Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 28

‫‪ 100‬فكرة لتربية السأرة‬

‫عبداللطيف بن هاجس الغامدي‬


‫‪....................................‬‬

‫المقدمة‬

‫الحمد لله الهادي‪ ،‬من عليه اتكالي واعتمادي‪ ،‬وهو ملذاي عند الحادث‬
‫العمم‪.‬‬

‫والصلة والسلما على الرسأول السأوة والنبي القدوة‪.‬‬

‫وأشهد أن ل إله إل الله‪ ،‬خلق الهداية‪ ،‬وقدر أسأبابها‪ ،‬وخلق الغواية‪،‬‬


‫وحذر طلبها‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبده ورسأوله‪ ،‬دل على الهداية‪ ،‬وحث‬
‫عليها‪ ،‬ورغب فيها‪ ،‬وأمر بطرق أبوابها‪ ،‬والبحث عن أسأبابها‪ ،‬أما‬
‫بعد‪..‬‬
‫فإن من أوجب الواجبات‪ ،‬وأعظم المسؤوليات‪ ،‬وأكبر المانات؛ أمانة‬
‫تربية المسلم لهل بيته مبتدئا بنفسه‪ ،‬ومثنيا بمن يعول‪ ..‬أدناه‬
‫فأدناه‪.‬‬
‫وهذا من معنى قول الله‪}:‬يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم‬
‫نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملئكة غلطا شداد ل يعصون الله‬
‫ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون{ ]التحريم‪ .[6 :‬فهو مسؤول عنهم‪،‬‬
‫ومحاسأب عليهم‪ ،‬ومعاقب على تفريطه في تربيتهم؛ فالتربية ليست‬
‫أمرا عارضا أو قضية هامشية أو فكرة عابرة‪ ،‬أو خاطرة سأائرة؛ بل‬
‫هي ضرورة ملحة‪ ،‬ومسألة لزامة‪،‬‬
‫وقضية تضرب بجذورها في الماضي الفائت‪ ،‬لتعبر الحاضر السائر‪،‬‬
‫وتمتد إلى المستقبل التي‪.‬‬
‫وصلحا الهل نعمة عظيمة‪ ،‬ومنة‪ -‬من الله‪ -‬كريمة‪ ،‬ل يشعر بها‪،‬‬
‫ويعرف فضلها‪ ،‬ويقدر قدرها إل من حرما منها‪ ،‬وتلوع قلبه بضدها‪،‬‬
‫واكتوى فواده بنقيضها‪.‬‬
‫وكما أن لكل حرث زاارع‪ ،‬ولكل مال جامع؛ فكذا الهداية لها أسأباب‬
‫وطرائق‪ ،‬وموانع وعوائق‪.‬‬
‫والواجب المتحتم على كل مسلم أن يبحث عن طرق الهداية‬
‫ويغتنمها‪ ،‬ويتنكب سأبل الضلل والغواية ويجتنبها‪.‬‬
‫وليعلم علم اليقين أن التربية تحتاج إلى جهد جهيد ل يعرف الكسل‪،‬‬
‫وبذل ل يتوافق مع البخل‪ ،‬ومواصلة ل ترضى بالنقطاع‪ ،‬وهمة ل‬
‫تقنع بالدون‪ ،‬وعزيمة ل تتناسأب مع الخمول‪.‬‬
‫وحسبك من محامدها أن العبد يؤجر عليها ويثاب على ما بذل فيها‬
‫حتى بعد موته وانتهاء عمره وانقطاع أثره وانبتات أمره‪.‬‬
‫عن أبي هريرة‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬قال‪ :‬قال رسأول الله صلى الله عليه‬
‫وسألم‪" :‬إذاا مات النسان انقطع عمله إل من ثلثة‪ :‬إل من صدقة‬
‫جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له(( وبها ترفع في قدره‪،‬‬
‫ويضاعف له في أجره‪ ،‬ويعقب بخير في أثره‪.‬‬

‫وعن أبي هريرة‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬قال‪ :‬قال رسأول الله صلى الله‬
‫عليه وسألم‪)):‬إن الرجل لترفع درجته في الجنة‪ ،‬فيقول‪ :‬أني لي‬
‫هذا؟ فيقال‪ :‬باسأتغفار ولدك لك((‪ .‬ومنها أنها تجمعه بأحبته وقرابته‬
‫في درجات الجنة‪ ،‬فضل ً من الله ومنة!‬

‫قال تعالى‪}:‬والذين آمنوا واتبعتهم ذاريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذاريتهم‬


‫وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين{ ]الطور‪:‬‬
‫‪[21‬‬
‫وبها ترفع الرؤوس‪ ،‬وترضى النفوس‪ ،‬وتطيب الخواطر‪.‬‬
‫وبها تحفظ الموال‪ ،‬وتصان الجيال‪ ،‬وترتاحا الضمائر‪.‬‬
‫وبها يقع الئتلف‪ ،‬ويندفع الختلف‪ ،‬وتتحد العواطف والمشاعر‪.‬‬
‫فالهداية هدية من رب البرية‪ ،‬يعطيها من يستحقها‪ ،‬تفضل ً منه‬
‫ونعمة‪ ،‬فيا نعمت العطية!‬
‫وهذه مائة فكرة لتربية السأرة جمعتها من أرض الواقع تبصرة‬
‫للمهتدي‪ ،‬وإعانة للمبتدي‪ ،‬وإرغاما للمعتدي‪ ،‬وتذكيرا لمن أضاع‬
‫أمانته‪ ،‬وفرطا في مسؤوليته‪ ،‬فهي بلسم نافع‪ ،‬ودواء ناجع لمن يرجو‬
‫أن تقر عينه‪ ،‬ويسعد قلبه‪ ،‬وينشرحا صدره بصلحا نفسه وأهله‪ -‬بإذان‬
‫الله‪.-‬‬
‫والله المسؤول‪ -‬وهو خير مأمول‪ -‬أن يكتب بها النفع ولها القبول‪،‬‬
‫وأن يضاعف بها أجري‪ ،‬ويعلي بها ذاكري‪ ،‬ويرفع بها قدري‪ ،‬ويشرحا‬
‫بها صدري‪ ،‬ويمحو بها وزاري‪ ،‬وأن يجعلها ذاخري يوما أن ألقى بها‬
‫ربي‪ ..‬وهو مولي وحسبي!‬
‫وصلى الله وسألم على أكرما رسأول وأعظم نبي‪.‬‬

‫مسلمات في طريق التربية‬


‫‪ -1‬إن التربية عبادة يؤجر عليها العبد‪ ،‬ويثاب على إحسانه فيها‪.‬‬
‫ولبد فيها من إخلصا النية وتجريدها لله تعالى‪ ،‬فل يتعب المسلم‬
‫في التربية ليقال عنه إنه أحسن فيها‪ ،‬أو ليشار إليه بالبنان بأنه قد‬
‫بذل الغاية في البحث عن سأبل الهداية لهل بيته‪ ،‬أو ليقال‪ :‬يا له من‬
‫مرب بارع! وتربوي ناجح!‬
‫قال تعالى‪}:‬وما أمروا إل ليعبدوا الله مخلصين له الدين{ ]البينة‪ :‬ه[‪.‬‬
‫عن عمر بن الخطاب‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬قال‪ :‬قال رسأول الله صلى الله‬
‫عليه وسألم‪)):‬إنما العمال بالنيات‪.((..‬‬
‫ولبد من الموافقة والمتابعة لرسأول الله صلى الله عليه وسألم‪،‬فخير‬
‫الهدي هديه‪ ،‬وأكمل الطرق طريقته‪ ،‬وأبلغ المسالك سأنته‪.‬‬
‫فالمتابعة له صلى الله عليه وسألم في تربيته لهل بيته أمر لزاما ل‬
‫خيار فيه ول مصرف عنه‪ ،‬وثمراته حاصلة‪ ،‬ونتائجه عاجلة‪ ،‬ول بأس‬
‫من السأتفادة من أسأاليب التربية الحديثة بما يوافق ما كان عليه وما‬
‫جاء به صلى الله عليه وسألم‪.‬‬
‫عن عائشة‪ -‬رضي الله عنها‪ -‬قالت‪ :‬قال رسأول الله صلى الله عليه‬
‫وسألم‪)) :‬من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد((‪.‬‬

‫وفي اسأتقراء سأنته صلى الله عليه وسألم ودراسأتها في كيفية تربيته‬
‫لسأرته غنية عن غيرها‪ ،‬وكفاية عما سأواها‪ ،‬فاقصد البحر‪ ،‬وخل‬
‫القنوات‪ ،‬وفي تنفس الفجر في الصباحا ما يغني عن لفح فتيل‬
‫المصباحا‪.‬‬

‫‪ -2‬احتساب الجر على الله تعالى فيما يبذل في هذه التربية‪،‬فهي‬


‫شاقة ل راحة معها‪ ،‬وطويلة ل انتهاء لها‪ ،‬ومكلفة ل شحاحة فيها‪.‬‬
‫وليس للعامل من عمله إل ما احتسب‪.‬‬
‫فأكرما الهم ما كان على الهل‪ ،‬وأحب النفقة ما بذلت على القرابة‪،‬‬
‫وأفضل الجهود ما عملت مع ثمرات القلوب‪.‬‬
‫عن ثوبان‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬قال‪ :‬قال رسأول الله صلى الله عليه‬
‫وسألم‪)):‬أفضل دينار ينفقه الرجل دينار على عياله‪.((..‬‬
‫وعن أبي مسعود البدري‪ -‬رضي الله عنه‪ ،-‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسألم قال‪)) :‬إن المسلم إذاا أنفق على أهله نفقة؛ وهو يحتسبها‪،‬‬
‫كانت له صدقة((‪.‬‬
‫فالتربية كل الناس يمارسأونها‪ ،‬وليس كل الناس يؤجرون عليها‪..‬‬
‫فتنبه!‬

