Professional Documents
Culture Documents
تحليل نفسي لرواية حوريات على حافة الجنة
تحليل نفسي لرواية حوريات على حافة الجنة
تحليل نفسي لرواية حوريات على حافة الجنة
-سيغمود فرويد
-الفريد ادلر
العقاد -
النويهي -
الخاتمة
ملخص
المالحق
جامعة اكلي محند اولحاج البويرة
كلية اآلداب
لم تكن الرحل ++ة قص ++يرة ،و ال ينبغي له ++ا أن تك ++ون .لم يكن الحلم قريب ++ا و الطري ++ق ك ++ان محفوف ++ا
بالتيهيالت ،لكنني فعلتها .
بعد مسيرة دراسية دامت لسنوات حملت في طياتها الكثير من الصعوبات و المشقة و التعب
أه ++دي تخ ++رجي إلى من ج ++رع الك ++أس فارغ ++ا ليس ++قيني قط+ +رة ،إلى من حص ++د األش+ +واك عن دربي
ليمه++د لي طري++ق العلم ،ال++ذي منح++ني ك++ل م++ا يمل++ك و لم يأخ++ذ جه++دا في تق++ديم ال++دعم لي مادي++ا و
معنوي ++ +ا ،ح ++ +تى كنت نبات ++ +ا اس ++ +توى على س ++ +وقه ب ++ +إذن اهلل .و كنت ال ++ +زرع ال ++ +ذي يعجب ال ++ +زراع
نباته...إلى من أحمل اسمه بكل فخر ' والدي'
إلى من جع ++ +ل اهلل الجن ++ +ة تحت أق ++ +دامها ،إلى من أش ++ +تاق إلى رؤيته ++ +ا ،إلى تل ++ +ك االنس ++ +انة
العظيمة التي لطالما تمنيت أن تقر عينها برؤيتي في يوم كهذا إلى التي توسدها ال+تراب .ي+ا أمي
ابنتك تخرجت و اليوم نالت حلمها و نقص الفرح بغيابك ' رحمك اهلل يا أغلى من فقدت'.
إلى من راهن +وا على نج ++احي ،إلى من ب ++ذلوا جه ++دا في مس ++اعدتي و ك ++انوا لي عون ++ا و س ++ندا
إخوتي.
كما أه+دي ثم+رة جه+دي ألس+تاذي الك+ريم ال+دكتور ”:بح+ري بش+ير” ال+ذي كلم+ا تظلمت الطري+ق
أمامي لجأت إليه فأنارها لي.
مقدمة
مقدمة:
رغم التط ++ور الهائ ++ل في جمي ++ع مج ++االت العص ++ر الح ++الي إال أن ++ه ال ت+ +زال الم+ +رأة الرك ++يزة األس ++اس
للمجتم++ع ،بجمي++ع أدواره++ا إم++ا زوج++ة أو أخت ،ولع++ل ه++ذه المكان++ة إنم++ا هي ولي++دة األعب++اء العظيم++ة
التي تتحملها المرأة وال+تي ال تس+تقيم الحي+اة من دونه+ا ،س+واًء في خدم+ة ال+زوج أو الوال+دين أو تربي+ة
األوالد ،ورغم تطور مكانة المرأة وقيمتها االجتماعية والحضارية في معظم المجتمعات حتى
المتحفظ ++ +ة منه ++ +ا إال أن ذل ++ +ك ال ينفي وج ++ +ود بعض مظ ++ +اهر التع ++ +نيف والتهميش واإلس ++ +اءة للم+ + +رأة
بمختلف أشكالها.
ومن ه++ذا التب++اين نج++د أن موض++وع الم+رأة ك++ان حاض +ار وبق++وة في ال++تراث األدبي الق++ديم والح++ديث
فق++ +د ش++ +غل موض++ +وع الم + +رأة كث++ +ي ار من األدب++ +اء ،والفن++ +انين والمثقفين والسياس++ +يين حيث تناوله++ +ا ك++ +ل
متح++دث من خالل ثقافت++ه وفك+ره ،وك++ان األدب من أهم الفن++ون ال++تي تن++اولت وع++الجت قض++ية الم+رأة
في الع++الم الع +ربي ،ألن الم +رأة ك++انت وال زالت األيقون++ة ال++تي ال يمكن االس++تغناء عنه++ا في الرواي++ة
العربي++ة ،ولق+د خصص++نا ص++ورة الم+رأة في رواي++ة " حوري++ات على حاف++ة الجن++ة" لـ " بش++رى بوش++ارب"،
نظ ار لما تكتسبه الرواية من أهمية أدبية ،حيث نجد العديد مـن
الروائي ++ +ات الل+ + +واتي كتبن عن الم+ + +رأة أمث ++ +ال :زه ++ +ور قيس ++ +ي ،أحالم مس ++ +تغانمي ،ياس ++ +مينة ص ++ +الح
فضيلة ،فاروق سارة حيدر وبشرى بوشارب هذه األخيرة محل الدراسة .وعليه ك++ان البحث موس++ومًا
بـ " :صورة المرأة في رواية الجزائرية المعاصرة رواية حوريات على حافة الجنة لبشرى بوشارب -
أنموذجا " ،
:الفصل األول النظـري
الدراسة النفسية لألدب
الفصل األول النظري :الدراسة النفسية لألدب
إن علم النفس من أهم العلوم في حياة اإلنسان وترجع نشأة هذا العلم إلى بدايات التاريخ
القديم ويتضح ذلك في بعض التأمالت النفسية المتبصرة بعمق في كتابات الفالسفة أمثال:
ويتف ++ق المؤرخ ++ون أن علم النفس أص ++بح علم ++ا مس ++تقال في موض ++وعه ومنهج ++ه وأس ++لوبه بداي ++ة
النصف الثاني من القرن التاسع عشر حين تحرر من الفلسفة وظهرت مدارس واتجاهات أهمها :
وزعيمها الطبيب النمساوي سيغموند فرويد وتالميذه ألفريد أدلر ،وكارل غوستاف يونغ.
1-1سيغموند فروید:
تأسس علم النفس التحليلي على يد فرويد وقد ركز جهوده على تأكيد أثر الدوافع الالشعورية على
الس ++لوك اإلنس ++اني وفهم ه ++ذه ال ++دوافع عام ++ل ه ++ام في فهم الشخص ++ية يس ++تمد المنهج النفس ++ي آليات ++ه
النقدي ++ة من نظري ++ة التحلي ++ل النفس ++ي ال ++تي أس ++س له ++ا س ++يغموند فروي ++د وفس ++ر على ض ++وئها الس ++لوك
البشرى ب+رده إلى منطق+ة الالوعي فالالش+عور المتمث+ل في مجموع+ة المي+والت والرغب+ات والمكبوت+ات
تتمظهر في أشكال مختلفة كاألحالم ،والهذيان ،القلق والخوف ،أعمال فنية ،أدب.
نظري ++ة التحلي ++ل النفس ++ي تأك ++د أن عقلن ++ا ال+ +واعي م ++ا ه ++و إال واجه ++ة تخفي ورائه ++ا م ++ا يتم بش ++كل ال
1
شعوري.
وقد قدم فرويد مصطلحات وتقسيمات في الجهاز الّن فسي والشخصية عنده مكونة من ثالثة أنظمة
هي الهو ،واألنا ،و األنا األعلى وأن الشخصية هي حصيلة تفاعل هذه األنظمة
سيغموند فرويد :الموجز في التحليل النفسي ،دار الهيئة المصرية العام للكتاب( ،دط) ( ،دت)) ص 26 1
الفصل األول النظري :الدراسة النفسية لألدب
اله++و :فه++و يت++ألف أوال و قب++ل ك++ل ش++يء من المي++ول الغريزي++ة ال++تي تص++در عن التنظيم الجس++مي "
يع++بر ه++ذا القس++م عن الغ ارئ++ز الجنس++ية وه++و داف++ع أساس++ي للقي++ام بك++ل النش++اطات ،ف++الهو م++وروث
وموجود في النفس منذ الوالدة و ما هو غريزي في الطبيعة اإلنسانية
األن++ا فه++و ذل++ك الكي++ان ال++ذي ينش++أ عن جه++از اإلدراك الحس++ي ،وه++و الج++زء الش++عوري ال+واعي ه++ذا
القس ++م ه ++و الج ++انب والش ++ق ال+ +واعي للعق ++ل ،والظ ++اهر من الشخص ++ية اإلنس ++انية أو س ++احة الت+ +وازن
واالعت++دال بين ع++الم الواق++ع وع++الم الالش++عور ،تص+رفاته في ح++دود المب++ادئ العقلي++ة إذ األن++ا وس++يط
بين الهو والعالم الخارجي ،فيشبع مطالب الهو بطريقة يتقبلها المجتمع .أما القسم الثالث المتمث++ل
في األنا األعلى أو مجموع+ة المب+ادئ االجتماعي+ة والض++مير ألن+ا األعلى ينط+وي على المث+ل والقيم
ال++تي ظلت ت++تراكم من++ذ الطفول++ة ،أي أّن ه يمث++ل القي++ود األخالقي++ة والض++مير الحي ال++ذي ي++نزع نح++و
الكمال في هذا الجانب يتكون سلوك إنساني اخالقي واجتماعي يوجه الذات للمثل العليا والقيم.
