Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 15

‫ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﺏ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬

‫ﻣﺠﻠﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻚ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬


‫ﻣﺤﻤﺪ ﺃﻣﻴﻦ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻲ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﺟﻔﺮﻯ‪ ،‬ﻣﺮﺍﺩ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫ﻉ‪1‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫‪2017‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫ﻣﺎﺭﺱ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪ :‬مقدمة‪:‬‬
‫‪40 - 53‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫عرفت العقود األخيرة تحوالت مهمة في طبيعة املجتمعات اإلنسانية‪ ،‬نتيجة الثورة الرقمية التي شهدها العالم‪ ،‬وكذا‬
‫‪1103676‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫لتكنولوجيا املعلوميات واالتصاالت‪ ،‬التي أحدثت تغيرات جوهرية في الحياة‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪ :‬املكثف للوسائط الحديثة‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬
‫ﻧﻮﻉ االستعمال‬
‫ّ‬ ‫كهرومغناطيسية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫توصل اإلنسان إلى اختراع وسائل حديثة لالتصال عن‬ ‫املوجات ال‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬اليومية لإلنسان‪ ،‬فبعـد اكتشافه‬
‫‪Arabic‬‬
‫ّ‬
‫السلكية (التي انطلق العمل بها في منتصف القرن‬ ‫تطو ًرا ملفتا لالنتباه‪ ،‬فمن وسائل ّ‬
‫االتصال‬ ‫بعد‪ ،‬سرعان ما عرفت ّ‬
‫‪IslamicInfo‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ّ‬ ‫ّ‬
‫االتصاالت الال ّ‬
‫البصرية ‪ ،‬التي أحدثت ثورة في ميدان‬ ‫ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‪،‬‬
‫واأللياف‬ ‫ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻂ‬
‫األقمار الصناعية‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪،‬‬
‫ة‪ ،‬إلى‬ ‫سلكي‬ ‫التاسع عشر) ‪ ،82‬ووسائل ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‬
‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/1103676‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬االتصاالت الدولية‪.‬‬
‫فقد أصبحت الوسائط التكنولوجيا من اآلليات األساسية واملعول عليها في إحداث التنمية املستدامة‪ ،‬األمر الذي‬
‫كان له انعكاس علـى كيفية تدبير وتسيير املرافق واإلدارات العمومية وشبه العمومية‪ ،‬التي تعتبر القاطرة التي تحرك‬
‫عجلة التنمية في الدول النامية‪.‬‬
‫وتتعدد األسباب التي حفزت املغرب على إدخال هذه الوسائط التكنولوجيا باإلدارة العمومية‪ ،‬ففي ظل عدم‬
‫تحقيق برامج التأهيل واإلصالح اإلداري التي قامت بها الحكومات املغربية لألهداف املسطرة‪ ،83‬ونتيجة ملا أصبح‬
‫يشهده العالم من تحديات كبرى في ظل عالم القرن الواحد والعشرين‪ ،‬التى تختصر العوملة‪ ،‬والفضاء الرقمي‪،84‬‬
‫واملعرفة‪ ،‬وثورة االنترنيت‪ ،‬بكل متغيراته وحركة اتجاهاته‪ ،85‬وبغية تحسين العالقة مع جمهور املرتفقين‪ ،‬عمل‬

‫© ‪ 2021‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫=‬

‫‪40‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫عرفت العقود األخيرة تحوالت مهمة في طبيعة املجتمعات اإلنسانية‪ ،‬نتيجة الثورة الرقمية التي شهدها العالم‪ ،‬وكذا‬
‫االستعمال املكثف للوسائط الحديثة لتكنولوجيا املعلوميات واالتصاالت‪ ،‬التي أحدثت تغيرات جوهرية في الحياة‬
‫ّ‬ ‫كهرومغناطيسية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫توصل اإلنسان إلى اختراع وسائل حديثة لالتصال عن‬ ‫اليومية لإلنسان‪ ،‬فبعـد اكتشافه املوجات ال‬
‫ّ‬
‫السلكية (التي انطلق العمل بها في منتصف القرن‬ ‫تطو ًرا ملفتا لالنتباه‪ ،‬فمن وسائل ّ‬
‫االتصال‬ ‫بعد‪ ،‬سرعان ما عرفت ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الال ّ‬
‫البصرية ‪ ،‬التي أحدثت ثورة في ميدان‬ ‫سلكية‪ ،‬إلى األقمار الصناعية واأللياف‬ ‫التاسع عشر)‪ ،82‬ووسائل االتصاالت‬
‫االتصاالت الدولية‪.‬‬
‫فقد أصبحت الوسائط التكنولوجيا من اآلليات األساسية واملعول عليها في إحداث التنمية املستدامة‪ ،‬األمر الذي‬
‫كان له انعكاس علـى كيفية تدبير وتسيير املرافق واإلدارات العمومية وشبه العمومية‪ ،‬التي تعتبر القاطرة التي تحرك‬
‫عجلة التنمية في الدول النامية‪.‬‬
‫وتتعدد األسباب التي حفزت املغرب على إدخال هذه الوسائط التكنولوجيا باإلدارة العمومية‪ ،‬ففي ظل عدم‬
‫تحقيق برامج التأهيل واإلصالح اإلداري التي قامت بها الحكومات املغربية لألهداف املسطرة‪ ،83‬ونتيجة ملا أصبح‬
‫يشهده العالم من تحديات كبرى في ظل عالم القرن الواحد والعشرين‪ ،‬التى تختصر العوملة‪ ،‬والفضاء الرقمي‪،84‬‬
‫واملعرفة‪ ،‬وثورة االنترنيت‪ ،‬بكل متغيراته وحركة اتجاهاته‪ ،85‬وبغية تحسين العالقة مع جمهور املرتفقين‪ ،‬عمل‬

‫=‬

‫‪40‬‬
‫املسؤولون املغاربة على وضع استراتيجية وطنية لرقمنة العمل اإلداري في أفاق خلق إدارة إلكترونية قائمة الذات‬
‫ملواكبة التطورات السريعة واملتالحقة التي يشهدها العالم حاليا‪.‬‬
‫فالتقدم العلمي أصبح يفرض نفسه بقوة على جميع الدول‪ ،‬وأصبحت التكنولوجيا تغير وجه العالم‪ ،‬وتغير‬
‫ارتباطاتنا االقتصادية واالجتماعية التي نعيشها كل يوم‪ ،‬فما كان يمكن الحصول عليه في ساعات أو أيام أو ربما شهور‬
‫وسنوات‪ ،‬أضحى اليوم يتم الحصول عليه في دقائق كحد أقص ى‪ ،86‬فبدأ الحديث عن الدور الذي يمكن أن تلعبه‬
‫تكنولوجيا املعلوميات واالتصاالت في تحقيق التنمية املستدامة‪ ،‬األمر الذي تطلب اعتماد رؤية استراتيجية لتطوير‬
‫اإلدارة العمومية باملغرب ( املبحث األول )‪ .‬من خالل العمل على تأهيل املوظف العمومي وتشجيع املواطنين ملواكبة‬
‫االنعكاسات التي أضحت تفرضها الثورة الرقمية (املبحث الثاني)‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬اعتماد رؤية استراتيجية لتطوير اإلدارة العمومية‬

