تحليل نفسي لرواية حوريات على حافة الجنة

You might also like

Download as rtf, pdf, or txt
Download as rtf, pdf, or txt
You are on page 1of 30

‫الفصل األول‪ :‬النظري الدراسة النفسية لألدب‬

‫أوال‪ :‬جهود علماء الغرب في النقد النفسي‬

‫‪ -‬سيغمود فرويد‬

‫‪ -‬الفريد ادلر‬

‫ثانيا‪ :‬جهود علماء العرب في النقد النفسي‬

‫العقاد‬ ‫‪-‬‬
‫النويهي‬ ‫‪-‬‬

‫ثالثا‪ :‬األبعاد النفسية للشخصية‬

‫الفصل الثاني‪ :‬دراسة نفسية لرواية حوريات على حافة الجنة‬

‫أوال‪ :‬ملخص رواية حوريات على حافة الجنة‬

‫ثانيا‪ :‬دراسة العنوان دراسة نفسية‬

‫ثالثا‪ :‬دراسة نفسية لشخصيات الرواية‬

‫الخاتمة‬

‫ملخص‬

‫قائمة المراجع والمصادر‬

‫المالحق‬
‫جامعة اكلي محند اولحاج البويرة‬
‫كلية اآلداب‬

‫التحليل النفسي لرواية‬


‫" حوريات على حافة الجنة"‬
‫لـ بشرى بوشارب أنموذجا‬

‫تحت إشراف‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة‪:‬‬

‫‪ -‬بحري بشير‬ ‫خريف رانيا‬ ‫‪-‬‬

‫السنة الجامعية‪2024-2023 :‬‬


‫إهداء‪:‬‬

‫لم تكن الرحل ‪++‬ة قص ‪++‬يرة ‪ ،‬و ال ينبغي له ‪++‬ا أن تك ‪++‬ون ‪ .‬لم يكن الحلم قريب ‪++‬ا و الطري ‪++‬ق ك ‪++‬ان محفوف ‪++‬ا‬
‫بالتيهيالت ‪ ،‬لكنني فعلتها ‪.‬‬

‫من قال أنا لها فنالها‬

‫بعد مسيرة دراسية دامت لسنوات حملت في طياتها الكثير من الصعوبات و المشقة و التعب‬
‫أه ‪++‬دي تخ ‪++‬رجي إلى من ج ‪++‬رع الك ‪++‬أس فارغ ‪++‬ا ليس ‪++‬قيني قط‪+ +‬رة ‪ ،‬إلى من حص ‪++‬د األش‪+ +‬واك عن دربي‬
‫ليمه‪++‬د لي طري‪++‬ق العلم ‪ ،‬ال‪++‬ذي منح‪++‬ني ك‪++‬ل م‪++‬ا يمل‪++‬ك و لم يأخ‪++‬ذ جه‪++‬دا في تق‪++‬ديم ال‪++‬دعم لي مادي‪++‬ا و‬
‫معنوي ‪++ +‬ا ‪ ،‬ح ‪++ +‬تى كنت نبات ‪++ +‬ا اس ‪++ +‬توى على س ‪++ +‬وقه ب ‪++ +‬إذن اهلل‪ .‬و كنت ال ‪++ +‬زرع ال ‪++ +‬ذي يعجب ال ‪++ +‬زراع‬
‫نباته‪...‬إلى من أحمل اسمه بكل فخر ' والدي'‬

‫إلى من جع ‪++ +‬ل اهلل الجن ‪++ +‬ة تحت أق ‪++ +‬دامها ‪ ،‬إلى من أش ‪++ +‬تاق إلى رؤيته ‪++ +‬ا ‪ ،‬إلى تل ‪++ +‬ك االنس ‪++ +‬انة‬
‫العظيمة التي لطالما تمنيت أن تقر عينها برؤيتي في يوم كهذا إلى التي توسدها ال‪+‬تراب ‪ .‬ي‪+‬ا أمي‬
‫ابنتك تخرجت و اليوم نالت حلمها و نقص الفرح بغيابك ' رحمك اهلل يا أغلى من فقدت'‪.‬‬

‫إلى من راهن ‪+‬وا على نج ‪++‬احي ‪ ،‬إلى من ب ‪++‬ذلوا جه ‪++‬دا في مس ‪++‬اعدتي و ك ‪++‬انوا لي عون ‪++‬ا و س ‪++‬ندا‬
‫إخوتي‪.‬‬

‫كما أه‪+‬دي ثم‪+‬رة جه‪+‬دي ألس‪+‬تاذي الك‪+‬ريم ال‪+‬دكتور ‪ ”:‬بح‪+‬ري بش‪+‬ير” ال‪+‬ذي كلم‪+‬ا تظلمت الطري‪+‬ق‬
‫أمامي لجأت إليه فأنارها لي‪.‬‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫رغم التط ‪++‬ور الهائ ‪++‬ل في جمي ‪++‬ع مج ‪++‬االت العص ‪++‬ر الح ‪++‬الي إال أن ‪++‬ه ال ت‪+ +‬زال الم‪+ +‬رأة الرك ‪++‬يزة األس ‪++‬اس‬
‫للمجتم‪++‬ع‪ ،‬بجمي‪++‬ع أدواره‪++‬ا إم‪++‬ا زوج‪++‬ة أو أخت‪ ،‬ولع‪++‬ل ه‪++‬ذه المكان‪++‬ة إنم‪++‬ا هي ولي‪++‬دة األعب‪++‬اء العظيم‪++‬ة‬
‫التي تتحملها المرأة وال‪+‬تي ال تس‪+‬تقيم الحي‪+‬اة من دونه‪+‬ا‪ ،‬س‪+‬واًء في خدم‪+‬ة ال‪+‬زوج أو الوال‪+‬دين أو تربي‪+‬ة‬
‫األوالد‪ ،‬ورغم تطور مكانة المرأة وقيمتها االجتماعية والحضارية في معظم المجتمعات حتى‬

‫المتحفظ ‪++ +‬ة منه ‪++ +‬ا إال أن ذل ‪++ +‬ك ال ينفي وج ‪++ +‬ود بعض مظ ‪++ +‬اهر التع ‪++ +‬نيف والتهميش واإلس ‪++ +‬اءة للم‪+ + +‬رأة‬
‫بمختلف أشكالها‪.‬‬

‫ومن ه‪++‬ذا التب‪++‬اين نج‪++‬د أن موض‪++‬وع الم‪+‬رأة ك‪++‬ان حاض‪ +‬ار وبق‪++‬وة في ال‪++‬تراث األدبي الق‪++‬ديم والح‪++‬ديث‬
‫فق‪++ +‬د ش‪++ +‬غل موض‪++ +‬وع الم ‪+ +‬رأة كث‪++ +‬ي ار من األدب‪++ +‬اء‪ ،‬والفن‪++ +‬انين والمثقفين والسياس‪++ +‬يين حيث تناوله‪++ +‬ا ك‪++ +‬ل‬
‫متح‪++‬دث من خالل ثقافت‪++‬ه وفك‪+‬ره‪ ،‬وك‪++‬ان األدب من أهم الفن‪++‬ون ال‪++‬تي تن‪++‬اولت وع‪++‬الجت قض‪++‬ية الم‪+‬رأة‬
‫في الع‪++‬الم الع ‪+‬ربي‪ ،‬ألن الم ‪+‬رأة ك‪++‬انت وال زالت األيقون‪++‬ة ال‪++‬تي ال يمكن االس‪++‬تغناء عنه‪++‬ا في الرواي‪++‬ة‬
‫العربي‪++‬ة‪ ،‬ولق‪+‬د خصص‪++‬نا ص‪++‬ورة الم‪+‬رأة في رواي‪++‬ة " حوري‪++‬ات على حاف‪++‬ة الجن‪++‬ة" لـ " بش‪++‬رى بوش‪++‬ارب"‪،‬‬
‫نظ ار لما تكتسبه الرواية من أهمية أدبية ‪ ،‬حيث نجد العديد مـن‬

‫الروائي ‪++ +‬ات الل‪+ + +‬واتي كتبن عن الم‪+ + +‬رأة أمث ‪++ +‬ال‪ :‬زه ‪++ +‬ور قيس ‪++ +‬ي‪ ،‬أحالم مس ‪++ +‬تغانمي‪ ،‬ياس ‪++ +‬مينة ص ‪++ +‬الح‬

‫فضيلة ‪،‬فاروق سارة حيدر وبشرى بوشارب هذه األخيرة محل الدراسة‪ .‬وعليه ك‪++‬ان البحث موس‪++‬ومًا‬
‫بـ‪ " :‬صورة المرأة في رواية الجزائرية المعاصرة رواية حوريات على حافة الجنة لبشرى بوشارب ‪-‬‬
‫أنموذجا " ‪،‬‬
‫‪:‬الفصل األول النظـري‬
‫الدراسة النفسية لألدب‬
‫الفصل األول النظري‪ :‬الدراسة النفسية لألدب‬

‫أوال‪ :‬جهود علماء الغرب في التحليل النفسي‬

‫إن علم النفس من أهم العلوم في حياة اإلنسان وترجع نشأة هذا العلم إلى بدايات التاريخ‬

‫القديم ويتضح ذلك في بعض التأمالت النفسية المتبصرة بعمق في كتابات الفالسفة أمثال‪:‬‬

‫سقراط ‪ ،‬أفالطون ‪ ،‬أرسطو ‪ ،‬ديكارت‪.‬‬

‫ويتف ‪++‬ق المؤرخ ‪++‬ون أن علم النفس أص ‪++‬بح علم ‪++‬ا مس ‪++‬تقال في موض ‪++‬وعه ومنهج ‪++‬ه وأس ‪++‬لوبه بداي ‪++‬ة‬
‫النصف الثاني من القرن التاسع عشر حين تحرر من الفلسفة وظهرت مدارس واتجاهات أهمها ‪:‬‬

‫مدرسة التحليل النفسي‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫وزعيمها الطبيب النمساوي سيغموند فرويد وتالميذه ألفريد أدلر ‪ ،‬وكارل غوستاف يونغ‪.‬‬

‫‪1-1‬سيغموند فروید‪:‬‬

‫تأسس علم النفس التحليلي على يد فرويد وقد ركز جهوده على تأكيد أثر الدوافع الالشعورية على‬
‫الس ‪++‬لوك اإلنس ‪++‬اني وفهم ه ‪++‬ذه ال ‪++‬دوافع عام ‪++‬ل ه ‪++‬ام في فهم الشخص ‪++‬ية يس ‪++‬تمد المنهج النفس ‪++‬ي آليات ‪++‬ه‬
‫النقدي ‪++‬ة من نظري ‪++‬ة التحلي ‪++‬ل النفس ‪++‬ي ال ‪++‬تي أس ‪++‬س له ‪++‬ا س ‪++‬يغموند فروي ‪++‬د وفس ‪++‬ر على ض ‪++‬وئها الس ‪++‬لوك‬
‫البشرى ب‪+‬رده إلى منطق‪+‬ة الالوعي فالالش‪+‬عور المتمث‪+‬ل في مجموع‪+‬ة المي‪+‬والت والرغب‪+‬ات والمكبوت‪+‬ات‬
‫تتمظهر في أشكال مختلفة كاألحالم‪ ،‬والهذيان ‪ ،‬القلق والخوف ‪ ،‬أعمال فنية ‪ ،‬أدب‪.‬‬

‫نظري ‪++‬ة التحلي ‪++‬ل النفس ‪++‬ي تأك ‪++‬د أن عقلن ‪++‬ا ال‪+ +‬واعي م ‪++‬ا ه ‪++‬و إال واجه ‪++‬ة تخفي ورائه ‪++‬ا م ‪++‬ا يتم بش ‪++‬كل ال‬
‫‪1‬‬
‫شعوري‪.‬‬

‫وقد قدم فرويد مصطلحات وتقسيمات في الجهاز الّن فسي والشخصية عنده مكونة من ثالثة أنظمة‬
‫هي الهو ‪ ،‬واألنا ‪ ،‬و األنا األعلى وأن الشخصية هي حصيلة تفاعل هذه األنظمة‬

‫سيغموند فرويد‪ :‬الموجز في التحليل النفسي‪ ،‬دار الهيئة المصرية العام للكتاب‪( ،‬دط) ‪( ،‬دت)) ص ‪26‬‬ ‫‪1‬‬
‫الفصل األول النظري‪ :‬الدراسة النفسية لألدب‬

