Tawil Yasmina

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 133

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطیة الشعبیة‬

‫وزارة التعلیم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة ‪ 20‬أوت ‪ 1955‬سكیكدة‬
‫كلیة العلم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسییر‬
‫قسم علوم التسییر‬

‫لطلبة السنة الثانیة ‪ LMD‬جمیع التخصصات‬

‫محاضرات في اإلقتصاد‬
‫النقدي وأسواق رأس المال‬

‫إعداد الدكتورة‪ :‬طويل ياسمینة‬

‫السنة الجامعیة ‪2021/2020‬‬


‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬
‫جامعة ‪ 02‬أوت ‪ 2511‬سكيكدة‬
‫كلية العلم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬
‫قسم علوم التسيير‬

‫محاضرات في اإلقتصاد‬
‫النقدي وأسواق رأس المال‬
‫لطلبة السنة الثانیة ‪ LMD‬جمیع التخصصات‬

‫إعداد الدكتورة‪ :‬طويل ياسمينة‬

‫السنة الجامعية ‪0202/0202‬‬


‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫فهرس المحتويات‬


‫أ‪-‬ب‬ ‫مقدمة‬
‫‪11-1‬‬ ‫المحور األول‪ :‬النقود واقتصاد المبادلة‬
‫‪11‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪10‬‬ ‫أوال‪ :‬المقايضة ونشأة النقود‬
‫‪10‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تعريف النقود وخصائصها وقيمتها‬
‫‪10‬‬ ‫ثالثا‪ :‬وظائف النقود‬
‫‪11‬‬ ‫رابعا‪ :‬أشكال النقود‬
‫‪10‬‬ ‫خالصة المحور األول‬
‫‪11‬‬ ‫أسئلة المحور األول‬
‫‪33-11‬‬ ‫المحور الثاني‪ :‬األنظمة النقدية‬

‫‪11‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪01‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم النظام النقدي وخصائصه‬
‫‪01‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أنواع األنظمة النقدية‬
‫‪01‬‬ ‫ثالثا‪ :‬العرض النقدي والقاعدة النقدية‬
‫‪30‬‬ ‫خالصة المحور الثاني‬
‫‪30‬‬ ‫أسئلة المحور الثاني‬
‫‪00-33‬‬ ‫المحور الثالث‪ :‬النظريات النقدية‬
‫‪33‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪30‬‬ ‫أوال‪:‬النظرية النقدية الكالسيكية‬
‫‪31‬‬ ‫ثانيا‪:‬النظرية النقدية الحديثة (النظرية الكينزية)‬
‫‪30‬‬ ‫ثالثا‪:‬النظرية النقدية المعاصرة (نظرية النقديين)‬
‫‪01‬‬ ‫خالصة المحور الثالث‬
‫‪01‬‬ ‫أسئلة المحور الثالث‬
‫‪18-03‬‬ ‫المحور الرابع‪ :‬البنوك‪ ،‬أنواعها ووظائفها‬
‫‪03‬‬ ‫تمهيد‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪03‬‬ ‫أوال‪ :‬البنوك التجارية‬


‫‪81‬‬ ‫ثانيا‪ :‬البنك المركزي‬
‫‪01‬‬ ‫ثالثا‪ :‬البنوك اإلسالمية‬
‫‪13‬‬ ‫رابعا‪ :‬البنوك المتخصصة‬
‫‪10‬‬ ‫خالصة المحور الرابع‬
‫‪18‬‬ ‫أسئلة المحور الرابع‬
‫‪101-10‬‬ ‫المحور الخامس‪ :‬البورصة وأسواق رأس المال‬
‫‪10‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪11‬‬ ‫أوال‪ :‬البورصة (األسواق المالية)‬
‫‪13‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مفاهيم أساسية حول سوق رأس المال‬
‫‪111‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أعضاء سوق رأس المال والمشاركين فيها‬
‫‪113‬‬ ‫رابعا‪ :‬نظام عمل سوق رأس المال‬
‫‪118‬‬ ‫خامسا‪ :‬أشكال وخصائص األوراق المالية المتداولة في سوق رأس المال‬
‫‪111‬‬ ‫خالصة المحور الخامس‬
‫‪101‬‬ ‫أسئلة المحور الخامس‬
‫‪101‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫فهرس األشكال والجداول‬

‫فهرس الجـــداول‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫رقم الجدول‬

‫‪36‬‬ ‫ميزانية البنك التجاري‬ ‫‪10‬‬

‫‪33‬‬ ‫ميزانية مختصرة لبنك تجاري (أ)‬ ‫‪10‬‬

‫‪36‬‬ ‫ميزانية مختصرة للبنك التجاري (ب)‬ ‫‪16‬‬

‫‪36‬‬ ‫خلق النقود في البنوك التجارية‬ ‫‪14‬‬

‫‪61‬‬ ‫ميزانية البنك المركزي‬ ‫‪15‬‬

‫‪36‬‬ ‫الفرق بين التمويل اإلسالمي والتمويل الربوي‬ ‫‪13‬‬

‫‪35‬‬ ‫الفرق بين البنوك المتخصصة والبنوك التجارية‬ ‫‪16‬‬

‫فهرس األشكـــــال‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫رقم الشكل‬

‫‪00‬‬ ‫معايير تقسيم النقود‬ ‫‪10‬‬

‫‪63‬‬ ‫العالقة بين التغير في كمية النقود والمستوى العام لألسعار‬ ‫‪10‬‬

‫‪45‬‬ ‫فخ السيولة في النظرية الكينزية‬ ‫‪16‬‬

‫‪38‬‬ ‫مكونات أسواق المال‬ ‫‪14‬‬


‫مقدمـــــــــــــــــة‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫يعتبر اكتشاف النقود من الخطوات األساسية في تطور الحضارة اإلنسانية‪ ،‬أين تحتل مركز‬
‫الصدارة في جميع المعامالت اإلقتصادية المعاصرة‪ ،‬وتعتبر الشريان الرئيسي وبدونها ال تستطيع‬
‫اإلقتصاديات العالمية أن تعمل وتتقدم نحو األفضل‪ .‬فأصبحت النقود من المتغيرات اإلقتصادية المهمة‬
‫التي تؤثر وتتأثر بغيرها من المتغيرات األخرى‪.‬‬
‫لذلك جاء اإلقتصاد النقدي لتحديد الكفاءة الوظيفية للنقود ودراسة دورها في اإلقتصاد ومحاولة‬
‫ضبط أدائها والتحكم في سلوكها‪ ،‬واظهار آثار النقود المباشرة وغير المباشرة على النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫ويعتمد اإلقتصاد النقدي في دراسته للعملية النقدية وتحليله لدور النقود على وجود الجهاز‬
‫المصرفي ومؤسساته وعلى رأسهم البنك المركزي باإلضافة إلى ما يعرف باألسواق النقدية وأسواق رأس‬
‫المال‪ ،‬حيث من خالل هذه المؤسسات المالية والنقدية يتم التحكم في كمية النقود والتأثير على حجم‬
‫اإلستثمارات‪ ،‬وأيضا تحديد القنوات واآلليات التي تنتقل عبرها التدفقات النقدية للتأثير على‬
‫اإلقتصاد الحقيقي‪.‬‬
‫ونتيجة لتزايد االهتمام بالدور الذي تلعبه كل من النقود‪ ،‬والبنوك بمختلف أنواعها‪ ،‬واألسواق‬
‫المالية على مستوى االقتصاد الوطني والمنافع المترتبة من ورائها بالنسبة لألفراد والمؤسسات والقطاع‬
‫الحكومي‪ ،‬يجعل التطرق لموضوع االقتصاد النقدي وأسواق رأس المال على قدر كبير من األهمية‪ ،‬لذلك‬
‫جاءت هذه المطبوعة لتتناول مختلف المفاهيم المتعلقة بالنقود والبنوك وأسواق رأس المال‪ ،‬أين تم تقسيمها‬
‫إلى خمسة محاور حيث سيخصص المحور األول لدراسة نظام المقايضة وعيوبه ونشأة النقود وتطورها‬
‫وتعريفها وتحديد مختلف وظائفها وأشكالها‪.‬‬
‫في حين المحور الثاني سيتناول األنظمة النقدية التي تعمل على تنظيم التداول النقدي بما ينسجم‬
‫ومتطلبات اإلقتصاد‪ ،‬باإلضافة إلى التعرف على مختلف أنواع األنظمة النقدية التي مرت عبر التاريخ‬
‫مرو ار إلى مفهوم العرض النقدي والقاعدة النقدية‪.‬‬
‫أما المحور الثالث سنحاول أن نبرز من خالله تحليال مقارنا لمواقف المفكرين اإلقتصاديين فيما‬
‫يتعلق بالمسألة النقدية من خالل النظريات النقدية التي تم طرحها من قبلهم بدءا من النظرية النقدية‬
‫الكالسيكية والنظرية النقدية الحديثة (النظرية الكينزية) وصوال للنظرية النقدية المعاصرة (نظرية النقديين)‪.‬‬
‫في حين المحور الرابع جاء للتعرف على مختلف أنواع البنوك سواء كانت بنوك مركزية أو تجارية‬
‫أو بنوك متخصصة وخصائص ووظائف كل منها‪.‬‬

‫أ‬
‫مقدمـــــــــــــــــة‬

‫بينما سيهتم المحور السادس بإعطاء لمحة عن السوق المالي والسوق النقدي‪ ،‬والتركيز على‬
‫أسواق رأس المال ومختلف المفاهيم األساسية المتعلقة به وأدواته واألعضاء والمشاركين فيه وأخي ار نظام‬
‫عمل هذه األسواق‪.‬‬
‫وفي األخير نرجوا من هللا سبحانه وتعالى أن نكون قد وفقنا فيما قصدنا وأن تفي هذه المطبوعة‬
‫بالغرض المطلوب منها وهو تزويد الطلبة بالمعارف والمعلومات المتعلقة باإلقتصاد النقدي‬
‫وأسواق رأس المال‪.‬‬
‫وهللا ولي التوفيق‬
‫د‪ .‬طويل ياسمينة‬

‫ب‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫المحور األول‪ :‬النقود واقتصاد المبادلة‬


‫تمهيد‪:‬‬
‫ظهور النقود لم يكن دفعة واحدة بل نتيجة لتطور طويل في العالقات اإلقتصادية لألفراد‬
‫والجماعات‪ ،‬وقد ارتبطت النقود بظاهرة التبادل حتى يمكن القول أن تاريخ النقود هو تاريخ التبادل؛ وقد تم‬
‫تخصيص هذا المحور للتعرف على المراحل التي مر بها ظهور النقود باإلضافة إلى تعريفها‬
‫وخصائصها‪ ،‬كما سيتم التطرق لوظائف النقود ومختلف األشكال التي شهدتها عبر التاريخ‪ ،‬لذلك قسم هذا‬
‫المحور إلى ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المقايضة ونشأة النقود‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف النقود وخصائصها وقيمتها‬
‫ثالثا‪ :‬وظائف النقود‬
‫رابعا‪ :‬أشكال النقود‬

‫‪1‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫أوال‪ :‬المقايضة ونشأة النقود‬


‫شهد العالم فترات متتالية تطورت فيها آليات النقود‪ ،‬وكان ذلك ناتجا عن مراحل عدة مر بها‬
‫اإلقتصاد العالمي بدءا من مرحلة اإلكتفاء الذاتي‪ ،‬ثم مرحلة المقايضة وأخي ار مرحلة اإلقتصاد النقدي‪.‬‬
‫‪ -1‬مرحلة اإلكتفاء الذاتي‪:‬‬
‫بدأ اإلنسان حياته على وجه األرض معتمدا على فطرته في الحصول على حاجاته وحاجات‬
‫أسرته التي يعولها‪ ،‬وشهدت البشرية أول شكل من أشكال التعاون وهو التعاون األسري‪ .‬بدأت األسرة‬
‫الصغيرة تتوسع وتأخذ شكل القبيلة تستهلك ما تنتجه لقلة حاجاتها التي تريد إشباعها‪.‬‬
‫‪ -2‬مرحلة المقايضة‪:‬‬
‫بزيادة حاجات اإلنسان وتنوع السلع التي ينتجها‪ ،‬ظهرت أول مرحلة من مراحل المقايضة وهي‬
‫التخصص فبزيادة المنتجات وتنوعها بدأ ظهور التعاون وتقسيم العمل كوسيلة إلشباع الرغبات وأدى مبدأ‬
‫التخصص إلى ظهور مبدأ توزيع األدوار والمسؤوليات حسب كفاءة كل فرد من أفراد المجتمع وقدراته‪.‬‬
‫وهكذا استطاع كل فرد أن يبادل ما يفيض عن حاجاته من سلع يتخصص في إنتاجها بسلع‬
‫أخرى يحتاجها ويتخصص آخرون في إنتاجها‪ ،‬وبذلك عرف اإلنسان عملية تبادل المنتجات أو ما يسمى‬
‫‪1‬‬
‫بنظام المقايضة‪.‬‬
‫والمقايضة في اللغة تعني‪ :‬المعاوضة‪ ،‬وهي مبادلة عرض بعرض‪ .‬وقايضه مقايضة إذا أعطاه‬
‫سلعة وأخذ عوضها سلعة‪.‬‬
‫أما اصطالحا‪ :‬هي بيع عين بعين‪ ،‬أو مبيع بمبيع‪.‬‬
‫أما تعريف اإلقتصاديين للمقايضة فهو‪ :‬أن يتبادل األفراد أو الجماعات السلع أو الخدمات التي‬
‫‪2‬‬
‫ينتجونها ويتبادلونها بشكل مباشر فيما بينهم‪.‬‬
‫وعليه فالمقايضة مبادلة السلع والخدمات بعضها ببعض‪ ،‬دون استخدام للنقود‪ ،‬وهي مرحلة هامة‬
‫من مراحل التطور اإلقتصادي‪ ،‬وكان لها العديد من الصعوبات والمتاعب والتي ازدادت بعد ازدياد درجة‬
‫التخصص في العمل ومن أهم هذه العيوب ما يلي‪:‬‬
‫‪ 1-2‬صعوبة تحديد نسب التبادل بين السلع‪ :‬نظام المقايضة يقوم على أساس مبادلة سلع بسلعة أخرى‬
‫بصورة مباشرة وبدون وسيط‪ ،‬أي أنه يصعب التعبير عن قيمة السلعة بكمية ثابتة وانما يتم التعبير عن‬

‫‪1‬محمد الفاتح المغربي‪ :‬النقود والبنوك‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬األكاديمية الحديثة للكتاب الجامعي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،8102 ،‬ص‪7 :‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد نجيب حمادي الجوعاني‪ ،‬ضوابط التجارة في اإلقتصاد اإلسالمي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،8112 ،‬ص‪001 :‬‬
‫‪2‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫قيمة السلعة في السوق بكميات عديدة تتناسب في عددها مع عدد السلع المتبادلة في السوق‪ ،‬وبالتالي‬
‫فإنه من الصعوبة الحصول على وحدة قياس واحدة في مبادلة السلع عندما تكون السلع المتبادلة كثيرة‬
‫وحاجات مختلفة‪.‬‬
‫فلو افترضنا أن عدد السلع المتاحة للتبادل في السوق هي عشر سلع فقط فإن هذا يتطلب أن‬
‫نحدد نسبة مبادلة لكل سلعة من هذه السلع مع كل من السلع التسع األخرى الموجودة في السوق أي أن‬
‫كل سلعة سيكون لها تسع نسب مبادلة مع بقية السلع األخرى‪.‬‬
‫وعلى العموم‪ ،‬سيكون هناك نسب تبادل كثيرة في حالة كثرة السلع المتبادلة في السوق‪ ،‬وهذا ما‬
‫كان عليه الحال في نظام المقايضة واذا أردنا أن نعرف عدد نسب المبادلة للسلع فإنه بإمكاننا إستخدام‬
‫المقياس التالي‪:‬‬
‫)‪𝑛 (𝑛 − 1‬‬
‫=𝑇‬
‫‪2‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫‪ T‬عدد نسب المبادلة (عدد أسعار المبادلة بين السلع)‬
‫‪ n‬عدد السلع في السوق‬
‫فإذا كانت ‪ 01 = n‬فإن عدد نسب المبادلة يكون‪:‬‬
‫)‪10(10 − 1‬‬
‫=𝑇‬ ‫‪= 45‬‬
‫‪2‬‬
‫أي يوجد خمسة وأربعين نسبة مبادلة (سعر التبادل) في حالة وجود عشر سلع فقط؛ أما إذا‬
‫وجدت ‪ 011‬سلعة فإن عدد نسب المبادلة يصبح نحو ‪ 1521‬سعر تبادل ونسب مبادلة‪.‬‬
‫ويمكننا أن نتصور حجم وعدد نسب المبادلة إذا كان عدد السلع يصل إلى أكثر‬
‫‪1‬‬
‫من ‪ 0111‬سلعة‪.‬‬
‫‪ 2-2‬صعوبة إيجاد أداة تصلح إلختزان القيم‪ :‬إذا ما أراد األفراد في ظل نظام المقايضة اختزان القوة‬
‫الشرائية فإنهم يضطرون إلى اإلحتفاظ بثرواتهم في صورة سلع يختزنونها أو في شكل حقوق على سلع‬
‫معينة تتحدد بأنواعها وصفاتها‪ ،‬لكن ذلك قد يلحق أض ار ار باألفراد إذ من المحتمل أن تتغير قيمة السلع‬
‫المختزنة في المستقبل‪ ،‬أو يكون من الصعب إجراء مبادلتها بغيرها بعد ذلك‪ ،‬وقد تتعرض أثناء اإلختزان‬

‫‪1‬محمد أحمد األفندي‪ ،‬اإلقتصاد النقدي والمصرفي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مركز الكتاب األكاديمي‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،8102 ،‬ص‪.02 :‬‬
‫‪3‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫للخسارة أو التلف‪ . 1‬أو التعرض للسرقة إضافة إلى صعوبات النقل نظ ار لكبر حجم السلع المخزنة‬
‫وحاجاتها إلى مساحات كبيرة للخزن‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن تغير ظروف الطلب والعرض على السلع المخزنة كان يؤدي إلى تغير كبير‬
‫في القيمة السوقية التبادلية لهذه السلع األمر الذي يزيد من كلفة تخزين وادخار سلع عينية‪ ،‬ولم يكن نظام‬
‫المقايضة أيضا صالحا إلستعماله كأداة لتسوية قيمة المدفوعات اآلجلة مثل عقود اإليجار أو عقود ريع‬
‫‪2‬‬
‫األراضي وغيرها من المعامالت التعاقدية‪.‬‬
‫‪ 3-2‬صعوبة تجزئة السلع في بعض األحيان‪ :‬قد تحول الظروف دون أن توجد لدى أطراف التبادل‬
‫الكمية التي تحقق نسبة التبادل بين السلعتين كأن توجد لدى الطرف اآلخر السلعة بكمية أقل مما يسمح‬
‫بإجراء التبادل‪ ،‬وفي نفس الوقت قد يكون من الصعب تقسيم السلعة األخرى أو تجزئتها على النحو الذي‬
‫‪3‬‬
‫يحقق نسبة التبادل بين السلعتين‪.‬‬
‫‪ 4-2‬صعوبة التوافق بين رغبات األفراد‪ :‬يتطلب نظام المقايضة أن يكون هناك توافق في رغبات‬
‫المتعاملين من حيث الحجم المناسب والجودة المالئمة والزمان والمكان المناسبين للتبادل‪ ،‬وعلى سبيل‬
‫المثال الشخص الذي يرغب في مبادلة بقرة بكمية معينة من القمح‪ ،‬فإنه عليه أن يبحث عن الشخص‬
‫الذي يمتلك القمح ويرغب في نفس الوقت بمبادلة قمحه بالبقرة في الوقت المناسب للطرفين وفي المكان‬
‫‪4‬‬
‫المناسب لهما‪ ،‬ومن الواضح أن تحقيق هذا التوافق في الرغبات كان أم ار صعبا في نظام المقايضة‪.‬‬
‫‪ -3‬مرحلة النظام النقدي‪:‬‬
‫بعد معاناة اإلنسان من نظام المقايضة بدأ يبحث عن مادة نافعة ضرورية يتم بواسطتها تبادل‬
‫السلع والخدمات‪ ،‬وتقدر بها قيم األشياء ويسهل بها التعامل‪ ،‬فكانت النقود الحل الذي وجده اإلنسان مالذا‬
‫من مساوئ نظام المقايضة ومرت النقود بالعديد من المراحل حتى وصلت إلى الصورة التي هي‬
‫‪5‬‬
‫عليها اآلن‪.‬‬

‫‪1‬عزت قناوي‪ ،‬أساسيات في النقود والبنوك‪ ،‬دار العلم للنشر والتوزيع‪ ،‬الفيوم‪ ،‬مصر‪ ،8112 ،‬ص‪.00 :‬‬
‫‪2‬محمد أحمد األفندي‪ ،‬مرجع سيق ذكره‪ ،‬ص‪.01 :‬‬
‫‪ 3‬عزت قناوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.00 :‬‬
‫‪4‬‬
‫محمد أحمد األفندي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.01 :‬‬
‫‪5‬‬
‫محمد الفاتح المغربي‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.2 :‬‬
‫‪4‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف النقود خصائصها وقيمتها‬


‫‪ -1‬تعريف النقود‪:‬‬
‫ظل تقديم تعريف محدد للنقود محل جدل كبير بين اإلقتصاديين والمفكرين والفالسفة‪ .‬حيث لم‬
‫يكن تحديد ماهية النقود أم ار سهال‪ ،‬وفيما يلي يمكن تقديم مجموعة من التعاريف‪:‬‬
‫النقود في اللغة هي‪ " :‬جمع نقد وهي تمييز النقود والكشف عن جودتها‪ ،‬يقال نقدت الدراهم أي‬
‫‪1‬‬
‫فحصتها واختبرتها"‪.‬‬
‫النقود اصطالحا هي‪ ":‬وحدة معيارية‪ ،‬تعارف الناس استخدامها لقياس قيم السلع والخدمات وتلقى‬
‫‪2‬‬
‫قبوال عاما لديهم‪ ،‬أيا كانت مادتها أو شكلها"‪.‬‬
‫وقد تم تعريف النقود على أنها‪ ":‬كل شيء يتمتع بقبول عام كوسيلة للمبادالت وتقوم بنفس الوقت‬
‫بوظيفة مقياس للقيمة ومخزن للقيم"‪.‬‬
‫كما تم تعريفها أيضا على أنها‪ ":‬األدوات التي تعتمد الدولة في إصدارها لقياس القيم واستيداعها‬
‫‪3‬‬
‫واإلبراء من الديون لتحريك الموارد اإلقتصادية والطاقات"‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى يمكن تعريف النقود‪ ":‬على أنها تشكل بالنسبة لحائزها عنص ار من عناصر رأس‬
‫‪4‬‬
‫المال‪ ،‬فهي تستعمل في عملية اإلنتاج في المؤسسة‪".‬‬
‫‪5‬‬
‫ويمكن تعريف النقود أيضا من خالل ثالث آراء‪:‬‬
‫‪ -‬النقود كسلعة ال تختلف عن باقي السلع األخرى‪ ،‬سواء من حيث النذرة والمنفعة‪ ،‬ولكنها تتميز عن باقي‬
‫السلع‪ ،‬بأنها مرآة تعكس قيم األموال على أساس نسبة التبادل بين وحداتها ووحدات كل سلعة أخرى؛‬
‫‪ -‬النقود ضرورة تشريعية وأصحاب هذا الرأي يرون أن النقود هي ما يقرره المشرع نقودا فال شيء يعتبر‬
‫نقودا إال ما يقرره المشرع‪ ،‬وما عدا ذلك فال يعتبر نقودا؛‬
‫‪ -‬النقود أداة فنية ويقصد بها هنا أنها تتغلب على المصاعب التي آثارها نظام المقايضة؛ فالنقود أداة‬
‫اخترعها اإلنسان وقد وفق في ذلك من أجل اإلسهام في تقدم الجماعة ورقيها؛‬

‫‪1‬‬
‫هايل عبد الحفيظ يوسف داود‪ ،‬تغير القيمة الشرائية للنقود الورقية‪ ،‬المعهد العالمي للفكر اإلسالمي‪ ،‬فرجينيا‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكة‪،‬‬
‫‪ ،0555‬ص‪.0:‬‬
‫‪2‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪3:‬‬
‫محمد رشدي إبراهيم مسعود‪ ،‬توحيد العمالت النقدية وأثره في اقتصاد الدول المتقدمة والنامية‪ ،‬دار النشر للجامعات‪ ،‬القاهرة‪8115 ،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،‬ص‪.01:‬‬
‫‪4‬‬
‫الطاهر لطرش‪ ،‬اإلقتصاد النقدي والبنكي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،8108 ،‬ص‪.83 :‬‬
‫‪5‬‬
‫عزت قناوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪.01-03 :‬‬
‫‪5‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫في األخير يمكن تقديم التعريف الشامل وهو التعريف المستوعب لكل وظائف النقود‪ ،‬وهو على‬
‫النحو اآلتي‪ " :‬النقود هي أي شيء يحظى بالقبول العام بحكم القانون ويستخدم كوسيط في التبادل‬
‫وكوحدة للحساب وخزن للقيم وأداة لتسوية المدفوعات اآلجلة" ‪ 1.‬هذا التعريف يحظى بتوافق جمهور‬
‫اإلقتصاديين كونها تعرف النقود بوظائفها‪.‬‬
‫‪ -2‬خصائص النقود‪:‬‬
‫يشترط توافر خصائص معينة في النقود لتكون صالحة لإلستخدام النقدي‪ ،‬وكلما تحققت هذه‬
‫الخصائص في النقود‪ ،‬كانت أكثر نجاحا في اإلستخدام‪ ،‬ومن هذه الخصائص‪:2‬‬
‫‪ -‬تكون قابلة للتجزئة إلى وحدات صغيرة لتسهل مبادلتها؛‬
‫‪ -‬ال تحدث تجزئتها تغيي ار في قيمتها؛‬
‫‪ -‬تكون أجزائها متجانسة‪ ،‬حيث تبدو متشابهة؛‬
‫‪ -‬تكون قابلة للتخزين من غير أن تتعرض للتلف؛‬
‫‪ -‬تحفظ على قيمتها‪ ،‬وتتصف باإلستقرار النسبي في قيمتها؛‬
‫‪ -‬تتصف بالنذرة النسبية؛‬
‫‪ -‬يكون لها قوة إبراء قانونية؛‬
‫‪ -‬تلقى قبوال عاما من المتعاملين بها؛‬
‫‪ -‬تكون سهلة النقل والحمل؛‬
‫‪ -3‬قيمة النقود‪:‬‬
‫هناك العديد من التعاريف لقيمة النقود‪ ،‬إال أن التعريف الشائع والمقصود هنا القوة الشرائية للنقود‪.‬‬
‫فالدكتور زهير شامية يعرف قيمة النقود على أنها‪" :‬القوة الشرائية لوحدة النقود‪ ،‬أي مدى الهيمنة لوحدة‬
‫النقد في المبادالت‪ ،‬على كمية السلع والخدمات المختلفة"‪.3‬‬
‫بمعنى آخر مدى قدرة الوحدة النقدية الواحدة على شراء كمية معينة من السلع والخدمات خالل‬
‫فترة من الزمن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد أحمد األفندي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.32 :‬‬
‫‪2‬هايل عبد الحفيظ يوسف داود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.00:‬‬
‫‪ 3‬علي كنعان‪ ،‬النقود والصيرفة والسياسة النقدية‪ ،‬دار المنهل اللبناني للطباعة والنشر‪ ،‬لبنان‪ ،8108 ،‬ص‪20 :‬‬
‫‪6‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫وتعتبر العالقة بين ارتفاع المستوى العام لألسعار‪‬والقوة الشرائية للنقود عالقة عكسية‪ ،‬حيث أن‬
‫ارتفاع األسعار يضعف من القوة الشرائية للنقود عند المستهلكين عند ثبات الدخل مما يؤدي إلى التقليل‬
‫من الكميات المشترات من السلع والخدمات‪ ،‬وفي الحالة العكسية عند انخفاض األسعار يزيد المستهلك‬
‫من شراء السلع والخدمات‪.‬‬
‫لذلك يمكن قياس التغير في قيمة النقود عن طريق متابعة التغير في المستوى العام لألسعار‪.1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن تقلبات قيمة الوحدة النقدية تؤثر على درجة كفاءة النقود في أداء مختلف‬
‫وظائفها‪ ،‬فبالنسبة لوظيفة وسيط للمبادلة وبما أن هذه الوظيفة مرتبطة بالقبول العام في حالة إنخفاض أو‬
‫تدهور قيمة النقود بشكل كبير فإنها تصبح غير مقبولة من طرف األفراد في سداد مختلف اإللتزامات؛‬
‫كذلك الحال بالنسبة لوظيفة مقياس للقيم فلكي تقوم النقود بهذه الوظيفة يجب أن تتمتع بدرجة من الثبات‬
‫ألن تقلبات قيمة الوحدة النقدية نحو اإلرتفاع أو اإلنخفاض تجعلها أقل كفاءة في قياس القيم؛ نفس الشيء‬
‫ينطبق على كل من وظيفتي تسوية المدفوعات اآلجلة واإلحتفاظ بالقيمة فالبنسبة مثال لوظيفة إختزان القيم‬
‫ففي حالة إرتفاع المستوى العام لألسعار وتوقع األفراد إستمرار هذا اإلرتفاع فإنهم يتخلون عن النقود وهذا‬
‫يعني تحقق األثر السلبي على قيام النقود بوظيفة إختزان الثروة نتيجة لتقلب قيمتها الحقيقية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬وظائف النقود‬
‫بصفة عامة يمكن أن نميز أساسا بين مجموعتين من الوظائف التي تلعبها النقود‪ ،‬فالمجموعة‬
‫األولى من هذه الوظائف هي ما يعرف بالوظائف الفنية الحيادية للنقود‪ ،‬أما المجموعة الثانية من وظائف‬
‫النقود فهي تلك الوظائف المتممة أو المشتقة من الوظائف الفنية‪.‬‬
‫‪ -1‬الوظائف الفنية الحيادية للنقود (التقليدية)‪:‬‬
‫إن الوظائف األساسية للنقود هي تلك الوظائف التقليدية ذات الطابع النقدي البحت والتي‬
‫ارتبطت أصال بنشأة النقود كوسيلة للتغلب على نظام المقايضة‪ ،‬وسبب تسميتها بالوظائف الفنية أو‬
‫الحيادية ألنها متعلقة بطبيعة النقود ولكنها ضرورية لسير واستمرار النشاط االقتصادي وال تؤثر في مجراه‬
‫أو معدل نموه‪.‬‬

‫تجدر المالحظة إلى أنه ال يمكن القول بتغير القوة الشرائية للنقود إذا ما تغير سعر سلعة ما أو خدمة ما مهما كانت أهميتها‪ ،‬وانما العبرة بتغير‬ ‫‪‬‬

‫كل أسعار السلع والخدمات‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫محمود حسين الوادي‪ ،‬حسين محمد سمحان‪ ،‬سهيل أحمد سمحان‪ ،‬النقود والمصارف‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،8101‬ص‪.78 :‬‬
‫‪7‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫ؤوتنحصر هذه الوظائف أساسا في وظيفتين أصليتين هما النقود كمقياس أو معيار للقيمة‬
‫‪1‬‬
‫وكوسيلة للمبادالت‪.‬‬
‫‪ 1-1‬النقود معيار ومقياس لقيم السلع والخدمات‪ :‬وهذه هي الوظيفة األساسية للنقود‪ ،‬فالنقود تقيس قيمة‬
‫كل سلعة أو خدمة معب ار عنها بالوحدات النقدية‪.‬‬
‫وقبل اكتشاف النقود كانت قيم األشياء والخدمات تقاس بنسبة بعضها إلى بعض‪ ،‬فيقال مثال‪:‬‬
‫قيمة كذا من القمح تساوي كذا من الشعير أو التمر‪ ،2‬وتعمل وحدة النقد مثل أي وحدة من وحدات القياس‬
‫في أي مجال من المجاالت‪.‬‬
‫وباستخدام النقود كمقياس للقيم أو كوحدة للحساب أمكن التغلب على مشكلة تعدد نسب التبادل‬
‫في ظل نظام المقايضة‪ .‬فباإلتفاق على وحدة نقدية معينة إلستخدامها كمعيار للقيمة تنسب عليها قيم‬
‫السلع المختلفة يمكن مقارنة القيم التبادلية لمختلف السلع المتداولة في السوق‪.‬‬
‫ويشترط إلستخدام النقود كمقياس للقيم أن تتمتع بثبات في قيمتها‪ ،‬ومعنى هذا الثبات أن الوحدة‬
‫النقدية يمكنها شراء نفس المجموعة من السلع والخدمات بصفة دائمة ولو على األقل الثبات النسبي لها‪.‬‬
‫غير أن الواقع العملي أثبت اتجاه قيمة الوحدة النقدية للتغير وفقا لتغير المستوى العام لألسعار بل‬
‫واتجاهها إلى اإلنخفاض أيضا وبالذات في أوقات التضخم‪ ،‬ولكن يمكن القول بصفة عامة أن هذه القيمة‬
‫تتمتع بثبات نسبي‪ ،‬في فترة محددة وفي منطقة محددة مما يمكنها من أداء وظيفتها كمقياس للقيم بصفة‬
‫‪3‬‬
‫مرضية وبكفاءة ودقة‪.‬‬
‫‪ 2 -1‬النقود وسيلة أو وسيط للتبادل‪ :‬إن الشخص يبيع ما يزيد عن حاجاته األصلية من السلع‬
‫والخدمات ويقبض ثمنها نقودا‪ ،‬ويشتري بتلك النقود ما يحتاج إليه ويرغب فيه من سلع وخدمات‪ ،‬فكأن‬
‫النقود قامت وسيط إلستبدال السلع والخدمات‪ ،‬وقد أدت هذه الوظيفة للنقود إلى التغلب على صعوبات‬
‫المقايضة‪ ،‬التي كانت تفترض إيجاد التوافق بين رغبات الطرفين‪ ،‬أما بعد التعامل بالنقود فيمكن الحصول‬
‫‪4‬‬
‫بواسطتها على السلع والخدمات كافة‪.‬‬

‫ميراندا زغلول رزق‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬جامعة بنها التعليم المفتوح‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬مصر ‪ ،8115/8112‬ص‪-‬ص‪ ،31 :‬متوفر على الموقع‬ ‫‪1‬‬

‫اإلطالع‪:‬‬ ‫تاريخ‬ ‫‪،https://books-library.online/files/download-pdf-ebooks.org-1526569154Eo3B7.pdf‬‬ ‫اإللكتروني‪:‬‬


‫‪.8180/18/82‬‬
‫‪2‬هايل عبد الحفيظ يوسف داود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.1:‬‬
‫محمود حامد محمود‪ ،‬اإلقتصاد النقدي‪ ،‬دار حميث ار للنشر والترجمة‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪ ،8107 ،‬ص‪-‬ص‪01-02 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬هايل عبد الحفيظ يوسف داود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪5-2 :‬‬
‫‪8‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫ويتطلب نجاح النقود في أداء هذه الوظيفة أن تلقى قبوال عاما من كافة المتعاملين‪ ،‬أي يجب أن‬
‫تمثل في حد ذاته قوة شرائية عامة تمكن حائزها من الحصول على ما يعادل قيمتها من أي سلعة أو‬
‫خدمة تعرض للبيع في السوق‪ ،‬وأن تكون هذه القوة الشرائية ثابتة وحتى تزداد ثقة المتعاملين في النقود أو‬
‫‪1‬‬
‫على األقل تتقلب في حدود معينة‪.‬‬
‫‪-2‬الوظائف المتممة أو المشتقة للنقود‪:‬‬
‫من الوظيفتين األصليتين والتقليديتين للنقود تشتق وظيفتين هم النقود كمستودع للقيمة وكمقياس‬
‫للمدفوعات المؤجلة‪:‬‬
‫‪ 1-2‬النقود كمستودع للقيمة ومخزن لها‪ :‬أي أداة الختزان القوة الشرائية الستخدامها عند الحاجة في‬
‫المستقبل‪ ،‬حيث أن الفرد في الواقع ال يهدف إلى االحتفاظ بالنقود لذاتها وانما من أجل الحصول بواسطتها‬
‫على سلع وخدمات في المستقبل‪.‬‬
‫ويشترط لكي تؤدى النقود هذه الوظيفة على الوجه األكمل أن تحتفظ بقيمتها النسبية لفترة طويلة‪،‬‬
‫وهذا يعنى الثبات النسبي لكل من العرض والطلب حتى يظل مستوى األثمان ثابتا‪ ،‬وهذا غالبا ما ال‬
‫يحدث‪ ،‬حيث أنه كثي ار ما ترتفع قيمة النقود أو تنخفض‪.‬‬
‫كما يمكن للفرد أن يحتفظ بالقيمة في صورة أسهم مالية أو سندات أو سلع معمرة وهذه الصورة‬
‫لها مزاياها في أنها تدر عائدا لصاحب القيمة في صورة ربح أو فائدة أو منفعة في االستعمال كما أن‬
‫أسعارها قد ترتفع فجأة ويحقق صاحبها أرباحا رأسمالية‪ ،‬ولكنها من ناحية أخرى قد تحقق له خسائر‬
‫رأسمالية إذا انخفضت األسعار‪.‬‬
‫ولعل إحدى المزايا الرئيسية التي توفرها النقود لحاملها هي السيولة التامة في حين األسهم‬
‫والسندات والسلع المعمرة تتميز عن النقود بربحيتها المرتفعة‪ ،‬واإلنسان عادة ما يحتفظ بأصوله في عدة‬
‫‪2‬‬
‫صور منها النقد السائل ومنها األصول األخرى األقل سيولة كاألوراق المالية أو السلع المعمرة‪.‬‬
‫‪ 2-2‬النقود أداة لتسوية المدفوعات اآلجلة‪ :‬تعتبر هذه الوظيفة المتممة التي تقوم بها النقود‪ ،‬مشتقة من‬
‫وظيفتها األصلية كمقياس للقيم أو كمعيار للقوة الشرائية للوحدة النقدية‪ ،‬وذلك أن التطور الذي شهدته‬
‫الحياة االقتصادية‪ ،‬والذي كان من شأنه أن يجعل اإلنتاج معدا للسوق وليس مقتص ار على االستهالك‬
‫الذاتي فقط‪ ،‬إذ ظهرت فكرة التخصص وتقسيم العمل‪ ،‬وبالتالي فقد فرض النظام االقتصادي المعاصر‬

‫‪1‬محمود حامد محمود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪01 :‬‬


‫ميراندا زغلول رزق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪13-18 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪9‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫تسويقا لإلنتاج عن طريق إجراء العقود بين المنتجين والمشترين‪ .‬والمعروف أن العقود التي تنصب على‬
‫تسويق اإلنتاج‪ ،‬تتضمن في الغالب عملية تبادل تتم بصورة فورية‪ ،‬ولكن تسويتها الكلية أو الجزئية ال‬
‫تتحقق إال بعد مرحلة زمنية يجري االتفاق عليها بين أطراف العقد وتعني هذه األخيرة‪ ،‬في ما يقوم كال‬
‫طرفي العقد بأداء التزاماته وباستيفاء حقوقه‪ ،‬لما كان استيفاء الحقوق يتم خصوصا بواسطة النقود‪ ،‬فإن‬
‫العقد يتضمن تحديدا لألثمان التي يجري أداؤها في المستقبل‪ ،‬وعلى هذا األساس تكون النقود قد لعبت‬
‫دور المعيار للمدفوعات اآلجلة‪ ،‬وهو دور متمم ومشتق من دورها كمقياس للقيم‪.1‬‬
‫رابعا‪ :‬أشكال النقود‬
‫تدرجت النقود منذ اكتشافها حتى وصلت إلى صورتها الحالية التي تتعامل بها‪ ،‬وكانت في كل‬
‫مرة تعكس التطور اإلقتصادي واإلجتماعي للمجتمعات البشرية‪.‬‬
‫ويمكن عرض أنواع النقود وفقا لعدة معايير كما يظهرها الشكل التالي‪:‬‬

‫لسبط عبد هللا‪ ،‬النظام النقدي في اإلقتصاد اإلسالمي‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪،8117/8111 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪7:‬‬
‫‪10‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫الشكل رقم (‪ :)11‬معايير تقسيم النقود‬

‫النقود‬

‫المعيار الجغرافي‬ ‫معيار المادة‬ ‫معيار أساس‬ ‫معيار التطور‬ ‫معيار الجهة‬

‫المصنوع منها‬ ‫النقود‬ ‫التاريخي‬ ‫المصدرة‬

‫النقود‬

‫سلعية‬ ‫نقود‬
‫وطنية‬ ‫معدنية‬
‫إئتمانية‬ ‫حكومية‬
‫معدنية‬

‫نقود‬
‫ورقية‬ ‫إلزامية‬
‫أجنبية‬ ‫ورقية‬ ‫سلعية‬
‫مصرفية‬
‫مممصرف‬
‫يةمصرفةي‬ ‫نقود‬
‫إلكتروني‬
‫ةة‬ ‫الودائع‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باإلعتماد على محمد أحمد األفندي‪ ،‬اإلقتصاد النقدي والمصرفي‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬مركز الكتاب األكاديمي‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2112 ،‬ص‪-‬ص‪44-42 :‬‬
‫كما نالحظ من الشكل أعاله أنه يوجد عدة معايير لتقسيم النقود‪ ،‬لكن يمكننا دراسة أنواع النقود‬
‫وفقا لمعيار التطور التاريخي لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬هذا المعيار يجمع بين أنواع النقود وفقا للمعايير المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬ينسجم هذا المعيار مع واقع التطور التاريخي للنقود حيث مرت النقود بمراحل مختلفة حتى‬
‫وصلت إلى شكلها الحديث في عصرنا الراهن‪.‬‬
‫وفيما يلي يمكن دراسة أنواع النقود وفقا لمعيار التطور التاريخي للنقود‪:‬‬
‫‪ -1‬النقود السلعية‪:‬‬
‫تعتبر النقود السلعية أقدم أنواع النقود التي عرفتها المجتمعات البشرية‪ ،‬حيث لجأ إليها الناس‬
‫للتخلص من مشاكل المقايضة وصعوباتها المختلفة‪ ،‬وقد شملت هذه السلع القمح والشاي والماشية القماش‬
‫‪11‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫باإلضافة لسلع أخرى‪ .‬ولجأت البشرية لنوع معين من السلع حسب أهميتها ووفرتها واستخداماتها ونتيجة‬
‫لقبول اآلخرين لها‪ .‬وقد كان لهذه السلع صفتين‪ :‬صفتها كسلعة وصفتها كنقد‪ .‬واختلفت السلع المستخدمة‬
‫كوحدات نقد من مجتمع آلخر تبعا إلختالف الظروف اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية بين المجتمعات‪،‬‬
‫فالمجتمعات البدوية القائمة على الري كانت تستخدم الماشية كسلعة وسيطة ووسيلة التبادل التجاري‪،‬‬
‫والمجتمعات الزراعية المستقرة كانت تستعمل المنتجات النباتية‪ ،‬وتشير المصادر إلى أن اإلغريق قد‬
‫استخدموا الماشية‪ ،‬بينما استخدم الهنود الحمر التبغ واستخدم الصينيون السكاكين واستخدم الفراعنة القمح‪.‬‬
‫وقد كان الهدف من إستخدام هذه السلع كوسيلة للتبادل هو تقديم أساس مقبول لقياس قيم السلع‬
‫محل التبادل‪.‬‬
‫ولكن مع تطور البشرية ظهرت عيوب كثيرة للنقود السلعية‪ ،‬حيث يصعب تجزئتها إلى وحدات‬
‫‪1‬‬
‫متجانسة‪ ،‬باإلضافة إلى صعوبة التخزين لمدة طويلة دون حدوث تلف أو إنتقاص في قيمتها‪.‬‬
‫‪ -2‬النقود المعدنية‪:‬‬
‫مع ازدياد حجم الصفقات المبرمة وبتكرار التجارب اكتشف المتعاملون أن المعادن هي أفضل‬
‫وسيط إلجراء عملية التبادل بينهم من حيث كونها أقوى على البقاء‪ ،‬كما يمكن تجزئتها وتشكيلها بالحجم‬
‫والشكل المطلوبين‪.‬‬
‫وقد فضل اإلنسان استخدام الذهب والفضة عن باقي المعادن لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬القبول العام الذي القاه كل من الذهب والفضة باعتبارهما رم از للثراء والرخاء بين الدول‪ ،‬ذلك‬
‫إضافة إلى تمتعها ببريق يلفت األنظار‪ ،‬مما أدى إلى شيوع استخدامها في صناعة الحلي؛‬
‫‪ -‬سهولة الحمل والنقل؛‬
‫‪ -‬سهولة تمييز نوعيتها واستحالة تزويرها؛‬
‫‪ -‬المتانة وعدم التآكل؛‬
‫‪ -‬القابلية للطرق وسهولة التشكيل بالوزن والشكل والحجم المطلوب؛‬
‫‪ -‬القابلية لإلدخار دون التعرض للتلف أو الصدأ أو الحريق؛‬
‫‪ -‬ثبات القيمة نسبيا؛‬

‫سعيد سامي الحالق‪ ،‬محمد محمود العجلوني‪ ،‬النقود والبنوك والمصارف المركزية‪ ،‬دار اليازوري للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن ‪،8101‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪80 :‬‬
‫‪12‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫وبذلك سادت النقود المصنوعة من الذهب والفضة كوسيط في التعامالت التجارية‪ ،‬وظل اإلنسان‬
‫يستخدم الذهب والفضة لفترة واسعة من التاريخ‪ ،‬تربعت فيها النقود المصنوعة من الذهب والفضة على‬
‫‪1‬‬
‫عرش النظام النقدي العالمي‪ ،‬حتى أوائل القرن العشرين‪.‬‬
‫‪ -3‬النقود الورقية (أوراق البنكنوت)‪:‬‬
‫وهي عبارة عن وثائق أو صكوك تصدر لحاملها‪ ،‬تمثل دينا في ذمة السلطات النقدية التي‬
‫أصدرتها‪ ،‬وكانت هذه الوثائق تمثل الذهب المودع لدى الصيارفة والصاغة منذ أربعة قرون تقريبا‪ ،‬إذ‬
‫كانت مغطاة بالذهب بنسبة ‪ ،%011‬لكن الحظ الصيارفة أن نسبة قليلة من المودعين يطلبون تحويل‬
‫الصكوك التي بأيديهم إلى ذهب‪ ،‬مما مكنهم من إصدار وثائق تتجاوز قيمتها قيمة الذهب المكدس لديهم‪،‬‬
‫واإلستفادة منها في إقراض رجال األعمال وغيرهم‪ .‬وتسهيال لتداول هذه الوثائق تم تحويلها من سندات‬
‫إسمية إلى سندات لحاملها‪ ،‬لتلبي حاجات التبادل‪ ،‬ثم أصبحت هذه الوثائق تأخذ دور النقود بعدما كانت‬
‫نقود نائبة عن الذهب والفضة‪.‬‬
‫ثم تحولت هذه األوراق النقدية إلى أوراق إلزامية وهي نقود يصدرها البنك المركزي للدولة‪ ،‬وتستمد‬
‫هذه النقود وجودها من القانون‪ ،‬ومن القبول العام لألفراد ومدى إقبالهم عليها‪ ،‬ويمكن تعريفها أيضا على‬
‫أنها تلك النقود الورقية غير القابلة للصرف بالذهب‪ ،‬أو أي معدن آخر‪ ،‬وتستمد قيمتها النقدية من قوة‬
‫‪2‬‬
‫اإلبراء العام التي يضفيها عليها القانون‪.‬‬
‫بناء عما سبق يمكن تقسيم النقود الورقية إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫‪ 1-3‬النقود الورقية النائبة‪ :‬يقصد بالنقود النائبة الصكوك والشهادات الورقية المغطى قيمتها بالذهب أو‬
‫الفضة‪ ،‬وهي تشبه شهادات اإليداعات واإليصاالت التي تم اإلشارة إليها سابقا‪.‬‬
‫وقد نشأ هذا النوع من النقود الورقية مع ظهور فكرة البنوك المركزية واسناد وظيفة إصدار النقود إلى جهة‬
‫واحدة ممثلة بالبنك المركزي‪.‬‬
‫ووفقا لقاعدة التحويل‪ ،‬يتعهد البنك المركزي بتحويل هذه الشهادات واإليصاالت إلى ذهب أو‬
‫فضة وبقيمة تساوي قيمة الوحدات النقدية المعدنية أو ما يعادلها من سبائك‪.‬‬

‫‪1‬محمد الفاتح المغربي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪5-2 :‬‬


‫‪2‬وليد مصطفى شاويش‪ ،‬السياسة النقدية بين الفقه اإلسالمي واإلقتصاد الوضعي‪ ،‬المعهد العالمي للفكر اإلسالمي‪ ،‬فرجينيا‪ ،‬الواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪ ،8100 ،‬ص‪28 :‬‬
‫‪13‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫ومن سمات ومميزات النقود النائبة أنها تشبه النقود السلعية فالكمية التي يمكن إصدارها تتوقف‬
‫على كمية النقد السلعية أو ما يعادلها من سبائك‪ ،‬إضافة إلى قابليتها للتداول دون الحاجة إلى نقل الذهب‬
‫‪1‬‬
‫من الخزينة مما نتج عنها ميزة السهولة وعدم التعرض للسرقة أو التآكل‪.‬‬
‫‪ 2-3‬النقود الورقية الوثيقة‪ :‬وهي التي تكون تغطيتها المعدنية جزئية‪ ،‬حيث يكون الذهب أو الفضة‬
‫جزءا من الغطاء والجزء اآلخر يستند إلى ثقة الناس بالجهة التي أصدرت تلك النقود‪ ،‬لذلك سميت نقودا‬
‫وثيقة‪ ،‬ومع ذلك فإنها كانت قابلة للصرف‪ ،‬إذ كانت تحمل تعهدا بالدفع عند الطلب‪.2‬‬
‫‪ 3-3‬نقود ورقية إلزامية‪ :‬لم تكن مرحلة استعمال النقود النائبة قابال لإلستمرار والتطبيق في الواقع‪ ،‬فقد‬
‫جاء الوقت الذي عجزت فيه البنوك المركزية عن تحويل النقود النائبة إلى ذهب بسبب إنخفاض كمية‬
‫الذهب‪ .‬األمر الذي أدى إلى قيام الحكومات بإصدار القوانين الملزمة لألفراد بقبول وتداول النقود الورقية‪،‬‬
‫ومن تم أصبح النقد الورقي غير القابلة للتحويل هو وحدة النقد األساسية‪ ،‬وأصبحت بالتالي نقود إلزامية‬
‫بحكم القانون تتمتع بقوة إبراء غير محدودة‪ .‬وانحصرت بالتالي مهمة إصدار النقود على البنك المركزي‬
‫‪3‬‬
‫الذي أصبح الجهة المسئولة عن إدارة النقد والسياسة النقدية‪.‬‬
‫‪ -4‬النقود المساعدة‪:‬‬
‫تمثل نسبة صغيرة من المجموع الكلي للنقود‪ ،‬وهي نقود ذات فئات صغيرة (حيث الغالب أن يتم‬
‫إصدارها في صورة أجزاء وحدة النقد األساسية) تقوم الخزانة العامة بإصدارها لمساعدة وحدات النقد الكبير‬
‫في سد حاجات التعامل حيث تسهل المبادالت صغيرة القيمة‪ ،‬ومن هنا جاءت تسميتها بالعملة المساعدة‪.‬‬
‫وقد تتخذ النقود المساعدة شكال معدنيا‪ ،‬ويطلق عليها حينئد إسم مسكوكات معدنية‪ ،‬حيث تتخذ‬
‫في هذه الحالة شكل قطع معدنية مصنوعة من معادن مختلفة‪ :‬فضة‪-‬نيكل‪-‬برونز‪ ،‬وقد تكون على شكل‬
‫نقود ورقية تصدرها أيضا الخزانة العامة‪.‬‬
‫وأهم ما يميز النقود المساعدة سواء اتخذت الصورة المعدنية أو الورقية هي أنها تتمتع بقوة إبراء‬
‫محدودة في الوف اء باإللتزامات حيث يجوز للدائن أن يرفض قبولها في تسوية دينه إذا ما تجاوز‬
‫‪4‬‬
‫مبلغا معينا‪.‬‬

