صناعة المستقبل في السياسات العربية نحو تفعيل لدور الدراسات المستقبلية

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 17

‫تنظم جامعة ‪ 08‬ماي ‪ -1945‬قالمة‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية قسم العلوم السياسة‬

‫الملتقى الدولي بعنوان‪:‬‬

‫"صناعة المستقبل في السياسات العربية‪ :‬نحو تفعيل لدور الدراسات المستقبلية"‬

‫أيام ‪ 08‬و‪ 09‬ديسمبر ‪2018‬‬

‫بمجمع هيلبو بوليس‪ -‬قالمة‬

‫االسم واللقب‪ :‬صفراوي فاطمة‬


‫الرتبة العلمية‪ :‬دكتورة‬
‫التخصص‪ :‬علوم سياسية‬
‫الوظيف‪111‬ة‪ :‬أس ‪## #‬تاذة بقس ‪## #‬م العل ‪## #‬وم السياس ‪## #‬ة ب ‪## #‬المركز الج ‪## #‬امعي أحم ‪## #‬د بن يح ‪## #‬يى الونشريس ‪## #‬ي‪-‬‬
‫تيسمسيلت‬
‫المؤسسة‪ :‬جامعة المنار‪-‬تونس العاصمة‬
‫الهاتف‪00213770648764 :‬‬
‫البريد االلكتروني‪safraouifatima02@gmail.com :‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬تحوالت السياسات العربية‪ :‬نحو استشراف مستقبل عربي‬

‫عنوان المداخلة‪ :‬المؤسسة العسكرية وعالقتها بالسلطة في الوطن العربي‪ :‬الواقع والمستقبل‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬الحياة السياسية‪ ،‬الوطن العربي‪ ،‬المؤسسة العسكرية‪ ،‬السلطة‪...‬‬


‫الملخص‪:‬‬
‫أصبحت مسألة تدخل الجيش في الحياة السياسية صفة لصيقة بمختل‪#‬ف األنظم‪#‬ة العربي‪#‬ة وخاص‪#‬ة‬
‫دول الع ‪##‬الم الث ‪##‬الث‪ ،‬حيث تت ‪##‬دخل المؤسس ‪##‬ة العس ‪##‬كرية بص ‪##‬ورة أو ب ‪##‬أخرى لتش ‪##‬غل ج ‪##‬زءًا هام ‪ً#‬ا في الحي ‪##‬اة‬
‫السياس ‪##‬ية‪ ،‬وه ‪##‬و م ‪##‬ا أطل ‪##‬ق علي ‪##‬ه بعض الم ‪##‬ؤرخين ب ‪##‬زرع المؤسس ‪##‬ة العس ‪##‬كرية في الحي ‪##‬اة المدني ‪##‬ة‪ ،‬وتع ‪##‬د‬

‫‪1‬‬
‫ حيث‬،‫ية‬##‫اة السياس‬##‫يرة في الحي‬##‫ورة كب‬##‫دخل الجيش بص‬##‫هدت ت‬##‫تي ش‬##‫اطق ال‬##‫ة من بين المن‬##‫ة العربي‬##‫المنطق‬
‫ذا البحث‬#‫اء ه‬#‫ك ج‬#‫ ومن خالل ذل‬،‫ية‬#‫ة السياس‬#‫الم العملي‬#‫م مع‬#‫مًا في رس‬#‫لعب فيها الجيش دورًا كبيرًا وحاس‬
‫ات‬##‫ا بمؤسس‬##‫ة وعالقته‬##‫لدراسة ومعرفة مدى دور المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية للمنطقة من جه‬
‫ة‬##‫رت المنطق‬##‫تي م‬##‫ة ال‬##‫ل التاريخي‬##‫ف المراح‬##‫رق إلى مختل‬##‫ك من خالل التط‬##‫ وذل‬،‫رى‬##‫ة أخ‬##‫ة من جه‬##‫الرئاس‬
،‫ة‬#‫ة الحالي‬#‫ة إلى المرحل‬#‫رًا للجيش في السياس‬#‫ًا ومباش‬#‫دخًال قوي‬#‫هدت ت‬#‫تي ش‬#‫عينيات وال‬#‫ترة التس‬#‫ومن بينها ف‬
‫ية‬##‫ة السياس‬##‫ه االنظم‬##‫وفي صدد إبراز دور وأهمّي ة الجيش في المجتمعات العربية وذلك بالنظر إلى طبيعت‬
‫ وهي‬،‫ع‬##‫ل المجتم‬##‫لطة داخ‬##‫د دورًا مهّم ًا في الس‬##‫ا للجيش يمنح القائ‬##‫ادة العلي‬##‫ام القي‬##‫ام بمه‬##‫د أن القي‬##‫ نج‬،‫ا‬##‫له‬
‫روف‬## ‫بب الظ‬## ‫ئا بس‬## ‫ون ناش‬## ‫ا يك‬## ‫ا م‬## ‫ول غالب‬## ‫ ألن التح‬،‫لطة‬## ‫اعي في الس‬## ‫ّو ل االجتم‬# #‫كال التح‬## ‫كل من أش‬## ‫ش‬
.‫االجتماعية والسياسية السّيئة التي يتسّبب فيها النظام القائم‬

Sammary :

The military intervention in political life has become a characteristic of various Arab regimes,
especially third world countries, where the military establishment intervenes in one way or
another to occupy an important part of political life. This is what some historians called the
military establishment in civilian life. The Arab region is among the regions Which witnessed
the intervention of the army in a large part in political life, where the army played a major role
and decisive in shaping the political process, and through this research to study the extent of
the role of the military in the political life of the region on the one hand and its relationship
with the institutions of the presidency on the one hand This is done by addressing the various
historical stages that have passed through the region, including the 1990s, which witnessed a
strong and direct intervention by the army in politics to the current stage, and in the context of
highlighting the role and importance of the army in Arab societies, given the nature of their
political systems, The Supreme Command of the Army gives the leader an important role in
power within society, a form of social transformation in power, because transformation is
often the result of the poor social and political conditions caused by the existing system.

:‫مقدمة‬

‫ه‬#‫ة مهّم ة لدي‬#‫ي مكان‬#‫ام السياس‬#‫ّل النظ‬#‫ حيث احت‬،‫لطة‬#‫دور الجيش في الس‬#‫ات ب‬#‫اهتّم ت أغلب الدراس‬
‫د‬##‫ول العدي‬##‫اهرة وص‬##‫هدت ظ‬##‫تي ش‬##‫ وخاّص ة في السبعينّيات من القرن الماضي ال‬،‫خاصة في الدول النامية‬
‫ون الجيش‬##‫د يك‬##‫ فق‬،‫ات‬##‫ية للمؤسس‬##‫ّد دت األدوار السياس‬# ‫ذلك تع‬##‫ ل‬،‫لطة‬##‫رم الس‬##‫كرّيين إلى ه‬##‫من النخب العس‬
،‫وطن‬#‫ة لل‬#‫ات العام‬#‫د السياس‬#‫اهمة في تحدي‬#‫ أو من خالل المس‬،‫رارات‬#‫ناعة الق‬#‫غط في ص‬#‫ة ض‬#‫بمثابة جماع‬
‫دور‬##‫ام بال‬##‫دنيين للقي‬##‫ل الحّك ام الم‬##‫وض من قب‬##‫ون الجيش مف‬##‫د يك‬##‫ وق‬،‫ات…الخ‬##‫ادة االنقالب على الحكوم‬##‫وقي‬

2
‫السياس‪##‬ي وف‪##‬ق مب‪##‬دأ المص‪##‬لحة المتبادل‪##‬ة‪ ،‬أي يف‪##‬وض ك‪ّ#‬ل سياس‪##‬ي أو ح‪##‬اكم مجموع‪##‬ة من الق‪##‬ادة العس‪##‬كريين‬
‫ال‪## #‬ذين يعتم‪## #‬دهم في ارس‪## #‬اء سياس‪## #‬ته وطريق‪###‬ة حكم‪## #‬ه‪ ،‬ألن الح‪## #‬اكم السياس‪## #‬ي ال يمكن‪## #‬ه تحقي‪## #‬ق االس‪## #‬تقرار‬
‫واالس‪## #‬تمرار في حكم‪## #‬ه دون وج‪## #‬ود تأيي‪## #‬د عس‪## #‬كري‪ ،‬وفي المقاب‪## #‬ل تعتم‪## #‬د النخب العس‪## #‬كرية على القائ‪## #‬د‬
‫السياسي لضمان االستمرار في منصبها‪ ،‬والمحافظ‪#‬ة على بق‪#‬اء هيب‪#‬ة المؤّس س‪#‬ة العس‪#‬كرية كك‪#‬ل وف‪##‬ق مب‪#‬دأ‬
‫المص‪## #‬لحة التبادلي‪## #‬ة‪ ،‬وخاّص ة بالنس‪## #‬بة للق‪## #‬ادة السياس‪## #‬يين والم‪## #‬دنيين‪ ،‬الل‪## #‬ذين ال يملك‪## #‬ون إمكاني‪## #‬ات الق ‪ّ# #‬و ة‬
‫الموجودة لدى النخب العسكرية‪.‬‬

‫ولدراسة ومعالجة هذه القضايا يستدعي طرح االشكالية التالية‪:‬‬

‫ما هي طبيع‪1‬ة العالق‪1‬ة بين المؤسس‪1‬ة العس‪1‬كرية والس‪1‬لطة في ال‪1‬وطن الع‪1‬ربي؟ وم‪1‬ا ه‪1‬و واقعه‪1‬ا‬
‫ومستقبلها داخل األنظمة العربية؟‬