‫اله‪++‬و‪ :‬فه‪++‬و يت‪++‬ألف أوال و قب‪++‬ل ك‪++‬ل ش‪++‬يء من المي‪++‬ول الغريزي‪++‬ة ال‪++‬تي تص‪++‬در عن التنظيم الجس‪++‬مي "‬ ‫‪‬‬
‫يع‪++‬بر ه‪++‬ذا القس‪++‬م عن الغ ارئ‪++‬ز الجنس‪++‬ية وه‪++‬و داف‪++‬ع أساس‪++‬ي للقي‪++‬ام بك‪++‬ل النش‪++‬اطات ‪ ،‬ف‪++‬الهو م‪++‬وروث‬
‫وموجود في النفس منذ الوالدة و ما هو غريزي في الطبيعة اإلنسانية‬
‫األن‪++‬ا فه‪++‬و ذل‪++‬ك الكي‪++‬ان ال‪++‬ذي ينش‪++‬أ عن جه‪++‬از اإلدراك الحس‪++‬ي ‪ ،‬وه‪++‬و الج‪++‬زء الش‪++‬عوري ال‪+‬واعي ه‪++‬ذا‬ ‫‪‬‬
‫القس ‪++‬م ه ‪++‬و الج ‪++‬انب والش ‪++‬ق ال‪+ +‬واعي للعق ‪++‬ل ‪ ،‬والظ ‪++‬اهر من الشخص ‪++‬ية اإلنس ‪++‬انية أو س ‪++‬احة الت‪+ +‬وازن‬
‫واالعت‪++‬دال بين ع‪++‬الم الواق‪++‬ع وع‪++‬الم الالش‪++‬عور ‪ ،‬تص‪+‬رفاته في ح‪++‬دود المب‪++‬ادئ العقلي‪++‬ة إذ األن‪++‬ا وس‪++‬يط‬
‫بين الهو والعالم الخارجي ‪ ،‬فيشبع مطالب الهو بطريقة يتقبلها المجتمع‪ .‬أما القسم الثالث المتمث‪++‬ل‬
‫في األنا األعلى أو مجموع‪+‬ة المب‪+‬ادئ االجتماعي‪+‬ة والض‪++‬مير ألن‪+‬ا األعلى ينط‪+‬وي على المث‪+‬ل والقيم‬
‫ال‪++‬تي ظلت ت‪++‬تراكم من‪++‬ذ الطفول‪++‬ة ‪ ،‬أي أّن ه يمث‪++‬ل القي‪++‬ود األخالقي‪++‬ة والض‪++‬مير الحي ال‪++‬ذي ي‪++‬نزع نح‪++‬و‬
‫الكمال في هذا الجانب يتكون سلوك إنساني اخالقي واجتماعي يوجه الذات للمثل العليا والقيم‪.‬‬

‫وقد افترض فرويد وهو يس‪+‬عى لمعرف‪++‬ة ج‪+‬وانب الشخص‪++‬ية وج‪+‬ود مجموع‪+‬تين من الغ ارئ‪+‬ز متمثل‪+‬ة‬
‫‪1‬‬
‫في غريزة الحياة وغريزة الموت غريزة الموت تقوم بعملها على نحو أقل وضوحا‬

‫مقارنة بغرائز الحياة ‪ ،‬وقد أطلق فرويد على غري‪+‬زة الحي‪+‬اة اس‪+‬م إيروس‪+‬ن ته‪+‬دف لتك‪+‬وين الق‪+‬درة على‬
‫استم اررية الحياة‪ ،‬في حين سّم ى غريزة الموت تاغ‪+‬اتوس ته‪++‬دف ألّنه‪++‬اء الحي‪++‬اة إذن الغ ارئ‪++‬ز حس‪++‬ب‬
‫فروي‪+‬د نوع‪+‬ان غري‪+‬زة الم‪+‬وت مب‪+‬دأها اله‪+‬دم وأّنه‪+‬اء الحي‪+‬اة وي‪+‬رى أن الغ ارئ‪+‬ز إذا م‪+‬ا اتجهت إلى خ‪+‬ارج‬
‫الش‪++‬خص فأّنه‪++‬ا تب‪++‬دو في ص‪++‬ورة الع‪++‬دوان والت‪++‬دمير أم‪++‬ا الن‪++‬وع الث‪++‬اني يتمث‪++‬ل في غري‪+‬زة الحب والحي‪++‬اة‬
‫ال ‪++‬تي ته ‪++‬دف الس ‪++‬تمرار الحي ‪++‬اة تس ‪++‬تخدم اس ‪++‬م اللبي ‪++‬دو وه ‪++‬و مص ‪++‬در الطاق ‪++‬ة النفس ‪++‬ية بع ‪++‬د التقس ‪++‬يمات‬
‫والتص ‪++‬نيفات ال ‪++‬تي ق ‪++‬دمها فروي ‪++‬د في نظري ‪++‬ة التحلي ‪++‬ل النفس ‪++‬ي ح ‪++‬اول رب ‪++‬ط علم النفس ب ‪++‬األدب رس ‪++‬خ‬
‫نظريته بالتطبيق فتن‪+‬اول بالتحلي‪+‬ل النفس‪+‬ي شخص‪++‬يات المب‪+‬دعين وأعم‪+‬الهم الفني‪+‬ة وح‪+‬اولوا فهم العق‪+‬ل‬
‫الباطني باألدب والفن تعبي ار عن الالوعي الفردي‪ ،‬الذي تظهر من خالله منازعات الذات الداخلية‬
‫والرغب‪++‬ات والمكبوت‪++‬ات في س‪++‬احة الالش‪++‬عور‪ .‬ه‪++‬ذا م‪++‬ا أك‪++‬ده في تحليل‪++‬ه لشخص‪++‬يتي‪ ،‬الرس‪++‬ام الع‪++‬المي‬

‫‪1‬‬
‫وغليسي يوسف ‪ :‬مناهج النقد االدبي ‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع ط‪ 1،2007‬ص ‪22‬‬
‫الفصل األول النظري‪ :‬الدراسة النفسية لألدب‬

‫ليون‪++ +‬اردو دافنش‪++ +‬ي خلص إلى أن‪++ +‬ه يع‪++ +‬اني من عق‪+++‬دة أوديب) أم‪++ +‬ا ودستويفس‪++ +‬كي ك‪++ +‬انت لدي‪++ +‬ه رغب‪++ +‬ة‬
‫أوديبية وشذوذ جنسي هو اآلخر ‪.‬‬

‫أ‪ -‬فرويد وتحليله لدافنشي وأعماله‪:‬‬

‫حاول فروي‪+‬د أن يم‪+‬د ويرس‪+‬خ تحليل‪+‬ه ونظريت‪+‬ه فتن‪+‬اول شخص‪++‬يات ب‪+‬ارزة في الت‪+‬اريخ فق‪+‬دم د ارس‪+‬ة له‪+‬ذا‬
‫الفنان انطلق فيها من مذكراته ولوحاته الفنية ‪ ،‬اهتم بطفولة دافنشي وما تحميله من المسؤولة عن‬
‫التجائ ‪++‬ه للفن كلوح ‪++‬ة المون ‪++‬الي از أح ‪++‬داث نفس ‪++‬ية هي ك ‪++‬ان الفن بمثاب ‪++‬ة تنفي ‪++‬ذ لرغب ‪++‬ات جنس ‪++‬ية مكبوت ‪++‬ة‬
‫وجاءت لوحاته تعبي ار عن تجسيد لليبيدو في الحياة الخيالية بدال من تنفيذها في الواقع ‪2‬‬

‫فروي ‪++‬د دافنش ‪++‬ي غ ‪++‬ير ش ‪++‬رعي ارتب ‪++‬ط بأم ‪++‬ه بع ‪++‬د فش ‪++‬ل في بن ‪++‬اء عالق ‪++‬ة عاطفي ‪++‬ة م ‪++‬ع ام ‪+‬رأة ومن هن ‪++‬ا‬
‫ظهرت لديه نوازع جنسية وشدود ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ 1-2‬تحليلة لدوستويفسكي وروايته اإلخوة كارامازوف‬

‫لق‪++‬د توق‪++‬ف "فروي‪++‬د" عن رواي‪++‬ة الكت‪++‬اب الروس‪++‬ي" دوستويفس‪++‬كي" في (اإلخ‪++‬وة كا ارم‪++‬ازون ) هي رواي‪++‬ة‬
‫تدور باختصار حول األب كارامازون وأوالده األربعة ثالثة منهم ش‪+‬رعبة ورابعهم غ‪+‬ير ش‪+‬رعي ه‪+‬و‬
‫سمرديا ك‪+‬وف ال‪+‬ذي ك‪+‬ان يعيش خادم‪+‬ا عن‪+‬د أبي‪+‬ه فس‪+‬بب ذل‪+‬ك كره‪+‬ه لألب والرغب‪+‬ة في التخلص من‪+‬ه‬
‫عل ‪++‬ل فروي ‪++‬د ذل ‪++‬ك برغب ‪++‬ة دوستويفس ‪++‬كي األوديبي ‪++‬ة في م ‪++‬وت أبي ‪++‬ه وش ‪++‬ذوذه الجنس ‪++‬ي و تعاطف ‪++‬ه نح ‪++‬و‬
‫المجرم‪.‬‬

‫حاول فرويد فهم شخصية "دوستويفسكي" األودويبي‪++‬ة من خالل أعمال‪++‬ه فع‪++‬اد إلى مراحل‪++‬ه األولى‬
‫عندما كان طفال‪ ،‬فوجد أّن ه كان يعاني من حاالت الصرع التي نشأت نتيجة الرغبة في قت‪++‬ل األب‬
‫مركب أوديبي لم تحقق في الواقع فحاول ترجمتها ألعمال أدبية‪.‬‬

‫كم‪++ +‬ا أن‪++ +‬ه يحم‪++ +‬ل متناقض‪++ +‬ات فه‪++ +‬و فن‪++ +‬ان مب‪++ +‬دع خ‪++ +‬الق ج‪++ +‬دير ب‪++ +‬الخلود وأخالقي وعص‪++ +‬ابي وأثم‬
‫متعاطف‬

‫مع المجرمين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الساعفين إبراهيم وخليل الشيخ مناهج النقد األدبي الحديث ص‪157‬‬
‫الفصل األول النظري‪ :‬الدراسة النفسية لألدب‬

‫نخلص إلى أن فروي‪++ + +‬د ق‪++ + +‬د رب‪++ + +‬ط األدب والفن ب‪++ + +‬الالوعي حيث تظه‪++ + +‬ر في‪++ + +‬ه تف‪++ + +‬اعالت ال‪++ + +‬ذات‬
‫وص ‪+‬راعاتها الداخلي ‪++‬ة ‪ ،‬وت ‪++‬بين لفروي ‪++‬د أن ال ‪++‬دوافع الجنس ‪++‬ية أب ‪++‬رز دواف ‪++‬ع اإلب ‪++‬داع والفن ‪ ،‬ف ‪++‬األعراف‬
‫والقيم االجتماعي ‪++‬ة تعم ‪++‬ل على كبت غري‪+ +‬زة الجنس وتح ‪++‬ول دون إش ‪++‬باعها فتتول ‪++‬د ص‪+ +‬راعات نفس ‪++‬ية‬
‫تتحول لعقد منها عقدة أوديب التي كانت عند دوستويفسكي" وليوناردو دفنشي"‪.‬‬

‫‪ 1-3‬ألفريد أدلر‬

‫بع‪++‬د أن تح‪++‬دثنا عن أطروح‪++‬ات فروي‪++‬د في علم النفس وعالقت‪++‬ه ب‪++‬األدب والفن وبع‪++‬د التط‪++‬رق إلى ك‪++‬ل‬
‫الجهود التي قام بها إلثبات صحة نظرياته ننتقل للتحدث على أهم التطورات التي‬

‫أضافها تلميذه ألفريد أدلر ونجمعهما في نقطتين هما‪:‬‬

‫أ‪-‬أهم االختالفات التي حدثت بينه وبين أستاذه‪:‬‬

‫يخ‪++‬الف أذل‪++‬ر أس‪++‬تاذه ويأخ‪++‬ذ منعرج‪++‬ا آخ‪++‬ر في د ارس‪++‬ته فه‪++‬و ي ‪+‬رفض << أن تك‪++‬ون الغري ‪+‬زة الجنس‪++‬ية‬
‫السبب الوحيد لظهور األمراض العصابية ويرى أن الشعور ب‪+‬النقص ه‪+‬و الس‪+‬بب الرئيس‪+‬ي في نش‪+‬أة‬
‫العصاب والباعث األول على الفن‬

‫أي أنه يعارض فرويد في تفسيره لكل األمراض بالعام‪+‬ل الجنس‪+‬ي والكبت ورده‪+‬ا إلى عق‪+‬دة الش‪+‬عور‬
‫بالنقص‪ ،‬أما الفن واإلبداع في اللحظة العصابية ردها إلى حب الظهور‬

‫ب ‪ -‬عقدة الشعور بالنقص‬

‫وهي شيء جديد أضافه أدلر إلى الدراسات النفسية يؤكد من خالله‪++‬ا إن مش‪++‬اعر الدوني‪++‬ة ‪ ،‬و ع‪+‬دم‬
‫الكفاي‪++‬ة ‪ ،‬و ع‪+‬دم الثق‪+‬ة ب‪++‬النفس ‪ ،‬هي ال‪++‬تي تح‪++‬دد ه‪++‬ا ه‪++‬دف الف‪+‬رد في الوج‪++‬ود ‪ ،‬و هن‪++‬اك ذل‪++‬ك المي‪++‬ل‬
‫للظهور عندنا جميعا ‪.‬‬

‫ومن هن‪++‬ا يري‪++‬د أن يوض‪++‬ح أن ك‪++‬ل ش‪++‬خص يق‪++‬وم بتص ‪+‬رفات تجعل‪++‬ه ب‪++‬ار از أم‪++‬ام األخ ‪+‬رين يع‪++‬اني من‬
‫عق‪+++‬دة النقص ونط‪+++‬رح مث‪+++‬اال على ذل‪+++‬ك ‪ :‬ب‪+++‬المرأة ال‪+++‬تي تع‪+++‬اني ش ‪++‬عو ار ب ‪++‬النقص بس ‪++‬ب قبح وجهه‪+++‬ا‬
‫فإلخف‪++‬اء ذل‪++‬ك الش‪++‬عور تق‪++‬وم بص‪++‬رف ثروته‪++‬ا على عملي‪++‬ات التجمي‪++‬ل ومن ك‪++‬ل ه‪++‬ذا << ال يجب أن‬
‫نف‪+‬ترض أن الش‪+‬خص ال‪+‬ذي يع‪+‬اني من مش‪+‬اعر قوي‪+‬ة ب‪+‬النقص ه‪+‬و ش‪+‬خص استس‪+‬المي فاألش‪+‬خاص‬
‫الفصل األول النظري‪ :‬الدراسة النفسية لألدب‬