‫‪ -3‬إن الهداية‪ -‬بمعنى خلق اليمان والتوفيق له والثبات عليه‪ -‬ليست‬


‫في يدك‪ ،‬وإنما بيد من يهدي من يشاء بفضله ورحمته‪ ،‬ويضل من‬
‫يشاء بعدله وحكمته‪ ،‬وإنما عليك هداية الدللة والرشاد والنصح‬
‫والتوجيه‪ ،‬فل تقصر فيها أو تغفل عنها‪.‬‬
‫قال تعالى‪}:‬إنك ل تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء{‬
‫]القصص‪.[56 :‬‬
‫وقال تعالى‪) :‬ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء{‬
‫]البقرة‪.[272 :‬‬
‫عن أبي ذار‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬قال‪ :‬قال رسأول الله صلى الله عليه‬
‫وسألم‪)) :‬قال الله عز وجل‪ ...:‬يا عبادي كلكم ضال إل من هديته‬
‫فاسأتهدوني أهدكم((‪.‬‬
‫ومن بذل النصح لزوجته فما أرعوت أو اهتدت فليس عليه إل أن‬
‫يقلب دفتي كتاب ربه‪،‬فيقرأ فيه قوله سأبحانه}ضرب الله مثل ً للذين‬
‫كقروا امرأت نوحا وامرأت لوطا كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين‬
‫فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخل النار مع‬
‫الداخلين{ ]التحريم‪.[10:‬‬
‫فيا لها من سألوى وإن عظمت البلوى!‬
‫ومن بذل وسأعه وعمل طاقته مع أبنائه فما زاادهم إل إصرارا‬
‫وإعراضا‪ ،‬فليسمع‪ -‬في أسأى وأسأف‪ -‬إلى صرخة نوحا النبي المبتلى‬
‫في‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ري ب ِ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ي تَ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫و ِ‬ ‫الصابر‪ -‬عليه السلما‪ -‬في ابنه الكافر الفاجر‪َ )) :‬‬
‫وَل‬ ‫عَنا َ‬ ‫م َ‬ ‫ب َ‬ ‫ي اْرك َ ْ‬ ‫ل َياب ُن َ ّ‬ ‫ز ٍ‬ ‫ع ِ‬ ‫م ْ‬ ‫في َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫حا اب ْن َ ُ‬ ‫دى ُنو ٌ‬ ‫وَنا َ‬ ‫ل َ‬ ‫جَبا ِ‬ ‫كال ْ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫و ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ل لَ‬ ‫قا َ‬ ‫ء َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ْ‬
‫ن ال َ‬ ‫م ْ‬ ‫مِني ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫جب َ ٍ‬ ‫وي إ ِلى َ‬ ‫َ‬ ‫سأآَ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ن)‪َ (42‬‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ع الكا ِ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫ت َك ْ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ج َ‬ ‫و ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل ب َي ْن َ ُ‬ ‫حا َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ح َ‬ ‫ن َر ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه إ ِّل َ‬ ‫ر الل ّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫و َ‬ ‫ْ‬ ‫م ال ْي َ‬ ‫ص َ‬ ‫عا ِ‬ ‫َ‬
‫ماءُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ماءُ أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قي َ‬ ‫ْ‬
‫ض ال َ‬ ‫غي َ‬ ‫و ِ‬ ‫عي َ‬ ‫قل ِ ِ‬ ‫سأ َ‬ ‫وَيا َ‬ ‫ك َ‬ ‫ماءَ ِ‬ ‫عي َ‬ ‫ض اب ْل ِ‬ ‫ل َياأْر ُ‬ ‫و ِ‬ ‫ن)‪َ (43‬‬ ‫قي َ‬ ‫غَر ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ُ‬
‫وما ال ّ‬ ‫دا ل ِل ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن)‪(44‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ق‬ ‫ع ً‬ ‫ل بُ ْ‬ ‫قي َ‬ ‫و ِ‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫د ّ‬ ‫جو ِ‬ ‫عَلى ال ْ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫و ْ‬ ‫َ‬ ‫سأت َ‬ ‫وا ْ‬ ‫َ‬ ‫مُر‬ ‫ي اْل ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ق ِ‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه فقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وأن ْ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ّ‬ ‫عدَك ال َ‬ ‫و ْ‬ ‫ن َ‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫هِلي َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن اب ِْني ِ‬ ‫ب إِ ّ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫حا َرب ّ ُ‬ ‫دى ُنو ٌ‬ ‫وَنا َ‬ ‫َ‬
‫ح‬ ‫ل‬ ‫صا‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫غ‬ ‫ل‬ ‫ٌ‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫حا‬ ‫نو‬ ‫يا‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫(‬ ‫‪45‬‬ ‫ن)‬ ‫مي‬ ‫ك‬ ‫حا‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْ ُ َ ِ ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ ُ‬ ‫َ ُ ُ ِّ ُ ْ َ ِ ْ ْ ِ‬ ‫َ ِ ِ َ‬ ‫أ ْ ُ‬ ‫ك‬ ‫ح‬
‫عظ ُ َ َ‬ ‫م إ ِّني أ َ ِ‬ ‫فَل ت َ َ‬
‫ن ((‬ ‫هِلي َ‬ ‫جا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كو َ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫كأ ْ‬ ‫عل ْ ٌ‬ ‫ه ِ‬ ‫ك بِ ِ‬ ‫س لَ َ‬ ‫ما ل َي ْ َ‬ ‫سأل ِْني َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫فأي تسرية عن القلب وتسلية للعقل أعظم من هذه؟!‬
‫ومن جهد جهده وبذل ما عنده لبيه وأمه‪ ،‬فما رأى بارقة هداية أو‬
‫علمة اسأتجابة‪ ،‬فل أقل من أن يقرأ قول إبراهيم الخليل‪ -‬عليه‬
‫السلما‪ -‬إماما التوحيد والهداية لبيه آزار زاعيم الشرك والغواية‪:‬‬
‫َ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫صّيا)‪َ(44‬ياأب َ ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ِللّر ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫طا َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن إِ ّ‬ ‫طا َ‬ ‫عب ُدْ ال ّ‬ ‫ت َل ت َ ْ‬ ‫)) َياأب َ ِ‬
‫ول ِّيا ((‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ن ِلل ّ‬ ‫فت َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ع َ‬ ‫س َ‬ ‫خا ُ َ‬ ‫إ ِّني أ َ َ‬
‫ن َ‬ ‫طا ِ‬ ‫كو َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن الّر ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ك َ‬ ‫م ّ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫فأ ْ‬
‫‪:‬مريم ‪.،45 -44‬‬
‫فتسكن النفس المحزونة‪ ،‬ويهدأ الخاطر المكدود!‬
‫فهل آن للنفوس أن تأخذ من هذه الدروس؟!‬

‫‪ -4‬أنت عبد فقير مسكين!‬


‫ل تملك لنفسك حول ً ول طولً‪ ،‬ول تملكها لغيرك من باب أولى!‬
‫فل تعتمد على نفسك‪ ،‬ول تركن لقدرتك‪ ،‬ول تثق بغير ربك‪ ،‬ففوض‬
‫أمرك إليه‪ ،‬وتوكل عليه‪ ،‬واسأتعن به‪.‬‬
‫قال تعالى‪}:‬وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين{ ]المائدة‪.[23 :‬‬
‫وقال تعالى‪}:‬وما توفيقي إل بالله عليه توكلت وإليه المصير{‬
‫]هود‪[88 :‬‬
‫وأكثر من دعائه ورجائه‪ ،‬واللجوء إليه‪ ،‬والتذلل بين يديه‪.‬‬
‫ول تقل بذكائي ومعرفتي‪ ،‬وجهودي ونباهتي‪ ..‬بل أنت‪-‬في كل‬
‫الحوال‪ -‬فقير إليه‪ ،‬ل غنى لك عنه‪ ،‬ول مهرب لك منه‪ .‬ووالله لو‬
‫وكلك الله إلى نفسك طرفة عين لهلكت فإنه إذاا يكلك إلى خور‬
‫وضعف وجهل وبلدة!‬
‫عن أنس بن مالك‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬قال‪ :‬قال رسأول الله صلى الله‬
‫عليه وسألم‪)) :‬يا حي يا قيوما برحمتك أسأتغيث أصلح لي شأني كله‬
‫ول تكلني إلى نفسي طرفة عين((‪.‬‬

‫‪ -5‬ل يشك عاقل‪ ،‬أو يماري مجادل في أهمية القدوة الصالحة في كل‬
‫ميدان‪ ،‬فنفسك ميدانك الول‪ ،‬فإن قدرت عليها فأنت على غيرها‬
‫أقدر وعلى سأواها أمكن‪ ،‬فابدأ بها فأصلحها‪ ،‬يصلح الله لك رعيتك‪،‬‬
‫ومن هم تبع لك‪ ،‬فإنهم يوما يسمعون منك ما يناقض ما صدر عنك‪،‬‬
‫يقع الخلل‪ ،‬ويعظم الزلل‪ ،‬ويصبح الدين عندهم شعارات براقة‪،‬‬
‫وكلمات جوفاء ليس لها في حياتهم أثر‪ ،‬ول في واقعهم وقع‪.‬‬
‫عار عليك إذاا فعلت عظيم‬ ‫ل تنه عن خلق وتأتي مثله‬
‫قال تعالى‪} :‬وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إل‬
‫الصلحا ما اسأتطعت وما توفيقي إل بالله عليه توكلت وإليه أنيب{‬
‫]هود‪.[88 :‬‬

‫‪ -6‬اللين كالسكين‪ ،‬يقطع دون وجع‪ ،‬والرفق نعمة عظيمة تؤثر في‬
‫النفوس الكريمة ما ل تؤثر القسوة والغلظة!‬
‫قال الله تعالى ممتنا على نبيه الذي أرسأله رحمة للعالمين‪) :‬فبما‬
‫رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لنقضوا من‬
‫حولك{ ]آل عمران‪.[159 :‬‬
‫عن عبيد الله بن معمر‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬قال‪ :‬قال رسأول الله صلى‬
‫الله عليه وسألم‪) :‬ما أعطي أهل بيت الرفق إل نفعهم‪ ،‬ول منعوه إل‬
‫ضرهم(‪.‬‬
‫وعن عائشة‪ -‬رضي الله عنها‪ -‬قالت‪ :‬قال رسأول الله ‪) :‬ما يكون‬
‫الرفق في شيء إل زاانه ول ينزع من شيء إل شانه(‪.‬‬

‫‪ -7‬سأعة البال‪ ،‬وعدما السأتعجال‪ ،‬وطول النفس في التربية قضايا‬


‫مهمة‪ ،‬فبيت عشعش المنكر فيه لسنوات عديدة‪ ،‬وصفات تطبعت بها‬
‫النفوس لعواما مديدة‪ ،‬يصبح من العسير أن تزول جملة واحدة في‬
‫يوما وليلة‪.‬‬
‫فل بد من التدرج في التغيير‪ ،‬والبدء بالهم فالمهم‪ ،‬وعدما اسأتعجال‬
‫النتائج‪ ،‬فطريق اللف ميل يبدأ بخطوة واحدة‪ ،‬ومن سأار على الدرب‬
‫وصل‪ ،‬ومن أداما قرع الباب يوشك أن يفتح له!‬

‫‪ -8‬ل تتأخر في التربية أو تؤجلها عن حينها‪ ،‬إل لمسوغ شرعي‬


‫ومصلحة متحققة؛ فالنفس تربي من أول يوما تبصر فيه الحقيقة‪،‬‬
‫وتفيق على معالم الطريق‪.‬‬
‫والزوجة تبدأ تربيتها مع أول خطوة تخطوها في بيتها الجديد‪ .‬والبناء‬
‫من أول يوما يستهلون فيه صارخين من بطون أمهاتهم‪ ..‬ل تعجب!‬
‫فالبن الرضيع الذي تعود على البكاء ليحصل على رغبته‪ ،‬ينطبع هذا‬
‫في ذاهنه ويستقر في نفسه‪ ،‬فل يحسن بعد ذالك إل العويل والبكاء!‬

‫‪ -9‬الحذر من فتنتهم في دينهم‪ ،‬وصدهم عن الحق والثبات عليه بما‬


‫يجلب لهم من أسأباب الضلل والنحراف فيما يقرؤون ويسمعون‬
‫ويبصرون‪ ،‬فهم من جملة البشر ومن عداد الخلق‪،‬يشعرون ويحسون‪،‬‬
‫ويتأثرون ويؤثرون‪ ،‬وأمر التربية يستلزما التخلية ثم التحلية‪ ،‬ويتطلب‬
‫التطهير والنزع‪ ،‬ثم التأثير والوضع‪ .‬ولكي تزرع الرض البور‪ ،‬طهرها‬
‫من الفات‪ ،‬وامنع عنها المهلكات‪ ،‬ثم ازارع فيها ما تشاء‪ ،‬وطب نفسا‬
‫بما تجني يوما الحصاد‪.‬‬

‫‪ -10‬ل تسكت عليهم في منكر‪ ،‬ول ترض لهم بمعصية‪ ،‬ول تقرهم‬
‫على خطيئة‪ ،‬فمن مقتضيات محبتهم‪ ،‬ومستلزمات مودتهم؛ حمايتهم‬
‫من أنفسهم‪ -‬وهي أول أعدائهم‪ -‬وحمايتهم من أعدائهم الذين‬
‫يتربصون بهم‪ ،‬ويكيدون لهم‪ ،‬ويريدون أن يستأصلوا شأفتهم‪.‬‬
‫وبيتك مملكتك‪ ،‬فكيف ترضى أن يعصي فيه ربك؟!‬
‫تأمل ماذاا فعل رسأول الله صلى الله عليه وسألم مع عائشة‪ -‬رضي‬
‫الله عنها‪ -‬وهي أحب الناس إليه وأقربهم منه‪ ،‬عندما دخل عليها‬
‫فوجد في بيتها تصاوير ‪.‬‬
‫فعن عائشة‪ -‬رضي الله عنها‪ -‬أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير‪،‬فلما‬
‫رآها رسأول الله صلى الله عليه وسألم قاما على الباب فلم يدخل‪،‬‬
‫فعرفت في وجهه الكراهية‪ .‬قالت‪ :‬يا رسأول الله! أتوب إلى الله‬
‫وإلى رسأوله ماذاا أذانبت؟ قال‪)) :‬ما بال هذه النمرقة؟((‪ .‬فقالت‪:‬‬
‫اشتريتها لتقعد عليها وتتوسأدها‪ ،‬فقال‪) :‬إن أصحاب هذه الصور‬
‫يعذبون يوما القيامة‪ ،‬ويقال لهم‪ :‬أحيوا ما خلقتم((‪ .‬وقال‪)) :‬إن‬
‫البيت الذي فيه الصور ل تدخله الملئكة((‪.‬‬

‫‪ -11‬الجد مطلوب‪ ،‬والهتماما مرغوب‪ ،‬ولكن كلما زااد الشيء عن حده‬


‫انقلب إلى ضده‪ ،‬فالتشدد في غير موضعه‪ ،‬والقوة في غير حينها‪،‬‬
‫والحرصا المبالغ فيه‪ ،‬كل هذه المور لها آثار سألبية في النفوس؛‬
‫فهي تولد التمرد والعناد‪ ،‬وتكسب النفرة والبعاد‪.‬‬
‫ولكل شيء جعل الله قدرا؛ فالواقعية تخرج النسان من أزامة‬
‫الوسأوسأة‪ ،‬فكل الناس خطاء‪ ،‬ومن أين لنا بمعصوما من الزلل‪ ،‬ومبرأ‬
‫من الخلل بعد النبي المعصوما صلى الله عليه وسألم؟!‬

