Professional Documents
Culture Documents
Tawil Yasmina
Tawil Yasmina
Tawil Yasmina
محاضرات في اإلقتصاد
النقدي وأسواق رأس المال
محاضرات في اإلقتصاد
النقدي وأسواق رأس المال
لطلبة السنة الثانیة LMDجمیع التخصصات
11 تمهيد
01 أوال :مفهوم النظام النقدي وخصائصه
01 ثانيا :أنواع األنظمة النقدية
01 ثالثا :العرض النقدي والقاعدة النقدية
30 خالصة المحور الثاني
30 أسئلة المحور الثاني
00-33 المحور الثالث :النظريات النقدية
33 تمهيد
30 أوال:النظرية النقدية الكالسيكية
31 ثانيا:النظرية النقدية الحديثة (النظرية الكينزية)
30 ثالثا:النظرية النقدية المعاصرة (نظرية النقديين)
01 خالصة المحور الثالث
01 أسئلة المحور الثالث
18-03 المحور الرابع :البنوك ،أنواعها ووظائفها
03 تمهيد
فهرس المحتويات
فهرس الجـــداول
فهرس األشكـــــال
63 العالقة بين التغير في كمية النقود والمستوى العام لألسعار 10
مقدمة:
يعتبر اكتشاف النقود من الخطوات األساسية في تطور الحضارة اإلنسانية ،أين تحتل مركز
الصدارة في جميع المعامالت اإلقتصادية المعاصرة ،وتعتبر الشريان الرئيسي وبدونها ال تستطيع
اإلقتصاديات العالمية أن تعمل وتتقدم نحو األفضل .فأصبحت النقود من المتغيرات اإلقتصادية المهمة
التي تؤثر وتتأثر بغيرها من المتغيرات األخرى.
لذلك جاء اإلقتصاد النقدي لتحديد الكفاءة الوظيفية للنقود ودراسة دورها في اإلقتصاد ومحاولة
ضبط أدائها والتحكم في سلوكها ،واظهار آثار النقود المباشرة وغير المباشرة على النشاط االقتصادي.
ويعتمد اإلقتصاد النقدي في دراسته للعملية النقدية وتحليله لدور النقود على وجود الجهاز
المصرفي ومؤسساته وعلى رأسهم البنك المركزي باإلضافة إلى ما يعرف باألسواق النقدية وأسواق رأس
المال ،حيث من خالل هذه المؤسسات المالية والنقدية يتم التحكم في كمية النقود والتأثير على حجم
اإلستثمارات ،وأيضا تحديد القنوات واآلليات التي تنتقل عبرها التدفقات النقدية للتأثير على
اإلقتصاد الحقيقي.
ونتيجة لتزايد االهتمام بالدور الذي تلعبه كل من النقود ،والبنوك بمختلف أنواعها ،واألسواق
المالية على مستوى االقتصاد الوطني والمنافع المترتبة من ورائها بالنسبة لألفراد والمؤسسات والقطاع
الحكومي ،يجعل التطرق لموضوع االقتصاد النقدي وأسواق رأس المال على قدر كبير من األهمية ،لذلك
جاءت هذه المطبوعة لتتناول مختلف المفاهيم المتعلقة بالنقود والبنوك وأسواق رأس المال ،أين تم تقسيمها
إلى خمسة محاور حيث سيخصص المحور األول لدراسة نظام المقايضة وعيوبه ونشأة النقود وتطورها
وتعريفها وتحديد مختلف وظائفها وأشكالها.
في حين المحور الثاني سيتناول األنظمة النقدية التي تعمل على تنظيم التداول النقدي بما ينسجم
ومتطلبات اإلقتصاد ،باإلضافة إلى التعرف على مختلف أنواع األنظمة النقدية التي مرت عبر التاريخ
مرو ار إلى مفهوم العرض النقدي والقاعدة النقدية.
أما المحور الثالث سنحاول أن نبرز من خالله تحليال مقارنا لمواقف المفكرين اإلقتصاديين فيما
يتعلق بالمسألة النقدية من خالل النظريات النقدية التي تم طرحها من قبلهم بدءا من النظرية النقدية
الكالسيكية والنظرية النقدية الحديثة (النظرية الكينزية) وصوال للنظرية النقدية المعاصرة (نظرية النقديين).
في حين المحور الرابع جاء للتعرف على مختلف أنواع البنوك سواء كانت بنوك مركزية أو تجارية
أو بنوك متخصصة وخصائص ووظائف كل منها.
أ
مقدمـــــــــــــــــة
بينما سيهتم المحور السادس بإعطاء لمحة عن السوق المالي والسوق النقدي ،والتركيز على
أسواق رأس المال ومختلف المفاهيم األساسية المتعلقة به وأدواته واألعضاء والمشاركين فيه وأخي ار نظام
عمل هذه األسواق.
وفي األخير نرجوا من هللا سبحانه وتعالى أن نكون قد وفقنا فيما قصدنا وأن تفي هذه المطبوعة
بالغرض المطلوب منها وهو تزويد الطلبة بالمعارف والمعلومات المتعلقة باإلقتصاد النقدي
وأسواق رأس المال.
وهللا ولي التوفيق
د .طويل ياسمينة
ب
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
1
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
1محمد الفاتح المغربي :النقود والبنوك ،الطبعة األولى ،األكاديمية الحديثة للكتاب الجامعي ،القاهرة ،مصر ،8102 ،ص7 :
2
محمد نجيب حمادي الجوعاني ،ضوابط التجارة في اإلقتصاد اإلسالمي ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان ،8112 ،ص001 :
2
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
قيمة السلعة في السوق بكميات عديدة تتناسب في عددها مع عدد السلع المتبادلة في السوق ،وبالتالي
فإنه من الصعوبة الحصول على وحدة قياس واحدة في مبادلة السلع عندما تكون السلع المتبادلة كثيرة
وحاجات مختلفة.
فلو افترضنا أن عدد السلع المتاحة للتبادل في السوق هي عشر سلع فقط فإن هذا يتطلب أن
نحدد نسبة مبادلة لكل سلعة من هذه السلع مع كل من السلع التسع األخرى الموجودة في السوق أي أن
كل سلعة سيكون لها تسع نسب مبادلة مع بقية السلع األخرى.
وعلى العموم ،سيكون هناك نسب تبادل كثيرة في حالة كثرة السلع المتبادلة في السوق ،وهذا ما
كان عليه الحال في نظام المقايضة واذا أردنا أن نعرف عدد نسب المبادلة للسلع فإنه بإمكاننا إستخدام
المقياس التالي:
)𝑛 (𝑛 − 1
=𝑇
2
حيث:
Tعدد نسب المبادلة (عدد أسعار المبادلة بين السلع)
nعدد السلع في السوق
فإذا كانت 01 = nفإن عدد نسب المبادلة يكون:
)10(10 − 1
=𝑇 = 45
2
أي يوجد خمسة وأربعين نسبة مبادلة (سعر التبادل) في حالة وجود عشر سلع فقط؛ أما إذا
وجدت 011سلعة فإن عدد نسب المبادلة يصبح نحو 1521سعر تبادل ونسب مبادلة.
ويمكننا أن نتصور حجم وعدد نسب المبادلة إذا كان عدد السلع يصل إلى أكثر
1
من 0111سلعة.
2-2صعوبة إيجاد أداة تصلح إلختزان القيم :إذا ما أراد األفراد في ظل نظام المقايضة اختزان القوة
الشرائية فإنهم يضطرون إلى اإلحتفاظ بثرواتهم في صورة سلع يختزنونها أو في شكل حقوق على سلع
معينة تتحدد بأنواعها وصفاتها ،لكن ذلك قد يلحق أض ار ار باألفراد إذ من المحتمل أن تتغير قيمة السلع
المختزنة في المستقبل ،أو يكون من الصعب إجراء مبادلتها بغيرها بعد ذلك ،وقد تتعرض أثناء اإلختزان
1محمد أحمد األفندي ،اإلقتصاد النقدي والمصرفي ،الطبعة األولى ،مركز الكتاب األكاديمي ،عمان ،األردن ،8102 ،ص.02 :
3
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
للخسارة أو التلف . 1أو التعرض للسرقة إضافة إلى صعوبات النقل نظ ار لكبر حجم السلع المخزنة
وحاجاتها إلى مساحات كبيرة للخزن.
إضافة إلى ذلك ،فإن تغير ظروف الطلب والعرض على السلع المخزنة كان يؤدي إلى تغير كبير
في القيمة السوقية التبادلية لهذه السلع األمر الذي يزيد من كلفة تخزين وادخار سلع عينية ،ولم يكن نظام
المقايضة أيضا صالحا إلستعماله كأداة لتسوية قيمة المدفوعات اآلجلة مثل عقود اإليجار أو عقود ريع
2
األراضي وغيرها من المعامالت التعاقدية.
3-2صعوبة تجزئة السلع في بعض األحيان :قد تحول الظروف دون أن توجد لدى أطراف التبادل
الكمية التي تحقق نسبة التبادل بين السلعتين كأن توجد لدى الطرف اآلخر السلعة بكمية أقل مما يسمح
بإجراء التبادل ،وفي نفس الوقت قد يكون من الصعب تقسيم السلعة األخرى أو تجزئتها على النحو الذي
3
يحقق نسبة التبادل بين السلعتين.
4-2صعوبة التوافق بين رغبات األفراد :يتطلب نظام المقايضة أن يكون هناك توافق في رغبات
المتعاملين من حيث الحجم المناسب والجودة المالئمة والزمان والمكان المناسبين للتبادل ،وعلى سبيل
المثال الشخص الذي يرغب في مبادلة بقرة بكمية معينة من القمح ،فإنه عليه أن يبحث عن الشخص
الذي يمتلك القمح ويرغب في نفس الوقت بمبادلة قمحه بالبقرة في الوقت المناسب للطرفين وفي المكان
4
المناسب لهما ،ومن الواضح أن تحقيق هذا التوافق في الرغبات كان أم ار صعبا في نظام المقايضة.
-3مرحلة النظام النقدي:
بعد معاناة اإلنسان من نظام المقايضة بدأ يبحث عن مادة نافعة ضرورية يتم بواسطتها تبادل
السلع والخدمات ،وتقدر بها قيم األشياء ويسهل بها التعامل ،فكانت النقود الحل الذي وجده اإلنسان مالذا
من مساوئ نظام المقايضة ومرت النقود بالعديد من المراحل حتى وصلت إلى الصورة التي هي
5
عليها اآلن.
1عزت قناوي ،أساسيات في النقود والبنوك ،دار العلم للنشر والتوزيع ،الفيوم ،مصر ،8112 ،ص.00 :
2محمد أحمد األفندي ،مرجع سيق ذكره ،ص.01 :
3عزت قناوي ،مرجع سبق ذكره ،ص.00 :
4
محمد أحمد األفندي ،مرجع سبق ذكره ،ص.01 :
5
محمد الفاتح المغربي :مرجع سبق ذكره ،ص.2 :
4
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
1
هايل عبد الحفيظ يوسف داود ،تغير القيمة الشرائية للنقود الورقية ،المعهد العالمي للفكر اإلسالمي ،فرجينيا ،الواليات المتحدة األمريكة،
،0555ص.0:
2
نفس المرجع ،ص3:
محمد رشدي إبراهيم مسعود ،توحيد العمالت النقدية وأثره في اقتصاد الدول المتقدمة والنامية ،دار النشر للجامعات ،القاهرة8115 ، 3
،ص.01:
4
الطاهر لطرش ،اإلقتصاد النقدي والبنكي ،الطبعة الثانية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،8108 ،ص.83 :
5
عزت قناوي ،مرجع سبق ذكره ،ص-ص.01-03 :
5
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
في األخير يمكن تقديم التعريف الشامل وهو التعريف المستوعب لكل وظائف النقود ،وهو على
النحو اآلتي " :النقود هي أي شيء يحظى بالقبول العام بحكم القانون ويستخدم كوسيط في التبادل
وكوحدة للحساب وخزن للقيم وأداة لتسوية المدفوعات اآلجلة" 1.هذا التعريف يحظى بتوافق جمهور
اإلقتصاديين كونها تعرف النقود بوظائفها.
-2خصائص النقود:
يشترط توافر خصائص معينة في النقود لتكون صالحة لإلستخدام النقدي ،وكلما تحققت هذه
الخصائص في النقود ،كانت أكثر نجاحا في اإلستخدام ،ومن هذه الخصائص:2
-تكون قابلة للتجزئة إلى وحدات صغيرة لتسهل مبادلتها؛
-ال تحدث تجزئتها تغيي ار في قيمتها؛
-تكون أجزائها متجانسة ،حيث تبدو متشابهة؛
-تكون قابلة للتخزين من غير أن تتعرض للتلف؛
-تحفظ على قيمتها ،وتتصف باإلستقرار النسبي في قيمتها؛
-تتصف بالنذرة النسبية؛
-يكون لها قوة إبراء قانونية؛
-تلقى قبوال عاما من المتعاملين بها؛
-تكون سهلة النقل والحمل؛
-3قيمة النقود:
هناك العديد من التعاريف لقيمة النقود ،إال أن التعريف الشائع والمقصود هنا القوة الشرائية للنقود.
فالدكتور زهير شامية يعرف قيمة النقود على أنها" :القوة الشرائية لوحدة النقود ،أي مدى الهيمنة لوحدة
النقد في المبادالت ،على كمية السلع والخدمات المختلفة".3
بمعنى آخر مدى قدرة الوحدة النقدية الواحدة على شراء كمية معينة من السلع والخدمات خالل
فترة من الزمن.
1
محمد أحمد األفندي ،مرجع سبق ذكره ،ص.32 :
2هايل عبد الحفيظ يوسف داود ،مرجع سبق ذكره ،ص.00:
3علي كنعان ،النقود والصيرفة والسياسة النقدية ،دار المنهل اللبناني للطباعة والنشر ،لبنان ،8108 ،ص20 :
6
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
وتعتبر العالقة بين ارتفاع المستوى العام لألسعاروالقوة الشرائية للنقود عالقة عكسية ،حيث أن
ارتفاع األسعار يضعف من القوة الشرائية للنقود عند المستهلكين عند ثبات الدخل مما يؤدي إلى التقليل
من الكميات المشترات من السلع والخدمات ،وفي الحالة العكسية عند انخفاض األسعار يزيد المستهلك
من شراء السلع والخدمات.
لذلك يمكن قياس التغير في قيمة النقود عن طريق متابعة التغير في المستوى العام لألسعار.1
وتجدر اإلشارة إلى أن تقلبات قيمة الوحدة النقدية تؤثر على درجة كفاءة النقود في أداء مختلف
وظائفها ،فبالنسبة لوظيفة وسيط للمبادلة وبما أن هذه الوظيفة مرتبطة بالقبول العام في حالة إنخفاض أو
تدهور قيمة النقود بشكل كبير فإنها تصبح غير مقبولة من طرف األفراد في سداد مختلف اإللتزامات؛
كذلك الحال بالنسبة لوظيفة مقياس للقيم فلكي تقوم النقود بهذه الوظيفة يجب أن تتمتع بدرجة من الثبات
ألن تقلبات قيمة الوحدة النقدية نحو اإلرتفاع أو اإلنخفاض تجعلها أقل كفاءة في قياس القيم؛ نفس الشيء
ينطبق على كل من وظيفتي تسوية المدفوعات اآلجلة واإلحتفاظ بالقيمة فالبنسبة مثال لوظيفة إختزان القيم
ففي حالة إرتفاع المستوى العام لألسعار وتوقع األفراد إستمرار هذا اإلرتفاع فإنهم يتخلون عن النقود وهذا
يعني تحقق األثر السلبي على قيام النقود بوظيفة إختزان الثروة نتيجة لتقلب قيمتها الحقيقية.
ثالثا :وظائف النقود
بصفة عامة يمكن أن نميز أساسا بين مجموعتين من الوظائف التي تلعبها النقود ،فالمجموعة
األولى من هذه الوظائف هي ما يعرف بالوظائف الفنية الحيادية للنقود ،أما المجموعة الثانية من وظائف
النقود فهي تلك الوظائف المتممة أو المشتقة من الوظائف الفنية.
-1الوظائف الفنية الحيادية للنقود (التقليدية):
إن الوظائف األساسية للنقود هي تلك الوظائف التقليدية ذات الطابع النقدي البحت والتي
ارتبطت أصال بنشأة النقود كوسيلة للتغلب على نظام المقايضة ،وسبب تسميتها بالوظائف الفنية أو
الحيادية ألنها متعلقة بطبيعة النقود ولكنها ضرورية لسير واستمرار النشاط االقتصادي وال تؤثر في مجراه
أو معدل نموه.
تجدر المالحظة إلى أنه ال يمكن القول بتغير القوة الشرائية للنقود إذا ما تغير سعر سلعة ما أو خدمة ما مهما كانت أهميتها ،وانما العبرة بتغير
ؤوتنحصر هذه الوظائف أساسا في وظيفتين أصليتين هما النقود كمقياس أو معيار للقيمة
1
وكوسيلة للمبادالت.
1-1النقود معيار ومقياس لقيم السلع والخدمات :وهذه هي الوظيفة األساسية للنقود ،فالنقود تقيس قيمة
كل سلعة أو خدمة معب ار عنها بالوحدات النقدية.
وقبل اكتشاف النقود كانت قيم األشياء والخدمات تقاس بنسبة بعضها إلى بعض ،فيقال مثال:
قيمة كذا من القمح تساوي كذا من الشعير أو التمر ،2وتعمل وحدة النقد مثل أي وحدة من وحدات القياس
في أي مجال من المجاالت.
وباستخدام النقود كمقياس للقيم أو كوحدة للحساب أمكن التغلب على مشكلة تعدد نسب التبادل
في ظل نظام المقايضة .فباإلتفاق على وحدة نقدية معينة إلستخدامها كمعيار للقيمة تنسب عليها قيم
السلع المختلفة يمكن مقارنة القيم التبادلية لمختلف السلع المتداولة في السوق.
ويشترط إلستخدام النقود كمقياس للقيم أن تتمتع بثبات في قيمتها ،ومعنى هذا الثبات أن الوحدة
النقدية يمكنها شراء نفس المجموعة من السلع والخدمات بصفة دائمة ولو على األقل الثبات النسبي لها.
غير أن الواقع العملي أثبت اتجاه قيمة الوحدة النقدية للتغير وفقا لتغير المستوى العام لألسعار بل
واتجاهها إلى اإلنخفاض أيضا وبالذات في أوقات التضخم ،ولكن يمكن القول بصفة عامة أن هذه القيمة
تتمتع بثبات نسبي ،في فترة محددة وفي منطقة محددة مما يمكنها من أداء وظيفتها كمقياس للقيم بصفة
3
مرضية وبكفاءة ودقة.
2 -1النقود وسيلة أو وسيط للتبادل :إن الشخص يبيع ما يزيد عن حاجاته األصلية من السلع
والخدمات ويقبض ثمنها نقودا ،ويشتري بتلك النقود ما يحتاج إليه ويرغب فيه من سلع وخدمات ،فكأن
النقود قامت وسيط إلستبدال السلع والخدمات ،وقد أدت هذه الوظيفة للنقود إلى التغلب على صعوبات
المقايضة ،التي كانت تفترض إيجاد التوافق بين رغبات الطرفين ،أما بعد التعامل بالنقود فيمكن الحصول
4
بواسطتها على السلع والخدمات كافة.
ميراندا زغلول رزق ،النقود والبنوك ،جامعة بنها التعليم المفتوح ،كلية التجارة ،مصر ،8115/8112ص-ص ،31 :متوفر على الموقع 1
4هايل عبد الحفيظ يوسف داود ،مرجع سبق ذكره ،ص-ص5-2 :
8
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
ويتطلب نجاح النقود في أداء هذه الوظيفة أن تلقى قبوال عاما من كافة المتعاملين ،أي يجب أن
تمثل في حد ذاته قوة شرائية عامة تمكن حائزها من الحصول على ما يعادل قيمتها من أي سلعة أو
خدمة تعرض للبيع في السوق ،وأن تكون هذه القوة الشرائية ثابتة وحتى تزداد ثقة المتعاملين في النقود أو
1
على األقل تتقلب في حدود معينة.
-2الوظائف المتممة أو المشتقة للنقود:
من الوظيفتين األصليتين والتقليديتين للنقود تشتق وظيفتين هم النقود كمستودع للقيمة وكمقياس
للمدفوعات المؤجلة:
1-2النقود كمستودع للقيمة ومخزن لها :أي أداة الختزان القوة الشرائية الستخدامها عند الحاجة في
المستقبل ،حيث أن الفرد في الواقع ال يهدف إلى االحتفاظ بالنقود لذاتها وانما من أجل الحصول بواسطتها
على سلع وخدمات في المستقبل.
ويشترط لكي تؤدى النقود هذه الوظيفة على الوجه األكمل أن تحتفظ بقيمتها النسبية لفترة طويلة،
وهذا يعنى الثبات النسبي لكل من العرض والطلب حتى يظل مستوى األثمان ثابتا ،وهذا غالبا ما ال
يحدث ،حيث أنه كثي ار ما ترتفع قيمة النقود أو تنخفض.
كما يمكن للفرد أن يحتفظ بالقيمة في صورة أسهم مالية أو سندات أو سلع معمرة وهذه الصورة
لها مزاياها في أنها تدر عائدا لصاحب القيمة في صورة ربح أو فائدة أو منفعة في االستعمال كما أن
أسعارها قد ترتفع فجأة ويحقق صاحبها أرباحا رأسمالية ،ولكنها من ناحية أخرى قد تحقق له خسائر
رأسمالية إذا انخفضت األسعار.
ولعل إحدى المزايا الرئيسية التي توفرها النقود لحاملها هي السيولة التامة في حين األسهم
والسندات والسلع المعمرة تتميز عن النقود بربحيتها المرتفعة ،واإلنسان عادة ما يحتفظ بأصوله في عدة
2
صور منها النقد السائل ومنها األصول األخرى األقل سيولة كاألوراق المالية أو السلع المعمرة.
2-2النقود أداة لتسوية المدفوعات اآلجلة :تعتبر هذه الوظيفة المتممة التي تقوم بها النقود ،مشتقة من
وظيفتها األصلية كمقياس للقيم أو كمعيار للقوة الشرائية للوحدة النقدية ،وذلك أن التطور الذي شهدته
الحياة االقتصادية ،والذي كان من شأنه أن يجعل اإلنتاج معدا للسوق وليس مقتص ار على االستهالك
الذاتي فقط ،إذ ظهرت فكرة التخصص وتقسيم العمل ،وبالتالي فقد فرض النظام االقتصادي المعاصر
9
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
تسويقا لإلنتاج عن طريق إجراء العقود بين المنتجين والمشترين .والمعروف أن العقود التي تنصب على
تسويق اإلنتاج ،تتضمن في الغالب عملية تبادل تتم بصورة فورية ،ولكن تسويتها الكلية أو الجزئية ال
تتحقق إال بعد مرحلة زمنية يجري االتفاق عليها بين أطراف العقد وتعني هذه األخيرة ،في ما يقوم كال
طرفي العقد بأداء التزاماته وباستيفاء حقوقه ،لما كان استيفاء الحقوق يتم خصوصا بواسطة النقود ،فإن
العقد يتضمن تحديدا لألثمان التي يجري أداؤها في المستقبل ،وعلى هذا األساس تكون النقود قد لعبت
دور المعيار للمدفوعات اآلجلة ،وهو دور متمم ومشتق من دورها كمقياس للقيم.1
رابعا :أشكال النقود
تدرجت النقود منذ اكتشافها حتى وصلت إلى صورتها الحالية التي تتعامل بها ،وكانت في كل
مرة تعكس التطور اإلقتصادي واإلجتماعي للمجتمعات البشرية.
ويمكن عرض أنواع النقود وفقا لعدة معايير كما يظهرها الشكل التالي:
لسبط عبد هللا ،النظام النقدي في اإلقتصاد اإلسالمي ،رسالة ماجستير ،كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر،8117/8111 ، 1
ص7:
10
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
النقود
المعيار الجغرافي معيار المادة معيار أساس معيار التطور معيار الجهة
النقود
سلعية نقود
وطنية معدنية
إئتمانية حكومية
معدنية
نقود
ورقية إلزامية
أجنبية ورقية سلعية
مصرفية
مممصرف
يةمصرفةي نقود
إلكتروني
ةة الودائع
المصدر :من إعداد الباحثة باإلعتماد على محمد أحمد األفندي ،اإلقتصاد النقدي والمصرفي ،الطبعة
األولى ،مركز الكتاب األكاديمي ،عمان ،األردن ،2112 ،ص-ص44-42 :
كما نالحظ من الشكل أعاله أنه يوجد عدة معايير لتقسيم النقود ،لكن يمكننا دراسة أنواع النقود
وفقا لمعيار التطور التاريخي لألسباب التالية:
-هذا المعيار يجمع بين أنواع النقود وفقا للمعايير المختلفة.
-ينسجم هذا المعيار مع واقع التطور التاريخي للنقود حيث مرت النقود بمراحل مختلفة حتى
وصلت إلى شكلها الحديث في عصرنا الراهن.
وفيما يلي يمكن دراسة أنواع النقود وفقا لمعيار التطور التاريخي للنقود:
-1النقود السلعية:
تعتبر النقود السلعية أقدم أنواع النقود التي عرفتها المجتمعات البشرية ،حيث لجأ إليها الناس
للتخلص من مشاكل المقايضة وصعوباتها المختلفة ،وقد شملت هذه السلع القمح والشاي والماشية القماش
11
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
باإلضافة لسلع أخرى .ولجأت البشرية لنوع معين من السلع حسب أهميتها ووفرتها واستخداماتها ونتيجة
لقبول اآلخرين لها .وقد كان لهذه السلع صفتين :صفتها كسلعة وصفتها كنقد .واختلفت السلع المستخدمة
كوحدات نقد من مجتمع آلخر تبعا إلختالف الظروف اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية بين المجتمعات،
فالمجتمعات البدوية القائمة على الري كانت تستخدم الماشية كسلعة وسيطة ووسيلة التبادل التجاري،
والمجتمعات الزراعية المستقرة كانت تستعمل المنتجات النباتية ،وتشير المصادر إلى أن اإلغريق قد
استخدموا الماشية ،بينما استخدم الهنود الحمر التبغ واستخدم الصينيون السكاكين واستخدم الفراعنة القمح.
وقد كان الهدف من إستخدام هذه السلع كوسيلة للتبادل هو تقديم أساس مقبول لقياس قيم السلع
محل التبادل.
ولكن مع تطور البشرية ظهرت عيوب كثيرة للنقود السلعية ،حيث يصعب تجزئتها إلى وحدات
1
متجانسة ،باإلضافة إلى صعوبة التخزين لمدة طويلة دون حدوث تلف أو إنتقاص في قيمتها.
-2النقود المعدنية:
مع ازدياد حجم الصفقات المبرمة وبتكرار التجارب اكتشف المتعاملون أن المعادن هي أفضل
وسيط إلجراء عملية التبادل بينهم من حيث كونها أقوى على البقاء ،كما يمكن تجزئتها وتشكيلها بالحجم
والشكل المطلوبين.
وقد فضل اإلنسان استخدام الذهب والفضة عن باقي المعادن لألسباب التالية:
-القبول العام الذي القاه كل من الذهب والفضة باعتبارهما رم از للثراء والرخاء بين الدول ،ذلك
إضافة إلى تمتعها ببريق يلفت األنظار ،مما أدى إلى شيوع استخدامها في صناعة الحلي؛
-سهولة الحمل والنقل؛
-سهولة تمييز نوعيتها واستحالة تزويرها؛
-المتانة وعدم التآكل؛
-القابلية للطرق وسهولة التشكيل بالوزن والشكل والحجم المطلوب؛
-القابلية لإلدخار دون التعرض للتلف أو الصدأ أو الحريق؛
-ثبات القيمة نسبيا؛
سعيد سامي الحالق ،محمد محمود العجلوني ،النقود والبنوك والمصارف المركزية ،دار اليازوري للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،8101 1
ص80 :
12
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
وبذلك سادت النقود المصنوعة من الذهب والفضة كوسيط في التعامالت التجارية ،وظل اإلنسان
يستخدم الذهب والفضة لفترة واسعة من التاريخ ،تربعت فيها النقود المصنوعة من الذهب والفضة على
1
عرش النظام النقدي العالمي ،حتى أوائل القرن العشرين.
-3النقود الورقية (أوراق البنكنوت):
وهي عبارة عن وثائق أو صكوك تصدر لحاملها ،تمثل دينا في ذمة السلطات النقدية التي
أصدرتها ،وكانت هذه الوثائق تمثل الذهب المودع لدى الصيارفة والصاغة منذ أربعة قرون تقريبا ،إذ
كانت مغطاة بالذهب بنسبة ،%011لكن الحظ الصيارفة أن نسبة قليلة من المودعين يطلبون تحويل
الصكوك التي بأيديهم إلى ذهب ،مما مكنهم من إصدار وثائق تتجاوز قيمتها قيمة الذهب المكدس لديهم،
واإلستفادة منها في إقراض رجال األعمال وغيرهم .وتسهيال لتداول هذه الوثائق تم تحويلها من سندات
إسمية إلى سندات لحاملها ،لتلبي حاجات التبادل ،ثم أصبحت هذه الوثائق تأخذ دور النقود بعدما كانت
نقود نائبة عن الذهب والفضة.
ثم تحولت هذه األوراق النقدية إلى أوراق إلزامية وهي نقود يصدرها البنك المركزي للدولة ،وتستمد
هذه النقود وجودها من القانون ،ومن القبول العام لألفراد ومدى إقبالهم عليها ،ويمكن تعريفها أيضا على
أنها تلك النقود الورقية غير القابلة للصرف بالذهب ،أو أي معدن آخر ،وتستمد قيمتها النقدية من قوة
2
اإلبراء العام التي يضفيها عليها القانون.
بناء عما سبق يمكن تقسيم النقود الورقية إلى ثالثة أقسام:
1-3النقود الورقية النائبة :يقصد بالنقود النائبة الصكوك والشهادات الورقية المغطى قيمتها بالذهب أو
الفضة ،وهي تشبه شهادات اإليداعات واإليصاالت التي تم اإلشارة إليها سابقا.
وقد نشأ هذا النوع من النقود الورقية مع ظهور فكرة البنوك المركزية واسناد وظيفة إصدار النقود إلى جهة
واحدة ممثلة بالبنك المركزي.
ووفقا لقاعدة التحويل ،يتعهد البنك المركزي بتحويل هذه الشهادات واإليصاالت إلى ذهب أو
فضة وبقيمة تساوي قيمة الوحدات النقدية المعدنية أو ما يعادلها من سبائك.
ومن سمات ومميزات النقود النائبة أنها تشبه النقود السلعية فالكمية التي يمكن إصدارها تتوقف
على كمية النقد السلعية أو ما يعادلها من سبائك ،إضافة إلى قابليتها للتداول دون الحاجة إلى نقل الذهب
1
من الخزينة مما نتج عنها ميزة السهولة وعدم التعرض للسرقة أو التآكل.
2-3النقود الورقية الوثيقة :وهي التي تكون تغطيتها المعدنية جزئية ،حيث يكون الذهب أو الفضة
جزءا من الغطاء والجزء اآلخر يستند إلى ثقة الناس بالجهة التي أصدرت تلك النقود ،لذلك سميت نقودا
وثيقة ،ومع ذلك فإنها كانت قابلة للصرف ،إذ كانت تحمل تعهدا بالدفع عند الطلب.2
3-3نقود ورقية إلزامية :لم تكن مرحلة استعمال النقود النائبة قابال لإلستمرار والتطبيق في الواقع ،فقد
جاء الوقت الذي عجزت فيه البنوك المركزية عن تحويل النقود النائبة إلى ذهب بسبب إنخفاض كمية
الذهب .األمر الذي أدى إلى قيام الحكومات بإصدار القوانين الملزمة لألفراد بقبول وتداول النقود الورقية،
ومن تم أصبح النقد الورقي غير القابلة للتحويل هو وحدة النقد األساسية ،وأصبحت بالتالي نقود إلزامية
بحكم القانون تتمتع بقوة إبراء غير محدودة .وانحصرت بالتالي مهمة إصدار النقود على البنك المركزي
3
الذي أصبح الجهة المسئولة عن إدارة النقد والسياسة النقدية.
-4النقود المساعدة:
تمثل نسبة صغيرة من المجموع الكلي للنقود ،وهي نقود ذات فئات صغيرة (حيث الغالب أن يتم
إصدارها في صورة أجزاء وحدة النقد األساسية) تقوم الخزانة العامة بإصدارها لمساعدة وحدات النقد الكبير
في سد حاجات التعامل حيث تسهل المبادالت صغيرة القيمة ،ومن هنا جاءت تسميتها بالعملة المساعدة.
وقد تتخذ النقود المساعدة شكال معدنيا ،ويطلق عليها حينئد إسم مسكوكات معدنية ،حيث تتخذ
في هذه الحالة شكل قطع معدنية مصنوعة من معادن مختلفة :فضة-نيكل-برونز ،وقد تكون على شكل
نقود ورقية تصدرها أيضا الخزانة العامة.
وأهم ما يميز النقود المساعدة سواء اتخذت الصورة المعدنية أو الورقية هي أنها تتمتع بقوة إبراء
محدودة في الوف اء باإللتزامات حيث يجوز للدائن أن يرفض قبولها في تسوية دينه إذا ما تجاوز
4
مبلغا معينا.
14
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
-5نقود الودائع:
تتمثل نقود الودائع في المبالغ المودعة في الحسابات الجارية في البنوك وتكون قابلة للدفع عند
الطلب ويمكن تحويلها من فرد آلخر بواسطة الشيكات.
والشيك هو أمر موجه من المودع (أي الدائن) إلى البنك (المدين) لكي يدفع ألمر صاحب الدين،
أو ألمر شخص آخر أو لحامله ،مبلغا معينا من النقود.
وبذلك نجد نقود الودائع ليس لها كيان مادي ملموس ،إذ أنها توجد في صورة حساب بدفاتر
البنوك ،وتمثل النقود الحسابات في البنوك وليس الشيكات التي تمثل وسيلة تحويل هذه النقود.
وتختلف نقود الودائع عن النقود القانونية في أنها نقود مسجل عليها إسم صاحبها ويلزم إلنتقال
ملكيتها تغيير هذا اإلسم ،وذلك عكس النقود القانونية التي طبق عليها المبدأ القانوني "الملكية سند الحيازة"
1
التي تعني أن حائزها هو مالكها وانتقال ملكيتها يتم تداولها وانتقال حيازتها من شخص آلخر.