‫إن اإلجابة على هذه اإلشكالية يستدعي وضع وصياغة الفرضية التالية‪:‬‬

‫بم‪11‬ا أنن‪11‬ا في عص‪11‬ر التعددي‪11‬ة والديمقراطي‪11‬ة‪ ،‬ف‪11‬ذلك يع‪11‬ني ع‪11‬دم هيمن‪11‬ة الق‪11‬وة العس‪11‬كرية على‬ ‫‪-01‬‬
‫السلطة ف‪1‬ترة طويل‪1‬ة‪ ،‬وفي ال‪1‬وقت نفس‪11‬ه ع‪1‬دم انف‪11‬راد ح‪11‬زب أو أيديولوجي‪11‬ة في الس‪11‬لطة مهم‪11‬ا‬
‫كانت قوته ونفوذه‪ ،‬ولعل احترام رأي األقليات وعدم تهميشها سياسيًا واقتص‪11‬اديا من س‪11‬مات‬
‫المرحل‪11‬ة الجدي‪11‬دة المتقدم‪11‬ة‪ ،‬وإ ن ال‪11‬وطن الع‪11‬ربي يك‪11‬اد ي‪11‬دخل مرحل‪11‬ة جدي‪11‬دة هي بحاج‪11‬ة إلى‬
‫تجديد فكر األمة وإ لى ثقافة جديدة‪.‬‬
‫تراج‪11‬ع دور المؤسس‪11‬ة العس‪11‬كرية سياس‪11‬يًا مره‪11‬ون بم‪11‬دى ق‪11‬وة وتماس‪11‬ك الطبق‪11‬ة السياس‪11‬ية‪،‬‬ ‫‪-02‬‬
‫وطبيعة بنية المؤسسة العسكرية ذاتها‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬جاءت ه‪##‬ذه الدراس‪##‬ة للبحث ومحاول‪##‬ة فهم أهمي‪##‬ة دور المؤسس‪##‬ة العس‪##‬كرية في الس‪##‬لطة في‬
‫الوطن العربي‪ ،‬ولمعالجة هذا الموضوع‪ ،‬وتأسيسًا لما سبق تم تناول المحاور التالية‪:‬‬

‫المحور األول‪ :‬ماهية المؤسسة العسكرية‬

‫المحور الثاني‪ :‬أنماط وأشكال تدخل المؤسسة العسكرية في السلطة‬

‫المحور الثالث‪ :‬الرهانات الجديدة للمؤسسة العسكرية‬


‫المحور الرابع‪ :‬مستقبل المؤسسة العسكرية في المنطقة العربية‬

‫‪3‬‬
‫تقييم جهود تحييد المؤسسة العسكرية‬ ‫‪-‬‬
‫مشاهد مستقبلية للدور السياسي للمؤسسة العسكرية‬ ‫‪-‬‬

‫أهمیة الموضوع‪:‬‬
‫إن تكريس الديمقراطية كخيار استراتيجي لتحقيق الحكم الراشد يمر حتما عبر مدنية‬
‫الدول‪##‬ة وتحيي‪##‬د المؤسس‪##‬ة العس‪##‬كرية داخ‪##‬ل إط‪##‬ار أدواره‪##‬ا الدس‪##‬تورية وهي حماي‪##‬ة ال‪##‬تراب الوط‪##‬ني‬
‫والحف‪##‬اظ على األمن وه‪##‬ذا ال ي‪##‬أتي إال ع‪##‬بر االرتق‪##‬اء به‪##‬ذه المؤسس‪##‬ة نح‪##‬و االحترافي‪##‬ة وال‪##‬تي تب‪##‬دأ‬
‫أوال بإبعاده‪##‬ا عن أي دور سياس‪##‬ي وع‪##‬دم ال‪##‬زج به‪##‬ا في مع‪##‬ترك الص‪##‬راع من أج‪##‬ل الس‪##‬لطة‪ ،‬ومن‬
‫هن‪##‬ا من هن‪##‬ا ت‪##‬برز أهمي‪##‬ة دراس‪##‬ة ال‪##‬دور السياس‪##‬ي للجيش في ال‪##‬وطن الع‪##‬ربي وم‪##‬دى ت‪##‬أثيره على‬
‫اس ‪##‬تقرار النظ ‪##‬ام السياس ‪##‬ي وفعاليت ‪##‬ه‪ ،‬فأهمي ‪##‬ة ه ‪##‬ذا الموض ‪##‬وع تنب ‪##‬ع من أهمي ‪##‬ة الجيش في النظ ‪##‬ام‬
‫السياسي العربي‪ ،‬ودراسة دوره في الشؤون السياسية هو لفهم آلية التفاعالت داخل ه‪##‬ذا النظ‪##‬ام‪،‬‬
‫إضافة إلى أهمية دراسة سلوكها السياسي وفق منهج علمي‪.‬‬

‫المحور األول‪ :‬ماهية المؤسسة العسكرية‪.‬‬


‫إن المؤسسة العس‪#‬كرية مؤسس‪#‬ة أساس‪#‬ية وهام‪#‬ة في أي نظ‪#‬ام سياس‪#‬ي وقب‪#‬ل التط‪#‬رق لفهم أدواره‪#‬ا‬
‫السياسية ينبغي التطرق أوال لمفهوم هذه المؤسسة وخصائصها المميزة عن باقي المؤسسات في‬
‫الدولة‪.‬‬
‫أوًال‪ :‬تعري‪11‬ف المؤسس‪11‬ة العس‪11‬كرية‪ :‬المؤسس‪##‬ة العس‪##‬كرية هي مؤسس‪##‬ة تتم‪##‬يز بخص‪##‬ائص تختل‪##‬ف‬
‫عن المؤسس‪## #‬ات االجتماعي‪## #‬ة األخ‪## #‬رى تك‪## #‬ونت بفع‪## #‬ل ارادة جماعي‪## #‬ة كامن‪## #‬ة في ارادة مؤسس‪## #‬يها‬
‫تحكمه‪#‬ا القواع‪#‬د واالج‪#‬راءات القانوني‪#‬ة ال‪#‬تي تفرض‪#‬ها على أعض‪#‬ائها الم‪#‬رتبطين ببعض‪#‬هم البعض‬
‫براب‪## #‬ط من عالق‪## #‬ات الطاع‪## #‬ة‪ ،‬حس‪## #‬ب الت‪## #‬درج اله‪## #‬رمي واالنض‪## #‬باط الش‪## #‬ديدين من أج‪## #‬ل تحقي‪## #‬ق‬
‫األه‪##‬داف والوظ‪##‬ائف المكلف‪#‬ة بإنج‪##‬از حس‪##‬ب دس‪##‬تور وق‪##‬وانين الدول‪##‬ة ال‪##‬تي تتب‪##‬اين من دول‪##‬ة ألخ‪##‬رى‬
‫حسب ظروفها االجتماعية والسياسية‪.1‬‬

‫‪ -‬بابال الشاد محمد صالح‪ ،‬دور المؤسسة العسكرية التركية في السياسة ‪( ،2012-1980‬العراق‪ :‬منشورات مركز‬ ‫‪1‬‬

‫كردستان للدراسات االستراتيجية السيلمانية‪ ،)2012 ،‬ص‪.31‬‬


‫‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ثانيًا‪ :‬خصائص المؤسسة العسكرية‪ :‬تتم‪##‬يز المؤسس‪##‬ة العس‪##‬كرية عموم‪##‬ا بع‪##‬دة خص‪##‬ائص‬
‫ومميزات عن غيرها من المؤسسات األخرى في الدولة ويمكن توضيحها فيما يلي‪:2‬‬
‫امتالك المؤسسة العسكرية لجزء كبير من القوة في الدولة واحتكارها لها وتتمثل الق‪##‬وة‬ ‫‪-‬‬
‫في األسلحة والمعدات العسكرية الخفيفة والثقيلة الموضوعة تحت تصرفها طبقا للقانون‬
‫واالفراد المقاتلين ذوي الخبرة العسكرية العالية الناتجة عن هذا االحتكار‪.‬‬
‫وظيف ‪##‬ة المؤسس ‪##‬ة العس ‪##‬كرية وهي توص ‪##‬ف بأنه ‪##‬ا وظيف ‪##‬ة المؤسس ‪##‬ة العس ‪##‬كرية بأنه ‪##‬ا غ ‪##‬ير‬ ‫‪-‬‬
‫مس ‪## #‬تقرة‪ ،‬وتعتم ‪## #‬د على م ‪## #‬ا إذا ك ‪## #‬انت الظ ‪## #‬روف ته ‪## #‬دد أمن البالد ب ‪## #‬الخطر أو الح ‪## #‬رب‬
‫فتستجيب لهذه الظروف بالسرعة واالستعداد المناسبين‪.‬‬
‫الت‪##‬درج اله‪##‬رمي‪ :‬وه‪##‬و نس‪##‬ق اجتم‪##‬اعي منظم بدق‪##‬ة متناهي‪##‬ة‪ ،‬في‪##‬ه ت‪##‬درج يب‪##‬دأ ع‪##‬ادة ب‪##‬رئيس‬ ‫‪-‬‬
‫الجمهوریة وینتهي بالفرد المجند‪ ،‬ویقوم أساسا على التربیة العسكریة التي تنظم العالقة‬
‫بین ال‪## # #‬رئیس والم‪## # #‬رؤوس (وه‪## # #‬ذا عكس التقس‪## # #‬یمات المالحظ‪## # #‬ة في الفئ‪## # #‬ات والطبق‪## # #‬ات‬
‫االجتماعیة واالقتص‪##‬ادیة)‪ ،‬ویس‪#‬مى ه‪#‬ذا الت‪#‬درج اله‪#‬رمي بالتسلس‪#‬ل القیادي ال‪#‬ذي یتض‪##‬من‬
‫العالق ‪##‬ات والوس ‪##‬ائل الرس ‪##‬میة والغ ‪##‬یر رس ‪##‬میة لتحقیق االنض ‪##‬باط والفاعلیة له ‪##‬ذا النس ‪##‬ق‬
‫العسكري‪ ،‬كما یقوم هذا التدرج الهرمي على الرتبة العسكریة التي تحدد نم‪##‬ط العالق‪##‬ات‬
‫بین الرؤساء والمرؤوس‪#‬ین بط‪#‬رق موض‪#‬وعیة‪ ،‬فهي الص‪#‬فة ال‪#‬تي تح‪#‬دد مك‪#‬ان العس‪#‬كریین‬
‫في التدرج الهرمي بدقة‪.‬‬
‫لترقیة في النظ‪## # #‬ام العس‪## # #‬كري‪ :‬تع‪## # #‬ني أن‪## # #‬ه في حال‪## # #‬ة ت‪## # #‬وفر بعض الش‪## # #‬روط في الف‪## # #‬رد‬ ‫‪-‬‬
‫العس ‪##‬كري‪ ،‬كقض ‪##‬ائه للح ‪##‬د األدنى في رتب ‪##‬ة معین ‪##‬ة أو أدائ ‪##‬ه مهم ‪##‬ة في ظ ‪##‬روف طارئ ‪##‬ة‪،‬‬
‫یرقى لرتبة أعلى‪.‬‬
‫یكتس ‪##‬ب العس ‪##‬كریون القواع ‪##‬د واالج ‪##‬راءات واالتجاه ‪##‬ات العس ‪##‬كریة من خالل الت ‪##‬دریبات‬ ‫‪-‬‬
‫األساس‪##‬یة‪ ،‬حیث یتلقى االف‪##‬راد ت‪##‬دریبات عس‪##‬كریة وف‪##‬ق م‪##‬ا یس‪##‬مى بال‪##‬دلیل المیداني ال‪##‬ذي‬
‫یج ‪## #‬زء العملیة العس ‪## #‬كریة إلى مراح ‪## #‬ل متع ‪## #‬ددة وذل ‪## #‬ك ح ‪## #‬تى يتمكن االف ‪## #‬راد من أدائه ‪## #‬ا‬
‫واستعابها بسهولة ودقة‪.‬‬