‫‪1‬محمد أحمد األفندي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪23-28 :‬‬


‫‪2‬‬
‫أحمد ولد الشيباني‪ ،‬فعالية السياسة النقدية والمالية في تحقيق التوازنات اإلقتصادية الكلية في ظل برامج اإلصالح اإلقتصادي‪ ،‬دارسة حالة‬
‫موريتانيا‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،8103/8108 ،‬ص‪2 :‬‬
‫‪3‬محمد أحمد األفندي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.23 :‬‬
‫محمود حامد محمود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪.83-88 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪14‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ -5‬نقود الودائع‪:‬‬
‫تتمثل نقود الودائع في المبالغ المودعة في الحسابات الجارية في البنوك وتكون قابلة للدفع عند‬
‫الطلب ويمكن تحويلها من فرد آلخر بواسطة الشيكات‪.‬‬
‫والشيك هو أمر موجه من المودع (أي الدائن) إلى البنك (المدين) لكي يدفع ألمر صاحب الدين‪،‬‬
‫أو ألمر شخص آخر أو لحامله‪ ،‬مبلغا معينا من النقود‪.‬‬
‫وبذلك نجد نقود الودائع ليس لها كيان مادي ملموس‪ ،‬إذ أنها توجد في صورة حساب بدفاتر‬
‫البنوك‪ ،‬وتمثل النقود الحسابات في البنوك وليس الشيكات التي تمثل وسيلة تحويل هذه النقود‪.‬‬
‫وتختلف نقود الودائع عن النقود القانونية في أنها نقود مسجل عليها إسم صاحبها ويلزم إلنتقال‬
‫ملكيتها تغيير هذا اإلسم‪ ،‬وذلك عكس النقود القانونية التي طبق عليها المبدأ القانوني "الملكية سند الحيازة"‬
‫‪1‬‬
‫التي تعني أن حائزها هو مالكها وانتقال ملكيتها يتم تداولها وانتقال حيازتها من شخص آلخر‪.‬‬
‫‪ -6‬النقود اإللكترونية‪:‬‬
‫النقود اإللكترونية هي أحدث نوع من النقود‪ ،‬وتعتبر البنوك وصناديق اإلستثمار والوسطاء‬
‫‪2‬‬
‫الماليين من أكثر الجهات إستخداما ألساليب التحويل اإللكتروني للنقود‪.‬‬
‫الن قود اإللكترونية هي عبارة عن‪ ":‬وحدات إلكترونية يتم إنتقالها بطريقة معينة من حساب شخص‬
‫إلى حساب شخص آخر‪ ،‬حيث تخزن هذه الوحدات إما في ذاكرة كمبيوتر صغير ملتصق في كارت‬
‫يحمله المستهلك‪ ،‬يستخدمها في الوفاء عن طريق هذا الكارت‪ ،‬أو تخزن في ذاكرة الكمبيوتر الشخصي‬
‫‪3‬‬
‫للمستهلك‪ ،‬بحيث يستخدمها عن طريق هذا الكمبيوتر"‪.‬‬
‫ونستطيع أن نعرف النقود اإللكترونية بأنها‪ ":‬قيمة نقدية مخزنة على وسيلة إلكترونية مدفوعة‬
‫مقدما وغير مرتبطة بحساب بنكي‪ ،‬وتحظى بقبول واسع من غير من قام بإصدارها‪ ،‬وتستعمل كأداة للدفع‬
‫‪4‬‬
‫لتحقيق أغراض مختلفة"‪.‬‬

‫محمد الفاتح المغربي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪08-00 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد أحمد األفندي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.22 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬زكرياء مسعودي‪ ،‬الزهرة جقريف‪ ،‬ماهية النقود اإللكترونية‪ ،‬المجلة الدولية للبحوث القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،8‬العدد ‪،8102 ،3‬‬
‫ص‪-‬ص‪ ،23-32 :‬ص‪.10 :‬‬
‫‪4‬‬
‫مصطفى كافي‪ ،‬النقود والبنوك اإللكترونية في ظل التقنيات الحديثة‪ ،‬دار مؤسسة رسالن للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪،8100 ،‬‬
‫ص‪05:‬‬
‫‪15‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫وتعرف أيضا على أنها‪ ":‬نقود رقمية غير ملموسة وليس لها كيان مادي محسوس وانما وهي‬
‫‪1‬‬
‫وحدات إلكترونية"‪.‬‬
‫يرتبط تعدد أشكال النقود اإللكترونية بمدى التطور الذي يجري على استخدام أجهزة الحاسوب‬
‫وعلى استخدام شبكة المعلومات العالمية (اإلنترنت) وتاريخيا اتخذت النقود اإللكترونية أشكاال متعددة‬
‫وهي‪:2‬‬
‫‪ -‬البطاقات البالستيكية‪ :‬تعتبر البطاقات االئتمانية أكثر األنواع شيوعا واستخداما لهذا النوع من النقود‬
‫اإللكترونية وهي البطاقات التي تستخدم لتسديد قيمة مشتريات العميل سواء كان ذلك من خالل شبكة‬
‫اإلنترنت أو الشراء من المتاجر التي تقبل هذا النوع من البطاقات وفيما يلي نستعرض ثالثة أنواع من‬
‫البطاقات البالستيكية المتداولة حاليا‪:‬‬
‫‪ ‬بطاقات الدفع‪ :‬وهي التي تعتمد على وجود أرصدة فعلية للعميل لدى البنك في صورة حسابات‬
‫جارية ويتم التحكم بها عن طريق البنك‪.‬‬
‫‪ ‬البطاقات االئتمانية‪ :‬وهي التي تصدرها البنوك في حدود مبالغ معينة ويتم استخدامها كأداة وفاء‬
‫وائتمان ألنها تتيح فرصة الحصول على السلع والخدمات من دفع آجل لقيمتها‪.‬‬
‫‪ ‬بطاقات الصرف الشهري‪ :‬وهذه البطاقات تختلف عن البطاقات االئتمانية في أن السداد يتم‬
‫بالكامل من قبل العميل للبنك خالل الشهر الذي يتم فيه السحب‪.‬‬
‫‪ -‬النقد الرقمي‪ :‬يقصد بالنقد الرقمي األنظمة البرمجية المخصصة لدفع النقود عبر اإلنترنت ويتطلب‬
‫استخدام النقد الرقمي ثالثة أطراف لضمان كفاءته وسالمة التعامل به وهذه األطراف هي‪:‬‬
‫العميل‪ -‬المتجر‪ -‬المصرف‪ .‬كما يشترط أيضا وجود برنامج النقود اإللكترونية نفسه ومعد لشبكة‬
‫اإلنترنت‪.‬‬
‫‪ -‬التحويالت المالية اإللكترونية‪ :‬يقصد بنظام التحويالت اإللكترونية عملية منح الصالحية لمصرف ما‬
‫للقيام بحركات التحويالت المالية الدائنة أو المدينة إلكترونيا من حساب مصرفي إلى حساب مصرف‬
‫آخر‪ .‬ويساعد هذا النظام عمالء المصرف على تسديد المدفوعات من خالل بنوكهم ودون الحاجة إلى‬
‫استخدام الحواسيب المالية‪ ،‬أو البطاقات‪ ،‬كما يساعد هذا النظام المصارف نفسها في إجراء التحويالت‬
‫بطريقة آمنة وسهلة االستخدام وعالية الموثوقية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد أحمد األفندي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.21 :‬‬
‫‪2‬‬
‫أحمد ولد الشيباني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪00-01 :‬‬
‫‪16‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ -7‬أشباه النقود‪:‬‬
‫وهي الودائع ألجل وحسابات اإلدخار في البنوك التجارية وبنوك اإلدخار‪ ،‬وتعتبر ديونا على هذه‬
‫البنوك تستحق الدفع بعد مرور فترة يتفق عليها الطرفان المودع والبنك‪ ،‬ويتلقى صاحب الوديعة فائدة‬
‫نظير عدم سحب وديعته خالل الفترة المحددة بينهما‪ ،‬ويكون اإلتفاق بناء على عدم سحب الودائع إال بعد‬
‫مرور الفترة المتفق عليها‪ ،‬حتى يحق لصاحبها تلقي الفائدة وهي تمثل إيداعات نقدية ثابتة ألجل محدد‬
‫بين الطرفين صاحب الوديعة والبنك‪ ،‬ويتطلب سحبها إجراءات منها انقضاء الفترة المتفق عليها‪ ،‬أو‬
‫إخطار البنك قبل السحب بمدة معينة كما يلزم مرور فترة زمنية بين اإلخطار والسحب أو اإلستئذان من‬
‫البنك‪ ،‬لذلك فإن مثل هذه الودائع تظهر أنها ملك للمودعين‪ ،‬إال أنها ال تتمتع بدرجة السيولة التي تتمتع‬
‫بها الودائع الجارية‪ ،‬أما الودائع األخرى التي تودع بصناديق التوفير واإلدخار والتي تضمن لصاحبها‬
‫الحق في السحب في أي وقت شاء فإن ذلك ال يتم بموجب أمر لصاحبها للبنك بالدفع للمستفيد ولكن‬
‫يكون بشكل آخر وهو استعمال دفاتر التوفير ولذلك فإن هذه النقود ال تتمتع بالسيولة المطلقة ولذلك‬
‫‪1‬‬
‫سميت بشبه النقود‪.‬‬
‫خالصة‪:‬‬
‫من خالل هذا المحور يمكن القول أنه خلصنا إلى مجموعة من النقاط أهمها الفترات المتتالية‬
‫التي تطورت فيها آليات النقود‪ ،‬وكان ذلك ناتجا عن مراحل عدة مر بها اإلقتصاد العالمي الذي مر‬
‫بمرحلة اإلكتفاء الذاتي‪ ،‬ثم مرحلة المقايضة وأخي ار مرحلة اإلقتصاد النقدي وظهور هذه المرحلة األخيرة‬
‫كانت نتيجة للعديد من الصعوبات والمتاعب التي عرفها نظام المقايضة ال سيما بعد ازدياد درجة‬
‫التخصص في العمل؛ كما تم التمييز بين مجموعتين من الوظائف التي تلعبها النقود‪ ،‬فالمجموعة األولى‬
‫من هذه الوظائف هي ما يعرف بالوظائف الفنية الحيادية للنقود وهى تلك الوظائف التقليدية ذات الطابع‬
‫النقدي والمرتبطة أصال بالنشأة التاريخية للنقود وهما وظيفيتي الوسيط في التبادل ومعيار ومقياس لقيم‬
‫السلع والخدمات‪ ،‬أما المجموعة الثانية فهي تلك الوظائف المتممة أو المشتقة وهما أداة لتسوية المدفوعات‬
‫اآلجلة ومستودع للقيمة ومخزن لها؛ أما عن أشكال النقود فقد تدرجت منذ اكتشافها بدءا من النقود‬
‫السلعية حتى وصلت إلى صورتها الحالية التي يتم التعامل بها‪ ،‬وكانت في كل مرة تعكس التطور‬
‫اإلقتصادي واإلجتماعي للمجتمعات البشرية‪.‬‬

‫‪ 1‬وليد العايب ولحلو بوخاري ‪ ،‬اقتصاديات البنوك والتقنيات البنكية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة حسن العصرية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،3102 ،‬ص‪.76 :‬‬
‫‪17‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫أسئلة المحور األول‪:‬‬


‫‪ -‬كيف يمكن قياس التغير في قيمة النقود؟‬
‫‪ -‬اذكر وظائف النقود واشرح إحداها؟‬
‫‪ -‬ماذا يشترط لكي تؤدي النقود وظيفتها كمقياس للقيمة؟‬
‫‪ -‬قارن بين النقود السلعية والنقود المعدنية؟‬
‫‪ -‬اذكر كيف تم اإلنتقال من مرحلة النقود المعدنية إلى مرحلة النقود الورقية؟‬
‫‪ -‬ما الذي يميز النقود المساعدة عن النقود الورقية اإللزامية؟ ولماذا سميت بالنقود المساعدة؟‬
‫‪ -‬ما الشيء الذي ساعد على ظهور النقود اإللكترونية؟‬

‫‪18‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫المحور الثاني‪ :‬األنظمة النقدية‬


‫تمهيد‪:‬‬
‫سنحا ول من خالل هذا المحور التعرف على النظام النقدي الذي يعمل على تنظيم التداول النقدي‬
‫بما ينسجم ومتطلبات اإلقتصاد‪ ،‬من خالل سن القوانين والقواعد التنظيمية التي تحكم عمليات اإلصدار‬
‫النقدي وكذا قواعد الحساب النقدي وانشاء مختلف المؤسسات التي تمكن النقود من القيام بمختلف وظائفها‬
‫التقليدية منها والحديثة؛ باإلضافة إلى التطرق لمختلف األنظمة النقدية التي مرت عبر التاريخ؛ كما سيتم‬
‫التطرق لمفهوم عرض النقود والقاعدة النقدية باإلضافة إلى مقابالت الكتلة النقدية في اإلقتصاد‪ .‬وبذلك‬
‫يكون تقسيم هذا المحور كما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف النظام النقدي‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص النظام النقدي‬
‫ثالثا‪ :‬أنواع األنظمة النقدية‬
‫رابعا‪ :‬العرض النقدي والقاعدة النقدية‬

‫‪19‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫أوال‪ :‬مفهوم النظام النقدي وخصائصه‬


‫‪ -1‬مفهوم النظام النقدي‪:‬‬
‫يقصد بالنظام النقدي‪ ":‬مجموعة القواعد واإلجراءات التي تحكم عملية إصدار وصك النقود‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫باإلضافة إلى سحب العملة النقدية من التداول‪ ،‬وتحديد وحدة التعامل النقدي"‪.‬‬
‫بمعنى آخر هو ذلك النظام الذي يتضمن مجموعة القواعد المنظمة للعمليات التالية‪:‬‬
‫تحديد وحدة النقد األساسية واألنواع األخرى من النقود المتداولة؛‬ ‫‪‬‬

‫ضبط إصدار وسحب النقد األساسي أو اإلنتهائي من التداول؛‬ ‫‪‬‬

‫تعيين الجهات المختصة بإصدار كل نوع من أنواع النقود سواء األساسي أو المتداول؛‬ ‫‪‬‬

‫تحديد نسب المبادلة بين األنواع المختلفة من النقود؛‬ ‫‪‬‬

‫أي أن النظام النقدي ألي دولة يتكون من مختلف أنواع النقود المتداولة فيها وكذا مختلف‬
‫التنظيمات التي تسهل قيام النقود بوظائفها في المجتمع‪.‬‬
‫يطلق على النظام النقدي أيضا اسم القاعدة النقدية‪ ،‬وذلك حسب القاعدة التي يستند إليها‪ ،‬حيث‬
‫يقصد بالقاعدة النقدية نوع النقود التي تعتبر أساسا للنظام النقدي‪ ،‬فقد الحظنا أنه قد سادت أنواع مختلفة‬
‫من األدوات النقدية‪ ،‬نقود ذهبية‪ ،‬سبائك‪ ،‬أوراق نقد قابلة للتحويل إلى ذهب‪ ،‬أوراق نقد إلزامية‪ ،‬وأي من‬
‫هذه األدوات أو غيرها‪ ،‬إذا ما تمتع بالسيادة على غيره في مجتمع ما وأصبح هو أساس النظام النقدي‬
‫‪2‬‬
‫اعتبر القاعدة النقدية في هذا المجتمع‪.‬‬
‫‪ -2‬خصائص النظام النقدي‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫يتصف النظام النقدي الجيد بالخصائص اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬اسقرار القوة الشرائية للوحدة النقدية‪ :‬وقد أصبحت هذه السمة من أهم األهداف التي يسعى إليها‬
‫النظام النقد‪ ،‬والتي أصبح من الصعوبة بمكان تحقيقها والمحافظة عليها‪.‬‬
‫‪ -‬ثقة أفراد المجتمع في النقود المتداولة‪ :‬وتستمد هذه السمة من الثقة من السلطة النقدية التي أصدرت‬
‫النقود‪ ،‬ومن قوة القانون الذي يلزم أفراد المجتمع استخدام النقود المصدرة في معامالتهم‪.‬‬

‫‪ 1‬محمود حسين الوادي‪ ،‬حسين محمد سمحان‪ ،‬سهيل أحمد سمحان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.32 :‬‬
‫‪ 2‬عزت قناوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.23 :‬‬
‫‪ 3‬محمود حسين الوادي‪ ،‬حسين محمد سمحان‪ ،‬سهيل أحمد سمحان‪ ،‬مرجع سبق ‪ ،‬ص‪-‬ص‪21-32 :‬‬
‫‪20‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ -‬قابلية النقود المحلية للتحويل إلى عمالت أجنبية‪ :‬وهذا يعين قبول هذه العمالت في األسواق‬
‫الخارجية‪ ،‬ويتحقق ذلك بقدر ما يتمكن اإلقتصاد من النمو والتطور‪ ،‬وتفعيل لطاقاته اإلنتاجية‪ ،‬وتعزيز‬
‫ميزانه التجاري ووجود فائض في ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫‪ -‬كفاءة السلطة النقدية في إدارة الكتلة النقدية‪ :‬ويقصد بذلك أن يكون البنك المركزي قاد ار على إدارة‬
‫العرض النقدي والتحكم في توسيع كمية النقود المعروضة وتقليصها بحرية كاملة‪ ،‬وبالسرعة الالزمة بما‬
‫يتناسب مع حاجات التداول‪ ،‬وليحافظ على استقرار المستوى العام لألسعار‪ ،‬ورفع معدالت‬
‫النمو اإلقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬سهولة ويسر تحويل النقود المتداولة من نوع إلى آخر دون خسائر‪ :‬ويقصد بهذه الخاصية أن يتمكن‬
‫أفراد المجتمع من تحويل أي نوع أو فئة من النقود المتداولة (ورقية ومعدنية‪ ،‬ومن فئة أخرى) بسهولة دون‬
‫أن يفقدوا بهذا التحويل جزءا من القوة الشرائية لعمالتهم‪ ،‬وهذا يتطلب أن تكون النقود قابلة للتجزئة‬
‫والمضاعفة فيما بينها وأن يحل كل نوع أو فئة منها إحالال تاما محل اآلخر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع األنظمة النقدية‬
‫بما أن النظام النقدي هو نظام يتكون في بيئة إجتماعية‪ ،‬سنرى أن األنظمة النقدية منها ما هو‬
‫قديم قدم المجتمع الذي وجد فيه‪ ،‬ومنها ما هو حديث جدة المجتمع اإلنساني الحديث‪ ،‬ومن ثم فالنظم‬
‫النقدية لها سياقها التاريخي‪ ،‬وال تثبت على شكل واحد‪ ،‬شأنها شأن المجتمع اإلنساني ذاته في تطور دائم‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وال بد أن تتنوع النظم النقدية بتنوع المجتمع اإلنساني وتقدمه اإلقتصادي‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن خصائص وعناصر النظام النقدي هي نفسها خصائص وعناصر القواعد‬
‫النقدية‪ ،‬ولذلك فإن مضمون األنظمة النقدية ينصرف إلى القواعد النقدية‪.‬‬
‫‪ -1‬النظام النقدي المعدني (قاعدة النقد المعدني)‪:‬‬
‫‪ 1 -1‬نظام المعدن الواحد (قاعدة الذهب‪ :)‬وفيه كان الذهب ممثال لقاعدة النقد السلعية‪ ،‬وقد تعدد‬
‫أشكال هذا النظام كممثل لقاعدة النقد السلعية ذات المعدن الواحد‪ ،‬وهي بالترتيب‪:‬‬
‫‪ 1-1-1‬نظام المسكوكات الذهبية‪ :‬يقصد بالمسكوكات الذهبية النقود المعدنية الذهبية المصنوعة من‬
‫الذهب والتي تشكل نسبة كبيرة من النقود المتداولة وتعتبر نقودا إنتهائية‪ ،‬أي نقودا بحد ذاتها‪ 2.‬والذهب‬

‫‪1‬ميراندا زغلول رزق‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪72-71 :‬‬
‫كانت بريطانيا أول من استخدم قاعدة الذهب في ‪0201‬م ثم أصبحت قاعدة الذهب قاعدة للنقد على المستوى الدولي منذ الربع األخير من القرن‬ ‫‪‬‬

‫‪.05‬‬
‫‪2‬محمد أحمد أفندي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪70:‬‬
‫‪21‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫في ظل هذه القاعدة يتمتع بقوة إبراء غير محدودة‪ ،‬أي أن القانون في الدولة اآلخذة بهذه القاعدة يعد‬
‫‪1‬‬
‫المدين موفيا بإلتزاماته اتجاه الدائن إذا أدى دينه بهذا النوع من النقد‪.‬‬
‫ويمثل هذا النظام الشكل األول لقاعدة الذهب وهو من أقدم األنظمة النقدية‪ ،‬ولكي يتحقق هذا النظام‬
‫ينبغي توفر شروط معينة هي‪:2‬‬
‫‪ -‬تحديد وزن وعيار وحدة النقد األساسية الذهبية في التداول واعتبارها النقد األساسي؛‬
‫‪ -‬تحديد الوحدات النقدية المساعدة من الفضة والنحاس أو النيكل وتحديد إمكانية الدفع أو القبض بهذه‬
‫العمالت‪ ،‬وعند هذا التحديد ال يقبل الدائن دفع قيمة دينه بالفضة ألن األفراد سيدخرون الذهب ويدفعون‬
‫بالفضة فتزول وحدة النقد األساسية‪ ،‬لذلك ال يحق وال يجوز التعامل بالعمالت المساعدة إال بحدود معينة‪،‬‬
‫لكي تبقى الوحدات النقدية الذهبية األساسية هي السائدة في التعامل؛‬
‫‪ -‬حرية الصهر والسك‪ :‬يحق لكل مواطن تحويل النقود الذهبية إلى سبائك‪ ،‬وبالمقابل تحويل السبائك إلى‬
‫نقود ذهبية‪ ،‬وذلك لضمان التوازن بين سعر الذهب التجاري والذهب النقدي‪ ،‬ألنه بدون هذه الحرية فإن‬
‫ارتفاع قيمة الذهب التجاري سيدفع األفراد لتحويل الذهب النقدي إلى سبائك وبذلك يختفي التعامل‬
‫بالذهب‪ ،‬إن هذه الحرية قد وفرت التعادل بين السعر النقدي والسعر التجاري دون تدخل السلطات النقدية‬
‫لفرض عقوبات على من يتجاوز القوانين في التحويل‪.‬‬
‫‪ -‬حرية االستيراد والتصدير وذلك بهدف ضمان تعادل سعر الذهب في األسواق الدولية مع سعره في‬
‫السوق الوطنية بعد احتساب نفقات النقل والتأمين وغيره؛‬
‫هذا النظام كان له مزايا باإلضافة إلى عيوب يمكن توضيحها فيما يلي‪:3‬‬
‫‪ ‬مزايا هذا النظام‪:‬‬
‫قبول الذهب قبوال عاما من المتعاملين الذين يقبلون النقود المساعدة األخرى لمجرد أنها قابلة‬ ‫‪‬‬

‫للتحويل إلى ذهب؛‬


‫استمرار ثقة األفراد في النقود المساعدة نظ ار لوجود غطاء ذهبي إلصدار هذه النقود؛‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬‬
‫كمال شرف‪ ،‬هاشم أبو عراج‪ ،‬النقود والمصارف‪ ،‬منشورات جامعة دمشق‪ ،0551 ،‬ص‪17 :‬‬
‫‪2‬علي كنعان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪82-81 :‬‬
‫‪3‬عزت قناوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪32 :‬‬
‫‪22‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫يعتبر األساس السليم للتعامل الدولي وانتقال رؤوس األموال بين الدول كما يؤدي إلى التوازن‬ ‫‪‬‬

‫التلقائي في ميزان المدفوعات ويساعد على تقارب اإلئتمان في العالم عن طريق‬


‫التصدير واإلستيراد؛‬
‫حرية السك وحرية الصهر تعمل على استمرار تعادل قيمة الذهب كنقود وقيمته كسلعة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬العيوب‪:‬‬
‫عدم نجاح العملة الذهبية في إنجاح المعامالت التجارية العادية صغيرة القيمة نظ ار لقيمة‬ ‫‪‬‬

‫الذهب العالية؛‬
‫في حالة األزمات النقدية يتجه األفراد إلى اكتناز الذهب‪ ،‬حينئذ تعجز الحكومة على مواجهة‬ ‫‪‬‬

‫طلبات األفراد على الذهب وكذلك يزيد طلب األفراد على تحويل العمالت الورقية إلى ما يعادلها‬
‫من ذهب؛‬
‫‪ 2-1-1‬نظام السبائك الذهبية‪ :‬ظهر هذا النظام إثر التطورات النقدية التي حصلت إبان الحرب العالمية‬
‫األولى‪ ،‬واضطرار مختلف دول العالم التي كانت آخذة بقاعدة المسكوكات الذهبية إلى سحب عمالتها‬
‫‪1‬‬
‫الذهبية من التداول إلستخدامها كذهب في تمويل مشاريعها الحربية‪.‬‬
‫كما أدت رغبة الدولة في اإلقتصاد في استخدام الذهب ومكافحة اكتنازه وفي اإلحتفاظ باحتياطاتها‬
‫الذهبية لمواجهة حاجة المعامالت الخارجية وخشيتها من عدم كفاية أرصدتها الذهبية لمقابلة احتياجات‬
‫التداول النقدي‪ ،‬إلى التخلي عن نظام المسكوكات الذهبية‪.‬‬
‫تقف حرية السك في ظل نظام السبائك الذهبية غير أن السلطات النقدية تظل ملتزمة مع ذلك‬
‫ببيع وشراء الذهب في صورة سبائك ال يقل وزنها عن مقدار معين بال قيد أو شرط وبالسعر الذي يحدده‬
‫القانون حتى تحول دون ارتفاع القيمة النقدية للذهب عن قيمته السوقية‪.‬‬
‫وبناء على ما تقدم يمكننا تلخيص الشروط الواجب توفرها لقيام نظام السبائك الذهبية بوظائفه في‬
‫الداخل والخارج على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد قيمة وحدة النقد األساسية المتداولة بالذهب‪ ،‬أو بمعنى آخر تحديد سعر ثابت للذهب بوحدة النقد‬
‫األساسية؛‬
‫‪ -‬التزام السلطات النقدية بيع وشراء السبائك الذهبية بدءا من وزن معين ال يقل عنه بالسعر الثابت الذي‬
‫يحدده المشرع؛‬

‫كمال شرف‪ ،‬هاشم أبو عراج‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪12 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪23‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ -‬حرية تصدير واستيراد الذهب؛‬


‫وقد ساعد إتباع هذا النظام في الواقع على اإلقتصاد في استخدام الذهب ( حيث يعد أكثر وف ار‬
‫كنظام نقدي من نظام المسكوكات الذهبية) فلم تعد السلطات النقدية مجبرة في ظله على اإلحتفاظ برصيد‬
‫من الذهب تعادل قيمته كل البنكنوت المصدر‪ ،‬باإلضافة إلى أن قصر تحويل أوراق البنكنوت إلى ذهب‬
‫على الحاالت التي تقوم فيها السبائك بأوزان كبيرة ساعد على الحد من إقبال األفراد على اكتناز الذهب‬
‫حيث أصبح شراء السبائك الذهبية يحتاج إلى مبالغ كبيرة ال تتوافر لغالبية األفراد‪.‬‬
‫يضاف على ذلك أن نظام السبائك الذهبية قد وفر للسلطات النقدية إمكانية التحكم في اإلحتياطي‬
‫النقدي‪ -‬نتيجة لتركيزه في أيدي البنوك المركزية والحكومات األمر الذي سهل على الدول التي تتبعه‬
‫‪1‬‬
‫إدخال نوع من الرقابة النقدية على جانب التحكم في تحركات الذهب‪.‬‬
‫‪ 3-1-1‬نظام الصرف بالذهب‪ :‬ولها مسميات عديدة‪ ،‬كنظام التبادل الذهبي‪ ،‬أو نظام الحواالت الذهبية‪،‬‬
‫وفي هذا النظام تقوم الدولة بربط عملتها بعملة دولة أخرى تربط عملتها بالذهب‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫مما يؤدي إلى نشوء عملتين‪:‬‬
‫‪ -‬عملة مركزية عالمية تكون مغطاة بالذهب؛‬
‫‪ -‬عملة تابعة ترتبط بالعملة العالمية؛‬
‫‪3‬‬
‫من شروط سريان نظام الصرف بالذهب وخصائصه‪:‬‬
‫‪ -‬عدم قابلية وحدة النقد الوطنية األساسية للتحويل إلى ذهب بصورة مباشرة داخل الدولة ولكنها تكون‬
‫قابلة للتحويل وبنسبة ثابتة إلى عملة دولة أخرى تسير على قاعدة الذهب؛‬
‫‪ -‬تلتزم الدولة بتحديد قيمة وحدة النقد الوطنية األساسية بوزن معين من الذهب في ظل ارتباط الوحدة‬
‫النقدية الوطنية بوحدة نقد أجنبية أخرى قابلة للتحويل إلى ذهب على أن يتم الربط بين العمليتين وفقا‬
‫لمعدل صرف محدد‪ ،‬أي أن تكون السلطات النقدية في الدولة الوطنية مستعدة لتحويل نقودها الوطنية إلى‬
‫نقود أجنبية وفقا لسعر الصرف المحدد بينهما؛‬

‫‪1‬‬
‫محمود حامد محمود‪ ،‬اإلقتصاد الكلي‪ ،‬دار حميث ار للنشر والترجمة‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪ ،8107 ،‬ص‪835 :‬‬
‫أنور محمد أيمن السباعي‪ ،‬الضوابط االقتصادية لإلصدار النقدي بين النظام اإلسالمي والنظام الرأسمالي دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية‬ ‫‪2‬‬

‫الدراسات العليا‪ ،‬جامعة القرآن الكريم والعلوم اإلسالمية‪ ،‬السودان‪ ،8101 ،‬ص‪.22 :‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد أحمد أفندي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.72:‬‬
‫‪24‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫مزايا وعيوب نظام الصرف بالذهب‪:‬‬


‫‪ ‬المزايا‪:1‬‬
‫وجود سعر صرف ثابت بين البلد التابع والبلد المتبوع؛‬ ‫‪‬‬

‫التوفير في استخدام الذهب‪ ،‬ألن اإلحتياط من الذهب يتكون أساسا من عمالت وأذونات وسندات‬ ‫‪‬‬

‫البلد المتبوع ولهذا ال حاجة لإلحتفاظ باحتياطي من الذهب يرتبط مباشرة بالنقد المتداول؛‬
‫تخفيض تكاليف تخزين الذهب وحمايته؛‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬العيوب‪:2‬‬
‫هذا النظام كان له سلبيات على الدول الصغيرة منها‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تبعية الدول الصغيرة للدول الكبيرة سياسيا واقتصاديا؛‬ ‫‪‬‬

‫تعرض اإلستقرار النقدي في الدول الصغيرة للتقلبات الصغيرة تبعا لما يحدث في الدول الكبيرة‬ ‫‪‬‬

‫التي تتبعها؛‬
‫إغراء الدول الصغيرة باإلفراط في إصدار النقود الورقية؛‬ ‫‪‬‬

‫يمكن تحديد أهم األسباب التي أدت إلى انهيار قاعدة الذهب‪:3‬‬
‫‪ -‬إنخفاض اإلنتاج العالمي من الذهب أمام حجم الطلب المتزايد عليه ألغراض تغطية العمالت النقدية أو‬
‫لألغراض الصناعية وغيرها؛‬
‫‪ -‬استحواذ الواليات المتحدة وفرنسا على النصيب األعلى من الذهب في العالم‪ ،‬األمر الذي قاد إلى‬
‫اختالل توزيع االحتياطات الذهبية بين الدول‪ ،‬مما دفع الدول التي تفتقر إلي ذهب تقييد حركة دخوله‬
‫وخروجه منها واليها‪ ،‬وبالتالي أدى هذا اإلجراء إلى انهيار أهم ركن من أركان قاعدة الذهب؛‬
‫‪ -‬توسع الحكومات في اإلصدار النقدي دون االهتمام بتوفير االحتياطيات الذهبية كغطاء للعمالت‬
‫المصدرة بسبب السياسات االستثمارية التي اتبعتها لتنشيط اقتصادياتها وتقليص فجوة االنكماش التي‬
‫تعانى منها؛‬
‫‪ -‬اتباع الدول الصناعية الكبرى وخاصة الواليات المتحدة األمريكية وفرنسا وبريطانيا سياسة الحماية‬
‫التجارية من خالل القيود الجمركية والسياسية الضريبية بهدف تحسين األوضاع االقتصادية لديها مما أدى‬

‫‪1‬‬
‫محمود حسين الوادي‪ ،‬حسين محمد سمحان‪ ،‬سهيل أحمد سمحان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.31 :‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد أحمد أفندي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.77:‬‬
‫‪3‬ميراندا زغلول رزق‪ ،‬ص‪-‬ص‪.51-51 :‬‬
‫‪25‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫إلى اختالل العالقة بين قيمة العملة الوطنية والسعر الموحد للذهب على الصعيدين المحلى والدولي‪ ،‬ولهذا‬
‫فقدت قاعدة الذهب ركنا مهما من أركانها؛‬
‫‪ -‬االزدياد المستمر في أسعار السلع والخدمات بسبب هيمنة االحتكارات الصناعية وكذلك ارتفاع األجور‬
‫تحت ضغط النقابات العمالية حيث كان نتيجة ذلك إصدارات نقدية ال تقابلها غطاءات ذهبية‪ ،‬وبالتالي‬
‫انهارت قاعدة الذهب؛‬
‫‪ 2-1‬نظام المعدنين‪ :‬ظهرت قاعدة المعدنين في بعض الفترات وكانت تقوم على معدني الذهب والفضة‬
‫معا‪ ،‬وقد سماها البعض نظام المعدنين األعرج نظ ار الرتفاع قيمة الذهب وانخفاض قيمة الفضة بالمقابل‪.‬‬
‫وقد ساد هذا النظام خالل القرنين السابع والثامن عشر وحتى منتصف القرن التاسع عشر وحدد‬
‫المشرع اإلجراءات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬حدد وزن وعيار وحدة النقد الذهبية والفضية وتم تثبيت العالقة بينهما كلغرام ذهب = ‪ 08‬غرام‬
‫من الفضة؛‬
‫‪ -‬حرية الصهر والسك لكل االمعدنين بهدف تحقيق التوازن بينهما؛‬
‫‪ -‬حرية استيراد أو تصدير الذهب؛‬
‫‪ -‬يتمتع كال المعدنين بقوة إبراء غير محدودة ولألفراد الحرية في الدفع بالذهب أو الفضة؛‬
‫وقد أخذت بهذه القاعدة‪ ،‬كل من الواليات المتحدة األمريكية وفرنسا وايطاليا واسبانيا وسويس ار‬
‫وبلجيكا واليونان‪ ،‬واتبعتها الدول العربية التي‪ ،‬كانت تحت سلطة الدولة العثمانية خالل الفترة من‬
‫عام‪.0501 -0201‬‬
‫بما أن الذهب قد تمتع باالستقرار النسبي‪ ،‬فقد استقر سعر معدن الذهب‪ ،‬لكن االكتشافات الكبيرة‬
‫من الفضة قد أدت النخفاض سعر الفضة وبما أن كال المعدنين لهما قوة إبراء غير محدودة فقد دفع‬
‫األفراد بالفضة وادخروا معدن الذهب‪ ،‬فاختفى الذهب نهائيا من التداول وسيطرت الفضة وظهر مفعول‬
‫قانون غريشام‪ ‬والذي يقول‪ ":‬العملة الرديئة تطرد الجيدة من التداول" أي إذا سمح المشرع لألفراد بحرية‬
‫‪1‬‬
‫فتسيطر العملة الرديئة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الدفع فإنهم سيدفعون بالنقود الرديئة‪ ‬ويدخرون النقود الجيدة‬

‫‪ ‬غريشام (‪ Gresham )0575-0502‬كان مستشا ار ماليا لدى الملكة اليزابيث األولى‪.‬‬


‫النقود الرديئة هي النقود التي تنخفض قيمتها السوقية كسلعة أي تصبح قيمتها كنقد أكبر من قيمتها كسلعة وهي النقود التي تظل في التداول‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫النقود الجيدة هي النقود التي ترتفع قيمتها السوقية كسلعة أي تصبح قيمتها كنقد أقل من قيمتها السوقية كسلعة (كالذهب) وهي النقود التي‬ ‫‪‬‬

‫تختفي من التداول ألن الناس يحتفظون بها كحلي أو لإلكتناز‪.‬‬


‫‪1‬علي كنعان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪.37-31 :‬‬
‫‪26‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ -2‬نظام النقد الورقي اإللزامي (قاعدة النقد اإلئتمانية)‪:‬‬


‫في ظل هذا النظام انفصمت العالقة بين وحدة النقد الورقي وبين ما كانت تساويه من ذهب تحت‬
‫نظام الذهب‪ ،‬لم يعد التغير في حجم ما تحتفظ به سلطات اإلصدار من احتياطي الذهب يحدد التغير في‬
‫حجم البنكنوت المصدر بل يمثل في معظم الحاالت (عنص ار تاريخيا) وواحدا من األصول المختلفة التي‬
‫تمثل عناصر غطاء البنكنوت المصدر‪ ،‬ويتمثل دوره المعاصر في كونه مستودعا للقيمة ووسيلة‬
‫دفع أولية‪.‬‬
‫ومن الواضح أن النقد الورقي اإلنتهائي تحت هذه القاعدة النقدية هو نقد محلي بطبيعته يستمد‬
‫كيانه من القانون المحلي ويتداول في داخل الحدود السياسية للدولة التي تصدره‪ ،‬والقيمة الخارجية للوحدة‬
‫من هذا النقد تتحدد في أسعار الصرف الحرة بالعوامل التي تحكم عرضه والطلب عليه‪ ،‬فالنقد الورقي‬
‫اإللزامي لبلد ما ال يقدم معيا ار للقيمة على النطاق الدولي إال إذا كان نقدا ارتكازيا توافرت المقومات‬
‫اإلقتصادية للبد التي تصدره لتجعله يقبل قبوال عاما في تسوية اإللتزامات الدولية واإلحتفاظ به كعنصر‬
‫أساسي من عناصر السيولة الدولية‪.‬‬
‫في ظل هذه القاعدة أصبحت النقود الورقية تتمتع بقوة اإللزام القانوني وغير قابلة للتحويل إلى‬
‫الذهب‪ .‬ويمكن إرجاع سيادة هذه القاعدة إلى قرار الواليات المتحدة األمريكية بإيقاف تحويل الدوالر إلى‬
‫ذهب عام ‪0570‬م‪ ،‬وبذلك يتضح اإلنفصال بين األو ارق النقدية والذهب والفضة‪ ،‬وأنها أصبحت مستقلة‬
‫‪1‬‬
‫بذاتها‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنتقادات التي وجهت لنظام النقد الورقي‪ :‬يرى البعض أن هناك مخاطر إقتصادية مرتبطة بنظام‬
‫النقد الورقي أهمها‪:‬‬
‫اإلفراط في اإلصدار النقدي وهو األمر الذي يشعل األسعار ويزيد من لهيب التضخم ويؤدي إلى‬ ‫‪‬‬

‫العبث باإلستقرار الداخلي وانخفاض القوة الشرائية للنقود‪ ،‬وبالتالي إهتزاز اإلستق ارر النسبي في‬
‫قيمة العملة الوطنية؛‬
‫التقلبات الشديدة في سعر صرف العملة الوطنية‪ ،‬حيث ال يضمن هذا النظام استقرار أسعار‬ ‫‪‬‬

‫الصرف بشكل آلي كما كان عليه الحال في ظل قاعدة الذهب؛‬


‫وبصورة عامة فإن ضمان اإلستقرار النقدي ومن ثم إستقرار األسعار في ظل النقد الورقي‪ ،‬إنما‬
‫يتوقف على مدى كفاءة إدارة السياسة النقدية وفاعليتها في تحقيق أهداف اإلستقرار اإلقتصادي‪ ،‬وبالتالي‬

‫‪1‬‬
‫علي بن محمد الجمعة‪ ،‬معجم المصطلحات اإلقتصادية واإلسالمية‪ ،‬مكتبة العبيكان للنشر‪ ،‬الرياض‪ ،‬السعودية‪ ،8111 ،‬ص‪.55:‬‬
‫‪27‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫يتوقف األمر على مدى إدراك السلطات النقدية لألهمية العالقة الوثيقة بين حجم التغير في كمية النقود‬
‫المتداولة من جهة وبين مستوى التغير في حجم اإلنتاج من السلع والخدمات من جهة أخرى‪.‬‬
‫ومهما تكن عيوب النظام الورقي فال جدال في أن هذا النظام يمثل أرقى األنظمة النقدية التي‬
‫عرفتها البشرية حتى اآلن‪ ،‬ولعل أكبر ميزة يتمتع بها النظام الورقي تلك المرونة التي يتفوق بها على‬
‫النظام المعدني‪ ،‬حيث يمكن مواجهة اإلنكماش بزيادة كمية النقود ومكافحة التضخم بتخفيض كمية‬
‫‪1‬‬
‫التضخم‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬العرض النقدي والقاعدة النقدية‬
‫‪ -1‬عرض النقود‪:‬‬
‫يمكن تعريف عرض النقود أو كمية النقود المعروضة في أي وقت على أنها في الواقع كمية‬
‫النقود المتداولة في أيدي األفراد سواء كانت نقدا متداوال أم ودائع مصرفية‪ .‬وكمية النقود المعروضة في‬
‫وقت ما هي كمية ثابتة معروفة قد يستعملها األفراد عدة مرات (أي تزداد بسرعة تداولها) وتودع في‬
‫البنوك‪ ،‬ثم تسحب للتعامل وتنتقل من أيدي أفراد إلى أيدي غيرهم ولكن كمياتها ثابتة في فترة معينة‪،‬‬
‫وكمية النقود في مجتمع إقتصادي معين تتوقف على النظام المصرفي لهذا المجتمع وعلى السياسة‬
‫المتبعة في خلق اإلئتمان أو خلق الودائع‪ ،‬ويمكن القول أن كمية النقود المعروضة هي عبارة عن كمية‬
‫النقود الموجودة في حيازة األفراد مهما اختلفت أشكالها (معدنية‪ ،‬ورقية‪ ،‬مصرفية‪ ،‬ودائع)‪ 2.‬أي جميع‬
‫وسائل الدفع المتاحة في التداول والتي بحوزة األفراد والمشروعات والمؤسسات المختلفة‪ ،‬وقد أخذ مفهوم‬
‫عرض النقد حي از واسعا من الجدل بين االقتصاديين حول إعطائه مفهوم محدد ومتفق عليه وكذلك حول‬
‫اآللية المناسبة الحتسابه‪ .‬وتجدر اإلشارة هنا إلى أن عرض النقد يعد بمثابة دينا على الجهاز المصرفي‬
‫أو الجهة التي تتولى عملية اإلصدار إذ أنه التزاما عليها وحقا لحائزيه على التصرف المطلق بالمبالغ‬
‫‪3‬‬
‫التي بحوزتهم؛ وعرض النقود في اإلقتصاد ككل ينقسم إلى‪:‬‬
‫‪ 1-1‬عرض النقد بالمعنى الضيق(‪ :)M1‬ويتضمن نقود البنكنوت (النقود الورقية) ‪ +‬النقود المساعدة‬
‫المتداولة (تصدرها و ازرة المالية وتكون في صورة كسور للعملة الرئيسية) ‪ +‬الودائع الجارية الخاصة‬

‫محمد أحمد أفندي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪53:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫عزت قناوي‪ ،‬مرجع سبق كتاب النقود والمصارف ذكره‪ ،‬ص‪012 :‬‬
‫‪ 3‬فالح خلف الربيعي‪ ،‬كتاب النقود والمصارف‪ ،‬عرض موجز‪ ،8102 ،‬متوفر على الموقع اإللكتروني‪:‬‬
‫‪ ،https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=470554‬تاريخ اإلطالع ‪.5252/25/52‬‬

‫‪28‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫(ودائع األفراد الجارية لدى الجهاز المصرفي)‪ ،‬وهي نقود عالية القوة‪ ،‬وهذا يعني أن عرض النقود يمكن‬
‫التعبير عنه من خالل المعادلة التالية‪:‬‬
‫‪ = 𝑀1‬النقد المتداول خارج المصارف ‪ +‬الودائع تحت الطلب‬
‫𝐶 ‪𝑀1 = 𝐷𝐷 +‬‬
‫‪ :𝑀1‬عرض النقد بالمعنى الضيق‬
‫𝐷𝐷 ‪ :‬الودائع الجارية‬
‫𝐶 ‪ :‬العملة المتداولة خارج الجهاز المصرفي‬
‫يتضح مما سبق أن هنالك طرفين يحددان عرض النقد ‪ 𝑀1‬هما البنك المركزي والبنوك التجارية‪.‬‬
‫‪ 2-1‬عرض النقد بالمعنى الواسع 𝟐𝑴‪ :‬ويسمى بعرض النقد بالمعنى الواسع لكونه أوسع من المفهوم‬
‫الساب ق ‪ 𝑀1‬إذ يضم الودائع غير الجارية إلى جانب الودائع الجارية والعملة المتداولة خارج الجهاز‬
‫المصرفي‪ ،‬أي أنه يشمل عرض النقد بالمعنى الضيق ‪ 𝑀1‬مضافا إليه الودائع غير الجارية (أشباه النقود)‬
‫كالودائع االدخارية‪ .‬ويمكن التعبير عن المعنى الواسع لعرض النقد من خالل المعادلة التالية‪:‬‬
‫𝟏𝑴 = النقد المتداول خارج المصارف ‪ +‬الودائع تحت الطلب ‪ +‬الودائع الزمنية واإلدخارية‬
‫𝐷𝑇 ‪𝑀2 = 𝑀1 +‬‬
‫‪ :𝑀1‬عرض النقود بالمعنى الضيق‬
‫‪ :𝑀2‬عرض النقود بالمعنى الواسع‬
‫𝐷𝑇‪ :‬الودائع الزمنية‬
‫‪ 3-1‬عرض النقود بالمعنى األوسع 𝟑𝑴‪ :‬فلقد اتخذت بعض الدول المتقدمة معنى أشمل لعرض النقد‪،‬‬
‫وذلك بسبب التطور الكبير الذي شهدته تلك البلدان في المجال النقدي والمالي وتطور األسواق المالية‬
‫لديها وظهور مؤسسات مالية وسيطة وابتكارها ألنواع جديدة ومتنوعة من المشتقات المالية‪ .‬إذ أن هناك‬
‫بعض األنواع من الودائع األخرى التي تكون ذات آجال طويلة تمت إضافتها ضمن مكونات عرض النقد‬
‫بالمعنى األوسع 𝟑𝑴 وتم استبعادها في الوقت ذاته من مكونات عرض النقد بالمعنى الواسع 𝟐𝑴‪ ،‬وهذه‬
‫الودائع تكون مودعة لدى المؤسسات المالية الوسيطة من غير المصارف التجارية (مثل مصارف االدخار‬
‫واإلقراض) والتي تزيد آجالها عن سنتين‪.‬‬
‫𝟑𝑴= النقد المتداول خارج المصارف‪ +‬الودائع تحت الطلب‪ +‬الودائع الزمنية واالدخارية ‪ +‬الودائع‬
‫الحكومية لدى الجهاز المصرفي والودائع األخرى شبه النقدية‬
‫الودائع الحكومية لدى الجهاز المصرفي والودائع األخرى شبه النقدية‪𝑀3 = 𝑀2 +‬‬
‫‪29‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ 4-1‬السيولة العامة لالقتصاد‪ :‬ويقصد بها عرض النقد بالمعنى األوسع ‪𝑀3‬مضافا إليه األصول المالية‬
‫المملوكة من قبل الوحدات االقتصادية غير المصرفية كاألوراق المالية العامة والسندات التي تصدرها‬
‫شركات االستثمار المتخصصة والبنوك العقارية والودائع الحكومية وسندات االدخار واألوراق التجارية‪.‬‬
‫‪ -2‬القاعدة النقدية‪:‬‬
‫تعرف على أنها مجموع العملة المتداولة خارج الجهاز المصرفي مضافا إليه إيداعات البنوك لدى‬
‫البنك المركزي والتي تتمثل في االحتياطات النقدية للبنوك التجارية لدى البنك المركزي‪ ،‬وبهذا فهي تشمل‬
‫االحتياطي القانوني واالحتياطات اإلضافية‪.1‬‬
‫القاعدة النقدية هي‪𝐵𝑀 = 𝐶 + 𝑇𝑅 :‬‬
‫𝐶‪ :‬العملة في التداول‬
‫𝑅𝑇 ‪ :‬احتياطات البنوك التجارية لدى البنك المركزي‬
‫يمكن القول أن القاعدة النقدية هي التي من خاللها يستطيع البنك المركزي أن يتحكم في عرض‬
‫النقود‪ .‬والقاعدة النقدية غالبا ما تسمى بالنقود العالية القوة ألن كل زيادة في القاعدة النقدية تؤدي إلى‬
‫زيادة وحدات في عرض النقود‪ ،‬وأن نسبة التغيير في العرض النقدي إلى التغيير في األساس النقدي‬
‫يطلق عليها بالمضاعف النقدي‪.‬‬
‫فيعرف المضاعف النقدي )‪ (K‬على أنها المقدار الذي يقيس التغير في العرض النقدي الناتج عن‬
‫التغير في عناصر القاعدة النقدية وبذلك فإنه يمثل العالقة بين حجم العرض النقدي )‪ (M‬وحجم القاعدة‬
‫النقدية ‪ BM‬كما يلي ‪:2‬‬
‫𝑀‬
‫𝑀𝐵=‪K‬‬
‫‪ :K‬المضاعف النقدي‬
‫‪ :M‬العرض النقدي‬
‫‪ :BM‬القاعدة النقدية‬
‫حيث بإمكان السلطة النقدية التأثير على حجم الكتلة النقدية المتداولة في السوق من خالل‬
‫تحديدها لنسبة المضاعف النقدي‪.‬‬