‫إن وجود رؤية استراتيجية لتطوير اإلدارات واملؤسسات العمومية‪ ،‬تتجاوز تلك املقاربة الضيق الذي أفرزها تفعيل‬
‫ورش املغرب الرقمي ‪ ،872013‬يكتس ي أهمية بالغة اليوم ملا لها من دور في توفير خدمة عمومية ذات جودة عالية‬
‫تستجيب ملطالب ورغبات جموع املواطنين‪ ،88‬عن طريق توفير الوسائل الضرورية لتطوير التبادل املعلوماتي داخل‬
‫الجهاز اإلداري‪ ،‬وبشكل خاص تحقيق التناغم بين األنظمة املعلوماتية التابعة ملختلف األجهزة والهياكل اإلدارية لتطوير‬
‫العمل اإلداري من خالل الوعي بأهمية نظم املعلوميات في تطوير العمل باإلدارة العمومية (الفقرة األولى)‪ ،‬وحتى ال‬
‫يصبح مشروع رقمنة العمل اإلداري غاية في حد ذاته‪ ،‬وإنما وسيلة لخدمة املواطنين وتيسير معامالتهم اليومية وتحسين‬
‫العالقة معهم‪ ،‬باإلضافة إلى توفير الشروط املالئمة لتنمية اقتصادية واجتماعية‪ ،‬عن طريق تنمية استعمال تكنولوجيا‬
‫املعلوميات واالتصال داخل اإلدارة العمومية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬أهمية املعلوميات باإلدارة العمومية‬

‫إن عملية إدخال التكنولوجيا الحديثة بوسائلها املتنوعة إلى اإلدارة العمومية‪ ،‬أمر أصبح مؤكدا لجميع العاملين‬
‫واملتعاملين مع هذا الجهاز‪ ،‬ذلك أنها آلية من اآلليات املهمة التي ستمكن من تحسين وإرساء عالقات متميزة ما بين‬
‫اإلدارة واملنتفعين بخدماتها‪ ،‬من منطلق أن الحق في املعلومة الذي ينص عليه الفصل ‪ 27‬مـن دستور فاتح يوليوز‪2011‬‬
‫‪ ،89‬أضحى يفرض بث جميع الوثائق عبر شبكة االنترنيت‪ ،‬األمر الذي قد يعطي بعدا جديدا ملفهوم الشفافية اإلدارية‪،‬‬

‫=‬

‫‪41‬‬
‫ويمهد الطريق لدمقراطة اإلدارة‪ ،‬بجعلها إدارة مواطنة تستجيب النتظارات كل الفاعلين‪ ،‬فمن حق املواطنين أن يكونوا‬
‫على بينة من كل األمور التي تخص عالقتهم باإلدارة‪ ،‬ومن حقهم االستفادة من ذلك بكل شفافية ومصداقية‪ ،‬ذلك أن‬
‫تبني مشروع اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬يجب أن يهدف بالدرجة األولى إلى إصالح اإلدارة وتنميتها وتطورها وتأهيلها بهدف‬
‫تحسين جودة الخدمات اإلدارية املقدمة‪.‬‬
‫كما أن تكنولوجيا املعلوميات واالتصال تعتبر من أهم العوامل املؤثرة على نمو وتطور املجتمعات في شتى مجاالت‬
‫الحياة‪ ،‬فهي باإلضافة إلى العنصر البشري تشكل إحدى العوامل التي يتم بها تقييم مدى تقدم اإلدارة العمومية‪ ،‬األمر‬
‫الذي يفرض تطوير األنظمة املعلوماتية بشكل تدريجي لتوفير املعلومات الالزمة لتسهيل مسار اتخاذ القرارات اإلدارية‪،‬‬
‫في إطار مبادئ الحكامة اإللكترونية‪ ،‬التي أضحت تساهم في تحسين العمل اإلداري‪.‬‬
‫فعندما تؤسس اإلدارة أساسا قويا ومتينا وفعاال في مجال تقديم الخدمات إلكترونيا سواء لألفراد أو املنظمات‬
‫الخاصة املحلية منها أو الدولية‪ ،‬فإن ذلك سيؤدي في النهاية لخلق مناخ إيجابي يمكن تلك الجهات من إجراء املعامالت‬
‫إلكترونيا فيما بينها وبين املواطنين بغرض تقليص النفقات وتحسين جودة الخدمات املقدمة من طرف املرافق العامة‪.90‬‬

‫‪ :1‬الرفع من كفاءة الجهازاإلداري‬

‫إذا كان الدفع بعجلة التنمية اإلدارية يعتبر الهاجس الرئيس ي ملختلف الفاعلين اإلداريين‪ ،‬ملا لها من دور في تحسين‬
‫أداء اإلدارة العمومية وتقريب اإلدارة من املواطنين والقضاء على البيروقراطية‪ ،‬فإن االستثمار في قطاع التكنولوجيا‬
‫الحديثة داخل اإلدارة العمومية أضحى يعتبر هدفا أساسيا للعديد من الدول لتحسين هياكلها اإلدارية من جهة‪،‬‬
‫وإلرضاء احتياجات املواطنين من جهـة أخرى‪.‬‬

‫فالرغبة في الرفع من كفاءة الجهاز اإلداري من العوامل التي دفعت باإلدارة العمومية املغربية إلى استعمال تقنيات‬
‫حديثة داخلها للرقي بعملية التسيير اإلداري ومن أجل تلبية الحاجيات اإلدارية للمواطنين‪ ،‬حيث أضحت املعلوميات‬
‫تعتبر من آليات الحديثة التي تتبناها اإلدارة العمومية اليوم لتنظيم مرافقها وإدارة أعمالها ونشاطاتها‪ ،‬مما يساعد في‬
‫القضاء على املشاكل التي كانت تحد من فعالية عمل الجهاز اإلداري‪.‬‬

