Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 3

‫إسم ‪ :‬زهرى أوديتيا‬

‫مستوى ‪ :‬السادس‬

‫🤍إلى الرفيق األعلى🤍‬

‫‪#‬طالئع التوديع‪#‬‬

‫لما تكامالت الدعوة‪ ،‬وسيطر اإلسالم على الموقف‪ ،‬أخذت طالئع التوديع للحياة واألحياء تطلع من مشاعرة صلى هللا عليه وسلم‪،‬‬
‫‪.‬تتضح بعباراته وأفعاله‬

‫إنه اعتكف في رمضان من السنة العاشرة عشرين يومًا‪ ،‬بينها كان ال يعتكف إال عشرة أيام فحسب‪ ،‬وتدارسه جبريل القرآن مرتين‪،‬‬
‫وقال في حجة الوداع ‪ :‬إني ال أدري لعلي ال ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبًدا‪ ،‬وقال وهو عند جمرة العقبة ‪ :‬خذوا عني مناسككم‪،‬‬
‫‪.‬فلعلي ال أحج بعد عامي هذا‪ ،‬وأنزلت عليه سورة النصر في أوسط أيام التشريق‪ ،‬فعرف أنه الوداع‪ ،‬وأنه نعيت إليه نفسه‬

‫وفي أوائل صفر سنة ‪‍١١‬ه خرج النبي صلى هللا عليه وسلم إلى أحد‪ ،‬فصلى على الشهداء كالمودع ألحياء و األموات‪ ،‬ثم انصرف‬
‫إلى المنبر فقال ‪ :‬إني فرطكم‪ ،‬وإني شهيد عليكم‪ ،‬وإني وهللا ألنظر إلى حوضي اآلن‪ ،‬وإني أعطيت مفاتيح خزائن األرض‪ ،‬أو مفاتيح‬
‫‪.‬األرض‪ ،‬وإني وهللا ما أخاف أن تشركوا بعدي‪ ،‬ولكني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها‬

‫وخرج ليلة ‪ -‬في منتصفها ‪ -‬إلى البقيع فاستغفر لهم‪ ،‬وقال ‪ :‬السالم عليكم يا أهل المقابر‪ ،‬ليهن لكم ما أصبحتم فيه بما أصبح الناس فيه‪،‬‬
‫‪.‬أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم‪ ،‬يتبع آخرها أولها‪ ،‬اآلخرة شر من األولى‪ .‬وبشرهم قائال ‪ :‬إنا بكم لالحقون‬

‫‪#‬بداية المرض‪#‬‬

‫وفي اليوم التاسع والعشرين من شهر صفر سنة ‪‍١١‬ه ‪ -‬وكان يوم اإلثنين ‪ -‬شهد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم جنازة في البقيع‪ ،‬فلما‬
‫رجع ‪ -‬وهو في الطريق ‪ -‬أخذه صداع في رأسه‪ ،‬واتقدت الحرارة‪ ،‬حتى إنهم كانوا يجدون سورتها فوق العصابة التي تعصب بها‬
‫‪.‬رأسه‬

‫‪.‬وقد صلى النبي صلى هللا عليه وسلم بالناس وهو مريض ‪ ١١‬يومًا‪ ،‬وجميع أيام المرض كانت ‪ ١٣‬أو ‪ ١٤‬يومًا‬

‫‪#‬األسبوع األخير‪#‬‬

‫وثقل برسول هللا صلى هللا عليه وسلم المرض‪ ،‬فجعل يسأل أزواجه ‪ :‬أين أنا غدًا ؟ ففهمن مراده‪ ،‬فأذن له يكون حيث شاء‪ ،‬فانتقل إلى‬
‫عائشة‪ ،‬يمشي بين الفضل بن عباس وعلي بن أبي طالب‪ ،‬عاصبا رأسه تخط قدماه حتى دخل بيتها‪ ،‬فقضى عندها آخر أسبوع من‬
‫‪.‬حياته‬

‫وكانت عائشة تقرأ بالمعوذات واألدعية التي حفظتها من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فكانت تنفث على نفسه‪ ،‬وتمسحه بيده رجاء‬
‫‪.‬البركة‬

‫‪#‬أخر يوم من الحياة‪#‬‬


‫روى أنس بن مالك ‪ :‬أن المسلمين بينا هم في صالة الفجر يوم اإلثنين ‪ -‬وأبو بكر يصلي بهم ‪ -‬لم يفجأهم إال رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم‪ ،‬وهم في صفوف الصالة‪ ،‬ثم تبسم يضحك‪ ،‬فنكص أبو بكر على عقبيه‪ ،‬ليصل الصف‪،‬‬
‫وظن أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصالة‪ ،‬فقال أنس ‪ :‬وهم المسلمون أن يفتتنوا في صالتهم‪ ،‬فرحًا برسول‬
‫‪.‬هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فأشار إليهم بيده رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أن أتموا صالتكم‪ ،‬ثم دخل الحجرة وأرخى الستر‬

