن ﻤن ﻋرﻓﻨﻲ ﺒﻬم اﻝﻘدر‪ ،‬اﻷﺼدﻗﺎء اﻝﻘداﻤﻰ وأﺼدﻗﺎء اﻝدراﺴﺔ إﻝﻰ‪ :‬ﺴﻬﺎم‪ ،‬ﻨﺠﺎة‪ ،‬ﻓﺎطﻤﺔ‬
‫اﻝزﻫراء‪ ،‬ﺴﻤﻴرة‬
‫إﻝﻰ ﻜل ﻤن ﻻ ﻴدرﻜﻬم ﻗﻠﻤﻲ‪ ،‬أﻗول ﻝﻬم ﺒﻌدﺘم وﻝم ﻴﺒﻌد ﻋن اﻝﻘﻠب ﺤﺒﻜم وأﻨﺘم ﻓﻲ اﻝﻔؤاد ﺤﻀور‬
‫إﻝﻰ ﻤن ﻗﺎﺴﻤﺘﻨﻲ ﻋﻨﺎء إﻋداد ﻫذﻩ اﻝﻤذﻜرة زﻤﻴﻠﺘﻲ ﻋﻘﻴﻠﺔ‬

‫ﺴﺎرة‬
‫اﻹﻫداء‬
‫أﻫدي ﻫذا اﻝﻌﻤل اﻝﻤﺘواﻀﻊ إﻝﻰ أول ﻤن ﺘﻠﻔظ ﻝﺴﺎﻨﻲ ﺒﺎﺴﻤﻬﺎ ﻓﻨﺒض ﻗﻠﺒﻲ إﻝﻰ اﻝﺘﻲ أﻋطﺘﻨﻲ‬

‫اﻷﻤل اﻝذي أﻋﻴش ﻝﻪ‪ ،‬إﻝﻰ اﻝﺘﻲ وﻫﺒت ﺤﻴﺎﺘﻬﺎ ﻝﻲ وأﻤرت أﻜﻤل رﺴﺎﻝﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﺤﻴﺎة‬

‫ﻓﺄﻨﺎرت ﻝﻨﺎ اﻝﺴﺒﻴل وﻜﺎﻨت ﻝﻨﺎ اﻝﻤﺜل اﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬إﻝﻰ اﻝﺘﻲ أﻫدﻴﺘﻬﺎ ﺤﻴﺎﺘﻲ ﻝن ﺘﻜﻔﻲ ﻓﻲ‬

‫ﺤﻘﻬﺎ أﻤﻲ اﻝﺤﺒﻴﺒﺔ ﺤﻔظﻬﺎ اﷲ ﻝﻨﺎ‪.‬‬

‫إﻝﻰ اﻝذي ﻻ ﻤﺜﻴل ﻝﻪ ﻜﺎن وﺴﻴﻜون ﻤن ﺴﻴﻌﻴﺸﻪ ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻗﻲ وﻜﺎن وراء ﻜل ﺨطوة ﺨطوﺘﻬﺎ ﻓﻲ طرﻴق‬

‫اﻝﻌﻠم إﻝﻰ ﻤن ﻋﻠﻤﻨﻲ ﻤﺒﺎدئ اﻝﺤﻴﺎة ورﺒﺎﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻝﺼدق واﻹﺨﻼص أﺒﻲ اﻝﻌزﻴز ﺤﻔظﻪ اﷲ ﻝﻨﺎ‪.‬‬

‫إﻝﻰ ﺒﻠﺴم روﺤﻲ وﺤﻴﺎﺘﻲ‪ ،‬إﻝﻰ ﻤن ﻫم أﻨس ﻋﻤري وﻤﺨزن ذﻜرﻴﺎﺘﻲ وﻤﺼدر ﺴﻌﺎدﺘﻲ أﺨﺘﺎي " ﻋﺒﻠﺔ" و‬

‫"ﻴﺎﺴﻤﻴن" وأﺨوﺘﻲ "ﺤﻤزة" و" اﺴﻤﺎﻋﻴل" و "أﺴﺎﻤﺔ" وﻜل ﻋﺎﺌﻠﺘﻲ‬

‫إﻝﻰ اﻋز اﻝﺼدﻴﻘﺎت اﻝﻠواﺘﻲ ﺠﻤﻌﺘﻨﻲ ﺒﻬن اﻝذﻜرﻴﺎت‬

‫إﻝﻰ اﻝﺘﻲ ﺸﺎرﻜﺘﻨﻲ ﻋﻨﺎء إﻋداد ﻫذﻩ اﻝﻤذﻜرة ﺼدﻴﻘﺘﻲ اﻝﻐﺎﻝﻴﺔ ﺴﺎرة ٕواﻝﻰ ﻜل ﻋﺎﺌﻠﺘﻬﺎ‬

‫إﻝﻰ ﻜل ﻤن ﺤﻤﻠﺘﻪ ذاﻜرﺘﻲ وﻝم ﺘﺤﻤﻠﻪ ﻤذﻜرﺘﻲ إﻝﻰ ﻫؤﻻء أﻫدي ﺜﻤرة ﻫذا اﻝﺠﻬد اﻝﻤﺘواﻀﻊ‬

‫ﻋﻘﻴﻠﺔ‬
‫ﻤﻘدﻤﺔ‬

‫ﻤﻘدﻤﺔ‪:‬‬

‫رﻏ ـ ـ ــم اﻝﺘط ـ ـ ــور اﻝﻬﺎﺌ ـ ـ ــل ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺠﻤﻴ ـ ـ ــﻊ ﻤﺠ ـ ـ ــﺎﻻت اﻝﻌﺼ ـ ـ ــر اﻝﺤ ـ ـ ــﺎﻝﻲ إﻻ أﻨ ـ ـ ــﻪ ﻻ ﺘـ ـ ـ ـزال‬
‫اﻝﻤ ـ ـ ـرأة اﻝرﻜﻴ ـ ـ ـزة اﻷﺴـ ـ ــﺎس ﻝﻠﻤﺠﺘﻤـ ـ ــﻊ‪ ،‬ﺒﺠﻤﻴـ ـ ــﻊ أدوارﻫـ ـ ــﺎ إﻤـ ـ ــﺎ زوﺠـ ـ ــﺔ أو أﺨـ ـ ــت‪ ،‬وﻝﻌـ ـ ــل ﻫـ ـ ــذﻩ‬
‫اﻝﻤﻜﺎﻨـ ـ ــﺔ إﻨﻤـ ـ ــﺎ ﻫـ ـ ــﻲ وﻝﻴـ ـ ــدة اﻷﻋﺒـ ـ ــﺎء اﻝﻌظﻴﻤـ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻝﺘـ ـ ــﻲ ﺘﺘﺤﻤﻠﻬـ ـ ــﺎ اﻝﻤ ـ ـ ـرأة واﻝﺘـ ـ ــﻲ ﻻ ﺘﺴـ ـ ــﺘﻘﻴم‬
‫اء ﻓـ ــﻲ ﺨدﻤـ ــﺔ اﻝـ ــزوج أو اﻝواﻝـ ــدﻴن أو ﺘرﺒﻴـ ــﺔ اﻷوﻻد‪ ،‬ورﻏـ ــم ﺘطـ ــور‬
‫اﻝﺤﻴـ ــﺎة ﻤـ ــن دوﻨﻬـ ــﺎ‪ ،‬ﺴ ـ ـو ً‬
‫ﻤﻜﺎﻨـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻝﻤ ـ ـ ـ ـ ـرأة وﻗﻴﻤﺘﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻝﺤﻀـ ـ ـ ـ ــﺎرﻴﺔ ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻤﻌظـ ـ ـ ـ ــم اﻝﻤﺠﺘﻤﻌـ ـ ـ ـ ــﺎت ﺤﺘـ ـ ـ ـ ــﻰ‬
‫اﻝﻤﺘﺤﻔظـ ـ ـ ــﺔ ﻤﻨﻬـ ـ ـ ــﺎ إﻻ أن ذﻝـ ـ ـ ــك ﻻ ﻴﻨﻔـ ـ ـ ــﻲ وﺠـ ـ ـ ــود ﺒﻌـ ـ ـ ــض ﻤظـ ـ ـ ــﺎﻫر اﻝﺘﻌﻨﻴـ ـ ـ ــف واﻝﺘﻬﻤـ ـ ـ ــﻴش‪،‬‬
‫واﻹﺴﺎءة ﻝﻠﻤرأة ﺒﻤﺨﺘﻠف أﺸﻜﺎﻝﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻤـ ـ ــن ﻫـ ـ ــذا اﻝﺘﺒـ ـ ــﺎﻴن ﻨﺠـ ـ ــد أن ﻤوﻀـ ـ ــوع اﻝﻤ ـ ـ ـرأة ﻜـ ـ ــﺎن ﺤﺎﻀ ـ ـ ـ ار وﺒﻘـ ـ ــوة ﻓـ ـ ــﻲ اﻝﺘ ـ ـ ـراث‬
‫اﻷدﺒ ـ ـ ــﻲ اﻝﻘ ـ ـ ــدﻴم واﻝﺤ ـ ـ ــدﻴث ﻓﻘ ـ ـ ــد ﺸ ـ ـ ــﻐل ﻤوﻀ ـ ـ ــوع اﻝﻤـ ـ ـ ـرأة ﻜﺜﻴـ ـ ـ ـ ار ﻤ ـ ـ ــن اﻷدﺒ ـ ـ ــﺎء‪ ،‬واﻝﻔﻨ ـ ـ ــﺎﻨﻴن‬
‫واﻝﻤﺜﻘﻔـ ـ ــﻴن واﻝﺴﻴﺎﺴـ ـ ــﻴﻴن ﺤﻴـ ـ ــث ﺘﻨﺎوﻝﻬـ ـ ــﺎ ﻜـ ـ ــل ﻤﺘﺤـ ـ ــدث ﻤـ ـ ــن ﺨـ ـ ــﻼل ﺜﻘﺎﻓﺘـ ـ ــﻪ وﻓﻜ ـ ـ ـرﻩ‪ ،‬وﻜـ ـ ــﺎن‬
‫اﻷدب ﻤـ ــن أﻫ ـ ــم اﻝﻔﻨ ـ ــون اﻝﺘـ ــﻲ ﺘﻨﺎوﻝ ـ ــت وﻋﺎﻝﺠ ـ ــت ﻗﻀ ـ ــﻴﺔ اﻝﻤ ـ ـرأة ﻓ ـ ــﻲ اﻝﻌ ـ ــﺎﻝم اﻝﻌرﺒ ـ ــﻲ‪ ،‬ﻷن‬
‫اﻝﻤـ ـ ـرأة ﻜﺎﻨ ـ ــت وﻻ ازﻝ ـ ــت اﻷﻴﻘوﻨ ـ ــﺔ اﻝﺘ ـ ــﻲ ﻻ ﻴﻤﻜ ـ ــن اﻻﺴ ـ ــﺘﻐﻨﺎء ﻋﻨﻬ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ اﻝرواﻴ ـ ــﺔ اﻝﻌرﺒﻴ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫وﻝﻘـ ــد ﺨﺼﺼـ ــﻨﺎ ﺼـ ــورة اﻝﻤ ـ ـرأة ﻓـ ــﻲ رواﻴـ ــﺔ " ﺤورﻴــــﺎت ﻋﻠــــﻰ ﺤﺎﻓــــﺔ اﻝﺠﻨــــﺔ" ﻝـــــــ " ﺒﺸــــرى‬
‫ﺒوﺸــــــﺎرب"‪ ،‬ﻨظ ـ ـ ـ ار ﻝﻤـ ـ ــﺎ ﺘﻜﺘﺴـ ـ ــﺒﻪ اﻝرواﻴـ ـ ــﺔ ﻤـ ـ ــن أﻫﻤﻴـ ـ ــﺔ أدﺒﻴـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﺤﻴـ ـ ــث ﻨﺠـ ـ ــد اﻝﻌدﻴـ ـ ــد ﻤـ ـ ــن‬
‫اﻝرواﺌﻴـ ــﺎت اﻝﻠ ـ ـواﺘﻲ ﻜﺘـ ــﺒن ﻋـ ــن اﻝﻤ ـ ـرأة أﻤﺜـ ــﺎل‪ :‬زﻫـ ــور ﻗﻴﺴـ ــﻲ‪ ،‬أﺤـ ــﻼم ﻤﺴـ ــﺘﻐﺎﻨﻤﻲ‪ ،‬ﻴﺎﺴـ ــﻤﻴﻨﺔ‬
‫ﺼﺎﻝﺢ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻓﺎروق‪ ،‬ﺴﺎرة ﺤﻴدر وﺒﺸرى ﺒوﺸﺎرب ﻫذﻩ اﻷﺨﻴرة ﻤﺤل اﻝدراﺴﺔ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ ﻜـ ـ ــﺎن اﻝﺒﺤـ ـ ــث ﻤوﺴـ ـ ــوﻤﺎً ﺒـ ـ ـ ـ‪ " :‬ﺼـــــــورة اﻝﻤـــــــرأة ﻓـــــــﻲ رواﻴـــــــﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴـــــــﺔ‬
‫اﻝﻤﻌﺎﺼــــرة رواﻴــــﺔ ﺤورﻴــــﺎت ﻋﻠــــﻰ ﺤﺎﻓــــﺔ اﻝﺠﻨــــﺔ ﻝﺒﺸــــرى ﺒوﺸــــﺎرب – أﻨﻤوذﺠــــﺎ‪ ، -‬وﻤ ــﺎ‬
‫دﻓﻌﻨ ـ ــﺎ ﻻﺨﺘﻴ ـ ــﺎر ﻫ ـ ــذا اﻝﻤوﻀ ـ ــوع ﻜوﻨ ـ ــﻪ ﻤوﻀ ـ ــوع ﺠدﻴ ـ ــد ﺒﺎﻝد ارﺴ ـ ــﺔ واﻝﺘﺤﻠﻴ ـ ــل‪ ،‬اﻷﻤ ـ ــر اﻝ ـ ــذي‬
‫ﺠﻌﻠﻨـ ــﺎ ﻨﺨﺘـ ــﺎر اﻝﻤـ ــﻨﻬﺞ اﻝوﺼـ ــﻔﻲ اﻝﺘﺤﻠﻴﻠـ ــﻲ ﻜوﻨـ ــﻪ اﻷﻤﺜـ ــل ﻓـ ــﻲ وﺼـ ــف وﺘﺘﺒـ ــﻊ ﺤـ ــﺎل اﻝﻤ ـ ـرأة‬
‫ﻓﻲ اﻝرواﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ‪.‬‬

‫أ‬
‫ﻤﻘدﻤﺔ‬

‫وﻤن ﺒﻴن اﻷﺴﺌﻠﺔ اﻝﻤطروﺤﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺒﺎدرت إﻝﻰ أذﻫﺎﻨﻨﺎ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻜﻴف ﺘﺠﻠت ﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻲ اﻹﺒداع اﻝرواﺌﻲ؟‬
‫‪ -‬ﻜﻴف ﻜﺎﻨت اﻝﻤرأة ﻜﻤﻨﺘﺞ ﻝﻠﺼورة؟‬
‫‪ -‬ﻜﻴـ ـ ـ ــف ﺘﺠﻠـ ـ ـ ــت ﺼـ ـ ـ ــورة اﻝﻤ ـ ـ ـ ـرأة ﻓـ ـ ـ ــﻲ رواﻴـ ـ ـ ــﺔ ﺤورﻴـ ـ ـ ــﺎت ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﺤﺎﻓـ ـ ـ ــﺔ اﻝﺠﻨـ ـ ـ ــﺔ ﻝﺒﺸـ ـ ـ ــرى‬
‫ﺒوﺸﺎرب؟‬
‫وﻜﺎﻨت ﺨطﺘﻨﺎ ﻓﻲ إﻨﺠﺎز ﻫذا اﻝﺒﺤث ﻜﺎﻝﺘﺎﻝﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻤدﺨل ﺘﻨﺎوﻝﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻋن ﺘﻌرﻴف اﻝﺼورة ﻝﻐﺔ واﺼطﻼﺤﺎ وﻨﺸﺄﺘﻬﺎ‬
‫‪ -‬أﻨواع اﻝﺼورة وأﻫﻤﻴﺔ دراﺴﺔ اﻝﺼورة‬
‫‪ -‬ﺼـ ـ ــورة اﻝﻤ ـ ـ ـرأة ﻓـ ـ ــﻲ اﻷدب اﻝﻌرﺒـ ـ ــﻲ )ﺼـ ـ ــورة اﻝﻤ ـ ـ ـرأة ﻓـ ـ ــﻲ اﻝﺸـ ـ ــﻌر‪ ،‬ﺼـ ـ ــورة اﻝﻤ ـ ـ ـرأة ﻓـ ـ ــﻲ‬
‫اﻝﻜﺘﺎﺒﺎت اﻷدﺒﻴﺔ اﻝﻨﺜرﻴﺔ(‬
‫ﺜ ـ ــم ﺘﻨﺎوﻝﻨ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ اﻝﻔﺼ ـ ــل اﻷول اﻝﻤﻌﻨ ـ ــون ﺒ ـ ـ ـ اﻝﻜﺘﺎﺒــــــﺔ اﻝﻨﺴــــــوﻴﺔ وﺼــــــورة اﻝﻤــــــرأة‬
‫ﻓﻴﻬـــــﺎ‪ ،‬وﻗﻤﻨـ ــﺎ ﺒﺘﻘﺴـ ــﻴﻤﻪ إﻝـ ــﻰ ﻤﺒﺤﺜـ ــﻴن‪ ،‬اﻝﻤﺒﺤـ ــث اﻷول ﻜـ ــﺎن ﺘﺤـ ــت ﻋﻨ ـ ـوان‪ :‬اﻝﻤ ـ ـرأة ﻜﻤﻨـ ــﺘﺞ‬
‫ﻝﻠﺼورة ﺤﻴث ﺘطرﻗﻨﺎ ﻓﻴﻪ إﻝﻰ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻤﻔﻬوم اﻝرواﻴﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ وﻤﺴﺎرات اﻝﻨﺸﺄة واﻝﺘطور‬
‫‪ -‬اﻝﻤرأة ﻓﻲ اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ‬
‫‪ -‬ﺘطور اﻝرواﻴﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ اﻝﻤﻜﺘوﺒﺔ ﺒﺎﻝﻠﻐﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ‬
‫أﻤ ـ ــﺎ اﻝﻤﺒﺤ ـ ــث اﻝﺜ ـ ــﺎﻨﻲ ﻓﻜ ـ ــﺎن ﻤﻌﻨ ـ ــون ب‪ :‬ﺼ ـ ــورة اﻝﻤـ ـ ـرأة ﻓ ـ ــﻲ اﻹﺒ ـ ــداع اﻝرواﺌ ـ ــﻲ اﻝﺠ ازﺌ ـ ــري‬
‫ﺤﻴث ﺘﻨﺎوﻝﻨﺎ ﻓﻴﻪ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺘﺼوﻴر اﻝﻤرأة ﻝﻠﻤرأة ﻓﻲ اﻝرواﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ‬
‫‪ -‬ﺘﺼوﻴر اﻝرﺠل ﻝﻠﻤرأة ﻓﻲ اﻝرواﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ‬
‫‪ -‬أﻫﻤﻴﺔ ﻤوﻀوع اﻝﻤرأة ﻓﻲ اﻝرواﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ‬

‫ب‬
‫ﻤﻘدﻤﺔ‬

‫واﻝﻔﺼ ــل اﻝﺜ ــﺎﻨﻲ اﻝﻤﻌﻨ ــون ﺒ ـ ـ‪ :‬ﺼــــورة اﻝﻤــــرأة ﻓــــﻲ رواﻴــــﺔ " ﺤورﻴــــﺎت ﻋﻠــــﻰ ﺤﺎﻓــــﺔ‬
‫اﻝﺠﻨـــــﺔ" ﻝــــــ " ﺒﺸـــــرى ﺒوﺸـــــﺎرب"‪ :‬ﺤﻴ ـ ــث ﻗﻤﻨ ـ ــﺎ ﺒﺎﺴ ـ ــﺘﺨراج ﺼ ـ ــورة اﻝﻤـ ـ ـرأة اﻷم‪ ،‬واﻝﻤﺘﻌﻠﻤ ـ ــﺔ‬
‫واﻝﻌﺎﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻘﺔ واﻝﻤﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺤﻴﺔ واﻝﻜﺘوﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻝﻤﻘﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــورة واﻝﻤﺘﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠطﺔ واﻝﻤﺘﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻤﻨﺔ‪ ،‬واﻝﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرأة‬
‫اﻝﻤﺴﺘﺴﻠﻤﺔ‪ ،‬ﺜم اﻝﺨﺎﺘﻤﺔ‪.‬‬
‫وﻤ ـ ـ ــن ﺒ ـ ـ ــﻴن اﻝﺼ ـ ـ ــﻌوﺒﺎت اﻝﺘ ـ ـ ــﻲ اﻋﺘرﻀ ـ ـ ــﺘﻨﺎ أﺜﻨ ـ ـ ــﺎء ﻗﻴﺎﻤﻨ ـ ـ ــﺎ ﺒﻬ ـ ـ ــذا اﻝﺒﺤ ـ ـ ــث اﻝوﻀ ـ ـ ــﻊ‬
‫اﻝﺼـ ـ ــﺤﻲ ﻝﻠـ ـ ــﺒﻼد ﺠ ـ ـ ـراء اﻝﺤﺠـ ـ ــر‪ ،‬ﻀـ ـ ــﻴق اﻝوﻗـ ـ ــت ﻜوﻨـ ـ ــﻪ ﻴـ ـ ــدرس ﻤﺴـ ـ ــﺄﻝﺔ اﻝﻤ ـ ـ ـرأة‪ ،‬ﺘﺸـ ـ ــﻌب‬
‫اﻝﻤوﻀوع‪ ،‬ﻨﻘص اﻝﻤﺼﺎدر واﻝﻤراﺠﻊ‪.‬‬
‫وﺨﺘﺎﻤﺎً ﻨرﺠو أن ﻨﻜون ﻗد وﻓﻘﻨﺎ ﻓﻲ ﺒﺤﺜﻨﺎ ﻫذا اﻝﻤﺘواﻀﻊ‪.‬‬

‫ج‬
‫ﻤدﺨل‬
‫ﻤدﺨــل‬

‫ﻤدﺨل‪:‬‬

‫ﺘﻌـ ـ ـ ــد اﻝﺼـ ـ ـ ــورة ﻤـ ـ ـ ــن اﻝﻤواﻀـ ـ ـ ــﻴﻊ اﻝﻤﻬﻤـ ـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﻤﺠـ ـ ـ ــﺎل اﻷدب‪ ،‬وﻝﻌـ ـ ـ ــل أﻫﻤﻴـ ـ ـ ــﺔ ﻫـ ـ ـ ــذا‬
‫اﻝﻤوﻀـ ــوع ﺘﻜﻤـ ــن ﻓـ ــﻲ أﻨـ ــﻪ ﻴﺒـ ــرز ﻝﻨـ ــﺎ ﻋﻼﻗـ ــﺔ اﻷﻨـ ــﺎ ﺒـ ــﺎﻵﺨر‪ ،‬وﻗـ ــد ﻋرﻓـ ــت ﻫـ ــذﻩ اﻝﺼـ ــورة ﻨﻘﻠـ ــﺔ‬
‫ﻨوﻋﻴـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﻤﺠـ ــﺎل اﻝﺘـ ــﺄﺜﻴر واﻝﺘـ ــﺄﺜر إﻝـ ــﻰ ﻤﺠـ ــﺎل اﻝﻤﻘﺎرﻨـ ــﺔ "ﻴﻌـ ــد ﻋﻠـ ــم اﻝﺼـ ــورة أﺤـ ــدث ﻤﻴـ ــدان‬
‫ﻤـ ــن ﻤﻴـ ــﺎدﻴن اﻝﺒﺤـ ــث ﻓـ ــﻲ اﻷدب اﻝﻤﻘـ ــﺎرن‪ ،‬ﻻ ﺘرﺠـ ــﻊ أﻗـ ــدم اﻝﺒﺤـ ــوث ﻓﻴـ ــﻪ إﻝـ ــﻰ أﻜﺜـ ــر ﻤـ ــن ﻨﺤـ ــو‬
‫ﺜﻼﺜ ــﻴن ﻋﺎﻤـ ــﺎ‪ ،‬وﻝﻜﻨ ــﻪ ﻤـ ــﻊ ﺤداﺜـ ــﺔ ﻨﺸ ــﺄﺘﻪ ُﻋﻨـ ــﻲ ﺒـ ــﺎﻝﺒﺤوث اﻝﺘ ــﻲ ﺘﺸـ ــﻴر ﺒﺄﻨـ ــﻪ ﺴ ــﻴﻜون ﻤـ ــن ﺒـ ــﻴن‬
‫أوﺴـ ـ ـ ــﻊ ﻤﻴـ ـ ـ ــﺎدﻴن اﻷدب اﻝﻤﻘـ ـ ـ ــﺎرن وأﻜﺜرﻫـ ـ ـ ــﺎ رواﺠ ـ ـ ـ ـﺎً ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻝﻤﺴـ ـ ـ ــﺘﻘﺒل‪ ،1‬ﺤﻴـ ـ ـ ــث ﺘوﺴـ ـ ـ ــﻌت إﻝـ ـ ـ ــﻰ‬
‫ﻤﺠ ـ ـ ــﺎﻻت أﺨ ـ ـ ــرى ﻜﻌﻠ ـ ـ ــم اﻝ ـ ـ ــﻨﻔس واﻻﺠﺘﻤ ـ ـ ــﺎع وﻏﻴرﻫ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻗ ـ ـ ــد ﻋرﻓ ـ ـ ــت ﻫ ـ ـ ــذﻩ اﻝﻨﻘﻠ ـ ـ ــﺔ ﻀ ـ ـ ــﺒﺎﺒﻴﺔ‬
‫وﻏﻤوض ﻜﺒﻴرﻴن‪.‬‬
‫‪ – 1‬ﻤﻔﻬوم اﻝﺼورة وﻨﺸﺄﺘﻬﺎ‬
‫‪ -1.1‬ﻤﻔﻬوم اﻝﺼورة‬
‫شأ ﻹ‬

‫‪5‬‬
‫ﻤدﺨــل‬

‫ﺘ ـ ـذوي وﺘﻘ ـطر ﻓﻲ ارﺘﺨـﺎء ﻤن ﻤراﺼ ـﻔﻬﺎ اﻝﻤﻐﻴر‬


‫ﻜﻤﺎ ﺠﺴد اﻝﺴﻴﺎب اﻝﻤرأة اﻝﺠﻤﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻗﺼﻴدﺘﻪ اﻝﺸﻬﻴرة "أﻨﺸودة اﻝﻤطر"‪.‬‬
‫ﻋﻴ ـﻨﺎك ﻏﺎـ ـﺒﺘﺎ ﻨﺨ ـﻴل ﺴﺎﻋـﺔ اﻝﺴـﺤر‬
‫أو ﺸـرﻓﺘﺎن رح ﻴ ـﻨﺄى ﻋﻨـﻬﻤﺎ اﻝﻘ ـﻤر‬
‫واﻝﻜﺜﻴ ـ ــر ﻤ ـ ــن اﻝﺸ ـ ــﻌراء ﻴﺠ ـ ــدون ﻓ ـ ــﻲ اﻝﻤـ ـ ـرأة وط ـ ــﻨﻬم وﻋﺸ ـ ــﻘﻬم ﻓﻴﻘ ـ ــول ﻓـ ـ ـﻲ ذﻝ ـ ــك ﻨـ ـ ـزار‬
‫اﻝﻘﺒﺎﻨﻲ‪:‬‬
‫أﻻﺤظت؟‬
‫ﻜﻴف ﺘﺤررت ﻤن ﻋﻘدة اﻝذﻨب؟‬
‫ﻜﻴف أﻋﺎدت ﻝﻲ اﻝﺤرب‬
‫ﻜل ﻤﻼﻤﺢ وﺠﻬﻲ اﻝﻘدﻴﻤﺔ؟‬
‫أﺤﺒك ﻓﻲ زﻤن اﻝﻨﺼر‬
‫إن اﻝﻬوى ﻻ ﻴﻌﻴش طوﻴﻼ ﺒظ ّل اﻝﻬزﻴﻤﺔ‪.1‬‬
‫ّ‬
‫ب‪ -‬ﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻲ اﻝﻜﺘﺎﺒﺎت اﻷدﺒﻴﺔ اﻝﻨﺜرﻴﺔ‪:‬‬
‫ﺤظﻴـ ــت اﻝﻤ ـ ـرأة ﻓـ ــﻲ اﻝرواﻴـ ــﺎت اﻝﻌرﺒﻴـ ــﺔ ﺒﺤﻀـ ــور ﻤﺴـ ــﺘوﻴﺎﺘﻪ وﺘﺒـ ــﺎرى اﻷدﺒ ـ ـﺎء ﻓـ ــﻲ رﺴـ ــم‬
‫ﺼ ـ ـ ـ ــورﺘﻬﺎ‪ ،‬واﺴ ـ ـ ـ ــﺘﻘطﺒت ﻤﺤ ـ ـ ـ ــو ار ﻤ ـ ـ ـ ــن اﻝﻤﺤ ـ ـ ـ ــﺎور اﻝﻤﺴ ـ ـ ـ ــﺘﺨدﻤﺔ ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﺘﻌﺒﻴ ـ ـ ـ ــر ﻋ ـ ـ ـ ــن ﻤﺨﺘﻠ ـ ـ ـ ــف‬
‫ﺘﺼ ـ ــوراﺘﻬم وأﻓﻜ ـ ــﺎرﻫم وﻤﻨطﻠﻘ ـ ــﺎﺘﻬم اﻝﻔﻜرﻴ ـ ــﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫ ـ ــﺎ ﺠ ـ ــزء ﻤ ـ ــن اﻝﻤﺠﺘﻤ ـ ــﻊ وﺘـ ـ ـرﺘﺒط ﺒﺤرﻜﻴﺘ ـ ــﻪ‬
‫ﻫذا ﻤن ﺠﻬﺔ‪ ،‬أﻤﺎ ﻤن ﺠﻬﺔ أﺨرى ﺘﻤﺜل دﻻﻝﺔ ورﻤ اًز ﺜرﻴﺎ ﻤوﺤﻴﺎً ﻋن اﻝوطن‪.‬‬
‫وﻝطﺎﻝﻤـ ـ ـ ــﺎ ﻜﺎﻨـ ـ ـ ــت اﻝﺼـ ـ ـ ــورة اﻝﻤ ـ ـ ـ ـرأة ﺼـ ـ ـ ــورة ﻨﻤطﻴـ ـ ـ ــﺔ ﻓﻬـ ـ ـ ــﻲ اﻝﻤ ـ ـ ـ ـرأة اﻝﻤﻘﻬـ ـ ـ ــورة اﻝﺴـ ـ ـ ــﻠﺒﻴﺔ‬
‫اﻝﻤﺘﻠﻘﻴ ـ ــﺔ اﻝﺨﺎﻀ ـ ــﻌﺔ ﻝﻠﻬﻴﻤﻨ ـ ــﺔ اﻝذﻜورﻴ ـ ــﺔ ﺘﺎﺒﻌ ـ ــﺔ اﻝﻤﺘﻠﻘﻴ ـ ــﺔ اﻝﻤﺘﻨوﻋ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻝ ـ ــم ﺘﺨ ـ ــرج ﻫ ـ ــذﻩ اﻝﺼ ـ ــورة‬
‫إﻻ ﻓ ـ ــﻲ اﻝرواﻴ ـ ــﺔ اﻝﻌرﺒﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺤﻴ ـ ــث أﺼ ـ ــﺒﺤت ﺸـ ـ ـرﻴﻜﺔ ﻝﻠرﺠ ـ ــل واﻤـ ـ ـرأة إﻨﺴ ـ ــﺎﻨﺔ ﺘﺤﻤ ـ ــل ﻤﺴ ـ ــؤوﻝﻴﺔ‬
‫وﻫﻲ اﻷم اﻝﻤﻨﺎﻀﻠﺔ وﺒﺸﻜل ﻋﻠم اﻝﺼورة ﺘﻨﺒﻊ ﻤن وﻋﻲ وﺜﻘﺎﻓﺔ اﻝﻜﺎﺘب‪.‬‬

‫ﻓﺎطﻤﺔ ﻤﺤﻤد‪ ،‬اﻝﻤرأة ﺒﻠﺴﺎن اﻝﺸﻌراء ﻋﺒر اﻝﻌﺼور اﻷدﺒﻴﺔ‪ ،‬ﺘم اﻻطﻼع ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ‪ 17‬ﻓﻴﻔري‬ ‫‪1‬‬

‫‪Https://Ayyamsyria-Net- Cdn-Ampporoject.Org‬‬
‫‪12‬‬
‫ﻤدﺨــل‬

‫وﻤـ ــن ﺨـ ــﻼل ﻤـ ــﺎ ﺴ ـ ـﺒق ﻤﻌﺎﻝﺠﺘـ ــﻪ ﻴﺘﻀـ ــﺢ أن اﻝﻌﻤـ ــل اﻝرواﺌـ ــﻲ ﺘﻨـ ــﺎول اﻝﻤ ـ ـرأة ﻓـ ــﻲ ﺼـ ــورة‬
‫ﻤﺘﻌددة ﻜﻤﺎ ذﻜرﻨﺎ ﺴﺎﻝﻔﺎ ﻨﺎﺒﻌﺔ ﻤن ﺜﻘﺎﻓﺘﻬم وﻋﺎداﺘﻬم وﺘﻘﺎﻝﻴدﻴﻬم وﻨذﻜر ﻤن ﺒﻴﻨﻬﺎ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻝﻤــــــرأة اﻝﻌﺎﻤﻠــــــﺔ‪ :‬اﻝﺘـ ـ ــﻲ ﺘﺘﻔﺎﻋـ ـ ــل ﻤـ ـ ــﻊ اﻝﺒﻴﺌـ ـ ــﺔ اﻝﺘـ ـ ــﻲ ﺘﻌـ ـ ــﻴش ﻓﻴﻬـ ـ ــﺎ ﻤﺜـ ـ ــل اﻝرﺠـ ـ ــل وﺘﺤﺴـ ـ ــﻴن‬
‫أوﻀ ـ ــﺎﻋﻬﺎ‪ ،‬ﻤ ـ ــن ﺨ ـ ــﻼل اﻝﻌﻤ ـ ــل ﻓﻴ ـ ــﻪ ﺘﺄﻜﻴ ـ ــد ﻋﻠ ـ ــﻰ رﻏﺒﺘﻬ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ اﻝﻤﺸ ـ ــﺎرﻜﺔ اﻝﻌﻠﻤﻴ ـ ــﺔ وﺘﺤﻤﻠﻬ ـ ــﺎ‬
‫اﻝﻤﺴ ـ ــؤوﻝﻴﺔ ﻝﺘؤﻜ ـ ــد ذاﺘﻬ ـ ــﺎ ﻤ ـ ــن أﺠ ـ ــل ﻤﺴ ـ ــﺎﻋدة اﻝرﺠ ـ ــل اﻝ ـ ــذي ﻴﺘﻜﻔ ـ ــل وﺤ ـ ــدﻩ ﺒﺎﻝﻤﺴ ـ ــؤوﻝﻴﺔ ﻝﺒﻘ ـ ــﺎء‬
‫اﻷﺴرة ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ ﻗوﻴﺔ رﻏم ﻤﺎ ﺘﻌﻴﺸﻪ ﻤن ظروف ﻤﺜل أم ﺼﻘر ﻓﻲ اﻝﻤﺼﺎﺒﻴﺢ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﻤــــــرأة اﻝﺤﺒﻴﺒــــــﺔ‪ :‬إن اﺘﺼ ـ ــﺎل اﻝرﺠـ ـ ــل ﺒ ـ ــﺎﻝﻤرأة ﻫـ ـ ــو أﺴ ـ ــﺎس اﻝﺘﺠﻤ ـ ــﻊ اﻝﺒﺸـ ـ ــري وﻫ ـ ــو ﺴـ ـ ــر‬
‫اﺴـ ــﺘﻤرار اﻝوﺠـ ــود وﻴﺒـ ــدأ ﻫـ ــذا اﻻﺘﺼـ ــﺎل ﺒﻤﻴـ ــل طـ ــرف ﻨﺤـ ــو طـ ــرف آﺨـ ــر وﻴﻨﻀـ ــﺞ ﻫـ ــذا اﻝﻤﻴـ ــل‬
‫ﻓ ـ ــﻲ ﺴ ـ ــن اﻝﺒﻠ ـ ــوغ واﻝﻨﻀ ـ ــﺞ اﻝﺠﻨﺴ ـ ــﻲ‪ ،‬وﺘﻌ ـ ــد ﺨﺼوﺼ ـ ــﻴﺔ اﺠﺘﻤﺎﻋﻴ ـ ــﺔ ﻋﺎﺸ ـ ــرﻫﺎ ﺠ ـ ــل اﻷدﺒ ـ ــﺎء‪،‬‬
‫وﺠﺴدوﻫﺎ ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻝﻬم اﻝﻔﻨﻴﺔ ﻴﺤﺎوﻝون ﻓﻴﻬﺎ رﺴم اﻝﺘﺠرﺒﺔ اﻝﻌﺎطﻔﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﻤــــرأة اﻝﻤﻨﺎﻀــــﻠﺔ‪ :‬ﻝـ ــم ﻴﻘـ ــف اﻝﻨﻀـ ــﺎل ﻋﻠـ ــﻰ اﻝرﺠـ ــل ﻓـ ــﻲ ﺴـ ــﺎﺤﺎت اﻝﻤﻌـ ــﺎرك واﻝـ ــدﻓﺎع ﻋـ ــن‬
‫اﻷوطـ ــﺎن ﺒـ ــل ﺘﻌـ ــداﻫﺎ إﻝـ ــﻰ اﻝﻤ ـ ـرأة اﻝﺘـ ــﻲ ﻋرﻓـ ــت ﻤﻨـ ــذ اﻝﻘـ ــدم ﺒـ ــﺎﻝوﻗوف ﻤـ ــﻊ اﻝرﺠـ ــل وﻤﺴـ ــﺎﻋدﺘﻪ‬
‫ﻓ ـ ــﻲ اﻝﺤ ـ ــروب‪ ،‬ﻫ ـ ــذﻩ اﻝﺼ ـ ــورة ﻓ ـ ــﻲ اﻝﺤﻘﻴﻘ ـ ــﺔ ﺘﻌ ـ ــد ﻤﻌﺎﻴﻨ ـ ــﺔ ﻝﻤ ـ ــﺎ ﻗﺎﻤ ـ ــت ﺒ ـ ــﻪ اﻝﻤـ ـ ـرأة ﻤ ـ ــن أدوار‬
‫ﻨﻀـ ــﺎﻝﻴﺔ ﻤﺸـ ــرﻓﺔ أﻴﻨﻤـ ــﺎ ﻜﺎﻨـ ــت ﻓـ ــﻲ دﻓﺎﻋﻬـ ــﺎ اﻝﻤﺘﻌـ ــدد اﻷﺸـ ــﻜﺎل‪ ،‬ﻤﻤـ ــﺎ ﻜـ ــﺎن ﻋـ ــﺎﻤﻼ أﺴﺎﺴـ ــﻴﺎ ﻓـ ــﻲ‬
‫اﺨﺘﻴ ـ ـ ــﺎر اﻝ ـ ـ ــرواة ﻤﻌﺎﻝﺠ ـ ـ ــﺔ ﻫ ـ ـ ــذﻩ اﻝﺤﻘ ـ ـ ــﺎﺌق واﻝﻤﻌطﻴ ـ ـ ــﺎت ﺒﺎﻷﺴـ ـ ـ ـﻠوب اﻝﻤﺘ ـ ـ ــوﻓر ﻝ ـ ـ ــدﻴﻬم أﻻ وﻫ ـ ـ ــو‬
‫اﻷﺴﻠوب اﻝواﻗﻌﻲ‪ ،‬وﻜﺄداة ﺘﻌﻜس دور اﻝﻤرأة ﻓﻲ اﻝﻌﻤل اﻝﻨﻀﺎﻝﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﻤـــــرأة اﻷم‪ :‬ﻨظـ ـ ـ ار ﻝﻠﻌﻼﻗ ـ ــﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴ ـ ــﺔ واﻷﺴـ ـ ـرﻴﺔ اﻝﺘ ـ ــﻲ ﺘـ ـ ـرﺒط اﻝﻜﺎﺘ ـ ــب ﻓﻤ ـ ــن اﻝطﺒﻴﻌ ـ ــﻲ‬
‫أن ﻴﺠﻌـ ـ ــل ﻤﺴـ ـ ــﺎﺤﺎت ﻋرﻴﻀـ ـ ــﺔ اﻝﺘـ ـ ــﻲ ﺘﻤﺜـ ـ ــل ﺤﻀـ ـ ــﻨﻪ اﻷول‪ ،‬ﻓﻬـ ـ ــو ﻴﺒـ ـ ــوح ﻝﻬـ ـ ــﺎ ﺒﻤﺸـ ـ ــﺎﻋرﻩ ﻓـ ـ ــﻲ‬
‫ﺤﻴﺎﺘﻬ ـ ــﺎ وﺒﻌ ـ ــد ﻤﻤﺎﺘﻬ ـ ــﺎ وأن ﻴﻌﺒ ـ ــر ﻋ ـ ــن ﻋواطﻔ ـ ــﻪ اﺘﺠﺎﻫﻬ ـ ــﺎ‪ .‬وﻫﻨ ـ ــﺎك ﻤ ـ ــن اﻋﺘﺒ ـ ــر اﻝﻤـ ـ ـرأة رﻤـ ـ ـ اًز‬
‫وﻗﺎم ‪f‬اﻝﺘﻌﺒﻴر ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻝﻪ اﻷدﺒﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﺤرﻴــــﺔ اﻤــــرأة‪ :‬ﻤ ــﻨﻬم ﻤ ــن ﺠﻌﻠﻬ ــﺎ رﻤـ ـ از ﺨ ــﺎﻝص ﻝﻠﺤرﻴ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻷﻋﻤ ــﺎل اﻝرواﺌﻴ ــﺔ واﻝﻤﻨطﻠ ــق‬
‫اﻝﺤﻘﻴﻘ ـ ــﻲ ﻝﻺﺒ ـ ــداع ﻜﻜ ـ ــل وﻨﺨ ـ ــص ﺒﺎﻝ ـ ــذﻜر ﻻ اﻝﺤﺼ ـ ــر ﻤ ـ ــﺜﻼ أﻋﻤ ـ ــﺎل إﺤﺴ ـ ــﺎن ﻋﺒ ـ ــد اﻝﻘ ـ ــدوس‬

‫‪13‬‬
‫ﻤدﺨــل‬

‫ﻓـ ـ ــﻲ ﻋﻘـ ـ ــدة ﺒﺠﻤـ ـ ــﺎﻝﻴون‪ ،‬ﻤﺘﻜـ ـ ــﺄ ﻓـ ـ ــﻲ أﻏﻠـ ـ ــب رواﻴﺎﺘـ ـ ــﻪ ﻝﻴﻌﺒـ ـ ــر ﻋـ ـ ــن ﺸﺨﺼـ ـ ــﻴﺔ اﻝرﺠـ ـ ــل اﻝﻤﺴـ ـ ــﺘﺒد‬
‫واﻝﻤ ـ ـ ـ ـرأة اﻝطﺎﻤﻌـ ـ ـ ــﺔ إﻝـ ـ ـ ــﻰ اﻝﺘﺤـ ـ ـ ــرر وﻝﻴﻌﺒـ ـ ـ ــر ﻋـ ـ ـ ــن ﻨظ ـ ـ ـ ـرة اﻝﻤﺠﺘﻤـ ـ ـ ــﻊ إﻝـ ـ ـ ــﻰ اﻝﻤ ـ ـ ـ ـرأة اﻝطﻤوﺤـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻝﻤﺘﺤررة‪ ،‬ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ ﺘﻤرد وﺨروج ﻋن اﻝﻤﺄﻝوف واﻝﻌرف واﻝﺸرع‪.1‬‬

‫ﺒوزﻴدي ﻤﺤﻤد‪ ،‬ﺸﺨﺼﻴﺔ اﻝﻤرأة وﺘﻤظﻬراﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻝرواﻴﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ‪ ،‬ﻤﺠﻠﺔ اﻝﻤﻴدان ﻝﻠﻌﻠوم اﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫اﻝﻤﺠﻠد ‪ ،03‬اﻝﻌدد ‪ ،2020 ،03‬ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤﻌﺴﻜر‪ ،‬ص ‪.67-65‬‬


‫‪14‬‬
‫‪ :1‬اﻝﻤرأة ﻜﻤﻨﺘﺞ ﻝﻠﺼورة )اﻝﻤﺒدﻋﺔ(‬

‫‪ - 1-1‬ﻤﻔﻬوم اﻝرواﻴﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ‬

‫‪ -2-1‬اﻝرواﻴﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ ﻤﺴﺎرات اﻝﻨﺸﺄة واﻝﺘطور‬

‫‪ –3-1‬اﻝﻤرأة ﻓﻲ اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ‬

‫‪ –4-1‬ﺘطور اﻝرواﻴﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ اﻝﻤﻜﺘوﺒﺔ ﺒﺎﻝﻠﻐﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ‬

‫‪ :2‬ﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻲ اﻹﺒداع اﻝرواﺌﻲ‬

‫‪ – 1-2‬ﺘﺼوﻴر اﻝﻤرأة ﻝﻠﻤرأة ﻓﻲ اﻝرواﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ‬

‫‪ –2-2‬ﺘﺼوﻴر اﻝرﺠل ﻝﻠﻤرأة ﻓﻲ اﻝرواﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ‬

‫‪ –3-2‬أﻫﻤﻴﺔ ﻤوﻀوع اﻝﻤرأة ﻓﻲ اﻝرواﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ‬


‫اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ وﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫اﻝﻔﺼل اﻷول‪:‬‬