وقد افترض فرويد وهو يس+عى لمعرف++ة ج+وانب الشخص++ية وج+ود مجموع+تين من الغ ارئ+ز متمثل+ة
1
في غريزة الحياة وغريزة الموت غريزة الموت تقوم بعملها على نحو أقل وضوحا
مقارنة بغرائز الحياة ،وقد أطلق فرويد على غري+زة الحي+اة اس+م إيروس+ن ته+دف لتك+وين الق+درة على
استم اررية الحياة ،في حين سّم ى غريزة الموت تاغ+اتوس ته++دف ألّنه++اء الحي++اة إذن الغ ارئ++ز حس++ب
فروي+د نوع+ان غري+زة الم+وت مب+دأها اله+دم وأّنه+اء الحي+اة وي+رى أن الغ ارئ+ز إذا م+ا اتجهت إلى خ+ارج
الش++خص فأّنه++ا تب++دو في ص++ورة الع++دوان والت++دمير أم++ا الن++وع الث++اني يتمث++ل في غري+زة الحب والحي++اة
ال ++تي ته ++دف الس ++تمرار الحي ++اة تس ++تخدم اس ++م اللبي ++دو وه ++و مص ++در الطاق ++ة النفس ++ية بع ++د التقس ++يمات
والتص ++نيفات ال ++تي ق ++دمها فروي ++د في نظري ++ة التحلي ++ل النفس ++ي ح ++اول رب ++ط علم النفس ب ++األدب رس ++خ
نظريته بالتطبيق فتن+اول بالتحلي+ل النفس+ي شخص++يات المب+دعين وأعم+الهم الفني+ة وح+اولوا فهم العق+ل
الباطني باألدب والفن تعبي ار عن الالوعي الفردي ،الذي تظهر من خالله منازعات الذات الداخلية
والرغب++ات والمكبوت++ات في س++احة الالش++عور .ه++ذا م++ا أك++ده في تحليل++ه لشخص++يتي ،الرس++ام الع++المي
1
وغليسي يوسف :مناهج النقد االدبي ،جسور للنشر والتوزيع ط 1،2007ص 22
الفصل األول النظري :الدراسة النفسية لألدب
ليون++ +اردو دافنش++ +ي خلص إلى أن++ +ه يع++ +اني من عق+++دة أوديب) أم++ +ا ودستويفس++ +كي ك++ +انت لدي++ +ه رغب++ +ة
أوديبية وشذوذ جنسي هو اآلخر .
حاول فروي+د أن يم+د ويرس+خ تحليل+ه ونظريت+ه فتن+اول شخص++يات ب+ارزة في الت+اريخ فق+دم د ارس+ة له+ذا
الفنان انطلق فيها من مذكراته ولوحاته الفنية ،اهتم بطفولة دافنشي وما تحميله من المسؤولة عن
التجائ ++ه للفن كلوح ++ة المون ++الي از أح ++داث نفس ++ية هي ك ++ان الفن بمثاب ++ة تنفي ++ذ لرغب ++ات جنس ++ية مكبوت ++ة
وجاءت لوحاته تعبي ار عن تجسيد لليبيدو في الحياة الخيالية بدال من تنفيذها في الواقع 2
فروي ++د دافنش ++ي غ ++ير ش ++رعي ارتب ++ط بأم ++ه بع ++د فش ++ل في بن ++اء عالق ++ة عاطفي ++ة م ++ع ام +رأة ومن هن ++ا
ظهرت لديه نوازع جنسية وشدود .
1
1-2تحليلة لدوستويفسكي وروايته اإلخوة كارامازوف
لق++د توق++ف "فروي++د" عن رواي++ة الكت++اب الروس++ي" دوستويفس++كي" في (اإلخ++وة كا ارم++ازون ) هي رواي++ة
تدور باختصار حول األب كارامازون وأوالده األربعة ثالثة منهم ش+رعبة ورابعهم غ+ير ش+رعي ه+و
سمرديا ك+وف ال+ذي ك+ان يعيش خادم+ا عن+د أبي+ه فس+بب ذل+ك كره+ه لألب والرغب+ة في التخلص من+ه
عل ++ل فروي ++د ذل ++ك برغب ++ة دوستويفس ++كي األوديبي ++ة في م ++وت أبي ++ه وش ++ذوذه الجنس ++ي و تعاطف ++ه نح ++و
المجرم.
حاول فرويد فهم شخصية "دوستويفسكي" األودويبي++ة من خالل أعمال++ه فع++اد إلى مراحل++ه األولى
عندما كان طفال ،فوجد أّن ه كان يعاني من حاالت الصرع التي نشأت نتيجة الرغبة في قت++ل األب
مركب أوديبي لم تحقق في الواقع فحاول ترجمتها ألعمال أدبية.
كم++ +ا أن++ +ه يحم++ +ل متناقض++ +ات فه++ +و فن++ +ان مب++ +دع خ++ +الق ج++ +دير ب++ +الخلود وأخالقي وعص++ +ابي وأثم
متعاطف
مع المجرمين.
1
الساعفين إبراهيم وخليل الشيخ مناهج النقد األدبي الحديث ص157
الفصل األول النظري :الدراسة النفسية لألدب
نخلص إلى أن فروي++ + +د ق++ + +د رب++ + +ط األدب والفن ب++ + +الالوعي حيث تظه++ + +ر في++ + +ه تف++ + +اعالت ال++ + +ذات
وص +راعاتها الداخلي ++ة ،وت ++بين لفروي ++د أن ال ++دوافع الجنس ++ية أب ++رز دواف ++ع اإلب ++داع والفن ،ف ++األعراف
والقيم االجتماعي ++ة تعم ++ل على كبت غري+ +زة الجنس وتح ++ول دون إش ++باعها فتتول ++د ص+ +راعات نفس ++ية
تتحول لعقد منها عقدة أوديب التي كانت عند دوستويفسكي" وليوناردو دفنشي".
1-3ألفريد أدلر
بع++د أن تح++دثنا عن أطروح++ات فروي++د في علم النفس وعالقت++ه ب++األدب والفن وبع++د التط++رق إلى ك++ل
الجهود التي قام بها إلثبات صحة نظرياته ننتقل للتحدث على أهم التطورات التي
يخ++الف أذل++ر أس++تاذه ويأخ++ذ منعرج++ا آخ++ر في د ارس++ته فه++و ي +رفض << أن تك++ون الغري +زة الجنس++ية
السبب الوحيد لظهور األمراض العصابية ويرى أن الشعور ب+النقص ه+و الس+بب الرئيس+ي في نش+أة
العصاب والباعث األول على الفن
أي أنه يعارض فرويد في تفسيره لكل األمراض بالعام+ل الجنس+ي والكبت ورده+ا إلى عق+دة الش+عور
بالنقص ،أما الفن واإلبداع في اللحظة العصابية ردها إلى حب الظهور
وهي شيء جديد أضافه أدلر إلى الدراسات النفسية يؤكد من خالله++ا إن مش++اعر الدوني++ة ،و ع+دم
الكفاي++ة ،و ع+دم الثق+ة ب++النفس ،هي ال++تي تح++دد ه++ا ه++دف الف+رد في الوج++ود ،و هن++اك ذل++ك المي++ل
للظهور عندنا جميعا .