‫‪ - 2‬اآلغا فؤاد‪ ،‬علم االجتماع العسكري‪ ،‬الطبعة األولى‪( ،‬عمان‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزیع‪ ،)2008 ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪5‬‬
‫الرقم العس‪#‬كري ألن الحي‪#‬اة العس‪#‬كریة حي‪#‬اة ال شخص‪##‬ية‪ ،‬ويبرزه‪#‬ا ال‪#‬رقم المتسلس‪#‬ل للف‪#‬رد‬ ‫‪-‬‬
‫العس‪## #‬كري‪ ،‬م‪## #‬ا یع‪## #‬ني افتق‪## #‬اده فردیت‪## #‬ه داخ‪## #‬ل المجموع‪## #‬ة‪ ،‬فیتح‪## #‬ول الجن‪## #‬دي إلى رقم في‬
‫منظومة‪ ،‬إضافة إلى أرقام الكتائب ونوعیتها‪.‬‬
‫تتمیز المؤسسة العسكریة غالبا بأنها مجتمع مكت‪#‬ف ذاتیا‪ ،‬تعم‪#‬ل على توف‪##‬یر ك‪#‬ل حاج‪#‬ات‬ ‫‪-‬‬
‫أفراده ‪##‬ا ح ‪##‬تى یتمكن ‪##‬وا من آداء أدوارهم‪ ،‬كم ‪##‬ا أنه ‪##‬ا غالب ‪##‬ا م ‪##‬ا تم ‪##‬ارس ه ‪##‬ذه األنش ‪##‬طة في‬
‫أماكم منعزلة عن المناطق المدنیة‪.‬‬
‫إختالف المكان‪## #‬ة بین الض‪## #‬باط والجن‪## #‬ود‪ :‬وهي من أهم الم‪## #‬يزات وض‪## #‬وحا في المؤسس‪## #‬ة‬ ‫‪-‬‬
‫العسكریة‪ ،‬حیث تشجع العقيدة العسكریة هذا األمر وتعتبره ض‪##‬رورة انض‪##‬باطية‪ ،‬ويؤك‪##‬د‬
‫ه ‪##‬ذا النظ ‪##‬ام على اح ‪##‬ترام المس ‪##‬افات االجتماعیة بین الض ‪##‬باط‪ ،‬ض ‪##‬باط الص ‪##‬ف والجن ‪##‬ود‪،‬‬
‫حیث تبرز على سبیل المثال في مطعم ونادي الضباط‪ ،‬مطعم ونادي الجنود‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫المؤسس‪##‬ة العس‪##‬كریة ذات بن‪##‬اء ب‪##‬يروقراطي ال شخص‪##‬ي حیث تتح‪##‬دد ش‪##‬رعیة الس‪##‬لطة فیه‬ ‫‪-‬‬
‫في المنصب ولیس من يش‪##‬غل ه‪##‬ذا المنص‪##‬ب‪ ،‬ف‪##‬االحترام والطاع‪#‬ة تك‪##‬ون للرتب‪##‬ة المالزم‪##‬ة‬
‫للمنصب مهما كان شخصية شاغل هذا المنصب‪.3‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬أنماط وأشكال تدخل المؤسسة العسكرية في السلطة‬

‫تهتم العدي‪##‬د من الدراس‪##‬ات ب‪##‬البحث عن عالق‪##‬ة المؤسس‪##‬ة العس‪##‬كرية بالمؤسس‪##‬ات السياس‪##‬ية للدول‪##‬ة‬
‫ومعرف‪##‬ة دور المؤسس‪#‬ة العس‪#‬كرية على الس‪#‬احة السياس‪#‬ية كش‪#‬كل من أش‪#‬كال عالقته‪#‬ا بالمؤسس‪#‬ات المدني‪#‬ة‪،‬‬
‫وذلك من خالل البحث في األسباب المفسرة للدور السياسي للجيش والمتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أسباب تدخل الجيش في السلطة‬

‫أدى انتش‪##‬ار الت‪##‬دخل العس‪##‬كري في الحي‪##‬اة السياس‪##‬ية في ال‪##‬دول العربي‪##‬ة إلى ب‪##‬الكثير من الدارس‪##‬ين‬
‫والب ‪##‬احثين إلى تحلي ‪##‬ل الظ ‪##‬اهرة العس ‪##‬كرية ال ‪##‬تي ف ‪##‬اق تأثيره ‪##‬ا البيئ ‪##‬ة المحلي ‪##‬ة واإلقليمي ‪##‬ة‪ ،‬حيث أدى تزاي ‪##‬د‬
‫االهتم‪##‬ام العلمي بالظ‪##‬اهرة العس‪##‬كرية إلى توظي‪##‬ف االنقس‪##‬امات اإليديولوجي‪##‬ة في تفس‪##‬ير ت‪##‬دخل الجيش في‬
‫الشؤون السياسية‪ ،‬كم أن تدخل المؤسسة العسكرية في شؤون الحكم يختلف باختالف العديد من العوامل‬
‫منها تصور العسكريين ألوضاع المجتمع ودرجة وعيهم بالتهديدات الخارجية والداخلية ال‪#‬تي يتعرض‪#‬ون‬
‫لها‪ ،‬إال أن هذا النمط صعب التحقق ألن الضبط المدني‪-‬السياسي بواسطة المؤسسة العسكرية في ال‪##‬دول‬

‫‪ - 3‬اآلغا فؤاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.52‬‬


‫‪6‬‬
‫الحديث‪##‬ة بس‪##‬بب ع‪##‬دم وج‪##‬ود ان‪##‬دماج معي‪##‬ار الس‪##‬لطة المدني‪##‬ة في األخالقي‪##‬ات العس‪##‬كرية‪ ،‬ومن‪##‬ه ف ‪##‬إن الجيش‬
‫يعمل على ممارس‪#‬ة دور فع‪#‬ال في الش‪#‬ؤون السياس‪#‬ية خاص‪##‬ة في ح‪#‬ال وج‪#‬ود تهدي‪#‬دات لمص‪##‬الحها‪ ،‬وب‪#‬ذلك‬
‫أرج ‪##‬ع الكث ‪##‬ير من الدارس ‪##‬ون والب ‪##‬احثون عن دور المؤسس ‪##‬ة العس ‪##‬كرية في الع ‪##‬الم الث ‪##‬الث وخاص ‪##‬ة ال ‪##‬دول‬
‫العربي ‪##‬ة‪ ،‬ولكن رغم تل ‪##‬ك الجه ‪##‬ود إال أن ‪##‬ه لم يتم التوص ‪##‬ل ح ‪##‬تى اآلن إلى اتف‪##‬اق ح ‪##‬ول العوام ‪##‬ل واألس ‪##‬باب‬
‫وراء تدخل الجيش في السلطة‪ ،‬ورغم ذلك يمكن التوصل إلى بعض العوامل والمتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -01‬العوام‪11 1‬ل الخاص‪11 1‬ة بالمؤسس‪11 1‬ة للعس‪11 1‬كرية‪ :‬وهي عوام‪## # #‬ل مرتبط‪## # #‬ة الهيك‪## # #‬ل التنظيمي للمؤسس‪## # #‬ة‬
‫العسكرية‪ ،‬حيث إن احتكار القوات المسلحة الش‪#‬به الكام‪#‬ل لمص‪#‬ادر وأدوات العن‪#‬ف القس‪#‬ري يم‪#‬دها ب‪#‬القوة‬
‫الكافية كمنافس في العملية السياسية‪ ،.‬ويمكن اجمال العوامل الخاصة بالمؤسسة العسكرية فيما يلي‪:‬‬

