Professional Documents
Culture Documents
المنهج وآليات نقد التراث عند محمد أركون
المنهج وآليات نقد التراث عند محمد أركون
ً
والظاهرة اإلسالمية)) (،محمد أركون ،ترجمة :هاشم صالح ،1993 ،صفحة )28إذا
فاالختيار وتحليل املعطيات الثقافية هي عناصر النقد األركوني األساسية والتي ال تكون إال
عبر التحقق من معارف العقل املؤطر إسالميا ،وإذا كنا ننقد املعرفة املنتجة من طرف
عقل معين فنحن ننقده هو ذاته ،ويعتقد أركون أن الحقيقة ال تكون حقيقة إال إذا مرت
على حاجر النقد وهذا ما سماه بنقد العقل اإلسالمي.
كما أننا نجد في موضع آخر أن أركون يحدد نقد العقل اإلسالمي بأنه (( :تغيير كل
ش يء من أساسه)) (،محمد أركون ،ترجمة :هاشم صالح ،2001 ،صفحة )119وفي موضع
آخر يحدد خصائص النقد بأنه تاريخي والهوتي وفلسفي للخصائص اإلسالمية وأنواعها،
بصفته الشرط األول لتغيير الوضع في املناخ الديني اإلسالمي ،واالنتقال به من مرحلة
االنغالق والتجمد املفروض اليوم ،إلى مرحلة الفهم الحديث والواسع للظاهرة الدينية
(،محمد أركون ،ترجمة :هاشم صالح ،2001 ،صفحة ،)99وهدف النقد حسب أركون
ليس هدم العقل بل إنه يهدف إلى التعقلن ،أي عدم التخلي عن العقل وتصحيح مساره
ّ
التاريخي وتوسعته لجعله إنسانيا ال أنانيا ،فال ينحرف عن مساره اإلنساني لينتج الالعقل
والالعقالنية ،فيتحول إلى نظام وضعي أو قمعي ،وال ينقلب إلى نقيضه ليصبح أداة قمع
وإرهاب ألن الدين اليوم يشوه باسم الدين نفسه والعقل يدمر باسم العقل ،فالعقل
التنويري األوروبي واإلنساني الحر تحول إلى عقل أدواتي انتهازي رأسمالي بارد ،وعقل هدفه
الربح والفائدة بأي الطرق واألشكال كيفما كانت وبأقص ى سرعة ،ال يراعي الصالح العام،
كما أنه أدى إلى تلوث البيئة(.محمد أركون ترجمة :هاشم صالح ،2009 ،الصفحات -320
.)321
باإلضافة إلى أن هذا التشكيل يعد تيولوجيا جديدة ،فالالهوت مرتبط بأوضاع
ً
املجتمع وحاجياته ودرجة تطوره ،فإذا تغير املجتمع وانتقل من حال إلى حال ،تغير وفقا
لذلك الالهوت وتجدد ،وإذا لم يتغير الالهوت ولم يساير تطور املجتمع فإن أفراد املجتمع
ً
يشعرون بعذاب الضمير نظرا للتناقض الكبير املوجود بين أعمالهم وممارستهم ،والقواعد
الالهوتية التي بقيت جامدة تنتمي إلى عصر آخر ،والدليل املباشر على هذا الفول هي
مجتمعاتنا التي تعيش بأنماط الحداثة الغربية كتنظيم الدولة والتعليم والجمعيات املدنية
واألحزاب وغيرها من العوامل .....الخ ،بينما على الصعيد الفكري ال يزال املجتمع يعيش
على فتاوى ابن تيمية مثال(.محمد أركون ،ترجمة :هاشم صالح ،2001 ،صفحة )185
ً َّ
إن هدف أركون من هذا كله هو إبراز كيفية تشكل العالم اإلسالمي تاريخيا وطرح
مشكلة املعنى على ضوء الشروط الجديدة واملتعددة للوجود البشري ،فاملشكلة املطروحة
على الفكر النقدي هي مسألة تاريخية الحقيقة املنزلة أو مشكلة تفاعل الوحي والحقيقة
والتاريخ منذ سنة 622م (العام األول للهجرة)(محمد أركون ،ترجمة :عادل ّ
العوا،1985 ، ،
صفحة ،)174فنقد العقل اإلسالمي هو إعادة تقييم شاملة لكل املوروث اإلسالمي منذ
ظهور القرآن حتى اليوم بتتبع تاريخ تشكل هذا العقل عبر مراجعة مفهوم الكتاب الديني
وإضاءته في ظل املناخ العلمي املعاصر ،فالقرآن هو نقطة البداية دائما في كل عودة نقدية
ً ً
إلى املاض ي اإلسالمي ،ومنه يطرح أركون تحقيبا أبستمولوجيا جديدا على طريقة مدرسة
الحوليات لنقد العقل اإلسالمي وهو كالتالي:
-)1مرحلة القرآن والبدايات التكوينية للفكر اإلسالمي تمتد من (1ه إلى سنة
150ه) أي من ( 622م إلى 767م)
-)2مرحلة التشكيل والتأسيس من (ه 150إلى سنة 450ه) أي من ( 767إلى
1085م)
-)3مرحلة العصر الكالسيكي خالل القرنين الخامس والسادس هجري