ومن هن++ا يري++د أن يوض++ح أن ك++ل ش++خص يق++وم بتص +رفات تجعل++ه ب++ار از أم++ام األخ +رين يع++اني من
عق+++دة النقص ونط+++رح مث+++اال على ذل+++ك :ب+++المرأة ال+++تي تع+++اني ش ++عو ار ب ++النقص بس ++ب قبح وجهه+++ا
فإلخف++اء ذل++ك الش++عور تق++وم بص++رف ثروته++ا على عملي++ات التجمي++ل ومن ك++ل ه++ذا << ال يجب أن
نف+ترض أن الش+خص ال+ذي يع+اني من مش+اعر قوي+ة ب+النقص ه+و ش+خص استس+المي فاألش+خاص
الفصل األول النظري :الدراسة النفسية لألدب
ال++ + +ذين يش++ + +عرون بمش++ + +اعر النقص ال يجب أن يعت++ + +بروا مستس++ + +لمين ل + + +واقعهم فهم يج++ + +دون أالف
السلوكات والتصرفات واألقوال ليخفوا ذلك الشعور
المخت ++اري زين ال ++دين :الم ++دخل إلى نظري ++ة النق ++د النفس ++ي س ++يكولوجية الس ++ورة الش ++عرية في نق ++د
العقاد نموذجا دراسة شعرية نقدية
1-4يونغ
في الج++انب اآلخ++ر من الد ارس++ات الم++ا بع++د الفرويدي++ة ظه++ر اتج++اه آخ++ر ه++و االتج++اه الي++ونغي ،حيث
تعتبر أعمال يونغ امتدادا ألعمال فرويد إال أّن ه أضاف عليها بعض التطورات ،وكما وضع عليها
بعض من االنتقادات
يخالف ويعارض يونغ أس+تاذه فروي+د فيق+ول " لكن+ه ال يس+تطيع أب+دا أن يثبت أن الجنس ه+و الغري+زة
الوحي ++دة والمب ++دأ الفع ++ال الوحي ++د في النفس اإلنس ++انية فيون ++غ يؤك ++د أن فروي ++د ق ++د ب ++الغ في رده ك ++ل
األمراض وجميع أنواع اإلبداع إلى غريزة الجنس المكبوتة في قسم الالوعي .
ب الالوعي الجماعي:
ويؤسس يونغ نظريته على فكرة الالش++عور الجمعي * والفن ليس ه++و العق+د الناجم++ة العق+د الجنس++ية
كم++ا ق++ال فروي++د ،إنم++ا هي األحالم الناش++ئة عن رواس++ب نفس++ية للتج++ارب اإلنس++انية البدائي++ة متمثل++ة
في األس++اطير وم++ا س++مي بالنم++اذج العلي++ا الموروث++ة في األذه++ان والمنبثق++ة في الفن بطريق++ة تلقائي++ة
فهي انتقلت من الالشعور الفردي إلى الالشعور الجمعي.
وهذا األخير على عكس األول ( الفردي ( أي أّن ه ال يمثل كل ما هو خاص وذاتي؛ بل يشمل
ک ++ارل غوس ++تاف يوت ++ع :دور الالش ++عور ومع ++نى علم النفس لإلنس ++ان الح ++ديث ت ++ر نه ++ال خياط ++ة،
المؤسسة الجامعية للدراسات
يحف++ +ل النق++ +د الع + +ربي بمح++ +اوالت س++ +عت إلى نف++ +د النص++ +وص ود ارس++ +تها بمن++ +اهج نقدي++ +ة حديث++ +ة
ومعاص +رة والنق++د النفس++ي ض++منها ،لق++د أث++ير االهتم++ام به++ذا المنهج وتبن++اه نق++اد في الس++احة العربي++ة
أمثال العقاد والنويهي ،وعز الدين إسماعيل
إن للعق+اد جه+ود وممارس+ات نقدي+ة نفس+ية ،ود ارس+ات س+يكولوجية ومح+اوالت ت+دعم التوج+ه النفس+ي
في دراسته لألدب من خالل تسليطه الضوء على شخص++يات وش++عراء ع+رب ق++دامي إذ يكش++ف عن
شخص++ +ية ومالمح أبي ن + +واس في ض++ +وء النرجس++ +ية وعق++ +دة أوديب وتن++ +اول بالتحلي++ +ل شخص++ +ية ابن
ال ++زومي وح ++اول الكش ++ف عن عبقريات ++ه وتكوين ++ه النفس ++ي والجس ++دي .أم ++ا الن ++ويهي :فق ++د تب ++نى ه ++و
اآلخر المنهج النفسي وأصدر مجموعة دراسات فنشر كتابه نفس+ية أبي ن+واس ع+ام 1953تفحص
في++ه ش++خص الش++اعر من خالل مض++امينه الش++عرية ،حيث خلص أن++ه يع++اني من ش++ذوذ جنس++ي ،
حب الخم +رة - ....وق++دم تحلي++ل الشخص++ية الش++اعر بش++ار بن ب++رد كش++ف عن أبع++اده النفس++ية في
1
مستويات ظاهرة تضخم األنا والليبدو والكبت الجنسي.
يكش++ف العق++اد عن شخص++ية ومالمح أبي ن +واس وح++اول تحدي++د العق++د واالض++طرابات النفس++ية ال++تي
يع++اني منه++ا الش++اعر .حيث كتب كتاب++ه عن أبي ن+ؤاس ح++اول في++ه ش++رح شخص++ية ه++ذا الش++اعر في
ضوء مجموع+ة من الحق+ائق النفس+ية والعلمي+ة >> لق+د حل+ل الناق++د ه+ذه الشخص++ية ،فخلص إلى أن+ه
يع ++اني من عق ++دة النرجس ++ية ،و أن ++ه وش ++خص منح ++رف من خالل عالقت ++ه ب ++الجنس والخم+ +رة وحب
ال++ذات ،وانغماس++ه في المحرم++ات وض++ع العق+اد جمي++ع أش++عار أبي ن+واس في ب++اب الغ++زل والخمري++ات
والمجون ،ويرى أن هذا الشاعر قد عمد للجهر إو ظهار المحرمات والتمت++ع به++ا وال++دعوة القترافه++ا.
<< 2يق++ول << إن ق++الوا ح+رام ق++ل ح+رام * ولكن الل++ذات في الح+رام فالل++ذة عن++ده تكمن في ارتك++اب
المحرمات ،وجزم العقاد أن ما يقوم به هذا الشاعر ما هو إال لفت لالنتب++اه وس++د لحاج++ة نفس++ية في
داخل++ه ،والتف+اخر بله++وه ومجون++ه محاول++ة من++ه لتع++ويض الش++عور ب++النقص ،وبحث عن االهتم++ام ،ثم
1
عز الدين إسماعيل :التفسير النفسي لألدب ،دار غريب ،القاهرة ( ،)4( ،دت) ،ص 7
الفصل األول النظري :الدراسة النفسية لألدب
انتق+ل إلى ش+اعر آخ+ر ،وص+ب اهتمام+ه علي+ه وح+اول رس+م ص+ورة عن ابن ال+رومي ووض+ح مع+اني
العبقرية لديه.
1-3تحلي+++ل العق ++اد لشخص+++ية ابن ال+++رومي درس العق ++اد شخص ++ية ابن ال ++زومي ؛ أص ++له ونش+++أته
ومزاجه وتكوينه النفسي والجسدي وحاول النف+اذ ألس+رار بالغت+ه في كتاب+ه " ابن ال+رومي حيات+ه من
ش++عره .فتح++دث من موض++وعه األث++ير عن عبقريات++ه الش++عرية وأرجعه++ا إلى أص++وله اإلغريقي++ة * לל
إن عبقرياته تعود إلى شخصيته اإلغريقية فهو اهتم بالمعنى كما اهتم باللفظ في قص++يدته وأس++لوبه
سهل يبدو أن الناقد يعطي لمفهوم الوراثة الحضارية دو ار في تشكل ال+ذوق الف+ني واألدبي فاهتم+ام
الشاعر بالمعنى واللفظ واعتماده األسلوب السهل على المتكلف في قصائده ارج++ع ألص++له ثم يق++ف
في تحليل+++ه عن+++د خاص++ +ية أخ+++رى من خ ++واص الطبيع+++ة اليوناني ++ة واإلغريقي ++ة حب الطبيع ++ة أن ابن
ال++رومي حس++ب ویری ه++ذه الخاص++ية << .على التش++خيص والتص++وير وولع++ه ب++األلوان > ...לל
هي ومن حب++ه للطبيع++ة انبثقت قدرت++ه إذن حب ه++ذا الش++اعر للطبيع++ة جعل++ه يش++خص محاس++نها في
شعره ،كان يحتفل بالحياة :متمتعا بالذوق والخي+ال م+أخوذا بالجم+ال .وق+د رك+ز العق+اد في د ارس+ته
.1 لشخصية ابن الرومي وتطرق لعنصر واحد هو :السمرة
االض++طراب العص++بي :بع++د ه++ذا االض++طراب ن++اتج عن إس+راف الش++اعر في الطع++ام والش++رب ح++تى -2
االمتالء ومطاوعته لرغباته واالندفاع معها وقلة الص+بر عنه+ا ،يق+ول العق+اد ال تعوزن+ا األدل+ة على
اختالل أعصاب ابن الرومي وشذوذه من شعره أو من غ+ير ش+عره فحي+اة ابن ال+رومي وك+ذا أش+عاره
تنقل تفاصيل اضطراب النفس العصبي .