‫‪ -12‬نحن نحسن اللوما والتقريع‪ ،‬ونجيد التبكيت‪ ،‬والتوبيخ عند حدوث‬


‫الخطاء أو الخطايا‪ ..‬ولكننا ل نحسن الثناء‪ -‬بالحسنى‪ -‬على‬
‫المحسنين!‬
‫نتقن الحساب والعقاب‪ ،‬وربما نفشل في الجزاء والثواب! نجيد‬
‫التعجيز ونسيئ في التحفيز!‬
‫حقيقة مؤلمة يشهد الواقع بها إل عند من عرف لهل الفضل‬
‫فضلهم‪ ،‬فأولهم ما يستحقون‪ ،‬وأعطاهم ما يلهب مشاعرهم‪،‬‬
‫ويزكي عزائمهم‪ ،‬وينمي مواهبهم‪.‬‬
‫ولعلك عندما لمت متكاسأل ً عن عمل أو متثاقل ً عن مهمة‪،‬قال لك في‬
‫مرارة ظاهرة‪ :‬أحسنت‪ ،‬وعملت‪ ،‬وبذلت فلم أجد من يكرمني! ولم‬
‫أحصل على ما أسأتحق على بذلي وعملي‪ ..‬تساويت مع غيري فلماذاا‬
‫أجهد نفسي؟!!‬
‫هل تأملت أين موطن الخلل؟! وأين يكمن الزلل؟!‬
‫فنحن مطالبون في بيوتنا‪ -‬وغيرها‪ -‬أن نحسن إلى المحسنين ونشكر‬
‫العاملين‪ ،‬تثبيتا لهم وتحفيزا فهمة غيرهم‪..‬‬
‫عدل ً معهم‪ ..‬فإن الله يأمر بالعدل‪.‬‬
‫وإحسانا لمن له سأابقة الفضل‪..‬‬
‫و }هل جزاء الحسان إل الحسان{ ]الرحمن‪.[65 :‬‬
‫عن أبي هريرة‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬قال‪ :‬قال رسأول الله صلى الله عليه‬
‫وسألم‪) :‬من ل يشكر الناس ل يشكر الله(‪.‬‬

‫‪ -13‬وثمة خلل آخر في موضوع الجوائز والحوافز ينبغي أن يتداركه‬


‫من يهتمون بها‪ -‬على قلتهم! وهو أن جوائزهم‪ -‬في الغالب‪ -‬مادية‬
‫دنيوية‪ ،‬لمتاع زاائل وعرض من الدنيا قليل‪ ،‬ولكن أين من يعطيهم‬
‫هذه الجوائز‪ -‬ول بأس بها‪ -‬مع الصل الصيل وهو تذكيرهم بالجور‬
‫الخروية يوما القيامة‪ ،‬ويلفت أنظارهم ويستحث اهتمامهم إلى ما‬
‫أعد الله من أجور كريمة وحسنات عظيمة لمن أصلح نفسه وقوما‬
‫عوجه‪ ،‬ولزما الصلحا‪ ،‬وعمل خيرا يسعد به في الدار الخرة‪.‬‬

‫مائة فكرة لتربية السأرة‬


‫تنبيه مهم‪:‬‬

‫هذه مائة فكرة اسأتقيتها من أرض الواقع‪ ،‬وأخذتها ممن جربها‬


‫وأرسألت بها إليك؛ فخذ منها ما تقدر عليه‪ ،‬وما يغلب على ظنك نفعه‪،‬‬
‫وما يوافق إمكاناتك‪ ،‬وما ينسجم مع ميول أهل بيتك‪ ،‬وما يوافق طابع‬
‫حياتهم وقدراتهم‪.‬‬
‫فاسأتعن بالله‪ ،‬ول تعجز!‬

‫أولً‪ :‬علمهم‬
‫قال تعالى‪} :‬يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات{‬
‫]المجادلة‪.[11 :‬‬

‫‪ -1‬عقد درس يومي أو أسأبوعي‪ -‬على القل‪ -‬مع أهل البيت‪،‬‬


‫ويستحب التنويع فيه؛ فمرة في السيرة‪ ،‬وأخرى في الفقه‪ ،‬وثالثة‬
‫في العقيدة‪ ،‬ورابعة في الداب والسلوك‪ ،‬وخامسة في المناقب‬
‫والفضائل‪.‬‬
‫ومنه يتعلم الهل النضباطا في الزمان والمكان‪ ،‬ويزيد علمهم‪،‬‬
‫ويزكو عملهم‪ ،‬وتقوى صلتهم ببعضهم‪ ،‬وتزيد ثقتهم بولي أمرهم‪.‬‬
‫* وقت مقترحا‪ :‬بعد فجر الخميس لنه يوما إجازاة‪ ،‬أو بعد عصر الجمعة‪.‬‬

‫‪ -2‬حفظ القرآن الكريم‪ ،‬وذالك بتحديد آية أو جملة آيات‪ ،‬تعطي‬


‫كواجب صباحي لهم‪ ،‬ويتم تسميع المقطع فيما بينهم في وقت محدد‬
‫متفق عليه بينهم‪.‬‬
‫عن بريدة‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬قال‪ :‬قال رسأول الله صلى الله عليه‬
‫وسألم‪" :‬من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به ألبس يوما القيامة تاجا من‬
‫نور‪ ،‬ضوؤه مثل ضوء الشمس‪ ،‬ويكسى والديه حلتان ل يقوما بهما‬
‫الدنيا‪ ،‬فيقولن بما كسينا هذا؟ فيقال‪ :‬بأخذ ولدكما القرآن(‪.‬‬
‫قال ابن عباس‪ -‬رضي الله عنهما‪) :-‬توفي رسأول الله صلى الله عليه‬
‫وسألم وأنا ابن عشر سأنين وقد قرآت المحكم(‪.‬‬
‫* يمكن اسأتغلل الركوب الجماعي للسيارة للتسميع والمراجعة‬
‫وتصحيح التلوة‪ ،‬وسأماع اليات من القراء والمشايخ‪.‬‬

‫‪ -3‬حفظ أحاديث رسأول الله صلى الله عليه وسألم‪ ،‬وينتقى لهم ما‬
‫يناسأبهم‪ ،‬وما تدعو إليه الحاجة‪.‬‬
‫وطريقته‪ :‬بأن يكتب الحديث في ورقة صغيرة‪ ،‬وتصور بعدد من له‬
‫القدرة على الحفظ‪ ،‬وتوزاع في الصباحا عليهم‪ ،‬ويتم التسميع في‬
‫وقت محدد منضبط‪.‬‬
‫* يمكن السأتفادة من كتب الحديث كالصحيحين‪ ،‬والربعين النووية‬
‫ورياض الصالحين‪ ،‬وصحيح الكلم الطيب‪ ،‬وصحيح الترغيب والترهيب‪،‬‬
‫وصحيح الجامع‪.‬‬
‫* يستحب‪ -‬لربط النشاطا ببعضه‪ -‬تفسير اليات المحفوظة وشرحا‬
‫الحاديث في الدرس السأبوعي‪.‬‬

‫‪ -4‬إنشاء مكتبة مقروءة في البيت تناسأب جميع المستويات‪ ،‬وتتوافق‬


‫مع كل الذاواق المشروعة‪ ،‬لتصبح حديقة غناء‪ ،‬يدخل إليها من يريدها‬
‫فيجد فيها بغيته؛ ففيها ما يناسأب طالب العلم‪ ،‬والرجال والنساء‬
‫والطفال‪ ،‬والمتخصص‪ ،‬والمطلع‪.‬‬

‫‪ -5‬إعداد مكتبة سأمعية‪ :‬تحتوي على أشرطة متنوعة تناسأب جميع‬


‫العمار والمستويات‪ ،‬وتتناول أكثر القضايا والموضوعات‪ ،‬وتتوافق‬
‫مع الذاواق والرغبات المشروعة‪ ،‬للعلماء والمشايخ والدعاة‪ ،‬ويتم‬
‫تحريك المكتبة‪ ،‬بعدة طرق منها‪:‬‬
‫‪ -‬تفريغها على‬ ‫‪ -‬السماع للشرطة‪.‬‬
‫الورق‪.‬‬
‫‪ -‬فهرسأة‬ ‫‪ -‬تلخيص ما ورد فيها‪.‬‬
‫موضوعاتها‪.‬‬
‫* يمكن تجهيز ركن في المكتبة للهداء والدعوة‪.‬‬

‫‪ -6‬القصص‪ :‬وهي من جند الله تعالى‪ ،‬يحرك الله بها العقول‪ ،‬ويثبت‬
‫بها القلوب‪ ،‬وتسنبط منها الدروس والعبر‪ ،‬ويمكن اسأتخدامها‬
‫كوسأيلة دعوية من خلل سأرد بعض القصص النبوية‪ ،‬وما ورد في كتب‬
‫التاريخ على الهل وخصوصا في حال التعب البدني والنفسي‪.‬‬
‫فما أجمل أن يسمع الشباب في المنزل قصة أصحاب الخدود!‬
‫وما أفضل أن تسمع الزوجات قصة حديث أما زارع!‬
‫وما أعظم أن يسمع الكبار بعض قصص النبياء والمرسألين‪ -‬صلى‬
‫الله عليهم أجمعين!‬

‫‪ -7‬الشتراك في مجلت دورية ذاات طابع ومنهج إسألمي منضبط‪،‬‬


‫سأواء كانت أسأبوعية أو شهرية أو فصلية أو سأنوية‪ ،‬وفي ذالك دعم‬
‫للمجلة لتستمر في العطاء‪ ،‬والهم أن يوجد للهل بديل إسألمي‬
‫مبارك وسأط هذا الزيف العلمي الذي ملئت به البيوت‪.‬‬
‫*يمكن أن تكون قسيمة الشتراك في المجلة هدية ومكافأة جميلة‬
‫لواحد من أهل البيت أجاد أو أفاد في عمل أو مناسأبة‪.‬‬

‫‪ -8‬التسجيل في دور وحلقات تحفيظ القرآن الكريم‪ ،‬سأواء للكبار‬


‫في المساجد أو في دور الحافظات للنساء‪ ،‬وخصوصا التحافيظ التي‬
‫بها نشاطا دعوي مميز‪.‬‬
‫وهذه الفكرة من أعظم ما ينبغي أن يحرصا عليه المسلم في تربيته‬
‫لهله؛ فالمرأة سأتجد من الصالحات في هذه الدور ما يغنيها عن كثير‬
‫من مريضات القلوب فارغات العقول‪.‬‬
‫*يوجد بكثير من دور التحافيظ روضة للطفال يتعلمون فيها مبادئ‬
‫القراءة والكتابة وبعض الداب السألمية المناسأبة لعمارهم‪.‬‬

‫‪ -9‬حضور المحاضرات العامة في المساجد والمناشط الدعوية‬


‫كالدورات العلمية‪ ،‬وفي ذالك من الفائدة ما فيه من الجور المترتبة‬
‫عليه‪ ،‬وتكثير سأواد الصالحين‪ ،‬والسأتفادة مما يطرحا من العلماء‬
‫والدعاة وطلب العلم‪.‬‬
‫عن عبدالله بن عمر‪ -‬رضي الله عنهما‪ ،-‬قال‪ :‬قال رسأول الله صلى‬
‫الله عليه وسألم‪)):‬ل تمنعوا النساء حظوظهن من المساجد إذاا‬
‫اسأتأذانوكم((‪.‬‬
‫*للمحافظة على المعلومات المستقاة من المحاضرة أو الدرس‬
‫يستحب طرحا بعض السأئلة عنها أو تلخيص ما ورد فيها‪.‬‬

‫‪ -10‬طلب الزيارة للبيت من الدعاة وطلب العلم وطرحا القضايا التي‬


‫يحتاجها البيت بالتلميح والتصريح حسبما يقتضيه الحال‪.‬‬
‫وخصوصا الداعيات‪ ،‬ومن عرفن ببذل الخير للغير‪ ،‬فيا له من أثر ما‬
‫أبلغه! فالمرأة تتأثر بما ترى أكثر مما تسمع‪.‬‬

‫‪ -11‬السبورة‪ :‬ويتم ذالك بتعليق سأبورة في أحد الجدر البارزاة في‬


‫البيت مما يقع عليه النظر كثيرا‪ ،‬يكتب فيها ما يستفيد منه الهل‬
‫كحكمة اليوما‪ ،‬وبعض اليات والسور‪ ،‬وخصوصا الذاكار‪ ،‬فمع كثرة‬
‫النظر إليها يعلق شيء منها بالعقل‪ ،‬وبشيء من التركيز عليها تحفظ‬
‫عن آخرها‪.‬‬

‫‪ -12‬المسابقات الثقافية‪ :‬وتكون بإعداد جملة من السأئلة المناسأبة‬


‫لقدرات ومهارات الموجودين‪ ،‬وعليها بعض الجوائز المناسأبة‪،‬‬
‫وأفضل أوقاتها الرحلت‪ ،‬والنزهات خارج المنزل لشغل الوقت بما‬
‫ينفع‪ ،‬ولزرع روحا التنافس ‪ -‬في الخير‪ -‬فيما بينهم‪ ،‬وتوصيل بعض‬
‫المعلومات إليهم من طرف خفي! عن ابن عمر‪ -‬رضي الله عنهما‪-‬‬
‫قال‪ :‬قال رسأول الله صلى الله عليه وسألم‪" :‬أخبروني بشجرة مثلها‬
‫مثل المسلم تؤتي أكلها كل حين بإذان ربها ول تحت ورقها(( ))فوقع‬
‫في نفسي النخلة‪ ،‬فكرهت أن أتكلم وثم أبو بكر وعمر‪ ،‬فلما لم‬
‫يتكلما‪ ،‬قال رسأول الله صلى الله عليه وسألم‪) :‬هي النخلة(‪ .‬فلما‬
‫خرجت مع أبي‪ ،‬قلت‪ :‬يا أبتاه وقع نفسي النخلة‪ .‬قال‪ :‬ما منعك أن‬
‫تقولها لو كنت قلتها كان أحب إلى من كذا وكذا‪.‬‬
‫* ليس المقصود من السأئلة التعجيز‪ ،‬وإنما الهدف توصيل رسأالة‬
‫معينة عن طريق السؤال والجواب‪.‬‬