‫‪.‬ثم لم يأت على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وقت صالة أخرى‬

‫ولما ارتفع الضحى‪ ،‬دعا النبي صلى هللا عليه وسلم فاطمة فسارها بشيء فبكت‪ .‬ثم دعاها‪ ،‬فسارها بشيء فضحكت‪ ،‬قالت عائشة‪،‬‬
‫فسألنا عن ذلك ‪ -‬أي فيما بعد ‪ -‬فقالت ‪ :‬سارني النبي صلى هللا عليه وسلم أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه‪ ،‬فبكيت‪ ،‬ثم سارني‬
‫‪.‬فأخبرني أني أول أهله يتبعه فضحكت‬

‫‪.‬وبشر النبي صلى هللا عليه وسلم فاطمة بأنها سيدة نساء العالمين‬

‫ورأت فاطمة ما برسول هللا صلى هللا عليه وسلم من الكرب الشديد الذي يتغشاه‪ ،‬فقالت ‪ :‬واكرب أباه‪ .‬فقال لها ‪ (( :‬ليس على أبيك‬
‫‪.‬كرب بعد اليوم ))‬

‫‪.‬ودعا الحسن والحسين فقبلهما‪ ،‬وأوصى بهما خيرًا‪ ،‬ودعا أزواجه فوعظهن وذكرهن‬

‫وطفق الوجع يشتد وزيد‪ ،‬وقد ظهر أثر السم الذي أكله بخيبر حتى كان يقول ‪ (( :‬يا عائشة‪ ،‬ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر‪،‬‬
‫‪.‬فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم‬

‫‪.‬وأوصى الناس‪ ،‬فقال ‪ (( :‬الصالة الصالة وما ملكت أيمانكم ))‪ ،‬كرر ذلك مرارًا‬

‫‪#‬االحتضار‪#‬‬

‫وبدأ االحتضار فأسندته عائشة إليها وكانت تقول ‪ :‬إن من نعم هللا علّي أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم توفي في بيتي وفي يومي‬
‫وبين سحري ونحري‪ ،‬وأن هللا جمع بين ريقي وريقه عند موته‪ .‬دخل عبد الرحمن ‪ -‬بن أبي بكر ‪ -‬وبيده السواك‪ ،‬وأنا مسندة رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فرأيته ينظر إليه‪ ،‬وعرفت أنه يحب السواك‪ ،‬فقلت ‪ :‬آخذه لك ؟ فأشار برأسه أن نعم‪ ،‬فتناولته‪ ،‬فاشتد عليه‪،‬‬
‫وقلت ‪ :‬ألينه لك ؟ فأشار برأسه أن نعم‪ ،‬فلينته‪ .‬فأمره ‪ -‬وفي رواية أنه استن بها كأحسن ما كان مستنًا ‪ -‬وبين يديه ركوة فيها ماء‪،‬‬
‫‪ -.‬فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه‪ ،‬يقول ‪ (( :‬ال إله إال هللا‪ ،‬إن للموت سكرات )) ‪ -‬الحديث‬

‫وما عدا أن فرغ من السواك حتى رفع يده أو إصبعه‪ ،‬وشخص بصره نحو السقف‪ ،‬و تحركت شفتاه‪ ،‬فأصغت إليه عائشة وهو يقول ‪:‬‬
‫(( مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين‪ ،‬اللهم اغفرلي وارحمني‪ ،‬وألحقني بالرفيق األعلى‪ ،‬اللهم الرفيق‬
‫‪.‬األعلى ))‬

‫‪.‬كرر الكلمة األخيرة ثالثا‪ ،‬ومالت يده ولحق بالرفيق األعلى‪ .‬إناهلل وإنا إليه راجعون‬

‫وقع هذا الحادث حين اشتدت الضحى من يوم اإلثنين ‪ ١٢‬ربيع األول سنة ‪‍١١‬ه‪ .‬وقد تم له صلى هللا عليه وسلم ثالث وستون سنة‬
‫‪.‬وزادت أربعة أيام‬

‫‪#‬تفاقم األحزان على الصحابة‪#‬‬

‫وتسرب النبا الفادح‪ ،‬واظلمت على المدينة أرجاؤها وآفاقها‪ .‬قال أنس ‪ :‬ما رأيت يومًا قط كان أحسن وال أضوأ من يوم دخل علينا فيه‬
‫‪.‬رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وما رأيت يومًا كان أقبح وال أظلم من يوم مات فيه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪.‬ولما مات قالت فاطمة ‪ :‬يا أبتاه أجاب ربا دعاه‪ .‬يا أبتاه‪ ،‬من جنة الفردوس مأواه‬

‫‪.‬يا أبتاه‪ ،‬إلى جبريل ننعاه‬

You might also like