‫ال‪++ + +‬ذين يش‪++ + +‬عرون بمش‪++ + +‬اعر النقص ال يجب أن يعت‪++ + +‬بروا مستس‪++ + +‬لمين ل ‪+ + +‬واقعهم فهم يج‪++ + +‬دون أالف‬
‫السلوكات والتصرفات واألقوال ليخفوا ذلك الشعور‬

‫المخت ‪++‬اري زين ال ‪++‬دين ‪ :‬الم ‪++‬دخل إلى نظري ‪++‬ة النق ‪++‬د النفس ‪++‬ي س ‪++‬يكولوجية الس ‪++‬ورة الش ‪++‬عرية في نق ‪++‬د‬
‫العقاد نموذجا دراسة شعرية نقدية‬

‫‪ 1-4‬يونغ‬

‫في الج‪++‬انب اآلخ‪++‬ر من الد ارس‪++‬ات الم‪++‬ا بع‪++‬د الفرويدي‪++‬ة ظه‪++‬ر اتج‪++‬اه آخ‪++‬ر ه‪++‬و االتج‪++‬اه الي‪++‬ونغي ‪،‬حيث‬
‫تعتبر أعمال يونغ امتدادا ألعمال فرويد إال أّن ه أضاف عليها بعض التطورات‪ ،‬وكما وضع عليها‬
‫بعض من االنتقادات‬

‫أ‪ -‬أهم النقاط التي خالف يونغ فيها فرويد‬

‫يخالف ويعارض يونغ أس‪+‬تاذه فروي‪+‬د فيق‪+‬ول " لكن‪+‬ه ال يس‪+‬تطيع أب‪+‬دا أن يثبت أن الجنس ه‪+‬و الغري‪+‬زة‬
‫الوحي ‪++‬دة والمب ‪++‬دأ الفع ‪++‬ال الوحي ‪++‬د في النفس اإلنس ‪++‬انية فيون ‪++‬غ يؤك ‪++‬د أن فروي ‪++‬د ق ‪++‬د ب ‪++‬الغ في رده ك ‪++‬ل‬
‫األمراض وجميع أنواع اإلبداع إلى غريزة الجنس المكبوتة في قسم الالوعي ‪.‬‬

‫ب الالوعي الجماعي‪:‬‬

‫ويؤسس يونغ نظريته على فكرة الالش‪++‬عور الجمعي * والفن ليس ه‪++‬و العق‪+‬د الناجم‪++‬ة العق‪+‬د الجنس‪++‬ية‬
‫كم‪++‬ا ق‪++‬ال فروي‪++‬د ‪ ،‬إنم‪++‬ا هي األحالم الناش‪++‬ئة عن رواس‪++‬ب نفس‪++‬ية للتج‪++‬ارب اإلنس‪++‬انية البدائي‪++‬ة متمثل‪++‬ة‬
‫في األس‪++‬اطير وم‪++‬ا س‪++‬مي بالنم‪++‬اذج العلي‪++‬ا الموروث‪++‬ة في األذه‪++‬ان والمنبثق‪++‬ة في الفن بطريق‪++‬ة تلقائي‪++‬ة‬
‫فهي انتقلت من الالشعور الفردي إلى الالشعور الجمعي‪.‬‬

‫وهذا األخير على عكس األول ( الفردي ( أي أّن ه ال يمثل كل ما هو خاص وذاتي؛ بل يشمل‬

‫كل الخبرات الجماعية السابقة التي تولد بالفطرة مع اإلنسان في ذاكرته‪.‬‬

‫ک ‪++‬ارل غوس ‪++‬تاف يوت ‪++‬ع ‪ :‬دور الالش ‪++‬عور ومع ‪++‬نى علم النفس لإلنس ‪++‬ان الح ‪++‬ديث ت ‪++‬ر نه ‪++‬ال خياط ‪++‬ة‪،‬‬
‫المؤسسة الجامعية للدراسات‬

‫ثانيا ‪:‬جهود العلماء العرب في النقد النفسي‬


‫الفصل األول النظري‪ :‬الدراسة النفسية لألدب‬

‫يحف‪++ +‬ل النق‪++ +‬د الع ‪+ +‬ربي بمح‪++ +‬اوالت س‪++ +‬عت إلى نف‪++ +‬د النص‪++ +‬وص ود ارس‪++ +‬تها بمن‪++ +‬اهج نقدي‪++ +‬ة حديث‪++ +‬ة‬
‫ومعاص ‪+‬رة والنق‪++‬د النفس‪++‬ي ض‪++‬منها‪ ،‬لق‪++‬د أث‪++‬ير االهتم‪++‬ام به‪++‬ذا المنهج وتبن‪++‬اه نق‪++‬اد في الس‪++‬احة العربي‪++‬ة‬
‫أمثال العقاد والنويهي‪ ،‬وعز الدين إسماعيل‬

‫إن للعق‪+‬اد جه‪+‬ود وممارس‪+‬ات نقدي‪+‬ة نفس‪+‬ية ‪ ،‬ود ارس‪+‬ات س‪+‬يكولوجية ومح‪+‬اوالت ت‪+‬دعم التوج‪+‬ه النفس‪+‬ي‬
‫في دراسته لألدب من خالل تسليطه الضوء على شخص‪++‬يات وش‪++‬عراء ع‪+‬رب ق‪++‬دامي إذ يكش‪++‬ف عن‬
‫شخص‪++ +‬ية ومالمح أبي ن ‪+ +‬واس في ض‪++ +‬وء النرجس‪++ +‬ية وعق‪++ +‬دة أوديب وتن‪++ +‬اول بالتحلي‪++ +‬ل شخص‪++ +‬ية ابن‬
‫ال ‪++‬زومي وح ‪++‬اول الكش ‪++‬ف عن عبقريات ‪++‬ه وتكوين ‪++‬ه النفس ‪++‬ي والجس ‪++‬دي ‪ .‬أم ‪++‬ا الن ‪++‬ويهي‪ :‬فق ‪++‬د تب ‪++‬نى ه ‪++‬و‬
‫اآلخر المنهج النفسي وأصدر مجموعة دراسات فنشر كتابه نفس‪+‬ية أبي ن‪+‬واس ع‪+‬ام ‪ 1953‬تفحص‬
‫في‪++‬ه ش‪++‬خص الش‪++‬اعر من خالل مض‪++‬امينه الش‪++‬عرية ‪ ،‬حيث خلص أن‪++‬ه يع‪++‬اني من ش‪++‬ذوذ جنس‪++‬ي ‪،‬‬
‫حب الخم ‪+‬رة ‪ - ....‬وق‪++‬دم تحلي‪++‬ل الشخص‪++‬ية الش‪++‬اعر بش‪++‬ار بن ب‪++‬رد كش‪++‬ف عن أبع‪++‬اده النفس‪++‬ية في‬
‫‪1‬‬
‫مستويات ظاهرة تضخم األنا والليبدو والكبت الجنسي‪.‬‬

‫‪ -1‬الدراسة النفسية عند العقاد‬

‫‪ 1-2‬تحليل العقاد لشخصية أبي نؤاس‪:‬‬

‫يكش‪++‬ف العق‪++‬اد عن شخص‪++‬ية ومالمح أبي ن ‪+‬واس وح‪++‬اول تحدي‪++‬د العق‪++‬د واالض‪++‬طرابات النفس‪++‬ية ال‪++‬تي‬
‫يع‪++‬اني منه‪++‬ا الش‪++‬اعر ‪.‬حيث كتب كتاب‪++‬ه عن أبي ن‪+‬ؤاس ح‪++‬اول في‪++‬ه ش‪++‬رح شخص‪++‬ية ه‪++‬ذا الش‪++‬اعر في‬
‫ضوء مجموع‪+‬ة من الحق‪+‬ائق النفس‪+‬ية والعلمي‪+‬ة >> لق‪+‬د حل‪+‬ل الناق‪++‬د ه‪+‬ذه الشخص‪++‬ية‪ ،‬فخلص إلى أن‪+‬ه‬
‫يع ‪++‬اني من عق ‪++‬دة النرجس ‪++‬ية ‪ ،‬و أن ‪++‬ه وش ‪++‬خص منح ‪++‬رف من خالل عالقت ‪++‬ه ب ‪++‬الجنس والخم‪+ +‬رة وحب‬
‫ال‪++‬ذات‪ ،‬وانغماس‪++‬ه في المحرم‪++‬ات وض‪++‬ع العق‪+‬اد جمي‪++‬ع أش‪++‬عار أبي ن‪+‬واس في ب‪++‬اب الغ‪++‬زل والخمري‪++‬ات‬
‫والمجون ‪ ،‬ويرى أن هذا الشاعر قد عمد للجهر إو ظهار المحرمات والتمت‪++‬ع به‪++‬ا وال‪++‬دعوة القترافه‪++‬ا‪.‬‬
‫<<‪ 2‬يق‪++‬ول << إن ق‪++‬الوا ح‪+‬رام ق‪++‬ل ح‪+‬رام * ولكن الل‪++‬ذات في الح‪+‬رام فالل‪++‬ذة عن‪++‬ده تكمن في ارتك‪++‬اب‬
‫المحرمات‪ ،‬وجزم العقاد أن ما يقوم به هذا الشاعر ما هو إال لفت لالنتب‪++‬اه وس‪++‬د لحاج‪++‬ة نفس‪++‬ية في‬
‫داخل‪++‬ه‪ ،‬والتف‪+‬اخر بله‪++‬وه ومجون‪++‬ه محاول‪++‬ة من‪++‬ه لتع‪++‬ويض الش‪++‬عور ب‪++‬النقص‪ ،‬وبحث عن االهتم‪++‬ام ‪ ،‬ثم‬

‫‪1‬‬
‫عز الدين إسماعيل ‪ :‬التفسير النفسي لألدب ‪ ،‬دار غريب‪ ،‬القاهرة ‪( ،)4( ،‬دت)‪ ،‬ص ‪7‬‬
‫الفصل األول النظري‪ :‬الدراسة النفسية لألدب‬

‫انتق‪+‬ل إلى ش‪+‬اعر آخ‪+‬ر‪ ،‬وص‪+‬ب اهتمام‪+‬ه علي‪+‬ه وح‪+‬اول رس‪+‬م ص‪+‬ورة عن ابن ال‪+‬رومي ووض‪+‬ح مع‪+‬اني‬
‫العبقرية لديه‪.‬‬

‫‪ 1-3‬تحلي‪+++‬ل العق ‪++‬اد لشخص‪+++‬ية ابن ال‪+++‬رومي درس العق ‪++‬اد شخص ‪++‬ية ابن ال ‪++‬زومي ؛ أص ‪++‬له ونش‪+++‬أته‬
‫ومزاجه وتكوينه النفسي والجسدي وحاول النف‪+‬اذ ألس‪+‬رار بالغت‪+‬ه في كتاب‪+‬ه " ابن ال‪+‬رومي حيات‪+‬ه من‬
‫ش‪++‬عره ‪ .‬فتح‪++‬دث من موض‪++‬وعه األث‪++‬ير عن عبقريات‪++‬ه الش‪++‬عرية وأرجعه‪++‬ا إلى أص‪++‬وله اإلغريقي‪++‬ة * לל‬
‫إن عبقرياته تعود إلى شخصيته اإلغريقية فهو اهتم بالمعنى كما اهتم باللفظ في قص‪++‬يدته وأس‪++‬لوبه‬
‫سهل يبدو أن الناقد يعطي لمفهوم الوراثة الحضارية دو ار في تشكل ال‪+‬ذوق الف‪+‬ني واألدبي فاهتم‪+‬ام‬
‫الشاعر بالمعنى واللفظ واعتماده األسلوب السهل على المتكلف في قصائده ارج‪++‬ع ألص‪++‬له ثم يق‪++‬ف‬
‫في تحليل‪+++‬ه عن‪+++‬د خاص‪++ +‬ية أخ‪+++‬رى من خ ‪++‬واص الطبيع‪+++‬ة اليوناني ‪++‬ة واإلغريقي ‪++‬ة حب الطبيع ‪++‬ة أن ابن‬
‫ال‪++‬رومي حس‪++‬ب ویری ه‪++‬ذه الخاص‪++‬ية ‪ << .‬على التش‪++‬خيص والتص‪++‬وير وولع‪++‬ه ب‪++‬األلوان ‪ > ...‬לל‬
‫هي ومن حب‪++‬ه للطبيع‪++‬ة انبثقت قدرت‪++‬ه إذن حب ه‪++‬ذا الش‪++‬اعر للطبيع‪++‬ة جعل‪++‬ه يش‪++‬خص محاس‪++‬نها في‬
‫شعره ‪ ،‬كان يحتفل بالحياة ‪ :‬متمتعا بالذوق والخي‪+‬ال م‪+‬أخوذا بالجم‪+‬ال‪ .‬وق‪+‬د رك‪+‬ز العق‪+‬اد في د ارس‪+‬ته‬
‫‪.1‬‬ ‫لشخصية ابن الرومي وتطرق لعنصر واحد هو ‪ :‬السمرة‬