-)4مرحلة العصر املدرس ي بداية من القرن الثالث عشر ميالدي
-)5مرحلة عصر النهضة بداية من القرن التاسع عشر ميالدي(.محمد أركون
ترجمة :هاشم صالح ،2009 ،صفحة )283
ً
ففي كل مرحلة من هذه املراحل كان لهذا العقل مفهوما محددا يمارس فعالية
محددة مشروطة معرفيا حسب احتياجات ذلك العصر ،ومع كل مرحلة من مراحل تطوره
يتم نقده ابستومولوجيا بإبراز تاريخيته التي يحجبها ويقاومها(.علي،2005/2004 ،
الصفحات )100-96
ً ً
وانطالقا من هذا الوصف املوجز ملعنى الفكر النقدي والذي ملسناه ظاهرا على
مشروع أركون واملتميز بالتعرية التاريخية واالجتماعية ،والفلسفية ،وتفكيكه لجذور
املاض ي بغية تقويمه لإلسهام في بناء الحاضرمن خالل تكراره واجتراره للمسائل
الغامضةخاصة ما كان متعلقا منها بالنقد التاريخي واأللسني والسيمائي واألنثروبولوجي
للتراث اإلسالمي املقيد واملعرقل لحركة املفكر حريته ،إن هذه املراجعات النقدية ملختلف
املحطات التاريخية املقترنة بالتراث أو الفكر األوربي ستولد نوعا من الطمأنينة الفكرية
والشراكة العقلية بين األمم ،لينسف بذلك مصطلح "صدام الحضارات" وفق تعبير
"هنتغتون" ويحل محله حوار الحضارات على َّأنه ٌ
ملك مشاع لإلنسانية جمعاء ،يقول
محمد أركون وهو يحدد تلك املقاربات واملهام في نقد العقل اإلسالمي( :نحن اآلن بحاجة إلى
ً ً
ثورة فكرية حقيقية تذهب إلى أعمق األشياء وتغير منظورنا جذريا للتراث ،وهكذا وبدال من
أن يستمر التراث كقوة معيقة تشدنا إلى الخلف في كل مرة ،يصبح قوة تحريرية تساعدنا
على اإلقالع واالنطالق الحضاري ،ولكن هذا لن يتم قبل القيام بمسح تأريخي شامل للتراث،
ً
وهذا ما افعله شخصيا منذ أكثر من ثالثين سنة من خالل مشروعي " نقد العقل اإلسالمي "
باملعنى األلسني والتاريخي واألنثروبولوجي والفلسفي لكلمة نقد) (،محمد أركون ترجمة:
هاشم صالح ،2009 ،الصفحات ،)224-223وهنا تتضح خطوط ومعالم املنهج النقدي
الذي اتبعه أركون في بناء مشروعه الفكري والذي سنحاول أننمر على كل واحد منه.
1-2التعقيب التاريخي:
ْأولى أركون في أغلب أبحاثه وكتاباته للمقاربة التاريخية أهمية بالغة خاصة
ً
النقدية منها ،داعيا بضرورة إدخال املنهج التاريخي في صلب دراسة التراث وتحليل العقل
ً ً ً
اإلسالمي ،دخوال نقديا ال وصفيا ،فما هو النقد التاريخي عند أركون؟ وكيف يمكن فهمه؟.
إن النقد باملعنى التاريخي كما يفهمه ويطبقه أركون على أبحاثه والذي يمكن َّ
يجعل من التاريخ أداة تربط الوحي بالحقيقة ،وبما أ َّن اإلنسان أو النفس اإلنسانية تعمل
على معرفة الحقيقة وكشفها ،يقول أركون(( :إن التاريخية ليست مجرد لعبة ابتكرها
الغربيون من أجل الغربيين ،وإنما هي ش يء يخص الشرط البشري منذ أن ظهر الجنس
البشري على وجه األرض ،وال توجد طريقة أخرى لتفسير أي نوع من أنواع ما ندعوه بالوحي
أو أي مستوى من مستوياته خارج تاريخية انبثاقه ،وتطوره أو نموه عبر التاريخ ،ثم
املتغيرات التي تطرأ عليه تحت ضغط التاريخ)) (،محمد أركون ،ترجمة :هاشم صالح،
،2001صفحة )48فهو ال يكتفي بالقراءة التقليدية للنص الديني أو ما يمكن تسميته بـ "
القراءة املؤمنة " (،نادر ،2008 ،صفحة )48لذلك فهو يعد كل التركيبات الالهوتية
اإلسالميةوكل ما أنتجه الفكر اإلسالمي من تفسير وفقه وعلم كالم وغيرها من آراء بشر ،أو
قراءة بشرية لنصوص سماوية ،ومن حق املفكر أن يخضعها للبحث البشري التاريخي" ،
كل يؤخذ منه ويرد إال صاحب هذا القبر" -أي الرسول محمد (صلى هللا عليه وسلم) -
(،اإلمام مالك رحمة هللا عليه) إذن هي دعوة إلخضاع كافة اآلراء اإلسالمية للبحث التاريخي
دون املساس بمصدريه األصيلين " القرآن الكريم والسنة املطهرة ".