‫عوام‪11‬ل متعلق‪11‬ة بمهم‪11‬ة الق‪11‬وات المس‪11‬لحة‪ :‬كحماي ‪##‬ة الدول ‪##‬ة‪ ،‬والحف ‪##‬اظ على األمن والنظ ‪##‬ام الع ‪##‬ام‬ ‫أ‪-‬‬
‫ال ‪##‬داخلي مم ‪##‬ا يزي ‪##‬د من ت ‪##‬دخلها في الش ‪##‬ؤون السياس ‪##‬ية‪ ،‬خاص ‪##‬ة في حال ‪##‬ة اس ‪##‬تخدام العن ‪##‬ف ض ‪##‬د‬
‫المعارضة‪.‬‬
‫عوامل متعلقة بالسمات التنظيمية للمؤسسة العسكرية‪ :‬والمتمثلة فيما يلي‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫عوام‪1‬ل متعلق‪1‬ة بحجم التماس‪1‬ك ال‪1‬داخلي‪ :‬وه‪##‬و ق‪##‬درة كتل‪##‬ة ص‪##‬غيرة من الجيش من قي‪##‬ادة الجيش‬ ‫‪-‬‬
‫كل‪## #‬ه للقي‪## #‬ام بالعم‪## #‬ل السياس‪## #‬ي‪ ،‬وكلم‪## #‬ا زاد التماس‪## #‬ك السياس‪## #‬ي زاد الت‪## #‬دخل العس‪## #‬كري في ش‪## #‬ؤون‬
‫السلطة المدنية‪.‬‬
‫الذاتية‪ :‬ي‪##‬زداد احتم‪##‬ال ت‪##‬دخل الجيش كلم‪##‬ا زادت تهدي‪##‬دات مص‪##‬الح المؤسس‪##‬ة العس‪##‬كرية كك‪##‬ل‪ ،‬أو‬ ‫‪-‬‬
‫في حالة التخوف من فقدان امتيازاتها مثل‪ :‬خفض ميزانية الدفاع‪...‬‬
‫عوامل متعلقة بحجم االختالفات الهيكلية والتخصص الوظيفي‪ :‬وهن‪##‬ا يق‪##‬ل احتم‪##‬ال ت‪##‬دخل الجيش‬ ‫‪-‬‬
‫كلم‪##‬ا زاي‪##‬د حجم التخص‪##‬ص ال‪##‬وظيفي واالختالف‪##‬ات الهيكلي‪##‬ة بين الق‪##‬وات المس‪##‬لحة‪ ،‬إذ يك‪##‬ون لك‪##‬ل‬
‫نوع من السالح منظوره الخاص به‪.‬‬
‫عوامل متعلقة بدرجة الوعي السياسي‪ :‬إن تدخل الجيش يعني تعيين كبار الض‪##‬باط أعلى س‪##‬لطة‬ ‫‪-‬‬
‫في الدول ‪##‬ة للت ‪##‬دخل في الس ‪##‬لطة السياس ‪##‬ية‪ ،‬وهن ‪##‬ا ي ‪##‬زداد احتم ‪##‬ال تدخل ‪##‬ه كلم ‪##‬ا توس ‪##‬ع محت ‪##‬وى تعليم‬
‫الضباط ليشمل القضايا السياسية الهامة في الدولة‪.‬‬

‫أم‪## # #‬ا كل‪11 1‬ود ويلش ف‪## # #‬يرجع ت‪## # #‬دخل الجيش في الس‪## # #‬لطة المدني‪## # #‬ة إلى وج‪## # #‬ود بعض المش‪## # #‬اكل تحي‪## # #‬ط‬
‫بالعس‪##‬كريين أنفس‪##‬هم مث‪##‬ل انخف‪##‬اض مس‪##‬توى المعيش‪##‬ة‪ ،‬وانخف‪##‬اض المرتب‪##‬ات‪ ،‬والمحاب‪##‬اة في نظ‪##‬ام الترقي‪##‬ات‬

‫‪7‬‬
‫التي قد تتم وفقًا لعالقات القرابة والوالء السياسي‪ ،‬وقد يحدث التدخل العسكري المباش‪#‬ر من خالل قيام‪#‬ه‬
‫باالنقالبات‪ ،‬في حالة شعوره بخطر يهدد مصالحهم‪...‬‬

‫‪ -02‬العوامل المحيطة بالمؤسس‪11‬ة العس‪11‬كرية‪ :‬رغم أهمي‪##‬ة العوام‪##‬ل الس‪##‬ابقة للمؤسس‪##‬ة العس‪##‬كرية إال أن‪##‬ه‬
‫ليس ‪##‬ت متغ ‪##‬يرات مس ‪##‬تقلة تف ‪##‬وق العوام ‪##‬ل االجتماعي ‪##‬ة واالقتص ‪##‬ادية والسياس ‪##‬ية المحيط ‪##‬ة ب ‪##‬الجيش ال ‪##‬ذي ال‬
‫ينع‪##‬زل عن المجتم‪##‬ع‪ ،‬حيث يعيش في‪##‬ه ويعم‪##‬ل ض‪##‬من إط‪##‬اره ويت‪##‬أثر ب‪##‬ه س‪##‬لبًا وإ يجاب ‪ً#‬ا‪ ،‬فالبيئ‪##‬ة االجتماعي‪##‬ة‬
‫بجمي‪##‬ع تناقض‪##‬اتها تع‪##‬د المص‪##‬در الرئيس‪##‬ي ال‪##‬ذي يم‪##‬د الجيش ب‪##‬الموارد البش‪##‬رية مم‪##‬ا يزي‪##‬د من تأثيره‪##‬ا على‬
‫اتجاه‪## #‬ات الجي‪## #‬وش اتج‪## #‬اه مختل‪## #‬ف القض‪## #‬ايا االجتماعي‪## #‬ة كالتقس‪## #‬يمات الطبقي‪## #‬ة واإلقليمي‪## #‬ة والثقافي‪## #‬ة‪ ،‬ألن‬
‫معظمه‪##‬ا ي‪##‬ؤدي إلى تش‪##‬قق وتص‪##‬دع في ش‪##‬رعية الس‪##‬لطة‪ ،‬وب‪##‬ذلك تزي‪##‬د ف‪##‬رص احتم‪##‬االت ت‪##‬دخل الجيش في‬
‫الشؤون السياسية‪.‬‬

‫أم‪##‬ا بالنس‪##‬بة للعوام‪##‬ل االقتص‪##‬ادية فق‪#‬د ق‪##‬ام ك‪##‬ل من فوس‪##‬م وني‪##‬دلر بدراس‪##‬ة والبحث عن العالق‪##‬ة بين‬
‫األزمات االقتصادية وتدخل الجيش‪ ،‬حيث ينقص احتمال تدخل الجيش كلما كان هناك انتع‪#‬اش اقتص‪#‬ادي‬
‫والعكس صحيح‪.‬‬

‫وبالنس‪##‬بة للعوام‪##‬ل السياس‪##‬ية ب‪##‬رر م‪##‬وريس ج‪##‬انويتز ت‪##‬دخل الجيش في الحي‪##‬اة السياس‪##‬ية ب‪##‬الظروف‬
‫السياس‪##‬ية المحيط‪##‬ة به‪##‬ا‪ ،‬فمثًال التش‪##‬كيالت العس‪##‬كرية ال‪##‬تي نش‪##‬أت أثن‪##‬اء الكف‪##‬اح المس‪##‬لح‪ ،‬من أج‪##‬ل التحري‪##‬ر‬
‫الوطني‪ ،‬قد تدخلت في الحياة السياسية بصورة واسعة‪.‬‬

‫وهنال ‪##‬ك من رب ‪##‬ط ت ‪##‬دخل الجيش في الش ‪##‬ئون السياس ‪##‬ية بالبيئ ‪##‬ة السياس ‪##‬ية وص ‪##‬راع الق ‪##‬وى االجتماعي ‪##‬ة‬
‫والسياسية المختلفة على السلطة‪ ،‬وذلك ناتج عن ظاهرة ادماج الق‪#‬وى السياس‪#‬ية الق‪#‬وى االجتماعي‪#‬ة بس‪#‬بب‬
‫غياب المؤسسات السياسية الدستورية الوسيطة التي تقوم بمهمة تقنين المنافسة على الس‪##‬لطة‪ ،‬حيث تع‪##‬بر‬
‫الق ‪## #‬وى االجتماعي ‪## #‬ة عن مواقفه ‪## #‬ا من الحكم بط ‪## #‬رق مختلف ‪## #‬ة‪ ،‬من خالل المظ ‪## #‬اهرات واالض ‪## #‬رابات‪ ،‬أم ‪## #‬ا‬
‫الجيوش فتقوم باالنقالبات العسكرية والتي ترتبط بحداثة التجرب‪##‬ة السياس‪##‬ية المرتبط‪##‬ة والمرتبط‪##‬ة ب‪##‬دورها‬
‫بحالة التخلف العام للدولة‪ ،‬وبهذا يصل الجيش إلى السيطرة والنفوذ‪.‬‬

‫من جه‪##‬ة أخ‪##‬رى ي‪##‬رى المفك‪##‬ر ع‪##‬زمي بش‪##‬ارة أن‪##‬ه ال يوج‪##‬د جيش في الع‪##‬الم بعي‪##‬د عن السياس‪##‬ة بحكم‬
‫تعريف ‪##‬ه‪ ،‬ف ‪##‬الجيش يتعام ‪##‬ل م ‪##‬ع ش ‪##‬ؤون الح ‪##‬رب وال ‪##‬دفاع‪ ،‬والعدي ‪##‬د من القض ‪##‬ايا األخ ‪##‬رى ال ‪##‬تي يطل ‪##‬ق عليه ‪##‬ا‬
‫تس‪## #‬مية األمن‪ ،‬كم‪## #‬ا يؤك‪## #‬د على ص‪## #‬عوبة التوص‪## #‬ل إلى نظري‪## #‬ة وق‪## #‬انون ج‪## #‬ازم يض‪## #‬بط عالق‪## #‬ة المؤسس‪## #‬ة‬