‫االض‪++‬طراب العص‪++‬بي ‪ :‬بع‪++‬د ه‪++‬ذا االض‪++‬طراب ن‪++‬اتج عن إس‪+‬راف الش‪++‬اعر في الطع‪++‬ام والش‪++‬رب ح‪++‬تى‬ ‫‪-2‬‬
‫االمتالء ومطاوعته لرغباته واالندفاع معها وقلة الص‪+‬بر عنه‪+‬ا ‪ ،‬يق‪+‬ول العق‪+‬اد ال تعوزن‪+‬ا األدل‪+‬ة على‬
‫اختالل أعصاب ابن الرومي وشذوذه من شعره أو من غ‪+‬ير ش‪+‬عره فحي‪+‬اة ابن ال‪+‬رومي وك‪+‬ذا أش‪+‬عاره‬
‫تنقل تفاصيل اضطراب النفس العصبي ‪.‬‬
‫الد ارس‪++‬ة النفس‪++‬ية عن‪++‬د الن‪++‬ويهي‪ :‬تب‪++‬نى الن‪++‬ويهي ه‪++‬ذا المنهج ودرس شخص‪++‬يات وف‪++‬ق المنحى النفس‪++‬ي‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تحليله لشخصية بشار بن برد وأبي نواس‪.‬‬

‫تحليل النويهي لشخصية بشار بن برد‪ :‬حاول رصد األبع‪++‬اد النفس‪++‬ية والكش‪++‬ف عن حي‪++‬اة الش‪++‬اعر‬
‫بشار بن برد في مستويات هي تضخم األنا ‪ ،‬الليبيدو ‪ ،‬والكبت الجنسي‬

‫أ‪ -‬ظاهرة تضخم األنا ‪ :‬المالحظ لشخصية بشار يج‪+‬د أن حب ال‪+‬ذات ط‪+‬اغي عليه‪+‬ا ‪ ،‬وتض‪++‬خم‬
‫هذه الذات راجع لألثر الذي تركته عاهة العمى في نفسه والتراكمات النفس‪++‬ية ال‪++‬تي تح‪++‬ولت لحال‪++‬ة‬

‫‪1‬‬
‫محمود عباس العقاد‪ :‬أبي نواس ‪ ،‬الحسن بن هاني منشورات المكتبة العصرية ‪ ،‬بيروت ‪( ،‬دط) ‪ ،2010 ،‬ص ‪41‬‬
‫الفصل األول النظري‪ :‬الدراسة النفسية لألدب‬

‫مرضية ال شعورية تبدو من خالل شعره‪ .‬صالح حسين اليني ‪:‬‬

‫ب‪ -‬ظاهرة الكبت الجنس‪+‬ي ( الليبي‪+‬دو) إن حال‪+‬ة الكبت الجنس‪+‬ي س‪+‬بب اض‪++‬طراب نفس‪+‬ية بش‪+‬ار إذ‬
‫أّن ه عانى في طفولته من حالة مرضية سيما أنه نشأ في أسرة عربي‪+‬ة محافظ‪+‬ة مّم ا ول‪+‬د ل‪+‬ه رد فع‪+‬ل‬
‫عكسي لألس‪+‬رة والمجتم‪+‬ع والس‪+‬لطة والمعتق‪+‬د وه‪+‬ذا ظ‪+‬اهر في ش‪+‬عره على ش‪+‬كل كلم‪+‬ات بذيئ‪+‬ة فاحش‪+‬ة‬
‫وهج‪++‬اء وس‪++‬باب وش‪++‬تم ال ينط‪++‬ق به‪++‬ا إنس‪++‬ان س‪++‬وي‪ ،‬فح‪++‬اول تحقي‪++‬ق ت‪+‬وازن شخص‪++‬ي وحال للص‪+‬راعات‬
‫الداخلي‪++‬ة في نفس‪++‬ه * إذ أن األن‪++‬ا العلي‪++‬ا تمث‪++‬ل دور ال ‪+‬رقيب تج‪++‬اه األن‪++‬ا وهي مت‪++‬أثرة بالبيئ‪++‬ة والثقاف‪++‬ة‬
‫والتربية والسير وفق النواميس العامة للمجتمع ظاهرة مركب النقص ‪ << :‬إن الق‪+‬ارئ لحي‪++‬اة بش‪++‬ار‬
‫بن ب‪+‬رد يالح‪+‬ظ إص‪++‬ابته بم‪+‬ركب النقص‪ ،‬فه‪+‬و فاق‪++‬د البص‪++‬ر من‪+‬ذ والدت‪+‬ه ح‪+‬اول تع‪+‬ويض ه‪+‬ذا الم‪+‬رض‬
‫والنقص تعويض‪++‬ا إيجابًي ا وتعويض‪++‬ا آخ‪++‬ر س‪++‬لبيا‪ .‬أم‪++‬ا عن اإليج‪++‬ابي يتمث‪++‬ل في تغلب‪++‬ه على الش‪++‬عور‬
‫ب‪+‬النقص نش‪+‬ير إلى زواي‪+‬ا هام‪+‬ة من حي‪+‬اة الش‪+‬اعر حققت ل‪+‬ه اإلج‪+‬ادة في الش‪+‬عر فق‪+‬د أب‪+‬دع بش‪+‬ار في‬
‫إبراز الصورة الش‪+‬عرية وص‪ّ+‬و ر المالحم والح‪+‬روب وتغ‪+‬زل بالنس‪+‬اء أم‪+‬ا التع‪+‬ويض الس‪+‬لبي من أش‪+‬كاله‬
‫الس‪+‬خط ‪ ،‬س‪+‬وء الظن والن‪+‬دم والك‪+‬ره وع‪+‬دم الثق‪+‬ة واالس‪+‬تخفاف بالبش‪+‬ر فق‪+‬د أض‪++‬فى بش‪+‬ار بن ب‪+‬رد على‬
‫‪1‬‬
‫شعره الهجائي ألوان السخرية بالمهجور وذمه والصاق النقائص به‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬األبعاد النفسية للشخصية‬

‫ينحص‪++ +‬ر البع‪++ +‬د النفس‪++ +‬ي في الرواي‪++ +‬ة العربي‪++ +‬ة في الشخص‪++ +‬يات الروائي‪++ +‬ة س ‪+ +‬واء من حيث ش‪++ +‬كلها‬
‫الخارجي أو عالقاتها ببعضها بعض أو طبيعتها نمطي‪++‬ة نامي‪++‬ة‪ ،‬رئيس‪++‬ية ‪ ،‬ثانوي‪++‬ة‪ .‬و لكن يمكن ان‬
‫تدرج عناصر أخرى تجس‪+‬د البع‪+‬د النفس‪+‬ي في الرواي‪+‬ة ك‪+‬العنوان الرئيس‪+‬ي و العن‪+‬اوين الداخلي‪+‬ة و ك‪+‬ذا‬
‫الص‪++‬ورة و األل ‪+‬وان ال‪++‬تي تحويه‪++‬ا‪ .‬و إذا أردن‪++‬ا أن نحص‪++‬ي الرواي‪++‬ات ال‪++‬تي وظفت البع‪++‬د النفس‪++‬ي ف‪++‬إن‬
‫ذل ‪++‬ك مس ‪++‬تحيل‪ ،‬ألن ‪++‬ه ال يمكن أن تكتب رواي ‪++‬ة و تؤس ‪++‬س شخص ‪++‬يات دون أن يك ‪++‬ون البع ‪++‬د النفس ‪++‬ي‬
‫حاض‪ +‬ار فيه‪++‬ا‪ ،‬فم‪++‬ا أك‪++‬ثر الروائ‪++‬يين ال‪++‬ذين اتخ‪++‬ذوا شخص‪++‬يات مركب‪++‬ة و معق‪+‬دة كبط‪++‬ال لرواي‪++‬اتهم ن‪++‬ذكر‬
‫من ذل ‪++‬ك شخص ‪++‬ية الش ‪++‬اعر المثق ‪++‬ف في رواي ‪++‬ة "الش ‪++‬معة و ال ‪++‬دهاليز" للط ‪++‬اهر وط ‪++‬ار و شخص ‪++‬ية‬
‫الساردة "ياما" في رواية "مملكة الفراشة" لواسيني األعرج التي تبدو كأنها تعاني من شيء يشبه‬

‫‪1‬‬
‫ابن عاشور محمد الطاهر‪ :‬ديوان بشار بن برد ج‪ 4‬لجنةالتأليف والترحمة والنشر القاهرة ط‪ 1966 1‬ص ‪145‬‬
‫الفصل األول النظري‪ :‬الدراسة النفسية لألدب‬

‫الباثولوجي‪++‬ا النفس‪++‬ية ‪ La pathologie psychique‬ال‪++‬تي فص‪++‬لتها عن واقعه‪++‬ا و أنهكت نفس‪++‬يتها‬


‫إلى ح ‪ّ+‬د ال‪++‬دمار‪ .‬و ك‪++‬ذلك بعض شخص‪++‬يات نجيب محف‪++‬وظ في روايت‪++‬ه "اللص والكالب" من خالل‬
‫شخص‪++‬ية "س‪++‬عيد" مه ‪+‬ران" ال‪++‬ذي قس‪++‬م الك‪++‬اتب حيات‪++‬ه النفس‪++‬ية مرحل‪++‬تين ه‪++‬امتين ‪:‬هم‪++‬ا مرحل‪++‬ة م‪++‬ا قب‪++‬ل‬
‫السجن و مرحلة الخروج من السجن و اآلثار النفسية التي خلفها في السجم في الشخصية‪.‬‬
‫الفصل الثاني التطبيقي ‪ :‬الدراسة النفسية لرواية حوريات على حافة الجنة‬

‫‪:‬الفصل الثاني‬
‫دراسة نفسية لرواية‬
‫حوريات على حافة الجنة‬
‫الفصل الثاني التطبيقي ‪ :‬الدراسة النفسية لرواية حوريات على حافة الجنة‬

‫أوال‪ :‬ملخص الرواية ‪:‬‬

‫في روايته‪++‬ا الجدي‪++‬دة تحكي بش‪++‬رى بوش‪++‬ارب قص‪++‬ة درامي‪++‬ة بعن‪+‬وان " حوري‪++‬ات على حاف‪++‬ة الجن‪++‬ة‬
‫دونت أحداث هذه الرواية على متن ‪ 482‬صفحة‪ ،‬الصادر عن دار النخبة المصرية‪.‬‬