والنقد هنا (ليس باملعنى السلبي وإنما هو نقد التجسيد التاريخي للوحي أو للمبادئ
الروحية)،وبالتالي هو مشروع في العمق أو عمق العمق ،وهو في الوقت نفسه حاجة تاريخية
ملحة ،وكما جاء في قول ناقل أفكاره و مترجمه الشخص ي ،هاشم صالح(( :إنها ال تعني
إطالقا الهجوم على اإلسالم كما توهم بعض السذج الذين يفهمون كلمة " نقد " باملعنى
السلبي فقط ،ألنهم يجهلون معناها الفلسفي العميق كما هو وارد عند كانط ،ويضيف
الكاتب هاشم صالح ،وبحسب ما أفهم عن محمد أركون بعد أن عاشرت فكره طيلة أكثر
من ربع قرن :كل التراث العربي – اإلسالمي منذ البداية وحتى اليوم ينبغي أن يتعرض لغربلة
عامة شاملة ،من أجل معرفة بنيته الداخلية(،كيحل ،2008 ،صفحة )255أو كيفية
تشكله التاريخية طيلة القرون الستة األولى بشكل خاص ،فما جف منه وتخشب ومات
نطرحه ونبقي فقط على الجوهر الروحي واألخالقي لرسالة اإلسالم العظيم ،فاملعرفة التي
نمتلكها عن الفترة التأسيسية للتراث اإلسالمي ال تزال الهوتية – أسطورية ،تضعه فوق
التاريخ أو فوق املشروطية االجتماعية -التاريخية)) (.محمد أركون ،ترجمة :هاشم صالح،
،2009صفحة )06
إن أقرب ما يكون إلى فكر أركون وهو يدعو إلى مراجعة فكرنا اإلسالمي القديم هي
املراجعة النقدية التاريخية ال قدسية فيالوحي اإللهي ،فيقول( :لقد غدت مراجعة فكرنا
اإلسالمي القديم ضرورة تحتمها املرحلة الحرجة التي يمر بها املسلمون والتي يحتاجون فيها
إلى موازين علمية هادفة لالنتقال من مرحلة الخمود والجمود إلى املرحلة الحضارية،
وينفضون فيها عن أنفسهم غبار الزمن ويعوضون عما فاتهم من التخطيط لبناء فكرهم
وواقعهم بناء يدفعهم إلى العلم والعمل من جديد ،وتلك املراجعة ضرورة تاريخية ،ال بد أن
نقدم عليها بأصالة وثبات للوصول إلى هدفين مهمين:
أولهما :تمييز ذلك الفكر املرتبط بالزمان واملكان عن الوحي اإللهي املستقل عن
الزمان واملكان حتى تكون املراجعة مشروعة ومبنية على أساس منطقي ،فالفكر يحمل في
طياته قصور اإلنسان وهو وليس معصوما كالوحي اإللهي.
وثانيهما :حتى نتعرف على جذور وحركة ذلك الفكر من املراحل التاريخية السابقة،
ً
بكل ما تحمل من خصوصيات تتصل بها وتعبر عنها في ايجابياتها أو سلبياتها ،تمهيدا لتبني
ايجابياتها وحذف سلبياتها من حياتنا ،كي ال تسلب امتنا وحدتها العقيدية ،فتعيد إليها
الفرقة والتمزق الفكري االجتماعي من جديد)(،عبد الحميد محسن ،1987 ،صفحة )03
غير أن نقد النقد اعترى كتابات أركون وصوبت نحوها أسهم النقاد دون غيرها من آراء
املفكرين املسلمين املعاصرين له.
واألمر األهم عند أركون هو إضفاء (الصفة التاريخية للخطاب القرآني) (،محمد
أركون ،ترجمة :هاشم صالح ،1987 ،صفحة )264واألمر الذي عرف به أركون ،فكان
ً
مدعاة للنيل من مشروعه ،رغم إساءة فهمه من قبل الكثير ،غير أن أركون يعمل علنا على
ً
استجالء هذه املسألة ،رغم عدم توضيحها للقارئ العربي فهما لحد اآلن ألنها تدخل ضمن
منطقة " املمنوع أو املستحيل التفكير فيه "(.خليقي ،2010 ،صفحة )80
البنية االبستيمولوجية ،البنية االنثروبولجية ،البنية اللغوية ،وهي التي تعنينا في بحثنا هذا
(البنية في ميدان اللسانيات) والتي من خاللها ستشترك كل البنى السابقة في االنصهار من
خاللها.
