Professional Documents
Culture Documents
منهجية تحليل نص نظري - القصة
منهجية تحليل نص نظري - القصة
يعد فن القصة من الفنون التي وجدت طريقها إلى األدب العربي وأرست مكانتها بين الفنون حتى أصبحت تحتل مكانة
مرموقة بين األدباء والكتاب ،وعلى الرغم من قصر عمر القصة هذا اللون األدبي المبدع إال أنها بشكل من األشكال
استطاعت أن تزاحم وتنافس الشعر الذي يعد أحد األنماط األدبية اإلبداعية العتيقة على طول تاريخه الطويل والفسيح ،
وتكمن أهمية القصة في أنها شكل أدبي متميز قادر على معالجة أقوى القضايا الذاتية والنفسية والتاريخية
واالجتماعية.
و من الكتاب و النقاذ الذين إهتموا بالقصة ،الكاتب ( إسم الكاتب ) الذي أسهمت إبداعاته في إغناء و إثراء هذا الفن
األدبي.
فما القضية اإلشكالية التي سيعالجها الكاتب في نصه؟ و ما طرائق عرضها ؟ وما هي الوسائل الفنية و أساليب
اإلستدالل و البرهنة التي إعتمدها؟
قبل اإلجاب عن األسئلة نشير إلى أن النص مقالة نقذية تتألف عنوانها من (وحدتين ،ثالث وحداث لغوية) ،تركيبيا جاء
العنوان (جملة إسمية أو فعلية) ،ودالليا (شرح كل كلمة في العنوان) ،و يمكننا إفتراض موضوع النص الذي يحيلنا عليه
العنوان (فرضية النص).
إستهل الكاتب مقالته (تحليل الفقرة األولى) ،ثم إنتقل (تحليل الفقرة الثانية) ،وإنتهى الكاتب الى خالصة تفيد أن (تحليل
الفقرة األخيرة)
نستنتج مما سبق أن النص يتمحور حول قضية مركزية هي قضية (إستنتاج عام لتحليل الفقرات)
نالحظ على مستوى المعجم حضور حقلين دالليين:حقل دال على ( )...و حقل دال على ( ,)...فيما يخص األلفاظ التي
تعبر عن الحقل األول هي ( )...وأما األلفاظ التي تحيل عن الحقل التاني (,)...ومن خالل هذه األلفاظ يتضح هيمنة
األلفاظ الدالة على حقل ( .)...إذن فالعالقة التي تربط الحقلين هي عالقة ( تكامل ,تضاد ) ...ألن ( .)...و يتضح أن
المعجم الموظف هو معجم بسيط لكونه يشتمل على ألفاظ سهلة و لغة سلسة لتسهيل عملية التلقي ،دون أن ننسى
المفاهيم التي توسل بها الكاتب في مناقشة فكرته فنجد مفهوم ( :كلمات صعبة في النص ) .
بالنسبة للمنهج اإلستداللي نجد أن الكاتب قد إتبع في عرض قضيته تصميما محكما إعتمد في على الطريقة
(اإلستنباطية :من العام الى الخاص /إستقرائية من الخاص الى العام) ،كما نجد منهجا تاريخيا متمثال في قول الكاتب
(مثال على كلمات تحيل الى فترة زمنية) ،ناهيك عن المنهج الموضوعاتي و ذالك بإعتبار النص يعالج قضية أدبية هي
(الشعر،القصة،المسرحية)
و من األساليب التي توسل بها الكاتب في مناقشة موضوعه :التوكيد (مثال :إن ,)..النفي (مثال :ال ,لم ,)..الشرط
(مثال :إذا..فإن ,)..اإلستدراك (مثال :لكن )..اإلستفهام (مثال :لما ,كيف ,)..النداء (مثال :يا ,أيها ,)..األمر (مثال :عليك
أن ,)..التمني (مثال :يا ليتني...)..
كما تجدر اإلشارة إلى االتساق التركيبي المتواجد في المقالة :أدوات الربط (و ـ أو ـ ف ـ ثم )...واألسماء الموصولة
(الذي ـ التي ـ الذين )...وحروف التفسير (أي ـ أعني ـ أقصد )...وتحقق الربط عبر عملية الوصل بين متواليات النص ،وال
بد من الوقوف عند اإلتساق المعجمي فالتكرار اللفظي حاضر في (مثال على التكرار للكلمة) و أيضا نجد اإلتساق
بالترادف في (كلمة و مرادفها) و أخيرا اإلتساق عبر عالقة التضاد و التعارض في (كلمات و ضدها).
لقد حاول الكاتب في هذا النص أن يرصد لنا (ملخص عام للمقال) ،موضفا معجما توزعته (عدد الحقول الداللية مع ذكر
أسمائها وذك الحقل المهيمن) ،كما وظف مفاهيم نقذية و أدبية و إتبع طريقة (إستنباطية/إستقرائية) حيث إنطلق من
(العام الى الخاص/الخاص الى العام) ،وقد توسل بأساليب إستداللية متنوعة من (ذكر األساليب سالفة الذكر) قصد
إثباث أطروحته و الدفاع عنها
و خالصة الحديث أن فن القصة نوع أدبي فني حديث يمثل تطورا لألشكال األدبية القديمة كالحكاية و هو إطار ناقل
لنبض المجتمع والمنفتح على القضايا السياسية والفكرية ويمكن القول أن فن القصة هو إضافة لألدب العربي.