‫حسان بخيت‪ ،‬قراءة تحليلية لتطور العرض النقدي‪ ،‬سعر الصرف والتضخم في الجزائر خالل الفترة (‪ ،)2116-1441‬مجلة اقتصاديات شمال‬ ‫‪1‬‬

‫إفريقيا‪ ،‬المجلد ‪ ،2‬العدد ‪ ،8105 ، 81‬ص‪-‬ص‪ ،831 -807 :‬ص‪.805 :‬‬


‫‪2‬‬
‫عبد الباسط عبد الصمد عليه‪ ،‬دور نمو عرض النقود في نمو القطاع الخاص في الجزائر خالل الفترة ‪( 2112-1441‬دراسة إستشرافية في‬
‫ماليزيا)‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أمحمد بوقرة بومرداس‪ ،8102/8107 ،‬ص‪-‬ص‪82-87 :‬‬
‫‪30‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ -3‬مقابالت الكتلة النقدية‪:‬‬


‫وضع األرصدة المالية تحت تصرف الوحدات االقتصادية ال يتم إال بوجود موارد ومنتجات حقيقية‬
‫مقابلة لها‪ ،‬وبالتالي فإن عملية اإلصدار النقدي تتوقف على الموجودات االقتصادية والمتمثلة في‪:1‬‬
‫‪ 1-3‬الذهب‪ :‬يتكون رصيد الذهب من السبائك والقطع النقدية الذهبية الموجودة لدي البنك المركزي‪ ،‬ولقد‬
‫كان يستعمل الذهب لتغطية إصدار النقود القانونية‪ ،‬غير أنه ونظ ار إلهمال قاعدة الذهب فقد تقلص دوره‬
‫ليقتصر فقط على التسويات الدولية‪ ،‬فعادة ما تلجأ الدولة إلى إستعمال الذهب في المدفوعات الخارجية‬
‫في حالة وجود عجز في ميزان المدفوعات أو في حالة حدوث أزمات اقتصادية‪.‬‬
‫‪ 2-3‬العمالت األجنبية‪ :‬إلى جانب الرصيد من الذهب‪ ،‬نجد رصيد العمالت األجنبية‪ ،‬وبشكل خاص‬
‫عمالت االحتياطي الدولي أو السيولة الدولية‪ ،‬خاصة الدوالر األمريكي الذي يشكل الجزء الهام من وسائل‬
‫الدفع الدولية‪ .‬فهذا الرصيد ) الذهب والعمالت األجنبية ( يؤثر على إصدار النقد المحلي‪ ،‬أي أنه يؤثر‬
‫على حجم وسائل الدفع الداخلية وذلك نتيجة عمليات التصدير واالستيراد للسلع والخدمات‪ ،‬وكذا حركة‬
‫رؤوس األموال األجنبية‪.‬‬
‫‪ 3-3‬القروض المقدمة إلى الخزينة‪ :‬تقوم الخزينة العمومية بتسيير ميزانية الدولة من خالل بنود النفقات‬
‫واإليرادات العامة‪ ،‬فهي التي تقوم بتحصيل إيراداتها وتمويل نفقاتها‪ ،‬ولكن غالبا ما ال تتوصل إلى تغطية‬
‫هذه النفقات باإليرادات العادية (خاصة الضرائب(‪ ،‬خاصة مع توسع نشاط الدولة‪ ،‬مما يحدث اختالال‬
‫ماليا لها‪ ،‬ولسد هذا العجز تلجأ الخزينة العمومية إلى البنك المركزي‪ ،‬كما تتوجه إلى البنوك التجارية وإلى‬
‫الوحدات اإلقتصادية (عائالت ومشروعات) لتزويدها بالموارد النقدية التي تحتاجها‪ ،‬وتشمل‬
‫القروض) االئتمان ( المقدمة إلى الخزينة العمومية‪:‬‬
‫‪ 1-3-3‬التسبيقات المقدمة من طرف البنك المركزي‪ :‬عندما تواجه الخزينة العمومية عج از تلجأ إلى‬
‫البنك المركزي لتقدم له سندات تعترف فيها بمديونيتها‪ ،‬وتسمى) أذونات الخزينة(‪ ،‬حيث يقوم البنك‬
‫المركزي بناء على ذلك بإصدار قيمة هذه السندات نقودا قانونية‪.‬‬
‫‪ 2-3-3‬السندات التي تكتتب فيها المؤسسات المصرفية‪ :‬وهي سندات تكتتب فيها البنوك‪ ،‬وتتمثل في‬
‫حجز مبلغ معين من النقود من طرف كل بنك لفائدة الخزينة‪ ،‬مما يساعد في تمويل نفقات الخزينة من‬
‫جهة‪ ،‬والضغط على البنوك في تصرفاتها اإلقراضية من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪-‬ص‪08-00 :‬‬
‫‪31‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ 3-3-3‬السندات التي يكتتب فيها الجمهور) عائالت ومشروعات)‪ :‬وتتمثل في ودائع العائالت‬
‫والمشروعات لدى الخزينة العمومية وفي الحسابات البريدية‪ ،‬والودائع في الحسابات المقترحة لدى الخزينة‬
‫نفسها‪ ،‬والسندات المكتتب فيها من طرف الجمهور تمول عن طريق األموال المدخرة‪ ،‬وبالتالي فهو ال‬
‫يتسبب في خلق نقد جديد‪.‬‬
‫‪ 4-3‬القروض المقدمة لإلقتصاد‪ :‬والمقصود به االئتمان المقدم من طرف البنوك التجارية لتمويل‬
‫العمليات اإلقتصادية من استثمار وانتاج وتسويق واستهالك‪ ،‬ويقدم هذا االئتمان إلى العائالت‬
‫والمشروعات عند عدم كفاية وسائل الدفع السائلة التي بحوزتها لمباشرة نشاطاتها اإلنتاجية واالستهالكية‪،‬‬
‫ويكون ذلك في صورة قروض مباشرة أو خصم كمبياالت أو فتح حسابات‪ ،‬وفي جميع هذه الحاالت تكون‬
‫هنا كعملية خلق نقود الودائع مقابل تقديم االئتمان‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة حجم عرض النقود‪ ،‬إضافة إلى‬
‫ذلك يمكن أن تلجا البنوك التجارية إلى البنك المركزي عندما تكون بحاجة إلى سيولة‪ ،‬من أجل إعادة‬
‫خصم بعض األوراق التجارية‪ ،‬أو االقتراض منه مباشرة‪ ،‬فيصدر البنك المركزي نقودا قانونية جديدة لتلبية‬
‫احتياجاتها‪ .‬وفي كلتا الحالتين يتغير حجم الكتلة النقدية بالزيادة‪.‬‬
‫خالصة‪:‬‬
‫من خالل هذا المحور خلصنا إلى أن النظام النقدي هو نظام يتكون في بيئة إجتماعية‪ ،‬ومنه ما‬
‫هو قديم قدم المجتمع الذي وجد فيه‪ ،‬ومنه ما هو حديث جدة المجتمع اإلنساني الحديث‪ ،‬ويتصف النظام‬
‫النقدي الجيد بمجموعة من الخصائص أهمها استقرار القوة الشرائية للوحدة النقدية وثقة أفراد المجتمع في‬
‫النقود المتداولة؛ كما تم التعرف على مختلف أنواع األنظمة النقدية بدءا من النظام النقدي المعدني الذي‬
‫انقسم إلى نظام المعدن الواحد أو ما يعرف أيضا بقاعدة الذهب ونظام المعدنين وصوال إلى نظام النقد‬
‫الورقي اإللزامي أو ما يعرف بقاعدة النقد اإلئتمانية؛ وتم اإلشارة إلى تقسيمات العرض النقدي المتمثلة في‬
‫عرض النقود بالمعنى الضيق وعرض النقود بالمعنى الموسع وعرض النقود بالمعنى األوسع؛ وفي األخير‬
‫عرفنا أن وضع األرصدة المالية تحت تصرف الوحدات االقتصادية ال يتم إال بوجود موارد ومنتجات‬
‫حقيقية مقابلة لها‪ ،‬وبالتالي فإن عملية اإلصدار النقدي تتوقف على الموجودات االقتصادية والمتمثلة في‬
‫الذهب والعمالت األجنبية والقروض المقدمة للخزينة باإلضافة إلى القروض المقدمة لإلقتصاد‪.‬‬
‫أسئلة المحور الثاني‪:‬‬
‫‪ -‬عرف النظام النقدي؟ واذكر مواصفات النظام النقدي الجيد؟‬
‫‪ -‬قارن بين نظام المسكوكات الذهبية ونظام السبائك الذهبية؟‬
‫‪32‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ -‬قارن بين قاعدة المعدنيين وقاعدة المعدن الواحد؟‬


‫‪ -‬ما هو مضمون قانون غريتشام؟‬
‫‪ -‬بماذا يتميز النظام الورقي عن النظام المعدني؟‬
‫‪ -‬ما مفهوم العرض النقدي وما هي أقسامه؟‬
‫‪ -‬ما هي العالقة بين عرض النقود والقاعدة النقدية؟‬
‫‪ -‬على ماذا تتوقف عملية اإلصدار النقدي؟‬

‫‪33‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫المحور الثالث‪ :‬النظريات النقدية‬


‫تمهيد‪:‬‬
‫خصص هذا المحور للتعرف على النظريات النقدية التي اهتمت بصفة أساسية بدراسة المسألة‬
‫النقدية ممثلة بشكل خاص في تفسير العوامل التي تتحكم في تحديد المستوى العام لألسعار وبالتالي في‬
‫تحديد قيمة النقود‪ ،‬وبعبارة أخرى تدور النظرية النقدية حول تساءل هام يتعلق بدور النقود في النشاط‬
‫اإلقتصادي بشكل عام وما تأثيرها على مختلف المتغيرات اإلقتصادية الكلية أم أن دورها ال يتعدى الدور‬
‫الحيادي الذي يؤديه نظام المقايضة في التبادل‪.‬‬
‫فقد اختلف رجال الفكر اإلقتصادي على مر العصور بشأن النقود فمنهم من اعتبرها متغير هام‬
‫يؤثر على المستوى العام للنشاط اإلقتصادي‪ ،‬ومنهم من اعتبرها ال شيء هام في اإلقتصاد وأن وظيفتها‬
‫ال تتعدى مجرد وسيط للتبادل‪.‬‬
‫لذلك سنحاول أن نبرز من خالل هذا المحور تحليال مقارنا لمواقف المفكرين اإلقتصاديين من‬
‫خالل النظريات النقدية التي تم طرحها من قبلهم‪ ،‬وقد تم تقسيم هذا المحور إلى ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪:‬النظرية النقدية الكالسيكية‬
‫ثانيا‪:‬النظرية النقدية الحديثة (النظرية الكينزية)‬
‫ثالثا‪:‬النظرية النقدية المعاصرة (نظرية النقديين)‬

‫‪34‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫أوال‪ :‬النظرية النقدية الكالسيكية‬


‫لم يعط الفكر الكالسيكي األول أهمية لدراسة الطلب على النقود‪ ،‬نظ ار لكون هذه األخيرة لم يكن‬
‫لها من وجهة نظرهم أي دور مهم غير كونها وسيلة تسهل التبادل‪ ،‬وقد بنى الفكر الكالسيكي رؤيته للنقود‬
‫على قانون ساي ‪ Say‬في المنافذ الذي يشير إلى أن المنتجات تتبادل مقابل المنتجات‪ ،‬وال تشكل النقود‬
‫ضمن هذا المنظور‪ ،‬كما قال ساي‪ ،‬سوى ستا ار يغطي حقيقة المبادالت‪ ،‬ولهذا لم يكن للنقود أي تأثير‬
‫على تطور اإلقتصاد بحيث ال يقوم إال بدور وحدة الحساب والتبادل‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك تشكل النظرية‬
‫النقدية الكالسيكية حجر األساس في بناء النظرية النقدية الحديثة‪ ،‬إما ألنها شكلت قاعدة انطالق لدراسات‬
‫الحقة بنيت في سياقها العام أو ألنها شكلت موضوع نقد مهد لظهور رؤى نقدية بديلة في تحليلها لدور‬
‫النقود واآلثار التي تحدثها في اإلقتصاد‪ ،‬ولذلك من المهم البدء بدراسة النظرية النقدية الكالسيكية التي‬
‫‪1‬‬
‫تشكل فيها النظرية الكمية للنقود األساس الفكري‪.‬‬
‫وقد عنيت النظرية النقدية الكالسيكية بدراسة العالقة بين التغيرات في كمية النقود المتداولة في‬
‫اإلقتصاد أو المنفقة وبين مستوى األسعار وانطلقوا في تحليلهم لذلك من إفتراضات معينة هي‪:‬‬
‫‪ -‬وقوع اإلقتصاد عند مستوى التوظف الكامل؛‬
‫‪ -‬المنافسة الكاملة أي أن األسعار تعكس نفقات اإلنتاج؛‬
‫‪ -‬الدور الحيادي للنقود أي أن النقود تقوم بدور وسيط في المبادلة فقط حيث إعتبر التقليديون أن‬
‫النقود ما هي إال ستار يخفي الجوانب الحقيقية للنشاط اإلقتصادي دون أن يكون له أدنى‬
‫تأثير عليه؛‬
‫‪ -‬إستبعاد قيام النقود بدور مستودع للقيمة أو الثروة؛‬
‫‪ -1‬اال نتقادات الموجهة للنظرية النقدية الكالسيكية‪:‬‬
‫وجه للنظرية النقدية الكالسيكية اإلنتقادات التالية‪:2‬‬
‫‪ -‬لقد غفل التحليل النقدي الكالسيكي‪ ،‬وظيفة النقود كمستودع للقيمة (أو خزان للثروة)‪ ،‬والتي تنبع من‬
‫الرغبة في تفضيل السيولة‪ ،‬أو الطلب على النقود لرصيد إكتنازي‪ ،‬وهو ال يدخل في إطار المبادالت‪( ،‬أو‬
‫حيز التعامل) علما أن وظيفة النقود كمستودع للقيمة قد يعطل سير الوظيفتين األساسيتين (أو التقليدين)‬
‫للنقود حيث تتعطل وظيفة النقود كوسيط للتبادل من خالل اإلكتناز (والمضاربات)‪ ،‬وتتعطل الوظيفة‬

‫الطاهر لطرش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪71:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫محمود حسين الوادي‪ ،‬حسين محمد سمحان‪ ،‬سهيل أحمد سمحان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪12:‬‬
‫‪35‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫الثابتة كمقياس للقيمة‪ ،‬عندما تصبح النقود سلعة وتطلب لذاتها فال يبقى لنا مقياس دقيق لتقييم السلع‬
‫والخدمات؛‬
‫‪ -‬ليست النقود حيادية إزاء النشاط اإلقتصادي‪ ،‬بل وتلعب دو ار فعاال ومؤث ار فيه‪ ،‬وقد تكون سببا في كثير‬
‫من اإلضطرابات اإلقتصادية‪ ،‬وهي تمثل أداة للسياسات النقدية؛‬
‫‪ -‬ليست كافة الظواهر اإلقتصادية ظواهر عينية‪ ،‬فسعر الفائدة مثال ظاهرة نقدية تتحدد أسعارها في سوق‬
‫النقود وليس في سوق السلع والخدمات؛‬
‫‪ -2‬نظرية كمية النقود‪:‬‬
‫تعتبر نظرية كمية النقود اإلسهام الرئيسي لإلقتصاديين الكالسيك وخالصة التطور الفكر‬
‫اإلقتصادي الكالسيكي في نظرته للظواهر النقدية‪.‬‬
‫بدأت فكرة النظرية منذ القرن السادس عشر عندما حصل ما يسمى بثورة األسعار إثر تدفق‬
‫المعادن النفيسة إلى أوروبا بكميات كبيرة وترافق معه ارتفاع شديد في األسعار‪ ،‬األمر الذي أثار الجدل‬
‫حول أسباب اإلرتفاع وطبيعته‪ ،‬وحاول اإلقتصاديون أنذاك الربط بين زيادة كمية النقود وارتفاع األسعار‪،‬‬
‫وكان اإلقتصادي الفرنسي (جون بودان) أول من ربط بين زيادة كمية النقود التي حدثت بسبب تزايد‬
‫كميات الذهب والفضة والتي تدفقت من المستعمرات اإلسبانية بعد اكتشافها وبين اإلرتفاع في األسعار‪،‬‬
‫وتبعه في هذا الرأي العديد من اإلقتصاديين أمثال (جان لوك) الفيلسوف األسكتلندي (دافيد هيوم) ثم‬
‫اإلقتصادي (كانتيون) الذي يعتبر أول من أشار إلى فكرة سرعة التداول‪ ،‬أما العالم اإلقتصادي (ريكاردو)‬
‫فقد طبق هذا التحليل على النقود الورقية مفس ار حالة التضخم التي سادت في أوروبا‪ ،‬حيث خلص في‬
‫تحليله إلى أن قيمة الوحدة النقدية تتغير عكسيا ونسبيا مع كميتها‪ ،‬وأكد بأن مضاعفة كمية النقود ستؤدي‬
‫إلى مضاعفة األسعار‪ ،‬وتعود أول محاولة لصياغة نظرية كمية النقود في شكل رياضي لإلقتصادي‬
‫(سيمون نيوكمب) عام ‪0221‬م‪ ،‬إال أنها لم تنتشر ولم تطبق حتى جاء العالم اإلقتصادي (أريفينج فيشر‪)‬‬
‫بصيغته الرياضية المشهورة عام ‪0507‬م‪ ،‬والتي أطلق عليها صيغة فيشر نسبة إلى مكتشفها أو معادلة‬
‫التبادل التي تم تطويرها الحقا على يد مجموعة من اإلقتصاديين في جامعة كامبردج على رأسهم مارشال‬

‫‪ ‬ايرفينج فيشر ‪ )0517-0217( Irving Fisher‬وهو إقتصادي أمريكي عرف بكتابه القوة الشرائية للنقود ‪0500‬م والذي أشار فيه لنظرية كمية‬
‫النقود‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫وبيجو‪ ،‬وأطلقوا على معادلتهم اسم معادلة (كمبردج) نسبة إلى الجامعة‪ ،‬وتسمى من قبل البعض بصيغة‬
‫‪1‬‬
‫األرصدة النقدية أو أثر بيجو تميي از عن صيغة (فيشر)‪.‬‬
‫استندت نظرية كمية النقود إلى مجموعة من الفرضيات التالية‪:2‬‬
‫ارتباط المستوى العام لألسعار بتغير كمية النقود المعروضة؛‬ ‫‪‬‬

‫ثبات حجم اإلنتاج السلعي عند مستوى التشغيل الكامل (العمالة الكاملة)؛‬ ‫‪‬‬

‫ثبات سرعة تداول النقود خالل الزمن؛ ألن هذا التغير يرتبط بعادات المجتمع المصرفية‪ ،‬وتطور‬ ‫‪‬‬

‫النظام المصرفي وهي عوامل ال تتغير عادة في األجل القصير؛‬


‫‪ -3‬الصيغة الرياضية لنظرية كمية النقود‪:‬‬
‫ظهرت للنظرية الكمية التقليدية صيغتان األولى صيغة (فيشر)‪ ،‬والثانية صيغة األرصدة النقدية أو‬
‫معادلة كامبردج‪.‬‬
‫‪ 1-3‬معادلة التبادل لفيشر‪ :‬لقد أثبت اإلقتصادي األمريكي أيرفينج فيشر العالقة اإلرتباطية السببية بين‬
‫‪3‬‬
‫كمية النقود وارتفاع األسعار من خالل معادلة التبادل التي صاغها عام ‪0507‬م‪.‬‬
‫تتجسد معادلة فيشر للتبادل في شكل عبارة رياضية تتساوى فيها كمية النقود المتداولة في اإلقتصاد مع‬
‫قيمة اإلنتاج‪ .‬ويمكن كتابة هذه العالقة كما يلي‪:‬‬
‫‪MV= PT‬‬
‫أن‪:‬‬
‫حيث ّ‬
‫‪ :M‬كمية النقود المتبادلة‪ ،‬وتشمل النقود التي يصدرها البنك المركزي(’‪ )M‬والنقود التي تنشئها البنوك‬
‫التجارية (’’‪ )M‬أو نقود الودائع‪ ،‬أي‪)M’+ M’’( :‬؛‬
‫‪ :V‬سرعة تداول النقود التي تعبر عن عدد المرات التي تنتقل فيها الوحدة النقدية من يد إلى أخرى خالل‬
‫فترة معينة‪ ،‬وبعبارة أخرى‪ ،‬تعبر سرعة التداول عن عدد المرات التي نستعمل فيها كمية النقود المتواجدة‬
‫في اإلقتصاد خالل فترة معينة لتبادل اإلنتاج‪ ،‬وتمثل سرعة تداول النقود المركزية ونقود الودائع‬
‫(’’‪)V’ + V‬؛‬
‫‪ :P‬تمثل المستوى العام ألسعار؛‬

‫‪1‬‬
‫محمد ضيف هللا القطابري‪ ،‬دور السياسة النقدية في اإلستقرار والسياسة النقدية (نظرية‪ -‬تحليلية‪ -‬قياسية)‪ ،‬دار غيداء للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،8100 ،‬ص‪-‬ص‪.35-32 :‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الحليم عمار غربي‪ ،‬الوجيز في اإلقتصاد النقدي والمصرفي‪ ،‬مطبوعات كتاب اإلقتصادي اإلسالمي اإللكتروني المجاني‪ ،‬اإلصدار األول‪،‬‬
‫‪ ،8102‬ص‪ ،85 :‬متوفر على الموقع اإللكتروني التالي‪ ،https://kantakji.com/1628 :‬تاريخ اإلطالع ‪.5252/25/20‬‬
‫‪3‬‬
‫محمود حسين الوادي‪ ،‬حسين محمد سمحان‪ ،‬سهيل أحمد سمحان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪12:‬‬
‫‪37‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪1‬‬
‫‪ :T‬مجموع الصفقات التي يتم إجراؤها في اإلقتصاد خالل نفس الفترة‪.‬‬
‫انطالقا من معادلة التبادل يمكن تحديد المستوى العام لألسعار كما يلي‪:‬‬
‫𝑉‬
‫‪P= M‬‬
‫𝑇‬
‫ومع إفتراض ثبات كل (‪ )T‬إلفتراض العمالة الكاملة وثبات (‪ )V‬إلفتراض عدم اإلكتناز النقدي‬
‫( وأن النقود ال تطلب لذاتها)‪ ،‬ولثبات عادات اإلنفاق وتنظم رفع األجرة في المجتمع في األجل القصير‬
‫فإنه يمكن التعبير عن العالقة السابقة بالصيغة اآلتية‪P= F(M) :‬‬

‫أي أن المستوى العام لألسعار تابع للعرض النقدي أو أن التغير في كمية النقود بنسبة معينة‬
‫يؤدي إلى التغير في المستوى العام لألسعار بنفس النسبة ونفس اإلتجاه‪ ،‬أي أن هناك عالقة سببية تربط‬
‫‪2‬‬
‫بين التغير في كمية النقود (كمتغير مستقل) وبين التغير في المستوى العام لألسعار (متغير تابع)‪.‬‬
‫حيث أن زيادة عرض النقود مثال (زيادة كمية النقود) سوف يؤدي مباشرة إلى زيادة المستوى العام‬
‫ألسعار‪.‬‬
‫يمكن توضيح العالقة المباشرة والثابتة بين التغير في كمية النقود والمستوى العام لألسعار في‬
‫الشكل التالي‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)12‬العالقة بين التغير في كمية النقود والمستوى العام لألسعار‬

‫‪P‬‬
‫)‪P= f(M‬‬

‫‪𝑃2‬‬

‫‪𝑃1‬‬

‫‪M‬‬
‫‪𝑀1‬‬ ‫‪𝑀2‬‬

‫المصدر‪ :‬محمد أحمد أفندي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪446 :‬‬

‫‪1‬‬
‫الطاهر لطرش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪70:‬‬
‫‪2‬‬
‫محمود حسين الوادي‪ ،‬حسين محمد سمحان‪ ،‬سهيل أحمد سمحان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪11:‬‬
‫‪38‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫تمثل نظرية كمية النقود نظرية لعرض النقود بامتياز‪ ،‬وال تقدم لنا أي مؤشرات عن ماهية الطلب على‬
‫النقود من طرف األعوان اإلقتصاديين طالما أنها ال تعترف للنقود بأي دور إيجابي‪ ،‬وكان األمر يتطلب‬
‫التطور الذي أحدثه النيوكالسيك ليدخل اإلقتصاد النقدي مرحلة جديدة ميزها نقاش واسع حول الطلب‬
‫‪1‬‬
‫على النقود كمحرك للديناميكية اإلقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬تعرضت نظرية كمية النقود إلى العديد من اإلنتقادات‪:‬‬
‫عدم واقعية العالقة اآللية بين كمية النقود ومستوى األسعار‪ :‬فقد تتغير األسعار نتيجة عوامل‬ ‫‪‬‬

‫غير نقدية‪ ،‬كما أن األسعار قد تكون هي المتغير المستقل الذي يترتب عليه حدوث تغير في‬
‫كمية النقود كمتغير تابع؛‬
‫عدم واقعية إفتراض ثبات الحجم الحقيقي لإلنتاج‪ :‬أثبت الواقع أن حجم اإلنتاج والتشغيل ال يستقر‬ ‫‪‬‬

‫بصفة دائمة‪ ،‬ومن ثم ال يتحقق التناسب الطردي بين كمية النقود ومستوى األسعار؛‬
‫عدم واقعية إفتراض ثبات سرعة دوران النقود‪ :‬سرعة دوران النقود ليست ثابتة؛ فهي تتغير بتغير‬ ‫‪‬‬

‫‪2‬‬
‫حجم المعامالت أو ظروف السوق؛ وهي تختلف في فترات الكساد والرواج؛‬
‫حصرت النظرية اهتمامها بجانب العرض النقدي‪ ،‬وأهملت جانب الطلب على النقود‪ ،‬وان هذا‬ ‫‪‬‬

‫الطلب ليس طلب للمعامالت فحسب‪ ،‬وانما هنالك طلب للنقود رغبة في السيولة‪ ،‬وهو طلب على‬
‫النقود لذاتها ولإلحتفاظ به للمضاربة‪ ،‬مما يترتب عليه تناقص حجم العرض النقدي (‪ )M‬المتاح‬
‫للتداول والمعامالت؛‬
‫لم تنطبق هذه النظرية في ظروف الكساد العظيم‪ ،‬إذ أن زيادة العرض النقدي (‪ ،)M‬لم يؤدي إلى‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫إنخفاض في (‪ )P‬توقعا لمزيد من اإلنخفاض في األسعار‪ ،‬حيث تزايد التفضيل النقدي؛‬
‫وعلى الرغم من هذه اإلنتقادات‪ ،‬فإن النظرية تمثل خطوة رئيسية في التطور الفكري للنظريات‬
‫النقدية‪ ،‬إذ ثبت في حاالت كثيرة‪ ،‬أن لتغير كمية النقود أثر مهم في تغيرات المستوى العام لألسعار‪.4‬‬
‫كما أن من مزايا هذه النظرية أنه كان لها الفضل في التنبيه إلى خطورة الدور الذي يلعبه اإلفراط‬
‫‪5‬‬
‫النقدي في توليد ظاهرة التضخم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الطاهر لطرش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪78:‬‬
‫عبد الحليم عمار غربي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.31:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫محمود حسين الوادي‪ ،‬حسين محمد سمحان‪ ،‬سهيل أحمد سمحان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪17-11:‬‬
‫‪4‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪17:‬‬
‫عبد الحليم عمار غربي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪33:‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪39‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪1‬‬
‫‪ 2-3‬معادلة األرصدة النقدية (معادلة كامبردج)‪:‬‬
‫ارتبطت هذه المعادلة باإلقتصاديين (مارشال وبيجو)‪ ،‬ويطلق البعض على صيغة األرصدة‬
‫النقدية بأثر بيجو نسبة إلى العالم اإلقتصادي بيجو‪ ،‬وتعتبر هذه الصيغة الجسر الرابط بين نظرية كمية‬
‫النقود التقليدية وبين النظرية الكمية الحديثة‪ ،‬وقد ركزت هذه الصيغة في البحث عن المحددات اإلقتصادية‬
‫لرغبة األفراد في اإلحتفاظ بالنقود‪ ،‬حيث تطلب النقود من أجل الخدمات التي تقدمها كتوفير األمان‬
‫لحائزيها لمواجهة الظروف الطارئة وتنفيذ المعامالت الجارية‪ .‬ويمكن الحصول على معادلة كمبردج من‬
‫معادلة فيشر كما يلي‪:‬‬
‫𝑇𝑃 = 𝑉𝑀‬
‫𝑇𝑃‬
‫=𝑀‬
‫𝑣‬
‫ويمكن كتابة المعادلة السابقة كما يلي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫=𝑀‬ ‫𝑇𝑃‬
‫𝑣‬
‫فإذا جعلنا 𝑲 = 𝒗 ‪‬فإن المعادلة تصبح‪:‬‬
‫𝟏‬

‫𝑻𝑷𝑲 = 𝑴‬
‫وهذه المعادلة األخيرة هي ما يطلق عليها بمعادلة (كمبردج) أو صيغة األرصدة النقدية‪ ،‬وتعتبر‬
‫𝐾 سر تفوق تحليل (مارشال بيجو) على تحليل (فيشر)‪ ، ‬وتسمى 𝐾 أحيانا بنسبة مارشال‪ ،‬وهي النسبة‬
‫التي يرغب األفراد في اإلحتفاظ بها من النقود على شكل نقود سائلة‪ ،‬وتربط هذه الصيغة بين كمية النقود‬
‫والدخل عن طريق 𝐾‪ ،‬حيث يمثل عرض النقود 𝑀 الجانب األيسر منها‪ ،‬أما الجانب األيمن منها‬
‫𝑇𝑃𝐾 فيمثل تلك النسبة من الحجم السنوي للمبيعات التي يحتفظ بها األفراد في صورة نقدية (طلب‬
‫النقود)‪ ،‬بمعنى أنها توضح في جانبيها عرض النقود 𝑀 والطلب عليه 𝑇𝑃𝐾 ويرى مارشال أن الطلب‬
‫على النقود يتحدد تبعا للدخل وعندما يزداد طلب األفراد لإلحتفاظ بالنقود في شكل سائل 𝐾 فإن مستوى‬
‫األسعار يظل ثابت في حال قيام النظام المصرفي بتوفير العرض الالزم من النقود‪ ،‬أما إذا لم يتجاوب‬

‫‪1‬‬
‫محمد ضيف هللا القطابري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪.11-18 :‬‬
‫نسبة التفضيل النقدي ترتبط بعالقة عكسية بين مع سرعة دوران النقود‪ ،‬فإذا زادت سرعة دوران النقود كما هو الحال في أوقات الرواج اإلقتصادي‬ ‫‪‬‬

‫فإن نسبة التفضيل النقدي تنخفض‪ .‬بينما تزيد نسبة التفضيل النقدي عندما تنخفض سرعة تداول النقدي كما هو الحال في وقت الركود اإلقتصادي‪.‬‬
‫نظرية مارشال لألرصدة النقدية تختلف عن معادلة التبادل لفيشر في كون أن نظرية األرصدة النقدية تركز إهتمامها على التفضيل النقدي‬ ‫‪‬‬

‫(الطلب على النقود) بينما معادلة فيشر تركز إهتمامها على كمية النقود المتداولة (عرض النقود)‪.‬‬
‫كما إعتبرت نظرية التبادل أن النقود تقوم بوظيفتي وسيط في المبادلة ووسيلة للدفع‪ ،‬أما بالنسبة لمعادلة كمبريدج فإنها أضافت وظيفة أخرى أال وهي‬
‫وظيفة اإلدخار اي مستودع للقيمة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫النظام المصرفي فإن األفراد سيخفضون طلبهم للسلع لتوفير السيولة الالزمة‪ ،‬مما سيؤدي تراجع الطلب‬
‫على السلع ومن ثم انخفاض أسعارها فينخفض اإلنتاج ومن ثم الدخل ويستمر في اإلنخفاض حتى يتوازن‬
‫مع كمية النقود الثابتة‪ ،‬ويحدث العكس في حالة تراجع رغبة األفراد في اإلحتفاظ بالنقود بشكلها السائل‪.‬‬
‫مما سبق يمكن إستنتاج ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يولي مارشال أهمية قصوى لـ 𝐾 نسبة التفضيل النقدي‪ ،‬بحيث يعتبرها العامل الرئيسي الذي ينتج عن‬
‫تغيره تغير مستوى الدخل واألسعار‪ ،‬عندما تحصل تقلبات مفاجئة في التوقع أو الحالة النفسية لألفراد أو‬
‫غير ذلك من العوامل األخرى‪ ،‬وبذلك فإن أنصار هذا اإلتجاه ال يقصرون تغير األسعار على تغير كمية‬
‫النقود بشكل مباشر كما هو الحال في تحليل فيشر‪ ،‬برغم أنهم يؤيدون العالقة الطردية بين كمية النقود‬
‫واألسعار إال أنهم يعتبرونها غير مباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬هنالك عالقة عكسية بين 𝐾 التفضيل النقدي ومستوى األسعار 𝑷‪ ،‬بمعنى أن زيادة طلب األفراد على‬
‫النقود السائلة يعمل على انخفاض األسعار والعكس صحيح‪.‬‬
‫‪ -‬تأتي األهمية األخرى لمعادلة األرصدة النقدية من كونها توضح أن البنك المركزي ال يستطيع إدارة‬
‫األسعار‪ ،‬فهو يتحكم في كمية النقود اإلسمية 𝑀 فقط أما كمية النقود الحقيقية فاألفراد هم الذين بإمكانهم‬
‫إدارتها من خالل التأثير على األسعار صعودا وهبوطا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬النظرية النقدية الحديثة (النظرية الكينزية)‬
‫نتيجة األزمات اإلقتصادية التي مرت بها الدول الرأسمالية خالل فترة الثالثينيات ومع مرور‬
‫الوقت وبداية أزمة الكساد الكبير عام ‪ 0585‬التي تعرضت لها الدول الرأسمالية والتي لم تألفها‬
‫إقتصاديات هذه الدول من قبل والتي أدت في نهاية المطاف إلى اإلطاحة بالفكر الكالسيكي‪ ،‬األمر الذي‬
‫أدى إلى تمهيد الطريق لظهور الفكر الكينزي‪ .‬فقد أثبتت هذه األزمة الكبيرة أن الواقع مختلف تماما عن‬
‫‪1‬‬
‫اإلفتراضات النظرية اإلقتصادية التي تبنتها النظرية الكالسيكية‪.‬‬
‫ولقد قام كينز‪ ‬بدراسة األزمة اإلقتصادية (الكساد الكبير) واستخلص منها ما يثبت عدم صحة‬
‫التحليل الكالسيكي الذي كان سائدا حتى وقت حدوث األزمة‪ ،‬فالتحليل الكالسيكي يفترض تحقيق التشغيل‬
‫الكامل بصورة تلقائية في المنافسة التامة‪ .‬لهذا فإن حجم اإلنتاج ثابت واألسعار ال تتغير إال بتغير كمية‬
‫النقود المعروضة‪ .‬وتمت معارضة كينز لهذه األفكار من خالل قيامه باستخدام أدوات تحليل جديدة تتصل‬

‫‪1‬عزت قناوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪012 :‬‬


‫جون مينارد كينز ‪ )0511-0223( John Maynard Keynes‬هو إقتصادي بريطاني‪ ،‬ويعد مؤسس علم اإلقتصاد الكلي الحديث‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪41‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫بالدخل واإلنفاق واإلدخار واإلستثمار‪ .‬إذ أكد كينز أن الدخل القومي (الناتج القومي) يمكن أن يتحدد عند‬
‫مستوى التشغيل الكامل على عكس افتراض الكالسيك‪ .‬ويضيف كينز قائال أنه إذا تعرض الدخل القومي‬
‫لتأثيرات خارجية تبعد عن مستوى التوازن‪ ،‬فإنه لن يعود إلى المستوى التوازني السابق بل سيتحرك إلى‬
‫مستوى توازني جديد يستقر عنده‪ ،‬وليس بالضرورة أن يكون هذا المستوى هو عند مستوى التشغيل‬
‫الكامل‪ ،‬وانما يمكن أن يستقر عند أي مستوى بعيدا عن مستوى التشغيل الكامل‪ .‬لذا فإن كينز يقرر أن‬
‫مستوى التشغيل الكامل وحجم اإلنتاج ثم مقدار الدخل القومي يتوقف بالدرجة األساسية على حجم الطلب‬
‫‪1‬‬
‫الكلي الفعال‪.‬‬
‫قام كينز بنقد منهجي لطريقة أداء اإلقتصاد الكالسيكي ونتائجه الضرورية خاصة على الصعيد‬
‫النقدي‪ ،‬حيث لم تعد النقود مع كينز مجرد ستار يخفي الحقائق وال هي محايدة‪ ،‬بل تمارس عمال نشطا‬
‫تؤثر من خالله على المتغيرات اإلقتصادية بما في ذلك المتغيرات الحقيقية‪.‬‬
‫وقد أمكن لكينز أن يقوم بذلك من خالل األدوار (وليس الدور) التي يمكن للنقود أن تلعبها‪ .‬فمع‬
‫كينز لم تعد النقود مطلوبة ألداء دور تسهيل المبادالت فقط‪ ،‬ولكنها تطلب أيضا لكي تقوم بأدوار أخرى‪.‬‬
‫بالنسبة إليه‪ ،‬يعتبر تفضيل السيولة العامل األساسي الذي يحدد كمية النقود التي يحتفظ بها األفراد عند‬
‫مستوى معين للفائدة‪ ،‬وعن طريق هذا المسلك بالذات تدخل كمية النقود في النظام اإلقتصادي‪ .‬كما‬
‫أعطى كينز للنقود صفة األصل الذي يمكن اإلحتفاظ به لتحقيق مكاسب‪ .‬وقد وسع ذلك األسباب التي‬
‫تدفع الناس إلى طلبها‪ ،‬ولذلك لم يعد الطلب على النقود يحدده بدافع واحد ولكنه أصبح مع كينز يتحدد‬
‫‪2‬‬
‫بدوافع ثالثة‪‬هي دافع المعامالت ودافع اإلحتياط ودافع المضاربة‪.‬‬
‫‪ -1‬دوافع الطلب عند كينز‪:‬‬
‫فيما يلي شرح موجز لدوافع الطلب على النقود عند كينز‪:‬‬
‫‪ 1-1‬الطلب على النقود بدافع المعامالت‪ :‬يقصد بدافع المعامالت (المبادالت) رغبة المتعاملين‬
‫اإلقتصاديين في اإلحتفاظ بنقود سائلة للقيام بالنفقات الجارية خالل فترة المدفوعات؛ أي الفترة التي‬
‫يتقاضى فيها الشخص راتبه الدوري‪ ،‬ورغبة المؤسسات في اإلحتفاظ بالنقود السائلة لدفع نفقات التشغيل‬

‫محمود حسين الوادي‪ ،‬حسين محمد سمحان‪ ،‬سهيل أحمد سمحان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪20:‬‬ ‫‪1‬‬

‫يمكن اإلشارة إلى أن الطلب على النقود عند كينز يرتبط بالوظائف األساسية لهذه األخيرة‪ ،‬فالطلب على النقود لغرض المعامالت ناتج لقيام النقود‬ ‫‪‬‬

‫بوظيفة " وسيط في المبادلة"‪ ،‬كما أن الطلب على النقود لغرض المضاربة قد تنشأ نتيجة قيام النقود بوظيفة مستودع للقيمة أو الثروة‪ .‬وبشكل عام‬
‫فإن الطلب على النقود لغرض اإلحتياط ال يعتبر مستقال عن الطلب على النقود لغرض المعامالت بل هو مكمال له أو نابع عنه‪ ،‬ذلك أن الطلب‬
‫على النقود لغرض اإلحتياط يقصد منه التأكد من إتمام المعامالت الطارئة أو المفاجأة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الطاهر لطرش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪71-72 :‬‬
‫‪42‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫من ثمن المواد األولية‪ ،‬أجور العمال وايجار العقارات‪(...‬تمويل رأس المال العامل)‪ .‬والعامل األساسي‬
‫الذي يعتمد عليه الطلب على النقود لهذا الغرض هو الدخل باعتبار أن العوامل األخرى (المعدل العام‬
‫لألسعار‪ ،‬ومستوى التوظيف‪ )...‬ال تتغير في العادة في مدة قصيرة؛ وعلى ذلك فالطلب على النقود‬
‫‪1‬‬
‫لغرض المعامالت هو دالة طردية في متغير الدخل‪.‬‬
‫الطلب على النقود من أجل المعامالت 𝑑𝑡𝑀 دالة خطية موجبة 𝑡𝐿 في الدخل النقدي 𝑌 كما يلي‪:2‬‬
‫)𝑌( 𝑡𝐿 = 𝑑𝑡𝑀‬
‫حيث أن‪> 0 :‬‬
‫𝑑𝑡𝑀𝛿‬
‫𝛿‬

‫‪ 2-1‬الطلب على النقود بدافع اإلحتياط‪ :‬يقصد بدافع اإلحتياط (الحيطة والحذر) رغبة األفراد‬
‫والمؤسسات في اإلحتفاظ بنقود في صورة سائلة لمواجهة الحوادث الطارئة واإلستثنائية (كالمرض‬
‫والبطالة)‪ ،‬أو اإلستفادة من الفرص غير المتوقعة (كإنخفاض أسعار بعض السلع)‪ .‬والعامل األساسي‬
‫الذي يتوقف عليه هذا الدافع هو مستوى الدخل‪ ،‬باعتبار العوامل األخرى (كطبيعة الفرد والظروف النفسية‬
‫المحيطة به‪ ،‬ودرجة عدم التأكد السائدة في المجتمع في فترة األزمات‪ )...‬ال تتغير عادة في المدى‬
‫‪3‬‬
‫القصير؛ وعلى ذلك فالطلب على النقود بدافع اإلحتياط هو دالة طردية في متغير الدخل‪.‬‬
‫بمعنى أن الطلب على النقود من أجل اإلحتياط 𝑑𝑝𝑀 مثله في ذلك مثل دافع المعامالت على‬
‫‪4‬‬
‫مستوى الدخل وفقا لعالقة خطية موجبة 𝑝𝐿 تأخذ الشكل التالي‪:‬‬
‫)𝑌( 𝑝𝐿 = 𝑑𝑝𝑀‬
‫𝑑𝑝𝑀𝛿‬
‫حيث أن‪> 0 :‬‬
‫𝛿‬

‫وبما أن ال طلب على النقود من أجل المعامالت والطلب على النقود من أجل اإلحتياط هما دالتان‬
‫في الدخل‪ ،‬فإنه يمكن دمجهما في دالة واحدة هي دالة الطلب على النقود من أجل المعامالت واإلحتياط‬
‫𝑑‪ 𝑀1‬التي تأخذ الشكل التالي‪:‬‬
‫)𝑌( ‪𝑀1𝑑 = 𝑀𝑡𝑑 + 𝑀𝑝𝑑 = 𝐿1‬‬
‫ومن الضروري أن تكون الدالة السابقة أيضا دالة خطية موجبة‪ ،‬بحيث يزيد حجم ما يطلب من‬
‫نقود من أجل المعامالت واإلحتياط كلما زاد الدخل وينخفض بإنخفاضه‪.‬‬

‫‪1‬عبد الحليم عمار غربي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪10:‬‬


‫‪2‬‬
‫الطاهر لطرش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪77:‬‬
‫‪3‬عبد الحليم عمار غربي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪10:‬‬
‫الطاهر لطرش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪77:‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪43‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ 3-1‬الطلب على النقود بدافع المضاربة‪ :‬يقصد بدافع المضاربة احتفاظ المضاربين بأرصدة نقدية سائلة‬
‫انتظا ار للفرص السانحة التي تحقق لهم مكاسب نتيجة التغير في أسعار السندات في البورصات‪ ،‬حيث‬
‫ترتفع قيمتها أو تنخفض وفقا لتغي ارت أسعار الفائدة‪ ،‬أي أن المضاربين يفاضلون بين سيولة النقود من‬
‫جهة‪ ،‬والفائدة التي تحققها السندات من جهة أخرى؛ وعلى ذلك فالطلب على النقود بدافع المضاربة هو‬
‫‪1‬‬
‫دالة عكسية في متغير الفائدة‪.‬‬
‫أسعار األصول المالية (السندات) ترتبط عكسيا بسعر الفائدة ويعتبر سعر األصل مرتفعا إذا كان‬
‫معدل الفائدة منخفضا والعكس صحيح‪ ،‬بناء على ذلك يتصرف المضاربون وفقا لما تكون عليه توقعاتهم‬
‫بشأن معدل الفائدة في المستقبل‪ .‬حيث يميلون نحو شراء األصول المالية (وهو ما يعني التخلي عن‬
‫النقود السائلة باعتبار هذه األصول بديال لها) إذا اعتقدوا أن معدل الفائدة اآلن يعتبر مرتفعا ويتوقعون‬
‫إنخفاضه في المستقبل‪ ،‬وهو ما يعني أن أسعار األصول المالية تعتبر اآلن منخفضة وسوف تتجه نحو‬
‫اإلرتفاع مستقبال‪ .‬أما إذا اعتقدوا أن معدل الفائدة اآلن منخفض وأنه سوف يتجه نحو اإلرتفاع في‬
‫المستقبل‪ ،‬وهو ما يعني أن أسعار األصول المالية (السندات) مرتفعة وسوف تميل نحو اإلنخفاض‬
‫مستقبال فإنهم سوف يتجهون نحو بيع هذه األصول المالية (مقابل زيادة طلبهم على النقود السائلة) ما‬
‫‪2‬‬
‫داموا يعتقدون أن أسعار السندات اآلن مرتفعة‪.‬‬
‫وترجع التقلبات في أسعار الفائدة إلى عدة عوامل أهمها اإلجراءات التي تتخذها السلطات النقدية‬
‫(البنك المركزي غالبا) للتأثير على هذه األسعار وحسب ما تقضيه الظروف اإلقتصادية (رواج أو كساد)‬
‫‪3‬‬
‫من ذلك البلد‪.‬‬
‫يمكن القول أن الطلب على النقود لغرض المضاربة 𝑑‪ 𝑀2‬يمكن التعبير عنه بواسطة دالة عكسية‬
‫‪4‬‬
‫في معدل الفائدة ‪ i‬تكون كالتالي‪:‬‬
‫)𝑖( ‪𝑀2𝑑 = 𝐿2‬‬
‫أن‪:‬‬
‫حيث ّ‬
‫𝑑‪𝛿𝑀2‬‬
‫‪<0‬‬
‫𝑖𝛿‬

‫‪1‬عبد الحليم عمار غربي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪18-10:‬‬


‫الطاهر لطرش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪75:‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمود حسين الوادي‪ ،‬حسين محمد سمحان‪ ،‬سهيل أحمد سمحان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪25:‬‬ ‫‪3‬‬

‫الطاهر لطرش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪21:‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪44‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫وهذا يعني إذا ارتفع معدل الفائدة‪ ،‬فإن الطلب على النقود من أجل المضاربة سوف ينخفض‪.‬‬
‫بينما إذا انخفض معدل الفائدة فإن الطلب على النقود من أجل المضاربة سوف يرتفع‪.‬‬
‫‪ ‬مصيدة السيولة عند كينز‪:‬‬
‫إذا اقترب معدل الفائدة من أقل مستوى يمكن أن يصل إليه‪ ،‬فإن المتعاملين اإلقتصاديين يمتنعون‬
‫عن توظيف مدخراتهم في السندات ويفضلون اإلحتفاظ بها على شكل نقود‪ .‬هذه الحالة تعرف بـ "مصيدة‬
‫السيولة"‪ ،‬ب معنى أن أي زيادة في عرض النقود سوف تتحول إلى نقود سائلة يحتفظ بها بصيغة اإلكتناز‬
‫وليس هناك من يرغب باإلحتفاظ بالسندات‪.‬‬
‫ومصيدة السيولة تعكس عدم فعالية السياسة النقدية في تغيير معدالت الفائدة في فترات الكساد‪.‬‬
‫واقترح كينز لحل مشكلة مصيدة السيولة إتباع سياسات مالية وليس نقدية (تخفيض الضرائب وزيادة‬
‫‪1‬‬
‫اإلنفاق الحكومي)‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)13‬فخ السيولة في النظرية الكينزية‬
‫‪i‬‬
‫𝑠𝑀‬

‫مصيدة السيولة‬
‫‪%2‬‬

‫𝑑𝑀 𝑆𝑀‬

‫المصدر‪ :‬عبد الحليم عمار غربي‪ ،‬الوجيز في اإلقتصاد النقدي والمصرفي‪ ،‬مطبوعات كتاب اإلقتصادي اإلسالمي‬

‫اإللكتروني المجاني‪ ،‬اإلصدار األول‪ ،2112 ،‬ص‪https://kantakji.com/1628 ،43:‬‬

‫يكون منحنى الطلب على النقود خطا مستقيما موازيا للمحور األفقي (ال نهائي المرونة)‪ ،‬وعند‬
‫هذا الخط ال يجد األفراد ورجال األعمال أي فائدة من استثمار أرصدتهم السائلة في شراء السندات‪.‬‬

‫‪1‬عبد الحليم عمار غربي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪18:‬‬


‫‪45‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ -2‬دالة الطلب اإلجمالي على النقود عند كينز‪:‬‬


‫يمثل الطلب اإلجمالي على النقود مجموع الطلب على النقود من أجل المعامالت واإلحتياط‬
‫والطلب على النقود من أجل المضاربة‪ .‬ويؤدي دمج دالة السيولة الممثلتان لهما إلى الحصول على دالة‬
‫واحدة هي دالة الطلب اإلجمالي على النقود والتي تتحدد طرديا مع الدخل وعكسيا مع معدل الفائدة‪،‬‬
‫وبالتالي تكون صيغتها العامة كما يلي‪:‬‬
‫‪1‬‬

‫)𝑖 ‪𝑀 = 𝑀1𝑑 + 𝑀2𝑑 = 𝐿1 (𝑌) + 𝐿2 (𝑖) = 𝐿(𝑌,‬‬


‫حيث أن‪:‬‬
‫𝑀𝛿‬ ‫𝑀𝛿‬
‫و‪> 0‬‬ ‫‪<0‬‬
‫𝑌𝛿‬ ‫𝑖𝛿‬
‫‪ -3‬اإل نتقادات الموجهة للنظرية الكنزية‪:‬‬
‫ركزت النظرية الكينزية على حالة الكساد اإلقتصادي؛ ولكنها لم تستطع تفسير حالة الكساد‬ ‫‪‬‬