-6النقود اإللكترونية:
النقود اإللكترونية هي أحدث نوع من النقود ،وتعتبر البنوك وصناديق اإلستثمار والوسطاء
2
الماليين من أكثر الجهات إستخداما ألساليب التحويل اإللكتروني للنقود.
الن قود اإللكترونية هي عبارة عن ":وحدات إلكترونية يتم إنتقالها بطريقة معينة من حساب شخص
إلى حساب شخص آخر ،حيث تخزن هذه الوحدات إما في ذاكرة كمبيوتر صغير ملتصق في كارت
يحمله المستهلك ،يستخدمها في الوفاء عن طريق هذا الكارت ،أو تخزن في ذاكرة الكمبيوتر الشخصي
3
للمستهلك ،بحيث يستخدمها عن طريق هذا الكمبيوتر".
ونستطيع أن نعرف النقود اإللكترونية بأنها ":قيمة نقدية مخزنة على وسيلة إلكترونية مدفوعة
مقدما وغير مرتبطة بحساب بنكي ،وتحظى بقبول واسع من غير من قام بإصدارها ،وتستعمل كأداة للدفع
4
لتحقيق أغراض مختلفة".
3زكرياء مسعودي ،الزهرة جقريف ،ماهية النقود اإللكترونية ،المجلة الدولية للبحوث القانونية والسياسية ،المجلد ،8العدد ،8102 ،3
ص-ص ،23-32 :ص.10 :
4
مصطفى كافي ،النقود والبنوك اإللكترونية في ظل التقنيات الحديثة ،دار مؤسسة رسالن للطباعة والنشر والتوزيع ،دمشق ،سوريا،8100 ،
ص05:
15
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
وتعرف أيضا على أنها ":نقود رقمية غير ملموسة وليس لها كيان مادي محسوس وانما وهي
1
وحدات إلكترونية".
يرتبط تعدد أشكال النقود اإللكترونية بمدى التطور الذي يجري على استخدام أجهزة الحاسوب
وعلى استخدام شبكة المعلومات العالمية (اإلنترنت) وتاريخيا اتخذت النقود اإللكترونية أشكاال متعددة
وهي:2
-البطاقات البالستيكية :تعتبر البطاقات االئتمانية أكثر األنواع شيوعا واستخداما لهذا النوع من النقود
اإللكترونية وهي البطاقات التي تستخدم لتسديد قيمة مشتريات العميل سواء كان ذلك من خالل شبكة
اإلنترنت أو الشراء من المتاجر التي تقبل هذا النوع من البطاقات وفيما يلي نستعرض ثالثة أنواع من
البطاقات البالستيكية المتداولة حاليا:
بطاقات الدفع :وهي التي تعتمد على وجود أرصدة فعلية للعميل لدى البنك في صورة حسابات
جارية ويتم التحكم بها عن طريق البنك.
البطاقات االئتمانية :وهي التي تصدرها البنوك في حدود مبالغ معينة ويتم استخدامها كأداة وفاء
وائتمان ألنها تتيح فرصة الحصول على السلع والخدمات من دفع آجل لقيمتها.
بطاقات الصرف الشهري :وهذه البطاقات تختلف عن البطاقات االئتمانية في أن السداد يتم
بالكامل من قبل العميل للبنك خالل الشهر الذي يتم فيه السحب.
-النقد الرقمي :يقصد بالنقد الرقمي األنظمة البرمجية المخصصة لدفع النقود عبر اإلنترنت ويتطلب
استخدام النقد الرقمي ثالثة أطراف لضمان كفاءته وسالمة التعامل به وهذه األطراف هي:
العميل -المتجر -المصرف .كما يشترط أيضا وجود برنامج النقود اإللكترونية نفسه ومعد لشبكة
اإلنترنت.
-التحويالت المالية اإللكترونية :يقصد بنظام التحويالت اإللكترونية عملية منح الصالحية لمصرف ما
للقيام بحركات التحويالت المالية الدائنة أو المدينة إلكترونيا من حساب مصرفي إلى حساب مصرف
آخر .ويساعد هذا النظام عمالء المصرف على تسديد المدفوعات من خالل بنوكهم ودون الحاجة إلى
استخدام الحواسيب المالية ،أو البطاقات ،كما يساعد هذا النظام المصارف نفسها في إجراء التحويالت
بطريقة آمنة وسهلة االستخدام وعالية الموثوقية.
1
محمد أحمد األفندي ،مرجع سبق ذكره ،ص.21 :
2
أحمد ولد الشيباني ،مرجع سبق ذكره ،ص-ص00-01 :
16
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
-7أشباه النقود:
وهي الودائع ألجل وحسابات اإلدخار في البنوك التجارية وبنوك اإلدخار ،وتعتبر ديونا على هذه
البنوك تستحق الدفع بعد مرور فترة يتفق عليها الطرفان المودع والبنك ،ويتلقى صاحب الوديعة فائدة
نظير عدم سحب وديعته خالل الفترة المحددة بينهما ،ويكون اإلتفاق بناء على عدم سحب الودائع إال بعد
مرور الفترة المتفق عليها ،حتى يحق لصاحبها تلقي الفائدة وهي تمثل إيداعات نقدية ثابتة ألجل محدد
بين الطرفين صاحب الوديعة والبنك ،ويتطلب سحبها إجراءات منها انقضاء الفترة المتفق عليها ،أو
إخطار البنك قبل السحب بمدة معينة كما يلزم مرور فترة زمنية بين اإلخطار والسحب أو اإلستئذان من
البنك ،لذلك فإن مثل هذه الودائع تظهر أنها ملك للمودعين ،إال أنها ال تتمتع بدرجة السيولة التي تتمتع
بها الودائع الجارية ،أما الودائع األخرى التي تودع بصناديق التوفير واإلدخار والتي تضمن لصاحبها
الحق في السحب في أي وقت شاء فإن ذلك ال يتم بموجب أمر لصاحبها للبنك بالدفع للمستفيد ولكن
يكون بشكل آخر وهو استعمال دفاتر التوفير ولذلك فإن هذه النقود ال تتمتع بالسيولة المطلقة ولذلك
1
سميت بشبه النقود.
خالصة:
من خالل هذا المحور يمكن القول أنه خلصنا إلى مجموعة من النقاط أهمها الفترات المتتالية
التي تطورت فيها آليات النقود ،وكان ذلك ناتجا عن مراحل عدة مر بها اإلقتصاد العالمي الذي مر
بمرحلة اإلكتفاء الذاتي ،ثم مرحلة المقايضة وأخي ار مرحلة اإلقتصاد النقدي وظهور هذه المرحلة األخيرة
كانت نتيجة للعديد من الصعوبات والمتاعب التي عرفها نظام المقايضة ال سيما بعد ازدياد درجة
التخصص في العمل؛ كما تم التمييز بين مجموعتين من الوظائف التي تلعبها النقود ،فالمجموعة األولى
من هذه الوظائف هي ما يعرف بالوظائف الفنية الحيادية للنقود وهى تلك الوظائف التقليدية ذات الطابع
النقدي والمرتبطة أصال بالنشأة التاريخية للنقود وهما وظيفيتي الوسيط في التبادل ومعيار ومقياس لقيم
السلع والخدمات ،أما المجموعة الثانية فهي تلك الوظائف المتممة أو المشتقة وهما أداة لتسوية المدفوعات
اآلجلة ومستودع للقيمة ومخزن لها؛ أما عن أشكال النقود فقد تدرجت منذ اكتشافها بدءا من النقود
السلعية حتى وصلت إلى صورتها الحالية التي يتم التعامل بها ،وكانت في كل مرة تعكس التطور
اإلقتصادي واإلجتماعي للمجتمعات البشرية.
1وليد العايب ولحلو بوخاري ،اقتصاديات البنوك والتقنيات البنكية ،الطبعة األولى ،مكتبة حسن العصرية ،بيروت ،لبنان ،3102 ،ص.76 :
17
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
18
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
19
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
تعيين الجهات المختصة بإصدار كل نوع من أنواع النقود سواء األساسي أو المتداول؛
أي أن النظام النقدي ألي دولة يتكون من مختلف أنواع النقود المتداولة فيها وكذا مختلف
التنظيمات التي تسهل قيام النقود بوظائفها في المجتمع.
يطلق على النظام النقدي أيضا اسم القاعدة النقدية ،وذلك حسب القاعدة التي يستند إليها ،حيث
يقصد بالقاعدة النقدية نوع النقود التي تعتبر أساسا للنظام النقدي ،فقد الحظنا أنه قد سادت أنواع مختلفة
من األدوات النقدية ،نقود ذهبية ،سبائك ،أوراق نقد قابلة للتحويل إلى ذهب ،أوراق نقد إلزامية ،وأي من
هذه األدوات أو غيرها ،إذا ما تمتع بالسيادة على غيره في مجتمع ما وأصبح هو أساس النظام النقدي
2
اعتبر القاعدة النقدية في هذا المجتمع.
-2خصائص النظام النقدي:
3
يتصف النظام النقدي الجيد بالخصائص اآلتية:
-اسقرار القوة الشرائية للوحدة النقدية :وقد أصبحت هذه السمة من أهم األهداف التي يسعى إليها
النظام النقد ،والتي أصبح من الصعوبة بمكان تحقيقها والمحافظة عليها.
-ثقة أفراد المجتمع في النقود المتداولة :وتستمد هذه السمة من الثقة من السلطة النقدية التي أصدرت
النقود ،ومن قوة القانون الذي يلزم أفراد المجتمع استخدام النقود المصدرة في معامالتهم.
1محمود حسين الوادي ،حسين محمد سمحان ،سهيل أحمد سمحان ،مرجع سبق ذكره ،ص.32 :
2عزت قناوي ،مرجع سبق ذكره ،ص.23 :
3محمود حسين الوادي ،حسين محمد سمحان ،سهيل أحمد سمحان ،مرجع سبق ،ص-ص21-32 :
20
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
-قابلية النقود المحلية للتحويل إلى عمالت أجنبية :وهذا يعين قبول هذه العمالت في األسواق
الخارجية ،ويتحقق ذلك بقدر ما يتمكن اإلقتصاد من النمو والتطور ،وتفعيل لطاقاته اإلنتاجية ،وتعزيز
ميزانه التجاري ووجود فائض في ميزان المدفوعات.
-كفاءة السلطة النقدية في إدارة الكتلة النقدية :ويقصد بذلك أن يكون البنك المركزي قاد ار على إدارة
العرض النقدي والتحكم في توسيع كمية النقود المعروضة وتقليصها بحرية كاملة ،وبالسرعة الالزمة بما
يتناسب مع حاجات التداول ،وليحافظ على استقرار المستوى العام لألسعار ،ورفع معدالت
النمو اإلقتصادي.
-سهولة ويسر تحويل النقود المتداولة من نوع إلى آخر دون خسائر :ويقصد بهذه الخاصية أن يتمكن
أفراد المجتمع من تحويل أي نوع أو فئة من النقود المتداولة (ورقية ومعدنية ،ومن فئة أخرى) بسهولة دون
أن يفقدوا بهذا التحويل جزءا من القوة الشرائية لعمالتهم ،وهذا يتطلب أن تكون النقود قابلة للتجزئة
والمضاعفة فيما بينها وأن يحل كل نوع أو فئة منها إحالال تاما محل اآلخر.
ثانيا :أنواع األنظمة النقدية
بما أن النظام النقدي هو نظام يتكون في بيئة إجتماعية ،سنرى أن األنظمة النقدية منها ما هو
قديم قدم المجتمع الذي وجد فيه ،ومنها ما هو حديث جدة المجتمع اإلنساني الحديث ،ومن ثم فالنظم
النقدية لها سياقها التاريخي ،وال تثبت على شكل واحد ،شأنها شأن المجتمع اإلنساني ذاته في تطور دائم،
1
وال بد أن تتنوع النظم النقدية بتنوع المجتمع اإلنساني وتقدمه اإلقتصادي.
وتجدر اإلشارة إلى أن خصائص وعناصر النظام النقدي هي نفسها خصائص وعناصر القواعد
النقدية ،ولذلك فإن مضمون األنظمة النقدية ينصرف إلى القواعد النقدية.
-1النظام النقدي المعدني (قاعدة النقد المعدني):
1 -1نظام المعدن الواحد (قاعدة الذهب :)وفيه كان الذهب ممثال لقاعدة النقد السلعية ،وقد تعدد
أشكال هذا النظام كممثل لقاعدة النقد السلعية ذات المعدن الواحد ،وهي بالترتيب:
1-1-1نظام المسكوكات الذهبية :يقصد بالمسكوكات الذهبية النقود المعدنية الذهبية المصنوعة من
الذهب والتي تشكل نسبة كبيرة من النقود المتداولة وتعتبر نقودا إنتهائية ،أي نقودا بحد ذاتها 2.والذهب
1ميراندا زغلول رزق ،النقود والبنوك ،مرجع سبق ذكره ،ص-ص72-71 :
كانت بريطانيا أول من استخدم قاعدة الذهب في 0201م ثم أصبحت قاعدة الذهب قاعدة للنقد على المستوى الدولي منذ الربع األخير من القرن
.05
2محمد أحمد أفندي ،مرجع سبق ذكره ،ص70:
21
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
في ظل هذه القاعدة يتمتع بقوة إبراء غير محدودة ،أي أن القانون في الدولة اآلخذة بهذه القاعدة يعد
1
المدين موفيا بإلتزاماته اتجاه الدائن إذا أدى دينه بهذا النوع من النقد.
ويمثل هذا النظام الشكل األول لقاعدة الذهب وهو من أقدم األنظمة النقدية ،ولكي يتحقق هذا النظام
ينبغي توفر شروط معينة هي:2
-تحديد وزن وعيار وحدة النقد األساسية الذهبية في التداول واعتبارها النقد األساسي؛
-تحديد الوحدات النقدية المساعدة من الفضة والنحاس أو النيكل وتحديد إمكانية الدفع أو القبض بهذه
العمالت ،وعند هذا التحديد ال يقبل الدائن دفع قيمة دينه بالفضة ألن األفراد سيدخرون الذهب ويدفعون
بالفضة فتزول وحدة النقد األساسية ،لذلك ال يحق وال يجوز التعامل بالعمالت المساعدة إال بحدود معينة،
لكي تبقى الوحدات النقدية الذهبية األساسية هي السائدة في التعامل؛
-حرية الصهر والسك :يحق لكل مواطن تحويل النقود الذهبية إلى سبائك ،وبالمقابل تحويل السبائك إلى
نقود ذهبية ،وذلك لضمان التوازن بين سعر الذهب التجاري والذهب النقدي ،ألنه بدون هذه الحرية فإن
ارتفاع قيمة الذهب التجاري سيدفع األفراد لتحويل الذهب النقدي إلى سبائك وبذلك يختفي التعامل
بالذهب ،إن هذه الحرية قد وفرت التعادل بين السعر النقدي والسعر التجاري دون تدخل السلطات النقدية
لفرض عقوبات على من يتجاوز القوانين في التحويل.
-حرية االستيراد والتصدير وذلك بهدف ضمان تعادل سعر الذهب في األسواق الدولية مع سعره في
السوق الوطنية بعد احتساب نفقات النقل والتأمين وغيره؛
هذا النظام كان له مزايا باإلضافة إلى عيوب يمكن توضيحها فيما يلي:3
مزايا هذا النظام:
قبول الذهب قبوال عاما من المتعاملين الذين يقبلون النقود المساعدة األخرى لمجرد أنها قابلة
1
كمال شرف ،هاشم أبو عراج ،النقود والمصارف ،منشورات جامعة دمشق ،0551 ،ص17 :
2علي كنعان ،مرجع سبق ذكره ،ص-ص82-81 :
3عزت قناوي ،مرجع سبق ذكره ،ص32 :
22
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
يعتبر األساس السليم للتعامل الدولي وانتقال رؤوس األموال بين الدول كما يؤدي إلى التوازن
العيوب:
عدم نجاح العملة الذهبية في إنجاح المعامالت التجارية العادية صغيرة القيمة نظ ار لقيمة
الذهب العالية؛
في حالة األزمات النقدية يتجه األفراد إلى اكتناز الذهب ،حينئذ تعجز الحكومة على مواجهة
طلبات األفراد على الذهب وكذلك يزيد طلب األفراد على تحويل العمالت الورقية إلى ما يعادلها
من ذهب؛
2-1-1نظام السبائك الذهبية :ظهر هذا النظام إثر التطورات النقدية التي حصلت إبان الحرب العالمية
األولى ،واضطرار مختلف دول العالم التي كانت آخذة بقاعدة المسكوكات الذهبية إلى سحب عمالتها
1
الذهبية من التداول إلستخدامها كذهب في تمويل مشاريعها الحربية.
كما أدت رغبة الدولة في اإلقتصاد في استخدام الذهب ومكافحة اكتنازه وفي اإلحتفاظ باحتياطاتها
الذهبية لمواجهة حاجة المعامالت الخارجية وخشيتها من عدم كفاية أرصدتها الذهبية لمقابلة احتياجات
التداول النقدي ،إلى التخلي عن نظام المسكوكات الذهبية.
تقف حرية السك في ظل نظام السبائك الذهبية غير أن السلطات النقدية تظل ملتزمة مع ذلك
ببيع وشراء الذهب في صورة سبائك ال يقل وزنها عن مقدار معين بال قيد أو شرط وبالسعر الذي يحدده
القانون حتى تحول دون ارتفاع القيمة النقدية للذهب عن قيمته السوقية.
وبناء على ما تقدم يمكننا تلخيص الشروط الواجب توفرها لقيام نظام السبائك الذهبية بوظائفه في
الداخل والخارج على النحو التالي:
-تحديد قيمة وحدة النقد األساسية المتداولة بالذهب ،أو بمعنى آخر تحديد سعر ثابت للذهب بوحدة النقد
األساسية؛
-التزام السلطات النقدية بيع وشراء السبائك الذهبية بدءا من وزن معين ال يقل عنه بالسعر الثابت الذي
يحدده المشرع؛
كمال شرف ،هاشم أبو عراج ،مرجع سبق ذكره ،ص12 : 1
23
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
1
محمود حامد محمود ،اإلقتصاد الكلي ،دار حميث ار للنشر والترجمة ،مصر ،القاهرة ،8107 ،ص835 :
أنور محمد أيمن السباعي ،الضوابط االقتصادية لإلصدار النقدي بين النظام اإلسالمي والنظام الرأسمالي دراسة مقارنة ،رسالة ماجستير ،كلية 2
الدراسات العليا ،جامعة القرآن الكريم والعلوم اإلسالمية ،السودان ،8101 ،ص.22 :
3
محمد أحمد أفندي ،مرجع سبق ذكره ،ص.72:
24
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
التوفير في استخدام الذهب ،ألن اإلحتياط من الذهب يتكون أساسا من عمالت وأذونات وسندات
البلد المتبوع ولهذا ال حاجة لإلحتفاظ باحتياطي من الذهب يرتبط مباشرة بالنقد المتداول؛
تخفيض تكاليف تخزين الذهب وحمايته؛
العيوب:2
هذا النظام كان له سلبيات على الدول الصغيرة منها:
تعرض اإلستقرار النقدي في الدول الصغيرة للتقلبات الصغيرة تبعا لما يحدث في الدول الكبيرة
التي تتبعها؛
إغراء الدول الصغيرة باإلفراط في إصدار النقود الورقية؛
يمكن تحديد أهم األسباب التي أدت إلى انهيار قاعدة الذهب:3
-إنخفاض اإلنتاج العالمي من الذهب أمام حجم الطلب المتزايد عليه ألغراض تغطية العمالت النقدية أو
لألغراض الصناعية وغيرها؛
-استحواذ الواليات المتحدة وفرنسا على النصيب األعلى من الذهب في العالم ،األمر الذي قاد إلى
اختالل توزيع االحتياطات الذهبية بين الدول ،مما دفع الدول التي تفتقر إلي ذهب تقييد حركة دخوله
وخروجه منها واليها ،وبالتالي أدى هذا اإلجراء إلى انهيار أهم ركن من أركان قاعدة الذهب؛
-توسع الحكومات في اإلصدار النقدي دون االهتمام بتوفير االحتياطيات الذهبية كغطاء للعمالت
المصدرة بسبب السياسات االستثمارية التي اتبعتها لتنشيط اقتصادياتها وتقليص فجوة االنكماش التي
تعانى منها؛
-اتباع الدول الصناعية الكبرى وخاصة الواليات المتحدة األمريكية وفرنسا وبريطانيا سياسة الحماية
التجارية من خالل القيود الجمركية والسياسية الضريبية بهدف تحسين األوضاع االقتصادية لديها مما أدى
1
محمود حسين الوادي ،حسين محمد سمحان ،سهيل أحمد سمحان ،مرجع سبق ذكره ،ص.31 :
2
محمد أحمد أفندي ،مرجع سبق ذكره ،ص.77:
3ميراندا زغلول رزق ،ص-ص.51-51 :
25
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
إلى اختالل العالقة بين قيمة العملة الوطنية والسعر الموحد للذهب على الصعيدين المحلى والدولي ،ولهذا
فقدت قاعدة الذهب ركنا مهما من أركانها؛
-االزدياد المستمر في أسعار السلع والخدمات بسبب هيمنة االحتكارات الصناعية وكذلك ارتفاع األجور
تحت ضغط النقابات العمالية حيث كان نتيجة ذلك إصدارات نقدية ال تقابلها غطاءات ذهبية ،وبالتالي
انهارت قاعدة الذهب؛
2-1نظام المعدنين :ظهرت قاعدة المعدنين في بعض الفترات وكانت تقوم على معدني الذهب والفضة
معا ،وقد سماها البعض نظام المعدنين األعرج نظ ار الرتفاع قيمة الذهب وانخفاض قيمة الفضة بالمقابل.
وقد ساد هذا النظام خالل القرنين السابع والثامن عشر وحتى منتصف القرن التاسع عشر وحدد
المشرع اإلجراءات التالية:
-حدد وزن وعيار وحدة النقد الذهبية والفضية وتم تثبيت العالقة بينهما كلغرام ذهب = 08غرام
من الفضة؛
-حرية الصهر والسك لكل االمعدنين بهدف تحقيق التوازن بينهما؛
-حرية استيراد أو تصدير الذهب؛
-يتمتع كال المعدنين بقوة إبراء غير محدودة ولألفراد الحرية في الدفع بالذهب أو الفضة؛
وقد أخذت بهذه القاعدة ،كل من الواليات المتحدة األمريكية وفرنسا وايطاليا واسبانيا وسويس ار
وبلجيكا واليونان ،واتبعتها الدول العربية التي ،كانت تحت سلطة الدولة العثمانية خالل الفترة من
عام.0501 -0201
بما أن الذهب قد تمتع باالستقرار النسبي ،فقد استقر سعر معدن الذهب ،لكن االكتشافات الكبيرة
من الفضة قد أدت النخفاض سعر الفضة وبما أن كال المعدنين لهما قوة إبراء غير محدودة فقد دفع
األفراد بالفضة وادخروا معدن الذهب ،فاختفى الذهب نهائيا من التداول وسيطرت الفضة وظهر مفعول
قانون غريشام والذي يقول ":العملة الرديئة تطرد الجيدة من التداول" أي إذا سمح المشرع لألفراد بحرية
1
فتسيطر العملة الرديئة.
الدفع فإنهم سيدفعون بالنقود الرديئة ويدخرون النقود الجيدة
النقود الجيدة هي النقود التي ترتفع قيمتها السوقية كسلعة أي تصبح قيمتها كنقد أقل من قيمتها السوقية كسلعة (كالذهب) وهي النقود التي
العبث باإلستقرار الداخلي وانخفاض القوة الشرائية للنقود ،وبالتالي إهتزاز اإلستق ارر النسبي في
قيمة العملة الوطنية؛
التقلبات الشديدة في سعر صرف العملة الوطنية ،حيث ال يضمن هذا النظام استقرار أسعار
1
علي بن محمد الجمعة ،معجم المصطلحات اإلقتصادية واإلسالمية ،مكتبة العبيكان للنشر ،الرياض ،السعودية ،8111 ،ص.55:
27
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
يتوقف األمر على مدى إدراك السلطات النقدية لألهمية العالقة الوثيقة بين حجم التغير في كمية النقود
المتداولة من جهة وبين مستوى التغير في حجم اإلنتاج من السلع والخدمات من جهة أخرى.
ومهما تكن عيوب النظام الورقي فال جدال في أن هذا النظام يمثل أرقى األنظمة النقدية التي
عرفتها البشرية حتى اآلن ،ولعل أكبر ميزة يتمتع بها النظام الورقي تلك المرونة التي يتفوق بها على
النظام المعدني ،حيث يمكن مواجهة اإلنكماش بزيادة كمية النقود ومكافحة التضخم بتخفيض كمية
1
التضخم.
ثالثا :العرض النقدي والقاعدة النقدية
-1عرض النقود:
يمكن تعريف عرض النقود أو كمية النقود المعروضة في أي وقت على أنها في الواقع كمية
النقود المتداولة في أيدي األفراد سواء كانت نقدا متداوال أم ودائع مصرفية .وكمية النقود المعروضة في
وقت ما هي كمية ثابتة معروفة قد يستعملها األفراد عدة مرات (أي تزداد بسرعة تداولها) وتودع في
البنوك ،ثم تسحب للتعامل وتنتقل من أيدي أفراد إلى أيدي غيرهم ولكن كمياتها ثابتة في فترة معينة،
وكمية النقود في مجتمع إقتصادي معين تتوقف على النظام المصرفي لهذا المجتمع وعلى السياسة
المتبعة في خلق اإلئتمان أو خلق الودائع ،ويمكن القول أن كمية النقود المعروضة هي عبارة عن كمية
النقود الموجودة في حيازة األفراد مهما اختلفت أشكالها (معدنية ،ورقية ،مصرفية ،ودائع) 2.أي جميع
وسائل الدفع المتاحة في التداول والتي بحوزة األفراد والمشروعات والمؤسسات المختلفة ،وقد أخذ مفهوم
عرض النقد حي از واسعا من الجدل بين االقتصاديين حول إعطائه مفهوم محدد ومتفق عليه وكذلك حول
اآللية المناسبة الحتسابه .وتجدر اإلشارة هنا إلى أن عرض النقد يعد بمثابة دينا على الجهاز المصرفي
أو الجهة التي تتولى عملية اإلصدار إذ أنه التزاما عليها وحقا لحائزيه على التصرف المطلق بالمبالغ
3
التي بحوزتهم؛ وعرض النقود في اإلقتصاد ككل ينقسم إلى:
1-1عرض النقد بالمعنى الضيق( :)M1ويتضمن نقود البنكنوت (النقود الورقية) +النقود المساعدة
المتداولة (تصدرها و ازرة المالية وتكون في صورة كسور للعملة الرئيسية) +الودائع الجارية الخاصة
2
عزت قناوي ،مرجع سبق كتاب النقود والمصارف ذكره ،ص012 :
3فالح خلف الربيعي ،كتاب النقود والمصارف ،عرض موجز ،8102 ،متوفر على الموقع اإللكتروني:
،https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=470554تاريخ اإلطالع .5252/25/52
28
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
(ودائع األفراد الجارية لدى الجهاز المصرفي) ،وهي نقود عالية القوة ،وهذا يعني أن عرض النقود يمكن
التعبير عنه من خالل المعادلة التالية:
= 𝑀1النقد المتداول خارج المصارف +الودائع تحت الطلب
𝐶 𝑀1 = 𝐷𝐷 +
:𝑀1عرض النقد بالمعنى الضيق
𝐷𝐷 :الودائع الجارية
𝐶 :العملة المتداولة خارج الجهاز المصرفي
يتضح مما سبق أن هنالك طرفين يحددان عرض النقد 𝑀1هما البنك المركزي والبنوك التجارية.
2-1عرض النقد بالمعنى الواسع 𝟐𝑴 :ويسمى بعرض النقد بالمعنى الواسع لكونه أوسع من المفهوم
الساب ق 𝑀1إذ يضم الودائع غير الجارية إلى جانب الودائع الجارية والعملة المتداولة خارج الجهاز
المصرفي ،أي أنه يشمل عرض النقد بالمعنى الضيق 𝑀1مضافا إليه الودائع غير الجارية (أشباه النقود)
كالودائع االدخارية .ويمكن التعبير عن المعنى الواسع لعرض النقد من خالل المعادلة التالية:
𝟏𝑴 = النقد المتداول خارج المصارف +الودائع تحت الطلب +الودائع الزمنية واإلدخارية
𝐷𝑇 𝑀2 = 𝑀1 +
:𝑀1عرض النقود بالمعنى الضيق
:𝑀2عرض النقود بالمعنى الواسع
𝐷𝑇 :الودائع الزمنية
3-1عرض النقود بالمعنى األوسع 𝟑𝑴 :فلقد اتخذت بعض الدول المتقدمة معنى أشمل لعرض النقد،
وذلك بسبب التطور الكبير الذي شهدته تلك البلدان في المجال النقدي والمالي وتطور األسواق المالية
لديها وظهور مؤسسات مالية وسيطة وابتكارها ألنواع جديدة ومتنوعة من المشتقات المالية .إذ أن هناك
بعض األنواع من الودائع األخرى التي تكون ذات آجال طويلة تمت إضافتها ضمن مكونات عرض النقد
بالمعنى األوسع 𝟑𝑴 وتم استبعادها في الوقت ذاته من مكونات عرض النقد بالمعنى الواسع 𝟐𝑴 ،وهذه
الودائع تكون مودعة لدى المؤسسات المالية الوسيطة من غير المصارف التجارية (مثل مصارف االدخار
واإلقراض) والتي تزيد آجالها عن سنتين.
𝟑𝑴= النقد المتداول خارج المصارف +الودائع تحت الطلب +الودائع الزمنية واالدخارية +الودائع
الحكومية لدى الجهاز المصرفي والودائع األخرى شبه النقدية
الودائع الحكومية لدى الجهاز المصرفي والودائع األخرى شبه النقدية𝑀3 = 𝑀2 +
29
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
4-1السيولة العامة لالقتصاد :ويقصد بها عرض النقد بالمعنى األوسع 𝑀3مضافا إليه األصول المالية
المملوكة من قبل الوحدات االقتصادية غير المصرفية كاألوراق المالية العامة والسندات التي تصدرها
شركات االستثمار المتخصصة والبنوك العقارية والودائع الحكومية وسندات االدخار واألوراق التجارية.
-2القاعدة النقدية:
تعرف على أنها مجموع العملة المتداولة خارج الجهاز المصرفي مضافا إليه إيداعات البنوك لدى
البنك المركزي والتي تتمثل في االحتياطات النقدية للبنوك التجارية لدى البنك المركزي ،وبهذا فهي تشمل
االحتياطي القانوني واالحتياطات اإلضافية.1
القاعدة النقدية هي𝐵𝑀 = 𝐶 + 𝑇𝑅 :
𝐶 :العملة في التداول
𝑅𝑇 :احتياطات البنوك التجارية لدى البنك المركزي
يمكن القول أن القاعدة النقدية هي التي من خاللها يستطيع البنك المركزي أن يتحكم في عرض
النقود .والقاعدة النقدية غالبا ما تسمى بالنقود العالية القوة ألن كل زيادة في القاعدة النقدية تؤدي إلى
زيادة وحدات في عرض النقود ،وأن نسبة التغيير في العرض النقدي إلى التغيير في األساس النقدي
يطلق عليها بالمضاعف النقدي.
فيعرف المضاعف النقدي ) (Kعلى أنها المقدار الذي يقيس التغير في العرض النقدي الناتج عن
التغير في عناصر القاعدة النقدية وبذلك فإنه يمثل العالقة بين حجم العرض النقدي ) (Mوحجم القاعدة
النقدية BMكما يلي :2
𝑀
𝑀𝐵=K
:Kالمضاعف النقدي
:Mالعرض النقدي
:BMالقاعدة النقدية
حيث بإمكان السلطة النقدية التأثير على حجم الكتلة النقدية المتداولة في السوق من خالل
تحديدها لنسبة المضاعف النقدي.
حسان بخيت ،قراءة تحليلية لتطور العرض النقدي ،سعر الصرف والتضخم في الجزائر خالل الفترة ( ،)2116-1441مجلة اقتصاديات شمال 1
1
نفس المرجع ،ص-ص08-00 :
31
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
3-3-3السندات التي يكتتب فيها الجمهور) عائالت ومشروعات) :وتتمثل في ودائع العائالت
والمشروعات لدى الخزينة العمومية وفي الحسابات البريدية ،والودائع في الحسابات المقترحة لدى الخزينة
نفسها ،والسندات المكتتب فيها من طرف الجمهور تمول عن طريق األموال المدخرة ،وبالتالي فهو ال
يتسبب في خلق نقد جديد.
4-3القروض المقدمة لإلقتصاد :والمقصود به االئتمان المقدم من طرف البنوك التجارية لتمويل
العمليات اإلقتصادية من استثمار وانتاج وتسويق واستهالك ،ويقدم هذا االئتمان إلى العائالت
والمشروعات عند عدم كفاية وسائل الدفع السائلة التي بحوزتها لمباشرة نشاطاتها اإلنتاجية واالستهالكية،
ويكون ذلك في صورة قروض مباشرة أو خصم كمبياالت أو فتح حسابات ،وفي جميع هذه الحاالت تكون
هنا كعملية خلق نقود الودائع مقابل تقديم االئتمان ،مما يؤدي إلى زيادة حجم عرض النقود ،إضافة إلى
ذلك يمكن أن تلجا البنوك التجارية إلى البنك المركزي عندما تكون بحاجة إلى سيولة ،من أجل إعادة
خصم بعض األوراق التجارية ،أو االقتراض منه مباشرة ،فيصدر البنك المركزي نقودا قانونية جديدة لتلبية
احتياجاتها .وفي كلتا الحالتين يتغير حجم الكتلة النقدية بالزيادة.