‫‪ :1‬اﻝﻤرأة ﻜﻤﻨﺘﺞ ﻝﻠﺼورة ) اﻝﻤﺒدﻋﺔ(‬

‫ﻋ ـ ــرف اﻝﻤﺴ ـ ــﺎر اﻝرواﺌ ـ ــﻲ اﻝﻨﺴ ـ ــوي اﻝﺠ ازﺌ ـ ــري ﺘوﺠﻬ ـ ــﺎ ﻤزدوﺠ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ أﺴ ـ ــﻠوب اﻝﻜﺘﺎﺒ ـ ــﺔ‪ ،‬إذ‬
‫ﻨﺎﻀـ ـ ــﻠت اﻝﻤ ـ ـ ـرأة اﻝﺠزاﺌرﻴـ ـ ــﺔ ﺒﻜﺘﺎﺒﺎﺘﻬـ ـ ــﺎ اﻝﺴـ ـ ــردﻴﺔ ﻋـ ـ ــن ﺤرﻴـ ـ ــﺔ اﻝـ ـ ــوطن واﻷﻨﺜـ ـ ــﻰ‪ ،‬ﺨﺎﺼـ ـ ــﺔ ﻀـ ـ ــد‬
‫اﻝﻌ ـ ــدو اﻝﻔرﻨﺴ ـ ــﻲ ﺨ ـ ــﻼل اﻝﺤﻘﺒ ـ ــﺔ اﻻﺴ ـ ــﺘﻌﻤﺎرﻴﺔ وﻓ ـ ــﻲ ﻤرﺤﻠ ـ ــﺔ ﻤ ـ ــﺎ ﺒﻌ ـ ــد اﻻﺴ ـ ــﺘﻘﻼل داﻓﻌ ـ ــت ﻓ ـ ــﻲ‬
‫رواﻴﺎﺘﻬ ـ ــﺎ ﻋـ ـ ــن ذاﺘﻬ ـ ــﺎ اﻷﻨﺜوﻴـ ـ ــﺔ ﻀـ ـ ــد اﻝﻬﻴﻤﻨ ـ ــﺔ اﻝذﻜورﻴـ ـ ــﺔ اﻝﺘـ ـ ــﻲ ﻫﻀ ـ ــﻤت ﺤﻘوﻗﻬـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻤﺎرﺴـ ـ ــت‬
‫ﻀ ـ ــدﻫﺎ اﻝﺘﻌﺴـ ـ ــف واﻹﻗﺼـ ـ ــﺎء‪ ،‬ﻓﻬـ ـ ــذﻩ اﻝﻘﻀـ ـ ــﺎﻴﺎ اﻝﻤﻌﺒ ـ ــر ﻋﻨﻬـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ــﻲ اﻝرواﻴـ ـ ــﺔ اﻝﻨﺴـ ـ ــوﻴﺔ ﻜرﺴـ ـ ــت‬
‫ﻝﻠﻤﻜﺎﻨﺔ اﻝﻤﻨﺤطﺔ اﻝﺘﻲ أﺨذﺘﻬﺎ اﻝﻤرأة ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺴﻴﺎق ﻤﺎ‪.1‬‬
‫ﻝـ ـ ـ ــذﻝك ﻓﺎﻝرواﻴـ ـ ـ ــﺔ اﻝﻨﺴـ ـ ـ ــوﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴـ ـ ـ ــﺔ أﺜـ ـ ـ ــﺎرت اﻫﺘﻤﺎﻤﻨـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬و ودﻓﻌﺘﻨـ ـ ـ ــﺎ ﻝﻠﺒﺤـ ـ ـ ــث ﻓﻴﻬـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻤﺤ ـ ـ ــﺎوﻝﻴن اﻝوﻗ ـ ـ ــوف ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ أﻫ ـ ـ ــم اﻝﻤرﺘﻜ ـ ـ ـ ـزات اﻝﻤوﻀ ـ ـ ــوﻋﻴﺔ اﻝﺘ ـ ـ ــﻲ دﻓﻌـ ـ ـ ــت اﻝﻤـ ـ ـ ـرأة اﻝﺠزاﺌرﻴـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻝﺼ ـ ــﻴﺎﻏﺔ ﺘوﺠﻬﻬ ـ ــﺎ اﻝﻨﺴ ـ ــوي ﻓ ـ ــﻲ ﺠ ـ ــﻨس اﻝرواﻴ ـ ــﺔ دون ﺴـ ـ ـواﻫﺎ ﻤ ـ ــن اﻷﻨـ ـ ـواع اﻷدﺒﻴ ـ ــﺔ اﻷﺨ ـ ــرى‪،‬‬
‫إﻀـ ــﺎﻓﺔ إﻝـ ــﻰ أن أﺤـ ــد أﻫـ ــم اﻷﺴـ ــﺒﺎب اﻝﺘ ـ ـﻲ ﺤﻔزﺘﻨـ ــﺎ ﻝﻠﺒﺤـ ــث ﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذا اﻝﻤوﻀـ ــوع‪ ،‬ﻨﺘﻨـ ــﺎول ﻓﻴـ ــﻪ‬
‫ﻗﻀ ـ ــﺎﻴﺎ أدﺒﻴ ـ ــﺔ ﻝ ـ ــم ﺘﻨ ـ ــل ﺤﻘﻬ ـ ــﺎ ﻤ ـ ــن اﻝد ارﺴ ـ ــﺎت اﻝﻨﻘدﻴ ـ ــﺔ اﻝﺴ ـ ــﺎﺒﻘﺔ‪ ،‬ﺨﺎﺼ ـ ــﺔ ﻤ ـ ــﺎ ﺘﻌﻠ ـ ــق ﺒد ارﺴ ـ ــﺔ‬
‫ﻤﺴـ ــﺎر اﻝﻨﺸـ ــﺄة واﻝﺘطـ ــور ﻝﻠرواﻴـ ــﺔ اﻝﻨﺴـ ــوﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴـ ــﺔ‪ ،‬وﺘﺒﻴـ ــﺎن ﻤـ ــﺎ ﺘﻤﻴـ ــزت ﺒـ ــﻪ ﻤـ ــن ﺨﺼوﺼـ ــﻴﺔ‬
‫أدﺒﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ – 1.1‬ﻤﻔﻬوم اﻝرواﻴﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ‪:‬‬
‫ﻴﻌ ـ ــرف اﻝﻨﻘ ـ ــد اﻝﻨﺴ ـ ــوي ﺠ ـ ــدﻻً دﻻﻝﻴـ ـ ـﺎً ﺤ ـ ــول ﻤﻔﻬ ـ ــوم اﻝرواﻴ ـ ــﺔ اﻝﻨﺴ ـ ــوﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻬ ـ ــو ﻻ ﻴﺴ ـ ــﺘﻘر‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻤﻔﻬ ـ ــوم واﺤ ـ ــد‪ ،‬ﻨظـ ـ ـ ار ﻻﺨ ـ ــﺘﻼف اﻝﻤرﺠﻌﻴ ـ ــﺎت اﻝﻨﻘدﻴ ـ ــﺔ اﻝﺘ ـ ــﻲ ﻴﺘ ـ ــﺄﺜر ﺒﻬ ـ ــﺎ ﻜ ـ ــل ﻨﺎﻗ ـ ــد ﻋﻨ ـ ــد‬
‫ﺘﻠﻘﻔ ـ ـ ــﻪ ﻝﻠﻤﺼ ـ ـ ــطﻠﺢ اﻝﻨﺴ ـ ـ ــوي ﻤ ـ ـ ــن اﻝﺜﻘﺎﻓ ـ ـ ــﺔ اﻝﻐرﺒﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺤﻴ ـ ـ ــث ﻨﺠ ـ ـ ــد ﺒ ـ ـ ــﺄن آﻝﻴﺘ ـ ـ ــﺎ ﻨﻘ ـ ـ ــل وﺘرﺠﻤ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻝﻤﺼـ ــطﻠﺢ اﻝﻨﺴـ ــوي ﻤـ ــن اﻝﻔﻜـ ــر اﻝﻐرﺒـ ــﻲ ﺘﻌﺘﺒـ ــر ﻤـ ــن أﺨطـ ــر اﺸـ ــﻜﺎﻝﻴﺎت اﻝﻤﺼـ ــطﻠﺢ ﻓـ ــﻲ اﻝﻔﻜـ ــر‬
‫اﻝﻌرﺒـ ـ ـﻲ اﻝﻤﻌﺎﺼ ـ ــر‪ ،‬ﺤﻴ ـ ــث إن ﻗﻀ ـ ــﻴﺔ اﻝﻤـ ـ ـرأة ﻤ ـ ــن أﻜﺜ ـ ــر ﺤﻘ ـ ــول اﻻﺨ ـ ــﺘﻼف ﺴ ـ ــﺨوﻨﺔ‪ ،‬وأﺸ ـ ــد‬

‫‪1‬‬
‫ﻓـــﺎروق ﺴـــﻠطﺎﻨﻲ‪ ،‬اﻝرواﻴـــﺔ اﻝﻨﺴـــوﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴـــﺔ )ﻤﺴـــﺎرات اﻝﻨﺸـــﺄة وﺨﺼوﺼـــﻴﺔ اﻝﻤﻨﺠـــز اﻝﺴـــردي(‪ ،‬ﻤﺠﻠـــﺔ إﺸـــﻜﺎﻻت‬
‫ﻓﻲ اﻝﻠﻐﺔ واﻷدب‪ ،‬اﻝﻤﺠﻠﺔ ‪ ،09‬اﻝﻌدد ‪ ،03‬ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺘﻤﻨراﺴت )اﻝﺠزاﺌر(‪ ،2020 ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪16‬‬
‫اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ وﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫اﻝﻔﺼل اﻷول‪:‬‬

‫ﻤﺒ ـ ـ ـ ـ ــﺎدئ اﻝﺼـ ـ ـ ـ ـ ـراع اﻝﺤﻀ ـ ـ ـ ـ ــﺎري واﻝﺜﻘ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻓﻲ‪ ،‬ﻓﺎﻝﺤﺎﻝ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻝﻐرﺒﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺤﺎﻝ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻤﻨﺘﺠ ـ ـ ـ ـ ــﺔ وﻤﺘدﻓﻘ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺒﺎﻝﻤﺼ ـ ــطﻠﺤﺎت‪ ،‬وﻝـ ـ ــﻴس ﺒوﺴـ ـ ــﻊ اﻝﻔﻜـ ـ ــر اﻝﻌرﺒـ ـ ــﻲ اﻝوﻗ ـ ــت اﻝﻜـ ـ ــﺎﻓﻲ ﻝد ارﺴـ ـ ــﺔ ﻫـ ـ ــذﻩ اﻝﻤﺼـ ـ ــطﻠﺤﺎت‬
‫واﻝﺨـ ـ ــروج ﺒﺼـ ـ ــﻴﻐﺔ ﻤﻔـ ـ ــروزة اﻝﻌواﻝـ ـ ــق اﻹﻴدﻴوﻝوﺠﻴـ ـ ــﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـ ـ ــﺔ ﻝﻜﺜﻴـ ـ ــر ﻤـ ـ ــن اﻝﻤﺼـ ـ ــطﻠﺤﺎت‬
‫اﻝﻨﺴوﻴﺔ‪ ،‬ﺒل ﺘم أﺤﻴﺎﻨﺎ اﺴﺘﺨدام اﻝﻤﺼطﻠﺢ اﻝﻨﺴوي ﺒﺼﻴﻐﺘﻪ اﻷﺠﻨﺒﻴﺔ‪.1‬‬
‫ﻝـ ـ ــذﻝك ﺘﺘﻌـ ـ ــدد اﻝﺘﺴـ ـ ــﻤﻴﺎت اﻝﺘـ ـ ــﻲ ﺘـ ـ ــدل ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻝﻜﺘﺎﺒـ ـ ــﺔ اﻝرواﺌﻴـ ـ ــﺔ اﻝﺘـ ـ ــﻲ أﺒـ ـ ــدﻋﺘﻬﺎ اﻝﻤ ـ ـ ـرأة‪،‬‬
‫وﻴرﺠـ ـ ــﻊ اﻝﺴـ ـ ــﺒب إﻝـ ـ ــﻰ اﻋﺘﻤـ ـ ــﺎد ﺒﻌـ ـ ــض اﻝﻨﻘـ ـ ــﺎد ﻋﻠـ ـ ــﻰ وﻀـ ـ ــﻊ ﻤﺼـ ـ ــطﻠﺤﺎت ﻤﻘﺎﺒﻠـ ـ ــﺔ ﻝﻤﺼـ ـ ــطﻠﺢ‬
‫اﻝﻨﺴ ـ ــوﻴﺔ اﻝﻤﺴ ـ ــﺘﻤد ﻤ ـ ــن اﻝﻔﻜـ ـ ــر اﻝﻐرﺒ ـ ــﻲ ﻜﻤﺼ ـ ــطﻠﺤﻲ‪) :‬اﻷدب اﻝﻨﺴــــــﺎﺌﻲ‪ /‬اﻷدب اﻷﻨﺜــــــوي(‪،‬‬
‫وﻫ ـ ــو وﻀ ـ ــﻊ ﻤﺼ ـ ــطﻠﺤﻲ ﻴﻤﻴ ـ ــل إﻝ ـ ــﻰ ﻤﻌﻴ ـ ــﺎر اﻝﺠﻨوﺴ ـ ــﺔ ﻋﻨ ـ ــد ﺘﺼ ـ ــﻨﻴف اﻷدب ﺤﺴ ـ ــب ﺠ ـ ــﻨس‬
‫اﻝﻤؤﻝ ــف )اﻝﻤـــرأة أو اﻝرﺠـــل(‪ ،‬ﻝﻜ ــن ﻤ ــن ﺒ ــﻴن ﻫ ــذﻩ اﻝﺘﺴ ــﻤﻴﺎت اﻝﺘ ــﻲ ﺘطﻠ ــق ﻋﻠ ــﻰ اﻝﻜﺘﺎﺒ ــﺔ اﻝﺘ ــﻲ‬
‫ﺘﻜﺘﺒﻬـ ـ ـ ــﺎ اﻝﻤ ـ ـ ـ ـرأة ﻨﺠـ ـ ـ ــد‪ :‬ﻤﺼـ ـ ـ ــطﻠﺢ اﻷدب اﻝﻨﺴـ ـ ـ ــوي وﻫـ ـ ـ ــذا اﻷدب اﻝـ ـ ـ ــذي ﻴﺴـ ـ ـ ــﺘطﻴﻊ أن ﻴﻜـ ـ ـ ــون‬
‫ﻤظﻬـ ـ ـ ار ﻤ ـ ــن ﻤظ ـ ــﺎﻫر اﻝﺤرﻜ ـ ــﺔ اﻝﻨﺴ ـ ــوﻴﺔ اﻝﻌﺎﻝﻤﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻝﺘ ـ ــﻲ ﻋرﻓﻬ ـ ــﺎ اﻝﻘ ـ ــرن اﻝﻤﺎﻀ ـ ــﻲ‪ ،‬وأدت إﻝ ـ ــﻰ‬
‫ظﻬـ ــور أﻋﻤـ ــﺎل أدﺒﻴـ ــﺔ ﺠﻴـ ــدة اﺘﺨـ ــذت ﻤـ ــن ﺤﻘـ ــوق اﻝﻤ ـ ـرأة وﻤطﺎﻝﺒﻬـ ــﺎ ﺒﺎﻝﻤﺴـ ــﺎواة ﻤـ ــﺎدة أﺴﺎﺴ ـ ــﻴﺔ‬
‫ﻝﻠﺒﺤث‪.2‬‬
‫وﺒـ ـ ــذﻝك ﻴﺘﻀـ ـ ــﺢ ﺒـ ـ ــﺄن اﻝرواﻴـ ـ ــﺔ اﻝﻨﺴـ ـ ــوﻴﺔ ﻫـ ـ ــﻲ ﺠـ ـ ــﻨس ﺴـ ـ ــردي ذات ﺘوﺠـ ـ ــﻪ إﻴـ ـ ــدﻴوﻝوﺠﻲ‪،‬‬
‫ﻴﺠﻌـ ــل ﻤـ ــن اﻝرواﻴـ ــﺔ وﺴـ ــﻴﻠﺔ ﻨﻀـ ــﺎﻝﻴﺔ‪ ،‬ﺘـ ــداﻓﻊ ﻓﻴﻬـ ــﺎ اﻝﻤ ـ ـرأة ﻋـ ــن ذاﺘﻬـ ــﺎ اﻷﻨﺜوﻴـ ــﺔ ﻀـ ــد ﺘﻌﺴـ ــف‬
‫اﻝ ـ ــذﻜورة‪ ،‬ﺤﻴ ـ ــث ﺘﺒ ـ ــوح اﻝﻤـ ـ ـرأة ﻓ ـ ــﻲ اﻝﻤ ـ ــﺘن اﻝﻤﺤﻜ ـ ــﻲ ﻋ ـ ــن ﻗﻀ ـ ــﺎﻴﺎﻫﺎ اﻝﺤﻴﺎﺘﻴ ـ ــﺔ اﻝﻤﺘﻌ ـ ــددة‪ ،‬اﻝﺘ ـ ــﻲ‬
‫ﺘدﻋو ﻓﻴﻬﺎ ﻝﺘﺤﺼﻴل ﺤﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﻤﺴﺎواة واﻻﺨﺘﻼف‪.‬‬
‫وأﻴﻀ ـ ـ ــﺎ اﻝرواﻴ ـ ـ ــﺔ اﻝﻨﺴ ـ ـ ــوﻴﺔ ﻫ ـ ـ ــﻲ اﻝﺘ ـ ـ ــﻲ ﺘوظ ـ ـ ــف ﻨﺼوﺼ ـ ـ ــﻬﺎ اﻝﺴ ـ ـ ــردﻴﺔ ﻝﻠﺘﻌﺒﻴ ـ ـ ــر ﻋ ـ ـ ــن‬
‫ﻗﻀـ ــﺎﻴﺎ اﻝﻤ ـ ـرأة واﻝـ ــدﻓﺎع ﻋﻨﻬـ ــﺎ ﻋﺒـ ــر اﻝﻤطﺎﻝﺒـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﻜﺘﺎﺒﺎﺘﻬـ ــﺎ ﺒﺤﻘﻬـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ اﻝﻤﺴـ ــﺎواة واﻻﺨـ ــﺘﻼف‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺨﺎﻝــــد ﺒــــن ﻋﺒــــد اﻝﻌزﻴــــز اﻝﺴــــﻴف‪ ،‬إﺸــــﻜﺎﻝﻴﺔ اﻝﻤﺼــــطﻠﺢ اﻝﻨﺴــــوي دراﺴــــﺔ دﻻﻝﻴــــﺔ ﻤﺼــــطﻠﺢ اﻝﻤﺴــــﺎواة‪ ،‬اﻝﺤﺠــــﺎب‪،‬‬
‫اﻝﺘﻤﻜــــﻴن أﻨﻤوذﺠــــﺎ‪ ،‬اﻝــــدار اﻝﻌرﺒﻴــــﺔ ﻝﻠطﺒﺎﻋــــﺔ واﻝﻨﺸــــر‪ ،‬اﻝﻤﻤﻠﻜــــﺔ اﻝﻌرﺒﻴــــﺔ اﻝﺴــــﻌودﻴﺔ‪ ،‬ط‪1438) ،1‬ه‪2017 ،‬م(‪ ،‬ص‬
‫‪.52‬‬
‫‪2‬‬
‫اﺒراﻫﻴم ﺨﻠﻴل‪ ،‬ﻓﻲ اﻝرواﻴﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ‪ ،‬دار ورى اﻷردﻨﻴﺔ‪ ،‬اﻷردن‪ ،‬ط‪2007 ،1‬م‪ ،‬ص ‪.04‬‬
‫‪17‬‬
‫اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ وﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫اﻝﻔﺼل اﻷول‪:‬‬

‫وﻫ ـ ـ ـ ــﻲ ﺘﺠ ـ ـ ـ ــﺎوز ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﻤﻔﻬوﻤﻬ ـ ـ ـ ــﺎ اﻝﻌﺎﻤ ـ ـ ـ ــل اﻝﻔﺌ ـ ـ ـ ــوي‪ ،‬ﻝﺘرﺘﻜ ـ ـ ـ ــز ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ دﻻﻝﺘﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻝﺠﺎﻨ ـ ـ ـ ــب‬
‫اﻹﻴـ ـ ـ ــدﻴوﻝوﺠﻲ‪ ،‬ﻷن دﻻﻝﺘﻬـ ـ ـ ــﺎ ﻻ ﺘ ـ ـ ـ ـرﺘﺒط ﺒﺎﻝﻤﻌﻴـ ـ ـ ــﺎر اﻝﺠﻨﺴـ ـ ـ ــﻲ اﻝـ ـ ـ ــذي ﻴ ـ ـ ـ ـرﺒط ﻤﻔﻬـ ـ ـ ــوم اﻝرواﻴـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻝﻨﺴـ ـ ــوﻴﺔ ﺒطﺒﻴﻌـ ـ ــﺔ اﻝﻜﺎﺘـ ـ ــب ﺒﻘـ ـ ــدر ﻤـ ـ ــﺎ ﻴﺸـ ـ ــﺠﻊ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻻﺌـ ـ ــﺘﻼف ﺒﻴﻨﻬـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻋﺒـ ـ ــر اﺤﺘ ـ ـ ـرام ﻤﺒـ ـ ــدأ‬
‫اﻻﺨ ـ ــﺘﻼف واﻝﺘﻤ ـ ــﺎﻴز ﻓ ـ ــﻲ اﻹﺒ ـ ــداع ﺒ ـ ــﻴن اﻝﺠﻨﺴ ـ ــﻴن‪ ،‬ﻓﺎﻝرواﻴ ـ ــﺔ اﻝﻨﺴ ـ ــوﻴﺔ ﻓ ـ ــﻲ اﻝﻜﺘﺎﺒ ـ ــﺔ اﻝﺴ ـ ــردﻴﺔ‬
‫اﻝﺘـ ـ ـ ــﻲ ﺘﻜﺘـ ـ ـ ــب ﻋـ ـ ـ ــن اﻝﻤ ـ ـ ـ ـرأة‪ ،‬وﺘﻨﺎﻀـ ـ ـ ــل ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﻤﻀـ ـ ـ ــﻤوﻨﻬﺎ ﻋـ ـ ـ ــن ذاﺘﻬـ ـ ـ ــﺎ اﻷﻨﺜوﻴـ ـ ـ ــﺔ وﻗﻀـ ـ ـ ــﺎﻴﺎﻫﺎ‬
‫اﻝﻤﺘﻌددة‪ ،‬وﺘطﺎﻝب ﻓﻲ ﻤﺘﻨﻬﺎ اﻝﻤﺤﻜﻲ ﺒﺘﺤﺼﻴل ﺤﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﺨﺘﻼف واﻝﻤﺴﺎواة‪.1‬‬
‫‪ -2.1‬اﻝرواﻴﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ ﻤﺴﺎرات اﻝﻨﺸﺄة واﻝﺘطور‪:‬‬
‫ﻴرﺠ ـ ــﻊ ظﻬ ـ ــور اﻝرواﻴ ـ ــﺔ اﻝﻨﺴ ـ ــوﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ اﻷدب إﻝ ـ ــﻰ اﻝﺨﻤﺴ ـ ــﻴﻨﻴﺎت واﻝﺴ ـ ــﺘﻴﻨﺎت‬
‫ﻤ ـ ــن اﻝﻘ ـ ــرن اﻝﻤﺎﻀ ـ ــﻲ إﻝ ـ ــﻰ ﻴوﻤﻨ ـ ــﺎ ﻫ ـ ــذا‪ ،‬وﻫ ـ ــﻲ ﺘﻌ ـ ــد إﻀ ـ ــﺎﻓﺔ ﻤﻤﻴـ ـ ـزة ﻝ ـ ــﻸدب اﻝﻌرﺒ ـ ــﻲ ﻋﺎﻤ ـ ــﺔ‬
‫واﻷدب اﻝﻤﻐـ ـ ـ ــﺎرﺒﻲ ﺨﺎﺼـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺒـ ـ ـ ــﺎﻝﻨظر ﻝﻤـ ـ ـ ــﺎ ﺘﺘﻤﻴـ ـ ـ ــز ﺒـ ـ ـ ــﻪ اﻝرواﻴـ ـ ـ ــﺔ اﻝﻨﺴـ ـ ـ ــوﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴـ ـ ـ ــﺔ ﻤـ ـ ـ ــن‬
‫ﺨﺼوﺼـ ـ ـ ــﻴﺔ أدﺒﻴـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬إذ ﺘﻌـ ـ ـ ــد اﻝرواﻴـ ـ ـ ــﺔ اﻝﻨﺴـ ـ ـ ــوﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴـ ـ ـ ــﺔ ﻓﺎﺘﺤ ـ ـ ـ ـﺔ اﻷدب اﻝﻤﻐـ ـ ـ ــﺎرﺒﻲ اﻝـ ـ ـ ــذي‬
‫ﺘﻜﺘﺒـ ــﻪ اﻝﻤ ـ ـرأة‪ ،‬وﻴرﺠـ ــﻊ أﻤـ ــر اﻝرﻴـ ــﺎدة إﻝـ ــﻰ اﻝرواﺌﻴـ ــﺔ " طـ ــﺎوس ﻋﻤـ ــروش" ﺤﻴﻨﻤـ ــﺎ أﺼـ ــدرت ﺴـ ــﻨﺔ‬
‫‪ 1947‬رواﻴ ـ ـ ـ ــﺔ )اﻝزﻨﺒﻘـــــــــﺔ اﻝﺴـــــــــوداء( اﻝﺘ ـ ـ ـ ــﻲ ﺘﻌ ـ ـ ـ ــد أول رواﻴ ـ ـ ـ ــﺔ ﻨﺴ ـ ـ ـ ــﺎﺌﻴﺔ ﻤﻐﺎرﺒﻴ ـ ـ ـ ــﺔ ﺒﺎﻝﻠﻐ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻝﻔرﻨﺴﻴﺔ‪.2‬‬
‫إن ﻤﻤﺎرﺴ ـ ــﺔ اﻝﻜﺎﺘﺒ ـ ــﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴ ـ ــﺔ ﺠ ـ ــﻨس اﻝرواﻴ ـ ــﺔ ﺘﻌﺘﺒ ـ ــر ﺤدﻴﺜ ـ ــﺔ اﻝﻌﻬ ـ ــد إذا ﻤ ـ ــﺎ ﻗورﻨ ـ ــت‬
‫ﺒﻤرﺴ ــﻬﺎ ﻋﻨـ ــد اﻝﻜﺘـ ــﺎب اﻝرﺠـ ــﺎل‪ ،‬وﻫ ــذا ﻋﻠـ ــﻰ ﻋﻜـ ــس ﻤـ ــﺎ ﻨﺠـ ــدﻩ ﻋﻨ ــد اﻝﻜﺎﺘﺒـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻝﻌـ ــرب اﻝﺘـ ــﻲ‬
‫ا‬
‫اﺤﺘﻜـ ـ ــت ﺒﺠـ ـ ــﻨس اﻝرواﻴـ ـ ــﺔ ﺒـ ـ ــﺎﻝﻤوازاة ﻤـ ـ ــﻊ اﻝرﺠـ ـ ــل‪ .‬وﻨظ ـ ـ ـ ار ﻝﻤـ ـ ــﺎ ﺸـ ـ ــﻬدﺘﻪ اﻝﺠ ازﺌـ ـ ــر ﺨـ ـ ــﻼل ﻓﺘ ـ ـ ـرة‬
‫اﻝﺘﺴـ ــﻌﻴﻨﺎت أو ﺨـ ــﻼل اﻝﻌﺸ ـ ـرﻴﺔ اﻝﺴـ ــوداء ﻜﻤـ ــﺎ ﻴطﻠـ ــق ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ ﻓﻜﺎﻨـ ــت ﺒداﻴـ ــﺔ اﻝﺘﻨﻜﻴـ ــل ﺒـ ــﺎﻝﺠزاﺌر‬

‫‪1‬‬
‫ﻓﺎروق ﺴﻠطﺎﻨﻲ‪ ،‬اﻝرواﻴﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ )ﻤﺴﺎرات اﻝﻨﺸﺄة واﻝﺨﺼوﺼﻴﺔ اﻝﻤﻨﺠز اﻝﺴردي(‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻤﺴـــﻌودة ﻝﻌـــرﻴط‪ ،‬ﺴـــردﻴﺔ اﻝﻔﻀـــﺎء ﻓـــﻲ اﻝرواﻴـــﺔ اﻝﻨﺴـــﺎﺌﻴﺔ اﻝﻤﻐﺎرﺒﻴـــﺔ‪ ،‬ﻤـــوﻓم ﻝﻠﻨﺸـــر‪ ،‬اﻝﺠزاﺌـــر‪ ،‬د ط‪ ،2013 ،‬ص‬
‫‪.27‬‬
‫‪18‬‬
‫اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ وﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫اﻝﻔﺼل اﻷول‪:‬‬

‫اﻝﺘ ـ ـ ــﻲ ﻜﺎﻨ ـ ـ ــت ﺤﻴﻨﺌ ـ ـ ــذ ﺘرﺘ ـ ـ ــب أﻏ ارﻀ ـ ـ ــﻬﺎ وﺘﺤ ـ ـ ــدد ﻤوﻗﻌﻬ ـ ـ ــﺎ داﺨﻠﻴ ـ ـ ــﺎ وﺨﺎرﺠﻴ ـ ـ ــﺎ وﻫ ـ ـ ــﻲ اﻝﺘ ـ ـ ــﻲ ﻻ‬
‫ﻴﻤﻀﻲ ﻋﻠﻰ اﺴﺘﻘﻼﻝﻬﺎ ﺴوى أﻜﺜر ﻤن رﺒﻊ ﻗرن ﻤن اﻝزﻤن‪.1‬‬
‫وﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ ﻓـ ـ ــﺈن اﻝرواﻴـ ـ ــﺔ ظﻠـ ـ ــت ﻏﺎﺌﺒـ ـ ــﺔ ﺤﺘـ ـ ــﻰ ﺴـ ـ ــﻨﺔ ‪ 1979‬م ﻝﺘطـ ـ ــل ﻋﻠﻴﻨـ ـ ــﺎ ﻤـ ـ ــن رواﻴـ ـ ــﺔ‬
‫"ﻤن ﻴوﻤﻴﺎت ﻤدرﺴﺔ ﺤرة" ﻝـ ـ ـ "زﻫور وﻨﻴﺴﻲ"‪.2‬‬
‫واﻷدﻴﺒـ ــﺔ " زﻫ ـ ــور وﻨﻴﺴ ـ ــﻲ" ﺘ ـ ــرى ﺒﺄﻨ ـ ــﻪ ﻴﺠ ـ ــب ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻝﻤـ ـ ـرأة اﻝﺠزاﺌرﻴ ـ ــﺔ أن ﺘﻌﻴ ـ ــد اﻝﻨظ ـ ــر‬
‫إﻝـ ـ ــﻰ اﻝﻜﺘﺎﺒـ ـ ــﺔ اﻝﺴـ ـ ــردﻴﺔ ﺒﻌـ ـ ــدﻤﺎ أﺜﺒﺘـ ـ ــت اﻝرواﻴـ ـ ــﺔ اﻝﻨﺴـ ـ ــوﻴﺔ ﺒﺄﻨﻬـ ـ ــﺎ ﻗـ ـ ــﺎدرة أن ﺘﻜـ ـ ــون وﺴـ ـ ــﻴﻠﺔ ﻤـ ـ ــن‬
‫وﺴ ـ ــﺎﺌل اﻝﻨﻀ ـ ــﺎل اﻝﻨﺴ ـ ــوي‪ ،‬ﺘﻜ ـ ــﺎﻓﺢ ﺒﻬ ـ ــﺎ اﻝﻤـ ـ ـرأة ﻋ ـ ــن وطﻨﻬ ـ ــﺎ وذاﺘﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬وﺘﻌﺒ ـ ــر ﻋ ـ ــن اﻝﻘﻀ ـ ــﺎﻴﺎ‬
‫اﻝﺘـ ــﻲ ﺘﺸـ ــﻐﻠﻬﺎ ﻓـ ــﻲ اﻝﺤﻴـ ــﺎة‪ ،‬وﺘطرﺤﻬـ ــﺎ طرﺤ ـ ـﺎً واﻋﻴ ـ ـﺎً ﻤـ ــن ﺸـ ــﺄﻨﻪ أن ﻴﻐﻴـ ــر ﻤـ ــن واﻗﻌﻬـ ــﺎ اﻝﺘﺒﻌـ ــﻲ‬
‫ﻝﻠﻬﻴﻤﻨـ ــﺔ اﻝذﻜورﻴـ ــﺔ إﻻ أﻨﻬ ـ ـﺎ ﺘـ ــرى ﺒـ ــﺄن ﻫـ ــذا اﻻﺴﺘﺸ ـ ـراق ﻓـ ــﻲ اﻝﻜﺘﺎﺒـ ــﺔ ﻻ ﻴﻤﻜـ ــن ﺘﺤﻘﻴﻘـ ــﻪ إﻻ إذا‬
‫اﺴ ـ ـ ــﺘطﺎﻋت اﻝﻤـ ـ ـ ـرأة أن ﺘﺘﺠ ـ ـ ــﺎوز ﻤرﺤﻠ ـ ـ ــﺔ اﻝﺘـ ـ ـ ــرف واﻝﻬواﻴ ـ ـ ــﺔ إﻝ ـ ـ ــﻰ ﻤرﺤﻠ ـ ـ ــﺔ اﻝﻨﻀ ـ ـ ــﺞ واﻝﺠدﻴـ ـ ـ ــﺔ‬
‫واﻝﻐ ـ ـ ـ ـ ازرة‪ ،‬واﻹﺒـ ـ ـ ــداع اﻝﻔﻨـ ـ ـ ــﻲ واﻜﺘﺴـ ـ ـ ــﺎب اﻝﺨﺒ ـ ـ ـ ـرات ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻷﺴـ ـ ـ ــﻠوب واﻝﺘﻌﺒﻴـ ـ ـ ــر‪ ،‬واﻝﺠ ـ ـ ـ ـرأة ﻓـ ـ ـ ــﻲ‬
‫اﻝطرح‪ ...‬ﻫﻜذا ﻴﺠب أن ﺘﺨوض اﻝﻤرأة ﻤﻴدان اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ‪.3‬‬
‫ﻓﺎﻝرواﺌﻴ ـ ــﺔ " زﻫ ـ ــور وﻨﻴﺴ ـ ــﻲ" ﺘ ـ ــرى ﺒ ـ ــﺄن ارﺘﻘ ـ ــﺎء اﻝﻤـ ـ ـرأة ﻓ ـ ــﻲ ﻤﻴ ـ ــدان اﻝﻜﺘﺎﺒ ـ ــﺔ ﻴ ـ ــﺘم ﻋﺒ ـ ــر‬
‫ﻤ ارﺤـ ـ ــل ﻤﺴﺘرﺴـ ـ ــﻠﺔ ﺘﻨـ ـ ــدرج ﻓﻴﻬـ ـ ــﺎ اﻝﻤ ـ ـ ـرأة ﻓـ ـ ــﻲ ﻤرﺤﻠـ ـ ــﺔ اﻝﻜﺘﺎﺒـ ـ ــﺔ اﻝﻬواﻴـ ـ ــﺔ إﻝـ ـ ــﻰ ﻤرﺤﻠـ ـ ــﺔ اﻝﻜﺘﺎﺒـ ـ ــﺔ‬
‫اﻝﻨﺎﻀﺠﺔ ﻴﺘرﺘب ﻋﻨﻬﺎ ﻏ ازرة ﻓﻲ اﻝﺘﺄﻝﻴف اﻝرواﺌﻲ‪.‬‬
‫أﻤ ــﺎ "أﺴ ــﻴﺎ ﺠﺒ ــﺎر" اﻝﺘ ــﻲ ﻋرﻓ ــت ﺒﻜﺘﺎﺒﺎﺘﻬ ــﺎ ﺒﺎﻝﻠﻐـ ــﺔ اﻝﻔرﻨﺴ ــﻴﺔ ﻫ ــذا ﺒﻌ ــد ﻤ ــﺎ ﻜﺘﺒ ــت ﺒﺎﻝﻠﻐ ــﺔ‬
‫اﻝﻌرﺒﻴـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﻤرﺤﻠـ ــﺔ ﻤـ ــﺎ ﻓﺈﻨﻬـ ــﺎ ﻋﺠـ ــزت ﺘﻤﺎﻤـ ــﺎ ﻋـ ــن اﻝﺘﻌﺒﻴـ ــر ﻋﻤـ ــﺎ ﻴﺠـ ــﻴش ﺒـ ــﻪ ﺼـ ــدرﻫﺎ‪ ،‬ﻓﻬـ ــﻲ‬
‫ﻨﻤـ ــوذج ﻝﻠﻨﺴـ ــﺎء ﻋدﻴ ـ ــدات ﺘﺎﺌﻬـ ــﺎت ﺒـ ــﻴن ﺤﻀـ ــﺎرﺘﻴن ﻜﻤـ ــﺎ أﻨﻬـ ــﺎ ﺤﺎرﺒـ ــت اﻝﻔرﻨﺴـ ــﻴﻴن ﺒﺎﻝﻔرﻨﺴـ ــﻴﺔ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺴــــﻌﻴدة ﺒــــن ﺒـــــوزة )دﻜﺘــــوراﻩ(‪ ،‬اﻝﻬواﻴـــــﺔ واﻻﺨــــﺘﻼف ﻓـــــﻲ اﻝرواﻴــــﺔ اﻝﻨﺴــــوﻴﺔ ﻓـــــﻲ اﻝﻤﻐــــرب اﻝﻌرﺒـــــﻲ‪ ،‬ﺠﺎﻤﻌــــﺔ اﻝﺤـــــﺎج‬
‫ﻝﺨﻀر‪ ،‬ﺒﺎﺘﻨﺔ‪1428 ،‬ه‪1429 ،‬ه‪2007،2008/‬م‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ 2‬ﻴﻤﻴﻨـــﺔ ﻋﺠﻨـــﺎك‪ ،‬اﻝﻜﺘﺎﺒـــﺔ اﻝﻨﺴـــﺎﺌﻴﺔ ﻓـــﻲ اﻝﺠزاﺌـــر ٕواﺸـــﻜﺎﻝﻴﺘﻬﺎ ﻗﻀـــﻴﺔ اﻝﻤـــرأة ﻜﺘﺎﺒـــﺎت زﻫـــور وﻨﻴﺴـــﻲ‪ ،‬ﻤﺠﻠـــﺔ اﻝواﺤـــﺎت‬
‫ﻝﻠﺒﺤوث واﻝدراﺴﺎت‪ ،‬ع ‪ ،09‬ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻏرداﻴﺔ‪ ،2010 ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻴﻤﻴﻨـــﺔ ﻋﺠﻨـــﺎك‪ ،‬ﻗﻀـــﺎﻴﺎ اﻝﻤـــرأة ﻓـــﻲ اﻝﺨطـــﺎب اﻝﺴـــردي اﻝﻨﺴـــﺎﺌﻲ ﻓـــﻲ اﻝﺠزاﺌـــر ﻜﺘﺎﺒـــﺎت زﻫـــور وﻨﻴﺴـــﻲ أﻨﻤوذﺠـــﺎ‪ ،‬دار‬
‫ﻏﻴداء ﻝﻠﻨﺸر واﻝﺘوزﻴﻊ‪ ،‬ﻋﻤﺎن‪ ،‬اﻷردن‪ ،‬ط‪ ،2018 ،1‬ص ‪.90‬‬
‫‪19‬‬
‫اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ وﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫اﻝﻔﺼل اﻷول‪:‬‬

‫وﻝﻬـ ــﺎ ﻋـ ــدة رواﻴـ ــﺎت ﻓﻜﺎﻨـ ــت رواﻴﺘﻬـ ــﺎ اﻷوﻝـ ــﻰ "اﻝﻌطـ ــش" ﺴـ ــﻨﺔ ‪ 1956‬وﻫـ ــﻲ ﻓـ ــﻲ اﻝﻌﺸ ـ ـرﻴن ﻤـ ــن‬
‫ﻋﻤرﻫـ ــﺎ‪ ،‬وﻋﻠـ ــﻰ ﻤـ ــدى أﻜﺜـ ــر ﻤـ ــن أرﺒﻌـ ــﻴن ﻋﺎﻤـ ــﺎ ﻝـ ــم ﺘﻨﺸـ ــﺄ آﺴـ ــﻴﺎ ﺠﺒـ ــﺎر ﺴـ ــوى ﻤﺠﻤوﻋـ ــﺔ ﻗﻠﻴﻠـ ــﺔ‬
‫ﻤـ ـ ــن اﻝرواﻴـ ـ ــﺎت ﻓﺘﺸـ ـ ــت ﻓﻴﻬـ ـ ــﺎ ﺠﻤﻴﻌـ ـ ــﺎ ﻋـ ـ ــن ﺠـ ـ ــذور ﺸـ ـ ــﻌﺒﻬﺎ اﻝﺘﺎرﻴﺨﻴـ ـ ــﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻋﻨـ ـ ــد‬
‫اﻻﺴ ـ ــﺘﻘﻼل ﻋ ـ ــﺎدت وﻫ ـ ــﻲ ﺘﺤﻤ ـ ــل ﺒ ـ ــﻴن أﻴ ـ ــدﻴﻬﺎ ﻤﺴ ـ ــودة رواﻴ ـ ــﺔ " أطﻔ ـ ــﺎل اﻝﻌ ـ ــﺎﻝم اﻝﺠدﻴ ـ ــد" ﺴ ـ ــﻨﺔ‬
‫‪.11962‬‬
‫وﻓـ ــﻲ ﻋـ ــﺎم ‪ 1967‬ﻋـ ــﺎدت إﻝـ ــﻰ ﻓرﻨﺴـ ــﺎ أﻤـ ــﺎ رواﻴـ ــﺔ " اﻝﻘﺒ ـ ـرات اﻝﺴـ ــﺎذﺠﺔ" ﺘﺘﺤـ ــدث ﻓﻴﻬـ ــﺎ‬
‫ﻋ ـ ــن وﻀ ـ ــﻌﻴﺔ اﻝﻤـ ـ ـرأة اﻝﻤﺴ ـ ــﻠﻤﺔ ﻓ ـ ــﻲ اﻝ ـ ــوطن واﻝﻤﻬﺠ ـ ــر وﺴ ـ ــﻨد ذﻝ ـ ــك اﻝﺤ ـ ــﻴن ﺘﺼ ـ ــدرت "أﺴ ـ ــﻴﺎ‬
‫ﺠﺒﺎر" اﻝﺤرﻜﺔ اﻝﻨﺴﺎﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﺸﻤﺎل اﻓرﻴﻘﻴﺎ‪.2‬‬
‫وﻋﻠﻴـ ــﻪ ﻴﻤﻜـ ــن اﻝﻘـ ــول أﻨﻬـ ــﺎ ﻜﺎﻨـ ــت ﺘﻨﺨـ ــرط ﺒﺸـ ــﻜل واﻀـ ــﺢ ﻓـ ــﻲ اﻝﻘﻀـ ــﺎﻴﺎ اﻝﻤﻬﻤـ ــﺔ اﻝﺘـ ــﻲ‬
‫ﻴﻌرﻀـ ــﻬﺎ اﻝﻤﺠﺘﻤـ ــﻊ اﻝﺠ ازﺌـ ــري ﻤـ ــن أﺠـ ــل اﻝـ ــدﻓﺎع ﻋﻨـ ــﻪ ﻓﻬـ ــﻲ ﺘﻘـ ــول ﻓـ ــﻲ رواﻴﺘﻬـ ــﺎ " اﻷﺼـ ـ ـوات‬
‫اﻝﺘـ ـ ــﻲ ﺘﺤﺎﺼ ـ ـ ـرﻨﻲ"‪ " :‬أن ﺼـ ـ ــوﺘﻲ اﻝﺨـ ـ ــﺎص اﻝﻤﻨﻘـ ـ ــول ﻫﻨـ ـ ــﺎ ﺤـ ـ ــﺎول ﺒﺎﻝﺨﺼـ ـ ــوص ﺨـ ـ ــﻼل ﻫـ ـ ــذﻩ‬
‫اﻝﺴ ـ ـ ــﻨوات اﻝﺼ ـ ـ ــﺎﺨﺒﺔ‪ ،‬وﺒﺎﻝﺨﺼــ ـ ــوص اﻝﺘراﺠﻴدﻴ ـ ـ ــﺔ ﻝﺒﻠ ـ ـ ــدي أن ﻴ ـ ـ ــداﻓﻊ ﺒﺒﺴ ـ ـ ــﺎطﺔ ﻋ ـ ـ ــن اﻝﺜﻘﺎﻓـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻝﺠزاﺌرﻴـ ـ ــﺔ اﻝـ ـ ــﻲ ظﻬـ ـ ــر ﻝـ ـ ــﻲ أﻨﻬـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ــﻲ ﺨطـ ـ ــر"‪ ،3‬ﻓﻬـ ـ ــﻲ ﺘﻌﺘﺒـ ـ ــر أن اﻝﻜﺘﺎﺒـ ـ ــﺔ ﻤﻘﺎوﻤـ ـ ــﺔ وﺴـ ـ ــﻼح‬
‫ﻝﻠدﻓﺎع ﻋن ﻜراﻤﺔ اﻹﻨﺴﺎن ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ‪.‬‬
‫ﺒﺎﻹﻀ ـ ـ ــﺎﻓﺔ إﻝ ـ ـ ــﻰ أﺤ ـ ـ ــﻼم ﻤﺴ ـ ـ ــﺘﻐﺎﻨﻤﻲ ﻤ ـ ـ ــن ﺨ ـ ـ ــﻼل رواﻴﺘﻬ ـ ـ ــﺎ " ذاﻜـ ـ ـ ـرة اﻝﺠﺴ ـ ـ ــد" واﻝﺘ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﺼدرت ﻋن دار اﻷدب ﻓﻲ ﺒﻴروت ﺴﻨﺔ ‪.41993‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻴﻨظـــــر اﻷدب اﻝﻌرﺒـــــﻲ اﻝﻤﻜﺘـــــوب ﺒﺎﻝﻔرﻨﺴــــﻴﺔ‪ ،‬ﻤﺤﻤـــــود ﻗﺎﺴـــــم‪ ،‬اﻝﻬﻴﺌـــــﺔ اﻝﻤﺼـــــرﻴﺔ اﻝﻌﺎﻤـــــﺔ ﻝﻠﻜﺘـــــﺎب‪ ،1996 ،‬ص‬
‫‪.136-135‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻷدب اﻝﻌرﺒــــﻲ اﻝﻤﻜﺘــــوب ﺒﺎﻝﻔرﻨﺴــــﻴﺔ‪ ،‬ﻤﺤﻤــــود ﻗﺎﺴــــم‪ ،‬اﻝﻬﻴﺌــــﺔ اﻝﻤﺼــــرﻴﺔ اﻝﻌﺎﻤــــﺔ ﻝﻠﻜﺘــــﺎب‪ ،1996 ،‬ص ‪-135‬‬
‫‪.136‬‬
‫‪3‬‬
‫اﻝﻜﺘﺎﺒــﺔ اﻝﻨﺴــوﻴﺔ وﻫــﺎﺠس اﻝﺘﺤــرر ﻤــن ﺴــﻠطﺔ اﻝﻤﺎﻀــﻲ وﻤــن ﺴــﻠطﺔ اﻝرﺠــل‪ ،‬أﺴــﻴﺎ ﺠﺒــﺎر‪ ،‬ﻤﺤﻤــد ﺤﺒﻴــرش‪ ،‬ﺒﻐــداد‪،‬‬
‫اﻝﻤﻠﺘﻘـــــﻰ اﻝـــــدوﻝﻲ ﻝﻠﻜﺘﺎﺒـــــﺔ اﻝﻨﺴـــــوﻴﺔ‪ :‬اﻝﺘﻠﻘـــــﻲ‪ ،‬اﻝﺨطـــــﺎب‪ ،‬واﻝﺘﻤﺜـــــﻴﻼت‪ ،‬اﻝﻤرﻜـــــز اﻝـــــوطﻨﻲ ﻝﻠﺒﺤـــــث ﻓـــــﻲ اﻷﻨﺜروﺒوﻝوﺠﻴـــــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬ﻨوﻓﻤﺒر‪ ،2006 ،‬ص ‪.107‬‬
‫‪4‬‬
‫ﺠوزﻴـــــف زﻴـــــدان‪ ،‬ﻤﺼـــــﺎدر اﻻدب اﻝﻨﺴـــــﺎﺌﻲ ﻓـــــﻲ اﻝﻌـــــﺎﻝم اﻝﺤـــــدﻴث )‪1800‬م‪1996 -‬م(‪ ،‬اﻝﻤؤﺴﺴـــــﺔ اﻝﻌرﺒﻴـــــﺔ‬
‫ﻝﻠدراﺴﺎت واﻝﻨﺸر‪ ،‬ط‪ ،1999 ،1‬ص ‪.636‬‬
‫‪20‬‬
‫اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ وﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫اﻝﻔﺼل اﻷول‪:‬‬

