‫كان النبي صلى هللا عليه وسلم أحسن الناس ُخ لقًا وأكرمهم وأتقاهم ‪ ،‬عن أنس رضي‬

‫‪" -‬هللا عنه قال" كان النبي صلى هللا عليه وسلم أحسن الناس خلًقا‬
‫ضرب رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬أروع األمثلة في ُحسن الُخ لق‪ ،‬وقد بّين ‪-‬عليه‬
‫الصالة والسالم‪ -‬أن بعثته كانت إلتمام مكارم األخالق‪ ،‬حيث قال‪( :‬إنما ُبعثت ُأِلتِّمم‬
‫صالح األخالق)‪ ]١[،‬وشهد هللا ‪-‬تعالى‪ -‬لرسوله محمد ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬بعظم‬
‫األخالق‪ ،‬حيث قال‪َ( :‬و ِإَّن َك َلَع َلٰى ُخ ُلٍق َع ِظ يٍم )‪ ]٢[،‬ومّما ينبغي اإلشارة إليه أّن رسول هللا‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬كان يأمر أصحابه بمخالقة الّناس بخلٍق حسٍن ‪ ،‬مصداقًا لما رواه‬
‫أبو ذٍر ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬عن النبي ‪-‬عليه الصالة والسالم‪ -‬أّن ه قال‪( :‬اَّت ِق هَّللا حيُث ما‬
‫كنت‪ ،‬وأتبع الَّسِّيئة الحسنة تمحها‪ ،‬وخالق الَّن اس بخلٍق حسٍن )‪ ]٤[]٣[،‬وقد وصف‬
‫الصحابة ‪-‬رضي هللا عنهم‪ِ -‬ع ظم أخالق رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وبّينوا أنه كان‬
‫أحسن الناس خلقًا‪ ،‬مصداقًا لما ُروي عن أنس بن مالك ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬أنه قال‪( :‬كان‬
‫النبُّي صَّلى ُهللا عليه وسَّلم أحسُن الناِس ُخ ُلًقا)‪ ]٥[،‬باإلضافة إلى ما ُروي عن صفية بنت‬
‫حيي ‪-‬رضي هللا عنها‪ -‬أنها قالت‪( :‬ما رأيت أحًد ا أحسَن خُلًقا من رسوِل ِهللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم)‬
‫إضرب رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬أروع األمثلة في الصدق واألمانة‪ ،‬فقد لّقبته‬
‫قريش بالصادق األمين قبل البعثة‪ ،‬وكان أهل مّك ة يأتمنونه على أسرارهم‪ ،‬وحوائجهم‪،‬‬
‫وأموالهم‪ ،‬ولما بعثه هللا ‪-‬تعالى‪ -‬وأمره بتبليغ الرسالة صعد ‪-‬عليه الصالة والسالم‪ -‬على‬
‫جبل الصفا‪ ،‬ونادى في قريٍش قائًال‪( :‬أَر َأْي َت ُك ْم لو أْخ َب ْر ُتُك ْم أَّن َخ ْي اًل بالَو اِدي ُتِر يُد أْن ُتِغيَر‬
‫عَلْي ُك م‪ ،‬أُكْنُتْم ُم َص ِّد ِقَّي ؟‪ ،‬قالوا‪َ :‬ن َع ْم ‪ ،‬ما َج َّر ْب َن ا َع َلْي َك إاَّل ِص ْد ًقا)‪ ]٩[،‬بل حتى أن ألّد أعدائه‬
‫شهدوا له بالصدق‪ ،‬كما حصل عندما قام النضر بن الحارث خطيبًا في زعماء قريش‪،‬‬
‫وعلى الرغم من عداوة أبي سفيان الشديدة له في بداية الدعوة؛ إال أنه لم يستطع أن يخفي‬
‫هذه الصفة‪ ،‬حيث سأله هرقل عن صفات رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬قائال‪َ( :‬ه ل‬
‫ُك نُتم َت َّت ِه موَن ه ِبالَك ذِب َق بل أْن َي قوَل ما قال؟ فَز عمَت ‪-‬أي أبو سفيان‪ -‬أْن ال‪ ،‬فعَر فُت ‪-‬أي‬
‫هرقل‪ -‬أَّن ه َلم َي ُك ْن ِليَد َع الَك ِذَب على الَّن اِس ‪ُ ،‬ثَّم َي ذَهَب فَي كِذَب على ِهللا)‪ ]١٠[،‬وقد وصف‬
‫هللا ‪-‬تعالى‪ -‬نبّيه ‪-‬عليه الصالة والسالم‪ -‬بالصدق حيث قال‪َ( :‬و اَّلِذي َج اَء ِبالِّص ْد ِق َو َص َّدَق‬
‫ِبِه ُأوَلـِئَك ُه ُم اْل ُم َّتُقوَن )‬
‫كان رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬أرحم الناس بأّمته‪ ،‬وُك تب السيرة والتاريخ مليئٌة‬
‫بالمواقف التي تبّين رحمة النبي ‪-‬عليه الصالة والسالم‪ -‬وعطفه على المسلمين‪ ،‬وقد شهد‬
‫هللا ‪-‬تعالى‪ -‬لنبّيه ‪-‬عليه الصالة والسالم‪ -‬في القرآن الكريم بصفة الرحمة‪ ،‬حيث قال‪َ( :‬لَقد‬
‫جاَء ُك م َر سوٌل ِمن َأنُفِس ُك م َع زيٌز َع َليِه ما َع ِنُّت م َح ريٌص َع َليُك م ِبالُمؤِمنيَن َر ءوٌف َر حيٌم)‪[،‬‬
‫‪ ]١٦‬وقد فاقت رحمة رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬كل أحٍد حتى وصفه هللا ‪-‬تعالى‪-‬‬
‫بأنه أولى من المؤمنين بأنفسهم‪ ،‬حيث قال تعالى‪( :‬الَّن ِبُّي َأْو َلى ِباْلُمْؤ ِمِنيَن ِم ْن َأنُفِس ِه ْم )‬