خالصة:
من خالل هذا المحور خلصنا إلى أن النظام النقدي هو نظام يتكون في بيئة إجتماعية ،ومنه ما
هو قديم قدم المجتمع الذي وجد فيه ،ومنه ما هو حديث جدة المجتمع اإلنساني الحديث ،ويتصف النظام
النقدي الجيد بمجموعة من الخصائص أهمها استقرار القوة الشرائية للوحدة النقدية وثقة أفراد المجتمع في
النقود المتداولة؛ كما تم التعرف على مختلف أنواع األنظمة النقدية بدءا من النظام النقدي المعدني الذي
انقسم إلى نظام المعدن الواحد أو ما يعرف أيضا بقاعدة الذهب ونظام المعدنين وصوال إلى نظام النقد
الورقي اإللزامي أو ما يعرف بقاعدة النقد اإلئتمانية؛ وتم اإلشارة إلى تقسيمات العرض النقدي المتمثلة في
عرض النقود بالمعنى الضيق وعرض النقود بالمعنى الموسع وعرض النقود بالمعنى األوسع؛ وفي األخير
عرفنا أن وضع األرصدة المالية تحت تصرف الوحدات االقتصادية ال يتم إال بوجود موارد ومنتجات
حقيقية مقابلة لها ،وبالتالي فإن عملية اإلصدار النقدي تتوقف على الموجودات االقتصادية والمتمثلة في
الذهب والعمالت األجنبية والقروض المقدمة للخزينة باإلضافة إلى القروض المقدمة لإلقتصاد.
أسئلة المحور الثاني:
-عرف النظام النقدي؟ واذكر مواصفات النظام النقدي الجيد؟
-قارن بين نظام المسكوكات الذهبية ونظام السبائك الذهبية؟
32
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
33
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
34
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
2
محمود حسين الوادي ،حسين محمد سمحان ،سهيل أحمد سمحان ،مرجع سبق ذكره ،ص12:
35
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
الثابتة كمقياس للقيمة ،عندما تصبح النقود سلعة وتطلب لذاتها فال يبقى لنا مقياس دقيق لتقييم السلع
والخدمات؛
-ليست النقود حيادية إزاء النشاط اإلقتصادي ،بل وتلعب دو ار فعاال ومؤث ار فيه ،وقد تكون سببا في كثير
من اإلضطرابات اإلقتصادية ،وهي تمثل أداة للسياسات النقدية؛
-ليست كافة الظواهر اإلقتصادية ظواهر عينية ،فسعر الفائدة مثال ظاهرة نقدية تتحدد أسعارها في سوق
النقود وليس في سوق السلع والخدمات؛
-2نظرية كمية النقود:
تعتبر نظرية كمية النقود اإلسهام الرئيسي لإلقتصاديين الكالسيك وخالصة التطور الفكر
اإلقتصادي الكالسيكي في نظرته للظواهر النقدية.
بدأت فكرة النظرية منذ القرن السادس عشر عندما حصل ما يسمى بثورة األسعار إثر تدفق
المعادن النفيسة إلى أوروبا بكميات كبيرة وترافق معه ارتفاع شديد في األسعار ،األمر الذي أثار الجدل
حول أسباب اإلرتفاع وطبيعته ،وحاول اإلقتصاديون أنذاك الربط بين زيادة كمية النقود وارتفاع األسعار،
وكان اإلقتصادي الفرنسي (جون بودان) أول من ربط بين زيادة كمية النقود التي حدثت بسبب تزايد
كميات الذهب والفضة والتي تدفقت من المستعمرات اإلسبانية بعد اكتشافها وبين اإلرتفاع في األسعار،
وتبعه في هذا الرأي العديد من اإلقتصاديين أمثال (جان لوك) الفيلسوف األسكتلندي (دافيد هيوم) ثم
اإلقتصادي (كانتيون) الذي يعتبر أول من أشار إلى فكرة سرعة التداول ،أما العالم اإلقتصادي (ريكاردو)
فقد طبق هذا التحليل على النقود الورقية مفس ار حالة التضخم التي سادت في أوروبا ،حيث خلص في
تحليله إلى أن قيمة الوحدة النقدية تتغير عكسيا ونسبيا مع كميتها ،وأكد بأن مضاعفة كمية النقود ستؤدي
إلى مضاعفة األسعار ،وتعود أول محاولة لصياغة نظرية كمية النقود في شكل رياضي لإلقتصادي
(سيمون نيوكمب) عام 0221م ،إال أنها لم تنتشر ولم تطبق حتى جاء العالم اإلقتصادي (أريفينج فيشر)
بصيغته الرياضية المشهورة عام 0507م ،والتي أطلق عليها صيغة فيشر نسبة إلى مكتشفها أو معادلة
التبادل التي تم تطويرها الحقا على يد مجموعة من اإلقتصاديين في جامعة كامبردج على رأسهم مارشال
ايرفينج فيشر )0517-0217( Irving Fisherوهو إقتصادي أمريكي عرف بكتابه القوة الشرائية للنقود 0500م والذي أشار فيه لنظرية كمية
النقود.
36
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
وبيجو ،وأطلقوا على معادلتهم اسم معادلة (كمبردج) نسبة إلى الجامعة ،وتسمى من قبل البعض بصيغة
1
األرصدة النقدية أو أثر بيجو تميي از عن صيغة (فيشر).
استندت نظرية كمية النقود إلى مجموعة من الفرضيات التالية:2
ارتباط المستوى العام لألسعار بتغير كمية النقود المعروضة؛
ثبات حجم اإلنتاج السلعي عند مستوى التشغيل الكامل (العمالة الكاملة)؛
ثبات سرعة تداول النقود خالل الزمن؛ ألن هذا التغير يرتبط بعادات المجتمع المصرفية ،وتطور
1
محمد ضيف هللا القطابري ،دور السياسة النقدية في اإلستقرار والسياسة النقدية (نظرية -تحليلية -قياسية) ،دار غيداء للنشر والتوزيع،
عمان ،األردن ،الطبعة األولى ،8100 ،ص-ص.35-32 :
2
عبد الحليم عمار غربي ،الوجيز في اإلقتصاد النقدي والمصرفي ،مطبوعات كتاب اإلقتصادي اإلسالمي اإللكتروني المجاني ،اإلصدار األول،
،8102ص ،85 :متوفر على الموقع اإللكتروني التالي ،https://kantakji.com/1628 :تاريخ اإلطالع .5252/25/20
3
محمود حسين الوادي ،حسين محمد سمحان ،سهيل أحمد سمحان ،مرجع سبق ذكره ،ص12:
37
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
1
:Tمجموع الصفقات التي يتم إجراؤها في اإلقتصاد خالل نفس الفترة.
انطالقا من معادلة التبادل يمكن تحديد المستوى العام لألسعار كما يلي:
𝑉
P= M
𝑇
ومع إفتراض ثبات كل ( )Tإلفتراض العمالة الكاملة وثبات ( )Vإلفتراض عدم اإلكتناز النقدي
( وأن النقود ال تطلب لذاتها) ،ولثبات عادات اإلنفاق وتنظم رفع األجرة في المجتمع في األجل القصير
فإنه يمكن التعبير عن العالقة السابقة بالصيغة اآلتيةP= F(M) :
أي أن المستوى العام لألسعار تابع للعرض النقدي أو أن التغير في كمية النقود بنسبة معينة
يؤدي إلى التغير في المستوى العام لألسعار بنفس النسبة ونفس اإلتجاه ،أي أن هناك عالقة سببية تربط
2
بين التغير في كمية النقود (كمتغير مستقل) وبين التغير في المستوى العام لألسعار (متغير تابع).
حيث أن زيادة عرض النقود مثال (زيادة كمية النقود) سوف يؤدي مباشرة إلى زيادة المستوى العام
ألسعار.
يمكن توضيح العالقة المباشرة والثابتة بين التغير في كمية النقود والمستوى العام لألسعار في
الشكل التالي:
الشكل رقم ( :)12العالقة بين التغير في كمية النقود والمستوى العام لألسعار
P
)P= f(M
𝑃2
𝑃1
M
𝑀1 𝑀2
1
الطاهر لطرش ،مرجع سبق ذكره ،ص70:
2
محمود حسين الوادي ،حسين محمد سمحان ،سهيل أحمد سمحان ،مرجع سبق ذكره ،ص11:
38
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
تمثل نظرية كمية النقود نظرية لعرض النقود بامتياز ،وال تقدم لنا أي مؤشرات عن ماهية الطلب على
النقود من طرف األعوان اإلقتصاديين طالما أنها ال تعترف للنقود بأي دور إيجابي ،وكان األمر يتطلب
التطور الذي أحدثه النيوكالسيك ليدخل اإلقتصاد النقدي مرحلة جديدة ميزها نقاش واسع حول الطلب
1
على النقود كمحرك للديناميكية اإلقتصادية.
-تعرضت نظرية كمية النقود إلى العديد من اإلنتقادات:
عدم واقعية العالقة اآللية بين كمية النقود ومستوى األسعار :فقد تتغير األسعار نتيجة عوامل
غير نقدية ،كما أن األسعار قد تكون هي المتغير المستقل الذي يترتب عليه حدوث تغير في
كمية النقود كمتغير تابع؛
عدم واقعية إفتراض ثبات الحجم الحقيقي لإلنتاج :أثبت الواقع أن حجم اإلنتاج والتشغيل ال يستقر
بصفة دائمة ،ومن ثم ال يتحقق التناسب الطردي بين كمية النقود ومستوى األسعار؛
عدم واقعية إفتراض ثبات سرعة دوران النقود :سرعة دوران النقود ليست ثابتة؛ فهي تتغير بتغير
2
حجم المعامالت أو ظروف السوق؛ وهي تختلف في فترات الكساد والرواج؛
حصرت النظرية اهتمامها بجانب العرض النقدي ،وأهملت جانب الطلب على النقود ،وان هذا
الطلب ليس طلب للمعامالت فحسب ،وانما هنالك طلب للنقود رغبة في السيولة ،وهو طلب على
النقود لذاتها ولإلحتفاظ به للمضاربة ،مما يترتب عليه تناقص حجم العرض النقدي ( )Mالمتاح
للتداول والمعامالت؛
لم تنطبق هذه النظرية في ظروف الكساد العظيم ،إذ أن زيادة العرض النقدي ( ،)Mلم يؤدي إلى
3
إنخفاض في ( )Pتوقعا لمزيد من اإلنخفاض في األسعار ،حيث تزايد التفضيل النقدي؛
وعلى الرغم من هذه اإلنتقادات ،فإن النظرية تمثل خطوة رئيسية في التطور الفكري للنظريات
النقدية ،إذ ثبت في حاالت كثيرة ،أن لتغير كمية النقود أثر مهم في تغيرات المستوى العام لألسعار.4
كما أن من مزايا هذه النظرية أنه كان لها الفضل في التنبيه إلى خطورة الدور الذي يلعبه اإلفراط
5
النقدي في توليد ظاهرة التضخم.
1
الطاهر لطرش ،مرجع سبق ذكره ،ص78:
عبد الحليم عمار غربي ،مرجع سبق ذكره ،ص.31: 2
3
محمود حسين الوادي ،حسين محمد سمحان ،سهيل أحمد سمحان ،مرجع سبق ذكره ،ص-ص17-11:
4
نفس المرجع ،ص17:
عبد الحليم عمار غربي ،مرجع سبق ذكره ،ص33: 5
39
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
1
2-3معادلة األرصدة النقدية (معادلة كامبردج):
ارتبطت هذه المعادلة باإلقتصاديين (مارشال وبيجو) ،ويطلق البعض على صيغة األرصدة
النقدية بأثر بيجو نسبة إلى العالم اإلقتصادي بيجو ،وتعتبر هذه الصيغة الجسر الرابط بين نظرية كمية
النقود التقليدية وبين النظرية الكمية الحديثة ،وقد ركزت هذه الصيغة في البحث عن المحددات اإلقتصادية
لرغبة األفراد في اإلحتفاظ بالنقود ،حيث تطلب النقود من أجل الخدمات التي تقدمها كتوفير األمان
لحائزيها لمواجهة الظروف الطارئة وتنفيذ المعامالت الجارية .ويمكن الحصول على معادلة كمبردج من
معادلة فيشر كما يلي:
𝑇𝑃 = 𝑉𝑀
𝑇𝑃
=𝑀
𝑣
ويمكن كتابة المعادلة السابقة كما يلي:
1
=𝑀 𝑇𝑃
𝑣
فإذا جعلنا 𝑲 = 𝒗 فإن المعادلة تصبح:
𝟏
𝑻𝑷𝑲 = 𝑴
وهذه المعادلة األخيرة هي ما يطلق عليها بمعادلة (كمبردج) أو صيغة األرصدة النقدية ،وتعتبر
𝐾 سر تفوق تحليل (مارشال بيجو) على تحليل (فيشر) ، وتسمى 𝐾 أحيانا بنسبة مارشال ،وهي النسبة
التي يرغب األفراد في اإلحتفاظ بها من النقود على شكل نقود سائلة ،وتربط هذه الصيغة بين كمية النقود
والدخل عن طريق 𝐾 ،حيث يمثل عرض النقود 𝑀 الجانب األيسر منها ،أما الجانب األيمن منها
𝑇𝑃𝐾 فيمثل تلك النسبة من الحجم السنوي للمبيعات التي يحتفظ بها األفراد في صورة نقدية (طلب
النقود) ،بمعنى أنها توضح في جانبيها عرض النقود 𝑀 والطلب عليه 𝑇𝑃𝐾 ويرى مارشال أن الطلب
على النقود يتحدد تبعا للدخل وعندما يزداد طلب األفراد لإلحتفاظ بالنقود في شكل سائل 𝐾 فإن مستوى
األسعار يظل ثابت في حال قيام النظام المصرفي بتوفير العرض الالزم من النقود ،أما إذا لم يتجاوب
1
محمد ضيف هللا القطابري ،مرجع سبق ذكره ،ص-ص.11-18 :
نسبة التفضيل النقدي ترتبط بعالقة عكسية بين مع سرعة دوران النقود ،فإذا زادت سرعة دوران النقود كما هو الحال في أوقات الرواج اإلقتصادي
فإن نسبة التفضيل النقدي تنخفض .بينما تزيد نسبة التفضيل النقدي عندما تنخفض سرعة تداول النقدي كما هو الحال في وقت الركود اإلقتصادي.
نظرية مارشال لألرصدة النقدية تختلف عن معادلة التبادل لفيشر في كون أن نظرية األرصدة النقدية تركز إهتمامها على التفضيل النقدي
(الطلب على النقود) بينما معادلة فيشر تركز إهتمامها على كمية النقود المتداولة (عرض النقود).
كما إعتبرت نظرية التبادل أن النقود تقوم بوظيفتي وسيط في المبادلة ووسيلة للدفع ،أما بالنسبة لمعادلة كمبريدج فإنها أضافت وظيفة أخرى أال وهي
وظيفة اإلدخار اي مستودع للقيمة.
40
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
النظام المصرفي فإن األفراد سيخفضون طلبهم للسلع لتوفير السيولة الالزمة ،مما سيؤدي تراجع الطلب
على السلع ومن ثم انخفاض أسعارها فينخفض اإلنتاج ومن ثم الدخل ويستمر في اإلنخفاض حتى يتوازن
مع كمية النقود الثابتة ،ويحدث العكس في حالة تراجع رغبة األفراد في اإلحتفاظ بالنقود بشكلها السائل.
مما سبق يمكن إستنتاج ما يلي:
-يولي مارشال أهمية قصوى لـ 𝐾 نسبة التفضيل النقدي ،بحيث يعتبرها العامل الرئيسي الذي ينتج عن
تغيره تغير مستوى الدخل واألسعار ،عندما تحصل تقلبات مفاجئة في التوقع أو الحالة النفسية لألفراد أو
غير ذلك من العوامل األخرى ،وبذلك فإن أنصار هذا اإلتجاه ال يقصرون تغير األسعار على تغير كمية
النقود بشكل مباشر كما هو الحال في تحليل فيشر ،برغم أنهم يؤيدون العالقة الطردية بين كمية النقود
واألسعار إال أنهم يعتبرونها غير مباشرة.
-هنالك عالقة عكسية بين 𝐾 التفضيل النقدي ومستوى األسعار 𝑷 ،بمعنى أن زيادة طلب األفراد على
النقود السائلة يعمل على انخفاض األسعار والعكس صحيح.
-تأتي األهمية األخرى لمعادلة األرصدة النقدية من كونها توضح أن البنك المركزي ال يستطيع إدارة
األسعار ،فهو يتحكم في كمية النقود اإلسمية 𝑀 فقط أما كمية النقود الحقيقية فاألفراد هم الذين بإمكانهم
إدارتها من خالل التأثير على األسعار صعودا وهبوطا.
ثانيا :النظرية النقدية الحديثة (النظرية الكينزية)
نتيجة األزمات اإلقتصادية التي مرت بها الدول الرأسمالية خالل فترة الثالثينيات ومع مرور
الوقت وبداية أزمة الكساد الكبير عام 0585التي تعرضت لها الدول الرأسمالية والتي لم تألفها
إقتصاديات هذه الدول من قبل والتي أدت في نهاية المطاف إلى اإلطاحة بالفكر الكالسيكي ،األمر الذي
أدى إلى تمهيد الطريق لظهور الفكر الكينزي .فقد أثبتت هذه األزمة الكبيرة أن الواقع مختلف تماما عن
1
اإلفتراضات النظرية اإلقتصادية التي تبنتها النظرية الكالسيكية.
ولقد قام كينز بدراسة األزمة اإلقتصادية (الكساد الكبير) واستخلص منها ما يثبت عدم صحة
التحليل الكالسيكي الذي كان سائدا حتى وقت حدوث األزمة ،فالتحليل الكالسيكي يفترض تحقيق التشغيل
الكامل بصورة تلقائية في المنافسة التامة .لهذا فإن حجم اإلنتاج ثابت واألسعار ال تتغير إال بتغير كمية
النقود المعروضة .وتمت معارضة كينز لهذه األفكار من خالل قيامه باستخدام أدوات تحليل جديدة تتصل
41
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
بالدخل واإلنفاق واإلدخار واإلستثمار .إذ أكد كينز أن الدخل القومي (الناتج القومي) يمكن أن يتحدد عند
مستوى التشغيل الكامل على عكس افتراض الكالسيك .ويضيف كينز قائال أنه إذا تعرض الدخل القومي
لتأثيرات خارجية تبعد عن مستوى التوازن ،فإنه لن يعود إلى المستوى التوازني السابق بل سيتحرك إلى
مستوى توازني جديد يستقر عنده ،وليس بالضرورة أن يكون هذا المستوى هو عند مستوى التشغيل
الكامل ،وانما يمكن أن يستقر عند أي مستوى بعيدا عن مستوى التشغيل الكامل .لذا فإن كينز يقرر أن
مستوى التشغيل الكامل وحجم اإلنتاج ثم مقدار الدخل القومي يتوقف بالدرجة األساسية على حجم الطلب
1
الكلي الفعال.
قام كينز بنقد منهجي لطريقة أداء اإلقتصاد الكالسيكي ونتائجه الضرورية خاصة على الصعيد
النقدي ،حيث لم تعد النقود مع كينز مجرد ستار يخفي الحقائق وال هي محايدة ،بل تمارس عمال نشطا
تؤثر من خالله على المتغيرات اإلقتصادية بما في ذلك المتغيرات الحقيقية.
وقد أمكن لكينز أن يقوم بذلك من خالل األدوار (وليس الدور) التي يمكن للنقود أن تلعبها .فمع
كينز لم تعد النقود مطلوبة ألداء دور تسهيل المبادالت فقط ،ولكنها تطلب أيضا لكي تقوم بأدوار أخرى.
بالنسبة إليه ،يعتبر تفضيل السيولة العامل األساسي الذي يحدد كمية النقود التي يحتفظ بها األفراد عند
مستوى معين للفائدة ،وعن طريق هذا المسلك بالذات تدخل كمية النقود في النظام اإلقتصادي .كما
أعطى كينز للنقود صفة األصل الذي يمكن اإلحتفاظ به لتحقيق مكاسب .وقد وسع ذلك األسباب التي
تدفع الناس إلى طلبها ،ولذلك لم يعد الطلب على النقود يحدده بدافع واحد ولكنه أصبح مع كينز يتحدد
2
بدوافع ثالثةهي دافع المعامالت ودافع اإلحتياط ودافع المضاربة.
-1دوافع الطلب عند كينز:
فيما يلي شرح موجز لدوافع الطلب على النقود عند كينز:
1-1الطلب على النقود بدافع المعامالت :يقصد بدافع المعامالت (المبادالت) رغبة المتعاملين
اإلقتصاديين في اإلحتفاظ بنقود سائلة للقيام بالنفقات الجارية خالل فترة المدفوعات؛ أي الفترة التي
يتقاضى فيها الشخص راتبه الدوري ،ورغبة المؤسسات في اإلحتفاظ بالنقود السائلة لدفع نفقات التشغيل
محمود حسين الوادي ،حسين محمد سمحان ،سهيل أحمد سمحان ،مرجع سبق ذكره ،ص20: 1
يمكن اإلشارة إلى أن الطلب على النقود عند كينز يرتبط بالوظائف األساسية لهذه األخيرة ،فالطلب على النقود لغرض المعامالت ناتج لقيام النقود
بوظيفة " وسيط في المبادلة" ،كما أن الطلب على النقود لغرض المضاربة قد تنشأ نتيجة قيام النقود بوظيفة مستودع للقيمة أو الثروة .وبشكل عام
فإن الطلب على النقود لغرض اإلحتياط ال يعتبر مستقال عن الطلب على النقود لغرض المعامالت بل هو مكمال له أو نابع عنه ،ذلك أن الطلب
على النقود لغرض اإلحتياط يقصد منه التأكد من إتمام المعامالت الطارئة أو المفاجأة.
2
الطاهر لطرش ،مرجع سبق ذكره ،ص-ص71-72 :
42
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
من ثمن المواد األولية ،أجور العمال وايجار العقارات(...تمويل رأس المال العامل) .والعامل األساسي
الذي يعتمد عليه الطلب على النقود لهذا الغرض هو الدخل باعتبار أن العوامل األخرى (المعدل العام
لألسعار ،ومستوى التوظيف )...ال تتغير في العادة في مدة قصيرة؛ وعلى ذلك فالطلب على النقود
1
لغرض المعامالت هو دالة طردية في متغير الدخل.
الطلب على النقود من أجل المعامالت 𝑑𝑡𝑀 دالة خطية موجبة 𝑡𝐿 في الدخل النقدي 𝑌 كما يلي:2
)𝑌( 𝑡𝐿 = 𝑑𝑡𝑀
حيث أن> 0 :
𝑑𝑡𝑀𝛿
𝛿
2-1الطلب على النقود بدافع اإلحتياط :يقصد بدافع اإلحتياط (الحيطة والحذر) رغبة األفراد
والمؤسسات في اإلحتفاظ بنقود في صورة سائلة لمواجهة الحوادث الطارئة واإلستثنائية (كالمرض
والبطالة) ،أو اإلستفادة من الفرص غير المتوقعة (كإنخفاض أسعار بعض السلع) .والعامل األساسي
الذي يتوقف عليه هذا الدافع هو مستوى الدخل ،باعتبار العوامل األخرى (كطبيعة الفرد والظروف النفسية
المحيطة به ،ودرجة عدم التأكد السائدة في المجتمع في فترة األزمات )...ال تتغير عادة في المدى
3
القصير؛ وعلى ذلك فالطلب على النقود بدافع اإلحتياط هو دالة طردية في متغير الدخل.
بمعنى أن الطلب على النقود من أجل اإلحتياط 𝑑𝑝𝑀 مثله في ذلك مثل دافع المعامالت على
4
مستوى الدخل وفقا لعالقة خطية موجبة 𝑝𝐿 تأخذ الشكل التالي:
)𝑌( 𝑝𝐿 = 𝑑𝑝𝑀
𝑑𝑝𝑀𝛿
حيث أن> 0 :
𝛿
وبما أن ال طلب على النقود من أجل المعامالت والطلب على النقود من أجل اإلحتياط هما دالتان
في الدخل ،فإنه يمكن دمجهما في دالة واحدة هي دالة الطلب على النقود من أجل المعامالت واإلحتياط
𝑑 𝑀1التي تأخذ الشكل التالي:
)𝑌( 𝑀1𝑑 = 𝑀𝑡𝑑 + 𝑀𝑝𝑑 = 𝐿1
ومن الضروري أن تكون الدالة السابقة أيضا دالة خطية موجبة ،بحيث يزيد حجم ما يطلب من
نقود من أجل المعامالت واإلحتياط كلما زاد الدخل وينخفض بإنخفاضه.
43
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
3-1الطلب على النقود بدافع المضاربة :يقصد بدافع المضاربة احتفاظ المضاربين بأرصدة نقدية سائلة
انتظا ار للفرص السانحة التي تحقق لهم مكاسب نتيجة التغير في أسعار السندات في البورصات ،حيث
ترتفع قيمتها أو تنخفض وفقا لتغي ارت أسعار الفائدة ،أي أن المضاربين يفاضلون بين سيولة النقود من
جهة ،والفائدة التي تحققها السندات من جهة أخرى؛ وعلى ذلك فالطلب على النقود بدافع المضاربة هو
1
دالة عكسية في متغير الفائدة.
أسعار األصول المالية (السندات) ترتبط عكسيا بسعر الفائدة ويعتبر سعر األصل مرتفعا إذا كان
معدل الفائدة منخفضا والعكس صحيح ،بناء على ذلك يتصرف المضاربون وفقا لما تكون عليه توقعاتهم
بشأن معدل الفائدة في المستقبل .حيث يميلون نحو شراء األصول المالية (وهو ما يعني التخلي عن
النقود السائلة باعتبار هذه األصول بديال لها) إذا اعتقدوا أن معدل الفائدة اآلن يعتبر مرتفعا ويتوقعون
إنخفاضه في المستقبل ،وهو ما يعني أن أسعار األصول المالية تعتبر اآلن منخفضة وسوف تتجه نحو
اإلرتفاع مستقبال .أما إذا اعتقدوا أن معدل الفائدة اآلن منخفض وأنه سوف يتجه نحو اإلرتفاع في
المستقبل ،وهو ما يعني أن أسعار األصول المالية (السندات) مرتفعة وسوف تميل نحو اإلنخفاض
مستقبال فإنهم سوف يتجهون نحو بيع هذه األصول المالية (مقابل زيادة طلبهم على النقود السائلة) ما
2
داموا يعتقدون أن أسعار السندات اآلن مرتفعة.
وترجع التقلبات في أسعار الفائدة إلى عدة عوامل أهمها اإلجراءات التي تتخذها السلطات النقدية
(البنك المركزي غالبا) للتأثير على هذه األسعار وحسب ما تقضيه الظروف اإلقتصادية (رواج أو كساد)
3
من ذلك البلد.
يمكن القول أن الطلب على النقود لغرض المضاربة 𝑑 𝑀2يمكن التعبير عنه بواسطة دالة عكسية
4
في معدل الفائدة iتكون كالتالي:
)𝑖( 𝑀2𝑑 = 𝐿2
أن:
حيث ّ
𝑑𝛿𝑀2
<0
𝑖𝛿
محمود حسين الوادي ،حسين محمد سمحان ،سهيل أحمد سمحان ،مرجع سبق ذكره ،ص25: 3
44
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
وهذا يعني إذا ارتفع معدل الفائدة ،فإن الطلب على النقود من أجل المضاربة سوف ينخفض.
بينما إذا انخفض معدل الفائدة فإن الطلب على النقود من أجل المضاربة سوف يرتفع.
مصيدة السيولة عند كينز:
إذا اقترب معدل الفائدة من أقل مستوى يمكن أن يصل إليه ،فإن المتعاملين اإلقتصاديين يمتنعون
عن توظيف مدخراتهم في السندات ويفضلون اإلحتفاظ بها على شكل نقود .هذه الحالة تعرف بـ "مصيدة
السيولة" ،ب معنى أن أي زيادة في عرض النقود سوف تتحول إلى نقود سائلة يحتفظ بها بصيغة اإلكتناز
وليس هناك من يرغب باإلحتفاظ بالسندات.
ومصيدة السيولة تعكس عدم فعالية السياسة النقدية في تغيير معدالت الفائدة في فترات الكساد.
واقترح كينز لحل مشكلة مصيدة السيولة إتباع سياسات مالية وليس نقدية (تخفيض الضرائب وزيادة
1
اإلنفاق الحكومي).
الشكل رقم ( :)13فخ السيولة في النظرية الكينزية
i
𝑠𝑀
مصيدة السيولة
%2
𝑑𝑀 𝑆𝑀
المصدر :عبد الحليم عمار غربي ،الوجيز في اإلقتصاد النقدي والمصرفي ،مطبوعات كتاب اإلقتصادي اإلسالمي
يكون منحنى الطلب على النقود خطا مستقيما موازيا للمحور األفقي (ال نهائي المرونة) ،وعند
هذا الخط ال يجد األفراد ورجال األعمال أي فائدة من استثمار أرصدتهم السائلة في شراء السندات.
2
إليها اإلقتصاد؛
ومع األهمية البالغة للمدرسة الكينزية إال أن طبيعة تطور األزمات اإلقتصادية المعاصرة التي
تعاني منها البلدان الرأسمالية اإلقتصادية أدت إلى تراجع المدرسة الكينزية وصعود المدرسة الكالسيكية
المحدثة والمعروفة بمنهج شيكاغو وهي مدرسة تقوم على أساس كالسيكي ولكن بتحليل وروحية جديدة
أمكنتها من معالجة بعض جوانب األزمة الحالية التي تعاني منها البلدان والمتمثلة في معايشة التضخم
3
والكساد والمشكالت اإلقتصادية األخرى التي بدأت تظهر مؤخرا.
محمود حسين الوادي ،حسين محمد سمحان ،سهيل أحمد سمحان ،مرجع سبق ذكره ،ص18: 3
46
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
نظ ار لصعوبة تقدير الثروة ،فقد ركز فريدمان على مفهوم الدخل الدائم (المتوسط المتوقع للدخل
طويل األجل) كمؤشر للثروة ،حيث يرتبط الطلب على النقود بالدخل الدائم وبالعوائد المتوقعة من أصول
بديلة ،وهي السندات واألسهم والسلع والخدمات ،مقارنة بالعائد المتوقع من النقود .ويعتبر اإلحتفاظ بالنقود
"ميلتون فريدمان" )8111-0508( Milton Friedmanاإلقتصادي األمريكي وهو مؤسس مدرسة شيكاغو .Chicago School
47
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
في شكلها السائل بمثابة التخلي عن إستخدامها في شراء أصل آخر يحقق عائد؛ وهذا ما يسمى بتكلفة
1
الفرصة البديلة .
-2صيغة الطلب على النقود عند فريدمان:
وضع فريدمان صيغة الطلب على النقود التالية التي تأخذ نفس الشكل بالنسبة لألسر أو
للمؤسسات مع فارق اختالف األذواق بينهما مع العلم أن تكلفة اإلحتفاظ باألصول تلعب بالنسبة
للمؤسسات دو ار أكثر أهمية منه لدى العائالت:2
𝑃𝑑 1
𝑀𝑑 = 𝑓(𝑃, 𝑟𝑒 , 𝑟𝑏 , . )𝑢 , 𝑤, 𝑌𝑃 ,
𝑡𝑑 𝑃
حيث أن:
𝑷 تمثل المستوى العام ألسعار حيث هناك عالقة طردية بين المستوى العام لألسعار والطلب على
النقود؛
𝒃𝒓 هو معدل الفائدة على السندات ،عندما يكون هذا المعدل مرتفعا تكون أسعار السندات
منخفضة ويكثر الطلب عليها ،وفي المقابل يقل الطلب على النقود ،وعندما يكون معدل الفائدة
عل السندات منخفضة تزيد أسعارها ويقل الطلب عليها لصالح زيادة الطلب على النقود ،ولذلك
توجد عالقة عكسية ما بين معدل الفائدة والطلب على النقود؛
، 𝒃 𝒆𝒓 هو معدل عائد األسهم ،وهو في عالقته مع الطلب على النقود يسلك نفس المسار مثل
مستقبال يعتبر اإلحتفاظ باألرصدة النقدية مكلفا نظ ار لكون قدرتها الشرائية سوف تنخفض،
وبالتالي يتجه األعوان اإلقتصاديين إلى التخلص منها لتجنب الخسارة المتوقعة على مستوى القدرة
الشرائية ولجوئه إلى الحصول على أصول حقيقية مثال ،في حالة إنخفاض هذا المؤشر تصبح
النقود أداة جيدة لإلحتفاظ بالثروة ويزيد تفضيلها ،ولذلك يمكن أن نعتبر بأن هناك عالقة عكسية
بين التغير في هذا المؤشر والطلب على النقود.
تمت صياغة مصطلح تكلفة البديلة عام 0501من قبل اإلقتصادي النمساوي فريدرش فن في كتابه " نظرية اإلقتصاد اإلجتماعي" ،وتعرف
تكلفة الفرصة البديلة على أنها قيمة التكلفة المتوقعة التي يمكن خسارتها من المشروع القائم لو تم اختيار بديل آخر ،أي تكلفة البديل الذي تم
اختياره مقابل المنفعة التي تمت خسارتها من البديل األول وما هو العائد الذي سيحققه الخيار الثاني.
1
عبد الحليم عمار غربي ،مرجع سبق ذكره ،ص21:
2
الطاهر لطرش ،مرجع سبق ذكره ،ص-ص25-85:
48
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
𝒘 يمثل نسبة رأس المال غير البشري (المادي) إلى رأس المال البشري .وهو مؤشر استعمله
فريدمان للتعبير عن دور أرس المال البشري في تحديد كمية الطلب على النقود .وكلما زاد رأس
المال البشري نحتاج إلى نقود أكبر والعكس صحيح لذلك نتوقع عالقة عكسية بين هذه النسبة
والطلب على النقود.
𝑷𝒀 يمثل الدخل الدائم في دالة الطلب على النقود عند فريدمان ،وهو متغير بسيط لقياس الثروة
وتأثيرها على الطلب على النقود ،ويؤكد فريدمان وجود عالقة موجبة بين الدخل الدائم والطلب
على النقود على أساسها يمكن القول أنه إذا زاد الدخل الدائم يرتفع بتفضيل األفراد لإلحتفاظ
بأصول نقدية ،والعكس صحيح.
𝒖 يضم ك ل التأثيرات التي تنجم عن أذواق وتفضيالت طالبي النقود وتلعب هذه التفضيالت دو ار
مهما في الطللب على النقود ،في المجتمعات التقليدية مثال ،يميل األفراد نحو اإلكتناز ويرغبون
بالتالي في اإلحتفاظ بنقود أكثر من نظرائهم في الدول األكثر تقدما التي تتمتع بأنظمة مالية
ونقدية متطورة.
وتعتبر دالة الطلب على النقود السابقة متجانسة من الدرجة األولى بالنسبة إلى مستوى األسعار P
والدخل الدائم 𝑃𝑌 ،وهي مستقلة عن الوحدات اإلسمية التي تقاس بها المتغيرات النقدية ،لذلك يتغير الطلب
على النقود بنفس النسبة التي يتغير بها Pأو 𝑃𝑌.