الد ارس++ة النفس++ية عن++د الن++ويهي :تب++نى الن++ويهي ه++ذا المنهج ودرس شخص++يات وف++ق المنحى النفس++ي، -3
تحليله لشخصية بشار بن برد وأبي نواس.
تحليل النويهي لشخصية بشار بن برد :حاول رصد األبع++اد النفس++ية والكش++ف عن حي++اة الش++اعر
بشار بن برد في مستويات هي تضخم األنا ،الليبيدو ،والكبت الجنسي
أ -ظاهرة تضخم األنا :المالحظ لشخصية بشار يج+د أن حب ال+ذات ط+اغي عليه+ا ،وتض++خم
هذه الذات راجع لألثر الذي تركته عاهة العمى في نفسه والتراكمات النفس++ية ال++تي تح++ولت لحال++ة
1
محمود عباس العقاد :أبي نواس ،الحسن بن هاني منشورات المكتبة العصرية ،بيروت ( ،دط) ،2010 ،ص 41
الفصل األول النظري :الدراسة النفسية لألدب
ب -ظاهرة الكبت الجنس+ي ( الليبي+دو) إن حال+ة الكبت الجنس+ي س+بب اض++طراب نفس+ية بش+ار إذ
أّن ه عانى في طفولته من حالة مرضية سيما أنه نشأ في أسرة عربي+ة محافظ+ة مّم ا ول+د ل+ه رد فع+ل
عكسي لألس+رة والمجتم+ع والس+لطة والمعتق+د وه+ذا ظ+اهر في ش+عره على ش+كل كلم+ات بذيئ+ة فاحش+ة
وهج++اء وس++باب وش++تم ال ينط++ق به++ا إنس++ان س++وي ،فح++اول تحقي++ق ت+وازن شخص++ي وحال للص+راعات
الداخلي++ة في نفس++ه * إذ أن األن++ا العلي++ا تمث++ل دور ال +رقيب تج++اه األن++ا وهي مت++أثرة بالبيئ++ة والثقاف++ة
والتربية والسير وفق النواميس العامة للمجتمع ظاهرة مركب النقص << :إن الق+ارئ لحي++اة بش++ار
بن ب+رد يالح+ظ إص++ابته بم+ركب النقص ،فه+و فاق++د البص++ر من+ذ والدت+ه ح+اول تع+ويض ه+ذا الم+رض
والنقص تعويض++ا إيجابًي ا وتعويض++ا آخ++ر س++لبيا .أم++ا عن اإليج++ابي يتمث++ل في تغلب++ه على الش++عور
ب+النقص نش+ير إلى زواي+ا هام+ة من حي+اة الش+اعر حققت ل+ه اإلج+ادة في الش+عر فق+د أب+دع بش+ار في
إبراز الصورة الش+عرية وصّ+و ر المالحم والح+روب وتغ+زل بالنس+اء أم+ا التع+ويض الس+لبي من أش+كاله
الس+خط ،س+وء الظن والن+دم والك+ره وع+دم الثق+ة واالس+تخفاف بالبش+ر فق+د أض++فى بش+ار بن ب+رد على
1
شعره الهجائي ألوان السخرية بالمهجور وذمه والصاق النقائص به.
ينحص++ +ر البع++ +د النفس++ +ي في الرواي++ +ة العربي++ +ة في الشخص++ +يات الروائي++ +ة س + +واء من حيث ش++ +كلها
الخارجي أو عالقاتها ببعضها بعض أو طبيعتها نمطي++ة نامي++ة ،رئيس++ية ،ثانوي++ة .و لكن يمكن ان
تدرج عناصر أخرى تجس+د البع+د النفس+ي في الرواي+ة ك+العنوان الرئيس+ي و العن+اوين الداخلي+ة و ك+ذا
الص++ورة و األل +وان ال++تي تحويه++ا .و إذا أردن++ا أن نحص++ي الرواي++ات ال++تي وظفت البع++د النفس++ي ف++إن
ذل ++ك مس ++تحيل ،ألن ++ه ال يمكن أن تكتب رواي ++ة و تؤس ++س شخص ++يات دون أن يك ++ون البع ++د النفس ++ي
حاض +ار فيه++ا ،فم++ا أك++ثر الروائ++يين ال++ذين اتخ++ذوا شخص++يات مركب++ة و معق+دة كبط++ال لرواي++اتهم ن++ذكر
من ذل ++ك شخص ++ية الش ++اعر المثق ++ف في رواي ++ة "الش ++معة و ال ++دهاليز" للط ++اهر وط ++ار و شخص ++ية
الساردة "ياما" في رواية "مملكة الفراشة" لواسيني األعرج التي تبدو كأنها تعاني من شيء يشبه
1
ابن عاشور محمد الطاهر :ديوان بشار بن برد ج 4لجنةالتأليف والترحمة والنشر القاهرة ط 1966 1ص 145
الفصل األول النظري :الدراسة النفسية لألدب
:الفصل الثاني
دراسة نفسية لرواية
حوريات على حافة الجنة
الفصل الثاني التطبيقي :الدراسة النفسية لرواية حوريات على حافة الجنة
في روايته++ا الجدي++دة تحكي بش++رى بوش++ارب قص++ة درامي++ة بعن+وان " حوري++ات على حاف++ة الجن++ة
دونت أحداث هذه الرواية على متن 482صفحة ،الصادر عن دار النخبة المصرية.
خطت الكاتبة " بشرى بوشارب بقلمها رواية تسرد فيها قصة البطل++ة بس++مة تل++ك الفت++اة القروي++ة
الطموح++ة ال++تي ترع++رعت وك++برت في قري++ة أوالد عس++كر رفق++ة أمه++ا الم++دعوة نعيم++ة ،وال++تي عاش++ت
أوج++اع ال++زمن وذاقت م +اررة العيش م++ع زوج++ة أخيه++ا المتس++لطة ال++تي ك++انت دائم++ا م++ا تظلمه++ا وت++ذلها
أم++ام أمه++ا المقع++دة وأخيه++ا الوحي++د الض++عيف الشخص++ية ال++ذي ال يح++رك س++اكن ،بع++د م++وت وال++دتها
اغتنمت فرص ++ة فق ++ررت تزويجه ++ا في أق ++رب وقت ممكن من أج ++ل االس ++تيالء على ال ++ورث .ف+ +زفت
نعيم ++ة إلى ش ++خص ي ++دعى م +راد وه ++و فالح بس ++يط ع++رف بهدوئ ++ه وطيبت ++ه وأخالق ++ه الرفيع ++ة ،ك ++انت
خديجة والدة مراد امرأة عجوز شريرة تعامل نعيمة باحتقار وقسوة ،حينها أدركت نعيمة أنها س++تعيد
نفس القصة لتكون هذه المرأة راضخة ألوامر حماتها ،بالرغم من حب مراد لها إال أنه كان مغلوبا
على أم+ره وجواب++ه ك++ان الص++مت دائم++ا .فع++اش م++ع نجم++ة معيش++ة ض++نكا إلى أن وافت++ه المني++ة ج+راء
مس++اعدته لطف++ل ص++غير ك++ان على حاف++ة النه++ر ،فأنق++ذ حي++اة الطف++ل وت++وفي على إث++ر ذل++ك ،ك++انت
جن++ازة مهيب++ة والك++ل ي++ترحم على الش++اب ال++ذي ع++رف بأخالق++ه ورزانت++ه ،لي++ترك نعيم++ة وحي++دة وبقيت
س ++اكنة ت ++ذرف دموع ً+ا كأنه ++ا البح ++ر اله ++ائج بأمواج ++ه حامل ++ة في حجره ++ا بس ++مة" تل ++ك البنت ال ++تي لم