‫كما أن تقديم الخدمات اإلدارية بصورة أفضل هي من الدوافع الرئيسية التي يسعى لتحقيقها ورش اإلدارة‬
‫اإللكترونية الذي انخرط فيه املغرب منذ سنوات‪ ،‬بتحسين خبرات األفراد في التعامل مع اإلدارة عند تقديمهم للطلبات‬
‫أو الحصول على الخدمات‪ ،91‬وأيضا بخلق بيئة متميزة للعمل اإلداري يستطيع من خاللها املوظف اكتساب املهارات‬
‫والكفاءات املطلوبة في استخدام التكنولوجيا الحديثة باإلدارة العمومية‪ ،‬وتحسين اآلليات التواصلية مع املواطنين‪.‬‬

‫‪ : 2‬فتح قنوات اتصال جديدة بين اإلدارة واملواطنين‬

‫‪42‬‬
‫إن توظيف تكنولوجيا املعلوميات واالتصاالت باملغرب يهدف في املقام األول إلى إحداث التغيير اإليجابي في النسق‬
‫اإلداري‪ ،‬من خالل السعي نحو تحسين وإثراء ما هو موجود ورفع مستوى العمل اإلداري‪ ،‬سواء قصد إرضاء املنتفعين أو‬
‫بقصد التفوق في مجال املنافسة اإلدارية مع غيرها من اإلدارات‪ ،92‬وفي كل الحاالت يبقى العميل أو املرتفق هو املستفيد‬
‫األول من هذا التحسين املستمر واملتواصل‪ ،93‬وهذا األمر يتم من خالل ‪:‬‬
‫ضرورة التعرف على احتياجات املتعاملين مع اإلدارة األساسية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إشراك العاملين في تخطيط وتطوير الخدمات املقدمة لهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وضع نظام لقياس درجة رضا املتعاملين كجزء أساس ي يتيح للمتعاملين مع اإلدارة الحصول على الخدمات دون‬ ‫‪-‬‬
‫مساعدة من أي موظف‪،‬‬
‫إيجاد قنوات متعددة للسماح للمواطن بالدخول إلى النظام اإللكتروني في كل ساعات اليوم وفي كل أيام‬ ‫‪-‬‬
‫األسبوع‪،‬‬
‫وجود إجراءات لتلقي الشكاوي ومعالجتها وفقا ملعايير تحدد املدة التي يجب فيها تنفيذ مثل هذه اإلجراءات‪،94‬‬ ‫‪-‬‬
‫لذلك فإن تطبيق مشروع الرقمنة اإلدارية يجعل اإلدارة أكثر قربا من املواطنين‪ ،‬عن طريق تزويدهم بدخول سهل‬
‫وسريع إلى املعلومات عبر االنترنيت‪ ،‬فاإلدارة االلكتـرونية سوف تعمل على إعادة بناء عالقات جديدة بين اإلدارة‬
‫واملواطنين من خالل الت مكن من اآلليات الحديثة لتقنيات املعلوميات‪ ،‬والسما الحاسب اآللي الذي يعتمد في الواقع على‬
‫برامج املعلوميات التي هي من حيث املبدأ ال تؤمن بالعالقة العاطفية وما قد ينتج على ذلك من املخاطر التي يتعرض لها‬
‫املرتفق‪ ،95‬بسبب مزاجية املوظف املخول له القيام بالعمل اإلداري‪.‬‬

‫من هذا املنطلق‪ ،‬عملت بعض القطاعات الوزارية على االستفادة من هذه التقنيات في فتح وابتكار طرق جديدة‬
‫لالتصال تقوم على التوظيف األمثل لهذه الوسائل في عملية التواصل اليومي مع املواطنين‪ ،‬حيث قـامت وزارة الداخلية‬
‫مثال في هـذا اإلطار‪ ،‬بفتح موقع الكتروني على شبكة االنترنيت لتسجـيل في اللوائح االنتخابية سنة ‪ ،2015‬من خالل املوقع‬
‫الوزاري ‪ ،www.listeselectorales.ma‬وكذلك من خالل موقع ‪ www.Watiqa.ma‬للحصول على شواهد الحالة املدنية‪،‬‬
‫كذلك قامت وزارة العدل والحريات بإنشاء مواقع على الشبكة العنكبوتية قصد تمكن املواطنين من اإلطالع على األحكام‬
‫القضائية أو الحصول على السجل العدلي بدون الحضور إلى أروقت املحاكم ‪ ،www.e-justice.ma‬نفس النهج سارت‬
‫عليه املديرية العامة لضرائب غير املباشرة‪ ،‬من خالل تمكين املستوردين واملعشرين من إنجاز الوثائق الضرورية بواسطة‬
‫اآلليات الحديثة لالتصال‪ ،‬في إطار برنامج ‪ ،BADR‬وبرنامج ‪ ،96SADOC‬املعمول بهما من طرف هذه املديرية‪ ،‬كما قامت‬

‫‪43‬‬
‫وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي اعتمادا على تكنولوجيا املعلوميات بتبني برنامج ‪ ،JAMRATI‬لتسهيل ولوج الطلبة إلى‬
‫داخل املؤسسات التعليمية العليا‪ ،‬والقيام باإلجراءات اإلدارية عبر الوسائط اإللكترونية الحديثة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تنمية استعمال تكنولوجيا املعلوميات واالتصال داخل اإلدارة العمومية‬

‫بدءا‪ ،‬يجب القول أن استعمال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪ ،‬أضحى عنصرا أساسيا في منظومة التحديث اإلداري‪،‬‬
‫ذلك أن اإلدارة العمومية بكل مكوناتها وهيكلها التنظيمي والفني أصبحت مطالبة بمواكبة العصر بتطوير أساليب‬
‫العمل اإلداري‪.‬‬

‫فقد أصبح الطموح باملغرب يتجسد في بناء إدارة عصرية دائمة اإلصغاء ملحيطها الوطني والدولي‪ ،‬ومتوفرة على‬
‫اآلليات الالزمة لالستجابة لحاجيات جميع مكونات املجتمع أفرادا وجماعات‪ ،‬ومهتمة بتقديم أفضل خدمة عمومية‪،‬‬
‫ذات جودة عالية‪ ،‬وقريبة من املواطنين‪ ،‬وبأقل تكلفة ممكنة‪.‬‬