تمثل دالة الطلب على النقود عند فريدمان نموذجا أكثر تطو ار للنظرية الكمية .ولكن الصيغة
النظرية التي قدمها فريدمان ال تبين الوزن النسبي للدور الذي يلعبه كل متغير من متغيراتها في تحديد
الطلب على النقود .وقد سمحت اإلختبارت التجريبية التي قام بإجرائها على اإلقتصاد األمريكي بتحديد أهم
المتغيرات المؤثرة على الطلب على النقود مما حدا به إلى تبسيط العالقة الخاصة بالطلب على النقود
وجعلها دالة في عدد أقل من المتغيرات تأخذ عموما الشكل التالي:
𝑃𝑌 𝑀𝑑 = 𝑘. 𝑃.
يبدو سريعا أن هذه الصياغة الجديدة لدالة الطلب على النقود عند فريدمان تقترب كثي ار من
معادلة كمبريدج ،وتشير إلى أن الطلب على األرصدة النقدية هو أساسا دالة في أهم عناصر الثروة وهو
الدخل الدائم ،وقد عملت بذلك على تهميش الدور الذي يمكن أن تلعبه سعر الفائدة (على عكس ما كان
عليه عند كينز) في تحديد كمية الطلب على النقود.
49
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
بالغت في دور النقود والسياسة النقدية كمؤثر في النشاط اإلقتصادي ،لذلك أطلق على أنصار
النظرية المعاصرة لكمية النقود اسم " النقديون"؛
إن صياغة المعادلة النهائية لهذه النظرية تعترضها صعوبات تطبيقية عديدة تتمثل في اعتمادها
على العديد من المتغيرات التي يصعب حسابها وتقديرها كميا (عائد رأس المال البشري ،متغيرات
األذواق) ومن تم فالمعادلة هي مجرد نموذج تحليلي؛
-5اإلختالف بين نظرية فريدمان ونظرية كينز:
تختلف نظرية فريدمان عن نظرية كينز في النقاط التالية:
-يرى فريدمان أن دالة الطلب على النقود مستقرة ،في حين يرى كينز أن دالة الطلب على النقود غير
مستقرة ألنها تتأثر بنظرة األفراد للظروف االقتصادية؛
-لم يقسم فريدمان الطلب على النقود إلى عدة دوافع كما فعل كينز (دافع المعامالت الطوارئ المضاربة)
2
بل اعتبر النقود أصال من األصول يدر دخال ال داعي لتقسيم الطلب عليه؛
-اعتمدت نظرية فريدمان على تطبيق أوسع لنظرية الخيارات من خالل تعدد األصول (نقدية ومالية
وحقيقية وبشرية) ،ومن تم تعدد أسعار الفوائد المؤثرة في اإلقتصاد ،بينما اعتمدت النظرية الكينزية على
أصل مالي واحد (السندات) يعبر عن أصول أخرى ،ومن ثم يعتمد على سعر فائدة واحد؛
-اعتبرت نظرية فريدمان أن النقود والسلع كبدائل ،بينما أهملت النظرية الكينزية األصول الحقيقية في
بناء دالة الطلب على النقود ،وهذا يعني أن التغير في كمية النقود يلعب دو ار في التأثير في حجم اإلنفاق
الكلي في اإلقتصاد؛
-نظرت نظرية فريدمان إلى التضخم على أنه ظاهرة نقدية بحتة ،وأن مصدره هو نمو عرض كمية
النقود بسرعة أكبر من نمو حجم اإلنتاج ،ومن ثم فإن مصدر اإلرتفاع التضخمي هو زيادة الرصيد النقدي
1
في المجتمع عن "الحجم األمثل" الذي يحقق اإلستقرار في المستوى العام لألسعار؛
خالصة:
حاولنا من خالل هذا المحور إبراز المسألة النقدية من خالل تحليل مقارن لمواقف المفكرين
اإلقتصاديين من خالل النظريات النقدية التي تم طرحها من قبلهم ،حيث جاءت النظرية الكالسيكية من
خالل نظرية كمية النقود والتي بالرغم من اإلنتقادات التي وجهت لها تعتبر الخطوة الرئيسية في التطور
الفكري للنظريات النقدية ،لتثبت في حاالت كثيرة أن لتغير كمية النقود أثر مهم في تغيرات المستوى العام
لألسعار.
ثم جاءت النظرية الكينزية بقيادة كينز بنقد منهجي لطريقة أداء اإلقتصاد الكالسيكي ونتائجه
حيث لم تعد النقود مع كينز مجرد ستار يخفي الحقائق وال هي محايدة ،بل تمارس عمال نشطا تؤثر من
خالله على المتغيرات اإلقتصادية بما في ذلك المتغيرات الحقيقية.
ومع كينز لم تعد النقود مطلوبة ألداء دور تسهيل المبادالت فقط ،ولكنها تطلب أيضا لكي تقوم
بأدوار أخرى .حيث لم يعد الطلب على النقود يحدده دافع واحد ولكنه أصبح يتحدد بدوافع ثالثة هي دافع
المعامالت ودافع اإلحتياط ودافع المضاربة.
ثم جاءت النظرية المعاصرة بقيادة فريدمان والتي هدفت إلى تحقيق إضافات جديدة لكل من
النظرية النقدية التقليدية والنظرية النقدية الكينزية ،وقد اعتبرت الطلب على النقود جزءا من نظرية الثروة
(نظرية رأس المال) ،كما ركزت نظرية فريدمان على مفهوم الدخل الدائم (المتوسط المتوقع للدخل طويل
األجل) كمؤشر للثروة ،حيث يرتبط الطلب على النقود بالدخل الدائم وبالعوائد المتوقعة من أصول بديلة،
وهي السندات واألسهم والسلع والخدمات ،مقارنة بالعائد المتوقع من النقود.
أسئلة المحور الثالث:
-اشرح النظرية النقدية الكالسيكية ؟
-عرف بدقة حيادية النقود ؟
-ما هو الفرق بين معادلة التبادل لفيشر ونظرية األرصدة النقدية؟
-اذكر جوانب اإلختالف بين التحليل الكينزي والتحليل الكالسيكي؟
52
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
53
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
صادق راشد الشمري ،إدارة العمليات المصرفية مداخل وتطبيقات ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،8102 ،ص18-10 : 1
محمد عبد الفتاح الصيرفي ،إدارة البنوك ،الطبعة األولى ،دار المنهاج للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،8101 ،ص31: 2
54
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
الصرف ،لكن كلمة بنك اشتقت من المقاعد التي كان يجلس عليها الصرافون في أسواق البندقية
وأمستردام ،ولعل هذا ما يفسر األصل التاريخي لكلمة بنك في اللغات األوروبية .والذي يرجع لإلصطالح
الفرنسي Banqueالذي يعني لغويا مقعدا أو طاولة صغيرة ،أما في جوهرها فتعني خزانة آمنة لحفظ
النفائس أو المكان الذي يتم فيه اإلحتفاظ بكل ما هو نفيس وغال كالمجوهرات وغيرها ،كما قد يرجع أصل
هذه الكلمة اللغوي للكلمة اإليطالية bancaبانكو والتي تعني مصطبة ويقصد بها في البدء المصطبة التي
كان يجلس عليها الصيارفة لتحويل العملة ،ثم تطور المعنى فيما بعد لكي يقصد بالكلمة المنضدة التي
يتم فوقها عد وتبادل العمالت ثم أصبحت تعني المكان الذي توجد فيه تلك المنضدة وتجري فيه المتاجرة،
1
والتي كان الصيارفة يزاولون أعمالهم من خاللها.
-2تعريف البنوك التجارية:
وردت عدة تعاريف للبنك منها الكالسيكية ،ومنها الحديثة ومن وجهة النظر الكالسيكية تعريف
البنك ":هو مؤسسة تعمل كوسيط مالي بين مجموعتين رئيسيتين من العمالء ،األولى لديها فائض من
األموال وتحتاج إلى الحفاظ عليه وتنميته ،والثانية هي مجموعة من العمالء تحتاج إلى أموال ألغراض
اإلستثمار أو التشغيل أو كالهما".
أما التعريف الحديث" فهو مجموعة من الوسطاء الماليين الذين يقومون بقبول ودائع تدفع عند
الطلب ،أو آلجال محددة ،وتزاول عمليات التمويل الداخلي ،والخارجي وخدمته بما يحقق أهداف خطة
التنمية وسياسة الدولة ودعم اإلقتصاد القومي ،وتباشر عمليات تنمية اإلدخار واإلستثمار المالي في
الداخل والخارج ،بما يساهم في إنشاء المشروعات وما يتطلب من عمليات مصرفية وتجارية ومالية ،وفقا
2
لألوضاع التي يقررها البنك المركزي".
يمكن تعريف البنك أيضا بأنه ":الشركة التي يرخص لها بممارسة األعمال المصرفية وفق
3
أحكام القانون".
كما ينظر إلى البنك على أنه ":تلك المنظمة التي تتبادل المنافع المالية مع مجموعات من
4
العمالء بما ال يتعارض مع مصلحة المجتمع وبما يتماشى مع التغير المستمر في البيئة المصرفية".
كمال يوسف الدوينى ،إعادة هيكلة القطاع المصرفي العربي ،الطبعة األولى ،العربي للنشر والتوزيع ،القاهرة ،8107 ،ص30: 1
إياد منصور حسن :إدارة العمليات البنكية والنقدية ،الطبعة األولى ،دار ابن النفيس للنشر والتوزيع ،عمان ،8105 ،ص83 : 2
محمود حسين الوادي ،حسين محمد سمحان ،سهيل أحمد سمحان ،مرجع سبق ذكره ،ص.017 : 3
محمد عبد الفتاح الصيرفي ،مرجع سبق ذكره ،ص-ص30 : 4
55
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
من التعاريف السابقة يمكننا التمييز بين البنوك التجارية والمنشآت المالية األخرى على ركنين
أساسيين :قبول الودائع ومنح القروض حيث أن البنك التجاري هو الوحيد الذي يقوم بقبول الودائع الجارية
وعلى أساسها يمنح القروض ويحدث ما يسمى بعملية خلق النقود.
-3خصائص النشاط المصرفي:
1
يتميز النشاط المصرفي عن غيره من القطاعات األخرى بما يلي:
-البنوك التجارية تعتمد في األساس في مزاولة نشاطها على ما يودعه لديها العمالء من أموال ،وليس
على موادها الذاتية ،كرأس المال وغيره ...كما هو الحال في بقية الوحدات اإلقتصادية العاملة في
مجاالت اإلنتاج السلعي أو تقديم الخدمات؛
-أساس عمل البنك التجاري هو المتاجرة بالنقود حيث أنها تقبل الودائع من الناس لديها بفائدة معينة ثم
تعيد استثمارها على شكل قروض أو تسهيالت للغير بفائدة أعلى من األولى ،وبذلك فهي تحقق منفعة أو
إيراد من الفرق بين الفائدتين؛
-يتم تقسيم العمليات المصرفية عادة إلى نوعين هما:
التسهيالت المصرفية :وهي التي يترتب على البنك بموجبها إلتزامات ،كإلتزام البنك بتقديم قروض
أو سلف أو ضمان لعمالئه ،ومن األمثلة :خصم األوراق التجارية ،الحسب على المكشوف
(الحسابات الجارية المدينة) اإلعتمادات المستندية ،إصدار خطابات الضمان؛
الخدمات المصرفية :ال يترتب على البنك بموجبها إلتزاما معينا وهي خدمات يقدمها البنك مقابل
أجر أو فائدة يتقاضاها ،أو يقبل ودائع من مدخرين؛
-يقوم البنك المركزي باإلشراف والرقابة على البنك التجاري من خالل البيانات والقوائم المالية التي
يستطيع البنك المركزي من خالل مزاولة نشاطه في اإلشراف والرقابة والتوجيه؛
-4السمات األساسية للبنوك التجارية:
2
تتمثل هذه السمات في الربحية ،األمان ،السيولة:
1-4الربحية :يسعى البنك التجاري إلى توجيه اإلستثمار على المصادر التي تحقق أقصى ربح ممكن
بحيث يتمكن البنك من سداد الفوائد المستحقة للمودعين ومقابلة اإللتزامات األخرى ويحقق معدالت أرباح
اسماعيل ابراهيم عبد الباقي ،إدارة البنوك التجارية ،دار غيداء للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،8102 ،ص07: 1
محمد الصيرفي :إدارة المصارف ،الطبعة األولى ،دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ،اإلسكندرية ،مصر ،8117 ،ص-ص05-02 : 2
56
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
مناسبة تكفي لتكوين اإلحتياطات الالزمة لتدعيم المركز المالي للبنك ولتوزيع أرباح مناسبة ألصحاب
رأس المال.
2-4األمان (الضمان) :من المعروف أن معدالت األرباح تكون أكثر ارتفاعا عندما تزيد درجة المخاطر
التي يتعرض لها المستثمرون ،ولما كانت البنوك التجارية تعتمد إلى حد كبير على أموال المودعين في
فإن البنوك التجارية ال بد وأن توازن بين الربحية ودرجة المخاطر التي تتعرض
عملية تمويل المشروعات ّ
لها نتيجة عملية التمويل.
3-4السيولة :تعتمد البنوك التجارية اعتمادا كبي ار على مصادر األموال قصيرة األجل التي يقدمها
المودعين ،كما أن جزء كبير من هذه اإليداعات يكون من حق المودعين سحبها عند الطلب أو بعد فترة
قد تكون قصيرة من تاريخ إخطار البنك برغبة المودعين بسحب هذه األموال .معنى ذلك أن البنك
التجاري قد يتعرض إلى مواجهة طلبات سحب كبيرة في وقت واحد مما يحتم على البنوك التجارية أن
تحتفظ بمعدل للسيولة يتناسب مع إجمالي إلتزامات الديون قصيرة األجل .وال يقصد باإلحتفاظ بمعدل
سيولة معين أن يحتفظ البنك بأمواله في صورة مبالغ نقدية سائلة حيث أنه إذا فعل فإنه لن يتمكن من
تحقيق أرباح وانما يقصد بالسيولة في هذا المجال القدرة على تحويل بنود اإلستثمار إلى نقدية سائلة
بسرعة ودون التعرض للخسائر.
-5وظائف البنوك التجارية:
مع التقدم االقتصادي الهائل الذي يشهده العالم ،فإن البنوك التجارية أصبحت تقوم بالعديد من
الوظائف على نطاق أوسع مما كانت تقوم به من قبل وأصبحت تتحمل مسئوليات كبيرة في المجال
االقتصادي للدولة ،وتنقسم وظائف البنوك التجارية إلى وظائف تقليدية وأخرى حديثة ،أهم هذه
1
الوظائف ما يلي:
1-5الوظائف التقليدية:
-فتح الحسابات الجارية وقبول الودائع على إختالف أنواعها (تحت الطلب ،وادخار وألجل
وخاضعة إلشعار).
-تشغيل موارد البنك مع مراعاة مبدأ التوفيق بين السيولة والربحية والضمان واألمن ،ومن أهم أشكال
التشغيل واإلستثمار ما يلي:
خالد أمين عبد هللا ،اسماعيل ابراهيم الطراد ،إدارة العلميات المصرفية المحلية والدولية ،الطبعة األولى ،دار وائل للنشر والتوزيع عمان ،األردن، 1
،8111ص-ص10-11 :
57
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
1محمد فتحي البديوي :إدارة البنوك ،الطبعة األولى ،المكتبة األكاديمية ،القاهرة ،مصر ،8108 ،ص-ص12-12 :
58
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
المتخصصة حيث يكون رأس المال نسبة كبيرة من خصوم هذه البنوك وتعتمد عليه في عملياتها بينما
يعتمد البنك التجاري على ودائعه.
2-1-6األرباح المحتجزة :تحتجز األرباح بصفة عامة في المشروعات ألسباب مختلفة وهي تمثل جزءا
من حقوق المساهمين ويرى البعض فيها وسيلة للحصول على األموال الالزمة لإلستثمار داخليا.
3-1-6اإلحتياطات :تقتطع اإلحتياطات من األرباح لمقابلة طارئ محدد تحديدا نهائيا وقت تكوين
اإلحتياطي ،وتفاديا إلظهار حجم األرباح المحجوزة في حساب واحد ظهرت في المحاسبة عدة تسميات
ألنواع مختلفة من اإلحتياطات ،فهناك اإلحتياطي العام واإلحتياطي القانوني ،واحتياطي الطوارئ وغيرها
من األسماء المختلفة التي تطلق على جزء من األرباح يراد حجزه واعادة إستثماره في المشروع ،وبصفة
عامة يكون البنك أي إحتياطي فيه عن طريق إقتطاع مبلغ من أرباحه السنوية وهو لذلك ملك للمساهمين.
واإلحتياطات بأشكالها المختلفة تعتبر مصد ار من مصادر التمويل الداخلية وانها من طبيعة رأس
المال نفسه بمعنى أنه كلما زادت اإلحتياطات زاد ضمان المودعين في المصارف ،كما أنه يجب عدم
المغاالة في تكوينها واال أصبح العائد على مجموع األموال الممثلة لحقوق المساهمين غير مجز لهم
إلستثمار أموالهم في مثل هذه المشروعات ،واإلحتياطات إما تكون إحتياطات خاصة أو إحتياطات
قانونية.
-اإلحتياطي الخاص (اإلختياري) :وهو إحتياطي يكونه المصرف من تلقاء نفسه من غير أن يفرضه
عليه القانون ويكونه لنفسه تحقيقا لغرضين:
تدعيم المركز المال للمصرف في مواجهة المتعاملين والجمهور؛
تالفي كل خسارة في قيمة أصول المصرف تزيد عن قيمة اإلحتياطي القانوني؛
-اإلحتياطي القانوني (إحتياطي رأس المال) :وهو إحتياطي يطلبه القانون وينص على أن يكون بنسبة
معينة من رأس المال فعندما يستقر المصرف في أعماله ويبدأ في الحصول على األرباح فإن القانون
يفرض على المصرف أن يقتطع نسبة مئوية معينة من األرباح الصافية قبل توزيعها في كل سنة حتى
تصبح قيمة هذا اإلحتياطي معادلة للقيمة السوقية ألسهم المصرف العادية المتداولة (رأس ماله المدفوع)،
ويسمى هذا اإلحتياطي القانوني (احتياطي رأس المال) والمقصود به أنه يخدم كوسيلة للوقاية ضد أي
خسارة قد تنتج عن عمليات المصرف.
59
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
4-1-6المخصصات :تكون المخصصات في العادة قيمة األصول لتجعلها ممثلة للقيمة الحقيقية لها في
تاريخ إعداد الميزانية طبقا ألسس التقييم المتعارف عليها لكل نوع من أنواع األصول .وتحمل األرباح عادة
بقيمة هذه المخصصات.
وتختلف نسبة المخصصات حسب ظروف كل مصرف ،ومن أمثلة المخصصات :مخصصات
اإلهالك ،ومخصصات الديون المشكوك فيها.
إن اإلحتياطات والمخصصات تكون غير معدة للتوزيع على المساهمين
5-1-6األرباح غير الموزعةّ :
كأرباح إال أن المبالغ التي تبقى بعد إقتطاع اإلحتياطات والمخصصات تكون قابلة للتوزيع على شكل
أرباح ألصحاب األسهم ،وقد توزع اإلدارة جزءا منها وستبقي جزءا منها على شكل أرباح غير موزعة إال
أنها تكون قابلة للتوزيع ويوزعها المصرف متى شاء.
6-1-6سندات الدين طويل األجل :إن رأس المال واإلحتياطي والمخصصات واألرباح غير الموزعة
هي المصادر الداخلية التقليدية لألموال بالنسبة للمصرف التجاري ،أما المصارف الحديثة فتشمل سندات
الدين طويل األجل ،وهي من المصادر الخارجية ويصدرها المصرف ويبيعها للجمهور وللمؤسسات
ويحتفظ باألموال الناتجة عن هذا البيع ضمن أمواله الخاصة شريطة أن يكون لسداد الودائع حق األولوية
على سداد هذه السندات عند تصفية أعمال المصرف.
2-6المصادر الخارجية :وتتمثل فيما يلي:1
1-2-6الودائع :الوداع بشكل عام من أبرز مصادر التمويل الخارجية للبنك وهي بشقيها الودائع
المحلية والودائع األجنبية تؤلف المصدر الرئيسي ألموال المصرف التجاري.
ال يقتصر قبول البنوك التجارية للودائع على الودائع الجارية فحسب بل يتعداها إلى قبول أنواع مختلفة من
الودائع يمكن تصنيفها بموجب معايير مختلفة مثل معيار الزمن ومعيار المصدر ومعيار المنشأ:
-الودائع حسب الزمن :إذا أخذنا معيا ار للتصنيف فإن األنواع الرئيسية للودائع هي:
الودائع تحت الطلب :وتمثل األموال التي يودعها األفراد والهيئات بالبنوك التجارية بحيث يمكن
سحبها في أي وقت بموجب أوامر يصدرها المودع إلى البنك ليتم الدفع بموجبها له أو لشخص
آخر يعينه المودع في األمر الصادر منه للبنك.
الودائع ألجل :تستحق بتواريخ معينة وخاضعة إلشعار وتتمثل فيما يلي:
60
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
الودائع ألجل تستحق بتواريخ معينة :وتشمل األموال التي يرغب األفراد والهيئات الخاصة
والعامة في إيداعها في البنوك لمدة محددة مقدما (02يوما ،ثالثة أشهر ،أو ستة أشهر ،أو
سنة مثال) على أن ال يتم السحب منها جزئيا قبل انقضاء األجل المحدد إليداعها.
الودائع ألجل بإخطار (أو الخاضعة إلشعار) :ويقصد بها األموال التي يودعها األفراد
والهيئات بالبنوك على أن ال يتم السحب منها إال بعد إخطار البنوك بفترة تحدد عند اإليداع
وبالمقابل يدفع البنك فائدة على هذه الودائع قد تكون معدالتها أقل أو مساوية ألسعار الفوائد
على الودائع ألجل.
حسابات التوفير :تقوم البنوك التجارية أحيانا بعمليات صندوق التوفير خاصة في البالد المتخلفة
إقتصاديا وهذه العمليات ال تختلف في طبيعتها عن الودائع ألجل بإشعار إال من حيث اإلجراءات
التي تتبع في اإليداع والسحب وغيرها ،ولكن الفوائد التي تدفعها البنوك على ودائع صندوق
التوفير تكون أعلى بقليل من الفائدة على الودائع بإخطار.
-الودائع حسب مصدرها :حيث تصنف إلى ودائع أجنبية وأخرى محلية:
ودائع أجنبية :وهي تمثل ودائع البنوك من خارج البلد وودائع غير المقيمين أي األشخاص الذين
لديهم حسابات في البنوك المحلية ولكنهم ال يقيمون في البلد المعني.
الودائع المحلية :وتتألف من ودائع القطاع الخاص وودائع البنوك المحلية.
-الودائع حسب منشئتها :وتصنف إلى حقيقية ومشتقة:
الودائع الحقيقية :وتنشأ عن إيداع نقود أو إيداع شيكات في البنك وهي قيمة حقيقية عهد بها فعال
إلى البنك.
الودائع المشتقة :وتسمى أيضا ودائع إئتمانية وتخلقها البنوك عن طريق منح القروض وتضيفها
إلى قيمة النقود الورقية والمعدنية المتداولة.
2-2-6البنك المركزي :يمكن النظر إلى البنك المركزي على أنه مصدر من مصادر التمويل الخارجي
وذلك من خالل قيام البنك بما يلي:
-تقديم القروض والسلف :يعمل البنك المركزي كبنك للبنوك ويقوم مقام المقرض األخير للبنوك فيقدم
لها قروضا لمساعدتها على تلبية حاجاتها.
61
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
-إعادة الخصم :تخصم البنوك التجارية عادة أوراقا وسندات مالية للمتعاملين وبدال من أن تجمد قيمتها
لحين استحقاقها تعيد خصمها لدى البنك المركزي وتدفع له بالمقابل إعادة الخصم الذي يتقاضاه البنك
المركزي وتربح الفرق بين المعدلين معدل الخصم ومعدل إعادة الخصم.
3-2-6التسهيالت اإلئتمانية الخارجية :وتتلخص في القروض واإلعتمادات التي تحصل عليها البنوك
من مراسليها في الخارج وعادة ما تكون بالعمالت األجنبية.
4-2-6مصادر تمويل أخرى :وتشمل على:
-القروض المتبادلة بين المصارف المحلية :في بعض األحيان تلجأ البنوك إلى اإلقتراض من بعضها
البعض.
-التأمينات المختلفة :التي يضعها األفراد في المصارف؛
-ودائع المصارف من الخارج في المصارف المحلية؛
-الشيكات والمحسوبات برقم الدفع؛
-المطلوبات األخرى؛
-7ميزانية البنك التجاري:
تشمل ميزانية البنك التجاري جانب موارد البنك (الخصوم) واستخدامات الموارد (األصول).
وبنود كل من الموارد واإلستخدامات تشكل ما يسمى بميزانية البنك التي تعبر عن المركز المالي
للبنك في لحظة زمنية محدودة ولسنة واحدة.
وفيما يلي عرض لميزانية نمطية للبنك التجاري:
62
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
المصدر :علي كنعان ،النقود والصيرفة والسياسة النقدية ،دار المنهل اللبناني للطباعة والنشر ،لبنان،
،2112ص121:
1-7أهم عناصر الخصوم في ميزانية البنك التجاري:
1
1-1-7رأس المال :ويقصد به قيمة ما ساهم أصحابه من نقود في سبيل تكوينه أو تأسيسه .وهناك
ثالث أنواع لرأس المال :رأس المال المصرح به ورأس المال المكتتب به ورأس المال المدفوع بالفعل.
2-1-7الودائع :وتمثل عنص ار هاما من عناصر مديونيته.
3-1-7اإلحتياطي :يتكون اإلحتياطي من األرباح التي ال توزع بواسطة البنك في الفترة السابقة على
وضع الميزانية.
4-1-7القروض :وتمثل القروض التي حصل عليها البنك ،ومن أمثلتها الشائعة ما يكون البنك التجاري
قد اقترضه من البنك المركزي.
5-1-7الحسابات المفتوحة لدى البنك لصالح بنوك أو شركات أو مؤسسات :والتي يكون البنك
التجاري مدينا فيها للغير .وهناك أيضا الحواالت واألوراق التجارية والشيكات التي تستحق الدفع باعتبارها
ديونا على البنك لم يقم بتسديدها أو تسويتها حتى تاريخ وضع الميزانية.
6-1-7التزامات أخرى :من الطبيعي أن يواجه البنك نوعا من اإللتزامات المستقبلية التي تقتضيها أمور
خاصة ال تدعو أدراجها بصفة مستمرة في ميزانية البنك .ومثال ذلك الديون اإلحتمالية التي ترتب على
63
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
البنك التزاما كما هو الحال في األوراق التجارية التي سبق للبنك خصمها والتي تحمل توقيع البنك عند
إعادة الخصم ،إذ قد يعجز المدين األصلي في الورقة التجارية من الدفع ،ويصبح البنك مسئوال عن الدين
نتيجة ذلك .وكذلك الحال بالنسبة لإللتزامات البنك التجاري المترتبة على خطابات الضمان التي يصدرها
لصالح بعض األفراد إذا ما عجز هؤالء عن الوفاء للغير.
1
2-7أهم أصول ميزانية البنك التجاري:
1-2-7النقد في الصندوق ولدى البنوك :ويتألف من ثالث عناصر دمجت مع بعضها ألنها ذات
طبيعة واحدة تعتبر نقدا جاه از وهذه العناصر هي:
النقد في الصندوق وهو النقد الجاهز في خزينة البنك؛
ودائع لدى البنوك األخرى تعود ملكيتها لهذا البنك وعادة ما يكون هذا الرقم غير كبير؛
2-2-7محفظة األوراق المالية :ويمثل مقدار ما يمثله المصرف من سندات أو أسهم وتشمل:
أذونات الخزينة؛
سندات وأسهم تصدرها المؤسسات غير الحكومية سواء محليا أو في الخارج؛
وعليه فإن محفظة األوراق المالية هي مقدار استثمارات البنك أو مقدار ما يوظفه هذا البنك من أموال
على شكل أوراق مالية.
3-2-7كمبياالت وسندات مخصومة :ويمثل هذا البند مقدار الكمبياالت والسندات التي قام العمالء
بخصمها لدي هذا البنك.
4-2-7الحسابات الجارية المدينة :وتمثل مقدار األموال التي وظفها البنك على شكل حسابات جارية
مدينة.
5-2-7السلف والقروض المستغلة :والمقصود بها مقدار األموال التي وظفها البنك في شكل قروض
وسلف وهي أحد األشكال لتوظيف أموال البنك.
خالد أمين عبد هللا ،اسماعيل ابراهيم الطراد ،مرجع سبق ذكره ،ص-ص78-70 : 1
64
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
6-2-7الموجودات الثابتة بعد اإلستهالك :والمقصود بها تلك الممتلكات الخاصة بالبنك كالمباني
واألراضي الخاصة والفروع والممتلكات األخرى التي آلت إليه عن طريق قيامه بعمله المصرفي .
7-2-7الموجودات األخرى :يحتوي في الغالب على المدفوعات المقدمة باإلضافة إلى عناصر متفرقة
أخرى.
-2خلق النقود:
يمكن أن تتم عملية خلق النقود من طرف بنك تجاري واحد كما تتم من قبل عدد من البنوك:1
1-2خلق النقود من قبل بنك تجاري واحد :تتم عملية خلق النقود من قبل بنك تجاري واحد عندما
يمتلك الثالثة النماذج التالية:
-يمكن للبنك التجاري أن يخلق النقود انطالقا من القروض التي يمنحها لألفراد والمؤسسات.
-الديون على الخارج أو العمالت األجنبية :يمكن للبنك التجاري أن يخلق النقد عندما يتلقى عمالت
أجنبية من شخص فيقوم بتقديم مقابلها بالعملة المحلية ،فالنقد األجنبي يعتبر أصال مثل باقي األصول
الحقيقية التي يقوم البنك من خاللها بعملية خلق النقود.
-الديون على الخزينة :يمكن للبنك التجاري أن يخلق النقد أيضا عندما يكتتب بسندات الخزينة العامة
بشكل مباشر واما بشكل غير مباشر عندما يقوم حاملو السندات بخصمها لدى البنك التجاري فيشتريها
مقابل إصداره النقد الضروري إلجراء تلك العملية.
يتضح مما تقدم أن خلق النقد بواسطة البنك الوحيد يتم عندما يتحصل هذا األخير على أصول
غير نقدية أ ي أصول حقيقية أو مالية ،وقيمة هذه األصول تظهر في موجودات البنك وقيمة النقد الذي تم
خلقه تظهر في إلتزاماته.
والقروض تنشأ الودائع ألنه في أغلب األحوال نجد المستفيد بعد وضعه في حساب جاري لكي
يستعمل للتسديد بواسطة الشيكات المسحوبة على هذا البنك ،والشيكات المسحوبة توضع بدورها في
حسابات المستفيدين ،وهذه الشيكات تؤدي إلى خلق ودائع جديدة ،ويستمر البنك في عملياته اإلقراضية
بحيث تتضاعف القروض المتولدة عن عملية القرض األولى.
2-2خلق النقود بواسطة بنوك تجارية متعددة :لتوضيح عملية خلق النقود من قبل عدد من البنوك
نورد المثال التالي:
وليد العايب ،لحلو بوخاري :مرجع سبق ذكره ،ص-ص21-20 : 1
65
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
لنفترض أن أحد البنوك التجارية (أ) حصل على وديعة من شخص مقدارها 0111دينار ،وأن
نسبة اإلحتياطي اإلجباري هي %81من حجم الوديعة ،تسمى هذه الوديعة بالوديعة األولية ،أو األصلية
ومن خالل نظرية تعدد البنوك في الجهاز المصرفي أي يتكون من عدة بنوك أ ،ب ،جـ ،د ....وهكذا
يجب على البنك أن يحتفظ بمبلغ اإلحتياطي لدى البنك المركزي وهو 811 =%81×0111دينار وبعد
احتفاظه بهذا المبلغ يصبح لديه اآلن مبلغ 211دينار كإحتياطي إضافي وتصبح ميزانية البنك التجاري
(أ) كما يلي:
الجدول رقم ( :)12ميزانية مختصرة لبنك تجاري (أ)
خصوم أصول
0111وديعة أصلية (أولية) :811احتياطي
:211قروض
المصدر :وليد العايب ،لحلو بوخاري ،اقتصاديات البنوك والتقنيات البنكية ،مكتبة حسن العصرية،
بيروت ،لبنان ،الطبعة األولى ،2113 ،ص54:
إذن المبلغ 211هي كمية النقود التي تزيد عن اإلحتياطي القانوني وبالتالي يمكنه أن يمنح هذا
المبلغ كقرض ،فإذا فرضنا أن هذا المبلغ أقرض إلى شخص آخر يشتري سلعة (×) فإن عرض النقود
يزيد بمبلغ 211دينار عندما يضيف البنك ذلك المبلغ من النقود إلى الحساب الجاري للمقترض ،وهكذا
لم تتناقص كمية النقود لدى أحد ،فما زال لحد اآلن الشخص الذي أودع الوديعة األولية يحتفظ في حسابه
بالبنك (أ) مبلغ 0111دينار ،كما أن المقترض لديه 211دينار لشراء السلعة (×).