+ور لحي++اة نعيم++ة من++ذ والدته++ا فلواله++ا لطردته++ا حماته++ا من
تنط++ق باس++م وال++دها ،بع++د ك++انت بس++مة نً +ا
بيته++ا .تس++ارعت األي++ام لتك++بر بس++مة ال++تي ت+ربت يتيم++ة األب ولم تج++د س++وى أمه++ا ال++تي ك++انت تعم++ل
+ار من أج++ل أن تكس++ب قوته++ا وق++وت ابنته++ا ،حيث اتخ++ذت من األرض مالذا له++ا ،فك++انت
ليًال ونهً +ا
تح++رث وت++زرع األرض وتج++ني محص++ولها من أج++ل أن ت++وفر حاجي++ات ابنته++ا خاص++ة بع++د أن ب++دأت
في الد ارس ++ة ،فك ++انت بس ++مة من بين األوائ ++ل في مدرس ++تها ،وتص ++نع منه ++ا أمه ++ا اس ++تثناء بين فتي ++ات
القري++ة ،فالع++ادة في ق++رى الج ازئ++ر عن++دما تتحص++ل الفت++اة على األهلي++ة تل++تزم ال++بيت وتنتظ++ر نص++يبها
لكن نعيم++ة تل++ك اإلم++براطورة ح++اولت إيص++ال ابنته++ا إلى أعلى الم +راتب بإمكاني++ات ض++ئيلة .لتكم++ل
بس ++ +مة بع ++ +د ذل ++ +ك د ارس ++ +تها وتتحص ++ +ل على الباكالوري ++ +ا بج ++ +دارة .س ++ +بتمبر ....موع ++ +د التس ++ +جيالت
الجامعي ++ +ة .ذهبت بس ++ +مة م ++ +ع ص ++ +ديقتها المقرب ++ +ة ش ++ +افية" رفق ++ +ة وال ++ +دها من أج ++ +ل إكم ++ +ال م ارس ++ +م
التسجيالت .لكن أثناء عودتها انصدمت بأمها خرساء قفي غيابها تلقت نعيم+ة ض+ربة ش+مس قوي+ة
الفصل الثاني التطبيقي :الدراسة النفسية لرواية حوريات على حافة الجنة
أثن+اء خ+دمتها لألرض من أج+ل توف+ير المص+اريف الجامعي+ة ألميرته+ا ،مم+ا أدى إلى ارتف+اع ض+غط
دمه++ا واص++ابتها ب++البكم ..واألن بس++مة في ص++دمة وح++يرة من ح++ال وال++دتها فكي++ف س++تتركها في ه++ذه
القرية خرس+اء ع+اجزة وت+ذهب للعاص+مة من أج+ل د ارس+تها .ق+دم م+دير الثانوي+ة لبس+مة غرضً+ا مغريً+ا
فه++و يع++رف ام +رأة ت++دعى " زليخ++ة" زوج++ة ص++ديقه الس++ابق اس++ماعيل رحم++ه اهلل تقطن في العاص++مة
وتمتل++ك م++نزال ومكتب++ة ،ارس++لها الم++دير ووافقت على طلب++ه بع++دما ش++كر له++ا خص++الها الحمي++دة وش++دة
تعلقها بالدراسة .تنتقل بسمة إلى العاصمة رفقة أمه+ا الخرس+اء من أج+ل مواص++لة د ارس+تها في كلي+ة
الحق++وق ألن هاجس++ها الوحي++د من++ذ البداي++ة ال++دفاع عن الظلم ال++ذي اس++تقر في نف++وس الوح++وش ،في
ب++ادئ األم++ر ك++انت عالق++ة زليخ++ة ببس++مة ح++ادة وقاس++ية ،لكن وراء ه++ذه القس++وة ام +رأة أنهكه++ا ال++زمن
وال++تزمت ح++دها بع++د م++وت زوجه++ا ال++تي لم تنجب من++ه ول++دًا ،م++ع م++رور األي++ام تتقب++ل زليخ++ة بس++مة
وتكونان صداقة جميلة لتسلمها بعد ذلك شؤون المكتبة رفقة عامل لها يدعى سمير لكن بشرط أن
توفق بين دراستها وعملها.
ك++انت بس++مة دائم++ا تبهره++ا بنتائجه++ا وه++ذا م++ا جعله++ا تك++بر في عين أمه++ا ،تتط++ور ص++داقة بس++مة
وتتع ++رف في الجامع ++ة على ك ++ل من حي ++اة وج ازئ ++ر" ،حي ++اة " تل ++ك الفت ++اة العاش ++قة ال ++تي أحبت ش ++ابًا
يدعى يوسف منذ أيام الثانوي+ة لكن حبه+ا لم يكتم+ل ألن والدت+ه أجبرت+ه على ال+زواج من ابن+ة أخته+ا
اليتيمة لينهار الحب أمام قرار األم ويحترق يوسف وتحترق حياة معه بعد أن عرفت بزواج++ه ال++ذي
أخف+اه عنه++ا .ج ازئ++ر الفت++اة الكتوم++ة ال++تي دفنت حب حياته++ا وأبت أن ال تخ++بر ب++ه أح++دًا لتم++وت في
قهر بسبب ض+عف قلبه+ا بع+د أن رفض وال+دها تزويجه+ا بش+اب من قريته+ا ي+دعى "حس+ام ك+ون ج+ده
ك++ان خائن ً+ا لل++وطن لينه++ار ه++ذا الحب أم++ام الوطني++ة .وبع++د م++رور الس++نوات ....أص++بحت " بس++مة"
محامي ++ة ،وتفتح مكتب ++ا في بيت " زليخ ++ة بع ++دما أص ++بح بيته ++ا بع ++د وفاته ++ا ،وحينه ++ا تتع ++رف على "
مهدي حّبها األول الذي كان مغتربً+ا وج+اء إلى الج ازئ+ر ليس+تقر ويخت+ار "بس+مة" زوج+ة ل+ه .لكن في
الحقيق++ة ك++ان عكس ذل++ك تمام ً+ا فمه++دي ك++ان مخطط++ه األول االنتق++ام والحص++ول على بيت زليخ++ة
ذل++ك ال++بيت ال++ذي يظن أن++ه مل++ك ألبي++ه وأن " اس++ماعيل" أخ++ذه غص++بًا من أبي++ه المقع++د في ايطالي++ا،
لكن رغم ذلك أحب "بسمة" وأراد اس+قاط عص++فورين بحج+ر واح+د ،فق+ام باالتف+اق م+ع س+مير" العام+ل
في المكتب++ة بته +ريب أم +وال طائل++ة من العمل++ة الص++عبة من مس++تودع بيت "بس++مة" ،ولم يكتفي به++ذا
فق ++ط فق ++د ق+++ام باختط ++اف الس ++يدة نعيم ++ة" وأبع ++دها عن "بس ++مة" ألن ++ه ك ++ان يخج ++ل من أص+++ل أمه ++ا
الفصل الثاني التطبيقي :الدراسة النفسية لرواية حوريات على حافة الجنة
الخرس++اء .ق++ام س++مير" بت++ولي قض++ية اختط++اف "نعيم++ة فأرس++لها إلى الحج بواس++طة الس++يد "مص++طفى"
وزوجت ++ه بكونه ++ا أم ++ه وأرادت أداء مناس ++ك الحج .....ت+ +والت األح ++داث وبقيت "نعيم ++ة" متش ++ردة في
شوارع مكة ال تعرف أحدًا ،أما بسمة المسكينة فقد أضحت حياتها ألما وخوفا.
استمر هذا الحال لمدة سنة كاملة و "مهدي في تلك الظروف كالثعلب الماكر يحاول التق++رب
من بسمة أكثر واقناعها ب+الزواج من+ه في أس+رع وقت ممكن ،لكن "بس+مة رفض+ت ه+ذا وق+ررت ع+دم
الزواج حتى تجد أمها .تستمر األحداث ويظهر "مهدي على حقيقته ذل++ك الش++اب ال++ذي وثقت ب++ه .