وقد اختار أركون منذ البداية " علم اللسانيات بشقيه الدياكروني وتعني التطور،
والسانكروني وتعني التزامن" في التحليل واتبعه بعلم السيمائيات والذي هو في املرتبة
الثانية بعد التحليل اللغوي وبعدها يحل التاريخ ،والسيسيولوجيا ،واألنثروبولوجيا
(،محمد أركون ،ترجمة :هاشم صالح ،1987 ،صفحة )37وهكذا نجد أن البنية قد
أصبحت العامل املشترك الذي يربط أركان ومفاهيم أي حضارة واملتمثلة بـ الالشعور "
الالهوتي واألسطوري والخيالي " ،واللغة ،والثقافة وإن هذا التشخيص أو هذه الدعوة
ً
اإلسالميةالتي تبناها أركون نجدها امتدادا لدعوة العالم اللغوي -ياكوبسون- Jackobson
في كتابه " مقاالت في علم اللغة العام " حيث بين َّ
أن( :التوسع التدريجي في عالم الفكر
اللغوي واالمتداد لجميع الجهات بات يكاد مستوعبالكل علوم اإلنسان) (،إبراهيم،1990 ،
صفحة ْ )14
وإن كان علماء اللغة يميزون بين مصطلحين فلسفيين تجتمع عندهما البنيوية
اللغوية هما (الساكروني وتعني :التزامن)( ،والدياكروني وتعني :التطور) ،ورغم تبني عالم
اللغة السويسري املشهور " فردناند دي سوسير" والذي كان موقفه بمثابة رد فعل عنيف
ضد الدراسات التاريخية املقارنة للغات ،مما جعله يعطي الصدارة ملا هو " تزامني سكوني "
على ما هو " تاريخي تطوري " ،نجد َّ
أن أركون رغم إعطاءه األسبقية التصنيفية ملا هو تزامني
– ساكروني ،نجده يزاوج بين املنهجين من خالل أنه يرى بوجوب أسبقية فهم الظاهرة
اللغوية دون إنكار البعد التاريخي الذي يتزامن معه في الترتيب الذي يليه ،أي أنه كان من
أنصار رافض ي أسبقية " التفسير التاريخي" على " التفسير البنيوي" ،نعود ونقول :كان
أركون يزاوج بين املسارين من خالل تبني األدوات اللسانية الحديثة ومباحث الداللة واملعنى
املتفرعة عنها ،فهو يبدأ بالقراءة األلسنية أو اللغوية من أجل إبراز قيمة النص اللغوي،
والقصد الغائي من تركيزه على البنية اللغوية والنحوية اللفظية للنص الديني هو( :لتحرير
ٌ
معتبر فوق الزمان واملكان ،لكي القارئ من هيبة هذا النص على الصعيد الالهوتي ،إذ أ َّنه
يصبح مثل أي نص لغوي يخضع لقوانين الصرف والنحو كسائر النصوص األخرى)
(،نادر ،2008 ،صفحة )46مع تحديده لخصائص الخطاب القرآني وتميزه عن غيره من
الخطابات األخرى في اللغة العربية وذلك (من الناحية البالغية واألسلوب واإليقاع -النظم -
)(،محمد أركون ،ترجمة :هاشم صالح ،1987 ،صفحة )72وليس بهدف إبراز تفوق
الخطاب القرآني على غيره باعتماد نظرية اإلعجاز التي كانت تؤكد الدور الحاسم للصيغ
التعبيرية اللغوية في انبثاق الوعي بالكتاب السماوي (القرآن)(،محمد أركون ،ترجمة :هاشم
صالح ،2001 ،صفحة )100فهذه الصيغ التعبيرية هي التي تحدد تصرفات املؤمنين
الشعائرية واألخالقية والقانونية وحتى الفكرية والتخيلية(.محمد أركون ،ترجمة :هاشم
صالح ،2001 ،صفحة .)54
ً ً
أما قراءة أركون للمجهود االستشراقي في هذا املجال فلم يكن عمال منقطعا أو
ً
منفصال عما بدأه غيره من املستشرقين في سبر أغوار النص القرآني باعتماد املنهج اللساني
وفق املعطيات الواقعية لتاريخ القرآن ،هذه املنهجية التي غفل عنها أغلب مفسرو القرآن
السابقون والالحقون ،باستثناء ما جاء به السيوطي" جالل الدين عبد الرحمن -911
ً ً ً
1505م " في كتاب (إتقان علوم القرآن) إذ يعده أركون جهدا فكريا حرا وسط عماء فكري
(،محمد أركون ،ترجمة :هاشم صالح ،1987 ،صفحة ،)247ونعود ألركون لنراه رغم
اشادته بمشروع السيوطي كما أشرنا ،إال َّ
أن هذا املجهود اعترته عيوب تمثلت أساسا في