‫ذلك أن تكنولوجيا الحديثة‪ ،‬أصبحت اليوم هي اللبنة األساسية لصناعة املستقبل اإلداري ملا توفره من دعامات‬
‫أساسية في تطوير وتنمية العمل اإلداري‪ ،‬وباعتبارها آلية لتعزيز الدور التشاركي بين جميع مكونات اإلدارة العمومية‪،‬‬
‫عن طريق تحقيق األهداف التالية‪:‬‬

‫تبسيط اإلجراءات داخل املؤسسات العمومية‪ ،‬وهذا ينعكس ايجابيا على مستوى الخدمات التي تقدم إلى‬ ‫‪-‬‬
‫املواطنين‪،‬‬
‫اختصار وقت تنفيذ وانجاز املعامالت اإلدارية املختلفة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تسهيل إجراء االتصال بين دوائر املؤسسة املختلفة‪ ،‬وكذلك مع املؤسسات األخرى داخل وخارج البلد‪97،‬‬ ‫‪-‬‬
‫توفير كم هائل من املعلومات والبيانات الحكومية والتشريعية والقضائية ونحوها للمواطنين ولقطاعات‬ ‫‪-‬‬
‫األعمال‪ ،‬وللجهات الحكومية األخرى ذات االرتباط اإلداري والعلمي ولكل من يحتاجها‪،98‬‬
‫إن استعمال تكنولوجيا املعلوميات واالتصاالت‪ ،‬أصبح حجر الزاوية في بناء صرح تنظيم إداري فعال‪ ،‬لتجسيد‬
‫أهداف ومرامي سياسة تفعيل االستراتيجية الوطنية لإلدارة االلكترونية‪ ،‬ومن أجل إعطاء التنمية املحلية بأبعادها‬
‫االقتصادية واالجتماعية واإلدارية معناها الحقيقي‪.‬‬

‫فاإلدارة اإللكترونية ليست مجرد إجراء تقني أو إداري‪ ،‬بل توجها حاسما لتطوير وتحديث الهياكل اإلدارية والنهوض‬
‫بالتنمية املندمجة في إطار الحكامة اإللكترونية‪ ،‬الش يء الذي يتطلب تغييرا في السلوكيات والعقليات‪ ،‬الن ذلك أساس‬
‫نجاح التنمية اإلدارية املرتبطة باستعمال تكنولوجيا املعلوميات‪ ،‬وذلك عن طريق‪:‬‬

‫‪ : 1‬تطويروتأهيل آليات االشتغال داخل اإلدارة‬

‫‪44‬‬
‫يمثل تطوير وتأهيل البنية التحتية لإلدارة العمومية بجعلها قادرة على استيعاب اآلليات الحديثة لتكنولوجيا‬
‫املعلوميات واالتصال إحدى الركائز األساسية لتطوير اإلدارة العمومية باملغرب‪ ،‬من خالل إنشاء بنوك للمعطيات موحدة‬
‫مشتركة ومحينة‪ ،‬ووضعها رهن إشارة مختلف املؤسسات والهيئات العمومية‪ ،‬لضمان إنجاز أفضل الخدمات لصالح‬
‫املواطنين عن طريق وضع الخدمات اإلدارية على الخط الستفادة منها من طرف املرتفقين‪ ،‬وللرفع من قيمة الوتيرة ثم‬
‫اعتماد مقاربة وطنية‪ ،‬تقوم على تعـدد قنـوات االتصال لتسهيل الحصول على الخدمات املطلوبة‪ ،‬مع توفير األجهزة‬
‫واملعدات الضرورية لذلك‪ ،‬إلى جانب تجديد أسطول الحواسيب باإلدارات‪ ،‬عن طريق وضع خطة سنوية للتزود باملعدات‬
‫الضرورية لكل إدارة عمومية‪ ،‬باإلضافة إلى تبني استراتيجية مندمجة لتزويد املواطنين باملعطيات والوثائق التي تمتلكها هذه‬
‫اإلدارات لتسهيل حياتهم اليومية‪ ،‬لذلك تم تحرير قطاع االتصاالت‪ ،99‬لتحسين الخدمات املوضوعة على الخط إلى جانب‬
‫تطوير وتوسيع شبكات االتصال‪.‬‬

‫‪ :2‬تعزيزآليات الشراكة بين القطاعين العام والخاص‬

‫‪45‬‬
‫إن تعزيز آليات الشراكة والتعاون بين القطاعين العام والخاص طبقا لقانون ‪ ،10086/12‬يعد من بين أهم الوسائل التي‬
‫سوف تمكن اإلدارة العمومية من تحقيق دورها األساس ي في االستجابة لحاجيات وإنتظارات املواطنين‪ ،‬عن طريق االستفادة‬
‫من اآلليات التي تعتمدها بعض مؤسسات القطاع الخاص ذات الريادة في مجال استخدام تكنولوجيا الحديثة للمعلوميات‪.‬‬

‫وللوصول إلى هذا املبتغى عملت الدولة على تطوير عالقة الشراكة في مجال استعمال تكنولوجيا املعلوميات‬
‫واالتصال‪ ،‬عن طريق تفعيل دور املؤسسات الوطنية املتخصصة ذات االرتباط بتتبع وتقييم ورصد مدى اندماج‬
‫املؤسسات واإلدارات العمومية في التوظيف األمثل لتكنولوجيا الحديثة‪ ،101‬إلى جانب تثمين مهام الوكالة الوطنية لتقنين‬
‫املواصالت‪ ، 102‬كهيئة وطنية مستقلة يعهد إليها تطوير وتوجيه وتتبع استعمال تكنولوجيا املعلوميات واالتصال داخل‬
‫اإلدارة العمومية من خالل‪:‬‬

‫▪ ـتبع وتطوير أنشطة البحث العلمي املتعلقة باستخدام تكنولوجيا املعلوميات واالتصال‪،‬‬
‫▪ إعداد الدراسات امليدانية الخاصة باختيار تكنولوجيا املعلومـيات املالئمة للتسيير اإلداري ووضع األهداف‬
‫والبرامج‪،‬‬
‫▪ مساعدة اإلدارات على وضع برامج التحديث اإلداري‪،‬‬

‫▪ السهر على توحيد البرامج الوطنية في ميدان استعمال التكنولوجيا الحديثة‪،‬‬


‫▪ إعداد قاعدة بيانية للخدمات عن بعد‪ ،‬التي يمكن تغطيتها بواسطة تكنولوجيا املعلوميات‪،‬‬