بس ++مة وك ++اد أن يص ++بح زوجً+ +ا له ++ا لكن بع ++ودة أمه ++ا كش ++فته على حقيقت ++ه لتع ++ود إلى أرض ال ++وطن
بفض+ل علم الج ازئ+ر ال+ذي اعتلفت ب+ه وهي تبكي بحرق+ة وهي تحتض+نه في مك+ة فحينه+ا عرف+وا أنه+ا
جزائري++ة األص++ل ،ع++ادت الحي++اة إلى "بس++مة فال ش++يء يعي++د البس++مة والف++رح إلى قلوبن++ا إال همس++ات
األم .حكم القاضي على "مهدي بسبع سنوات وعلى "سمير " م++دة ثالث س++نوات ،انقه++ر ك++ل منهم++ا
بس++بب فعلتهم++ا الس++وداء ف++األول حس++بته حبيبه++ا وزوجه++ا المس++تقبلي والث++اني ص++ديقها ال++وفي الخل++وق
الذي دفعه الطمع إلى خيانة تلك الصداقة .بعد سنوات ....تزوجت بسمة بـ "فيص++ل" ذل+ك الش+اب
العاشق الذي كان يخبئ حبه لـ "بسمة" منذ أيام الجامعة والذي لم يخجل أبدأ من أصل والدتها بل
يحبه++ا ويق++درها كأنه++ا أم++ه .ه++ذه هي قص++ة نعيم++ة تل++ك اإلم++براطورة ال++تي جاه++دت من أج++ل غ++رس
حلمها في ابنتها وتعليمها والبنت المتعلم+ة ال+تي تحّ+د ت ك+ل الع+الم ح+تى حب قلبه+ا من أج+ل ال+رقي
بأمها في أعلى مراتب السعادة والفرح بعدما ذاقت م اررة الحياة.
العنوان يعتبر عتبة اولى للولوج لقلب النص االدبي ويعت++بر هوي++ة للنص ومفت++اح لفهم مكنون++ات
العمل األدبي وهو يعتبر أيض++ا رس+الة للق+ارئ يعلم+ه الك+اتب فيه+ا بمض++امين النص ويرتب+ط العن+وان
ب+النص ،إذن ب+دون العن+وان يك+ون النص وثيق+ة ض++ائعة ،وب+دون النص يك+ون العن+وان ب+دون مع+نى،
فعنوان النص األدبي هو اسمه وسمته وعنوان روايتنا هو حوريات على حافة الجنة
اإليم++ان بالجن++ة والرغب++ة في الوص++ول إليه++ا هي مف++اهيم تعم++ق في الوج++دان اإلنس++اني ،وق++د تلقى
اهتماًم ا كبيًر ا في األدب والفلسفة على مر العصور .تقدم رواية "حوريات على حافة الجنة" للكاتبة
الفصل الثاني التطبيقي :الدراسة النفسية لرواية حوريات على حافة الجنة
األردني++ +ة عف++ +اف الطب++ +اع نظ + +رة عميق++ +ة في كيفي++ +ة ت++ +أثير اإليم++ +ان بالجن++ +ة على الس++ +لوك اإلنس++ +اني
والعالقات الشخصية .في هذا المقال ،سنقوم بدراسة نفسية لتلك اآلثار والتأثيرات المحتملة.
الثقاف++ة والديان++ة وتأثيره++ا على اإليم++ان :تمن خالل فهم الثقاف++ة والديان++ة وكي++ف ت++ؤثر على اإليم++ان
بالجن++ة .يعت++بر االعتق++اد في الجن++ة ج++زًء ا ال يتج +أز من ع++دة ديان++ات وثقاف++ات ،ويمكن أن يك++ون ل++ه
تأثير كبير على شخصيات األفراد وسلوكهم.
الرغب++ة في الجن++ة وتأثيره++ا على الس++لوك :تعكس الرغب++ة في الجن++ة تطلع++ات اإلنس++ان نح++و المثالي++ة
والس ++عادة األبدي ++ة .يمكن أن ت ++ؤدي ه ++ذه الرغب ++ة إلى تغي ++يرات في الس ++لوك اإلنس ++اني ،مث ++ل الس ++عي
للتضحية والعطاء ،وتحسين العالقات االجتماعية ،وتبني قيم العدالة والتعاطف.
التض+حية من أج+ل الجن+ة وتأثيره+ا على العالق+ات :ق+د ي+ؤدي االعتق+اد في الجن+ة إلى تحف+يز األف+راد
على التض++حية والعط++اء من أج++ل تحقيقه++ا .وم++ع ذل++ك ،يمكن أن ي++ترتب على ذل++ك ت++أثيرات متباين++ة
على العالق ++ات الشخص ++ية ،حيث ق ++د تظه ++ر الص+ +راعات بين األف+ +راد ال ++ذين يتعارض ++ون في اآلراء
حول كيفية تحقيق الجنة.
اإليم ++ان والتعام ++ل م ++ع التح ++ديات :يمكن أن يك ++ون االعتق ++اد في الجن ++ة مص ++دًرا للق ++وة واألم ++ل خالل
التحديات والصعوبات في الحياة .ومع ذلك ،قد يع+اني األف+راد ال+ذين يواجه+ون تح+ديات متك+ررة من
تداعيات نفسية ناتجة عن التوتر والقلق المستمرين.
إن اإليم ++ان بالجن ++ة يمكن أن يك ++ون ع ++اماًل هاًم ا في تش ++كيل الس ++لوك والعالق ++ات اإلنس ++انية.
يمكن له++ذا االعتق+اد أن يحف+ز األف+راد على العط++اء والتض++حية ،لكن++ه ق++د يث++ير أيًض ا تح++ديات نفس++ية
في التعامل مع التوترات والصعوبات.
الفصل الثاني التطبيقي :الدراسة النفسية لرواية حوريات على حافة الجنة
نعيم++ +ة :تع++ +د نعيم++ +ة من أهم الشخص++ +يات ال++ +تي ترتك++ +ز عليه++ +ا أح++ +داث الرواي++ +ة من خالل دوره++ +ا -1
الرئيسي حيث ساهمت في حبك األح+داث ،إذ تع+د نعيم+ة نموذج+ا للم+رأة المجاه+دة والمناض++لة ال+تي
واجهت الكثير من الصعوبات والعراقيل بكل صبر وقناعة ويظهر ذلك من خالل :فقدانها لوالدتها
المقعدة لتجد نفس+ها وحي+دة دون س+ند و زواجه+ا من ش+خص غ+ريب وهي ال تتج+اوز العش+رين عامً+ا
لتغادر بذلك منزلها وتترك ورائها ذكري+ات مؤلم+ة .فق+دانها لزوجه+ا "م+راد" ال+ذي لم يعش معه+ا ف++ترة
طويل++ة ،قاس++مها فيه++ا همومه++ا وأحزانه++ا وآالمه++ا ،ال++ذي ت++وفي حينم++ا ك++ان يح++اول إنق++اذ طف++ل ص++غير
س++قط في ليتركه++ا بع++د ذل++ك وحي++دة تحم++ل بين ذراعيه++ا ابن++ة رائع++ة لتن++ير حياته++ا بع++ده ،وحي++دة تكاب++د
1
ظروف الفقر والجوع وهي أصبحت اآلن أما مسؤولة.