‫‪ -13‬يسمع الرجال خطب الجمعة والمواعظ والدروس في المساجد‬


‫وغيرها‪ ،‬فما نصيب أهل البيت منها؟!‬
‫إن من أعظم النفع لهم أن يلخص الرجل ما سأمع منها في ذاهنه أو‬
‫في ورقة‪ ،‬لينقله إليهم حال رجوعه لهم‪ ،‬فيثبت ما سأمع في ذاهنه‪،‬‬
‫ويستفيد منه من لم يسمعها‪.‬‬

‫‪ -14‬إشراكهم في الشعائر التعبدية التي تحصل في المواسأم‬


‫الشرعية‪ ،‬كالمشاركة في عيد النحر بذبح الضاحي‪ ،‬وتوزايع زاكاة‬
‫الفطر في رمضان على مستحقيها‪.‬‬

‫‪ -15‬ينتقي بعض الكتب المفيدة‪ ،‬ويكلف أهل البيت كلهم أو بعضهم‬


‫بتلخيص ما فيها من معلومات‪ ،‬وإعداد تقرير موجز عن الكتاب‪ ،‬ول‬
‫بأس من تكريمهم بجوائز كحوافز‪.‬‬
‫‪ -16‬ربطهم بكبار العلماء وأهل العلم المناء‪ ،‬وذالك بإعداد قائمة‬
‫بأسأماء العلماء والمفتين‪ ،‬وأرقاما هواتفهم‪ ،‬وأرقاما مكاتب الدعوة‬
‫والفتاء‪ ،‬وتعليقها في مكان مناسأب في البيت‪ ،‬ليتصل الهل‬
‫بالعلماء في كل قضية تعن لهم أو تقع عليهم‪ ،‬وليستقوا بدلوهم من‬
‫مورد العلماء الرقراق بصفاء المعتقد ونقاء المنهج‪ ،‬والمتدفق بصلحا‬
‫المسلك وصدق الديانة‪.‬‬

‫‪ -17‬الحرصا على السكن بجوار المساجد‪ ،‬ليسمع أهل البيت الذاان‬


‫والخطب والمواعظ والدروس‪ ،‬وليشاركوا في النشطة الدعوية‬
‫والغاثية التي تقاما فيه‪.‬‬

‫‪ -18‬اسأتغلل الفسح والنزهات في إثراء معلوماتهم وزايادة تحصيلهم‬


‫العلمي والمعرفي‪.‬‬
‫* رأيت في حديقة الحيوان من الزما أبناءه بورقة وقلم يكتبون‬
‫المعلومات العلمية عن كل حيوان أو طائر يرونه‪ ..‬ماذاا يأكل‬
‫ويشرب؟ وأين يعيش؟ وأين ورد ذاكره في القرآن الكريم أو السنة‬
‫النبوية؟ وهل هو مأكول اللحم أو أنه محرما والعلة في ذالك؟ وهل هو‬
‫مستأنس أو أنه وحشي؟‬
‫وهم‪ -‬في حرصا شديد!‪ -‬يتمتعون بما يرون‪ ،‬ويكتبون ما يسمعون‪،‬‬
‫ويتعلمون وهم يلعبون‪.‬‬
‫فتحسرت على من يضيع وقته في الملهي والمأكولت دون تزكية‬
‫للنفس أو إثراء للمعلومات!‬

‫‪ -19‬اقتناء الحاسأب اللي كبديل مناسأب لقنوات التخريب‪ ،‬مع وجوب‬


‫السيطرة عليه‪ ،‬وضبط ما يعرض فيه‪.‬‬
‫* توجد برامج إسألمية رائعة كبرنامج القرآن الكريم والحديث‬
‫الشريف وبعض الكتب المستنسخة فيه‪ ،‬وأحسب أننا في زامن نحتاج‬
‫فيه هذه الثورة العلمية فيما يعود على ديننا ودعوتنا وعلينا بصلحا‬
‫وخير‪.‬‬
‫* ويمكن اسأتخداما شبكة النترنت في الدعوة إلى الله تعالى‪ ،‬والذود‬
‫عن حياض الدين ضد انتحال المبطلين وتحريف الغالين‪ ،‬مع وجوب‬
‫الحذر منها والمراقبة لها‪.‬‬

‫‪ -20‬اسأتخداما الفيديو‪ -‬لمن يدين لله تعالى بجوازاه‪ -‬كوسأيلة تعليمية‬


‫وتربوية وتثقيفية وترفيهية‪ ،‬وعرض البرامج السألمية المناسأبة‬
‫الخالية من المخالفات الشريعة‪.‬‬
‫* ينبغي تحديد وقت المطالعة فيه‪ ،‬ومراعاة الضوابط الطبية‬
‫لسأتخدامه‪.‬‬
‫‪ -21‬اللعاب الترفيهية التي تنمي الذكاء وتقوي الذاكرة وتزيد في‬
‫المعلومات‪ ،‬وتكسب بعض المهارات الفكرية والعقلية كالمكعبات‬
‫وبعض اللعاب من المحرمات )الصور‪ ،‬القمار‪ ،‬التجسيم المحرما‪،‬‬
‫المعازاف‪ ،‬المعتقدات الفاسأدة‪ ،‬الصلبان‪ ،‬الجرس‪ ،‬وبعض شعائر‬
‫الديانات الباطلة‪.(..‬‬

‫‪ -22‬السأتماع لذااعة القرآن الكريم‪ ،‬ومحاولة تمديد شبكة من‬


‫المكبرات والسماعات دخل المنزل لسماع هذه الذااعة المباركة‪،‬‬
‫وخصوصا مكان تواجد السأرة بكثرة مثل المطبخ وغرفة الجلوس‪.‬‬

‫‪ -23‬تسجيل البناء والبنات في مدارس تحفيظ القرآن الكريم‬


‫الحكومية أو الهلية أو المعاهد العلمية الشريعة والكليات الشرعية‬
‫التخصصية في الجامعات‪ ،‬وتشجيع البارزاين منهم في ذالك بمواصلة‬
‫الدراسأة‪ .‬للمستويات العليا‪.‬‬

‫‪ -24‬اسأتغلل وقت ركوب السيارة مع السأرة لتنفيذ برنامج إلقائي‬


‫منوع كهيئة الذااعة‪ ،‬فهذا للتقديم وهذا للتقييم‪ ،‬وآخر يشارك بآَية‪،‬‬
‫وغيرها بتفسيرها والتعليق عليها‪ ،‬وآخر بحديث شريف‪ ،‬أو حكمة‬
‫مفيدة أو قصة معبرة أو موقف مؤثر أو حداء جميل أو طرفة مباحة‬
‫فهو برنامج متكامل منهم وإليهم‪.‬‬
‫* يمكن تكريم أفضل مشاركة في البرنامج‪ -‬ولو بالثناء والطراء‪.-‬‬

‫ثانيًا‪ :‬عملهم‬
‫قال تعالى‪}:‬وأمر أهلك بالصلة واصطبر عليها ل نسألك رزاقا نحن‬
‫نرزاقك والعاقبة للتقوى{ ]طه‪.[132:‬‬

‫‪ -25‬المر بالعبادة واللزاما بها‪ ،‬والتعويد عليها‪ ،‬مثل المر بالصلة‪،‬‬


‫والسؤال عنها‪ ،‬وتفقد من يقصر فيها‪ ،‬ومحاسأبة ومعاقبة من يتهرب‬
‫منها‪.‬‬
‫قال تعالى‪} :‬وأمر أهلك بالصلة{ ]طه‪.[132 :‬‬
‫عن عبدالله بن عمرو‪ -‬رضي الله عنهما‪ -‬قال‪ :‬قال رسأول الله صلى‬
‫الله عليه وسألم‪) :‬مروا أولدكم بالصلة وهم أبناء سأبع سأنين‪،‬‬
‫واضربوهم عليها وهم أبناء عشر‪ ،‬وفرقوا بينهم في المضاجع(‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬قال‪ :‬قال النبي صلى الله عليه‬
‫وسألم‪)) :‬رحم الله رجل ً قاما من الليل فصلى‪ ،‬وأيقظ امرأته‪ ،‬فإن‬
‫أبت نضح في وجهها الماء‪ ،‬رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت‪،‬‬
‫وأيقظت زاوجها‪ ،‬فإن أبى نضحت في وجهه الماء((‪.‬‬
‫* يستحب ترغيبهم في النوافل كالوتر والضحى والسنن والرواتب‬
‫وإعطائهم جوائز وحوافز عليها‪.‬‬
‫‪ -26‬الصياما المشترك من أهل الدار جميعا‪ ،‬ليس في الفريضة فقط‪،‬‬
‫بل حتى في النوافل‪ ،‬كصياما يومي الثنين والخميس‪ ،‬وثلثة أياما من‬
‫كل شهر‪ ،‬وسأت من شوال‪ ،‬ويوما عاشوراء وتاسأوعاء‪ ،‬ويوما عرفة‬
‫لغير حاج‪ ،‬وصياما داود‪ -‬عليه السلما‪ .-‬عن الربيع بنت معوذا‪ -‬رضي‬
‫الله عنها‪ -‬قالت‪ :‬أرسأل رسأول‬
‫الله صلى الله عليه وسألم غداة عاشوراء إلى قرى النصار‪ ،‬التي حول‬
‫المدينة‪" :‬من كان أصبح صائما‪ ،‬فليتم صومه‪ .‬ومن كان أصبح مفطرا‪،‬‬
‫فليتم بقية يومه‪ .‬فكنا‪ ،‬بعد ذالك نصومه‪ ،‬ونصوما صبياننا الصغار منهم‬
‫إن شاء الله‪ ،‬ونذهب إلى المسجد‪ .‬فنجعل لهم اللعبة من العهن‪ ،‬فإذاا‬
‫بكى أحدهم على الطعاما أعطيناها إياه عند الفطار"‪ .‬في رواية‪:‬‬
‫"ونصنع لهم اللعبة من العهن‪ ،‬فنذهب بها معنا‪ ،‬فإذاا سأألونا الطعاما‬
‫أعطيناهم اللعبة تلهيهم‪ ،‬حتى يتموا صومهم "‪.‬‬
‫* يمكن تكريمهم على هذا الصياما بجلب الطعاما الذي يحبونه على‬
‫مائدة الفطار أو الخروج بهم في نزهة‪.‬‬

‫‪ -27‬تفطير الصائمين في البيت والمسجد والحارات الشعبية للسأر‬


‫الفقيرة‪ ،‬ويتم ذالك بمشاركة جميع الهل‪ ،‬فالنساء للعداد والطبخ‪،‬‬
‫والرجال للتوزايع والتقديم‪.‬‬

‫‪ -28‬السفر التعبدي للمسجد الحراما بمكة‪ ،‬والمسجد النبوي بالمدينة‪،‬‬


‫والمسجد القصى بالشاما‪ ،‬قريبا‪ -‬إن شاء الله‪ -‬والمكث بجوارها لعدة‬
‫أباما‪ ،‬وخصوصا في شهر رمضان المبارك‪.‬‬
‫* يستحب تذكيرهم بسيرة النبي صلى الله عليه وسألم ومواقفه‬
‫الشريفة‪ ،‬ومآَثر صحابته الكراما وبذلهم وتضحياتهم من أجل دينهم‬
‫في كل موقف وعند آية مناسأبة‪ ،‬واسأتغلل البقاع للتذكير بالوقائع‬
‫من غير تكلف أو إحداث‪.‬‬

‫‪ -29‬بث روحا التنافس بين البناء الذكور على المسابقة إلى المسجد‬
‫والحرصا على الصف الول‪ ،‬وإعداد جدول لهم بذلك‪ ،‬لتكريم المثابر‬
‫الفائز‪ ،‬ومحاسأبة المقصر العاجز‪.‬‬
‫* يمكن التنسيق مع إماما المسجد للثناء على الفائز وتكريمه والدعاء‬
‫له‪.‬‬