‫ذلك أن للقطاع الخاص دور هام في مساندة املشاريع اإللكترونية‪ ،‬من خالل مساهمته في توفير املوارد األساسية‬
‫من أجهزة وبرمجيات‪ ،‬كما يمكن للقطاع الخاص مساندة املشاريع اإللكترونية من خالل توفير خدماته االستثمارية‬
‫والتطويرية والعمل على تقديم الحلول التقنية املناسبة‪ ،‬لتحقيق األهداف املنشودة من تلك املشاريع‪ ،103‬مع ضرورة‬

‫‪46‬‬
‫مشاركته في االستثمار والتمويل لتحسين البنية التحتية لشبكات االتصاالت والقيام بعمليات صيانة األجهزة‪ ،‬وإنشاء‬
‫املعاهد التدريبية لتطوير الكفاءات العلمية‪.104‬‬

‫وقد قامت السلطات اإلدارية بعدة اتفاقيات شراكة مع القطاع الخاص‪ ،‬وحتى بين اإلدارات العمومية من أجل‬
‫تأهيل اإلدارة ومدها بالتكنولوجيات الحديثة‪ ،‬ومن هذه االتفاقيات‪:‬‬

‫‪ -‬اتفاقية شراكة موقعة بين كتابة الدولة املكلفة بالبريد وتقنيات االتصال واإلعالم ووزارة الوظيفة العمومية‬
‫واإلصالح اإلداري بتاريخ ‪ 23‬ابريل ‪،2001‬‬

‫‪ -‬االتفاقية املتعلقة بالتكوين في املعلوميات املكتباتية املبرمة مابين إدارة الجمارك والضرائب غير املباشرة‬
‫ومكتب التكوين املنهي وإنعاش التشغيل‪105،‬‬

‫إن الثورة الرقمية بكافة أشكالها وتطبيقاتها فرضت نفسها بقوة على املجتمعات اإلنسانية‪ ،‬لذلك كان البد من‬
‫تنسيق الجهود واملبادرات بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬ملواجهة كل التحديات والعوائق التي قد تطرح في سياق تنزيل‬
‫االستراتيجية الوطنية ملجتمع املعرفة‪ ،‬وإيجاد الحلول املناسبة لها وتحديد رؤية مستقبلية لضمان نجاح تطبيق مشروع‬
‫اإلدارة االلكترونية باملغرب‪ ،‬ونشر الوعي اإللكتروني داخل املجتمع‪.‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬الثورة الرقمية و انعكاساتها على املواطن واملوظف العمومي‬


‫أن خيار تبني تكنولوجيا املعلوميات لم يعد رفاهية أومن كماليات الحياة‪ ،‬ولكن أصبح تحديا تنمويا في املقام األول‪،‬‬
‫ولم يعد هناك بديل عنه للشعوب واألمم لتحقيق تنمية مستدامة‪ ،‬وهذا ما أضحى يستلزم تفعيل جميع املشاريع‬
‫املتعلقة بتوظيف تكنولوجيا املعلوميات ومواجهة التحديات التي قد تعترض إنجاح هذا الورش الوطني‪ ،‬من خالل‬
‫العمل على وضع خطط إستراتيجية إلعداد مواطن رقمي قادر على التفاعل اإليجابي مع الوسائط اإللكترونية الحديثة‬
‫(الفقرة األولى )‪ ،‬مع العمل على تهيئة موظف عمومي إلكتروني ( الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬وضع خطط استراتيجية إلعداد مواطن رقمي‪106‬‬

‫إن تعزيز وتدعيم فرص التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬أضحى يتطلب تحقيق التعليم والتدريب مدى الحياة لزيادة‬
‫االبتكار واإلبداع للمجتمع لكي يتمكن من التنافس والتواجد في عالم سريع التحوالت‪ ،‬وهذا يعني لزوم إعادة النظر في‬

‫‪47‬‬
‫نظم التعليم والتدريب ملواكبة التحول الجديد‪ ،‬بما في ذلك الخطط والبرامج واألساليب التعليمية والتدريبية على كافة‬
‫املستويات‪ ،‬وإلى توعية اجتماعية بثقافة رقمية‪ ،‬واالستعداد النفس ي والسلوكي والفني واملادي‪ ،‬وغير ذلك من متطلبات‬
‫التكيف‪.107‬‬

‫ذلك أن اإلدارة االلكترونية إدارة عمومية مسؤولة عن تقديم املعلومات والخدمات اإللكترونية بطريقة رقمية‬
‫للمواطنين ومؤسسات األعمال القادرة على االتصال إلكترونيا عن بعد‪ ،108‬الش ئ الذي يتطلب من الحكومات الوطنية‬
‫االستفادة من اآلليات اإللكترونية الحديثة حتى تتفاعل إلكترونيا مع مواطنيها‪ ،‬من خالل استغالل الفرص التي تقدمها‬
‫تكنولوجيا املعلوميات واالتصال في الرفع من كفاءة الجهاز اإلداري للمساهمة في تحويل األنشطة اإلدارية‪ ،‬من الطرق‬
‫واألساليب التقليدية إلى تقديم خدمات اإللكترونية أكثر ديناميكية وتفاعلية‪ ،‬واالسترشاد بها من أجل تمكين املواطن من‬
‫املهارات األساسية للتفاعل مع مجتمع املعرفة على الصعيد املحلي والعاملي والتحلي بالسمات األساسية لقيادات اإلدارة‬
‫اإللكترونية‪ ،109‬من خالل العمل على‪:‬‬

‫‪ :1‬االستيعاب الفكري ملفهوم اإلدارة االلكترونية‬


‫إن ناجعة تطبيق خيار اإلدارة االلكترونية والحد من املشاكل التي تواجهها باملغرب‪ ،‬رهين بوضع خطط تنموية تهدف‬
‫إلى وضع فلسفة جديدة في التكوين والتدريب‪ ،‬تقوم على نمط وأسلوب تعامل وتفاعل بين املواطنين واملؤسسات‬
‫العمومية على اختالف أنواعها وتوجهاتها بشكل الكتروني‪.‬‬

‫ويحتم هذا األمر بالضرورة إعداد مناهج عمل متكاملة والقيام بحمالت توعية تستهدف تهيئة املواطنين ومؤسسات‬
‫املجتمع املدني‪ ،‬حتى تكون قادرة على التعامل اإليجابي مع الوسائط واألساليب التقنية الحديثة‪ ،‬عن طريق أشعار جمهور‬
‫املتعاملين الحاليين واملتوقعين بأهمية القضايا املطروحة من خالل إعالمهم باإلجراءات التي ثم اتخاذها على الشبكة‪،‬‬
‫وتجزئة األمور واملشكالت املعقدة إلى مكونات سهلة الفهم‪ ،‬وإتباع األسلوب أالستباقي في تشجيع املستخدمين على‬
‫االهتمام بكل جوانب استخدام التقنية املعلوماتية‪ ،‬وذلك من خالل ‪:‬‬