نزع الصفة التاريخية عن الخطاب القرآني ،وهذا ما سينتبه إليه الخطاب
االستشراقي(،محمد أركون ،ترجمة :هاشم صالح ،1987 ،صفحة )264ولعله يعني بهذا
القول ذلك الرعيل األول من املستشرقين التاريخيين األملان والذين جاءوا بعد "أبراهام
جيجر "Abraham Geigerوهو حاخام يهودي اعتمد في قراءته وتحليالته على تفسيري
البيضاوي والجاللين وهما مشتركان في املعتقد األشعري ،هذا الرعيل الذي تمايز عن
سابقيه بالخروج عن مقاصد الدراسة الجدلية التي كانت تتبناها الدوائر الكنائسية
واليهودية ،وانصبت اهتماماتهم على الدراسات القرآنية بمنهجهم الفيلولوجي ،ومن اشهر
الدراسات نجد " تيودور نولدكه" في أطروحته " تركيب القرآن /أو تاريخ القرآن 1858م"،
إذ يصفه أركون( :رغم ما فيه من ثغرات فإنه تمكن من إدخال التاريخ النقدي للخطاب
القرآني ضمن األبحاث القرآنية) (،محمد أركون ،ترجمة :هاشم صالح ،1987 ،صفحة
)264ومع ذلك التقييم للجهد االستشراقي غير املنكر من قبل أركون ،إال أن (تلك املحاوالت
لم تشبع فضول الباحث والذي يروم في بحثه بين املزاوجة بين التحليل التاريخي
االنثروبولوجي ،والتحليل اللساني ألتزامني لسبر أغوار النص القرآني) (،خليقي،2010 ،
ً
صفحة )84وهذا ما كان يطمح إليه أركون معتمدا نظرية النقد األدبي لتعرية األسس
الالهوتية التي تقوم عليها نظرية اإلعجاز ،وبذلك يحاول أركون ومن خالل قراءته
التجديدية على تحرير العقل الدوغمائي من كل القيود االبستمولوجية ،لنقل هذا العقل
من حالة الركود والسكون إلى الحداثة واإلبداع.
3-2التعقيب االنثروبولوجي:
أما اإلطار الثالث ملنظومة نقد العقل اإلسالمي كما مارسه أركون فقد تجلى باملعنى
"االنثروبولوجي" ،فهو يرتكز على التفكير بما يسميه (املثلث االنثروبولوجي) املمثل بـ "
العنف ،التقديس ،الحقيقة " ،وقد نعت أركون هذا املثلث باالنثروبولجي بحسب قوله:
(ألنه موجود في كل املجتمعات البشرية وليس فقط في املجتمعات اإلسالمية .فالعالقة بين
ً
املقدس والحقيقة والعنف موجودة لدى اليهود واملسيحيين أيضا بل ولدى شعوب الشرق
األقص ى والشعوب األفريقية وكل الشعوب ،إنها بالفعل ظاهرة أنثروبولجية :أي إنسانية
تخص اإلنسان في كل مكان ،وإن تكن تتخذ تجليات مختلفة بحسب خصوصيات الشعوب
وأديانها وثقافاتها) (،محمد أركون ،ترجمة :هاشم صالح ،2009 ،صفحة )41فهو يدعوا
ويعمل في تطبيق مشروعه من خالل إخضاع املباحث الكالمية ملعطيات االنثروبولوجية
الدينية واملخيال الجماعي ومضامين الذاكرة في الالوعي(،إن النقد في هذا املجال من شأنه
أن يكشف عن العامل الالعقالني املسكوت عنه واملجهول واملرمي في دائرة الالمفكر فيه)
(،نادر ،2008 ،صفحة )48وهنا تكمن الغاية ،التي يبتغيها أركون من وراء هذا املنهج
النقدي املالمس لواقع األمة اإلسالمية املعاش وهي تعيش هذه الصراعات الدامية بين
الطوائف والتي مردها " ذلك املثلث االنثروبولوجي " (العنف ،التقديس ،الحقيقة :هذه هي
األركان الثالثة التي ال تنفصم والتي يرتكز عليها الوجود املباشر للجماعة " املؤمنة " وأملها
ً
بالنجاة في الدار اآلخرة)( ،محمد أركون ترجمة :هاشم صالح ،2009 ،صفحة ،)234إذا هي
ً
جدلية الطائفة الناجية ،ومنظومة تحديد وتوصيف هذه الطائفة والتي قطعا هي تختلف
باختالف األنظمة االيدلوجية ذات الهيمنة الدينية أو السياسية ،وهذا مانراه في لبنان
وإيران وباكستان وغيرها ،وكيف عمل هذا املثلث االنثروبولوجي ليصبح ومن خالل العقول
املحركة له هو الباعث واملهيمن على الساحة السياسية.