‫‪8‬‬
‫العسكرية بالحياة السياسة‪ ،‬وهو يشير بدوره إلى وجود العديد من الخصائص المشتركة التي قد ال تصل‬
‫بالضرورة إلى درجة القانون الجازم‪ ،‬أو النظرية الكاملة األركان‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫تعتبر المؤسسة العسكرية وسيلة للرقي االجتماعي واالقتصادي في العديد من المجتمعات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫انتشار الصراعات الحزبي‪#‬ة أو األيديولوجي‪#‬ة داخ‪#‬ل المؤسس‪#‬ة العس‪#‬كرية ووس‪#‬ط المجموع‪#‬ات ال‪#‬تي‬ ‫‪-‬‬
‫قامت باالنقالب والتي عادة ما تؤدي إلى تفكيك كتلة الضباط‪.‬‬
‫إن عالقة المؤسسات العسكرية العربية بالحكم مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالرهانات الدولية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫مما سبق يمكن إجمال العوامل الكامنة وراء تدخل الجيش في الشؤون العامة في النقاط التالية‪:‬‬

‫هشاشة البنى والمؤسسات المدنية بسبب حداثة التجربة السياسية وضعف الثقافة السياسية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ض‪## # #‬عف التماس‪## # #‬ك االجتم‪## # #‬اعي وانتش‪## # #‬ار االنقس‪## # #‬ام الطبقي يض‪## # #‬عف من ق‪## # #‬وة ودرج‪## # #‬ة التماس‪## # #‬ك‬ ‫‪-‬‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫انتشار الفساد قد يؤدي إلى خلق حالة من الفوضى العامة يستغلها الجيش للتدخل في السياسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن االض ‪##‬طرابات الناتج ‪##‬ة عن األزم ‪##‬ات االقتص ‪##‬ادية الح ‪##‬ادة‪ ،‬ت ‪##‬دفع الجيش للت ‪##‬دخل بحج ‪##‬ة حماي ‪##‬ة‬ ‫‪-‬‬
‫النظام العام‪.‬‬
‫التأثر بتجارب انقالبات عسكرية أخرى‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ثانيًا‪ :‬الدور السياسي للمؤسسة العسكرية‬

‫في محاولة تفسير عالقة المؤسسة العس‪#‬كرية بالس‪#‬لطة‪ ،‬لق‪#‬د وض‪#‬ع ج‪#‬ون م‪#‬اينو ثالث‪#‬ة أن‪#‬واع لعالق‪#‬ة الجيش‬
‫بالسلطة المدنية‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫النمط األول‪ :‬رأى أن الجيش يعمل تحت تصّر ف السلطة المدنية‪ ،‬لحماية الوطن والنظام ككل‪.‬‬

‫النمط الثاني‪ :‬هنا يكون للمؤسسة العسكرية دور مهّم في صناعة القرارات يفوق دور السلطة الشرعية‪.‬‬

‫النمط الثالث‪ :‬وهنا تكون المؤسسة العسكرية هي المتحّك م الوحيد في العملية السياسية‪.‬‬

‫كما وضع المفّك ر أموس برلموتر‪ ،‬تفسير آخر لعالقة الجيش بالسلط‪ ،‬ويقّد م بدوره ثالث‪##‬ة أن‪##‬واع العالق‪##‬ات‬
‫وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫األقلية العسكرّية األوتوقراطية‬ ‫‪-‬‬
‫األقّلية العسكرية األوليغارشية‬ ‫‪-‬‬
‫النمط العسكري السلطوي‬ ‫‪-‬‬

‫أما مرجعّية سيطرة المؤسس‪#‬ة العس‪#‬كرّية في ال‪#‬دول العربي‪#‬ة مرتبط‪#‬ة بخصوص‪ّ#‬ية ه‪#‬ذه المجتمع‪#‬ات‪ ،‬تم‬
‫تحديد العديد من التصنيفات الحديثة التي تتالءم مع تلك الخصوصيات‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬

‫المؤسسة العسكرية كَح َك م بين المؤّس سات السياسية‪ :‬تقتصر وظيفته في الحف‪##‬اظ على النظ‪##‬ام‬ ‫‪-01‬‬
‫القائم من خالل العمل كجماعة ضغط وتسليم الحكم إلى الذي تراه المؤسسة العس‪##‬كرية مناس‪##‬بًا‪،‬‬
‫مع إمكانية التدّخ ل إذا اقتضت الضرورة لذلك‪.‬‬
‫الجيش الح‪11‬ارس الغ‪11‬ير مم‪11‬اِر س للس‪11‬لطة‪ :‬وهن ‪##‬ا تت ‪##‬دّخ ل الجي ‪##‬وش بص ‪##‬فتها حارس ‪##‬ة للنظ ‪##‬ام‪ ،‬أو‬ ‫‪-02‬‬
‫للحفاظ على النظام السياسي القائم‪ ،‬أو عند األزمات المستعصية‪.‬‬
‫الجيش المراقب صاحب قّو ة االعتراض‪ :‬يتمّي ز ه‪##‬ذا الن‪##‬وع بس‪##‬يطرة الجيش على االنظم‪##‬ة ال‪##‬تي‬ ‫‪-03‬‬
‫تتمّي ز بك ‪##‬ثرة االنقالب ‪##‬ات العس ‪##‬كرية وبع ‪##‬دم االس ‪##‬تقرار‪ ،‬بحيث يص ‪##‬بح دور المؤسس ‪##‬ة العس ‪##‬كرية‬
‫مرتبطا بالحفاظ على النظام القائم‪.‬‬

‫الجيش الح ‪11‬اكم‪ :‬يمّثل النم‪## #‬ط الس‪## #‬ابق من الحكم العس‪## #‬كري مرحل‪## #‬ة انتقالي‪## #‬ة ق‪## #‬د يع‪## #‬ود بع‪## #‬دها الجيش إلى‬
‫الثكن ‪##‬ات العس ‪##‬كرية‪ ،‬أو يتح ‪##‬ول الحكم إلى نم ‪##‬ط آخ ‪##‬ر من حكم الجيش ه ‪##‬و ن ‪##‬وع الجيش الح ‪##‬اكم‪ ،‬وهن ‪##‬ا ال‬
‫يكون الجيش محاي‪#‬دًا‪ ،‬ب‪#‬ل يأخ‪#‬ذ دورًا مهّم ًا في السياس‪#‬ة والحكم وص‪#‬انع الق‪#‬رار األساس‪#‬ي‪ ،‬ويك‪#‬ون المق‪ّ#‬ر ر‬
‫األول في السلطة‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬الّد ور اإلجتماعي للمؤّس سة العسكرية‬

‫يرتب‪##‬ط رقي ورفاهي‪##‬ة المجتم‪##‬ع إلى ح ‪ّ#‬د كب‪##‬ير بقدرات‪##‬ه العس‪##‬كرية‪ ،‬أي بم‪##‬دى ت‪##‬وفر عناص‪##‬ر الق ‪ّ#‬و ة‬
‫وكيفي‪## #‬ة اس‪## #‬تخدامها‪ ،‬حيث أّن وج‪## #‬ود حال‪## #‬ة من الت‪## #‬وازن وال‪## #‬وفرة في الق‪## #‬وى ت‪## #‬ؤدي إلى تك‪## #‬افؤ المواق‪## #‬ف‬
‫واإلحساس بالقدرة على الحركة وإ مكانية المناورة‪ ،‬وكثرة الفرص والبدائل المتنوعة‪.4‬‬

‫إن ال ‪##‬دور اإلجتم ‪##‬اعي للمؤّس س ‪##‬ة العس ‪##‬كرية يجم ‪##‬ع بين الجيش والمجتم ‪##‬ع الم ‪##‬دني‪ ،‬حيث أّن ع ‪##‬دم‬

‫التواف‪##‬ق بينهم‪##‬ا‪ ،‬يجع‪##‬ل من العدواني‪##‬ة تص‪##‬عب تنظيم الق ‪ّ#‬و ات المس‪##‬لحة‪ ،‬كم‪##‬ا تش ‪ّ#‬ك ل األناني‪##‬ة ع‪##‬امًال أساس‪##‬يًا‬

‫‪ -‬علّي الدين هالل‪ ،‬العرب والعالم‪( ،‬بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،)1988 ،‬ص ‪.941‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪10‬‬
‫لنشوب الحروب(‪ ،)19‬وبهذا ت‪##‬برز أهمي‪##‬ة ال‪ّ#‬د ور اإلجتم‪##‬اعي للجيش من خالل التـنشئة العس‪##‬كرية ال‪##‬تي ال‬
‫يمكن تجزئتها عن التـنشئة المدنية‪.‬‬

‫وبالت‪## #‬الي يمكن الق‪## #‬ول أن مهم‪## #‬ة الجيش ليس‪## #‬ت عس‪## #‬كرية أو أمني‪## #‬ة فحس‪## #‬ب‪ ،‬ب‪## #‬ل اهتم‪## #‬ام متع‪## #‬دد‬
‫المج ‪##‬االت اإلجتماعي ‪##‬ة االقتص ‪##‬ادية السياس ‪##‬ية‪...‬الخ وخاص ‪##‬ة في ال ‪##‬دول العربي ‪##‬ة‪ ،‬وال ‪##‬تي م ‪##‬ازالت إداراته ‪##‬ا‬
‫ومؤسساتها غير قادرة على توفير الخدمات والمساعدات المطلوبة كّم ًا ونوعًا‪.‬‬