‫التضخمي؛ أي ارتفاع األسعار والبطالة معا؛‬


‫ركزت النظرية الكينزية على المدى القصير‪ ،‬ولم تأخذ بعين اإلعتبار تغير األنماط اإلستهالكية‬ ‫‪‬‬

‫لألفراد‪ ،‬وتأثير العوامل المحددة لسعر الفائدة على المدى الطويل؛‬


‫افترضت النظرية الكينزية وصول اإلقتصاد إلى حالة فخ السيولة وهي حالة خاصة قد ال يصل‬ ‫‪‬‬

‫‪2‬‬
‫إليها اإلقتصاد؛‬
‫ومع األهمية البالغة للمدرسة الكينزية إال أن طبيعة تطور األزمات اإلقتصادية المعاصرة التي‬
‫تعاني منها البلدان الرأسمالية اإلقتصادية أدت إلى تراجع المدرسة الكينزية وصعود المدرسة الكالسيكية‬
‫المحدثة والمعروفة بمنهج شيكاغو وهي مدرسة تقوم على أساس كالسيكي ولكن بتحليل وروحية جديدة‬
‫أمكنتها من معالجة بعض جوانب األزمة الحالية التي تعاني منها البلدان والمتمثلة في معايشة التضخم‬
‫‪3‬‬
‫والكساد والمشكالت اإلقتصادية األخرى التي بدأت تظهر مؤخرا‪.‬‬

‫الطاهر لطرش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪28:‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد الحليم عمار غربي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪12-11:‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمود حسين الوادي‪ ،‬حسين محمد سمحان‪ ،‬سهيل أحمد سمحان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪18:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪46‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫ثالثا‪ :‬النظرية النقدية المعاصرة (نظرية النقديين)‬


‫صاحب هذه النظرية هو فريدمان‪ ‬والذي حقق إضافات جديدة لكل من النظرية النقدية التقليدية‬
‫‪1‬‬
‫والنظرية النقدية الكينزية‪ ،‬وقد اعتبرت الطلب على النقود جزءا من نظرية الثروة ( نظرية رأس المال)‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -1‬فرضيات النظرية النقدية المعاصرة‪:‬‬
‫‪ -‬العالقة بين تغير كمية النقود ومستوى األسعار هي سببية فقط وليست تناسبية؛‬
‫‪ -‬إمكانية تغير سرعة دوران النقود التي يمكن التنبؤ بها؛‬
‫‪ -‬معارضة الفرضية المتعلقة بثبات حجم اإلنتاج؛‬
‫‪ -‬الطلب على النقود عديم المرونة لسعر الفائدة ومن تم فإن دالة الطلب على النقود مستقرة؛‬
‫‪ -‬يتكون مفهوم الثروة من األصول التالية‪:‬‬
‫‪ ‬األصول النقدية (النقود)؛‬
‫‪ ‬األصول المالية (السندات‪ ،‬األسهم)؛‬
‫‪ ‬األصول الحقيقية (سلع‪ ،‬آالت)؛‬
‫‪ ‬األصول البشرية (رأس المال البشري)؛‬
‫ركزت النظرية النقدية المعاصرة (نظرية كمية النقود وطلب حائزي الثروة والمشروعات) على‬
‫نظرية الطلب على األصول‪ ،‬ألن الطلب على النقود يرتبط بأشكال الثروة وبالعوائد المتوقعة من‬
‫أصول بديلة‪ ،‬ومن ثم فإن الطلب على النقود يعتمد على ثالث مجموعات أساسية هي‪:3‬‬
‫الثروة الكلية التي تمتلكها الوحدة اإلقتصادية موزعة في أشكالها المختلفة؛‬ ‫‪‬‬

‫األسعار والعوائد من البدائل األخرى لإلحتفاظ بالثروة في شكل سائل؛‬ ‫‪‬‬

‫األذواق وترتيب األفضليات بالنسبة لحائزي الثروة؛‬ ‫‪‬‬

‫نظ ار لصعوبة تقدير الثروة‪ ،‬فقد ركز فريدمان على مفهوم الدخل الدائم (المتوسط المتوقع للدخل‬
‫طويل األجل) كمؤشر للثروة‪ ،‬حيث يرتبط الطلب على النقود بالدخل الدائم وبالعوائد المتوقعة من أصول‬
‫بديلة‪ ،‬وهي السندات واألسهم والسلع والخدمات‪ ،‬مقارنة بالعائد المتوقع من النقود‪ .‬ويعتبر اإلحتفاظ بالنقود‬

‫"ميلتون فريدمان" ‪ )8111-0508( Milton Friedman‬اإلقتصادي األمريكي وهو مؤسس مدرسة شيكاغو ‪.Chicago School‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬عبد الحليم عمار غربي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪17:‬‬


‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪12:‬‬ ‫‪2‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪15:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪47‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫في شكلها السائل بمثابة التخلي عن إستخدامها في شراء أصل آخر يحقق عائد؛ وهذا ما يسمى بتكلفة‬
‫‪1 ‬‬
‫الفرصة البديلة ‪.‬‬
‫‪ -2‬صيغة الطلب على النقود عند فريدمان‪:‬‬
‫وضع فريدمان صيغة الطلب على النقود التالية التي تأخذ نفس الشكل بالنسبة لألسر أو‬
‫للمؤسسات مع فارق اختالف األذواق بينهما مع العلم أن تكلفة اإلحتفاظ باألصول تلعب بالنسبة‬
‫للمؤسسات دو ار أكثر أهمية منه لدى العائالت‪:2‬‬
‫𝑃𝑑 ‪1‬‬
‫‪𝑀𝑑 = 𝑓(𝑃, 𝑟𝑒 , 𝑟𝑏 , .‬‬ ‫)𝑢 ‪, 𝑤, 𝑌𝑃 ,‬‬
‫𝑡𝑑 𝑃‬
‫حيث أن‪:‬‬
‫𝑷 تمثل المستوى العام ألسعار حيث هناك عالقة طردية بين المستوى العام لألسعار والطلب على‬ ‫‪‬‬

‫النقود؛‬
‫𝒃𝒓 هو معدل الفائدة على السندات‪ ،‬عندما يكون هذا المعدل مرتفعا تكون أسعار السندات‬ ‫‪‬‬

‫منخفضة ويكثر الطلب عليها‪ ،‬وفي المقابل يقل الطلب على النقود‪ ،‬وعندما يكون معدل الفائدة‬
‫عل السندات منخفضة تزيد أسعارها ويقل الطلب عليها لصالح زيادة الطلب على النقود‪ ،‬ولذلك‬
‫توجد عالقة عكسية ما بين معدل الفائدة والطلب على النقود؛‬
‫‪،‬‬ ‫𝒃‬ ‫𝒆𝒓 هو معدل عائد األسهم‪ ،‬وهو في عالقته مع الطلب على النقود يسلك نفس المسار مثل‬ ‫‪‬‬

‫بمعنى وجود عالقة عكسية بينهما؛‬


‫𝒕𝒅 ‪ 𝑷 .‬يعبر عن التغير المتوقع في األسعار في الزمن‪ ،‬كلما اتجه هذه المؤشر نحو اإلرتفاع‬
‫𝑷𝒅 𝟏‬
‫‪‬‬

‫مستقبال يعتبر اإلحتفاظ باألرصدة النقدية مكلفا نظ ار لكون قدرتها الشرائية سوف تنخفض‪،‬‬
‫وبالتالي يتجه األعوان اإلقتصاديين إلى التخلص منها لتجنب الخسارة المتوقعة على مستوى القدرة‬
‫الشرائية ولجوئه إلى الحصول على أصول حقيقية مثال‪ ،‬في حالة إنخفاض هذا المؤشر تصبح‬
‫النقود أداة جيدة لإلحتفاظ بالثروة ويزيد تفضيلها‪ ،‬ولذلك يمكن أن نعتبر بأن هناك عالقة عكسية‬
‫بين التغير في هذا المؤشر والطلب على النقود‪.‬‬

‫تمت صياغة مصطلح تكلفة البديلة عام ‪ 0501‬من قبل اإلقتصادي النمساوي فريدرش فن في كتابه " نظرية اإلقتصاد اإلجتماعي"‪ ،‬وتعرف‬ ‫‪‬‬

‫تكلفة الفرصة البديلة على أنها قيمة التكلفة المتوقعة التي يمكن خسارتها من المشروع القائم لو تم اختيار بديل آخر‪ ،‬أي تكلفة البديل الذي تم‬
‫اختياره مقابل المنفعة التي تمت خسارتها من البديل األول وما هو العائد الذي سيحققه الخيار الثاني‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫عبد الحليم عمار غربي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪21:‬‬
‫‪2‬‬
‫الطاهر لطرش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪25-85:‬‬
‫‪48‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫𝒘 يمثل نسبة رأس المال غير البشري (المادي) إلى رأس المال البشري‪ .‬وهو مؤشر استعمله‬ ‫‪‬‬

‫فريدمان للتعبير عن دور أرس المال البشري في تحديد كمية الطلب على النقود‪ .‬وكلما زاد رأس‬
‫المال البشري نحتاج إلى نقود أكبر والعكس صحيح لذلك نتوقع عالقة عكسية بين هذه النسبة‬
‫والطلب على النقود‪.‬‬
‫𝑷𝒀 يمثل الدخل الدائم في دالة الطلب على النقود عند فريدمان‪ ،‬وهو متغير بسيط لقياس الثروة‬ ‫‪‬‬

‫وتأثيرها على الطلب على النقود‪ ،‬ويؤكد فريدمان وجود عالقة موجبة بين الدخل الدائم والطلب‬
‫على النقود على أساسها يمكن القول أنه إذا زاد الدخل الدائم يرتفع بتفضيل األفراد لإلحتفاظ‬
‫بأصول نقدية‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬
‫𝒖 يضم ك ل التأثيرات التي تنجم عن أذواق وتفضيالت طالبي النقود وتلعب هذه التفضيالت دو ار‬ ‫‪‬‬

‫مهما في الطللب على النقود‪ ،‬في المجتمعات التقليدية مثال‪ ،‬يميل األفراد نحو اإلكتناز ويرغبون‬
‫بالتالي في اإلحتفاظ بنقود أكثر من نظرائهم في الدول األكثر تقدما التي تتمتع بأنظمة مالية‬
‫ونقدية متطورة‪.‬‬
‫وتعتبر دالة الطلب على النقود السابقة متجانسة من الدرجة األولى بالنسبة إلى مستوى األسعار ‪P‬‬

‫والدخل الدائم 𝑃𝑌‪ ،‬وهي مستقلة عن الوحدات اإلسمية التي تقاس بها المتغيرات النقدية‪ ،‬لذلك يتغير الطلب‬
‫على النقود بنفس النسبة التي يتغير بها ‪ P‬أو 𝑃𝑌‪.‬‬
‫تمثل دالة الطلب على النقود عند فريدمان نموذجا أكثر تطو ار للنظرية الكمية‪ .‬ولكن الصيغة‬
‫النظرية التي قدمها فريدمان ال تبين الوزن النسبي للدور الذي يلعبه كل متغير من متغيراتها في تحديد‬
‫الطلب على النقود‪ .‬وقد سمحت اإلختبارت التجريبية التي قام بإجرائها على اإلقتصاد األمريكي بتحديد أهم‬
‫المتغيرات المؤثرة على الطلب على النقود مما حدا به إلى تبسيط العالقة الخاصة بالطلب على النقود‬
‫وجعلها دالة في عدد أقل من المتغيرات تأخذ عموما الشكل التالي‪:‬‬
‫𝑃𝑌 ‪𝑀𝑑 = 𝑘. 𝑃.‬‬
‫يبدو سريعا أن هذه الصياغة الجديدة لدالة الطلب على النقود عند فريدمان تقترب كثي ار من‬
‫معادلة كمبريدج‪ ،‬وتشير إلى أن الطلب على األرصدة النقدية هو أساسا دالة في أهم عناصر الثروة وهو‬
‫الدخل الدائم‪ ،‬وقد عملت بذلك على تهميش الدور الذي يمكن أن تلعبه سعر الفائدة (على عكس ما كان‬
‫عليه عند كينز) في تحديد كمية الطلب على النقود‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ -4‬نقد النظرية النقدية المعاصرة‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫فيما يلي أهم اإلنتقادات التي وجهت للنظرية المعاصرة‪:‬‬
‫‪ -‬قامت هذه النظرية أساسا على تجديد واحياء نظرية " فيشر"‪ ،‬لكنها بدأت تحليلها أيضا من أن كمية‬
‫النقود هي المؤثر في مستوى األسعار‪ ،‬وتجاهلت العملية العكسية؛‬
‫أعطت هذه النظرية أهمية بالغة للتغيرات في شرح وتفسير التقلبات اإلقتصادية الكلية‪ ،‬حيث‬ ‫‪‬‬

‫بالغت في دور النقود والسياسة النقدية كمؤثر في النشاط اإلقتصادي‪ ،‬لذلك أطلق على أنصار‬
‫النظرية المعاصرة لكمية النقود اسم " النقديون"؛‬
‫إن صياغة المعادلة النهائية لهذه النظرية تعترضها صعوبات تطبيقية عديدة تتمثل في اعتمادها‬ ‫‪‬‬

‫على العديد من المتغيرات التي يصعب حسابها وتقديرها كميا (عائد رأس المال البشري‪ ،‬متغيرات‬
‫األذواق) ومن تم فالمعادلة هي مجرد نموذج تحليلي؛‬
‫‪ -5‬اإلختالف بين نظرية فريدمان ونظرية كينز‪:‬‬
‫تختلف نظرية فريدمان عن نظرية كينز في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يرى فريدمان أن دالة الطلب على النقود مستقرة‪ ،‬في حين يرى كينز أن دالة الطلب على النقود غير‬
‫مستقرة ألنها تتأثر بنظرة األفراد للظروف االقتصادية؛‬
‫‪ -‬لم يقسم فريدمان الطلب على النقود إلى عدة دوافع كما فعل كينز (دافع المعامالت الطوارئ المضاربة)‬
‫‪2‬‬
‫بل اعتبر النقود أصال من األصول يدر دخال ال داعي لتقسيم الطلب عليه؛‬
‫‪ -‬اعتمدت نظرية فريدمان على تطبيق أوسع لنظرية الخيارات من خالل تعدد األصول (نقدية ومالية‬
‫وحقيقية وبشرية)‪ ،‬ومن تم تعدد أسعار الفوائد المؤثرة في اإلقتصاد‪ ،‬بينما اعتمدت النظرية الكينزية على‬
‫أصل مالي واحد (السندات) يعبر عن أصول أخرى‪ ،‬ومن ثم يعتمد على سعر فائدة واحد؛‬
‫‪ -‬اعتبرت نظرية فريدمان أن النقود والسلع كبدائل‪ ،‬بينما أهملت النظرية الكينزية األصول الحقيقية في‬
‫بناء دالة الطلب على النقود‪ ،‬وهذا يعني أن التغير في كمية النقود يلعب دو ار في التأثير في حجم اإلنفاق‬
‫الكلي في اإلقتصاد؛‬

‫‪1‬عبد الحليم عمار غربي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪23-28:‬‬


‫‪2‬علي كنعان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪005 :‬‬
‫‪50‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ -‬نظرت نظرية فريدمان إلى التضخم على أنه ظاهرة نقدية بحتة‪ ،‬وأن مصدره هو نمو عرض كمية‬
‫النقود بسرعة أكبر من نمو حجم اإلنتاج‪ ،‬ومن ثم فإن مصدر اإلرتفاع التضخمي هو زيادة الرصيد النقدي‬
‫‪1‬‬
‫في المجتمع عن "الحجم األمثل" الذي يحقق اإلستقرار في المستوى العام لألسعار؛‬
‫خالصة‪:‬‬
‫حاولنا من خالل هذا المحور إبراز المسألة النقدية من خالل تحليل مقارن لمواقف المفكرين‬
‫اإلقتصاديين من خالل النظريات النقدية التي تم طرحها من قبلهم‪ ،‬حيث جاءت النظرية الكالسيكية من‬
‫خالل نظرية كمية النقود والتي بالرغم من اإلنتقادات التي وجهت لها تعتبر الخطوة الرئيسية في التطور‬
‫الفكري للنظريات النقدية‪ ،‬لتثبت في حاالت كثيرة أن لتغير كمية النقود أثر مهم في تغيرات المستوى العام‬
‫لألسعار‪.‬‬
‫ثم جاءت النظرية الكينزية بقيادة كينز بنقد منهجي لطريقة أداء اإلقتصاد الكالسيكي ونتائجه‬
‫حيث لم تعد النقود مع كينز مجرد ستار يخفي الحقائق وال هي محايدة‪ ،‬بل تمارس عمال نشطا تؤثر من‬
‫خالله على المتغيرات اإلقتصادية بما في ذلك المتغيرات الحقيقية‪.‬‬
‫ومع كينز لم تعد النقود مطلوبة ألداء دور تسهيل المبادالت فقط‪ ،‬ولكنها تطلب أيضا لكي تقوم‬
‫بأدوار أخرى‪ .‬حيث لم يعد الطلب على النقود يحدده دافع واحد ولكنه أصبح يتحدد بدوافع ثالثة هي دافع‬
‫المعامالت ودافع اإلحتياط ودافع المضاربة‪.‬‬
‫ثم جاءت النظرية المعاصرة بقيادة فريدمان والتي هدفت إلى تحقيق إضافات جديدة لكل من‬
‫النظرية النقدية التقليدية والنظرية النقدية الكينزية‪ ،‬وقد اعتبرت الطلب على النقود جزءا من نظرية الثروة‬
‫(نظرية رأس المال)‪ ،‬كما ركزت نظرية فريدمان على مفهوم الدخل الدائم (المتوسط المتوقع للدخل طويل‬
‫األجل) كمؤشر للثروة‪ ،‬حيث يرتبط الطلب على النقود بالدخل الدائم وبالعوائد المتوقعة من أصول بديلة‪،‬‬
‫وهي السندات واألسهم والسلع والخدمات‪ ،‬مقارنة بالعائد المتوقع من النقود‪.‬‬
‫أسئلة المحور الثالث‪:‬‬
‫‪ -‬اشرح النظرية النقدية الكالسيكية ؟‬
‫‪ -‬عرف بدقة حيادية النقود ؟‬
‫‪ -‬ما هو الفرق بين معادلة التبادل لفيشر ونظرية األرصدة النقدية؟‬
‫‪ -‬اذكر جوانب اإلختالف بين التحليل الكينزي والتحليل الكالسيكي؟‬

‫‪1‬عبد الحليم عمار غربي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪23-28:‬‬


‫‪51‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ -‬ما هي مكونات دالة الطلب الكلي عند كينز؟‬


‫وضح بدقة‪ :‬مصيدة السيولة‪ ،‬دافع المضاربة‪ ،‬الدخل الدائم؟‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬ما هي اإلنتقادات التي وجهت للمدرسة الكينزية؟‬
‫‪ -‬على ماذا ركزت النظرية النقدية المعاصرة ؟‬
‫‪ -‬ما هي النقاط التي تختلف فيها النظرية الكينزية عن النظرية النقدية المعاصرة؟‬

‫‪52‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫المحور الرابع‪ :‬البنوك‪ ،‬أنواعها ووظائفها‬


‫تمهيد‪:‬‬
‫تختلف الدول من حيث نظمها اإلقتصادية‪ ،‬وتبعا لذلك تختلف النظم المصرفية من دولة ألخرى‪،‬‬
‫ويتكون الجهاز المصرفي في أي دولة من الدول من عدد من البنوك تختلف في أنواعها تبعا‬
‫لتخصصاتها‪ .‬وجاء هذا المحور للتعرف على مختلف أنواع البنوك وخصائص ووظائف كل نوع‪ .‬لذلك تم‬
‫تقسيم هذا المحور كما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬البنوك التجارية‬
‫ثانيا‪ :‬البنك المركزي‬
‫ثالثا‪ :‬البنوك اإلسالمية‬
‫رابعا‪ :‬البنوك المتخصصة‬

‫‪53‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫أوال‪ :‬البنوك التجارية‬


‫في هذا الجزء سيتم إعطاء لمحة عن ماهية البنوك التجارية بدءا من التطور التاريخي للبنوك‬
‫وتعريفها والخصائص التي يتصف بها النشاط المصرفي وصوال إلى وظائف البنك التجاري وميزانيته ودوره‬
‫في خلق النقود‪.‬‬
‫‪ -1‬التطور التاريخي للبنوك التجارية‪:‬‬
‫كان التجار ورجال األعمال في أوروبا وايطاليا بالذات يودعون أموالهم لدى الصيارفة بقصد‬
‫حفظها مقابل إيصاالت يحررها الصيارفة لحفظ حقوق أصحاب الودائع وهكذا نشأت الوظيفة الكالسيكية‬
‫األولى للبنوك وهي إيداع األموال‪ ،‬وكان المودع إذا أراد ذهبه يعطي للصائغ اإليصال ويأخذ الذهب ثم‬
‫ظهر الصاغة الذين يحولون الذهب إلى سيولة‪ ،‬ومع مرور الزمن أصبح الناس يقبلون اإليصال فيما بينهم‬
‫كوسيلة للتبادل ويبقى الذهب مكدسا في خزائن الصائغ وقد تنبه الصاغة إلى هذه الحقيقة فصار يقرض‬
‫ما لديه من ذهب مقابل فائدة وهكذا نشأت الوظيفة الكالسيكية الثانية للبنوك وهي اإلقراض‪ .‬أما خلق‬
‫النقود أو إصدارها فقد نشأت عندما كان القرض يأخذ بشكل إيصال يحرره الصائغ (بدال من الذهب‬
‫الحقيقي) ويعطيه للمقترض وخاصة بعدما الناس يثقون بهذه اإليصاالت ألنها قابلة لإلستبدال بالذهب في‬
‫أي وقت يشاؤون كما دلتهم على ذلك تجاربهم العديدة خالل تعاملهم مع الصاغة‪ ،‬وقيام الصاغة بهذه‬
‫األعمال لم يأتي على حين غرة‪ ،‬إنما كان نتيجة التطور الذي استغرق زمنا طويال واكب ازدياد كبير في‬
‫‪1‬‬
‫ثقة الجمهور المتعاملين مع الصائغ مما حول مؤسسته إلى النواة األولى للبنك التجاري‪.‬‬
‫تم تأسيس أول بنك في مدينة البندقية في إيطاليا عام ‪ ،0227‬ويعتبر النواة األولى لسلسلة من‬
‫البنوك أنشأت الحقا‪ ،‬في ما بعد توالى ظهور البنوك في مدن أوروبا‪ ،‬حيث تم تأسيس بنك في مدينة‬
‫أمستردام عام ‪0115‬م‪ ،‬ومن ثم بنك إنجلت ار عام ‪0151‬م‪ ،‬ثم بنك فرنسا في أوائل القرن التاسع عشر‪،‬‬
‫وبعد ذلك شهدت البنوك تطو ار بالشكل الذي أصبحت عليه في الوقت الحاضر ويعود سبب التطور الكبير‬
‫‪2‬‬
‫الذي شهدته البنوك إلى الدور الفعال والمهم الذي تلعبه في عملية التنمية اإلقتصادية‪.‬‬
‫أما عن التطور التاريخي لكلمة بنك فهذه الكلمة جمعها هو بنوك وتقابلها في العربية مصرف أو‬
‫مصارف‪ ،‬وقد أجازها مجمع اللغة العربية بالقاهرة‪ ،‬وأوردها في معاجمه الثالث‪ ،‬وأصل كلمة "مصرف"‬
‫فيها مأخوذة من الصرف بمعنى" بيع النقد بالنقد"‪ ،‬وهو اسم مكان يقصد به عادة المكان الذي يتم فيه‬

‫صادق راشد الشمري‪ ،‬إدارة العمليات المصرفية مداخل وتطبيقات‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،8102 ،‬ص‪18-10 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد عبد الفتاح الصيرفي‪ ،‬إدارة البنوك‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المنهاج للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،8101 ،‬ص‪31:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪54‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫الصرف‪ ،‬لكن كلمة بنك اشتقت من المقاعد التي كان يجلس عليها الصرافون في أسواق البندقية‬
‫وأمستردام‪ ،‬ولعل هذا ما يفسر األصل التاريخي لكلمة بنك في اللغات األوروبية‪ .‬والذي يرجع لإلصطالح‬
‫الفرنسي ‪ Banque‬الذي يعني لغويا مقعدا أو طاولة صغيرة‪ ،‬أما في جوهرها فتعني خزانة آمنة لحفظ‬
‫النفائس أو المكان الذي يتم فيه اإلحتفاظ بكل ما هو نفيس وغال كالمجوهرات وغيرها‪ ،‬كما قد يرجع أصل‬
‫هذه الكلمة اللغوي للكلمة اإليطالية ‪ banca‬بانكو والتي تعني مصطبة ويقصد بها في البدء المصطبة التي‬
‫كان يجلس عليها الصيارفة لتحويل العملة‪ ،‬ثم تطور المعنى فيما بعد لكي يقصد بالكلمة المنضدة التي‬
‫يتم فوقها عد وتبادل العمالت ثم أصبحت تعني المكان الذي توجد فيه تلك المنضدة وتجري فيه المتاجرة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫والتي كان الصيارفة يزاولون أعمالهم من خاللها‪.‬‬
‫‪ -2‬تعريف البنوك التجارية‪:‬‬
‫وردت عدة تعاريف للبنك منها الكالسيكية‪ ،‬ومنها الحديثة ومن وجهة النظر الكالسيكية تعريف‬
‫البنك‪ ":‬هو مؤسسة تعمل كوسيط مالي بين مجموعتين رئيسيتين من العمالء‪ ،‬األولى لديها فائض من‬
‫األموال وتحتاج إلى الحفاظ عليه وتنميته‪ ،‬والثانية هي مجموعة من العمالء تحتاج إلى أموال ألغراض‬
‫اإلستثمار أو التشغيل أو كالهما"‪.‬‬
‫أما التعريف الحديث" فهو مجموعة من الوسطاء الماليين الذين يقومون بقبول ودائع تدفع عند‬
‫الطلب‪ ،‬أو آلجال محددة‪ ،‬وتزاول عمليات التمويل الداخلي‪ ،‬والخارجي وخدمته بما يحقق أهداف خطة‬
‫التنمية وسياسة الدولة ودعم اإلقتصاد القومي‪ ،‬وتباشر عمليات تنمية اإلدخار واإلستثمار المالي في‬
‫الداخل والخارج‪ ،‬بما يساهم في إنشاء المشروعات وما يتطلب من عمليات مصرفية وتجارية ومالية‪ ،‬وفقا‬
‫‪2‬‬
‫لألوضاع التي يقررها البنك المركزي"‪.‬‬
‫يمكن تعريف البنك أيضا بأنه‪ ":‬الشركة التي يرخص لها بممارسة األعمال المصرفية وفق‬
‫‪3‬‬
‫أحكام القانون"‪.‬‬
‫كما ينظر إلى البنك على أنه‪ ":‬تلك المنظمة التي تتبادل المنافع المالية مع مجموعات من‬
‫‪4‬‬
‫العمالء بما ال يتعارض مع مصلحة المجتمع وبما يتماشى مع التغير المستمر في البيئة المصرفية"‪.‬‬

‫كمال يوسف الدوينى‪ ،‬إعادة هيكلة القطاع المصرفي العربي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬العربي للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،8107 ،‬ص‪30:‬‬ ‫‪1‬‬

‫إياد منصور حسن‪ :‬إدارة العمليات البنكية والنقدية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار ابن النفيس للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،8105 ،‬ص‪83 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمود حسين الوادي‪ ،‬حسين محمد سمحان‪ ،‬سهيل أحمد سمحان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.017 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫محمد عبد الفتاح الصيرفي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪30 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪55‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫من التعاريف السابقة يمكننا التمييز بين البنوك التجارية والمنشآت المالية األخرى على ركنين‬
‫أساسيين‪ :‬قبول الودائع ومنح القروض حيث أن البنك التجاري هو الوحيد الذي يقوم بقبول الودائع الجارية‬
‫وعلى أساسها يمنح القروض ويحدث ما يسمى بعملية خلق النقود‪.‬‬
‫‪ -3‬خصائص النشاط المصرفي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫يتميز النشاط المصرفي عن غيره من القطاعات األخرى بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬البنوك التجارية تعتمد في األساس في مزاولة نشاطها على ما يودعه لديها العمالء من أموال‪ ،‬وليس‬
‫على موادها الذاتية‪ ،‬كرأس المال وغيره‪ ...‬كما هو الحال في بقية الوحدات اإلقتصادية العاملة في‬
‫مجاالت اإلنتاج السلعي أو تقديم الخدمات؛‬
‫‪ -‬أساس عمل البنك التجاري هو المتاجرة بالنقود حيث أنها تقبل الودائع من الناس لديها بفائدة معينة ثم‬
‫تعيد استثمارها على شكل قروض أو تسهيالت للغير بفائدة أعلى من األولى‪ ،‬وبذلك فهي تحقق منفعة أو‬
‫إيراد من الفرق بين الفائدتين؛‬
‫‪ -‬يتم تقسيم العمليات المصرفية عادة إلى نوعين هما‪:‬‬
‫‪ ‬التسهيالت المصرفية‪ :‬وهي التي يترتب على البنك بموجبها إلتزامات‪ ،‬كإلتزام البنك بتقديم قروض‬
‫أو سلف أو ضمان لعمالئه‪ ،‬ومن األمثلة‪ :‬خصم األوراق التجارية‪ ،‬الحسب على المكشوف‬
‫(الحسابات الجارية المدينة) اإلعتمادات المستندية‪ ،‬إصدار خطابات الضمان؛‬
‫‪ ‬الخدمات المصرفية‪ :‬ال يترتب على البنك بموجبها إلتزاما معينا وهي خدمات يقدمها البنك مقابل‬
‫أجر أو فائدة يتقاضاها‪ ،‬أو يقبل ودائع من مدخرين؛‬
‫‪ -‬يقوم البنك المركزي باإلشراف والرقابة على البنك التجاري من خالل البيانات والقوائم المالية التي‬
‫يستطيع البنك المركزي من خالل مزاولة نشاطه في اإلشراف والرقابة والتوجيه؛‬
‫‪ -4‬السمات األساسية للبنوك التجارية‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫تتمثل هذه السمات في الربحية‪ ،‬األمان‪ ،‬السيولة‪:‬‬
‫‪ 1-4‬الربحية‪ :‬يسعى البنك التجاري إلى توجيه اإلستثمار على المصادر التي تحقق أقصى ربح ممكن‬
‫بحيث يتمكن البنك من سداد الفوائد المستحقة للمودعين ومقابلة اإللتزامات األخرى ويحقق معدالت أرباح‬

‫اسماعيل ابراهيم عبد الباقي‪ ،‬إدارة البنوك التجارية‪ ،‬دار غيداء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،8102 ،‬ص‪07:‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد الصيرفي‪ :‬إدارة المصارف‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،8117 ،‬ص‪-‬ص‪05-02 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪56‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫مناسبة تكفي لتكوين اإلحتياطات الالزمة لتدعيم المركز المالي للبنك ولتوزيع أرباح مناسبة ألصحاب‬
‫رأس المال‪.‬‬
‫‪ 2-4‬األمان (الضمان)‪ :‬من المعروف أن معدالت األرباح تكون أكثر ارتفاعا عندما تزيد درجة المخاطر‬
‫التي يتعرض لها المستثمرون‪ ،‬ولما كانت البنوك التجارية تعتمد إلى حد كبير على أموال المودعين في‬
‫فإن البنوك التجارية ال بد وأن توازن بين الربحية ودرجة المخاطر التي تتعرض‬
‫عملية تمويل المشروعات ّ‬
‫لها نتيجة عملية التمويل‪.‬‬
‫‪ 3-4‬السيولة‪ :‬تعتمد البنوك التجارية اعتمادا كبي ار على مصادر األموال قصيرة األجل التي يقدمها‬
‫المودعين‪ ،‬كما أن جزء كبير من هذه اإليداعات يكون من حق المودعين سحبها عند الطلب أو بعد فترة‬
‫قد تكون قصيرة من تاريخ إخطار البنك برغبة المودعين بسحب هذه األموال‪ .‬معنى ذلك أن البنك‬
‫التجاري قد يتعرض إلى مواجهة طلبات سحب كبيرة في وقت واحد مما يحتم على البنوك التجارية أن‬
‫تحتفظ بمعدل للسيولة يتناسب مع إجمالي إلتزامات الديون قصيرة األجل‪ .‬وال يقصد باإلحتفاظ بمعدل‬
‫سيولة معين أن يحتفظ البنك بأمواله في صورة مبالغ نقدية سائلة حيث أنه إذا فعل فإنه لن يتمكن من‬
‫تحقيق أرباح وانما يقصد بالسيولة في هذا المجال القدرة على تحويل بنود اإلستثمار إلى نقدية سائلة‬
‫بسرعة ودون التعرض للخسائر‪.‬‬
‫‪ -5‬وظائف البنوك التجارية‪:‬‬
‫مع التقدم االقتصادي الهائل الذي يشهده العالم‪ ،‬فإن البنوك التجارية أصبحت تقوم بالعديد من‬
‫الوظائف على نطاق أوسع مما كانت تقوم به من قبل وأصبحت تتحمل مسئوليات كبيرة في المجال‬
‫االقتصادي للدولة‪ ،‬وتنقسم وظائف البنوك التجارية إلى وظائف تقليدية وأخرى حديثة‪ ،‬أهم هذه‬
‫‪1‬‬
‫الوظائف ما يلي‪:‬‬
‫‪ 1-5‬الوظائف التقليدية‪:‬‬
‫‪ -‬فتح الحسابات الجارية وقبول الودائع على إختالف أنواعها (تحت الطلب‪ ،‬وادخار وألجل‬
‫وخاضعة إلشعار)‪.‬‬
‫‪ -‬تشغيل موارد البنك مع مراعاة مبدأ التوفيق بين السيولة والربحية والضمان واألمن‪ ،‬ومن أهم أشكال‬
‫التشغيل واإلستثمار ما يلي‪:‬‬

‫خالد أمين عبد هللا‪ ،‬اسماعيل ابراهيم الطراد‪ ،‬إدارة العلميات المصرفية المحلية والدولية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،8111‬ص‪-‬ص‪10-11 :‬‬

‫‪57‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ ‬منح القروض والسلف المختلفة وفتح الحسابات الجارية والمدينة؛‬


‫‪ ‬تحصيل األوراق التجارية وخصمها والتسليف بضمانها؛‬
‫‪ ‬التعامل باألوراق المالية من أسهم وسندات بيعا وشراء لمحفظتها أو لمصلحة عمالئها؛‬
‫‪ ‬تمويل التجارة من خالل فتح اإلعتمادات المستندية؛‬
‫‪ ‬تقديم الكفاالت وخطابات الضمان للعمالء؛‬
‫‪ ‬التعامل بالعمالت األجنبية بيعا وشراء‪ ،‬والشيكات السياحية‪ ،‬والحواالت الداخلية منها والخارجية؛‬
‫‪ ‬تحصيل الشيكات المحلية عن طريق غرفة المقاصة‪ ،‬وصرف الشيكات المحسوبة عليها؛‬
‫‪ ‬المساهمة في إصدار أسهم وسندات الشركات المساهمة؛‬
‫‪ ‬تأجير الخزائن اآلمنة لعمالئها لحفظ المجوهرات والمستندات واألشياء الثمينة؛‬
‫‪ 2-5‬الوظائف الحديثة‪:‬‬
‫‪ -‬إدارة أعمال وممتلكات العمالء وتقديم اإلستشارات اإلقتصادية والمالية لهم من خالل دائرة متخصصة؛‬
‫‪ -‬تمويل اإلسكان الشخصي من خالل اإلقراض العقاري‪ ،‬ومما يجدر ذكره أن لكل بنك تجاري سقف‬
‫محدد لإلقراض في هذا المجال ال يجب تجاوزه؛‬
‫‪ -‬المساهمة في خطط التنمية اإلقتصادية‪ ،‬وهنا يتجاوز البنك التجاري اإلقراض آلجال قصيرة على‬
‫اإلقراض آلجال متوسطة وطويلة األجل نسبيا؛‬
‫‪ -6‬مصادر تمويل البنوك التجارية‪:‬‬
‫تنقسم مصادر تمويل البنوك التجارية إلى مصدرين أساسيين هما‪:‬‬
‫‪ 1-6‬المصادر الداخلية‪ -‬أموال المصارف الخاصة‪ :‬وهي تتألف من‪:1‬‬
‫‪ 1-1-6‬رأس المال المدفوع‪ :‬وتتمثل في األموال التي يحصل عليها المصرف من أصحاب المشروع‬
‫عند بدء تكوينه وأية إضافات أو تخفيضات قد تط أر عليها في فترات الحقة‪ ،‬ويمثل هذا المصدر نسبة‬
‫ضئيلة من مجموع األموال التي يحصل عليها المصرف من جميع المصادر‪ ،‬ولكن أهمية هذا المصدر ال‬
‫يمكن المبالغة فيها حيث يساعد رأس المال على خلق الثقة في نفوس المتعاملين ضد ما يط أر من تغيرات‬
‫على قيمة الموجودات التي يستثمر فيها المصرف أمواله؛ ويتكون رأس مال البنك التجاري نسبة ضئيلة‬
‫من خصومة مما يدل على ضآلة الدور الذي يقوم به بعكس الحال في بنك غير تجاري مثل البنوك‬

‫‪1‬محمد فتحي البديوي‪ :‬إدارة البنوك‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المكتبة األكاديمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،8108 ،‬ص‪-‬ص‪12-12 :‬‬

‫‪58‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫المتخصصة حيث يكون رأس المال نسبة كبيرة من خصوم هذه البنوك وتعتمد عليه في عملياتها بينما‬
‫يعتمد البنك التجاري على ودائعه‪.‬‬
‫‪ 2-1-6‬األرباح المحتجزة‪ :‬تحتجز األرباح بصفة عامة في المشروعات ألسباب مختلفة وهي تمثل جزءا‬
‫من حقوق المساهمين ويرى البعض فيها وسيلة للحصول على األموال الالزمة لإلستثمار داخليا‪.‬‬
‫‪ 3-1-6‬اإلحتياطات‪ :‬تقتطع اإلحتياطات من األرباح لمقابلة طارئ محدد تحديدا نهائيا وقت تكوين‬
‫اإلحتياطي‪ ،‬وتفاديا إلظهار حجم األرباح المحجوزة في حساب واحد ظهرت في المحاسبة عدة تسميات‬
‫ألنواع مختلفة من اإلحتياطات‪ ،‬فهناك اإلحتياطي العام واإلحتياطي القانوني‪ ،‬واحتياطي الطوارئ وغيرها‬
‫من األسماء المختلفة التي تطلق على جزء من األرباح يراد حجزه واعادة إستثماره في المشروع‪ ،‬وبصفة‬
‫عامة يكون البنك أي إحتياطي فيه عن طريق إقتطاع مبلغ من أرباحه السنوية وهو لذلك ملك للمساهمين‪.‬‬
‫واإلحتياطات بأشكالها المختلفة تعتبر مصد ار من مصادر التمويل الداخلية وانها من طبيعة رأس‬
‫المال نفسه بمعنى أنه كلما زادت اإلحتياطات زاد ضمان المودعين في المصارف‪ ،‬كما أنه يجب عدم‬
‫المغاالة في تكوينها واال أصبح العائد على مجموع األموال الممثلة لحقوق المساهمين غير مجز لهم‬
‫إلستثمار أموالهم في مثل هذه المشروعات‪ ،‬واإلحتياطات إما تكون إحتياطات خاصة أو إحتياطات‬
‫قانونية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلحتياطي الخاص (اإلختياري)‪ :‬وهو إحتياطي يكونه المصرف من تلقاء نفسه من غير أن يفرضه‬
‫عليه القانون ويكونه لنفسه تحقيقا لغرضين‪:‬‬
‫‪ ‬تدعيم المركز المال للمصرف في مواجهة المتعاملين والجمهور؛‬
‫‪ ‬تالفي كل خسارة في قيمة أصول المصرف تزيد عن قيمة اإلحتياطي القانوني؛‬
‫‪ -‬اإلحتياطي القانوني (إحتياطي رأس المال)‪ :‬وهو إحتياطي يطلبه القانون وينص على أن يكون بنسبة‬
‫معينة من رأس المال فعندما يستقر المصرف في أعماله ويبدأ في الحصول على األرباح فإن القانون‬
‫يفرض على المصرف أن يقتطع نسبة مئوية معينة من األرباح الصافية قبل توزيعها في كل سنة حتى‬
‫تصبح قيمة هذا اإلحتياطي معادلة للقيمة السوقية ألسهم المصرف العادية المتداولة (رأس ماله المدفوع)‪،‬‬
‫ويسمى هذا اإلحتياطي القانوني (احتياطي رأس المال) والمقصود به أنه يخدم كوسيلة للوقاية ضد أي‬
‫خسارة قد تنتج عن عمليات المصرف‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ 4-1-6‬المخصصات‪ :‬تكون المخصصات في العادة قيمة األصول لتجعلها ممثلة للقيمة الحقيقية لها في‬
‫تاريخ إعداد الميزانية طبقا ألسس التقييم المتعارف عليها لكل نوع من أنواع األصول‪ .‬وتحمل األرباح عادة‬
‫بقيمة هذه المخصصات‪.‬‬
‫وتختلف نسبة المخصصات حسب ظروف كل مصرف‪ ،‬ومن أمثلة المخصصات‪ :‬مخصصات‬
‫اإلهالك‪ ،‬ومخصصات الديون المشكوك فيها‪.‬‬
‫إن اإلحتياطات والمخصصات تكون غير معدة للتوزيع على المساهمين‬
‫‪ 5-1-6‬األرباح غير الموزعة‪ّ :‬‬
‫كأرباح إال أن المبالغ التي تبقى بعد إقتطاع اإلحتياطات والمخصصات تكون قابلة للتوزيع على شكل‬
‫أرباح ألصحاب األسهم‪ ،‬وقد توزع اإلدارة جزءا منها وستبقي جزءا منها على شكل أرباح غير موزعة إال‬
‫أنها تكون قابلة للتوزيع ويوزعها المصرف متى شاء‪.‬‬
‫‪ 6-1-6‬سندات الدين طويل األجل‪ :‬إن رأس المال واإلحتياطي والمخصصات واألرباح غير الموزعة‬
‫هي المصادر الداخلية التقليدية لألموال بالنسبة للمصرف التجاري‪ ،‬أما المصارف الحديثة فتشمل سندات‬
‫الدين طويل األجل‪ ،‬وهي من المصادر الخارجية ويصدرها المصرف ويبيعها للجمهور وللمؤسسات‬
‫ويحتفظ باألموال الناتجة عن هذا البيع ضمن أمواله الخاصة شريطة أن يكون لسداد الودائع حق األولوية‬
‫على سداد هذه السندات عند تصفية أعمال المصرف‪.‬‬
‫‪ 2-6‬المصادر الخارجية‪ :‬وتتمثل فيما يلي‪:1‬‬
‫‪ 1-2-6‬الودائع‪ :‬الوداع بشكل عام من أبرز مصادر التمويل الخارجية للبنك وهي بشقيها الودائع‬
‫المحلية والودائع األجنبية تؤلف المصدر الرئيسي ألموال المصرف التجاري‪.‬‬
‫ال يقتصر قبول البنوك التجارية للودائع على الودائع الجارية فحسب بل يتعداها إلى قبول أنواع مختلفة من‬
‫الودائع يمكن تصنيفها بموجب معايير مختلفة مثل معيار الزمن ومعيار المصدر ومعيار المنشأ‪:‬‬
‫‪ -‬الودائع حسب الزمن‪ :‬إذا أخذنا معيا ار للتصنيف فإن األنواع الرئيسية للودائع هي‪:‬‬
‫‪ ‬الودائع تحت الطلب‪ :‬وتمثل األموال التي يودعها األفراد والهيئات بالبنوك التجارية بحيث يمكن‬
‫سحبها في أي وقت بموجب أوامر يصدرها المودع إلى البنك ليتم الدفع بموجبها له أو لشخص‬
‫آخر يعينه المودع في األمر الصادر منه للبنك‪.‬‬
‫‪ ‬الودائع ألجل‪ :‬تستحق بتواريخ معينة وخاضعة إلشعار وتتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫محمد الصيرفي‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪15-37 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪60‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ ‬الودائع ألجل تستحق بتواريخ معينة‪ :‬وتشمل األموال التي يرغب األفراد والهيئات الخاصة‬
‫والعامة في إيداعها في البنوك لمدة محددة مقدما (‪02‬يوما‪ ،‬ثالثة أشهر‪ ،‬أو ستة أشهر‪ ،‬أو‬
‫سنة مثال) على أن ال يتم السحب منها جزئيا قبل انقضاء األجل المحدد إليداعها‪.‬‬
‫‪ ‬الودائع ألجل بإخطار (أو الخاضعة إلشعار)‪ :‬ويقصد بها األموال التي يودعها األفراد‬
‫والهيئات بالبنوك على أن ال يتم السحب منها إال بعد إخطار البنوك بفترة تحدد عند اإليداع‬
‫وبالمقابل يدفع البنك فائدة على هذه الودائع قد تكون معدالتها أقل أو مساوية ألسعار الفوائد‬
‫على الودائع ألجل‪.‬‬
‫‪ ‬حسابات التوفير‪ :‬تقوم البنوك التجارية أحيانا بعمليات صندوق التوفير خاصة في البالد المتخلفة‬
‫إقتصاديا وهذه العمليات ال تختلف في طبيعتها عن الودائع ألجل بإشعار إال من حيث اإلجراءات‬
‫التي تتبع في اإليداع والسحب وغيرها‪ ،‬ولكن الفوائد التي تدفعها البنوك على ودائع صندوق‬
‫التوفير تكون أعلى بقليل من الفائدة على الودائع بإخطار‪.‬‬
‫‪ -‬الودائع حسب مصدرها‪ :‬حيث تصنف إلى ودائع أجنبية وأخرى محلية‪:‬‬
‫‪ ‬ودائع أجنبية‪ :‬وهي تمثل ودائع البنوك من خارج البلد وودائع غير المقيمين أي األشخاص الذين‬
‫لديهم حسابات في البنوك المحلية ولكنهم ال يقيمون في البلد المعني‪.‬‬
‫‪ ‬الودائع المحلية‪ :‬وتتألف من ودائع القطاع الخاص وودائع البنوك المحلية‪.‬‬
‫‪ -‬الودائع حسب منشئتها‪ :‬وتصنف إلى حقيقية ومشتقة‪:‬‬
‫‪ ‬الودائع الحقيقية‪ :‬وتنشأ عن إيداع نقود أو إيداع شيكات في البنك وهي قيمة حقيقية عهد بها فعال‬
‫إلى البنك‪.‬‬
‫‪ ‬الودائع المشتقة‪ :‬وتسمى أيضا ودائع إئتمانية وتخلقها البنوك عن طريق منح القروض وتضيفها‬
‫إلى قيمة النقود الورقية والمعدنية المتداولة‪.‬‬
‫‪ 2-2-6‬البنك المركزي‪ :‬يمكن النظر إلى البنك المركزي على أنه مصدر من مصادر التمويل الخارجي‬
‫وذلك من خالل قيام البنك بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تقديم القروض والسلف‪ :‬يعمل البنك المركزي كبنك للبنوك ويقوم مقام المقرض األخير للبنوك فيقدم‬
‫لها قروضا لمساعدتها على تلبية حاجاتها‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ -‬إعادة الخصم‪ :‬تخصم البنوك التجارية عادة أوراقا وسندات مالية للمتعاملين وبدال من أن تجمد قيمتها‬
‫لحين استحقاقها تعيد خصمها لدى البنك المركزي وتدفع له بالمقابل إعادة الخصم الذي يتقاضاه البنك‬
‫المركزي وتربح الفرق بين المعدلين معدل الخصم ومعدل إعادة الخصم‪.‬‬
‫‪ 3-2-6‬التسهيالت اإلئتمانية الخارجية‪ :‬وتتلخص في القروض واإلعتمادات التي تحصل عليها البنوك‬
‫من مراسليها في الخارج وعادة ما تكون بالعمالت األجنبية‪.‬‬
‫‪ 4-2-6‬مصادر تمويل أخرى‪ :‬وتشمل على‪:‬‬
‫‪ -‬القروض المتبادلة بين المصارف المحلية‪ :‬في بعض األحيان تلجأ البنوك إلى اإلقتراض من بعضها‬
‫البعض‪.‬‬
‫‪ -‬التأمينات المختلفة‪ :‬التي يضعها األفراد في المصارف؛‬
‫‪ -‬ودائع المصارف من الخارج في المصارف المحلية؛‬
‫‪ -‬الشيكات والمحسوبات برقم الدفع؛‬
‫‪ -‬المطلوبات األخرى؛‬
‫‪ -7‬ميزانية البنك التجاري‪:‬‬
‫تشمل ميزانية البنك التجاري جانب موارد البنك (الخصوم) واستخدامات الموارد (األصول)‪.‬‬
‫وبنود كل من الموارد واإلستخدامات تشكل ما يسمى بميزانية البنك التي تعبر عن المركز المالي‬
‫للبنك في لحظة زمنية محدودة ولسنة واحدة‪.‬‬
‫وفيما يلي عرض لميزانية نمطية للبنك التجاري‪:‬‬

‫‪62‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫الجدول رقم (‪ :)11‬ميزانية البنك التجاري‬

‫جانب الخصوم‬ ‫جانب األصول‬


‫‪ -0‬رأس المال‪.‬‬ ‫‪ -0‬أرصدة نقدية جاهزة‪.‬‬
‫‪ -8‬الودائع‪.‬‬ ‫‪ -8‬أوراق برسم التحصيل‪.‬‬
‫‪ -3‬أوراق برسم الدفع‪.‬‬ ‫‪ -3‬قروض‪.‬‬
‫‪ -1‬االقتراض من المصرف المركزي‪.‬‬ ‫‪ -1‬اإلقراض للمصارف‬
‫‪ -2‬االقتراض من المصارف‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإليداع لدى المصرف المركزي‪.‬‬
‫‪ -1‬األموال المجمدة‪.‬‬ ‫‪ -1‬محفظة األوراق المالية‪:‬‬
‫سندات الخزينة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أسهم وسندات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المصدر‪ :‬علي كنعان‪ ،‬النقود والصيرفة والسياسة النقدية‪ ،‬دار المنهل اللبناني للطباعة والنشر‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪ ،2112‬ص‪121:‬‬
‫‪ 1-7‬أهم عناصر الخصوم في ميزانية البنك التجاري‪:‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ 1-1-7‬رأس المال‪ :‬ويقصد به قيمة ما ساهم أصحابه من نقود في سبيل تكوينه أو تأسيسه‪ .‬وهناك‬
‫ثالث أنواع لرأس المال‪ :‬رأس المال المصرح به ورأس المال المكتتب به ورأس المال المدفوع بالفعل‪.‬‬
‫‪ 2-1-7‬الودائع‪ :‬وتمثل عنص ار هاما من عناصر مديونيته‪.‬‬
‫‪ 3-1-7‬اإلحتياطي‪ :‬يتكون اإلحتياطي من األرباح التي ال توزع بواسطة البنك في الفترة السابقة على‬
‫وضع الميزانية‪.‬‬
‫‪ 4-1-7‬القروض‪ :‬وتمثل القروض التي حصل عليها البنك‪ ،‬ومن أمثلتها الشائعة ما يكون البنك التجاري‬
‫قد اقترضه من البنك المركزي‪.‬‬
‫‪ 5-1-7‬الحسابات المفتوحة لدى البنك لصالح بنوك أو شركات أو مؤسسات‪ :‬والتي يكون البنك‬
‫التجاري مدينا فيها للغير‪ .‬وهناك أيضا الحواالت واألوراق التجارية والشيكات التي تستحق الدفع باعتبارها‬
‫ديونا على البنك لم يقم بتسديدها أو تسويتها حتى تاريخ وضع الميزانية‪.‬‬
‫‪ 6-1-7‬التزامات أخرى‪ :‬من الطبيعي أن يواجه البنك نوعا من اإللتزامات المستقبلية التي تقتضيها أمور‬
‫خاصة ال تدعو أدراجها بصفة مستمرة في ميزانية البنك‪ .‬ومثال ذلك الديون اإلحتمالية التي ترتب على‬