‫اﻷﻤـ ــر اﻝـ ــذي دﻓـ ــﻊ اﻝﺸـ ــﺎﻋر ﻨ ـ ـزار اﻝﻘﺒـ ــﺎﻨﻲ إﻝـ ــﻰ اﻻﻨﺒﻬـ ــﺎر ﺒرواﻴـ ــﺔ ذاﻜ ـ ـرة اﻝﺠﺴـ ــد ﺤﻴـ ــث‬
‫ﻴﻘ ـ ــول ﻋﻨﻬ ـ ــﺎ‪ " :‬رواﻴﺘﻬ ـ ــﺎ دوﺨﺘﻨ ـ ــﻲ‪ ،‬وأﻨ ـ ــﺎ ﻨ ـ ــﺎد اًر ﻤ ـ ــﺎ أدوخ أﻤ ـ ــﺎم رواﻴ ـ ــﺔ ﻤ ـ ــن اﻝرواﻴ ـ ــﺎت‪ ،‬وﺒﺴ ـ ــﺒب‬
‫ﻗرﺘ ـ ـ ــﻪ ﻴﺸ ـ ـ ــﺒﻬﻨﻲ إﻝ ـ ـ ــﻰ درﺠ ـ ـ ــﺔ اﻝﺘط ـ ـ ــﺎﺒق‪ ،‬ﻓﻬ ـ ـ ــو ﻤﺠﻨ ـ ـ ــون وﻤﺘ ـ ـ ــوﺘر‬
‫اﻝدوﺨ ـ ـ ــﺔ أن اﻝ ـ ـ ــﻨص اﻝ ـ ـ ــذي أ‬
‫واﻗﺘﺤ ـ ــﺎﻤﻲ‪ ،‬ﻤﺘ ـ ــوﺤش واﻨﺴ ـ ــﺎﻨﻲ‪ ....‬وﺨ ـ ــﺎرج ﻤ ـ ــن اﻝﻘ ـ ــﺎﻨون ﻤﺜﻠ ـ ــﻲ‪ ....‬اﻝرواﻴ ـ ــﺔ ﻗﺼ ـ ــﻴدة ﻤﻜﺘوﺒ ـ ــﺔ‬
‫ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻜـ ـ ــل اﻝﺒﺤـ ـ ــور‪ ...‬ﺒﺤـ ـ ــر اﻝﺤـ ـ ــب‪ ،‬ﺒﺤـ ـ ــر اﻝﺠـ ـ ــﻨس‪ ،‬وﺒﺤـ ـ ــر اﻹﻴـ ـ ــدﻴوﻝوﺠﻴﺎ‪ ،‬وﺒﺤـ ـ ــر اﻝﺜـ ـ ــورة‬
‫اﻝﺠزاﺌرﻴـ ــﺔ ﻫ ـ ــذﻩ اﻝرواﻴ ـ ــﺔ ﻻ ﺘﺨﺘﺼـ ــر ذاﻜـ ـ ـرة اﻝﺠﺴ ـ ــد ﻓﺤﺴ ـ ــب‪ ،‬وﻝﻜﻨﻬـ ــﺎ ﺘﺨﺘﺼ ـ ــر ﺘ ـ ــﺎرﻴﺦ اﻝوﺠ ـ ــﻊ‬
‫اﻝﺠزاﺌري واﻝﺤزن اﻝﺠزاﺌري واﻝﺠﺎﻫﻠﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ اﻝﺘﻲ آن ﻝﻬﺎ أن ﺘﻨﺘﻬﻲ‪.1‬‬
‫وأﻤـ ـ ــﺎم اﻷوﻀـ ـ ــﺎع اﻝﺘـ ـ ــﻲ ﻜﺎﻨـ ـ ــت ﺘﻌﻴﺸـ ـ ــﻬﺎ اﻝﺠ ازﺌـ ـ ــر ﻤـ ـ ــن ﺠ ـ ـ ـراء اﻻﺴـ ـ ــﺘﻌﻤﺎر ﻤـ ـ ــن ﺠﻬـ ـ ــﺔ‬
‫واﻹرﻫ ـ ــﺎب ﻤ ـ ــن ﺠﻬ ـ ــﺔ أﺨ ـ ــرى‪ ،‬أﻀ ـ ــﺤت اﻝﻘﺼ ـ ــﺔ واﻝﺸ ـ ــﻌر ﻏﻴ ـ ــر ﻗ ـ ــﺎدران ﻋﻠ ـ ــﻰ اﺴ ـ ــﺘﻴﻌﺎب ﻜ ـ ــل‬
‫ﻫـ ــذا اﻷﻝـ ــم‪ ،‬ﻓﻜﺎﻨـ ــت اﻝرواﻴـ ــﺔ ﻋﺎﻤـ ــﺔ واﻝرواﻴـ ــﺔ اﻝﻨﺴـ ــوﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴـ ــﺔ ﺨﺎﺼـ ــﺔ ﻗـ ــﺎدرة ﻋﻠـ ــﻰ اﻝﺘﻌﺒﻴـ ــر‬
‫ﺒﻜل ﻤﺎ ﻴﺨﺎﻝﺞ ﻓﻲ ﺼدورﻫن‪.‬‬
‫وﻫـ ـ ــذا ﻤـ ـ ــﺎ ﻋﺒـ ـ ــرت ﻋﻨـ ـ ــﻪ " ﻓﻀـ ـ ــﻴﻠﺔ اﻝﻔـ ـ ــﺎروق" وﻫـ ـ ــﻲ ﺘﻜﺸـ ـ ــف ﻋـ ـ ــن ﺴـ ـ ــر ﺘﺤوﻝﻬـ ـ ــﺎ ﻫـ ـ ــﻲ‬
‫أﻴﻀـ ـ ــﺎ إﻝـ ـ ــﻰ اﻝرواﻴـ ـ ــﺔ ﺒـ ـ ــﺄن "اﻝﻘﺼـ ـ ــﺔ ﻝـ ـ ــم ﺘﻌـ ـ ــد ﺘﺴـ ـ ــﺘوﻋب أﻝﻤﻬـ ـ ــﺎ‪ ،‬وأﻨـ ـ ــﻪ أﺼـ ـ ــﺒﺢ ﻴﻠزﻤﻨـ ـ ــﺎ دﻓـ ـ ــﺎﺘر‬
‫ﻝﺘﻤﻸﻫﺎ ﺒﺄﻝﻤﻬﺎ"‪.2‬‬
‫وﻓـ ــﻲ اﻝﺴـ ــﻴﺎق ﻨﻔﺴـ ــﻪ ﺘﻜﺸـ ــف " ﻴﺎﺴـ ــﻤﻴﻨﺔ ﺼـ ــﺎﻝﺢ" ﻋـ ــن ﺴـ ــﺒب ﺘﺤوﻝﻬـ ــﺎ ﻫـ ــﻲ أﻴﻀـ ــﺎ إﻝـ ــﻰ‬
‫اﻝرواﻴ ــﺔ إذ ﺘﻘـ ــول‪" :‬وﻓـ ــﻲ اﻝرواﻴ ــﺔ ﻨﻔـ ــس أطـ ــول ﻴﺜﻴ ــر ﺒـ ــداﺨﻠﻬﺎ ﺘﻠـ ــك اﻝﺤﺎﻝ ــﺔ اﻝﻠذﻴـ ــذة ﻤـ ــن اﻝﺘﻌـ ــب‬
‫وﻤن اﻝﻠﻬﺎث واﻝﻜﻼم‪.3"....‬‬

‫‪1‬‬
‫وﺠــــدان اﻝﺼــــﺎﺌﻎ‪ ،‬ﻴﻨظــــر ﺸــــﻬرزاد وﻏواﻴــــﺔ اﻝﺴــــرد ﻗــــراءة ﻓــــﻲ اﻝﻘﺼــــﺔ واﻝرواﻴــــﺔ اﻷﻨﺜوﻴــــﺔ‪ ،‬اﻝــــدار اﻝﻌرﺒﻴــــﺔ ﻝﻠﻌﻠــــوم‬
‫ﻨﺎﺸرون‪ ،‬ﺒﻴروت ﻝﺒﻨﺎن‪ ،‬ط‪1929 ،1‬ه‪2008-‬م‪ ،‬ص ‪.224-223‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻓﻴـــروز ﺒوﺨﺎﻝﻔـــﺔ‪ ،‬ﻝﻐـــﺔ اﻝﺴـــرد اﻝﻨﺴـــوﻴﺔ ﻓـــﻲ ﻝﻐـــﺔ زﻫـــور وﻨﻴﺴـــﻲ‪ ،‬رﺴـــﺎﻝﺔ ﻤﺎﺠﺴـــﺘﻴر‪ ،‬ﺠﺎﻤﻌـــﺔ اﻝﺤـــﺎج ﻝﺨﻀـــر ﺒﺎﺘﻨـــﺔ‪،‬‬
‫‪2012‬م‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻓﻴروز ﺒوﺨﺎﻝﻔﺔ‪ ،‬ﻝﻐﺔ اﻝﺴرد اﻝﻨﺴوﻴﺔ ﻓﻲ ﻝﻐﺔ زﻫور وﻨﻴﺴﻲ‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪21‬‬
‫اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ وﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫اﻝﻔﺼل اﻷول‪:‬‬

‫وﻋﻠﻴ ـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـ ــﺈن اﻷدﻴﺒ ـ ـ ــﺔ وﺠ ـ ـ ــدت اﻝرواﻴ ـ ـ ــﺔ ﻓﻀ ـ ـ ــﺎء رﺤ ـ ـ ــب ﻝﺘﻌﺒ ـ ـ ــر ﻋ ـ ـ ــن آﻫ ـ ـ ــﺎت اﻝﻤـ ـ ـ ـرأة‬
‫اﻝﺠزاﺌرﻴـ ـ ــﺔ اﻝﺘـ ـ ــﻲ ﻝـ ـ ــم ﺘﻘﺒـ ـ ــل ﺒﻘﻴـ ـ ــود اﻝﻤﺠﺘﻤـ ـ ــﻊ وظﻠـ ـ ــم اﻝﻤﺴـ ـ ــﺘﻌﻤر ﺤﻴـ ـ ــث ﻜﺎﻨـ ـ ــت ﻏﺎﻴـ ـ ــﺔ اﻝرواﻴـ ـ ــﺔ‬
‫اﻝﺠزاﺌرﻴـ ــﺔ ﻤـ ــن ﻜﺘﺎﺒﺘﺎﻫـ ــﺎ اﻝﺘﻌﺒﻴـ ــر ﻋـ ــن ذاﺘﻬـ ــﺎ ﺒﺤرﻴـ ــﺔ ﻀـ ــد ﻜـ ــل ﻗ ـ ـواﻨﻴن اﻝﺘﺤ ـ ـرﻴم‪ ،‬ﻝﻜـ ــﻲ ﺘﺤﻘـ ــق‬
‫اﻝﻤ ـ ـ ـرأة ﺘوازﻨﻬـ ـ ــﺎ ﻴـ ـ ــن ذاﺘﻬـ ـ ــﺎ اﻝداﺨﻠﻴـ ـ ــﺔ وذاﺘﻬـ ـ ــﺎ اﻝﺨﺎرﺠﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺒـ ـ ــﻴن ﻤـ ـ ــﺎ ﺘرﻏـ ـ ــب ﺒﺈﻋﻼﻨـ ـ ــﻪ وﺒـ ـ ــذﻝك‬
‫اﻝﻤﺴـ ــﻜوت ﻋﻨـ ــﻪ وﺘﺠـ ــد اﻝرواﻴـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﺒطوﻻﺘﻬـ ــﺎ وﺴـ ــﻴﻠﺔ اﻻﻋﺘ ـ ـراف اﻝﺘـ ــﻲ ﺘﺤﻘـ ــق ﻝﻬـ ــﺎ اﻝﻬـ ــدف‪.1‬‬
‫ﻜﻤـ ـ ــﺎ أن اﻝﻘﺎﺴـ ـ ــم اﻝﻤﺸـ ـ ــﺘرك ﻓـ ـ ــﻲ ﻜﺘﺎﺒـ ـ ــﺎت اﻝرواﺌﻴـ ـ ــﺎت إﻨﻤـ ـ ــﺎ ﻴﻨطﻠـ ـ ــق ﻤـ ـ ــن ﺼـ ـ ــداع اﻝﻀـ ـ ــد ﺒـ ـ ــﻴن‬
‫اﻝﻤ ـ ـرأة واﻝرﺠـ ــل‪ ،‬إذ ﻴﻨظـ ــر اﻝرﺠـ ــل اﻝـ ــذﻜر اﻝﻤﺴـ ــؤول اﻝﻤﺒﺎﺸـ ــر ﻋـ ــن اﻀـ ــطﻬﺎد اﻝﻤ ـ ـرأة وﺘﺨﻠﻔﻬـ ــﺎ‬
‫وﺤرﻤﺎﻨﻬـ ــﺎ ﻤـ ــن ﺤﻘوﻗﻬـ ــﺎ‪ ،‬وﺒﺎﻝﺘـ ــﺎﻝﻲ ﻓـ ــﺈن رواﻴـ ــﺘﻬن ﺘّﻜـ ــﺎد ﺘﺘﺤـ ــول ﻓـ ــﻲ ﻜﺜﻴـ ــر ﻤـ ــن اﻷﺤﻴـ ــﺎن إﻝـ ــﻰ‬
‫ﻤراﻓﻌﺔ دﻓﺎع اﻝﻀﺤﻴﺔ‪ /‬اﻝﻤرأة ﻹداﻨﺔ اﻝﻤﺠرم‪ /‬اﻝرﺠل‪.2‬‬
‫واﻝﻤﺸ ـ ـ ــﻜل ﻫ ـ ـ ــذا ﻝ ـ ـ ــﻴس ﻤﺤﺼ ـ ـ ــور ﻋﻨ ـ ـ ــد اﻝرواﻴ ـ ـ ــﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴ ـ ـ ــﺔ ﺒ ـ ـ ــل ﺘﻌ ـ ـ ــﺎﻨﻲ ﻤﻨ ـ ـ ــﻪ أﻴﻀ ـ ـ ــﺎ‬
‫اﻝرواﻴﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ‪.‬‬
‫وﺘـ ــداﻝت ﺒﻌـ ــد ذﻝـ ــك رواﻴـ ــﺎت ﺼـ ــدرت ﺒﻌـ ــدة ﻜﺎﺘﺒـ ــﺎت ﺠزاﺌرﻴـ ــﺎت ﻨـ ــذﻜر ﻤﻨﻬـ ــﺎ " ﻓوﻀـ ــﻰ‬
‫اﻝﺤ ـ ـواس" ﻝـ ـ ـ ـ " أﺤـ ــﻼم ﻤﺴ ـ ــﺘﻐﺎﻨﻤﻲ" )‪1996‬م(‪ " ،‬رﺠـ ــل وﺜـ ــﻼث ﻨﺴ ـ ــﺎء" ﻝ ـ ـ ـ ـ " ﻓﺎطﻤـ ــﺔ اﻝﻌﻘ ـ ــون"‬
‫)‪1997‬م( " ﺒـ ـ ــﻴن ﻓﻜـ ـ ــﻲ وطـ ـ ــن" ﻝـ ـ ـ ـ ـ " زﻫـ ـ ــرة دﻴـ ـ ــك" )‪1999‬م(‪ ،‬وﺘـ ـ ــﺎء اﻝﺨﺠـ ـ ــل" ﻝ ـ ـ ـ ـ " ﻓﻀـ ـ ــﻴﻠﺔ‬
‫اﻝﻔ ـ ـ ـ ــﺎروق" )‪1999‬م(‪ " ،‬ﻋ ـ ـ ـ ــﺎﺒر ﺴ ـ ـ ـ ــﺒﻴل" ﻝـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ " أﺤ ـ ـ ـ ــﻼم ﻤﺴ ـ ـ ـ ــﺘﻐﺎﻨﻤﻲ" )‪2002‬م(‪ " ،3‬أﺤـ ـ ـ ـ ـزان‬
‫اﻤـ ـ ـرأة ﻤ ـ ــن ﺒ ـ ــرج اﻝﻤﻴـ ـ ـزان" ﻝ ـ ـ ـ ـ " ﻴﺎﺴ ـ ــﻤﻴﻨﺔ ﺼ ـ ــﺎﻝﺢ" )‪2003‬م(‪ ،‬و " ﻋﻠ ـ ــم ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻝﻀ ـ ــﻔﺎف" ﻝ ـ ـ ـ ـ‬
‫"ﺤﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺒﺔ ﻤوﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎوي" )‪2003‬م(‪ " ،4‬وردة اﻝرﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل" ﻝـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ " ﺠﻤﻴﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ طﻠﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎوي" )‪2003‬م(‬
‫و"ﺠﻤﻴﻠ ـ ــﺔ زﻨ ـ ــﺎر" ﻓ ـ ــﻲ رواﻴ ـ ــﺔ "أوﺸ ـ ــﺎم ﺒرﺒرﻴ ـ ــﺔ" )‪2004‬م(‪ ،‬وﻜ ـ ــذﻝك رواﻴ ـ ــﺔ " ﻨ ـ ــﺎدي اﻝﺼ ـ ــﻨوﺒر"‬

‫‪1‬‬
‫ﻓﺎطﻤــــﺔ ﻤﺨﺘــــﺎري‪ ،‬اﻝﻜﺘﺎﺒــــﺔ اﻝﻨﺴــــﺎﺌﻴﺔ أﺴــــﺌﻠﺔ اﻻﺨــــﺘﻼف ‪ ...‬وﻋﻼﻤــــﺎت اﻝﺘﺤــــول )ﻤﻘﺎرﺒــــﺔ ﺘﺤﻠﻴﻠﻴــــﺔ ﻓــــﻲ ﺨﺼوﺼــــﻴﺔ‬
‫اﻝﺨطــــــﺎب اﻝرواﺌــــــﻲ اﻝﻨﺴــــــﺎﺌﻲ اﻝﻌرﺒــــــﻲ اﻝﻤﻌﺎﺼــــــر‪ ،‬رﺴــــــﺎﻝﺔ دﻜﺘــــــوراﻩ‪ ،‬ﺠﺎﻤﻌــــــﺔ ﻗﺎﺼــــــدي ﻤرﺒــــــﺎح‪ ،‬ورﻗﻠــــــﺔ‪1435 ،‬ه‪-‬‬
‫‪1435‬ه‪2013/‬م‪2014-‬م‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻓﻴروز ﺒوﺨﺎﻝﻔﺔ‪ ،‬ﻝﻐﺔ اﻝﺴرد اﻝﻨﺴوي ﻓﻲ أدب زﻫور وﻨﻴﺴﻲ‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪4‬‬
‫ﺠﻤﻴﻠﺔ زﺌﻴر‪ ،‬اﻨطوﻝوﺠﻴﺎ اﻝﻘﺼﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر‪ ،‬وزارة اﻝﺜﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬اﻝﺠزاﺌر‪ ،2007 ،‬ص‪.23‬‬
‫‪22‬‬
‫اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ وﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫اﻝﻔﺼل اﻷول‪:‬‬

‫ﻝ ـ ـ ـ ـ " رﺒﻴﻌ ـ ــﺔ ﺠﻠط ـ ــﻲ" )‪2012‬م(‪ .1‬وﻏﻴ ـ ــرﻫن ﻤ ـ ــن اﻝرواﺌﻴ ـ ــﺎت اﻝﻠـ ـ ـواﺘﻲ أﺜـ ـ ـرﻴن اﻝﺴ ـ ــﺎﺤﺔ اﻷدﺒﻴـ ـ ـﺔ‬
‫اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ واﻝﻌرﺒﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ‪.‬‬
‫وﻝﻌـ ــل اﻝرواﻴـ ــﺔ اﻝﻨﺴـ ــوﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴـ ــﺔ ﺴـ ــﺨرت ﺠﻬودﻫـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ اﻝـ ــدﻓﺎع ﻋـ ــن اﻝـ ــوطن‪ ،‬وذﻝـ ــك‬
‫ﺒطرﺤﻬ ـ ـ ــﺎ ﻝﻘﻀ ـ ـ ــﺎﻴﺎ وطﻨﻴ ـ ـ ــﺔ وﺴﻴﺎﺴ ـ ـ ــﻴﺔ‪ ،‬دون أن ﻨﻨﺴ ـ ـ ــﻰ ﻤوﻀ ـ ـ ــوع اﻝﻤـ ـ ـ ـرأة وﻋﻼﻗﺘﻬ ـ ـ ــﺎ ﺒ ـ ـ ــﺎﻝواﻗﻊ‬
‫اﻝﺴﻴﺎﺴ ـ ــﻲ واﻻﺠﺘﻤ ـ ــﺎﻋﻲ واﻝ ـ ــذاﺘﻲ واﻝ ـ ــدﻓﺎع ﻋ ـ ــن ﺤﻘوﻗﻬ ـ ــﺎ اﻝﻤﻐﺘﺼ ـ ــﺒﺔ ﻤ ـ ــن ط ـ ــرف اﻝرﺠ ـ ــل ﻤ ـ ــن‬
‫ﺠﻬﺔ واﻹرﻫﺎب ﻤن ﺠﻬﺔ أﺨرى‪.‬‬
‫‪ -3.1‬اﻝﻤرأة ﻓﻲ اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ‬
‫ﻜﻤـ ـ ــﺎ ﻫـ ـ ــو ﻤﻌﻠـ ـ ــوم ﻓـ ـ ــﺎﻝﻤرأة ﻜﺎﻨـ ـ ــت ﻤﻬﻤﺸـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﻲ اﻝﻌﺼـ ـ ــر اﻝﺠـ ـ ــﺎﻫﻠﻲ‪ ،‬ﻓـ ـ ــﺄﺘﻰ اﻹﺴـ ـ ــﻼم‬
‫وﺤررﻫ ــﺎ ﺤ ـ ّـرم وأدﻫ ــﺎ‪ ،‬وﺠ ــﺎء اﻝﻌﺼ ــر اﻝﺤ ــدﻴث ﻝﻴﻌﻴ ــد اﻝﺘ ــﺎرﻴﺦ ﻨﻔﺴ ــﻪ‪ ،‬ﻝﻜ ــن ﻫ ــذﻩ اﻝﻤـ ـرة ﻝ ــم ﻴ ــﺘم‬
‫وأدﻫـ ـ ــﺎ ﺠﺴـ ـ ــدﻴﺎ ﺒـ ـ ــل ﻤﻌﻨوﻴـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻓﺄﺼـ ـ ــﺒﺤت ﺘﻬـ ـ ــﺎن وﺘﻜﺴـ ـ ــر وﺘﻘﻬـ ـ ــر ﺴ ـ ـ ـواء ﻤـ ـ ــن واﻝـ ـ ــدﻴﻬﺎ أم ﻤـ ـ ــن‬
‫اﻝﻤﺠﺘﻤـ ــﻊ أم ﻤـ ــن اﻝرﺠ ـ ـل‪ ،‬ﻝـ ــذﻝك ﺘﺸـ ــﻜﻠت ﺠﻤﻌﻴ ـ ــﺎت وﺤرﻜـ ــﺎت ﻨﺴـ ــوﻴﺔ وﻤـ ــؤﺘﻤرات ﺘـ ــداﻓﻊ ﻋ ـ ــن‬
‫اﻝﻤـ ـ ـ ـرأة‪ ،‬وﺘطﺎﻝ ـ ـ ــب ﺒﺤﻘوﻗﻬ ـ ـ ــﺎ وﻤﺴ ـ ـ ــﺎواﺘﻬﺎ ﻤ ـ ـ ــﻊ اﻝرﺠ ـ ـ ــل ﻓ ـ ـ ــﻲ ﻤﺨﺘﻠ ـ ـ ــف اﻝﻤﻴ ـ ـ ــﺎدﻴن‪ ،‬وﻤ ـ ـ ــن ﻫ ـ ـ ــذا‬
‫اﻝﻤﻨطﻠـ ـ ـق ﺘـ ـ ــم ﻋﻘ ـ ــد اﻝﻤـ ـ ــؤﺘﻤر اﻷول ﻝﻠﻨﺴـ ـ ــﺎء ﻓ ـ ــﻲ ﺒﻴـ ـ ــروت )‪1919‬م( واﻝﻤ ـ ــؤﺘﻤر اﻝﺜـ ـ ــﺎﻨﻲ ﺴـ ـ ــﻨﺔ‬
‫‪1922‬م‪.2‬‬
‫ﻜﻤ ـ ـ ــﺎ ظﻬ ـ ـ ــرت إﻨﺘﺎﺠ ـ ـ ــﺎت أدﺒﻴ ـ ـ ــﺔ – ﺴـ ـ ـ ـواء ﺸ ـ ـ ــﻌرﻴﺔ أم ﻨﺜرﻴ ـ ـ ــﺔ‪ -‬ﺘﻨ ـ ـ ــدد ﺒ ـ ـ ــﺎﻝظﻠم اﻝﻤﺴ ـ ـ ــﻠط‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ اﻝﻤ ـ ـرأة‪ ،‬واﻋﺘﻨـ ــت اﻝﻜﺘﺎﺒـ ــﺎت اﻝﻨﺴـ ــوﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴـ ــﺔ ﺒﻘﻀـ ــﺎﻴﺎ اﻝﻤ ـ ـرأة اﻝﺠزاﺌرﻴـ ــﺔ ﻓ ـ ـﻲ ﻓﺘ ـ ـرة ﻤـ ــﺎ‬
‫ﺒﻌـ ــد اﻻﺴـ ــﺘﻘﻼل‪ ،‬وﻗـ ــد ﺒـ ــرزت ﺸﺨﺼـ ــﻴﺎت ﺠزاﺌرﻴـ ــﺔ وﻗﻔـ ــت إﻝـ ــﻰ ﺠﺎﻨـ ــب اﻝﻤ ـ ـرأة وداﻓﻌـ ــت ﻋﻨﻬـ ــﺎ‬
‫ﺒ ـ ــﺎﻝﻘﻠم‪ ،‬وأ ازﺤ ـ ــت اﻝﻠﺜ ـ ــﺎم ﻋ ـ ــن ﻓﺘـ ـ ـرة اﻝﻌﺒودﻴ ـ ــﺔ واﻻﺴ ـ ــﺘﻐﻼل وﻋ ـ ــن ﻤﺸ ـ ــﺎﻜل ﻤ ـ ــﺎ ﺒﻌ ـ ــد اﻻﺴ ـ ــﺘﻘﻼل‬
‫وﻋ ـ ــن ﻓﺘـ ـ ـرة اﻝﺘﺴ ـ ــﻌﻴﻨﺎت‪ ،‬وﻤ ـ ــن ﺒ ـ ــﻴن ﺘﻠ ـ ــك اﻝﺸﺨﺼ ـ ــﻴﺎت )زﻫ ـ ــور وﻨﻴﺴ ـ ــﻲ(‪ ) ،‬زﻴﻨ ـ ــب اﻷﻋ ـ ــوج(‪،‬‬
‫)أﺤـ ـ ـ ــﻼم ﻤﺴـ ـ ـ ــﺘﻐﺎﻨﻤﻲ(‪) ،‬ﻴﺎﺴـ ـ ـ ــﻤﻴﻨﺔ ﺼـ ـ ـ ــﺎﻝﺢ(‪) ،‬ﺠﻤﻴﻠـ ـ ـ ــﺔ زﻨﻴـ ـ ـ ــر(‪)،‬ﻓﺎطﻤـ ـ ـ ــﺔ اﻝﻌﻘـ ـ ـ ــون(‪) ،‬ﺠﻤﻴﻠـ ـ ـ ــﺔ‬

‫‪1‬‬
‫ﻴوﺴـــف وﻏﻠﻴﺴـــﻲ‪ ،‬ﺨطـــﺎب اﻝﺘﺄﻨﻴـــث دراﺴـــﺔ ﻓـــﻲ اﻝﺸـــﻬر اﻝﻨﺴـــوي ﻓـــﻲ اﻝﺠزاﺌـــر‪ ،‬ﺠﺴـــور ﻝﻠﻨﺸـــر واﻝﺘوزﻴـــﻊ‪ ،‬اﻝﺠزاﺌـــر‪،‬‬
‫ط‪1434 ،1‬ه‪2013/‬م‪ ،‬ص ‪.232-2019-218‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻤﻔﻘودة ﺼﺎﻝﺢ‪ ،‬اﻝﻤرأة ﻓﻲ اﻝرواﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ‪ ،‬دار اﻝﺸروق‪ ،‬ﺒﺴﻜرة‪ ،‬ط‪ ،2009 ،2‬ص ‪.16‬‬
‫‪23‬‬
‫اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ وﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫اﻝﻔﺼل اﻷول‪:‬‬

‫طـ ـ ــﺒﻼوي(‪ ،‬ﻓﺼـ ـ ــورت اﻝﻤ ـ ـ ـرأة اﻷم‪ ،‬اﻝﺤﺒﻴﺒـ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻝـ ـ ــوطن‪ ،‬اﻝﻤﻐﺘﺼـ ـ ــﺒﺔ‪ ،‬اﻝﻤﺴـ ـ ــﺘﻐﻠﺔ‪ ،‬اﻝﻤﺴﺘﺴـ ـ ــﻠﻤﺔ‪،‬‬
‫وﻏﻴرﻫ ـ ــﺎ ﻤ ـ ــن اﻝﺼ ـ ــور اﻝﺘ ـ ــﻲ ﺤﻔﻠ ـ ــت ﺒﻬ ـ ــﺎ اﻹﻨﺘﺎﺠ ـ ــﺎت اﻹﺒداﻋﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺎﻝﻤرأة ﻝﻐ ـ ــز ورﻤ ـ ــز ﻴﺤﻤ ـ ــل‬
‫دﻻﻻت ﻋدﻴ ـ ــدة‪ ،‬وﻗ ـ ــد ﺼ ـ ــﻨف اﻷﺴ ـ ــﺘﺎذ " ﺼ ـ ــﺎﻝﺢ ﻤﻔﻘ ـ ــودة" اﻝﻤـ ـ ـرأة ﻋﻨ ـ ــد ﺤدﻴﺜ ـ ــﻪ ﻋ ـ ــن )ﻗﻀ ـ ــﺎﻴﺎ‬
‫اﻝﺤب واﻝزواج( إﻝﻰ‪:‬‬
‫اﻝﻔﺘﺎة إﻝﻰ ﺴن اﻝﺒﻠوغ‪ -‬ﺼورة اﻝﻌﺸﻴﻘﺔ‪ -‬ﺼورة اﻝﺨطﻴﺒﺔ‪ -‬ﺼورة اﻝزوﺠﺔ‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -4.1‬ﺘطور اﻝرواﻴﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ اﻝﻤﻜﺘوﺒﺔ ﺒﺎﻝﻠﻐﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ‬
‫اﻝﺴﻨﺔ‬ ‫دار اﻝﻨﺸر‬ ‫اﻝﺒﻠد‬ ‫ﻋﻨوان اﻝرواﻴﺔ‬ ‫اﺴم اﻝﻤؤﻝف‬

‫ﻤﻨﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورات اﻝﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴن‪1997 ،‬‬ ‫رﺠ ـ ـ ـ ـ ــل وﺜ ـ ـ ـ ـ ــﻼث اﻝﺠزاﺌر‬ ‫ﻓﺎطﻤﺔ اﻝﻌﻘون‬
‫اﻝﺠﺎﺤظﻴﺔ‬ ‫ﻨﺴﺎء‬
‫‪1998‬‬ ‫دار اﻵداب‬ ‫أﺤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼم ﻓوﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺒﻴروت‬
‫اﻝﺤواس‬ ‫ﻤﺴﺘﻐﺎﻨﻤﻲ‬
‫‪1999‬‬ ‫دار اﻝﻔﺎراﺒﻲ‬ ‫ﺒﻴروت‬ ‫ﻤزاج ﻤراﻫﻘﺔ‬ ‫ﻓﻀﻴﻠﺔ اﻝﻔﺎروق‬

‫ﻤﻨﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورات اﻝﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴن ‪2000‬‬ ‫ﺒﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻝﺠزاﺌر‬ ‫ﺸﻬرزاد زاﻏر‬
‫اﻝﺠﺎﺤظﻴﺔ‬ ‫ﺠﻤﺎﺠم‬
‫ﻤﻨﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورات اﻝﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴن ‪2000‬‬ ‫اﻝﺠزاﺌر‬ ‫ﺒﻴن ﻓﻜﻲ وطن‬ ‫زﻫرة دﻴك‬
‫اﻝﺠﺎﺤظﻴﺔ‬
‫‪2001‬‬ ‫ﻤﻨﺸورات اﻻﺨﺘﻼف‬ ‫اﻝﺠزاﺌر‬ ‫ﺒﺤر اﻝﺼﻤت‬ ‫ﻴﺎﺴﻤﻴﻨﺔ ﺼﺎل‬

‫‪2002‬‬ ‫ﻤﻨﺸورات اﻻﺨﺘﻼف‬ ‫ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻝﺠﺒ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻻ اﻝﺠزاﺌر‬ ‫زﻫرة دﻴك‬


‫أﺤد‬

‫‪1‬‬
‫ﻤﻔﻘودة ﺼﺎﻝﺢ‪ ،‬اﻝﻤرأة ﻓﻲ اﻝرواﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻤﺴـــﻌودة ﻝﻌـــرﻴط‪ ،‬ﺴـــردﻴﺔ اﻝﻔﻀـــﺎء ﻓـــﻲ اﻝرواﻴـــﺔ اﻝﻨﺴـــﺎﺌﻴﺔ اﻝﻤﻐﺎرﺒﻴـــﺔ‪ ،‬ﻤـــوﻓم ﻝﻠﻨﺸـــر‪ ،‬اﻝﺠزاﺌـــر‪ ،‬د ط‪ ،2013 ،‬ص‬
‫‪.30‬‬
‫‪24‬‬
‫اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ وﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫اﻝﻔﺼل اﻷول‪:‬‬

‫‪2003‬‬ ‫دار اﻵداب‬ ‫ﺒﻴروت‬ ‫أﺤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼم ﻋﺎﺒر ﺴرﻴر‬


‫ﻤﺴﺘﻐﺎﻨﻤﻲ‬
‫رﻴ ـ ـ ـ ــﺎض اﻝـ ـ ـ ـ ـرﻴس ﻝﻠﻜﺘ ـ ـ ـ ــﺎب ‪2003‬‬ ‫ﺒﻴروت‬ ‫ﺘﺎء اﻝﺨﺠل‬ ‫ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻓﺎروق‬
‫واﻝﻨﺸر‬
‫رﻴ ـ ـ ـ ــﺎض اﻝـ ـ ـ ـ ـرﻴس ﻝﻠﻜﺘ ـ ـ ـ ــﺎب ‪2006‬‬ ‫ﺒﻴروت‬ ‫ﺘﺎء اﻝﺨﺠل‬ ‫ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻓﺎروق‬
‫واﻝﻨﺸر‬

‫‪25‬‬
‫اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ وﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫اﻝﻔﺼل اﻷول‪:‬‬

‫‪-2‬اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜﺎﻨﻲ‪ :‬ﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻲ اﻹﺒداع اﻝرواﺌﻲ اﻝﺠزاﺌري‬


‫‪ -1.2‬ﺘﺼوﻴر اﻝﻤرأة ﻝﻠﻤرأة ﻓﻲ اﻝرواﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ‪:‬‬
‫ﺴـ ـ ــﻌت اﻝﻤﺒدﻋـ ـ ــﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﻲ اﻝﻜﺘﺎﺒـ ـ ــﺔ ﻋـ ـ ــن اﻝﻤ ـ ـ ـرأة إﻝـ ـ ــﻰ إﺴـ ـ ــﻤﺎع ﺼـ ـ ــوﺘﻬﺎ ٕواﺜﺒـ ـ ــﺎت‬
‫ذاﺘﻬ ــﺎ ﻤ ــن ﺨ ــﻼل اﻹﺒـ ــداع واﻝﻜﺘﺎﺒ ــﺔ ﻓﺎرﺘﻤ ــت ﻓـ ــﻲ ﺤﻀ ــن اﻝرواﻴ ــﺔ ﺸـ ــﺎﻜﻴﺔ ﻝﻬ ــﺎ ﻫﻤوﻤﻬ ــﺎ‪ ،‬ﻨﺎﻗﻠـ ــﺔ‬
‫ﻋﺒـ ــر ﺼـ ــﻔﺤﺎﺘﻬﺎ ﻤﺸـ ــﻜﻼﺘﻬﺎ وﻤﻌﺎﻨﺎﺘﻬـ ــﺎ‪ ،‬وﻝﻬـ ــذا ﻓـ ــﺈن اﻝﺤـ ــدﻴث ﻋـ ــن اﻝﻤ ـ ـرأة ﻓـ ــﻲ اﻝواﻗـ ــﻊ أم ﻓـ ــﻲ‬
‫اﻝرواﻴ ـ ــﺔ ﻴط ـ ــول ذﻝ ـ ــك ﻝط ـ ــول ﺘﺎرﻴﺨﻬ ـ ــﺎ وﺘﻨوﻋ ـ ــﻪ وﻋﻤ ـ ــق ﻤﻌﺎﻨﺎﺘﻬ ـ ــﺎ‪ ،1‬ﻓﻘ ـ ــد داﻓﻌ ـ ــت اﻝﻤـ ـ ـرأة ﻋ ـ ــن‬
‫اﻝﻤـ ـ ـرأة وأ ازﺤ ـ ــت اﻝﻠﺜ ـ ــﺎم ﻋ ـ ــن ﻓﺘـ ـ ـرة اﻝﻌﺒودﻴ ـ ــﺔ واﻻﺴ ـ ــﺘﻐﻼل وﻋ ـ ــن ﻤﺸ ـ ــﺎﻜل ﻤ ـ ــﺎ ﺒﻌ ـ ــد اﻻﺴ ـ ــﺘﻘﻼل‪،‬‬
‫ﻓﺼـ ـ ـ ــورت اﻷم واﻝﺤﺒﻴﺒـ ـ ـ ــﺔ واﻝزوﺠـ ـ ـ ــﺔ واﻷﺨـ ـ ـ ــت واﻝﺼـ ـ ـ ــدﻴﻘﺔ‪ ،‬وﺼـ ـ ـ ــورت ﻜـ ـ ـ ــذﻝك اﻝﻤ ـ ـ ـ ـرأة اﻝﻘوﻴـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻝﻤﻘﺎوﻤـ ـ ــﺔ اﻝﻤﺤﺎرﺒـ ـ ــﺔ اﻝﻀـ ـ ــﻌﻴﻔﺔ واﻝﻴﺎﺌﺴـ ـ ــﺔ واﻷﻤﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻏﻴرﻫـ ـ ــﺎ ﻤـ ـ ــن اﻝﺼـ ـ ــور اﻝﺘـ ـ ــﻲ ﺤﻔﻠـ ـ ــت ﺒﻬـ ـ ــﺎ‬
‫اﻹﻨﺘﺎﺠ ـ ــﺎت اﻹﺒداﻋﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓـ ـ ــﺎﻝﻤرأة ﺘﻌـ ـ ــد ﻝﻐ ـ ـ ـ اًز ورﻤـ ـ ـ اًز ﻴﺤﻤـ ـ ــل دﻻﻻت ﻋدﻴـ ـ ــدة‪ ،‬ﻓﻨﺠـ ـ ــد ﻜﺜﻴـ ـ ــر ﻤـ ـ ــن‬
‫اﻝرواﺌﻴـ ــﺎت اﻝﻠ ـ ـواﺘﻲ ﻝﻤﻌـ ــت أﺴـ ــﻤﺎﺌﻬن ﻓـ ــﻲ ﻋـ ــﺎﻝم اﻝﻜﺘﺎﺒـ ــﺔ ﻋـ ــن اﻝﻤ ـ ـرأة‪ ،‬واﻝﻠ ـ ـواﺘﻲ ﻗﻤـ ــن ﺒﺘﺼـ ــوﻴر‬
‫اﻝﻤـ ـ ـ ـ ـرأة ﺒﺼ ـ ـ ـ ــور ﻋدﻴ ـ ـ ـ ــدة ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ رواﻴ ـ ـ ـ ــﺎﺘﻬم وﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ ﺴ ـ ـ ـ ــﺒﻴل اﻝﻤﺜ ـ ـ ـ ــﺎل ﻨ ـ ـ ـ ــذﻜر اﻝرواﺌﻴ ـ ـ ـ ــﺔ "أﺤ ـ ـ ـ ــﻼم‬
‫ﻤﺴ ـ ــﺘﻐﺎﻨﻤﻲ" اﻝﺘ ـ ــﻲ ﺘﻌ ـ ــد ﻜﺘﺎﺒﺎﺘﻬ ـ ــﺎ ﺼ ـ ــوﺘﺎً ﻝﻠﻤـ ـ ـرأة إذ أوﻜﻠ ـ ــت ﻤﻬﻤ ـ ــﺔ اﻝﺴ ـ ــرد وﺸﺨﺼ ـ ــﻴﺔ اﻝﺒطﻠ ـ ــﺔ‬
‫ﻝﻠﻤ ـ ـرأة ﻏﺎﻝﺒ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻝﺘ ـ ــداﻓﻊ ﻋﻨﻬ ـ ــﺎ )‪ (...‬وﻤ ـ ــن أﻋﻤﺎﻝﻬ ـ ــﺎ‪ :‬رواﻴ ـ ــﺔ ذاﻜـ ـ ـرة اﻝﺠﺴ ـ ــد‪ ،‬ﻓوﻀ ـ ــﻰ اﻝﺤـ ـ ـواس‪،‬‬
‫وﻋـ ـ ــﺎﺒر ﺴ ـ ـ ـرﻴر واﻷﺴـ ـ ــود ﻴﻠﻴـ ـ ــق ﺒـ ـ ــك وﻏﻴرﻫـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻓﺒطﻠﺘﻬـ ـ ــﺎ ﺘﻤﺘﻠـ ـ ــك ﺼـ ـ ــﻔﺤﺎت اﻝﻨﻀـ ـ ــﺞ اﻝﻔﻜـ ـ ــري‬
‫)‪ (...‬ﻓﻘ ـ ـ ــد اﺴ ـ ـ ــﺘطﺎﻋت اﻝرواﺌﻴ ـ ـ ــﺔ ﻤ ـ ـ ــن ﺨ ـ ـ ــﻼل ﻜﺘﺎﺒﺎﺘﻬ ـ ـ ــﺎ أن ﺘﻨط ـ ـ ــق وﺘﻌﺒ ـ ـ ــر وﺘﺼ ـ ـ ــرح ﺒ ـ ـ ــﺄﻤور‬
‫ﺤﺴﺎﺴـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﻤﺠﺘﻤﻌﻨـ ــﺎ‪ ،‬ﻝﺘﻜـ ــون اﻝﻤ ـ ـرأة ﻋﻨـ ــدﻫﺎ ﺘﺤﻤـ ــل رﻤـ ــو از ﻋدﻴـ ــدة ﻜرﻤـ ــز اﻝـ ــوطن ﻤـ ــن ﺠﻬـ ــﺔ‬
‫واﻝﻌﺸﻴﻘﺔ ﻤن ﺠﻬﺔ أﺨرى‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺒوﺸـــﻼق ﻋﺒـــد اﻝﻌزﻴـــز واﻝﻌﻴﻔـــﺔ ﻨـــور اﻝﻬــــدى‪ ،‬ﺼـــورة اﻝﻤـــرأة ﻓـــﻲ اﻝرواﻴـــﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴـــﺔ اﻝﻨﺴـــوﻴﺔ اﻝﻤﻌﺎﺼـــرة‪ ،‬ﻤﺠﻠــــﺔ‬
‫دراﺴﺎت اﻝﻤﻌﺎﺼرة‪ ،‬اﻝﻤﺠﻠد ‪4‬ن اﻝﻌدد‪ ،1‬ﺘﺴﻤﺴﻴﻠت اﻝﺠزاﺌر‪ ،‬دﻴﺴﻤﺒر‪ /‬ﻜﺎﻨون اﻷول‪ ،2019 ،‬ص ‪.120‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺒوﺸﻼق ﻋﺒد اﻝﻌزﻴز واﻝﻌﻴﻔﺔ ﻨور اﻝﻬدى‪ ،‬ﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻲ اﻝرواﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ اﻝﻤﻌﺎﺼرة‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫‪26‬‬
‫اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ وﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫اﻝﻔﺼل اﻷول‪:‬‬