‫خطت الكاتبة " بشرى بوشارب بقلمها رواية تسرد فيها قصة البطل‪++‬ة بس‪++‬مة تل‪++‬ك الفت‪++‬اة القروي‪++‬ة‬
‫الطموح‪++‬ة ال‪++‬تي ترع‪++‬رعت وك‪++‬برت في قري‪++‬ة أوالد عس‪++‬كر رفق‪++‬ة أمه‪++‬ا الم‪++‬دعوة نعيم‪++‬ة‪ ،‬وال‪++‬تي عاش‪++‬ت‬
‫أوج‪++‬اع ال‪++‬زمن وذاقت م‪ +‬اررة العيش م‪++‬ع زوج‪++‬ة أخيه‪++‬ا المتس‪++‬لطة ال‪++‬تي ك‪++‬انت دائم‪++‬ا م‪++‬ا تظلمه‪++‬ا وت‪++‬ذلها‬
‫أم‪++‬ام أمه‪++‬ا المقع‪++‬دة وأخيه‪++‬ا الوحي‪++‬د الض‪++‬عيف الشخص‪++‬ية ال‪++‬ذي ال يح‪++‬رك س‪++‬اكن‪ ،‬بع‪++‬د م‪++‬وت وال‪++‬دتها‬
‫اغتنمت فرص ‪++‬ة فق ‪++‬ررت تزويجه ‪++‬ا في أق ‪++‬رب وقت ممكن من أج ‪++‬ل االس ‪++‬تيالء على ال ‪++‬ورث‪ .‬ف‪+ +‬زفت‬
‫نعيم ‪++‬ة إلى ش ‪++‬خص ي ‪++‬دعى م ‪+‬راد وه ‪++‬و فالح بس ‪++‬يط ع‪++‬رف بهدوئ ‪++‬ه وطيبت ‪++‬ه وأخالق ‪++‬ه الرفيع ‪++‬ة‪ ،‬ك ‪++‬انت‬
‫خديجة والدة مراد امرأة عجوز شريرة تعامل نعيمة باحتقار وقسوة‪ ،‬حينها أدركت نعيمة أنها س‪++‬تعيد‬
‫نفس القصة لتكون هذه المرأة راضخة ألوامر حماتها‪ ،‬بالرغم من حب مراد لها إال أنه كان مغلوبا‬
‫على أم‪+‬ره وجواب‪++‬ه ك‪++‬ان الص‪++‬مت دائم‪++‬ا‪ .‬فع‪++‬اش م‪++‬ع نجم‪++‬ة معيش‪++‬ة ض‪++‬نكا إلى أن وافت‪++‬ه المني‪++‬ة ج‪+‬راء‬
‫مس‪++‬اعدته لطف‪++‬ل ص‪++‬غير ك‪++‬ان على حاف‪++‬ة النه‪++‬ر ‪ ،‬فأنق‪++‬ذ حي‪++‬اة الطف‪++‬ل وت‪++‬وفي على إث‪++‬ر ذل‪++‬ك‪ ،‬ك‪++‬انت‬
‫جن‪++‬ازة مهيب‪++‬ة والك‪++‬ل ي‪++‬ترحم على الش‪++‬اب ال‪++‬ذي ع‪++‬رف بأخالق‪++‬ه ورزانت‪++‬ه‪ ،‬لي‪++‬ترك نعيم‪++‬ة وحي‪++‬دة وبقيت‬
‫س ‪++‬اكنة ت ‪++‬ذرف دموع ‪ً+‬ا كأنه ‪++‬ا البح ‪++‬ر اله ‪++‬ائج بأمواج ‪++‬ه حامل ‪++‬ة في حجره ‪++‬ا بس ‪++‬مة" تل ‪++‬ك البنت ال ‪++‬تي لم‬
‫‪+‬ور لحي‪++‬اة نعيم‪++‬ة من‪++‬ذ والدته‪++‬ا فلواله‪++‬ا لطردته‪++‬ا حماته‪++‬ا من‬
‫تنط‪++‬ق باس‪++‬م وال‪++‬دها ‪،‬بع‪++‬د ك‪++‬انت بس‪++‬مة ن‪ً +‬ا‬
‫بيته‪++‬ا‪ .‬تس‪++‬ارعت األي‪++‬ام لتك‪++‬بر بس‪++‬مة ال‪++‬تي ت‪+‬ربت يتيم‪++‬ة األب ولم تج‪++‬د س‪++‬وى أمه‪++‬ا ال‪++‬تي ك‪++‬انت تعم‪++‬ل‬
‫‪+‬ار من أج‪++‬ل أن تكس‪++‬ب قوته‪++‬ا وق‪++‬وت ابنته‪++‬ا‪ ،‬حيث اتخ‪++‬ذت من األرض مالذا له‪++‬ا‪ ،‬فك‪++‬انت‬
‫ليًال ونه‪ً +‬ا‬
‫تح‪++‬رث وت‪++‬زرع األرض وتج‪++‬ني محص‪++‬ولها من أج‪++‬ل أن ت‪++‬وفر حاجي‪++‬ات ابنته‪++‬ا خاص‪++‬ة بع‪++‬د أن ب‪++‬دأت‬
‫في الد ارس ‪++‬ة‪ ،‬فك ‪++‬انت بس ‪++‬مة من بين األوائ ‪++‬ل في مدرس ‪++‬تها‪ ،‬وتص ‪++‬نع منه ‪++‬ا أمه ‪++‬ا اس ‪++‬تثناء بين فتي ‪++‬ات‬
‫القري‪++‬ة‪ ،‬فالع‪++‬ادة في ق‪++‬رى الج ازئ‪++‬ر عن‪++‬دما تتحص‪++‬ل الفت‪++‬اة على األهلي‪++‬ة تل‪++‬تزم ال‪++‬بيت وتنتظ‪++‬ر نص‪++‬يبها‬
‫لكن نعيم‪++‬ة تل‪++‬ك اإلم‪++‬براطورة ح‪++‬اولت إيص‪++‬ال ابنته‪++‬ا إلى أعلى الم ‪+‬راتب بإمكاني‪++‬ات ض‪++‬ئيلة‪ .‬لتكم‪++‬ل‬
‫بس ‪++ +‬مة بع ‪++ +‬د ذل ‪++ +‬ك د ارس ‪++ +‬تها وتتحص ‪++ +‬ل على الباكالوري ‪++ +‬ا بج ‪++ +‬دارة‪ .‬س ‪++ +‬بتمبر ‪ ....‬موع ‪++ +‬د التس ‪++ +‬جيالت‬
‫الجامعي ‪++ +‬ة‪ .‬ذهبت بس ‪++ +‬مة م ‪++ +‬ع ص ‪++ +‬ديقتها المقرب ‪++ +‬ة ش ‪++ +‬افية" رفق ‪++ +‬ة وال ‪++ +‬دها من أج ‪++ +‬ل إكم ‪++ +‬ال م ارس ‪++ +‬م‬
‫التسجيالت‪ .‬لكن أثناء عودتها انصدمت بأمها خرساء قفي غيابها تلقت نعيم‪+‬ة ض‪+‬ربة ش‪+‬مس قوي‪+‬ة‬
‫الفصل الثاني التطبيقي ‪ :‬الدراسة النفسية لرواية حوريات على حافة الجنة‬

‫أثن‪+‬اء خ‪+‬دمتها لألرض من أج‪+‬ل توف‪+‬ير المص‪+‬اريف الجامعي‪+‬ة ألميرته‪+‬ا‪ ،‬مم‪+‬ا أدى إلى ارتف‪+‬اع ض‪+‬غط‬
‫دمه‪++‬ا واص‪++‬ابتها ب‪++‬البكم‪ ..‬واألن بس‪++‬مة في ص‪++‬دمة وح‪++‬يرة من ح‪++‬ال وال‪++‬دتها فكي‪++‬ف س‪++‬تتركها في ه‪++‬ذه‬

‫القرية خرس‪+‬اء ع‪+‬اجزة وت‪+‬ذهب للعاص‪+‬مة من أج‪+‬ل د ارس‪+‬تها‪ .‬ق‪+‬دم م‪+‬دير الثانوي‪+‬ة لبس‪+‬مة غرض‪ً+‬ا مغري‪ً+‬ا‬
‫فه‪++‬و يع‪++‬رف ام ‪+‬رأة ت‪++‬دعى " زليخ‪++‬ة" زوج‪++‬ة ص‪++‬ديقه الس‪++‬ابق اس‪++‬ماعيل رحم‪++‬ه اهلل تقطن في العاص‪++‬مة‬
‫وتمتل‪++‬ك م‪++‬نزال ومكتب‪++‬ة‪ ،‬ارس‪++‬لها الم‪++‬دير ووافقت على طلب‪++‬ه بع‪++‬دما ش‪++‬كر له‪++‬ا خص‪++‬الها الحمي‪++‬دة وش‪++‬دة‬
‫تعلقها بالدراسة‪ .‬تنتقل بسمة إلى العاصمة رفقة أمه‪+‬ا الخرس‪+‬اء من أج‪+‬ل مواص‪++‬لة د ارس‪+‬تها في كلي‪+‬ة‬
‫الحق‪++‬وق ألن هاجس‪++‬ها الوحي‪++‬د من‪++‬ذ البداي‪++‬ة ال‪++‬دفاع عن الظلم ال‪++‬ذي اس‪++‬تقر في نف‪++‬وس الوح‪++‬وش‪ ،‬في‬
‫ب‪++‬ادئ األم‪++‬ر ك‪++‬انت عالق‪++‬ة زليخ‪++‬ة ببس‪++‬مة ح‪++‬ادة وقاس‪++‬ية‪ ،‬لكن وراء ه‪++‬ذه القس‪++‬وة ام ‪+‬رأة أنهكه‪++‬ا ال‪++‬زمن‬
‫وال‪++‬تزمت ح‪++‬دها بع‪++‬د م‪++‬وت زوجه‪++‬ا ال‪++‬تي لم تنجب من‪++‬ه ول‪++‬دًا‪ ،‬م‪++‬ع م‪++‬رور األي‪++‬ام تتقب‪++‬ل زليخ‪++‬ة بس‪++‬مة‬
‫وتكونان صداقة جميلة لتسلمها بعد ذلك شؤون المكتبة رفقة عامل لها يدعى سمير لكن بشرط أن‬
‫توفق بين دراستها وعملها‪.‬‬

‫ك‪++‬انت بس‪++‬مة دائم‪++‬ا تبهره‪++‬ا بنتائجه‪++‬ا وه‪++‬ذا م‪++‬ا جعله‪++‬ا تك‪++‬بر في عين أمه‪++‬ا‪ ،‬تتط‪++‬ور ص‪++‬داقة بس‪++‬مة‬

‫وتتع ‪++‬رف في الجامع ‪++‬ة على ك ‪++‬ل من حي ‪++‬اة وج ازئ ‪++‬ر‪" ،‬حي ‪++‬اة " تل ‪++‬ك الفت ‪++‬اة العاش ‪++‬قة ال ‪++‬تي أحبت ش ‪++‬ابًا‬
‫يدعى يوسف منذ أيام الثانوي‪+‬ة لكن حبه‪+‬ا لم يكتم‪+‬ل ألن والدت‪+‬ه أجبرت‪+‬ه على ال‪+‬زواج من ابن‪+‬ة أخته‪+‬ا‬
‫اليتيمة لينهار الحب أمام قرار األم ويحترق يوسف وتحترق حياة معه بعد أن عرفت بزواج‪++‬ه ال‪++‬ذي‬
‫أخف‪+‬اه عنه‪++‬ا‪ .‬ج ازئ‪++‬ر الفت‪++‬اة الكتوم‪++‬ة ال‪++‬تي دفنت حب حياته‪++‬ا وأبت أن ال تخ‪++‬بر ب‪++‬ه أح‪++‬دًا لتم‪++‬وت في‬
‫قهر بسبب ض‪+‬عف قلبه‪+‬ا بع‪+‬د أن رفض وال‪+‬دها تزويجه‪+‬ا بش‪+‬اب من قريته‪+‬ا ي‪+‬دعى "حس‪+‬ام ك‪+‬ون ج‪+‬ده‬
‫ك‪++‬ان خائن ‪ً+‬ا لل‪++‬وطن لينه‪++‬ار ه‪++‬ذا الحب أم‪++‬ام الوطني‪++‬ة‪ .‬وبع‪++‬د م‪++‬رور الس‪++‬نوات‪ ....‬أص‪++‬بحت " بس‪++‬مة"‬
‫محامي ‪++‬ة‪ ،‬وتفتح مكتب ‪++‬ا في بيت " زليخ ‪++‬ة بع ‪++‬دما أص ‪++‬بح بيته ‪++‬ا بع ‪++‬د وفاته ‪++‬ا‪ ،‬وحينه ‪++‬ا تتع ‪++‬رف على "‬
‫مهدي حّبها األول الذي كان مغترب‪ً+‬ا وج‪+‬اء إلى الج ازئ‪+‬ر ليس‪+‬تقر ويخت‪+‬ار "بس‪+‬مة" زوج‪+‬ة ل‪+‬ه‪ .‬لكن في‬
‫الحقيق‪++‬ة ك‪++‬ان عكس ذل‪++‬ك تمام ‪ً+‬ا فمه‪++‬دي ك‪++‬ان مخطط‪++‬ه األول االنتق‪++‬ام والحص‪++‬ول على بيت زليخ‪++‬ة‬
‫ذل‪++‬ك ال‪++‬بيت ال‪++‬ذي يظن أن‪++‬ه مل‪++‬ك ألبي‪++‬ه وأن " اس‪++‬ماعيل" أخ‪++‬ذه غص‪++‬بًا من أبي‪++‬ه المقع‪++‬د في ايطالي‪++‬ا‪،‬‬
‫لكن رغم ذلك أحب "بسمة" وأراد اس‪+‬قاط عص‪++‬فورين بحج‪+‬ر واح‪+‬د‪ ،‬فق‪+‬ام باالتف‪+‬اق م‪+‬ع س‪+‬مير" العام‪+‬ل‬
‫في المكتب‪++‬ة بته ‪+‬ريب أم ‪+‬وال طائل‪++‬ة من العمل‪++‬ة الص‪++‬عبة من مس‪++‬تودع بيت "بس‪++‬مة"‪ ،‬ولم يكتفي به‪++‬ذا‬
‫فق ‪++‬ط فق ‪++‬د ق‪+++‬ام باختط ‪++‬اف الس ‪++‬يدة نعيم ‪++‬ة" وأبع ‪++‬دها عن "بس ‪++‬مة" ألن ‪++‬ه ك ‪++‬ان يخج ‪++‬ل من أص‪+++‬ل أمه ‪++‬ا‬
‫الفصل الثاني التطبيقي ‪ :‬الدراسة النفسية لرواية حوريات على حافة الجنة‬

‫الخرس‪++‬اء‪ .‬ق‪++‬ام س‪++‬مير" بت‪++‬ولي قض‪++‬ية اختط‪++‬اف "نعيم‪++‬ة فأرس‪++‬لها إلى الحج بواس‪++‬طة الس‪++‬يد "مص‪++‬طفى"‬
‫وزوجت ‪++‬ه بكونه ‪++‬ا أم ‪++‬ه وأرادت أداء مناس ‪++‬ك الحج‪ .....‬ت‪+ +‬والت األح ‪++‬داث وبقيت "نعيم ‪++‬ة" متش ‪++‬ردة في‬
‫شوارع مكة ال تعرف أحدًا‪ ،‬أما بسمة المسكينة فقد أضحت حياتها ألما وخوفا‪.‬‬