‫عزت قناوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪022-022 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪63‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫البنك التزاما كما هو الحال في األوراق التجارية التي سبق للبنك خصمها والتي تحمل توقيع البنك عند‬
‫إعادة الخصم‪ ،‬إذ قد يعجز المدين األصلي في الورقة التجارية من الدفع‪ ،‬ويصبح البنك مسئوال عن الدين‬
‫نتيجة ذلك‪ .‬وكذلك الحال بالنسبة لإللتزامات البنك التجاري المترتبة على خطابات الضمان التي يصدرها‬
‫لصالح بعض األفراد إذا ما عجز هؤالء عن الوفاء للغير‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ 2-7‬أهم أصول ميزانية البنك التجاري‪:‬‬
‫‪ 1-2-7‬النقد في الصندوق ولدى البنوك‪ :‬ويتألف من ثالث عناصر دمجت مع بعضها ألنها ذات‬
‫طبيعة واحدة تعتبر نقدا جاه از وهذه العناصر هي‪:‬‬
‫النقد في الصندوق وهو النقد الجاهز في خزينة البنك؛‬ ‫‪‬‬

‫رصيد البنك لدى البنك المركزي؛‬ ‫‪‬‬

‫ودائع لدى البنوك األخرى تعود ملكيتها لهذا البنك وعادة ما يكون هذا الرقم غير كبير؛‬ ‫‪‬‬

‫‪ 2-2-7‬محفظة األوراق المالية‪ :‬ويمثل مقدار ما يمثله المصرف من سندات أو أسهم وتشمل‪:‬‬
‫أذونات الخزينة؛‬ ‫‪‬‬

‫سندات تصدرها الحكومة المعنية؛‬ ‫‪‬‬

‫سندات تصدرها الحكومات األخرى؛‬ ‫‪‬‬

‫سندات وأسهم تصدرها المؤسسات غير الحكومية سواء محليا أو في الخارج؛‬ ‫‪‬‬

‫وعليه فإن محفظة األوراق المالية هي مقدار استثمارات البنك أو مقدار ما يوظفه هذا البنك من أموال‬
‫على شكل أوراق مالية‪.‬‬
‫‪ 3-2-7‬كمبياالت وسندات مخصومة‪ :‬ويمثل هذا البند مقدار الكمبياالت والسندات التي قام العمالء‬
‫بخصمها لدي هذا البنك‪.‬‬
‫‪ 4-2-7‬الحسابات الجارية المدينة‪ :‬وتمثل مقدار األموال التي وظفها البنك على شكل حسابات جارية‬
‫مدينة‪.‬‬
‫‪ 5-2-7‬السلف والقروض المستغلة‪ :‬والمقصود بها مقدار األموال التي وظفها البنك في شكل قروض‬
‫وسلف وهي أحد األشكال لتوظيف أموال البنك‪.‬‬

‫خالد أمين عبد هللا‪ ،‬اسماعيل ابراهيم الطراد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪78-70 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪64‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ 6-2-7‬الموجودات الثابتة بعد اإلستهالك‪ :‬والمقصود بها تلك الممتلكات الخاصة بالبنك كالمباني‬
‫واألراضي الخاصة والفروع والممتلكات األخرى التي آلت إليه عن طريق قيامه بعمله المصرفي ‪.‬‬
‫‪ 7-2-7‬الموجودات األخرى‪ :‬يحتوي في الغالب على المدفوعات المقدمة باإلضافة إلى عناصر متفرقة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬خلق النقود‪:‬‬
‫يمكن أن تتم عملية خلق النقود من طرف بنك تجاري واحد كما تتم من قبل عدد من البنوك‪:1‬‬
‫‪ 1-2‬خلق النقود من قبل بنك تجاري واحد‪ :‬تتم عملية خلق النقود من قبل بنك تجاري واحد عندما‬
‫يمتلك الثالثة النماذج التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يمكن للبنك التجاري أن يخلق النقود انطالقا من القروض التي يمنحها لألفراد والمؤسسات‪.‬‬
‫‪ -‬الديون على الخارج أو العمالت األجنبية‪ :‬يمكن للبنك التجاري أن يخلق النقد عندما يتلقى عمالت‬
‫أجنبية من شخص فيقوم بتقديم مقابلها بالعملة المحلية‪ ،‬فالنقد األجنبي يعتبر أصال مثل باقي األصول‬
‫الحقيقية التي يقوم البنك من خاللها بعملية خلق النقود‪.‬‬
‫‪ -‬الديون على الخزينة‪ :‬يمكن للبنك التجاري أن يخلق النقد أيضا عندما يكتتب بسندات الخزينة العامة‬
‫بشكل مباشر واما بشكل غير مباشر عندما يقوم حاملو السندات بخصمها لدى البنك التجاري فيشتريها‬
‫مقابل إصداره النقد الضروري إلجراء تلك العملية‪.‬‬
‫يتضح مما تقدم أن خلق النقد بواسطة البنك الوحيد يتم عندما يتحصل هذا األخير على أصول‬
‫غير نقدية أ ي أصول حقيقية أو مالية‪ ،‬وقيمة هذه األصول تظهر في موجودات البنك وقيمة النقد الذي تم‬
‫خلقه تظهر في إلتزاماته‪.‬‬
‫والقروض تنشأ الودائع ألنه في أغلب األحوال نجد المستفيد بعد وضعه في حساب جاري لكي‬
‫يستعمل للتسديد بواسطة الشيكات المسحوبة على هذا البنك‪ ،‬والشيكات المسحوبة توضع بدورها في‬
‫حسابات المستفيدين‪ ،‬وهذه الشيكات تؤدي إلى خلق ودائع جديدة‪ ،‬ويستمر البنك في عملياته اإلقراضية‬
‫بحيث تتضاعف القروض المتولدة عن عملية القرض األولى‪.‬‬
‫‪ 2-2‬خلق النقود بواسطة بنوك تجارية متعددة‪ :‬لتوضيح عملية خلق النقود من قبل عدد من البنوك‬
‫نورد المثال التالي‪:‬‬

‫وليد العايب ‪ ،‬لحلو بوخاري‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪21-20 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪65‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫لنفترض أن أحد البنوك التجارية (أ) حصل على وديعة من شخص مقدارها ‪ 0111‬دينار‪ ،‬وأن‬
‫نسبة اإلحتياطي اإلجباري هي ‪ %81‬من حجم الوديعة‪ ،‬تسمى هذه الوديعة بالوديعة األولية‪ ،‬أو األصلية‬
‫ومن خالل نظرية تعدد البنوك في الجهاز المصرفي أي يتكون من عدة بنوك أ‪ ،‬ب‪ ،‬جـ ‪ ،‬د‪ ....‬وهكذا‬
‫يجب على البنك أن يحتفظ بمبلغ اإلحتياطي لدى البنك المركزي وهو ‪ 811 =%81×0111‬دينار وبعد‬
‫احتفاظه بهذا المبلغ يصبح لديه اآلن مبلغ ‪ 211‬دينار كإحتياطي إضافي وتصبح ميزانية البنك التجاري‬
‫(أ) كما يلي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)12‬ميزانية مختصرة لبنك تجاري (أ)‬
‫خصوم‬ ‫أصول‬
‫‪ 0111‬وديعة أصلية (أولية)‬ ‫‪ :811‬احتياطي‬
‫‪ :211‬قروض‬
‫المصدر‪ :‬وليد العايب‪ ،‬لحلو بوخاري‪ ،‬اقتصاديات البنوك والتقنيات البنكية‪ ،‬مكتبة حسن العصرية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2113 ،‬ص‪54:‬‬
‫إذن المبلغ ‪ 211‬هي كمية النقود التي تزيد عن اإلحتياطي القانوني وبالتالي يمكنه أن يمنح هذا‬
‫المبلغ كقرض‪ ،‬فإذا فرضنا أن هذا المبلغ أقرض إلى شخص آخر يشتري سلعة (×) فإن عرض النقود‬
‫يزيد بمبلغ ‪ 211‬دينار عندما يضيف البنك ذلك المبلغ من النقود إلى الحساب الجاري للمقترض‪ ،‬وهكذا‬
‫لم تتناقص كمية النقود لدى أحد‪ ،‬فما زال لحد اآلن الشخص الذي أودع الوديعة األولية يحتفظ في حسابه‬
‫بالبنك (أ) مبلغ ‪ 0111‬دينار‪ ،‬كما أن المقترض لديه ‪ 211‬دينار لشراء السلعة (×)‪.‬‬
‫عندما يشتري المقترض السلعة (×) فإنه يدفع الثمن للتاجر بشيك بمبلغ ‪ 211‬دينار ويقوم التاجر‬
‫بإيداع هذا الشيك في البنك (ب) ويحدث عند تصفية هذا الشيك أن اإلحتياطي الفائض لدى البنك (أ)‬
‫سوف يزول عندما يدفع مبلغ ‪ 211‬دينار إلى البنك (ب)‪ ،‬ولكن عندما يتلقى البنك (ب) ‪ 211‬دينار نقدا‬
‫كوديعة ال بد أن يحتفظ بنسبة ‪ %81‬من الوديعة ‪ 211‬وتساوي قيمة اإلحتياطي ‪011 =%81 ×211‬‬
‫وأما الباقي من ‪ 211‬دينار فهو ‪ 111 =011 -211‬دينار وهذا المبلغ يمثل اإلحتياطي اإلضافي الذي‬
‫يستطيع أن يقوم بإقراضه وتصبح ميزانية البنك التجاري (ب) كما يلي‪:‬‬

‫‪66‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫الجدول رقم (‪ :)13‬ميزانية مختصرة للبنك التجاري (ب)‬


‫خصوم‬ ‫أصول‬
‫‪ :211‬ودائع تحت الطلب‬ ‫‪ :011‬احتياطي قانوني‬
‫‪ :111‬قروض‬
‫المصدر‪ :‬وليد العايب‪ ،‬لحلو بوخاري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪55 :‬‬
‫وحين يقوم هذا البنك (ب) بإقراض ما لديه من احتياطي إضافي تزداد ودائع المقترضين بمبلغ‬
‫‪ 111‬دينار‪ ،‬وبذلك يزداد العرض النقدي بمبلغ ‪ 111‬دينار وحتى اآلن ما زال المودع األول يحتفظ بـ‬
‫‪ 0111‬دينار في حسابه بالبنك (أ) كما يحتفظ تاجر السلع (×) بمبلغ ‪ 211‬دينار في حسابه بالبنك (ب)‬
‫كما أن مقترضا جديدا تسلم حاال مبلغ ‪ 111‬دينار‪ ،‬وبالتالي فإن العرض تزايد لحد اآلن بمبلغ ‪+0111‬‬
‫‪ 8111 =111 +211‬دينار‪ .‬ومن الواضح أن العملية ستستمر في ظل اإلفتراضات المذكورة سابقا‬
‫ويوضح الجدول التالي عملية خلق النقود الناتجة عن إيداع مبلغ ‪ 0111‬دينار جزائري‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)14‬خلق النقود في البنوك التجارية‬
‫ودائع تحت الطلب ناشئة‬ ‫ودائع نقدية جديدة التي تستلمها اإلحتياطي القانوني‬ ‫البنك‬
‫عن قروض جديدة‬ ‫‪%21‬‬ ‫البنوك‬
‫‪211‬‬ ‫‪811‬‬ ‫‪0111‬‬ ‫أ‬
‫‪111‬‬ ‫‪011‬‬ ‫‪211‬‬ ‫ب‬
‫‪208‬‬ ‫‪082‬‬ ‫‪111‬‬ ‫جـ‬
‫‪115.1‬‬ ‫‪018.1‬‬ ‫‪208‬‬ ‫د‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪1111‬‬ ‫‪0111‬‬ ‫اإلجمالي ‪2111‬‬
‫المصدر‪ :‬وليد العايب‪ ،‬لحلو بوخاري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪56 :‬‬
‫نالحظ من خالل هذا الجدول المبين أعاله أن الزيادة في الودائع هي ‪ 2111‬دينار‪ .‬وهذا يعني‬
‫أن النظام البنكي استطاع خلق ‪ 1111‬دينار نتيجة تداول األموال بالشيكات‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫ثانيا‪ :‬البنوك المركزي‬


‫‪ -1‬نشأة وتطور البنوك المركزية‪:‬‬
‫تعتبر الصيرفة المركزية حديثة النشأة إذا ما قورنت بالمصارف التجارية‪ ،‬فلم تظهر البنوك‬
‫المركزية بصيغتها الحالية بل بدأت في ّأول أمرها بنوك تجارية‪ ،‬أين كانت الحكومة تعطي أحد البنوك‬
‫متميز بإصدار العملة الوطنية وفتح حساباتها لديه‪ ،‬أو كانت تعطيه حقا لإلشراف على‬
‫ا‬ ‫التجارية موقعا‬
‫إصدار وتنظيم العمليات النقدية وتأمين احتياجات الدولة من األموال؛ أي كانت هذه هي مهام البنك‬
‫المركزي‪ ،‬في حين تأمين احتياجات الدولة المالية موكلة للبنك التجاري‪.‬‬
‫ويعد البنك السويدي أول بنك مركزي في العالم تم تأسيسه عام ‪ 0112‬أخذ مهمة إصدار النقد‬
‫مقابل تقديم القروض للدولة‪ ،‬لكن تأسيس بنك إنكلت ار عام ‪ 0151‬على شكل شركة خاصة بمرسوم ملكي‬
‫لغرض منح القروض للدولة مقابل حصوله على حق إصدار النقد بمثابة أول بنك مركزي له الخبرة في‬
‫الصيرفة المركزية‪ ،‬وقد تطورت وظائف بنك إنكلت ار ليشرف على اإلصدار ويقوم بوظيفة المقاصة بين‬
‫البنوك التجارية وتسوية حساباتها‪.‬‬
‫وفي عام‪ 0211‬تأسس بنك فرنسا مشاركة بين الدولة والقطاع الخاص حيث أخذت الدولة على‬
‫عاتقها تعيين المحافظ ونائبه‪ ،‬أما القطاع الخاص يعين مجلس اإلدارة‪.‬‬
‫وفي هولندا تأسس البنك الهولندي عام ‪ 0201‬لتوحيد أنماط العملة وزيادة حجم الثقة بالعملة‬
‫الهولندية‪ .‬وفي الدانمرك تأسس البنك الدانماركي عام ‪ 0207‬وأعطي مهمة إصدار النقد‪.‬‬
‫أما في ألمانيا فكان ‪ 33‬مصرفا يصدرون النقد األلماني‪ ،‬لكن اإلمبراطورية األلمانية كانت قد‬
‫أعطت بنك بروسيا الذي سمي بنك الرايخ حقا إلصدار واإلشراف على النقد الوطني وتمويل الدولة وذلك‬
‫في نهاية القرن التاسع عشر‪.‬‬
‫أما في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬فقد تأسس البنك المركزي عام ‪ 0501‬بعد أن كانت عدة بنوك‬
‫يصدرون النقد‪ ،‬ويشرف على اإلصدار مجلس احتياطي اتحادي يعين ثالثة من أعضائه من قبل رئيس‬
‫‪1‬‬
‫الجمهورية واآلخر يعين من قبل البنوك‪.‬‬
‫أما في الدول العربية فكان أول بنك مركزي تم تأسيسه في العراق عام ‪ 0517‬وهو البنك المركزي‬
‫العراقي‪ ،‬ثم بنك سوريا المركزي عام ‪ ،0523‬أما في الجزائر فقد تم تأسيس بنك الجزائر عام ‪.0518‬‬

‫علي كنعان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪817-811 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪68‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ -2‬تعريف البنك المركزي وخصائصه‪:‬‬


‫تسمية البنك المركزي هي تسمية حديثة‪ ،‬حيث كان في القرن التاسع عشر وحتى الحرب العالمية‬
‫األولى يطلق عليه اسم " بنك اإلصدار"‪ .‬وفي الحقيقة نجد أن تغيير اإلصطالح يرجع إلى التطور الذي‬
‫ط أر على وظيفة هذه البنوك‪ .‬ففي البداية اقتصر دورها على إصدار البنكنوت والمحافظة على ثبات قيمة‬
‫النقد في المبادالت الخارجية غير أن األمور بدأت تختلف بعد أن تولدت لهذه البنوك باإلضافة إلى‬
‫‪1‬‬
‫وظيفتها السابقة وظيفة جديدة هي "تنظيم اإلئتمان ورقابته"‪.‬‬
‫ويمكن تعريف البنك المركزي على أنه‪ ":‬المؤسسة النقدية التي تقف على قمة الجهاز المصرفي‬
‫لتتولى مهمة إ صدار النقود والرقابة على عمليات االئتمان وتنظيم عمليات عرض النقود وصياغة وتنفيذ‬
‫السياسة النقدية بما يتالءم مع كل من طبيعة النشاط االقتصادي من ناحية والسياسات االقتصادية من‬
‫ناحية ثانية وصوال إلى تحقيق هدف االستقرار االقتصادي وهذا يعني أن المصرف المركزي مؤسسة عامة‬
‫ال تهدف إلى تحقيق الربح وانما تعمل كجهاز تنفيذي مستقل داخل إطار الدولة ويمارس صالحياته‬
‫بالتعاون مع باقي األجهزة االقتصادية والمالية والنقدية "‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫يمكن حصر أهم الخصائص التي تميز البنك المركزي كمؤسسة نقدية عن غيره من البنوك‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬البنوك المركزية مؤسسات نقدية ذات ملكية عامة‪ ،‬فالدولة هي التي تتولى إدارتها واإلشراف عليها من‬
‫خالل القوانين التي تسنها والتي تحدد بموجبها أغراضها وواجباتها وتشترك مع الحكومة في رسم السياسة‬
‫النقدية‪ ،‬وتنفذ هذه السياسة عن طريق التدخل والتوجيه والمراقبة؛‬
‫‪ -‬البنك المركزي يحتل مركز الصدارة وقمة الجهاز المصرفي‪ ،‬لكونه يتمتع بسلطة رقابية على البنوك‬
‫ولديه القدرة على خلق النقود القانونية دون سواه‪ ،‬وجعل جميع البنوك تستجيب للسياسة النقدية التي يرغب‬
‫في تنفيذها؛‬
‫‪ -‬ال يتوخى البنك المركزي الربح وانما وجد لتحقيق الصالح العام للدولة‪ ،‬ولكن إن حصل الربح فيكون‬
‫ذلك من قبيل األعمال العارضة وليس األساسية التي وجد المصرف ألجلها؛‬
‫‪ -‬يتمتع البنك المركزي بالقدرة على تحويل األصول الحقيقية إلى أصول نقدية وله القدرة للهيمنة على‬
‫إصدار النقد وعملية اإلئتمان في اإلقتصاد الوطني؛‬

‫كمال شرف‪ ،‬هاشم أبوعراج‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪801 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫فالح خلف الربيعي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪69‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ -‬يمثل البنك المركزي المؤسسة المحتكرة لعملية إصدار النقد‪ ،‬ولم يعد للمصارف التجارية أي دور في‬
‫اإلصدار في جميع دول العالم؛‬
‫‪ -‬هناك بنك مركزي واحد في معظم أقطار العالم باستثناء الواليات المتحدة األمريكية حيث يوجد فيها‬
‫مؤسسة لإلصدار النقدي خاضعة لسلطة نقدية ممثلة بمجلس اإلحتياط الفدرالي‪ ،‬الذي يحدد السياسة‬
‫‪1‬‬
‫النقدية للبلد؛‬
‫‪ -‬على خالف البنوك التجارية‪ ،‬ال يتعامل البنك المركزي مع األفراد‪ ،‬حيث يهتم بتنظيم عمليات البنوك‬
‫التجارية ومن تم ال يمكن له أن ينافسها في نشاطها وخاصة وأنه بنك لهذه البنوك يحتفظ لديه باألرصدة‬
‫التي يوجهها القانون‪ ،‬كما يقوم بإصدار النقود القانونية دون غيره من البنوك‪ ،‬ومن هنا لو قام بمنافسة هذه‬
‫البنوك لخرج عن وظيفته؛‬
‫‪ -‬البنك المركزي بما يحتفظ لديه من احتياطي الدولة من العمالت األجنبية يعمل على استقرار سعر‬
‫‪2‬‬
‫الصرف؛‬
‫‪ -3‬ميزانية البنك المركزي‪:‬‬
‫يمكن توضيح ميزانية البنك المركزي من خالل الجدول التالي الذي يظهر جانب األصول وجانب‬
‫الخصوم‪:3‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)15‬ميزانية البنك المركزي‬
‫الخصوم‬ ‫األصول‬
‫عمالت متداولة‬ ‫أوراق مالية حكومية‬
‫إحتياطات إجمالية‬ ‫قروض مخصومة‬
‫خصوم أخرى‬ ‫شهادات ذهب وحقوق السحب الخاصة‬
‫نقدية تحت التحصيل‬
‫اصول أخرى‬

‫المصدر‪ :‬نجالء محمد إبراهيم بكر‪ :‬إقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬أكاديمية طيبة‪ ،2111 ،‬ص‪-‬ص‪ ،75-74 :‬متوفر‬
‫على الموقع اإللكتروني التالي‪:‬‬
‫‪ ،https://drive.google.com/file/d/1pvcmtV4v9hp0MtNIsSHu_s7IJeza23Bb/view‬تاريخ اإلطالع‬
‫‪.0202/20/9‬‬

‫زكريا الدوري‪ ،‬يس ار السامرائي‪ ،‬البنوك المركزية والسياسات النقدية‪ ،‬دار اليازوري للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،8103 ،‬ص‪81 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫كمال شرف‪ ،‬هاشم أبوعراج‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪802 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬نجالء محمد إبراهيم بكر‪ :‬إقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬أكاديمية طيبة‪ ،8111 ،‬ص‪-‬ص‪ ،72-71 :‬متوفر على الموقع اإللكتروني التالي‪:‬‬
‫‪ ،https://drive.google.com/file/d/1pvcmtV4v9hp0MtNIsSHu_s7IJeza23Bb/view‬تاريخ اإلطالع ‪.5252/25/9‬‬
‫‪70‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ 1-3‬جانب الخصوم‪ :‬أهم ما يشمله العمالت المتداولة واإلحتياطات اإلجمالية وتكمن أهمية هذين البندين‬
‫أن زيادة أحدهما أو كليهما يؤدي إلى زيادة مباشرة في عرض النقود في ظل إفتراض ثبات المؤثرات‬
‫األخرى فالعالقة طردية بينهما وبين عرض النقود‪.‬‬
‫‪ 2-3‬جانب األصول‪:‬‬
‫‪ -‬األوراق المالية الحكومية وهي السندات الحكومية التي من خاللها يستطيع البنك المركزي أن يتحكم في‬
‫عرض النقود وذلك من خالل عمليات السوق المفتوحة‪.‬‬
‫‪ -‬شهادات الذهب وحقوق السحب الخاصة تؤثر على القاعدة النقدية من خالل عمليات الشراء والبيع‬
‫الذي تقوم به الحكومة‪ ،‬فشراء الذهب سوف يزيد من األرصدة النقدية لدى األفراد وبالتالي زيادة عرض‬
‫النقود أما بيع الحكومة للذهب فسوف يعمل على انخفاض عرض النقود‪.‬‬
‫‪ -4‬وظائف البنك المركزي‪:‬‬
‫يقوم البنك المركزي بالعديد من الوظائف التي تعمل على تحقيق اإلستقرار النقدي‪ ،‬وتحقيق أفضل‬
‫معدالت النمو اإلقتصادي‪ ،‬ومن أهم الوظائف التي يقوم بها البنك المركزي لتحقيق هذه األهداف ما يأتي‪:‬‬
‫‪ 1-4‬البنك المركزي بنك اإلصدار (إصدار النقد وتنظيمه)‪ :‬يعد إصدار النقد وتنظيمه من أهم الوظائف‬
‫للبنوك المركزية وهي وظيفة أساسية كانت السبب المباشر لظهورها‪.‬‬
‫دور هاما في االقتصاد الوطني‪ ،‬فإذا استقرت قيمة النقد انعكس‬
‫إن إصدار النقود وتنظيمه يلعب ا‬
‫ذلك إيجابا على االقتصاد الوطني‪ ،‬واذا تقلبت قيمة النقد انعكس سلبا على المتغيرات االقتصادية‪ ،‬لذلك‬
‫يتوجب على البنك المركزي عند زيادة اإلصدار أن يدرس العملية بشكل جيد (إيجابياتها وسلبياتها) ويتخذ‬
‫ق ارره بتحديد حجما لإلصدار المناسب‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك فإن قيام الدولة بتوكيل البنك المركزي باإلصدار جاء العتبارات نقدية واقتصادية‪،‬‬
‫حصر بالدولة فإنها عند حدوث العجز بالموازنة تقوم باإلصدار المفرط مما يؤدي‬
‫ا‬ ‫أي إذا بقي اإلصدار‬
‫النخفاض قيمة النقد وحدوث التضخم‪.1‬‬
‫ولقد مرت عملية اإلصدار النقدي بعدة مراحل على النحو التالي‪:2‬‬

‫‪1‬علي كنعان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪801 :‬‬


‫إسماعيل إبراهيم عبد الباقي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪.17-11 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪71‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ -‬مرحلة الغطاء الذهبي الكامل‪ :‬وفيها يرتبط إصدار النقود بحجم الذهب المحتفظ به لدى البنك المركزي‬
‫حيث يقابل كمية النقود المصدرة احتياطي كامل من الذهب أي يتم تغطية النقود المصدرة بنسبة‬
‫كاملة من الذهب‪.‬‬
‫وقد تم التخلي عن هذا النظام نظ ار ألنه يقيد حرية الدولة في التوسع في إصدار النقود إذ يرتبط ذلك‬
‫بتوافر الذهب‪.‬‬
‫‪ -‬نظام اإلصدار الجزئي الوثيق‪ :‬طبقا لهذا النظام يسمح للبنك المركزي أن يصدر نقودا ورقية مغطاة‬
‫بسندات حكومية إلى حد معين‪ ،‬وما زاد عن هذا الحد يتم تغطيته كليا بالذهب‪ ،‬وقد أخذت إنجلت ار بهذا‬
‫النظام عام ‪ 0211‬وتخلت عنه عام ‪ 0535‬ألنه مثل قيدا على رغبتها في اإلصدار للتوسع‬
‫في النشاط اإلقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬نظام الغطاء الذهبي النسبي‪ :‬فيه يتم ربط قيمة النقود الورقية المصدرة بنسبة معينة من الذهب ويغطي‬
‫الباقي بالسندات الحكومية‪ ،‬وتعد ألمانيا أول من اتبع هذا النظام عام ‪0272‬م ثم أخذ في اإلنتشار لما‬
‫يتمتع به مرونة حتى حلول الكساد العظيم فتم التخلي عنه‪.‬‬
‫‪ -‬نظام الحد األقصى لإلصدار‪ :‬تبعا لهذا النظام لم يعد اإلصدار النقدي يرتبط برصيد البلد من الذهب‬
‫ولكن القانون يحدد الحد األقصى لإلصدار وال يمكن تغييره إال بالقانون‪ ،‬وهو األمر الذي يفقده المرونة‬
‫الكافية نظ ار لطول اإلجراءات القانونية وبالتالي ال يمكن اإلصدار بالسرعة المطلوبة تبعا إلحتياجات‬
‫النشاط اإلقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬نظام اإلصدار الحر‪ :‬هو أكثر نظم اإلصدار مرونة حيث أن إصدار النقود ال يرتبط بأي غطاء سواء‬
‫كان ذهبي أو سندات حكومية أو حتى له حد أقصى وانما يرتبط فقط بمستوى النشاط اإلقتصادي ومدى‬
‫حاجة اإلقتصاد للنقود وهو األمر الذي يحدده البنك المركزي‪.‬‬
‫‪ 2-4‬البنك المركزي بنك الحكومة ومستشارها المالي في الشؤون النقدية والمالية‪ :‬حيث يقدم خدمات‬
‫مختلفة للسلطات العامة أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬اإلحتفاظ بالودائع الحكومية؛‬
‫‪ -‬إقراض الحكومة قروضا قصيرة األجل وطويلة األجل؛‬
‫‪ -‬إصدار القروض العامة وتنظيم تصريفها بين المصارف ومختلف المؤسسات المالية؛‬

‫‪72‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ -‬تقديم المشورة المالية للحكومة في شؤون النقد والتسليف واقتراح ما يراه مناسبا من تدابير واجراءات‬
‫‪1‬‬
‫تتطلبها الحالة اإلقتصادية؛‬
‫‪ -‬القيام بدور عميل الحكومة في المعامالت الخارجية فكل اتفاقية اقتصادية أو مالية أو نقدية ال تعقد إال‬
‫بحضور البنك المركزي وضمانته‪ ،‬إضافة إلى ذلك يسدد عن الدولة المدفوعات الخارجية ويستقبل لها‬
‫التسديدات من البنوك األجنبية؛‬
‫‪ -‬يمثل الدولة في المحافل النقدية العربية والدولية‪ ،‬فهو عضو في صندوق النقد العربي‪ ،‬والمصارف‬
‫اإلسالمية للتنمية ويمثل الدولة في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي إلنشاء والتعمير‪ ،‬وكافة المنظمات‬
‫المالية الدولية‪ ،‬ومنظمة التجارة العالمية وغيرها؛‬
‫‪ -‬يناقش مع الحكومة تحديد سعر الصرف المناسب الذي يخدم اإلنتاج وكل من االستيراد والتصدير‬
‫واالحتياطيات النقدية؛‬
‫‪ -‬يحتفظ باالحتياطيات النقدية األجنبية (دوالر يورو ين ياباني جنيه إسترليني) ألنها العمالت األساسية‬
‫‪2‬‬
‫في صندوق النقد الدولي؛‬
‫‪ 3-4‬البنك المركزي بنك البنوك‪ :‬يمكن تحديد مهام البنك المركزي في تحديد وتوجيه البنوك التجارية‬
‫‪3‬‬
‫بالنقاط التالية‪:‬‬
‫‪ 1-3-4‬االحتفاظ باألرصدة النقدية للبنوك التجارية‪ :‬كانت البنوك التجارية تودع بعض النقود في البنك‬
‫المركزي بشكل اختياري بهدف المساعدة في الظروف الطارئة‪ ،‬لكن تزايد دور المصرف المركزي في‬
‫االقتصاد الوطني قد حول هذه المبالغ إلى عمل إلزامي ظهر على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ ‬ألزم البنك المركزي البنوك التجارية بإيداع االحتياطي اإللزامي لديه؛‬
‫‪ ‬ألزم البنك المركزي البنوك التجارية باقتطاع نسبة محددة من الودائع واالحتفاظ بها لدى البنك‬
‫المركزي للحاالت الطارئة وذلك لدعمها بالسيولة إذا ما تعرضت ألزمة السيولة؛‬
‫‪ 2-3-4‬تسوية األرصدة (المقاصة) بين البنوك‪ :‬بما أن البنوك التجارية تحتفظ باحتياطيات اختيارية‬
‫واجبارية لدى البنك المركزي‪ ،‬وبما أن عملية تحصيل الشيكات والحواالت تتطلب وقتا وجهدا بين البنوك‪،‬‬
‫لذلك كان من باب أولى أن يقوم البنك المركزي بإجراء عمليات المقاصة بين البنوك التجارية وتحديد‬

‫كمال شرف‪ ،‬هاشم أبوعراج‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪882 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬علي كنعان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪881 :‬‬


‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪-‬ص‪883-880 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪73‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫مديونية كل بنك للبنك اآلخر‪ ،‬وتسوية الحسابات باالقتطاع من البنك المدين للبنك الدائن وتحديد رصيد‬
‫كل بنك في نهاية كل يوم األمر الذي يسهل على البنوك التجارية الوقت والجهد ويزيد أرباحها‪.‬‬
‫‪ 3-3-4‬إعطاء أي بنك تجاري المعلومات التي يحتاج إليها‪ :‬يعطي البنك المركزي جميع المعلومات‬
‫عند منح االئتمان عن عمالء البنك اآلخر‪ ،‬ويكون ذلك في إطار ما يسمى (مركزية المخاطر) أي‬
‫يستطيع أي بنك تجاري أن يستعلم عن زبائن البنوك األخرى بحيث إذا تقدموا بطلبات اقتراض إليه أن‬
‫تكون المعلومات موجودة لديه‪.‬‬
‫‪ 4-3-4‬قيام البنك المركزي بدور المقرض األخير‪ :‬وتعني هذه المهمة قيام البنك المركزي بتقديم‬
‫القروض والسلف للبنوك التجارية في أوقات األزمات‪ ،‬أو عندما يريد أن يدعم تطور قطاع ما مثل القطاع‬
‫الزراعي‪ ،‬إن قيام البنك المركزي بمساعدة البنوك التجارية في أوقات األزمات يهدف إلى التخفيف من آثار‬
‫األزمة أو إيقافها‪ ،‬ألن إفالس بنك ما‪ ،‬يؤدي إلى إفالس كافة البنوك ومن ثم تعرض البالد ألزمة سيولة‪.‬‬
‫‪ 4-4‬وظيفة الرقابة على اإلئتمان‪ :‬من أهم الوظائف التي يقوم بها البنك المركزي قيامه بدور الرقيب‬
‫على البنوك التجارية من خالل التحكم في حجم اإلئتمان الممنوح من هذه البنوك وبالتالي التحكم في حجم‬
‫السيولة المحلية‪ .‬وصوال إلى هذا الهدف يمكن للبنك المركزي إتباع أدوات معينة كنسبة اإلحتياطي‪،‬‬
‫سياسة السوق المفتوحة‪ ،‬سعر إعادة الخصم‪ ،‬وأسعار الفائدة واإلقناع األدبي باإلضافة إلى مجموعة من‬
‫األوامر والتعليمات الصادرة من البنك المركزي‪1 .‬وسيتم التطرق الحقا لهذه األدوات بالتفصيل في جزء‬
‫أدوات السياسة النقدية‪.‬‬
‫‪ -5‬دور البنك المركزي في تنظيم السياسة النقدية‪:‬‬
‫‪ 1-5‬مفهوم السياسة النقدية وأهدافها‪:‬‬
‫يقصد بالسياسة النقدية مجموع الوسائل التي تطبقها السلطات المهيمنة على شئون النقد واإلئتمان‬
‫(البنك المركزي) وذلك بإحداث التأثيرات على كمية النقود وهو ما يعرف بالمعروض النقدي بما يالئم‬
‫الظروف اإلقتصادية المحيطة‪ ،‬مستهدفة تحقيق النمو والعمل على حماية قيمة النقود من التعرض‬
‫للتقلبات الواسعة التي تعكس آثارها على مستويات األسعار وعلى مستوى معيشة السكان‪ ،‬وسبيلها في ذلك‬
‫إدارة حركة التوسع واإلنكماش في المعروض النقدي بحيث ال تهبط معدالت التوسع النقدي إلى مستوى‬
‫‪2‬‬
‫يعوق النشاط اإلقتصادي في البالد وال تزيد إلى مستوى تنشأ عنه ضغوط تضخمية‪.‬‬

‫إسماعيل إبراهيم عبد الباقي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪12 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫عزت قناوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪801 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪74‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫تسعى السياسة النقدية لتحقيق مجموعة من األهداف االقتصادية والنقدية وهي‪:1‬‬


‫‪ 1-1-5‬الحفاظ على االستقرار والتوازن النقدي‪ :‬فلكي يتحقق االستقرار النقدي على السياسة النقدية‬
‫تحقيق التوازن بين إصدار النقد ومعدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬فكلما ازداد الناتج ونما كلما توج‬
‫بزيادة اإلصدار لتصريف الناتج؛‬
‫‪ 2-1-5‬تحقيق التوازن واالستقرار في المستوى العام لألسعار‪ :‬هدف كل سياسة نقدية ناجحة هو‬
‫الحفاظ على االستقرار النقدي ومن ثم الحفاظ على التوازن واالستقرار في المستوى العام لألسعار؛‬
‫‪ 3-1-5‬زيادة معدل النمو االقتصادي‪ :‬تخفيض سعر الفائدة سوف يشجع على زيادة الطلب على النقود‬
‫بهدف االستثمار‪ ،‬فإذا شعرت السياسة النقدية بوجود الركود فإنها تخفض سعر الفائدة فيزداد االستثمار‬
‫ومن ثم يزداد التوظيف ويزداد الناتج وتزداد الدخول فتحصل الزيادة في معدل النمو االقتصادي‪ ،‬فتكون‬
‫السياسة النقدية من خالل سعر الفائدة تمكنت من استهداف زيادة معدل النمو‪ .‬وبالمقابل إذا رفعت‬
‫السياسة النقدية سعر الفائدة فإن هذا اإلجراء سوف يخفض الطلب على النقد وينخفض حجم االستثمار‬
‫ويزداد الركود في االقتصاد‪ ،‬وهو ما ال ترغبه السياسة النقدية؛‬
‫‪ 2-5‬أدوات السياسة النقدية‪:‬‬
‫تمتلك السياسة النقدية مجموعة من األدوات تطورت وتكاملت مع الزمن‪ ،‬وتهدف بشكل أساسي‬
‫إلى التأثير في حجم االئتمان‪ ،‬أو التأثير في أنواع معينة من االئتمان والعمل على توجيهها في مسالك‬
‫تقررها السياسة النقدية‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ 1-2-5‬األدوات غير المباشرة‪:‬‬
‫‪ ‬سعر أو معدل الخصم‪ :‬وهو السعر الذي تتعامل به البنوك المركزية مع البنوك التجارية أي أنه‬
‫مختلف عن سعر الفائدة ألن سعر الخصم يحكم العالقة بين البنك المركزي والبنوك التجارية‬
‫وليس األفراد‪ ،‬وعندما يكون المعدلين الخصم والفائدة متساوين فلن تحقق البنوك أرباح لذلك من‬
‫الضروري أن يكون معدل أو سعر الخصم أقل بقليل من معدل الفائدة أو سعر الفائدة لتتمكن‬
‫البنوك التجارية من تحقيق أرباح؛‬
‫‪ ‬نسبة االحتياطي القانوني‪ :‬كما ذكر سابقا بأنها هي النسبة التي يجب أن يحتفظ بها البنك‬
‫التجاري من كل وديعة على شكل سيولة ويتم إيداعها لدى البنك المركزي كاحتياطي قانوني ال‬

‫علي كنعان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪371-372 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫فالح خلف الربيعي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪75‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫يأخذ عليه أي فائدة من البنك المركزي بالطبع‪ ،‬وتأتي أهمية التحكم في هذه النسبة كسياسة نقدية‬
‫بأنها تعطي البنوك التجارية القدرة على اإلقراض وتوفير السيولة النقدية للتداول في اإلقتصاد‬
‫الوطني في حال خفضها من قبل البنك المركزي وهذا االجراء يعتمد على السياسه النقدية للدولة؛‬
‫‪ ‬عمليات السوق المفتوحة‪ :‬يقصد بعمليات السوق المفتوحة التي تتخذها البنوك المركزية كسياسة‬
‫نقدية هو أن يتدخل البنك المركزي بشراء أو بيع السندات الحكومية فيما يسمى بالسوق المفتوحة‬
‫بهدف التأثير المباشر على حجم االحتياطيات النقدية لدى البنوك التجارية‪ .‬فعندما يتدخل البنك‬
‫المركزي بشراء السندات الحكومية التي تحتفظ بها البنوك التجارية سوف تزيد االحتياطيات النقدية‬
‫لدى البنوك وذلك يعطيها قدرة على االقراض مما يتسبب في زيادة عرض النقود في االقتصاد‬
‫الوطني والعكس أيضا عند تدخل البنك المركزي ببيع السندات الحكومية فإنه بذلك سوف يتسبب‬
‫بخفض االحتياطيات النقدية لدى البنوك مما يجعل قدرتها على اإلقراض تقل وبذلك يقل عرض‬
‫النقود في االقتصاد في النهاية؛‬
‫‪ 2-2-5‬األدوات المباشرة‪:1‬‬
‫‪ ‬تأطير اإلئتمان‪ :‬هو إجراء تنظيمي تقوم بموجبه السلطات النقدية بتحديد سقوف لتطور القروض‬
‫الممنوحة من قبل البنوك التجارية بكيفية إدارية مباشرة وفق نسب محددة خالل السنة‪ ،‬وفي حالة‬
‫عدم االلتزام بهذه التعليمات ستتعرض البنوك التجارية إلى عقوبات تختلف من دولة ألخرى‪ ،‬وكل‬
‫هذا سعيا من السلطات النقدية إلى التأثير على توزيع القروض في اتجاه القطاعات المساهمة‬
‫بشكل فعال في تحقيق التنمية؛‬
‫‪ ‬سياسة سعر الفائدة‪ :‬ويستخدم البنك المركزي سياسة أسعار الفائدة من أجل التأثير على‬
‫اإلقراض المصرفي تبعا للحالة االقتصادية السائدة واألهداف المرجوة‪ ،‬حيث يمكنه التأثير على‬
‫معدالت الفائدة عن طريق وضع ضوابط لها كتحديد أسقف لمعدالت الفائدة أو وضع‬
‫معدالت تفضيلية؛‬
‫‪ ‬النسبة الدنيا للسيولة‪ :‬ويقتضي هذا األسلوب أن يقوم البنك المركزي بإجبار البنوك التجارية‬
‫على االحتفاظ بنسبة دنيا يتم تحديدها عن طريق بعض األصول منسوبة إلى بعض مكونات‬
‫الخصوم‪ ،‬وهذا لخوف السلطات النقدية من خطر اإلفراط في االقتراض من قبل البنوك التجارية‬

‫بوروشة كريم‪ ،‬دور السياسة النقدية والمالية في تحقيق التوازن الخارجي دراسة حالة الجزائر (‪ ،)2116-1441‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم‬ ‫‪1‬‬

‫اإلقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،8105/8102 ،‬ص‪-‬ص‪03-5 :‬‬

‫‪76‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫بسبب أصولها المرتفعة السيولة‪ ،‬وهذا بتجميد بعض هذه األصول في محافظ البنوك التجارية‪،‬‬
‫وبذلك يمكن الحد من القدرة على إقراض القطاع االقتصادي؛‬
‫‪ ‬تنظيم القروض االستهالكية‪ :‬تعتبر هذه الوسيلة من أهم األدوات النوعية لسياسة الرقابة على‬
‫القروض االستهالكية‪ ،‬كأن يقوم البنك المركزي بفرض حد أقصى لألموال التي تستخدمها البنوك‬
‫في شراء السلع االستهالكية المعمرة‪ ،‬ويمكن تنويع هذا الحد حسب درجة أهمية السلع االستهالكية‬
‫المختلفة‪ ،‬أو يقوم البنك المركزي بفرض حدود قصوى للمبيعات المؤجلة أو تحديد رصيد من‬
‫المدفوعات النقدية بطلب من المشتري بنظام التقسيط بأن يدفعه كجزء من قيمة الشراء‪ ،‬في حين‬
‫يمكن تحديد حدود قصوى زمنية تسدد خاللها قيم السلع المختلفة‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى تخفيض عدد‬
‫األقساط مع رفع قيمة القسط؛‬
‫‪ ‬اإلقناع األدبي‪ :‬هي وسيلة تستخدمها البنوك المركزية بطلبها بطرق ودية وغير رسمية من البنوك‬
‫التجارية تنفيذ سياسة معينة في مجال منح االئتمان‪ ،‬وتتمثل هذه الوسائل في رسائل الخطاب‬
‫األدبي التي يقوم بها البنك المركزي سواء بشكل مستمر في إطار استراتيجية معينة أو من حين‬
‫آلخر لتوجيه رسائل يعتقد بأهميتها بالنسبة إلدارة السياسة النقدية‪ ،‬من خالل التعاليق والشروح‬
‫التي يقوم بها البنك المركزي حول األهداف التي يود تحقيقها والطرق التي يستعملها في سبيل‬
‫ذلك‪ ،‬وباإلضافة إلى التدخالت المباشرة للبنك المركزي (تدخل المحافظ مثال)‪ ،‬فقد ذهبت بعض‬
‫البنوك المركزية إلى تأسيس دوريات ونشرها بشكل منتظم هدفها األساسي شرح هدف السياسة‬
‫النقدية وتوجهاتها والتعليق عليها وشرح طرق تحقيقها‪ .‬وتتوقف فعالية ونجاعة هذه الطريقة على‬
‫خبرة ومكانة البنك المركزي ومدى تقبل البنوك التجارية التعامل معه وثقتها في إج ارءاته؛‬
‫‪ ‬التأثير المباشر‪ :‬قد تجد البنوك المركزية في بعض الحاالت أنه ال مفر من التدخل بصورة‬
‫صريحة وحازمة للتأثير على حجم االئتمان والتحكم في اتجاهاته‪ ،‬وذلك عن طريق إصدار‬
‫التعليمات واألوامر المباشرة للبنوك التجارية‪ ،‬ويختلف هذا األسلوب عن أسلوب اإلقناع األدبي في‬
‫أن هذه األوامر تكون ملزمة للبنوك التجارية ولن يمكن أن تتجاهلها واال تعرضت لبعض أنواع‬
‫العقوبات التي تفرضها عليها البنوك المركزية؛‬

‫‪77‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ 3-5‬أنواع السياسة النقدية‪ :‬تقسم السياسة النقدية إلى قسمين هما‪:1‬‬


‫‪ 1-3-5‬السياسة النقدية التوسعية‪ :‬حيث تستخدم في حالة الركود االقتصادي أو الكساد االقتصادي‬
‫أي عندما يعاني االقتصاد من حالة االنكماش وما يترتب عليه من ارتفاع في معدالت البطالة‪ ،‬حيث‬
‫تهدف السياسة النقدية التوسعية في مجملها إلى عالج حالة الركود أو االنكماش التي يمر بها االقتصاد‪،‬‬
‫أي التدفق الحقيقي أكبر من التدفق النقدي وبالتالي تتخذ الدولة ممثلة في السلطة النقدية (البنك المركزي)‬
‫إجراءات نقدية تسعى من خاللها إلى زيادة المعروض النقدي‪ ،‬ما ينجر عليه من زيادة الطلب على السلع‬
‫والخدمات‪ ،‬تحقق ذلك للبنك المركزي من خالل ما يلي‪:‬‬
‫تخفيض نسبة االحتياطي اإللزامي؛‬ ‫‪‬‬

‫تخفيض سعر إعادة الخصم؛‬ ‫‪‬‬

‫دخول البنك المركزي مشتريا وبائعا لألوراق المتداولة في السوق المالي؛‬ ‫‪‬‬

‫حيث تسهل أحد أو كل هذه اإلجراءات السابقة الذكر والمتخذة من طرف البنك المركزي من قدرة‬
‫البنوك على منح االئتمان وخلق الودائع‪ ،‬وعليه يزداد المعروض في المجتمع‪ ،‬مما ينجم عليه انخفاض‬
‫سعر الفائدة ويترتب عليه زيادة في حجم االستثمار إضافة إلى زيادة مستوى اإلنتاج والدخل وكذلك‬
‫مستوى التوظيف‪.‬‬
‫‪ 2-3-5‬السياسة النقدية االنكماشية‪ :‬الهدف من إتباع هذه السياسة هو عالج ظاهرة التضخم التي‬
‫تعاني منها االقتصاديات القومية للبلدان‪ ،‬وعليه تتبع السلطات النقدية –البنك المركزي ‪-‬الحد من خلق‬
‫أدوات نقدية أي الحد من خلق النقود والتخفيض من المعروض النقدي‪ ،‬مما يترتب عليه االنخفاض في‬
‫دخول العائالت واألفراد والمؤسسات وهذا ما يؤدي إلى الحد من إنفاق األفراد والمؤسسات على شراء‬
‫السلع والخدمات‪.‬‬
‫وباتخاذ أدوات السياسة النقدية كحل للحد من ظاهرة التضخم تلجأ البنوك المركزية إلى اتخاذ‬
‫التدابير التالية‪:‬‬
‫‪ ‬رفع سعر إعادة الخصم من قبل البنك المركزي وهذا ما ينجم عنه التقليل من إقبال البنوك‬
‫المركزية على إعادة خصم األوراق التجارية‪ ،‬وعليه تقوم البنوك التجارية برفع سعر الخصم مما‬

‫حدادي عبد اللطيف‪ ،‬دور السياسة النقدية والمالية في مكافحة التضخم في الدول النامية‪ ،‬دراسة حالة الجزائر ‪ ،2114-2111‬أطروحة‬ ‫‪1‬‬