‫أ‪ -‬ﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻲ رواﻴﺎت أﺤﻼم ﻤﺴﺘﻐﺎﻨﻤﻲ‪:‬‬


‫اﺤﺘﻠ ـ ـ ـ ــت اﻝﻤـ ـ ـ ـ ـرأة ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﻜﺘﺎﺒ ـ ـ ـ ــﺎت "أﺤ ـ ـ ـ ــﻼم ﻤﺴ ـ ـ ـ ــﺘﻐﺎﻨﻤﻲ" ﻤﺴ ـ ـ ـ ــﺎﺤﺔ واﺴ ـ ـ ـ ــﻌﺔ‪ ،‬ﻓﻬ ـ ـ ـ ــﻲ اﻷم‬
‫واﻷﺨ ـ ــت وﻫ ـ ــﻲ اﻝزوﺠ ـ ــﺔ واﻝﺤﺒﻴﺒ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻜﻤ ـ ــﺎ ﻤﺜﻠ ـ ــت ﻓ ـ ــﻲ وراﻴﺎﺘﻬ ـ ــﺎ ﻋﻀـ ـ ـوا ﻓ ـ ــﺎﻋﻼ ﻓ ـ ــﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤ ـ ــﻊ‬
‫وﻋﺎﻝﺠ ـ ــت ﻤوﻀ ـ ــوﻋﻬﺎ دون ﻝ ـ ــف أو دوران ﺤﻴ ـ ــث ﻜﺘﺒ ـ ــت ﻋﻨﻬـ ـ ــﺎ وﻋ ـ ــن ﺠﺴ ـ ــدﻫﺎ وآﻫﺎﺘﻬ ـ ــﺎ ﻤـ ـ ــن‬
‫ﺤﻴ ـ ــث ﻫ ـ ــﻲ إﻨﺴ ـ ــﺎن ﻝ ـ ــﻪ دورﻩ اﻝﻜﺎﻤ ـ ــل ﻜﺠﺴ ـ ــد وﻋﻘ ـ ــل وﻤﺸ ـ ــﺎﻋر‪ ،‬وﻓ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــذﻩ اﻝﺤﺎﻝ ـ ــﺔ ﻝ ـ ــم ﻴﻜ ـ ــن‬
‫ﻫـ ـ ــدف "أﺤـ ـ ــﻼم ﻤﺴـ ـ ــﺘﻐﺎﻨﻤﻲ" ﺘﺼـ ـ ــوﻴر اﻝﻤ ـ ـ ـرأة ﺘﺼـ ـ ــوﻴ اًر ﺤﺴـ ـ ــﻴﺎً ﻤﺠـ ـ ــرداً وﺤﺴـ ـ ــب‪ ،‬ﺒـ ـ ــل أﺨـ ـ ــذﺘﻬﺎ‬
‫رﻤ ـ ـ از ﻝﺸـ ــﻲء آﺨـ ــر ﻜـ ــﺄن ﺘرﻤـ ــز إﻝـ ــﻰ اﻝﻤدﻴﻨـ ــﺔ أو إﻝـ ــﻰ اﻝـ ــوطن أو إﻝـ ــﻰ اﻝﺜـ ــورة‪ ،‬وﻫـ ــذا ﻤـ ــﺎ ﺘﺠﻠـ ــﻰ‬
‫ﻓـ ــﻲ ﺜﻼﺜﻴﺘﻬـ ــﺎ اﻝﺸـ ــﻬﻴرة " ذاﻜ ـ ـرة اﻝﺠﺴـ ــد" " ﻓوﻀـ ــﻰ اﻝﺤ ـ ـواس"‪ " ،‬ﻋـ ــﺎﺒر ﺴ ـ ـرﻴر" ﻋﻨـ ــدﻤﺎ ﺘطرﻗـ ــت‬
‫إﻝﻰ ﺠﻤﻠﺔ ﻤن اﻝﻘﻀﺎﻴﺎ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ واﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺨص اﻝﻤرأة‪.1‬‬
‫أﻋطـ ــت " أﺤـ ــﻼم ﻤﺴـ ــﺘﻐﺎﻨﻤﻲ" اﻝﻤ ـ ـرأة ﻓـ ــﻲ رواﻴﺘﻬـ ــﺎ اﻝﻤوﺴـ ــوﻤﺔ ﺒـ ـ ـ ـ " اﻷﺴـ ــود ﻴﻠﻴـ ــق ﺒـ ــك"‬
‫أﻫﻤﻴـ ـ ــﺔ ﺒﺎﻝﻐـ ـ ــﺔ ﺤﻴـ ـ ــث ﺼـ ـ ــورﺘﻬﺎ ﻓـ ـ ــﻲ أﺤﺴـ ـ ــن ﺼـ ـ ــورﻫﺎ ﻤـ ـ ــن ﺤﻴـ ـ ــث ﺠﻤﺎﻝﻬـ ـ ــﺎ ورﻗـ ـ ــﺔ ﻤﺸـ ـ ــﺎﻋرﻫﺎ‬
‫ووﻓﺎﺌﻬـ ــﺎ وﻋﻔﺘﻬـ ــﺎ ودﻗـ ــﺔ ﻜﻠﻤﺎﺘﻬـ ــﺎ وطرﻴﻘـ ــﺔ ﺘﻌﺎﻤﻠﻬـ ــﺎ ﻤـ ــﻊ ﻏﻴرﻫـ ــﺎ‪ ،‬وأول ﻨﻤـ ــوذج ﻴﻤﻜـ ــن ﻨﻤﺜـ ــل ﺒـ ــﻪ‬
‫ﻫ ـ ــو اﻝﺒطﻠ ـ ــﺔ أو ﺒطﻠـ ـ ــﺔ اﻝرواﻴ ـ ــﺔ " ﻫﺎﻝـ ـ ــﺔ اﻝـ ـ ـواﻓﻲ" ﻫ ـ ــﻲ اﻝﻔﺘـ ـ ــﺎة اﻝﺠزاﺌرﻴ ـ ــﺔ اﻝﺘـ ـ ــﻲ ﺘرﻋرﻋ ـ ــت ﻓـ ـ ــﻲ‬
‫ﺠﺒ ـ ــﺎل اﻷوراس اﻝﺸ ـ ــﺎﻤﺨﺔ‪ ،‬واﻝﺘ ـ ــﻲ ﻜﺎﻨ ـ ــت ﺠﻤﻴﻠ ـ ــﺔ و ﻓﺎﺘﻨ ـ ــﺔ ﺘﺒﻬ ـ ــر ﻜ ـ ــل ﻤ ـ ــن ﻴ ارﻫ ـ ــﺎ )‪ (....‬ﻜﻤ ـ ــﺎ‬
‫أﻨﻬﺎ ﺘﻤﺘﺎز ﺒﺎﻝﻤﺜﺎﻝﻴﺔ وﻗﻤﺔ اﻷﺨﻼق واﻝﺤﻴﺎء‪.2‬‬
‫ﻜﻤ ـ ــﺎ ﻨﺠ ـ ــد اﻝرواﺌﻴ ـ ــﺔ ﻗ ـ ــد ﺼ ـ ــورت اﻝﻤـ ـ ـرأة ﻓ ـ ــﻲ رواﻴ ـ ــﺔ " ﻨﺴ ـ ــﻴﺎن ﻜ ـ ــوم" ﻜﻜ ـ ــﺎﺌن ﺤﺴ ـ ــﺎس‬
‫ورﻗﻴ ـ ـ ــق ﻤرﻫ ـ ـ ــف اﻝﺸ ـ ـ ــﻌور اﻝوﻓﻴ ـ ـ ــﺔ ﻝﻠرﺠ ـ ـ ــل اﻝواﺤ ـ ـ ــد واﻝﻀ ـ ـ ــﻌﻴﻔﺔ واﻝﻤﺴﺘﺴ ـ ـ ــﻠﻤﺔ إن وﻗﻌ ـ ـ ــت ﻓ ـ ـ ــﻲ‬
‫اﻝﺤـ ـ ــب واﻝﺘﺎﺌﻬ ـ ـ ــﺔ اﻝﻀـ ـ ــﺎﺌﻌﺔ اﻝﺒﺎﻜﻴ ـ ـ ــﺔ اﻝﺸ ـ ـ ــﺎﻜﻴﺔ إن اﻨﺘﻬـ ـ ــﻰ اﻝﺤ ـ ـ ــب واﻝﺘـ ـ ــﻲ ﻻ ﺘﻌ ـ ـ ــرف اﻝﻨﺴ ـ ـ ــﻴﺎن‬
‫وﺒ ـ ــﺎﻷﺤرى ﻻ ﺘﻘ ـ ــدر ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﻓﺘﺘﻤﺜ ـ ــل اﻝﻤـ ـ ـرأة اﻝﻤﻘﻬ ـ ــورة ﻓ ـ ــﻲ اﻝﻤـ ـ ـرأة اﻝﺘﺎﺌﻬ ـ ــﺔ اﻝﺘ ـ ــﻲ ﺘﻨﺘظ ـ ــر رﺠ ـ ــل‬
‫ﺤﻴﺎﺘﻬ ـ ـ ــﺎ اﻝ ـ ـ ــذي ﻏ ـ ـ ــﺎدر دون وداع وﻝ ـ ـ ــم ﻴﺒﻌ ـ ـ ــث ﺴ ـ ـ ــﻼﻤﺎ‪ ،‬واﻝﻤـ ـ ـ ـرأة اﻝوﻓﻴ ـ ـ ــﺔ اﻝﺘ ـ ـ ــﻲ ﺒ ـ ـ ــرﻏم ﻤ ـ ـ ــن‬

‫‪1‬‬
‫آﺴـــﻴﺎ ﺸـــﻴﺒﺎﻨﻲ‪ ،‬ﺼـــورة اﻝﻤـــرأة ﻓـــﻲ رواﻴـــﺔ اﻻﺴـــود ﻴﻠﻴـــق ﺒـــك ﻷﺤـــﻼم ﻤﺴـــﺘﻐﺎﻨﻤﻲ‪ ،‬ﻤـــذﻜرة ﻝﻨﻴـــل ﺸـــﻬﺎدة اﻝﻤﺎﺴـــﺘر‪،‬‬
‫ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﻌرﺒﻲ ﺒن ﻤﻬﻴدي‪ ،‬ام اﻝﺒواﻗﻲ‪ ،2014/2013 ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪27‬‬
‫اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ وﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫اﻝﻔﺼل اﻷول‪:‬‬

‫اﻝﻬﺠـ ـ ـران واﻝﻼﻤﺒ ـ ــﺎﻻة ﻤ ـ ــن اﻝرﺠ ـ ــل ﺘﺒﻘ ـ ــﻰ وﻓﻴ ـ ــﺔ ﻝ ـ ــﻪ وﺘﺒﻘ ـ ــﻰ ﻓ ـ ــﻲ اﻨﺘظ ـ ــﺎرﻩ وﻫ ـ ــﻲ ﻨﻔﺴ ـ ــﻬﺎ اﻝﻤـ ـ ـرأة‬
‫اﻝﻤﻨﺎﻀﻠﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻨﺎﻀل ﻤن أﺠل ﺤب ﻨﻘﻲ ﺠدﻴد‪.1‬‬
‫ب‪ -‬ﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻲ رواﻴﺎت آﺴﻴﺎ ﺠﺒﺎر‪:‬‬
‫ﺘﻌـ ـ ــد اﻝرواﺌﻴ ـ ـ ــﺔ آﺴ ـ ـ ــﻴﺎ ﺠﺒ ـ ـ ــﺎر ﻤ ـ ـ ــن اﻝرواﺌﻴ ـ ـ ــﺎت اﻝﺠزاﺌرﻴ ـ ـ ــﺎت اﻝﻠـ ـ ـ ـواﺘﻲ اﻫ ـ ـ ــﺘﻤﻤن ﺒﻘﻀ ـ ـ ــﺎﻴﺎ‬
‫اﻝﺸ ـ ــﻌب اﻝﺠ ازﺌ ـ ــري وﺨﺎﺼ ـ ــﺔ ﻗﻀ ـ ــﺎﻴﺎ اﻝﻤـ ـ ـرأة ﻓ ـ ــﻲ ﻓﺘـ ـ ـرة اﻝﺤ ـ ــرب اﻝﺘﺤرﻴرﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻘ ـ ــد ﻋﺒ ـ ــرت ﻓ ـ ــﻲ‬
‫رواﻴﺎﺘﻬ ـ ـ ــﺎ ﻋ ـ ـ ــن اﻝوﻀ ـ ـ ــﻌﻴﺔ اﻝﻤزرﻴ ـ ـ ــﺔ اﻝﺘ ـ ـ ــﻲ ﻜﺎﻨ ـ ـ ــت ﺘﻌﻴﺸ ـ ـ ــﻬﺎ اﻝﻤـ ـ ـ ـرأة ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺘﻠ ـ ـ ــك اﻝﻔﺘـ ـ ـ ـرة وﻨﺄﺨ ـ ـ ــذ‬
‫ﻜﻨﻤ ـ ــوذج ﻋﻠ ـ ــﻰ ذﻝ ـ ــك رواﻴ ـ ــﺔ " اﻤـ ـ ـرأة ﺒ ـ ــﻼ ﻗﺒ ـ ــر" اﻝﺘ ـ ــﻲ ﺤﺎوﻝ ـ ــت ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ اﻝرواﺌﻴ ـ ــﺔ إظﻬ ـ ــﺎر ﺼ ـ ــورة‬
‫اﻝﻤ ـ ـرأة اﻝﻘوﻴـ ــﺔ اﻝﻤﻨﺎﻀ ـ ــﻠﺔ واﻝﻤﻘﺎوﻤـ ــﺔ ﻤـ ــن ﺨﻼﻝﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻓﺒطﻠـ ــﺔ اﻝرواﻴـ ــﺔ "زﻝﻴﺨ ـ ــﺔ" " ﻴﻤﻴﻨـ ــﺔ ﻋ ـ ــوداي"‬
‫اﻝﻤﺠﺎﻫ ـ ــدة اﻝﻤﻨﺎﻀ ـ ــﻠﺔ اﻝﺸ ـ ــﻬﻴدة اﻝﺘ ـ ــﻲ ﻋﻤﻠ ـ ــت ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻤﻘﺎوﻤ ـ ــﺔ اﻻﺴ ـ ــﺘﻌﻤﺎر اﻝﻐﺎﺸ ـ ــم واﻗﻔ ـ ــﺔ ﺠﻨ ـ ــب‬
‫زوﺠﻬ ـ ــﺎ واﻷﺨ ـ ــذ ﺒﻴ ـ ــدﻩ‪ ،‬ﻤﺘﺤدﻴ ـ ــﺔ ﺒط ـ ــش اﻝﺠ ـ ــﻴش اﻝﻔرﻨﺴ ـ ــﻲ واﺴ ـ ــﺘﺒداد اﻝﺘﻘﺎﻝﻴ ـ ــد ﻝﺘرﻓ ـ ــﻊ اﻝﺴ ـ ــﻼح‬
‫وﺘﺨـ ـ ــﺘﻠط ﺒﺎﻝﻤﺠﺎﻫـ ـ ــدﻴن‪ ،‬ﺤﺎﺼـ ـ ــرﻫﺎ اﻝﺠـ ـ ــﻴش اﻝﻔرﻨﺴـ ـ ــﻲ ﺒﺄﻋـ ـ ــﺎﻝﻲ ﺸرﺸـ ـ ــﺎل ﻗﺎدﻫـ ـ ــﺎ إﻝـ ـ ــﻰ اﻝﺴـ ـ ــﺠن‪،‬‬
‫ﻋـ ـ ــذﺒت وﻗﺘﻠـ ـ ــت ودﻓﻨـ ـ ــت ﻓـ ـ ــﻲ ﻤﻜـ ـ ــﺎن ﻤﺠﻬـ ـ ــول‪ ،‬ﻻ ﻴﻌـ ـ ــرف اﺤـ ـ ــد ﻤﻜﺎﻨـ ـ ــﻪ إﻝـ ـ ــﻰ اﻝﻴـ ـ ــوم )‪، (...‬‬
‫ﻜﺎﻨـ ـ ــت ﺤﻴـ ـ ــﺎة " زﻝﻴﺨـ ـ ــﺔ" ﺤﺎﻓﻠـ ـ ــﺔ ﺒﺠﻼﺌـ ـ ــل اﻷﻋﻤـ ـ ــﺎل ﺒـ ـ ــﺎﻝرﻏم ﻤـ ـ ــن ﺠﺒـ ـ ــروت اﻝﻐﺎﺸـ ـ ــم ﻝـ ـ ــم ﺘﻔﻘـ ـ ــد‬
‫ﻋزﻴﻤﺘﻬﺎ ﻨﺎﻀﻠت ﺤﺘﻰ ﺼﻌدت روﺤﻬﺎ إﻝﻰ ﺒﺎرﺌﻬﺎ‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻤﻬدﻴـــد ﻓـــﺎﺌزة‪ ،‬ﺼـــورة اﻝﻤـــرأة ﻓـــﻲ اﻝرواﻴـــﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴـــﺔ اﻝﻤﻌﺎﺼـــرة ﻷﺤـــﻼم ﻤﺴـــﺘﻐﺎﻨﻤﻲ ﻨﺴـــﻴﺎن ﻜـــوم اﻨﻤوذﺠـــﺎ‪ ،‬ﻤـــذﻜرة‬
‫ﻤﻜﻤﻠﺔ ﻝﻨﻴل ﺸﻬﺎدة اﻝﻤﺎﺴﺘر‪ ،‬اﻝﻤﺴﻴﻠﺔ‪ ،‬ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤﺤﻤد ﺒوﻀﻴﺎف‪ ،2015/2014 ،‬ص ‪ 54-53‬ﺒﺘﺼرف‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺒـــن ﻋـــدﻴس زﻫﻴـــرة‪ ،‬ﺼـــورة اﻝﻤـــرأة وﺘﺠﻠﻴﺎﺘﻬـــﺎ ﻓـــﻲ رواﻴـــﺔ آﺴـــﻴﺎ ﺠﺒـــﺎر اﻤـــرأة ﺒـــﻼ ﻗﺒـــر‪ ،‬اﻝﻔﻀـــﺎء اﻝﻤﻐرﺒـــﻲ‪ ،‬ﻤﺨﺒـــر‬
‫اﻝدراﺴـــﺎت اﻷدﺒﻴـــﺔ واﻝﻨﻘـــد وأﻋﻼﻤﻬـــﺎ ﻓـــﻲ اﻝﻤﻐـــرب اﻝﻌرﺒـــﻲ‪ ،‬اﻝﻤﺠﻠـــد اﻷول‪ ،‬اﻝﻌـــدد اﻝﺴـــﺎدس‪ ،‬ﺠﺎﻤﻌـــﺔ أﺒـــﻲ ﺒﻜـــر ﺒﻠﻘﺎﻴـــد‪،‬‬
‫ﺘﻠﻤﺴﺎن اﻝﺠزاﺌر‪ ،‬ﻤﺎي ‪ ،2017‬ص ‪.126‬‬
‫‪28‬‬
‫اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ وﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫اﻝﻔﺼل اﻷول‪:‬‬

‫ج‪ -‬ﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻲ رواﻴﺎت ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻓﺎروق‬


‫ﻤـ ــن ﺒـ ــﻴن اﻝﺨطﺎﺒـ ــﺎت اﻹﺒداﻋﻴـ ــﺔ اﻝﺘـ ــﻲ ﺘﺤـ ــدﺜت ﻋـ ــن اﻝﻤ ـ ـرأة وﺼـ ــورﺘﻬﺎ ﺒﺼـ ــور ﻤﺘﻌـ ــددة‬
‫ﻨﺠـ ــد أﻋﻤـ ــﺎل " ﻓﻀـ ــﻴﻠﺔ ﻓـ ــﺎروق" وﻤـ ــن ﺒﻴﻨﻬـ ــﺎ رواﻴـ ــﺔ " ﺘـ ــﺎء اﻝﺨﺠـ ــل" اﻝـ ــذي ﺘﺴـ ــﺘﻤد أﺤـ ــداﺜﻬﺎ ﻤـ ــن‬
‫اﻝﻌﺸـ ـ ـ ـرﻴﺔ اﻝﺴ ـ ـ ــوداء وﻤ ـ ـ ــﺎ ﻋﺎﻨﺘ ـ ـ ــﻪ اﻝﻤـ ـ ـ ـرأة اﻝﺠزاﺌرﻴ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ وﺠ ـ ـ ــﻪ اﻝﺨﺼ ـ ـ ــوص ﻤ ـ ـ ــن وﻴ ـ ـ ــﻼت‬
‫اﻹرﻫ ـ ــﺎب‪ ،‬ﻓﻘ ـ ــد ﺒ ـ ــرزت اﻝﻤـ ـ ـرأة اﻝﺠزاﺌرﻴ ـ ــﺔ ﺒﺼـ ـ ــورة ﻤﺨﺘﻠﻔ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــذﻩ اﻝرواﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻤ ـ ــﺜﻼ ﺼـ ـ ــورة‬
‫اﻝﻤـ ـرأة اﻷم ﻓﻘ ــد ﻋﺒـ ــرت "ﻓﻀ ــﻴﻠﺔ ﻓ ــﺎروق" ﻋـ ــن اﻝﻤـ ـرأة اﻷم ﺒﺄﻨﻬـ ــﺎ أﻨﺜ ــﻰ ﻤﻘﻬ ــورة اﻝﺘـ ــﻲ ﺘﺒ ــدأ ﻓـ ــﻲ‬
‫زﻤﺎﻨﻬ ـ ــﺎ ﻤ ـ ــن ﺤﺎﻀ ـ ــرﻫﺎ ﻝﺘرﺘ ـ ــد إﻝ ـ ــﻰ اﻝﻤﺎﻀ ـ ــﻲ اﻝﺒﻌﻴ ـ ــد إﻝ ـ ــﻰ ﻋﻬ ـ ــد اﻝﺠـ ـ ـواري إﻝ ـ ــﻰ ﻋﻬ ـ ــد اﻝ ـ ــرق‬
‫واﻻﺴ ـ ـ ــﺘﻌﺒﺎد‪ ،‬إﻻ أﻨ ـ ـ ــﻪ ﻻ ﺸ ـ ـ ــﻲء ﺘﻐﻴ ـ ـ ــر ﺒﺎﻝﻨﺴ ـ ـ ــﺒﺔ ﻝﻸﻨﺜ ـ ـ ــﻰ ﺴ ـ ـ ــوى ﺘﻨ ـ ـ ــوع ﻓ ـ ـ ــﻲ وﺴ ـ ـ ــﺎﺌل اﻝﻘﻤ ـ ـ ــﻊ‬
‫واﻨﺘﻬـ ــﺎك ﻜراﻤﺘﻬـ ــﺎ ﺤﻴـ ــث ﺘﻘـ ــول ﻓـ ــﻲ ﺒداﻴـ ــﺔ رواﻴﺘﻬـ ــﺎ‪ :‬ﻤﻨـ ــذ اﻝﻌﺎﺌﻠـ ــﺔ‪ ....‬ﻤﻨـ ــذ اﻝﻤدرﺴـ ــﺔ‪ ....‬ﻤﻨـ ــذ‬
‫اﻝﺘﻘﺎﻝﻴد‪ ...‬ﻤﻨذ اﻹرﻫﺎب ﻜل ﺸﻲء ﻋﻨﻲ ﺘﺎء اﻝﺨﺠل‪.1‬‬
‫ﻜـ ـ ــذﻝك ﺒـ ـ ــرزت ﺼـ ـ ــورة اﻝﻤ ـ ـ ـرأة اﻝﻤﻘﻬـ ـ ــورة ﻓـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ــذﻩ اﻝرواﻴـ ـ ــﺔ ﻤـ ـ ــن ﺨـ ـ ــﻼل اﻷم واﻝﺠـ ـ ــدة‬
‫واﻝﻌﻤـ ــﺔ ﻨوﻨـ ــﺔ واﻝﻌﻤـ ــﺔ ﺘـ ــوﻨس اﻝﺘـ ــﻲ ﻴﺤـ ــﺎول اﻝﻤﺠﺘﻤـ ــﻊ اﻝـ ــذﻜوري أن ﻴﺴـ ــﻠب ﺤﻘﻬـ ــﺎ وﻴـ ــرﻓض أن‬
‫ﻴﻌﺘﺒرﻫﺎ ﻜﺎﺌﻨﺎ إﻨﺴﺎﻨﻴﺎ ذا ﺤرﻴﺔ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ‪.2‬‬
‫ﻜﻤـ ـ ــﺎ ﻨﺠـ ـ ــد ﺼـ ـ ــورة اﻝﻤ ـ ـ ـرأة اﻝﻘوﻴـ ـ ــﺔ اﻝﺘـ ـ ــﻲ ﺘﺠﺴـ ـ ــدت ﻓـ ـ ــﻲ ﺸﺨﺼـ ـ ــﻴﺔ " ﻝﻼﻋﻴﺸـ ـ ــﺔ" ﻷﻨﻬـ ـ ــﺎ‬
‫ﻜﺎﻨ ـ ـ ــت اﻤـ ـ ـ ـرأة ﻗوﻴ ـ ـ ــﺔ ﻝﻬ ـ ـ ــﺎ ﺴ ـ ـ ــﻠطﺔ ﺘﺠ ـ ـ ــﺎﻝس اﻝرﺠ ـ ـ ــﺎل وﺘﺸ ـ ـ ــﺎرﻜﻬم أﺤ ـ ـ ــﺎدﻴﺜﻬم اﻝﺴﻴﺎﺴ ـ ـ ــﻴﺔ‪ ،‬ﺘ ـ ـ ــﺄﻤر‬
‫وﺘﻨﻬﻲ ﻜل أي ذﻜر ﻓﻲ اﻝدار اﻝﻜﺒﻴرة‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻋﻴﺴــﻰ ﻤــروك ﻋﺒــد اﻝــرزاق اﻝﺸــﻴﺦ‪ ،‬ﺼــورة اﻝﻤــرأة ﻓــﻲ اﻝرواﻴــﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴــﺔ اﻝﻤﻌﺎﺼــرة ﺒــﻴن اﻝﻤرﻜــز واﻝﻬــﺎﻤش‪ ،‬دﻓــﺎﺘر‬
‫ﻤﺨﺒر اﻝﺸﻌرﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ‪ ،‬اﻝﻤﺠﻠد ‪ ،03‬اﻝﻌدد‪ ،07‬ﺠوﻴﻠﻴﺔ ‪ ،2018‬ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﺠزاﺌر ‪ ،2‬ص ‪.337‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪.337‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻋﻴﺴــــﻰ ﻤــــروك ﻋﺒــــد اﻝــــرزاق اﻝﺸــــﻴﺦ‪ ،‬ﺼــــورة اﻝﻤــــرأة ﻓــــﻲ اﻝرواﻴــــﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴــــﺔ اﻝﻤﻌﺎﺼــــرة ﺒــــﻴن اﻝﻤرﻜــــز واﻝﻬــــﺎﻤش‪،‬‬
‫ص‪.337‬‬
‫‪29‬‬
‫اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ وﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫اﻝﻔﺼل اﻷول‪:‬‬

‫ﻨﺠـ ــد ﻜ ـ ــذﻝك ﻓـ ــﻲ رواﻴ ـ ــﺔ ﺘـ ــﺎء اﻝﺨﺠ ـ ــل ﺼـ ــورة اﻝﻤـ ـ ـرأة اﻝزوﺠـ ــﺔ اﻝﺘ ـ ــﻲ ﺘرﺴـ ــﻤﻬﺎ ﺸﺨﺼـ ـ ـﻴﺔ‬
‫"ﺴ ـ ــﺎرة" ﻓ ـ ــﻲ اﻝرواﻴ ـ ــﺔ وﻫ ـ ــﻲ ﺼ ـ ــورة ﻤﺸ ـ ــرﻗﺔ ﻤﻔﻌﻤ ـ ــﺔ ﺒﺎﻝﺤ ـ ــب واﻝوﻓ ـ ــﺎء‪ ،‬ﺒ ـ ــل إﻨﻬ ـ ــﺎ ﺘﻨزﻫﻬ ـ ــﺎ ﻋﻤ ـ ــﺎ‬
‫ﻴﻤﻜن أن ﻴﺴﻲء ﻝﻬﺎ ﻓﻲ ﻨظرﻫﺎ وﻝو ﻜﺎﻨت ﺼﻤﻴم اﻝﺤﻴﺎة‪.1‬‬
‫‪ -2.2‬ﺘﺼوﻴر اﻝرﺠل ﻝﻠﻤرأة ﻓﻲ اﻝرواﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ‪:‬‬
‫ﻝﻘـ ـ ـ ــد ﻜـ ـ ـ ــﺎن ﺘﺼـ ـ ـ ــوﻴر اﻝرﺠـ ـ ـ ــل ﻝﻠﻤ ـ ـ ـ ـرأة ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻝرواﻴـ ـ ـ ــﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴـ ـ ـ ــﺔ ﺘﻌﺒﻴ ـ ـ ـ ـ ار ﻋـ ـ ـ ــن اﻝواﻗـ ـ ـ ــﻊ‬
‫واﻨﻌﻜﺎﺴـ ـ ــﺎﺘﻪ‪ " ،‬ﻓﻘـ ـ ــد أﺼـ ـ ــﺒﺤت اﻝﻤ ـ ـ ـرأة ﺸﺨﺼـ ـ ــﻴﺔ اﻝﺒطﻠـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﻲ ﺘﻠـ ـ ــك اﻝرواﻴـ ـ ــﺎت اﻝﺘـ ـ ــﻲ ﻴﻜﺘﺒﻬـ ـ ــﺎ‬
‫اﻝرﺠـ ـ ــل وﻜﺸﺨﺼـ ـ ــﻴﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻝﻘﻠـ ـ ــوب ﻗﺒـ ـ ــل اﻝﻌﻘـ ـ ــول ﺴ ـ ـ ـواء ﻜﺎﻨـ ـ ــت إﻤـ ـ ــﺎ أُم أﺨـ ـ ــت أو زوﺠـ ـ ــﺔ أم‬
‫ﺤﺒﻴﺒـ ـ ـﺔ ‪ ...‬ﺘﻌ ـ ــﻴش وﻀ ـ ــﻌﻬﺎ اﻨﺘﻘﺎﻝﻴ ـ ــﺎ ﺒ ـ ــﻴن ذاﺘﻬ ـ ــﺎ وﺒ ـ ــﻴن وﻀ ـ ــﻌﻬﺎ ووﻀ ـ ــﻊ آﺨ ـ ــر ﺘﺘطﻠ ـ ــﻊ إﻝﻴ ـ ــﻪ‪،‬‬
‫وﺒﻴن ﻤﺠﺘﻤﻌﻬﺎ ﻜﻤﺎ ﻫو‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺘﻌﻲ ﻫذا اﻻﻨﺘﻘﺎل وﺘﻘﺼدﻩ وﺘﻜﺎﻓﺢ ﻤن أﺠﻠﻪ‪.2‬‬
‫ﻜﻤـ ــﺎ أن اﻝﻜﺎﺘـ ــب اﻝﺠ ازﺌـ ــري ﻗـ ــد ﻗ ـ ـدم اﻝﻤ ـ ـرأة ﺒﺼـ ــور ﻋدﻴـ ــدة ﻓـ ــﻲ رواﻴﺎﺘـ ــﻪ وﻫـ ــذﻩ ﺒﻌـ ــض‬
‫اﻝﻨﻤﺎذج اﻝﺘﻲ اﺨﺘرﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﺼوﻴر اﻝرﺠل ﻝﻠﻤرأة‪:‬‬
‫أ‪ -‬رواﻴﺔ رﻴﺢ اﻝﺠﻨوب ﻝﻌﺒد اﻝﺤﻤﻴد ﺒن ﻫدوڥﺔ‪:‬‬
‫ﻴرﻜ ـ ـ ــز اﻝﻜﺎﺘ ـ ـ ــب ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺸﺨﺼ ـ ـ ــﻴﺔ "ﻨﻔﻴﺴ ـ ـ ــﺔ" اﻝﻤﺤﺘﺠ ـ ـ ــﺔ واﻝﺜ ـ ـ ــﺎﺌرة واﻝراﻓﻀ ـ ـ ــﺔ ﻝﻸوﻀ ـ ـ ــﺎع‬
‫اﻝﺴ ـ ــﺎﺌدة ﻓ ـ ــﻲ ﻤﺠﺘﻤﻌﻬ ـ ــﺎ )‪ (...‬ﻓﻘ ـ ــد ﻋ ـ ــﺎﻝﺞ "اﺒ ـ ــن ﻫدوڥـ ـ ـﺔ" ﻤوﻀ ـ ــوع اﻝﻤـ ـ ـرأة ﻤ ـ ــن ﻫ ـ ــذﻩ اﻝرواﻴ ـ ــﺔ‬
‫ﻜﻌﻀـ ــو ﻝـ ــﻪ اﻝـ ــدور اﻝﻔﻌـ ــﺎل ﺘظﻬـ ــر ﻓـ ــﻲ " اﻷم ﺨﻴ ـ ـرة" اﻝﺘـ ــﻲ ﺘﻘـ ــوم ﻋﻠـ ــﻰ ﺸـ ــؤون اﻝﺒﻴـ ــت وﺨدﻤـ ــﺔ‬
‫اﻷوﻻد ﻓﻬ ـ ــﻲ رﻤ ـ ــز ﻝﻠطﺎﻋ ـ ــﺔ اﻝﻤطﻠﻘ ـ ــﺔ وﻝﻠﺘﻀ ـ ــﺤﻴﺔ ﻤ ـ ــن أﺠ ـ ــل اﻝﺼ ـ ــﻤود واﻝﺒﻘ ـ ــﺎء أﻤ ـ ــﺎم ﺴ ـ ــﻠطﺔ‬
‫اﻷدب اﻝﻘوﻴـ ـ ــﺔ واﻝﻤطﻠﻘـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻗـ ـ ــد ﺤـ ـ ــﺎول اﻝﻜﺎﺘـ ـ ــب أن ﻴﺠﻌـ ـ ــل ﻤـ ـ ــن "ﺨﻴ ـ ـ ـرة" رﻤ ـ ـ ـ اًز ﻝﻜـ ـ ــل اﻝﻨﺴـ ـ ــوة‬
‫اﻝﻤوﺠـ ـ ــودات ﻓـ ـ ــﻲ اﻷرﻴـ ـ ــﺎف اﻝﺠزاﺌرﻴـ ـ ــﺔ‪ .‬واﻝﻜﺎﺘـ ـ ــب وﻫـ ـ ــو ﻴﻨﻘـ ـ ــل ﻫـ ـ ــذﻩ اﻝﺼـ ـ ــورة ﻋـ ـ ــن وﻀـ ـ ــﻌﻴﺔ‬

‫‪1‬‬
‫اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪.339-338‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺒوزﻴدي ﻤﺤﻤد‪ ،‬ﺸﺨﺼﻴﺔ اﻝﻤرأة وﺘﻤظﻬراﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻝرواﻴﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ‪ ،‬ص‪.67‬‬
‫‪30‬‬
‫اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ وﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫اﻝﻔﺼل اﻷول‪:‬‬

‫اﻝﻤـ ـ ـرأة ﻓ ـ ــﻲ اﻝرﻴ ـ ــف اﻝﺠ ازﺌ ـ ــري‪ ،‬ﻝ ـ ــم ﻴﻐﻔ ـ ــل ﺼ ـ ــﻴﺤﺎت اﻝﺘﻤ ـ ــرد اﻝﺘ ـ ــﻲ ﻜﺎﻨ ـ ــت ﺘﻨﺒﻌ ـ ــث وﺴ ـ ــط ﻫ ـ ــذا‬
‫اﻝﺠو‪.1‬‬
‫ب‪ -‬رواﻴﺔ ﻏﺎدة أم اﻝﻘرى ﻷﺤﻤد رﻀﺎ ﺤوﺤو‪:‬‬
‫ﻴﻌﺘﺒ ـ ــر اﻝرواﺌ ـ ــﻲ أﺤﻤ ـ ــد رﻀ ـ ــﺎ ﺤوﺤ ـ ــو ﻤ ـ ــن اﻝ ـ ــرواﺌﻴﻴن اﻝ ـ ــذي ﺴ ـ ــﻌو إﻝ ـ ــﻰ اﻝ ـ ــدﻓﺎع ﻋ ـ ــن‬
‫اﻝﻤ ـ ـرأة ﻓـ ــﻲ أﻋﻤﺎﻝـ ــﻪ‪ ،‬ﻓﺒﻌـ ــدﻤﺎ أدرك ﺨطـ ــورة اﻝوﻀـ ــﻊ اﻝـ ــذي ﺘﻌﻴﺸـ ــﻪ أﺨـ ــذ ﻤوﻀـ ــوع اﻝﻤ ـ ـرأة ﻋﻨـ ــدﻩ‬
‫ﺤﺼـ ـ ــﺔ اﻷﺴـ ـ ــد ﻤـ ـ ــن اﻝﻤﻌﺎﻴﻨـ ـ ــﺔ واﻝﺘﺤﻠﻴـ ـ ــل )‪ (...‬وﻴظﻬـ ـ ــر ﻫـ ـ ــذا ﻤـ ـ ــن ﺨـ ـ ــﻼل ﻋﻤﻠـ ـ ــﻪ "ﻏـ ـ ــﺎدة أم‬
‫اﻝﻘـ ـ ــرى" اﻝـ ـ ــذي ﻴﻌـ ـ ــد ﺒـ ـ ــﺎﻜورة اﻝﻌﻤـ ـ ــل اﻝرواﺌـ ـ ــﻲ اﻝﺠ ازﺌـ ـ ــري اﻝﻌرﺒـ ـ ــﻲ‪ ،‬ﻓﺼـ ـ ــور ﻓﻴـ ـ ــﻪ ﺤﻴـ ـ ــﺎة اﻝﻤ ـ ـ ـرأة‬
‫اﻝﺤﺠﺎزﻴﺔ وﻤﺎ ﺘﻘﺎﺴﻴﻪ وﻗﺼد ﺒﻪ اﻝﻤرأة اﻝﺠ ازﺌرﻴﺔ‪.2‬‬
‫وﻗ ـ ـ ــد ﺠﺴ ـ ـ ــد اﻝﻜﺎﺘ ـ ـ ــب اﻝﻤـ ـ ـ ـرأة ﺒﺼ ـ ـ ــورة ﻤﺨﺘﻠﻔ ـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ــﻲ ﻫ ـ ـ ــذﻩ اﻝرواﻴ ـ ـ ــﺔ ﺒﺤﻴ ـ ـ ــث ﺼ ـ ـ ــورﻫﺎ‬
‫اﺠﺘﻤﺎﻋﻴ ـ ــﺎ ﻤﻠﺘﺼ ـ ــﻘﺔ ﺒواﻗ ـ ــﻊ ﻤﻌﻘ ـ ــد ﺘﺤﻜﻤ ـ ــﻪ ﺘﻘﺎﻝﻴ ـ ــد ﺒﺎﻝﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬ﺠﻌﻠ ـ ــت ﻤﻨﻬ ـ ــﺎ ﺸ ـ ــﻴﺌﺎ ﺠﺎﻤ ـ ــداً ﻓﻬ ـ ــﻲ ﻻ‬
‫ﺘﻨطـ ــق ﺒـ ــل ﺘﺼـ ــﻔق‪ ،‬ﻻ ﺘﺸـ ــﺎرك ﺒـ ــل ﺘﺴـ ــﻤﻊ‪ ،‬وﻻ ﺘﺒـ ــدي أرﻴـ ــﺎ ﺒـ ــل ﺘﺘﻠﻘـ ــﻰ ﻻ ﺘﺒـ ــﺎدر ﻝﻜـ ــن ﺘﺘﻤﻨـ ــﻰ‬

‫وﺘطﻤـ ـ ــﺢ وﻴﻘودﻫـ ـ ــﺎ ﻤـ ـ ــن ﺤوﻝﻬـ ـ ــﺎ إﻝـ ـ ــﻰ ﻤـ ـ ــﺎ ﻴ ـ ـ ـراد ﻝﻬ ـ ـ ـﺎ دون ان ﺘﺒـ ـ ــدي ﻗﺒـ ـ ــوﻻً ﻤطﻠﻘ ـ ـ ـﺎً أو رﻓﻀ ـ ـ ـﺎً‬
‫ﺒﻴﻨﺎً‪.3‬‬
‫وﺘظﻬـ ــر ﺼـ ــورة اﻝﻤ ـ ـرأة اﻝﻨﻤطﻴـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﺸﺨﺼـ ــﻴﺔ " زﻜﻴـ ــﺔ" ﻓﻘـ ــد وردت ﻓـ ــﻲ اﻝرواﻴـ ــﺔ ﺘﻠـ ــك‬
‫اﻝﻤرأة اﻝﻤﺎﻜﺜﺔ ﺒﺎﻝﺒﻴت ﻤﻨﻬﻤﻜﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻬﺎ وﻤﺘﻤﺴﻜﺔ أﺸد اﻝﺘﻤﺴك ﺒﻌﺎداﺘﻬﺎ وﺘﻘﺎﻝﻴدﻫﺎ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺴــــﺘﻲ ﺒوﻜﻠﻴﺨــــﺔ‪ ،‬ﺼــــورة اﻝﻤــــرأة ﻓــــﻲ اﻝرواﻴــــﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴــــﺔ ﺸﺨﺼــــﻴﺔ ﻨﻔﻴﺴــــﺔ ﻓــــﻲ رﻴــــﺢ اﻝﺠﻨــــوب أﻨﻤوذﺠــــﺎ‪ ،‬اﻝﻤﺠﻠــــد‬
‫اﻻول‪ ،‬اﻝﻌـــــدد اﻝﺴـــــﺎدس‪ ،‬ﻤﺨﺒـــــر اﻝدراﺴـــــﺎت اﻷدﺒﻴـــــﺔ واﻝﻨﻘدﻴـــــﺔ وأﻋﻼﻤﻬـــــﺎ ﻓـــــﻲ اﻝﻤﻐـــــرب اﻝﻌرﺒـــــﻲ‪ ،‬ﻤـــــﺎي ‪ ،2017‬ص‬
‫‪.117-116‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺼـــﺎﺒر ﺤﻔﻴظـــﺔ‪ ،‬ﺼـــورة اﻝﻤـــرأة ﻓـــﻲ رواﻴـــﺔ ﻏـــﺎدة أم اﻝﻘـــرى ﻷﺤﻤـــد رﻀـــﺎ ﺤوﺤـــو‪ ،‬ﻤﺨﺒـــر اﻝدراﺴـــﺎت اﻷدﺒﻴـــﺔ واﻝﻨﻘدﻴـــﺔ‬
‫وأﻋﻼﻤﻬـــﺎ ﻓــــﻲ اﻝﻤﻐــــرب‪ ،‬ﺠﺎﻤﻌـــﺔ أﺒــــﻲ ﺒﻜــــر ﺒﻠﻘﺎﻴـــد‪ ،‬ﺘﻠﻤﺴــــﺎن اﻝﺠزاﺌــــر‪ ،‬اﻝﻤﺠﻠـــد اﻷول‪ ،‬اﻝﻌــــدد اﻝﺴــــﺎدس‪ ،‬ﻤــــﺎي ‪،2017‬‬
‫ص ‪.128‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺼﺎﺒر ﺤﻔﻴظﺔ‪ ،‬ﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻲ رواﻴﺔ ﻏﺎدة أم اﻝﻘرى ﻷﺤﻤد رﻀﺎ ﺤوﺤو‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫‪31‬‬
‫اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ وﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫اﻝﻔﺼل اﻷول‪:‬‬