‫‪ -30‬خروج الهل للعبادات التي يشرع للجميع الخروج إليها كصلة‬


‫العيدين والسأتسقاء‪ ،‬حتى وإن كانت النساء قد أصبن بالعذار‬
‫الشرعية كالحيض والنفاس ليدركن الخير مع الناس‪.‬‬
‫عن ابن عباس‪ -‬رضي الله عنهما‪ -‬قال‪" :‬كان رسأول الله صلى الله‬
‫عليه وسألم‪ -‬يأمر بناته ونسائه أن يخرجن في العيدين((‪.‬‬
‫‪ -31‬تدريبهم على الصدقة والبذل في سأبيل الله تعالى وإعطاء‬
‫الفقراء والمساكين من مال الله الذي آتاهم‪.‬‬
‫فعندما يرى الوالد مسكينا أو فقيرا‪ ،‬فإنه يعطي أحدا من أهل البيت‬
‫مبلغا من المال‪ ،‬ويأمره أن يعطيه للفقير‪ ،‬ويحتسب الجر وهكذا‬
‫يربي فيهم حب البذل والعطاء والنفاق في سأبيل الله تعالى‪.‬‬
‫* الذكور مع الذكور‪ ،‬والناث مع الناث‪.‬‬

‫‪ -32‬تجهيز صندوق خيري جميل المنظر لجمع المال للمشاركة في‬


‫أفعال الخير‪ ،‬ويأمرهم بوضع المال فيه‪ ،‬ويوضع في مكان بارزا‬
‫ومناسأب في البيت‪.‬‬
‫ويحتوي هذا الصندوق على عدة خانات‪ ،‬فمنها جزء للمشاركة في بناء‬
‫المساجد‪ ،‬وآخر للدعوة إلى الله تعالى‪ ،‬وآخر لطباعة الكتب‪ ،‬وآخر‬
‫لكفالة اليتاما ورعايتهم‪ ،‬وآخر لمجالت خيرية ودعوية مختلفة‪.‬‬
‫* يمكن للضيوف المشاركة والمساهمة فيه‪.‬‬
‫* يفتح الصندوق‪ -‬بعد حين‪ -‬بمحضر الجميع‪ ،‬ويشاركون جميعا في عد‬
‫المال‪ ،‬وتوزايعه‪ ،‬ليتولد فيهم حب العمل الجماعي‪.‬‬

‫‪ -33‬القياما بعمرة جماعية مع الهل‪ ،‬وتعليمهم شعائر ومشاعر هذا‬


‫النسك المبارك‪.‬‬
‫كانت أسأماء بنت أبي بكر‪ -‬رضي الله عنهما‪ -‬إذاا مرت بالحجون‪،‬‬
‫تقول‪" :‬صلى الله علي رسأوله وسألم‪ ،‬لقد نزلنا هاهنا ونحن يومئذ‬
‫خفاف الحقائب‪ ،‬قليل ظهرنا‪ ،‬قليلة أزاوادنا‪ ،‬فاعتمرت أنا وأختي‬
‫عائشة والزبير وفلن وفلن‪.(( ..‬‬

‫‪ -34‬الحج مع حملة مناسأبة أو مع مجموعة مباركة تتميز بحسن‬


‫السأتقامة‪ ،‬وجدية اللتزاما ‪ ،‬مع أهمية التركيز على النشاطا الدعوي‬
‫في هذه الرحلة المباركة‪.‬‬
‫عن ابن عباس‪ -‬رضي الله عنهما‪ -‬عن النبي صلى الله عليه وسألم‬
‫لقي ركبا بالروحاء‪ ،‬فقال‪) :‬من القوما( قالوا‪ :‬المسلمون‪ .‬فقالوا‪:‬‬
‫من أنت؟ قال‪) :‬رسأول الله! فرفعت إليه امرأة صبيا‪ ،‬فقالت‪ :‬ألهذا‬
‫حج؟ قال‪) :‬نعم‪ ،‬ولك أجر(‪.‬‬

‫‪ -35‬متابعتهم على الذاكار اليومية )الذكر المطلق‪ -‬والذكر المقيد‬


‫بزمان أو مكان أو عدد أو صفة( كأذاكار الصباحا والمساء وأدبار‬
‫الصلوات والحوال والمناسأبات‪ ،‬وإشعارهم بأهميتها‪ ،‬وما يترتب‬
‫عليها من حفظ وصيانة في الحياة الدنيا‪ ،‬وأجور عظيمة وحسنات‬
‫كريمة في الدار الخرة‪.‬‬
‫ويكون ذالك بالسؤال عنها‪ ،‬والتذكير بها‪ ،‬وليقاعها أمامهم‪ ،‬وبالمدحا‬
‫لمن فعلها‪ ،‬والثناء على من قاما بها‪.‬‬
‫عن ابن عباس‪ -‬رضي الله عنهما‪ -‬عن جويرية‪ -‬رضي الله عنها؛ أن‬
‫النبي صلى الله عليه وسألم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح‪،‬‬
‫وهي في مسجدها‪ ،‬ثم رجع بعد أن أضحى‪ ،‬وهي جالسة‪ ،‬فقال‪)) :‬ما‬
‫زالت على الحال التي فارقتك عليها؟! قالت‪ :‬نعم‪.‬قال النبي صلى‬
‫الله عليه وسألم‪)) :‬لقد قلت بعدك أربع كلمات‪ ،‬ثلث مرات لو وزانت‬
‫بما قلت منذ اليوما لوزانتهن‪ :‬سأبحان الله وبحمده‪ ،‬عدد خلقه‪ ،‬ورضا‬
‫نفسه وزانة عرشه‪ ،‬ومداد كلماته((‪.‬‬

‫وعن علي‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬أن فاطمة‪ -‬رضي الله عنها‪ -‬اشتكت ما‬
‫تلقى من الرحى في يدها‪ ...‬فقال رسأول الله صلى الله عليه وسألم‬
‫لهما‪" :‬أل أعلمكما خيرا مما سأألتما؟ إذاا أخذتما مضاجعكما‪ ،‬أن تكبرا‬
‫الله أربعا وثلثين‪ ،‬وتسبحاه ثلثا وثلثين‪ ،‬وتحمداه ثلثا وثلثين‪ ،‬فهو‬
‫خير لكما من خادما((‪.‬‬

‫‪ -36‬مشاركة الجيران في أفراحهم وأتراحهم‪ ،‬بل حتى في الطعاما‬


‫والشراب‪ ،‬وطبعهم على هذا الخلق الجم‪ ،‬وهذه المشاركة الفعالة‪.‬‬
‫عن أبي ذار‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬قال‪ :‬قال رسأول الله صلى الله عليه‬
‫وسألم‪" :‬إذاا صنعت مرقة فاكثر ماءها‪ ،‬ثم انظر أهل بيت من جيرانك‬
‫فأصبهم منه بمعروف "‪.‬‬

‫‪ -37‬تحذيرهم من الحراما‪ ،‬والخذ على يد مرتكبه‪ ،‬وتذكيرهم‬


‫بالمراقبة اللهية لهم‪ ،‬والمعاقبة الربانية على قبح فعلهم‪ ،‬ليستقر‬
‫في نفوسأهم شناعة الحراما‪ ،‬وقبح الجراما‪ ،‬وسأوء السيئات والثاما‪.‬‬
‫عن أبي هريرة‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬قال‪ :‬أخذ الحسن بن علي‪ -‬رضي الله‬
‫عنهما‪ -‬تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه‪ ،‬فقال رسأول الله‬
‫صلى الله عليه وسألم‪ ":‬كخ‪ ..‬كخ‪ ،‬ارما بها أما علمت أنا ل نأكل‬
‫الصدقة "‪.‬‬
‫وعن عائشة‪ -‬رضي الله عنها‪ -‬قالت‪ :‬قلت للنبي صلى الله عليه‬
‫وسألم حسبك من صفية كذا وكذا‪ -‬تعني‪ :‬قصيرة‪ -‬فقال‪" :‬لقد قلت‬
‫كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجتها "‪.‬‬

‫‪ -38‬ترغيبهم في التصدق بما هو قديم ونافع كالملبس القديمة‪،‬‬


‫والواني المستخدمة‪ ،‬والثاث المستعمل على المحتاجين لها‬
‫والراغبين فيها‪ ،‬بدل من إلقائها‪ ،‬والتخلص منها‪.‬‬

‫‪ -39‬تحذيرهم من التبذير والسأراف في مأكلهم ومشربهم وملبسهم‬


‫ومركبهم ومسكنهم وجميع شؤونهم‪.‬‬
‫* مثاله‪ :‬أن يأكل كل واحد منهم ما يسقط منه من طعاما طيب على‬
‫سأفرة الطعاما حتى ل يرمى في القمامات‪.‬‬
‫عن جابر‪ -‬رضى الله عنه‪ -‬قال‪ :‬قال رسأول الله صلى الله عليه‬
‫وسألم‪" :‬إذاا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها‪ ،‬فليمط ما كان بها من أذاى‪،‬‬
‫وليأكلها‪ ،‬ول يدعها للشيطان ‪.‬‬
‫* أو جمع ما يبقى من طعاما لتأكله الحيوانات الليفة المستأنسة أو‬
‫الطيور كالحماما والدجاج‪ ،‬فـ" في كل كبد رطبة أجر"‪.‬‬

‫‪ -40‬متابعتهم على العمال الحميدة والقوال المفيدة في مسلكهم‬


‫اليومي‪ ،‬والحرصا على تحليهم بالداب الشرعية كآَداب الطعاما‬
‫والشراب واللباس والنوما والسأتئذان والدخول و الركوب‪.‬‬
‫ويشمل ذالك تعليمهم إياها‪ ،‬وتعويدهم عليها‪ ،‬وتذكيرهم بها‪،‬‬
‫وترغيبهم فيها‪.‬‬
‫عن عمر بن أبي سألمة‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬قال‪ :‬كنت غلما في حجر‬
‫رسأول الله صلى الله عليه وسألم‪ ،‬وكانت يدي تطيش في الصحفة‪،‬‬
‫فقال لي رسأول الله صلى الله عليه وسألم‪ :‬يا غلما سأم الله‪ ،‬وكل‬
‫بيمينك‪ ،‬وكل مما يليك ‪.‬‬

‫‪ -41‬السأتفادة من كل شيء يمكن أن يستغل قبل طرحه ونبذه‪،‬‬


‫ليتعلم الهل المحافظة على ما لديهم من ممتلكات‪ ،‬ويسلموا من‬
‫التبذير والسأراف‪.‬‬
‫عن أبي حازاما‪ ،‬قال‪ :‬سأألت سأهل بن سأعد‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬فقلت‪:‬‬
‫هل أكل رسأول الله صلى الله عليه وسألم النقي؟ فقال سأهل‪ :‬ما‬
‫رأى رسأول الله صلى الله عليه وسألم النقي من حين ابتعثه الله حتى‬
‫قبضه‪ .‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬هل كانت لكم في عهد رسأول الله صلى الله‬
‫عليه وسألم مناخل؟ قال‪ :‬ما رأى رسأول الله صلى الله عليه وسألم‬
‫منخل من حين ابتعثه الله حتى قبضه‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬كيف كنتم تأكلون‬
‫الشعير غير منخول؟ قال‪ :‬كنا نطحنه وننفخه‪ ،‬فيطير ما طار‪ ،‬وما‬
‫بقي ثريناه فأكلنا فأكلناه " ‪.‬‬
‫وعن أنس بن مالك‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬قال‪) :‬أتي النبي صلى الله عليه‬
‫وسألم بتمر عتيق‪ ،‬فجعل يفتشه‪ ،‬يخرج السوس منه(‪.‬‬
‫وفي رواية‪) :‬كان يؤتي بالتمر فيه دود‪ ،‬فيفتشه‪ ،‬يخرج السوس منه(‪.‬‬

‫‪ -42‬حثهم على اقتطاع يومي أو أسأبوعي‪ -‬ولو كان قليلً‪ -‬من‬


‫مصروفهم للمشاركة في أفعال الخير والحسان‪ ،‬ويمكن تسميته‬
‫بالتوفير الخيري مثلً‪.‬‬

‫‪ -43‬تعويدهم على النظافة العامة الداخلية والخارجية مع النفس‬


‫ومع الخرين في البيت وخارجه‪.‬‬
‫وليرفع شعار‪) :‬دع المكان أحسن مما كان‪ ،‬قدر المكان‪ ،‬فإن لم يكن‬
‫بالمكان فكما كان(‪.‬‬
‫* ما أجمل أن ترى رب أسأرة مع أسأرته يقومون بتنظيف حديقة عامة‬
‫مما فيها من القاذاورات بعد أن جلسوا فيها وتمتعوا بها!‬
‫‪ -44‬أن يجعل لكل فرد في السأرة دفتر )كشكول( للفوائد )كناشة‬
‫معلومات متنوعة( يسجل فيها التجارب والمواقف والنطباعات‬
‫والملحظات‪ ،‬وما يقف عليه من حكم وأحكاما‪ ،‬ومشاعر وأشعار‪،‬‬
‫وسأير وآثار‪ ،‬وقصص وأخبار؛ فالمعلومة صيد ‪ ،‬والكتابة قيد‪ ،‬فقيد‬
‫صيودك بالحبال الواثقة‪.‬‬