‫استمر هذا الحال لمدة سنة كاملة و "مهدي في تلك الظروف كالثعلب الماكر يحاول التق‪++‬رب‬
‫من بسمة أكثر واقناعها ب‪+‬الزواج من‪+‬ه في أس‪+‬رع وقت ممكن‪ ،‬لكن "بس‪+‬مة رفض‪+‬ت ه‪+‬ذا وق‪+‬ررت ع‪+‬دم‬
‫الزواج حتى تجد أمها‪ .‬تستمر األحداث ويظهر "مهدي على حقيقته ذل‪++‬ك الش‪++‬اب ال‪++‬ذي وثقت ب‪++‬ه ‪.‬‬
‫بس ‪++‬مة وك ‪++‬اد أن يص ‪++‬بح زوج‪ً+ +‬ا له ‪++‬ا لكن بع ‪++‬ودة أمه ‪++‬ا كش ‪++‬فته على حقيقت ‪++‬ه لتع ‪++‬ود إلى أرض ال ‪++‬وطن‬
‫بفض‪+‬ل علم الج ازئ‪+‬ر ال‪+‬ذي اعتلفت ب‪+‬ه وهي تبكي بحرق‪+‬ة وهي تحتض‪+‬نه في مك‪+‬ة فحينه‪+‬ا عرف‪+‬وا أنه‪+‬ا‬
‫جزائري‪++‬ة األص‪++‬ل‪ ،‬ع‪++‬ادت الحي‪++‬اة إلى "بس‪++‬مة فال ش‪++‬يء يعي‪++‬د البس‪++‬مة والف‪++‬رح إلى قلوبن‪++‬ا إال همس‪++‬ات‬
‫األم‪ .‬حكم القاضي على "مهدي بسبع سنوات وعلى "سمير " م‪++‬دة ثالث س‪++‬نوات‪ ،‬انقه‪++‬ر ك‪++‬ل منهم‪++‬ا‬
‫بس‪++‬بب فعلتهم‪++‬ا الس‪++‬وداء ف‪++‬األول حس‪++‬بته حبيبه‪++‬ا وزوجه‪++‬ا المس‪++‬تقبلي والث‪++‬اني ص‪++‬ديقها ال‪++‬وفي الخل‪++‬وق‬
‫الذي دفعه الطمع إلى خيانة تلك الصداقة‪ .‬بعد سنوات‪ ....‬تزوجت بسمة بـ "فيص‪++‬ل" ذل‪+‬ك الش‪+‬اب‬
‫العاشق الذي كان يخبئ حبه لـ "بسمة" منذ أيام الجامعة والذي لم يخجل أبدأ من أصل والدتها بل‬
‫يحبه‪++‬ا ويق‪++‬درها كأنه‪++‬ا أم‪++‬ه‪ .‬ه‪++‬ذه هي قص‪++‬ة نعيم‪++‬ة تل‪++‬ك اإلم‪++‬براطورة ال‪++‬تي جاه‪++‬دت من أج‪++‬ل غ‪++‬رس‬
‫حلمها في ابنتها وتعليمها والبنت المتعلم‪+‬ة ال‪+‬تي تح‪ّ+‬د ت ك‪+‬ل الع‪+‬الم ح‪+‬تى حب قلبه‪+‬ا من أج‪+‬ل ال‪+‬رقي‬
‫بأمها في أعلى مراتب السعادة والفرح بعدما ذاقت م اررة الحياة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دراسة العنوان دراسة نفسية‬

‫العنوان يعتبر عتبة اولى للولوج لقلب النص االدبي ويعت‪++‬بر هوي‪++‬ة للنص ومفت‪++‬اح لفهم مكنون‪++‬ات‬
‫العمل األدبي وهو يعتبر أيض‪++‬ا رس‪+‬الة للق‪+‬ارئ يعلم‪+‬ه الك‪+‬اتب فيه‪+‬ا بمض‪++‬امين النص ويرتب‪+‬ط العن‪+‬وان‬
‫ب‪+‬النص‪ ،‬إذن ب‪+‬دون العن‪+‬وان يك‪+‬ون النص وثيق‪+‬ة ض‪++‬ائعة‪ ،‬وب‪+‬دون النص يك‪+‬ون العن‪+‬وان ب‪+‬دون مع‪+‬نى‪،‬‬
‫فعنوان النص األدبي هو اسمه وسمته وعنوان روايتنا هو حوريات على حافة الجنة‬

‫اإليم‪++‬ان بالجن‪++‬ة والرغب‪++‬ة في الوص‪++‬ول إليه‪++‬ا هي مف‪++‬اهيم تعم‪++‬ق في الوج‪++‬دان اإلنس‪++‬اني‪ ،‬وق‪++‬د تلقى‬
‫اهتماًم ا كبيًر ا في األدب والفلسفة على مر العصور‪ .‬تقدم رواية "حوريات على حافة الجنة" للكاتبة‬
‫الفصل الثاني التطبيقي ‪ :‬الدراسة النفسية لرواية حوريات على حافة الجنة‬

‫األردني‪++ +‬ة عف‪++ +‬اف الطب‪++ +‬اع نظ ‪+ +‬رة عميق‪++ +‬ة في كيفي‪++ +‬ة ت‪++ +‬أثير اإليم‪++ +‬ان بالجن‪++ +‬ة على الس‪++ +‬لوك اإلنس‪++ +‬اني‬
‫والعالقات الشخصية‪ .‬في هذا المقال‪ ،‬سنقوم بدراسة نفسية لتلك اآلثار والتأثيرات المحتملة‪.‬‬

‫الثقاف‪++‬ة والديان‪++‬ة وتأثيره‪++‬ا على اإليم‪++‬ان‪ :‬تمن خالل فهم الثقاف‪++‬ة والديان‪++‬ة وكي‪++‬ف ت‪++‬ؤثر على اإليم‪++‬ان‬
‫بالجن‪++‬ة‪ .‬يعت‪++‬بر االعتق‪++‬اد في الجن‪++‬ة ج‪++‬زًء ا ال يتج ‪ +‬أز من ع‪++‬دة ديان‪++‬ات وثقاف‪++‬ات‪ ،‬ويمكن أن يك‪++‬ون ل‪++‬ه‬
‫تأثير كبير على شخصيات األفراد وسلوكهم‪.‬‬

‫الرغب‪++‬ة في الجن‪++‬ة وتأثيره‪++‬ا على الس‪++‬لوك‪ :‬تعكس الرغب‪++‬ة في الجن‪++‬ة تطلع‪++‬ات اإلنس‪++‬ان نح‪++‬و المثالي‪++‬ة‬
‫والس ‪++‬عادة األبدي ‪++‬ة‪ .‬يمكن أن ت ‪++‬ؤدي ه ‪++‬ذه الرغب ‪++‬ة إلى تغي ‪++‬يرات في الس ‪++‬لوك اإلنس ‪++‬اني‪ ،‬مث ‪++‬ل الس ‪++‬عي‬
‫للتضحية والعطاء‪ ،‬وتحسين العالقات االجتماعية‪ ،‬وتبني قيم العدالة والتعاطف‪.‬‬

‫التض‪+‬حية من أج‪+‬ل الجن‪+‬ة وتأثيره‪+‬ا على العالق‪+‬ات‪ :‬ق‪+‬د ي‪+‬ؤدي االعتق‪+‬اد في الجن‪+‬ة إلى تحف‪+‬يز األف‪+‬راد‬
‫على التض‪++‬حية والعط‪++‬اء من أج‪++‬ل تحقيقه‪++‬ا‪ .‬وم‪++‬ع ذل‪++‬ك‪ ،‬يمكن أن ي‪++‬ترتب على ذل‪++‬ك ت‪++‬أثيرات متباين‪++‬ة‬
‫على العالق ‪++‬ات الشخص ‪++‬ية‪ ،‬حيث ق ‪++‬د تظه ‪++‬ر الص‪+ +‬راعات بين األف‪+ +‬راد ال ‪++‬ذين يتعارض ‪++‬ون في اآلراء‬
‫حول كيفية تحقيق الجنة‪.‬‬

‫اإليم ‪++‬ان والتعام ‪++‬ل م ‪++‬ع التح ‪++‬ديات‪ :‬يمكن أن يك ‪++‬ون االعتق ‪++‬اد في الجن ‪++‬ة مص ‪++‬دًرا للق ‪++‬وة واألم ‪++‬ل خالل‬
‫التحديات والصعوبات في الحياة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬قد يع‪+‬اني األف‪+‬راد ال‪+‬ذين يواجه‪+‬ون تح‪+‬ديات متك‪+‬ررة من‬
‫تداعيات نفسية ناتجة عن التوتر والقلق المستمرين‪.‬‬

‫إن اإليم ‪++‬ان بالجن ‪++‬ة يمكن أن يك ‪++‬ون ع ‪++‬اماًل هاًم ا في تش ‪++‬كيل الس ‪++‬لوك والعالق ‪++‬ات اإلنس ‪++‬انية‪.‬‬
‫يمكن له‪++‬ذا االعتق‪+‬اد أن يحف‪+‬ز األف‪+‬راد على العط‪++‬اء والتض‪++‬حية‪ ،‬لكن‪++‬ه ق‪++‬د يث‪++‬ير أيًض ا تح‪++‬ديات نفس‪++‬ية‬
‫في التعامل مع التوترات والصعوبات‪.‬‬
‫الفصل الثاني التطبيقي ‪ :‬الدراسة النفسية لرواية حوريات على حافة الجنة‬

‫ثالثا‪ :‬دراسة نفسية لشخصيات الرواية‬

‫نعيم‪++ +‬ة‪ :‬تع‪++ +‬د نعيم‪++ +‬ة من أهم الشخص‪++ +‬يات ال‪++ +‬تي ترتك‪++ +‬ز عليه‪++ +‬ا أح‪++ +‬داث الرواي‪++ +‬ة من خالل دوره‪++ +‬ا‬ ‫‪-1‬‬
‫الرئيسي حيث ساهمت في حبك األح‪+‬داث‪ ،‬إذ تع‪+‬د نعيم‪+‬ة نموذج‪+‬ا للم‪+‬رأة المجاه‪+‬دة والمناض‪++‬لة ال‪+‬تي‬
‫واجهت الكثير من الصعوبات والعراقيل بكل صبر وقناعة ويظهر ذلك من خالل‪ :‬فقدانها لوالدتها‬

‫المقعدة لتجد نفس‪+‬ها وحي‪+‬دة دون س‪+‬ند و زواجه‪+‬ا من ش‪+‬خص غ‪+‬ريب وهي ال تتج‪+‬اوز العش‪+‬رين عام‪ً+‬ا‬
‫لتغادر بذلك منزلها وتترك ورائها ذكري‪+‬ات مؤلم‪+‬ة ‪ .‬فق‪+‬دانها لزوجه‪+‬ا "م‪+‬راد" ال‪+‬ذي لم يعش معه‪+‬ا ف‪++‬ترة‬
‫طويل‪++‬ة‪ ،‬قاس‪++‬مها فيه‪++‬ا همومه‪++‬ا وأحزانه‪++‬ا وآالمه‪++‬ا‪ ،‬ال‪++‬ذي ت‪++‬وفي حينم‪++‬ا ك‪++‬ان يح‪++‬اول إنق‪++‬اذ طف‪++‬ل ص‪++‬غير‬
‫س‪++‬قط في ليتركه‪++‬ا بع‪++‬د ذل‪++‬ك وحي‪++‬دة تحم‪++‬ل بين ذراعيه‪++‬ا ابن‪++‬ة رائع‪++‬ة لتن‪++‬ير حياته‪++‬ا بع‪++‬ده‪ ،‬وحي‪++‬دة تكاب‪++‬د‬
‫‪1‬‬
‫ظروف الفقر والجوع وهي أصبحت اآلن أما مسؤولة‪.‬‬

‫بسمة‪ :‬تمثلت في شخصية المرأة المتعلم‪+‬ة‪ :‬وهي البنت الوحي‪+‬دة لنعيم‪+‬ة‪ ،‬فك‪+‬انت بمثاب‪+‬ة الن‪+‬ور ال‪+‬ذي‬ ‫‪-2‬‬
‫يوجهه‪++‬ا لألم‪++‬ل ال‪++‬تي تع‪++‬ودت على فقدان‪++‬ه في حياته‪++‬ا‪ ،‬حيث ك‪++‬انت بس‪++‬مة تري‪++‬د إع‪++‬ادة البس‪++‬مة ال‪++‬تي‬
‫‪+‬ور في الرواي ‪++‬ة‪ 2‬فهي‬
‫خاص ‪++‬مت ش ‪++‬فتي أمه ‪++‬ا‪ .‬وتعت ‪++‬بر شخص ‪++‬ية بس ‪++‬مة من أك ‪++‬ثر الشخص ‪++‬يات حض ‪ً +‬ا‬
‫ليست مجرد شخصية رئيس فقط بل هي البطلة أساسا التي تدور حوله‪+‬ا أغلب أح‪+‬داث الرواي‪+‬ة‪ .‬كم‪+‬ا‬
‫اعتبرته ‪++‬ا أم ‪ً+‬ا مثقف‪++‬ة رغم‬ ‫تقمص ‪++‬ت بس ‪++‬مة أيض ‪++‬ا دور الس ‪++‬ارد في بعض مق‪++‬اطع الرواي ‪++‬ة فتق‪++‬ول ‪:‬‬
‫جهله‪++‬ا ألن‪+‬ني بفض‪++‬لها ش‪++‬غلت أهم المناص‪++‬ب‪ ،‬وهي في عي‪++‬ني س‪++‬يدة المجتم‪++‬ع ب‪++‬الرغم من أنه‪++‬ا ول‪++‬دت‬
‫فق‪++‬يرة ابن‪++‬ة األرض ال تع‪++‬رف س‪++‬وى تقالي‪++‬د الغ‪++‬رس والحص‪++‬اد ‪ .....‬وتق‪++‬ول أيض‪++‬ا ك‪++‬انت حي‪++‬اة أمي‬
‫ش ‪++‬اقة ص ‪++‬عبة‪ ،‬ترع ‪++‬رعت في م ‪++‬نزل متواض ‪++‬ع وك ‪++‬برت في قري ‪++‬ة جميل ‪++‬ة تم ‪++‬تزج نس ‪++‬ائمها بتغري ‪++‬د‬
‫العص‪++‬افير وأرض‪++‬ها الرحب‪++‬ة برزقه‪++‬ا ومائه‪++‬ا كم‪++‬ا تق‪++‬ول ‪ " :‬ك‪++‬انت وال‪++‬دتي نعيم‪++‬ة من أجم‪++‬ل فتي‪++‬ات‬
‫القري‪++‬ة وك‪++‬ان عمله‪++‬ا المعت‪++‬اد ك‪++‬ل ي‪++‬وم ه‪++‬و الطبخ وجلب الم‪++‬اء من العين وح‪++‬رث األرض تع‪++‬د بس‪++‬مة‬
‫مث ‪++‬اًال للم‪++‬رأة القوي ‪++‬ة‪ ،‬ال ‪++‬تي ص ‪++‬برت وك ‪++‬افحت لتص ‪++‬ل إلى حلم لطالم ‪++‬ا راوده ‪++‬ا وراود أمه ‪++‬ا فدرس ‪++‬ت‬
‫"بسمة" بالرغم من الظروف التي كانت تعيشها‪ ،‬حيث ك‪++‬انت تل‪++‬ك الظ‪++‬روف ص‪++‬عبة ج‪++‬دًا لكن ذل‪++‬ك لم‬
‫يمنعها من أن تصل إلى حلمها‪ ،‬فكانت أمها السند الثابت لها‪ ،‬وشجعتها ولم تمنعها من دراستها‬
‫ب‪++‬ل عملت واجته‪++‬دت ح‪++‬تى تحق‪++‬ق م‪++‬ا أرادت‪++‬ه ابنته‪++‬ا‪ .‬كم‪++‬ا ي‪++‬تراءى من خالل الرواي‪++‬ة أن ه‪++‬ذه الشخص‪++‬ية‬