‫وﺘظﻬ ـ ــر ﺼ ـ ــورة اﻝﻤـ ـ ـرأة اﻝﻤﺘدﻴﻨ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ " زﻜﻴ ـ ــﺔ" ﻓﻬ ـ ــﻲ ﻨﻤ ـ ــوذج اﻝﺤ ـ ــق ﻝﻠﻤـ ـ ـرأة اﻝﻤﺤﺎﻓظ ـ ــﺔ‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ دﻴﻨﻬـ ــﺎ وﺼـ ــﻠواﺘﻬﺎ ﺤﻴـ ــث ﺘﻠﻘـ ــت ذﻝـ ــك ﻋـ ــن واﻝـ ــدﺘﻬﺎ اﻝﺘـ ــﻲ اﻋﺘﻨﻴـ ــت ﺒﺘرﺒﻴﺘﻬـ ــﺎ ﺘرﺒﻴـ ــﺔ دﻴﻨﻴـ ــﺔ‬
‫ﻗوﻴﺔ ﺸدﻴدة اﻝﻌﻠو‪.1‬‬
‫وأﻤ ـ ــﺎ ﺼ ـ ــورة اﻝﻤـ ـ ـرآة اﻝﺠﺎﻫﻠ ـ ــﺔ واﻷﻤﻴ ـ ــﺔ ﻓﺘظﻬ ـ ــر ﻋﻨ ـ ــد ﻨﺴ ـ ــﺎء اﻝرواﻴ ـ ــﺔ ﻜﻜ ـ ــل‪ ،‬ﺤﻴ ـ ــث أن‬
‫اﻝﻤرأة ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﺤﺠﺎزي واﻝﺠزاﺌري ﻜﺎﻨت ﻤﺤروﻤﺔ ﻜﻠﻴﺎ ﻤن ﻨﻌﻤﺔ اﻝﺘﻌﻠم‪.2‬‬
‫وﻤـ ـ ـ ــن ﻫﻨـ ـ ـ ــﺎ ﻨﻼﺤـ ـ ـ ــظ أن اﻝﻜﺎﺘـ ـ ـ ــب " أﺤﻤـ ـ ـ ــد رﻀـ ـ ـ ــﺎ ﺤوﺤـ ـ ـ ــو" وﻀـ ـ ـ ــﻊ أﻤﺎﻤﻨـ ـ ـ ــﺎ اﻝﺼـ ـ ـ ــورة‬
‫اﻝﻤؤﻝﻤ ـ ــﺔ واﻝﻤﺤزﻨ ـ ــﺔ ﻝﺤ ـ ــﺎل اﻝﻤـ ـ ـرأة اﻝﺠزاﺌرﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻋﻤ ـ ــق اﻝﺼـ ـ ـراع اﻝ ـ ــداﺨﻠﻲ اﻝ ـ ــذي ﻜﺎﻨ ـ ــت ﺘﻌﺎﻨﻴ ـ ــﻪ‬
‫وﻫﻲ اﻝﺨﺎﺌﺒﺔ اﻝﻤﺴﺘﻠﺒﺔ ﺘﻌﻴش ﻓﻲ واﻗﻊ ﻤﺘدﻫور اﻝﻘﻴم وﻤﺘﺤﺠر اﻷﻓﻜﺎر‪.‬‬
‫‪ -3.2‬أﻫﻤﻴﺔ ﻤوﻀوع اﻝﻤرأة ﻓﻲ اﻝرواﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ‪:‬‬
‫ﻋـ ـ ــﺎﻨﻰ اﻝﻤﺠﺘﻤـ ـ ــﻊ اﻝﺠ ازﺌـ ـ ــري وﻻ زال ﻴﻌـ ـ ــﺎﻨﻲ ﻜﺒﻘﻴـ ـ ــﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌـ ـ ــﺎت اﻝﻌرﺒﻴـ ـ ــﺔ اﻝﻜﺒﻴ ـ ـ ـرة ﻤـ ـ ــن‬
‫اﻝﻤﺸـ ـ ــﺎﻜل اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـ ـ ــﺔ اﻝﺘـ ـ ــﻲ اﻋﺘرﻀـ ـ ــت ﺴـ ـ ــﺒﻴل ﺘﻘدﻤـ ـ ــﻪ‪ ،‬ﺒﺴـ ـ ــﺒب ﻤظـ ـ ــﺎﻫر اﻝﺘﺨﻠـ ـ ــف واﻝظﻠـ ـ ــم‪،‬‬
‫وﻤـ ــن ﺒـ ــﻴن اﻝﻤﺸـ ــﺎﻜل اﻝﻤطروﺤـ ــﺔ ﻨﺠـ ــد ﻗﻀـ ــﻴﺔ اﻝﻤ ـ ـرأة ﻫـ ــذﻩ اﻝﻘﻀـ ــﻴﺔ اﻝﻘدﻴﻤـ ــﺔ اﻝﻤﺘﺠـ ــددة‪ ،‬ﺤﻴـ ــث‬
‫ﺘﻌد ﻫذﻩ اﻻﺨﻴرة ﻗﻀﻴﺔ ﻤﻠﺤﺔ وﻤﻔﺘوﺤﺔ‪.‬‬
‫ﻜﺜﻴ ـ ـ ـ ار ﻤـ ـ ــﺎ ﺘﺜـ ـ ــﺎر ﻫـ ـ ــذﻩ اﻝﻘﻀـ ـ ــﻴﺔ ﺒﺼـ ـ ــورة ﺘﺼ ـ ـ ـل ﺤـ ـ ــد اﻝﺘﻨـ ـ ــﺎﻗض‪ ،‬ﻓﺒﻴﻨﻤـ ـ ــﺎ ﻨـ ـ ــرى ﺒﻌـ ـ ــض‬
‫اﻵراء ﻀ ـ ــرورة اﻝﺘـ ـ ـزام اﻝﻤـ ـ ـرأة ﺒﺎﻝﺒﻴ ـ ــت وﻝ ـ ــﺒس اﻝﺤﺠ ـ ــﺎب‪ ،‬ﺘرﻓ ـ ــﻊ أﺼـ ـ ـوات أﺨ ـ ــرى ﻝﺘﻤزﻴ ـ ــق ذﻝ ـ ــك‬
‫اﻝـ ـ ــرداء اﻷﺴـ ـ ــود‪ ،‬واﻻﻨطـ ـ ــﻼق إﻝـ ـ ــﻰ اﻝﻌﻤـ ـ ــل واﻝﻤﺸـ ـ ــﺎرﻜﺔ ﻓـ ـ ــﻲ اﻝﺤﻴـ ـ ــﺎة ﺠﻨﺒ ـ ـ ـﺎً إﻝـ ـ ــﻰ ﺠﻨـ ـ ــب ﻤـ ـ ــﻊ‬
‫ﺸ ـ ــﻘﻴﻘﻬﺎ اﻝرﺠ ـ ــل‪ ،‬وﺒ ـ ــﻴن ﻫ ـ ــذﻴن اﻝﻨﻘﻴﻀ ـ ــﻴن ﺘرﺘﻔ ـ ــﻊ أﺼـ ـ ـوات وﺴ ـ ــطﻴﺔ ﺘ ـ ــدﻋو إﻝ ـ ــﻰ اﺘﺒ ـ ــﺎع ﻤ ـ ــﻨﻬﺞ‬
‫وﺴـ ــط ﺒـ ــﻴن اﻻﻨﻐـ ــﻼق واﻝﺘﺤـ ــرر‪ ،‬وﻝﻤﺨﺘﻠـ ــف ﻫـ ــذﻩ اﻵراء واﻷﻓﻜـ ــﺎر ﺤﺠﻤﻬـ ــﺎ وأداﺘﻬـ ــﺎ وأرﻀـ ــﻴﺘﻬﺎ‬
‫اﻝﺜﻘﺎﻓﻴ ـ ــﺔ وﺨﻠﻔﻴﺘﻬ ـ ــﺎ اﻝﺘﺎرﻴﺨﻴ ـ ــﺔ‪ .3‬وﻤ ـ ــن ﻫﻨ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﺈن اﻝﺘﺼ ـ ــدي ﻝﻤوﻀ ـ ــوع اﻝﻤـ ـ ـرأة ﻴﻜﺘﺴ ـ ــﻲ أﻫﻤﻴ ـ ــﺔ‬
‫ﺒﺎﻝﻐـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻜوﻨـ ـ ـ ــﻪ إﺸـ ـ ـ ــﻜﺎﻝﻴﺔ ﻤطروﺤـ ـ ـ ــﺔ طﺎﻝﻤـ ـ ـ ــﺎ ﺘﺤـ ـ ـ ــدﺜت ﻋﻨﻬـ ـ ـ ــﺎ اﻝﺸ ـ ـ ـ ـراﺌﺢ اﻝﺴـ ـ ـ ــﻤﺎوﻴﺔ واﻝﻘ ـ ـ ـ ـواﻨﻴن‬

‫‪1‬‬
‫اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪.130‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻤﻔﻘودة ﺼﺎﻝﺢ‪ ،‬اﻝﻤرأة ﻓﻲ اﻝرواﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪32‬‬
‫اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ وﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫اﻝﻔﺼل اﻷول‪:‬‬

‫اﻝوﻀـ ــﻌﻴﺔ وﺘﻨﺎوﻝﺘﻬـ ــﺎ اﻝﺒ ـ ـراﻤﺞ اﻝﺴﻴﺎﺴ ـ ــﻴﺔ‪ ،‬ﻜﻤـ ــﺎ اﺴـ ــﺘﺤوذت اﻝﻤ ـ ـرأة ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻝﻘﻠـ ــوب واﻝﻌﻘـ ــول أﻤـ ـ ـﺎً‬
‫وأﺨﺘﺎً وﺤﺒﻴﺒﺔ‪ ،‬ﺨطﻴﺒﺔ وزوﺠﺔ‪.1‬‬
‫واﻝﻤ ـ ـرأة ﻓـ ــﻲ اﻝرواﻴـ ــﺔ ﺘﺤﺘـ ــل ﻨﺼـ ــﻴﺒﺎ أوﻓـ ــﻰ وأوﻓـ ــر‪ ،‬وﻜـ ــذا اﻝﺸـ ــﺄن ﻓـ ــﻲ اﻝد ارﺴـ ــﺎت اﻷدﺒﻴـ ــﺔ‬
‫واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻤ ـ ـ ــﻊ ﻜﺜـ ـ ـ ـرة اﻝد ارﺴ ـ ـ ــﺎت اﻝﻤﻘدﻤ ـ ـ ــﺔ ﻋ ـ ـ ــن اﻝﻤـ ـ ـ ـرأة ﺴ ـ ـ ــﻠﺒﺎً او إﻴﺠﺎﺒـ ـ ـ ـﺎً‪ ،‬ﻓ ـ ـ ــﺈن ﺘﻠ ـ ـ ــك‬
‫اﻝد ارﺴ ـ ــﺎت اﻷدﺒﻴ ـ ــﺔ واﻝﺒﺤ ـ ــوث اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴ ـ ــﺔ ﺘﺠ ـ ــري ﻓ ـ ــﻲ أﻤ ـ ــﺎﻜن أﺨ ـ ــرى ﺒﺤﻴ ـ ــث ﺘﻜ ـ ــﺎد ﺘﻘﺘﺼ ـ ــر‬
‫ﺘﻠ ـ ــك اﻷﺒﺤ ـ ــﺎث ﺤ ـ ــول اﻝﻨﺴ ـ ــﺎء ﻓ ـ ــﻲ اﻝﻤ ـ ــدن واﻝد ارﺴ ـ ــﺎت ﺘﺠ ـ ــري ﻏﺎﻝﺒ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ ﻤﺤ ـ ــﻴط ﻏﻴ ـ ــر ﺒﻌﻴ ـ ــد‬
‫ﻋـ ـ ــن اﻝﺠﺎﻤﻌـ ـ ــﺎت وﻤ ارﻜـ ـ ــز اﻝﺘﻌﻠـ ـ ــﻴم‪ ،‬وﻤﻌظـ ـ ــم أﺤﻜﺎﻤﻨـ ـ ــﺎ ﺘﺒﻨﺘﻬـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻤﻌرﻓـ ـ ــﺔ ﺒﺸ ـ ـ ـراﺌﺢ ﻨﺴـ ـ ــﺎء‬
‫اﻝﻤدن‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻝﺠﻨـــﺔ اﻝﺘﺤرﻴـــر‪) ،‬اﻝﻤؤﻨــث واﻝﻤـــذﻜر ﺒـــﻴن اﻝﺤﻘــوق واﻝﻌﻼﻗـــﺔ واﻹﺸـــﻜﺎﻝﻴﺔ(‪ ،‬ﻤﺠﻠــﺔ ﻤواﻗـــف‪ ،‬ﻤﺠﻠـــﺔ ﻓﺼــﻠﻴﺔ ﺘﺼـــدر ﻋـــن‬
‫دار اﻝﺴﺎﻗﻲ‪ ،‬ﺒﻴروت‪ ،‬اﻝﻌدد ‪ 73‬و‪ ،74‬ﺨرﻴف ‪ /1993‬ﺸﺘﺎء ‪ ،1994‬ص ‪.09‬‬
‫‪33‬‬
‫حول الرواية وصاحبھا‬ ‫‪.1‬‬
‫اﻝﺘﻌرﻴف ﺒﺎﻝﻜﺎﺘﺒﺔ‬ ‫‪.1.1‬‬
‫ﻤﻠﺨص اﻝرواﻴﺔ‬ ‫‪.1.2‬‬

‫تجليات صورة المرأة في الرواية‬ ‫‪.2‬‬


‫اﻝﻤرأة اﻷم‬ ‫‪.2.1‬‬
‫اﻝﻤرأة اﻝﻤﺘﻌﻠﻤﺔ‬ ‫‪.2.2‬‬
‫اﻝﻤرأة اﻝﻌﺎﺸﻘﺔ‬ ‫‪.2.3‬‬
‫اﻝﻤرأة اﻝﻤﻀﺤﻴﺔ‬ ‫‪.2.4‬‬
‫اﻝﻤرأة اﻝﻜﺘوﻤﺔ‬ ‫‪.2.5‬‬
‫اﻝﻤرأة اﻝﻤﻘﻬورة‬ ‫‪.2.6‬‬
‫اﻝﻤرأة اﻝﻌﺎﻗﻠﺔ‬ ‫‪.2.7‬‬
‫اﻝﻤرأة اﻝﻤﺘﺴﻠطﺔ‬ ‫‪.2.8‬‬
‫اﻝﻤرأة اﻝﻤﺘﻀﺎﻤﻨﺔ‬ ‫‪.2.9‬‬
‫‪ .2.10‬اﻝﻤرأة اﻝﻤﺴﺘﺴﻠﻤﺔ‬
‫الفصل الثاني‪ :‬صورة المرأة في رواية حوريات على حافة الجنة لبشرى بوشارب‬

‫‪ -1.1‬اﻝﺘﻌرﻴف ﺒﺎﻝﻜﺎﺘﺒﺔ‪:‬‬

‫ﺒﺸـ ـ ـ ــرى ﺒوﺸـ ـ ـ ــﺎرب ﻜﺎﺘﺒـ ـ ـ ــﺔ ﺠزاﺌرﻴـ ـ ـ ــﺔ ﻤـ ـ ـ ــن ﻤواﻝـ ـ ـ ــد ‪ 26‬أﻓرﻴـ ـ ـ ــل ‪ 1981‬ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﻗﺴـ ـ ـ ــﻨطﻴﻨﺔ‪،‬‬
‫ﺨرﻴﺠ ـ ـ ــﺔ ﻜﻠﻴ ـ ـ ــﺔ اﻝﺤﻘ ـ ـ ــوق ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺠﺎﻤﻌ ـ ـ ــﺔ ﻗﺴ ـ ـ ــﻨطﻴﻨﺔ ﺤﺎﺼ ـ ـ ــﻠﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺸ ـ ـ ــﻬﺎدة اﻝﻜﻔ ـ ـ ــﺎءة اﻝﻤﻬﻨﻴ ـ ـ ــﺔ‬
‫)‪ ،(2005-2004‬ﺘﻌﻤ ـ ــل رﺌﻴﺴ ـ ــﺔ رﻗﺎﺒ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﻤدﻴرﻴ ـ ــﺔ اﻝﺠﻤ ـ ــﺎرك ﻓ ـ ــﻲ ﻗﺴ ـ ــﻨطﻴﻨﺔ‪ .‬ﻋﻤﻠ ـ ــت ﻗﺒ ـ ــل‬
‫ذﻝـ ــك أﺴـ ــﺘﺎذة ﺒـ ــﺎﻝﺘﻜوﻴن اﻝﻤﻬﻨـ ــﻲ ﻓـ ــﻲ ﻤـ ــﺎدﺘﻲ اﻝﻘـ ــﺎﻨون اﻝﻤـ ــدﻨﻲ واﻝﺘﺄﻤﻴﻨـ ــﺎت‪ ،‬ﻜﻤـ ــﺎ ﻜﺎﻨـ ــت ﺘﻌﻤـ ــل‬
‫ﻤذﻴﻌ ـ ـ ــﺔ ﻝ ـ ـ ــﺒﻌض اﻝﺒـ ـ ـ ـراﻤﺞ اﻹذاﻋﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻜﺎﻨ ـ ـ ــت ﻝﻬ ـ ـ ــﺎ ﻋ ـ ـ ــدة ﻤﺤ ـ ـ ــﺎوﻻت ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻝﺘﻘ ـ ـ ــدﻴم واﻝﻘﺼ ـ ـ ــص‬
‫اﻝﺼـ ـ ــﻐﻴرة إﻝـ ـ ــﻰ أن أﺼـ ـ ــدرت رواﻴﺘﻬـ ـ ــﺎ اﻷوﻝـ ـ ــﻰ " ﺤـ ـ ــروف اﻝـ ـ ــدم" اﻝﺘـ ـ ــﻲ ﻻﻗـ ـ ــت ﻨﺠﺎﺤ ـ ـ ـﺎً ﻤﻤﻴ ـ ـ ـ اًز‬
‫ﺨﻼل ﺒﻴﻌﻴﻬﺎ ﺒﺎﻝﻤﻜﺘﺒﺎت وﻓﻲ ﺠﻠﺴﺎت اﻝﺒﻴﻊ ﺒﺎﻝﺘوﻗﻴﻊ وﻋﺒر اﻝﻤدن وﻓﻲ اﻝﻤﻌﺎرض‪.‬‬
‫ﻜﻤ ـ ـ ــﺎ ﺸ ـ ـ ــﺎرﻜت ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻝﻌدﻴ ـ ـ ــد ﻤ ـ ـ ــن اﻝﻤﻠﺘﻘﻴ ـ ـ ــﺎت واﻷﻤﺴ ـ ـ ــﻴﺎت ﻤﺜ ـ ـ ــﺎل ذﻝ ـ ـ ــك‪ :‬ﻤﻠﺘﻘ ـ ـ ــﻰ دار‬
‫اﻷوﺒـ ـ ـ ار ﺒﻤﺼ ـ ــر واﻝ ـ ــذي ﺤ ـ ــﺎزت ﻓﻴ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺸ ـ ــﻬﺎدة ﻋﻠﻴ ـ ــﺎ ﺸ ـ ــرﻓﻴﺔ ﻋ ـ ــن رواﻴﺘﻬ ـ ــﺎ " اﻝﻤﻬ ـ ــﺎﺠرة"‪.‬‬
‫وﻜ ـ ــذﻝك ﻤﻠﺘﻘ ـ ــﻰ ﻓ ـ ــﻲ ﻤدﻴﻨ ـ ــﺔ أم اﻝﺒـ ـ ـواﻗﻲ ﻓ ـ ــﻲ إط ـ ــﺎر اﻝﺘﻘ ـ ــﺎء اﻝﺸ ـ ــﻌراء واﻝﻜﺘ ـ ــﺎب واﻝ ـ ــدﻜﺎﺘرة وﺘ ـ ــم‬
‫ﻫﻨﺎك ﻤﻨﺤﻬﺎ ﺸﻬﺎدة ﺸرﻓﻴﺔ ﺒﺨﺼوص رواﻴﺔ "ﺤروف اﻝدم"‪.‬‬
‫ﻨﺘﺎﺠﻬﺎ اﻝرواﺌﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺤروف اﻝدم ‪.2015‬‬
‫‪ -‬اﻝﻤﻬﺎﺠرة ‪.2017‬‬
‫‪ -‬ﺤورﻴﺎت ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻓﺔ اﻝﺠﻨﺔ ‪.2017‬‬
‫‪ – 2.1‬ﻤﻠﺨص اﻝرواﻴﺔ‪:‬‬
‫ﻓـ ـ ــﻲ رواﻴﺘﻬ ـ ـ ــﺎ اﻝﺠدﻴ ـ ـ ــدة ﺘﺤﻜـ ـ ــﻲ ﺒﺸ ـ ـ ــرى ﺒوﺸ ـ ـ ــﺎرب ﻗﺼـ ـ ــﺔ دراﻤﻴ ـ ـ ــﺔ ﺒﻌﻨـ ـ ـ ـوان " ﺤورﻴ ـ ـ ــﺎت‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ ﺤﺎﻓ ـ ــﺔ اﻝﺠﻨ ـ ــﺔ" دوﻨ ـ ــت أﺤـ ــداث ﻫ ـ ــذﻩ اﻝرواﻴ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻤـ ــﺘن ‪ 482‬ﺼ ـ ــﻔﺤﺔ‪ ،‬اﻝﺼ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ــن‬
‫دار اﻝﻨﺨﺒﺔ اﻝﻤﺼرﻴﺔ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬صورة المرأة في رواية حوريات على حافة الجنة لبشرى بوشارب‬

‫ﺨط ـ ــت اﻝﻜﺎﺘﺒ ـ ــﺔ " ﺒﺸ ـ ــرى ﺒوﺸ ـ ــﺎرب" ﺒﻘﻠﻤﻬ ـ ــﺎ رواﻴ ـ ــﺔ ﺘﺴ ـ ــرد ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ ﻗﺼ ـ ــﺔ اﻝﺒطﻠ ـ ــﺔ ﺒﺴ ـ ــﻤﺔ‬
‫ﺘﻠ ـ ــك اﻝﻔﺘ ـ ــﺎة اﻝﻘروﻴ ـ ــﺔ اﻝطﻤوﺤ ـ ــﺔ اﻝﺘ ـ ــﻲ ﺘرﻋرﻋ ـ ــت وﻜﺒ ـ ــرت ﻓ ـ ــﻲ ﻗرﻴ ـ ــﺔ أوﻻد ﻋﺴ ـ ــﻜر رﻓﻘ ـ ــﺔ أﻤﻬ ـ ــﺎ‬
‫اﻝﻤـ ـ ــدﻋوة ﻨﻌﻴﻤـ ـ ــﺔ‪ ،‬واﻝﺘـ ـ ــﻲ ﻋﺎﺸـ ـ ــت أوﺠـ ـ ــﺎع اﻝـ ـ ــزﻤن وذاﻗـ ـ ــت ﻤ ـ ـ ـ اررة اﻝﻌـ ـ ــﻴش ﻤـ ـ ــﻊ زوﺠـ ـ ــﺔ أﺨﻴﻬـ ـ ــﺎ‬
‫اﻝﻤﺘﺴـ ـ ــﻠطﺔ اﻝﺘ ـ ـ ــﻲ ﻜﺎﻨ ـ ـ ــت داﺌﻤ ـ ـ ــﺎ ﻤـ ـ ــﺎ ﺘظﻠﻤﻬ ـ ـ ــﺎ وﺘ ـ ـ ــذﻝﻬﺎ أﻤ ـ ـ ــﺎم أﻤﻬـ ـ ــﺎ اﻝﻤﻘﻌ ـ ـ ــدة وأﺨﻴﻬ ـ ـ ــﺎ اﻝوﺤﻴ ـ ـ ــد‬
‫اﻝﻀـ ــﻌﻴف اﻝﺸﺨﺼـ ــﻴﺔ اﻝـ ــذي ﻻ ﻴﺤـ ــرك ﺴـ ــﺎﻜن‪ ،‬ﺒﻌـ ــد ﻤـ ــوت واﻝـ ــدﺘﻬﺎ اﻏﺘﻨﻤـ ــت ﻓرﺼـ ــﺔ ﻓﻘـ ــررت‬
‫ﺘزوﻴﺠﻬ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ أﻗ ـ ــرب وﻗ ـ ــت ﻤﻤﻜ ـ ــن ﻤ ـ ــن أﺠ ـ ــل اﻻﺴ ـ ــﺘﻴﻼء ﻋﻠـ ـ ـﻰ اﻝ ـ ــورث‪ .‬ﻓزﻓ ـ ــت ﻨﻌﻴﻤ ـ ــﺔ إﻝ ـ ــﻰ‬
‫ﺸ ـ ــﺨص ﻴ ـ ــدﻋﻰ ﻤـ ـ ـراد وﻫ ـ ــو ﻓ ـ ــﻼح ﺒﺴ ـ ــﻴط ﻋ ـ ــرف ﺒﻬدوﺌ ـ ــﻪ وطﻴﺒﺘ ـ ــﻪ وأﺨﻼﻗ ـ ــﻪ اﻝرﻓﻴﻌ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻜﺎﻨ ـ ــت‬
‫ﺨدﻴﺠ ـ ــﺔ واﻝ ـ ــدة ﻤـ ـ ـراد اﻤـ ـ ـرأة ﻋﺠ ـ ــوز ﺸـ ـ ـرﻴرة ﺘﻌﺎﻤ ـ ــل ﻨﻌﻴﻤ ـ ــﺔ ﺒﺎﺤﺘﻘ ـ ــﺎر وﻗﺴ ـ ــوة‪ ،‬ﺤﻴﻨﻬ ـ ــﺎ أدرﻜ ـ ــت‬
‫ﻨﻌﻴﻤـ ــﺔ أﻨﻬـ ــﺎ ﺴـ ــﺘﻌﻴد ﻨﻔـ ــس اﻝﻘﺼـ ــﺔ ﻝﺘﻜـ ــون ﻫـ ــذﻩ اﻝﻤ ـ ـرأة ارﻀـ ــﺨﺔ ﻷواﻤـ ــر ﺤﻤﺎﺘﻬـ ــﺎ‪ ،‬ﺒـ ــﺎﻝرﻏم ﻤـ ــن‬
‫ﺤـ ــب ﻤ ـ ـراد ﻝﻬـ ــﺎ إﻻ أﻨـ ــﻪ ﻜـ ــﺎن ﻤﻐﻠوﺒـ ــﺎ ﻋﻠـ ــﻰ أﻤ ـ ـرﻩ وﺠواﺒـ ــﻪ ﻜـ ــﺎن اﻝﺼـ ــﻤت داﺌﻤـ ــﺎ‪ .‬ﻓﻌـ ــﺎش ﻤـ ــﻊ‬
‫ﻨﻌﻴﻤـ ـ ــﺔ ﻤﻌﻴﺸـ ـ ــﺔ ﻀـ ـ ــﻨﻜﺎ إﻝـ ـ ــﻰ أن واﻓﺘـ ـ ــﻪ اﻝﻤﻨﻴـ ـ ــﺔ ﺠ ـ ـ ـراء ﻤﺴـ ـ ــﺎﻋدﺘﻪ ﻝطﻔـ ـ ــل ﺼـ ـ ــﻐﻴر ﻜـ ـ ــﺎن ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫ﺤﺎﻓ ــﺔ اﻝﻨﻬ ــر‪ ،‬ﻓﺄﻨﻘ ــذ ﺤﻴ ــﺎة اﻝطﻔ ــل وﺘ ــوﻓﻲ ﻋﻠ ــﻰ إﺜ ــر ذﻝ ــك‪ ،‬ﻜﺎﻨ ــت ﺠﻨ ــﺎزة ﻤﻬﻴﺒ ــﺔ واﻝﻜ ــل ﻴﺘ ــرﺤم‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻝﺸ ـ ــﺎب اﻝ ـ ــذي ﻋ ـ ــرف ﺒﺄﺨﻼﻗ ـ ــﻪ ورزاﻨﺘ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻝﻴﺘ ـ ــرك ﻨﻌﻴﻤ ـ ــﺔ وﺤﻴ ـ ــدة وﺒﻘﻴ ـ ــت ﺴ ـ ــﺎﻜﻨﺔ ﺘ ـ ــذرف‬
‫دﻤوﻋـ ـ ـﺎً ﻜﺄﻨﻬ ـ ــﺎ اﻝﺒﺤ ـ ــر اﻝﻬ ـ ــﺎﺌﺞ ﺒﺄﻤواﺠ ـ ــﻪ ﺤﺎﻤﻠ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﺤﺠرﻫ ـ ــﺎ "ﺒﺴ ـ ــﻤﺔ" ﺘﻠ ـ ــك اﻝﺒﻨ ـ ــت اﻝﺘ ـ ــﻲ ﻝ ـ ــم‬
‫ﺘﻨط ـ ــق ﺒﺎﺴ ـ ــم واﻝ ـ ــدﻫﺎ ﺒﻌ ـ ــد‪ ،‬ﻜﺎﻨ ـ ــت ﺒﺴ ـ ــﻤﺔ ﻨ ـ ــو اًر ﻝﺤﻴ ـ ــﺎة ﻨﻌﻴﻤ ـ ــﺔ ﻤﻨ ـ ــذ وﻻدﺘﻬ ـ ــﺎ ﻓﻠوﻻﻫ ـ ــﺎ ﻝطردﺘﻬ ـ ــﺎ‬
‫ﺤﻤﺎﺘﻬﺎ ﻤن ﺒﻴﺘﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺘﺴـ ــﺎرﻋت اﻷﻴـ ــﺎم ﻝﺘﻜﺒـ ــر ﺒﺴـ ــﻤﺔ اﻝﺘـ ــﻲ ﺘرﺒـ ــت ﻴﺘﻴﻤـ ــﺔ اﻷب وﻝـ ــم ﺘﺠـ ــد ﺴـ ــوى أﻤﻬـ ــﺎ اﻝﺘـ ــﻲ‬
‫ﻜﺎﻨ ـ ــت ﺘﻌﻤ ـ ــل ﻝ ـ ــﻴﻼً وﻨﻬ ـ ــﺎ اًر ﻤ ـ ــن أﺠ ـ ــل أن ﺘﻜﺴ ـ ــب ﻗوﺘﻬ ـ ــﺎ وﻗ ـ ــوت اﺒﻨﺘﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺤﻴ ـ ــث اﺘﺨ ـ ــذت ﻤ ـ ــن‬
‫اﻷرض ﻤـ ــﻼذا ﻝﻬـ ــﺎ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻨـ ــت ﺘﺤـ ــرث وﺘ ـ ــزرع اﻷرض وﺘﺠﻨـ ــﻲ ﻤﺤﺼـ ــوﻝﻬﺎ ﻤـ ــن أﺠـ ــل أن ﺘ ـ ــوﻓر‬
‫ﺤﺎﺠﻴـ ــﺎت اﺒﻨﺘﻬـ ــﺎ ﺨﺎﺼـ ــﺔ ﺒﻌـ ــد أن ﺒـ ــدأت ﻓـ ــﻲ اﻝد ارﺴـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻨـ ــت ﺒﺴـ ــﻤﺔ ﻤـ ــن ﺒـ ــﻴن اﻷواﺌـ ــل ﻓـ ــﻲ‬
‫ﻤدرﺴـ ـ ــﺘﻬﺎ‪ ،‬وﺘﺼـ ـ ــﻨﻊ ﻤﻨﻬـ ـ ــﺎ أﻤﻬـ ـ ــﺎ اﺴـ ـ ــﺘﺜﻨﺎء ﺒـ ـ ــﻴن ﻓﺘﻴـ ـ ــﺎت اﻝﻘرﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻝﻌـ ـ ــﺎدة ﻓـ ـ ــﻲ ﻗـ ـ ــرى اﻝﺠ ازﺌـ ـ ــر‬

‫‪36‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬صورة المرأة في رواية حوريات على حافة الجنة لبشرى بوشارب‬

‫ﻋﻨـ ـ ــدﻤﺎ ﺘﺘﺤﺼـ ـ ــل اﻝﻔﺘـ ـ ــﺎة ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻷﻫﻠﻴـ ـ ــﺔ ﺘﻠﺘـ ـ ــزم اﻝﺒﻴـ ـ ــت وﺘﻨﺘظـ ـ ــر ﻨﺼـ ـ ــﻴﺒﻬﺎ ﻝﻜـ ـ ــن ﻨﻌﻴﻤـ ـ ــﺔ ﺘﻠـ ـ ــك‬
‫اﻹﻤﺒراطورة ﺤﺎوﻝت إﻴﺼﺎل اﺒﻨﺘﻬﺎ إﻝﻰ أﻋﻠﻰ اﻝﻤراﺘب ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻴﺎت ﻀﺌﻴﻠﺔ‪.‬‬
‫ﻝﺘﻜﻤل ﺒﺴﻤﺔ ﺒﻌد ذﻝك دراﺴﺘﻬﺎ وﺘﺘﺤﺼل ﻋﻠﻰ اﻝﺒﺎﻜﺎﻝورﻴﺎ ﺒﺠدارة‪.‬‬
‫ﺴﺒﺘﻤﺒر ‪ ....‬ﻤوﻋد اﻝﺘﺴﺠﻴﻼت اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ‪.‬‬
‫ذﻫﺒـ ــت ﺒﺴـ ــﻤﺔ ﻤـ ــﻊ ﺼـ ــدﻴﻘﺘﻬﺎ اﻝﻤﻘرﺒـ ــﺔ "ﺸـ ــﺎﻓﻴﺔ" رﻓﻘـ ــﺔ واﻝـ ــدﻫﺎ ﻤـ ــن أﺠـ ــل إﻜﻤـ ــﺎل ﻤ ارﺴـ ــم‬
‫اﻝﺘﺴﺠﻴﻼت‪.‬‬
‫ﻝﻜـ ـ ــن أﺜﻨـ ـ ــﺎء ﻋودﺘﻬـ ـ ــﺎ اﻨﺼـ ـ ــدﻤت ﺒﺄﻤﻬـ ـ ــﺎ ﺨرﺴـ ـ ــﺎء ﻓﻔـ ـ ــﻲ ﻏﻴﺎﺒﻬـ ـ ــﺎ ﺘﻠﻘـ ـ ــت ﻨﻌﻴﻤـ ـ ــﺔ ﻀ ـ ـ ـرﺒﺔ‬
‫ﺸـ ــﻤس ﻗوﻴـ ــﺔ أﺜﻨـ ــﺎء ﺨـ ــدﻤﺘﻬﺎ ﻝـ ــﻸرض ﻤـ ــن أﺠـ ــل ﺘـ ــوﻓﻴر اﻝﻤﺼـ ــﺎرﻴف اﻝﺠﺎﻤﻌﻴـ ــﺔ ﻷﻤﻴرﺘﻬـ ــﺎ‪ ،‬ﻤﻤـ ــﺎ‬
‫أدى إﻝﻰ ارﺘﻔﺎع ﻀﻐط دﻤﻬﺎ واﺼﺎﺒﺘﻬﺎ ﺒﺎﻝﺒﻜم‪.‬‬
‫واﻵن ﺒﺴـ ــﻤﺔ ﻓـ ــﻲ ﺼـ ــدﻤﺔ وﺤﻴ ـ ـرة ﻤـ ــن ﺤـ ــﺎل واﻝـ ــدﺘﻬﺎ ﻓﻜﻴـ ــف ﺴـ ــﺘﺘرﻜﻬﺎ ﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذﻩ اﻝﻘرﻴـ ــﺔ‬
‫ﺨرﺴﺎء ﻋﺎﺠزة وﺘذﻫب ﻝﻠﻌﺎﺼﻤﺔ ﻤن أﺠل دراﺴﺘﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻗـ ــدم ﻤـ ــدﻴر اﻝﺜﺎﻨوﻴـ ــﺔ ﻝﺒﺴـ ــﻤﺔ ﻏرﻀ ـ ـﺎً ﻤﻐرﻴ ـ ـﺎً ﻓﻬـ ــو ﻴﻌـ ــرف اﻤ ـ ـرأة ﺘـ ــدﻋﻰ " زﻝﻴﺨـ ــﺔ" زوﺠـ ــﺔ‬
‫ﺼـ ــدﻴﻘﻪ اﻝﺴـ ــﺎﺒق اﺴـ ــﻤﺎﻋﻴل رﺤﻤـ ــﻪ اﷲ ﺘﻘطـ ــن ﻓـ ــﻲ اﻝﻌﺎﺼـ ــﻤﺔ وﺘﻤﺘﻠـ ــك ﻤﻨـ ــزﻻ وﻤﻜﺘﺒـ ــﺔ‪ ،‬ارﺴـ ــﻠﻬﺎ‬
‫اﻝﻤدﻴر وواﻓﻘت ﻋﻠﻰ طﻠﺒﻪ ﺒﻌدﻤﺎ ﺸﻜر ﻝﻬﺎ ﺨﺼﺎﻝﻬﺎ اﻝﺤﻤﻴدة وﺸدة ﺘﻌﻠﻘﻬﺎ ﺒﺎﻝدراﺴﺔ‪.‬‬
‫ﺘﻨﺘﻘـ ــل ﺒﺴـ ــﻤﺔ إﻝـ ــﻰ اﻝﻌﺎﺼـ ــﻤﺔ رﻓﻘـ ــﺔ أﻤﻬـ ــﺎ اﻝﺨرﺴـ ــﺎء ﻤـ ــن أﺠـ ــل ﻤواﺼـ ــﻠﺔ د ارﺴـ ــﺘﻬﺎ ﻓـ ــﻲ‬
‫ﻜﻠﻴـ ـ ــﺔ اﻝﺤﻘـ ـ ــوق ﻷن ﻫﺎﺠﺴـ ـ ــﻬﺎ اﻝوﺤﻴـ ـ ــد ﻤﻨـ ـ ــذ اﻝﺒداﻴـ ـ ــﺔ اﻝـ ـ ــدﻓﺎع ﻋـ ـ ــن اﻝظﻠـ ـ ــم اﻝـ ـ ــذي اﺴـ ـ ــﺘﻘر ﻓـ ـ ــﻲ‬
‫ﻨﻔـ ــوس اﻝوﺤـ ــوش‪ ،‬ﻓـ ــﻲ ﺒـ ــﺎدئ اﻷﻤـ ــر ﻜﺎﻨـ ــت ﻋﻼﻗـ ــﺔ زﻝﻴﺨـ ــﺔ ﺒﺒﺴـ ــﻤﺔ ﺤـ ــﺎدة وﻗﺎﺴـ ــﻴﺔ‪ ،‬ﻝﻜـ ــن وراء‬
‫ﻫـ ــذﻩ اﻝﻘﺴـ ــوة اﻤ ـ ـرأة أﻨﻬﻜﻬـ ــﺎ اﻝـ ــزﻤن واﻝﺘزﻤـ ــت ﺤـ ــدﻫﺎ ﺒﻌـ ــد ﻤـ ــوت زوﺠﻬـ ــﺎ اﻝﺘـ ــﻲ ﻝـ ــم ﺘﻨﺠـ ــب ﻤﻨـ ــﻪ‬
‫وﻝـ ــداً‪ ،‬ﻤ ـ ــﻊ ﻤ ـ ــرور اﻷﻴ ـ ــﺎم ﺘﺘﻘﺒ ـ ــل زﻝﻴﺨ ـ ــﺔ ﺒﺴـ ــﻤﺔ وﺘﻜوﻨ ـ ــﺎن ﺼ ـ ــداﻗﺔ ﺠﻤﻴﻠ ـ ــﺔ ﻝﺘﺴ ـ ــﻠﻤﻬﺎ ﺒﻌ ـ ــد ذﻝ ـ ــك‬
‫ﺸ ـ ـ ــؤون اﻝﻤﻜﺘﺒ ـ ـ ــﺔ رﻓﻘ ـ ـ ــﺔ ﻋﺎﻤ ـ ـ ــل ﻝﻬ ـ ـ ــﺎ ﻴ ـ ـ ــدﻋﻰ ﺴ ـ ـ ــﻤﻴر ﻝﻜ ـ ـ ــن ﺒﺸ ـ ـ ــرط أن ﺘوﻓ ـ ـ ــق ﺒ ـ ـ ــﻴن د ارﺴ ـ ـ ــﺘﻬﺎ‬
‫وﻋﻤﻠﻬﺎ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬صورة المرأة في رواية حوريات على حافة الجنة لبشرى بوشارب‬

‫ﻜﺎﻨـ ــت ﺒﺴـ ــﻤﺔ داﺌﻤـ ــﺎ ﺘﺒﻬرﻫـ ــﺎ ﺒﻨﺘﺎﺌﺠﻬـ ــﺎ وﻫـ ــذا ﻤـ ــﺎ ﺠﻌﻠﻬـ ــﺎ ﺘﻜﺒـ ــر ﻓـ ــﻲ ﻋـ ــﻴن أﻤﻬـ ــﺎ‪ ،‬ﺘﺘطـ ــور‬
‫ﺼ ـ ــداﻗﺔ ﺒﺴ ـ ــﻤﺔ وﺘﺘﻌ ـ ــرف ﻓ ـ ــﻲ اﻝﺠﺎﻤﻌ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻜ ـ ــل ﻤ ـ ــن ﺤﻴ ـ ــﺎة وﺠ ازﺌ ـ ــر‪" ،‬ﺤﻴ ـ ــﺎة " ﺘﻠ ـ ــك اﻝﻔﺘ ـ ــﺎة‬
‫اﻝﻌﺎﺸ ـ ــﻘﺔ اﻝﺘ ـ ــﻲ أﺤﺒ ـ ــت ﺸ ـ ــﺎﺒﺎً ﻴ ـ ــدﻋﻰ ﻴوﺴ ـ ــف ﻤﻨ ـ ــذ أﻴ ـ ــﺎم اﻝﺜﺎﻨوﻴ ـ ــﺔ ﻝﻜ ـ ــن ﺤﺒﻬ ـ ــﺎ ﻝ ـ ــم ﻴﻜﺘﻤ ـ ــل ﻷن‬
‫واﻝدﺘ ـ ـ ــﻪ أﺠﺒرﺘ ـ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻝ ـ ـ ــزواج ﻤ ـ ـ ــن اﺒﻨ ـ ـ ــﺔ أﺨﺘﻬ ـ ـ ــﺎ اﻝﻴﺘﻴﻤ ـ ـ ــﺔ ﻝﻴﻨﻬ ـ ـ ــﺎر اﻝﺤ ـ ـ ــب أﻤ ـ ـ ــﺎم ﻗـ ـ ـ ـرار اﻷم‬
‫وﻴﺤﺘرق ﻴوﺴف وﺘﺤﺘرق ﺤﻴﺎة ﻤﻌﻪ ﺒﻌد أن ﻋرﻓت ﺒزواﺠﻪ اﻝذي أﺨﻔﺎﻩ ﻋﻨﻬﺎ‪.‬‬

‫" ﺠ ازﺌـ ـ ــر" اﻝﻔﺘـ ـ ــﺎة اﻝﻜﺘوﻤـ ـ ــﺔ اﻝﺘـ ـ ــﻲ دﻓﻨـ ـ ــت ﺤـ ـ ــب ﺤﻴﺎﺘﻬـ ـ ــﺎ وأﺒـ ـ ــت أن ﻻ ﺘﺨﺒـ ـ ــر ﺒـ ـ ــﻪ أﺤـ ـ ــداً‬
‫ﻝﺘﻤـ ــوت ﻓـ ــﻲ ﻗﻬـ ــر ﺒﺴـ ــﺒب ﻀـ ــﻌف ﻗﻠﺒﻬـ ــﺎ ﺒﻌـ ــد أن رﻓـ ــض واﻝـ ــدﻫﺎ ﺘزوﻴﺠﻬـ ــﺎ ﺒﺸـ ــﺎب ﻤـ ــن ﻗرﻴﺘﻬـ ــﺎ‬
‫اﻝﺤب أﻤﺎم اﻝوطﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ﻴدﻋﻰ "ﺤﺴﺎم" ﻜون ﺠدﻩ ﻜﺎن ﺨﺎﺌﻨﺎً ﻝﻠوطن ﻝﻴﻨﻬﺎر ﻫذا‬
‫وﺒﻌد ﻤرور اﻝﺴﻨوات‪....‬‬
‫أﺼـ ــﺒﺤت " ﺒﺴـ ــﻤﺔ" ﻤﺤﺎﻤﻴـ ــﺔ‪ ،‬وﺘﻔ ـ ــﺘﺢ ﻤﻜﺘﺒـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ ﺒﻴـ ــت " زﻝﻴﺨ ـ ــﺔ" ﺒﻌـ ــدﻤﺎ أﺼـ ــﺒﺢ ﺒﻴﺘﻬ ـ ــﺎ‬
‫ﺤﺒﻬ ـ ــﺎ اﻷول اﻝ ـ ــذي ﻜ ـ ــﺎن ﻤﻐﺘرﺒـ ـ ـﺎً وﺠ ـ ــﺎء إﻝ ـ ــﻰ‬
‫ﺒﻌ ـ ــد وﻓﺎﺘﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬وﺤﻴﻨﻬ ـ ــﺎ ﺘﺘﻌ ـ ــرف ﻋﻠ ـ ــﻰ " ﻤﻬ ـ ــدي" ّ‬
‫اﻝﺠ ازﺌ ـ ــر ﻝﻴﺴ ـ ــﺘﻘر وﻴﺨﺘ ـ ــﺎر "ﺒﺴ ـ ــﻤﺔ" زوﺠ ـ ــﺔ ﻝ ـ ــﻪ‪ .‬ﻝﻜ ـ ــن ﻓ ـ ــﻲ اﻝﺤﻘﻴﻘ ـ ــﺔ ﻜ ـ ــﺎن ﻋﻜ ـ ــس ذﻝ ـ ــك ﺘﻤﺎﻤـ ـ ـﺎً‬
‫ﻓﻤﻬ ـ ــدي ﻜ ـ ــﺎن ﻤﺨطط ـ ــﻪ اﻷول اﻻﻨﺘﻘ ـ ــﺎم واﻝﺤﺼ ـ ــول ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺒﻴ ـ ــت "زﻝﻴﺨ ـ ــﺔ" ذﻝ ـ ــك اﻝﺒﻴ ـ ــت اﻝ ـ ــذي‬
‫ك ﻷﺒﻴـ ــﻪ وأن " اﺴـ ــﻤﺎﻋﻴل" أﺨـ ــذﻩ ﻏﺼـ ــﺒﺎً ﻤـ ــن أﺒﻴـ ــﻪ اﻝﻤﻘﻌـ ــد ﻓـ ــﻲ اﻴطﺎﻝﻴـ ــﺎ‪ ،‬ﻝﻜـ ــن‬
‫ﻴظـ ــن أﻨـ ــﻪ ﻤﻠ ـ ـ ٌ‬
‫رﻏ ـ ـ ــم ذﻝ ـ ـ ــك أﺤ ـ ـ ــب "ﺒﺴ ـ ـ ــﻤﺔ" وأراد اﺴ ـ ـ ــﻘﺎط ﻋﺼ ـ ـ ــﻔورﻴن ﺒﺤﺠ ـ ـ ــر واﺤ ـ ـ ــد‪ ،‬ﻓﻘ ـ ـ ــﺎم ﺒﺎﻻﺘﻔ ـ ـ ــﺎق ﻤ ـ ـ ــﻊ‬
‫"ﺴ ـ ــﻤﻴر" اﻝﻌﺎﻤ ـ ــل ﻓ ـ ــﻲ اﻝﻤﻜﺘﺒ ـ ــﺔ ﺒﺘﻬرﻴ ـ ــب أﻤـ ـ ـوال طﺎﺌﻠ ـ ــﺔ ﻤ ـ ــن اﻝﻌﻤﻠ ـ ــﺔ اﻝﺼ ـ ــﻌﺒﺔ ﻤ ـ ــن ﻤﺴ ـ ــﺘودع‬
‫ﺒﻴ ـ ــت "ﺒﺴ ـ ــﻤﺔ"‪ ،‬وﻝ ـ ــم ﻴﻜﺘﻔ ـ ــﻲ ﺒﻬ ـ ــذا ﻓﻘ ـ ــط ﻓﻘ ـ ــد ﻗ ـ ــﺎم ﺒﺎﺨﺘط ـ ــﺎف اﻝﺴ ـ ــﻴدة "ﻨﻌﻴﻤ ـ ــﺔ" وأﺒﻌ ـ ــدﻫﺎ ﻋ ـ ــن‬
‫"ﺒﺴﻤﺔ" ﻷﻨﻪ ﻜﺎن ﻴﺨﺠل ﻤن أﺼل أﻤﻬﺎ اﻝﺨرﺴﺎء‪.‬‬
‫ﻗ ـ ــﺎم "ﺴ ـ ــﻤﻴر" ﺒﺘ ـ ــوﻝﻲ ﻗﻀ ـ ــﻴﺔ اﺨﺘط ـ ــﺎف "ﻨﻌﻴﻤ ـ ــﺔ" ﻓﺄرﺴ ـ ــﻠﻬﺎ إﻝ ـ ــﻰ اﻝﺤ ـ ــﺞ ﺒواﺴ ـ ــطﺔ اﻝﺴ ـ ــﻴد‬
‫اﻝﺤﺞ‪....‬‬
‫أﻤﻪ وأرادت أداء ﻤﻨﺎﺴك ّ‬
‫"ﻤﺼطﻔﻰ" وزوﺠﺘﻪ ﺒﻜوﻨﻬﺎ ّ‬
‫ﺘواﻝ ـ ــت اﻷﺤ ـ ــداث وﺒﻘﻴ ـ ــت "ﻨﻌﻴﻤ ـ ــﺔ" ﻤﺘﺸ ـ ــردة ﻓ ـ ــﻲ ﺸـ ـ ـوارع ﻤﻜ ـ ــﺔ ﻻ ﺘﻌ ـ ــرف أﺤ ـ ــداً‪ ،‬أﻤ ـ ــﺎ "‬
‫ﺒﺴﻤﺔ" اﻝﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﻓﻘد أﻀﺤت ﺤﻴﺎﺘﻬﺎ أﻝﻤﺎ وﺨوﻓﺎ‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬صورة المرأة في رواية حوريات على حافة الجنة لبشرى بوشارب‬