‫رابعًا‪ :‬دور المؤسسة العسكرية في السياسات التنموية‬

‫تلعب مؤسس ‪##‬ات الدول ‪##‬ة دورًا ب ‪##‬ارزًا في عملي ‪##‬ة التنمي ‪##‬ة عن طري ‪##‬ق إداراته ‪##‬ا المتنوع ‪##‬ة من خالل‬
‫توجي‪##‬ه س‪##‬وق العم‪##‬ل واالش‪##‬راف على إع‪##‬ادة توزي‪##‬ع ال‪##‬ثروة‪ ،‬ومن‪##‬ه تك‪##‬ون المنافس‪##‬ة بين الق‪##‬ادة والسياس‪##‬يون‬
‫على المناصب العليا في الدولة وفي المؤّس سة العسكرية‪ ،‬من منطلق أّن من يس‪##‬يطر على الجيش يس‪##‬يطر‬
‫على الدولة وعلى المجتمع بأكمله‪ ،‬وبذلك أصبح أداة الوصل بين المجتمع والدول‪##‬ة‪ ،‬كم‪##‬ا أض‪##‬حى المواق‪##‬ع‬
‫ي‪##‬دور في فل‪##‬ك متواص‪##‬ل للمؤسس‪##‬ة العس‪##‬كرية‪ ،‬حيث ال يمكن الفص‪##‬ل بين الظ‪##‬اهرة اإلجتماعي‪##‬ة والسياس‪##‬ية‬
‫والعسكرية‪ ،‬والمجتمع هو القائد األساسي الذي يقود بقية المستويات‪.‬‬

‫إن اض‪##‬محالل وتالش‪##‬ي المجتم‪##‬ع ال‪##‬زراعي مقاب‪##‬ل ظه‪##‬ور وب‪##‬روز المجتم‪##‬ع الص‪##‬ناعي والخ‪##‬دماتي‬
‫غّير من المجتمع العسكري الذي نشأ وظهر م‪#‬ع اإلس‪#‬تعمار األوروبي‪ ،‬وال‪#‬ذي أص‪#‬بح عنص‪#‬رًا من الدول‪#‬ة‬
‫الحديثة بمصالحها اإلنمائية المتعددة‪ ،‬وبالتالي يعود تبّني البلدان العربية للنظم األوروبية ألسباب ودوافع‬
‫خارجي‪###‬ة ب‪###‬دًال من تحقي‪###‬ق أه‪###‬داف وحاج‪###‬ات داخلي‪###‬ة‪ ،‬فالعس‪###‬كرية في ‪##‬ه ال تختل ‪##‬ف عن ش ‪##‬رف ال‪###‬دفاع عن‬
‫ال ‪##‬وطن‪ ،‬فهي متعلق ‪##‬ة وص ‪##‬فة الص ‪##‬قة بالتركيب ‪##‬ة اإلجتماعي ‪##‬ة‪ ،‬ف ‪##‬الجيش يت ‪##‬دخل لتلبي ‪##‬ة االحتياج ‪##‬ات العام ‪##‬ة‬
‫لمؤسسة الجيش كميزانيات التسلح)‪ ،‬كما تليه سياسة تلبية الحاجات األساسية للعامة‪ ،5‬وهو من األس‪##‬اليب‬
‫الجدي‪## #‬دة في ادارة المجتم‪## #‬ع‪ ،‬وهي ال تق‪## #‬ل أهمي‪## #‬ة عن المش‪## #‬اكل السياس‪## #‬ية ال‪## #‬تي تعيش‪## #‬ها األم‪## #‬ة العربي‪## #‬ة‪،‬‬
‫كمشاكل التجزئة والهوي‪##‬ة والّس لطة ‪ ،6‬وبالت‪##‬الي ف‪##‬أغلب الممارس‪##‬ات السياس‪##‬ية ذات أس‪##‬اس اجتم‪##‬اعي‪ ،‬ومن‬
‫بينها ما يلي‪:‬‬

‫بناء المؤّس سات وهي أساس التنمية اإلجتماعية واالقتصادية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬مجدي حّم اد‪ ،‬العسكريون العرب وقضية الوحدة (بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪ ،)1978 ،‬ص ‪.193‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ -‬مجدي حّم اد‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.193‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪11‬‬
‫التأثيرات المتبادلة بين اإلستقرار السياسي واإلستقرار اإلجتماعي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التركيبة االجتماعية لقادة الجيش (المساواة اإلجتماعية وهيكلته‪.)...‬‬ ‫‪-‬‬
‫تدخل الجيش من خالل قيامه باالنقالبات العسكرية بكونه بحجة تحسين الظروف االجتماعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫خامسا‪ :‬اضطراب العالقة بين المؤسسة العسكرية والسلطة‬

‫إن ع‪## #‬دم قي‪## #‬ام عالق‪## #‬ة متين‪## #‬ة بين المؤسس‪## #‬ة العس‪## #‬كرية والس‪## #‬لطة في ال‪## #‬دول العربي‪## #‬ة ال يع‪## #‬ود إلى‬
‫األفك‪##‬ار واآلراء الس‪##‬لطوية لبعض الجي‪##‬وش فق‪##‬ط وإ نم‪##‬ا هن‪##‬اك العدي‪##‬د من األس‪##‬باب الموض‪##‬وعية ال‪##‬تي تق‪##‬ف‬
‫وراءها وهي‪:‬‬

‫انعدام وج‪1‬ود دول‪1‬ة حديث‪1‬ة‪ :‬فالبل‪##‬دان العربي‪##‬ة لم تش‪##‬هد قي‪##‬ام دول‪##‬ة وطني‪##‬ة حديث‪##‬ة ب‪##‬المعنى الق‪##‬انوني‬ ‫‪-‬‬
‫المتعارف عليه في الفكر السياسي الح‪##‬ديث‪ ،‬ب‪##‬ل تعت‪##‬بر دول هجين‪##‬ة مغلف‪#‬ة بغط‪##‬اء ح‪##‬ديث م‪##‬وروث‬
‫عن الحقب االس‪##‬تعمارية‪ ،‬ل‪##‬ذلك تمث‪##‬ل مطلب أص‪##‬حاب الديمقراطي‪##‬ة البحث عن بن‪##‬اء دول‪##‬ة وطني‪##‬ة‬
‫ديمقراطي‪##‬ة مدني‪##‬ة‪ ،‬باعتباره‪##‬ا الم‪##‬دخل الرئيس‪##‬ي لتأس‪##‬يس عالق‪##‬ة ص‪##‬حيحة بين المؤسس‪##‬ة العس‪##‬كرية‬
‫والسلطة المدنية‪.‬‬
‫ضعف الطبقة الوسطى‪ :‬وهي الحاملة للمش‪##‬روع الوط‪##‬ني ال‪##‬ديمقراطي‪ ،‬فالطبق‪#‬ة الوس‪##‬طى الغربي‪##‬ة‬ ‫‪-‬‬
‫تقوم بمهمة النضال ال‪#‬ديمقراطي ض‪##‬د القه‪#‬ر واالس‪#‬تبداد‪ ،‬أم‪#‬ا الطبق‪#‬ة الوس‪#‬طى لل‪#‬دول العربي‪#‬ة فهي‬

‫تتس ‪##‬م بالض ‪##‬عف والهشاش ‪##‬ة‪ ،‬ل ‪##‬ذلك أص ‪##‬بحت المؤسس ‪##‬ة العس ‪##‬كرية هي األك ‪##‬ثر تنظيم‪ً# #‬ا وانض ‪##‬باطًا‬
‫والقادرة على تولي وتسيير شؤون الحكم‪.‬‬
‫أص ‪11‬ول االنقالب ‪11‬ات العس ‪11‬كرية‪ :‬إن فك‪## #‬رة االنقالب‪## #‬ات الثوري‪## #‬ة ك‪## #‬انت متج‪## #‬ذرة في أغلب أدبي‪## #‬ات‬ ‫‪-‬‬
‫األح ‪##‬زاب القومي ‪##‬ة واإلس ‪##‬المية وغيره ‪##‬ا‪ ،‬بع ‪##‬د الح ‪##‬رب العلمي ‪##‬ة الثاني ‪##‬ة وال ‪##‬تي ت ‪##‬وازت م ‪##‬ع الموج ‪##‬ة‬
‫الثورية والحركات التحررية التي شملت العديد من دول العالم‪ ،‬وبروز العديد من األس‪##‬باب ال‪##‬تي‬
‫دفعت الث‪## #‬وريين الع‪## #‬رب ب‪## #‬القفز إلى ه‪## #‬رم الس‪## #‬لطة‪ ،‬ومن بين العوام‪## #‬ل ال‪## #‬تي س‪## #‬اهمت في غي‪## #‬اب‬
‫االنقالبات العسكرية مال يلي‪:7‬‬
‫في ظ ‪##‬ل غي ‪##‬اب ال ‪##‬وعي لبن ‪##‬اء مؤسس ‪##‬ات المجتم ‪##‬ع الم ‪##‬دني‪ ،‬تح ‪##‬ولت المؤسس ‪##‬ة العس ‪##‬كرية إلى أهم‬ ‫‪-‬‬
‫قطاع‪##‬ات الدول‪##‬ة‪ ،‬وق‪##‬امت الس‪##‬لطة برعاي‪##‬ة أف‪##‬راد المؤسس‪##‬ة العس‪##‬كرية بواس‪##‬طة اإلنف‪##‬اق المب‪##‬الغ في‪##‬ه‬