بسمة :تمثلت في شخصية المرأة المتعلم+ة :وهي البنت الوحي+دة لنعيم+ة ،فك+انت بمثاب+ة الن+ور ال+ذي -2
يوجهه++ا لألم++ل ال++تي تع++ودت على فقدان++ه في حياته++ا ،حيث ك++انت بس++مة تري++د إع++ادة البس++مة ال++تي
+ور في الرواي ++ة 2فهي
خاص ++مت ش ++فتي أمه ++ا .وتعت ++بر شخص ++ية بس ++مة من أك ++ثر الشخص ++يات حض ً +ا
ليست مجرد شخصية رئيس فقط بل هي البطلة أساسا التي تدور حوله+ا أغلب أح+داث الرواي+ة .كم+ا
اعتبرته ++ا أم ً+ا مثقف++ة رغم تقمص ++ت بس ++مة أيض ++ا دور الس ++ارد في بعض مق++اطع الرواي ++ة فتق++ول :
جهله++ا ألن+ني بفض++لها ش++غلت أهم المناص++ب ،وهي في عي++ني س++يدة المجتم++ع ب++الرغم من أنه++ا ول++دت
فق++يرة ابن++ة األرض ال تع++رف س++وى تقالي++د الغ++رس والحص++اد .....وتق++ول أيض++ا ك++انت حي++اة أمي
ش ++اقة ص ++عبة ،ترع ++رعت في م ++نزل متواض ++ع وك ++برت في قري ++ة جميل ++ة تم ++تزج نس ++ائمها بتغري ++د
العص++افير وأرض++ها الرحب++ة برزقه++ا ومائه++ا كم++ا تق++ول " :ك++انت وال++دتي نعيم++ة من أجم++ل فتي++ات
القري++ة وك++ان عمله++ا المعت++اد ك++ل ي++وم ه++و الطبخ وجلب الم++اء من العين وح++رث األرض تع++د بس++مة
مث ++اًال للم++رأة القوي ++ة ،ال ++تي ص ++برت وك ++افحت لتص ++ل إلى حلم لطالم ++ا راوده ++ا وراود أمه ++ا فدرس ++ت
"بسمة" بالرغم من الظروف التي كانت تعيشها ،حيث ك++انت تل++ك الظ++روف ص++عبة ج++دًا لكن ذل++ك لم
يمنعها من أن تصل إلى حلمها ،فكانت أمها السند الثابت لها ،وشجعتها ولم تمنعها من دراستها
ب++ل عملت واجته++دت ح++تى تحق++ق م++ا أرادت++ه ابنته++ا .كم++ا ي++تراءى من خالل الرواي++ة أن ه++ذه الشخص++ية
1
بشرى بوشارب،حوريات على حافة الجنة،قسنطينة ،الجزائر د ط 2017ص 15
2
المصدر نفسه ص 453
الفصل الثاني التطبيقي :الدراسة النفسية لرواية حوريات على حافة الجنة
البطل ++ة شخص ++ية نامي ++ة تنم ++و ع ++بر أح ++داث الرواي ++ة ،تتغ ++ير وتتح ++ول من ح ++ال إلى آخ ++ر ،وهي في
تصاعد حتى النهاية .فنجدها في أول الرواية شخص++ية يتيم++ة بع++دما ت++وفي وال++دها وفارقه++ا وهي في
سن صغيرة ،مثقلة ب+الهموم والمش+قة بس+بب األوض+اع االجتماعي+ة والمادي+ة من فق+ر وع+وز وحاج+ة،
لتتطور بعد ذلك وتصبح شخصية قوي+ة ،اس+تمدت طاقته+ا من وال+دتها ال+تي وهبته+ا عمره+ا وجه+دها
لتص++نع منه++ا ام +رأة طموح++ة ومتعلم++ة فبع++د عن++اء طوي++ل وظ++روف ق++اهرة أص++بحت "بس++مة" محامي++ة
مش+هورة اتقنت مهنته+ا وأحبته+ا ،وص++ارت مقص++د الكث+ير من الن+اس ،كم+ا ال ننس+ى أنه+ا دافعت عن
قضيتها وقضية أمها .وظلت بسمة تعم++ل جاه++دة لكي تخ++رج أمه++ا من قوقع++ة الفق+ر لتتح++ول حياته++ا
إلى األفض ++ +ل ،وتنقله ++ +ا إلى ع ++ +الم مليء بالس ++ +عادة واألف+ + +راح بع ++ +د ك ++ +ل م ++ +ا م ++ +رت به ++ +ا من معان ++ +اة
ومص++اعب ،وتعرض++هما للخيان++ة وخيب++ة أم++ل من قب++ل أش++خاص وض++عت فيهم ك++ل الثق++ة ،لتنص++دما
بحقيقتهم البش++عة بع++د أن اكتش++فت ك++ل األك++اذيب وس++قطت األقنع++ة عن وج++وههم .ولكن ب++الرغم من
ذل++ك لم تفق++د "بس++مة قوته++ا وعزمه++ا ب++ل واجهت ذل++ك بك++ل ش++جاعة وص++بر وق++وة لتس++ترد حقه++ا وح++ق
وال ++دتها .خ ++رجت "بس ++مة" تحس باالنتص ++ار رافع ++ة أرس ++ها من الهزيم ++ة ال ++تي تكب ++دها مه ++دي .وأمه ++ا
بجانبه++ا ،أم++ا ه++و فخس++ر ك++ل ش++يء ح++تى وال++ده المقع++د في بالد أخ++رى ال يع++رف عن++ه ش++يئًا .وفي
األخ ++ير ت ++زوجت "بس ++مة" بـ "فيص ++ل" ال ++ذي ك ++ان يحبه ++ا من ++ذ أي ++ام الجامع ++ة وال ++ذي عوض ++ها ك ++ل م ++ا
خس +رته ،فك ++ان له ++ا ال ++زوج المحب وال ++وفي ،وك ++ان يحب وال ++دتها وكأنه ++ا أم ++ه ،ل ++تززق بينت أس ++متها
"زليخة" " .ثم حمل ابنتها "زليخة على كتفه ،وأمسك بيد تعيمة ،وص++اح ب++أعلى ص++وته وه++و متوج++ه
لألرض.
الم+رأة العاش++قة تمثلت في شخص++ية حي++اة وهي ص++ديقة "بس++مة المقرب++ة وزميلته++ا في الد ارس++ة درس++تا -3
مع ++ا في الجامع ++ة وكونت ++ا ص ++داقة جميل ++ة وقوي ++ة ج ++دا ،كم ++ا أن حي ++اة أيض ++ا فت ++اة قروي ++ة ريفي ++ة مث ++ل
بسمة" ،حيث كان الفارق الوحيد بينهما هو أن حياة كانت تعيش وسط عائل++ة كب++يرة تحيله++ا وتعتم++د
عليها ،على عكس "نسمة" التي كانت تمتلك أمها فقط .كم++ا ت++بين من خالل الرواي++ة أنه++ا شخص++ية
عاش++قة عاش++ت قص++ة حب جميل++ة غ++يرت مس++ار حياته++ا لكن لم يكتب له++ا أن تكم++ل ه++ذه القص++ة،
فهي كذلك غدرت وخدعت من طرف حبيبها الذي حلمت أن تكمل حياتها معه ،وانتظرت++ه ط++ويًال،
ففاجئه++ا بزواج++ه دون علمه++ا ،لتنص ++دم بع++د معرف++ة ه++ذا الخ++بر وينكس++ر قلبه++ا .ش++ك ار على الخيان++ة
والك++ +ذب ،ش++ +ك ار ألن++ +ك لطخت أجم++ +ل مع++ +اني الحب وتركت++ +ني أع++ +اني األلم لكن ليس لألب++ +د ألن++ +ك
الفصل الثاني التطبيقي :الدراسة النفسية لرواية حوريات على حافة الجنة
ستعيش ++ها ،أنت اذهب لتطمئن على وال ++دتك .المس ++كينة وابحث عن زوجت ++ك ال ++تي لم يكن له ++ا ذنب
س++وى أنه++ا انتظرت++ك أحبت++ك مثلي وحي++اة ك++انت ال++ذرع األيمن لبس++مة والس++ند الق++وي له++ا ،حيث ك++انت
تق++ف بجانبه++ا في ك++ل الظ++روف وتس++اندها .لكن كم++ا يق++ال على ق++در المش++قة تك++ون مغ++انم الرحل++ة،
ابتس++م الق++در م+رة ثاني++ة لـ "حي++اة" ،حيث ص++ادقت حي++ا جميال ينس++بها عش++قها الس++ابق ويعوض++ها عم++ا
1
أتمنى أن يكون عمر كفيصل ويعوضك حياة تستحقينها عوض الذي جمعك بيوسف.
ج ازئ++ر :الم +رأة المض ++حية وهي ص ++ديقة بس++مة وحي++اة ،فت++اة طموح++ة وطالب++ة متفوق ++ة ،ك++انت تعم++ل -4
ممرض++ة س++ماها وال++دها حب++ا لوطن++ه وتيمن++ا ب++الثورة ك++انت تعيش رفقت++ه .ك++انت ج ازئ++ر ش++علة تح++ترق
لتنير من حولها حيث كانت تص+ارع الم+رض والحب بم+ا في+ه من مت+اعب وعلى عاتقه+ا حم+ل ثقي+ل
وهو حبها لشاب من قريتها الذي لم تهنأ به للحظة بسبب رفض والدها له+ذا الش+اب ألن ج+ده ك+ان
خائنا للوطن إيان الثورة.
زليخ++ة :تع++د مث++اًال للم +رأة الكتوم++ة ،وهي من مع++ارف م++دير "نس++مة" ،ك++انت تعيش وحي++دة بع++د أن -5
ت++وفي زوجه++ا ولم ت++رزق بأطف++ال انتقلت بس++مة وأمه++ا للعيش معه++ا بتوص++ية من م++دير أس++مة لتكم++ل
دراستها وتمتلك زليخة مكتبة كبيرة تتولى هي إدارتها ،في بادئ األمر ك++انت عالق++ة زليخ++ة" بيس++مة
وأمه++ا ح++ادة وقاس++ية نوعً+ا م++ا ولكن وراء ه++ذه القس++وة ام+رأة أنهكه++ا ال++زمن وال++تزمت وح++دتها .وص++ت
زليخ++ة "بس++مة ب++أن تأخ++ذ وال++دتها لت++ؤدي مناس++ك الحج عوض ً+ا عنه++ا وعن زوجه++ا ك++انت األم الثاني++ة
والصديقة لبسمة ،وها هي اآلن ترحل وتترك "بسمة" ووالدتها وحيدتان مثلما كانتا في األول.
