Professional Documents
Culture Documents
حكم بحريني رقم 200 لسنة 2011
حكم بحريني رقم 200 لسنة 2011
حكم بحريني رقم 200 لسنة 2011
___________________________________________________________
جلسة 3من مايو سنة 2013
برئاسة الشيخ /خليفة بن راشد بن عبد هللا آل خليفة رئيس المحكمة وعضوية المستشارين /علي يوسف
منصور ،د .طه عبد المولى طه ،يحيى فتحي يمامة
___________________________________________________________
()106
الطعن رقم 200لسنة 2011
_______________________
المقرر -أن التزام الناقل البحري بتوصيل البضائع التي تعهد بنقلها سالمة إلى جهة الوصول هو التزام
بتحقيق غاية تترتب مسئوليته عن التعويض عند تخلفها دون حاجه إلى إثبات خطئه .فأن له أن يدفع مسئوليته
إذا أثبت حدوث الهالك أو التلف بسبب أجنبي متمثال في إحدى الحاالت التي نصت عليها المادة 159من
القانون البحري ومنها مخاطر البحر أو المياه المالحية األخرى المنصوص عليها بالفقرة جـ والقوة القاهرة
المنصوص عليها بالفقرة د .وكان المقصود بالحالة األولى المخاطر التي تتعرض لها السفينة أثناء سفرها في
البحار أو األنهار المتصلة بها كالرياح والضباب والصخور وال يشترط أن تتوافر في هذه االخطار وصف
القوة القاهرة بعدم إمكان توقعها واستحالة دفعها .فال يحول دون تمسك الناقل بهذا اإلعفاء القانوني من
المسئولية أن يكون في استطاعته توقع الخطر أو دفعه إذا ثبت إنه لم يتمكن من ذلك رغم ما اتخذه من
احتياطات وما قام به من جهود معقولة.
المقرر -أن تحقق السبب األجنبي المعفى من مسئولية الناقل من مسائل الواقع التي تستقل محكمة الموضوع
بتقديرها.
إذ كان الحكم المطعون فيه قد خلص إلى عدم مسئولية المطعون ضدهم عن هالك أو تلف البضائع التي
تعهدوا بنقلها على سفينتهم استنادا إلى ما انتهي إليه تقرير الخبير المنتدب أن السفينة تعرضت أثناء إبحارها
لعاصفة قوية ومياه عالية جعلتها تتأرجح بشدة حأول الربان تفادي هذه المخاطر واألضرار الناشئة عنها دون
جدوى .وكان هذا الذي خلص إليه الحكم وبنى عليه قضاءه استخالصا سائغا لواقع الدعوى متفقا مع حقيقة
الثابت باألوراق كافيا لحمل قضائه وفقا للقانون .فإن النعي عليه يكون في غير محله .ومن ثم يتعين رفض
الطعن .ال يؤثر في ذلك ما تنعاه الطاعنة على الحكم وصفه مخاطر البحر التي تعرضت لها السفينة ونشأ عنها
هالك البضائع المنقولة وتلفها بأنها قوة قاهرة إذ كان في إمكان الربان توقعها فان هذه المخاطر تعتبر سببًا
مستقًال بذاته إلعفاء الناقل البحري من المسئولية حتى ولم تتوافر فيها صفة القوة القاهرة ومن ثم يكون النعي
على الحكم بهذا الوجه غير منتج.
_______________________
المحكمــة
بعد االطالع على األوراق وسماع التقرير الذي تاله القاضي المقرر وبعد المداولة.
حيث إن الطعن استوفى أوضاعه الشكلية.
وحيث إن الوقائع _ على ما يبين من األوراق _ تتحصل في أن الطاعنة رفعت الدعوى رقم 2217/2007
على المطعون ضدهم بالالئحة المقدمة إلى المحكمة الكبرى بتاريخ 21/3/2007بطلب الحكم بإلزامهم في
مواجهة وكيل السفينة في البحرين بأن يؤدوا لها مبلغ 404/101007دينار بحريني وفوائده التأخيرية مقدار
ما تكلفته في تعويض شركة -----لالستثمار الصناعي عن الخسارة الكلية التي تعرضت لها البضائع المبينة
بالالئحة المؤمن عليها من قبلها بموجب عقد التأمين المبرم بينهما والتي حلت محلها في حقوقها قبل المدعي
عليهم الذين تعهدوا بنقل هذه البضائع إليها بحريا من ميناء نيويورك بالواليات المتحدة األمريكية مشحونة
على ظهر السفينة داخل حاويتين وبوصولها البحرين تبين فقد إحداهما بسقوطها في البحر أثناء الرحلة فقامت
بتكليف خبير في المسح البحري وتسوية الخسائر بفحص الشحنة وخلص إلى حدوث الخسارة بسبب اهمال
الناقلين بالتثبيت غير المناسب للحاويات على ظهر السفينة مما أدى إلى سقوط إحدى الحاويتين في البحر
وتلف محتويات األخرى واعتبارها خسارة كلية .تمسك المدعي عليهم بعدم مسئوليتهم عن هالك البضائع
وتلفها بسبب مخاطر البحر والمياه المالحية وفقا لنص المادة 159من القانون البحري .ندبت المحكمة خبيرا
في الدعوى وبعد أن قدم تقريره حكمت برفضها .فاستأنفت المدعية الحكم باالستئناف رقم 1702/2010
وحكمت محكمة االستئناف العليا ببطالنه لعيب اجرائي .وفي موضوع الدعوى برفضها – فطعنت المستأنفة
في هذا الحكم بطريق التمييز ،وأودع المكتب الفني مذكرة برأيه.