‫‪ - 7‬حمدي عبد الرحمن‪ ،‬الجيوش والسياسة في الخبرة االفريقية‪ ،‬من كتاب الجيش والتحول الديمقراطي في افريقيا‪،‬‬
‫(الدوحة‪ :‬منتدى العالقات الدولیة والعربية‪ ،)2015 ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪12‬‬
‫بمنح الزي‪##‬ادات المتك‪##‬ررة في ال‪##‬رواتب وتق‪##‬ديم التعويض‪##‬ات والخ‪##‬دمات وغيره‪##‬ا من المن‪##‬افع ال‪##‬تي‬
‫ربطت األفراد وعائالتهم وجيش المتقاعدين في شبكة المصالح المشتركة‪ ،‬وهكذا تح‪##‬ولت الدول‪##‬ة‬
‫إلى دول‪##‬ة الرف‪##‬اه والرعاي‪##‬ة االجتماعي‪##‬ة واالقتص‪##‬ادية للق‪##‬وات المس‪##‬لحة ومتقاع‪##‬ديها ال‪##‬ذين يض‪##‬منون‬
‫منافعهم مدى الحياة‪.‬‬
‫إن ع‪## #‬دم انخ‪## #‬راط المؤسس‪## #‬ة العس‪## #‬كرية في مع‪## #‬ارك وطني‪## #‬ة ض‪## #‬د الع‪## #‬دو الخ‪## #‬ارجي ح ‪ّ# #‬و ل النخب‪## #‬ة‬ ‫‪-‬‬
‫العس‪##‬كرية إلى مجموع‪##‬ة من الم‪##‬وظفين اإلداريين بعي‪##‬دين عن المه‪##‬ارات العس‪##‬كرية وفن‪##‬ون القت‪##‬ال‬
‫وح‪##‬ال دون ب‪##‬روز قي‪##‬ادات عس‪##‬كرية تتمت‪##‬ع بمكان‪##‬ة خاص‪##‬ة لتك‪##‬ون أبط‪##‬اال وطني‪##‬ة تتج‪##‬اوز بس‪##‬معتها‬
‫دائرة السلطة الحاكمة‪.‬‬
‫عملت األح‪##‬زاب والحرك‪##‬ات السياس‪##‬ية الثوري‪##‬ة على ت‪##‬وخي العم‪##‬ل م‪##‬ع الجي‪##‬وش ع‪##‬بر االنقالب‪##‬ات‬ ‫‪-‬‬
‫العسكرية‪ ،‬من أجل إحداث التغيرات المنشودة‪ ،‬باإلضافة إلى تراج‪##‬ع العم‪##‬ل الح‪##‬زبي المنظم في‬
‫على مس‪#‬توى الس‪#‬احة العربي‪#‬ة نتيج‪#‬ة لله‪#‬زائم المتك‪#‬ررة ال‪#‬تي ع‪#‬انت منه‪#‬ا حرك‪#‬ات التح‪#‬رر الع‪#‬ربي‬
‫بتياراتها المتعددة‪.‬‬
‫انع‪##‬دام الض‪##‬رورة ل‪##‬دى األط‪##‬راف الخارجي‪##‬ة بالتخطي‪##‬ط أو العم‪##‬ل على إح‪##‬داث انقالب‪##‬ات عس‪##‬كرية‬ ‫‪-‬‬
‫كوسيلة لصنع أنظمة حكم متعاونة أو تابعة لها‪ ،‬إذ أن التح‪##‬والت الدولي‪##‬ة واإلقليمي‪##‬ة أس‪##‬همت في‬
‫جع ‪##‬ل العدي ‪##‬د من أنظم ‪##‬ة الحكم في الع ‪##‬الم الع ‪##‬ربي تتع ‪##‬اون بص ‪##‬ورة طوعي ‪##‬ة معه ‪##‬ا وتض ‪##‬من ع ‪##‬دم‬
‫تعرض مصالحها للخطر‪.‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬الرهانات الجديدة للمؤسسة العسكریة‬


‫تواجه المؤسسة العس‪#‬كریة في الف‪#‬ترة الحالي‪#‬ة العدي‪#‬د من الرهان‪#‬ات والتح‪#‬ديات س‪#‬واء على‬
‫المستوى الداخلي أو الخارجي‪.‬‬
‫أوًال‪ :‬الرهانات الداخلية للمؤسسة العسكریة‪ :‬هن‪##‬اك العدي‪##‬د من الرهان‪##‬ات المحلي‪##‬ة ال‪##‬تي تواجهه‪##‬ا‬
‫المؤسسة العسكرية وهي كما يلي‪:‬‬

‫لق ‪##‬د أض ‪##‬حت المه ‪##‬ام الرئیس ‪##‬یة الدفاعیة ال ‪##‬تي تض ‪##‬طلع به ‪##‬ا المؤسس ‪##‬ات العس ‪##‬كریة من ص ‪##‬د‬ ‫‪-01‬‬
‫للع‪## #‬دوان الخ‪## #‬ارجي وحمایة ال‪## #‬تراب الوط‪## #‬ني من قبیل منظوم‪## #‬ات ال‪## #‬دفاع التقلیدیة ألنه‪## #‬ا‬
‫أصبحت ال تتالءم مع تطور أشكال جدیدة للحروب اتخذت طبیعة عولمیة‪ ،‬فأصبحت البیئة‬

‫‪13‬‬
‫الدولیة تتم‪##‬یز بتن‪##‬امي التهدیدات وتن‪##‬وع مص ‪##‬ادرها م‪##‬ا ش‪##‬كل دافع‪##‬ا قویا لعص ‪##‬رنة منظوم‪##‬ة‬
‫الدفاع العربي‪.‬‬
‫وتجابه المؤسسة العسكریة أیضا على الصعید ال‪#‬داخلي ره‪#‬ان دخ‪#‬ول بعض ال‪#‬دول العربي‪#‬ة‬ ‫‪-02‬‬
‫في مج ‪##‬ال الص ‪##‬ناعة العس ‪##‬كریة بانتهاجه ‪##‬ا لسیاس ‪##‬ة ص ‪##‬ناعیة حدیث ‪##‬ة وفق ‪##‬ا للمب ‪##‬دأ القائ ‪##‬ل ب ‪##‬أن‬
‫التص‪##‬نیع المحلي والتف‪##‬وق التكنول‪##‬وجي أص‪##‬بح من العوام‪##‬ل األساس‪##‬یة لتحقیق س‪##‬يادة الدول‪##‬ة‪،‬‬
‫وتماشیا مع الرؤیة الجدیدة للتنمية الوطنية وبعث الصناعة الوطنية من جديد‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬الرهانات الخارجیة للمؤسسة العسكریة‪ :‬ويمكن سردها في النقاط التالية‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬عالقات التعاون العس‪11‬كریة الخارجیة‪ :‬يواج‪##‬ه المؤسس‪##‬ة العس‪##‬كریة في ال‪##‬دول العربي‪##‬ة على‬
‫الصعید الخارجي رهان‪#‬ات ناجم‪#‬ة عن عالق‪##‬ة التع‪#‬اون ال‪#‬تي تربطه‪#‬ا م‪#‬ع الجي‪#‬وش االجنبي‪#‬ة وحل‪#‬ف‬
‫شمال األطلسي(الناتو)‪.‬‬

‫ثاني ‪ً1‬ا‪ :‬تزاي ‪##‬دت التهدیدات الخارجیة على ال ‪##‬دول العربي ‪##‬ة ال ‪##‬تي أص ‪##‬بحت تتم ‪##‬یز ح ‪##‬دودها البري ‪##‬ة‬
‫باالضطراب إضافة إلى انخراطه‪#‬ا في م‪#‬ا یس‪#‬مى الح‪#‬رب الدولیة على اإلره‪#‬اب‪ ،‬ك‪#‬ل ه‪#‬ذا أص‪#‬بح‬
‫يس ‪##‬تدعي متطلب ‪##‬ات أمني ‪##‬ة هائل ‪##‬ة‪ ،‬ه ‪##‬ذه الظ ‪##‬روف یمكن اعتباره ‪##‬ا م ‪##‬بررات حقيقي ‪##‬ة الرتف ‪##‬اع كلف ‪##‬ة‬
‫اإلنفاق العسكري العربي خالل السنوات الماضية‪.‬‬

‫المحور الرابع‪ :‬مستقبل المؤسسة العسكرية في المنطقة العربية‬

‫س‪##‬نحاول خالل هن‪##‬ا تق‪##‬ییم الجه‪##‬ود المبذول‪##‬ة لتحیید دور المؤسس‪##‬ة العس‪##‬كریة وف‪##‬ق نظریة التن‪##‬افس‬
‫السیاسي العسكري‪ ،‬تصور أهم المشاهد المستقبلیة للدور السیاسي للمؤسسة العسكریة‪.‬‬

‫أوًال‪ :‬تقییم جهود تحیید المؤسسة العسكریة‬

‫‪ -‬األمن ال‪11‬داخلي – ال‪11‬دفاع الوط‪11‬ني ‪ -‬التنظیم العس‪11‬كري‪ :‬وهي حال ‪##‬ة تتم ‪##‬یز فیه ‪##‬ا العالق ‪##‬ة بین‬
‫المؤسس ‪##‬ة العس ‪##‬كریة والمؤسس ‪##‬ات السیاس ‪##‬یة ال ‪##‬تي تعت ‪##‬بر مؤسس ‪##‬ة الرئاس ‪##‬ة أهمه ‪##‬ا على اإلطالق‪،‬‬
‫تشهد حالة تنافس واضحة ألن مؤسسة الرئاسة تسعى لتغییر واقع سیاسي عّم ر لسنوات طویل‪##‬ة‪،‬‬
‫والمؤسس ‪##‬ة العس ‪##‬كریة تس ‪##‬عى للحف ‪##‬اظ على الوض ‪##‬ع الق ‪##‬ائم باعتباره ‪##‬ا تمتل ‪##‬ك اس ‪##‬تعدادات طبیعیة‬
‫للت‪## #‬دخل نابع‪## #‬ة من خصائص‪## #‬ها الذاتیة كالهرمیة واإلنض‪## #‬باط‪ ،‬إض‪## #‬افة إلى ت‪## #‬اریخ ت‪## #‬دخلها ال‪## #‬ذي‬