عندما يشتري المقترض السلعة (×) فإنه يدفع الثمن للتاجر بشيك بمبلغ 211دينار ويقوم التاجر
بإيداع هذا الشيك في البنك (ب) ويحدث عند تصفية هذا الشيك أن اإلحتياطي الفائض لدى البنك (أ)
سوف يزول عندما يدفع مبلغ 211دينار إلى البنك (ب) ،ولكن عندما يتلقى البنك (ب) 211دينار نقدا
كوديعة ال بد أن يحتفظ بنسبة %81من الوديعة 211وتساوي قيمة اإلحتياطي 011 =%81 ×211
وأما الباقي من 211دينار فهو 111 =011 -211دينار وهذا المبلغ يمثل اإلحتياطي اإلضافي الذي
يستطيع أن يقوم بإقراضه وتصبح ميزانية البنك التجاري (ب) كما يلي:
66
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
67
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
68
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
يمكن حصر أهم الخصائص التي تميز البنك المركزي كمؤسسة نقدية عن غيره من البنوك
فيما يلي:
-البنوك المركزية مؤسسات نقدية ذات ملكية عامة ،فالدولة هي التي تتولى إدارتها واإلشراف عليها من
خالل القوانين التي تسنها والتي تحدد بموجبها أغراضها وواجباتها وتشترك مع الحكومة في رسم السياسة
النقدية ،وتنفذ هذه السياسة عن طريق التدخل والتوجيه والمراقبة؛
-البنك المركزي يحتل مركز الصدارة وقمة الجهاز المصرفي ،لكونه يتمتع بسلطة رقابية على البنوك
ولديه القدرة على خلق النقود القانونية دون سواه ،وجعل جميع البنوك تستجيب للسياسة النقدية التي يرغب
في تنفيذها؛
-ال يتوخى البنك المركزي الربح وانما وجد لتحقيق الصالح العام للدولة ،ولكن إن حصل الربح فيكون
ذلك من قبيل األعمال العارضة وليس األساسية التي وجد المصرف ألجلها؛
-يتمتع البنك المركزي بالقدرة على تحويل األصول الحقيقية إلى أصول نقدية وله القدرة للهيمنة على
إصدار النقد وعملية اإلئتمان في اإلقتصاد الوطني؛
كمال شرف ،هاشم أبوعراج ،مرجع سبق ذكره ،ص801 : 1
69
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
-يمثل البنك المركزي المؤسسة المحتكرة لعملية إصدار النقد ،ولم يعد للمصارف التجارية أي دور في
اإلصدار في جميع دول العالم؛
-هناك بنك مركزي واحد في معظم أقطار العالم باستثناء الواليات المتحدة األمريكية حيث يوجد فيها
مؤسسة لإلصدار النقدي خاضعة لسلطة نقدية ممثلة بمجلس اإلحتياط الفدرالي ،الذي يحدد السياسة
1
النقدية للبلد؛
-على خالف البنوك التجارية ،ال يتعامل البنك المركزي مع األفراد ،حيث يهتم بتنظيم عمليات البنوك
التجارية ومن تم ال يمكن له أن ينافسها في نشاطها وخاصة وأنه بنك لهذه البنوك يحتفظ لديه باألرصدة
التي يوجهها القانون ،كما يقوم بإصدار النقود القانونية دون غيره من البنوك ،ومن هنا لو قام بمنافسة هذه
البنوك لخرج عن وظيفته؛
-البنك المركزي بما يحتفظ لديه من احتياطي الدولة من العمالت األجنبية يعمل على استقرار سعر
2
الصرف؛
-3ميزانية البنك المركزي:
يمكن توضيح ميزانية البنك المركزي من خالل الجدول التالي الذي يظهر جانب األصول وجانب
الخصوم:3
الجدول رقم ( :)15ميزانية البنك المركزي
الخصوم األصول
عمالت متداولة أوراق مالية حكومية
إحتياطات إجمالية قروض مخصومة
خصوم أخرى شهادات ذهب وحقوق السحب الخاصة
نقدية تحت التحصيل
اصول أخرى
المصدر :نجالء محمد إبراهيم بكر :إقتصاديات النقود والبنوك ،أكاديمية طيبة ،2111 ،ص-ص ،75-74 :متوفر
على الموقع اإللكتروني التالي:
،https://drive.google.com/file/d/1pvcmtV4v9hp0MtNIsSHu_s7IJeza23Bb/viewتاريخ اإلطالع
.0202/20/9
زكريا الدوري ،يس ار السامرائي ،البنوك المركزية والسياسات النقدية ،دار اليازوري للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،8103 ،ص81 : 1
كمال شرف ،هاشم أبوعراج ،مرجع سبق ذكره ،ص802 : 2
3نجالء محمد إبراهيم بكر :إقتصاديات النقود والبنوك ،أكاديمية طيبة ،8111 ،ص-ص ،72-71 :متوفر على الموقع اإللكتروني التالي:
،https://drive.google.com/file/d/1pvcmtV4v9hp0MtNIsSHu_s7IJeza23Bb/viewتاريخ اإلطالع .5252/25/9
70
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
1-3جانب الخصوم :أهم ما يشمله العمالت المتداولة واإلحتياطات اإلجمالية وتكمن أهمية هذين البندين
أن زيادة أحدهما أو كليهما يؤدي إلى زيادة مباشرة في عرض النقود في ظل إفتراض ثبات المؤثرات
األخرى فالعالقة طردية بينهما وبين عرض النقود.
2-3جانب األصول:
-األوراق المالية الحكومية وهي السندات الحكومية التي من خاللها يستطيع البنك المركزي أن يتحكم في
عرض النقود وذلك من خالل عمليات السوق المفتوحة.
-شهادات الذهب وحقوق السحب الخاصة تؤثر على القاعدة النقدية من خالل عمليات الشراء والبيع
الذي تقوم به الحكومة ،فشراء الذهب سوف يزيد من األرصدة النقدية لدى األفراد وبالتالي زيادة عرض
النقود أما بيع الحكومة للذهب فسوف يعمل على انخفاض عرض النقود.
-4وظائف البنك المركزي:
يقوم البنك المركزي بالعديد من الوظائف التي تعمل على تحقيق اإلستقرار النقدي ،وتحقيق أفضل
معدالت النمو اإلقتصادي ،ومن أهم الوظائف التي يقوم بها البنك المركزي لتحقيق هذه األهداف ما يأتي:
1-4البنك المركزي بنك اإلصدار (إصدار النقد وتنظيمه) :يعد إصدار النقد وتنظيمه من أهم الوظائف
للبنوك المركزية وهي وظيفة أساسية كانت السبب المباشر لظهورها.
دور هاما في االقتصاد الوطني ،فإذا استقرت قيمة النقد انعكس
إن إصدار النقود وتنظيمه يلعب ا
ذلك إيجابا على االقتصاد الوطني ،واذا تقلبت قيمة النقد انعكس سلبا على المتغيرات االقتصادية ،لذلك
يتوجب على البنك المركزي عند زيادة اإلصدار أن يدرس العملية بشكل جيد (إيجابياتها وسلبياتها) ويتخذ
ق ارره بتحديد حجما لإلصدار المناسب.
إضافة إلى ذلك فإن قيام الدولة بتوكيل البنك المركزي باإلصدار جاء العتبارات نقدية واقتصادية،
حصر بالدولة فإنها عند حدوث العجز بالموازنة تقوم باإلصدار المفرط مما يؤدي
ا أي إذا بقي اإلصدار
النخفاض قيمة النقد وحدوث التضخم.1
ولقد مرت عملية اإلصدار النقدي بعدة مراحل على النحو التالي:2
71
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
-مرحلة الغطاء الذهبي الكامل :وفيها يرتبط إصدار النقود بحجم الذهب المحتفظ به لدى البنك المركزي
حيث يقابل كمية النقود المصدرة احتياطي كامل من الذهب أي يتم تغطية النقود المصدرة بنسبة
كاملة من الذهب.
وقد تم التخلي عن هذا النظام نظ ار ألنه يقيد حرية الدولة في التوسع في إصدار النقود إذ يرتبط ذلك
بتوافر الذهب.
-نظام اإلصدار الجزئي الوثيق :طبقا لهذا النظام يسمح للبنك المركزي أن يصدر نقودا ورقية مغطاة
بسندات حكومية إلى حد معين ،وما زاد عن هذا الحد يتم تغطيته كليا بالذهب ،وقد أخذت إنجلت ار بهذا
النظام عام 0211وتخلت عنه عام 0535ألنه مثل قيدا على رغبتها في اإلصدار للتوسع
في النشاط اإلقتصادي.
-نظام الغطاء الذهبي النسبي :فيه يتم ربط قيمة النقود الورقية المصدرة بنسبة معينة من الذهب ويغطي
الباقي بالسندات الحكومية ،وتعد ألمانيا أول من اتبع هذا النظام عام 0272م ثم أخذ في اإلنتشار لما
يتمتع به مرونة حتى حلول الكساد العظيم فتم التخلي عنه.
-نظام الحد األقصى لإلصدار :تبعا لهذا النظام لم يعد اإلصدار النقدي يرتبط برصيد البلد من الذهب
ولكن القانون يحدد الحد األقصى لإلصدار وال يمكن تغييره إال بالقانون ،وهو األمر الذي يفقده المرونة
الكافية نظ ار لطول اإلجراءات القانونية وبالتالي ال يمكن اإلصدار بالسرعة المطلوبة تبعا إلحتياجات
النشاط اإلقتصادي.
-نظام اإلصدار الحر :هو أكثر نظم اإلصدار مرونة حيث أن إصدار النقود ال يرتبط بأي غطاء سواء
كان ذهبي أو سندات حكومية أو حتى له حد أقصى وانما يرتبط فقط بمستوى النشاط اإلقتصادي ومدى
حاجة اإلقتصاد للنقود وهو األمر الذي يحدده البنك المركزي.
2-4البنك المركزي بنك الحكومة ومستشارها المالي في الشؤون النقدية والمالية :حيث يقدم خدمات
مختلفة للسلطات العامة أهمها:
-اإلحتفاظ بالودائع الحكومية؛
-إقراض الحكومة قروضا قصيرة األجل وطويلة األجل؛
-إصدار القروض العامة وتنظيم تصريفها بين المصارف ومختلف المؤسسات المالية؛
72
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
-تقديم المشورة المالية للحكومة في شؤون النقد والتسليف واقتراح ما يراه مناسبا من تدابير واجراءات
1
تتطلبها الحالة اإلقتصادية؛
-القيام بدور عميل الحكومة في المعامالت الخارجية فكل اتفاقية اقتصادية أو مالية أو نقدية ال تعقد إال
بحضور البنك المركزي وضمانته ،إضافة إلى ذلك يسدد عن الدولة المدفوعات الخارجية ويستقبل لها
التسديدات من البنوك األجنبية؛
-يمثل الدولة في المحافل النقدية العربية والدولية ،فهو عضو في صندوق النقد العربي ،والمصارف
اإلسالمية للتنمية ويمثل الدولة في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي إلنشاء والتعمير ،وكافة المنظمات
المالية الدولية ،ومنظمة التجارة العالمية وغيرها؛
-يناقش مع الحكومة تحديد سعر الصرف المناسب الذي يخدم اإلنتاج وكل من االستيراد والتصدير
واالحتياطيات النقدية؛
-يحتفظ باالحتياطيات النقدية األجنبية (دوالر يورو ين ياباني جنيه إسترليني) ألنها العمالت األساسية
2
في صندوق النقد الدولي؛
3-4البنك المركزي بنك البنوك :يمكن تحديد مهام البنك المركزي في تحديد وتوجيه البنوك التجارية
3
بالنقاط التالية:
1-3-4االحتفاظ باألرصدة النقدية للبنوك التجارية :كانت البنوك التجارية تودع بعض النقود في البنك
المركزي بشكل اختياري بهدف المساعدة في الظروف الطارئة ،لكن تزايد دور المصرف المركزي في
االقتصاد الوطني قد حول هذه المبالغ إلى عمل إلزامي ظهر على الشكل التالي:
ألزم البنك المركزي البنوك التجارية بإيداع االحتياطي اإللزامي لديه؛
ألزم البنك المركزي البنوك التجارية باقتطاع نسبة محددة من الودائع واالحتفاظ بها لدى البنك
المركزي للحاالت الطارئة وذلك لدعمها بالسيولة إذا ما تعرضت ألزمة السيولة؛
2-3-4تسوية األرصدة (المقاصة) بين البنوك :بما أن البنوك التجارية تحتفظ باحتياطيات اختيارية
واجبارية لدى البنك المركزي ،وبما أن عملية تحصيل الشيكات والحواالت تتطلب وقتا وجهدا بين البنوك،
لذلك كان من باب أولى أن يقوم البنك المركزي بإجراء عمليات المقاصة بين البنوك التجارية وتحديد
كمال شرف ،هاشم أبوعراج ،مرجع سبق ذكره ،ص882 : 1
73
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
مديونية كل بنك للبنك اآلخر ،وتسوية الحسابات باالقتطاع من البنك المدين للبنك الدائن وتحديد رصيد
كل بنك في نهاية كل يوم األمر الذي يسهل على البنوك التجارية الوقت والجهد ويزيد أرباحها.
3-3-4إعطاء أي بنك تجاري المعلومات التي يحتاج إليها :يعطي البنك المركزي جميع المعلومات
عند منح االئتمان عن عمالء البنك اآلخر ،ويكون ذلك في إطار ما يسمى (مركزية المخاطر) أي
يستطيع أي بنك تجاري أن يستعلم عن زبائن البنوك األخرى بحيث إذا تقدموا بطلبات اقتراض إليه أن
تكون المعلومات موجودة لديه.
4-3-4قيام البنك المركزي بدور المقرض األخير :وتعني هذه المهمة قيام البنك المركزي بتقديم
القروض والسلف للبنوك التجارية في أوقات األزمات ،أو عندما يريد أن يدعم تطور قطاع ما مثل القطاع
الزراعي ،إن قيام البنك المركزي بمساعدة البنوك التجارية في أوقات األزمات يهدف إلى التخفيف من آثار
األزمة أو إيقافها ،ألن إفالس بنك ما ،يؤدي إلى إفالس كافة البنوك ومن ثم تعرض البالد ألزمة سيولة.
4-4وظيفة الرقابة على اإلئتمان :من أهم الوظائف التي يقوم بها البنك المركزي قيامه بدور الرقيب
على البنوك التجارية من خالل التحكم في حجم اإلئتمان الممنوح من هذه البنوك وبالتالي التحكم في حجم
السيولة المحلية .وصوال إلى هذا الهدف يمكن للبنك المركزي إتباع أدوات معينة كنسبة اإلحتياطي،
سياسة السوق المفتوحة ،سعر إعادة الخصم ،وأسعار الفائدة واإلقناع األدبي باإلضافة إلى مجموعة من
األوامر والتعليمات الصادرة من البنك المركزي1 .وسيتم التطرق الحقا لهذه األدوات بالتفصيل في جزء
أدوات السياسة النقدية.
-5دور البنك المركزي في تنظيم السياسة النقدية:
1-5مفهوم السياسة النقدية وأهدافها:
يقصد بالسياسة النقدية مجموع الوسائل التي تطبقها السلطات المهيمنة على شئون النقد واإلئتمان
(البنك المركزي) وذلك بإحداث التأثيرات على كمية النقود وهو ما يعرف بالمعروض النقدي بما يالئم
الظروف اإلقتصادية المحيطة ،مستهدفة تحقيق النمو والعمل على حماية قيمة النقود من التعرض
للتقلبات الواسعة التي تعكس آثارها على مستويات األسعار وعلى مستوى معيشة السكان ،وسبيلها في ذلك
إدارة حركة التوسع واإلنكماش في المعروض النقدي بحيث ال تهبط معدالت التوسع النقدي إلى مستوى
2
يعوق النشاط اإلقتصادي في البالد وال تزيد إلى مستوى تنشأ عنه ضغوط تضخمية.
إسماعيل إبراهيم عبد الباقي ،مرجع سبق ذكره ،ص12 : 1
74
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
75
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
يأخذ عليه أي فائدة من البنك المركزي بالطبع ،وتأتي أهمية التحكم في هذه النسبة كسياسة نقدية
بأنها تعطي البنوك التجارية القدرة على اإلقراض وتوفير السيولة النقدية للتداول في اإلقتصاد
الوطني في حال خفضها من قبل البنك المركزي وهذا االجراء يعتمد على السياسه النقدية للدولة؛
عمليات السوق المفتوحة :يقصد بعمليات السوق المفتوحة التي تتخذها البنوك المركزية كسياسة
نقدية هو أن يتدخل البنك المركزي بشراء أو بيع السندات الحكومية فيما يسمى بالسوق المفتوحة
بهدف التأثير المباشر على حجم االحتياطيات النقدية لدى البنوك التجارية .فعندما يتدخل البنك
المركزي بشراء السندات الحكومية التي تحتفظ بها البنوك التجارية سوف تزيد االحتياطيات النقدية
لدى البنوك وذلك يعطيها قدرة على االقراض مما يتسبب في زيادة عرض النقود في االقتصاد
الوطني والعكس أيضا عند تدخل البنك المركزي ببيع السندات الحكومية فإنه بذلك سوف يتسبب
بخفض االحتياطيات النقدية لدى البنوك مما يجعل قدرتها على اإلقراض تقل وبذلك يقل عرض
النقود في االقتصاد في النهاية؛
2-2-5األدوات المباشرة:1
تأطير اإلئتمان :هو إجراء تنظيمي تقوم بموجبه السلطات النقدية بتحديد سقوف لتطور القروض
الممنوحة من قبل البنوك التجارية بكيفية إدارية مباشرة وفق نسب محددة خالل السنة ،وفي حالة
عدم االلتزام بهذه التعليمات ستتعرض البنوك التجارية إلى عقوبات تختلف من دولة ألخرى ،وكل
هذا سعيا من السلطات النقدية إلى التأثير على توزيع القروض في اتجاه القطاعات المساهمة
بشكل فعال في تحقيق التنمية؛
سياسة سعر الفائدة :ويستخدم البنك المركزي سياسة أسعار الفائدة من أجل التأثير على
اإلقراض المصرفي تبعا للحالة االقتصادية السائدة واألهداف المرجوة ،حيث يمكنه التأثير على
معدالت الفائدة عن طريق وضع ضوابط لها كتحديد أسقف لمعدالت الفائدة أو وضع
معدالت تفضيلية؛
النسبة الدنيا للسيولة :ويقتضي هذا األسلوب أن يقوم البنك المركزي بإجبار البنوك التجارية
على االحتفاظ بنسبة دنيا يتم تحديدها عن طريق بعض األصول منسوبة إلى بعض مكونات
الخصوم ،وهذا لخوف السلطات النقدية من خطر اإلفراط في االقتراض من قبل البنوك التجارية
بوروشة كريم ،دور السياسة النقدية والمالية في تحقيق التوازن الخارجي دراسة حالة الجزائر ( ،)2116-1441أطروحة دكتوراه ،كلية العلوم 1
اإلقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة ،8105/8102 ،ص-ص03-5 :
76
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
بسبب أصولها المرتفعة السيولة ،وهذا بتجميد بعض هذه األصول في محافظ البنوك التجارية،
وبذلك يمكن الحد من القدرة على إقراض القطاع االقتصادي؛
تنظيم القروض االستهالكية :تعتبر هذه الوسيلة من أهم األدوات النوعية لسياسة الرقابة على
القروض االستهالكية ،كأن يقوم البنك المركزي بفرض حد أقصى لألموال التي تستخدمها البنوك
في شراء السلع االستهالكية المعمرة ،ويمكن تنويع هذا الحد حسب درجة أهمية السلع االستهالكية
المختلفة ،أو يقوم البنك المركزي بفرض حدود قصوى للمبيعات المؤجلة أو تحديد رصيد من
المدفوعات النقدية بطلب من المشتري بنظام التقسيط بأن يدفعه كجزء من قيمة الشراء ،في حين
يمكن تحديد حدود قصوى زمنية تسدد خاللها قيم السلع المختلفة ،وهو ما يؤدي إلى تخفيض عدد
األقساط مع رفع قيمة القسط؛
اإلقناع األدبي :هي وسيلة تستخدمها البنوك المركزية بطلبها بطرق ودية وغير رسمية من البنوك
التجارية تنفيذ سياسة معينة في مجال منح االئتمان ،وتتمثل هذه الوسائل في رسائل الخطاب
األدبي التي يقوم بها البنك المركزي سواء بشكل مستمر في إطار استراتيجية معينة أو من حين
آلخر لتوجيه رسائل يعتقد بأهميتها بالنسبة إلدارة السياسة النقدية ،من خالل التعاليق والشروح
التي يقوم بها البنك المركزي حول األهداف التي يود تحقيقها والطرق التي يستعملها في سبيل
ذلك ،وباإلضافة إلى التدخالت المباشرة للبنك المركزي (تدخل المحافظ مثال) ،فقد ذهبت بعض
البنوك المركزية إلى تأسيس دوريات ونشرها بشكل منتظم هدفها األساسي شرح هدف السياسة
النقدية وتوجهاتها والتعليق عليها وشرح طرق تحقيقها .وتتوقف فعالية ونجاعة هذه الطريقة على
خبرة ومكانة البنك المركزي ومدى تقبل البنوك التجارية التعامل معه وثقتها في إج ارءاته؛
التأثير المباشر :قد تجد البنوك المركزية في بعض الحاالت أنه ال مفر من التدخل بصورة
صريحة وحازمة للتأثير على حجم االئتمان والتحكم في اتجاهاته ،وذلك عن طريق إصدار
التعليمات واألوامر المباشرة للبنوك التجارية ،ويختلف هذا األسلوب عن أسلوب اإلقناع األدبي في
أن هذه األوامر تكون ملزمة للبنوك التجارية ولن يمكن أن تتجاهلها واال تعرضت لبعض أنواع
العقوبات التي تفرضها عليها البنوك المركزية؛
77
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
دخول البنك المركزي مشتريا وبائعا لألوراق المتداولة في السوق المالي؛
حيث تسهل أحد أو كل هذه اإلجراءات السابقة الذكر والمتخذة من طرف البنك المركزي من قدرة
البنوك على منح االئتمان وخلق الودائع ،وعليه يزداد المعروض في المجتمع ،مما ينجم عليه انخفاض
سعر الفائدة ويترتب عليه زيادة في حجم االستثمار إضافة إلى زيادة مستوى اإلنتاج والدخل وكذلك
مستوى التوظيف.
2-3-5السياسة النقدية االنكماشية :الهدف من إتباع هذه السياسة هو عالج ظاهرة التضخم التي
تعاني منها االقتصاديات القومية للبلدان ،وعليه تتبع السلطات النقدية –البنك المركزي -الحد من خلق
أدوات نقدية أي الحد من خلق النقود والتخفيض من المعروض النقدي ،مما يترتب عليه االنخفاض في
دخول العائالت واألفراد والمؤسسات وهذا ما يؤدي إلى الحد من إنفاق األفراد والمؤسسات على شراء
السلع والخدمات.
وباتخاذ أدوات السياسة النقدية كحل للحد من ظاهرة التضخم تلجأ البنوك المركزية إلى اتخاذ
التدابير التالية:
رفع سعر إعادة الخصم من قبل البنك المركزي وهذا ما ينجم عنه التقليل من إقبال البنوك
المركزية على إعادة خصم األوراق التجارية ،وعليه تقوم البنوك التجارية برفع سعر الخصم مما
حدادي عبد اللطيف ،دور السياسة النقدية والمالية في مكافحة التضخم في الدول النامية ،دراسة حالة الجزائر ،2114-2111أطروحة 1
دكتوراه ،كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة جياللي إلياس ،سيدي بلعباس ،8107/8101 ،ص-ص31-82 :
78
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
يؤدي إلى تقليل القطاعات االقتصادية من خصم أوراقها التجارية ،ما ينجر عنه تقليل حجم الكتلة
النقدية المتداولة في السوق؛
دخول البنك المركزي بائعا للسوق المفتوحة ،ما ينجر عليه أن يقوم البنك المركزي بضخ حجم
كبير لألوراق التجارية مقابل امتصاصه لحجم السيولة النقدية المتداولة في السوق؛
كذلك من خالل انتهاج هذه السياسة يلجأ البنك المركزي إلى رفع نسبة االحتياطي اإللزامي ،مما
يقلل مقدار السيولة المتوفرة لدى البنوك التجارية ،وبالتالي تقل مقدرتها على اإلقراض؛
وما سبق يؤدي إلى ارتفاع سعر الفائدة وبالتالي انخفاض االستثمار وانخفاض مستوى الدخل ومن
ثم امتصاص القوة الشرائية المتزايدة بالمجتمع وهو ما يحد من التضخم.
ثالثا :البنوك اإلسالمية
-1نشأة البنوك اإلسالمية:
لقد عرف العالم اإلسالمي حركة تحرر وصحوة إسالمية أسفرت على حتمية البديل اإلسالمي
للمؤسسات المورثة على العالم الغربي والقائمة على التنمية اإلقتصادية ،ومن بين هذه المؤسسات البنوك
التي ظلت بالربا المنهى عنه في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة األمر الذي أدى بالكثير من أصحاب
األموال والتجار لإلمتناع عن التعامل مع هذه المؤسسات إال عند الضرورة الملحة ،والمالحظ أن
1
المتعاملين مع البنوك عادة ما يرفضون تقاضي الزيادة الناجمة من ودائعهم تحريا الوقوع في الربا.
لذلك جاءت نشأة البنوك اإلسالمية تلبية لرغبة المجتمعات اإلسالمية في إيجاد صيغة للتعامل
البنكي بعيدا عن شبهة الربا ومن دون استخدام سعر الفائدة.
ويعود ظهور البنوك اإلسالمية إلى عام 0511عندما أنشئت في ماليزيا صناديق لإلدخار تعمل
من دون فائدة ،وبعدها في أواخر األربعينات بدأ التفكير المنهجي المنظم يظهر في باكستان من أجل
وضع تقنيات تمويلية تراعي التعاليم اإلسالمية ،غير أن هذا التفكير أخذ مدة طويلة ولم يجد له منفذا
تطبيقيا إال في مصر مع بداية الستينات .فمدينة ميت غمر التابعة لمحافظة الدقلهية بجمهورية مصر
العربية تعد المدينة األولى التي شهدت ميالد أول تجربة للبنوك اإلسالمية وان كانت لم تستمر سوى بضع
سنوات.
قادري محمد الطاهر ،جعيد البشير ،المصارف اإلسالمية بين الواقع والمأمول ،الطبعة األولى ،مكتبة حسن العصرية ،بيروت ،لبنان، 1
،8101ص02:
79
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
وقد أنشأ أول بنك إسالمي حكومي في مصر وهو بنك ناصر اإلجتماعي الذي تأسس
في عام 0570م.
وجاء اإلهتمام الحقيقي بإنشاء بنوك إسالمية تعمل طبقا ألحكام الشريعة اإلسالمية في توصيات
مؤتمر وزراء خارجية الدول اإلسالمية الذي انعقد في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية عام
0578م ،إذ نص على ضرورة إنشاء بنك إسالمي دولي.
ولم تأخذ البنوك اإلسالمية طابعها الخاص بوصفها مؤسسات استثمار وتمويل إال في أواسط
السبعينات عندما أقر المؤتمر الثاني لو ازرة مالية الدول اإلسالمية المنعقد بجدة في عام 0571إنشاء
البنك اإلسالمي للتنمية الذي باشر أعماله في عام 0572م.
ليكون بذلك أول مؤسسة تمويلية دولية إسالمية في العالم ،ثم بنك دبي اإلسالمي في عام 0572
ليصبح أول مصرف إسالمي ينشأه األفراد ،ثم توالى إنشاء البنوك اإلسالمية ليبلغ عددها حاليا أكثر من
1
811بنك موزعة على مختلف أنحاء العالم بما فيها أوروبا وأمريكا.
يعتبر بنك البركة الجزائري ّأول بنك إسالمي يفتح أبوابه في الجزائر ،ليتيح فرصة العمل البنكي
اإلسالمي للمتعاملين الذين يسعون إلى التعامل على أساس مبادئ الشريعة اإلسالمية ،وامتثاال ألحكام
القانون 01/51المؤرخ في 01أفريل 0551م المتعلق بالنقد والقرض تم إنشاء البنك في 81ماي
.2 مقره الرئيسي بالجزائر العاصمة
0550م ليجعل ّ
-2تعريف البنوك اإلسالمية :يعرف البنك اإلسالمي بأنه " :مؤسسة مالية إسالمية تقوم بأداء الخدمات
المصرفية والمالية ،كما تباشر أعمال التمويل واإلستثمار في المجاالت المختلفة على ضوء قواعد وأحكام
الشريعة اإلسالمية بهدف غرس القيم والمثل واألخالق اإلسالمية في مجال المعامالت والمساعدة في
تحقيق التنمية اإلجتماعية واإلقتصادية من تشغيل أموال بقصد المساهمة في تحقيق الحياة الطيبة الكريمة
3
لألمة اإلسالمية".
ويمكن تعريف البنك اإلسالمي أيضا على أنه ":مؤسسة مالية تقوم بتجميع المدخرات وتحريكها
في قنوات المشاركة لإلستثمار بأسلوب محرر من سعر الفائدة عن طريق أساليب المضاربة والمشاركة
1حيدر يونس الموسوي ،المصارف اإلسالمية –أداءها المالي واثرها في سوق األوراق المالية -دار اليازوري للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن،
،8102ص-ص82 :
نوال بن عمارة :محاسبة البنوك اإلسالمية (دراسة حالة بنك البركة الجزائري) ،الملتقى الوطني األول حول المؤسسة االقتصادية وتحديات المناخ االقتصادي 2
الجديد ،كلية الحقوق والعلوم االقتصادية ،جامعة ورقلة 83-88 ،أفريل. 2003 ،
قادري محمد الطاهر ،جعيد البشير ،مرجع سبق ذكره ،ص81: 3
80
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
والمتاجرة واإلستثمار المباشر ،وتقديم كافة الخدمات المصرفية في إطار من الصيغ الشرعية التي تضمن
1
التنمية واإلستقرار".
ويعرف الدكتور محمد النجار البنك اإلسالمي بأنه ":مؤسسة مالية مصرفية لتجميع األموال
وتوظيفها في نظام الشريعة اإلسالمية بما يخدم بناء مجتمع التكافل اإلسالمي وتحقيق عدالة التوزيع
2
ووضع المال في المسار اإلسالمي".
-3خصائص البنك اإلسالمي:
للبنك اإلسالمي خصائص تميزه عن غيره من البنوك األخرى ومن أهم هذه الخصائص نذكر:3
1-3استبعاد الفوائد الربوية :يتميز البنك اإلسالمي باستبعاد كافة المعامالت غير الشرعية من أعماله
وخاصة نظام الفوائد الربوية الذي مثل خيط الروح بالنسبة للبنوك الربوية.
2-3اإلستثمار في المشاريع الحالل :حيث يعتمد البنك اإلسالمي في توظيف أمواله على اإلستثمار
المباشر أو استثمار المشاركة وفقا لمبادئ الشريعة اإلسالمية ،وبذلك يخضع نشاطه لضوابط النشاط
اإلقتصادي في اإلقتصاد اإلسالمي.
3-3ربط التنمية اإلقتصادية بالتنمية اإلجتماعية :إن البنك اإلسالمي باعتباره مؤسسة اقتصادية مالية
مصرفية اجتماعية ،يقوم بتعبئة مدخرات األفراد واستثمارها في مختلف أوجه النشاط اإلقتصادي خدمة
لمصالح المجتمع ،ومن هنا يكون ارتباط التنمية اإلقتصادية بالتنمية اإلجتماعية لذلك يهتم البنك
اإلسالمي بالعائد اإلجتماعي إلى جانب العائد الفردي ،وهذا أحد المعايير الرئيسية التي تحتم الصلة
الوثيقة بين العقيدة والقيم والتنظيم اإلقتصادي في اإلسالم.
-4صيغ التمويل في البنوك اإلسالمية:
فيما يلي عرض ألهم أساليب أو صيغ التمويل في البنوك اإلسالمية:4
1-4صيغة التمويل بالمضاربة :تعد صيغة المضاربة من أهم أساليب اإلستثمار في النظام المالي
اإلسالمي المعاصر ،والمضاربة هي شركة بين رأس المال والعمل يتفقان على تقسيم األرباح عند تحقيقها
بنسبة محددة أما في حالة الخسارة فيخسر العامل جهده ويخسر صاحب رأس المال ماله ،وقد تطور عقد
نعمت عبد اللطيف مشهور ،النشاط اإلجتماعي والتكافلي لبنوك اإلسالمية ،المعهد العالمي للفكر اإلسالمية ،فرجينيا ،الواليات المتحدة األمريكية، 2
،0551ص08:
قادري محمد الطاهر ،جعيد البشير ،مرجع سبق ذكره ،ص-ص31-85 : 3
81
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
المضاربة في البنوك اإلسالمية ليتخطى المضاربة المفردة المباشرة إلى المضاربة المشتركة ،إذ يعد
المودعين (المدخرين) جميعهم أرباب المال والبنك هو العامل ،ومن ثم يقوم المصرف بإعطاء المال إلى
من يعمل به وفي هذه الحالة يصبح البنك هو صاحب المال ومن ينميه مضاربا.
2-4صيغة التمويل بالمشاركة :تقوم هذه الصيغة في التمويل على أساس اتفاق بين البنك اإلسالمي
وطالب التمويل ويقدم فيه كال الطرفين جزءا من رأس المال وبهذا فإن صيغة المشاركة تشبه إلى حد ما
صيغة المضاربة ،ولكن ما يميز صيغة المشاركة هو اشتراك الطرفين (البنك اإلسالمي وصاحب المشروع
أو صاحب طلب التمويل) في تمويل المشروع ويتم توزيع نصيب من الربح على الطرفين وبحسب نسب
التمويل ،وفي حالة الخسارة يتحملها الطرفان وبحسب نسب التمويل أيضا.
3-4صيغة التمويل بالمرابحة :تعد المرابحة من أهم القنوات اإلستثمارية في البنوك اإلسالمية وبيع
المرابحة هو بيع سلعة ما بما قامت به على بائعها مضافا إليه ربح متفق عليه بينهما.
أما المرابحة المصرفية فهي صيغة تمويل طورتها البنوك اإلسالمية مبنية على صيغة العقد
المذكور أعاله إال أنها تتضمن أيضا األمر بالشراء والوعد بالشراء ،إذ يأمر العميل البنك بشراء سلعة ما
لنفسه ويعده بشرائها منه بثمن مؤجل مع الربح.
4-4صيغة التمويل بالسلم :بيع السلم هو شراء سلعة ما بثمن مدفوع في الحال مع تأجيل تسليمها،
ولكل مة السلم أو السلف لها معنى واحد وهو تقديم رأس المال أي دفع الثمن للسلعة فو ار أو عاجال وتأجيل
تسليمها إلى وقت الحق أو أجل معين ،ويعد بيع السلم عكس البيع بثمن مؤجل وقد عرفه الفقهاء بأنه بيع
آجل بعاجل
5-4صيغة التمويل باإلستصناع :يعني اإلستصناع في اللغة أن يطلب شخص من آخر أن يصنع له
شيئا ما ،ويمكن تعريف اإلستصناع على أنه عقد بين طرفين يقوم أحدهما (الصانع) بموجب هذا العقد
بصنع شيء محدد للطرف اآلخر (المستصنع) على أن تكون المواد الالزمة للصنع من عند الصانع وذلك
مقابل ثمن معين يدفعه المستصنع إلى الصانع إما حاال أو مقسطا أو مؤجال.