إذن تنامي ظاهرة العنف كانت السبب الذي دفعه للبحث في أسبابه وأهدافه
والتي وجدها مرتبطة بأركان هذا املثلث ،بل إن أركون يعود إلى التحليل النفس ي العام
ليوسع دائرة تأثير هذا املثلث ليشمل به كل املجتمعات اإلنسانية فيقول( :العنف،
ّ َّ
ومشكل للكينونة الجماعية،
ِّ التقديس ،الحقيقة :هذه هي األركان الثالثة لكل تراث مشكل
أو للوجود الجماعي على األرض ،وال تخلو منها أمة من األمم أو قبيلة من القبائل أو دين من
األديان ،والجماعة مستعدة للعنف من أجل الدفاع عن حقيقتها املقدسة) (،نادر،2008 ،
صفحة ،)235واإلسالم واملسيحية وفق هذا التعميم َّ
معنيان أكثر من غيرهما من األديان
بتطبيق هذه االفتراضية على الواقع العملي بحكم سعة انتشارهماّ ،
وحدة املواجهة
ً
املقدسة بينهما والتي يدعمها العنف غالبا من أجل ما تسمى الحقيقة باسم " الحرب
املقدسة " ،وهنا يتسع عند أركون "مفهوم الحرب املقدسة " ليخرجها من الدائرة العلمانية
[ الفكرية ] ،وهذا تفرد فكري يحسب له ال عليه ،وبالعودة إلى أركون ونقده – األنثروبولوجي
– يقول( :من وجهة نظر األنثروبولوجيا االجتماعية والثقافية ،فإنه ال يمكننا أن نحصر
مفهوم الحرب املقدسة في الدائرة الدينية وحدها ،فهي موجودة أيضا في الدائرة العلمانية
ولكنهم يتوهمون أنهم يتحاشون التلوينات الدينية إذ يغيرون املصطلح فيتحدثون عن
ً
الحرب العادلة أو الشرعية بدال من الحرب املقدسة أو الجهاد ،لكن املصطلح األول ليس
ً
أجنبيا على التلوينات الالهوتية) (،نادر ،2008 ،الصفحات )165-164لذلك هو يفضل
استخدام املنظور الشمولي لألنثروبولجيا التاريخية من أجل تجاوز كال الجانبين -الديني
ً
والعلماني -أو من أجل اإلحاطة بهما معا ،لذلك هو يعمم "مثلثه األنثروبولوجي " -العنف،
التقديس ،الحقيقة حيث يرى أنه موجود بشكل ضمني أو صريح كامن أو ملتهب في كل فكر
متماسك وكل ممارسة للبشر في املجتمع ،والتي ال يخلو مجتمع بشري منها على حد رأيه،
وقد فند من هذا البعض ممن تناولوا فكر أركون بالنقد والتحليل ذلك التعميم فقالوا:
(أركون يصور العلماء وكأن همهم الوحيد هو الكراس ي واالستماتة على السلطة ،متناسين
مهمتهم العلمية وغايتهم النظرية وتوقهم إلى الحقيقة -لقوله :العنف ظاهرة معممة في كل
املجاالت وحتى الخطاب البشري ينطوي في داخله على إرادة القوة .......بما في ذلك الخطاب
املعرفي ألنه يهدف إلى إقناع اآلخرين به ........بما في ذلك خطابي هذا (،املزوغي،2007 ،
صفحة )148حيث وصف كالمه هذا ( :بالسفسطة ،وعمومية مخلة بروح العلم ،وتخدش
الصورة املعرفية للعلماء) (،املزوغي ،2007 ،صفحة )151وقد ساق أصحاب هذا االنتقاد
ً ً ً ً
اكتفاء به عن غيره من األمثلة ألنه قريب العهد بنا مثاال واحدا معبرا " بحسب رأيهم "
لعلماء كبار لم يتصرفوا بعنف مع أقرانهم ،ولم يشعروا باملزاحمة الشرسة ،مع إنهم عاشوا
في جو ثقافي وسياس ي واقتصادي برزت فيه روح التنافس واكتسحت كل املجاالت الحيوية
لإلنسان سنة 1913م وذلك عندما فرض أينشتاين نظريته في الفيزياء من خالل قوة
صدقها ومطابقتها للواقع .........استدعى ذلك الفيزيائي األوربي الشهير -ماكس بالنك –
رئيس األكاديمية امللكية للعلوم في بريطانيا دعوته لالنضمام إليهم مع أنه لم يكن أستاذا
ً
جامعيا ،ثم وصف انجازاته العلمية باألعظم في تاريخ الفكر البشري ،ولم ينل منه ،في حين
سقط أركون في العموميات(.املزوغي ،2007 ،صفحة )150
نقول :نعم التعميم يفسد التقييم ،لكن مما يؤسف له ذلك الفهم الخاطئ لبعض
قراءات أركون ،يقابله اختيار املثل الخاطئ أيضا ........فالنتائج العلمية التي توصل إليها
اينشتاين علمية يحكمها املنطق الرياض ي من قبيل " ،"2 = 1+1وهو علم ال ينكره إال
جاهل ،ال بل كان األحرى بهم استخدام مدى تقبل العرب واملسلمين لنتائج اينشتاين
العلمية وإدراجها في املناهج مع ديانته واقترانها بالعداء (الصهيوني ـ اإلسالمي ـ العربي)،
فهذه ليست حجة من جهة ،ومن جهة أخرى إنما عنى أركون ،بإرادة القوة والعنف ،في
قبول أو تقبل أي خطاب إنما يقصد الخطابات املعرفية ذات الطابع السياس ي أو
االقتصادي أو االجتماعي .......ألن الحقيقة في ذلك ستكون نسبية وليس حقيقية ،وبقدر
دفاعك واستماتتك من أجل صحة قولك سيكون ذلك بمثابة إثبات ،وهنا تكون القوة أو
العنف الفكري هي الفاصل.