‫‪ -45‬تنمية مهاراتهم وهواياتهم المفيدة‪ ،‬وربطها بالشرع كالسباحة‬


‫لتقوية الجسم على طاعة الله تعالى‪ ،‬وكالرمي لنه من إعداد القوة‬
‫على أعداء الله‪ ،‬وكالسباق للسأتعانة به على طرد الخمول والكسل‬
‫لتنشيط النفس إلى ما يقرب من الله تعالى‪.‬‬
‫عن سألمة بن الكوع‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬مر النبي صلى الله عليه وسألم‬
‫على نفر من أسألم ينتضلون‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه وسألم‪:‬‬
‫))ارموا بني إسأماعيل‪ ،‬فإن أباكم كان راميا‪ ،‬ارموا وأنا مع بني‬
‫فلن((‪ .‬قال‪ :‬فأمسك أحد الفريقين بأيديهم‪ ،‬فقال رسأول الله صلى‬
‫الله عليه وسألم‪ )):‬ما لكم ل ترمون(( قالوا‪ :‬كيف نرمي وأنت معهم؟‬
‫قال النبي صلى الله عليه وسألم‪) :‬ارموا فأنا معكم كلكم(‪.‬‬

‫‪ -46‬تنبيه الهل على المحافظة على الحيوانات التي ل ضرر منها‪،‬‬


‫ونهيهم عن التعدي عليها والضرار بها‪.‬‬

‫فعن عبدالله بن مسعود‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬أن النبي صلى الله عليه‬
‫وسألم نزل منزلً‪ ،‬فأخذ رجل بيض حمرة‪ ،‬فجاءت ترف على رأس‬
‫رسأول الله صلى الله عليه وسألم فقال‪) :‬أيكم فجع هذه بيضتها؟!‬
‫فقال رجل‪ :‬يا رسأول الله أنا‪ ،‬أخذت بيضتها‪ ،‬فقال النبي صلى الله‬
‫عليه وسألم‪) :‬اردده‪ ،‬رحمة لها(‪.‬‬

‫‪ -47‬تنبييهم إلى إتلف المحرمات التي يرونها ويقعون فيها كطمس‬


‫الصور المحرمة التي تأتي على المستهلكات اليومية‪ ،‬وكنقض‬
‫الصلبان التي يرونها ويطلعون عليها‪.‬‬

‫عن أبي الهياج السأدي قال‪ :‬قال لي علي بن أبي طالب‪ -‬رضي الله‬
‫عنه‪ :‬أل أبعثك على ما بعثني عليه رسأول الله صلى ‪) :‬أن ل تدع تمثال ً‬
‫إل طمسته‪ ،‬ول قبرا مشرفا إل سأويته‪ ،‬ول صورا إل طمستها(‪.‬‬

‫‪ -48‬غرس عظمة كتاب الله في قلوبهم وزارع محبته ورهبته في‬


‫صدورهم‪ ،‬وتحذيرهم من امتهانه أو إهانته أو السأتهانة به‪ ،‬وتذكيرهم‬
‫بآَداب تلوته‪ ،‬وأحكاما قراءته وطرق صيانته والمحافظة عليه وعدما‬
‫العبث به‪.‬‬
‫‪ -49‬تعويدهم على الكرما والبذل عند حضور الضياف‪ ،‬بالحرصا على‬
‫مشاركتهم في الترحيب بالضيوف وخدمتهم‪ ،‬ومد يد العون لهم‬
‫والمشاركة في إعداد قراهم وإكرامهم والجلوس معهم للسأتفادة‬
‫منهم‪.‬‬

‫‪ -50‬طبعهم على الشجاعة والبسالة والقداما‪ ،‬وتحذيرهم من الخوف‬


‫والجبن والخور والنهزاما‪ ،‬والعتراف بالحق ولو كان مرا ومضرا‪.‬‬

‫* يمكن إسأقاطا بعض العقوبات عن المخطئ‪ -‬في بعض المرات‪-‬‬


‫جزاء اعترافه بالحق وإقراره بالذنب‪.‬‬

‫‪ -51‬تنبيههم إلى احتراما ممتلكات الخرين والحرصا على المحافظة‬


‫عليها‪ ،‬وعدما التعدي عليهم فيها‪ ،‬سأواء في المور والشياء المشاعة‬
‫للجميع أو الخاصة بالفراد‪.‬‬
‫عن أنس‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬قال‪" :‬كان النبي صلى الله عليه وسألم عند‬
‫بعض نسائه‪ ،‬فأرسألت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعاما‪،‬‬
‫فضربت التي عندها النبي صلى الله عليه وسألم في بيتها يد الخادما‪،‬‬
‫فسقطت الصحفة‪ ،‬فانفلقت؛ فجمع النبي صلى الله عليه وسألم فلق‬
‫الصحفة ثم جعل يجمع فيها الطعاما الذي كان في الصحفة‪ ،‬ويقول‪:‬‬
‫)غارت أمكم( ثم حبس الخادما حتى أتي بصحفة من عند التي هو في‬
‫بيتها‪ ،‬فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها‪ ،‬وأمسك‬
‫المكسورة في بيت التي كسرت فيه((‪.‬‬

‫‪ -52‬ترغيبهم في الدعاء لنفسهم والدعاء لغيرهم مبتدئين بالوالدين‬


‫والقربين‪ ،‬وخصوصا حال الملمات والنكبات‪ ،‬وتذكيرهم بأهمية‬
‫الدعاء للسألما والمسلمين في المشارق والمغارب‪ ،‬ليكون ذالك ديدنا‬
‫لهم وطبعا فيهم‪.‬‬

‫‪ -53‬تقسيم أعمال البيت بينهم‪ ،‬وتحديد المسؤوليات فيه‪ ،‬وتعويدهم‬


‫على المشاركة في أعماله‪ ،‬والمساهمة في القياما بشؤونه‪ ،‬ومن‬
‫عجز عن تقديم العون لغيره‪ ،‬فل أقل من أن يقوما بشأن نفسه من‬
‫ترتيب وتنظيف حتى ل يكون كل على غيره معتمدا على سأواه‪.‬‬
‫عن السأود‪ ،‬قال‪ :‬سأألت عائشة‪ -‬رضي الله عنها‪ :-‬ما كان يصنع النبي‬
‫صلى الله عليه وسألم في أهله؟ فقالت‪ :‬كان يكون في مهنة أهله‪،‬‬
‫فإذاا حضرت الصلة خرج "‪.‬‬

‫وقالت‪)) :‬يخصف نعله‪ ،‬ويعمل ما يعمل الرجل في بيته((وفي رواية‪:‬‬


‫قالت‪)) :‬ما يصنع أحدكم في بيته‪ :‬يخصف النعل‪ ،‬ويرقع الثوب‪،‬‬
‫ويخيط((‪ .‬وفي رواية‪)) :‬كان بشرا من البشر؛ يفلي ثوبه‪ ،‬ويحلب‬
‫شاته((‪.‬‬
‫‪ -54‬تعليم البناء فنون البيع والشراء وضوابطه وطرائقه‪ ،‬وإكسابهم‬
‫الثقة في أنفسهم منذ الصغر عليه‪.‬‬

‫‪ -55‬تعويدهم على النوما مبكرا‪ ،‬وتحذيرهم من السهر طويلً‪،‬‬


‫وطبعهم على السأتيقاظ المبكر قبل صلة الفجر لصلة الوتر‬
‫والسأتغفار؛ فقد كان رسأول الله صلى الله عليه وسألم يكره النوما‬
‫قبل العشاء والحديث بعده‪.‬‬

‫‪ -56‬إشغالهم ببعض العمال الحرفية النافعة كالنجارة والسباكة‬


‫والزراعة بالنسبة للذكور‪ ،‬وكالخياطة والحياكة والتطريز بالنسبة‬
‫للناث‪ ،‬وملء أوقات فراغهم بها‪.‬‬

‫‪ -57‬تعليمهم الرقية الشرعية وضوابطها‪ ،‬فيتعلمون كيف يرقو‬


‫المريض نفسه‪ ،‬أو كيف يقرأ بالتعاويذ الشرعية من الكتاب والسنة‬
‫على غيره‪.‬‬

‫عن عائشة‪ -‬رضي الله عنها‪ -‬قالت‪ :‬أن النبي صلى الله عليه وسألم‬
‫كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذاات‪ ،‬فلما‬
‫ثقل كنت أنفث عليها بهن‪ ،‬وأمسح بيد نفسه لبركتها‪ .‬وفي رواية‪:‬‬
‫)فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذالك به(‪.‬‬
‫وعنها‪ -‬رضي الله عنها‪ -‬أن النبي صلى الله عليه وسألم كان يعوذا‬
‫بعض أهله‪ ،‬يمسح بيده اليمنى‪ ،‬ويقول‪) :‬اللهم رب الناس أذاهب‬
‫البأس ‪.((..‬‬

‫‪ -58‬جمع الوراق والدفاتر والكتب والجرائد التي يوجد بها آيات‬


‫كريمة أو أحاديث نبوية لم تعد تصلح للسأتعمال تمهيدا للتخلص منها‬
‫بطريقة صحيحة كالحرق والدفن‪ ،‬وهذا العمل‪ -‬على صغره يربي‬
‫الهل على احتراما كلما الله وتقديسه‪ ،‬وعدما إهانته وتدنيسه‪.‬‬
‫*‪ -‬يمكن اسأتخداما قصاصة‪ -‬فرامة‪ -‬الورقة لهذه المهمة‪.‬‬

‫‪ -59‬أن يعود أهل بيته على التواضع ولين الجانب كالكل مع الخادما‪،‬‬
‫والجلوس معه‪ ،‬والحديث إليه‪ ،‬وإدخال السرور عليه‪ ،‬والمشاركة له‬
‫في أفراحه وأتراحه‪ ،‬وخصوصا حال مرضه وسأقمه أو حنينه وحزنه‪.‬‬
‫عن أبي هريرة‪ -‬رضي الله عنها‪ -‬عن النبي صلى الله عليه وسألم‬
‫قال‪) :‬إذاا أتى أحدكم خادمه بطعامه‪ ،‬فإن لم يجلسه معه‪ ،‬فليناوله‬
‫أكلة أو أكلتين‪ ،‬أو لقمة أو لقمتين‪ ،‬فإنه ولي حره وعلجه((‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مشاركتهم في الدعوة إلى الله تعالى‬


‫قال تعالى‪} :‬ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف‬
‫وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون{ ]آل عمران‪.[104 :‬‬
‫‪ -60‬تشجيع الهل على الدعوة إلى الله تعالى في أوسأاطهم التي‬
‫يخالطون فيها غيرهم كالمدارس والقرابة والجيران والصحاب‪،‬‬
‫وينبغي مساعدتهم على ذالك بمدهم بالشرطة والكتيبات والمطويات‬
‫وإعلنات المحاضرات‪ ،‬وغيرها من السبل المشروعة للدعوة إلى الله‬
‫تعالى‪.‬‬
‫عن سأهل بن سأعد‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬قال‪ :‬قال النبي صلى الله عليه‬
‫وسألم لعلي‪ -‬رضي الله عنه يوما خيبر‪)) :‬انفذ على رسألك حتى تنزل‬
‫بساحتهم‪ ،‬ثم ادعهم إلى السألما‪ ،‬وأخبرهم بما يجب عليهم من حق‬
‫الله فيه‪ ،‬فو الله لن يهدي الله بك رجل ً واحدا خير لك من أن يكون‬
‫لك حمر النعم((‪.‬‬

‫‪ -61‬حثهم على المشاركة في المجلت السألمية بالكتابة فيها‪،‬‬


‫والنقد الهادف لها‪ ،‬وبالنصيحة المخلصة للقائمين عليها‪ ،‬وبالدعاية‬
‫إليها‪ ،‬وغير ذالك من وجوه المشاركة فيها‪.‬‬

‫‪ -62‬إشراكهم في البرامج الدعوية التي يقوما عليها رب السأرة‪،‬‬


‫ويمكن اسأتغلل طاقاتهم في ذالك‪ ،‬وتربيتهم على المشاركة الفعالة‬
‫في وجوه النشطة الدعوية‪ ،‬مثل‪ :‬إعداد الرسأائل وترتيب الشرطة‬
‫وفهرسأتها وتصنيف الكتب وترتيبها وتنظيم المكتبات والعناية بها‪.‬‬

‫‪ -63‬تدريبهم على كتابة الردود الصحيحة على القلما القبيحة‬


‫المفسدة التي تشذ عن الحق وتوغل في الباطل‪ ،‬وإرسأال مقالتهم‪-‬‬
‫بعد تنقيحها‪ -‬إلى الجرائد والمجلت التي تنشر ذالك الزيف أو غيرها‬
‫ليعلو صوت الحق‪ ،‬ولتستبين سأبيل المجرمين‪.‬‬

‫‪ -64‬إرسأال الرسأائل الدعوية لهواة المراسألة الذين يظهرون في‬


‫الجرائد والمجلت مع بعض الكتيبات والمطويات‪ ،‬وإعداد برنامج‬
‫دعوي متكامل لهذه الوسأيلة الدعوية الناجحة‪ ،‬كل بحسبه؛ الرجال مع‬
‫الرجال‪ ،‬والنساء مع النساء‪.‬‬