‫اﺴ ـ ـ ــﺘﻤر ﻫ ـ ـ ــذا اﻝﺤ ـ ـ ــﺎل ﻝﻤ ـ ـ ــدة ﺴ ـ ـ ــﻨﺔ ﻜﺎﻤﻠ ـ ـ ــﺔ و"ﻤﻬ ـ ـ ــدي" ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺘﻠ ـ ـ ــك اﻝظ ـ ـ ــروف ﻜﺎﻝﺜﻌﻠ ـ ـ ــب‬
‫اﻝﻤـ ــﺎﻜر ﻴﺤـ ــﺎول اﻝﺘﻘـ ــرب ﻤـ ــن "ﺒﺴـ ــﻤﺔ" أﻜﺜـ ــر واﻗﻨﺎﻋﻬـ ــﺎ ﺒـ ــﺎﻝزواج ﻤﻨـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ أﺴـ ــرع وﻗـ ــت ﻤﻤﻜـ ــن‪،‬‬
‫ﻝﻜن "ﺒﺴﻤﺔ" رﻓﻀت ﻫذا وﻗررت ﻋدم اﻝزواج ﺤﺘﻰ ﺘﺠد أﻤﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺘﺴ ـ ــﺘﻤر اﻷﺤ ـ ــداث وﻴظﻬ ـ ــر "ﻤﻬ ـ ــدي" ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺤﻘﻴﻘﺘ ـ ــﻪ ذﻝ ـ ــك اﻝﺸ ـ ــﺎب اﻝ ـ ــذي وﺜﻘ ـ ــت ﺒ ـ ــﻪ "‬
‫ﺒﺴ ـ ــﻤﺔ" وﻜ ـ ــﺎد أن ﻴﺼ ـ ــﺒﺢ زوﺠـ ـ ـﺎً ﻝﻬ ـ ــﺎ ﻝﻜ ـ ــن ﺒﻌ ـ ــودة أﻤﻬ ـ ــﺎ ﻜﺸ ـ ــﻔﺘﻪ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺤﻘﻴﻘﺘ ـ ــﻪ ﻝﺘﻌ ـ ــود إﻝ ـ ــﻰ‬
‫أرض اﻝـ ــوطن ﺒﻔﻀـ ــل ﻋﻠـ ــم اﻝﺠ ازﺌـ ــر اﻝـ ــذي اﻋﺘﻨﻔـ ــت ﺒـ ــﻪ وﻫـ ــﻲ ﺘﺒﻜـ ــﻲ ﺒﺤرﻗ ـ ـﺔ وﻫـ ــﻲ ﺘﺤﺘﻀـ ــﻨﻪ‬
‫ﻓ ــﻲ ﻤﻜ ــﺔ ﻓﺤﻴﻨﻬ ــﺎ ﻋرﻓـ ـوا أﻨﻬ ــﺎ ﺠزاﺌرﻴ ــﺔ اﻷﺼ ــل‪ ،‬ﻋ ــﺎدت اﻝﺤﻴ ــﺎة إﻝ ــﻰ "ﺒﺴ ــﻤﺔ" ﻓ ــﻼ ﺸ ــﻲء ﻴﻌﻴ ــد‬
‫اﻷم‪.‬‬
‫اﻝﺒﺴﻤﺔ واﻝﻔرح إﻝﻰ ﻗﻠوﺒﻨﺎ إﻻّ ﻫﻤﺴﺎت ّ‬
‫ﺤﻜ ـ ــم اﻝﻘﺎﻀ ـ ــﻲ ﻋﻠ ـ ــﻰ "ﻤﻬ ـ ــدي" ﺒﺴ ـ ــﺒﻊ ﺴ ـ ــﻨوات وﻋﻠ ـ ــﻰ "ﺴ ـ ــﻤﻴر" ﻤ ـ ــدة ﺜ ـ ــﻼث ﺴ ـ ــﻨوات‪،‬‬
‫اﻨﻘﻬ ـ ــر ﻜ ـ ــل ﻤﻨﻬﻤ ـ ــﺎ ﺒﺴ ـ ــﺒب ﻓﻌﻠﺘﻬﻤ ـ ــﺎ اﻝﺴ ـ ــوداء ﻓ ـ ــﺎﻷول ﺤﺴ ـ ــﺒﺘﻪ ﺤﺒﻴﺒﻬ ـ ــﺎ وزوﺠﻬ ـ ــﺎ اﻝﻤﺴ ـ ــﺘﻘﺒﻠﻲ‪،‬‬
‫واﻝﺜﺎﻨﻲ ﺼدﻴﻘﻬﺎ اﻝوﻓﻲ اﻝﺨﻠوق اﻝذي دﻓﻌﻪ اﻝطﻤﻊ إﻝﻰ ﺨﻴﺎﻨﺔ ﺘﻠك اﻝﺼداﻗﺔ‪.‬‬
‫ﺒﻌد ﺴﻨوات‪....‬‬
‫ﺘزوﺠـ ـ ــت "ﺒﺴـ ـ ــﻤﺔ" ﺒ ـ ـ ـ ـ "ﻓﻴﺼـ ـ ــل" ذﻝـ ـ ــك اﻝﺸـ ـ ــﺎب اﻝﻌﺎﺸـ ـ ــق اﻝـ ـ ــذي ﻜـ ـ ــﺎن ﻴﺨﺒـ ـ ــﺊ ﺤﺒـ ـ ــﻪ ﻝـ ـ ـ ـ ـ‬
‫"ﺒﺴـ ــﻤﺔ" ﻤﻨـ ــذ أﻴـ ــﺎم اﻝﺠﺎﻤﻌـ ــﺔ واﻝـ ــذي ﻝـ ــم ﻴﺨﺠـ ــل أﺒـ ــداً ﻤـ ــن أﺼـ ــل واﻝـ ــدﺘﻬﺎ ﺒـ ــل ﻴﺤﺒﻬـ ــﺎ وﻴﻘـ ـ ّـدرﻫﺎ‬
‫أﻤﻪ‪.‬‬
‫ﻜﺄﻨﻬﺎ ّ‬
‫ﻫـ ــذﻩ ﻫـ ــﻲ ﻗﺼـ ــﺔ "ﻨﻌﻴﻤـ ــﺔ" ﺘﻠـ ــك اﻹﻤﺒ ارطـ ــورة اﻝﺘـ ــﻲ ﺠﺎﻫـ ــدت ﻤـ ــن أﺠـ ــل ﻏـ ــرس ﺤﻠﻤﻬـ ــﺎ‬
‫ـب ﻗﻠﺒﻬـ ــﺎ ﻤـ ــن أﺠـ ــل‬
‫ﻓـ ــﻲ اﺒﻨﺘﻬـ ــﺎ وﺘﻌﻠﻴﻤﻬـ ــﺎ واﻝﺒﻨـ ــت اﻝﻤﺘﻌﻠﻤـ ــﺔ اﻝﺘـ ــﻲ ﺘﺤـ ـ ّـدت ﻜـ ــل اﻝﻌـ ــﺎﻝم ﺤﺘـ ــﻰ ﺤـ ـ ّ‬
‫اﻝرﻗﻲ ﺒﺄﻤﻬﺎ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ ﻤراﺘب اﻝﺴﻌﺎدة واﻝﻔرح ﺒﻌدﻤﺎ ذاﻗت ﻤ اررة اﻝﺤﻴﺎة‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬صورة المرأة في رواية حوريات على حافة الجنة لبشرى بوشارب‬

‫‪ -2‬ﺘﺠﻠﻴﺎت ﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻲ رواﻴﺔ ﺤورﻴﺎت ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻓﺔ اﻝﺠﻨﺔ ﻝﺒﺸرى ﺒوﺸﺎرب‬
‫‪ -1.2‬اﻝﻤرأة اﻷم‪:‬‬
‫"ﻨﻌﻴﻤـ ــﺔ"‪ :‬ﺘﻌ ـ ــد "ﻨﻌﻴﻤـ ــﺔ" ﻤ ـ ــن أﻫ ـ ــم اﻝﺸﺨﺼـ ــﻴﺎت اﻝﺘ ـ ــﻲ ﺘرﺘﻜ ـ ــز ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ أﺤ ـ ــداث اﻝرواﻴ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫ﻤـ ــن ﺨـ ــﻼل دورﻫـ ــﺎ اﻝرﺌﻴﺴـ ــﻲ ﺤﻴـ ــث ﺴـ ــﺎﻫﻤت ﻓـ ــﻲ ﺤﺒـ ــك اﻷﺤـ ــداث‪ ،‬إذ ﺘﻌـ ــد "ﻨﻌﻴﻤـ ــﺔ" ﻨﻤوذﺠـ ــﺎ‬
‫ﻝﻠﻤـ ـ ـرأة اﻝﻤﺠﺎﻫ ـ ــدة واﻝﻤﻨﺎﻀ ـ ــﻠﺔ اﻝﺘ ـ ــﻲ واﺠﻬ ـ ــت اﻝﻜﺜﻴ ـ ــر ﻤ ـ ــن اﻝﺼ ـ ــﻌوﺒﺎت واﻝﻌراﻗﻴ ـ ــل ﺒﻜ ـ ــل ﺼ ـ ــﺒر‬
‫وﻗﻨﺎﻋﺔ وﻴظﻬر ذﻝك ﻤن ﺨﻼل‪:‬‬
‫‪ -‬ﻓﻘداﻨﻬﺎ ﻝواﻝدﺘﻬﺎ اﻝﻤﻘﻌدة ﻝﺘﺠد ﻨﻔﺴﻬﺎ وﺤﻴدة دون ﺴﻨد‬
‫" وداﻋـ ــﺎ أﻤـ ــﻲ ﻝـ ــن ﺘﺤﻀـ ــري ﻋرﺴـ ــﻲ وأﻨـ ــﺎ اﻝﻴـ ــوم ﻴﺘﻴﻤـ ــﺔ أﺘـ ــزوج ﻜﻤـ ــﺎ أراد اﻝﻨـ ــﺎس وﻝـ ــﻴس‬
‫ﻜﻤـ ــﺎ أرﻴـ ــد‪ ،‬رﺤﻠﺘـ ــﻲ وﺘرﻜﺘﻨـ ــﻲ رﻴﺸـ ــﺔ ﻤﻌرﻓـ ــﺔ ﻝﻌﺒـ ــت ﺒﻬـ ــﺎ اﻝرﻴـ ــﺎح ﻜﻤـ ــﺎ ﺸـ ــﺎءت وﻻ أﻋـ ــرف إﻝـ ــﻰ‬
‫أﻴن ﺴﺘﺄﺨذﻨﻲ ﺒﻌد ذﻝك"‪.1‬‬
‫‪ -‬زواﺠﻬـ ـ ــﺎ ﻤـ ـ ــن ﺸـ ـ ــﺨص ﻏرﻴـ ـ ــب وﻫـ ـ ــﻲ ﻻ ﺘﺘﺠـ ـ ــﺎوز اﻝﻌﺸ ـ ـ ـرﻴن ﻋﺎﻤ ـ ـ ـﺎً ﻝﺘﻐـ ـ ــﺎدر ﺒـ ـ ــذﻝك ﻤﻨزﻝﻬـ ـ ــﺎ‬
‫وﺘﺘرك وراﺌﻬﺎ ذﻜرﻴﺎت ﻤؤﻝﻤﺔ‪.‬‬
‫" ﺤ ـ ــﺎن اﻝﻤوﻋ ـ ــد‪ ،‬ﻓﻘ ـ ــد ﻜ ـ ــﺎن ﻋرﺴ ـ ــﻲ ﺒﺴ ـ ــﻴطﺎ اﺠﺘﻤ ـ ــﻊ ﻓﻴ ـ ــﻪ أﻫ ـ ــل اﻝﻘرﻴ ـ ــﺔ اﻝﻔﺘﻴ ـ ــﺎت ﻴﻘﻤ ـ ــن‬
‫ﺒﺘـ ـ ـ ـزﻴﻴن اﻝﻌـ ـ ـ ــروس وﺘﺤﻀـ ـ ـ ــﻴرﻫﺎ ﻝﺘﺤﻨـ ـ ـ ــﻲ ﻴـ ـ ـ ــدﻴﻬﺎ ﻗﺒـ ـ ـ ــل أﻫـ ـ ـ ــل اﻝﻌ ـ ـ ـ ـرﻴس‪ ،‬وﻏـ ـ ـ ــداً ﻝﻴﻠـ ـ ـ ــﺔ اﻝﻌـ ـ ـ ــرس‬
‫ﺒﺤﻀ ـ ــور اﻝﺸ ـ ــﺒﺎن واﻝﺠﻠ ـ ــوس ﺒﺠﺎﻨﺒـ ـ ـﻪ‪ ،‬وﻗ ـ ــد ﺤﻨﻴ ـ ــت ﻴ ـ ــداﻩ وﻓ ـ ــرش ﻋﻠـ ـ ـﻰ رﻜﺒﺘﻴ ـ ــﻪ ﻤﻨ ـ ــدﻴل‪ :‬ﻴﻤ ـ ــﻸ‬
‫ﺒﺄوراق ﻤن أﺼﺤﺎﺒﻪ ﻜﻬدﻴﺔ ﻝﻪ ﺒﻤﻨﺎﺴﺒﺔ زﻓﺎﻓﻪ‪.2‬‬
‫‪ -‬ﻓﻘـ ـ ــداﻨﻬﺎ ﻝزوﺠﻬـ ـ ــﺎ "ﻤ ـ ـ ـراد" اﻝـ ـ ــذي ﻝـ ـ ــم ﻴﻌـ ـ ــش ﻤﻌﻬـ ـ ــﺎ ﻓﺘ ـ ـ ـرة طوﻴﻠـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻗﺎﺴـ ـ ــﻤﻬﺎ ﻓﻴﻬـ ـ ــﺎ ﻫﻤوﻤﻬـ ـ ــﺎ‬
‫وأﺤزاﻨﻬـ ــﺎ وآﻻﻤﻬـ ــﺎ‪ ،‬اﻝـ ــذي ﺘـ ــوﻓﻲ ﺤﻴﻨﻤـ ــﺎ ﻜـ ــﺎن ﻴﺤـ ــﺎول إﻨﻘـ ــﺎذ طﻔـ ــل ﺼـ ــﻐﻴر ﺴـ ــﻘط ﻓـ ــﻲ اﻝﻨﻬـ ــر‪،‬‬
‫ﻝﻴﺘرﻜﻬ ــﺎ ﺒﻌ ــد ذﻝ ــك وﺤﻴ ــدة ﺘﺤﻤ ــل ﺒ ــﻴن ذراﻋﻴﻬ ــﺎ اﺒﻨ ــﺔ راﺌﻌ ــﺔ ﻝﺘﻨﻴ ــر ﺤﻴﺎﺘﻬ ــﺎ ﺒﻌ ــدﻩ‪ ،‬ﻝﺘﺠ ــد ﻨﻔﺴ ــﻬﺎ‬
‫وﺤﻴدة ﺘﻜﺎﺒد ظروف اﻝﻔﻘر واﻝﺠوع وﻫﻲ أﺼﺒﺤت اﻵن أﻤﺎً ﻤﺴؤوﻝﺔ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺒﺸرى ﺒوﺸﺎرب‪ ،‬ﺤورﻴﺎت ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻓﺔ اﻝﺠﻨﺔ‪ ،‬ﻗﺴﻨطﻴﻨﺔ‪ ،‬اﻝﺠزاﺌر‪) ،‬د ط(‪ ،2017 ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻝﻤﺼدر ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬صورة المرأة في رواية حوريات على حافة الجنة لبشرى بوشارب‬

‫" ﻓ ـ ــﻲ ﺘﻠ ـ ــك اﻷﺜﻨ ـ ــﺎء ﺨ ـ ــﺎرت ﻗ ـ ــوى "ﻤـ ـ ـراد" ﻤ ـ ــن ﺸ ـ ــدة اﻝﺘﺤﻤ ـ ــل وﺜﻘ ـ ــل اﻝوﻝ ـ ــد اﻝ ـ ــذي ﻜ ـ ــﺎن‬
‫ﻴﺤﻤﻠـ ــﻪ‪ ،‬وﻤـ ــﺎ زاد اﻷﻤـ ــر ﺴـ ــوءاً اﻨﻜﺴـ ــﺎر اﻝﻐﺼـ ــن اﻝﻬـ ــش اﻝـ ــذي ﺒﻘـ ــﻲ ﻤﻤﺴـ ــﻜﺎ ﺒـ ــﻪ‪ ،‬ﻓﻔـ ــوﺠﺊ وﻗـ ــد‬
‫ﺠرﻓ ـ ــﻪ اﻝﻨﻬ ـ ــر ﻴﻨظ ـ ــر ﺤ ـ ــﺎﺌ اًر ﻝﻴﺘ ـ ــﻴﻘن ﺒﻌ ـ ــدﻫﺎ أﻨ ـ ــﻪ ارﺤ ـ ــل دون رﺠﻌ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓرﺴ ـ ــم اﺒﺘﺴ ـ ــﺎﻤﺔ ﻋرﻴﻀ ـ ــﺔ‬
‫وﻫو ﻴﻌﻴد ﺸرﻴط ﺤﻴﺎﺘﻪ ﺘﺎرﻜﺎً وراءﻩ ﻨﺴﺎء ﻀﻌﻴﻔﺎت ﻜن ﻴﺸددن أزرﻫن ﺒﻪ"‪.1‬‬
‫‪ -‬رﺤل " ﻤراد" ﻝﻴﻜﻠف "ﻨﻌﻴﻤﺔ" ﺒﻤﺴؤوﻝﻴﺔ أﺴرﺘﻪ ﻤن ﺒﻌدﻩ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺘﻜ ـ ـرﻴس ﺤﻴﺎﺘﻬـ ــﺎ ﻝﺨدﻤـ ــﺔ أرﻀـ ــﻬﺎ وﺘـ ــدرﻴس اﺒﻨﺘﻬـ ــﺎ اﻝﺘـ ــﻲ ﺠﻌﻠـ ــت ﻤﻨﻬـ ــﺎ ﻤﺜـ ــﺎﻻ ﻴﺤـ ــذى ﺒـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ‬
‫اﻝﻘرﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻨ ـ ــت ﻨﻌﻴﻤ ـ ــﺔ ﺘﻌﻤ ـ ــل ﻓ ـ ــﻲ ﺤﻘﻠﻬ ـ ــﺎ طـ ـ ـوال اﻝﻴ ـ ــوم ﺘــ ــﺘﻜﻠم ﺒﺄﻨﺎﻤﻠﻬ ـ ــﺎ اﻝﻤﺸ ـ ــﻘﻘﺔ ﻤﺨﺎطﺒ ـ ــﺔ‬
‫أرﻀﻬﺎ ﺘﻨﺜر ﺒﻴن ﺨطوطﻬﺎ اﻝﺒذور ﺨرﻴﻔﺎً‪ ،‬ﻝﺘﻠﺒﻲ ﺤﺎﺠﻴﺎت اﺒﻨﺘﻬﺎ "ﺒﺴﻤﺔ"‪.‬‬
‫" أﻫ ـ ـ ــﻼ ﺼ ـ ـ ــﻐﻴرﺘﻲ ﻜﻨ ـ ـ ــت ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻷرض أﻗ ـ ـ ــوم ﺒﺘﻬﻴﺌﺘﻬ ـ ـ ــﺎ واﻗ ـ ـ ــﺘﻼع اﻷﻋﺸ ـ ـ ــﺎب اﻝﻀ ـ ـ ــﺎرة‬
‫اﻝﺘﻲ ﺘﻜون ﺠﺎﻫزة ﻝﻀم اﻝﺒذور ﻓﻲ ﺠوﻓﻬﺎ‪.2‬‬
‫‪ -‬اﻓﺘ ـ ـراء ﻨﺴـ ــﺎء اﻝﻘرﻴـ ــﺔ ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ واﺘﻬﺎﻤﻬـ ــﺎ ﺒﺤـ ــب رﺠـ ــل ﻤـ ــن اﻝﻘرﻴـ ــﺔ ﻴـ ــدﻋﻰ "ﻋﺒـ ــد اﻝﺤﻤﻴـ ــد" اﻝـ ــذي‬
‫ﻜﺎن ﻴﺤﺘك ﺒﻜل ﻨﺴﺎء اﻝﻘرﻴﺔ وﻜﺎن ذو ﻨواﻴﺎ ﺨﺒﻴﺜﺔ‪.‬‬
‫" ﺒﻘﻴـ ــت اﻷﻗﺎوﻴـ ــل ﺘﺤـ ــوم ﺒـ ــﻴن أﻝﺴـ ــﻨﺘﻬن وﻫـ ــن ﻓـ ــﻲ أﺨـ ــذ ورد ﻤﻨﺸـ ــﻐﻠﻴن ﺒـ ــﺎﻝﺘﺤﻜم ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫ﺤﻴـ ــﺎة اﻝﻤﺴ ـ ــﻜﻴﻨﺔ ﺼـ ــﺎﻨﻌﺎت ﻤﻨﻬ ـ ــﺎ رواﻴـ ــﺔ دراﻤﻴـ ــﺔ ﺘﺘﺨﻠﻠﻬـ ــﺎ ﺘﻔﺎﺼ ـ ــﻴل اﻝﻌﺸـ ــق اﻝﻤﺨﻔـ ــﻲ واﻝﺨﻴﺎﻨ ـ ــﺔ‬
‫اﻝﻤﺴـ ـ ــﺘﺘرة‪ ،‬وظﺎﻫرﻫ ـ ـ ــﺎ اﻤـ ـ ـ ـرأة ﻴﺼ ـ ـ ــﻔﻬﺎ اﻝﻨ ـ ـ ــﺎس ﺒ ـ ـ ــﺎﻝﺒراءة واﻝطﻬ ـ ـ ــر وﺤﺴ ـ ـ ــن اﻷﺨ ـ ـ ــﻼق وﺒﺎطﻨﻬ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻤدﺴوس ﺒﺎﻝﺤﻘﺎرة واﻝﺘﺨطﻴط ﻝﺘﻜون أﺴرة ﻋﻠﻰ أﻨﻘﺎض أﺴرة ﺒرﻴﺌﺔ‪.3‬‬
‫‪ -‬ﻝﺘﺼﺒﺢ ﺴﻴرة " ﻨﻌﻴﻤﺔ" ﻋﻠﻰ ﻜل ﻝﺴﺎن أﻫل اﻝﻘرﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺘﻌرض " ﻨﻌﻴﻤﺔ" ﻝﻼﻨﺘﻘﺎد ﻤن طرف أﺨﻴﻬﺎ اﻝذي أﺼﺒﺢ ﻴراﻫﺎ ﺒﺼﻤﺔ ﻋﺎر ﻝﻠﻌﺎﺌﻠﺔ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺒﺸرى ﺒوﺸﺎرب‪ ،‬ﺤورﻴﺎت ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻓﺔ اﻝﺠﻨﺔ ‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻝﻤﺼدر ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪3‬‬
‫اﻝﻤﺼدر ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬صورة المرأة في رواية حوريات على حافة الجنة لبشرى بوشارب‬

‫‪ -‬ﻤ ـ ــرض " ﻨﻌﻴﻤ ـ ــﺔ" إﺜ ـ ــر ﺘﻌرﻀ ـ ــﻬﺎ ﻝﻀـ ـ ـرﺒﺔ ﺸ ـ ــﻤس ﻗوﻴ ـ ــﺔ أﺜﻨ ـ ــﺎء ﺨ ـ ــدﻤﺘﻬﺎ ﻝ ـ ــﻸرض وارﺘﻔ ـ ــﺎع‬
‫ﻀﻐط دﻤﻬﺎ ﻤﻤﺎ أدى إﻝﻰ اﻝﺒﻜم‪.‬‬
‫‪ -‬ﺘﻌرﻀ ـ ــﻬﺎ ﻝﻼﺨﺘط ـ ــﺎف ﻤ ـ ــن ط ـ ــرف ﺨطﻴ ـ ــب اﺒﻨﺘﻬ ـ ــﺎ ﺒﻐﻴ ـ ــﺔ اﻻﻨﺘﻘ ـ ــﺎم‪ ،‬وﻫ ـ ــذا ﻤ ـ ــﺎ اﻋﺘ ـ ــرف ﺒ ـ ــﻪ‬
‫ﻓ ـ ــﻲ اﻝﻤﺤﻜﻤ ـ ــﺔ واﻝ ـ ــذي اﺘﻀ ـ ــﺤت ﻨواﻴ ـ ــﺎﻩ اﻝﻜﺎذﺒ ـ ــﺔ وﺘﺒﻴﻨ ـ ــت ﺤﻘﻴﻘﺘ ـ ــﻪ أﻤ ـ ــﺎم اﻝﺠﻤﻴ ـ ــﻊ وﻫ ـ ــذا اﻷﻤ ـ ــر‬
‫اﻝذي ﻓﺎﺠﺊ "ﺒﺴﻤﺔ" اﻝﺘﻲ ﻜﺎﻨت ﺘظﻨﻪ ﺸﺨﺼﺎً ﺼﺎدﻗﺎً‪.‬‬
‫" ﻝﻜـ ــن اﻝﺸ ـ ــﻲء اﻝ ـ ــذي ﻝ ـ ــم أﺘﻘﺒﻠـ ــﻪ ﻫ ـ ــو وﺠ ـ ــود أﻤﻬ ـ ــﺎ اﻝﺨرﺴـ ــﺎء اﻝﻌرﺠ ـ ــﺎء ﺒﻴﻨﻨ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻓﻜ ـ ــرت‬
‫أﻨ ـ ــﻪ ﺒﻌ ـ ــد زواﺠﻨ ـ ــﺎ ﺴ ـ ــﺘﻜون ﻋﻘﺒ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ طرﻴﻘ ـ ــﻲ وﻤﺼ ـ ــدر إزﻋ ـ ــﺎج وﺨﺠ ـ ــل ﻝ ـ ــﻲ وﻷوﻻدي‪ ،‬وﻝ ـ ــن‬
‫أﺴـ ــﺘطﻴﻊ أن أواﺠـ ــﻪ اﻝﻌـ ــﺎﻝم ﺒـ ــﺎﻤرأة ﻗروﻴـ ــﺔ ﺨرﺴـ ــﺎء أﻤـ ــﺎم ﻜـ ــل ﻤﻌـ ــﺎرﻓﻲ وأﻗـ ــﺎرﺒﻲ ﻓﻘـ ــررت إﻜﻤـ ــﺎل‬
‫ﺨطﺘـ ـ ــﻲ واﻝـ ـ ــﺘﺨﻠص ﻤـ ـ ــن واﻝـ ـ ــدﺘﻬﺎ ﺒﺘرﺤﻴﻠﻬـ ـ ــﺎ ﺨـ ـ ــﺎرج اﻝـ ـ ــوطن‪ ،‬وﻜـ ـ ــﺎن اﻷﻤـ ـ ــر ﺴـ ـ ــﻬﻼً ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫـ ـ ــﺎ‬
‫ﺨرﺴﺎء"‪.1‬‬
‫‪ - 2.2‬اﻝﻤرأة اﻝﻤﺘﻌﻠﻤﺔ‪:‬‬
‫ﺘﻤﺜﻠـ ــت ﻓـ ــﻲ ﺸﺨﺼـ ــﻴﺔ "ﺒﺴـ ــﻤﺔ" ‪ :‬وﻫـ ــﻲ اﻝﺒﻨـ ــت اﻝوﺤﻴـ ــدة ﻝﻨﻌﻴﻤـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻨـ ــت ﺒﻤﺜﺎﺒـ ــﺔ اﻝﻨـ ــور‬
‫اﻝ ـ ــذي ﻴوﺠﻬﻬ ـ ــﺎ ﻝﻸﻤ ـ ــل اﻝﺘ ـ ــﻲ ﺘﻌ ـ ــودت ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻓﻘداﻨ ـ ــﻪ ﻓ ـ ــﻲ ﺤﻴﺎﺘﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺤﻴ ـ ــث ﻜﺎﻨ ـ ــت ﺒﺴ ـ ــﻤﺔ ﺘرﻴ ـ ــد‬
‫إﻋﺎدة اﻝﺒﺴﻤﺔ اﻝﺘﻲ ﺨﺎﺼﻤت ﺸﻔﺘﻲ أﻤﻬﺎ‪.‬‬
‫وﺘﻌﺘﺒـ ــر ﺸﺨﺼـ ــﻴﺔ ﺒﺴ ـ ــﻤﺔ ﻤـ ــن أﻜﺜـ ــر اﻝﺸﺨﺼ ـ ــﻴﺎت ﺤﻀـ ــو اًر ﻓـ ــﻲ اﻝرواﻴ ـ ــﺔ ﻓﻬـ ــﻲ ﻝﻴﺴ ـ ــت‬
‫ﻤﺠ ـ ــرد ﺸﺨﺼ ـ ــﻴﺔ رﺌﻴﺴ ـ ــﻴﺔ ﻓﻘ ـ ــط ﺒ ـ ــل ﻫ ـ ــﻲ اﻝﺒطﻠ ـ ــﺔ أﺴﺎﺴ ـ ــﺎ اﻝﺘ ـ ــﻲ ﺘ ـ ــدور ﺤوﻝﻬ ـ ــﺎ أﻏﻠ ـ ــب أﺤ ـ ــداث‬
‫اﻝرواﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻜﻤﺎ ﺘﻘﻤﺼت "ﺒﺴﻤﺔ" أﻴﻀﺎ دور اﻝﺴﺎرد ﻓﻲ ﺒﻌض ﻤﻘﺎطﻊ اﻝرواﻴﺔ ﻓﺘﻘول‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫اﻝﻤﺼدر ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪.453‬‬
‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬صورة المرأة في رواية حوريات على حافة الجنة لبشرى بوشارب‬

‫أﻤ ـ ـ ـﺎً ﻤﺜﻘﻔـ ـ ــﺔ رﻏـ ـ ــم ﺠﻬﻠﻬـ ـ ــﺎ ﻷﻨﻨ ـ ـ ـﻲ ﺒﻔﻀـ ـ ــﻠﻬﺎ ﺸـ ـ ــﻐﻠت أﻫـ ـ ــم اﻝﻤﻨﺎﺼـ ـ ــب‪ ،‬وﻫـ ـ ــﻲ ﻓـ ـ ــﻲ‬
‫" اﻋﺘﺒرﺘﻬـ ـ ــﺎ ّ‬
‫ﻋﻴﻨ ـ ــﻲ ﺴ ـ ــﻴدة اﻝﻤﺠﺘﻤ ـ ــﻊ ﺒ ـ ــﺎﻝرﻏم ﻤ ـ ــن أﻨﻬ ـ ــﺎ وﻝ ـ ــدت ﻓﻘﻴـ ـ ـرة اﺒﻨ ـ ــﺔ اﻷرض ﻻ ﺘﻌ ـ ــرف ﺴ ـ ــوى ﺘﻘﺎﻝﻴ ـ ــد‬
‫اﻝﻐرس واﻝﺤﺼﺎد‪.1"...‬‬
‫وﺘﻘ ـ ــول أﻴﻀ ـ ــﺎ‪ " :‬ﻜﺎﻨ ـ ــت ﺤﻴ ـ ــﺎة أﻤ ـ ــﻲ ﺸ ـ ــﺎﻗﺔ ﺼ ـ ــﻌﺒﺔ‪ ،‬ﺘرﻋرﻋ ـ ــت ﻓ ـ ــﻲ ﻤﻨ ـ ــزل ﻤﺘواﻀـ ـ ـﻊ‬
‫وﻜﺒـ ـ ــرت ﻓـ ـ ــﻲ ﻗرﻴـ ـ ــﺔ ﺠﻤﻴﻠـ ـ ــﺔ ﺘﻤﺘـ ـ ــزج ﻨﺴ ـ ـ ــﺎﺌﻤﻬﺎ ﺒﺘﻐرﻴـ ـ ــد اﻝﻌﺼـ ـ ــﺎﻓﻴر وأرﻀـ ـ ــﻬﺎ اﻝرﺤﺒـ ـ ــﺔ ﺒرزﻗﻬ ـ ـ ــﺎ‬
‫وﻤﺎﺌﻬﺎ‪.2"...‬‬
‫ﻜﻤ ـ ــﺎ ﺘﻘ ـ ــول‪ " :‬ﻜﺎﻨ ـ ــت واﻝ ـ ــدﺘﻲ ﻨﻌﻴﻤ ـ ــﺔ ﻤ ـ ــن أﺠﻤ ـ ــل ﻓﺘﻴ ـ ــﺎت اﻝﻘرﻴ ـ ــﺔ وﻜ ـ ــﺎن ﻋﻤﻠﻬ ـ ــﺎ اﻝﻤﻌﺘ ـ ــﺎد‬
‫ﻜل ﻴوم ﻫو اﻝطﺒﺦ وﺠﻠب اﻝﻤﺎء ﻤن اﻝﻌﻴن وﺤرث اﻷرض‪.3"....‬‬
‫ﺘﻌ ـ ــد ﺒﺴ ـ ــﻤﺔ ﻤﺜ ـ ــﺎﻻً ﻝﻠﻤـ ـ ـرأة اﻝﻘوﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻝﺘ ـ ــﻲ ﺼ ـ ــﺒرت وﻜﺎﻓﺤ ـ ــت ﻝﺘﺼ ـ ــل إﻝ ـ ــﻰ ﺤﻠ ـ ــم ﻝطﺎﻝﻤ ـ ــﺎ‬
‫راودﻫـ ـ ــﺎ وراود أﻤﻬـ ـ ــﺎ ﻓدرﺴـ ـ ــت "ﺒﺴـ ـ ــﻤﺔ" ﺒـ ـ ــﺎﻝرﻏم ﻤـ ـ ــن اﻝظـ ـ ــروف اﻝﺘـ ـ ــﻲ ﻜﺎﻨـ ـ ــت ﺘﻌﻴﺸـ ـ ــﻬﺎ‪ ،‬ﺤﻴـ ـ ــث‬
‫ﻜﺎﻨ ــت ﺘﻠ ــك اﻝظ ــروف ﺼ ــﻌﺒﺔ ﺠ ــداً ﻝﻜ ــن ذﻝ ــك ﻝ ــم ﻴﻤﻨﻌﻬ ــﺎ ﻤ ــن أن ﺘﺼ ــل إﻝ ــﻰ ﺤﻠﻤﻬ ــﺎ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻨ ــت‬
‫أﻤﻬـ ــﺎ اﻝﺴـ ــﻨد اﻝﺜﺎﺒـ ــت ﻝﻬـ ــﺎ‪ ،‬وﺸـ ــﺠﻌﺘﻬﺎ وﻝـ ــم ﺘﻤﻨﻌﻬـ ــﺎ ﻤـ ــن د ارﺴـ ــﺘﻬﺎ ﺒـ ــل ﻋﻤﻠـ ــت واﺠﺘﻬـ ــدت ﺤﺘـ ــﻰ‬
‫ﺘﺤﻘـ ـ ــق ﻤـ ـ ــﺎ أرادﺘـ ـ ــﻪ اﺒﻨﺘﻬـ ـ ــﺎ‪ .‬ﻜﻤـ ـ ــﺎ ﻴﺘ ـ ـ ـراءى ﻤـ ـ ــن ﺨـ ـ ــﻼل اﻝرواﻴـ ـ ــﺔ أن ﻫـ ـ ــذﻩ اﻝﺸﺨﺼـ ـ ــﻴﺔ اﻝﺒطﻠـ ـ ــﺔ‬
‫ﺸﺨﺼـ ــﻴﺔ ﻨﺎﻤﻴـ ــﺔ ﺘﻨﻤ ـ ـو ﻋﺒـ ــر أﺤـ ــداث اﻝرواﻴـ ــﺔ‪ ،‬ﺘﺘﻐﻴـ ــر وﺘﺘﺤـ ــول ﻤـ ــن ﺤـ ــﺎل إﻝـ ــﻰ آﺨـ ــر‪ ،‬وﻫـ ــﻲ‬
‫ﻓﻲ ﺘﺼﺎﻋد ﺤﺘﻰ اﻝﻨﻬﺎﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻨﺠـ ـ ــدﻫﺎ ﻓـ ـ ــﻲ أول اﻝرواﻴـ ـ ــﺔ ﺸﺨﺼـ ـ ــﻴﺔ ﻴﺘﻴﻤـ ـ ــﺔ ﺒﻌـ ـ ــدﻤﺎ ﺘـ ـ ــوﻓﻲ واﻝـ ـ ــدﻫﺎ وﻓﺎرﻗﻬـ ـ ــﺎ وﻫـ ـ ــﻲ ﻓـ ـ ــﻲ‬
‫ﺴ ـ ــن ﺼ ـ ــﻐﻴرة‪ ،‬ﻤﺜﻘﻠ ـ ــﺔ ﺒ ـ ــﺎﻝﻬﻤوم واﻝﻤﺸ ـ ــﻘﺔ ﺒﺴ ـ ــﺒب اﻷوﻀ ـ ــﺎع اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴ ـ ــﺔ واﻝﻤﺎدﻴ ـ ــﺔ ﻤ ـ ــن ﻓﻘ ـ ــر‬
‫وﻋـ ــوز وﺤﺎﺠـ ــﺔ‪ ،‬ﻝﺘﺘطـ ــور ﺒﻌـ ــد ذﻝـ ــك وﺘﺼـ ــﺒﺢ ﺸﺨﺼـ ــﻴﺔ ﻗوﻴـ ــﺔ‪ ،‬اﺴـ ــﺘﻤدت طﺎﻗﺘﻬـ ــﺎ ﻤـ ــن واﻝـ ــدﺘﻬﺎ‬
‫اﻝﺘ ـ ــﻲ وﻫﺒﺘﻬ ـ ــﺎ ﻋﻤرﻫ ـ ــﺎ وﺠﻬ ـ ــدﻫﺎ‪ ،‬ﻝﺘﺼ ـ ــﻨﻊ ﻤﻨﻬ ـ ــﺎ اﻤـ ـ ـرأة طﻤوﺤ ـ ــﺔ وﻤﺘﻌﻠﻤ ـ ــﺔ ﻓﺒﻌ ـ ــد ﻋﻨ ـ ــﺎء طوﻴ ـ ــل‬

‫‪1‬‬
‫اﻝﻤﺼدر ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻝﻤﺼدر ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪3‬‬
‫اﻝﻤﺼدر ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬صورة المرأة في رواية حوريات على حافة الجنة لبشرى بوشارب‬

‫وظـ ـ ــروف ﻗـ ـ ــﺎﻫرة أﺼـ ـ ــﺒﺤت "ﺒﺴـ ـ ــﻤﺔ" ﻤﺤﺎﻤﻴـ ـ ــﺔ ﻤﺸـ ـ ــﻬورة اﺘﻘﻨـ ـ ــت ﻤﻬﻨﺘﻬـ ـ ــﺎ وأﺤﺒﺘﻬـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﺼـ ـ ــﺎرت‬
‫ﻤﻘﺼد اﻝﻜﺜﻴر ﻤن اﻝﻨﺎس‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﻻ ﻨﻨﺴﻰ أﻨﻬﺎ داﻓﻌت ﻋن ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ وﻗﻀﻴﺔ أﻤﻬﺎ‪.‬‬
‫وظﻠـ ــت ﺒﺴـ ــﻤﺔ ﺘﻌﻤـ ــل ﺠﺎﻫـ ــدة ﻝﻜـ ــﻲ ﺘﺨـ ــرج أﻤﻬـ ــﺎ ﻤـ ــن ﻗوﻗﻌـ ــﺔ اﻝﻔﻘـ ــر ﻝﺘﺘﺤـ ــول ﺤﻴﺎﺘﻬـ ــﺎ إﻝـ ــﻰ‬
‫اﻷﻓﻀ ــل‪ ،‬وﺘﻨﻘﻠﻬ ــﺎ إﻝ ــﻰ ﻋ ــﺎﻝم ﻤﻠ ــﻲء ﺒﺎﻝﺴ ــﻌﺎدة واﻷﻓـ ـراح‪ ،‬ﺒﻌ ــد ﻜ ــل ﻤ ــﺎ ﻤ ــرت ﺒﻬ ــﺎ ﻤ ــن ﻤﻌﺎﻨ ــﺎة‬
‫وﻤﺼـ ـ ــﺎﻋب‪ ،‬وﺘﻌرﻀ ـ ـ ــﻬﻤﺎ ﻝﻠﺨﻴﺎﻨ ـ ـ ــﺔ وﺨﻴﺒ ـ ـ ــﺔ أﻤ ـ ـ ــل ﻤ ـ ـ ــن ﻗﺒ ـ ـ ــل أﺸ ـ ـ ــﺨﺎص وﻀ ـ ـ ــﻌت ﻓ ـ ـ ــﻴﻬم ﻜ ـ ـ ــل‬
‫اﻝﺜﻘـ ــﺔ‪ ،‬ﻝﺘﻨﺼـ ــدﻤﺎ ﺒﺤﻘﻴﻘـ ــﺘﻬم اﻝﺒﺸـ ــﻌﺔ ﺒﻌـ ــد أن اﻜﺘﺸـ ــﻔت ﻜـ ــل اﻷﻜﺎذﻴـ ــب وﺴـ ــﻘطت اﻷﻗﻨﻌـ ــﺔ ﻋـ ــن‬
‫وﺠوﻫﻬم‪.‬‬
‫وﻝﻜ ـ ــن ﺒ ـ ــﺎﻝرﻏم ﻤ ـ ــن ذﻝـ ـ ــك ﻝ ـ ــم ﺘﻔﻘ ـ ــد "ﺒﺴـ ـ ــﻤﺔ" ﻗوﺘﻬ ـ ــﺎ وﻋزﻤﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺒـ ـ ــل واﺠﻬ ـ ــت ذﻝ ـ ــك ﺒﻜـ ـ ــل‬
‫ﺸﺠﺎﻋﺔ وﺼﺒر وﻗوة ﻝﺘﺴﺘرد ﺤﻘﻬﺎ وﺤق واﻝدﺘﻬﺎ‪.‬‬
‫"ﺨرﺠـ ــت "ﺒﺴـ ــﻤﺔ" ﺘﺤـ ــس ﺒﺎﻻﻨﺘﺼـ ــﺎر راﻓﻌـ ــﺔ أرﺴـ ــﻬﺎ ﻤـ ــن اﻝﻬزﻴﻤـ ــﺔ اﻝﺘـ ــﻲ ﺘﻜﺒـ ــدﻫﺎ ﻤﻬـ ــدي‪،‬‬
‫وأﻤﻬـ ــﺎ ﺒﺠﺎﻨﺒﻬـ ــﺎ‪ ،‬أﻤـ ــﺎ ﻫـ ــو ﻓﺨﺴـ ــر ﻜـ ــل ﺸـ ــﻲء ﺤﺘـ ــﻰ واﻝـ ــدﻩ اﻝﻤﻘﻌـ ــد ﻓـ ــﻲ ﺒـ ــﻼد أﺨـ ــرى ﻻ ﻴﻌـ ــرف‬
‫ﻋﻨﻪ ﺸﻴﺌﺎً"‪.1‬‬
‫وﻓ ـ ــﻲ اﻷﺨﻴ ـ ــر ﺘزوﺠ ـ ــت "ﺒﺴ ـ ــﻤﺔ" ﺒـ ـ ـ ـ "ﻓﻴﺼ ـ ــل" اﻝ ـ ــذي ﻜ ـ ــﺎن ﻴﺤﺒﻬ ـ ــﺎ ﻤﻨ ـ ــذ أﻴ ـ ــﺎم اﻝﺠﺎﻤﻌ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫واﻝـ ــذي ﻋوﻀـ ــﻬﺎ ﻜـ ــل ﻤـ ــﺎ ﺨﺴ ـ ـرﺘﻪ‪ ،‬ﻓﻜـ ــﺎن ﻝﻬـ ــﺎ اﻝـ ــزوج اﻝﻤﺤـ ــب واﻝـ ــوﻓﻲ‪ ،‬وﻜـ ــﺎن ﻴﺤـ ــب واﻝـ ــدﺘﻬﺎ‬
‫ﻝﺘرزق ﺒﺒﻨت أﺴﻤﺘﻬﺎ "زﻝﻴﺨﺔ"‪.‬‬
‫أﻤﻪ‪ْ ،‬‬
‫وﻜﺄﻨﻬﺎ ّ‬
‫" ﺜـ ـ ــم ﺤﻤ ـ ـ ــل اﺒﻨﺘﻬ ـ ـ ــﺎ "زﻝﻴﺨـ ـ ــﺔ" ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻜﺘﻔ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬وأﻤﺴ ـ ـ ــك ﺒﻴـ ـ ــد "ﻨﻌﻴﻤ ـ ـ ــﺔ"‪ ،‬وﺼ ـ ـ ــﺎح ﺒ ـ ـ ــﺄﻋﻠﻰ‬
‫ﺼوﺘﻪ وﻫو ﻤﺘوﺠﻪ ﻝﻸرض"‪.2‬‬
‫‪ -3.2‬اﻝﻤرأة اﻝﻌﺎﺸﻘﺔ‪:‬‬
‫ﺘﻤﺜﻠـ ــت ﻓـ ــﻲ ﺸﺨﺼـ ــﻴﺔ "ﺤﻴـ ــﺎة" وﻫـ ــﻲ ﺼـ ــدﻴﻘﺔ "ﺒﺴـ ــﻤﺔ" اﻝﻤﻘرﺒـ ــﺔ وزﻤﻴﻠﺘﻬـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ اﻝد ارﺴـ ــﺔ‪،‬‬
‫ﺤﻴـ ــث درﺴـ ــﺘﺎ ﻤﻌ ـ ـﺎً ﻓـ ــﻲ اﻝﺠﺎﻤﻌـ ــﺔ وﻜوﻨﺘـ ــﺎ ﺼـ ــداﻗﺔ ﺠﻤﻴﻠـ ــﺔ وﻗوﻴـ ــﺔ ﺠـ ــدا‪ ،‬ﻜﻤـ ــﺎ أن ﺤﻴـ ــﺎة أﻴﻀـ ــﺎ‬