أن لهذا العنف املقدس تجليات حتى في الدعوات السماوية السامية ،تحكمها كما َّ
ً
أحيانا وحسب رأي الفقهاء ( الضرورات ) ،فهذه هي الدعوة اإلسالمية التي ال يدانيها سمو،
ً ً ً
فمع أن (املوعظة الحسنة) كانت بل فرضت منهاجا إسالميا ربانيا لها ،وبها انتشر اإلسالم،
ُ َ َ ُّ َ ُ ْ َ ْ َ
اس َتط ْع ُت ْم ِّم ْن ق َّو ٍة َو ِّم ْن لكن في الوقت نفسه ال نستطيع إنكار قوله تعالى { :وأ ِّعدوا لهم ما
َ َ
ين م ْن ُدونه ْم ال َت ْعل ُم َون ُه ُم ُ
َّللا َي ْعل ُم ُه ْم َو َما
َّ رَباط ْال َخ ْيل ُت ْره ُبو َن به َع ُد َّو َّ َ َ ُ َّ ُ ْ َ َ َ
ِّ ِّ َّللا وعدوكم وآخ ِّر ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ
َّ ُ َ َّ َ ْ ُ ْ َ َ ْ ُ ْ ُ ْ َ ُ نَ َ َ ْ ُ ُْ
َّللا يوف ِّإليكم وأنتم ال تظلمو } األنفال ،60:ألم تمثل هذه اآلية تن ِّفقوا ِّمن ش ْي ٍء ِّفي س ِّب ِّيل ِّ
بالذات ( ذلك املثلث األنثروبولوجي القوة = العنف ،أعداء هللا = املقدس ،وانتم ال تظلمون
ْ ْ َ
= الحقيقة) ،جاء في تفسير سيد قطب ،لآلية قال هللا تعالىْ :اد ُع ِّإلى َس ِّب ِّيل َرِّّب َك ِّبال ِّحك َم ِّة
ض َّل َع ْن َس ِّب ِّيل ِّه َو ُه َو َو ْاملَ ْوع َظة ْال َح َس َنة َو َجاد ْل ُه ْم ب َّالتي ه َي َأ ْح َس ُن إ َّن َرَّب َك ُه َو َأ ْع َل ُم ب َم ْن َ
ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ
ين لصابر َ َ
َ َ ْ ْ ُ َ ْ ٌ َّ َ ُ ْ َ ُ
َ ُ ْ ْ َ ْ َ ْ َ ُ ُْْ َ َ َ ْ ْ َ ُ
َ ُ َ ْ َ
أعلم ِّباملهت ِّدين * و ِّإن عاقبتم فعا ِّقبوا ِّب ِّمث ِّل ما عو ِّقبتم ِّب ِّه ول ِّئن صبرتم لهو خير ِّل ِّ ِّ
أن بين أسلوب الدعوة املقترن بالحكمة ومزاياها االيجابية ،لكنه النحل ،126 -125 :بعد ْ
في الوقت نفسه بين الحكمة أيضا في تتمة اآلية الثانية بقوله(( :االعتداء عمل مادي يدفع
ً ً
بمثله إعزازا لكرامة الحق ،ودفعا لغلبة الباطل ،وليس ذلك بعيدا عن دستور الدعوة فهو
جزء منه ،فالدفا ع عن الدعوة في حدود القصد والعدل يحفظ لها كرامتها وعزتها ،فال
تهون في نفوس الناس ،والدعوة املهينة ال يعتنقها أحد)) (،قطب ،بدون تاريخ ،صفحة
،)111فهذا هو العنف الذي قصده أركون ،العنف الذي يفسر أحيانا "حكمة " ،وهل
الحكمة إال صواب األمور ،علما أن العنف قليل ما يبتدئ به الداعي بل هو سمة املدعو
دائما وذلك للحفاظ على ارثه وقديمه املخزون الذي يريد الحفاظ عليه.