علجية وهي الم+رأة المقه+ورة وهي ص+ديقة "نعيم+ة المقرب+ة من+ذ الص+غر ورفيق+ة دربه+ا هي تل+ك الم+رأة -6
ال++تي ع++انت غطرس++ة وقه++ر زوجه++ا الكس++ول األن++اني .لم تكن حي++اة عجي++ة مختلف++ة عن حي++اة نعيم++ة
فكالهم+ا عاش+ا حي+اة ص+عبة فعلجي+ة أيض+ا لم تس+لم من ظلم زوج+ة أبيه+ا ،لتنتق+ل إلى عنه+ا ال+زوجي
وتكم+++ل رحلته+++ا المليئ+++ة ب+++القهر والظلم من ط+++رف زوجه+++ا فك ++انت هي األم واألب ألبنائه ++ا الثالث+++ة
ووهبت كل حياتها من أجل أن تكسب قوت عيشهم .لم تعش "علجية" ط++ويًال لت++ذهب وت++ترك ف ارغً+ا
أعمق من كل الفراغات بعد أن عاشت حي++اة كله++ا ألم ومعان++اة .رحلت بع++د أن ن++الت م++ا يكفيه++ا من
الض++رب والتع++ذيب والش++تم ف++ردت بابتس++امة لم تف++ارق ش++فتيها يوم ً+ا والي++وم رحلت بابتس++امة لتس++تقبل
عالمًا اخر اختارت أن ترحل إليه بهدوء وسكينة
1
الرواية ص 460
الفصل الثاني التطبيقي :الدراسة النفسية لرواية حوريات على حافة الجنة
عقيل++ة وهي الم+رأة العاقل++ة :اس++م على مس++مى ،حيث ك++انت من أعق++ل نس++اء القري++ة وأك++ثرهم طيب++ة -7
وهي ص++ +ديقة نعيم++ +ة ونعم الج++ +ارة ال++ +تي س++ +اندتها ووقفت معه++ +ا ،ودافعت عنه++ +ا حينم++ +ا اتهمت في
شرقها ،فكانت هي التي تؤمن ببراءتها وعفتها ،فكانت تواسيها وتخفف عنه++ا األلم وتق+ف معه++ا في
كل محنة تمر بها.
فاطمة المرأة المتسلطة وهي زوجة أخ نعيمة " عرفت بتسلطها وقسوتها على نعيمة ،وغيرتها منها -8
ألن الجميع كانوا يحبون نعيمة تلك الفتاة الرزينة والهادئة ،فك++ان همه++ا الوحي++د التخلص من نعيم++ة
وذلك من خالل تزويجها ،فكانت "فاطمة" تكره " نعيمة" ووالدتها المعاقة " .متى يكون لدينا حياتن++ا
المس++تقلة ونحن نفتح بيت ً+ا ملج++أ للمع++وقين والع +وانس ..فأض++حت حي++اة " نعيم++ة جحيم++ا تعيش++ه في
1
صمت وصبر وهي تسمع الشتائم واالنتقادات من طرف "فاطمة
عائش++ة الم +رأة المتض++امنة :هي الم +رأة اللطيف++ة الحنون++ة المس++اعدة التـي اس++تطاعت أن تجم++ع بين -9
األم وابنته++ا من خالل تعاطفه++ا م++ع نعيم++ة الم +رأة الخرس++اء ال++تي اختطفت من الج ازئ++ر إلى المدين++ة
المن++ورة من قب++ل خطيب ابنته++ا ،فق++د وج++دتها الس++يدة عائش++ة م++ع ذه++ابهم ألداء مناس++ك العم +رة ض++نا
منهم أن ض++ائعة .في المدين++ة أثن++اء تض++امن "عائش++ة" م++ع "بس++مة" من أج++ل الكش++ف عن المختط++ف
الحقيقي ألمها حتى آخر لحظة.
خديج++ة الم +رأة المستس++لمة :هي أم "م +راد" زوج "نعيم++ة" أي حماته++ا ت++رملت في س++ن ص ++غير وقبلت -10
وح++دتها فق++ط لينم++و ابنه++ا بين أجفائه++ا فه++و ك++ل م++ا تمل++ك ،ف++أفنت عمره++ا في خدم++ة األرض ومراقب++ة
"م+راد" ال++ذي ك++ان ن++ور عينيه++ا ونبض قلبه++ا ولكن ك++ل ه++ذا الحب ك++ان لـ "م+راد" فق++ط ،أم++ا بالنس++بة لـ
نعيم++ة فق++د ك++انت تل++ك العج++وز الجاف++ة المتس++لطة ،فهي لم تحب نعيم++ة أب++دًا ض++نا منه++ا أنه++ا س++تأخذ
مكانتها ،فهي ال تقبل أن تكون في مملكتها ملكة أخرى غيرها ،فكانت تريد أن تبقى زمام األمور
بي ++دها ،وح ++دها ،ح ++تى أنه ++ا تظن أن ابنه ++ا من ممتلكاته ++ا أيض ++ا وال يح ++ق التص ++رف في ++ه - .ك ++انت
نعيم+++ة دون مل+++ل أو كل+++ل فق ++ط لترض+++ي حماته+++ا المستعص ++ية ح ++تى أن الكالم يبونهم ++ا ك+++ان ش+++به
مع++دوم ،فق++د ك++انت تعامله++ا بعن++وس وكانه++ا ال تس++تحق الش++فقة أو كلم++ة طيب++ة ،ولكن ك++انت ت++رى أن
دورها ينحصر في خدمة زوجها واالنصياع ألوامرها وهذا ما جعل العيمة مهمشة دائما.
1
الرواية ص41
الخاتمة
وفي الخت++ام حاولن++ا جم++ع ج +وانب الم +رأة في الرواي++ة الجزائري++ة المعاص +رة .إن اله++دف من ه++ذه
الدراسة هو محاولة الكشف عن صورة المرأة عبر اإلبحار في ايحاءات ودالالت ال++تي تق++وم عليه++ا
الص++ورة ،ومن خالل د ارس++ة على ه++ذا الموض++وع توص++لنا إلى جمل++ة من النت++ائج أهمه++ا أن الرواي++ة
الجزائري ++ة فن يع ++الج القض ++ايا الس ++ائدة في المجتم ++ع في مق ++دمتها الم+ +رأة و أن الم+ +رأة بفض ++ل قوته ++ا
وذكائه++ا إو خالص++ها اس++تطاعت أن تثبت وجوده++ا .الم +رأة ق++ادرة على أن تحق++ق المس++تحيل وخاص++ة
عندما يك+ون له+ا ه+دف معين كم+ا كش+فت الروائي+ة عن معان+اة الم+رأة في المجتم+ع الج ازئ+ري و ك+ان
للمرأة العربية مكانة في الرواية وقد اهتمت هذه األخيرة بكل جوانبها الحياتية فلقد ص++ورت لن++ا ه++ذه
الرواي++ +ة نم++ +اذج ح++ +ول ص++ +ورة الم + +رأة باعتباره++ +ا الرك++ +يزة األساس++ +ية في الحي++ +اة االجتماعي++ +ة بطبعه++ +ا
واحساسها وعواطفها وتفكيرها في ذاتها وهذا راجع إلى العالقات األسرية.
وه++ذه الرواي++ة في النهاي++ة ج++ديرة ب++القراءة ،ألنه++ا كش++فت م++ا يختزن++ه الواق++ع وخاص++ة واق++ع الم +رأة،
وتسعى هذه األخيرة بكل قواها إثبات نفسها أمر ،ألن المرأة إو ن أنكر الجميع هي المجتمع يكتم++ل
إال بها.
قائمة المراجع
والمصادر
ســيغموند فرويــد :المــوجز في التحليــل النفســي ،دار الهيئــة المصــرية العـام للكتــاب، -1
(دط) ( ،دت))
وغليسي يوسف :مناهج النقد االدبي ،جسور للنشر والتوزيع ط1،2007 -2
عز الدين إسماعيل :التفسير النفسي لألدب ،دار غريب ،القاهرة ( ،)4( ،دت)، -4
محمود عباس العقاد :أبي نواس ،الحســن بن هــاني منشــورات المكتبــة العصــرية ، -5
بيروت ( ،دط) ،2010 ،
ابن عاشور محمد الطاهر :ديوان بشـار بن بـرد ج 4لجنـةالتأليف والترحمـة والنشـر -6
القاهرة ط1966 1
الملحق