‫‪1‬‬
‫بشرى بوشارب‪،‬حوريات على حافة الجنة‪،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر د ط ‪ 2017‬ص ‪15‬‬
‫‪2‬‬
‫المصدر نفسه ص ‪453‬‬
‫الفصل الثاني التطبيقي ‪ :‬الدراسة النفسية لرواية حوريات على حافة الجنة‬

‫البطل ‪++‬ة شخص ‪++‬ية نامي ‪++‬ة تنم ‪++‬و ع ‪++‬بر أح ‪++‬داث الرواي ‪++‬ة‪ ،‬تتغ ‪++‬ير وتتح ‪++‬ول من ح ‪++‬ال إلى آخ ‪++‬ر‪ ،‬وهي في‬
‫تصاعد حتى النهاية‪ .‬فنجدها في أول الرواية شخص‪++‬ية يتيم‪++‬ة بع‪++‬دما ت‪++‬وفي وال‪++‬دها وفارقه‪++‬ا وهي في‬
‫سن صغيرة‪ ،‬مثقلة ب‪+‬الهموم والمش‪+‬قة بس‪+‬بب األوض‪+‬اع االجتماعي‪+‬ة والمادي‪+‬ة من فق‪+‬ر وع‪+‬وز وحاج‪+‬ة‪،‬‬
‫لتتطور بعد ذلك وتصبح شخصية قوي‪+‬ة‪ ،‬اس‪+‬تمدت طاقته‪+‬ا من وال‪+‬دتها ال‪+‬تي وهبته‪+‬ا عمره‪+‬ا وجه‪+‬دها‬
‫لتص‪++‬نع منه‪++‬ا ام ‪+‬رأة طموح‪++‬ة ومتعلم‪++‬ة فبع‪++‬د عن‪++‬اء طوي‪++‬ل وظ‪++‬روف ق‪++‬اهرة أص‪++‬بحت "بس‪++‬مة" محامي‪++‬ة‬
‫مش‪+‬هورة اتقنت مهنته‪+‬ا وأحبته‪+‬ا‪ ،‬وص‪++‬ارت مقص‪++‬د الكث‪+‬ير من الن‪+‬اس‪ ،‬كم‪+‬ا ال ننس‪+‬ى أنه‪+‬ا دافعت عن‬
‫قضيتها وقضية أمها‪ .‬وظلت بسمة تعم‪++‬ل جاه‪++‬دة لكي تخ‪++‬رج أمه‪++‬ا من قوقع‪++‬ة الفق‪+‬ر لتتح‪++‬ول حياته‪++‬ا‬
‫إلى األفض ‪++ +‬ل‪ ،‬وتنقله ‪++ +‬ا إلى ع ‪++ +‬الم مليء بالس ‪++ +‬عادة واألف‪+ + +‬راح بع ‪++ +‬د ك ‪++ +‬ل م ‪++ +‬ا م ‪++ +‬رت به ‪++ +‬ا من معان ‪++ +‬اة‬
‫ومص‪++‬اعب‪ ،‬وتعرض‪++‬هما للخيان‪++‬ة وخيب‪++‬ة أم‪++‬ل من قب‪++‬ل أش‪++‬خاص وض‪++‬عت فيهم ك‪++‬ل الثق‪++‬ة‪ ،‬لتنص‪++‬دما‬
‫بحقيقتهم البش‪++‬عة بع‪++‬د أن اكتش‪++‬فت ك‪++‬ل األك‪++‬اذيب وس‪++‬قطت األقنع‪++‬ة عن وج‪++‬وههم‪ .‬ولكن ب‪++‬الرغم من‬
‫ذل‪++‬ك لم تفق‪++‬د "بس‪++‬مة قوته‪++‬ا وعزمه‪++‬ا ب‪++‬ل واجهت ذل‪++‬ك بك‪++‬ل ش‪++‬جاعة وص‪++‬بر وق‪++‬وة لتس‪++‬ترد حقه‪++‬ا وح‪++‬ق‬
‫وال ‪++‬دتها‪ .‬خ ‪++‬رجت "بس ‪++‬مة" تحس باالنتص ‪++‬ار رافع ‪++‬ة أرس ‪++‬ها من الهزيم ‪++‬ة ال ‪++‬تي تكب ‪++‬دها مه ‪++‬دي‪ .‬وأمه ‪++‬ا‬
‫بجانبه‪++‬ا‪ ،‬أم‪++‬ا ه‪++‬و فخس‪++‬ر ك‪++‬ل ش‪++‬يء ح‪++‬تى وال‪++‬ده المقع‪++‬د في بالد أخ‪++‬رى ال يع‪++‬رف عن‪++‬ه ش‪++‬يئًا ‪ .‬وفي‬
‫األخ ‪++‬ير ت ‪++‬زوجت "بس ‪++‬مة" بـ "فيص ‪++‬ل" ال ‪++‬ذي ك ‪++‬ان يحبه ‪++‬ا من ‪++‬ذ أي ‪++‬ام الجامع ‪++‬ة وال ‪++‬ذي عوض ‪++‬ها ك ‪++‬ل م ‪++‬ا‬
‫خس ‪+‬رته‪ ،‬فك ‪++‬ان له ‪++‬ا ال ‪++‬زوج المحب وال ‪++‬وفي‪ ،‬وك ‪++‬ان يحب وال ‪++‬دتها وكأنه ‪++‬ا أم ‪++‬ه‪ ،‬ل ‪++‬تززق بينت أس ‪++‬متها‬
‫"زليخة"‪ " .‬ثم حمل ابنتها "زليخة على كتفه‪ ،‬وأمسك بيد تعيمة‪ ،‬وص‪++‬اح ب‪++‬أعلى ص‪++‬وته وه‪++‬و متوج‪++‬ه‬
‫لألرض‪.‬‬

‫الم‪+‬رأة العاش‪++‬قة تمثلت في شخص‪++‬ية حي‪++‬اة وهي ص‪++‬ديقة "بس‪++‬مة المقرب‪++‬ة وزميلته‪++‬ا في الد ارس‪++‬ة درس‪++‬تا‬ ‫‪-3‬‬
‫مع ‪++‬ا في الجامع ‪++‬ة وكونت ‪++‬ا ص ‪++‬داقة جميل ‪++‬ة وقوي ‪++‬ة ج ‪++‬دا‪ ،‬كم ‪++‬ا أن حي ‪++‬اة أيض ‪++‬ا فت ‪++‬اة قروي ‪++‬ة ريفي ‪++‬ة مث ‪++‬ل‬
‫بسمة"‪ ،‬حيث كان الفارق الوحيد بينهما هو أن حياة كانت تعيش وسط عائل‪++‬ة كب‪++‬يرة تحيله‪++‬ا وتعتم‪++‬د‬
‫عليها‪ ،‬على عكس "نسمة" التي كانت تمتلك أمها فقط‪ .‬كم‪++‬ا ت‪++‬بين من خالل الرواي‪++‬ة أنه‪++‬ا شخص‪++‬ية‬
‫عاش‪++‬قة عاش‪++‬ت قص‪++‬ة حب جميل‪++‬ة غ‪++‬يرت مس‪++‬ار حياته‪++‬ا لكن لم يكتب له‪++‬ا أن تكم‪++‬ل ه‪++‬ذه القص‪++‬ة‪،‬‬
‫فهي كذلك غدرت وخدعت من طرف حبيبها الذي حلمت أن تكمل حياتها معه‪ ،‬وانتظرت‪++‬ه ط‪++‬ويًال‪،‬‬
‫ففاجئه‪++‬ا بزواج‪++‬ه دون علمه‪++‬ا‪ ،‬لتنص ‪++‬دم بع‪++‬د معرف‪++‬ة ه‪++‬ذا الخ‪++‬بر وينكس‪++‬ر قلبه‪++‬ا‪ .‬ش‪++‬ك ار على الخيان‪++‬ة‬
‫والك‪++ +‬ذب‪ ،‬ش‪++ +‬ك ار ألن‪++ +‬ك لطخت أجم‪++ +‬ل مع‪++ +‬اني الحب وتركت‪++ +‬ني أع‪++ +‬اني األلم لكن ليس لألب‪++ +‬د ألن‪++ +‬ك‬
‫الفصل الثاني التطبيقي ‪ :‬الدراسة النفسية لرواية حوريات على حافة الجنة‬

‫ستعيش ‪++‬ها ‪،‬أنت اذهب لتطمئن على وال ‪++‬دتك‪ .‬المس ‪++‬كينة وابحث عن زوجت ‪++‬ك ال ‪++‬تي لم يكن له ‪++‬ا ذنب‬
‫س‪++‬وى أنه‪++‬ا انتظرت‪++‬ك أحبت‪++‬ك مثلي وحي‪++‬اة ك‪++‬انت ال‪++‬ذرع األيمن لبس‪++‬مة والس‪++‬ند الق‪++‬وي له‪++‬ا‪ ،‬حيث ك‪++‬انت‬
‫تق‪++‬ف بجانبه‪++‬ا في ك‪++‬ل الظ‪++‬روف وتس‪++‬اندها ‪ .‬لكن كم‪++‬ا يق‪++‬ال على ق‪++‬در المش‪++‬قة تك‪++‬ون مغ‪++‬انم الرحل‪++‬ة‪،‬‬
‫ابتس‪++‬م الق‪++‬در م‪+‬رة ثاني‪++‬ة لـ "حي‪++‬اة"‪ ،‬حيث ص‪++‬ادقت حي‪++‬ا جميال ينس‪++‬بها عش‪++‬قها الس‪++‬ابق ويعوض‪++‬ها عم‪++‬ا‬
‫‪1‬‬
‫أتمنى أن يكون عمر كفيصل ويعوضك حياة تستحقينها عوض الذي جمعك بيوسف‪.‬‬

‫ج ازئ‪++‬ر‪ :‬الم ‪+‬رأة المض ‪++‬حية وهي ص ‪++‬ديقة بس‪++‬مة وحي‪++‬اة ‪ ،‬فت‪++‬اة طموح‪++‬ة وطالب‪++‬ة متفوق ‪++‬ة‪ ،‬ك‪++‬انت تعم‪++‬ل‬ ‫‪-4‬‬
‫ممرض‪++‬ة س‪++‬ماها وال‪++‬دها حب‪++‬ا لوطن‪++‬ه وتيمن‪++‬ا ب‪++‬الثورة ك‪++‬انت تعيش رفقت‪++‬ه‪ .‬ك‪++‬انت ج ازئ‪++‬ر ش‪++‬علة تح‪++‬ترق‬
‫لتنير من حولها حيث كانت تص‪+‬ارع الم‪+‬رض والحب بم‪+‬ا في‪+‬ه من مت‪+‬اعب وعلى عاتقه‪+‬ا حم‪+‬ل ثقي‪+‬ل‬
‫وهو حبها لشاب من قريتها الذي لم تهنأ به للحظة بسبب رفض والدها له‪+‬ذا الش‪+‬اب ألن ج‪+‬ده ك‪+‬ان‬
‫خائنا للوطن إيان الثورة‪.‬‬
‫زليخ‪++‬ة‪ :‬تع‪++‬د مث‪++‬اًال للم ‪+‬رأة الكتوم‪++‬ة‪ ،‬وهي من مع‪++‬ارف م‪++‬دير "نس‪++‬مة"‪ ،‬ك‪++‬انت تعيش وحي‪++‬دة بع‪++‬د أن‬ ‫‪-5‬‬
‫ت‪++‬وفي زوجه‪++‬ا ولم ت‪++‬رزق بأطف‪++‬ال انتقلت بس‪++‬مة وأمه‪++‬ا للعيش معه‪++‬ا بتوص‪++‬ية من م‪++‬دير أس‪++‬مة لتكم‪++‬ل‬
‫دراستها وتمتلك زليخة مكتبة كبيرة تتولى هي إدارتها‪ ،‬في بادئ األمر ك‪++‬انت عالق‪++‬ة زليخ‪++‬ة" بيس‪++‬مة‬
‫وأمه‪++‬ا ح‪++‬ادة وقاس‪++‬ية نوع‪ً+‬ا م‪++‬ا ولكن وراء ه‪++‬ذه القس‪++‬وة ام‪+‬رأة أنهكه‪++‬ا ال‪++‬زمن وال‪++‬تزمت وح‪++‬دتها‪ .‬وص‪++‬ت‬
‫زليخ‪++‬ة "بس‪++‬مة ب‪++‬أن تأخ‪++‬ذ وال‪++‬دتها لت‪++‬ؤدي مناس‪++‬ك الحج عوض ‪ً+‬ا عنه‪++‬ا وعن زوجه‪++‬ا ك‪++‬انت األم الثاني‪++‬ة‬
‫والصديقة لبسمة‪ ،‬وها هي اآلن ترحل وتترك "بسمة" ووالدتها وحيدتان مثلما كانتا في األول‪.‬‬
‫علجية وهي الم‪+‬رأة المقه‪+‬ورة وهي ص‪+‬ديقة "نعيم‪+‬ة المقرب‪+‬ة من‪+‬ذ الص‪+‬غر ورفيق‪+‬ة دربه‪+‬ا هي تل‪+‬ك الم‪+‬رأة‬ ‫‪-6‬‬
‫ال‪++‬تي ع‪++‬انت غطرس‪++‬ة وقه‪++‬ر زوجه‪++‬ا الكس‪++‬ول األن‪++‬اني‪ .‬لم تكن حي‪++‬اة عجي‪++‬ة مختلف‪++‬ة عن حي‪++‬اة نعيم‪++‬ة‬
‫فكالهم‪+‬ا عاش‪+‬ا حي‪+‬اة ص‪+‬عبة فعلجي‪+‬ة أيض‪+‬ا لم تس‪+‬لم من ظلم زوج‪+‬ة أبيه‪+‬ا‪ ،‬لتنتق‪+‬ل إلى عنه‪+‬ا ال‪+‬زوجي‬
‫وتكم‪+++‬ل رحلته‪+++‬ا المليئ‪+++‬ة ب‪+++‬القهر والظلم من ط‪+++‬رف زوجه‪+++‬ا فك ‪++‬انت هي األم واألب ألبنائه ‪++‬ا الثالث‪+++‬ة‬