‫▪ ـإعداد وتهيئة املواطن قبل تطوير التقنيات‪،‬‬

‫▪ عقد الندوات واملحاضرات لجميع أفراد املجتمع‪،‬‬

‫▪ إدراج التقنيات اإللكترونية كأحد املواد املقررة في املنهج التربوي والتعليمي‪،‬‬

‫▪ إطالق برامج إعالمية لتثقيف املجتمع‪،110‬‬

‫‪48‬‬
‫▪ ضمان فرص متساوية لوصول املواطنين إلى الخدمات اإلدارية اإللكترونية‪،‬‬

‫▪ خلق ثقافة إيجابية لدى املواطنين والقطاعات املستهدفة بمشروع اإلدارة اإللكترونية‪،‬‬

‫إن الثقافة املعلوماتية وقدرة الفرد على الوصول إلى املعلومة في مصدرها والوقت املناسب والحكم على قيمتها وصحتها‬
‫وتوثيقها وتأمينها من املهارات الواجبة للتعايش اإليجابي الفاعل مع م جتمعات املعرفة لتحقيق املنفعة من معطياتها‬
‫واستثمار تحدياتها‪ ،‬وقد اهتمت العديد من الحكومات بتثقيف مواطنيها وتسليحهم بمهارات القرن الجديد أو ألفية‬
‫املعلوميات امل فتوحة‪ ،‬وفي سبيل تحقيقها لهذا الغرض ثم وضع الخطط والسياسات والبرامج للتوعية املعلوماتية على‬
‫مستوى املواطن العادي‪ ،‬وشاع استخدام مصطلح املواطن اإللكتروني أو الفرد الرقمي للتميز بين املثقف واألمي‬
‫معلوماتيا‪ ،111‬ولعل مثال كوستاريكا يبرز مدى قدرة الدولة على القيام بتنمية الفرد ليتفاعل مع الرقمية‪ ،‬بما جعلها في‬
‫مصاف الدول ذات املكانة في مجال تكنولوجيا املعلوميات‪ ،‬ولقد كان سبب صعود كوستاريكا إلى مصاف الدول الريادية‬
‫هنا هو قوة القيادة السياسية وتصميمها على تخصيص جزء من ميزانية الدولة لتنمية قطاع تكنولوجيا املعلوميات‬
‫واالتصاالت‪.112‬‬

‫‪ : 2‬توعية املواطنين بمزايا اإلدارة اإللكترونية لتحقيق التنمية‬


‫لقد أضحى موضوع التنمية في جوانبها املتعددة يحتل مكانة مهمة لدى الكثير من الدارسين واملختصين‪ ،‬الكل انطالقا‬
‫من الحقل املعرفي الذي ينتمي إليه‪ ،‬ولعل ما ولد هذه العناية بمواضيع التنمية خصوصا اإلدارية منها‪ ،‬هو إيمان كل من‬
‫الفاعلين السياسيين‪ ،‬االقتصاديين واالجتماعيين‪ ،‬وكذا املواطنين بأهمية ومدى انعكاساتها على مختلف املجاالت ذات‬
‫االرتباط الوثيق بانتظاراتهم ومصالحهم‪ ،‬على اعتبار أن هذا األخير هو املعني األول واألخير بالعملية التنموية‪.‬‬

‫وتظهر أهمية هذه امل سألة انطالقا من املزايا والفوائد التي أصبحت تقدمها تكنولوجيا املعلوميات‪ ،‬فالحديث لم يعد‬
‫يتمحور اليوم حول سبل اإلصالح اإلداري أو التحديث اإلداري‪ ،‬وإنما حول القدرة على استيعاب التكنولوجيا الحديثة‬
‫داخل املنظومة اإلدارية‪ ،‬وأيضا مدى القدرة على وضع اإلطار القانوني الذي بإمكانه مجابهة كل األسئلة القانونية التي‬
‫سوف يطرحها استخدام الوسائط اإللكترونية الحديثة داخل اإلدارة العمومية‪ ،‬فهذه األخيرة هي ابنة بيئتها تتأثر بكافة‬
‫العوامل املحيطة بها‪ ،‬لذلك فإن تنميتها مرتبطة بمجموعة من الروابط أو نسيج من العوامل السياسية‪ ،‬االقتصادية‪،‬‬
‫اإلدارية واالجتماعية‪ ،‬والعمل على نشر التوعية بأهمية التقنيات الحديثة داخل املجتمع‪ ،‬ولعل هذا ما دفع بالسلطات‬
‫العمومية إلى اعتماد هذه التقنيات‪ ،‬سواء على مستوى التنظيم اإلداري الداخلي أوفي عالقة اإلدارة مع محيطها‬
‫االقتصادي واالجتماعي‪.113‬‬

‫‪49‬‬
‫نخلص مما سبق‪ ،‬أن وضع خطط استراتيجية لتكوين وتهيئة مواطن رقمي قادر على التعامل بالوسائط االلكترونية‬
‫الحديثة‪ ،‬شكلت إحدى االنشغاالت األساسية للحكومات واملنظمات الدولية‪ ،114‬في سياق بناء نظام متكامل يسهل إعادة‬
‫تصميم اإلجراءات والعمليات اإلدارية بشكل يقوم على تطوير القدرات اإلدارية‪ ،‬بما يهدف إلى تحسين جودة الخدمات‬
‫العمومية والنهوض باستخدام التقنيات املعلوماتية داخل اإلدارة العمومية‪ ،‬ويحقق بالفعل مفهوم اإلدارة اإللكترونية‪.115‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬العمل على تهيئة موظف عمومي اإللكتروني‬


‫إن انخراط املغرب في الدينامية الجديدة ملجتمع املعرفة واإلعالم‪ ،‬والعمل على إدخال التقنيات الحديثة إلى املنظومة‬
‫اإلدارية واستعمال الوسائط االلكترونية لتقديم الخدمات العمومية‪ ،‬و تبادل املعطيات والوثائق اإلدارية بين اإلدارات‬
‫واملنتفعين بخدماتها‪ ،‬ساهمت في بروز آليات وقواعد للعمل اإلداري تشكل تكنولوجيا املعلوميات واالتصال عصب الحياة‬
‫فيها‪.‬‬