‫‪ -65‬كتابة رسأائل النصح والوعظ والتذكير لمن عرف عنه إشاعة‬


‫المنكر بين الناس كالممثلين والممثلت والمطربين والمطربات‬
‫وكتاب الشعر الرخيص المبتذل‪ ،‬فلعله ينجو بها ناج‪ ،‬ومعذرة إلى الله‪،‬‬
‫ولعلهم يهتدون أو يرتدعون‪.‬‬

‫‪ -66‬تشجيعهم على كتابة المقالت المفيدة المختصرة للمشاركة بها‬


‫في مدارسأهم كطابور الصباحا والحفلت والنشطة المدرسأية‪.‬‬
‫‪ -67‬غرس شعيرة المر بالمعروف والنهي عن المنكر في قلوبهم‪،‬‬
‫وذالك بممارسأته أمامهم‪ ،‬وترغيبهم فيه‪ ،‬وحثهم عليه عند حدوث ما‬
‫يستدعيه‪.‬‬

‫قال تعالى‪) :‬يا بني أقم الصلة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر‬
‫واصبر على ما أصابك إن ذالك من عزما المور{ ]لقمان‪[17:‬‬
‫* كم هو الثر بالغ في قلب رجل مدخن عندما يأتي إليه طفل صغير‬
‫يحذره منه وينهاه عنه!‬
‫* وكم هي السأتجابة من شابة غافلة تستمع للمعازاف والغاني‬
‫عندما تأتيها طفلة صغيرة تذكر لها حرمته وتنذرها من خطورتها!‬

‫‪ -68‬إشغالهم بأحوال العالم السألمي وقضاياه ومشاكله‪،‬حتى‬


‫ينشغلوا بالعظائم والمهمات‪ ،‬ول يلتفتوا إلى التوافه والمحقرات‪،‬‬
‫وتتولد لديهم عاطفة إيمانية للمؤمنين وولء قلبي للمسلمين‪.‬‬
‫فعلى قدر الهمم تكون الهموما‪ ،‬ومن حلق فوق النجوما فلن يقنع بما‬
‫دونها‪.‬‬
‫قال رسأول الله صلى الله عليه وسألم لعائشة‪ -‬رضي الله عنها‪)) :‬يا‬
‫عائشة! لول حدثان قومك بالكفر لنقضت البيت حتى أزايد فيه من‬
‫الحجر‪ ،‬فإن قومك قصروا في البناء((‪.‬‬

‫‪ -69‬رصد سألبيات وإيجابيات المجتمع‪ ،‬وما يحدث في الواقع من‬


‫أحداث ووقائع‪ ،‬وبعث نتائجها إلى العلماء والمشايخ ليكونوا على علم‬
‫جامع بحقيقة الواقع‪ ،‬وحتى يكون حلهم أنفع وعلجهم أنجع‪.‬‬

‫‪ -70‬إعداد درس نسائي أسأبوعي أو على القل شهري في البيت‪،‬‬


‫فتدعى له الجارات والقريبات والمعارف‪ ،‬وتلقي فيهن إحدى‬
‫الداعيات درسأئا فيما يخص النساء‪ ،‬ومهفة أهل البيت العداد له‬
‫والسأتفادة منه‪ ،‬فينمو لديهم الحس الدعوي‪ ،‬والحرصا على بذلك‬
‫الخير للغير‪.‬‬

‫‪ -71‬تعويدهم على الخطابة وإلقاء المواعظ‪ ،‬وتنبيههم إلى آداب‬


‫ووسأائل مواجهة الناس والتأثير فيهم‪ ،‬من خلل تكليف أحدهم بإعداد‬
‫موعظة قصيرة تلقى على الهل‪ ،‬ويتم تقويم الموعظة وأسألوبها‬
‫وإبداء السلبيات واليجابيات عليها من الجميع‪.‬‬
‫* ينبغي التنبيه على أهمية رفع الروحا المعنوية للملقي‪ ،‬وغرس‬
‫الثقة في النفس‪ ،‬دون الوصول به إلى الغرور والعجاب بالنفس‪.‬‬

‫‪ -72‬توزايع الكتيبات والمطويات والشرطة النافعة على الناس عند‬


‫إشارات المرور‪ ،‬فحالما يقف الوالد بمركبته بجوار غيره‪ ،‬فإن أحد‬
‫البناء يعطيه كتابا أو شريطا مع ابتسامة صادقة ولمسة حانية‪ ،‬ثم إذاا‬
‫تحركت المركبة فإن الوالد يدعو بالهداية لمن أخذ الهدية والهل‬
‫يؤمنون ليتعلم الهل الدعاء مع الدعوة‪.‬‬

‫‪ -73‬اعتاد القرابة والجيران والصدقاء في زاياراتهم لبعضهم في‬


‫المناسأبات وغيرها أخذ شيء من الهدايا كالمأكولت والمشروبات‬
‫والملبوسأات‪ ،‬وهذا حسن‪ ،‬والحسن منه أن يربي الوالد أهل بيته في‬
‫هذه الزيارات على أخذ جملة من الشرطة والكتب كهدية مختلفة عما‬
‫ألفه الناس‪ ،‬ليربي أهله على الدعوة إلى الله تعالى ونشر الخير بين‬
‫أولى الناس بهم‪.‬‬
‫* يوجد بالتسجيلت والمكتبات السألمية الكثير من السلسأل العلمية‬
‫التي أعدت بشكل جميل ومناسأب للهداء‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬تهذيب نفوسأهم وتقويم سألوكهم‬


‫قال تعالى‪} :‬يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها‬
‫الناس والحجارة عليها ملئكة غلظ شداد ل يعصون الله ما أمرهم‬
‫ويفعلون ما يؤمرون{ ]التحريم‪.[6 :‬‬

‫‪ -74‬زايارة السأر الفقيرة‪ ،‬وتفقد أحوالهم‪ ،‬ومد يد المساعدة لهم‪.‬‬

‫وبهذه الزيارات تتحقق الصلت‪ ،‬وتقوى الروابط‪ ،‬وتنشأ المشاعر‬


‫الوجدانية اليمانية بين المجتمع الواحد‪ ،‬وينتج عنها أثر كبير في‬
‫قلوب الهل‪ ،‬فيعرفون نعم الله عليهم‪ ،‬ويقومون بشكرها‪ ،‬ويرضون‬
‫بما قسم الله لهم منها‪ ،‬ويمدون يد العون لخوانهم في الدين‪.‬‬

‫عن أبي هريرة‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬قال‪ :‬قال رسأول الله صلى الله عليه‬
‫وسألم‪)) :‬انظروا إلى من هو أسأفل منكم‪ ،‬ول تنظروا إلى من هو‬
‫فوقكم‪ ،‬فإنه أجدر أل تزدروا نعمة الله عليكم((‪.‬‬

‫‪ -75‬زايارة المرضى في المستشفيات‪ -‬إن أمنت الفتنة!‪ -‬ودور‬


‫النقاهة ومراكز العاقة‪ ،‬ليتعرف الهل على فضل الله عليهم بما‬
‫يشاهدون من مشاهد الحزن واللم التي يرونها بادية على وجوه أهل‬
‫البليا‪.‬‬
‫* يستحب أخذ بعض الهدايا للمرضى‪ ،‬وخصوصا من هم في مراكز‬
‫العاقة ودور النقاهة لطول مكثهم فيها‪.‬‬
‫ول أعني بالهدايا علب الحلوى وباقات الزهور‪ ،‬فالنفع منها قليل‪،‬‬
‫ولكن أقصد الهدايا التي تحيي القلوب وتشرحا الصدور‪ ،‬مثل الكتيبات‬
‫والمطويات‪.‬‬

‫‪ -76‬زايارة القبور‪ -‬للذكور‪ -‬وتشييع الجنائز‪ ،‬والسير معها إلى حيث‬


‫توارى الثرى‪.‬‬
‫فإذاا رأى الولد من أبنائه تقصيرا في طاعة الله أو تجرؤا على‬
‫معصيته‪ ،‬فليأخذ بأيديهم إلى هناك‪ ،‬ويذكرهم بمآَلهم بعد مفارقة‬
‫الدنيا‪.‬‬
‫فيا لهذه الزيارة‪ ...‬ما أعظم أثرها! وما أكبر عبرها!‬

‫‪ -77‬زايارة المدارس التي ينتسب لها البناء والبنات للوقوف على‬


‫سألوكياتهم وسألوكياتهن‪ ،‬وأبرزا مميزات شخصياتهم‪ ،‬والتعرف على‬
‫مواطن الخلل والزلل في أفعالهم وأقوالهم عندما يشعرون بتغيب‬
‫رقابة الوالدين عنهم‪.‬‬

‫‪ -78‬عندما يخطئ أحدهم خطأ عظيما ل يغتفر‪ ..‬فإن هناك أسألوبا‬


‫نبويا للتربية‪ ،‬قد غاب عن كثير من المربين‪ ،‬وهو هجر المخطئ لمدة‬
‫معينة من الزمن‪.‬‬
‫فبدل ً من القسوة في القول‪ ،‬والغلظة في الحديث‪ ،‬فلنتعلم أن‬
‫نقسو عليهم بالكف عن الحديث‪ ،‬والمتناع عن المعاملة‪.‬‬
‫* راجع قصة الثلثة الذين خلفوا في غزوة تبوك‪.‬‬

‫‪ -79‬هل جربت أيها الوالد أن تكتب لبنك أو زاوجتك أو لحد من أهل‬


‫بيتك رسأالة؟!‬
‫قد تقولي لي‪ :‬وما الداعي لذلك وهم معي ل يفارقونني؟! أقول‪:‬‬
‫جرب هذا‪ ..‬ول تنس أن تدعو لي عندما ترى النتيجة الباهرة!‬
‫فعندما ترى من أحدهم سألوكا خاطئا ل ترتضيه منه‪ ،‬ونصحته فلم‬
‫يأتمر ووعظته فلم ينزجر‪ ..‬فاكتب له ببراع النصيحة رسأالة مدبجة‬
‫بعبارات المحبة والشفاق‪ ،‬ثتم اذاكر بين ثناياها ما يأتي أو يذر من‬
‫أمر‪ ،‬وسأتجني‪ -‬بإذان الله‪ -‬ثمرة الرضا بعد غرس بذرة النصيحة‬
‫بالطريقة الصحيحة‪.‬‬

‫‪ -80‬الرحلت المشتركة مع مجموعة من السأر المحافظة على دينها‪،‬‬


‫والمتوافقة في التزامها‪ ،‬والمتجانسة في اسأتقامتها‪ ،‬ليشعر‬
‫المسلم الملتزما بعدما الغربة في طريقه‪ ،‬ويجد من يعينه عليه‪ ،‬ومن‬
‫يمضي معه فيه‪.‬‬
‫* يحسن إعداد برنامج دعوي متكامل خلل الرحلة‪ ،‬متزامنا ومتلزاما‬
‫مع جانب الترفيه والتسلية بالمباحا‪.‬‬

‫‪ -81‬اسأتغلل الرحلت الترفيهية والنزهات البرية أو البحرية أو‬


‫الجوية في تقوية اليمان في قلوبهم‪ ،‬وذالك بربطهم بخالقهم في‬
‫كل ما يرون ويسمعون ويعيشون‪ ،‬فيريهم الدنيا بمنظار الخرة‪،‬‬
‫فالجمال يذكر بالجنة وما فيها من نعيم وخيرات‪ ،‬والقبح والسوء يذكر‬
‫بنار السموما وما فيها من آفات ومهلكات‪.‬‬
‫فالجبال تذكر بقوة الله‪ -‬سأبحانه‪ -‬والسموات تخبر عن قدرته‪،‬‬
‫والبحار تنبئ عن عظمته‪ ،‬والسحاب يومئ إلى رحمته‪ ،‬وهكذا يعيش‬
‫المسلم مع أهله بقلب الحي المتيقظ‪.‬‬
‫يردد معهم دائما في تأمل وتدبر‪ ،‬وتذكر قوله تعالى‪} :‬هذا خلق الله‬
‫فأروني ماذاا خلق الذين من دونه{ ]لقمان‪.[11 :‬‬
‫والمعرض عن الله يعيش سأبهلل ً بحياة الغافل الجاهل البليد‪.‬‬

‫‪ -82‬النصيحة الجماعية للهل‪ ،‬ويتم ذالك بجمعهم ووعظهم وإسأداء‬


‫النصح لهم دون تخصيص لحد منهم‪ .‬وخصوصا للمور التي يشتركون‬
‫فيها جميعا‪ ،‬كالترغيب في الصدقة‪ ،‬والحسان للخرين‪ ،‬وبذل‬
‫المعروف لهم‪ ،‬وكف الذاى عنهم‪ ،‬والتحذير من سأوء المعتقدات‬
‫والقوال والفعال‪.‬‬