‫‪1‬‬
‫اﻝرواﻴﺔ‪ ،‬ص‪.460‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻝﻤﺼدر ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪.478‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬صورة المرأة في رواية حوريات على حافة الجنة لبشرى بوشارب‬

‫ﻓﺘـ ــﺎة ﻗروﻴـ ــﺔ رﻴﻔﻴـ ــﺔ ﻤﺜـ ــل "ﺒﺴـ ــﻤﺔ"‪ ،‬ﺤﻴـ ــث ﻜـ ــﺎن اﻝﻔـ ــﺎرق اﻝوﺤﻴـ ــد ﺒﻴﻨﻬﻤـ ــﺎ ﻫـ ــو أن "ﺤﻴـ ــﺎة" ﻜﺎﻨـ ــت‬
‫ﺘﻌـ ــﻴش وﺴـ ــط ﻋﺎﺌﻠـ ــﺔ ﻜﺒﻴ ـ ـرة ﺘﻌﻴﻠﻬـ ــﺎ وﺘﻌﺘﻤـ ــد ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ‪ ،‬ﻋﻠـ ــﻰ ﻋﻜـ ــس "ﺒﺴـ ــﻤﺔ" اﻝﺘـ ــﻲ ﻜﺎﻨـ ــت ﺘﻤﺘﻠـ ــك‬
‫أﻤﻬﺎ ﻓﻘط‪.‬‬
‫ﻜﻤـ ــﺎ ﺘﺒـ ــﻴن ﻤ ـ ــن ﺨـ ــﻼل اﻝرواﻴ ـ ــﺔ أﻨﻬـ ــﺎ ﺸﺨﺼـ ــﻴﺔ ﻋﺎﺸ ـ ــﻘﺔ‪ ،‬ﻋﺎﺸ ـ ـت ﻗﺼ ـ ــﺔ ﺤـ ــب ﺠﻤﻴﻠ ـ ــﺔ‬
‫ﻏﻴ ـ ــرت ﻤﺴ ـ ــﺎر ﺤﻴﺎﺘﻬ ـ ــﺎ ﻝﻜ ـ ــن ﻝ ـ ــم ﻴﻜﺘ ـ ــب ﻝﻬ ـ ــﺎ أن ﺘﻜﻤ ـ ــل ﻫ ـ ــذﻩ اﻝﻘﺼ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻬ ـ ــﻲ ﻜ ـ ــذﻝك ﻏ ـ ــدرت‬
‫وﺨـ ـ ــدﻋت ﻤـ ـ ــن طـ ـ ــرف ﺤﺒﻴﺒﻬـ ـ ــﺎ اﻝـ ـ ــذي ﺤﻠﻤـ ـ ــت أن ﺘﻜﻤـ ـ ــل ﺤﻴﺎﺘﻬـ ـ ــﺎ ﻤﻌـ ـ ــﻪ‪ ،‬واﻨﺘظرﺘـ ـ ــﻪ طـ ـ ــوﻴﻼً‪،‬‬
‫ﻓﻔﺎﺠﺌﻬﺎ ﺒزواﺠﻪ دون ﻋﻠﻤﻬﺎ‪ ،‬ﻝﺘﻨﺼدم ﺒﻌد ﻤﻌرﻓﺔ ﻫذا اﻝﺨﺒر وﻴﻨﻜﺴر ﻗﻠﺒﻬﺎ‪.‬‬
‫" ﺸـ ــﻜ ار ﻋﻠـ ــﻰ اﻝﺨﻴﺎﻨـ ــﺔ واﻝﻜـ ــذب‪ ،‬ﺸـ ــﻜ ار ﻷﻨـ ــك ﻝطﺨـ ــت أﺠﻤـ ــل ﻤﻌـ ــﺎﻨﻲ اﻝﺤـ ــب وﺘرﻜﺘﻨـ ــﻲ‬
‫أﻋ ـ ـ ــﺎﻨﻲ اﻷﻝ ـ ـ ــم ﻝﻜ ـ ـ ــن ﻝ ـ ـ ــﻴس ﻝﻸﺒ ـ ـ ــد ﻷﻨ ـ ـ ــك ﺴﺘﻌﻴﺸ ـ ـ ــﻬﺎ أﻨ ـ ـ ــت‪ ،‬اذﻫ ـ ـ ــب ﻝﺘطﻤ ـ ـ ــﺌن ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ واﻝ ـ ـ ــدﺘك‬
‫اﻝﻤﺴ ــﻜﻴﻨﺔ واﺒﺤـ ــث ﻋـ ــن زوﺠﺘـ ــك اﻝﺘـ ــﻲ ﻝـ ــم ﻴﻜـ ــن ﻝﻬ ــﺎ ذﻨـ ــب ﺴـ ــوى أﻨﻬـ ــﺎ اﻨﺘظرﺘـ ــك أﺤﺒﺘ ـ ـك ﻤﺜﻠـ ــﻲ‬
‫ﺘﻤﺎﻤﺎً‪.1"...‬‬
‫وﺤﻴـ ــﺎة ﻜﺎﻨـ ــت اﻝـ ــذرع اﻷﻴﻤـ ــن ﻝﺒﺴـ ــﻤﺔ واﻝﺴـ ــﻨد اﻝﻘـ ــوي ﻝﻬـ ــﺎ‪ ،‬ﺤﻴـ ــث ﻜﺎﻨـ ــت ﺘﻘـ ــف ﺒﺠﺎﻨﺒﻬـ ــﺎ‬
‫ﻓﻲ ﻜل اﻝظروف وﺘﺴﺎﻨدﻫﺎ‪.‬‬
‫ﻝﻜـ ــن ﻜﻤـ ــﺎ ﻴﻘـ ــﺎل ﻋﻠـ ــﻰ ﻗـ ــدر اﻝﻤﺸـ ــﻘﺔ ﺘﻜـ ــون ﻤﻐـ ــﺎﻨم اﻝرﺤﻠـ ــﺔ‪ ،‬اﺒﺘﺴـ ــم اﻝﻘـ ــدر ﻤ ـ ـرة ﺜﺎﻨﻴـ ــﺔ ﻝ ـ ـ ـ‬
‫"ﺤﻴﺎة"‪ ،‬ﺤﻴث ﺼﺎدﻗت ﺤﺒﺎً ﺠﻤﻴﻼ ﻴﻨﺴﻴﻬﺎ ﻋﺸﻘﻬﺎ اﻝﺴﺎﺒق وﻴﻌوﻀﻬﺎ ﻋﻤﺎ ﻓﺎت‪.‬‬
‫" أﺘﻤﻨ ـ ـ ــﻰ أن ﻴﻜ ـ ـ ــون ﻋﻤ ـ ـ ــر ﻜﻔﻴﺼ ـ ـ ــل وﻴﻌوﻀ ـ ـ ــك ﺤﻴ ـ ـ ــﺎة ﺘﺴ ـ ـ ــﺘﺤﻘﻴﻨﻬﺎ ﻋ ـ ـ ــوض اﻝﺴـ ـ ـ ـراب‬
‫اﻝذي ﺠﻤﻌك ﺒﻴوﺴف"‪.2‬‬
‫‪ -4.2‬اﻝﻤرأة اﻝﻤﻀﺤﻴﺔ‪:‬‬
‫"ﺠ ازﺌـ ـ ــر" وﻫـ ـ ــﻲ ﺼـ ـ ــدﻴﻘﺔ "ﺒﺴـ ـ ــﻤﺔ" و"ﺤﻴـ ـ ــﺎة"‪ ،‬ﻜﺎﻨـ ـ ــت ﺘﻌﻤـ ـ ــل ﻤﻤرﻀـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﺘـ ـ ــﺎة طﻤوﺤ ـ ـ ــﺔ‬
‫وطﺎﻝﺒ ـ ــﺔ ﻤﺘﻔوﻗ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺴ ـ ــﻤﺎﻫﺎ واﻝ ـ ــدﻫﺎ ﺒﻬ ـ ــذا اﻻﺴ ـ ــم ﺤﺒـ ـ ـﺎً ﻝوطﻨ ـ ــﻪ وﻋﺸـ ـ ـﻘﺎً وﺘﻴﻤﻨـ ـ ـﺎً ﺒ ـ ــﺎﻝﺜورة‪ ،‬ﻜﺎﻨ ـ ــت‬

‫‪1‬‬
‫اﻝرواﻴﺔ‪ ،‬ص ‪.265‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻝﻤﺼدر ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪.473‬‬
‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬صورة المرأة في رواية حوريات على حافة الجنة لبشرى بوشارب‬

‫ﺘﻌ ــﻴش ﻓـ ــﻲ ﺼ ــﻐرﻫﺎ رﻓﻘـ ــﺔ واﻝـ ــدﻫﺎ ﻷﻨ ــﻪ اﻨﻔﺼـ ــل ﻋـ ــن أﻤﻬـ ــﺎ ﺒﺴـ ــﺒب ﻋﻤﻠﻬـ ــﺎ اﻝ ــذي أﺒﻌـ ــدﻫﺎ ﻋـ ــن‬
‫أﺒﻨﺎﺌﻬـ ــﺎ‪ ،‬وﻋﻤـ ــدت ﻝﺘﻤ ـ ـرﻴض اﻵﺨ ـ ـرﻴن ﻓﺘرﻜـ ــت ﺠروﺤﻨـ ــﺎ ﺒﻌـ ــد أن ﺤﻔـ ــرت وﻨﺤﺘـ ــت ﻓـ ــﻲ أرواﺤﻨـ ــﺎ‬
‫ﻓﺄﻀﺤت ﻨﻘﺸﺎً ﻻ ﺘﻤﺤوﻩ ﻻ اﻷﻴﺎم وﻻ اﻷﺤﻼم اﻝﻤزﻴﻔﺔ"‪.1‬‬
‫ﻜﺎﻨـ ـ ــت "ﺠ ازﺌـ ـ ــر" ﺸـ ـ ــﻌﻠﺔ ﺘﺤﺘـ ـ ــرق ﻝﺘﻨﻴـ ـ ــر ﻤـ ـ ــن ﺤوﻝﻬـ ـ ــﺎ ﺤﻴـ ـ ــث ﻜﺎﻨـ ـ ــت ﺘﺼـ ـ ــﺎرع اﻝﻤـ ـ ــرض‬
‫واﻝﺤـ ــب ﺒﻤـ ــﺎ ﻓﻴ ـ ــﻪ ﻤـ ــن ﻤﺘﺎﻋـ ــب وﻋﻠ ـ ــﻰ ﻋﺎﺘﻘﻬـ ــﺎ ﺤﻤـ ــل ﺜﻘﻴ ـ ــل‪ ،‬وﻫـ ــو ﺤﺒﻬ ـ ـﺎ ﻝﺸ ـ ــﺎب ﻤـ ــن ﻗرﻴﺘﻬ ـ ــﺎ‬
‫اﻝ ــذي ﻝ ــم ﺘﻬﻨ ــﺄ ﺒ ــﻪ ﻝﻠﺤظ ــﺔ‪ ،‬ﺒﺴ ــﺒب رﻓ ــض واﻝ ــدﻫﺎ ﻝﻬ ــذا اﻝﺸ ــﺎب ﻷن ﺠ ــدﻩ ﻜ ــﺎن ﺨﺎﺌﻨ ــﺎ ﻝﻠ ــوطن‬
‫إﺒﺎن اﻝﺜورة‪.‬‬
‫" ﺒﻨﻴ ـ ــت آﻤ ـ ــﺎﻻً ﻋﻠﻴ ـ ــك‪ ،‬وأﻨ ـ ــك ﻤ ـ ــن ﺴ ـ ــﺘﻌوض ﺤزﻨ ـ ــﻲ ﺒﻔ ـ ــرح‪ ،‬وﺘﻤﺤ ـ ــو أﻝﻤ ـ ــﻲ ﺒﺎﺒﺘﺴ ـ ــﺎﻤﺔ‪،‬‬
‫ﻝﻜـ ــن ﻗ ـ ـررت ﻋـ ــﺎﺌﻠﺘﻲ أن ﺘﻐـ ــرس ﺒـ ــدﻝﻬﺎ ﺠرﺤ ـ ـﺎً ﻏـ ــﺎﺌ اًر‪ .2"...‬وﺒﻌـ ــد ﻤـ ــدة ﻋرﻓـ ــت "ﺠ ازﺌـ ــر" ﺒﺄﻨﻬـ ــﺎ‬
‫ﻤرﻴﻀ ـ ــﺔ وﻝ ـ ــن ﺘﻌ ـ ــﻴش ط ـ ــوﻴﻼً‪ ،‬وﺤﺎوﻝ ـ ــت إﺨﻔ ـ ــﺎء اﻷﻤ ـ ــر ﻋ ـ ــن ﺼ ـ ــدﻴﻘﺘﻴﻬﺎ ﻝﻜ ـ ــن اﻷﻤ ـ ــر ﻜﺸ ـ ــف‬
‫‪.‬‬ ‫ﺒﻌد ذﻝك‬
‫" ﻻ أﺼـ ـ ــدق اﻝﻌﻔـ ـ ــو دﻜﺘـ ـ ــور‪ ،‬ﻝﻜـ ـ ــن أظﻨـ ـ ــك ﻤﺨطﺌـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ــﻲ ﺤﺎﻝـ ـ ــﺔ ﺠ ازﺌـ ـ ــر‪ ،‬رﺒﻤـ ـ ــﺎ اﺨـ ـ ــﺘﻠط‬
‫ﻋﻠﻴ ـ ـ ــك اﻝﻤرﻀ ـ ـ ــﻰ وﻜﺜـ ـ ـ ـرﺘﻬم ﺠ ازﺌ ـ ـ ــر؟ ﻻ أﺼ ـ ـ ــدق! ﺠ ازﺌ ـ ـ ــر ﻤرﻴﻀ ـ ـ ــﺔ ﺒﺎﻝﻘﻠ ـ ـ ــب؟ ﻀ ـ ـ ــﻌف ﻓ ـ ـ ــﻲ‬
‫‪3‬‬
‫ﻗﻠﺒﻬﺎ"‬
‫وﺒﻌد ذﻝك ﻝم ﺘﻌش "ﺠزاﺌر" ﻝﻔﺘرة طوﻴﻠﺔ وﺘﻨﺘﻘل إﻝﻰ ﺠوار رﺒﻬﺎ‪.‬‬
‫" رﺤﻠـ ـ ـ ــت "ﺠ ازﺌـ ـ ـ ــر" ﻜـ ـ ـ ــﺎﻝﻌروس ﺘﺤﻤـ ـ ـ ــل طرﺤﺘﻬـ ـ ـ ــﺎ وﻓﺴـ ـ ـ ــﺘﺎﻨﻬﺎ ﻜـ ـ ـ ــﺎن ﻜﻔﻨﻬـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬و ﻗﻠﺒﻬـ ـ ـ ــﺎ‬
‫اﻝﺼ ـ ــﻐﻴر اﻝ ـ ــذي ﻝ ـ ــم ﻴﺘﺤﻤ ـ ــل ﺨﻴﺒﺎﺘﻬ ـ ــﺎ وأﺤﻼﻤﻬ ـ ــﺎ اﻝﻤؤﺠﻠ ـ ــﺔ اﻝﻤﺒﺨـ ـ ـرة ﻜ ـ ــدﺨﺎن ﻴﻼﻤ ـ ــس اﻝﻐﻴ ـ ــوم‪،‬‬
‫رﺤﻠت وﻫﻲ ﻜﺎﻝوردة ﺘﺎرﻜﺔ ﺼراﺨﺎً ﻴﺘﺒﻌﻬﺎ ﺒﻠوﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ رﺤﻴﻠﻬﺎ اﻝﻤﺒﻜر"‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫اﻝرواﻴﺔ‪ ،‬ص ‪.210‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻝﻤﺼدر ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪.328‬‬
‫‪3‬‬
‫اﻝﻤﺼدر ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪.305‬‬
‫‪4‬‬
‫اﻝﻤﺼدر ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪.331‬‬
‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬صورة المرأة في رواية حوريات على حافة الجنة لبشرى بوشارب‬

‫‪ – 5.2‬اﻝﻤرأة اﻝﻜﺘوﻤﺔ‪:‬‬
‫ﺘﻌـ ـ ــد " زﻝﻴﺨـ ـ ــﺔ" ﻤﺜـ ـ ــﺎﻻً ﻝﻠﻤ ـ ـ ـرأة اﻝﻜﺘوﻤـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻫـ ـ ــﻲ ﻤـ ـ ــن ﻤﻌـ ـ ــﺎرف ﻤـ ـ ــدﻴر "ﺒﺴـ ـ ــﻤﺔ"‪ ،‬ﻜﺎﻨـ ـ ــت‬
‫ﺘﻌـ ـ ــﻴش وﺤﻴـ ـ ــدة ﺒﻌـ ـ ــد أن ﺘـ ـ ــوﻓﻲ زوﺠﻬـ ـ ــﺎ وﻝـ ـ ــم ﺘـ ـ ــرزق ﺒﺄطﻔـ ـ ــﺎل‪ ،‬اﻨﺘﻘﻠـ ـ ــت ﺒﺴـ ـ ــﻤﺔ وأﻤﻬـ ـ ــﺎ ﻝﻠﻌـ ـ ــﻴش‬
‫ﻤﻌﻬ ـ ــﺎ ﺒﺘوﺼـ ـ ـﻴﺔ ﻤ ـ ــن ﻤ ـ ــدﻴر "ﺒﺴ ـ ــﻤﺔ" ﻝﺘﻜﻤ ـ ــل د ارﺴ ـ ــﺘﻬﺎ‪ .‬وﺘﻤﺘﻠ ـ ــك زﻝﻴﺨ ـ ــﺔ ﻤﻜﺘﺒـ ـ ـﺔ ﻜﺒﻴـ ـ ـرة ﺘﺘ ـ ــوﻝﻰ‬
‫ﻫ ــﻲ إدارﺘﻬ ــﺎ‪ ،‬ﻓ ــﻲ ﺒ ــﺎدئ اﻷﻤ ــر ﻜﺎﻨ ــت ﻋﻼﻗ ــﺔ "زﻝﻴﺨ ــﺔ" ﺒﺒﺴ ــﻤﺔ وأﻤﻬ ــﺎ ﺤ ــﺎدة وﻗﺎﺴ ــﻴﺔ ﻨوﻋـ ـﺎً ﻤ ــﺎ‬
‫وﻝﻜن وراء ﻫذﻩ اﻝﻘﺴوة اﻤرأة أﻨﻬﻜﻬﺎ اﻝزﻤن واﻝﺘزﻤت وﺤدﺘﻬﺎ‪.‬‬
‫" ﻻ أﻋـ ــرف ﻴـ ــﺎ أﻤـ ــﻲ‪ ،‬ﻝﻜـ ــن ﺘﺒـ ــدو ﻝـ ــﻲ ﺴـ ــﻴدة ﻏرﻴﺒـ ــﺔ اﻷط ـ ـوار ﺘﺨﻔـ ــﻲ اﻝﻜﺜﻴـ ــر ﺒـ ــداﺨﻠﻬﺎ‪،‬‬
‫ﻤﺤﺎوﻝـ ــﺔ إظﻬـ ــﺎر ﺠﺎﻨـ ــب اﻝﻘﺴـ ــوة واﻝﺘﺴـ ــﻠط‪ ،‬ﻝﻜﻨﻨـ ــﻲ أﺤـ ــس أﻨﻬـ ــﺎ ﻀـ ــﻌﻴﻔﺔ ﺨﺎﺌﻔـ ــﺔ ﺘﺴـ ــﺘﻌﻤل داﺌﻤـ ــﺎ‬
‫وﺴﻴﻠﺔ اﻝﻬﺠوم ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﻋﺒﺎراﺘﻬﺎ اﻝﻌﺎدﻴﺔ ﻝﺘداﻓﻊ ﻋن ﻨﻔﺴﻬﺎ"‪.1‬‬
‫ﻜﺎﻨ ـ ــت "زﻝﻴﺨ ـ ــﺔ" داﺌﻤ ـ ــﺔ اﻝﺼ ـ ــﻤت وﻨ ـ ــﺎد اًر ﻤ ـ ــﺎ ﺘﺘﺤ ـ ــدث ﻤ ـ ــﻊ "ﺒﺴ ـ ــﻤﺔ" وأﻤﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻝﻜ ـ ــن ﻤ ـ ــﻊ‬
‫ﻤ ـ ـ ــرور اﻷﻴ ـ ـ ــﺎم ﺘﻘﺒﻠ ـ ـ ــت "زﻝﻴﺨ ـ ـ ــﺔ" "ﺒﺴ ـ ـ ــﻤﺔ" وأﻤﻬ ـ ـ ــﺎ وﻜ ـ ـ ـ ‪‬‬
‫ـون ﺼ ـ ـ ــداﻗﺔ ﺠﻤﻴﻠ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﺴ ـ ـ ــﻠﻤﺘﻬﺎ ﺸ ـ ـ ــؤون‬
‫اﻝﻤﻜﺘﺒﺔ ﺒﺸرط أن ﺘوﻓق ﺒﻴن دراﺴﺘﻬﺎ وﻋﻤﻠﻬﺎ‪.‬‬
‫" اﻝﻤﻬـ ـ ـ ــم ﺴـ ـ ـ ــﺘﺘﻌرﻓﻴن ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ رﻓـ ـ ـ ــوف اﻝﻤﻜﺘﺒـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻋﻨـ ـ ـ ــﺎوﻴن اﻝﻜﺎﺘـ ـ ـ ــب واﺨﺘﺼـ ـ ـ ــﺎص ﻜـ ـ ـ ــل‬
‫ﺸﻌﺒﺔ‪ ،‬ﺤﺘﻰ ﺘﺘﻤﻜﻨﻲ ﻤن ﺘﻠﺒﻴﺔ اﺤﺘﻴﺎﺠﺎت اﻝطﻼب ﺒﺴرﻋﺔ"‪.2‬‬
‫وﻓ ـ ـ ــﻲ اﻷﺨﻴ ـ ـ ــر ﺘﺴ ـ ـ ــوء ﺤﺎﻝﺘﻬ ـ ـ ــﺎ وﺘﻤ ـ ـ ــوت ﺒﻌ ـ ـ ــد أن ﺘﺤ ـ ـ ــول ﻜ ـ ـ ــل أﻤﻼﻜﻬ ـ ـ ــﺎ ﻝ ـ ـ ـ ـ ـ "ﺒﺴ ـ ـ ــﻤﺔ"‪،‬‬
‫وﺘﺘرك ﻝﻬﺎ وﺼﻴﺔ ﺘﻘول ﻓﻴﻬﺎ‪:‬‬
‫" أﺘﻤﻨ ـ ــﻰ أن ﺘﻜﻤﻠ ـ ــﻲ ﻋﻨ ـ ــﻲ ﻤ ـ ــﺎ ﻨوﻴ ـ ــت اﻝﻘﻴ ـ ــﺎم ﺒ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻓﺄﻨ ـ ــت اﺒﻨﺘ ـ ــﻲ اﻝﺘ ـ ــﻲ ﺴ ـ ــﺄﺘرﻜﻬﺎ ﻤ ـ ــن‬
‫ﺒﻌدي ﺘﺠﻌل اﻝﻤﻜﺘﺒﺔ ذﻜ ار ﻝﻲ وﻝزوﺠﻲ ﻓﻲ ﻗﺒرﻨﺎ وﻻ ﺘﻨﺴﻴﻨﺎ ﺒﺎﻝدﻋﺎء‪.3"...‬‬

‫‪1‬‬
‫اﻝرواﻴﺔ‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻝﻤﺼدر ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪.162‬‬
‫‪3‬‬
‫اﻝﻤﺼدر ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪.244‬‬
‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬صورة المرأة في رواية حوريات على حافة الجنة لبشرى بوشارب‬

‫ﻜﻤـ ـ ــﺎ وﺼـ ـ ــت "زﻝﻴﺨـ ـ ــﺔ" "ﺒﺴـ ـ ــﻤﺔ" ﺒـ ـ ــﺄن ﺘﺄﺨـ ـ ــذ واﻝـ ـ ــدﺘﻬﺎ ﻝﺘـ ـ ــؤدي ﻤﻨﺎﺴـ ـ ــك اﻝﺤـ ـ ــﺞ ﻋوﻀ ـ ـ ـﺎً‬
‫ﻋﻨﻬ ـ ــﺎ وﻋ ـ ــن زوﺠﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻜﺎﻨ ـ ــت اﻷم اﻝﺜﺎﻨﻴ ـ ــﺔ واﻝﺼ ـ ــدﻴﻘﺔ ﻝﺒﺴ ـ ــﻤﺔ‪ ،‬وﻫ ـ ــﺎ ﻫ ـ ــﻲ اﻵن ﺘرﺤ ـ ــل وﺘﺘ ـ ــرك‬
‫"ﺒﺴﻤﺔ" وواﻝدﺘﻬﺎ وﺤﻴدﺘﺎن ﻤﺜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻨﺘﺎ ﻓﻲ اﻷول‪.‬‬
‫‪ -6.2‬اﻝﻤرأة اﻝﻤﻘﻬورة‪:‬‬
‫"ﻋﻠﺠﻴـ ـ ــﺔ" وﻫـ ـ ــﻲ ﺼـ ـ ــدﻴﻘﺔ "ﻨﻌﻴﻤـ ـ ــﺔ" اﻝﻤﻘرﺒـ ـ ــﺔ ﻤﻨـ ـ ــذ اﻝﺼـ ـ ــﻐر ورﻓﻴﻘـ ـ ــﺔ درﺒﻬـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻫـ ـ ــﻲ ﺘﻠـ ـ ــك‬
‫اﻝﻤرأة اﻝﺘﻲ ﻋﺎﻨت ﻏطرﺴﺔ وﻗﻬر زوﺠﻬﺎ اﻝﻜﺴول اﻷﻨﺎﻨﻲ‪.‬‬
‫ﻝ ـ ــم ﺘﻜ ـ ــن ﺤﻴ ـ ــﺎة "ﻋﻠﺠﻴ ـ ــﺔ" ﻤﺨﺘﻠﻔ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــن ﺤﻴ ـ ــﺎة "ﻨﻌﻴﻤ ـ ــﺔ" ﻓﻜﻼﻫﻤ ـ ــﺎ ﻋﺎﺸ ـ ــﺎ ﺤﻴ ـ ــﺎة ﺼ ـ ــﻌﺒﺔ‬
‫ﻓﻌﻠﺠﻴ ــﺔ أﻴﻀ ــﺎ ﻝ ــم ﺘﺴ ــﻠم ﻤ ــن ظﻠ ــم زوﺠ ــﺔ أﺒﻴﻬ ــﺎ‪ ،‬ﻝﺘﻨﺘﻘ ــل إﻝ ــﻰ ﻋﺸ ــﻬﺎ اﻝزوﺠ ــﻲ وﺘﻜﻤ ــل رﺤﻠﺘﻬ ــﺎ‬
‫اﻝﻤﻠﻴﺌ ـ ـ ــﺔ ﺒ ـ ـ ــﺎﻝﻘﻬر واﻝظﻠ ـ ـ ــم ﻤ ـ ـ ــن ط ـ ـ ــرف زوﺠﻬ ـ ـ ــﺎ ﻓﻜﺎﻨ ـ ـ ــت ﻫ ـ ـ ــﻲ اﻷم واﻷب ﻷﺒﻨﺎﺌﻬ ـ ـ ــﺎ اﻝﺜﻼﺜ ـ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫ووﻫﺒ ــت ﻜ ــل ﺤﻴﺎﺘﻬ ــﺎ ﻤ ــن أﺠ ــل أن ﺘﻜﺴ ــب ﻗ ــوت ﻋﻴﺸ ــﻬم‪ .‬ﻝ ــم ﺘﻌ ــش "ﻋﻠﺠﻴ ــﺔ" ط ــوﻴﻼً ﻝﺘ ــذﻫب‬
‫وﺘﺘرك ﻓراﻏﺎً أﻋﻤق ﻤن ﻜل اﻝﻔراﻏﺎت ﺒﻌد أن ﻋﺎﺸت ﺤﻴﺎة ﻜﻠﻬﺎ أﻝم وﻤﻌﺎﻨﺎة‪.‬‬
‫"رﺤﻠ ـ ــت ﺒﻌ ـ ــد أن ﻨﺎﻝ ـ ــت ﻤ ـ ــﺎ ﻴﻜﻔﻴﻬ ـ ــﺎ ﻤ ـ ــن اﻝﻀ ـ ــرب واﻝﺘﻌ ـ ــذﻴب واﻝﺸ ـ ــﺘم ﻓ ـ ــردت ﺒﺎﺒﺘﺴ ـ ــﺎﻤﺔ‬
‫ﻝ ـ ــم ﺘﻔ ـ ــﺎرق ﺸ ـ ــﻔﺘﻴﻬﺎ ﻴوﻤـ ـ ـﺎً واﻝﻴ ـ ــوم رﺤﻠ ـ ــت ﺒﺎﺒﺘﺴ ـ ــﺎﻤﺔ ﻝﺘﺴ ـ ــﺘﻘﺒل ﻋﺎﻝﻤـ ـ ـﺎً آﺨ ـ ــر اﺨﺘ ـ ــﺎرت أن ﺘرﺤ ـ ــل‬
‫إﻝﻴﻪ ﺒﻬدوء وﺴﻜﻴﻨﺔ"‪.1‬‬
‫‪ -7.2‬اﻝﻤرأة اﻝﻌﺎﻗﻠﺔ‪:‬‬
‫"ﻋﻘﻴﻠـ ــﺔ" اﺴـ ــم ﻋﻠـ ــﻰ ﻤﺴـ ــﻤﻰ‪ ،‬ﺤﻴـ ــث ﻜﺎﻨـ ــت ﻤـ ــن أﻋﻘـ ــل ﻨﺴـ ــﺎء اﻝﻘرﻴـ ــﺔ وأﻜﺜـ ــرﻫم طﻴﺒ ـ ـﺔ‪،‬‬
‫وﻫ ـ ــﻲ ﺼ ـ ــدﻴﻘﺔ "ﻨﻌﻴﻤ ـ ــﺔ" وﻨﻌ ـ ــم اﻝﺠ ـ ــﺎرة اﻝﺘ ـ ــﻲ ﺴ ـ ــﺎﻨدﺘﻬﺎ ووﻗﻔ ـ ــت ﻤﻌﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬وداﻓﻌ ـ ــت ﻋﻨﻬ ـ ــﺎ ﺤﻴﻨﻤ ـ ــﺎ‬
‫اﺘﻬﻤ ـ ــت ﻓ ـ ــﻲ ﺸ ـ ــرﻓﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻨ ـ ــت ﻫ ـ ــﻲ اﻝﺘ ـ ــﻲ ﺘ ـ ــؤﻤن ﺒﺒراءﺘﻬ ـ ــﺎ وﻋﻔﺘﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻨ ـ ــت ﺘواﺴ ـ ــﻴﻬﺎ وﺘﺨﻔ ـ ــف‬
‫ﻋﻨﻬﺎ آﻻﻤﻬﺎ وﺘﻘف ﻤﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻜل ﻤﺤﻨﺔ ﺘﻤر ﺒﻬﺎ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫اﻝرواﻴﺔ‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬صورة المرأة في رواية حوريات على حافة الجنة لبشرى بوشارب‬

‫" ردت ﻋﻠ ـ ـ ــﻴﻬن اﻤـ ـ ـ ـرأة ﺘ ـ ـ ــدﻋﻰ "ﻋﻘﻴﻠ ـ ـ ــﺔ" ﻤ ـ ـ ــن أﻋﻘ ـ ـ ــل ﻨﺴ ـ ـ ــﺎء اﻝﻘرﻴ ـ ـ ــﺔ وﻗ ـ ـ ــد ﻜرﻫ ـ ـ ــت ﻤ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺴ ـ ــﻤﻌﺘﻪ ﻋ ـ ــن ﻨﻌﻴﻤ ـ ــﺔ وﻨﺒ ـ ــذت ﻜ ـ ــل أﺤﺎدﻴ ـ ــث اﻝﻨﺴ ـ ــوة اﻝﻠـ ـ ـواﺘﻲ ﻝ ـ ــم ﻴﻌ ـ ــد ﺸ ـ ــﻲء ﻴﻌﻨ ـ ــﻴﻬن ﺴ ـ ــوى‬
‫اﻝﺘﻬﺠم ﻋﻠﻰ ﺴﻴرة اﻝﻤﺴﻜﻴﻨﺔ اﻷرﻤﻠﺔ اﻝﻴﺘﻴﻤﺔ"‪.1‬‬
‫‪ -8.2‬اﻝﻤرأة اﻝﻤﺘﺴﻠطﺔ‪:‬‬
‫وﻫ ـ ــﻲ زوﺠ ـ ــﺔ أخ ﻨﻌﻴﻤ ـ ــﺔ "ﻓﺎطﻤ ـ ــﺔ" ﻋرﻓ ـ ــت ﺒﺘﺴ ـ ــﻠطﻬﺎ وﻗﺴ ـ ــوﺘﻬﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻨﻌﻴﻤ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻏﻴرﺘﻬ ـ ــﺎ‬
‫ﻤﻨﻬـ ــﺎ ﻷن اﻝﺠﻤﻴـ ــﻊ ﻜـ ــﺎﻨوا ﻴﺤﺒـ ــون ﻨﻌﻴﻤـ ــﺔ ﺘﻠـ ــك اﻝﻔﺘـ ــﺎة اﻝرزﻴﻨـ ــﺔ واﻝﻬﺎدﺌـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻜـ ــﺎن ﻫﻤﻬـ ــﺎ اﻝوﺤﻴـ ــد‬
‫اﻝ ـ ـ ــﺘﺨﻠص ﻤ ـ ـ ــن ﻨﻌﻴﻤ ـ ـ ــﺔ وذﻝ ـ ـ ــك ﻤ ـ ـ ــن ﺨ ـ ـ ــﻼل ﺘزوﻴﺠﻬ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻨ ـ ـ ــت " ﻓﺎطﻤ ـ ـ ــﺔ " ﺘﻜـ ـ ـ ـرﻩ " ﻨﻌﻴﻤ ـ ـ ــﺔ"‬
‫وواﻝدﺘﻬﺎ اﻝﻤﻌﺎﻗﺔ‪.‬‬
‫" ﻤﺘﻰ ﻴﻜون ﻝدﻴﻨﺎ ﺤﻴﺎﺘﻨﺎ اﻝﻤﺴﺘﻘﻠﺔ وﻨﺤن ﻨﻔﺘﺢ ﺒﻴﺘﺎً ﻤﻠﺠﺄ ﻝﻠﻤﻌوﻗﻴن واﻝﻌواﻨس"‪.2‬‬
‫ﻓﺄﻀـ ــﺤت ﺤﻴ ـ ــﺎة " ﻨﻌﻴﻤـ ــﺔ" ﺠﺤﻴﻤ ـ ــﺎ ﺘﻌﻴﺸ ـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ﺼ ـ ــﻤت وﺼ ـ ــﺒر وﻫـ ــﻲ ﺘﺴ ـ ــﻤﻊ اﻝﺸ ـ ــﺘﺎﺌم‬
‫واﻻﻨﺘﻘﺎدات ﻤن طرف " ﻓﺎطﻤﺔ"‪.‬‬
‫‪ –9.2‬اﻝﻤرأة اﻝﻤﺘﻀﺎﻤﻨﺔ‪:‬‬
‫ﻋﺎﺌﺸ ـ ــﺔ‪ :‬ﻫ ـ ــﻲ اﻝﻤـ ـ ـرأة اﻝﻠطﻴﻔ ـ ــﺔ اﻝﺤﻨوﻨ ـ ــﺔ اﻝﻤﺴ ـ ــﺎﻋدة اﻝﺘ ـ ــﻲ اﺴ ـ ــﺘطﺎﻋت أن ﺘﺠﻤ ـ ــﻊ ﺒ ـ ــﻴن‬
‫اﻷم واﺒﻨﺘﻬﺎ ﻤن ﺨﻼل‪:‬‬
‫‪ -‬ﺘﻌﺎطﻔﻬـ ــﺎ ﻤـ ــﻊ "ﻨﻌﻴﻤـ ــﺔ" اﻝﻤ ـ ـرأة اﻝﺨرﺴـ ــﺎء اﻝﺘـ ــﻲ اﺨﺘطﻔـ ــت ﻤـ ــن اﻝﺠ ازﺌـ ــر إﻝـ ــﻰ اﻝﻤدﻴﻨـ ــﺔ اﻝﻤﻨـ ــورة‬
‫ﻤ ـ ــن ﻗﺒ ـ ــل ﺨطﻴ ـ ــب اﺒﻨﺘﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻓﻘ ـ ــد وﺠ ـ ــدﺘﻬﺎ اﻝﺴ ـ ــﻴدة "ﻋﺎﺌﺸ ـ ــﺔ" ﻤ ـ ــﻊ زوﺠﻬ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ اﻝﻤدﻴﻨ ـ ــﺔ أﺜﻨ ـ ــﺎء‬
‫ذﻫﺎﺒﻬم ﻷداء ﻤﻨﺎﺴك اﻝﻌﻤرة ﻀﻨﺎً ﻤﻨﻬم أن ﻀﺎﺌﻌﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺘﻤﺴـ ــك اﻝﺴـ ــﻴدة "ﻋﺎﺌﺸـ ــﺔ" ﺒـ ـ ـ ـ " ﻨﻌﻴﻤـ ــﺔ" ﺒـ ــﺎﻝرﻏم ﻤـ ــن أﻨﻬـ ــﺎ ﻻ ﺘﻌرﻓﻬـ ــﺎ ﻷﻨﻬـ ــﺎ ﺸـ ــﻌرت ﺒﺎﻝﺸـ ــﻔﻘﺔ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫اﻝرواﻴﺔ ص ‪.41‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻝرواﻴﺔ‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬صورة المرأة في رواية حوريات على حافة الجنة لبشرى بوشارب‬

‫‪ -‬ﺘﻀـ ــﺎﻤن "ﻋﺎﺌﺸـ ــﺔ" ﻤـ ــﻊ "ﺒﺴـ ــﻤﺔ" ﻤـ ــن أﺠـ ــل اﻝﻜﺸـ ــف ﻋـ ــن اﻝﻤﺨﺘطـ ــف اﻝﺤﻘﻴﻘـ ــﻲ ﻷﻤﻬـ ــﺎ ﺤﺘـ ــﻰ‬
‫آﺨر ﻝﺤظﺔ‪.‬‬
‫" ﻤـ ــﺎ أرﻴـ ــك "ﺒﺴـ ــﻤﺔ" أن ﺘﻘـ ــﻴم واﻝـ ــدﺘك ﻋﻨـ ــدﻨﺎ ﻓﻬـ ــﻲ ﻋﺎﺸـ ــت ﻤﻌﻨـ ــﺎ ﻓﺘ ـ ـرة ﺘﺄدﻴﺘﻨـ ــﺎ ﻝﻤﻨﺎﺴـ ــك‬
‫اﻝﻌﻤرة وﺘﻌودت ﻋﻠﻴﻨﺎ‪ ،‬ﻜﻤﺎ أن ﻻ أﺤد ﻴﻌرﻓﻨﺎ وأﻨﺎ داﺌﻤﺎ ﻓﻲ اﻝﻤﻨزل رﻓﻘﺔ وﻝدي"‪.1‬‬
‫‪ -‬ﻤﺴـ ـ ــﺎﻋدة " ﻋﺎﺌﺸـ ـ ــﺔ" ﻝـ ـ ـ ـ ـ " ﺒﺴـ ـ ــﻤﺔ" ﻓـ ـ ــﻲ اﻝﻤﺤﻜﻤـ ـ ــﺔ ﻝﻜوﻨﻬـ ـ ــﺎ ﺸـ ـ ــﺎﻫدة ﻓـ ـ ــﻲ ﻗﻀـ ـ ــﻴﺔ اﺨﺘطـ ـ ــﺎف‬
‫"ﻨﻌﻴﻤﺔ"‪.‬‬
‫" ﻨﻌـ ـ ــم‪ ،‬ﺴـ ـ ــﻴدة ﻋﺎﺌﺸـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻫـ ـ ــل ﻤـ ـ ــن اﻝﻤﻤﻜـ ـ ــن أن ﺘﻘﺼـ ـ ــﻲ ﻋﻠﻴﻨ ـ ـ ـﺎ ﻤـ ـ ــﺎ ﺤﺼـ ـ ــل ﺒﻌـ ـ ــد أن‬
‫ﺘؤدي اﻝﻴﻤﻴن"‪.2‬‬
‫‪ –10.2‬اﻝﻤرأة اﻝﻤﺴﺘﺴﻠﻤﺔ‪:‬‬
‫ﺨدﻴﺠـ ـ ـ ــﺔ‪" :‬ﺨدﻴﺠـ ـ ـ ــﺔ" ﻫـ ـ ـ ــﻲ أم "ﻤ ـ ـ ـ ـراد" زوج "ﻨﻌﻴﻤـ ـ ـ ــﺔ" أي ﺤﻤﺎﺘﻬـ ـ ـ ــﺎ ﺘرﻤﻠـ ـ ـ ــت ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﺴـ ـ ـ ــن‬
‫ﺼـ ــﻐﻴر وﻗﺒﻠـ ــت وﺤـ ــدﺘﻬﺎ ﻓﻘـ ــط ﻝﻴﻨﻤـ ــو اﺒﻨﻬـ ــﺎ ﺒـ ــﻴن أﺠﻔﺎﻨﻬـ ــﺎ ﻓﻬـ ــو ﻜـ ــل ﻤـ ــﺎ ﺘﻤﻠـ ــك‪ ،‬ﻓﺄﻓﻨـ ــت ﻋﻤرﻫـ ــﺎ‬
‫ﻓـ ــﻲ ﺨدﻤـ ــﺔ اﻷرض وﻤراﻗﺒـ ــﺔ "ﻤ ـ ـراد" اﻝـ ــذي ﻜـ ــﺎن ﻨـ ــور ﻋﻴﻨﻴﻬـ ــﺎ وﻨـ ــﺒض ﻗﻠﺒﻬـ ــﺎ وﻝﻜ ـ ـن ﻜـ ــل ﻫـ ــذا‬
‫اﻝﺤ ـ ــب ﻜ ـ ــﺎن ﻝـ ـ ـ ـ "ﻤـ ـ ـراد" ﻓﻘـ ـ ــط‪ ،‬أﻤ ـ ــﺎ ﺒﺎﻝﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﻝ ـ ـ ـ ـ "ﻨﻌﻴﻤ ـ ــﺔ" ﻓﻘـ ـ ــد ﻜﺎﻨ ـ ــت ﺘﻠ ـ ــك اﻝﻌﺠ ـ ــوز اﻝﺠﺎﻓـ ـ ــﺔ‬
‫اﻝﻤﺘﺴـ ــﻠطﺔ‪ ،‬ﻓﻬـ ــﻲ ﻝـ ــم ﺘﺤـ ــب "ﻨﻌﻴﻤـ ــﺔ" أﺒـ ــداً ﻀـ ــﻨﺎ ﻤﻨﻬـ ــﺎ أﻨﻬـ ــﺎ ﺴـ ــﺘﺄﺨذ ﻤﻜﺎﻨﺘﻬـ ــﺎ‪ ،‬ﻓﻬـ ــﻲ ﻻ ﺘﻘﺒـ ــل‬
‫أن ﺘﻜ ـ ــون ﻓ ـ ــﻲ ﻤﻤﻠﻜﺘﻬ ـ ــﺎ ﻤﻠﻜ ـ ــﺔ أﺨ ـ ــرى ﻏﻴرﻫ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻨ ـ ــت ﺘرﻴ ـ ــد أن ﺘﺒﻘ ـ ــﻲ زﻤ ـ ــﺎم اﻷﻤ ـ ــور ﺒﻴ ـ ــدﻫﺎ‬
‫وﺤدﻫﺎ‪ ،‬ﺤﺘﻰ أﻨﻬﺎ ﺘظن أن اﺒﻨﻬﺎ ﻤن ﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺘﻬﺎ أﻴﻀﺎ وﻻ ﻴﺤق اﻝﺘﺼرف ﻓﻴﻪ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻜﺎﻨ ـ ــت "ﻨﻌﻴﻤ ـ ــﺔ" دون ﻤﻠ ـ ــل أو ﻜﻠ ـ ــل ﻓﻘ ـ ــط ﻝﺘرﻀ ـ ــﻲ ﺤﻤﺎﺘﻬ ـ ــﺎ اﻝﻤﺴﺘﻌﺼـ ـ ـﻴﺔ ﺤﺘ ـ ــﻰ أن اﻝﻜ ـ ــﻼم‬
‫ﺒﻴﻨﻬﻤـ ــﺎ ﻜـ ــﺎن ﺸـ ــﺒﻪ ﻤﻌـ ــدوم‪ ،‬ﻓﻘـ ــد ﻜﺎﻨـ ــت ﺘﻌﺎﻤﻠﻬـ ــﺎ ﺒﻌﺒـ ــوس وﻜﺄﻨﻬـ ــﺎ ﻻ ﺘﺴـ ــﺘﺤق اﻝﺸـ ــﻔﻘﺔ أو ﻜﻠﻤـ ــﺔ‬
‫طﻴﺒـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻝﻜـ ـ ــن ﻜﺎﻨـ ـ ــت ﺘـ ـ ــرى أن دورﻫـ ـ ــﺎ ﻴﻨﺤﺼـ ـ ــر ﻓـ ـ ــﻲ ﺨدﻤـ ـ ــﺔ زوﺠﻬـ ـ ــﺎ واﻻﻨﺼـ ـ ــﻴﺎع ﻷواﻤرﻫـ ـ ــﺎ‬
‫وﻫذا ﻤﺎ ﺠﻌل "ﻨﻌﻴﻤﺔ" ﻤﻬﻤﺸﺔ داﺌﻤﺎ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫اﻝرواﻴﺔ‪ ،‬ص ‪.345‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻝﻤﺼدر ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪.444‬‬
‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬صورة المرأة في رواية حوريات على حافة الجنة لبشرى بوشارب‬