‫ذلك أن التغيرات الجوهرية التي فرضتها تكنولوجيا الحديثة داخل اإلدارة العمومية‪ ،‬فرضا واقعا جديدا على‬
‫املوظفين العموميين بظهور قواعد واآلليات جديدة تنظم العالقات التفاعلية بين اإلدارة واملوظف‪ ،‬مما أضحى يتيح لهذا‬
‫األخير متابعة وضعيته اإلدارية‪ ،‬وتنظيم عمله املنهي‪ ،‬وأيضا التقدم بشكاوي إلى جهة عمله أو الجهـة املختصة في حال‬
‫حدوث خطأ إداري في حقه مما يطور أداء اإلدارة وأساليب تنظيمها‪116 .‬‬

‫ذلك أن الرهان على الوسائط الحديثة لتطوير العمل اإلداري وتزايد االعتماد على استعمال التقنيات الحديثة لقضاء‬
‫املصالح الشخصية وتسريع وثيرة العمل اإلداري‪ ،‬أضحى يطرح إشكاليـة الحماية القانونية النتيجة عن استخدام وسائل‬
‫االتصال الحديثة ونوعيـة الضمانـات القانونية املمنوحة للموظفين العموميين‪.‬‬

‫‪ :1‬أثرتطبيق اإلدارة االلكترونية على املوظف العمومي‬

‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫˓‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬

‫‪50‬‬
‫تحدد األنظمة الوظيفية حقوق وواجبات ا ملوظف العمومي التي يجب عليه االمتثال لها واحترامها‪ ،‬إال أن أغلب هذه‬
‫الواجبات والحقوق ال تتأثر بالنظام االلكتروني‪ ،‬وتبقى محتفظة بصفتها وطابعها وذلك لكون تلك الواجبات تستند إلى‬
‫اعتبارات أخالقية وإدارية ال تتغير بتغير أسلوب العمل وإنما تنبع من أخالق املجتمع الوظيفي وعاداته‪ ،117‬فإذا كان من‬
‫حق املوظف العمومي أن يحصل على تأهيل مناسب يؤهله للولوج إلى الوظيفة العمومية‪ ،‬ويجعله قادرا على التفاعل مع‬
‫األنظمة الحديثة لتكنولوجيا املعلوميات‪،‬‬

‫فإن هناك مجموعة من الواجبات التي ينبغي للموظف االلتزام بها للحفاظ على مصالح وحقوق املواطنين لضمان‬
‫حسن سير املرا فق العمومية بانتظام واطراد تحقيقا للمصلحة‪ ،‬تلك الواجبات التي تحددها األنظمة والقوانين الوطنية‬
‫أو األعراف والتقليد املجتمعية املتفق عليها‪ ،‬في سياق تطوير جودة الخدمة العمومية في ظل التطورات التي أصبحت‬
‫تعرفها الساحة الوطنية في مجال استعمال التكنولوجيا الحديثة‪.‬‬

‫فإذا كان قانون الوظيفة العمومية يحدد مهام وواجبات املوظف العمومي التي يلزم إتباعها عند مباشرته للعمل‬
‫الوظيفي وخصوصا واجب أداء املوظف العام ألع مال وظيفته بنفسه‪ ،‬فإنه في ظل النظام الوظيفي اإللكتروني يجب‬
‫العمل بنفس املبدأ الوظيفي‪ ،‬كونه التزام شخص ي يقتض ي مباشرته من طرف املوظف بنفسه وال يجوز له إنابة غيره في‬
‫القيام به‪ ،‬لذا يجب على كل موظف أن يدخل إلى النظام اإللكتروني الخاص به ليتمكن من قراءة امللفات التي له صالحية‬
‫الدخول إليها واإلطالع على مضمونها أو التغيير فيها حسب الصالحية التي يملكها‪ ،‬واإلطالع أيضا على البريد املرسل إليه‬
‫من الرئيس اإلداري املباشر له ليتمكن مـن إنجاز املعامالت أو الكتب املرسلة إليه وإرسالها إلى الجهة املعنية حسب‬
‫سياقات العمل املتبعة‪.118‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬فإن التطورات الراهنة في مجال استخدام الوسائط اإللكترونية الحديثة داخل اإلدارة العمومية املغربية‪،‬‬
‫وتزايد إقبال املوظفين العموميين عليها‪ ،‬أضحى يفرض تحيين الترسانة القانونية التي تؤطر مجال الوظيفة العمومية حتى‬
‫يتم الحفاظ على حقوق املوظف العمومي ويستطيع أداء وواجباته بكل كفاءة واحترافية بدون وجود أي نوع من التردد أو‬
‫العشوائية‪.‬‬

‫‪ : 2‬حقوق املوظف العمومي في ظل اإلدارة اإللكترونية‬


‫لقد اتسمت العقود األخيرة بتطورات وتحديات عديدة كان لها تأثير مباشر على اإلدارة العمومية‪ ،‬ومن أهم هذه‬
‫التحديات تلك األدوار الجديدة للموظف العمومي املرتبطة بالتغيرات التي عرفتها البيئة اإلدارية‪ ،‬وتطور تكنولوجيا‬
‫املعلوميات واالتصال وتأثيرات العوملة‪ ،‬ذلك أن اإلدارة العمومية كان يجب أن تستفيد من التطورات الحديثة في مجال‬
‫اإلعالم واالتصال والتجارب الدولية في مجال استخدام التكنولوجي ا الحديثة لتطوير أداء املوظف العمومي‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫ذلك أن التعامل مع نظم املعلوميات يتطلب إحداث تغييرات جذرية في طبيعة األعمال اإلدارية وكيفية تقديم الخدمة‬
‫العمومية‪ ،‬كما يتطلب نوعية من املوظفين اإلداريين القادرين على التعامل مع التطورات التقنية الحديثة‪.‬‬

‫حيث أن تطبيق مشروع اإلدارة االلكترونية مثال وما ينطوي عليه من استخدام للتقنيات الحديثة‪ ،‬كثيرا ما يطرح‬
‫تحديات ذات صلة وثيقة بأولئك املوظفين الذين يتعاملون بواسطة هذه الوسائط اإللكترونية للمرة األولى‪ ،‬ومدى‬
‫قدراتهم على االلتزام بقواعد السر املنهي‪.119‬‬

‫كما أن استخدام التقنيات الحديثة داخل اإلدارة العمومية أضحى ضرورة مستقبلية ملواجهة تحديات الراهنة‬
‫وتحسين جودة الخدمات العمومية‪ ،‬بما يحقق للمجتمع ما يصبو إليه من رقي وازدهار‪.‬‬