‫‪ -83‬النصيحة الفردية لحد أفراد السأرة‪ ،‬فعندما يرى رب السأرة من‬


‫أحدهم تقصيرا في حق ربه‪ ،‬أو خلل ً في أخلقه أو سأوءا في معاملته؛‬
‫فإنه ينفرد به عن غيره‪ ،‬ويسدي له النصيحة مدبجة بأعذب اللفاظ‬
‫وأرق العبارات وأخلص الكلمات‪.‬‬
‫وجنبني النصيحة في الجماعة‬ ‫تعمدني بنصحك في انفراد‬

‫‪ -84‬التربية من خلل الحداث والوقائع السارة والضارة التي تحدث‬


‫للسأرة‪.‬‬

‫فعندما يحصل للسأرة كفها أو لحد من أفرادها ما يكره‪،‬فإنه يرجع‬


‫ذالك للذنوب والسيئات والتقصير في حق الله تعالى‪ .‬وعندما يحدث‬
‫لهم ما يفرحهم‪ ،‬ويجلب السرور لهم‪ ،‬فإنه يحيل ذالك لكرما الله معهم‬
‫وفضله عليهم‪ ،‬ولعل أحدهم أحدث طاعة لله تعالى كان من نتائجها‬
‫توفيق الله لهم فيما يحبون وصرفه عنهم ما يكرهون‪.‬‬
‫وبذلك تتعلق القلوب بعلما الغيوب في نزول المكروه وحصول‬
‫المحبوب‪.‬‬

‫‪ -85‬تربية الهل بالمواقف في الزامات‪..‬كالصبر على المقدور‪،‬‬


‫والرضا بالقضاء‪ ،‬والثبات حتى الممات حال الملمات‪.‬‬

‫فرب السأرة قلبها ورأسأها‪ ،‬فإن اسأتقاما القلب تبعه القالب‪،‬وإذاا‬


‫جزع وفزع في البلء بالضراء‪ ،‬وطغى وبغى في البلء بالسراء‪ ،‬فأهل‬
‫البيت تبع له في أكثر الحوال في القوال والفعال‪ ،‬فهم يرونه بعين‬
‫المقتدي‪ ،‬ويلمحونه ببصر المهتدي‪ .‬فليتق الله كل مسؤول عن‬
‫أسأرته‪ ،‬فإنهم يقومون به‪ ،‬ويتأثرون بأقواله وأفعاله‪ ،‬ويقتفون بما‬
‫يصدر منه ويؤثر عنه‪.‬‬
‫‪ -86‬الهدايا مطايا المحبة‪ ،‬وبريد المودة‪ ،‬وسأبيل التأثر‪ ،‬فكم هدية‬
‫أرسألت من رب السأرة لحد أفرادها مشفوعة بنصيحة لطيفة في‬
‫كتاب أو شريط أو رسأالة أو كلما‪ ،‬فتح لها باب القبول‪ ،‬فالقلوب‬
‫مجبولة على محبة من أكرمها بالعطاء وتفضل عليها بالبذل والهداء‪.‬‬
‫عن أبي هريرة‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬عن النبي صلى الله عليه وسألم‪:‬‬
‫)تهادوا تحابوا(‪.‬‬

‫‪ -87‬فرض رسأومات مالية كعقوبة على كل من يتكلم بباطل أو يتفوه‬


‫بلغو حراما كسب وشتم ولعن وكذب وسأخرية‪ ،‬وتوضع تلك الرسأوما‬
‫في صندوق معين‪ ،‬ويجمع ما فيه‪ ،‬ويتصدق بما فيه على الفقراء‪ ،‬بعد‬
‫رضى الجميع‪ ،‬وقبولهم بالفكرة واقتناعهم بالطريقة‪.‬‬

‫‪ -88‬قد ينشغل رب السأرة عنهم في بعض الحوال لمدة طويلة من‬


‫الزمان‪ ،‬ويبتعد عنهم في المكان‪ ،‬وهنا يلزمه اسأتغلل الهاتف‬
‫للتصال بهم والسؤال عنهم ومتابعة شؤونهم‪ ،‬وليشعرهم أنه ما زاال‬
‫مهتما بهم وحريصا عليهم ومتابعا لقوالهم وأفعالهم‪.‬‬

‫‪ -89‬تسجيل الهل في المراكز الصيفية التي تقاما في الجازاات لما‬


‫فيها من تنمية للقدرات وتدريب على المهارات وإشغال للوقت بما‬
‫يعود عليهم بالخير في دنياهم وأخراهم‪ ،‬ومع وجوب حسن اختيار‬
‫القائمين عليها ومتابعتهم فيها‪.‬‬

‫‪ -90‬الزيارة الجماعية للقارب وذاوي الرحاما والجيران‪ ،‬وتذكير‬


‫الجميع بوجوب ذالك‪ ،‬وبيان الجور المترتبة عليها لمن أخلص لله‬
‫تعالى فيها‪.‬‬

‫‪ -91‬اصطحاب الب لبنائه الذكور معه في الذهاب والياب والمجالس‬


‫المباركة والزيارات النافعة‪ ،‬ليتعلم البناء كيف يعاملون الناس‬
‫ويجالسونهم ويستفيدون منهم ويتأثرون بهم ويؤثرون فيهم‪.‬‬

‫‪ -92‬عندما يهتم أحد أفراد السأرة بالسفر‪ ،‬فإنه يعطي بطاقة وصايا‬
‫مغلفة‪ ،‬يكتب فيها بعض الوصايا والتنبيهات‪ ،‬وبعض المحاذاير‬
‫والمخالفات‪ ،‬مع عبارات رقيقة‪ ،‬لتكون له زاادا مباركا في سأفره‪،‬‬
‫ليستعين بها على أمر دينه ودنياه‪.‬‬
‫مثل‪ :‬احفظ الله يحفظك‪ -‬اتق الله حيثما كنت‪ -‬احفظ بصرك من‬
‫المحرمات‪ -‬احذر جليس السوء‪ ...-‬ونحوها‪ ،‬وحبذا لو عطفت بهدية‬
‫مفيدة كمصحف صغير وكتاب أذاكار وبعض الشرطة المناسأبة‪..‬‬

‫‪ -93‬مداعبة الهل بالمباحا‪ ،‬وإدخال السرور عليهم بالحلل‪ ،‬ليعلموا‬


‫أن في ديننا فسحة وفي شريعتنا سأعادة وراحة‪.‬‬

‫عن أبي هريرة‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬قال‪)):‬كان رسأول الله صلى الله‬
‫عليه وسألم ليدلع لسانه للحسن بن علي‪ ،‬فيرى الصبي حمرة لسانه‪،‬‬
‫فيهبش إليه((‪ .‬وكسباق النبي صلى الله عليه وسألم‪ -‬لعائشة‪ -‬رضي‬
‫الله عنها‪ -‬في غزوتين من غزواته‪ ،‬وقولها لها‪)) :‬هذه بتلك‬
‫السبقة((‪ .‬وكإرسأاله البنات الجواري ليلعبن معها في بيته صلى الله‬
‫عليه وسألم‪.‬‬

‫‪ -94‬زايارة العلماء والدعاة وطلب العلم وأهل الخير والصلحا في‬


‫منازالهم وأماكن أنشطتهم الخيرية والدعوية‪ ،‬للتعلم منهم‪ ،‬والقتداء‬
‫بهم‪ ،‬والتعاون معهم‪.‬‬

‫‪ -95‬القدوة العملية ببر الوالدين والحسان إليهم‪ ،‬والبذل لهم‬


‫والرفق بهم والسماحة معهم‪ -‬إن كانوا أحياء‪ -‬لما لذلك من أثر‬
‫إيجابي في تربيتهم‪.‬‬

‫‪ -96‬تعليق السوطا في مكان بارزا في البيت‪ ،‬ليستشعر المخطئ‬


‫والمفرطا والمتعدي أن العقوبة له بالمرصاد إذاا زال أو ضل‪.‬‬
‫عن ابن عباس‪ -‬رضي الله عنهما‪ -‬قال‪ :‬قال رسأول الله صلى الله‬
‫عليه وسألم‪)) :‬علقوا السوطا حيث يراه أهل البيت‪ ،‬فإنه أدب لهم((‪.‬‬

‫‪ -97‬ترغيب الهل في الجلوس مع كبار السن للسأتفادة من خبراتهم‬


‫وتجاربهم في الحياة‪ ،‬والوقوف على طبيعة حياتهم وشديد معاناتهم‬
‫وتحملهم لشظف العيش‪ ،‬وخصوصا من غرف منهم بالحكمة والعقل‬
‫والتزان والدين والعلم‪.‬‬
‫عن ابن عباس‪ -‬رضي الله عنهما‪ -‬قال‪ :‬قال رسأول الله صلى الله‬
‫عليه وسألم‪)):‬البركة مع أكابركم((‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬قال‪ :‬قال رسأول الله صلى الله‬
‫عليه وسألم‪)) :‬من لم يرحم صغيرنا‪ ،‬ويعرف حق كبيرنا‪ ،‬فليس منا((‪.‬‬

‫‪ -98‬عندما يشتري الوالد سألعة مغشوشة كالفاكهة‪ ،‬فإنه يجمع أهله‬


‫ليريهم سأوء هذه الصنيع ويقبحه في أنظارهم‪ ،‬ثم يدعو بالصفح‬
‫والمغفرة لمن غشه من المسلمين‪ ،‬ويدعو له بالصلحا والهداية‪،‬‬
‫وأهله يؤمنون على دعائه‪ ،‬فيتعلم الهل منه الصفح والعفو لمن أسأاء‬
‫إليهم أو أخطأ عليهم‪ ،‬ويستشعرون شناعة الغش وقباحة التدليس‬
‫والتلبيس‪..‬‬

‫‪ -99‬الخروج مع الهل في ليلة مقمرة إلى فلة مأمونة خارج نطاق‬


‫العمران‪ ،‬ليريهم بديع صنيع الله في خلق السموات ونجومها‬
‫وأفلكها‪ ،‬ويذكرهم بظلمة القبور ووحشتها‪ ،‬وغير ذالك من المسائل‬
‫التربوية التي ينبغي أن يوقفهم عليها ويريبهم بها‪.‬‬

‫‪ -100‬تفريغ أحد المربين الصالحين لملزامة البناء وتربيتهم‬


‫وتعليمهم القرآن وآدابه‪ ،‬والعلم الشرعي وأحكامه‪ ،‬وطبعهم على‬
‫العادات الحميدة والخلق الكريمة‪ ،‬ويمكن إعداد برنامج مشترك‬
‫لمجموعة من السأر المتجانسة لكفالة هذا المربي للعناية بأبنائهم‪.‬‬

‫وأعتقد جازاما أن توفير هذا المربي أولى وأنفع من جلب الخادمات‬


‫في البيوت‪ ،‬فمتى ندرك أن قلوب وعقول أبنائنا أهم وأعظم من‬
‫أجسادهم وقوالبهم؟!‬

‫الخاتمة‬
‫أيها الكريم‪:‬‬

‫هذه عصارة الفكر‪ ،‬وخلصة التجربة‪ ،‬ونتيجة البحث والتلقي‪ ،‬تراها‬


‫بين يديك بعد أن أرسألت إليك‪.‬‬

‫فما وجدت فيها من خير وصواب‪ ،‬فهو من توفيق الكريم الوهاب‬


‫}وما توفيقي إل بالله عليه توكلت وإليه أنيب{ ]هود‪.[88 :‬‬

‫فعض عليها بالنواجذ‪ ،‬واقبض عليها بكف الحرصا‪ ،‬وكن بها عالما‪،‬‬
‫وبما فيها عاملً‪ ،‬وإليها داعيا وعليها صابرا‪ ،‬وادع لخيك بالقبول‬
‫والثواب‪.‬‬

‫وما وجدته فيها من خطأ وخطيئة‪ ،‬فاطرحه جانبا‪ ،‬وانبذه قصيا‪،‬‬


‫فالحق أحق أن يتبع‪ ،‬والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها‪،‬‬
‫وادع لخيك بالمغفرة لزلـله‪ ،‬والصفح عن خلله‪ ،‬واعلم أنها ذانوبه‬
‫التي أركسته‪ ،‬ومعاصيه التي كبلته‪ ،‬وخطاياه حالت بينه وبين الحق‪،‬‬
‫فكن له ناصحا‪ ،‬ومن المخالفة مخلصا‪ ،‬ولن تجد منه إل آذاانا صاغية‪،‬‬
‫وأكفا داعية‪..‬‬

‫وسألما من الله عليك‪ ،‬ورحمة منه إليك‪ -‬بفضله وكرمه‪ -‬وهو ذاو‬
‫الفضل العظيم‪ ،‬وصلى الله على رسأولنا الكريم وعلى آله الطيبين‬
‫الطاهرين‪.‬‬

‫وكتبه‬
‫عبد اللطيف بن هاجس‬
‫الغامدي‬

‫غفر الله له ولسأرته وتجاوزا‬


‫عنهم‬

‫جدة )‪ (21468‬صا‪ .‬ب )‬


‫‪(34416‬‬

You might also like