‫‪14‬‬
‫یعطیه ‪##‬ا دافع ‪##‬ا للبق ‪##‬اء كق ‪##‬وة مهیمن ‪##‬ة على الق ‪##‬رار السیاس ‪##‬ي‪ ،‬ك ‪##‬ذلك ب ‪##‬النظر لحجم االمتي ‪##‬ازات ال ‪##‬تي‬
‫تكتس ‪##‬بها النخب العس ‪##‬كریة من ج ‪##‬راء ه ‪##‬ذا الت ‪##‬دخل‪ ،‬ه ‪##‬ذا الص ‪##‬راع ال ‪##‬ذي ك ‪##‬ان ض ‪##‬حیته دائم ‪##‬ا في‬
‫حاالت االنسداد‪ ،‬إذعان مؤسسة الرئاسة وتغيير وافدها وفق ارادة المؤسسة العسكریة‪.‬‬

‫أساسیة‬
‫وتظم هذه الظروف دائما وفق الباحثین إیریل كرواسون ودافید كوهین ثالث مستویات ‪:8‬‬

‫المس‪11‬توى األول‪ -‬الظ‪11‬روف المبدئیة‪ :‬ال‪##‬تي تتمث‪##‬ل في الحال‪##‬ة السیاس‪##‬یة ال‪##‬تي ك‪##‬انت تس‪##‬ود عملیة‬
‫التن ‪##‬افس بین النخب السیاس ‪##‬یة والعس ‪##‬كریة على ص ‪##‬ناعة الق ‪##‬رار السیاس ‪##‬ي طيل ‪##‬ة الف ‪##‬ترات الس ‪##‬ابقة‬
‫للحال‪##‬ة المدروس‪##‬ة‪ ،‬وعلي‪##‬ه ف‪##‬الظروف المبدئیة ك‪##‬انت لص‪##‬الح المؤسس‪##‬ة العس‪##‬كریة في ظ‪##‬ل التن‪##‬افس‬
‫على القرار السياسي‪.‬‬

‫المستوى الثاني‪ -‬العوامل العسكریة الداخلیة‪ :‬وهي تلك العوامل ال‪##‬تي تنب‪##‬ع من داخ‪##‬ل المؤسس‪##‬ة‬
‫العسكریة مث‪#‬ل تنظیمه‪#‬ا الهیكلي وت‪#‬درجها اله‪#‬رمي وتوافق‪#‬ه ال‪#‬وظیفي‪ ،‬تماس‪#‬ك المؤسس‪#‬ة ووض‪##‬عها‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫المستوى الثالث‪ -‬العوامل العسكریة الخارجیة‪ :‬ت‪##‬درج نظریة التن‪##‬افس الم‪##‬دني العس‪##‬كري ض‪##‬من‬
‫ه ‪##‬ذا المس ‪##‬توى س ‪##‬تة عوام ‪##‬ل رئیس ‪##‬یة تتض‪###‬من ش ‪##‬عبیة النخب السیاس ‪##‬یة‪ ،‬اإلجم ‪##‬اع الش ‪##‬عبي ح ‪##‬ول‬
‫الديمقراطية والمدنية‪ ،‬ق‪##‬وة مؤسس‪#‬ات المجتم‪#‬ع الم‪#‬دني‪ ،‬التهدیدات الداخلیة والخارجیة‪ ،‬باإلض‪#‬افة‬
‫إلى مواقف القوى الخارجیة‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬مشاهد مستقبلیة للدور السیاسي للمؤسسة العسكریة في الجزائر‬


‫بعد محاولة تقییم جهود عملیة تحیید المؤسسة العسكریة التي قد یتضح من خاللها حجم تراج‪##‬ع‬
‫المؤسس‪##‬ة العس‪##‬كریة عن لعب تل‪##‬ك األدوار ال‪##‬تي ك‪##‬انت تلعبه‪##‬ا س‪##‬ابقا في العملیة السیاس‪##‬یة في ظ‪##‬ل‬
‫التح‪## #‬ديات والرهان‪## #‬ات ال‪## #‬تي تم‪## #‬ر به‪## #‬ا ‪ ،‬وعلى ض‪## #‬وء ه‪## #‬ذه الجه‪## #‬ود والرهان‪## #‬ات‪ ،‬یمكن تص‪## #‬ور‬
‫مجموع ‪##‬ة مش ‪##‬اهد مس ‪##‬تقبلیة محتمل ‪##‬ة لطبيع ‪##‬ة ه ‪##‬ذا ال ‪##‬دور السیاس ‪##‬ي باعتب ‪##‬ار أن عملیة التنب ‪##‬ؤ به ‪##‬ذا‬
‫السلوك السیاسي للمؤسسة العسكریة هو خطوة ضروریة بعد محاولة فهمه وتفس‪##‬یر أس‪##‬بابه‪ ،‬وق‪##‬د‬
‫قسمنا ه‪#‬ذه المش‪#‬اهد إلى ثالث‪#‬ة أص‪##‬ناف رئیس‪#‬یة‪ :‬مش‪#‬هد ال‪#‬دور السیاس‪#‬ي المح‪#‬دود‪ ،‬مش‪#‬هد اس‪#‬تمرار‬
‫تراجع الدور باالنسحاب التام من السیاسة‪ ،‬ومشهد عودة هذا الدور السیاسي وٕا عادة تكریسه‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫‪8‬‬
‫‪- Paul Chambers and Aurel Croissant,op.cit,,p.48.‬‬

‫‪15‬‬
‫مما سبق يمكن استخالص النتائج والتوصيات التالية‪:‬‬
‫حاف‪###‬ظ الجیش عملیا دائم‪###‬ا على تدخل‪###‬ه في الش‪###‬أن السیاس ‪##‬ي في معظم الف ‪##‬ترات التاریخیة‪ ،‬من‪###‬ذ‬ ‫‪-‬‬
‫المرحل‪##‬ة االس‪##‬تعماریة ح‪##‬تى ف‪##‬ترة التعددیة‪ ،‬رغم المن‪##‬ع الدس‪##‬توري‪ ،‬وتع‪##‬ددت أنم‪##‬اط ه‪##‬ذا الت‪##‬دخل‬
‫حسب الظروف السیاسیة بإشكال مختلفة ‪.‬‬
‫س ‪##‬اعد الهیك ‪##‬ل التنظیمي ال ‪##‬ذي تك ‪##‬ون لص ‪##‬الح جه ‪##‬از األمن واالس ‪##‬تعالم في المؤسس ‪##‬ة العس ‪##‬كریة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫خالل‬
‫فترة تردي األوضاع األمنیة‪ ،‬في قوة نفوذه وتدخله في الحیاة السیاسیة‪.‬‬
‫رغم األث‪##‬ر الواض‪##‬ح لجه‪##‬ود التحیید‪ ،‬ال یمكن ض‪##‬مان اس‪##‬تمرار تراج‪##‬ع ال‪##‬دور السیاس‪##‬ي للمؤسس‪##‬ة‬ ‫‪-‬‬
‫العس‪##‬كریة دون اس‪##‬تكمال الش‪##‬روط الض‪##‬رورية لتحیید ه‪##‬ذا ال‪##‬دور في ظ‪##‬ل غیاب ب‪##‬اقي المؤسس‪##‬ات‬
‫السیاس‪##‬یة خاص‪##‬ة البرلم‪##‬ان عن االنخ‪##‬راط في ه‪##‬ذا المس‪##‬عى‪ ،‬وض‪##‬عف الطبق‪##‬ة السیاس‪##‬یة‪ ،‬وتغ‪##‬ییب‬
‫لدور المجتمع المدني‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪ -‬ب‪##‬ابال الش‪##‬اد محم‪##‬د ص‪##‬الح‪ ،‬دور المؤسس‪##‬ة العس‪##‬كرية التركي‪##‬ة في السياس‪##‬ة ‪( ،2012-1980‬الع‪##‬راق‪:‬‬
‫منشورات مركز كردستان للدراسات االستراتيجية السيلمانية‪ ،)2012 ،‬ص‪.31‬‬
‫‪ -‬اآلغا فؤاد‪ ،‬علم االجتماع العسكري‪ ،‬الطبعة األولى‪( ،‬عمان‪ ،‬دار أسامة للنش‪##‬ر والتوزیع‪،)2008 ،‬‬
‫ص ‪.51‬‬
‫‪ -‬اآلغا فؤاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫‪ -‬علّي الدين هالل‪ ،‬العرب والعالم‪( ،‬بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،)1988 ،‬ص ‪.941‬‬
‫‪ -‬مج‪## #‬دي حّم اد‪ ،‬العس‪## #‬كريون الع‪## #‬رب وقض‪## #‬ية الوح‪## #‬دة (ب‪## #‬يروت‪ :‬مرك‪## #‬ز دراس‪## #‬ات الوح‪## #‬دة العربي‪## #‬ة ‪،‬‬
‫‪ ،)1978‬ص ‪.193‬‬
‫‪ -‬مجدي حّم اد‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.193‬‬
‫‪ -‬حم‪## # #‬دي عب‪## # #‬د ال‪## # #‬رحمن‪ ،‬الجي‪## # #‬وش والسياس‪## # #‬ة في الخ‪## # #‬برة االفريقي‪## # #‬ة‪ ،‬من كت‪## # #‬اب الجيش والتح‪## # #‬ول‬
‫الديمقراطي في افريقيا‪( ،‬الدوحة‪ :‬منتدى العالقات الدولیة والعربية‪ ،)2015 ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪- Paul Chambers and Aurel Croissant,op.cit,,p.48.‬‬

‫‪16‬‬
17

You might also like