‫ومن هذا املنطلق‪ ،‬فإن تطبيق مشروع اإلدارة االلكترونية باملغرب يحتاج إلى إعداد الكوادر البشرية املؤهلة واملدربة‬
‫على التكييف مع التطورات الدولية في مجال النظم املعلوماتية‪ ،‬وكذلك إلى أجهزة إلكترونية ذات تقنية عالية ووسائل‬
‫متطورة حتى تحقق اإلدارة اإللكترونية أعلى املستويات من النجاح‪ ،120‬من خالل الوعي باألهمية التي تحتلها هذه التقنيات‬
‫الحديثة في العمل اإلداري من طرف املوظفين العموميين بما يؤهلهم إلى االنخراط الفعلي في هذا الورش الوطني‪ ،‬غير أنه‬
‫ال يمكن إجبار املوظف على اآلليات التقن ية الحديثة‪ ،‬وإنما يجب إقناعه على الفائدة منها‪ ،121‬حيث أن العديد من‬
‫املختصين يرون في التبسيط اإلداري أحد املحاور األساسية لتحسين عالقة اإلدارة بمداريها إلى جانب العمل على إعالمهم‬
‫وحماية حقوقهم‪ ،122‬ذلك أن تعزيز مشاركتهم في هذا املشروع يتطلب ضمان الحقوق التي تسعدهم على االندماج الفعال‬
‫وااليجابي في التوظيف املتميز لتكنولوجيا املعلوميات داخل اإلدارة العمومية‪ ،‬عن طريق‪:‬‬

‫▪ إشراك املوظف العمومي في كل مراحل تفعيل اإلدارة االلكترونية‪،‬‬

‫▪ الحرص على توضيح مرامي وأهداف مشروع اإلدارة االلكترونية‪،‬‬

‫▪ توعية املوظف العمومي بأهمية اإلدارة االلكترونية‪ ،‬من خالل توفير األرضية املالئمة للعمل اإلداري‪،‬‬

‫▪ توفير اآلليات التقنية الضرورية للعمل داخل مختلف الهيئات واملؤسسات العمومية‪،‬‬

‫▪ تنمية املهارات الذاتية للموظفين العموميين‪ ،‬السيما في امليادين املرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة‪،‬‬

‫▪ إعادة توزيع املهام والصالحيات داخل اإلدارات العمومية بما يتناسب ونجاح ورش اإلدارة االلكترونية‪،‬‬

‫▪ توضيح االختصاصات املهنية للموظف في مجال التعامل مع الوسائط االلكترونية الحديثة‪،‬‬

‫‪52‬‬
‫▪ إعادة النظر في مفهوم السر املنهي‪ ،‬وحدود مسؤولية املوظف العمومي عن اإلجراءات الصادرة عن األجهزة‬
‫اإللكترونية املبرمجة مسبقا‪،‬‬

‫▪ العمل على صياغة إطار قانوني جديد يضمن الحماية القانونية واإلدارية للموظف العمومي في حاالت التالعب‬
‫باملعطيات والبيانات اإلدارية التي توجد في نطاق االختصاص اإلداري‪ ،‬وحدود املسؤولية اإلدارية لكل املتدخلين‪،‬‬

‫ذلك أن املوظف العمومي هو العنصر األساس ي في سياق التحول إلى اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬لذا فإنه ال بد من تدريب‬
‫وتأهيل املوظفين املعنيين‪ ،‬لكي ينجزوا األعمال املطلوبة منهم عبر الوسائط اإللكترونية بعقد دورات تدريبية للموظفين‬
‫املعنيين‪ ،‬أو تأهيلهم على رأس العمل‪ ،123‬فالعنصر البشري يعتبر محور أي بنيان إداري ذلك أن هذا األخير مهما بلغت‬
‫تنظيماته وقوانينه من دقة وحداثة فإن فعالية ونجاعته تظل رهينة فعالية وكفاءة موارده البشرية واستعدادها للعمل‬
‫والتفاني في خدمة أهدافه‪.124‬‬

‫خ ـ ـ ــالص ـ ـ ــة ‪:‬‬

‫اتسمت السنوات األخيرة بتطورات وتحديات عديدة كان لها تأثيرات مباشرة على اإلدارة العمومية‪ ،‬ومن أهم هذه‬
‫التحديات تلك املتعلقة بالتكييف القانوني الستعمال الوسائط اإللكترونية الحديثة داخل املنظومة اإلدارية‪.‬‬

‫فإذا كان تحديث اإلدارة العمومية أمرا ضروريا في الوقت الراهن‪ ،‬بالنظر إلى الدور الذي أصبح منوطا بها لقيادة‬
‫قاطرة التنمية خصوصا في البلدان النامية‪ ،‬فإن أغلب املهتمين يجمعون على أن اإلدارة العمومية بهذه الدول أصبحت‬
‫أكثر تضخما وأقل فاعلية وكفاءة‪.‬‬

‫وحتى تتمكن هذه األخير من مواكبة مختلف التغيرات التكنولوجيا والتقنية واالقتصادية‪ ،‬كان ينبغي عليها‬
‫االستفادة من التطورات الحديثة لتكنولوجيا اإلعالم واالتصال وكذا مختلف التجارب الدولية في كيفية التعامل مع‬
‫مثل هذه التغيرات والتطورات في سبل بناء مجتمع معلوماتي متطور‪.‬‬

‫مما أضحى يستلزم تبني مشروع لإلدارة اإللكترونية يتالءم والتغيرات التي تعرفها اإلدارة العمومية باملغرب‪ ،‬عن‬
‫طريق توفير املتطلبات املالية‪ ،‬التقنية‪ ،‬القانونية‪ ،‬التنظيمية واملؤسساتية‪ ،‬لضمان نجاح مشرع اإلدارة اإللكترونية‬
‫باملغرب‪ ،‬وجعلها لبنة أساسية في مسار تعزيز وتدعيم االستراتيجية الوطنية ملجتمع املعرفة‪.‬‬

‫كما أن التعامل مع املتغيرات التي أحدثتها تكنولوجيا املعلوميات‪ ،‬يتطلب ضرورة إحداث تغييرات جوهرية في طبيعة‬
‫املوارد البشرية العاملة داخل اإلدارة العمومية‪ ،‬وكذا تطوير إمكانياتهم الذاتية لتتكيف مع التكنولوجيا الحديثة في‬
‫سياق تحسين جودة الخدمة العمومية‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like