‫‪ -‬ﺸ ـ ـ ــﺘم "ﺨدﻴﺠ ـ ـ ــﺔ" ﻝ ـ ـ ـ ـ ـ "ﻨﻌﻴﻤ ـ ـ ــﺔ" ﺒﻌ ـ ـ ــد وﻓ ـ ـ ــﺎة " ﻤـ ـ ـ ـراد" ﻓﻘ ـ ـ ــد ﻜﺎﻨ ـ ـ ــت ﺘﺼ ـ ـ ــﻔﻬﺎ ﺒﺄﺒﺸ ـ ـ ــﻊ اﻝﻜﻠﻤ ـ ـ ــﺎت‬
‫وﺘﺘﻬﻤﻬﺎ ﺒﻘﺘل اﺒﻨﻬﺎ ﻷﻨﻬﺎ ﻤﻨﺤوﺴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺒﻌـ ـ ــد ﻤـ ـ ــرور ﺴـ ـ ــﻨوات ﺘـ ـ ــدﻫورت ﺼـ ـ ــﺤﺔ "ﺨدﻴﺠـ ـ ــﺔ"‪ ،‬ﻓﻠـ ـ ــم ﺘﺼـ ـ ــﺒﺢ ﺘﻠـ ـ ــك اﻝﻌﺠـ ـ ــوز اﻝﻤﺘﺴـ ـ ــﻠطﺔ‬
‫ﺼـ ــﻌﺒﺔ اﻝﻤ ـ ـراس‪ ،‬ﻓﺎﻝﺘﻌـ ــب ﻗـ ــد أﻨﻬﻜﻬـ ــﺎ‪ ،‬وﻝـ ــم ﺘﻌـ ــد ﺘﻠـ ــك اﻝﻤﺘﺠﻬﻤـ ــﺔ اﻝوﺠـ ــﻪ واﻝﻌﺒوﺴـ ــﺔ ﻓـ ــرﻏم ﻗـ ــوة‬
‫ﺸﺨﺼﻴﺘﻬﺎ إﻻّ أن اﻝﺤزن ﻗد اﻨﻬك ﻗواﻫﺎ ﺒﻌد وﻓﺎة ﻗرة ﻋﻴﻨﻬﺎ اﻝوﺤﻴد‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫خــــــــــاتــمة‬

‫ﺨــــــﺎﺘﻤﺔ‪:‬‬

‫وﻓﻲ ﺨﺘﺎم ﻫذا اﻝﺒﺤث ﺤﺎوﻝﻨﺎ ﺠﻤﻊ ﺠواﻨب اﻝﻤرأة ﻓﻲ اﻝرواﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ اﻝﻤﻌﺎﺼرة‪.‬‬
‫إن اﻝﻬ ـ ـ ــدف ﻤ ـ ـ ــن ﻫ ـ ـ ــذﻩ اﻝد ارﺴ ـ ـ ــﺔ ﻫ ـ ـ ــو ﻤﺤﺎوﻝ ـ ـ ــﺔ اﻝﻜﺸ ـ ـ ــف ﻋـ ـ ـ ـن ﺼ ـ ـ ــورة اﻝﻤـ ـ ـ ـرأة ﻋﺒ ـ ـ ــر‬
‫اﻹﺒﺤـ ــﺎر ﻓـ ــﻲ اﻴﺤـ ــﺎءات ودﻻﻻت اﻝﺘـ ــﻲ ﺘﻘـ ــوم ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ اﻝﺼـ ــورة‪ ،‬وﻤـ ــن ﺨـ ــﻼل د ارﺴـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﻫـ ــذا‬
‫اﻝﻤوﻀوع ﺘوﺼﻠﻨﺎ إﻝﻰ ﺠﻤﻠﺔ ﻤن اﻝﻨﺘﺎﺌﺞ أﻫﻤﻬﺎ‪:‬‬
‫‪ -‬أن اﻝرواﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ ﻓن ﻴﻌﺎﻝﺞ اﻝﻘﻀﺎﻴﺎ اﻝﺴﺎﺌدة ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﻤﻘدﻤﺘﻬﺎ اﻝﻤرأة‪.‬‬
‫‪ -‬أن اﻝﻤرأة ﺒﻔﻀل ﻗوﺘﻬﺎ وذﻜﺎﺌﻬﺎ ٕواﺨﻼﺼﻬﺎ اﺴﺘطﺎﻋت أن ﺘﺜﺒت وﺠودﻫﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﻤرأة ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ أن ﺘﺤﻘق اﻝﻤﺴﺘﺤﻴل وﺨﺎﺼﺔ ﻋﻨدﻤﺎ ﻴﻜون ﻝﻬﺎ ﻫدف ﻤﻌﻴن‪.‬‬
‫‪ -‬ﻜﺸﻔت اﻝرواﺌﻴﺔ ﻋن ﻤﻌﺎﻨﺎة اﻝﻤرأة ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﺠزاﺌري‪.‬‬
‫‪ -‬ﻜ ـ ـ ــﺎن ﻝﻠﻤـ ـ ـ ـرأة اﻝﻌرﺒﻴ ـ ـ ــﺔ ﻤﻜﺎﻨ ـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻝرواﻴ ـ ـ ــﺔ وﻗ ـ ـ ــد اﻫﺘﻤ ـ ـ ــت ﻫ ـ ـ ــذﻩ اﻷﺨﻴـ ـ ـ ـرة ﺒﻜ ـ ـ ــل ﺠواﻨﺒﻬ ـ ـ ــﺎ‬
‫اﻝﺤﻴﺎﺘﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻝﻘ ـ ــد ﺼ ـ ــورت ﻝﻨ ـ ــﺎ ﻫ ـ ــذﻩ اﻝرواﻴ ـ ــﺔ ﻨﻤ ـ ــﺎذج ﺤ ـ ــول ﺼ ـ ــورة اﻝﻤـ ـ ـرأة ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫ ـ ــﺎ اﻝرﻜﻴـ ـ ـزة اﻷﺴﺎﺴ ـ ــﻴﺔ‬
‫ﻓ ـ ــﻲ اﻝﺤﻴ ـ ــﺎة اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴ ـ ــﺔ ﺒطﺒﻌﻬ ـ ــﺎ واﺤﺴﺎﺴ ـ ــﻬﺎ وﻋواطﻔﻬ ـ ــﺎ وﺘﻔﻜﻴرﻫ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ اﻝﺴ ـ ــﻌﻲ إﻝ ـ ــﻰ ﺘﺤﻘﻴ ـ ــق‬
‫ذاﺘﻬﺎ وﻫذا راﺠﻊ إﻝﻰ اﻝﻌﻼﻗﺎت اﻷﺴرﻴﺔ‪.‬‬
‫وﻫذﻩ اﻝرواﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻨﻬﺎﻴﺔ ﺠدﻴرة ﺒﺎﻝﻘراءة‪ ،‬ﻷﻨﻬﺎ ﻜﺸﻔت ﻋن ﻤﺎ ﻴﺨﺘزﻨﻪ اﻝواﻗﻊ اﻝﻤر‬
‫وﺨﺎﺼﺔ واﻗﻊ اﻝﻤرأة‪ ،‬وﺘﺴﻌﻰ ﻫذﻩ اﻷﺨﻴرة ﺒﻜل ﻗواﻫﺎ إﺜﺒﺎت ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ زﻤن ﻤرﻴر وواﻗﻊ‬
‫أﻤر‪ ،‬ﻷن اﻝﻤرأة ٕوان أﻨﻜر اﻝﺠﻤﻴﻊ‪ ،‬ﻫﻲ ﻨﺼف ﻫذا اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝذي ﻻ ﻴﻜﺘﻤل إﻻ ﺒﻬﺎ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫اﻝﻘرآن اﻝﻜرﻴم‬

‫ﻗﺎﺌﻤﺔ اﻝﻤﺼﺎدر واﻝﻤراﺠﻊ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻝﻤﺼﺎدر‪:‬‬

‫ﺒﺸرى ﺒوﺸﺎرب‪ ،‬ﺤورﻴﺎت ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻓﺔ اﻝﺠﻨﺔ‪ ،‬دار اﻝﻨﺨﺒﺔ‪ ،‬ﻤﺼر‪2017.،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ﻤﺠﻤ ـ ــﻊ اﻝﻠﻐ ـ ــﺔ اﻝﻌرﺒﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻝﻤﻌﺠـــــم اﻝوﺴـــــﻴط‪ ،‬ﻤﻜﺘﺒ ـ ــﺔ اﻝﺸ ـ ــروق اﻝدوﻝﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻝﻘ ـ ــﺎﻫرة‪ ،‬ط‪،4‬‬ ‫‪.2‬‬
‫س ‪.2005/1426‬‬
‫ﻤﺤﻤـ ــد ﻤرﺘﻀـ ــﻰ اﻝﺤﺴـ ــﻴﻨﻲ اﻝزﺒﻴـ ــدي‪ ،‬ﺘـــــﺎج اﻝﻌـــــروس ﻤـــــن ﺠـــــواﻫر اﻝﻘـــــﺎﻤوس‪ ،‬دار‬ ‫‪.3‬‬
‫اﻷﺒﺤﺎث ﻝﺘرﺠﻤﺔ واﻝﻨﺸر واﻝﺘوزﻴﻊ‪ ،‬ط‪ ،1‬س ‪.2011‬‬
‫اﺒ ـ ــن ﻤﻨظ ـ ــور‪ ،‬ﻝﺴـــــﺎن اﻝﻌـــــرب‪ ،‬دار ﺼ ـ ــﺎدر‪ ،‬ﺒﻴ ـ ــروت ﻝﺒﻨ ـ ــﺎن‪ ،‬ط‪ ،1‬س ‪ ،2005‬ﻤ ـ ــﺞ‬ ‫‪.4‬‬
‫‪.7‬‬
‫اﻝﻤﻌﻠ ـ ــم ﺒط ـ ــرس اﻝﺒﺴ ـ ــﺘﺎﻨﻲ‪ ،‬ﻗطــــــر اﻝﻤﺤــــــﻴط‪ ،‬ﻤﻜﺘﺒ ـ ــﺔ ﻝﺒﻨ ـ ــﺎن ﻨﺎﺸ ـ ــرون‪ ،‬ﺒﻴ ـ ــروت‪ ،‬ط‪،2‬‬ ‫‪.5‬‬
‫س ‪.1995‬‬

‫ﺜــﺎﻨــﻴﺎ‪ :‬اﻝﻤـــراﺠﻊ‪:‬‬
‫اﺒـ ـ ـراﻫﻴم ﺨﻠﻴ ـ ــل‪ ،‬ﻓـــــﻲ اﻝرواﻴـــــﺔ اﻝﻨﺴـــــوﻴﺔ اﻝﻌرﺒﻴـــــﺔ‪ ،‬دار ورى اﻷردﻨﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻷردن‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪2007‬م‪.‬‬
‫أﺤﻤ ــد ﻤﺤﻤ ــد اﻝﺤ ــوﻓﻲ‪ ،‬اﻝﻐـــزل ﻓـــﻲ اﻝﻌﺼـــر اﻝﺠـــﺎﻫﻠﻲ‪ ،‬ﻤطﺒﻌ ــﺔ ﻝﺠﻨ ــﺔ اﻝﺒﻴ ــﺎن اﻝﻌرﺒ ــﻲ‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ﻤﺼر‪ ،‬ط‪.1950 ،1‬‬
‫آﺴ ــﻴﺎ ﺸ ــﻴﺒﺎﻨﻲ‪ ،‬ﺼــــورة اﻝﻤــــرأة ﻓــــﻲ رواﻴــــﺔ اﻷﺴــــود ﻴﻠﻴــــق ﺒــــك ﻷﺤــــﻼم ﻤﺴــــﺘﻐﺎﻨﻤﻲ‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ﻤـ ـ ـ ـ ــذﻜرة ﻝﻨﻴـ ـ ـ ـ ــل ﺸـ ـ ـ ـ ــﻬﺎدة اﻝﻤﺎﺴـ ـ ـ ـ ــﺘر‪ ،‬ﺠﺎﻤﻌـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻝﻌرﺒـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺒـ ـ ـ ـ ــن ﻤﻬﻴـ ـ ـ ـ ــدي‪ ،‬أم اﻝﺒ ـ ـ ـ ـ ـواﻗﻲ‪،‬‬
‫‪.2014/2013‬‬

‫‪55‬‬
‫ﺠﻤﻴﻠـ ــﺔ زﺌﻴـ ــر‪ ،‬اﻨطوﻝوﺠﻴـــــﺎ اﻝﻘﺼـــــﺔ اﻝﻨﺴـــــوﻴﺔ ﻓـــــﻲ اﻝﺠزاﺌـــــر‪ ،‬و ازرة اﻝﺜﻘﺎﻓـ ــﺔ‪ ،‬اﻝﺠ ازﺌـ ــر‪،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪.2007‬‬
‫ﺠوزﻴ ـ ـ ــف زﻴ ـ ـ ــدان‪ ،‬ﻤﺼــــــــﺎدر اﻻدب اﻝﻨﺴــــــــﺎﺌﻲ ﻓـــــــﻲ اﻝﻌــــــــﺎﻝم اﻝﺤــــــــدﻴث )‪1800‬م‪-‬‬ ‫‪.5‬‬
‫‪1996‬م(‪ ،‬اﻝﻤؤﺴﺴﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ ﻝﻠدراﺴﺎت واﻝﻨﺸر‪ ،‬ط‪.1999 ،1‬‬
‫ﺤﻔﻴظ ــﺔ ﺼ ــﺎﺒر‪ ،‬ﺼـــورة اﻝﻤـــرأة ﻓــــﻲ رواﻴـــﺔ ﻏـــﺎدة أم اﻝﻘــــرى ﻷﺤﻤـــد رﻀـــﺎ ﺤوﺤــــو‪،‬‬ ‫‪.6‬‬
‫ﻤﺨﺒ ـ ـ ــر اﻝد ارﺴ ـ ـ ــﺎت اﻷدﺒﻴ ـ ـ ــﺔ واﻝﻨﻘدﻴ ـ ـ ــﺔ وأﻋﻼﻤﻬ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻝﻤﻐ ـ ـ ــرب‪ ،‬ﺠﺎﻤﻌ ـ ـ ــﺔ أﺒ ـ ـ ــﻲ ﺒﻜ ـ ـ ــر‬
‫ﺒﻠﻘﺎﻴد‪ ،‬ﺘﻠﻤﺴﺎن اﻝﺠزاﺌر‪ ،‬اﻝﻤﺠﻠد اﻷول‪ ،‬اﻝﻌدد اﻝﺴﺎدس‪ ،‬ﻤﺎي ‪.2017‬‬
‫ﺨﺎﻝ ـ ــد ﺒ ـ ــن ﻋﺒ ـ ــد اﻝﻌزﻴ ـ ــز اﻝﺴ ـ ــﻴف‪ ،‬إﺸــــــﻜﺎﻝﻴﺔ اﻝﻤﺼــــــطﻠﺢ اﻝﻨﺴــــــوي دراﺴــــــﺔ دﻻﻝﻴــــــﺔ‬ ‫‪.7‬‬
‫ﻤﺼـــــــطﻠﺢ اﻝﻤﺴـــــــﺎواة‪ ،‬اﻝﺤﺠـــــــﺎب‪ ،‬اﻝﺘﻤﻜـــــــﻴن أﻨﻤوذﺠـــــــﺎ‪ ،‬اﻝ ـ ـ ــدار اﻝﻌرﺒﻴ ـ ـ ــﺔ ﻝﻠطﺒﺎﻋ ـ ـ ــﺔ‬
‫واﻝﻨﺸر‪ ،‬اﻝﻤﻤﻠﻜﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ اﻝﺴﻌودﻴﺔ‪ ،‬ط‪1438) ،1‬ه‪2017 ،‬م(‪.‬‬
‫زﻫﻴـ ـرة ﺒ ــن ﻋ ــدﻴس ‪ ،‬ﺼــــورة اﻝﻤــــرأة وﺘﺠﻠﻴﺎﺘﻬــــﺎ ﻓــــﻲ رواﻴــــﺔ آﺴــــﻴﺎ ﺠﺒــــﺎر اﻤــــرأة ﺒــــﻼ‬ ‫‪.8‬‬
‫ﻗﺒـــــر‪ ،‬اﻝﻔﻀـــــﺎء اﻝﻤﻐرﺒـــــﻲ‪ ،‬ﻤﺨﺒـ ــر اﻝد ارﺴـ ــﺎت اﻷدﺒﻴـ ــﺔ واﻝﻨﻘـ ــد وأﻋﻼﻤﻬـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ اﻝﻤﻐـ ــرب‬
‫اﻝﻌرﺒـ ـ ـ ــﻲ‪ ،‬اﻝﻤﺠﻠـ ـ ـ ــد اﻷول‪ ،‬اﻝﻌـ ـ ـ ــدد اﻝﺴـ ـ ـ ــﺎدس‪ ،‬ﺠﺎﻤﻌـ ـ ـ ــﺔ أﺒـ ـ ـ ــﻲ ﺒﻜـ ـ ـ ــر ﺒﻠﻘﺎﻴـ ـ ـ ــد‪ ،‬ﺘﻠﻤﺴـ ـ ـ ــﺎن‬
‫اﻝﺠزاﺌر‪ ،‬ﻤﺎي ‪.2017‬‬
‫ﺴ ــﺘﻲ ﺒوﻜﻠﻴﺨ ــﺔ‪ ،‬ﺼـــورة اﻝﻤـــرأة ﻓـــﻲ اﻝرواﻴـــﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴـــﺔ ﺸﺨﺼـــﻴﺔ ﻨﻔﻴﺴـــﺔ ﻓـــﻲ رﻴـــﺢ‬ ‫‪.9‬‬
‫اﻝﺠﻨـــــــوب أﻨﻤوذﺠـــــــﺎ‪ ،‬اﻝﻤﺠﻠ ـ ـ ــد اﻷول‪ ،‬اﻝﻌ ـ ـ ــدد اﻝﺴ ـ ـ ــﺎدس‪ ،‬ﻤﺨﺒ ـ ـ ــر اﻝد ارﺴ ـ ـ ــﺎت اﻷدﺒﻴ ـ ـ ــﺔ‬
‫واﻝﻨﻘدﻴﺔ وأﻋﻼﻤﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﻤﻐرب اﻝﻌرﺒﻲ‪ ،‬ﻤﺎي ‪.2017‬‬
‫ﺴ ــﻌﻴدة ﺒ ــن ﺒ ــوزة )دﻜﺘ ــوراﻩ(‪ ،‬اﻝﻬواﻴـــﺔ واﻻﺨـــﺘﻼف ﻓـــﻲ اﻝرواﻴـــﺔ اﻝﻨﺴـــوﻴﺔ ﻓـــﻲ اﻝﻤﻐـــرب‬ ‫‪.10‬‬
‫اﻝﻌرﺒﻲ‪ ،‬ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﺤﺎج ﻝﺨﻀر‪ ،‬ﺒﺎﺘﻨﺔ‪1428 ،‬ه‪1429 ،‬ه‪2007،2008/‬م‪.‬‬
‫ﺼﺎﻝﺢ ﻤﻔﻘودة‪ ،‬اﻝﻤرأة ﻓﻲ اﻝرواﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ‪ ،‬دار اﻝﺸروق‪ ،‬ﺒﺴﻜرة‪ ،‬ط‪.2‬‬ ‫‪.11‬‬
‫ﻋﺒ ــد اﻝﻌزﻴ ــز ﺒوﺸ ــﻼق وﻨ ــور اﻝﻬ ــدى اﻝﻌﻴﻔ ــﺔ ‪ ،‬ﺼــــورة اﻝﻤــــرأة ﻓــــﻲ اﻝرواﻴــــﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴــــﺔ‬ ‫‪.12‬‬
‫اﻝﻨﺴـــــوﻴﺔ اﻝﻤﻌﺎﺼـــــرة‪ ،‬ﻤﺠﻠ ـ ــﺔ د ارﺴ ـ ــﺎت اﻝﻤﻌﺎﺼـ ـ ـرة‪ ،‬اﻝﻤﺠﻠ ـ ــد ‪4‬ن اﻝﻌ ـ ــدد‪ ،1‬ﺘﺴﻤﺴ ـ ــﻴﻠت‬
‫اﻝﺠزاﺌر‪ ،‬دﻴﺴﻤﺒر‪ /‬ﻜﺎﻨون اﻷول‪.2019 ،‬‬
‫‪56‬‬
‫ﻋﺒ ـ ــد اﻝﻤﺠﻴ ـ ــد ﺤﻨ ـ ــون‪ ،‬ﺼـــــورة اﻝﻔرﻨﺴـــــﻲ واﻝﻔرﻨﺴـــــﻴﺔ ﻓـــــﻲ اﻝرواﻴـــــﺔ اﻝﻤﻐﺎرﺒﻴـــــﺔ‪ ،‬دار‬ ‫‪.13‬‬
‫ﺒﻬﺎء اﻝدﻴن ﻝﻠﻨﺸر واﻝﺘوزﻴﻊ‪ ،‬اﻝﺨروب ﻗﺴﻨطﻴﻨﺔ‪ ،‬ط‪ ،1‬س ‪.1986‬‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻲ اﻝﻬﺎﺸ ـ ــﻤﻲ‪ ،‬اﻝﻤـــــرأة ﻓـــــﻲ اﻝﺸـــــﻌر اﻝﺠـــــﺎﻫﻠﻲ‪ ،‬ﻤطﺒﻌ ـ ــﺔ اﻝﻤﻌ ـ ــﺎرف‪ ،‬ﺒﻐ ـ ــداد‪ ،‬د ط‪،‬‬ ‫‪.14‬‬
‫‪.1960‬‬
‫ﻋﻴﺴـ ـ ــﻰ ﻤـ ـ ــروك ﻋﺒـ ـ ــد اﻝـ ـ ــرزاق اﻝﺸـ ـ ــﻴﺦ‪ ،‬ﺼـــــــورة اﻝﻤـــــــرأة ﻓـــــــﻲ اﻝرواﻴـــــــﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴـــــــﺔ‬ ‫‪.15‬‬
‫اﻝﻤﻌﺎﺼــــرة ﺒــــﻴن اﻝﻤرﻜــــز واﻝﻬــــﺎﻤش‪ ،‬دﻓـ ــﺎﺘر ﻤﺨﺒ ــر اﻝﺸـ ــﻌرﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴ ــﺔ‪ ،‬اﻝﻤﺠﻠـ ــد ‪،03‬‬
‫اﻝﻌدد‪ ،07‬ﺠوﻴﻠﻴﺔ ‪ ،2018‬ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﺠزاﺌر ‪.2‬‬
‫ﻓ ـ ــﺎروق ﺴ ـ ــﻠطﺎﻨﻲ‪ ،‬اﻝرواﻴــــــﺔ اﻝﻨﺴــــــوﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴــــــﺔ )ﻤﺴــــــﺎرات اﻝﻨﺸــــــﺄة وﺨﺼوﺼــــــﻴﺔ‬ ‫‪.16‬‬
‫اﻝﻤﻨﺠـــــز اﻝﺴـــــردي(‪ ،‬ﻤﺠﻠ ـ ــﺔ إﺸ ـ ــﻜﺎﻻت ﻓ ـ ــﻲ اﻝﻠﻐ ـ ــﺔ واﻷدب‪ ،‬اﻝﻤﺠﻠ ـ ــﺔ ‪ ،09‬اﻝﻌ ـ ــدد ‪،03‬‬
‫ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺘﻤﻨراﺴت )اﻝﺠزاﺌر(‪.2020 ،‬‬
‫ﻓﺎطﻤ ـ ــﺔ ﻤﺨﺘ ـ ــﺎري‪ ،‬اﻝﻜﺘﺎﺒــــــﺔ اﻝﻨﺴــــــﺎﺌﻴﺔ أﺴــــــﺌﻠﺔ اﻻﺨــــــﺘﻼف ‪ ...‬وﻋﻼﻤــــــﺎت اﻝﺘﺤــــــول‬ ‫‪.17‬‬
‫)ﻤﻘﺎرﺒــــﺔ ﺘﺤﻠﻴﻠﻴــــﺔ ﻓــــﻲ ﺨﺼوﺼــــﻴﺔ اﻝﺨطــــﺎب اﻝرواﺌــــﻲ اﻝﻨﺴــــﺎﺌﻲ اﻝﻌرﺒــــﻲ اﻝﻤﻌﺎﺼــــر‪،‬‬
‫رﺴ ـ ـ ــﺎﻝﺔ دﻜﺘ ـ ـ ــوراﻩ‪ ،‬ﺠﺎﻤﻌ ـ ـ ــﺔ ﻗﺎﺼ ـ ـ ــدي ﻤرﺒ ـ ـ ــﺎح‪ ،‬ورﻗﻠ ـ ـ ــﺔ‪1435 ،‬ه‪1435-‬ه‪2013/‬م‪-‬‬
‫‪2014‬م‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫ﻓ ــﺎﺌزة ﻤﻬدﻴ ــد‪ ،‬ﺼــــورة اﻝﻤـــرأة ﻓــــﻲ اﻝرواﻴـــﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴــــﺔ اﻝﻤﻌﺎﺼـــرة ﻷﺤــــﻼم ﻤﺴــــﺘﻐﺎﻨﻤﻲ‬ ‫‪.18‬‬
‫ﻨﺴــــــﻴﺎن ﻜــــــوم اﻨﻤوذﺠــــــﺎ‪ ،‬ﻤ ـ ــذﻜرة ﻤﻜﻤﻠ ـ ــﺔ ﻝﻨﻴ ـ ــل ﺸ ـ ــﻬﺎدة اﻝﻤﺎﺴ ـ ــﺘر‪ ،‬اﻝﻤﺴ ـ ــﻴﻠﺔ‪ ،‬ﺠﺎﻤﻌ ـ ــﺔ‬
‫ﻤﺤﻤد ﺒوﻀﻴﺎف‪.2015/2014 ،‬‬
‫ﻓﻴ ــروز ﺒوﺨﺎﻝﻔ ــﺔ‪ ،‬ﻝﻐـــﺔ اﻝﺴــــرد اﻝﻨﺴـــوﻴﺔ ﻓــــﻲ ﻝﻐـــﺔ زﻫــــور وﻨﻴﺴـــﻲ‪ ،‬رﺴ ــﺎﻝﺔ ﻤﺎﺠﺴ ــﺘﻴر‪،‬‬ ‫‪.19‬‬
‫ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﺤﺎج ﻝﺨﻀر ﺒﺎﺘﻨﺔ‪2012 ،‬م‪.‬‬
‫ﻝﺠﻨ ـ ــﺔ اﻝﺘﺤرﻴ ـ ــر )اﻝﻤؤﻨـــــث واﻝﻤـــــذﻜر ﺒـــــﻴن اﻝﺤﻘـــــوق واﻝﻌﻼﻗـــــﺔ واﻹﺸـــــﻜﺎﻝﻴﺔ(‪ ،‬ﻤﺠﻠ ـ ــﺔ‬ ‫‪.20‬‬
‫ﻤواﻗـ ـ ـ ــف‪ ،‬ﻤﺠﻠـ ـ ـ ــﺔ ﻓﺼـ ـ ـ ــﻠﻴﺔ ﺘﺼـ ـ ـ ــدر ﻋـ ـ ـ ــن دار اﻝﺴـ ـ ـ ــﺎﻗﻲ‪ ،‬ﺒﻴـ ـ ـ ــروت‪ ،‬اﻝﻌـ ـ ـ ــدد ‪ 73‬و‪،74‬‬
‫ﺨرﻴف ‪ /1993‬ﺸﺘﺎء ‪.1994‬‬

‫‪57‬‬
‫ﻝﻴﻠ ــﻰ ﻗﺎﺴ ــﻤﻲ‪ ،‬ﺼــــورة اﻝــــذات واﻵﺨــــر ﻓــــﻲ رواﻴــــﺔ ﺴووﺸــــون‪ ،‬ﻤﺠﻠـ ــﺔ ﻓ ــﻲ د ارﺴـ ــﺎت‬ ‫‪.21‬‬
‫ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻝﻠﻐ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻝﻌرﺒﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺔ وآداﺒﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻓﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻠﺔ ﻤﺤﻜﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻝﻌ ـ ـ ـ ـ ــدد اﻝﺘﺎﺴ ـ ـ ـ ـ ــﻊ ﻋﺸ ـ ـ ـ ـ ــر‪ ،‬س‬
‫‪1993‬ه‪201/‬م‪.‬‬
‫ﻤﺎﺠـ ـ ــدة ﺤﻤـ ـ ــود‪ ،‬ﻤﻘﺎرﺒــــــﺎت ﺘطﺒﻴﻘﻴــــــﺔ ﻓــــــﻲ اﻷدب اﻝﻤﻘــــــﺎرن‪ ،‬ﻤـ ـ ــن ﻤﻨﺸـ ـ ــورات اﺘﺤـ ـ ــﺎد‬ ‫‪.22‬‬
‫اﻝﻜﺘﺎب اﻝﻌرب‪ ،‬دﻤﺸق‪ ،‬د ط‪ ،‬س ‪.2000‬‬
‫ﻤﺤﻤـ ــد ﺒوزﻴـ ــدي‪ ،‬ﺸﺨﺼـــــﻴﺔ اﻝﻤـــــرأة وﺘﻤظﻬراﺘﻬـــــﺎ ﻓـــــﻲ اﻝرواﻴـــــﺔ اﻝﻌرﺒﻴـــــﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴـــــﺔ‪،‬‬ ‫‪.23‬‬
‫ﻤﺠﻠـ ـ ــﺔ اﻝﻤﻴـ ـ ــدان ﻝﻠﻌﻠـ ـ ــوم اﻹﻨﺴـ ـ ــﺎﻨﻴﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻝﻤﺠﻠـ ـ ــد ‪ ،03‬اﻝﻌـ ـ ــدد ‪،2020 ،03‬‬
‫ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤﻌﺴﻜر‪.‬‬
‫ﻤﺤﻤـ ـ ــد ﻏﻨﻴﻤـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ــﻼل‪ ،‬اﻷدب اﻝﻤﻘــــــﺎرن‪ ،‬ﺸـ ـ ــرﻜﺔ ﻨﻬﻀـ ـ ــﺔ ﻤﺼـ ـ ــر ﻝﻠطﺒﺎﻋـ ـ ــﺔ واﻝﻨﺸـ ـ ــر‬ ‫‪.24‬‬
‫واﻝﺘوزﻴﻊ‪ ،‬ط‪ ،3‬ﺴﻨﺔ ‪.2004‬‬
‫ﻤﺤﻤ ـ ـ ــود ﻗﺎﺴـ ـ ـ ـم‪ ،‬اﻷدب اﻝﻌرﺒـــــــﻲ اﻝﻤﻜﺘـــــــوب ﺒﺎﻝﻔرﻨﺴـــــــﻴﺔ‪ ،‬اﻝﻬﻴﺌ ـ ـ ــﺔ اﻝﻤﺼـ ـ ـ ـرﻴﺔ اﻝﻌﺎﻤ ـ ـ ــﺔ‬ ‫‪.25‬‬
‫ﻝﻠﻜﺘﺎب‪.1996 ،‬‬
‫ﻤﺴ ــﻌود ﻝﻌـ ـرﻴط‪ ،‬ﺴــــردﻴﺔ اﻝﻔﻀــــﺎء ﻓــــﻲ اﻝرواﻴــــﺔ اﻝﻨﺴــــﺎﺌﻴﺔ اﻝﻤﻐﺎرﺒﻴــــﺔ‪ ،‬ﻤ ــوﻓم ﻝﻠﻨﺸ ــر‪،‬‬ ‫‪.26‬‬
‫اﻝﺠزاﺌر‪ ،‬د ط‪.2013 ،‬‬
‫ﻨ ـ ـوال ﺸـ ــﺎرف‪ ،‬ﺘﺤــــوﻻت ﺼــــورة اﻵﺨــــر ﻓــــﻲ اﻝرواﻴــــﺎت اﻝﻌرﺒﻴــــﺔ اﻝﺤدﻴﺜــــﺔ" ﻋﺼــــﻔور‬ ‫‪.27‬‬
‫ﻤــــن اﻝﺸــــرق" أﻨﻤوذﺠــــﺎ‪ ،‬رﺴـ ــﺎﻝﺔ ﻤﻜﻤﻠـ ــﺔ ﻝﻨﻴـ ــل ﺸـ ــﻬﺎدة اﻝﻤﺎﺴـ ــﺘر‪ ،‬ﺘﺤـ ــت اﺸ ـ ـراف ﻋﺒـ ــد‬
‫اﻝرﺸـ ـ ــﻴد ﻨـ ـ ــور‪ ،‬ﻜﻠﻴـ ـ ــﺔ اﻵداب واﻝﻠﻐـ ـ ــﺎت‪ ،‬ﻗﺴـ ـ ــم اﻝﻠﻐـ ـ ــﺔ واﻷدب اﻝﻌرﺒـ ـ ــﻲ‪ ،‬ﺠﺎﻤﻌـ ـ ــﺔ ﻤﺤﻤـ ـ ــد‬
‫ﺒوﻀﻴﺎف‪ ،‬اﻝﻤﺴﻴﻠﺔ اﻝﺠزاﺌر‪.2015/2014 ،‬‬
‫ﻫﻨـ ــري ﺒـ ــﺎﺠو‪ ،‬اﻷدب اﻝﻌـ ــﺎم اﻝﻤﻘـ ــﺎرن‪ ،‬ﺘرﺠﻤـ ــﺔ ﻋﺜﻤ ـ ـﺎن اﻝﺴـ ــﻴد‪ ،‬اﺘﺤـ ــﺎد اﻝﻜﺘـ ــﺎب اﻝﻌـ ــرب‪،‬‬ ‫‪.28‬‬
‫دﻤﺸق‪ ،‬د ط‪ ،‬د ت‪.‬‬
‫وﺠ ـ ــدان اﻝﺼ ـ ــﺎﺌﻎ‪ ،‬ﻴﻨظ ـ ــر ﺸـــــﻬرزاد وﻏواﻴـــــﺔ اﻝﺴـــــرد ﻗـــــراءة ﻓـــــﻲ اﻝﻘﺼـــــﺔ واﻝرواﻴـــــﺔ‬ ‫‪.29‬‬
‫اﻷﻨﺜوﻴــــــــــﺔ‪ ،‬اﻝ ـ ـ ـ ــدار اﻝﻌرﺒﻴ ـ ـ ـ ــﺔ ﻝﻠﻌﻠ ـ ـ ـ ــوم ﻨﺎﺸ ـ ـ ـ ــرون‪ ،‬ﺒﻴ ـ ـ ـ ــروت ﻝﺒﻨ ـ ـ ـ ــﺎن‪ ،‬ط‪1929 ،1‬ه‪-‬‬
‫‪2008‬م‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫ﻴﻤﻴﻨ ــﺔ ﻋﺠﻨ ــﺎك‪ ،‬اﻝﻜﺘﺎﺒــــﺔ اﻝﻨﺴــــﺎﺌﻴﺔ ﻓــــﻲ اﻝﺠزاﺌــــر ٕواﺸــــﻜﺎﻝﻴﺘﻬﺎ ﻗﻀــــﻴﺔ اﻝﻤــــرأة ﻜﺘﺎﺒــــﺎت‬ ‫‪.30‬‬
‫زﻫــــــور وﻨﻴﺴــــــﻲ‪ ،‬ﻤﺠﻠـ ـ ــﺔ اﻝواﺤـ ـ ــﺎت ﻝﻠﺒﺤـ ـ ــوث واﻝد ارﺴـ ـ ــﺎت‪ ،‬ع ‪ ،09‬ﺠﺎﻤﻌـ ـ ــﺔ ﻏرداﻴـ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫‪.2010‬‬
‫ﻴﻤﻴﻨ ـ ــﺔ ﻋﺠﻨ ـ ــﺎك‪ ،‬ﻗﻀـــــﺎﻴﺎ اﻝﻤـــــرأة ﻓـــــﻲ اﻝﺨطـــــﺎب اﻝﺴـــــردي اﻝﻨﺴـــــﺎﺌﻲ ﻓـــــﻲ اﻝﺠزاﺌـــــر‬ ‫‪.31‬‬
‫ﻜﺘﺎﺒـــــﺎت زﻫـــــور وﻨﻴﺴــــــﻲ أﻨﻤوذﺠـــــﺎ‪ ،‬دار ﻏﻴ ـ ــداء ﻝﻠﻨﺸ ـ ــر واﻝﺘوزﻴ ـ ــﻊ‪ ،‬ﻋﻤ ـ ــﺎن‪ ،‬اﻷردن‪،‬‬
‫ط‪.2018 ،1‬‬
‫ﻴوﺴـ ــف وﻏﻠﻴﺴـ ــﻲ‪ ،‬ﺨطـــــﺎب اﻝﺘﺄﻨﻴـــــث دراﺴـــــﺔ ﻓـــــﻲ اﻝﺸـــــﻬر اﻝﻨﺴـــــوي ﻓـــــﻲ اﻝﺠزاﺌـــــر‪،‬‬ ‫‪.32‬‬
‫ﺠﺴور ﻝﻠﻨﺸر واﻝﺘوزﻴﻊ‪ ،‬اﻝﺠزاﺌر‪ ،‬ط‪1434 ،1‬ه‪2013/‬م‪.‬‬
‫ﺜﺎﻝﺜﺎ‪ :‬اﻝﻤﻠﺘﻘﻴﺎت واﻝﻤواﻗﻊ اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ .1‬ﻓﺎطﻤﺔ ﻤﺤﻤد‪ ،‬اﻝﻤرأة ﺒﻠﺴﺎن اﻝﺸﻌراء ﻋﺒر اﻝﻌﺼور اﻷدﺒﻴﺔ ﺘم اﻻطﻼع ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ‪17‬‬
‫ﻓﻴﻔري‪. //ayyamsyria-net- cdn-ampporoject.org. https.‬‬
‫‪ .2‬اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ وﻫﺎﺠس اﻝﺘﺤرر ﻤن ﺴﻠطﺔ اﻝﻤﺎﻀﻲ وﻤن ﺴﻠطﺔ اﻝرﺠل‪ ،‬أﺴﻴﺎ ﺠﺒﺎر‪،‬‬
‫ﻤﺤﻤد ﺤﺒﻴرش‪ ،‬ﺒﻐداد‪ ،‬اﻝﻤﻠﺘﻘﻰ اﻝدوﻝﻲ ﻝﻠﻜﺘﺎﺒﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ‪ :‬اﻝﺘﻠﻘﻲ‪ ،‬اﻝﺨطﺎب‪ ،‬واﻝﺘﻤﺜﻴﻼت‪،‬‬
‫اﻝﻤرﻜز اﻝوطﻨﻲ ﻝﻠﺒﺤث ﻓﻲ اﻷﻨﺜروﺒوﻝوﺠﻴﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬ﻨوﻓﻤﺒر‪2006،‬‬

‫‪59‬‬
‫فھرس الموضوعات‬

‫اﻝﻔـﻬرس‪:‬‬

‫ص‬ ‫اﻝﻌﻨـــوان‬
‫اﻝﺒﺴﻤﻠﺔ‬
‫ﺸﻜر وﻋرﻓﺎن‬
‫اﻹﻫداء‬
‫أ‪ ،‬ب‪،‬ﺠـ‬ ‫اﻝﻤﻘدﻤﺔ‬
‫‪5‬‬ ‫اﻝﻤدﺨل‬
‫اﻝﻔﺼل اﻷول‪ :‬اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ وﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻴﻬﺎ‬
‫‪16‬‬ ‫‪ :1‬اﻝﻤرأة ﻜﻤﻨﺘﺞ ﻝﻠﺼورة )اﻝﻤﺒدﻋﺔ(‬
‫‪16‬‬ ‫‪ -1.1‬ﻤﻔﻬوم اﻝرواﻴﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ‬
‫‪18‬‬ ‫‪ -2.1‬اﻝرواﻴﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ ﻤﺴﺎرات اﻝﻨﺸﺄة واﻝﺘطور‬
‫‪23‬‬ ‫‪ -3.1‬اﻝﻤرأة ﻓﻲ اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ‬
‫‪24‬‬ ‫‪ -4.1‬ﺘطور اﻝرواﻴﺔ اﻝﻨﺴوﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ اﻝﻤﻜﺘوﺒﺔ ﺒﺎﻝﻠﻐﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ‬
‫‪26‬‬ ‫‪ :2‬ﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻲ اﻹﺒداع اﻝرواﺌﻲ‬
‫‪26‬‬ ‫‪ -1.2‬ﺘﺼوﻴر اﻝﻤرأة ﻝﻠﻤرأة ﻓﻲ اﻝرواﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ‬
‫‪30‬‬ ‫‪ -2.2‬ﺘﺼوﻴر اﻝرﺠل ﻝﻠﻤرأة ﻓﻲ اﻝرواﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ‬
‫‪32‬‬ ‫‪ -3.2‬أﻫﻤﻴﺔ ﻤوﻀوع اﻝﻤرأة ﻓﻲ اﻝرواﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ‬
‫اﻝﻔﺼل اﻝﺜﺎﻨﻲ‪ :‬ﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻲ رواﻴﺔ ﺤورﻴﺎت ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻓﺔ اﻝﺠﻨﺔ ﻝﺒﺸرى ﺒوﺸﺎرب‬
‫ﺤول اﻝرواﻴﺔ وﺼﺎﺤﺒﻬﺎ‬ ‫‪-1‬‬
‫‪35‬‬ ‫‪ -1.1‬اﻝﺘﻌرﻴف ﺒﺎﻝﻜﺎﺘﺒﺔ‬
‫‪35‬‬ ‫‪ -2.1‬ﻤﻠﺨص اﻝرواﻴﺔ‬
‫‪ -1‬ﺘﺠﻠﻴﺎت ﺼورة اﻝﻤرأة ﻓﻲ اﻝرواﻴﺔ‬

‫‪61‬‬
‫فھرس الموضوعات‬

‫‪40‬‬ ‫‪ -1.2‬اﻝﻤرأة اﻷم‬


‫‪42‬‬ ‫‪ -2.2‬اﻝﻤرأة اﻝﻤﺘﻌﻠﻤﺔ‬
‫‪44‬‬ ‫‪ -3.2‬اﻝﻤرأة اﻝﻌﺎﺸﻘﺔ‬
‫‪45‬‬ ‫‪ -4.2‬اﻝﻤرأة اﻝﻤﻀﺤﻴﺔ‬
‫‪47‬‬ ‫‪ -5.2‬اﻝﻤرأة اﻝﻜﺘوﻤﺔ‬
‫‪48‬‬ ‫‪ -6.2‬اﻝﻤرأة اﻝﻤﻘﻬورة‬
‫‪48‬‬ ‫‪ -7.2‬اﻝﻤرأة اﻝﻌﺎﻗﻠﺔ‬
‫‪49‬‬ ‫‪ -8.2‬اﻝﻤرأة اﻝﻤﺘﺴﻠطﺔ‬
‫‪49‬‬ ‫‪ -9.2‬اﻝﻤرأة اﻝﻤﺘﻀﺎﻤﻨﺔ‬
‫‪50‬‬ ‫‪ -10.2‬اﻝﻤرأة اﻝﻤﺴﺘﺴﻠﻤﺔ‬
‫‪53‬‬ ‫ﺨﺎﺘﻤﺔ‬
‫‪55‬‬ ‫ﻗﺎﺌﻤﺔ اﻝﻤﺼﺎدر واﻝﻤراﺠﻊ‬
‫‪61‬‬ ‫ﻓﻬرس اﻝﻤوﻀوﻋﺎت‬

‫‪62‬‬

You might also like