‫دكتوراه ‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة جياللي إلياس‪ ،‬سيدي بلعباس‪ ،8107/8101 ،‬ص‪-‬ص‪31-82 :‬‬
‫‪78‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫يؤدي إلى تقليل القطاعات االقتصادية من خصم أوراقها التجارية‪ ،‬ما ينجر عنه تقليل حجم الكتلة‬
‫النقدية المتداولة في السوق؛‬
‫‪ ‬دخول البنك المركزي بائعا للسوق المفتوحة‪ ،‬ما ينجر عليه أن يقوم البنك المركزي بضخ حجم‬
‫كبير لألوراق التجارية مقابل امتصاصه لحجم السيولة النقدية المتداولة في السوق؛‬
‫‪ ‬كذلك من خالل انتهاج هذه السياسة يلجأ البنك المركزي إلى رفع نسبة االحتياطي اإللزامي‪ ،‬مما‬
‫يقلل مقدار السيولة المتوفرة لدى البنوك التجارية‪ ،‬وبالتالي تقل مقدرتها على اإلقراض؛‬
‫وما سبق يؤدي إلى ارتفاع سعر الفائدة وبالتالي انخفاض االستثمار وانخفاض مستوى الدخل ومن‬
‫ثم امتصاص القوة الشرائية المتزايدة بالمجتمع وهو ما يحد من التضخم‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬البنوك اإلسالمية‬
‫‪ -1‬نشأة البنوك اإلسالمية‪:‬‬
‫لقد عرف العالم اإلسالمي حركة تحرر وصحوة إسالمية أسفرت على حتمية البديل اإلسالمي‬
‫للمؤسسات المورثة على العالم الغربي والقائمة على التنمية اإلقتصادية‪ ،‬ومن بين هذه المؤسسات البنوك‬
‫التي ظلت بالربا المنهى عنه في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة األمر الذي أدى بالكثير من أصحاب‬
‫األموال والتجار لإلمتناع عن التعامل مع هذه المؤسسات إال عند الضرورة الملحة‪ ،‬والمالحظ أن‬
‫‪1‬‬
‫المتعاملين مع البنوك عادة ما يرفضون تقاضي الزيادة الناجمة من ودائعهم تحريا الوقوع في الربا‪.‬‬
‫لذلك جاءت نشأة البنوك اإلسالمية تلبية لرغبة المجتمعات اإلسالمية في إيجاد صيغة للتعامل‬
‫البنكي بعيدا عن شبهة الربا ومن دون استخدام سعر الفائدة‪.‬‬
‫ويعود ظهور البنوك اإلسالمية إلى عام ‪ 0511‬عندما أنشئت في ماليزيا صناديق لإلدخار تعمل‬
‫من دون فائدة‪ ،‬وبعدها في أواخر األربعينات بدأ التفكير المنهجي المنظم يظهر في باكستان من أجل‬
‫وضع تقنيات تمويلية تراعي التعاليم اإلسالمية‪ ،‬غير أن هذا التفكير أخذ مدة طويلة ولم يجد له منفذا‬
‫تطبيقيا إال في مصر مع بداية الستينات‪ .‬فمدينة ميت غمر التابعة لمحافظة الدقلهية بجمهورية مصر‬
‫العربية تعد المدينة األولى التي شهدت ميالد أول تجربة للبنوك اإلسالمية وان كانت لم تستمر سوى بضع‬
‫سنوات‪.‬‬

‫قادري محمد الطاهر‪ ،‬جعيد البشير‪ ،‬المصارف اإلسالمية بين الواقع والمأمول‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة حسن العصرية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،8101‬ص‪02:‬‬
‫‪79‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫وقد أنشأ أول بنك إسالمي حكومي في مصر وهو بنك ناصر اإلجتماعي الذي تأسس‬
‫في عام ‪0570‬م‪.‬‬
‫وجاء اإلهتمام الحقيقي بإنشاء بنوك إسالمية تعمل طبقا ألحكام الشريعة اإلسالمية في توصيات‬
‫مؤتمر وزراء خارجية الدول اإلسالمية الذي انعقد في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية عام‬
‫‪0578‬م‪ ،‬إذ نص على ضرورة إنشاء بنك إسالمي دولي‪.‬‬
‫ولم تأخذ البنوك اإلسالمية طابعها الخاص بوصفها مؤسسات استثمار وتمويل إال في أواسط‬
‫السبعينات عندما أقر المؤتمر الثاني لو ازرة مالية الدول اإلسالمية المنعقد بجدة في عام ‪ 0571‬إنشاء‬
‫البنك اإلسالمي للتنمية الذي باشر أعماله في عام ‪0572‬م‪.‬‬
‫ليكون بذلك أول مؤسسة تمويلية دولية إسالمية في العالم‪ ،‬ثم بنك دبي اإلسالمي في عام ‪0572‬‬
‫ليصبح أول مصرف إسالمي ينشأه األفراد‪ ،‬ثم توالى إنشاء البنوك اإلسالمية ليبلغ عددها حاليا أكثر من‬
‫‪1‬‬
‫‪ 811‬بنك موزعة على مختلف أنحاء العالم بما فيها أوروبا وأمريكا‪.‬‬
‫يعتبر بنك البركة الجزائري ّأول بنك إسالمي يفتح أبوابه في الجزائر‪ ،‬ليتيح فرصة العمل البنكي‬
‫اإلسالمي للمتعاملين الذين يسعون إلى التعامل على أساس مبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وامتثاال ألحكام‬
‫القانون ‪ 01/51‬المؤرخ في ‪ 01‬أفريل ‪0551‬م المتعلق بالنقد والقرض تم إنشاء البنك في ‪ 81‬ماي‬
‫‪.2‬‬ ‫مقره الرئيسي بالجزائر العاصمة‬
‫‪0550‬م ليجعل ّ‬
‫‪ -2‬تعريف البنوك اإلسالمية‪ :‬يعرف البنك اإلسالمي بأنه‪ " :‬مؤسسة مالية إسالمية تقوم بأداء الخدمات‬
‫المصرفية والمالية‪ ،‬كما تباشر أعمال التمويل واإلستثمار في المجاالت المختلفة على ضوء قواعد وأحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية بهدف غرس القيم والمثل واألخالق اإلسالمية في مجال المعامالت والمساعدة في‬
‫تحقيق التنمية اإلجتماعية واإلقتصادية من تشغيل أموال بقصد المساهمة في تحقيق الحياة الطيبة الكريمة‬
‫‪3‬‬
‫لألمة اإلسالمية"‪.‬‬
‫ويمكن تعريف البنك اإلسالمي أيضا على أنه‪ ":‬مؤسسة مالية تقوم بتجميع المدخرات وتحريكها‬
‫في قنوات المشاركة لإلستثمار بأسلوب محرر من سعر الفائدة عن طريق أساليب المضاربة والمشاركة‬

‫‪1‬حيدر يونس الموسوي‪ ،‬المصارف اإلسالمية –أداءها المالي واثرها في سوق األوراق المالية‪ -‬دار اليازوري للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،8102‬ص‪-‬ص‪82 :‬‬
‫نوال بن عمارة‪ :‬محاسبة البنوك اإلسالمية (دراسة حالة بنك البركة الجزائري)‪ ،‬الملتقى الوطني األول حول المؤسسة االقتصادية وتحديات المناخ االقتصادي‬ ‫‪2‬‬

‫الجديد‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة ورقلة‪ 83-88 ،‬أفريل‪. 2003 ،‬‬
‫قادري محمد الطاهر‪ ،‬جعيد البشير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪81:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪80‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫والمتاجرة واإلستثمار المباشر‪ ،‬وتقديم كافة الخدمات المصرفية في إطار من الصيغ الشرعية التي تضمن‬
‫‪1‬‬
‫التنمية واإلستقرار"‪.‬‬
‫ويعرف الدكتور محمد النجار البنك اإلسالمي بأنه‪ ":‬مؤسسة مالية مصرفية لتجميع األموال‬
‫وتوظيفها في نظام الشريعة اإلسالمية بما يخدم بناء مجتمع التكافل اإلسالمي وتحقيق عدالة التوزيع‬
‫‪2‬‬
‫ووضع المال في المسار اإلسالمي"‪.‬‬
‫‪ -3‬خصائص البنك اإلسالمي‪:‬‬
‫للبنك اإلسالمي خصائص تميزه عن غيره من البنوك األخرى ومن أهم هذه الخصائص نذكر‪:3‬‬
‫‪ 1-3‬استبعاد الفوائد الربوية‪ :‬يتميز البنك اإلسالمي باستبعاد كافة المعامالت غير الشرعية من أعماله‬
‫وخاصة نظام الفوائد الربوية الذي مثل خيط الروح بالنسبة للبنوك الربوية‪.‬‬
‫‪ 2-3‬اإلستثمار في المشاريع الحالل‪ :‬حيث يعتمد البنك اإلسالمي في توظيف أمواله على اإلستثمار‬
‫المباشر أو استثمار المشاركة وفقا لمبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وبذلك يخضع نشاطه لضوابط النشاط‬
‫اإلقتصادي في اإلقتصاد اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ 3-3‬ربط التنمية اإلقتصادية بالتنمية اإلجتماعية‪ :‬إن البنك اإلسالمي باعتباره مؤسسة اقتصادية مالية‬
‫مصرفية اجتماعية‪ ،‬يقوم بتعبئة مدخرات األفراد واستثمارها في مختلف أوجه النشاط اإلقتصادي خدمة‬
‫لمصالح المجتمع‪ ،‬ومن هنا يكون ارتباط التنمية اإلقتصادية بالتنمية اإلجتماعية لذلك يهتم البنك‬
‫اإلسالمي بالعائد اإلجتماعي إلى جانب العائد الفردي‪ ،‬وهذا أحد المعايير الرئيسية التي تحتم الصلة‬
‫الوثيقة بين العقيدة والقيم والتنظيم اإلقتصادي في اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -4‬صيغ التمويل في البنوك اإلسالمية‪:‬‬
‫فيما يلي عرض ألهم أساليب أو صيغ التمويل في البنوك اإلسالمية‪:4‬‬
‫‪ 1-4‬صيغة التمويل بالمضاربة‪ :‬تعد صيغة المضاربة من أهم أساليب اإلستثمار في النظام المالي‬
‫اإلسالمي المعاصر‪ ،‬والمضاربة هي شركة بين رأس المال والعمل يتفقان على تقسيم األرباح عند تحقيقها‬
‫بنسبة محددة أما في حالة الخسارة فيخسر العامل جهده ويخسر صاحب رأس المال ماله‪ ،‬وقد تطور عقد‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪87:‬‬ ‫‪1‬‬

‫نعمت عبد اللطيف مشهور‪ ،‬النشاط اإلجتماعي والتكافلي لبنوك اإلسالمية‪ ،‬المعهد العالمي للفكر اإلسالمية‪ ،‬فرجينيا‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،0551‬ص‪08:‬‬
‫قادري محمد الطاهر‪ ،‬جعيد البشير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪31-85 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬حيدر يونس الموسوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪27 -12 :‬‬

‫‪81‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫المضاربة في البنوك اإلسالمية ليتخطى المضاربة المفردة المباشرة إلى المضاربة المشتركة‪ ،‬إذ يعد‬
‫المودعين (المدخرين) جميعهم أرباب المال والبنك هو العامل‪ ،‬ومن ثم يقوم المصرف بإعطاء المال إلى‬
‫من يعمل به وفي هذه الحالة يصبح البنك هو صاحب المال ومن ينميه مضاربا‪.‬‬
‫‪ 2-4‬صيغة التمويل بالمشاركة‪ :‬تقوم هذه الصيغة في التمويل على أساس اتفاق بين البنك اإلسالمي‬
‫وطالب التمويل ويقدم فيه كال الطرفين جزءا من رأس المال وبهذا فإن صيغة المشاركة تشبه إلى حد ما‬
‫صيغة المضاربة‪ ،‬ولكن ما يميز صيغة المشاركة هو اشتراك الطرفين (البنك اإلسالمي وصاحب المشروع‬
‫أو صاحب طلب التمويل) في تمويل المشروع ويتم توزيع نصيب من الربح على الطرفين وبحسب نسب‬
‫التمويل‪ ،‬وفي حالة الخسارة يتحملها الطرفان وبحسب نسب التمويل أيضا‪.‬‬
‫‪ 3-4‬صيغة التمويل بالمرابحة‪ :‬تعد المرابحة من أهم القنوات اإلستثمارية في البنوك اإلسالمية وبيع‬
‫المرابحة هو بيع سلعة ما بما قامت به على بائعها مضافا إليه ربح متفق عليه بينهما‪.‬‬
‫أما المرابحة المصرفية فهي صيغة تمويل طورتها البنوك اإلسالمية مبنية على صيغة العقد‬
‫المذكور أعاله إال أنها تتضمن أيضا األمر بالشراء والوعد بالشراء‪ ،‬إذ يأمر العميل البنك بشراء سلعة ما‬
‫لنفسه ويعده بشرائها منه بثمن مؤجل مع الربح‪.‬‬
‫‪ 4-4‬صيغة التمويل بالسلم‪ :‬بيع السلم هو شراء سلعة ما بثمن مدفوع في الحال مع تأجيل تسليمها‪،‬‬
‫ولكل مة السلم أو السلف لها معنى واحد وهو تقديم رأس المال أي دفع الثمن للسلعة فو ار أو عاجال وتأجيل‬
‫تسليمها إلى وقت الحق أو أجل معين‪ ،‬ويعد بيع السلم عكس البيع بثمن مؤجل وقد عرفه الفقهاء بأنه بيع‬
‫آجل بعاجل‬
‫‪ 5-4‬صيغة التمويل باإلستصناع‪ :‬يعني اإلستصناع في اللغة أن يطلب شخص من آخر أن يصنع له‬
‫شيئا ما‪ ،‬ويمكن تعريف اإلستصناع على أنه عقد بين طرفين يقوم أحدهما (الصانع) بموجب هذا العقد‬
‫بصنع شيء محدد للطرف اآلخر (المستصنع) على أن تكون المواد الالزمة للصنع من عند الصانع وذلك‬
‫مقابل ثمن معين يدفعه المستصنع إلى الصانع إما حاال أو مقسطا أو مؤجال‪.‬‬
‫وال يشترط في اإلستصناع أن يقوم الطرف المتعهد بتنفيذ العمل المطلوب بنفسه‪ ،‬إذ بإمكانه أن‬
‫يعهد العمل جهات أخرى لتنفيذه ولكن تحت إشرافه ومسؤوليته‪.‬‬
‫وتهدف البنوك اإلسالمية من صيغة التمويل باإلستصناع إلى دعم جهود التنمية الصناعية في‬
‫الدول اإلسالمية وزيادة قدراتها التنافسية‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ 6-4‬صيغة التمويل باإلجارة‪ :‬تعرف اإلجارة باإلصطالح الفقهي بأنها بيع المنفعة المعلومة بعوض‬
‫معلوم‪ ،‬وتصنف اإلجارة إلى ثالث أنواع وهي اإلجارة المنتهية بالتمليك والتأجير التمويلي والتأجير‬
‫التشغيلي‪ ،‬وتعد اإلجارة بالتمليك هي الصيغة السائدة في البنوك اإلسالمية وهو تطبيق خاص بعقد‬
‫اإلجارة‪ ،‬ويقوم البنك بشراء المنشآت والمعدات الضخمة ومن ثم القيام بتأجيرها للعمالء مع وعد من هؤالء‬
‫العمالء بشراء تلك المنشآت والمعدات في مقابل أقساط دورية إلى أن يتم سداد ثمن الشراء األصلي‬
‫وتحقيق عائد مناسب للبنك في نهاية المدة المتعاقد عليها‪ .‬فتؤول ملكية المعدات والمنشآت إلى المستأجر‪.‬‬
‫وهناك صيغ أخرى للتمويل في البنوك اإلسالمية مثل المساقاة والمزارعة والبيع باألجل والقرض‬
‫الحسن والجعالة‪.‬‬
‫‪ -5‬وجه اإلختالف بين التمويل اإلسالمي والتمويل الربوي‪:‬‬
‫توجد بعض الفروق الجوهرية التي تميز التمويل اإلسالمي اإلستثماري عن التمويل الربوي ال‬
‫سيما لما يتميز به التمويل اإلسالمي من خصائص ال تتوافر في التمويل الربوي‪ ،‬ويتضح ذلك من خالل‬
‫الجدول التالي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)16‬الفرق بين التمويل اإلسالمي والتمويل الربوي‬
‫التمويل الربوي‬ ‫التمويل اإلسالمي‬ ‫أوجه اإلختالف‬
‫بينما تنتقل الملكية لرأس المال للطرف اآلخر في‬ ‫يستمر ملك رأس المال في التمويل اإلسالمي‬ ‫ملكية رأس المال‬
‫التمويل الربوي‬ ‫للمالك‬
‫ال ترتبط الزيادة التي يحصل عليها الممول في‬ ‫يشترك الطرفان في الربح أقل أو كثر حسب‬ ‫الربح والخسارة‬
‫التمويل الربوي بنتيجة ربحية المشروع وال بحصة‬ ‫اتفاقهما في التمويل اإلسالمي‬
‫المستفيد من التمويل بينما ال يتحمل الممول أي‬ ‫أما الخسارة تقع على رب المال‬
‫خسارة؛ الربح في التمويل الربوي وهمي‪.‬‬ ‫أيضا الربح ربح حقيقي ألنه ناتج عن زيادة‬
‫في عناصر اإلنتاج‬
‫يمكن تمويل أي نوع من األعمال في التمويل‬ ‫نشاط ينحصر التمويل اإلسالمي في األعمال‬ ‫طبيعة‬
‫الربوي كالمرقص والبار ونحوهما‪.‬‬ ‫اإلستثمارية المتوقع ربحها‬ ‫اإلستثمار‬
‫يقتصر التمويل اإلسالمي على األعمال‬
‫الموافقة للشرع‬
‫يتم التمويل اإلسالمي عن طريق النقود أو التمويل الربوي يكون التمويل فيه عن طريق النقد‬ ‫طبيعة التمويل‬
‫فقط‬ ‫عن طريق األصول الثابتة‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باإلعتماد محمد الفاتح المغربي‪ ،‬التمويل واإلستثمار في اإلسالم‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬األكاديمية‬

‫الحديثة للكتاب الجامعي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2112 ، ،‬ص‪-‬ص‪12-11 :‬‬

‫‪83‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫رابعا‪ :‬البنوك المتخصصة‬


‫‪ -1‬ماهية وسمات البنوك المتخصصة‪:‬‬
‫نظ ار ألن البنوك التجارية ال تتمكن من منح قروض طويلة األجل‪ ،‬تالءم المتطلبات التمويلية‬
‫لمشاريع التنمية في القطاعات الزراعية والصناعية واإلسكان وغيرها كان من الضروري إيجاد مؤسسات‬
‫تمويلية متوسطة وطويلة األجل‪ ،‬وبشروط سهلة لتمويل القطاعات المذكورة‪ ،‬وذلك لإلسراع بعملية التنمية‬
‫‪1‬‬
‫اإلقتصادية‪.‬‬
‫تعتمد هذه البنوك على مصادرها الداخلية في القيام بوظائفها‪ ،‬حيث تعتمد في تمويل أنشطتها‬
‫التي تتخصص فيها على مواردها الذاتية‪ ،‬وال تمثل الودائع دو ار يذكر بالنسبة إليها‪ ،‬كما أن تجميع الودائع‬
‫ال يمثل واحدا من أهدافها‪ ،‬ومن أهم سمات البنوك المتخصصة‪:‬‬
‫‪ -‬يتمثل النشاط الرئيسي للبنوك المتخصصة في القيام بعمليات اإلئتمان طويل األجل‪ ،‬لخدمة نوع محدد‬
‫من النشاط اإلقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬ال تعتمد البنوك المتخصصة على قبول الودائع تحت الطلب كأحد األنشطة الرئيسية لها‪.‬‬
‫‪ -‬تعتمد البنوك المتخصصة في تمويل أنشطتها على مواردها الذاتية ومصادرها الداخلية‪ ،‬التي تشمل‬
‫‪2‬‬
‫رأس المال واإلحتياطات والقروض طويلة األجل المتمثلة في السندات التي تصدرها‪.‬‬
‫‪ -2‬أنواع البنوك المتخصصة‪:‬‬
‫تتمثل فيما يلي‪:3‬‬
‫‪ 1-2‬البنوك الصناعية‪ :‬تقوم بتقديم السلف والقروض ومساعدة الصناع للقيام بأعمالهم على أتم وجه‬
‫ورفع مستوى الصناعة والمساهمة في إنشاء شركات صناعية‪.‬‬
‫‪ 2-2‬البنوك الزراعية‪ :‬تقوم هذه البنوك بمنحة سلف للمزارعين لمدة قصيرة بضمان المحاصيل للقيام‬
‫بأعمال الزراعة‪ ،‬وقد قامت هذه البنوك لحماية صغار المزارعين من استغالل المرابين ومثل ذلك بنك‬
‫التسليف الزراعي والتعاوني‪.‬‬

‫‪ 1‬محمود حسين الوادي‪ ،‬حسين محمد سمحان‪ ،‬سهيل أحمد سمحان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪307 :‬‬
‫‪ 2‬فؤاد صالوم حموي‪ ،‬محمد رمضان إسماعيل‪ ،‬إدارة المؤسسات واألسواق المالية‪ ،‬دار عالء الدين للنشر والطباعة والتوزيع‪ ،‬دار مؤسسة رسالن‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،8100 ،‬ص‪08:‬‬
‫محمد عبد الفتاح الصيرفي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪31:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪84‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ 3-2‬البنوك العقارية‪ :‬توظف أموالها في منح قروض ذات آجال مقابل رهن عقاري بضمان أراض‬
‫زراعية وذلك إلستصالح األراضي أو بناء عقارات‪ ،‬وفي أغلب األحوال توضع هذه البنوك تحت إشراف‬
‫الدولة للمحافظة على الثروة القومية‪.‬‬
‫‪ -3‬الفرق بين البنوك المتخصصة والبنوك التجارية‪:‬‬
‫تختلف البنوك المتخصصة عن البنوك التجارية في بعض العناصر كما هو موضح في‬
‫الجدول التالي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)17‬الفرق بين البنوك المتخصصة والبنوك التجارية‬
‫البنوك المتخصصة‬ ‫البنوك التجارية‬ ‫أوجه‬
‫اإلختالف‬
‫فالبنوك التجارية تعتمد على الودائع تعتمد البنوك المتخصصة على رؤوس‬ ‫مصادر‬
‫الجارية واإلدخارية واإلعتماد يكون أموالها الممتلكة‬ ‫األموال‬
‫بشكل ضئيل على رؤوس األموال‬
‫اإلستخدامات تمنح البنوك التجارية قروض قصيرة تركز البنوك المتخصصة على قطاعات‬
‫األجل إلى القطاعات اإلقتصادية إقتصادية محددة وال تعتمد على التنويع‬
‫في هذا المجال‬ ‫خاصة القطاعات التجارية‬
‫فالبنوك التجارية تسعى إلى تعظيم تركز البنوك المتخصصة على الجانب‬ ‫الهدف‬
‫اإلستثماري في القطاع الذي تنشط فيه‬ ‫أرباحها ضمن قاعدة السيولة الربحية‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باإلعتماد على وليد العايب‪ ،‬لحلو بوخاري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪4:‬‬

‫خالصة‪:‬‬
‫خلصنا في هذا المحور إلى أن البنك المركزي هو المؤسسة النقدية التي تقف على قمة الجهاز‬
‫المصرفي لتتولى مهمة إصدار النقود والرقابة على عمليات االئتمان وتنظيم عمليات عرض النقود‬
‫وصياغة وتنفيذ السياسة النقدية بما يتالءم مع كل من طبيعة النشاط االقتصادي من ناحية والسياسات‬
‫االقتصادية من ناحية ثانية وصوال إلى تحقيق هدف االستقرار االقتصادي‪ ،‬ثم تأتي البنوك التجارية التي‬
‫عنيت بوظيفتين أساسيين هما قبول الودائع ومنح القروض حيث أن البنك التجاري هو الوحيد الذي يقوم‬
‫بقبول الودائع الجارية وعلى أساسها يمنح القروض ويحدث ما يسمى بعملية خلق النقود‪ ،‬كما تم في هذا‬
‫المحور إعطاء لمحة عن البنوك اإلسالمية التي هي عبارة عن مؤسسة مالية مصرفية لتجميع األموال‬
‫‪85‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫باستبعاد كافة المعامالت غير الشرعية من أعمالها‬ ‫وتوظيفها في نظام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وتتميز‬
‫وخاصة نظام الفوائد الربوية الذي تمثل خيط الروح بالنسبة للبنوك الربوية‪ .‬وخلصنا أيضا إلى أنه كان من‬
‫الضروري إيجاد مؤسسات تمويلية متوسطة وطويلة األجل‪ ،‬وبشروط سهلة تعرف بالبنوك المتخصصة‬
‫تعمل على تمويل مشاريع التنمية في القطاعات الزراعية والصناعية واإلسكان وغيرها‪ ،‬وذلك لإلسراع‬
‫بعملية التنمية اإلقتصادية‪.‬‬
‫أسئلة المحور الرابع‪:‬‬
‫‪ -‬وضح باختصار دور الصاغة والصيارفة في تطور فكرة البنوك التجارية؟‬
‫‪ -‬ما هي أهم األعمال والخدمات التي يقدمها البنك التجاري؟‬
‫‪ -‬قارن بين‪:‬‬
‫‪ ‬اإلحتياطي اإلختياري واإلحتياطي القانوني‪.‬‬
‫‪ ‬الودائع تحت الطلب والودائع ألجل‪.‬‬
‫‪ -‬عرف عملية خلق النقود؟‬
‫‪ -‬اذكر وظائف البنك المركزي ثم اشرح كيف يمكن أن يكون بنكا للبنوك؟‬
‫‪ -‬ما هي أهم األدوات السياسية التي يستخدمها البنك المركزي في إدارة السياسة النقدية؟‬
‫‪ -‬عرف بدقة نظام الغطاء الذهبي الكامل ونظام اإلصدار الحر؟‬
‫‪ -‬ما هو الفرق بين البنك التجاري والبنك المركزي؟‬
‫‪ -‬قارن بدقة بين صيغة التمويل بالمرابحة وصيغة التمويل بالسلم؟‬
‫‪ -‬ناقش أوجه اإلختالف بين البنوك التجارية والبنوك اإلسالمية؟‬
‫‪ -‬وضح مفهوم وسمات البنوك المتخصصة؟‬
‫‪ -‬ما هي أوجه اإلختالف بين البنوك التجارية والبنوك المتخصصة؟‬

‫‪86‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫المحور الخامس‪ :‬البورصة وأسواق رأس المال‬


‫تمهيد‪:‬‬
‫األسواق المالية أو البورصة أصبحت تؤدي دور كبير ومتزايد في عملية الوساطة المالية بين‬
‫المدخرين والمستثمرين من خالل تداول تشكيالت مختلفة من األدوات واألوراق المالية‪ .‬سيتم في هذا‬
‫المحور تناول لمحة عن السوق النقدي الذي هو عبارة عن الشق األول من السوق المالي‪ ،‬في حين يتم‬
‫التركيز على أسواق رأس المال التي هي الشق الثاني والرئيسي من األسواق المالية‪ ،‬نظ ار لدوره في تسهيل‬
‫وتدعيم عملية التكوين لرأس المال‪ ،‬وتشجيع اإلستثمار في القطاعات المنتجة في اإلقتصاد عن طريق‬
‫تفتيت المخاطر المتضمنة في تلك المشاريع‪ ،‬وقد تم تقسيم هذا المحور كما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬البورصة (األسواق المالية)‬
‫ثانيا‪ :‬مفاهيم أساسية حول سوق رأس المال‬
‫ثالثا‪ :‬أعضاء سوق رأس المال والمشاركين فيها‬
‫رابعا‪ :‬نظام عمل سوق رأس المال‬
‫خامسا‪ :‬أشكال وخصائص األوراق المالية المتداولة في سوق رأس المال‬

‫‪87‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫أوال‪ :‬البورصة (األسواق المالية)‬


‫‪ -1‬نشأة البورصة (األسواق المالية)‪:‬‬
‫تعود كلمة بورصة في أصولها إلى اسم أحد كبار التجار) فاندن بورص ‪ )Van Den Bourse‬الذي‬
‫كان يقيم في مدينة بروج (‪ )bruges‬البلجيكية‪ ،‬إذ كان يجتمع عنده عدد كبير من التجار األوروبيين لغرض‬
‫ليعبر عن المكان الذي يجتمع فيه التجار‬
‫التبادل واجراء الصفقات المالية‪ ،‬لذا أطلق لفظ بورصة ّ‬
‫والمستثمرين إلبرام العقود والصفقات الحاضرة والمستقبلية‪.‬‬
‫وقد كانت األسواق المالية في القدم يغلب عليها الطابع السلعي‪ ،‬إذ اقتصرت في البداية على‬
‫عمليات بيع وشراء السلع الحقيقية )كالحبوب والمواشي(‪.‬‬
‫أما نشأة بورصة األوراق المالية بالشكل الحالي فقد جاء متأخ ار‪ ،‬إذ يعود تاريخ إنشاء أول بورصة‬
‫لألوراق المالية في مدينة انفرس في بلجيكا عام ‪ 1576‬ومن ثم في أمستردام في هولندا عام ‪ 1608‬ثم‬
‫في لندن عام ‪ 1666‬وبعدها في باريس عام ‪ 1808‬تال ذلك إنشاء بورصة نيويورك في عام ‪ ،1893‬ومع‬
‫بداية القرن التاسع عشر ازداد التعامل باألوراق المالية بيعا وشراء‪ ،‬مما حتم ضرورة إنشاء سوق لتأمين‬
‫‪1‬‬
‫العمليات الجارية في بورصة‪ ‬األوراق المالية‪.‬‬
‫واألسواق المالية بالمفهوم المعاصر مثلها مثل أي سوق فهي مكان إلتقاء البائع والمشتري ولكن‬
‫أطراف التعامل في هذه األسواق هم المدخرون والمستثمرون واألسواق المالية هي حلقة الوصل بينهما‪،‬‬
‫ويعني ذلك أنها المكان الذي يتم من خالله عرض وطلب األموال‪.‬‬
‫ويمكن تعريف األسواق المالية على أنها‪ " :‬مكان إلتقاء المدخرين بالمستثمرين وفقا لسياسات‬
‫‪2‬‬
‫معينة في خدمة أهداف محددة "‪.‬‬
‫يمكن تعريف السوق المالي أيضا أو بورصة األوراق المالية على أنه‪ ":‬سوق يتم فيه تبادل‬
‫األصول المالية ومشتقاتها بيعا وشراء إذ يتم في معظم دول العالم تأسيس أسواق مالية رسمية منظمة‬
‫‪3‬‬
‫وظيفتها إيجاد وتطوير األصول المالية وتنظيم عمليات تبادلها‪".‬‬

‫قامت غالبية الدول العربية بإنشاء البورصة والعمل على تعزيزها‪ ،‬ومن هذه الدول الجزائر التي عملت على إنشاء بورصة أوراق مالية‪ ،‬حيث تم‬ ‫‪‬‬

‫إصدار في هذا الشأن مرسوم تشريعي سنة ‪ 1993‬م يتضمن إنشاء بورصة الجزائر‪ ،‬وكان من أهداف إنشائها خلق مصدر جديد لتمويل المشاريع‬
‫االستثمارية‪ ،‬وقد بدأ التداول في السوق سنة ‪ 1999‬م‪ ،‬وقد عملت الجزائر على تعزيز هذا السوق من خالل عديد التشريعات واإلصالحات‪ ،‬ورغم‬
‫هذا ال زالت تعاني من ضعف أدائها رغم كل الجهود واإلصالحات المبذولة وهذا نظ ار لعديد المعوقات التي تواجهها‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫حيدر حسين آل طعمة‪ ،‬األسواق المالية‪ :‬النشأة‪ ،‬المفهوم‪ ،‬األدوات‪ ،‬مركز الدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬جامعة كربالء‪ ،‬بالعراق‪ ،8101 ،‬ص‪1 :‬‬
‫‪2‬‬
‫أحمد السعد‪ ،‬األسواق المالية المعاصرة‪ ،‬دار الكتاب الثقافي للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،8108 ،‬ص‪-‬ص‪.03-08 :‬‬
‫‪3‬‬
‫شقيري نوري موسى‪ ،‬األسواق المالية وآلية التداول‪ ،‬دار الكتاب الثقافي‪ ،‬األردن‪ ،8117 ،‬ص‪.00 :‬‬
‫‪88‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫ينقسم سوق المال من حيث األجل إلى سوق النقد ذات األجل القصير وسوقا آخ ار للتعامالت ذات‬
‫األجل الطويل وهو ما نسميه بسوق رأس المال‪.‬‬
‫والشكل التالي يوضح أنواع السوق المالي‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)14‬مكونات أسواق المال‬
‫أسواق المال‬

‫أسواق النقد‬ ‫أسواق رأس المال‬

‫أسواق العقود المستقبلية‬ ‫أسواق حاضرة أو فورية‬

‫األسواق المنظمة األسواق غير المنظمة األسواق اإلحتكارية‬


‫(البورصات)‬
‫المصدر‪ :‬منير إبراهيم هندي‪ ،‬األوراق المالية وأسواق المال‪ ،‬مركز الدلتا للطباعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،2116‬ص‪6 :‬‬
‫‪ -2‬السوق النقدي‬
‫‪ 1-2‬تعريف سوق النقد وأهميته‪ :‬أسواق النقد عبارة عن‪ ":‬األسواق التي تتعامل مع األوراق المالية‬
‫قصيرة األجل‪ ،‬حيث تمثل هذه األوراق أدوات ادخار وصكوك مديونية‪ ،‬مدون عليها ما يؤيد حق حاملها‬
‫‪1‬‬
‫باسترداد مبلغ من المال سبق وأن أقرضه ألحد"‪.‬‬
‫يمكن تعريف سوق النقد أيضا على أنه‪ ":‬السوق الذي يتم فيه اإلقراض واإلقتراض لفترة قصيرة‬
‫عادة تكون أقل من سنة ويعد سوق البنوك أبرز مثال عن سوق النقد‪ .‬وفي هذا السوق تحصل وحدات‬
‫العجز والتي بحاجة إلى النقود (أو السيولة) على التمويل المرغوب من خالل عرض أدوات اإلئتمان‬
‫(اإلقتراض قصير اآلجل) وبدورها تقدم وحدات الفائض من أفراد وشركات وبنوك ومؤسسات مالية وسيطة‬
‫‪2‬‬
‫بتقديم القروض مقابل العائد‪".‬‬

‫‪1‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.31 :‬‬
‫‪2‬‬
‫أحمد محمود األفندي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪022 :‬‬
‫‪89‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫إن من المهم اإلشارة إلى أن سوق النقد ال ترتبط بمكان معين أو حدود معينة‪ ،‬لهذا عند التعريف‬
‫بها ال يقال بأنها المكان الذي تتم فيه الصفقات النقدية أو المعامالت النقدية أو ربما عبارات من هذا‬
‫القبيل‪ ،‬وانما يقال أنها آليات وميكانيكيات التي تتم من خاللها المعامالت المالية من عمليات إقراض‬
‫واقتراض ذات اآلجال القصيرة وقد تخص إقليم معين أو دولة بكاملها أو ربما مجموعة من الدول أو ربما‬
‫‪1‬‬
‫عمليات من مختلف دول العالم‪ ،‬ومضمون ذلك حيث تتم عمليات التسوية والمقاصة‪.‬‬
‫وتتصف األدوات المالية المتداولة في سوق النقد بسيولتها العالية‪ ،‬وبالتالي تكون مخاطرها‬
‫منخفضة‪ ،‬وكذلك فإن عوائدها تكون قليلة ومتدنية‪ .‬ويمكن التصرف بهذه األوراق قبل موعد استحقاقها‪.‬‬
‫كما ويتم من خالل سوق النقد عمليات اإلقتراض واإلقراض بين البنوك المحلية والبنوك األجنبية‪،‬‬
‫وبين البنوك والمؤسسات المحلية األخرى؛ وتتأثر السوق النقدية بنوعية السياسة النقدية المطبقة بالدولة‬
‫والتي تعتمد على سعر الفائدة‪ ،‬والتي تتجسد بالعرض والطلب وكذلك من معرفة المؤشرات اإلقتصادية‬
‫‪2‬‬
‫ودورها في حركة اتجاه األسعار هبوطا وصعودا‪.‬‬
‫تتمثل أهمية السوق النقدية فيما يلي‪:3‬‬
‫‪ -‬تأمين السيولة النقدية وأدوات الدفع األخرى؛‬
‫‪ -‬توظيف الموارد النقدية المتوفرة لدى البنوك التجارية؛‬
‫‪ -‬توفير احتياجات األنشطة اإلقتصادية الجارية من التمويل قصير األجل؛‬
‫‪ -‬توفير احتياجات األفراد إلى اإلئتمان اإلستهالكي؛‬
‫‪ 2-2‬أطراف السوق النقدي‪ :‬يتم عادة تعامل ثالثة أطراف في السوق النقدي وهي‪:4‬‬
‫‪ 1-2-2‬الطرف األول‪ :‬هي مؤسسات الوساطة المالية والنقدية مثل البنك المركزي والبنوك التجارية‬
‫وشركات التأمين والمؤسسات المالية غير المصرفية مثل بيوت القبول والسمسرة‪.‬‬
‫‪ 2-2-2‬الطرف الثاني‪ :‬هم أصحاب الفوائض أي الفئات التي لها مدخرات تبحث عن توظيف قصير‬
‫األجل يحقق لهم السيولة والعائد وقلة المخاطر‪.‬‬
‫‪ 3-2-2‬الطرف الثالث‪ :‬هي الوحدات ذات العجز التي تحتاج إلى سيولة أو إئتمان قصير األجل‪.‬‬

‫سرمد كوكب الجميل‪ ،‬مقدمة في إدارة المؤسسات المالية نظريات وتطبيقات‪ ،‬دار األكاديميون للنشر والتوزيع‪ ،8107 ،‬ص‪.083 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫شقيري نوري موسى‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.31 :‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد اللطيف مصيطفي محمد بن بوزيان‪ ،‬أساسيات النظام المالي واقتصاديات األسواق المالية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة حسن العصرية للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،8102 ،‬ص‪.05 :‬‬
‫‪4‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.02 :‬‬
‫‪90‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ 3-2‬هيكل سوق النقد‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫يتكون سوق النقد من عدة أسواق فرعية‪ ،‬حيث يختص كل سوق فرعي بنشاط معين ومنها‪:‬‬
‫‪ 1-3-2‬سوق النقد الخاصة بالنداء على القروض‪ :‬وتختص مثل هذه األسواق الفرعية بالقروض ذات‬
‫األجل القصير والذي ال يزيد عن سبعة أيام وغالبا ما يكون ليوم أو يومين وتنفذ مثل هذه العمليات‬
‫بأشكال مختلفة ففي بعض الدول تنفذها المصارف وفي أخرى ينفذها الوسطاء والسماسرة وهكذا‪.‬‬
‫‪ 2-3-2‬سوق القبول‪ :‬وهو أيضا من األسواق الفرعية ويختص بقبول الحواالت لصالح المستفيدين‬
‫منها‪ ،‬كذلك البنوك التجارية يمكن لها أن تقبل الحواالت لصالح زبائنها سواء منها الوطنية أم األجنبية‪.‬‬
‫‪ 3-3-2‬سوق الخصم‪ :‬وهو شكل آخر من فروع سوق النقد ويختص بخصم األوراق التجارية ويقوم بهذه‬
‫العمليات البنوك التجارية أو مؤسسات أخرى‪.‬‬
‫‪ 4-3-2‬سوق القروض الجانبية‪ :‬يختص هذا السوق الفرعية بالتعامل بالقروض ذات الضمانات قصيرة‬
‫األجل‪ ،‬وتقوم العديد من المؤسسات من بنوك تجارية ووسطاء األوراق المالية بهذه المهمة‪.‬‬
‫‪ 4-2‬خصائص السوق النقدي‪ :‬ما يميز السوق النقدي عن غيرها ما يلي‪:2‬‬
‫‪ -‬موضوع المبادلة في هذه السوق يتعلق بنوع خاص من األصول خاصيتها الرئيسية هي سيولتها‬
‫النسبية والسيولة تعني القدرة على التحول إلى نقود قانونية في خالل مدة قصيرة وبأقل خسارة؛‬
‫‪ -‬درجة المخاطرة إذا قيست باألسواق األخرى لوجدناها قليلة‪ ،‬ذلك أن آجال اإلستحقاق في العادة ال‬
‫تزيد عن سنة واحدة مما يعني بقاء الظروف في الحالة الطبيعية مستقرة وان حدث تغير مفاجئ‬
‫فلن يكون أثره كبير واألدوات المستعملة سريعة التداول وأكيدة العائد؛‬
‫‪ -‬يمتاز السوق النقدي بالمرونة العالية نظ ار لصغر اآلجال وما يتمتع به من انخفاض في درجة‬
‫المخاطرة مما أعطاه صفة المرونة وسرعة التجاوب مع التغيرات اإلقتصادية مما يقلل من‬
‫الخسائر ويعظم العوائد؛‬
‫‪ -‬سعر الفائدة هو ثمن التوازن في السوق النقدي‪ ،‬ويعبر سعر الفائدة عن الخيار بين اإلنفاق‬
‫الحالي والحصول على السلع في اللحظة ذاتها أو اإلنفاق المستقل والحصول على السلع ذاتها‬
‫في مرحلة ثانية‪ ،‬ويستطيع البنك المركزي تغيير معدل الفائدة في األجل القصير بضبط احتياجات‬

‫‪ 1‬سرمد كوكب الجميل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.082 :‬‬


‫‪ 2‬عبد اللطيف مصيطفي محمد بن بوزيان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪.02-01 :‬‬

‫‪91‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫البنوك العاملة فيكون لهذا السوق دوره في السياسة النقدية على اعتبار أن البنوك أساس‬
‫السوق النقدي؛‬
‫‪ -‬يزيد السوق النقدي من الطاقة اإلنتاجية لمختلف المشروعات بتوفير السيولة لألصول المالية‬
‫قصيرة األجل مما يعمل على زيادة سرعة دوران رؤوس األموال لتحقيق اإلزدهار اإلقتصادي‬
‫وتفعيل قطاعاته؛‬
‫‪ -‬حتى تكتمل المعرفة بالسوق النقدي‪ ،‬البد من تحديد امتدادها الزماني والمكاني فالزمن هو متغير‬
‫خارجي بالنسبة لمعدل الفائدة فهو يرتبط أوال بالضرورة باإلئتمان‪ ،‬والزمن يميز بين السوق النقدي‬
‫والسوق المالي‪ ،‬فالثانية هي تجميع اإلدخارات بقصد تمويل المشروعات اإلستثمارية والتي ال‬
‫تحقق عائدا إال بعد مدة طويلة‪ ،‬والسوق النقدي يمول بعض األنشطة الزراعية والصناعية لمدة‬
‫قصيرة‪ ،‬إذن فالعالقات فيها ترتبط بالتغيرات قصيرة األجل بالتغيرات الهيكلية‪ ،‬أما اإلمتداد‬
‫المكاني أي نطاق السوق من حيث المكان فيجب أن نفرق بين األسواق المغلقة والمتعلقة بقطاع‬
‫أو إقليم معين واألسواق المفتوحة أو الكلية والتي تعمل على نطاق الدولة وينظر إليها كمركز لكل‬
‫العمليات النقدية والمالية؛‬
‫‪ 5-2‬أدوات السوق النقدي‪:‬‬
‫يقدم السوق النقدي عدد من األدوات واألوراق المالية‪:1‬‬
‫‪ 1-5-2‬أوذن الخزانة العامة‪ :‬تصدر الحكومة هذا النوع من األدوات بهدف الحصول على تمويل قصير‬
‫األجل لسد عجز الموازنة العامة‪ ،‬وأحيانا بهدف إمتصاص السيولة الفائضة بيد األفراد من أجل تحقيق‬
‫إستقرار األسعار وكبح التضخم‪.‬‬
‫ويتم بيع أذون الخزانة في السوق النقدية أو في البنك المركزي نيابة عن الحكومة حيث يتم البيع‬
‫من خالل المزاودة إلى المتعاملين والبنوك والصناديق اإلستثمارية المختلفة‪ .‬وتحسب الفائدة على أذون‬
‫الخزينة من خالل الفرق بين سعر الشراء والقيمة اإلسمية ألذون الخزانة عند اإلستحقاق‪.‬‬
‫من الالفت أن البنوك والمؤسسات المالية األخرى والصناديق هي الجهات األكثر شراء ألذون‬
‫الخزانة نظ ار لتدني مخاطرها وضمان الحكومة سداد قيمتها‪.‬‬

‫‪ 1‬أحمد محمود األفندي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪.073-052 :‬‬


‫‪92‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ 2-5-2‬األوراق التجارية‪ :‬األوراق التجارية هي أدوات إقتراض قصيرة األجل ( ‪ 1-1‬شهور) وهي تمثل‬
‫وعدا بالدفع عند اإلستحقاق؛ تصدر الشركات ذات المركزي المالي القوي هذا النوع من األوراق بهدف‬
‫الحصول على التمويل المطلوب ويتم تداولها في السوق المالية‪.‬‬
‫حيث يتم ب يعها بصورة مباشرة من خالل وسطاء مثل شركات تمويل المبيعات التي توفر اإلئتمان‬
‫لشراء السلع المعمرة بالتقسيط للمستهلكين أو يتم البيع بصورة غير مباشرة عن طريق المتعاملين؛ أما‬
‫الجهات التي تطلب هذه األوراق فهي عادة البنوك والمؤسسات المالية والتي تقوم بشراء األو ارق التجارية‬
‫بهدف اإلستثمار قصير األجل‪.‬‬
‫‪ 3-5-2‬شهادات اإليداع (الكمبياالت المصرفية)‪ :‬تصدر البنوك التجارية شهادات اإليداع وتقوم ببيعها‬
‫للمدخرين وهي بذلك تعتبر من أدوات اإلقتراض المهمة للبنوك التجارية بغرض الحصول على السيولة‬
‫المطلوبة من الشركات والمؤسسات المالية األخرى‪.‬‬
‫تعطي شهادات اإليداع فائدة عند اإلستحقاق والتي تكون أعلى مقارنة بسعر الفائدة على أذون‬
‫الخزانة بسبب أن درجة مخاطر شهادات اإليداع أكبر مما هو عليه الحال في أذون الخزانة‪.‬‬
‫‪ 4-5-2‬سندات القبول المصرفية‪ :‬تعتبر من أدوات اإلقتراض قصير األجل‪ ،‬وهي شكل شائع لإلئتمان‬
‫المصرفي الذي تصدره البنوك التجارية باإلستناد إلى سمعة البنك‪.‬‬
‫وبموجب سند القبول‪ ،‬يقوم المقترض (أو طالب اإلئتمان) بإصدار سحب زمني على أحد البنوك‬
‫التجارية الذي يتعامل معه حيث يتعهد البنك بدفع مبلغ السحب في تاريخ اإلستحقاق‪ .‬غير أنه يشترط‬
‫لصحة القبوالت المصرفية أن تكون ناجمة عن عمليات تجارية حقيقية‪ ،‬وأن تكون قابلة للتداول في السوق‬
‫النقدية‪ .‬إضافة إ لى ذلك فال بد أن يتم توثيق عمليات القبوالت المصرفية بين بنك المستورد وبنك المصدر‬
‫لضمان تحديد سقف أعلى للحد المسموح به من هذا النوع من التمويل‪.‬‬
‫‪ 5-5-2‬تعاقدات إعادة الشراء‪ :‬وتمثل أداة لإلقتراض قصير األجل بضمان أذون الخزانة أي أنها عبارة‬
‫عن عقد للبيع بين طرفين ينطوي على إعادة شراء أذون الخزانة‪.‬‬
‫إن تعاقدات إعادة الشراء تمكن الشركات والبنوك التجارية من الحصول على السيولة لسد العجز‬
‫الطارئ في السيولة لدى هذه الجهات؛ ومن المعروف أن الشركات الكبيرة هي المصدر األكبر لهذا النوع‬
‫من اإلقراض‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ 6-5-2‬اإلقراض الداخلي بين البنوك‪ :‬تنشأ عملية اإلقراض الداخلي بين البنوك من حالة وجود فائض‬
‫نقدي لدى بعضها مقابل عجز نقدي في بنوك أخرى‪ .‬حيث تلجأ البنوك التي تعاني من عجز مؤقت في‬
‫سيولة إلى اإلقتراض من البنوك ذات الفائض النقدي المؤقت‪.‬‬
‫لقد أدى هذا األمر إلى نشوء سوق لإلقراض قصير األجل بين البنوك وهو سوق نشط ويتم‬
‫التعامل فيه بدرجة كبيرة بالنقود‪ .‬كما أن اإلقراض واإلقتراض قد يتم لليلة واحدة‪.‬‬
‫ومن المعروف أن سعر الفائدة على اإلقتراض بين البنوك يعتبر من المؤشرات الرئيسية لحركة‬
‫أسعار الفوائد واإلقتراض األخرى في سوق النقود‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مفاهيم أساسية حول سوق رأس المال‬
‫سيتم في هذا الجزء تناول سوق رأس المال الذي هو القسم الثاني من السوق المالي‪ ،‬حيث سيتم‬
‫التطرق لمختلف المفاهيم المتعلقة بهذا السوق من حيث تعريفه ومميزاته واألغراض التي يخدمها باإلضافة‬
‫إلى مكونات سوق رأس المال‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف سوق رأس المال‪:‬‬
‫تتعدد التسميات التي تم إطالقها على سوق رأس المال‪ ،‬فالبعض أطلق عليه سوق القيم المنقولة‪،‬‬
‫وأطلق عليه البعض سوق البورصة أو بورصة األوراق المالية‪.‬‬
‫وسميت بسوق رأس المال لكونها السوق الذي يلجأ إليها أصحاب المشروعات‪ ،‬لتكوين رأس المال‬
‫في مشروعاتهم المختلفة‪.‬‬
‫وسوق رأس المال يتعامل باألدوات المالية ذات األجل المتوسط والطويل‪ ،‬أي التي يزيد استحقاقها‬
‫على السنة‪ ،‬سواء كانت هذه األدوات تعبر عن دين كالسندات‪ ،‬أم عن ملكية كاألسهم‪.‬‬
‫وقد ارتبط ظهور األسهم بالتطور الكبير في مجال اإلنتاج والتبادل التجاري‪ ،‬وانشاء المشروعات‬
‫الكبيرة‪ ،‬التي تعجز الموارد المالية لألفراد عن توفير األموال الالزمة لها‪ ،‬حيث ظهرت شركات المساهمة‬
‫التي تقوم على أساس مشاركة عدد كبير من المساهمين في ملكية مشروع معين‪ ،‬عن طريق قسمة رأس‬
‫مال الشركة إلى أسهم متساوية القيمة‪ ،‬يكتتب فيها أولئك المساهمين‪.‬‬
‫كما ارتبط ظهور السندات بتوسع الدول في مشاريع التنمية واإلنفاق على الحروب‪ ،‬حيث كان‬
‫إحدى الوسائل التي لجأت إليها الحكومات لإلقتراض من جمهور الناس‪ ،‬كما لجأت إليها الشركات لزيادة‬
‫أموالها وتوسيع أعمالها‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫وأصبحت هذه األسهم والسندات سلعة كبقية السلع‪ ،‬يتداولها الناس فيما بينهم‪ ،‬وكان ذلك يتم بادئ‬
‫األمر في األماكن العامة‪ ،‬بل وعلى قارعة الطريق‪ ،‬فلما كثر عدد المتعاملين بهذه األوراق أنشئوا أماكن‬
‫خاصة إلجتماعاتهم‪ ،‬أطلق عليها بورصة األوراق المالية‪.‬‬
‫وأصبح تداول األوراق المالية (األسهم والسندات) إما يجري في قاعات معدة لذلك يطلق عليها‬
‫اسم البورصة أو السوق المنظمة‪ ،‬واما يجري من خالل مكاتب سماسرة األوراق المالية والوسطاء الماليين‬
‫‪1‬‬
‫ويطلق عليها سوق التداول خارج البورصة أو السوق غير المنظمة‪.‬‬
‫وسوق رأس المال ينهض على ثالثة عناصر أساسية تمثل جميعها الهيكل واإلطار العام للسوق‬
‫وتتمثل هذه العناصر في السلعة محل التداول في السوق (أسهم وسندات وغيرها)‪ ،‬األشخاص الطبيعية أو‬
‫المعنوية القائمة بتسيير نشاط العمل في السوق‪ ،‬والمكان محل التداول‪.‬‬
‫وعلى ضوء هذا التقسيم يمكن تعريف سوق رأس المال بأنه‪ ":‬النطاق المكاني والزماني والشخصي‬
‫المحدد‪ ،‬الذي يتم من خالله إجراء عمليات تهدف بصفة أساسية إلى بيع وشراء وتداول األوراق المالية‬
‫‪2‬‬
‫محل التعامل‪ ،‬التي تطرحها الشركات والمؤسسات وغيرها بهدف تحقيق التنمية اإلقتصادية"‪.‬‬
‫كما تعرف سوق رأس المال على أنها‪ " :‬اإلطار أو التنظيم الذي يشمل العارضين أو المقرضين‬
‫لرأس المال طويل األجل‪ ،‬والطالبين أو المقترضين الذين في حاجة إلى تلك األموال لفترة طويلة‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫باإلضافة إلى عدد من الوسطاء الماليين المتخصصين"‪.‬‬
‫بناء على هذا التعريف يتبين لنا أن سوق رأس المال يتكون من مجموعتين هما مجموعة‬
‫المدخرين العارضين لرؤوس األموال (المقرضون)‪ ،‬ومجموعة المستثمرين الطالبين لألموال وهم‬
‫(المقترضون)‪.‬‬
‫‪ -2‬مميزات أسواق رأس المال‪:‬‬
‫أسواق رأس المال تختلف عن األسواق األخرى ولها عدة مميزات تميزها عنها‪ ،‬وهي على‬
‫النحو التالي‪:4‬‬