وال يشترط في اإلستصناع أن يقوم الطرف المتعهد بتنفيذ العمل المطلوب بنفسه ،إذ بإمكانه أن
يعهد العمل جهات أخرى لتنفيذه ولكن تحت إشرافه ومسؤوليته.
وتهدف البنوك اإلسالمية من صيغة التمويل باإلستصناع إلى دعم جهود التنمية الصناعية في
الدول اإلسالمية وزيادة قدراتها التنافسية.
82
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
6-4صيغة التمويل باإلجارة :تعرف اإلجارة باإلصطالح الفقهي بأنها بيع المنفعة المعلومة بعوض
معلوم ،وتصنف اإلجارة إلى ثالث أنواع وهي اإلجارة المنتهية بالتمليك والتأجير التمويلي والتأجير
التشغيلي ،وتعد اإلجارة بالتمليك هي الصيغة السائدة في البنوك اإلسالمية وهو تطبيق خاص بعقد
اإلجارة ،ويقوم البنك بشراء المنشآت والمعدات الضخمة ومن ثم القيام بتأجيرها للعمالء مع وعد من هؤالء
العمالء بشراء تلك المنشآت والمعدات في مقابل أقساط دورية إلى أن يتم سداد ثمن الشراء األصلي
وتحقيق عائد مناسب للبنك في نهاية المدة المتعاقد عليها .فتؤول ملكية المعدات والمنشآت إلى المستأجر.
وهناك صيغ أخرى للتمويل في البنوك اإلسالمية مثل المساقاة والمزارعة والبيع باألجل والقرض
الحسن والجعالة.
-5وجه اإلختالف بين التمويل اإلسالمي والتمويل الربوي:
توجد بعض الفروق الجوهرية التي تميز التمويل اإلسالمي اإلستثماري عن التمويل الربوي ال
سيما لما يتميز به التمويل اإلسالمي من خصائص ال تتوافر في التمويل الربوي ،ويتضح ذلك من خالل
الجدول التالي:
الجدول رقم ( :)16الفرق بين التمويل اإلسالمي والتمويل الربوي
التمويل الربوي التمويل اإلسالمي أوجه اإلختالف
بينما تنتقل الملكية لرأس المال للطرف اآلخر في يستمر ملك رأس المال في التمويل اإلسالمي ملكية رأس المال
التمويل الربوي للمالك
ال ترتبط الزيادة التي يحصل عليها الممول في يشترك الطرفان في الربح أقل أو كثر حسب الربح والخسارة
التمويل الربوي بنتيجة ربحية المشروع وال بحصة اتفاقهما في التمويل اإلسالمي
المستفيد من التمويل بينما ال يتحمل الممول أي أما الخسارة تقع على رب المال
خسارة؛ الربح في التمويل الربوي وهمي. أيضا الربح ربح حقيقي ألنه ناتج عن زيادة
في عناصر اإلنتاج
يمكن تمويل أي نوع من األعمال في التمويل نشاط ينحصر التمويل اإلسالمي في األعمال طبيعة
الربوي كالمرقص والبار ونحوهما. اإلستثمارية المتوقع ربحها اإلستثمار
يقتصر التمويل اإلسالمي على األعمال
الموافقة للشرع
يتم التمويل اإلسالمي عن طريق النقود أو التمويل الربوي يكون التمويل فيه عن طريق النقد طبيعة التمويل
فقط عن طريق األصول الثابتة
المصدر :من إعداد الباحثة باإلعتماد محمد الفاتح المغربي ،التمويل واإلستثمار في اإلسالم ،الطبعة األولى ،األكاديمية
83
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
1محمود حسين الوادي ،حسين محمد سمحان ،سهيل أحمد سمحان ،مرجع سبق ذكره ،ص307 :
2فؤاد صالوم حموي ،محمد رمضان إسماعيل ،إدارة المؤسسات واألسواق المالية ،دار عالء الدين للنشر والطباعة والتوزيع ،دار مؤسسة رسالن
للطباعة والنشر والتوزيع ،دمشق ،سوريا ،8100 ،ص08:
محمد عبد الفتاح الصيرفي ،مرجع سبق ذكره ،ص31: 3
84
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
3-2البنوك العقارية :توظف أموالها في منح قروض ذات آجال مقابل رهن عقاري بضمان أراض
زراعية وذلك إلستصالح األراضي أو بناء عقارات ،وفي أغلب األحوال توضع هذه البنوك تحت إشراف
الدولة للمحافظة على الثروة القومية.
-3الفرق بين البنوك المتخصصة والبنوك التجارية:
تختلف البنوك المتخصصة عن البنوك التجارية في بعض العناصر كما هو موضح في
الجدول التالي:
الجدول رقم ( :)17الفرق بين البنوك المتخصصة والبنوك التجارية
البنوك المتخصصة البنوك التجارية أوجه
اإلختالف
فالبنوك التجارية تعتمد على الودائع تعتمد البنوك المتخصصة على رؤوس مصادر
الجارية واإلدخارية واإلعتماد يكون أموالها الممتلكة األموال
بشكل ضئيل على رؤوس األموال
اإلستخدامات تمنح البنوك التجارية قروض قصيرة تركز البنوك المتخصصة على قطاعات
األجل إلى القطاعات اإلقتصادية إقتصادية محددة وال تعتمد على التنويع
في هذا المجال خاصة القطاعات التجارية
فالبنوك التجارية تسعى إلى تعظيم تركز البنوك المتخصصة على الجانب الهدف
اإلستثماري في القطاع الذي تنشط فيه أرباحها ضمن قاعدة السيولة الربحية
المصدر :من إعداد الباحثة باإلعتماد على وليد العايب ،لحلو بوخاري ،مرجع سبق ذكره ،ص4:
خالصة:
خلصنا في هذا المحور إلى أن البنك المركزي هو المؤسسة النقدية التي تقف على قمة الجهاز
المصرفي لتتولى مهمة إصدار النقود والرقابة على عمليات االئتمان وتنظيم عمليات عرض النقود
وصياغة وتنفيذ السياسة النقدية بما يتالءم مع كل من طبيعة النشاط االقتصادي من ناحية والسياسات
االقتصادية من ناحية ثانية وصوال إلى تحقيق هدف االستقرار االقتصادي ،ثم تأتي البنوك التجارية التي
عنيت بوظيفتين أساسيين هما قبول الودائع ومنح القروض حيث أن البنك التجاري هو الوحيد الذي يقوم
بقبول الودائع الجارية وعلى أساسها يمنح القروض ويحدث ما يسمى بعملية خلق النقود ،كما تم في هذا
المحور إعطاء لمحة عن البنوك اإلسالمية التي هي عبارة عن مؤسسة مالية مصرفية لتجميع األموال
85
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
باستبعاد كافة المعامالت غير الشرعية من أعمالها وتوظيفها في نظام الشريعة اإلسالمية ،وتتميز
وخاصة نظام الفوائد الربوية الذي تمثل خيط الروح بالنسبة للبنوك الربوية .وخلصنا أيضا إلى أنه كان من
الضروري إيجاد مؤسسات تمويلية متوسطة وطويلة األجل ،وبشروط سهلة تعرف بالبنوك المتخصصة
تعمل على تمويل مشاريع التنمية في القطاعات الزراعية والصناعية واإلسكان وغيرها ،وذلك لإلسراع
بعملية التنمية اإلقتصادية.
أسئلة المحور الرابع:
-وضح باختصار دور الصاغة والصيارفة في تطور فكرة البنوك التجارية؟
-ما هي أهم األعمال والخدمات التي يقدمها البنك التجاري؟
-قارن بين:
اإلحتياطي اإلختياري واإلحتياطي القانوني.
الودائع تحت الطلب والودائع ألجل.
-عرف عملية خلق النقود؟
-اذكر وظائف البنك المركزي ثم اشرح كيف يمكن أن يكون بنكا للبنوك؟
-ما هي أهم األدوات السياسية التي يستخدمها البنك المركزي في إدارة السياسة النقدية؟
-عرف بدقة نظام الغطاء الذهبي الكامل ونظام اإلصدار الحر؟
-ما هو الفرق بين البنك التجاري والبنك المركزي؟
-قارن بدقة بين صيغة التمويل بالمرابحة وصيغة التمويل بالسلم؟
-ناقش أوجه اإلختالف بين البنوك التجارية والبنوك اإلسالمية؟
-وضح مفهوم وسمات البنوك المتخصصة؟
-ما هي أوجه اإلختالف بين البنوك التجارية والبنوك المتخصصة؟
86
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
87
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
قامت غالبية الدول العربية بإنشاء البورصة والعمل على تعزيزها ،ومن هذه الدول الجزائر التي عملت على إنشاء بورصة أوراق مالية ،حيث تم
إصدار في هذا الشأن مرسوم تشريعي سنة 1993م يتضمن إنشاء بورصة الجزائر ،وكان من أهداف إنشائها خلق مصدر جديد لتمويل المشاريع
االستثمارية ،وقد بدأ التداول في السوق سنة 1999م ،وقد عملت الجزائر على تعزيز هذا السوق من خالل عديد التشريعات واإلصالحات ،ورغم
هذا ال زالت تعاني من ضعف أدائها رغم كل الجهود واإلصالحات المبذولة وهذا نظ ار لعديد المعوقات التي تواجهها.
1
حيدر حسين آل طعمة ،األسواق المالية :النشأة ،المفهوم ،األدوات ،مركز الدراسات اإلستراتيجية ،جامعة كربالء ،بالعراق ،8101 ،ص1 :
2
أحمد السعد ،األسواق المالية المعاصرة ،دار الكتاب الثقافي للطباعة والنشر والتوزيع ،األردن ،8108 ،ص-ص.03-08 :
3
شقيري نوري موسى ،األسواق المالية وآلية التداول ،دار الكتاب الثقافي ،األردن ،8117 ،ص.00 :
88
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
ينقسم سوق المال من حيث األجل إلى سوق النقد ذات األجل القصير وسوقا آخ ار للتعامالت ذات
األجل الطويل وهو ما نسميه بسوق رأس المال.
والشكل التالي يوضح أنواع السوق المالي:
الشكل رقم ( :)14مكونات أسواق المال
أسواق المال
1
نفس المرجع ،ص.31 :
2
أحمد محمود األفندي ،مرجع سبق ذكره ،ص022 :
89
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
إن من المهم اإلشارة إلى أن سوق النقد ال ترتبط بمكان معين أو حدود معينة ،لهذا عند التعريف
بها ال يقال بأنها المكان الذي تتم فيه الصفقات النقدية أو المعامالت النقدية أو ربما عبارات من هذا
القبيل ،وانما يقال أنها آليات وميكانيكيات التي تتم من خاللها المعامالت المالية من عمليات إقراض
واقتراض ذات اآلجال القصيرة وقد تخص إقليم معين أو دولة بكاملها أو ربما مجموعة من الدول أو ربما
1
عمليات من مختلف دول العالم ،ومضمون ذلك حيث تتم عمليات التسوية والمقاصة.
وتتصف األدوات المالية المتداولة في سوق النقد بسيولتها العالية ،وبالتالي تكون مخاطرها
منخفضة ،وكذلك فإن عوائدها تكون قليلة ومتدنية .ويمكن التصرف بهذه األوراق قبل موعد استحقاقها.
كما ويتم من خالل سوق النقد عمليات اإلقتراض واإلقراض بين البنوك المحلية والبنوك األجنبية،
وبين البنوك والمؤسسات المحلية األخرى؛ وتتأثر السوق النقدية بنوعية السياسة النقدية المطبقة بالدولة
والتي تعتمد على سعر الفائدة ،والتي تتجسد بالعرض والطلب وكذلك من معرفة المؤشرات اإلقتصادية
2
ودورها في حركة اتجاه األسعار هبوطا وصعودا.
تتمثل أهمية السوق النقدية فيما يلي:3
-تأمين السيولة النقدية وأدوات الدفع األخرى؛
-توظيف الموارد النقدية المتوفرة لدى البنوك التجارية؛
-توفير احتياجات األنشطة اإلقتصادية الجارية من التمويل قصير األجل؛
-توفير احتياجات األفراد إلى اإلئتمان اإلستهالكي؛
2-2أطراف السوق النقدي :يتم عادة تعامل ثالثة أطراف في السوق النقدي وهي:4
1-2-2الطرف األول :هي مؤسسات الوساطة المالية والنقدية مثل البنك المركزي والبنوك التجارية
وشركات التأمين والمؤسسات المالية غير المصرفية مثل بيوت القبول والسمسرة.
2-2-2الطرف الثاني :هم أصحاب الفوائض أي الفئات التي لها مدخرات تبحث عن توظيف قصير
األجل يحقق لهم السيولة والعائد وقلة المخاطر.
3-2-2الطرف الثالث :هي الوحدات ذات العجز التي تحتاج إلى سيولة أو إئتمان قصير األجل.
سرمد كوكب الجميل ،مقدمة في إدارة المؤسسات المالية نظريات وتطبيقات ،دار األكاديميون للنشر والتوزيع ،8107 ،ص.083 : 1
2
شقيري نوري موسى ،مرجع سبق ذكره ،ص.31 :
3
عبد اللطيف مصيطفي محمد بن بوزيان ،أساسيات النظام المالي واقتصاديات األسواق المالية ،الطبعة األولى ،مكتبة حسن العصرية للطباعة
والنشر والتوزيع ،بيروت ،لبنان ،8102 ،ص.05 :
4
نفس المرجع ،ص.02 :
90
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
91
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
البنوك العاملة فيكون لهذا السوق دوره في السياسة النقدية على اعتبار أن البنوك أساس
السوق النقدي؛
-يزيد السوق النقدي من الطاقة اإلنتاجية لمختلف المشروعات بتوفير السيولة لألصول المالية
قصيرة األجل مما يعمل على زيادة سرعة دوران رؤوس األموال لتحقيق اإلزدهار اإلقتصادي
وتفعيل قطاعاته؛
-حتى تكتمل المعرفة بالسوق النقدي ،البد من تحديد امتدادها الزماني والمكاني فالزمن هو متغير
خارجي بالنسبة لمعدل الفائدة فهو يرتبط أوال بالضرورة باإلئتمان ،والزمن يميز بين السوق النقدي
والسوق المالي ،فالثانية هي تجميع اإلدخارات بقصد تمويل المشروعات اإلستثمارية والتي ال
تحقق عائدا إال بعد مدة طويلة ،والسوق النقدي يمول بعض األنشطة الزراعية والصناعية لمدة
قصيرة ،إذن فالعالقات فيها ترتبط بالتغيرات قصيرة األجل بالتغيرات الهيكلية ،أما اإلمتداد
المكاني أي نطاق السوق من حيث المكان فيجب أن نفرق بين األسواق المغلقة والمتعلقة بقطاع
أو إقليم معين واألسواق المفتوحة أو الكلية والتي تعمل على نطاق الدولة وينظر إليها كمركز لكل
العمليات النقدية والمالية؛
5-2أدوات السوق النقدي:
يقدم السوق النقدي عدد من األدوات واألوراق المالية:1
1-5-2أوذن الخزانة العامة :تصدر الحكومة هذا النوع من األدوات بهدف الحصول على تمويل قصير
األجل لسد عجز الموازنة العامة ،وأحيانا بهدف إمتصاص السيولة الفائضة بيد األفراد من أجل تحقيق
إستقرار األسعار وكبح التضخم.
ويتم بيع أذون الخزانة في السوق النقدية أو في البنك المركزي نيابة عن الحكومة حيث يتم البيع
من خالل المزاودة إلى المتعاملين والبنوك والصناديق اإلستثمارية المختلفة .وتحسب الفائدة على أذون
الخزينة من خالل الفرق بين سعر الشراء والقيمة اإلسمية ألذون الخزانة عند اإلستحقاق.
من الالفت أن البنوك والمؤسسات المالية األخرى والصناديق هي الجهات األكثر شراء ألذون
الخزانة نظ ار لتدني مخاطرها وضمان الحكومة سداد قيمتها.
2-5-2األوراق التجارية :األوراق التجارية هي أدوات إقتراض قصيرة األجل ( 1-1شهور) وهي تمثل
وعدا بالدفع عند اإلستحقاق؛ تصدر الشركات ذات المركزي المالي القوي هذا النوع من األوراق بهدف
الحصول على التمويل المطلوب ويتم تداولها في السوق المالية.
حيث يتم ب يعها بصورة مباشرة من خالل وسطاء مثل شركات تمويل المبيعات التي توفر اإلئتمان
لشراء السلع المعمرة بالتقسيط للمستهلكين أو يتم البيع بصورة غير مباشرة عن طريق المتعاملين؛ أما
الجهات التي تطلب هذه األوراق فهي عادة البنوك والمؤسسات المالية والتي تقوم بشراء األو ارق التجارية
بهدف اإلستثمار قصير األجل.
3-5-2شهادات اإليداع (الكمبياالت المصرفية) :تصدر البنوك التجارية شهادات اإليداع وتقوم ببيعها
للمدخرين وهي بذلك تعتبر من أدوات اإلقتراض المهمة للبنوك التجارية بغرض الحصول على السيولة
المطلوبة من الشركات والمؤسسات المالية األخرى.
تعطي شهادات اإليداع فائدة عند اإلستحقاق والتي تكون أعلى مقارنة بسعر الفائدة على أذون
الخزانة بسبب أن درجة مخاطر شهادات اإليداع أكبر مما هو عليه الحال في أذون الخزانة.
4-5-2سندات القبول المصرفية :تعتبر من أدوات اإلقتراض قصير األجل ،وهي شكل شائع لإلئتمان
المصرفي الذي تصدره البنوك التجارية باإلستناد إلى سمعة البنك.
وبموجب سند القبول ،يقوم المقترض (أو طالب اإلئتمان) بإصدار سحب زمني على أحد البنوك
التجارية الذي يتعامل معه حيث يتعهد البنك بدفع مبلغ السحب في تاريخ اإلستحقاق .غير أنه يشترط
لصحة القبوالت المصرفية أن تكون ناجمة عن عمليات تجارية حقيقية ،وأن تكون قابلة للتداول في السوق
النقدية .إضافة إ لى ذلك فال بد أن يتم توثيق عمليات القبوالت المصرفية بين بنك المستورد وبنك المصدر
لضمان تحديد سقف أعلى للحد المسموح به من هذا النوع من التمويل.
5-5-2تعاقدات إعادة الشراء :وتمثل أداة لإلقتراض قصير األجل بضمان أذون الخزانة أي أنها عبارة
عن عقد للبيع بين طرفين ينطوي على إعادة شراء أذون الخزانة.
إن تعاقدات إعادة الشراء تمكن الشركات والبنوك التجارية من الحصول على السيولة لسد العجز
الطارئ في السيولة لدى هذه الجهات؛ ومن المعروف أن الشركات الكبيرة هي المصدر األكبر لهذا النوع
من اإلقراض.
93
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
6-5-2اإلقراض الداخلي بين البنوك :تنشأ عملية اإلقراض الداخلي بين البنوك من حالة وجود فائض
نقدي لدى بعضها مقابل عجز نقدي في بنوك أخرى .حيث تلجأ البنوك التي تعاني من عجز مؤقت في
سيولة إلى اإلقتراض من البنوك ذات الفائض النقدي المؤقت.
لقد أدى هذا األمر إلى نشوء سوق لإلقراض قصير األجل بين البنوك وهو سوق نشط ويتم
التعامل فيه بدرجة كبيرة بالنقود .كما أن اإلقراض واإلقتراض قد يتم لليلة واحدة.
ومن المعروف أن سعر الفائدة على اإلقتراض بين البنوك يعتبر من المؤشرات الرئيسية لحركة
أسعار الفوائد واإلقتراض األخرى في سوق النقود.
ثانيا :مفاهيم أساسية حول سوق رأس المال
سيتم في هذا الجزء تناول سوق رأس المال الذي هو القسم الثاني من السوق المالي ،حيث سيتم
التطرق لمختلف المفاهيم المتعلقة بهذا السوق من حيث تعريفه ومميزاته واألغراض التي يخدمها باإلضافة
إلى مكونات سوق رأس المال.
-1تعريف سوق رأس المال:
تتعدد التسميات التي تم إطالقها على سوق رأس المال ،فالبعض أطلق عليه سوق القيم المنقولة،
وأطلق عليه البعض سوق البورصة أو بورصة األوراق المالية.
وسميت بسوق رأس المال لكونها السوق الذي يلجأ إليها أصحاب المشروعات ،لتكوين رأس المال
في مشروعاتهم المختلفة.
وسوق رأس المال يتعامل باألدوات المالية ذات األجل المتوسط والطويل ،أي التي يزيد استحقاقها
على السنة ،سواء كانت هذه األدوات تعبر عن دين كالسندات ،أم عن ملكية كاألسهم.
وقد ارتبط ظهور األسهم بالتطور الكبير في مجال اإلنتاج والتبادل التجاري ،وانشاء المشروعات
الكبيرة ،التي تعجز الموارد المالية لألفراد عن توفير األموال الالزمة لها ،حيث ظهرت شركات المساهمة
التي تقوم على أساس مشاركة عدد كبير من المساهمين في ملكية مشروع معين ،عن طريق قسمة رأس
مال الشركة إلى أسهم متساوية القيمة ،يكتتب فيها أولئك المساهمين.
كما ارتبط ظهور السندات بتوسع الدول في مشاريع التنمية واإلنفاق على الحروب ،حيث كان
إحدى الوسائل التي لجأت إليها الحكومات لإلقتراض من جمهور الناس ،كما لجأت إليها الشركات لزيادة
أموالها وتوسيع أعمالها.
94
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
وأصبحت هذه األسهم والسندات سلعة كبقية السلع ،يتداولها الناس فيما بينهم ،وكان ذلك يتم بادئ
األمر في األماكن العامة ،بل وعلى قارعة الطريق ،فلما كثر عدد المتعاملين بهذه األوراق أنشئوا أماكن
خاصة إلجتماعاتهم ،أطلق عليها بورصة األوراق المالية.
وأصبح تداول األوراق المالية (األسهم والسندات) إما يجري في قاعات معدة لذلك يطلق عليها
اسم البورصة أو السوق المنظمة ،واما يجري من خالل مكاتب سماسرة األوراق المالية والوسطاء الماليين
1
ويطلق عليها سوق التداول خارج البورصة أو السوق غير المنظمة.
وسوق رأس المال ينهض على ثالثة عناصر أساسية تمثل جميعها الهيكل واإلطار العام للسوق
وتتمثل هذه العناصر في السلعة محل التداول في السوق (أسهم وسندات وغيرها) ،األشخاص الطبيعية أو
المعنوية القائمة بتسيير نشاط العمل في السوق ،والمكان محل التداول.
وعلى ضوء هذا التقسيم يمكن تعريف سوق رأس المال بأنه ":النطاق المكاني والزماني والشخصي
المحدد ،الذي يتم من خالله إجراء عمليات تهدف بصفة أساسية إلى بيع وشراء وتداول األوراق المالية
2
محل التعامل ،التي تطرحها الشركات والمؤسسات وغيرها بهدف تحقيق التنمية اإلقتصادية".
كما تعرف سوق رأس المال على أنها " :اإلطار أو التنظيم الذي يشمل العارضين أو المقرضين
لرأس المال طويل األجل ،والطالبين أو المقترضين الذين في حاجة إلى تلك األموال لفترة طويلة،
3
باإلضافة إلى عدد من الوسطاء الماليين المتخصصين".
بناء على هذا التعريف يتبين لنا أن سوق رأس المال يتكون من مجموعتين هما مجموعة
المدخرين العارضين لرؤوس األموال (المقرضون) ،ومجموعة المستثمرين الطالبين لألموال وهم
(المقترضون).
-2مميزات أسواق رأس المال:
أسواق رأس المال تختلف عن األسواق األخرى ولها عدة مميزات تميزها عنها ،وهي على
النحو التالي:4
مبارك بن سليمان بن محمد آل سليمان ،أحكام التعامل في األسواق المالية المعاصرة ،الطبعة األولى ،دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع ،المملكة 1
خالد عبد العزيز بغدادي ،تداول السهم والقيود الواردة عليها –دراسة مقارنة ،-مكتبة القانون واإلقتصاد ،الطبعة األولى ،الرياض ،المملكة 4
1-2السلع :السلع الموجودة في أسواق رأس المال سلع غير ملموسة خالف السلع في األسواق األخرى
فهي سلع معينة بالنوع وبالذات وبالكم ،مثل أسواق المنتجات الزراعية والحيوانية وأسواق الذهب
والمجوهرات.
2-2مكان ووقت السوق :تداول األوراق المالية ينحصر في مكان محدد ،حيث أنه يبطل التعامل خارج
أسواق رأس المال وكذلك خالل فترة زمنية محددة ،على عكس التعامالت التجارية األخرى التي ربما تتم
في أماكن غير محددة وفي أوقات مختلفة.
3-2عالنية التداول :التداول في سوق رأس المال يتم عن طريق المزايدة العلنية حيث يكفل مبدأ
الشفافية والمنافسة الشريفة بين المتداولين ،فيلزم المشرع الشركات المصدرة لألوراق المالية أن تفصح عن
المعلومات محددة توضح مركز الشركة المالي عند القيام بعملية اإلصدار.
4-2التسييل :من الصفات المميزة لسوق رأس المال أنه يتم فيها تداول صكوك متوسطة وطويلة األجل،
وسوق األوراق المالية لها وظيفة السيولة والتي تمكن المستثمر من الحصول على األموال في أي وقت
بيع األسهم التي يملكها.
5-2الوسطاء في عمليات التداول :غالبية القوانين الخاصة بأسواق األوراق المالية تلزم التداول في
سوق األوراق المالية عن طريق وسطاء األوراق المالية ،أما األسواق األخرى فال تلزم وسطاء رأس المال
للقيام بالتعامالت التجارية وتقع مسؤولية تنفيذ الصفقة على عاتق أطراف التعاقد دون وجود اتفاق على
خالف ذلك.
-3األغراض التي تخدمها أسواق رأس المال:
هناك العديد من األغراض التي تخدمها أسواق رأس المال وهي:1
-تقديم مكان تجتمع فيه المعلومات حول النشاط اإلقتصادي مما يمكن من تحصين كفاءة ونوعية
الق اررات اإلقتصادية باإلستفادة من تلك المعلومات؛
-تحقيق السيولة لإلستثمارات ،فأسواق رأس المال يدخل فيها الوسطاء مما يؤدي إلى توجيه المدخرات
نحو األغراض اإلستثمارية دون التزام المستثمرين باإلستمرار في ذلك اإلستثمار لألجل الطويل ألنهم
يستطيعون تسييل تلك اإلستثمارات في األسواق المالية؛
-توليد فرص استثمارية جديدة وذلك ألنها تمثل مكان التقاء قوى العرض والطلب على تلك الفرص؛
96
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
-تسهيل وتدعيم عملية التكوين لرأس المال ،بتشجيع اإلستثمار في القطاعات المنتجة في اإلقتصاد عن
طريق تفتيت المخاطر المتضمنة في تلك المشاريع وتشتيتها بواسطة إصدار األسهم واألوراق األخرى
كطريقة للتمويل؛
-تقلل من تكاليف الحصول على رأس المال بالنسبة للشركات؛
-4مكونات سوق رأس المال:
تنقسم أسواق رأس المال إلى أسواق حاضرة أو فورية وأسواق العقود المستقبلية:
1-4األسواق الحاضرة :وهي السوق التي يتم التعامل فيها في أوراق مالية طويلة األجل ،وهنا تنتقل
1
ملكية الورقة للمشتري فو ار عند إتمام الصفقة وذلك بعد أن يدفع قيمة الورقة أو جزء منها.
وتنقسم األسواق الحاضرة من شقين أساسيين هما :السوق األولي أي سوق اإلصدار والسوق
الثانوي أي سوق التداول ،والسوق الثانوي بدوره يتضمن شكلين هما :السوق المنظمة والسوق غير
المنظمة كل من السوق األولي والسوق الثانوي مرتبطان معا ارتباطا وثيقا فليس من المعقول أن يكون
هناك سوقا للتداول دون أن يكون هناك أصال إصدارات واسعة من خالل السوق األولي ،وبالمثل ال يمكن
أن يكون هناك سوقا أوليا (إصدار) ما لم يكن هناك سوقا ثانويا متقدما بل أن السوق الثانوي يعد بمثابة
2
العمود الفقري للسوق األولي ،وفيما يلي تقسيمات السوق الحاضرة:
1-1-4السوق األولية أو سوق اإلصدارات الجديدة :وهي تلك السوق التي تنشأ فيها عالقة مباشرة بين
مصدر الورقة المالية (السهم أو السند) أو المكتتب األول فيها ،بمعني هي السوق التي تنشأ بين المقترض
والمقرض نتيجة مبادلة المال السائل (النقد) بمال ورقي (السهم أو السند)
وفي هذه الحالة فإن السوق األولية هي تلك السوق التي تتحول فيها المدخرات الخاصة إلى استثمارات
جديدة لم تكون قائمة من قبل.
وتترجم هذه العالقة بخلق حقوق أو التزامات مالية جديدة بين المقرضين والمقترضين ،والسوق
األولية في العادة تخلقها شركات األعمال والمشاريع واألجهزة الحكومية لإلستثمار العام بهدف الحصول
على رؤوس أموال جديدة لتمويل اإلستثمارات الجديدة وتكوين أصول مادية ورأس مال تشغيل ،وبصورة
مزيود إبراهيم ،سوق رؤوس األموال ودورها في تمويل المشاريع التنموية في الدول العربية –داسة حالة الجزائر -رسالة ماجيستر ،كلية العلوم 1
،8115ص-ص.28-70 :
97
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
رئيسية من خالل وساطة البنوك المتخصصة التي توفر التغطية والمشورة والخدمات األخرى لمصدري
هذه األوراق مثل البنوك اإلستثمارية.
2-1-4السوق الثانوي (سوق التداول) :ويمثل سوق تداول األوراق المالية بعد اإلكتتاب في السوق
األولي ،وهي تقوم بوظيفة الدورة الدموية المتجددة والالزمة لضمان استمرار الحياة في أي سوق مالية.
وبالتالي فهي األسواق التي بواسطتها يتم التداول (بيعا وشراء) على األوراق المالية التي سبق وأن
تم إصدارها في السوق األولية بفارق أن الحصيلة النقدية ال تذهب هنا للشركة المصدرة لألوراق المالية،
وانما تتحرك باستمرار بين مستثمر مالي وآخر وباتجاهين ودون أن تتأثر الشركة المصدرة لألوراق المالية،
أما في السوق األولي فهي تتحرك من مستثمر مالي (المدخر) إلى المستثمر المادي (الشركة المصدرة)،
وباتجاه واحد فقط أي أن الحصيلة النقدية في السوق الثانوي تذهب من والى حملة األوراق وليس
للمؤسسات أو الشركات المصدرة لألوراق المالية ،كما هو عليه الحال في السوق األولية األمر الذي
يضمن توفير السيولة بشكل دائم.
وهذه األسواق (السوق الثانوي) تنقسم بدورها إلى نوعين من األسواق:
-األسواق المنتظمة :يتميز بكونه موقعا جغرافيا محددا لتداول األوراق المختلفة بيعا وشراء بموجب قواعد
واجراءات ووسطاء وتكاليف وتوقيتات محددة بالقانون ،محاط بشفافية لإلفصاح عن المعلومات وتسجيلها
وعرضها بشكل مستمر؛ وتحتضن معظم دول العالم سوقا لألوراق المالية المنتظمة أو أكثر مثل سوق
نيويورك لألوراق المالية Nyseحيث يتم فيها التداول لثلث حجم األسهم المتداولة بكافة
األسواق المنتظمة.
وتعد قواعد التسجيل واجراءاتها في السوق المنتظمة أساسية لقبول الورقة المالية ،يمكن التعامل
مع سوق األوراق المالية المنتظمة كونها منشأة أعمال تعمل وسيطا ماليا ،وتتكون هذه المنشآت من
مجموعة شركات سمسرة تدعى باألعضاء.
-األسواق غير المنظمة :يطلق على المعامالت التي تجري خارج البورصات المنظمة باألسواق غير
المنظمة أو األسواق المؤذية ،وال يوجد مكان مادي لهذه األسواق ،ولكنها شبكة اتصاالت تجمع ما بين
السماسرة والتجار والمستثمرين المنتشرين داخل الدولة.
98
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
تتعامل األسواق غير المنتظمة في كافة األوراق المالية التي ال يتم التعامل عليها في البورصات
المنظمة ويتم التعامل على عدد محدد من األوراق المالية المسجلة بالبورصات المنظمة ،وفي الواقع يعتبر
السوق غير المنظم مجموعة من األسواق كل منها يحاول أن يتخصص في أوراق مالية معينة.
إن التعامل في األسواق غير المنظمة يكون بين التجار والموزعين (الجملة والتجزئة) وتدعى
معامالت األسواق غير المنظمة بالمعامالت فوق الطاولة لتميزها عن المعامالت في الطاولة المنظمة.
ويتفرع عن السوق غير المنظمة ما يسمى في لغة اإلقتصاد السوق الثالث والسوق الرابع:
السوق الثالث :وهو قطاع من السوق غير المنظم بمعنى صفقات بيع وشراء األوراق المالية تتم
خارج البورصة (أي السوق المنظمة) ويتم التعامل من خالل أعضاء من بيوت السمسرة خارج
أعضاء السوق المنظم ،وهذه األسواق على استعداد لشراء أو بيع األوراق المالية بأي كمية،
وكذلك نجد أنه من حق أعضاء بيوت السمسرة هذه التعامل في األوراق المالية المسجلة في
السوق المنظم ،بينما أعضاء السوق المنظمة ليس لهم حق بتنفيذ أو عقد صفقات خارج السوق
على هذه األوراق المالية المسجلة فيها.
واضح أن أعضاء بيوت السمسرة هذه قد تشكل عنص ار منافسا ألعضاء داخل السوق المنظم،
خاصة أن العمالء هم في السوق غير المنظم ثم المؤسسات اإلستثمارية الكبيرة.
السوق الرابع :وهو يشبه السوق الثالث في أن الصفقات تتم خارج السوق المنظمة غير أن
التعامل يتم عن طريق اإلتصال المباشر بين المؤسسات اإلستثمارية الكبيرة أو بين األفراد
األغنياء دون الحاجة ألعضاء بيوت السمسرة .ومما يسهل هذا اإلتصال وجود شبكة قوية في
اإلتصاالت سواء عن طريق التليفون أو الحاسب اآللي ،وبالتالي يمكن القول أن أهم أسباب وجود
هذا السوق هو الحد من العموالت التي تدفع للسماسرة.