خاتمة:
ومما تقدم ،نرى أن مشروع محمد أركون النقدي ،كان من بين املشاريع العربية
األولى ،والسباقة إلى قراءة التراث العربي والعقل العربي وبنية تكوينه ،قراءة معاصرة
ومنهجية ،وفي حقيقة األمر أن قراءة ومنهج محمد أركون للتراث ،ماهي إال مقاربة عامة،
ً
قام فيها بنقد التراث والتطرق إلى وسائل التعامل مع النص الديني خصوصا.
كما أن مشروعه ابتعد كل البعد عن التفسيرات الكالسيكية التي كانت متمسكا
بقداسة النص الديني ،لقد اعتمد في نقده للتراث على الحفريات األنثربولوجية والتفكيكية
للنصوص ،ومحاولة فهمها فهما يتماش ى مع مكونات العصر .لقد استند املشروع األركوني
على املنهج التفكيكي الحفري الذي قام على التحليل دون التركيب والبناء ،ومن خالله قام
بتحطيم أساسيات ومقومات بينة العقل العربي ،دون إعادة إعطاء تركيبة جديدة ،وكأن
مشروعه قائم على نفس أفكار الفيلسوف الفرنس ي "جاك دريدا" الذي حطم مقومات
العقل الغربي من هوية وتاريخ وميتافيزيقا ولغة...الخ ،دونما إعطاء مشروع بديل.
قائمة املراجع:
أركون ،محمد ،ترجمة :هاشم صالح .)2009( .نحو نقد العقل اإلسالمي .بيروت لبنان :دار
الطليعة للطباعة والنشر ،ط .01
أركون ،محمد ،ترجمة :هاشم صالح .)1993( .الفكر اإلسالمي .نقد واجتهاد .الجزائر:
املؤسسة الوطنية للكتاب ،ب ط.
اإلمام مالك رحمة هللا عليه.
زكريا ،إبراهيم .)1990( .مشكلة البنية .مصر :مكتبة مصر للنشر والتوزيع.
سيد قطب( .بدون تاريخ) .في ظالل القرآن .القاهرة مصر :دار إحياء الكتب العربية ،ط1
ج.14
عبد الحميد ،محسن .)1987( .الفكر اإلسالمي تقويمه وتجديده .العراق :دار االنبار
للطباعة والنشر ،ط.1
بن علي ،عبد الغني .)2005/2004( .النزعة النقدية في فكر محمد أركون .تم االسترداد من
رسالة مجاستير جامعة الجزائر .02
خليقي ،عبد املجيد .)2010( .قراءة النص الديني عند محمد أركون .بيروت لبنان :منتدى
املعارف ،ط.1
أركون ،محمد ترجمة :هاشم صالح .)2009( .قضايا في نقد العقل الديني ،كيف نفهم
اإلسالم اليوم ؟ .بيروت لبنان :دار الطليعة ،ط. 4
العوا .)1985( . ،الفكر العربي .بيروت لبنان :منشورات أركون ،محمد ،ترجمة :عادل ّ
عويدات ط .03
أركون ،محمد ،ترجمة :هاشم صالح .)1987( .الفكر اإلسالمي :قراءة علمية .بيروت لبنان:
مركز اإلنماء القومي ،ط. 1
أركون ،محمد ،ترجمة :هاشم صالح .)1987( .تاريخية الفكر العربي اإلسالمي .بيروت
لبنان :مركز اإلنماء القومي ،ط. 1
أركون ،محمد ،ترجمة :هاشم صالح .)2001( .القرآن من التفسير املوروث إلى تحليل
الخطاب الديني .بيروت لبنان :دار الطليعة ،ط. 2
أركون ،محمد ،ترجمة :هاشم صالح .)2001( .اإلسالم أوروبا الغرب ،رهانات املعنى
وإرادات الهيمنة .بيروت لبنان :دار الساقي ،ط.2
أركون ،محمد ،ترجمة :هاشم صالح .)2001( .القرآن من التفسير املوروث إلى تحليل
الخطاب الديني .بيروت لبنان :دار الطليعة ،ط. 2
املزوغي ،محمد .)2007( .العقل بين التاريخ والوحي حول العدمية النظرية في إسالميات
محمد أركون .أملانيا -كولونيا :منشورات الجمل ـ بغداد ـط.1
كيحل ،مصطفى .)2008( .االنسنة والتأويل في فكر محمد أركون .تأليف رسالة دكتوراه.
جامعة قسنطينة.
أبي نادر ،نايلة .)2008( .التراث واملنهج بين أركون والجابري .بيروت لبنان :الشبكة العربية
لألبحاث والنشر ،ط .01