‫مبارك بن سليمان بن محمد آل سليمان‪ ،‬أحكام التعامل في األسواق المالية المعاصرة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع‪ ،‬المملكة‬ ‫‪1‬‬

‫العربية السعودية‪ ،8112 ،‬ص‪-‬ص‪.25-21 :‬‬


‫حازم حسن الجمل‪ ،‬المسؤلية الجنائية عن جرائم سوق رأس المال وأثرها في إتاحة فرص إستثمار المدخرات‪ ،‬دار الفكر والقانون للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫مصر‪ ،8108 ،‬ص‪.01:‬‬


‫مبارك بن سليمان بن محمد آل سليمان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪.18-10 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫خالد عبد العزيز بغدادي‪ ،‬تداول السهم والقيود الواردة عليها –دراسة مقارنة‪ ،-‬مكتبة القانون واإلقتصاد‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة‬ ‫‪4‬‬

‫العربية السعودية‪ ،8108 ،‬ص‪-‬ص‪.81-82 :‬‬


‫‪95‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ 1-2‬السلع‪ :‬السلع الموجودة في أسواق رأس المال سلع غير ملموسة خالف السلع في األسواق األخرى‬
‫فهي سلع معينة بالنوع وبالذات وبالكم‪ ،‬مثل أسواق المنتجات الزراعية والحيوانية وأسواق الذهب‬
‫والمجوهرات‪.‬‬
‫‪ 2-2‬مكان ووقت السوق‪ :‬تداول األوراق المالية ينحصر في مكان محدد‪ ،‬حيث أنه يبطل التعامل خارج‬
‫أسواق رأس المال وكذلك خالل فترة زمنية محددة‪ ،‬على عكس التعامالت التجارية األخرى التي ربما تتم‬
‫في أماكن غير محددة وفي أوقات مختلفة‪.‬‬
‫‪ 3-2‬عالنية التداول‪ :‬التداول في سوق رأس المال يتم عن طريق المزايدة العلنية حيث يكفل مبدأ‬
‫الشفافية والمنافسة الشريفة بين المتداولين‪ ،‬فيلزم المشرع الشركات المصدرة لألوراق المالية أن تفصح عن‬
‫المعلومات محددة توضح مركز الشركة المالي عند القيام بعملية اإلصدار‪.‬‬
‫‪ 4-2‬التسييل‪ :‬من الصفات المميزة لسوق رأس المال أنه يتم فيها تداول صكوك متوسطة وطويلة األجل‪،‬‬
‫وسوق األوراق المالية لها وظيفة السيولة والتي تمكن المستثمر من الحصول على األموال في أي وقت‬
‫بيع األسهم التي يملكها‪.‬‬
‫‪ 5-2‬الوسطاء في عمليات التداول‪ :‬غالبية القوانين الخاصة بأسواق األوراق المالية تلزم التداول في‬
‫سوق األوراق المالية عن طريق وسطاء األوراق المالية‪ ،‬أما األسواق األخرى فال تلزم وسطاء رأس المال‬
‫للقيام بالتعامالت التجارية وتقع مسؤولية تنفيذ الصفقة على عاتق أطراف التعاقد دون وجود اتفاق على‬
‫خالف ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬األغراض التي تخدمها أسواق رأس المال‪:‬‬
‫هناك العديد من األغراض التي تخدمها أسواق رأس المال وهي‪:1‬‬
‫‪ -‬تقديم مكان تجتمع فيه المعلومات حول النشاط اإلقتصادي مما يمكن من تحصين كفاءة ونوعية‬
‫الق اررات اإلقتصادية باإلستفادة من تلك المعلومات؛‬
‫‪ -‬تحقيق السيولة لإلستثمارات‪ ،‬فأسواق رأس المال يدخل فيها الوسطاء مما يؤدي إلى توجيه المدخرات‬
‫نحو األغراض اإلستثمارية دون التزام المستثمرين باإلستمرار في ذلك اإلستثمار لألجل الطويل ألنهم‬
‫يستطيعون تسييل تلك اإلستثمارات في األسواق المالية؛‬
‫‪ -‬توليد فرص استثمارية جديدة وذلك ألنها تمثل مكان التقاء قوى العرض والطلب على تلك الفرص؛‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪87 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪96‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ -‬تسهيل وتدعيم عملية التكوين لرأس المال‪ ،‬بتشجيع اإلستثمار في القطاعات المنتجة في اإلقتصاد عن‬
‫طريق تفتيت المخاطر المتضمنة في تلك المشاريع وتشتيتها بواسطة إصدار األسهم واألوراق األخرى‬
‫كطريقة للتمويل؛‬
‫‪ -‬تقلل من تكاليف الحصول على رأس المال بالنسبة للشركات؛‬
‫‪ -4‬مكونات سوق رأس المال‪:‬‬
‫تنقسم أسواق رأس المال إلى أسواق حاضرة أو فورية وأسواق العقود المستقبلية‪:‬‬
‫‪ 1-4‬األسواق الحاضرة‪ :‬وهي السوق التي يتم التعامل فيها في أوراق مالية طويلة األجل‪ ،‬وهنا تنتقل‬
‫‪1‬‬
‫ملكية الورقة للمشتري فو ار عند إتمام الصفقة وذلك بعد أن يدفع قيمة الورقة أو جزء منها‪.‬‬
‫وتنقسم األسواق الحاضرة من شقين أساسيين هما‪ :‬السوق األولي أي سوق اإلصدار والسوق‬
‫الثانوي أي سوق التداول‪ ،‬والسوق الثانوي بدوره يتضمن شكلين هما‪ :‬السوق المنظمة والسوق غير‬
‫المنظمة كل من السوق األولي والسوق الثانوي مرتبطان معا ارتباطا وثيقا فليس من المعقول أن يكون‬
‫هناك سوقا للتداول دون أن يكون هناك أصال إصدارات واسعة من خالل السوق األولي‪ ،‬وبالمثل ال يمكن‬
‫أن يكون هناك سوقا أوليا (إصدار) ما لم يكن هناك سوقا ثانويا متقدما بل أن السوق الثانوي يعد بمثابة‬
‫‪2‬‬
‫العمود الفقري للسوق األولي‪ ،‬وفيما يلي تقسيمات السوق الحاضرة‪:‬‬
‫‪ 1-1-4‬السوق األولية أو سوق اإلصدارات الجديدة‪ :‬وهي تلك السوق التي تنشأ فيها عالقة مباشرة بين‬
‫مصدر الورقة المالية (السهم أو السند) أو المكتتب األول فيها‪ ،‬بمعني هي السوق التي تنشأ بين المقترض‬
‫والمقرض نتيجة مبادلة المال السائل (النقد) بمال ورقي (السهم أو السند)‬
‫وفي هذه الحالة فإن السوق األولية هي تلك السوق التي تتحول فيها المدخرات الخاصة إلى استثمارات‬
‫جديدة لم تكون قائمة من قبل‪.‬‬
‫وتترجم هذه العالقة بخلق حقوق أو التزامات مالية جديدة بين المقرضين والمقترضين‪ ،‬والسوق‬
‫األولية في العادة تخلقها شركات األعمال والمشاريع واألجهزة الحكومية لإلستثمار العام بهدف الحصول‬
‫على رؤوس أموال جديدة لتمويل اإلستثمارات الجديدة وتكوين أصول مادية ورأس مال تشغيل‪ ،‬وبصورة‬

‫مزيود إبراهيم‪ ،‬سوق رؤوس األموال ودورها في تمويل المشاريع التنموية في الدول العربية –داسة حالة الجزائر‪ -‬رسالة ماجيستر‪ ،‬كلية العلوم‬ ‫‪1‬‬

‫اإلقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،8117/8111 ،‬ص‪.00:‬‬


‫مصطفى يوسف كافي‪ ،‬تحليل وادارة بورصة األوراق المالية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار مؤسسة رسالن للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،8115‬ص‪-‬ص‪.28-70 :‬‬

‫‪97‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫رئيسية من خالل وساطة البنوك المتخصصة التي توفر التغطية والمشورة والخدمات األخرى لمصدري‬
‫هذه األوراق مثل البنوك اإلستثمارية‪.‬‬
‫‪ 2-1-4‬السوق الثانوي (سوق التداول)‪ :‬ويمثل سوق تداول األوراق المالية بعد اإلكتتاب في السوق‬
‫األولي‪ ،‬وهي تقوم بوظيفة الدورة الدموية المتجددة والالزمة لضمان استمرار الحياة في أي سوق مالية‪.‬‬
‫وبالتالي فهي األسواق التي بواسطتها يتم التداول (بيعا وشراء) على األوراق المالية التي سبق وأن‬
‫تم إصدارها في السوق األولية بفارق أن الحصيلة النقدية ال تذهب هنا للشركة المصدرة لألوراق المالية‪،‬‬
‫وانما تتحرك باستمرار بين مستثمر مالي وآخر وباتجاهين ودون أن تتأثر الشركة المصدرة لألوراق المالية‪،‬‬
‫أما في السوق األولي فهي تتحرك من مستثمر مالي (المدخر) إلى المستثمر المادي (الشركة المصدرة)‪،‬‬
‫وباتجاه واحد فقط أي أن الحصيلة النقدية في السوق الثانوي تذهب من والى حملة األوراق وليس‬
‫للمؤسسات أو الشركات المصدرة لألوراق المالية‪ ،‬كما هو عليه الحال في السوق األولية األمر الذي‬
‫يضمن توفير السيولة بشكل دائم‪.‬‬
‫وهذه األسواق (السوق الثانوي) تنقسم بدورها إلى نوعين من األسواق‪:‬‬
‫‪ -‬األسواق المنتظمة‪ :‬يتميز بكونه موقعا جغرافيا محددا لتداول األوراق المختلفة بيعا وشراء بموجب قواعد‬
‫واجراءات ووسطاء وتكاليف وتوقيتات محددة بالقانون‪ ،‬محاط بشفافية لإلفصاح عن المعلومات وتسجيلها‬
‫وعرضها بشكل مستمر؛ وتحتضن معظم دول العالم سوقا لألوراق المالية المنتظمة أو أكثر مثل سوق‬
‫نيويورك لألوراق المالية ‪ Nyse‬حيث يتم فيها التداول لثلث حجم األسهم المتداولة بكافة‬
‫األسواق المنتظمة‪.‬‬
‫وتعد قواعد التسجيل واجراءاتها في السوق المنتظمة أساسية لقبول الورقة المالية‪ ،‬يمكن التعامل‬
‫مع سوق األوراق المالية المنتظمة كونها منشأة أعمال تعمل وسيطا ماليا‪ ،‬وتتكون هذه المنشآت من‬
‫مجموعة شركات سمسرة تدعى باألعضاء‪.‬‬
‫‪ -‬األسواق غير المنظمة‪ :‬يطلق على المعامالت التي تجري خارج البورصات المنظمة باألسواق غير‬
‫المنظمة أو األسواق المؤذية‪ ،‬وال يوجد مكان مادي لهذه األسواق‪ ،‬ولكنها شبكة اتصاالت تجمع ما بين‬
‫السماسرة والتجار والمستثمرين المنتشرين داخل الدولة‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫تتعامل األسواق غير المنتظمة في كافة األوراق المالية التي ال يتم التعامل عليها في البورصات‬
‫المنظمة ويتم التعامل على عدد محدد من األوراق المالية المسجلة بالبورصات المنظمة‪ ،‬وفي الواقع يعتبر‬
‫السوق غير المنظم مجموعة من األسواق كل منها يحاول أن يتخصص في أوراق مالية معينة‪.‬‬
‫إن التعامل في األسواق غير المنظمة يكون بين التجار والموزعين (الجملة والتجزئة) وتدعى‬
‫معامالت األسواق غير المنظمة بالمعامالت فوق الطاولة لتميزها عن المعامالت في الطاولة المنظمة‪.‬‬
‫ويتفرع عن السوق غير المنظمة ما يسمى في لغة اإلقتصاد السوق الثالث والسوق الرابع‪:‬‬
‫‪ ‬السوق الثالث‪ :‬وهو قطاع من السوق غير المنظم بمعنى صفقات بيع وشراء األوراق المالية تتم‬
‫خارج البورصة (أي السوق المنظمة) ويتم التعامل من خالل أعضاء من بيوت السمسرة خارج‬
‫أعضاء السوق المنظم‪ ،‬وهذه األسواق على استعداد لشراء أو بيع األوراق المالية بأي كمية‪،‬‬
‫وكذلك نجد أنه من حق أعضاء بيوت السمسرة هذه التعامل في األوراق المالية المسجلة في‬
‫السوق المنظم‪ ،‬بينما أعضاء السوق المنظمة ليس لهم حق بتنفيذ أو عقد صفقات خارج السوق‬
‫على هذه األوراق المالية المسجلة فيها‪.‬‬
‫واضح أن أعضاء بيوت السمسرة هذه قد تشكل عنص ار منافسا ألعضاء داخل السوق المنظم‪،‬‬
‫خاصة أن العمالء هم في السوق غير المنظم ثم المؤسسات اإلستثمارية الكبيرة‪.‬‬
‫‪ ‬السوق الرابع‪ :‬وهو يشبه السوق الثالث في أن الصفقات تتم خارج السوق المنظمة غير أن‬
‫التعامل يتم عن طريق اإلتصال المباشر بين المؤسسات اإلستثمارية الكبيرة أو بين األفراد‬
‫األغنياء دون الحاجة ألعضاء بيوت السمسرة‪ .‬ومما يسهل هذا اإلتصال وجود شبكة قوية في‬
‫اإلتصاالت سواء عن طريق التليفون أو الحاسب اآللي‪ ،‬وبالتالي يمكن القول أن أهم أسباب وجود‬
‫هذا السوق هو الحد من العموالت التي تدفع للسماسرة‪.‬‬
‫‪ 2-4‬األسواق المستقبلية‪ :‬وهي أسواق يتم اإلتفاق فيها على السعر واألصل المباع أو المشتري حاال‬
‫على أن يتم اإلستالم والتسليم الحقا‪ ،‬وتتمثل األسواق المستقبلية في عقود الخيار والعقود المستقبلية‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫والغرض من وجود هذه األسواق هو تخفيض أو تجنب مخاطر تغير السعر‪.‬‬

‫مزيود إبراهيم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪01:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪99‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫ثالثا‪ :‬أعضاء البورصة والمشاركين فيها‬


‫‪ -1‬أعضاء البورصة‪:‬‬
‫عادة يتم تحديد عدد معين من المقاعد في البورصات الكبيرة تسمى بالمقاعد المتخصصة‪ ،‬وتكون‬
‫للمقعد قيمة مالية محددة (في الغالب كبيرة) ويتم إختيار العضو بعد إستيفاء كل المتطلبات القانونية‬
‫والتنظيمية وال يتم تجاوز عدد المقاعد المحددة للعضوية إال أنه يجوز للعضو أن يتنازل عن عضويته‬
‫‪1‬‬
‫آلخر تتوافر فيه الشروط المطلوبة وذلك بعد الحصول على موافقة البورصة‪.‬‬
‫ويوجد خمسة أصناف من أعضاء البورصة هم‪:2‬‬
‫‪ 1-1‬السمسار الوكيل‪ :‬يعمل كوكيل ألحد بيوت السمسرة كما قد يعمل تاج ار لحسابه الخاص‪ .‬ولبيوت‬
‫السمسرة الكبيرة مصدرين للسيطرة على هؤالء األعضاء‪ .‬فهناك السيطرة المباشرة والتي تنشأ من جراء قيام‬
‫بيت السمسرة بإقراض السمسار رسم العضوية‪ ،‬ويظل القرض قائما دون حاجة إلى سداد قيمته طالما ظل‬
‫السمسار في خدمة بيت السمسرة‪ .‬وهناك السيطرة غير المباشرة التي تتمتع بها بيوت السمسرة الكبيرة‬
‫بسبب ضخامة حجم معامالتها بشكل يجعل خدمتها موضعا للمنافسة بين هؤالء األعضاء‪ ،‬خاصة وأنهم‬
‫يعلمون أن بإمكان بيت السمسرة اإللتجاء إلى سماسرة الصالة لتنفيذ معامالته‪.‬‬
‫‪ 2-1‬سمسار الصالة‪ :‬يطلق على سمسار الصالة أحيانا سمسار السماسرة وهو ال يعمل لحساب بيت‬
‫سمسرة بعينه بل يقدم الخدمة لمن يطلبها‪ ،‬ومن ثم فإن عليه دفع رسم العضوية من أمواله الخاصة‪ ،‬وفي‬
‫فترات ذروة النشاط يقدم هؤالء السماسرة خدماتهم للسماسرة اآلخرين داخل السوق حيث يجرون المعامالت‬
‫نيابة عنهم في مقابل الحصول على جزء من العمولة‪ .‬وهكذا فإن وجود سماسرة الصالة يسهم في الحد من‬
‫إمكانية حدوث إختناق في المعامالت‪ ،‬كما يتيح لبيوت السمسرة ممارسة نشاطها بعدد قليل من السماسرة‬
‫الوكالء‪ ،‬وذلك طالما يمكنها اإلعتماد على سماسرة الصالة إلتمام معامالتها‪.‬‬
‫‪ 3-1‬تجار الصالة‪ :‬يطلق عليهم أيضا المضاربون كما قد يطلق عليهم التجار المسجلون وهم يشبهون‬
‫سماسرة الصالة في أنهم يدفعون رسوم العضوية من أموالهم الخاصة‪ ،‬غير أنهم يختلفون عنهم في أنهم‬
‫يعملون لحسابهم فقط‪ ،‬بمعنى أنهم ال ينفذون عمليات لحساب الجمهور أو لحساب سماسرة‪ ،‬بل ينتهزون‬
‫فرص سانحة للبيع أو الشراء داخل صالة السوق على أمل تحقيق الربح‪.‬‬

‫أزهري الطيب الفكي أحمد‪ ،‬أسواق المال‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الجنان للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،8107 ،‬ص‪-‬ص‪11 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫منير إبراهيم هندي‪ ،‬األوراق المالية وأسواق المال‪ ،‬مركز الدلتا للطباعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،8111 ،‬ص‪-‬ص‪011-013 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪100‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ 4-1‬المتخصصون‪ :‬يقصد بهم أعضاء السوق الذي يتخصص كل منهم في التعامل في ورقة مالية‬
‫معينة أو مجموعة محدودة من األوراق بمعنى أنه ال يمكن أن يتعامل في ورقة ما أكثر من متخصص‬
‫واحد‪ .‬فهو الذي يطلع وحده على دفتر األوامر المحددة لألوراق التي يتعامل فيها‪ .‬وهو ما يعد بالطبع‬
‫نوعا من اإلحتكار‪ .‬ويدفع المتخصص رسم العضوية من أمواله الخاصة‪.‬‬
‫ويعمل المتخصصون بطريقة تحقق األداء المنتظم والمستمر للبورصة‪ ،‬ففي حالة زيادة المعروض‬
‫عن المطلوب من ورقة مالية معينة يعتمد المتخصص إلى تخفيض المدى أي هامش الربح لجذب‬
‫مشترين جدد كما يبدي في ذات الوقت استعداده لشراء ما يعرض منها ليضيفه إلى المخزون وذلك في‬
‫محاولة أخرى لتحقيق التوازن‪ ،‬ومن ناحية أخرى عندما يزيد المطلوب عن المعروض يلجأ المتخصص‬
‫إلى رفع األسعار بزيادة حجم المدى أو الهامش‪.‬‬
‫‪ 5-1‬تجار الطلبيات الصغيرة‪ :‬يقصد بهم أولئك التجار الذين يقومون بشراء األوراق المالية في طلبيات‬
‫بكميات كبيرة (‪ 011‬سهم أو مضاعفاتها) ثم البيع لمن يريد الشراء بكميات صغيرة (أقل من ‪ 011‬سهم)‬
‫ويتقاضى هؤالء التجار عمولة (الفرق بين سعر البيع وسعر الشراء) أكبر نسبيا بالقياس بغيرهم من التجار‬
‫الذين يبيعون بكميات أكبر في الطلبية الواحدة‪.‬‬
‫‪ -2‬المشاركين في البورصة‪:‬‬
‫هناك ثالث شركاء ال غنى ألسواق المال عنهم‪ ،‬يعملون بجانب الهيئات الرقابية وجهات التحكيم‬
‫المعترف بها‪ ،‬وهؤالء الشركاء يشملون ثالثة أصناف هي‪:1‬‬
‫‪ 1-2‬طالبوا األوراق المالية‪ :‬طالب األوراق المالية إما أن يطلبها من السوق األول سوق اإلصدارات وفي‬
‫هذه الحالة يطلق عليه لفظ المدخر األول أو عارض المال أو المستثمر المالي‪ ،‬أو أن يطلبها من السوق‬
‫الثانوية أي البورصة وفي هذه الحالة يطلق عليه لفظ المستثمر في األوراق المالية‪ ،‬وعموما يمكن تقسيم‬
‫طالب األوراق المالية إلى األقسام الخمسة التالية‪:‬‬
‫‪ 1-1-2‬األفراد‪ :‬وهم في العادة يطلبون األوراق المالية عبر الوسطاء الماليين أو المصارف التجارية أو‬
‫مباشرة في بعض الحاالت الخاصة في بعض البورصات‪.‬‬

‫أزهري الطيب الفكي أحمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪13-11 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪101‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ 2-1-2‬المؤسسات المالية المصرفية‪ :‬ويقصد بها المؤسسات المالية التي تمارس عمال مصرفيا‬
‫كالبنوك التجارية ويمكن أن تشارك بصفتها بنوك أعمال للمؤسسة المتعاملة في البورصة ولكن حصتها في‬
‫البورصة قد تكون متواضعة خصوصا إذا قيدتها سلطات النقد المركزية‪.‬‬
‫‪ 3-1-2‬المؤسسات المالية غير المصرفية‪ :‬وهي المؤسسات المالية التي ال تمارس أعماال مصرفية‬
‫(كالحصول على ودائع أو تمويل آخرين) وتشمل هذه الفئة شركات التأمين وصناديق التكافل وصناديق‬
‫اإلستثمار وصناديق دعم الودائع والصناديق المعاشية وصناديق الضمان اإلجتماعي وما شابهها‪.‬‬
‫‪ 4-1-2‬الشركات والمؤسسات التجارية‪ :‬تشمل كل المؤسسات التجارية ذات الطابع اإلقتصادي التي‬
‫تهدف إلى استثمار أموالها‪.‬‬
‫‪ 5-1-2‬الجمعيات واإلتحادات والمنظمات الطوعية‪ :‬في كثير من األحيان ترغب اإلتحادات والجمعيات‬
‫والمنظمات الطوعية وبعض المؤسسات الدينية كالمساجد في استثمار أموالها في شراء الصكوك والسندات‬
‫ومختلف األوراق المالية لإلستفادة من عائدات األوراق المالية في الصرف على أنشطتها المختلفة‪.‬‬
‫‪ 2-2‬العارضون لألوراق المالية‪:‬‬
‫يسمى العارضون لألوراق المالية في السوق األولية بالمصدرين وفي السوق الثانوية بالبائعين‬
‫ويمكن أن نميز بين ثالثة أنواع من العارضين لألوراق المالية‪:‬‬
‫‪1-2-2‬المؤسسات السيادية‪ :‬كالبنوك المركزية وسلطات النقد المركزية وو از ارت المالية والخزانة التي‬
‫تصدر الصكوك والسندات الحكومية‪ ،‬وهي التي يطلق عليها الصكوك أو السندات السيادية‪ ،‬وهي تعتبر‬
‫أقل مخاطر من التي تصدر بواسطة الجهات غير الحكومية‪.‬‬
‫‪ 2-2-2‬مؤسسات الجهاز المصرفي‪ :‬والتي تتدخل عادة في السوق المصرفي لتصريف األوراق المالية‬
‫أي كبنوك إصدار وتتدخل في السوق الثانوية لتسيير المحافظ المالية لصالحها ولصالح عمالئها‪ ،‬وتعتبر‬
‫بنوك اإلستثمار هي المتخصصة في هذا الشأن‪ ،‬كما أن البنك المركزي قد يتعامل في أسواق األوراق‬
‫المالية بغرض تحقيق أهداف السياسة التمويلية أو حتى ألغراض تجارية بحتة‪.‬‬
‫‪ 3-2-2‬المؤسسات والشركات المرخص لها‪ :‬وتتمثل عادة في شركات المساهمة العامة والشركات‬
‫الصناعية والتجارية الكبيرة والشركات القابضة التي تقوم بإصدار صكوك وأسهم وسندات لتمويل‬
‫احتياجاتها وتقوم بعرضها في السوق األولي لإلكتتاب فيها تمهيدا إلدراجها في السوق المالي‪.‬‬
‫‪ 3-2‬الوسطاء الماليين‪ :‬توجد في األسواق المالية مجموعة من الوسطاء الماليين ذوي الخبرة والكفاءة‬
‫المهنية والمعرفة واإللمام بضوابط التداول ومخاطر العمليات المختلفة ولهذا يلجأ المتعاملون مع السوق‬
‫‪102‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫لهؤالء الوسطاء للعمل من خاللهم‪ ،‬حيث يقوم الوسيط بعقد عمليات بيع وشراء األوراق المالية من خالل‬
‫البورصة في المواعيد المحددة مقابل عمولة معروفة‪ ،‬ويعتبر مسئوال وضامنا لصحة كل عملية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬نظام عمل البورصة‬
‫يشترط في السوق المنظمة (البورصة) أن يتم التداول لألوراق المالية المسجلة فيها‪ ،‬وذلك داخل‬
‫قاعة التعامل‪ ،‬عن طريق الوسطاء المرخص لهم بالعمل فيها (السماسرة)‪ ،‬طبقا لطريقة التداول المتفق‬
‫عليها مع اإللتزام بوحدات التعامل‪ ،‬ووحدات لتغيير األسعار كلما كان ذاك ضروريا‪ ،‬وتحدد الهيئة المشرفة‬
‫على السوق هذه الوحدات‪ ،‬كما تتولى اإلعالن عن الصفقات والكميات التي يتم تداولها لكل ورقة من‬
‫األوراق المسجلة فيها‪ ،‬وغيرها من المعلومات التي ترى ضرورة اإلعالن عنها لصالح المتعاملين‪.‬‬
‫يجب التطرق لقاعة التداول لتوضيح نظام عمل البورصة وما تشمله من أنظمة وطرق التداول‪،‬‬
‫وأوامر البورصة باعتبارها اآللية التي يتم من خاللها تنفيذ التعامالت داخل البورصة‪ ،‬باإلضافة إلى سعر‬
‫البورصة‪.‬‬
‫‪ -1‬قاعة التداول (قاعة السماسرة)‪:‬‬
‫وهي المكان المخصص لتداول السماسرة‪:1‬‬
‫‪ 1-1‬أنظمة التداول‪ :‬هناك أكثر من بديل في هذا المجال‪:‬‬
‫‪ 1-1-1‬نظام القاعة الواحدة‪ :‬ويتميز بتوفير الفرصة الكافية لسالمة عملية التداول‪ ،‬فأسعار األسهم‬
‫الناتجة عن عمليات التداول في ظل هذا النظام تمثل أسعار التوازن‪ ،‬حيث يكون كامل العرض وكامل‬
‫الطلب في لحظة ما ممثال في أي عملية تداول للبورصة‪ ،‬وما يعيب عن هذا النظام أن المعلومات يمكن‬
‫ضبطها فقط بعد إنتهاء وتنفيذ الصفقات‪.‬‬
‫‪ 2-1-1‬النظام اإللكتروني للتداول‪ :‬يعتمد على ضبط التعامل غير المسموح به من خالل البرامج‬
‫الجاهزة‪ ،‬والتدفق المستمر للمعلومات عن كافة عمليات التداول بالبورصة‪ ،‬ويسهل هذا النظام عمليات‬
‫المتابعة الفورية لعمليات التداول في كافة األوراق المالية بكافة وقائعها‪ ،‬من حيث حجم التعامل‪ ،‬وتطور‬
‫األسعار وغيرها من المعلومات‪ ،‬ونظ ار إلرتباط كافة الوسطاء بهذا النظام فإنه يساعد على ضبط‬
‫الممارسات السيئة أو غير المسموح بها‪ ،‬وايقاف التعامل في حالة وجود شك في ورقة معينة‪ ،‬إلى أن يتم‬
‫التأكد من سالمة الصفقة‪ ،‬وبالتالي يسهل إتباع هذا النظام من مهمة تطبيق قوانين ولوائح السوق‪.‬‬

‫حريزي رابح‪ ،‬سوق األوراق المالية (البورصة) واألدوات المالية محل التداول فيها‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬ ‫‪1‬‬

‫منتوري قسنطينة‪ ، 8101/8115 ،‬ص‪-‬ص‪022-023 :‬‬

‫‪103‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ 2-1‬طرق التداول بالبورصة‪ :‬يتم التوصل إلى سعر تنفيذ صفقة األوراق المالية بين البائع والمشتري‬
‫عن طريق الوسطاء من خالل إحدى الطريقتين التاليتين‪:‬‬
‫‪ 1-2-1‬طريقة المفاوضة‪ :‬في ظل هذه الطريقة يتم اإلعالن عن أسعار العرض (البيع) وأسعار الطلب‬
‫(الشراء) لكل وسيط‪ ،‬ثم التفاوض بين البائع والمشتري للوصول إلى اتفاق على سعر التنفيذ‪ ،‬وتمكن هذه‬
‫الطريقة من إعطاء الفرصة لتحديد السعر المعدل للورقة المالية‪.‬‬
‫‪ 2-2-1‬طريقة المزايدة‪ :‬وفي ظل هذه الطريقة يتم التزايد على السعر حتى يتم اإلتفاق على أحسن‬
‫عرض للمشتري‪ ،‬هذا‪ ،‬ويتم اإلعالن عن األسعار علنا‪ ،‬وينتهي التداول بعقد صفقة األوراق المالية‪ ،‬والتي‬
‫يتحتم تسويتها بالتسليم الفعلي‪ ،‬وتظهر هذه العمليات ضمن حجم التداول‪.‬‬
‫‪ 3-1‬آلية اإلستثمار في البورصة‪ :‬على كل من يرغب باستثمار أمواله في البورصة أن يقوم بإحدى‬
‫العمليتين التاليتين‪:‬‬
‫‪ -‬إما أن يفتح مباشرة حسابا في إحدى الشركات المسجلة في البورصة‪ ،‬وهذا يتطلب فقط تقديم ما‬
‫يثبت حالته المدنية (الهوية الشخصية)‪ ،‬وتوقيعه وتقديم أو دفع المبالغ الضرورية‪.‬‬
‫‪ -‬أو يمر إلى البورصة عن طريق المصرف الذي يتعامل معه‪ ،‬وذلك بفتح حساب ملحق بحسابه‬
‫العادي‪ ،‬وبطبيعة الحال سيستخدم هذا المصرف بشكل إلزامي خدمات إحدى الشركات المسجلة‬
‫في البورصة‪.‬‬
‫‪ -2‬أوامر البورصة‪:‬‬
‫قبل قيام السمسار بتنفيذ عمليات البيع أو الشراء ينبغي أن يتسلم تعليمات أو أوامر محددة من العميل‪،‬‬
‫ويمكن تقسيم هذه األوامر إلى‪:1‬‬
‫‪ 1-2‬األوامر المحددة لسعر التنفيذ‪ :‬ويقصد بها تلك األوامر التي يكون فيها السعر الذي يحدده العميل‬
‫هو الفيصل في تنفيذ الصفقة من عدمه‪ ،‬ويوجد فيها بديلين من األوامر‪:‬‬
‫‪ 1-1-2‬أوامر السوق‪ :‬من أكثر األوامر شيوعا‪ ،‬وبمقتضاه يطلب العميل من السمسار تنفيذ العملية‬
‫المطلوبة على وجه السرعة‪ ،‬وبأفضل سعر يمكن أن يجري عليه التعامل‪ ،‬ونظ ار ألن األمر ال يتضمن‬
‫سع ار معينا فإن الصفقة عادة ما تنفذ في دقائق معدومة‪.‬‬

‫منير إبراهيم هندي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪013-082 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪104‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ 2-1-2‬األوامر المحددة‪ :‬وفيها يضع العميل سع ار معينا لتنفيذ الصفقة‪ ،‬ومن ثم ليس أمام السمسار إال‬
‫اإلنتظار إلغتنام الفرصة‪ ،‬وذلك عندما يصل سعر السهم في السوق إلى السعر المحدد أو أقل منه في‬
‫حالة أمر الشراء‪ ،‬أو أعلى منه في حالة أمر البيع‪.‬‬
‫‪ 2-2‬األوامر المحددة لوقت التنفيذ‪ :‬يقصد بها تلك األوامر التي يكون الزمن هو الفيصل في تنفيذها أو‬
‫عدم تنفيذها‪ ،‬وقد تكون مدة األمر يوم أو أسبوع أو شهر‪ ،‬أو قد يكون األمر مفتوحا أي ال يوجد تاريخ‬
‫محدد لتنفيذه‪.‬‬
‫‪ 3-2‬األوامر التي تجمع بين سعر ووقت التنفيذ‪ :‬من األمثلة على هذا النوع ما يلي‪:‬‬
‫‪ 1-3-2‬األمر المحدد للسعر خالل فترة معينة‪ :‬ويقصد بها األوامر التي تحدد سع ار معينا للتنفيذ‪ ،‬غير‬
‫أنها تشترط إتمام الصفقة خالل فترة زمنية معينة قد تكون يوما أو شه ار أو أكثر‪ .‬وهي بذلك تجمع بين‬
‫مزايا األوامر المحددة للسعر ومزايا األوامر المحددة للزمن‪.‬‬
‫‪ 2-3-2‬األمر المفتوح في حدود سعر معين‪ :‬يقصد به األمر الذي ال يحدد له فترة معينة للتنفيذ غير‬
‫أنه يشترط إتمام الصفقة حينما يصل سعر السوق إلى السعر الذي يحدده المستثمر أو سعر أفضل منه‪.‬‬
‫‪ 4-2‬األوامر الخاصة‪ :‬وفيها‪:‬‬
‫‪ 1-4-2‬أوامر اإليقاف‪ :‬ويقصد بها األوامر التي ال تنفذ إال إذا بلغ سعر السهم مستوى معين أو تعداه‪،‬‬
‫وهناك نوعين من أوامر اإليقاف‪ :‬أوامر تتعلق بالبيع‪ ،‬وأوامر تتعلق بالشراء‪.‬‬
‫وفي أوامر اإليقاف التي تتعلق بالبيع يصبح لزاما على السمسار أن ينفذ أمر البيع إذا وصل سعر السهم‬
‫إلى المستوى المحدد أو انخفض عنه‪ ،‬أما أمر اإليقاف الذي يتعلق بالشراء فإنه يقضي بأن يقوم السمسار‬
‫بشراء السهم إذا بلغ سعره مستوى معين أو تعداه‪.‬‬
‫‪ 2-4-2‬أوامر اإليقاف المحددة‪ :‬تعالج أوامر اإليقاف المحددة عدم التأكد بشأن السعر الذي تنفذ به‬
‫الصفقة في حالة استخدام أوامر اإليقاف المحددة يضع المستثمر حدا أدنى لسعر البيع‪ ،‬وحدا أقصى‬
‫لسعر الشراء‪ ،‬وال يتم التعامل إال بذلك السعر أو سعر أفضل منه‪ .‬هذا واذا لم يتمكن السمسار تنفيذ األمر‬
‫في الصالة فيمكنه اإللتجاء إلى المتخصص الذي يتعامل مع هذا النوع من األسهم‪ ،‬وذلك طالما أن‬
‫السعر لم يهبط (حالة البيع) أو يرتفع (حالة الشراء) عن السعر الذي حدده العميل في األمر‪.‬‬
‫‪ 3-4-2‬أمر التنفيذ حسب مقتضى األحوال‪ :‬يقصد به أن يترك للسمسار الحق في إبرام الصفقة حسب‬
‫ما يراه‪ ،‬وقد تكون حرية السمسار في هذا النوع من األوامر المطلقة‪ ،‬فهو الذي يختار الورقة محل التعامل‬

‫‪105‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫والسعر‪ ،‬وما إذا كانت الصفقة شراء أم بيعا وتوقيت تنفيذها‪ ،‬أما األوامر المقيدة فتقتصر فيها حرية‬
‫السمسار على توقيت التنفيذ والسعر الذي تبرم على أساسه الصفقة‪.‬‬
‫‪ -3‬سعر البورصة‪ :‬إلجراء العمليات في البورصة وفقا ألسعار معينة ال بد من توفر بائعين ومشترين‬
‫للصكوك المالية‪ ،‬وخوفا من فروقات حادة في األسعار‪ ،‬تضمنت أنظمة البورصات المختلفة أحكاما‬
‫خاصة بالفروقات القصوى المسموح بها لألسعار المثالية بعد السعر األول المعروض بشكل ال تتجاوز فيه‬
‫نسبة معينة نصت عليها أنظمة تلك البورصات وهي ثالثة أنواع‪:1‬‬
‫‪ 1-3‬نقطة التوازن‪ :‬هي تلك النقطة التي تتالقى فيها الطلبات بالعروض ويتحدد بالسعر نتيجة لذلك‪،‬‬
‫مع الوضع في االعتبار م ارعاة الحد األقصى المسوح به بفروق األسعار‪.‬‬
‫‪ 2-3‬التسعير الثابت‪ :‬حسب هذه الطريقة فإنه ال يتم تنفيذ أوامر المتعاملين المسلمة إلى الوسطاء بشكل‬
‫مباشر إنما تبقى مخزنة إلى غاية إتمام مبادلة متعددة األطراف وال يحدد المشتري أي سعر أقصى‪ ،‬وال‬
‫يحدد البائع أي سعر أدنى لمعاملته‪ ،‬ويقع تنفيذ األمر باألولوية بأحسن ما تسمح به إمكانيات السوق‪،‬‬
‫حيث يحدد سعر القيم بمقتضى هذه الطريقة خالل اجتماع التسعيرة‪ ،‬وعن آخر جلسة من عقده بمواجهة‬
‫أوامر الشراء وأوامر البيع المقدمة من طرف الوسطاء في عمليات البورصة ويكون هذا السعر موحد‬
‫المجموع الصفقات المبرمجة لكل قيمة متداولة‪.‬‬
‫‪ 3-3‬التسعيرة المستمرة‪ :‬تعتبر التسعيرة المستمرة تقنية تسمح بتنفيذ األوامر ومتابعة تطورات السوق‬
‫بشكل سريع جدا‪ ،‬ومن ثم يمكن تجنب فترة االنتظار لتسعيرة األوامر الجديدة‪ ،‬وهذه الطريقة تتم معالجتها‬
‫عن طريق اإلعالم اآللي الذي يتيح تنفيذ أكبر عدد من األوامر وفي أي وقت‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬أشكال وخصائص األوراق المالية المتداولة في سوق رأس المال‬
‫‪ -1‬األسهم‪:‬‬
‫‪ 1-1‬تعريف األسهم‪ :‬السهم في اللغة يعني النصيب فيقال أسهم له أي أعطاه نصيبا‪ ،‬وأسهمت له أي‬
‫أعطيته سهما أو نصيبا‪.‬‬

‫بن عيبش وداد‪ ،‬تداول األسهم والتصرف فيها في شركات األموال‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي‬ ‫‪1‬‬

‫وزو‪ ،8107 ،‬ص‪-‬ص‪810 -825 :‬‬

‫‪106‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫ويعني أيضا المشاركة في الشيء فيقال ساهم في الشيء أي شارك فيه‪ ،‬وأسهم في الشيء إذا‬
‫‪1‬‬
‫اشترك فيه وساهم في الشركة إذا شارك فيها‪.‬‬
‫أما اصطالحا فيمكن تعريف السهم على أنه‪ ":‬عبارة عن صكوك متساوية القيمة‪ ،‬وقابلة للتداول‬
‫بالطرق التجارية‪ ،‬والتي يتمثل فيها حق المساهم في الشركة التي أسهم في رأس مالها‪ ،‬وتخول لها بصفته‬
‫‪2‬‬
‫هذه ممارسة حقوقه في الشركة ال سيما حقه في الحصول على األرباح"‪.‬‬
‫وفي الواقع فإن السهم يعد بمثابة حق دائم في الموقف الصافي للشركة‪ ،‬إال أن عدم قابليته‬
‫لإلسترداد ال تمكن المساهم من استرداده إال عن طريق بيعه‪.‬‬
‫أما العوائد فتتوقف على نتائج األعمال‪ ،‬وبالتالي فإنها غير معلومة مقدما‪ ،‬وكما هو الحال في‬
‫كل أصل مالي فإن القيمة الحالية للسهم هي عبارة عن مجموع التدفقات النقدية المستقبلية (عوائد كل سنة‬
‫‪3‬‬
‫مالية) مقومة بقيمتها الحالية على أساس معدل العائد السائد في السوق‪.‬‬
‫‪ 2-1‬أنواع األسهم‪ :‬تتعدد أنواع األسهم وتتباين بتباين أسس تقسيمها‪ ،‬أي من حيث الزاوية التي ينظر‬
‫إلى األسهم من خاللها‪ ،‬وفيما يلي تقسيمات األسهم‪:‬‬
‫‪ 1-2-1‬من حيث الشكل‪ :‬تنقسم إلى أسهم إسمية ولحاملها‪:4‬‬
‫‪ -‬األسهم اإلسمية‪ :‬السهم هو الذي حمل اسم صاحبه ويتم تداول هذا النوع من األسهم بطريق القيد في‬
‫السجل المخصص لذلك "سجل المساهمين"‪.‬‬
‫‪ -‬األسهم لحاملها‪ :‬السهم لحامله هو السك الذي ال يذكر به إسم المساهم ويعتبر حامل السهم مالكا له‪.‬‬
‫‪ 2-2-1‬من حيث طبيعة الحصة التي يقدمها المساهم‪ :‬وتنقسم إلى أسهم نقدية وعينية‪:5‬‬
‫‪ -‬األسهم النقدية‪ :‬عرفها بعض القانونيين بأنها األسهم التي تمثل حصصا نقدية في رأس مال شركة‬
‫المساهمة‪ ،‬كما عرفها بعضهم بأن األسهم تكون نقدية إذا كانت الحصة المقدمة مقابال لها قد تمت نقدا‪.‬‬
‫‪ -‬األسهم العينية‪ :‬هي السهم التي تمثل حصصا عينية في رأس مال الشركة‪.‬‬

‫عبد هللا بن سليمان الجريش‪ ،‬تداول األسهم في السوق المالية –دراسة تأصيلية مقارنة‪ ،-‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة القانون واإلقتصاد‪ ،‬الرياض‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫السعودية‪ ،8102 ،‬ص‪-‬ص‪.11 :‬‬


‫‪2‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.12 :‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد فتحي البدوي‪ ،‬أسواق رأس المال (بورصات األوراق المالية وصناديق اإلستثمار) دراسة تحليلية‪ ،‬المكتبة األكاديمية‪ ،‬مصر‪،8117 ،‬‬
‫ص‪-‬ص‪.81-83 :‬‬
‫سمير عبد الحميد رضوان‪ ،‬أسواق األوراق المالية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المعهد العالمي للفكر اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪ ،0551 ،‬ص‪-‬ص‪.815-812 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪815 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪107‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ 3-2-1‬من حيث جواز إخراج الشريك باستهالك أسهمه أثناء حياة الشركة‪ :‬تنقسم إلى أسهم رأس‬
‫المال وأسهم التمتع‪:1‬‬
‫‪ -‬أسهم رأس مال‪ :‬يقصد بها التي لم يتسلم أصحابها قيمتها أثناء حياة الشركة‪ .‬واألصل أن األسهم ال‬
‫تستهلك طالما أن الشركة باقية على قيد الحياة‪ ،‬وذلك بحسبان أن السهم يمثل حصة الشريك‪ ،‬ومن ثم ال‬
‫يكون له الحق في أن يسترد حصته من الشركة ألن حقه يتمثل في أصول يتعذر تصفيتها لحساب أحد‬
‫الشركاء‪.‬‬
‫‪ -‬أسهم التمتع‪ :‬وتعرف بأنها الصكوك التي يتسلمها المساهم والتي بمقتضاها يحصل على القيمة‬
‫اإلسمية لسهمه على إثر عملية تسمى بإستهالك رأس المال‪ .‬ويعرفها آخرون بأنها األسهم التي تعطي‬
‫للمساهم الذي استهلكت أسهمه في رأس المال أثناء حياة الشركة‪ ،‬ويقصد باستهالك السهم قيام الشركة‬
‫بدفع قيمته اإلسمية أثناء حياتها ودون انتظار لتصفيتها أو انتهاء أجلها‪.‬‬
‫وتختلف أسهم التمتع عن أسهم رأس المال في أنها ال تعطي لصاحبها كل حقوق أسهم رأس‬
‫المال في األرباح‪ ،‬إذ ينص نظام الشركة في العادة في إعطاء أسهم رأس المال نسبة معينة من األرباح‪،‬‬
‫ثم يوزع فائض الربح بالتساوي بين أسهم رأس المال وأسهم التمتع‪.‬‬
‫‪ 4-2-1‬من حيث الحقوق التي ترتبها والمزايا التي تخولها‪ :‬تنقسم إلى أسهم عادية وممتازة‪:‬‬
‫‪ -‬أسهم عادية‪ :‬يمثل السهم العادي مستند ملكية له قيمة اسمية وقيمة دفترية وقيمة سوقية‪ .‬وتمثل القيمة‬
‫اإلسمية في القيمة المدونة على قسيمة السهم‪ ،‬وعادة ما يكون منصوص عليها في عقد التأسيس‪ .‬أما‬
‫القيمة الدفترية فتتمثل في قيمة حقوق الملكية التي تتضمن اإلحتياطات واألرباح المحتجزة مقسومة على‬
‫عدد األسهم العادية المصدرة‪ ،‬وأخي ار تتمثل القيمة السوقية في القيمة التي يباع بها السهم في سوق‬
‫‪2‬‬
‫المال‪ ،‬وقد تكون هذه القيمة أكثر أو أقل من القيمة اإلسمية أو القيمة الدفترية‪.‬‬
‫األسهم العادية هي أكبر أنواع األسهم شيوعا ولمالكيها الحق في اقتسام األرباح المحققة بعد دفع‬
‫‪3‬‬
‫التوزيعات الخاصة باألسهم الممتازة وقبل صرف أرباح األسهم المؤجلة‪.‬‬
‫يتمتع حامل السهم العادي ببعض الحقوق من بينها‪:‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪-‬ص‪871-873 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫منير إبراهيم هندي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.7 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬سمير عبد الحميد رضوان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪851 :‬‬


‫‪108‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ -‬يحصل حامل السهم العادي على عوائد غير محددة‪ ،‬قد تكون سنوية أو نصف سنوية أو ربع سنوية‪،‬‬
‫طبقا لق اررات إدارة الشركة؛‬
‫‪ -‬يكتسب السهم العادي صفة التداول مما يعطي مرونة كبيرة في تسييله؛‬
‫‪ -‬يحصل السهم العادي على حصة من موجودات الشركة عند التصفية ألنه يمثل مشاركة في رأسمال‬
‫الشركة؛‬
‫‪ -‬السهم العادي ليس له تاريخ استحقاق‪ ،‬وال يتعرض للتقادم فضال على كونه غير قابل للتجزئة؛‬
‫‪ -‬لحامل السهم العادي حق المشاركة في الجمعيات العامة وحق التصويت في اختيار أعضاء مجلس‬
‫اإلدارة‪ ،‬فضال على مشاركة حامله في العديد من الموضوعات المهمة التي تخص الشركة المصدرة له؛‬
‫‪ -‬يتمتع حمله األسهم العادية بحق األفضلية في شراء األسهم‪ ،‬إذ يعطي هذا الحق مساهمي الشركة‬
‫‪1‬‬
‫القدامى األولوية في شراء األسهم الجديدة التي تصدرها الشركة؛‬
‫‪ -‬الحق في نقل ملكية السهم بالبيع أو بالتنازل أو بأي طريق آخر؛‬
‫‪ -‬مسئوليته محدودة في حصته في رأس المال؛‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬قد يحصل المستثمر على نصيبه من التوزيعات في صورة نقدية أو في صورة أسهم؛‬
‫‪ -‬األسهم الممتازة‪ :‬كما يتضح من تسميتها هي التي تخول ألصحابها أولوية أو أفضلية يختص‬
‫بمقتضاها حملة هذه األسهم دون غيرهم ببعض المزايا‪.‬‬
‫واألسهم الممتازة هي خليط وهجين من األسهم العادية والقرض فهي أشبه بالدين من حيث أنها‬
‫تمثل التزما ثابتا بقيمة الفائدة المحدد سعرها سلفا بنسبة من قيمتها اإلسمية‪ ،‬إال أنها تختلف عن القرض‬
‫من أن فوائد القرض ال ترتبط بنتيجة النشاط ربحا أو خسارة‪ ،‬بينما الفائدة المقررة لألسهم الممتازة ترتبط‬
‫بنتيجة النشاط وكذلك تختلف عن القرض من حيث أن هناك تاريخا محددا لسداد قيمة القرض بينما ال‬
‫يوجد تاريخ إلستحقاق القيمة اإلسمية للسهم الممتاز‪.‬‬
‫كذلك تقف األسهم الممتازة وسطا بين األسهم العادية والسندات من حيث استرداد القيمة اإلسمية‬
‫لألسهم إذا تكون األولوية لحاملي السندات وبذلك يتأخر أصحاب األسهم الممتازة عن أصحاب السندات‬
‫‪3‬‬
‫أو القرض ويتقدمون في ذات الوقت عن أصحاب األسهم العادية‪.‬‬