2-4األسواق المستقبلية :وهي أسواق يتم اإلتفاق فيها على السعر واألصل المباع أو المشتري حاال
على أن يتم اإلستالم والتسليم الحقا ،وتتمثل األسواق المستقبلية في عقود الخيار والعقود المستقبلية،
1
والغرض من وجود هذه األسواق هو تخفيض أو تجنب مخاطر تغير السعر.
99
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
أزهري الطيب الفكي أحمد ،أسواق المال ،الطبعة األولى ،دار الجنان للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،8107 ،ص-ص11 : 1
منير إبراهيم هندي ،األوراق المالية وأسواق المال ،مركز الدلتا للطباعة ،اإلسكندرية ،مصر ،8111 ،ص-ص011-013 : 2
100
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
4-1المتخصصون :يقصد بهم أعضاء السوق الذي يتخصص كل منهم في التعامل في ورقة مالية
معينة أو مجموعة محدودة من األوراق بمعنى أنه ال يمكن أن يتعامل في ورقة ما أكثر من متخصص
واحد .فهو الذي يطلع وحده على دفتر األوامر المحددة لألوراق التي يتعامل فيها .وهو ما يعد بالطبع
نوعا من اإلحتكار .ويدفع المتخصص رسم العضوية من أمواله الخاصة.
ويعمل المتخصصون بطريقة تحقق األداء المنتظم والمستمر للبورصة ،ففي حالة زيادة المعروض
عن المطلوب من ورقة مالية معينة يعتمد المتخصص إلى تخفيض المدى أي هامش الربح لجذب
مشترين جدد كما يبدي في ذات الوقت استعداده لشراء ما يعرض منها ليضيفه إلى المخزون وذلك في
محاولة أخرى لتحقيق التوازن ،ومن ناحية أخرى عندما يزيد المطلوب عن المعروض يلجأ المتخصص
إلى رفع األسعار بزيادة حجم المدى أو الهامش.
5-1تجار الطلبيات الصغيرة :يقصد بهم أولئك التجار الذين يقومون بشراء األوراق المالية في طلبيات
بكميات كبيرة ( 011سهم أو مضاعفاتها) ثم البيع لمن يريد الشراء بكميات صغيرة (أقل من 011سهم)
ويتقاضى هؤالء التجار عمولة (الفرق بين سعر البيع وسعر الشراء) أكبر نسبيا بالقياس بغيرهم من التجار
الذين يبيعون بكميات أكبر في الطلبية الواحدة.
-2المشاركين في البورصة:
هناك ثالث شركاء ال غنى ألسواق المال عنهم ،يعملون بجانب الهيئات الرقابية وجهات التحكيم
المعترف بها ،وهؤالء الشركاء يشملون ثالثة أصناف هي:1
1-2طالبوا األوراق المالية :طالب األوراق المالية إما أن يطلبها من السوق األول سوق اإلصدارات وفي
هذه الحالة يطلق عليه لفظ المدخر األول أو عارض المال أو المستثمر المالي ،أو أن يطلبها من السوق
الثانوية أي البورصة وفي هذه الحالة يطلق عليه لفظ المستثمر في األوراق المالية ،وعموما يمكن تقسيم
طالب األوراق المالية إلى األقسام الخمسة التالية:
1-1-2األفراد :وهم في العادة يطلبون األوراق المالية عبر الوسطاء الماليين أو المصارف التجارية أو
مباشرة في بعض الحاالت الخاصة في بعض البورصات.
أزهري الطيب الفكي أحمد ،مرجع سبق ذكره ،ص-ص13-11 : 1
101
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
2-1-2المؤسسات المالية المصرفية :ويقصد بها المؤسسات المالية التي تمارس عمال مصرفيا
كالبنوك التجارية ويمكن أن تشارك بصفتها بنوك أعمال للمؤسسة المتعاملة في البورصة ولكن حصتها في
البورصة قد تكون متواضعة خصوصا إذا قيدتها سلطات النقد المركزية.
3-1-2المؤسسات المالية غير المصرفية :وهي المؤسسات المالية التي ال تمارس أعماال مصرفية
(كالحصول على ودائع أو تمويل آخرين) وتشمل هذه الفئة شركات التأمين وصناديق التكافل وصناديق
اإلستثمار وصناديق دعم الودائع والصناديق المعاشية وصناديق الضمان اإلجتماعي وما شابهها.
4-1-2الشركات والمؤسسات التجارية :تشمل كل المؤسسات التجارية ذات الطابع اإلقتصادي التي
تهدف إلى استثمار أموالها.
5-1-2الجمعيات واإلتحادات والمنظمات الطوعية :في كثير من األحيان ترغب اإلتحادات والجمعيات
والمنظمات الطوعية وبعض المؤسسات الدينية كالمساجد في استثمار أموالها في شراء الصكوك والسندات
ومختلف األوراق المالية لإلستفادة من عائدات األوراق المالية في الصرف على أنشطتها المختلفة.
2-2العارضون لألوراق المالية:
يسمى العارضون لألوراق المالية في السوق األولية بالمصدرين وفي السوق الثانوية بالبائعين
ويمكن أن نميز بين ثالثة أنواع من العارضين لألوراق المالية:
1-2-2المؤسسات السيادية :كالبنوك المركزية وسلطات النقد المركزية وو از ارت المالية والخزانة التي
تصدر الصكوك والسندات الحكومية ،وهي التي يطلق عليها الصكوك أو السندات السيادية ،وهي تعتبر
أقل مخاطر من التي تصدر بواسطة الجهات غير الحكومية.
2-2-2مؤسسات الجهاز المصرفي :والتي تتدخل عادة في السوق المصرفي لتصريف األوراق المالية
أي كبنوك إصدار وتتدخل في السوق الثانوية لتسيير المحافظ المالية لصالحها ولصالح عمالئها ،وتعتبر
بنوك اإلستثمار هي المتخصصة في هذا الشأن ،كما أن البنك المركزي قد يتعامل في أسواق األوراق
المالية بغرض تحقيق أهداف السياسة التمويلية أو حتى ألغراض تجارية بحتة.
3-2-2المؤسسات والشركات المرخص لها :وتتمثل عادة في شركات المساهمة العامة والشركات
الصناعية والتجارية الكبيرة والشركات القابضة التي تقوم بإصدار صكوك وأسهم وسندات لتمويل
احتياجاتها وتقوم بعرضها في السوق األولي لإلكتتاب فيها تمهيدا إلدراجها في السوق المالي.
3-2الوسطاء الماليين :توجد في األسواق المالية مجموعة من الوسطاء الماليين ذوي الخبرة والكفاءة
المهنية والمعرفة واإللمام بضوابط التداول ومخاطر العمليات المختلفة ولهذا يلجأ المتعاملون مع السوق
102
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
لهؤالء الوسطاء للعمل من خاللهم ،حيث يقوم الوسيط بعقد عمليات بيع وشراء األوراق المالية من خالل
البورصة في المواعيد المحددة مقابل عمولة معروفة ،ويعتبر مسئوال وضامنا لصحة كل عملية.
رابعا :نظام عمل البورصة
يشترط في السوق المنظمة (البورصة) أن يتم التداول لألوراق المالية المسجلة فيها ،وذلك داخل
قاعة التعامل ،عن طريق الوسطاء المرخص لهم بالعمل فيها (السماسرة) ،طبقا لطريقة التداول المتفق
عليها مع اإللتزام بوحدات التعامل ،ووحدات لتغيير األسعار كلما كان ذاك ضروريا ،وتحدد الهيئة المشرفة
على السوق هذه الوحدات ،كما تتولى اإلعالن عن الصفقات والكميات التي يتم تداولها لكل ورقة من
األوراق المسجلة فيها ،وغيرها من المعلومات التي ترى ضرورة اإلعالن عنها لصالح المتعاملين.
يجب التطرق لقاعة التداول لتوضيح نظام عمل البورصة وما تشمله من أنظمة وطرق التداول،
وأوامر البورصة باعتبارها اآللية التي يتم من خاللها تنفيذ التعامالت داخل البورصة ،باإلضافة إلى سعر
البورصة.
-1قاعة التداول (قاعة السماسرة):
وهي المكان المخصص لتداول السماسرة:1
1-1أنظمة التداول :هناك أكثر من بديل في هذا المجال:
1-1-1نظام القاعة الواحدة :ويتميز بتوفير الفرصة الكافية لسالمة عملية التداول ،فأسعار األسهم
الناتجة عن عمليات التداول في ظل هذا النظام تمثل أسعار التوازن ،حيث يكون كامل العرض وكامل
الطلب في لحظة ما ممثال في أي عملية تداول للبورصة ،وما يعيب عن هذا النظام أن المعلومات يمكن
ضبطها فقط بعد إنتهاء وتنفيذ الصفقات.
2-1-1النظام اإللكتروني للتداول :يعتمد على ضبط التعامل غير المسموح به من خالل البرامج
الجاهزة ،والتدفق المستمر للمعلومات عن كافة عمليات التداول بالبورصة ،ويسهل هذا النظام عمليات
المتابعة الفورية لعمليات التداول في كافة األوراق المالية بكافة وقائعها ،من حيث حجم التعامل ،وتطور
األسعار وغيرها من المعلومات ،ونظ ار إلرتباط كافة الوسطاء بهذا النظام فإنه يساعد على ضبط
الممارسات السيئة أو غير المسموح بها ،وايقاف التعامل في حالة وجود شك في ورقة معينة ،إلى أن يتم
التأكد من سالمة الصفقة ،وبالتالي يسهل إتباع هذا النظام من مهمة تطبيق قوانين ولوائح السوق.
حريزي رابح ،سوق األوراق المالية (البورصة) واألدوات المالية محل التداول فيها ،رسالة ماجستير ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة 1
103
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
2-1طرق التداول بالبورصة :يتم التوصل إلى سعر تنفيذ صفقة األوراق المالية بين البائع والمشتري
عن طريق الوسطاء من خالل إحدى الطريقتين التاليتين:
1-2-1طريقة المفاوضة :في ظل هذه الطريقة يتم اإلعالن عن أسعار العرض (البيع) وأسعار الطلب
(الشراء) لكل وسيط ،ثم التفاوض بين البائع والمشتري للوصول إلى اتفاق على سعر التنفيذ ،وتمكن هذه
الطريقة من إعطاء الفرصة لتحديد السعر المعدل للورقة المالية.
2-2-1طريقة المزايدة :وفي ظل هذه الطريقة يتم التزايد على السعر حتى يتم اإلتفاق على أحسن
عرض للمشتري ،هذا ،ويتم اإلعالن عن األسعار علنا ،وينتهي التداول بعقد صفقة األوراق المالية ،والتي
يتحتم تسويتها بالتسليم الفعلي ،وتظهر هذه العمليات ضمن حجم التداول.
3-1آلية اإلستثمار في البورصة :على كل من يرغب باستثمار أمواله في البورصة أن يقوم بإحدى
العمليتين التاليتين:
-إما أن يفتح مباشرة حسابا في إحدى الشركات المسجلة في البورصة ،وهذا يتطلب فقط تقديم ما
يثبت حالته المدنية (الهوية الشخصية) ،وتوقيعه وتقديم أو دفع المبالغ الضرورية.
-أو يمر إلى البورصة عن طريق المصرف الذي يتعامل معه ،وذلك بفتح حساب ملحق بحسابه
العادي ،وبطبيعة الحال سيستخدم هذا المصرف بشكل إلزامي خدمات إحدى الشركات المسجلة
في البورصة.
-2أوامر البورصة:
قبل قيام السمسار بتنفيذ عمليات البيع أو الشراء ينبغي أن يتسلم تعليمات أو أوامر محددة من العميل،
ويمكن تقسيم هذه األوامر إلى:1
1-2األوامر المحددة لسعر التنفيذ :ويقصد بها تلك األوامر التي يكون فيها السعر الذي يحدده العميل
هو الفيصل في تنفيذ الصفقة من عدمه ،ويوجد فيها بديلين من األوامر:
1-1-2أوامر السوق :من أكثر األوامر شيوعا ،وبمقتضاه يطلب العميل من السمسار تنفيذ العملية
المطلوبة على وجه السرعة ،وبأفضل سعر يمكن أن يجري عليه التعامل ،ونظ ار ألن األمر ال يتضمن
سع ار معينا فإن الصفقة عادة ما تنفذ في دقائق معدومة.
104
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
2-1-2األوامر المحددة :وفيها يضع العميل سع ار معينا لتنفيذ الصفقة ،ومن ثم ليس أمام السمسار إال
اإلنتظار إلغتنام الفرصة ،وذلك عندما يصل سعر السهم في السوق إلى السعر المحدد أو أقل منه في
حالة أمر الشراء ،أو أعلى منه في حالة أمر البيع.
2-2األوامر المحددة لوقت التنفيذ :يقصد بها تلك األوامر التي يكون الزمن هو الفيصل في تنفيذها أو
عدم تنفيذها ،وقد تكون مدة األمر يوم أو أسبوع أو شهر ،أو قد يكون األمر مفتوحا أي ال يوجد تاريخ
محدد لتنفيذه.
3-2األوامر التي تجمع بين سعر ووقت التنفيذ :من األمثلة على هذا النوع ما يلي:
1-3-2األمر المحدد للسعر خالل فترة معينة :ويقصد بها األوامر التي تحدد سع ار معينا للتنفيذ ،غير
أنها تشترط إتمام الصفقة خالل فترة زمنية معينة قد تكون يوما أو شه ار أو أكثر .وهي بذلك تجمع بين
مزايا األوامر المحددة للسعر ومزايا األوامر المحددة للزمن.
2-3-2األمر المفتوح في حدود سعر معين :يقصد به األمر الذي ال يحدد له فترة معينة للتنفيذ غير
أنه يشترط إتمام الصفقة حينما يصل سعر السوق إلى السعر الذي يحدده المستثمر أو سعر أفضل منه.
4-2األوامر الخاصة :وفيها:
1-4-2أوامر اإليقاف :ويقصد بها األوامر التي ال تنفذ إال إذا بلغ سعر السهم مستوى معين أو تعداه،
وهناك نوعين من أوامر اإليقاف :أوامر تتعلق بالبيع ،وأوامر تتعلق بالشراء.
وفي أوامر اإليقاف التي تتعلق بالبيع يصبح لزاما على السمسار أن ينفذ أمر البيع إذا وصل سعر السهم
إلى المستوى المحدد أو انخفض عنه ،أما أمر اإليقاف الذي يتعلق بالشراء فإنه يقضي بأن يقوم السمسار
بشراء السهم إذا بلغ سعره مستوى معين أو تعداه.
2-4-2أوامر اإليقاف المحددة :تعالج أوامر اإليقاف المحددة عدم التأكد بشأن السعر الذي تنفذ به
الصفقة في حالة استخدام أوامر اإليقاف المحددة يضع المستثمر حدا أدنى لسعر البيع ،وحدا أقصى
لسعر الشراء ،وال يتم التعامل إال بذلك السعر أو سعر أفضل منه .هذا واذا لم يتمكن السمسار تنفيذ األمر
في الصالة فيمكنه اإللتجاء إلى المتخصص الذي يتعامل مع هذا النوع من األسهم ،وذلك طالما أن
السعر لم يهبط (حالة البيع) أو يرتفع (حالة الشراء) عن السعر الذي حدده العميل في األمر.
3-4-2أمر التنفيذ حسب مقتضى األحوال :يقصد به أن يترك للسمسار الحق في إبرام الصفقة حسب
ما يراه ،وقد تكون حرية السمسار في هذا النوع من األوامر المطلقة ،فهو الذي يختار الورقة محل التعامل
105
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
والسعر ،وما إذا كانت الصفقة شراء أم بيعا وتوقيت تنفيذها ،أما األوامر المقيدة فتقتصر فيها حرية
السمسار على توقيت التنفيذ والسعر الذي تبرم على أساسه الصفقة.
-3سعر البورصة :إلجراء العمليات في البورصة وفقا ألسعار معينة ال بد من توفر بائعين ومشترين
للصكوك المالية ،وخوفا من فروقات حادة في األسعار ،تضمنت أنظمة البورصات المختلفة أحكاما
خاصة بالفروقات القصوى المسموح بها لألسعار المثالية بعد السعر األول المعروض بشكل ال تتجاوز فيه
نسبة معينة نصت عليها أنظمة تلك البورصات وهي ثالثة أنواع:1
1-3نقطة التوازن :هي تلك النقطة التي تتالقى فيها الطلبات بالعروض ويتحدد بالسعر نتيجة لذلك،
مع الوضع في االعتبار م ارعاة الحد األقصى المسوح به بفروق األسعار.
2-3التسعير الثابت :حسب هذه الطريقة فإنه ال يتم تنفيذ أوامر المتعاملين المسلمة إلى الوسطاء بشكل
مباشر إنما تبقى مخزنة إلى غاية إتمام مبادلة متعددة األطراف وال يحدد المشتري أي سعر أقصى ،وال
يحدد البائع أي سعر أدنى لمعاملته ،ويقع تنفيذ األمر باألولوية بأحسن ما تسمح به إمكانيات السوق،
حيث يحدد سعر القيم بمقتضى هذه الطريقة خالل اجتماع التسعيرة ،وعن آخر جلسة من عقده بمواجهة
أوامر الشراء وأوامر البيع المقدمة من طرف الوسطاء في عمليات البورصة ويكون هذا السعر موحد
المجموع الصفقات المبرمجة لكل قيمة متداولة.
3-3التسعيرة المستمرة :تعتبر التسعيرة المستمرة تقنية تسمح بتنفيذ األوامر ومتابعة تطورات السوق
بشكل سريع جدا ،ومن ثم يمكن تجنب فترة االنتظار لتسعيرة األوامر الجديدة ،وهذه الطريقة تتم معالجتها
عن طريق اإلعالم اآللي الذي يتيح تنفيذ أكبر عدد من األوامر وفي أي وقت.
خامسا :أشكال وخصائص األوراق المالية المتداولة في سوق رأس المال
-1األسهم:
1-1تعريف األسهم :السهم في اللغة يعني النصيب فيقال أسهم له أي أعطاه نصيبا ،وأسهمت له أي
أعطيته سهما أو نصيبا.
بن عيبش وداد ،تداول األسهم والتصرف فيها في شركات األموال ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي 1
106
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
ويعني أيضا المشاركة في الشيء فيقال ساهم في الشيء أي شارك فيه ،وأسهم في الشيء إذا
1
اشترك فيه وساهم في الشركة إذا شارك فيها.
أما اصطالحا فيمكن تعريف السهم على أنه ":عبارة عن صكوك متساوية القيمة ،وقابلة للتداول
بالطرق التجارية ،والتي يتمثل فيها حق المساهم في الشركة التي أسهم في رأس مالها ،وتخول لها بصفته
2
هذه ممارسة حقوقه في الشركة ال سيما حقه في الحصول على األرباح".
وفي الواقع فإن السهم يعد بمثابة حق دائم في الموقف الصافي للشركة ،إال أن عدم قابليته
لإلسترداد ال تمكن المساهم من استرداده إال عن طريق بيعه.
أما العوائد فتتوقف على نتائج األعمال ،وبالتالي فإنها غير معلومة مقدما ،وكما هو الحال في
كل أصل مالي فإن القيمة الحالية للسهم هي عبارة عن مجموع التدفقات النقدية المستقبلية (عوائد كل سنة
3
مالية) مقومة بقيمتها الحالية على أساس معدل العائد السائد في السوق.
2-1أنواع األسهم :تتعدد أنواع األسهم وتتباين بتباين أسس تقسيمها ،أي من حيث الزاوية التي ينظر
إلى األسهم من خاللها ،وفيما يلي تقسيمات األسهم:
1-2-1من حيث الشكل :تنقسم إلى أسهم إسمية ولحاملها:4
-األسهم اإلسمية :السهم هو الذي حمل اسم صاحبه ويتم تداول هذا النوع من األسهم بطريق القيد في
السجل المخصص لذلك "سجل المساهمين".
-األسهم لحاملها :السهم لحامله هو السك الذي ال يذكر به إسم المساهم ويعتبر حامل السهم مالكا له.
2-2-1من حيث طبيعة الحصة التي يقدمها المساهم :وتنقسم إلى أسهم نقدية وعينية:5
-األسهم النقدية :عرفها بعض القانونيين بأنها األسهم التي تمثل حصصا نقدية في رأس مال شركة
المساهمة ،كما عرفها بعضهم بأن األسهم تكون نقدية إذا كانت الحصة المقدمة مقابال لها قد تمت نقدا.
-األسهم العينية :هي السهم التي تمثل حصصا عينية في رأس مال الشركة.
عبد هللا بن سليمان الجريش ،تداول األسهم في السوق المالية –دراسة تأصيلية مقارنة ،-الطبعة األولى ،مكتبة القانون واإلقتصاد ،الرياض، 1
107
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
3-2-1من حيث جواز إخراج الشريك باستهالك أسهمه أثناء حياة الشركة :تنقسم إلى أسهم رأس
المال وأسهم التمتع:1
-أسهم رأس مال :يقصد بها التي لم يتسلم أصحابها قيمتها أثناء حياة الشركة .واألصل أن األسهم ال
تستهلك طالما أن الشركة باقية على قيد الحياة ،وذلك بحسبان أن السهم يمثل حصة الشريك ،ومن ثم ال
يكون له الحق في أن يسترد حصته من الشركة ألن حقه يتمثل في أصول يتعذر تصفيتها لحساب أحد
الشركاء.
-أسهم التمتع :وتعرف بأنها الصكوك التي يتسلمها المساهم والتي بمقتضاها يحصل على القيمة
اإلسمية لسهمه على إثر عملية تسمى بإستهالك رأس المال .ويعرفها آخرون بأنها األسهم التي تعطي
للمساهم الذي استهلكت أسهمه في رأس المال أثناء حياة الشركة ،ويقصد باستهالك السهم قيام الشركة
بدفع قيمته اإلسمية أثناء حياتها ودون انتظار لتصفيتها أو انتهاء أجلها.
وتختلف أسهم التمتع عن أسهم رأس المال في أنها ال تعطي لصاحبها كل حقوق أسهم رأس
المال في األرباح ،إذ ينص نظام الشركة في العادة في إعطاء أسهم رأس المال نسبة معينة من األرباح،
ثم يوزع فائض الربح بالتساوي بين أسهم رأس المال وأسهم التمتع.
4-2-1من حيث الحقوق التي ترتبها والمزايا التي تخولها :تنقسم إلى أسهم عادية وممتازة:
-أسهم عادية :يمثل السهم العادي مستند ملكية له قيمة اسمية وقيمة دفترية وقيمة سوقية .وتمثل القيمة
اإلسمية في القيمة المدونة على قسيمة السهم ،وعادة ما يكون منصوص عليها في عقد التأسيس .أما
القيمة الدفترية فتتمثل في قيمة حقوق الملكية التي تتضمن اإلحتياطات واألرباح المحتجزة مقسومة على
عدد األسهم العادية المصدرة ،وأخي ار تتمثل القيمة السوقية في القيمة التي يباع بها السهم في سوق
2
المال ،وقد تكون هذه القيمة أكثر أو أقل من القيمة اإلسمية أو القيمة الدفترية.
األسهم العادية هي أكبر أنواع األسهم شيوعا ولمالكيها الحق في اقتسام األرباح المحققة بعد دفع
3
التوزيعات الخاصة باألسهم الممتازة وقبل صرف أرباح األسهم المؤجلة.
يتمتع حامل السهم العادي ببعض الحقوق من بينها:
-يحصل حامل السهم العادي على عوائد غير محددة ،قد تكون سنوية أو نصف سنوية أو ربع سنوية،
طبقا لق اررات إدارة الشركة؛
-يكتسب السهم العادي صفة التداول مما يعطي مرونة كبيرة في تسييله؛
-يحصل السهم العادي على حصة من موجودات الشركة عند التصفية ألنه يمثل مشاركة في رأسمال
الشركة؛
-السهم العادي ليس له تاريخ استحقاق ،وال يتعرض للتقادم فضال على كونه غير قابل للتجزئة؛
-لحامل السهم العادي حق المشاركة في الجمعيات العامة وحق التصويت في اختيار أعضاء مجلس
اإلدارة ،فضال على مشاركة حامله في العديد من الموضوعات المهمة التي تخص الشركة المصدرة له؛
-يتمتع حمله األسهم العادية بحق األفضلية في شراء األسهم ،إذ يعطي هذا الحق مساهمي الشركة
1
القدامى األولوية في شراء األسهم الجديدة التي تصدرها الشركة؛
-الحق في نقل ملكية السهم بالبيع أو بالتنازل أو بأي طريق آخر؛
-مسئوليته محدودة في حصته في رأس المال؛
2
-قد يحصل المستثمر على نصيبه من التوزيعات في صورة نقدية أو في صورة أسهم؛
-األسهم الممتازة :كما يتضح من تسميتها هي التي تخول ألصحابها أولوية أو أفضلية يختص
بمقتضاها حملة هذه األسهم دون غيرهم ببعض المزايا.
واألسهم الممتازة هي خليط وهجين من األسهم العادية والقرض فهي أشبه بالدين من حيث أنها
تمثل التزما ثابتا بقيمة الفائدة المحدد سعرها سلفا بنسبة من قيمتها اإلسمية ،إال أنها تختلف عن القرض
من أن فوائد القرض ال ترتبط بنتيجة النشاط ربحا أو خسارة ،بينما الفائدة المقررة لألسهم الممتازة ترتبط
بنتيجة النشاط وكذلك تختلف عن القرض من حيث أن هناك تاريخا محددا لسداد قيمة القرض بينما ال
يوجد تاريخ إلستحقاق القيمة اإلسمية للسهم الممتاز.
كذلك تقف األسهم الممتازة وسطا بين األسهم العادية والسندات من حيث استرداد القيمة اإلسمية
لألسهم إذا تكون األولوية لحاملي السندات وبذلك يتأخر أصحاب األسهم الممتازة عن أصحاب السندات
3
أو القرض ويتقدمون في ذات الوقت عن أصحاب األسهم العادية.
109
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
وعلى الرغم من أن السهم الممتاز يعد شكال من أشكال الملكية من الناحية القانونية والضريبية إال
أنه يختلف عن السهم العادي في عدة جوانب أهمها:1
-يعطى للسهم الممتاز األولوية في السداد عند التصفية؛
-يحصل صاحب السهم الممتاز على حصته من األرباح إذا تحققت قبل السهم العادي؛
-تعد األسهم الممتازة أقل خطورة من األسهم العادية بالنسبة إلى المستثمر؛
-تتغير أسعار األسهم العادية بصورة مستمرة تقريبا ،إذا ما قورنت بالثبات شبه النسبي ألسعار
األسهم الممتازة؛
-تعد األسهم الممتازة أقل شيوعا من األسهم العادية؛
-ال تشارك األسهم الممتازة باإلدارة على العكس من األسهم العادية؛
-تأخذ األسهم الممتازة نصيبها من األرباح إذا تحققت كنسبة ثابتة بينما تتغير أرباح األسهم العادية
حسب أرباح الشركة؛
وتصدر األسهم الممتازة بفئات مختلفة وفقا للمزايا التي تحققها كل فئة منها سواء للمستثمر أو
للشركة المصدرة خصوصا من حيث توزيعات األرباح أو القابلية للتحويل أو القابلية على االستدعاء من
الشركة.
وعلى هذا األساس تقسم األسهم الممتازة إلى:2
األسهم الممتازة المجمعة لألرباح :في هذا النوع من األسهم الممتازة يحق لحامل السهم ترحيل
األرباح المجمعة غير الموزعة من سنة إلى أخرى ،في حالة عجز الشركة عن الدفع أو تحقيق
الشركة أرباحا ولم تعلن عن توزيعها لسبب ما.
األسهم الممتازة المشاركة في األرباح :يقصد بها تلك الفئة من األسهم الممتازة التي توفر
لحاملها ميزة إضافية لحق األولوية في توزيع األرباح ،وذلك بإعطائه الحق أيضا في مشاركة
المساهمين العاديين في األرباح الموزعة أما بالكامل أو جزئيا.
األسهم الممتازة القابلة للتحويل :يمكن لحامل هذا النوع من األسهم تحويله إلى سهم عادي،
وتعد قابلية تحويل السهم الممتاز إلى سهم عادي ميزة كبيرة تعطي حاملها أفضلية الحصول على
نصيبه من األرباح قبل السهم العادي ،وفي الوقت ذاته توفر لحاملها أيضا ،وخالل مدة زمنية
110
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
محددة الفرصة لتحويل هذه األسهم إلى أسهم عادية إذا ما ارتفع السعر السوقي للسهم العادي،
مما يتيح لحاملها فرصة تحقيق مكاسب رأسمالية.
األسهم الممتازة القابلة لالستدعاء :في هذا النوع من األسهم الممتازة تقوم الشركة بإلزام حامل
السهم برده للشركة بسعر محدد خالل مدة زمنية محددة من تاريخ اإلصدار ،األمر الذي يوفر
ميزة للشركة المصدرة وهي ميزة اإلطفاء لهذا النوع من األسهم ،إذا ما شعرت بأن لديها فائضا من
األموال يمكنها من تضييق قاعدة المساهمين الممتازين لصالح المساهمين العاديين.
-2السندات:
1-2تعريف السند :السند هو صك يمثل جزء من قرض تصدره شركة أو هيئة عامة أو حكومية عن
طريق اإلكتتاب ،وهو قابل للتداول ويتضمن عالقة ذاتية ومديونية تربط بين مصدر السندات باعتباره
مدينا وأ صحاب السندات باعتبارهم دائنين ،ويتعهد المقترض في السند بدفع فائدة محددة سنوية في حالة
السندا ت ذات الفائدة الثابتة ،وال ترتبط بما تحققه الجهة المصدرة من أرباح أو خسائر ،السند إذن هو
صك مديونية وليس صك مشاركة أو ملكية كالسهم ،وصاحبه دائن للجهة التي أصدرته .وللسند آجال
محددة تلتزم الجهة المصدرة لها بسداد قيمتها خالل هذه المدة ،وال يحق لحامل السند مطالبة الجهة التي
1
أصدرته بقيمته قبل التاريخ المحدد إلستهالك السند وانما يستطيع بيعه في السوق الثانوي للسندات.
2-2خصائص السند :إن للسند خصائص مميزة كما هو الحال بالنسبة لبقية األوراق المالية نذكر
أهمها:
-قرض السندات قرض جماعي ،فالشركة ال تتعاقد مع كل مقرض على حدة ولكن مع مجموعة
من المقترضين؛
-قرض السندات يكون غالبا لمدة طويلة تتراوح بين عشر سنوات وثالثين سنة؛
-السند كالسهم قابل للتداول فهو إما يكون اسميا فتنتقل ملكيته بطريق القيد في سجالت الشركة أو
2
لحامله فتنتقل ملكيته بطريق التسليم؛
-السندات هي فئة من األوراق المالية ذات الدخل الثابت ،إذ تدفع الفوائد لحملة السندات سنويا،
سواء حققت الشركة أرباحا أو خسائر؛
سمير عبد الحميد رضوان ،مرجع سبق ذكره ،ص850 : 2
111
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
-السندات هي وثائق تمثل إتفاقا بين الشركة المصدرة (أو الحكومة) وبين المستثمرين المدخرين من
جمهور ومؤسسات مالية تلتزم بمقتضاه الشركة أو الحكومة بإرجاع القرض ،أي القيمة اإلسمية
للسندات المصدرة في فترة محددة على قسيمة السند ،أي تاريخ إستحقاق ،فعلى الهيئة المصدرة
إدخار لحجز جزء من أرباحها سنويا يسمح لها في نهاية تلك الفترة من تسديد ما عليها من ديون
في شكل سندات مصدرة ،كأن تضع لدى البنك المشرف على اإلصدار مبلغا سنويا بحيث يمكنها
من تسديد قيمة السندات عند تاريخ إستحقاقها؛
-يجب أن تظهر وثيقة اإلصدار :إسم المصدر ،عدد السندات المصدرة ،الضمانات الممنوحة
للحملة مقابل اكتتابهم في السندات المعينة لطمأنتهم على مدخراتهم ،كما تظهر سعر اإلصدار
الذي يجب أن يدفعه المكتتب للحصول على السند ،والذي عادة ما يساوي هذا السعر القيمة
اإلسمية له؛
قد تباع السندات بأسعار تقل عن القيمة اإلسمية لها ،وذلك تشجيعا للمكتتبين ويعرف الفرق بين -
سعر البيع والقيمة اإلسمية بعالوة اإلصدار ،كما قد تسدد السندات بقيمة أعلى من القيمة اإلسمية
1
وعندئذ يعرف الفرق بعالوة اإلصدار؛
3-2أنواع السندات:
يمكن تقسيم السندات إلى أنواع مختلفة:2
1-3-2تقسيم السندات على أساس جهة اإلصدار :تقسم السندات على هذا األساس إلى سندات
حكومية ،وسندات خاصة ،حيث تصدر السندات الحكومية عن الدولة ومؤسساتها والسندات الحكومية هي
أوراق مديونية متوسطة وطويلة األجل تصدره الحكومة بهدف الحصول على موارد إضافية لتغطية العجز
في موازنتها أو بهدف تخفيض التضخم ،وتقوم الحكومة بإصدار هذه السندات بآجال طويلة غالبا ما
تتراوح مدتها بين سنة وثالثين سنة ،كما أنه تتمتع بدرجة عالية من السيولة حيث يمكن لحاملها تحويلها
إلى نقدية من خالل السوق المالية ،أما السندات الخاصة فتصدر عن المؤسسات المالية أو الشركات
المساهمة العامة في القطاع الخاص وهي عبارة عن أوراق المديونية التي تصدرها شركات المساهمة أو
المؤسسات المالية لإلقتراض من الجمهور ،وأهم ما يميزها عن السندات الحكومية أنها تصدر بمعدالت
112
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
فائدة أعلى منها وبالمقابل فإن أهم عيوبها أن حاملها أكثر تعرضا من حامل السند الحكومي لما يعرف
بمخاطرة اإلئتمان والمترتبة على إحتمال العجز الجهة المصدرة عن الوفاء بالدين وفوائده السنوية.