وحيث إن الطعن بنى على سببين تنعى الطاعنة بهما على الحكم المطعون فيه القصور في التسبيب
والفساد في االستدالل فيما قضى برفض الدعوى بناء على ما خلص إليه من عدم مسئولية المطعون ضدهم
عن هالك البضائع أو تلفها لحدوثه بسبب القوة القاهرة التي تعرضت لها السفـينة أثناء إبحـارهـا استنادا إلى
مـا أورده تقريـر الخبـير المنتدب في الدعوى أنها تعرضت لعاصفة شديدة وارتفاع في أمواج البحر قذفت بها
في اتجاهات مختلفة مما أدى إلى تصادم الحاويات التي كانت مشحونة عليها ببعضها وتفكك أربطتها وسقوط
بعضها في البحر مما اعتبره الحكم أمرا غير متوقع استحال على ربان السفينة بخبرته تفادي األضرار الناشئة
عنه .ملتفتا عما تمسكت به من دفاع جوهري أطرحه ولم يرد عليه رغم ما له من أثر في تغيير وجه الرأي
في الدعوى أن الثابت بتقرير خبير المسح البحري وتسوية الخسائر الذي استندت إليه ان السفينة مزودة
بأنظمة للمالحة واالتصاالت باألقمار الصناعية باإلضافة إلى نظام معلومات للطقس يمكنها من ضبط مسارها
لتأمين سالمتها وتفادي أو الحد من ظروف الطقس القاسية والتنبؤ بهذه الظروف .مما ال يسوغ معه القول بأن
هالك البضاعة وتلفها نشأ عن قوة قاهرة بل كان نتيجة اهمال المطعون ضدهم في تثبيت الحاويات وربطها
على ظهر السفينة وفقا لألصول المتبعة خالفا لما ذهب إليه الحكم المطعون فيه وبنى عليه قضاءه وهو ما
يعيبه ويوجب نقضه.
وحيث إن هذا النعي غير سديد .ذلك أنه وإن كان التزام الناقل البحري بتوصيل البضائع التي تعهد بنقلها
سالمة إلى جهة الوصول هو التزام بتحقيق غاية تترتب مسئوليته عن التعويض عند تخلفها دون حاجه إلى
إثبات خطئه .فأن له أن يدفع مسئوليته إذا أثبت حدوث الهالك أو التلف بسبب أجنبي متمثال في إحدى الحاالت
التي نصت عليها المادة 159من القانون البحري ومنها مخاطر البحر أو المياه المالحية األخرى المنصوص
عليها بالفقرة جـ والقوة القاهرة المنصوص عليها بالفقرة د .وكان المقصود بالحالة األولى المخاطر التي
تتعرض لها السفينة أثناء سفرها في البحار أو األنهار المتصلة بها كالرياح والضباب والصخور وال يشترط
أن تتوافر في هذه االخطار وصف القوة القاهرة بعدم إمكان توقعها واستحالة دفعها .فال يحول دون تمسك
الناقل بهذا اإلعفاء القانوني من المسئولية أن يكون في استطاعته توقع الخطر أو دفعه إذا ثبت إنه لم يتمكن
من ذلك رغم ما اتخذه من احتياطات وما قام به من جهود معقولة .وكان تحقق السبب األجنبي المعفى من
مسئولية الناقل من مسائل الواقع التي تستقل محكمة الموضوع بتقديرها .وكان الحكم المطعون فيه قد خلص
إلى عدم مسئولية المطعون ضدهم عن هالك أو تلف البضائع التي تعهدوا بنقلها على سفينتهم استنادا إلى ما
انتهي إليه تقرير الخبير المنتدب أن السفينة تعرضت أثناء إبحارها لعاصفة قوية ومياه عالية جعلتها تتأرجح
بشدة حأول الربان تفادي هذه المخاطر واألضرار الناشئة عنها دون جدوى .وكان هذا الذي خلص إليه الحكم
وبنى عليه قضاءه استخالصا سائغا لواقع الدعوى متفقا مع حقيقة الثابت باألوراق كافيا لحمل قضائه وفقا
للقانون .فإن النعي عليه يكون في غير محله .ومن ثم يتعين رفض الطعن .ال يؤثر في ذلك ما تنعاه الطاعنة
على الحكم وصفه مخاطر البحر التي تعرضت لها السفينة ونشأ عنها هالك البضائع المنقولة وتلفها بأنها قوة
قاهرة إذ كان في إمكان الربان توقعها فان هذه المخاطر تعتبر سببًا مستقًال بذاته إلعفاء الناقل البحري من
المسئولية حتى ولم تتوافر فيها صفة القوة القاهرة ومن ثم يكون النعي على الحكم بهذا الوجه غير منتج.
وحيث إنه يتعين إلزام الطاعنة بالمصاريف ومصادرة الكفالة.
_______________________