‫‪1‬حيدر حسين آل طعمة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪88 :‬‬


‫‪2‬منير إبراهيم هندي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪2-7 :‬‬
‫سمير عبد الحميد رضوان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪878-870 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪109‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫وعلى الرغم من أن السهم الممتاز يعد شكال من أشكال الملكية من الناحية القانونية والضريبية إال‬
‫أنه يختلف عن السهم العادي في عدة جوانب أهمها‪:1‬‬
‫‪ -‬يعطى للسهم الممتاز األولوية في السداد عند التصفية؛‬
‫‪ -‬يحصل صاحب السهم الممتاز على حصته من األرباح إذا تحققت قبل السهم العادي؛‬
‫‪ -‬تعد األسهم الممتازة أقل خطورة من األسهم العادية بالنسبة إلى المستثمر؛‬
‫‪ -‬تتغير أسعار األسهم العادية بصورة مستمرة تقريبا‪ ،‬إذا ما قورنت بالثبات شبه النسبي ألسعار‬
‫األسهم الممتازة؛‬
‫‪ -‬تعد األسهم الممتازة أقل شيوعا من األسهم العادية؛‬
‫‪ -‬ال تشارك األسهم الممتازة باإلدارة على العكس من األسهم العادية؛‬
‫‪ -‬تأخذ األسهم الممتازة نصيبها من األرباح إذا تحققت كنسبة ثابتة بينما تتغير أرباح األسهم العادية‬
‫حسب أرباح الشركة؛‬
‫وتصدر األسهم الممتازة بفئات مختلفة وفقا للمزايا التي تحققها كل فئة منها سواء للمستثمر أو‬
‫للشركة المصدرة خصوصا من حيث توزيعات األرباح أو القابلية للتحويل أو القابلية على االستدعاء من‬
‫الشركة‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس تقسم األسهم الممتازة إلى‪:2‬‬
‫‪ ‬األسهم الممتازة المجمعة لألرباح‪ :‬في هذا النوع من األسهم الممتازة يحق لحامل السهم ترحيل‬
‫األرباح المجمعة غير الموزعة من سنة إلى أخرى‪ ،‬في حالة عجز الشركة عن الدفع أو تحقيق‬
‫الشركة أرباحا ولم تعلن عن توزيعها لسبب ما‪.‬‬
‫‪ ‬األسهم الممتازة المشاركة في األرباح‪ :‬يقصد بها تلك الفئة من األسهم الممتازة التي توفر‬
‫لحاملها ميزة إضافية لحق األولوية في توزيع األرباح‪ ،‬وذلك بإعطائه الحق أيضا في مشاركة‬
‫المساهمين العاديين في األرباح الموزعة أما بالكامل أو جزئيا‪.‬‬
‫‪ ‬األسهم الممتازة القابلة للتحويل‪ :‬يمكن لحامل هذا النوع من األسهم تحويله إلى سهم عادي‪،‬‬
‫وتعد قابلية تحويل السهم الممتاز إلى سهم عادي ميزة كبيرة تعطي حاملها أفضلية الحصول على‬
‫نصيبه من األرباح قبل السهم العادي‪ ،‬وفي الوقت ذاته توفر لحاملها أيضا‪ ،‬وخالل مدة زمنية‬

‫حيدر حسين آل طعمة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪83 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪-‬ص‪81-83 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪110‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫محددة الفرصة لتحويل هذه األسهم إلى أسهم عادية إذا ما ارتفع السعر السوقي للسهم العادي‪،‬‬
‫مما يتيح لحاملها فرصة تحقيق مكاسب رأسمالية‪.‬‬
‫‪ ‬األسهم الممتازة القابلة لالستدعاء‪ :‬في هذا النوع من األسهم الممتازة تقوم الشركة بإلزام حامل‬
‫السهم برده للشركة بسعر محدد خالل مدة زمنية محددة من تاريخ اإلصدار‪ ،‬األمر الذي يوفر‬
‫ميزة للشركة المصدرة وهي ميزة اإلطفاء لهذا النوع من األسهم‪ ،‬إذا ما شعرت بأن لديها فائضا من‬
‫األموال يمكنها من تضييق قاعدة المساهمين الممتازين لصالح المساهمين العاديين‪.‬‬
‫‪ -2‬السندات‪:‬‬
‫‪ 1-2‬تعريف السند‪ :‬السند هو صك يمثل جزء من قرض تصدره شركة أو هيئة عامة أو حكومية عن‬
‫طريق اإلكتتاب‪ ،‬وهو قابل للتداول ويتضمن عالقة ذاتية ومديونية تربط بين مصدر السندات باعتباره‬
‫مدينا وأ صحاب السندات باعتبارهم دائنين‪ ،‬ويتعهد المقترض في السند بدفع فائدة محددة سنوية في حالة‬
‫السندا ت ذات الفائدة الثابتة‪ ،‬وال ترتبط بما تحققه الجهة المصدرة من أرباح أو خسائر‪ ،‬السند إذن هو‬
‫صك مديونية وليس صك مشاركة أو ملكية كالسهم‪ ،‬وصاحبه دائن للجهة التي أصدرته‪ .‬وللسند آجال‬
‫محددة تلتزم الجهة المصدرة لها بسداد قيمتها خالل هذه المدة‪ ،‬وال يحق لحامل السند مطالبة الجهة التي‬
‫‪1‬‬
‫أصدرته بقيمته قبل التاريخ المحدد إلستهالك السند وانما يستطيع بيعه في السوق الثانوي للسندات‪.‬‬
‫‪ 2-2‬خصائص السند‪ :‬إن للسند خصائص مميزة كما هو الحال بالنسبة لبقية األوراق المالية نذكر‬
‫أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬قرض السندات قرض جماعي‪ ،‬فالشركة ال تتعاقد مع كل مقرض على حدة ولكن مع مجموعة‬
‫من المقترضين؛‬
‫‪ -‬قرض السندات يكون غالبا لمدة طويلة تتراوح بين عشر سنوات وثالثين سنة؛‬
‫‪ -‬السند كالسهم قابل للتداول فهو إما يكون اسميا فتنتقل ملكيته بطريق القيد في سجالت الشركة أو‬
‫‪2‬‬
‫لحامله فتنتقل ملكيته بطريق التسليم؛‬
‫‪ -‬السندات هي فئة من األوراق المالية ذات الدخل الثابت‪ ،‬إذ تدفع الفوائد لحملة السندات سنويا‪،‬‬
‫سواء حققت الشركة أرباحا أو خسائر؛‬

‫محمد فتحي البدوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪81-82 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫سمير عبد الحميد رضوان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪850 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪111‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ -‬السندات هي وثائق تمثل إتفاقا بين الشركة المصدرة (أو الحكومة) وبين المستثمرين المدخرين من‬
‫جمهور ومؤسسات مالية تلتزم بمقتضاه الشركة أو الحكومة بإرجاع القرض‪ ،‬أي القيمة اإلسمية‬
‫للسندات المصدرة في فترة محددة على قسيمة السند‪ ،‬أي تاريخ إستحقاق‪ ،‬فعلى الهيئة المصدرة‬
‫إدخار لحجز جزء من أرباحها سنويا يسمح لها في نهاية تلك الفترة من تسديد ما عليها من ديون‬
‫في شكل سندات مصدرة‪ ،‬كأن تضع لدى البنك المشرف على اإلصدار مبلغا سنويا بحيث يمكنها‬
‫من تسديد قيمة السندات عند تاريخ إستحقاقها؛‬
‫‪ -‬يجب أن تظهر وثيقة اإلصدار‪ :‬إسم المصدر‪ ،‬عدد السندات المصدرة‪ ،‬الضمانات الممنوحة‬
‫للحملة مقابل اكتتابهم في السندات المعينة لطمأنتهم على مدخراتهم‪ ،‬كما تظهر سعر اإلصدار‬
‫الذي يجب أن يدفعه المكتتب للحصول على السند‪ ،‬والذي عادة ما يساوي هذا السعر القيمة‬
‫اإلسمية له؛‬
‫قد تباع السندات بأسعار تقل عن القيمة اإلسمية لها‪ ،‬وذلك تشجيعا للمكتتبين ويعرف الفرق بين‬ ‫‪-‬‬

‫سعر البيع والقيمة اإلسمية بعالوة اإلصدار‪ ،‬كما قد تسدد السندات بقيمة أعلى من القيمة اإلسمية‬
‫‪1‬‬
‫وعندئذ يعرف الفرق بعالوة اإلصدار؛‬
‫‪ 3-2‬أنواع السندات‪:‬‬
‫يمكن تقسيم السندات إلى أنواع مختلفة‪:2‬‬
‫‪ 1-3-2‬تقسيم السندات على أساس جهة اإلصدار‪ :‬تقسم السندات على هذا األساس إلى سندات‬
‫حكومية‪ ،‬وسندات خاصة‪ ،‬حيث تصدر السندات الحكومية عن الدولة ومؤسساتها والسندات الحكومية هي‬
‫أوراق مديونية متوسطة وطويلة األجل تصدره الحكومة بهدف الحصول على موارد إضافية لتغطية العجز‬
‫في موازنتها أو بهدف تخفيض التضخم‪ ،‬وتقوم الحكومة بإصدار هذه السندات بآجال طويلة غالبا ما‬
‫تتراوح مدتها بين سنة وثالثين سنة‪ ،‬كما أنه تتمتع بدرجة عالية من السيولة حيث يمكن لحاملها تحويلها‬
‫إلى نقدية من خالل السوق المالية‪ ،‬أما السندات الخاصة فتصدر عن المؤسسات المالية أو الشركات‬
‫المساهمة العامة في القطاع الخاص وهي عبارة عن أوراق المديونية التي تصدرها شركات المساهمة أو‬
‫المؤسسات المالية لإلقتراض من الجمهور‪ ،‬وأهم ما يميزها عن السندات الحكومية أنها تصدر بمعدالت‬

‫مزيود إبراهيم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪82 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪-‬ص‪82-81 :‬‬

‫‪112‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫فائدة أعلى منها وبالمقابل فإن أهم عيوبها أن حاملها أكثر تعرضا من حامل السند الحكومي لما يعرف‬
‫بمخاطرة اإلئتمان والمترتبة على إحتمال العجز الجهة المصدرة عن الوفاء بالدين وفوائده السنوية‪.‬‬
‫‪ 2-3-2‬تقسيم السندات على أساس شكل اإلصدار‪ :‬وتنقسم إلى‪:‬‬
‫‪ -‬السندات لحاملها‪ :‬يقصد بالسند لحامله هو ذلك السند الذي يخلو من إسم مالكه‪ ،‬ويعد ورقة مالية يتم‬
‫تداولها بيع أو شراء وتنازال مثل بقية األوراق المالية‪ ،‬ويكون فائدة هذا النوع من السندات يدفع من خالل‬
‫كوبونات مرفقة‪ ،‬ويسمى هذا النوع من السندات بسندات الكوبون‪ ،‬حيث يحصل المستثمر على الفائدة‬
‫بمجرد نزع الكوبون المرفق بالسند يتقدم بها لمستثمر إلى البنك الذي يتوسط عن الجهة المصدرة للسند‬
‫بدفع الفائدة نقدا‪.‬‬
‫‪ -‬سندات اسمية‪ :‬هي السندات التي يكتب فيها إسما لمالك ويسجل هذا اإلسم عند اإلصدار على وجه‬
‫السند‪ ،‬والسندات اإلسمية أو المسجلة يمكن أن تكون مسجلة بالكامل أي يتم تسجيل كل من الدين‬
‫األصلي وفائدته كما يمكن أن تكون مسجلة تسجيال جزئيا ويقتصر التسجيل هنا على أصل الدين فقط أما‬
‫الفائدة فتؤخذ كما هو الحال في السندات لحامله شكال لكوبونات ترفق بالسند وتنزع منه بمجرد استحقاقها‬
‫لتحصيلها من البنك مباشرة‪.‬‬
‫‪ 3-3-2‬تقسيم السندات على أساس األجل‪ :‬تنقسم إلى‪:‬‬
‫‪ -‬سندات قصيرة األجل‪ :‬وهي السندات التي ال يتجاوز أجلها عاما واحدا وهذا النوع يتم تداولها في‬
‫السوق النقد‪.‬‬
‫‪ -‬سندات طويلة األجل‪ :‬وهي السندات التي يزيد أجلها عن ‪ 7‬أعوام وهي تصدر بمعدالت فائدة أعلى من‬
‫تلك فائدة السندات قصيرة األجل أو متوسطة األجل ويتم تداولها في السوق المالية‪.‬‬
‫‪ 4-3-2‬تقسيم السندات على أساس الضمان‪ :‬تصدر السندات إما مضمونة أو غير مضمونة‪ ،‬مثل‬
‫السندات العقارية التي تكفل لحاملها الحق في وضع يده على األصل محل الضمان والذي يكون في‬
‫العادة أصال حقيقي‪ ،‬أما السندات غير المضمونة فيعتمد الدائن فيها فقط على تعهد المصدر بالدفع‪،‬‬
‫ويكون مضمون فقط بالديون العامة للمدين‪ ،‬ويطلق على سندات غير المضمونة مصطلح السندات‬
‫العادية‪ ،‬والضمانة الوحيدة التي تتوفر لحامل هذا النوع من السند هي حق األولوية الذي يكون له عند‬
‫الدائنين اآلخرين للشركة المصدرة‪ ،‬وعن حملة أسهمها وذلك في إستفاء حقه في الفوائد من أرباح الشركة‬
‫أو حقه في الدين األصلي القيمة (اإلسمية) من أصول الشركة عند اإلفالس أو عند التصفية‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ 5-3-2‬تقسيم السندات حسب القابلية لإلستدعاء واإلطفاء‪ :‬يصدر عقد اإلصدار متضمنا حقوق‬
‫والتزامات كل من المصدر والمستثمر‪ ،‬ومن الشروط التي يتضمنها هذا العقد ما يعرف بشرط اإلستدعاء‬
‫ويخول هذا الشرط للجهة المصدرة أي السند الحق في إستدعاء السندات المشمولة بهذا الشرط إلطفائها‬
‫بسعر محدد خالل مهمة محددة وعلى هذا األساس يوجد نوعان هما‪:‬‬
‫‪ -‬سندات غير قابلة لإلستدعاء‪ :‬وهي السندات التي يكون لحاملها الحق في اإلحتفاظ بها لحين إنتهاء‬
‫أجلها وال يجوز للجهة المصدرة استدعائها لإلطفاء ألي سبب من األسباب‪ ،‬واألصل أن تكون السندات‬
‫غير قابلة لإلستدعاء إال إذا نص على قابلية استدعائها بصراحة في عقد اإلصدار‪.‬‬
‫‪ -‬سندات قابلة لالستدعاء‪ :‬وهي السندات المشمولة بشرط اإلستدعاء وتصدر عادة بعالوة إستدعاء‬
‫بقصد تشجيع المستثمر على شرائها ألن شرط اإلستدعاء يمكن إستغالله من قبل المصدر ضد مصلحة‬
‫المستثمر فيها لو إرتفعت أسعار السندات في السوق المالي‪.‬‬
‫وتختلف السندات القابلة لإلستدعاء من حيث المهلة المسموح خاللها اإلستدعاء فمنها سندات تكون‬
‫قابليتها لإلستدعاء مطلقة وفي هذه الحالة يكون للجهة المصدرة حرية مطلقة في إستدعاء السند في أية‬
‫لحظة تريد بعد إصداره وعلى حامل السند اإللتزام بتقديم سنده لإلطفاء في الموعد الذي تحدده الشركة واذا‬
‫امتنع عن ذلك يحرم من فائدة السند دون أن يترتب على ذلك أية مسؤولية على الجهة المصدرة وهذا النوع‬
‫من السندات نادر الوجود بينما األكثر شيوعا السندات ذات اإلستدعاء المؤجل والتي تمنح حاملها مهلة‬
‫حماية من اإلستدعاء تتراوح ما بين ‪ 5‬إلى ‪ 10‬سنوات من تاريخ إصداره‪ ،‬وبذلك ال يجوز للشركة‬
‫المصدرة إستدعاء السند قبل مضي هذه المهلة‪ ،‬ولكن بمجرد مضي هذه المهلة تصبح حينها‬
‫مطلقة في استدعائه‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة هنا إلى أن شرط اإلستدعاء وكذلك طول مهلة الحماية يلعبان دو ار كبي ار في تحديد‬
‫معدل فائدة السند‪ ،‬فالسند القابلة لإلستدعاء بشكل عام تصدر بمعدالت فائدة أعلى من تلك غير قابلة‬
‫لإلستدعاء‪ ،‬وحتى فيما بين السندات القابلة لإلستدعاء تتفاوت معدالت الفائدة بتفاوت مهلة الحماية فكلما‬
‫طالت مهلة حماية السند من اإلستدعاء‪ ،‬كلما نقص معدل الفائدة والعكس بالعكس‪.‬‬
‫فسند قابل لإلستدعاء ولكن بعد ‪ 5‬سنوات من إصداره يصدر بمعدل فائدة أعلى من سند من نفس‬
‫الفئة يكون قابل لإلستدعاء بعد ‪ 8‬سنوات‪.‬‬
‫‪ 6-3-2‬تقسيم السندات حسب قابليتها للتحويل‪ :‬تعتبر قابلية السند للتحويل ميزة للمستثمر‪ ،‬وهي بذلك‬
‫عكس قابليتها لإلستدعاء والتي تعتبر ميزة للمصدر‪ ،‬ولذا فإن شرط قابلية السند لإلستدعاء وقابليته‬
‫‪114‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫للتحويل يصدران في الغالب مترافقين بقصد تحقيق نوع من التوازن بين حقوق المصدر والمستثمر‪ ،‬ومن‬
‫حيث القابلية للتحويل تقسم السندات بشكل عام إلى‪:‬‬
‫‪ -‬السندات غير قابلة للتحويل‪ :‬مثلما هو الحال لشرط اإلستدعاء فاألصل أن تكون السندات غير قابلة‬
‫للتحويل وتصدر في العادة بمعدل فائدة أعلى من معدل فائدة السندات القابلة للتحويل‪.‬‬
‫‪ -‬السندات قابلة للتحويل‪ :‬تصدر هذه السندات بنص صريح في عقد اإلصدار يعطي لحاملها ضمن‬
‫مهلة محددة الحق في تحويل سنداته إلى أسهم عادية بسعر محدد للسهم الواحد‪.‬‬
‫‪-‬السندات الدولية‪ :‬يطلق مصطلح السندات الدولية على السندات التي تصدر في بلد ما بعملة‬
‫أجنبية تختلف عن عملته‪ ،‬ولصالح مقترض أجنبي‪ ،‬وهي بذلك تختلف عن السندات األجنبية والتي تصدر‬
‫لصالح مقترض أجنبي ولكن بنفس عملته في البلد الذي تصدر فيه‪.‬‬
‫‪ -‬الفرق بين األسهم والسندات‪:‬‬
‫‪ ‬أوجه اإلتفاق بين األسهم والسندات‪ :‬هناك مجموعة من النقاط التي يتفق فيها كل من السهم‬
‫‪1‬‬
‫والسندات وهي‪:‬‬
‫‪ -‬لكل منها قيمة اسمية‪ ،‬بحيث يصدر كل منها اسميا‪ ،‬ويبقى اسميا إلى حين سداد صاحبه كامل قيمته؛‬
‫‪ -‬كل من السهم والسند يدر على صاحبه دخال دوريا؛‬
‫‪ -‬كل من السهم والسند ال يقبل التجزئة في مواجهة الشركة‪ ،‬فإذا ورث جماعة سندا أو سهما فإنه يلزم‬
‫عليهم أن يختاروا من بينهم من يمثلهم في التعامل مع الشركة؛‬
‫‪ -‬األسهم والسندات تتداول بالطرق التجارية وفقا لما يحدده النظام من قواعد‪ ،‬وكالهما يخضع لمبدأ حرية‬
‫التداول؛‬
‫‪ ‬أوجه اإلختالف بين السهم والسند‪ :‬يمكن ذكرها فيما يلي ‪:2‬‬
‫‪ -‬يمثل السهم جزء من رأس مال الشركة أو البنك‪ ،‬بينما يمثل السند جزء من قرض على الشركة أو البنك‬
‫أو الحكومة‪ ،‬بحيث يعد صاحبه مقرض أو دائن‪.‬‬
‫‪ -‬ينـــتج السـ ــهم جـ ــزء مـ ــن ربـــح الشـ ــركة‪ ،‬يزيـ ــد ويـــنقص تبعـ ــا لنجـــاح الشـ ــركة أو البنـ ــك‪ ،‬وزيـــادة ربحهـ ــا أو‬
‫نقص ــه‪ ،‬ويتحم ــل قس ــطه م ــن الخس ــارة‪ ،‬بينم ــا الس ــند فل ــه فائ ــدة ثابت ــة ع ــن الق ــرض ال ــذي يمثل ــه الس ــند ف ــال‬

‫عبد هللا بن سليمان الجريش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪17-11 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪17 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪115‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫يتحمـ ــل الزيـ ــادة أو الـ ــنقص‪ ،‬بحيـ ــث ال يتعـ ــرض حامـ ــل السـ ــند للخسـ ــارة ألنـ ــه يتلقـ ــى فائـ ــدة ثابتـ ــة سـ ــنويا‪،‬‬
‫سواء ربحت الشركة أم خسرت‪.‬‬
‫‪ -‬يحق لحامل السهم اإلشتراك في إدارة الشركة والرقابة عليها من خالل اشتراكه في التصويت في‬
‫الجمعية العامة للمساهمين‪ ،‬أما حامل السند باعتباره دائنا فليس له حق التدخل أو اإلشتراك‬
‫في إدارة الشركة‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن أن يصدر السند بأقل من قيمته اإلسمية (أي بخصم إصدار) بينما ال يمكن إصدار السهم‬
‫بأقل من قيمته اإلسمية‪.‬‬
‫‪ -‬عند تصفية الشركة يكون لصاحب السند الحق األولوية في الحصول على قيمة السند أما مالك السهم‬
‫فليس له شيء إال بعد تصفية السندات وقضاء الديون‪.‬‬
‫‪ -3‬األدوات المشتقة‪:‬‬
‫تعد المشتقات كأدوات مالية‪ ،‬من أهم سمات التطورات الحديثة في األسواق المالية الدولية‪ ،‬إذ بدأ‬
‫التعامل بهذه األدوات مع التقلبات الحادة التي شهدتها كثير من أسواق المال العالمية‪ ،‬فيما يتعلق بأسعار‬
‫الفائدة وأسعار الصرف وأسعار األسهم‪ ،‬فقد استخدمت هذه األدوات للتحوط ضد مخاطر التقلبات‬
‫في تلك األسعار‪.‬‬
‫ويمكن تعريف المشتقات بأنها‪ ":‬عقود مالية تشتق قيمتها من األسعار الحالية لألصول المالية أو‬
‫العينية محل التعاقد‪ ،‬مثل السندات واألسهم والسلع‪ .‬وتستخدم هذه األدوات لغرض التحوط من مخاطر‬
‫‪1‬‬
‫التقلب في أسعار تلك األصول"‪.‬‬
‫وهناك عدة أنواع من أدوات المشتقات‪ ،‬لعل من أهمها وأكثرها انتشا ار ما يلي‪:‬‬
‫‪ 1-3‬العقود اآلجلة‪ :‬يقصد بالعقود اآلجلة تلك العقود التي تعطي لمشتريها الحق في شراء أو بيع قدر‬
‫معين من أصل مالي أو عيني بسعر محدد مسبقا‪ ،‬على أن يتم التسليم في تاريخ الحق‪.‬‬
‫وتعد العقود اآلجلة عقودا شخصية يتفاوض الطرفان على شروطها‪ ،‬بما يتفق وظروف كل منهما‪ ،‬ومن ثم‬
‫فهي ال تتداول في البورصة‪.‬‬
‫وتحدد العقود اآلجلة مواصفات األصل أو السلعة‪ ،‬كدرجة الجودة أو التصنيف أو الكمية وطريقة‬
‫التسليم ومكان التسليم والسعر وطريقة السداد‪ ،‬إذ يتم التفاوض مقدما على كل هذه الشروط بين البائع‬
‫والمشتري وتستخدم البنوك والشركات العقود اآلجلة لتفادي التعرض لمخاطر أسعار الصرف في مجال‬

‫حيدر حسين آل طعمة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.82:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪116‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫االستثمارات الدولية‪ ،‬كما قد يستخدمها المستثمرون للوقاية من تقلب أسعار الفائدة‪ ،‬ويسمى هذا النوع‬
‫بالعقود اآلجلة ألسعار الفائدة‪.‬‬
‫وبإمكان المستثمر الذي يريد الحصول على قرض معين أن يقوم بشراء عقد آجل ألسعار الفائدة‬
‫بمعدل فائدة ثابت محدد مسبقا وأن يلزم الطرف اآلخر بالتنفيذ خالل مدة محددة بالعقد ويضمن هذا النوع‬
‫من العقود للمستثمرين حماية أنفسهم )خالل مدة محددة ( من مخاطر ارتفاع أسعار الفائدة‪.1‬‬
‫‪ 2-3‬العقود المستقبلية‪ :‬العقد المستقبلي هو اتفاقية بين مستثمر ومؤسسة تقاص لشراء أو بيع أصل‬
‫معين في وقت الحق وبسعر محدد سلفا‪ ،‬إال أن عملية تسليم األصل من قبل البائع ودفع الثمن من قبل‬
‫المشتري ال تتم إال في التاريخ المحدد في اإلتفاقية‪ .‬والقيود المستقبلية هي قيود منمطة من حيث تواريخ‬
‫اإلستحقاق وحجم العقد واألسعار المستقبلية التي سيتم التنفيذ على أساسها‪.‬‬
‫إن العقد المستقبلي يختلف عن اإلتفاقيات األخرى من حيث إمكانية تحويله من طرف إلى آخر‪،‬‬
‫فكل طرف يمكنه أن يبيع حقه في اإلستالم والتسليم خالل فترة سريان العقد‪ ،‬إذا أن مؤسسة التقاص تقوم‬
‫‪2‬‬
‫بدور الوسيط بين مشتري العقد المستقبلي والبائع وتضمن لكل منهم حقه الكامل‪.‬‬
‫وغالبا ما يشار للطرف الذي تعاقد على الشراء ) بالمركز الطويل ( والطرف الذي تعاقد على‬
‫البيع) بالمركز القصير) باعتبار أن المركز الطويل يعني أن ماسك هذا المركز بحاجة إلى الموجود في‬
‫تاريخ الحق‪ ،‬لذا يقوم بالتثبيت على سعر الشراء تحسبا من ارتفاع األسعار لحين الحاجة إلى الموجود‪،‬‬
‫أما المركز القصير في عقد المستقبليات يعكس حقيقة أن ماسك هذا المركز يمتلك الموجود اآلن )أو‬
‫سيكون بحوزته في تاريخ االستحقاق ( ويرغب في التثبيت على سعر البيع تحسبا من أي انخفاض في‬
‫األسعار لحين تاريخ البيع مستقبال‪.‬‬
‫ويلزم التعامل بالعقود المستقبلية كال الطرفين بإيداع نسبة من قيمة العقد لدى السمسار الذي‬
‫يتعامل معه أما بشكل نقد أو على شكل أوراق مالية‪ ،‬لحماية كال الطرفين من مخاطر عدم السداد‬
‫المترتبة عن عدم التزام أحد الطرفين بالوفاء بالتزاماته‪.‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.31 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫زياد رمضان‪ ،‬محفوظ جودة‪ ،‬اإلتجاهات المعاصرة في إدارة البنوك‪ ،‬دار وائل للنشر عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،8111 ،‬ص‪.827 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪117‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫وعلى الرغم من الشبه الواضح بين العقود اآلجلة والعقود المستقبلية من حيث إنها تتعلق بتسليم‬
‫أصل معين في وقت الحق مستقبال وبسعر محدد سلفا‪ ،‬إال أن العقود اآلجلة تختلف عن العقود المستقبلية‬
‫في المجاالت اآلتية‪:1‬‬
‫‪ -‬تتحدد شروط العقود اآلجلة وفقا التفاق وتراضيا لطرفين بينما تكون العقود المستقبلية محدده من‬
‫حيث القيمة وتاريخ االستحقاق‪.‬‬
‫‪ -‬تبرم العقود اآلجلة بين الطرفين) البائع والمشتري ( بينما تبرم العقود المستقبلية بين مؤسسة‬
‫التقاص والبائع ومؤسسة التقاص والمشتري‪.‬‬
‫‪ -‬في العقود اآلجلة يحدد الهامش مرة واحدة ) يوم توقيع العقد ( أما في العقود المستقبلية فيتم‬
‫االحتفاظ بهوامش متحركة لتعكس تحركات األسعار‪.‬‬
‫‪ -‬ال يمكن تسوية العقد اآلجل إال في تاريخ التسليم أو االستحقاق بينما يمكن تسوية العقد المستقبلي‬
‫قبل تاريخ االستحقاق‪.‬‬
‫‪ 3-3‬عقود الخيار‪ :‬عقد الخيار هو ذلك العقد الذي يعطي لحامله الحق في أن يبيع أو يشتري أصل‬
‫معين كاألسهم وغيرها‪ ،‬بسعر محدد يسمى سعر التنفيذ وفي تاريخ معين (أو خالل فترة محددة) وذلك‬
‫مقابل مبلغ معين يدفعه محرر العقد (البائع) إلى المشتري تسمى عالوة حق الخيار‪.‬‬
‫وقد تشمل عقود الخيار األسهم كما أنها قد تشمل كذلك العمالت األجنبية واألدوات المالية‬
‫األخرى والسلع‪ ،‬وان عقد الخيار يعتبر من الوسائل التي يبيعها المستثمر بهدف التقليل من المخاطر‬
‫المتعلقة باستثماراته سواء كانت أسهم أو عمالت أو أيه سلعة أخرى‪.‬‬
‫يمكن التمييز إجماال بين أسلوبين من أساليب الخيار‪:‬‬
‫‪ -‬األسلوب األمريكي‪ :‬بموجبه فإن العقد يعطي مشتري عقد الخيار الحق في شراء أو بيع أوراقا مالية‬
‫بالسعر المتفق عليه في أي وقت خالل الفترة الممتدة من إبرام العقد حتى التاريخ المحدد إلنتهائه‪.‬‬
‫‪ -‬األسلوب األوروبي‪ :‬بموجبه فإن العقد يعطي مشتري حق الخيار الحق في شراء أوراقا مالية بالسعر‬
‫المتفق عليه‪ ،‬إال أن التنفيذ ال يتم إال في تاريخ اإلستحقاق فقط‪.‬‬
‫أما من حيث أنواع عقود الخيار فهناك نوعان رئيسيان‪:‬‬

‫حيدر حسين آل طعمة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.30:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪118‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫‪ -‬عقد خيار الشراء‪ :‬يعطي الحق للمشتري في أن ينفذ أو ال ينفذ عملية شراء األصل‪ ،‬وفقا للسعر المتفق‬
‫عليه في وقت سابق‪ ،‬فإذا توقع أحد المستثمرين ارتفاع سعر سهم شركة معينة‪ ،‬فقد يقوم بشراء خيار‬
‫الشراء لهذا السهم‪ ،‬الذي يعطيه الحق في طلب تنفيذ عملية الشراء أو عدم تنفيذها وفقا لمصلحته‪.‬‬
‫‪ -‬عقد خيار البيع‪ :‬يعطي هذا النوع من العقود الحق للمشتري في أن يطلب تنفيذ أو عدم تنفيذ عملية‬
‫البيع وفقا للسعر المتفق عليه سابقا‪ ،‬إن من أهم وسائل حماية المستثمر من الخسائر المتوقعة هي عملية‬
‫شراء حق خيار البيع‪ ،‬فإذا توقع أحد المستثمرين انخفاض سعر السهم مستقبال‪ ،‬فإنه يقوم بشراء عقد خيار‬
‫بيع‪ ،‬حيث يمنحه هذا العقد الحق في أن يطلب تنفيذ العقد‪ ،‬أو عدم تنفيذه بالسعر المتفق عليه‪ ،‬وذلك‬
‫‪1‬‬
‫مقابل دفع عالوة حق الخيار‪.‬‬
‫‪ 4-3‬عقود المبادلة‪ :‬هي عقود يلتزم فيها طرفي الصفقة بتبادل سلسلة تدفقات نقدية في تواريخ مستقبلية‬
‫محددة‪ ،‬فهي بذلك تختلف عن عقود الخيار كونها ملزمة‪ ،‬وعن العقود المستقبلية من حيث أن األرباح‬
‫والخسائر ال يتم تسويتها يوميا‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫كما عرفت بأنها سلسة من العقود الحقة التنفيذ حيث يتم تسوية عقد المبادلة على فترات دورية‪.‬‬
‫خالصة‪:‬‬
‫تم التطرق في هذا المحور للبورصة أو السوق المالي الذي ينقسم إلى السوق النقدي وسوق رأس‬
‫المال أين تم التركيز على هذا األخير‪ ،‬وخلصنا إلى أن الفرق بينهما هو أن سوق رأس المال يتعامل‬
‫باألدوات المالية ذات األجل المتوسط والطويل‪ ،‬أي التي يزيد استحقاقها على السنة‪ ،‬سواء كانت هذه‬
‫األدوات تعبر عن دين كالسندات‪ ،‬أم عن ملكية كاألسهم‪ ،‬والسوق النقدي يتعامل باألدوات ذات األجل‬
‫القصير‪ .‬كما تناول هذا المحور تقسيمات أسواق رأس المال حيث تنقسم إلى أسواق حاضرة أو فورية‬
‫وأسواق العقود المستقبلية‪ ،‬وتنقسم األسواق الحاضرة بدورها من شقين أساسيين هما السوق األولي أي‬
‫سوق اإلصدار والسوق الثانوي أي سوق التداول‪ ،‬والسوق الثانوي بدوره يتضمن شكلين هما السوق‬
‫المنظمة والسوق غير المنظمة‪.‬‬
‫وتم اإلشارة إلى الفرق بين األسهم التي تعتبر ملكية والسندات التي هي عبارة عن مديونية حيث‬
‫ينتج السهم جزء من ربح الشركة‪ ،‬يزيد وينقص تبعا لنجاح الشركة أو البنك‪ ،‬وزيادة ربحها أو نقصه‪،‬‬

‫زياد رمضان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪851-822 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬حريزي رابح‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪052 :‬‬

‫‪119‬‬
‫محاضرات في مقياس اإلقتصاد النقدي وأسواق رأس المال‬

‫ويتحمل قسطه من الخسارة‪ ،‬بينما السند فله فائدة ثابتة عن القرض الذي يمثله السند فال يتحمل‬
‫الزيادة أو النقص‪.‬‬
‫أسئلة المحور الخامس‪:‬‬
‫‪ -‬عرف السوق النقدي وحدد خصائصه؟‬
‫‪ -‬اذكر األدوات المالية المتداولة في السوق النقدي؟‬
‫‪ -‬عرف سوق رأس المال؟‬
‫‪ -‬حدد بدقة مكونات سوق رأس المال؟‬
‫‪ -‬ما هي أوجه اإلختالف بين األسهم العادية واألسهم الممتازة؟‬
‫‪ -‬ما هي أوجه اإلختالف بين األسهم والسندات؟‬
‫‪ -‬اشرح مفهوم السندات القابلة لإلستدعاء؟‬
‫‪ -‬عرف مفهوم األدوات المشتقة؟‬
‫‪ -‬ما هو اإلختالف بين العقود اآلجلة والعقود المستقبلية؟‬
‫‪ -‬حدد الفرق بين السمسار الوكيل وسمسار الصالة وتجار الصالة؟‬
‫‪ -‬اذكر أنواع أوامر البورصة؟‬
‫‪ -‬ما هو الفرق بين السوق النقدي وسوق رأس المال؟‬

‫‪120‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪ ‬الكتب‪:‬‬

‫‪ -1‬أحمد السعد‪ ،‬األسواق المالية المعاصرة‪ ،‬دار الكتاب الثقافي للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2112‬‬
‫‪ -2‬أزهري الطيب الفكي أحمد‪ ،‬أسواق المال‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الجنان للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2112‬‬
‫‪ -3‬اسماعيل ابراهيم عبد الباقي‪ ،‬إدارة البنوك التجارية‪ ،‬دار غيداء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2112‬‬
‫‪ -4‬الطاهر لطرش‪ ،‬اإلقتصاد النقدي والبنكي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2112‬‬
‫‪ -2‬إياد منصور حسن‪ :‬إدارة العمليات البنكية والنقدية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار ابن النفيس للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪.2112 ،‬‬
‫‪ -6‬حازم حسن الجمل‪ ،‬المسؤلية الجنائية عن جرائم سوق رأس المال وأثرها في إتاحة فرص إستثمار‬
‫المدخرات‪ ،‬دار الفكر والقانون للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪.2112 ،‬‬
‫‪ -2‬حيدر حسين آل طعمة‪ ،‬األسواق المالية‪ :‬النشأة‪ ،‬المفهوم‪ ،‬األدوات‪ ،‬مركز الدراسات اإلستراتيجية‪،‬‬
‫جامعة كربالء‪ ،‬بالعراق‪.2114 ،‬‬
‫‪ -8‬حيدر يونس الموسوي‪ ،‬المصارف اإلسالمية –أداءها المالي واثرها في سوق األوراق المالية‪ -‬دار‬
‫اليازوري للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2118 ،‬‬
‫‪ -2‬خالد عبد العزيز بغدادي‪ ،‬تداول السهم والقيود الواردة عليها –دراسة مقارنة‪ ،-‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫مكتبة القانون واإلقتصاد‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.2112 ،‬‬
‫‪ -11‬خالد أمين عبد هللا‪ ،‬اسماعيل ابراهيم الطراد‪ ،‬إدارة العلميات المصرفية المحلية والدولية‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع عمان‪ ،‬األردن‪.2116 ،‬‬
‫‪ -11‬عبد اللطيف مصيطفي محمد بن بوزيان‪ ،‬أساسيات النظام المالي واقتصاديات األسواق المالية‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة حسن العصرية للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2112 ،‬‬

‫‪121‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -12‬عبد هللا بن سليمان الجريش‪ ،‬تداول األسهم في السوق المالية –دراسة تأصيلية مقارنة‪ ،-‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬مكتبة القانون واإلقتصاد‪ ،‬الرياض‪ ،‬السعودية‪.2118 ،‬‬
‫‪ -13‬عزت قناوي‪ ،‬أساسيات في النقود والبنوك‪ ،‬دار العلم للنشر والتوزيع‪ ،‬الفيوم‪ ،‬مصر‪.2112 ،‬‬
‫‪ -14‬علي بن محمد الجمعة‪ ،‬معجم المصطلحات اإلقتصادية واإلسالمية‪ ،‬مكتبة العبيكان للنشر‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬السعودية‪.2111 ،‬‬
‫‪ -12‬علي كنعان‪ ،‬النقود والصيرفة والسياسة النقدية‪ ،‬دار المنهل اللبناني للطباعة والنشر‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪.2112‬‬
‫‪ -16‬زكريا الدوري‪ ،‬يس ار السامرائي‪ ،‬البنوك المركزية والسياسات النقدية‪ ،‬دار اليازوري للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪.2113 ،‬‬
‫‪ -12‬زياد رمضان‪ ،‬محفوظ جودة‪ ،‬اإلتجاهات المعاصرة في إدارة البنوك‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار وائل للنشر‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪.2116 ،‬‬
‫‪ -18‬سرمد كوكب الجميل‪ ،‬مقدمة في إدارة المؤسسات المالية نظريات وتطبيقات‪ ،‬دار األكاديميون‬
‫للنشر والتوزيع‪.2112 ،‬‬
‫‪ -12‬سعيد سامي الحالق‪ ،‬محمد محمود العجلوني‪ ،‬النقود والبنوك والمصارف المركزية‪ ،‬دار اليازوري‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن ‪.2116‬‬
‫‪ -21‬سمير عبد الحميد رضوان‪ ،‬أسواق األوراق المالية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المعهد العالمي للفكر‬
‫اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪.1226 ،‬‬
‫‪ -21‬شقيري نوري موسى‪ ،‬األسواق المالية وآلية التداول‪ ،‬دار الكتاب الثقافي‪ ،‬األردن‪.2112 ،‬‬
‫‪ -22‬صادق راشد الشمري‪ ،‬إدارة العمليات المصرفية مداخل وتطبيقات‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2118 ،‬‬
‫‪ -23‬فؤاد صالوم حموي‪ ،‬محمد رمضان إسماعيل‪ ،‬إدارة المؤسسات واألسواق المالية‪ ،‬دار عالء الدين‬
‫للنشر والطباعة والتوزيع‪ ،‬دار مؤسسة رسالن للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪.2111 ،‬‬
‫‪ -24‬قادري محمد الطاهر‪ ،‬جعيد البشير‪ ،‬المصارف اإلسالمية بين الواقع والمأمول‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫مكتبة حسن العصرية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2114 ،‬‬
‫‪ -22‬كمال شرف‪ ،‬هاشم أبو ع ارج‪ ،‬النقود والمصارف‪ ،‬منشورات جامعة دمشق‪.1224 ،‬‬

‫‪122‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -26‬كمال يوسف الدوينى‪ ،‬إعادة هيكلة القطاع المصرفي العربي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬العربي للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.2112 ،‬‬
‫‪ -22‬محمد أحمد األفندي‪ ،‬اإلقتصاد النقدي والمصرفي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مركز الكتاب األكاديمي‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.2118 ،‬‬
‫‪ -28‬محمد الفاتح المغربي‪ :‬النقود والبنوك‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬األكاديمية الحديثة للكتاب الجامعي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪.2118 ،‬‬
‫‪ -22‬محمود حامد محمود‪ ،‬اإلقتصاد النقدي‪ ،‬دار حميث ار للنشر والترجمة‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪.2112 ،‬‬
‫‪ -31‬محمد نجيب حمادي الجوعاني‪ ،‬ضوابط التجارة في اإلقتصاد اإلسالمي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪.2112 ،‬‬
‫‪ -31‬محمد رشدي إبراهيم مسعود‪ ،‬توحيد العمالت النقدية وأثره في اقتصاد الدول المتقدمة والنامية‪ ،‬دار‬
‫النشر للجامعات‪ ،‬القاهرة‪.2112 ،‬‬
‫‪ -32‬محمود حسين الوادي‪ ،‬حسين محمد سمحان‪ ،‬سهيل أحمد سمحان‪ ،‬النقود والمصارف‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2111 ،‬‬
‫‪ -33‬مصطفى كافي‪ ،‬النقود والبنوك اإللكترونية في ظل التقنيات الحديثة‪ ،‬دار مؤسسة رسالن للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪.2111 ،‬‬
‫‪ -34‬محمود حامد محمود‪ ،‬اإلقتصاد الكلي‪ ،‬دار حميث ار للنشر والترجمة‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪.2112 ،‬‬
‫‪ -32‬محمد ضيف هللا القطابري‪ ،‬دور السياسة النقدية في اإلستقرار والسياسة النقدية (نظرية‪-‬‬
‫تحليلية‪ -‬قياسية)‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار غيداء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2111 ،‬‬
‫‪ -36‬محمد عبد الفتاح الصيرفي‪ ،‬إدارة البنوك‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المنهاج للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.2114 ،‬‬
‫‪ -32‬محمد الصيرفي‪ :‬إدارة المصارف‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪.2112 ،‬‬
‫‪ -38‬محمد فتحي البديوي‪ :‬إدارة البنوك‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المكتبة األكاديمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2112 ،‬‬
‫‪ -32‬مبارك بن سليمان بن محمد آل سليمان‪ ،‬أحكام التعامل في األسواق المالية المعاصرة‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.2112 ،‬‬

‫‪123‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -41‬مصطفى يوسف كافي‪ ،‬تحليل وادارة بورصة األوراق المالية‪ ،‬دار مؤسسة رسالن للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،‬الطبعة األولى‪.2112 ،‬‬
‫‪ -41‬محمد فتحي البدوي‪ ،‬أسواق رأس المال (بورصات األوراق المالية وصناديق اإلستثمار) دراسة‬
‫تحليلية‪ ،‬المكتبة األكاديمية‪ ،‬مصر‪.2112 ،‬‬
‫‪ -42‬منير إبراهيم هندي‪ ،‬األوراق المالية وأسواق المال‪ ،‬مركز الدلتا للطباعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2116‬‬
‫‪ -43‬نعمت عبد اللطيف مشهور‪ ،‬النشاط اإلجتماعي والتكافلي لبنوك اإلسالمية‪ ،‬المعهد العالمي للفكر‬
‫اإلسالمية‪ ،‬فرجينيا‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية‪.1226 ،‬‬
‫‪ -44‬هايل عبد الحفيظ يوسف داود‪ ،‬تغير القيمة الشرائية للنقود الورقية‪ ،‬المعهد العالمي للفكر‬
‫اإلسالمي‪ ،‬فرجينيا‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكة‪.1222 ،‬‬
‫‪ -42‬وليد العايب ولحلو بوخاري ‪ ،‬اقتصاديات البنوك والتقنيات البنكية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة حسن‬
‫العصرية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2113 ،‬‬
‫‪ -46‬وليد مصطفى شاويش‪ ،‬السياسة النقدية بين الفقه اإلسالمي واإلقتصاد الوضعي‪ ،‬المعهد العالمي‬
‫للفكر اإلسالمي‪ ،‬فرجينيا‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية‪.2111 ،‬‬
‫‪ ‬الرسائل واألطروحات‪:‬‬
‫‪ -42‬أحمد ولد الشيباني‪ ،‬فعالية السياسة النقدية والمالية في تحقيق التوازنات اإلقتصادية الكلية في ظل‬
‫برامج اإلصالح اإلقتصادي‪ ،‬دارسة حالة موريتانيا‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية‬
‫وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪.2113/2112 ،‬‬
‫‪ -84‬أنور محمد أيمن السباعي‪ ،‬الضوابط االقتصادية لإلصدار النقدي بين النظام اإلسالمي والنظام‬
‫الرأسمالي دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة القرآن الكريم والعلوم اإلسالمية‪،‬‬
‫السودان‪.2114 ،‬‬
‫‪ -42‬بن عيبش وداد‪ ،‬تداول األسهم والتصرف فيها في شركات األموال‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2112 ،‬‬
‫‪ -21‬بوروشة كريم‪ ،‬دور السياسة النقدية والمالية في تحقيق التوازن الخارجي دراسة حالة الجزائر‬
‫(‪ ،)6102-0991‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫قاصدي مرباح ورقلة‪.2112/2118 ،‬‬
‫‪124‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -21‬حدادي عبد اللطيف‪ ،‬دور السياسة النقدية والمالية في مكافحة التضخم في الدول النامية‪ ،‬دراسة‬
‫حالة الجزائر ‪ ،6108-6111‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫جياللي إلياس‪ ،‬سيدي بلعباس‪.2112/2116 ،‬‬
‫‪ -22‬حريزي رابح‪ ،‬سوق األوراق المالية (البورصة) واألدوات المالية محل التداول فيها‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪.2111/2112 ،‬‬
‫‪ -23‬عبد الباسط عبد الصمد عليه‪ ،‬دور نمو عرض النقود في نمو القطاع الخاص في الجزائر خالل‬
‫الفترة ‪( 6106-0991‬دراسة إستشرافية في ماليزيا)‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أمحمد بوقرة بومرداس‪.2118/2112 ،‬‬
‫‪ -24‬لسبط عبد هللا‪ ،‬النظام النقدي في اإلقتصاد اإلسالمي‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية‬
‫وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2112/2116 ،‬‬
‫‪ -22‬مزيود إبراهيم‪ ،‬سوق رؤوس األموال ودورها في تمويل المشاريع التنموية في الدول العربية –‬
‫داسة حالة الجزائر‪ -‬رسالة ماجيستر‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪.2112/2116‬‬
‫‪ ‬المداخالت‪:‬‬
‫‪ -26‬نوال بن عمارة‪ :‬محاسبة البنوك اإلسالمية (دراسة حالة بنك البركة الجزائري)‪ ،‬الملتقى الوطني‬
‫األول حول المؤسسة االقتصادية وتحديات المناخ االقتصادي الجديد‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم االقتصادية‪،‬‬
‫جامعة ورقلة‪ 23-22 ،‬أفريل‪. 2003 ،‬‬
‫‪ ‬المقاالت‪:‬‬
‫‪ -22‬زكرياء مسعودي‪ ،‬الزهرة جقريف‪ ،‬ماهية النقود اإللكترونية‪ ،‬المجلة الدولية للبحوث القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،2‬العدد ‪ ،2118 ،3‬ص‪-‬ص‪.23-38 :‬‬
‫‪ -28‬حسان بخيت‪ ،‬قراءة تحليلية لتطور العرض النقدي‪ ،‬سعر الصرف والتضخم في الجزائر خالل‬
‫الفترة (‪ ،)6102-0991‬مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬المجلد ‪ ،2‬العدد ‪ ،2112 ، 21‬ص‪-‬ص‪:‬‬
‫‪.231 -212‬‬

‫‪125‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ ‬المواقع اإللكترونية‪:‬‬
‫‪ -22‬عبد عبد الحليم عمار غربي‪ ،‬الوجيز في اإلقتصاد النقدي والمصرفي‪ ،‬مطبوعات كتاب‬
‫اإلقتصادي اإلسالمي اإللكتروني المجاني‪ ،‬اإلصدار األول‪ ،2118 ،‬ص‪ ،22 :‬متوفر على الموقع‬
‫اإللكتروني التالي‪ ،https://kantakji.com/1628 :‬تاريخ اإلطالع ‪.0602/60/60‬‬
‫‪ -61‬فالح خلف الربيعي‪ ،‬كتاب النقود والمصارف‪ ،‬عرض موجز‪ ،2112 ،‬متوفر على الموقع‬
‫اإلطالع‬ ‫تاريخ‬ ‫‪،https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=470554‬‬ ‫اإللكتروني‪:‬‬
‫‪.0602/60/02‬‬
‫‪ -61‬نجالء محمد إبراهيم بكر‪ :‬إقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬أكاديمية طيبة‪ ،2111 ،‬ص‪-‬ص‪،22-24 :‬‬
‫متوفر على الموقع اإللكتروني التالي‪:‬‬
‫‪ ،https://drive.google.com/file/d/1pvcmtV4v9hp0MtNIsSHu_s7IJeza23Bb/view‬تاريخ اإلطالع‬
‫‪.0602/60/9‬‬
‫‪ -62‬ميراندا زغلول رزق‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬جامعة بنها التعليم المفتوح‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬مصر‬
‫اإللكتروني‪:‬‬ ‫الموقع‬ ‫على‬ ‫متوفر‬ ‫‪،36‬‬ ‫ص‪-‬ص‪:‬‬ ‫‪،2112/2118‬‬
‫تاريخ‬ ‫‪،https://books-library.online/files/download-pdf-ebooks.org-1526569154Eo3B7.pdf‬‬
‫اإلطالع‪.2121/12/28 :‬‬

‫‪126‬‬

You might also like