2-3-2تقسيم السندات على أساس شكل اإلصدار :وتنقسم إلى:
-السندات لحاملها :يقصد بالسند لحامله هو ذلك السند الذي يخلو من إسم مالكه ،ويعد ورقة مالية يتم
تداولها بيع أو شراء وتنازال مثل بقية األوراق المالية ،ويكون فائدة هذا النوع من السندات يدفع من خالل
كوبونات مرفقة ،ويسمى هذا النوع من السندات بسندات الكوبون ،حيث يحصل المستثمر على الفائدة
بمجرد نزع الكوبون المرفق بالسند يتقدم بها لمستثمر إلى البنك الذي يتوسط عن الجهة المصدرة للسند
بدفع الفائدة نقدا.
-سندات اسمية :هي السندات التي يكتب فيها إسما لمالك ويسجل هذا اإلسم عند اإلصدار على وجه
السند ،والسندات اإلسمية أو المسجلة يمكن أن تكون مسجلة بالكامل أي يتم تسجيل كل من الدين
األصلي وفائدته كما يمكن أن تكون مسجلة تسجيال جزئيا ويقتصر التسجيل هنا على أصل الدين فقط أما
الفائدة فتؤخذ كما هو الحال في السندات لحامله شكال لكوبونات ترفق بالسند وتنزع منه بمجرد استحقاقها
لتحصيلها من البنك مباشرة.
3-3-2تقسيم السندات على أساس األجل :تنقسم إلى:
-سندات قصيرة األجل :وهي السندات التي ال يتجاوز أجلها عاما واحدا وهذا النوع يتم تداولها في
السوق النقد.
-سندات طويلة األجل :وهي السندات التي يزيد أجلها عن 7أعوام وهي تصدر بمعدالت فائدة أعلى من
تلك فائدة السندات قصيرة األجل أو متوسطة األجل ويتم تداولها في السوق المالية.
4-3-2تقسيم السندات على أساس الضمان :تصدر السندات إما مضمونة أو غير مضمونة ،مثل
السندات العقارية التي تكفل لحاملها الحق في وضع يده على األصل محل الضمان والذي يكون في
العادة أصال حقيقي ،أما السندات غير المضمونة فيعتمد الدائن فيها فقط على تعهد المصدر بالدفع،
ويكون مضمون فقط بالديون العامة للمدين ،ويطلق على سندات غير المضمونة مصطلح السندات
العادية ،والضمانة الوحيدة التي تتوفر لحامل هذا النوع من السند هي حق األولوية الذي يكون له عند
الدائنين اآلخرين للشركة المصدرة ،وعن حملة أسهمها وذلك في إستفاء حقه في الفوائد من أرباح الشركة
أو حقه في الدين األصلي القيمة (اإلسمية) من أصول الشركة عند اإلفالس أو عند التصفية.
113
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
5-3-2تقسيم السندات حسب القابلية لإلستدعاء واإلطفاء :يصدر عقد اإلصدار متضمنا حقوق
والتزامات كل من المصدر والمستثمر ،ومن الشروط التي يتضمنها هذا العقد ما يعرف بشرط اإلستدعاء
ويخول هذا الشرط للجهة المصدرة أي السند الحق في إستدعاء السندات المشمولة بهذا الشرط إلطفائها
بسعر محدد خالل مهمة محددة وعلى هذا األساس يوجد نوعان هما:
-سندات غير قابلة لإلستدعاء :وهي السندات التي يكون لحاملها الحق في اإلحتفاظ بها لحين إنتهاء
أجلها وال يجوز للجهة المصدرة استدعائها لإلطفاء ألي سبب من األسباب ،واألصل أن تكون السندات
غير قابلة لإلستدعاء إال إذا نص على قابلية استدعائها بصراحة في عقد اإلصدار.
-سندات قابلة لالستدعاء :وهي السندات المشمولة بشرط اإلستدعاء وتصدر عادة بعالوة إستدعاء
بقصد تشجيع المستثمر على شرائها ألن شرط اإلستدعاء يمكن إستغالله من قبل المصدر ضد مصلحة
المستثمر فيها لو إرتفعت أسعار السندات في السوق المالي.
وتختلف السندات القابلة لإلستدعاء من حيث المهلة المسموح خاللها اإلستدعاء فمنها سندات تكون
قابليتها لإلستدعاء مطلقة وفي هذه الحالة يكون للجهة المصدرة حرية مطلقة في إستدعاء السند في أية
لحظة تريد بعد إصداره وعلى حامل السند اإللتزام بتقديم سنده لإلطفاء في الموعد الذي تحدده الشركة واذا
امتنع عن ذلك يحرم من فائدة السند دون أن يترتب على ذلك أية مسؤولية على الجهة المصدرة وهذا النوع
من السندات نادر الوجود بينما األكثر شيوعا السندات ذات اإلستدعاء المؤجل والتي تمنح حاملها مهلة
حماية من اإلستدعاء تتراوح ما بين 5إلى 10سنوات من تاريخ إصداره ،وبذلك ال يجوز للشركة
المصدرة إستدعاء السند قبل مضي هذه المهلة ،ولكن بمجرد مضي هذه المهلة تصبح حينها
مطلقة في استدعائه.
وتجدر اإلشارة هنا إلى أن شرط اإلستدعاء وكذلك طول مهلة الحماية يلعبان دو ار كبي ار في تحديد
معدل فائدة السند ،فالسند القابلة لإلستدعاء بشكل عام تصدر بمعدالت فائدة أعلى من تلك غير قابلة
لإلستدعاء ،وحتى فيما بين السندات القابلة لإلستدعاء تتفاوت معدالت الفائدة بتفاوت مهلة الحماية فكلما
طالت مهلة حماية السند من اإلستدعاء ،كلما نقص معدل الفائدة والعكس بالعكس.
فسند قابل لإلستدعاء ولكن بعد 5سنوات من إصداره يصدر بمعدل فائدة أعلى من سند من نفس
الفئة يكون قابل لإلستدعاء بعد 8سنوات.
6-3-2تقسيم السندات حسب قابليتها للتحويل :تعتبر قابلية السند للتحويل ميزة للمستثمر ،وهي بذلك
عكس قابليتها لإلستدعاء والتي تعتبر ميزة للمصدر ،ولذا فإن شرط قابلية السند لإلستدعاء وقابليته
114
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
للتحويل يصدران في الغالب مترافقين بقصد تحقيق نوع من التوازن بين حقوق المصدر والمستثمر ،ومن
حيث القابلية للتحويل تقسم السندات بشكل عام إلى:
-السندات غير قابلة للتحويل :مثلما هو الحال لشرط اإلستدعاء فاألصل أن تكون السندات غير قابلة
للتحويل وتصدر في العادة بمعدل فائدة أعلى من معدل فائدة السندات القابلة للتحويل.
-السندات قابلة للتحويل :تصدر هذه السندات بنص صريح في عقد اإلصدار يعطي لحاملها ضمن
مهلة محددة الحق في تحويل سنداته إلى أسهم عادية بسعر محدد للسهم الواحد.
-السندات الدولية :يطلق مصطلح السندات الدولية على السندات التي تصدر في بلد ما بعملة
أجنبية تختلف عن عملته ،ولصالح مقترض أجنبي ،وهي بذلك تختلف عن السندات األجنبية والتي تصدر
لصالح مقترض أجنبي ولكن بنفس عملته في البلد الذي تصدر فيه.
-الفرق بين األسهم والسندات:
أوجه اإلتفاق بين األسهم والسندات :هناك مجموعة من النقاط التي يتفق فيها كل من السهم
1
والسندات وهي:
-لكل منها قيمة اسمية ،بحيث يصدر كل منها اسميا ،ويبقى اسميا إلى حين سداد صاحبه كامل قيمته؛
-كل من السهم والسند يدر على صاحبه دخال دوريا؛
-كل من السهم والسند ال يقبل التجزئة في مواجهة الشركة ،فإذا ورث جماعة سندا أو سهما فإنه يلزم
عليهم أن يختاروا من بينهم من يمثلهم في التعامل مع الشركة؛
-األسهم والسندات تتداول بالطرق التجارية وفقا لما يحدده النظام من قواعد ،وكالهما يخضع لمبدأ حرية
التداول؛
أوجه اإلختالف بين السهم والسند :يمكن ذكرها فيما يلي :2
-يمثل السهم جزء من رأس مال الشركة أو البنك ،بينما يمثل السند جزء من قرض على الشركة أو البنك
أو الحكومة ،بحيث يعد صاحبه مقرض أو دائن.
-ينـــتج السـ ــهم جـ ــزء مـ ــن ربـــح الشـ ــركة ،يزيـ ــد ويـــنقص تبعـ ــا لنجـــاح الشـ ــركة أو البنـ ــك ،وزيـــادة ربحهـ ــا أو
نقص ــه ،ويتحم ــل قس ــطه م ــن الخس ــارة ،بينم ــا الس ــند فل ــه فائ ــدة ثابت ــة ع ــن الق ــرض ال ــذي يمثل ــه الس ــند ف ــال
عبد هللا بن سليمان الجريش ،مرجع سبق ذكره ،ص-ص17-11 : 1
115
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
يتحمـ ــل الزيـ ــادة أو الـ ــنقص ،بحيـ ــث ال يتعـ ــرض حامـ ــل السـ ــند للخسـ ــارة ألنـ ــه يتلقـ ــى فائـ ــدة ثابتـ ــة سـ ــنويا،
سواء ربحت الشركة أم خسرت.
-يحق لحامل السهم اإلشتراك في إدارة الشركة والرقابة عليها من خالل اشتراكه في التصويت في
الجمعية العامة للمساهمين ،أما حامل السند باعتباره دائنا فليس له حق التدخل أو اإلشتراك
في إدارة الشركة.
-يمكن أن يصدر السند بأقل من قيمته اإلسمية (أي بخصم إصدار) بينما ال يمكن إصدار السهم
بأقل من قيمته اإلسمية.
-عند تصفية الشركة يكون لصاحب السند الحق األولوية في الحصول على قيمة السند أما مالك السهم
فليس له شيء إال بعد تصفية السندات وقضاء الديون.
-3األدوات المشتقة:
تعد المشتقات كأدوات مالية ،من أهم سمات التطورات الحديثة في األسواق المالية الدولية ،إذ بدأ
التعامل بهذه األدوات مع التقلبات الحادة التي شهدتها كثير من أسواق المال العالمية ،فيما يتعلق بأسعار
الفائدة وأسعار الصرف وأسعار األسهم ،فقد استخدمت هذه األدوات للتحوط ضد مخاطر التقلبات
في تلك األسعار.
ويمكن تعريف المشتقات بأنها ":عقود مالية تشتق قيمتها من األسعار الحالية لألصول المالية أو
العينية محل التعاقد ،مثل السندات واألسهم والسلع .وتستخدم هذه األدوات لغرض التحوط من مخاطر
1
التقلب في أسعار تلك األصول".
وهناك عدة أنواع من أدوات المشتقات ،لعل من أهمها وأكثرها انتشا ار ما يلي:
1-3العقود اآلجلة :يقصد بالعقود اآلجلة تلك العقود التي تعطي لمشتريها الحق في شراء أو بيع قدر
معين من أصل مالي أو عيني بسعر محدد مسبقا ،على أن يتم التسليم في تاريخ الحق.
وتعد العقود اآلجلة عقودا شخصية يتفاوض الطرفان على شروطها ،بما يتفق وظروف كل منهما ،ومن ثم
فهي ال تتداول في البورصة.
وتحدد العقود اآلجلة مواصفات األصل أو السلعة ،كدرجة الجودة أو التصنيف أو الكمية وطريقة
التسليم ومكان التسليم والسعر وطريقة السداد ،إذ يتم التفاوض مقدما على كل هذه الشروط بين البائع
والمشتري وتستخدم البنوك والشركات العقود اآلجلة لتفادي التعرض لمخاطر أسعار الصرف في مجال
116
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
االستثمارات الدولية ،كما قد يستخدمها المستثمرون للوقاية من تقلب أسعار الفائدة ،ويسمى هذا النوع
بالعقود اآلجلة ألسعار الفائدة.
وبإمكان المستثمر الذي يريد الحصول على قرض معين أن يقوم بشراء عقد آجل ألسعار الفائدة
بمعدل فائدة ثابت محدد مسبقا وأن يلزم الطرف اآلخر بالتنفيذ خالل مدة محددة بالعقد ويضمن هذا النوع
من العقود للمستثمرين حماية أنفسهم )خالل مدة محددة ( من مخاطر ارتفاع أسعار الفائدة.1
2-3العقود المستقبلية :العقد المستقبلي هو اتفاقية بين مستثمر ومؤسسة تقاص لشراء أو بيع أصل
معين في وقت الحق وبسعر محدد سلفا ،إال أن عملية تسليم األصل من قبل البائع ودفع الثمن من قبل
المشتري ال تتم إال في التاريخ المحدد في اإلتفاقية .والقيود المستقبلية هي قيود منمطة من حيث تواريخ
اإلستحقاق وحجم العقد واألسعار المستقبلية التي سيتم التنفيذ على أساسها.
إن العقد المستقبلي يختلف عن اإلتفاقيات األخرى من حيث إمكانية تحويله من طرف إلى آخر،
فكل طرف يمكنه أن يبيع حقه في اإلستالم والتسليم خالل فترة سريان العقد ،إذا أن مؤسسة التقاص تقوم
2
بدور الوسيط بين مشتري العقد المستقبلي والبائع وتضمن لكل منهم حقه الكامل.
وغالبا ما يشار للطرف الذي تعاقد على الشراء ) بالمركز الطويل ( والطرف الذي تعاقد على
البيع) بالمركز القصير) باعتبار أن المركز الطويل يعني أن ماسك هذا المركز بحاجة إلى الموجود في
تاريخ الحق ،لذا يقوم بالتثبيت على سعر الشراء تحسبا من ارتفاع األسعار لحين الحاجة إلى الموجود،
أما المركز القصير في عقد المستقبليات يعكس حقيقة أن ماسك هذا المركز يمتلك الموجود اآلن )أو
سيكون بحوزته في تاريخ االستحقاق ( ويرغب في التثبيت على سعر البيع تحسبا من أي انخفاض في
األسعار لحين تاريخ البيع مستقبال.
ويلزم التعامل بالعقود المستقبلية كال الطرفين بإيداع نسبة من قيمة العقد لدى السمسار الذي
يتعامل معه أما بشكل نقد أو على شكل أوراق مالية ،لحماية كال الطرفين من مخاطر عدم السداد
المترتبة عن عدم التزام أحد الطرفين بالوفاء بالتزاماته.
زياد رمضان ،محفوظ جودة ،اإلتجاهات المعاصرة في إدارة البنوك ،دار وائل للنشر عمان ،األردن ،الطبعة الثالثة ،8111 ،ص.827 : 2
117
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
وعلى الرغم من الشبه الواضح بين العقود اآلجلة والعقود المستقبلية من حيث إنها تتعلق بتسليم
أصل معين في وقت الحق مستقبال وبسعر محدد سلفا ،إال أن العقود اآلجلة تختلف عن العقود المستقبلية
في المجاالت اآلتية:1
-تتحدد شروط العقود اآلجلة وفقا التفاق وتراضيا لطرفين بينما تكون العقود المستقبلية محدده من
حيث القيمة وتاريخ االستحقاق.
-تبرم العقود اآلجلة بين الطرفين) البائع والمشتري ( بينما تبرم العقود المستقبلية بين مؤسسة
التقاص والبائع ومؤسسة التقاص والمشتري.
-في العقود اآلجلة يحدد الهامش مرة واحدة ) يوم توقيع العقد ( أما في العقود المستقبلية فيتم
االحتفاظ بهوامش متحركة لتعكس تحركات األسعار.
-ال يمكن تسوية العقد اآلجل إال في تاريخ التسليم أو االستحقاق بينما يمكن تسوية العقد المستقبلي
قبل تاريخ االستحقاق.
3-3عقود الخيار :عقد الخيار هو ذلك العقد الذي يعطي لحامله الحق في أن يبيع أو يشتري أصل
معين كاألسهم وغيرها ،بسعر محدد يسمى سعر التنفيذ وفي تاريخ معين (أو خالل فترة محددة) وذلك
مقابل مبلغ معين يدفعه محرر العقد (البائع) إلى المشتري تسمى عالوة حق الخيار.
وقد تشمل عقود الخيار األسهم كما أنها قد تشمل كذلك العمالت األجنبية واألدوات المالية
األخرى والسلع ،وان عقد الخيار يعتبر من الوسائل التي يبيعها المستثمر بهدف التقليل من المخاطر
المتعلقة باستثماراته سواء كانت أسهم أو عمالت أو أيه سلعة أخرى.
يمكن التمييز إجماال بين أسلوبين من أساليب الخيار:
-األسلوب األمريكي :بموجبه فإن العقد يعطي مشتري عقد الخيار الحق في شراء أو بيع أوراقا مالية
بالسعر المتفق عليه في أي وقت خالل الفترة الممتدة من إبرام العقد حتى التاريخ المحدد إلنتهائه.
-األسلوب األوروبي :بموجبه فإن العقد يعطي مشتري حق الخيار الحق في شراء أوراقا مالية بالسعر
المتفق عليه ،إال أن التنفيذ ال يتم إال في تاريخ اإلستحقاق فقط.
أما من حيث أنواع عقود الخيار فهناك نوعان رئيسيان:
118
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
-عقد خيار الشراء :يعطي الحق للمشتري في أن ينفذ أو ال ينفذ عملية شراء األصل ،وفقا للسعر المتفق
عليه في وقت سابق ،فإذا توقع أحد المستثمرين ارتفاع سعر سهم شركة معينة ،فقد يقوم بشراء خيار
الشراء لهذا السهم ،الذي يعطيه الحق في طلب تنفيذ عملية الشراء أو عدم تنفيذها وفقا لمصلحته.
-عقد خيار البيع :يعطي هذا النوع من العقود الحق للمشتري في أن يطلب تنفيذ أو عدم تنفيذ عملية
البيع وفقا للسعر المتفق عليه سابقا ،إن من أهم وسائل حماية المستثمر من الخسائر المتوقعة هي عملية
شراء حق خيار البيع ،فإذا توقع أحد المستثمرين انخفاض سعر السهم مستقبال ،فإنه يقوم بشراء عقد خيار
بيع ،حيث يمنحه هذا العقد الحق في أن يطلب تنفيذ العقد ،أو عدم تنفيذه بالسعر المتفق عليه ،وذلك
1
مقابل دفع عالوة حق الخيار.
4-3عقود المبادلة :هي عقود يلتزم فيها طرفي الصفقة بتبادل سلسلة تدفقات نقدية في تواريخ مستقبلية
محددة ،فهي بذلك تختلف عن عقود الخيار كونها ملزمة ،وعن العقود المستقبلية من حيث أن األرباح
والخسائر ال يتم تسويتها يوميا.
2
كما عرفت بأنها سلسة من العقود الحقة التنفيذ حيث يتم تسوية عقد المبادلة على فترات دورية.
خالصة:
تم التطرق في هذا المحور للبورصة أو السوق المالي الذي ينقسم إلى السوق النقدي وسوق رأس
المال أين تم التركيز على هذا األخير ،وخلصنا إلى أن الفرق بينهما هو أن سوق رأس المال يتعامل
باألدوات المالية ذات األجل المتوسط والطويل ،أي التي يزيد استحقاقها على السنة ،سواء كانت هذه
األدوات تعبر عن دين كالسندات ،أم عن ملكية كاألسهم ،والسوق النقدي يتعامل باألدوات ذات األجل
القصير .كما تناول هذا المحور تقسيمات أسواق رأس المال حيث تنقسم إلى أسواق حاضرة أو فورية
وأسواق العقود المستقبلية ،وتنقسم األسواق الحاضرة بدورها من شقين أساسيين هما السوق األولي أي
سوق اإلصدار والسوق الثانوي أي سوق التداول ،والسوق الثانوي بدوره يتضمن شكلين هما السوق
المنظمة والسوق غير المنظمة.
وتم اإلشارة إلى الفرق بين األسهم التي تعتبر ملكية والسندات التي هي عبارة عن مديونية حيث
ينتج السهم جزء من ربح الشركة ،يزيد وينقص تبعا لنجاح الشركة أو البنك ،وزيادة ربحها أو نقصه،
119
محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال
ويتحمل قسطه من الخسارة ،بينما السند فله فائدة ثابتة عن القرض الذي يمثله السند فال يتحمل
الزيادة أو النقص.
أسئلة المحور الخامس:
-عرف السوق النقدي وحدد خصائصه؟
-اذكر األدوات المالية المتداولة في السوق النقدي؟
-عرف سوق رأس المال؟
-حدد بدقة مكونات سوق رأس المال؟
-ما هي أوجه اإلختالف بين األسهم العادية واألسهم الممتازة؟
-ما هي أوجه اإلختالف بين األسهم والسندات؟
-اشرح مفهوم السندات القابلة لإلستدعاء؟
-عرف مفهوم األدوات المشتقة؟
-ما هو اإلختالف بين العقود اآلجلة والعقود المستقبلية؟
-حدد الفرق بين السمسار الوكيل وسمسار الصالة وتجار الصالة؟
-اذكر أنواع أوامر البورصة؟
-ما هو الفرق بين السوق النقدي وسوق رأس المال؟
120
قائمة المراجع
قائمة المراجع:
الكتب:
-1أحمد السعد ،األسواق المالية المعاصرة ،دار الكتاب الثقافي للطباعة والنشر والتوزيع ،األردن،
.2112
-2أزهري الطيب الفكي أحمد ،أسواق المال ،الطبعة األولى ،دار الجنان للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن،
.2112
-3اسماعيل ابراهيم عبد الباقي ،إدارة البنوك التجارية ،دار غيداء للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن،
.2112
-4الطاهر لطرش ،اإلقتصاد النقدي والبنكي ،الطبعة الثانية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر،
.2112
-2إياد منصور حسن :إدارة العمليات البنكية والنقدية ،الطبعة األولى ،دار ابن النفيس للنشر والتوزيع،
عمان.2112 ،
-6حازم حسن الجمل ،المسؤلية الجنائية عن جرائم سوق رأس المال وأثرها في إتاحة فرص إستثمار
المدخرات ،دار الفكر والقانون للنشر والتوزيع ،مصر.2112 ،
-2حيدر حسين آل طعمة ،األسواق المالية :النشأة ،المفهوم ،األدوات ،مركز الدراسات اإلستراتيجية،
جامعة كربالء ،بالعراق.2114 ،
-8حيدر يونس الموسوي ،المصارف اإلسالمية –أداءها المالي واثرها في سوق األوراق المالية -دار
اليازوري للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن.2118 ،
-2خالد عبد العزيز بغدادي ،تداول السهم والقيود الواردة عليها –دراسة مقارنة ،-الطبعة األولى،
مكتبة القانون واإلقتصاد ،الرياض ،المملكة العربية السعودية.2112 ،
-11خالد أمين عبد هللا ،اسماعيل ابراهيم الطراد ،إدارة العلميات المصرفية المحلية والدولية ،الطبعة
األولى ،دار وائل للنشر والتوزيع عمان ،األردن.2116 ،
-11عبد اللطيف مصيطفي محمد بن بوزيان ،أساسيات النظام المالي واقتصاديات األسواق المالية،
الطبعة األولى ،مكتبة حسن العصرية للطباعة والنشر والتوزيع ،بيروت ،لبنان.2112 ،
121
قائمة المراجع
-12عبد هللا بن سليمان الجريش ،تداول األسهم في السوق المالية –دراسة تأصيلية مقارنة ،-الطبعة
األولى ،مكتبة القانون واإلقتصاد ،الرياض ،السعودية.2118 ،
-13عزت قناوي ،أساسيات في النقود والبنوك ،دار العلم للنشر والتوزيع ،الفيوم ،مصر.2112 ،
-14علي بن محمد الجمعة ،معجم المصطلحات اإلقتصادية واإلسالمية ،مكتبة العبيكان للنشر،
الرياض ،السعودية.2111 ،
-12علي كنعان ،النقود والصيرفة والسياسة النقدية ،دار المنهل اللبناني للطباعة والنشر ،لبنان،
.2112
-16زكريا الدوري ،يس ار السامرائي ،البنوك المركزية والسياسات النقدية ،دار اليازوري للنشر والتوزيع،
عمان ،األردن.2113 ،
-12زياد رمضان ،محفوظ جودة ،اإلتجاهات المعاصرة في إدارة البنوك ،الطبعة الثالثة ،دار وائل للنشر
عمان ،األردن.2116 ،
-18سرمد كوكب الجميل ،مقدمة في إدارة المؤسسات المالية نظريات وتطبيقات ،دار األكاديميون
للنشر والتوزيع.2112 ،
-12سعيد سامي الحالق ،محمد محمود العجلوني ،النقود والبنوك والمصارف المركزية ،دار اليازوري
للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن .2116
-21سمير عبد الحميد رضوان ،أسواق األوراق المالية ،الطبعة األولى ،المعهد العالمي للفكر
اإلسالمي ،القاهرة.1226 ،
-21شقيري نوري موسى ،األسواق المالية وآلية التداول ،دار الكتاب الثقافي ،األردن.2112 ،
-22صادق راشد الشمري ،إدارة العمليات المصرفية مداخل وتطبيقات ،دار اليازوري العلمية للنشر
والتوزيع ،عمان ،األردن.2118 ،
-23فؤاد صالوم حموي ،محمد رمضان إسماعيل ،إدارة المؤسسات واألسواق المالية ،دار عالء الدين
للنشر والطباعة والتوزيع ،دار مؤسسة رسالن للطباعة والنشر والتوزيع ،دمشق ،سوريا.2111 ،
-24قادري محمد الطاهر ،جعيد البشير ،المصارف اإلسالمية بين الواقع والمأمول ،الطبعة األولى،
مكتبة حسن العصرية ،بيروت ،لبنان.2114 ،
-22كمال شرف ،هاشم أبو ع ارج ،النقود والمصارف ،منشورات جامعة دمشق.1224 ،
122
قائمة المراجع
-26كمال يوسف الدوينى ،إعادة هيكلة القطاع المصرفي العربي ،الطبعة األولى ،العربي للنشر
والتوزيع ،القاهرة.2112 ،
-22محمد أحمد األفندي ،اإلقتصاد النقدي والمصرفي ،الطبعة األولى ،مركز الكتاب األكاديمي ،عمان،
األردن.2118 ،
-28محمد الفاتح المغربي :النقود والبنوك ،الطبعة األولى ،األكاديمية الحديثة للكتاب الجامعي ،القاهرة،
مصر.2118 ،
-22محمود حامد محمود ،اإلقتصاد النقدي ،دار حميث ار للنشر والترجمة ،مصر ،القاهرة.2112 ،
-31محمد نجيب حمادي الجوعاني ،ضوابط التجارة في اإلقتصاد اإلسالمي ،دار الكتب العلمية،
بيروت ،لبنان.2112 ،
-31محمد رشدي إبراهيم مسعود ،توحيد العمالت النقدية وأثره في اقتصاد الدول المتقدمة والنامية ،دار
النشر للجامعات ،القاهرة.2112 ،
-32محمود حسين الوادي ،حسين محمد سمحان ،سهيل أحمد سمحان ،النقود والمصارف ،الطبعة
األولى ،دار المسيرة للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن.2111 ،
-33مصطفى كافي ،النقود والبنوك اإللكترونية في ظل التقنيات الحديثة ،دار مؤسسة رسالن للطباعة
والنشر والتوزيع ،دمشق ،سوريا.2111 ،
-34محمود حامد محمود ،اإلقتصاد الكلي ،دار حميث ار للنشر والترجمة ،مصر ،القاهرة.2112 ،
-32محمد ضيف هللا القطابري ،دور السياسة النقدية في اإلستقرار والسياسة النقدية (نظرية-
تحليلية -قياسية) ،الطبعة األولى ،دار غيداء للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن.2111 ،
-36محمد عبد الفتاح الصيرفي ،إدارة البنوك ،الطبعة األولى ،دار المنهاج للنشر والتوزيع ،عمان،
األردن.2114 ،
-32محمد الصيرفي :إدارة المصارف ،الطبعة األولى ،دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ،اإلسكندرية،
مصر.2112 ،
-38محمد فتحي البديوي :إدارة البنوك ،الطبعة األولى ،المكتبة األكاديمية ،القاهرة ،مصر.2112 ،
-32مبارك بن سليمان بن محمد آل سليمان ،أحكام التعامل في األسواق المالية المعاصرة ،الطبعة
األولى ،دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع ،المملكة العربية السعودية.2112 ،
123
قائمة المراجع
-41مصطفى يوسف كافي ،تحليل وادارة بورصة األوراق المالية ،دار مؤسسة رسالن للطباعة والنشر
والتوزيع ،دمشق ،سوريا ،الطبعة األولى.2112 ،
-41محمد فتحي البدوي ،أسواق رأس المال (بورصات األوراق المالية وصناديق اإلستثمار) دراسة
تحليلية ،المكتبة األكاديمية ،مصر.2112 ،
-42منير إبراهيم هندي ،األوراق المالية وأسواق المال ،مركز الدلتا للطباعة ،اإلسكندرية ،مصر،
.2116
-43نعمت عبد اللطيف مشهور ،النشاط اإلجتماعي والتكافلي لبنوك اإلسالمية ،المعهد العالمي للفكر
اإلسالمية ،فرجينيا ،الواليات المتحدة األمريكية.1226 ،
-44هايل عبد الحفيظ يوسف داود ،تغير القيمة الشرائية للنقود الورقية ،المعهد العالمي للفكر
اإلسالمي ،فرجينيا ،الواليات المتحدة األمريكة.1222 ،
-42وليد العايب ولحلو بوخاري ،اقتصاديات البنوك والتقنيات البنكية ،الطبعة األولى ،مكتبة حسن
العصرية ،بيروت ،لبنان.2113 ،
-46وليد مصطفى شاويش ،السياسة النقدية بين الفقه اإلسالمي واإلقتصاد الوضعي ،المعهد العالمي
للفكر اإلسالمي ،فرجينيا ،الواليات المتحدة األمريكية.2111 ،
الرسائل واألطروحات:
-42أحمد ولد الشيباني ،فعالية السياسة النقدية والمالية في تحقيق التوازنات اإلقتصادية الكلية في ظل
برامج اإلصالح اإلقتصادي ،دارسة حالة موريتانيا ،رسالة ماجستير ،كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية
وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس.2113/2112 ،
-84أنور محمد أيمن السباعي ،الضوابط االقتصادية لإلصدار النقدي بين النظام اإلسالمي والنظام
الرأسمالي دراسة مقارنة ،رسالة ماجستير ،كلية الدراسات العليا ،جامعة القرآن الكريم والعلوم اإلسالمية،
السودان.2114 ،
-42بن عيبش وداد ،تداول األسهم والتصرف فيها في شركات األموال ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو.2112 ،
-21بوروشة كريم ،دور السياسة النقدية والمالية في تحقيق التوازن الخارجي دراسة حالة الجزائر
( ،)6102-0991أطروحة دكتوراه ،كلية العلوم اإلقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير ،جامعة
قاصدي مرباح ورقلة.2112/2118 ،
124
قائمة المراجع
-21حدادي عبد اللطيف ،دور السياسة النقدية والمالية في مكافحة التضخم في الدول النامية ،دراسة
حالة الجزائر ،6108-6111أطروحة دكتوراه ،كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة
جياللي إلياس ،سيدي بلعباس.2112/2116 ،
-22حريزي رابح ،سوق األوراق المالية (البورصة) واألدوات المالية محل التداول فيها ،رسالة
ماجستير ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة منتوري قسنطينة.2111/2112 ،
-23عبد الباسط عبد الصمد عليه ،دور نمو عرض النقود في نمو القطاع الخاص في الجزائر خالل
الفترة ( 6106-0991دراسة إستشرافية في ماليزيا) ،أطروحة دكتوراه ،كلية العلوم اإلقتصادية
والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة أمحمد بوقرة بومرداس.2118/2112 ،
-24لسبط عبد هللا ،النظام النقدي في اإلقتصاد اإلسالمي ،رسالة ماجستير ،كلية العلوم اإلقتصادية
وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر.2112/2116 ،
-22مزيود إبراهيم ،سوق رؤوس األموال ودورها في تمويل المشاريع التنموية في الدول العربية –
داسة حالة الجزائر -رسالة ماجيستر ،كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر،
.2112/2116
المداخالت:
-26نوال بن عمارة :محاسبة البنوك اإلسالمية (دراسة حالة بنك البركة الجزائري) ،الملتقى الوطني
األول حول المؤسسة االقتصادية وتحديات المناخ االقتصادي الجديد ،كلية الحقوق والعلوم االقتصادية،
جامعة ورقلة 23-22 ،أفريل. 2003 ،
المقاالت:
-22زكرياء مسعودي ،الزهرة جقريف ،ماهية النقود اإللكترونية ،المجلة الدولية للبحوث القانونية
والسياسية ،المجلد ،2العدد ،2118 ،3ص-ص.23-38 :
-28حسان بخيت ،قراءة تحليلية لتطور العرض النقدي ،سعر الصرف والتضخم في الجزائر خالل
الفترة ( ،)6102-0991مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا ،المجلد ،2العدد ،2112 ، 21ص-ص:
.231 -212
125
قائمة المراجع
المواقع اإللكترونية:
-22عبد عبد الحليم عمار غربي ،الوجيز في اإلقتصاد النقدي والمصرفي ،مطبوعات كتاب
اإلقتصادي اإلسالمي اإللكتروني المجاني ،اإلصدار األول ،2118 ،ص ،22 :متوفر على الموقع
اإللكتروني التالي ،https://kantakji.com/1628 :تاريخ اإلطالع .0602/60/60
-61فالح خلف الربيعي ،كتاب النقود والمصارف ،عرض موجز ،2112 ،متوفر على الموقع
اإلطالع تاريخ ،https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=470554 اإللكتروني:
.0602/60/02
-61نجالء محمد إبراهيم بكر :إقتصاديات النقود والبنوك ،أكاديمية طيبة ،2111 ،ص-ص،22-24 :
متوفر على الموقع اإللكتروني التالي:
،https://drive.google.com/file/d/1pvcmtV4v9hp0MtNIsSHu_s7IJeza23Bb/viewتاريخ اإلطالع
.0602/60/9
-62ميراندا زغلول رزق ،النقود والبنوك ،جامعة بنها التعليم المفتوح ،كلية التجارة ،مصر
اإللكتروني: الموقع على متوفر ،36 ص-ص: ،2112/2118
تاريخ ،https://books-library.online/files/download-pdf-ebooks.org-1526569154Eo3B7.pdf
اإلطالع.2121/12/28 :
126