‫ووهبت كل حياتها من أجل أن تكسب قوت عيشهم‪ .‬لم تعش "علجية" ط‪++‬ويًال لت‪++‬ذهب وت‪++‬ترك ف ارغ‪ً+‬ا‬
‫أعمق من كل الفراغات بعد أن عاشت حي‪++‬اة كله‪++‬ا ألم ومعان‪++‬اة‪ .‬رحلت بع‪++‬د أن ن‪++‬الت م‪++‬ا يكفيه‪++‬ا من‬
‫الض‪++‬رب والتع‪++‬ذيب والش‪++‬تم ف‪++‬ردت بابتس‪++‬امة لم تف‪++‬ارق ش‪++‬فتيها يوم ‪ً+‬ا والي‪++‬وم رحلت بابتس‪++‬امة لتس‪++‬تقبل‬
‫عالمًا اخر اختارت أن ترحل إليه بهدوء وسكينة‬

‫‪1‬‬
‫الرواية ص ‪460‬‬
‫الفصل الثاني التطبيقي ‪ :‬الدراسة النفسية لرواية حوريات على حافة الجنة‬

‫عقيل‪++‬ة وهي الم‪+‬رأة العاقل‪++‬ة ‪ :‬اس‪++‬م على مس‪++‬مى ‪ ،‬حيث ك‪++‬انت من أعق‪++‬ل نس‪++‬اء القري‪++‬ة وأك‪++‬ثرهم طيب‪++‬ة‬ ‫‪-7‬‬
‫وهي ص‪++ +‬ديقة نعيم‪++ +‬ة ونعم الج‪++ +‬ارة ال‪++ +‬تي س‪++ +‬اندتها ووقفت معه‪++ +‬ا‪ ،‬ودافعت عنه‪++ +‬ا حينم‪++ +‬ا اتهمت في‬
‫شرقها‪ ،‬فكانت هي التي تؤمن ببراءتها وعفتها‪ ،‬فكانت تواسيها وتخفف عنه‪++‬ا األلم وتق‪+‬ف معه‪++‬ا في‬
‫كل محنة تمر بها‪.‬‬
‫فاطمة المرأة المتسلطة وهي زوجة أخ نعيمة " عرفت بتسلطها وقسوتها على نعيمة‪ ،‬وغيرتها منها‬ ‫‪-8‬‬
‫ألن الجميع كانوا يحبون نعيمة تلك الفتاة الرزينة والهادئة‪ ،‬فك‪++‬ان همه‪++‬ا الوحي‪++‬د التخلص من نعيم‪++‬ة‬
‫وذلك من خالل تزويجها‪ ،‬فكانت "فاطمة" تكره " نعيمة" ووالدتها المعاقة‪ " .‬متى يكون لدينا حياتن‪++‬ا‬
‫المس‪++‬تقلة ونحن نفتح بيت ‪ً+‬ا ملج‪++‬أ للمع‪++‬وقين والع ‪+‬وانس ‪ ..‬فأض‪++‬حت حي‪++‬اة " نعيم‪++‬ة جحيم‪++‬ا تعيش‪++‬ه في‬
‫‪1‬‬
‫صمت وصبر وهي تسمع الشتائم واالنتقادات من طرف "فاطمة‬
‫عائش‪++‬ة الم ‪+‬رأة المتض‪++‬امنة ‪ :‬هي الم ‪+‬رأة اللطيف‪++‬ة الحنون‪++‬ة المس‪++‬اعدة التـي اس‪++‬تطاعت أن تجم‪++‬ع بين‬ ‫‪-9‬‬
‫األم وابنته‪++‬ا من خالل تعاطفه‪++‬ا م‪++‬ع نعيم‪++‬ة الم ‪+‬رأة الخرس‪++‬اء ال‪++‬تي اختطفت من الج ازئ‪++‬ر إلى المدين‪++‬ة‬
‫المن‪++‬ورة من قب‪++‬ل خطيب ابنته‪++‬ا‪ ،‬فق‪++‬د وج‪++‬دتها الس‪++‬يدة عائش‪++‬ة م‪++‬ع ذه‪++‬ابهم ألداء مناس‪++‬ك العم ‪+‬رة ض‪++‬نا‬
‫منهم أن ض‪++‬ائعة‪ .‬في المدين‪++‬ة أثن‪++‬اء تض‪++‬امن "عائش‪++‬ة" م‪++‬ع "بس‪++‬مة" من أج‪++‬ل الكش‪++‬ف عن المختط‪++‬ف‬
‫الحقيقي ألمها حتى آخر لحظة‪.‬‬
‫خديج‪++‬ة الم ‪+‬رأة المستس‪++‬لمة‪ :‬هي أم "م ‪+‬راد" زوج "نعيم‪++‬ة" أي حماته‪++‬ا ت‪++‬رملت في س‪++‬ن ص ‪++‬غير وقبلت‬ ‫‪-10‬‬
‫وح‪++‬دتها فق‪++‬ط لينم‪++‬و ابنه‪++‬ا بين أجفائه‪++‬ا فه‪++‬و ك‪++‬ل م‪++‬ا تمل‪++‬ك‪ ،‬ف‪++‬أفنت عمره‪++‬ا في خدم‪++‬ة األرض ومراقب‪++‬ة‬
‫"م‪+‬راد" ال‪++‬ذي ك‪++‬ان ن‪++‬ور عينيه‪++‬ا ونبض قلبه‪++‬ا ولكن ك‪++‬ل ه‪++‬ذا الحب ك‪++‬ان لـ "م‪+‬راد" فق‪++‬ط‪ ،‬أم‪++‬ا بالنس‪++‬بة لـ‬
‫نعيم‪++‬ة فق‪++‬د ك‪++‬انت تل‪++‬ك العج‪++‬وز الجاف‪++‬ة المتس‪++‬لطة‪ ،‬فهي لم تحب نعيم‪++‬ة أب‪++‬دًا ض‪++‬نا منه‪++‬ا أنه‪++‬ا س‪++‬تأخذ‬
‫مكانتها ‪ ،‬فهي ال تقبل أن تكون في مملكتها ملكة أخرى غيرها‪ ،‬فكانت تريد أن تبقى زمام األمور‬
‫بي ‪++‬دها ‪،‬وح ‪++‬دها‪ ،‬ح ‪++‬تى أنه ‪++‬ا تظن أن ابنه ‪++‬ا من ممتلكاته ‪++‬ا أيض ‪++‬ا وال يح ‪++‬ق التص ‪++‬رف في ‪++‬ه‪ - .‬ك ‪++‬انت‬
‫نعيم‪+++‬ة دون مل‪+++‬ل أو كل‪+++‬ل فق ‪++‬ط لترض‪+++‬ي حماته‪+++‬ا المستعص ‪++‬ية ح ‪++‬تى أن الكالم يبونهم ‪++‬ا ك‪+++‬ان ش‪+++‬به‬
‫مع‪++‬دوم‪ ،‬فق‪++‬د ك‪++‬انت تعامله‪++‬ا بعن‪++‬وس وكانه‪++‬ا ال تس‪++‬تحق الش‪++‬فقة أو كلم‪++‬ة طيب‪++‬ة‪ ،‬ولكن ك‪++‬انت ت‪++‬رى أن‬
‫دورها ينحصر في خدمة زوجها واالنصياع ألوامرها وهذا ما جعل العيمة مهمشة دائما‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الرواية ص‪41‬‬
‫الخاتمة‬

‫وفي الخت‪++‬ام حاولن‪++‬ا جم‪++‬ع ج ‪+‬وانب الم ‪+‬رأة في الرواي‪++‬ة الجزائري‪++‬ة المعاص ‪+‬رة‪ .‬إن اله‪++‬دف من ه‪++‬ذه‬
‫الدراسة هو محاولة الكشف عن صورة المرأة عبر اإلبحار في ايحاءات ودالالت ال‪++‬تي تق‪++‬وم عليه‪++‬ا‬
‫الص‪++‬ورة‪ ،‬ومن خالل د ارس‪++‬ة على ه‪++‬ذا الموض‪++‬وع توص‪++‬لنا إلى جمل‪++‬ة من النت‪++‬ائج أهمه‪++‬ا أن الرواي‪++‬ة‬
‫الجزائري ‪++‬ة فن يع ‪++‬الج القض ‪++‬ايا الس ‪++‬ائدة في المجتم ‪++‬ع في مق ‪++‬دمتها الم‪+ +‬رأة و أن الم‪+ +‬رأة بفض ‪++‬ل قوته ‪++‬ا‬
‫وذكائه‪++‬ا إو خالص‪++‬ها اس‪++‬تطاعت أن تثبت وجوده‪++‬ا‪ .‬الم ‪+‬رأة ق‪++‬ادرة على أن تحق‪++‬ق المس‪++‬تحيل وخاص‪++‬ة‬
‫عندما يك‪+‬ون له‪+‬ا ه‪+‬دف معين كم‪+‬ا كش‪+‬فت الروائي‪+‬ة عن معان‪+‬اة الم‪+‬رأة في المجتم‪+‬ع الج ازئ‪+‬ري و ك‪+‬ان‬
‫للمرأة العربية مكانة في الرواية وقد اهتمت هذه األخيرة بكل جوانبها الحياتية فلقد ص‪++‬ورت لن‪++‬ا ه‪++‬ذه‬
‫الرواي‪++ +‬ة نم‪++ +‬اذج ح‪++ +‬ول ص‪++ +‬ورة الم ‪+ +‬رأة باعتباره‪++ +‬ا الرك‪++ +‬يزة األساس‪++ +‬ية في الحي‪++ +‬اة االجتماعي‪++ +‬ة بطبعه‪++ +‬ا‬
‫واحساسها وعواطفها وتفكيرها في ذاتها وهذا راجع إلى العالقات األسرية‪.‬‬

‫وه‪++‬ذه الرواي‪++‬ة في النهاي‪++‬ة ج‪++‬ديرة ب‪++‬القراءة‪ ،‬ألنه‪++‬ا كش‪++‬فت م‪++‬ا يختزن‪++‬ه الواق‪++‬ع وخاص‪++‬ة واق‪++‬ع الم ‪+‬رأة‪،‬‬
‫وتسعى هذه األخيرة بكل قواها إثبات نفسها أمر‪ ،‬ألن المرأة إو ن أنكر الجميع هي المجتمع يكتم‪++‬ل‬
‫إال بها‪.‬‬

‫قائمة المراجع‬
‫والمصادر‬
‫ســيغموند فرويــد‪ :‬المــوجز في التحليــل النفســي‪ ،‬دار الهيئــة المصــرية العـام للكتــاب‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫(دط) ‪( ،‬دت))‬
‫وغليسي يوسف ‪ :‬مناهج النقد االدبي ‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع ط‪1،2007‬‬ ‫‪-2‬‬

‫الساعفين إبراهيم وخليل الشيخ مناهج النقد األدبي الحديث‬ ‫‪-3‬‬

‫عز الدين إسماعيل ‪ :‬التفسير النفسي لألدب ‪ ،‬دار غريب‪ ،‬القاهرة ‪( ،)4( ،‬دت)‪،‬‬ ‫‪-4‬‬

‫محمود عباس العقاد‪ :‬أبي نواس ‪ ،‬الحســن بن هــاني منشــورات المكتبــة العصــرية ‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫بيروت ‪( ،‬دط) ‪،2010 ،‬‬

‫ابن عاشور محمد الطاهر‪ :‬ديوان بشـار بن بـرد ج‪ 4‬لجنـةالتأليف والترحمـة والنشـر‬ ‫‪-6‬‬
‫القاهرة ط‪1966 1‬‬

‫الملحق‬

You might also like